المحرر موضوع: فوق جناح الحب  (زيارة 12114 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل إيمانيات

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 449
  • الجنس: أنثى
  • " إن مع العسر يسرا"
فوق جناح الحب
« في: 2007-10-31, 20:35:15 »

كانت سلمى شابة في ربيعها التاسع عشر  ، مرحة ، متفوّقة ، تحب الحياة و الناس ،

مـُتفائلة و إيجابية ، تحاول تجربة كل الأشياء الجديدة التي تمرّ على حياتها ،

 لتملأ شخصيتها نضجا عن طريق اكتساب خبرات و تجارب تـُعلّمها المزيد

من مدرسة الحياة ،فصل الشباب الغـَض ، مشهد العمر البـِكر .

كانت لها صديقة منذ براءة الطفولة، موضع ثقتها و كاتمة أسرارها، تبـُثـّها كل همومها و مشاكلها

التي تضعها الظروف أمامها في سِكـكها المـُتشعبة و دروبها المختلفة.

كانت آية مثلها فتاة وحيدة، الأب مسافر للعمل بالخارج ،

و الأم هي التي تقوم بالرعاية و تقديم المشورة،  الدعم النفسي أو المعنوي

أثناء غياب الأب السلطة القضائية، مرساة السلامة و صمام الأمان.

كانت الفتاتان تذهبان للمبيت كلا منهما عند الأخرى على فترات متقاربة،

 نظرا لثقة أمهاتهما في البيت الأخر و معرفتهما لبعضهما على مدار سنين مضت

منذ أن كانتا ابنتاهما طفلتان في مدرسة واحدة معا.

ترقد سلمى على فراش آية في غرفتها تنظر إلى قطتيّها ،  السيامي ذكر و أنثى ،

 كانا يرقدان على السجادة بجانب فراش  الفتاتان ، يلعبان سويا ، يقوما بالقفز  و المناوشة .

سلمى: حتى القطط تحتاج للعلاقات الثنائية ، الجري و اللعب معا ،

نحن لا نستطيع الإجهار مع وليفنا إذا اخترناه ،  فنفعل مثل ما تفعل القطط نعيش بحرية ،

نحب بحرية ، نختار بعضنا بحرية.

تضحك آية في سلاسة من كلام صديقتها بصوت رنان!

آية: هل تريدين أن تقارني بين العلاقة الثنائية للشاب مع الفتاة بعلاقات الحيوانات الثنائية ؟

 هم يستطيعون فعل ما يشتهون، وقتما يشاءون تحت سمع و بصر الكائنات كلها،

 بدون استئذان، في مكان مفتوح، يلـّتحفوا السماء، يفترشوا الأرض، يلّفحهم الهواء الطلّق من كل جانب،

أتحسدينهم لأنهم دواب و نحن بشر!! كل مملكة و لها قواعدها لا نستطيع تقليدهم عزيزتي.

تبتسم سلمى و هي تفكر في كلام آية !

سلمى: لم أقصد أن نـُطبّق قواعدهم بحذافيرها، تفهمين قصدي،
 
نعدو بشبابنا و حيويتنا لاغتراف الحياة، تعرفين القيود و الأغلال تخنقني ،

 لا أريد عندما أجد توأمي الذكر أن تسجنني قائمة بالممنوعات.

تفتح آية شباك الغرفة المـُغلق ليدخل هواء الليل !

آية: أعتقد أن الليل و القطط لعبوا بأفكارك فحرّكوا اشتياقك لشريك الحياة،

و فتحوا شهيتك على وجود النصف الأخر منك

مع أننا لسنا في موسم التزاوج عند القطط !!

تندهش سلمى لفتح صديقتها الشباك بينما تستعدان للنوم!

سلمى: لماذا فتحت الشباك ؟ لقد بدّلنا ملابسنا و سنأوي للفراش ،

سنصبح فريسة لهواء الليل البارد و أنظار الآخرين!

ترد آية في سخرية: أليست القيود تزعجك و الأغلال تخنقك؟

أم أدركت أننا بشر و لنا فطرتنا المختلفة ، سبحانه له في خلقه شئون ،

يعرف طبيعتنا و ما يتناسب معنا ، فعندما ننفذ أوامره و

نمتثل لطاعته بما فرضه علينا ، نكون وصلنا بأنفسنا لأفضل حال!

ليست طاعتنا لفطرتنا السليمة أغلالا و لا قيودا،

معرفة الخالق بطبيعة مخلوقاته و تركيبة  كل ممالك خلقه

 على حدا مـُسبقا، ليس بالضرورة قيد لنا و قهر لحرياتنا !

تظلّ سلمى طوال الليل تفكر في كلام صديقتها!

تتقلـّب سلمى على فراشها في حيرة من أمورها و أحوالها!

