المحرر موضوع: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)  (زيارة 34092 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أحمد

  • زائر
البرمجة اللغوية العصبية >> مبتدأ مذكور في كلامكم سابقا


 أكل عيش >> خبر للمبتدأ المذكور آنفا               - هذا رأيي -


وأنا أصف البرمجة اللغويبة بأكل عيش .. وحتى يثبت الوصف، فأصوغ العبارة في صيغة مبتدأ وخبر،..

ثم متى تثبت لدى السامع تعود وصفا يحتاج الى خبر آخر

مثل:

محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل ثبوت كونه رسول الله يكتفى بالعبارة هكذا .. ويكون "رسول الله" خبر

ومتى ثبتت .. تصير وصفا ونعود للبحث عن خبر .. فنقول محمد رسول الله خاتم الانبياء مثلا


هل وصلت؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أبحث عن قلب يحبني.... ح4
« رد #21 في: 2007-09-07, 14:12:06 »
أبحث عن قلب يحبني


الحلقة 4

أمضينا الأسبوع في مطالعة وتحضير واتصالات هاتفية....
ولكن المهمة الأصعب كانت في إقناع بناتها وبناتي وبنات العائلة بالتعاون معنا، وانهمرت علينا الأسئلة: كيف؟ ولماذا؟ وما الهدف؟ وماذا سنفعل؟ وماذا سنقدم؟ وكيف سنوفق بين دراستنا وهذه المواعيد.....
عجبا.... وكأن وقتهم كله مستغرق في الدراسة والعمل، ولا يضيع أكثره على أحاديث الهاتف الفارغة، ومتابعة برامج التلفزيون التافهة بدءا من ستار أكاديمي، ومرورا بسوبر ستار، وانتهاء بالفيديو كليب....

-   يا ابنتي... يا حبيبتي... على الإنسان ألا يعيش لنفسه فقط... عليه أن يتعاطف قليلا مع من حوله... يحس بأحاسيسهم... ويبذل جهده لتخفيف معاناتهم، وإدخال البهجة والسرور لقلوبهم....
عليه أن يحاول أن يمارس إنسانيته...

لم تتحمس الفتيات كما توقعت دالية، ولم يعتبرن النشاط شيقا، يرقبنه باهتمام أو يحاولن الإبداع فيه...
بل رافقننا مكرهات لا بطلات...

جهزت دالية استمارة تعارف، فيها بعض الأسئلة الجيدة، التي تصلح لفتح حوارات شتى، ومواضيع كثيرة في غاية الأهمية والفائدة، لو أحسنّا استغلالها...
واشترينا بعض الحلوى والنفيخات (البلونات)...
واصطحبت ابنتيّ المتذمرتين، ووصلت لبيت صديقتي العزيزة، وفتحت لنا الباب ابنتها التي لا تقل عنهما تذمرا، ودخلنا...
وإن هي إلا دقائق، حتى وصل باص الجمعية، ناقلا لنا خمس عشرة طفلة، تتراوح أعمارهن بين السابعة والثالثة عشر....
عمر البراعم وأزرار الورد..

لم تخيبنا بناتنا ولله الحمد، فقد غلب عليهن الطبع الكريم، ورسمن على شفاههن ابتسامة حلوة، وهن يرحبن بالضيفات الجديدات...
كانت دالية قد جهزت في إحدى غرف بيتها الواسع عددا كافيا من الطاولات والكراسي، جلست الفتيات إليها، وبعد الترحيب بهن، قامت بتوزيع استمارات التعارف عليهن، وجلست كل واحدة من بناتنا إلى إحدى الطاولات، وأخذت تحاول أن تشرح للمجموعة التي معها كيفية الإجابة على هذه الأسئلة...

