المحرر موضوع: مذكّرات الطبيب  (زيارة 26940 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #20 في: 2011-11-12, 18:27:56 »
دكتور وضّاح..... شكرًا جزيلًا لك...

فركتَ ملحًا على جرح.... النقط صارت لازمة لكل ما أكتب... أصبحتْ كإشارات الوزن في النوطة الموسيقية.......

أما بالنّسبة للألوان فإنّ ما يبدو كأنّه مقالة واحدة هو في الواقع أكثر من مقالة.... كتبتْ في أوقات مختلفة.... والألوان المتعدّدة للتمييز.......

والعنوان هو مذكّرات الطبيب وليست يوميّاته........ فأنا لا أدوّن أيّامي بانتظام........


يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل saaleh

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 67
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #21 في: 2011-11-12, 21:54:15 »
أما الملح على الجرح فمن خصائص الملح أنه معقِّم وإن آلم.
ويشهد الله أنني ما قصدت الإيلام وإنما ظننت نفسي قادراً على التوجيه والتعليم، وأحسب عندي بعض الخبرة فيما يتعلق بطريقة شد القارئ ووضع ما فيه تشويق وتحسين..

 أما النقاط فهي عادة جديدة ماكانت عندك سابقاً وباستطاعتك التغلب عليها

أما المقالة فقد كنت على ثقة أنها مقالات لا واحدة لكنني ماجرؤت على ذكر هذا..  و من أكبر الخطأ أن تضع ما كتبت متفرقاً في وعاء واحد،  ضع كل  مقالة وحدها واعطها حقها من الجمال والتأثير.. فالمقالات كاللوحات تحتاج كل لوحة  منها لإطار مختلف، ولإن وضعت لوحات جميلة مختلفة الموضوع وطريقة الرسم والمضمون في إطار واحد لأسأت لها جميعا.

هيا عد وضع لنا مقالتك السابقة من جديد في مداخلات جديدة ، كل مقالة على حدة.. والزم قواعد التنقيط والفواصل وسترى أنني سأستمتع بها جدا... وسأنطلق لأكتب بإذن الله ما يسعد قلبك

 أمر أخير

أنت كاتب موهوب.. ولا حاجة لترديد هذا. لذلك لم أذكره في مداخلتي السابقة ..
أريد لك أن تتحسن وأن تبدأ بكتابة أمور تستحق النشر وهذا يحتاج لهدوء وتركيز وصبر..

 هيا يا ابني، لا تعذبني

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #22 في: 2011-11-12, 21:57:52 »
اقتباس
أنت كاتب موهوب.. ولا حاجة لترديد هذا. لذلك لم أذكره في مداخلتي السابقة ..
أريد لك أن تتحسن وأن تبدأ بكتابة أمور تستحق النشر وهذا يحتاج لهدوء وتركيز وصبر..

ليتك تذكر هذا لوالدي......... والدي لم يقرأ لي شيئًا يذكَر....... ويتّهمني بالعجز.... ويدلّل على هذا ببعدي عن عالم الصحافة أو النشر الورقي حتى الآن.........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #23 في: 2011-11-12, 22:07:00 »
لا يهم . فلا يزال حتى الأن عندي امل ان اكتب في اي شئ ينشر و حتى لو بعد 100 سنة. المهم انك طالما عايز حسنات من كتاباتك مش هيهمك تتكتب فين و حتى لو حد عابر سبيل في اي منتدى او موقع و سرقها منك برضه هتاخخد حسنات على الخير اللي انت كتبته .

الكتابة تجر كتابة فلا تتوقف
‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #24 في: 2011-11-12, 22:10:41 »
أحمد....... أنا أحبّ هذا البيت الصغير (أيامنا الحلوة)....... بقدر ما أحببت (عمرو خالد) و(الوعد الحق)........ أحب دفأه وغناه....... وأمنيتي أن تجمعنا الدنيا بالوجوه والآخرة بالعمل....... من قريب........ اللهم آمين.....

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل dr/fatma2010

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 45
  • يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #25 في: 2011-11-12, 22:16:41 »
ياااااااااااااااااااااااااه كلمات صعبة وموجعة
الطب في مصر جحيم
لازالت اهرب منه هروب النعاج من اللبوة
للاسف ياريت الطب ياخد الشكل اللي بتقول عليه ماما هادية في مصر بس للاسف احساسنا بالطب بيضيع من يوم مانشوف العجز كله حوالينا
من اول المريض واهله والنواب وزمايلك مرورا بالنفس المسحوقة بينهم
بامانة دار بعض ماتقول بخلدي سابقا ولكن يخونني التعبير فشكرا علي ماعبرت بيه عن حال اطباء مصر بالخصوص,,,,,

لأيّ شيء يهتمّ الطبيب؟!...... وصباحاته بلون الدم.... وطعم النار...... والليل..... لم يعد سكنًا...... فقط لحظة التوقيع في دفتر الحضور وحدها من تحتفظ بدلالتها..... كل شيء بهت........ الألم.... والموت...... والعورات...... والأمومة...... والطفولة..... كل شيء أصبح ميتا..... أنا عندما أخيط إنسانًا أراه وسادة...... ولو شعرت للحظة أنه إنسان.... فسيخسر كثيرًا وسأخسر نفسي...........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #26 في: 2011-11-12, 22:19:51 »
لا يهم . فلا يزال حتى الأن عندي امل ان اكتب في اي شئ ينشر و حتى لو بعد 100 سنة. المهم انك طالما عايز حسنات من كتاباتك مش هيهمك تتكتب فين و حتى لو حد عابر سبيل في اي منتدى او موقع و سرقها منك برضه هتاخخد حسنات على الخير اللي انت كتبته .

الكتابة تجر كتابة فلا تتوقف

وقد يقرأها يوما حتى من يأتي بعدنا ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #27 في: 2011-11-12, 22:27:06 »
أيوه كده صحصحوا معايه
  ::happy:

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل الشافعي الصغير

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 11
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #28 في: 2011-11-12, 22:57:41 »
يا طائر البان قد هيّجت أحزاني

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #29 في: 2011-11-13, 21:39:28 »
يا طائر البان قد هيّجت أحزاني

مش باين يعني  :emoti_138:

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #30 في: 2011-11-15, 13:06:47 »
في الأسبوع الماضي (انْكَرَشْت) من مستشفى الدكتور فرحات....... بحجّة أنّني لا أحمل بطاقة النقابة.......

وأمس من مستشفى الدكتور محمّد عبده........ بحجّة أنّ صاحب اليوم القديم عاد بالسّلامة من نيابته........

بهذا الشّكل سيتقلّص الراتب إلى الرّبع تقريبًا........ وهو راتبي الحكومي الخالص....... مئتا جنيه وخمسون وسبعة ونصف......... شاملة أربعة جنيهات بدل عدوى....... وبعد حذف سبعة جنيهات بدل السّفر........

تقبّلتُ الخبر بأعصاب في برودة الجوّ........... الأمطار تركتْ أوحالًا في كلّ مكان........ إلّا في القلب........ الذي أحسّ نفسه خفيفًا حرًّا....... كل شيء بدا ظريفًا البرتقال والرمّان في سوق بهتيم....... ورائحة الشجر..... والأفق الذي خطّطه السحاب.........

في الليل حضرتْ ذكرى جنازة قديمة في الصعيد........

في بلدنا يودعون الموتى غرفًا مبنيّة فوق الأرض خوف العفن........ لكن في الصعيد يلحدون الموتى..... ينزل الحفّار في الأرض حتى يختفي........ ويصنع نفقًا......... وبعد إيداع الوديعة وتذكيرها بالذي ينبغي أن يقال........ تغلَق الزاوية بين الذراعين القائمة والنائمة بالطوب الأخضر........ ويهال التراب بسرعة........ وينشئ المشيّعون يدوسون التراب بتشفّ..........

تذكّرتُ كلّ هذا....... وتخيّلتُ لو أن شخصًا دفن حيّا في بلدنا أو بلدهم....... في بلدنا قد يدقّ الباب....... وينجو بنصف عقل.......... في الصعيد محال......... الجبان محظوظ لأنّ خوفه سيتعجّل أجله......... أمّا الشجاع الحالم فلا......... سيظل يحفر بأظافره عبثًا........

الأفكار السوداء تأتي مع النوم القليل.......... ومع الزبائن الذين يطرقون قلب الطبيب دون ميعاد........ في الليل وقبيل الفجر ومع القيلولة........