وعلا الضيق وجوه البنات، ولم يعرفن كيف يجبن على هذا الامتحان دون تحضير أو دراسة مسبقة، وحاولت بعضهن استراق النظر لأوراق زميلاتها لتنسخ إجاباتهن، وكان علينا أن نشرح المرة تلو المرة، أن هذا ليس امتحانا، بل هو مجرد محاولة للتعرف عليهن أكثر، وأن ما عليهن إلا أن يعبرن عما يجول بخاطرهن...
من المعلمة التي تحبينها؟
ما الصفات التي تحبينها في صديقاتك؟
ما الذي يزعجك منهن؟
ما الذي يثير غضبك؟
ما هي أمنيتك في الحياة؟ ..... إلخ

-   أستاذة ... أستاذة... ماذا أكتب هنا؟
-   اكتبي يا ابنتي ما تشعرين به..
-   لا أعرف ماذا أكتب... اكتبي لي أنت..
-   يا حبيبتي أنا أريد أن أعرف ما تحبينه أنت أو تكرهينه أو تتمنينه، فكيف أجيب بدلا عنك...

-   هل إجابتي هكذا صحيحة؟
-   يا حبيبتي ليس هناك صح أو خطأ... فقط عبري عن أفكارك..

واكتشفت كم تفتقر مناهجنا وأساليبنا الدراسية لأبسط أسس بناء الشخصية، وحرية التعبير عن الذات، فقد درج التلاميذ عندنا على التعبير عما يريده المعلم، ليحصلوا على الدرجة الكاملة، أما التعبير عما يريدون ويشعرون ويفكرون، فهذا أمر لا علاقة له بالمدرسة مطلقا...
ترى هل لهذا علاقة بتخريج أجيال من السلبيين العاطلين غير المبدعين في أوطاننا؟
ترى هل من أمل في .....

وأيقظني من تأملاتي صوت دالية:
-   رولا... ابقي معي على الخط لو سمحت...
ونظرة عتاب من طرف عينها، أعادتني إلى أرض الواقع...  
وعدت أبذل جهدي في مساعدة البنات على فهم المطلوب، وملء الاستمارة...

وبدأ الأمر يتحول إلى ما يشبه الدرس المدرسي، وبدأت أشعر بأمارات الملل والضجر على وجوههن...

-   هيا إلى اللعب!..........
صفقت بيدي، ورفعت صوتي....
 تحلقت البنات حولي في دائرة كبيرة، لنتفق على لعبة...
وتفاجأت دالية من ارتجاليتي هذه..... إذ لم نتفق على موضوع اللعب هذا أبدا...
وكالتلميذة المشاغبة التي تتمادى في المقلب، طلبت من ابنة دالية أن تحضر لي من غرفتها مسجلا وشريطا به بعض أناشيد الأطفال المرحة..
سنلعب لعبة الكراسي الموسيقية...
وبدأت اللعبة، ووقفت دالية ترمقنا بنظرات هي مزيج من الاعتراض والدهشة...
وتفاعلت البنات جميعا....
-   ممنوع أن تمسكي الكرسي بيدك.... ممنوع أن تدفعي زميلتك التي أمامك... من لا تلعب بلطف سنعتبرها خاسرة وإن فازت ....
-   وتعالت صيحات المرح والحماس...
وأوقفتُ المسجل فجأة... وأسرعت البنات بالجلوس...
 وخرجت الخاسرة الأولى...

أسوأ شيء أن تكون الخاسر الأول في  لعبة الكراسي الموسيقية، هذا ما لم أحسب له حسابا...
لكن دالية أنقذت الموقف:
-   كل خاسر في لعبة أستاذة رولا، سيفوز عندي بقطعة من الحلوى....
-   هكذا إذن.... استعدتِ أيام الشغب القديم يا دالية؟
-   البادي أظلم يا رولا العزيزة....

وتعالت ضحكاتنا.......... وتعالت ضحكات البنات...
وأمضينا وقتا ممتعا... لم نشعر بمروره...
وحضر باص الجمعية ليصطحب البنات، فانصرفن وقد أشرقت وجوههن البريئة بابتسامة عذبة.............

نظرت إليّ دالية نظرة تساؤل.............. فقلت لها:

-   متى موعدنا القادم؟



يتبع إن شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
البرمجة اللغوية العصبية >> مبتدأ مذكور في كلامكم سابقا


 أكل عيش >> خبر للمبتدأ المذكور آنفا               - هذا رأيي -


وأنا أصف البرمجة اللغويبة بأكل عيش .. وحتى يثبت الوصف، فأصوغ العبارة في صيغة مبتدأ وخبر،..

ثم متى تثبت لدى السامع تعود وصفا يحتاج الى خبر آخر

مثل:

محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل ثبوت كونه رسول الله يكتفى بالعبارة هكذا .. ويكون "رسول الله" خبر

ومتى ثبتت .. تصير وصفا ونعود للبحث عن خبر .. فنقول محمد رسول الله خاتم الانبياء مثلا


هل وصلت؟

منت بتعرف تشرح اهو
لازم كل مرة تستعرض علينا ذكاءك وتحسسنا أننا أغبياء، وبعدين تفهمنا

منك لله يا شيخ
:emoti_144:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
منت بتعرف تشرح اهو
لازم كل مرة تستعرض علينا ذكاءك وتحسسنا أننا أغبياء، وبعدين تفهمنا

البلاغة الإيجاز يا ماما هادية  :emoti_26:

منك لله يا شيخ [/color] [/size] :emoti_144:

 emo (24):

 emo (9):

ايده   ::cry::)

ربنا يتولانا برحمته  :emoti_404:

ماما فرح

  • زائر

لم أفهم شيئا طبعا من مداخلة أحمد الأولى والحمد لله فهمت في الملحق  emo (30):

وفعلا البرمجة أكل عيش وأكثر قليلا


جميلة جدا حلقة اليوم  emo (30):

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
ماما هاديه ... :emoti_25:

 ::cry::

 ::cry::


سامحك الله  emo (7):

قرأة الجزء 1 و 2 لنصفها ولم استطع ان اكمل ... ::cry::)

 اتعلمين ان في شئ من رولا؟؟
 لكني أقوى منها او يمكن أضعف منها... :emoti_145: يعني دالية بتلح عليه في السنه ثلاث مرات تقريباً اروح معاها ... مره في رمضان ومره في الاعياد ومره ثالثه لحضور عرس او خطبة او تخرج واحدة من هؤلاء الفتيات .. وفي كل مره بقول لأ emo (7):


لاني عارفه نفسي وعارفه اني لن امسك دموعي ولن استطع اخفاء مشاعري ... فأفضل الهروب للاسف ::cry::)

عندك لي دواء شجاعه وطقية لخفه وقلب متحجر علشان اقدر اروح معاهم؟؟؟ emo (5):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ماما هاديه ... :emoti_25:

 ::cry::

 ::cry::


سامحك الله  emo (7):

قرأة الجزء 1 و 2 لنصفها ولم استطع ان اكمل ... ::cry::)

 اتعلمين ان في شئ من رولا؟؟
 لكني أقوى منها او يمكن أضعف منها... :emoti_145: يعني دالية بتلح عليه في السنه ثلاث مرات تقريباً اروح معاها ... مره في رمضان ومره في الاعياد ومره ثالثه لحضور عرس او خطبة او تخرج واحدة من هؤلاء الفتيات .. وفي كل مره بقول لأ emo (7):


لاني عارفه نفسي وعارفه اني لن امسك دموعي ولن استطع اخفاء مشاعري ... فأفضل الهروب للاسف ::cry::)

عندك لي دواء شجاعه وطقية لخفه وقلب متحجر علشان اقدر اروح معاهم؟؟؟ emo (5):


لا أدري والله يا شيماء

انتظري لنهاية الحدوتة... وبعدها نرى هل تحتاجين هذه الأشياء بالفعل، أم تحتاجين لأدوات أخرى

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
طيب امري لله هقرأ ما فات وربنا يعيني .. اكملي يا حبيبتي emo (7):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
طيب امري لله هقرأ ما فات وربنا يعيني .. اكملي يا حبيبتي emo (7):

أيه ده؟ هي الحدوتة وقراءتها أشغال شاقة يعني؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
موضوع الحدوته يا هاديه هو السبب ... يكفيني ان اشعر بتلك المشاعر المتداخله وانا أقرأ والله احياناً لا ارى ما كتب. emo (7):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