فقدتُ شهوتي للطعام........ في نحري عقدتان........ وفي حلقي غصّة........ وفكرة عمل أشعّة تلحّ عليّ بشدّة....... والموت شابّا.... سأموت شابًّا كما مات سعد بن معاذ وكما رفع الله المسيح......... وكما مات بوشكين وليرمونتوف وشيللي وكيتس......... غير أنّني سأنتهي دون أن يذكرني أحد........ ويسقط الملاط عن قبري...... وسينساني الناس لأنّ أبي لن يصنع لي شاهد قبر باسمي........ أبي يعتقد أن عملًا كهذا حرام........

الأفكار تسحقني...... مع الوضوء........ ومع الصلاة.......... لكن عند السجدة....... عند السجدة يا إخوتي بكى قلبي....... ونام....... وقال لله: "اللهمّ بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيرا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي".......

في صباي جرّبتُ أن أتقبّل الموت..... وأخذت زميلًا ولعبنا السيجة في المقبرة.......... هناك في قفط..... حيث يرقد الشاعر العدمي أمل دنقل....... ويرقد ابن خالي..... نسيت اسمه مع الأسف.... لأنه مات قبل ميلادي........ ودفن عند شجرة......... المقابر ملأى بالأشجار........ وملاحظة أمّي عابثة للغاية........

فكّرتُ في الليل كثيرًا........ فكّرتُ وأنا أنام....... سأنام كثيرًا في حفرة........ وأخضرّ وستأكلني الديدان........ ستعيش عظامي لسنوات ربما....... وقد يحصل عليها طالب في كلية الطب ويخيف بها جيرانه في السكن........

يا ربّ..... ألن تتوقّف هذه الأفكار؟!!!!!!

لا إله إلا أنت سبحانك....... إنّي كنتُ من الظالمين.....
« آخر تحرير: 2011-12-21, 22:05:20 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #31 في: 2011-11-28, 17:59:59 »
أخي أحمد عمر مرآة ذاتي....... أرى فيه نفسي بحرنها وجنوحها..... وطموحها وانكسارها....... وقلة اعتدادها بذاتها......

أمس أنهينا عملنا في مستشفى الشيخ زايد....... وتوجّهنا إلى وسط البلد.......

أمطرتْ طوال النهار بغزارة...... وزايد مدينة صحراوية........ ترى فيها السماء... كانت جدّ محتقنة........ والمطر و الرياح...... والقاهرة أكثر دفئًا منها.....

ركبنا سيّارة إلى رمسيس........ اجتازت السيارة شارع رمسيس...... شارع نازلي أم فاروق........ مرّتْ على دار الشبّان المسلمين... هنا على الدرجات غدر الرصاص الإمام البنّا........

كان الشارع مظلمًا أقرب ما يكون من ذلك اليوم الذي فاض فيه الروح الطاهر إلى باريه.......

وأخيرًا نزلنا في محطّة (الإسعاف).....

كان الشارع خاويا....... فنحن بين يدي الشتاء........ والأمطار غزار.... واليوم أحد....... وأكثر المحالّ مقفلة....... والانتخابات ستجرى في الصباح......

مشينا شارع فؤاد كاملًا........... وتوقّفنا عند آلاميريكين..... الآيس كريم هنا بتسعة جنيهات للواحدة....... (بلاش)......

تابعنا حتى الأزبكيّة....... في هذه الحديقة غنّتْ أم كلثوم كثيرا...... واليوم زال أكثرها في إنشاء خط المترو الجديد......

تركنا حيّ العبث وراءنا....... وتركنا قاهرة الإفرنج...... حيث المساجد في الأقبية.......

وعبرنا شارع الأزهر..

الماء في كل مكان.......... والظلام...... والوحشة...... فقط سيارات الشرطة......

وصلنا الأزهر...... وعبرنا الشارع........ حيث المشهد الحسيني........ المكان ساكن جدا........ المقاهي خاوية..... سوق السياحة راكد بسبب الاضطرابات.......

عبر الحارات وصلنا إلى وكالة الغوري......... هناك من يضرب على العود........ في هذا الهدوء والصفاء يرى الإنسان نفسه جيدا....... وتمتلئ النفس بالآمال...... في الأفضل لمستقبلها ومستقبل شريكها المجهول........

من الحسين عدنا إلى المطعم........... وشربت الحساء الساخن......

تابعنا حتى محطة رمسيس....... الشوارع خاوية من جديد... والوحشة من جديد.......

"يا رب اخلف ظنوننا....... يا رب سدد مصر إلى الخير..... ترى كم سيسفك من الدم في الغد؟؟؟؟؟"

في رمسيس الجو أصحى..... والناس أكثر...... الباعة المتسببون في كل مكان..... وجرائد الصباح في إضباراتها....... محطّة القطار الحبيبة...... التي بهتتْ كما بهت كل شيء من أشياء الطفولة......... جامع الفتح.... حيث يؤذّن الشيخ ويبثّ أذانه الموحّد عبر مآذن القاهرة........ والمطاعم الشعبية....... وسيارات لكل مكان.......... وأفكار أكثر..........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل saaleh

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 67
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #32 في: 2011-11-28, 19:17:05 »
عبد الرؤوف

نقلت في هذه المقالة صورة مجسمة واضحة.. لكنك لم تقم  بنقل مشاعرك وأحاسيسك كما يجب فضاعت الأحاسيس خلف خطوط الصورة المادية
عد للمقالة وأطلق لقلمك العنان لنعيش معك اللحظة وكأننا نحس بخفقات قلبك..  اكتب تضاريس مشاعرك حتى تطغى على خطوط المكان التي استطعت رسمها بشكل محبب جميل

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #33 في: 2011-11-28, 19:25:05 »
عبد الرؤوف

نقلت في هذه المقالة صورة مجسمة واضحة.. لكنك لم تقم  بنقل مشاعرك وأحاسيسك كما يجب فضاعت الأحاسيس خلف خطوط الصورة المادية
عد للمقالة وأطلق لقلمك العنان لنعيش معك اللحظة وكأننا نحس بخفقات قلبك..  اكتب تضاريس مشاعرك حتى تطغى على خطوط المكان التي استطعت رسمها بشكل محبب جميل

عندك حق يا أخي....... أسلوبي بهت هو الآخر.......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل saaleh

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 67
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #34 في: 2011-11-28, 19:35:54 »
عبده

 أنت عم تعذبني يا ولد

 لم أكتب لك ملاحظتي السابقة كي تتحسر على أسلوبك!!!!!!!!

 في المقالة القادمة التي ستكتبها انس أنك تكتب .. اترك ريشتك تجري وحدها .. أنت فقط أطلق لروحك العنان لتعيش اللحظة التي تريد كتابتها واترك أحاسيسك تتقمص الجسد والمكان ثم اقرأ ما كتبت لتفهم ما أقصد

إذا عدت للتحسر والندب فسأقسم يميناً أن أتوقف عن الرد عليك نهائياً أو ....أكاد... أي أنني سأغضب منك فعلاً.....
فهمت يا ولد وإلا أعيد كلامي؟؟؟؟؟!!!!!!!

Al-Muslim

  • زائر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #35 في: 2011-11-29, 09:49:50 »
نعم سيغضب منك فعلاً .. يعني هو لم يغضب بعد .. أنا لو مكانك أدلل أسلوبي وأكشكشه وأتيه به بين الخلائق تيهاً
« آخر تحرير: 2011-11-29, 09:52:59 بواسطة المسلم »

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #36 في: 2011-11-29, 10:42:00 »
رحماك يا ربّ.....

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #37 في: 2011-11-29, 11:01:28 »
أنهيت عملي في مستشفى الشيخ زايد....... وأنهاه صديقي أحمد عمر.......

أنا وأحمد تنويعتان على لحن واحد..... لحن الشباب الحالم العاجز المنكسر........

الوسواس والتردّد وجلد الذات وخيبة الأمل قواسم مشتركة بيني وبينه.... يتكلّم فأراني في لسانه.... وأبكي فيراه في دموعي..... دراستنا وحبّنا وميلادنا في بلاد غريبة ويأسنا من الاندماج مجددا في بلادنا........ كل هذه الأشياء جعلت أفكارنا قريبة جدا....... وفي الجو البارد واصطكاك الأسنان تمددت هذه الأفكار في أحضان الأمل الدافئ الهامس الكاذب.........

تكلمنا عن اليهود....... من وجهة النظر الهتلرية والمسيرية والقطبية....... وأفضنا........ اليهود من وجهة النظر المسيرية جماعة وظيفية....... وأنا وأحمد أبناء الجالية المصرية في البلاد البعيدة جماعة وظيفية.... المادة هي الشرعية الوحيدة للغريب في مغتربه..... يا للحسرة!

عن اليمين والشمال الدارات ومزارع النخيل....... وخلفها الصحراء والأهرام....... والليل المهيب.......