أبحث عن قلب يحبني

الحلقة 5

تكررت لقاءاتنا مع الاطفال، وزاد تعلقهم بنا، وزاد سرورنا ونشوتنا بما نقوم به من خيرو بر وإحسان
بدأ بعضهم يحاول الالتزام بقواعد الذوق والاتيكيت، ليثبت لنا أنه سيكون فردا صالحا في المجتمع
وبعضهم بذل مجهودا أكبر في دراسته، وارتفعت درجاته بشكل ملحوظ، وصار الأطفال يتشوقون للقائنا، وصار تهديد أحدهم للآخر إذا ما تشاجر معه أنه سوف يخبر أستاذة دالية بسلوكه، فيكون ذلك أقوى رادع له..

سرت مديرة الدار بأدائنا، وبتفاعل الاطفال معنا..

واصطحبناهم في رأس السنة الهجرية لأحد المطاعم..
 تحدثنا عن إنجازاتهم، وشجعنا المجتهدين منهم، ووزعنا عليهم الجوائز، وحدثناهم عن ذكرى الهجرة، والعبر التي فيها..

تحدثت لهم عن أعظم يتيم في الدنيا، وكيف أنه لم يشعر باليتم لأن الله كان معه، ومن وجد الله لم يفقد شيئا..
كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون قدوة لكل يتيم، فقد شرفه الله تعالى بأن آواه وأغناه واصطفاه، فلن يكون اليتم يوما عائقا عن حياة كريمة رفيعة نبيلة، إن نمّى الإنسان في نفسه خصائل الخير والإيمان..

تناولوا طعامهم، ثم اندفعوا للعب والمرح.. وكنا نرقبهم بسرور ورضا بالغين... ونفكر في مستقبل عملنا معهم، وكيف سنتابع وماذا سنفعل...

قالت سارة كلمات لا زالت ترن في أذني، بل في مسامع قلبي، لا ينقطع صداها....
وسارة فتاة من قريبات دالية، كانت تصحبنا في رحلاتنا الميدانية مع الأيتام لتساعدنا، كانت تقيم مع أمها المطلقة، وتفتقد لحنان أبيها، وربما أمها أيضا، وكانت تشعر بشبه كبير بين حالها وحال هؤلاء الأيتام...
قالت: أهم شيء في تعاملنا مع هؤلاء الأيتام هو الاستمرارية.... فهؤلاء يشعرون أن الجميع تخلى عنهم، وتهرب من مسؤوليته تجاههم، إنهم يعانون من عدم الاستقرار، وعدم الإحساس بوجود ركن وثيق يرتكزون إليه ويرجعون له، فحتى الموظفات في الدار يتعرضن للانتقال أو النقل، أو يتركن الدار بسبب الزواج أو العمل في مكان آخر، فيشعر الأطفال دوما بالتشتت والاضطراب، فمن الخطأ أن يتعلقوا بنا ثم نتخلى عنهم، سيفقدون عندها الثقة في أنفسهم وفي مجتمعهم، ونكون قد ألحقنا بهم من الضرر أضعاف ما بذلناه لهم من إحسان...

أفاقني كلامها من نشوتي، وكأنه صفعة قوية توجه لشخص نائم ليستيقظ بعد أن أعيا من يوقظه، وأحسست بعظم المسؤولية، وخطورة ما نفعله....
ترى هل سنستطيع أن نستمر في طريقنا هذا حتى النهاية؟
 أم أن كل ما نقوم به ما هو إلا أثر انفعال مؤقت، وموجة عاطفية وجدانية ستتكسر بعد قليل وتتبعثر على صخور شاطئ الدنيا، وتتبدد على رمال مشاكل الحياة اليومية ؟؟....



يتبع إن شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر

جمعتني الظروف مرة بسيدة فاضلة لديها دار صغيرة تربي فيها بعض الأيتام وتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه ماديا ومعنويا جزاها الله خيرا
وكان لديها مشكلة هي كيف تشرح لهم أن الأم قد تموت فتربي الطفل اليتيم أما بديلة
الأطفال أعمارهم بين الرابعة والخامسة
فحاولت أن تحكي لهم قصة عن طفلة صغيرة كانت تعيش مع إخوتها وأمها ثم ماتت الأم .. وهنا توقفت وسألتهم :هل تعرفون أين ذهبت أمها؟
فقالوا لها ببراءة :
طلعت أجازة

فهكذا تعودوا من المشرفات بالدار أن من تتغيب منهن فهي في أجازة وستعود

سبحان الله
قدر على رسوله الكريم اليتم فخفف بذلك عن ملايين الأيتام من بعده قسوة واقعهم وأعلى قدرهم
 

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أبحث عن قلب يحبني


الحلقة 6 والأخيرة


ترقت دالية في عملها الوظيفي، ورزقت أنا بمولود جديد، وانشغلت كل منا بأبحاثها ومسؤولياتها الجديدة..
لم نكن نقصد أن نتخلى عن هؤلاء الأيتام...
والله لم نقصد ذلك...
اعتذرنا أول أسبوع، ثم الذي يليه، ثم بدأت امتحانات أبنائنا، ولم يكن من الممكن ان ننشغل عنهم،

 ثم..........
 وثم..........
وثم................

ومر أسبوع تلو الآخر
وشهر جر شهرا
وبعدت الشقة بيننا وبين أولئك الأطفال...
وأخذت كلمات سارة تتردد في أذني، وتطرق مسامع قلبي، وتمزقه تمزيقا...

ذهبنا مرة بعدها لزيارة الدار، وقد اشترينا بعض الحلويات والهدايا، وقمنا بتوزيعها على الأطفال..
...
أقبلت إحدى الفتيات وسألت عن ابنتي... (واخجلتاه..)
وأخرى سألت عن ابنة أخي دالية..... (لم تستطع دالية إرغامها على القدوم، فقد ملت الفتاة من هذا النشاط الاجتماعي وبدأت تبحث عن شيء جديد تتسلى به)
سألتني طفلة اسمها رضوى: أين القصة التي وعدتني بها؟
- أي قصة يا صغيرتي؟
- ألم تعديني يا أستاذة أن تحضري لي مجموعة قصص عندما اخبرتك أنني أحب القراءة... 
(يالي من منافقة... أوزع الوعود بلا حساب... ولا أذكرها حتى لأفي بها)


كانت زيارة سريعة وخاطفة، حاولنا خلالها أن نسكت صوت ضميرنا المتعالي الذي كان يؤرقنا...
حاولنا ان نغض الطرف عن إعراض الأطفال عنا، ونظراتهم العاتبة والمتهمة لنا..
لقد تخليتم عنا أنتم أيضا.... مثلما تخلى عنا آباؤنا...
كلكم متشابهون

لماذا بدأنا تلك الخطوة الخطيرة دون أن نحسب حساب خطواتنا جيدا؟؟....
دون أن نفكر هل نستطيع الاستمرار أم لا؟
هل كانت مغامرة لطيفة أردنا أن نعيشها غير عابئين بتأثيرها على هؤلاء الأبرياء؟
هل كانت لحظات انفعالية أردنا أن نثبت فيها لأنفسنا أننا ملائكة الله تمشي على أرضه؟؟...

هل كانت محاولة منا لإرضاء غرورنا وضميرنا الديني، ولنستمتع من خلالها بالقيام بدور المحسنين؟؟...
لكنني لم أكن السبب...
لا
لقد كانت فكرة دالية.. ولم تكن فكرتي...

هكذا كنت أحاول أن أسكت ضميري، وأبعد عني أشباح صورهم ووجوههم الحزينة كلما أحاطت بي وأرّقتني..
نظراتهم المتهمة كانت تحاصرني
ونبرة أصواتهم المنكسرة كانت تصم أذني
ونصيحة سارة وتحذيرها كان سكينا يمزق الحشا ..