أخيرا أخذتنا القاهرة بين ذراعيها....... المحور ثم ميدان لبنان....... وفوق النيل...... والزمالك الغنية الرافلة في غناها........ ثم شارع رمسيس..... شارع الملكة نازلي...... ودار الشبان المسلمين..... حيث فاضت روح الإمام البنا....... ونقابة الصحفيين والمحامين....... والمدرسة اليسوعية..... ودار القضاء.......

نزلنا في الإسعاف....... ومشينا في شارع فؤاد الطويل الرحب....... وهناك على مرمى البصر حديقة الأزبكية وكلوت بك العابث.........

الليل والبرد والمطر والانتخابات في الصباح........ كلها دوافع نحو المكث في المنزل..... والعزوف عن الخروج...

الشوارع خاوية....... والماء على الأرض..... والظلام كثيف كأنّه سيلطّخ ملابسنا في النهاية.......

مشينا..... وتركنا وراءنا قاهرة الإفرنج....... وحول سور الجنينة ونادي السلاح وفي الطرقة الضيقة التي تمتلئ بالباعة المتسببين في الأيام العادية الخاوية الآن بعد أن غسلتها الأمطار من العيون الانتهازية والأيمان الكاذبة والفقر والضجيج........ جامع التوحيد مغلق والسبيل الذي يصطرع الناس لأجله في الأيام العادية..... ما من أحد يشرب في هذا الليل البارد......... ووقع الأقدام في الشارع الخالي وفي برك الماء الصغيرة.....

وميدان العتبة الواسع........ خاو هو الآخر.........

وشارع الأزهر الذي يتملئ في الأيام العادية بالبضاعة الرخيصة والألعاب النارية والأجهزة الكهربية والستائر....... كل المحال مغلقة الآن.....

أخيرا وصلنا الأزهر... المعمّر الألفيّ.... وجاوزنا الشارع إلى الحسين....... حيث المطاعم أفواه مفغورة..... والعود يحتضر..... والحواري القديمة العابقة برائحة التوابل والبخور.......

عدنا أدراجنا إلى المطعم....... وشربنا الحساء.......

وأخذتنا أفكارنا وآمالنا نحن الجيل الثاني في الغربة..... وخيبة أملنا في الرجعة........ وذكريات الرحيل السيئة..... حتى الإسعاف من جديد..... ومنها إلى محطة رمسيس........ تحدونا الأفكار......... شرّق أحمد إلى مدينة نصر...... وغرّبت أنا إلى إمبابة الفقيرة المنهكة....... أتلمس السبيل بين الباعة المتسببة وإضبارات صحف الصباح وباعة العصير....... كل الأشياء هنا أغلى لأننا في رمسيس....... بعيد محطة القطار....... القطار الذي سحقنا مرارا وغنى لنا مرات........
« آخر تحرير: 2011-11-29, 11:05:24 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #38 في: 2011-11-29, 13:36:19 »
مذكرات الطبيب
لكأن الزمن يعيد نفسه ! سبحان الله , قرأتها , و شعرت بأني أريد أن أكتب كثيرا كثيرا لأحول كل ما حولي إلى حروف , فما كتبته صادق جدا مع النفس , أحيي فيك حسك الأدبي العالي


بدأتُ بإعطاء الصغير حقنة مخدر تحت الجلد..... وبدأ الدم يسيح من الفرجة بين حافتي الجرح....... وأخفى الولد عينيه بكفيه...... لم يصرخ..... لأن هؤلاء الصغار صرخوا كثيرًا من قبلُ وعلموا كم هو عبثي أن يصرخوا......... أما أولاد الأغنياء فإنهم يصرخون قبل أن يلمسهم الطبيب أو عندما يرش على جروحهم الماء فقط الماء........

عشت كثيرا في المستشفيات , لكني عشت كمريضة تارة , أو كأخت مريضة تارة , و كنت ألعن الأطباء في كثير من الأحيان , لكني لم ادرك أن الأطباء مثلنا بشر يفقدون الأمل , كنت اراهم المنقذون الذين يعرفون كل شيئ


أنا عندما أخيط إنسانًا أراه وسادة......
لا تعليق  :emoti_64:

أعمارنا التي اختارتْها لنا الحياة الحديثة ولم نخترها.......
لكننا نختار  كيف نخوض هذه الأعمار
" .
نقطة.  "

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: مذكّرات الطبيب
« رد #39 في: 2011-11-29, 13:48:07 »
شكرًا لك يا سلمى..... المعنى أكبر بكثير من كل الحروف..... والقلم عيّ كل الإعياء........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........