أهم شيء في تعاملنا مع هؤلاء الأيتام هو الاستمرارية.... فهؤلاء يشعرون أن الجميع تخلى عنهم، ونهرب من مسؤوليته تجاههم

يوم اليتيم العالمي
هيا بنا ننظم رحلات
نمسح على رؤوس بعض الأيتام
نوزع بعض الابتسامات الغبية وبعض الحلوى السخيفة
هيا بنا نشتري لأنفسنا الشعور بالرضا والزهو، ونكتسب لقب المحسن العظيم، والبار الرحيم...
هيا .. هيا... من يشارك؟ ....
مغامرة لطيفة... من يحب أن يجرب...
لن تكلفكم التجربة شيئا سوى بعض الوقت وبعض الحلوى وبعض البسمات...
أيتام التجربة جاهزون ومتوفرون...

هيا
هيا

لا استمرارية
لا إخلاص
لا تحمل للمسؤولية

كيف سأخرسك يا ضميري

كيف أتخلص من شبح وجهك يا حاتم الذي يلوح لي ليل نهار؟...
كيف أنسى ملمس كفك الصغيرة وهي ترتجف وسط كفي؟؟

ها هي قصتك يا رضوى... لقد اشتريتها... ولكنني أخجل من أن آتي لأوصلها لك...
إنها أمامي على الرف.... تلوح لي كل يوم... دليلا على تفاهتي وغدري بك
وبكم جميعا

سأمزقك أيتها القصة اللعينة...

وستخرس يا ضميري

وأنت يا حاتم

ابتعد عني
ابتعد عن ذاكرتي أرجوك
أرجوك
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رغم اني لم اعتد القراءة التفصيلية لموضوعات النت الا فيما ندر جدا

ورغم اني كنت اسرع جريا في القراءة في هذا الموضوع

إلا أن عيني لم تملكان إلا أمرا واحد

وآسف على البوح

إلا أن قلمي سال أيضا

فلا ملكت هذي ولا تلك

بالله عليكم، ألم أطلب الرفق؟

ماما فرح

  • زائر

ألن تكون هناك حلقة سابعة؟

سؤال سخيف

لو لم تكتب ضمائرنا الحلقة السابعة فلن تكون

وأظنها لن تكون 

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
الحدوتة انتهت بكل أسف

أعتذر منكم لأن النهاية لم تكن سعيدة

لم تكن النهاية هكذا عندما بدأت بكتابة القصة قبل بضع سنوات

لكنننننننننننننن

وعدتكم ان تكون الحدوتة حقيقية

والحقيقة مرة بكل أسف

فهل من مشمر لتغييرها؟؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
 :emoti_336: emo (21):

 ::cry::

غير متصل دموع القهر

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 164
  • الجنس: أنثى
  • علمني وشلون أحب وعلمني كيف أنسى
اش دا مو حلوة النهاية
كنتي كملتيها طيب يا ماما هادية
الله يهدي الأمة ويرقق قلبها
قولو امين
الحب..
عجبتني كلمة من كلام الورق
النور شرق بين حروفها وبرق
حبيت أشيلها في قلبي..قالت حرام
أنا كل قلب دخلت فيه احترق


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
اش دا مو حلوة النهاية
كنتي كملتيها طيب يا ماما هادية
الله يهدي الأمة ويرقق قلبها
قولو امين

آمين
أهلا ومرحبا بك يا
آلام القلب ::)smile:

أين كانت هذه الغيبة  :emoti_138:
أعلم يا حبيبتي أن النهاية لم تكن حلوة، بل حزينة وبائسة... ولكن هذا هو الواقع بكل أسف، حزين ومرير..
ولعل توجعنا مع أبطال هذه القصة يكون حافزا لنا لشيء من التغيير...
أليس توجعنا ومن ثم محاولتنا للتغيير، أفضل من نهاية سعيدة تسر قلوبنا، ثم ننسى بعدها الحكاية كلها والأيتام والجمعيات؟

أم ما هو رأيك؟

 بالمناسبة... الموضوع التالي له صلة بموضوع الحكاية، فليتك تشاركينا فيه

وهو بعنوان :

 أطفال  الشوارع


اضغطي على العنوان
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
 :emoti_133:

للرفع


 ::ok::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*