تهذي سلمى مع نفسها: أنا لا أريد أن أخرق الأوامر أو أقذفها عرض الحائط،

 فقط لا تخنـُقني هي بقيود سميكة تـُعيق حركتي و تحرمني الاستمتاع بالحياة مع من يختاره قلبي !

فلست مـُتمردة كـُلـّيا على القواعد و المنهج الذي وضعه ربي و يتّبعه مجتمعي،

 لكن بعض البشر يفرضون أسوارا ًعالية و سياجاً

مرتفعة تـُعيق أبسط حقوق الحريات، لا تخرجي قبل الزواج أبدا،

يجب أن يعلم الأهل بهذا الارتباط و يوافقون عليه كـُلياً،

لا تجعلي المجتمع يراك مع شخص وحدكما في مكان عام،

 لا يجمعكما سويا ارتباط رسمي، سلسلة مـُتصلة من قيود و أغلال مكوّنة من حرفين لآم و ألف !

هذان الحرفان يمكنهما إغلاق كل منافذ الحرية يشدّاني إلى الأرض،

لا يرفعاني لأرفرف في السماء بين السحاب، مثل الطيور !

 آه مالي و الحيوانات و الطيور الليلة !

أأحسدهم فعلا على ما متّــعهم به الله سبحانه و تعالى !

عندما ألتقي بنصفي الأخر، سأطير مثلهم في عنان السماء

فوق جناحيّ الحب سأطفو على رياح الشوق لأحلّق عاليا،

 لكن ماذا سيحدث إذا لفظّت عني كافة الأعراف و التقاليد،

 إذا تمردت على فطرتي و تكويني البشري و ضعفي الإنساني ماذا سيكون مصيري؟

لا يهم سأنمو مثل النباتات و الأزهار من التربة، سأركض مثل الحيوانات فوق الأرض،

سأسبح في مياه البحار و المحيطات مثل الكائنات المائية،

 أو سأعود كالفراشة في دورة حياة أخرى!

لكن سيظلّ الإنسان سيد الكون بلا استثناء، أفـّضلهم ، أرّقاهم ،أميـّزهم!

 لقد خصّه الله عن كافة المخلوقات فأعطاه الأمانة،

 فلماذا أريد أن أصبح كائنا أخر في مملكة أخرى تخدم بنو آدم خلفاء الأرض و وارثي جنة الرحمن !
« آخر تحرير: 2007-10-31, 20:37:46 بواسطة إيمانيات »
و السماء رفعها و وضع الميزان


امينة

  • زائر
رد: فوق جناح الحب
« رد #1 في: 2007-10-31, 22:03:57 »
                               :emoti_133: 

جميلة جدا خالتو ايمانيات  :good:   :great::

اشتقت لك و لقصصك الرائعة   ::roses2:: 

غير متصل إيمانيات

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 449
  • الجنس: أنثى
  • " إن مع العسر يسرا"
رد: فوق جناح الحب
« رد #2 في: 2007-10-31, 22:11:48 »
أنا كمان أشتقت لك كتير أمينتي الودودة sm::))(

مش مهم تكون القصة جميلة ، المهم تكون الرسالة وصلت  emot (3):

شكرا لأنك دايما أول واحدة تقرأ قصصي ربنا يخلليكي ليّ :emoti_257:
و السماء رفعها و وضع الميزان


امينة

  • زائر
رد: فوق جناح الحب
« رد #3 في: 2007-10-31, 22:21:21 »

لكن سيظلّ الإنسان سيد الكون بلا استثناء، أفـّضلهم ، أرّقاهم ،أميـّزهم!

 لقد خصّه الله عن كافة المخلوقات فأعطاه الأمانة،

 فلماذا أريد أن أصبح كائنا أخر في مملكة أخرى تخدم بنو آدم خلفاء الأرض و وارثي جنة الرحمن !

   

اكيد عزيزتي 

أنا كمان أشتقت لك كتير أمينتي الودودة sm::))(

مش مهم تكون القصة جميلة ، المهم تكون الرسالة وصلت  emot (3):

شكرا لأنك دايما أول واحدة تقرأ قصصي ربنا يخلليكي ليّ :emoti_257:



و ربنا يخليك شكرا  :blush::[/b]

جواد

  • زائر
رد: فوق جناح الحب
« رد #4 في: 2007-11-01, 00:27:11 »
:emoti_133:

معذرة على التطفل،

ولكن ما هى هذه الرسالة ؟

 :emoti_17:

اقتباس
المهم تكون الرسالة وصلت
[/size][/color]

غير متصل دموع القهر

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 164
  • الجنس: أنثى
  • علمني وشلون أحب وعلمني كيف أنسى
رد: فوق جناح الحب
« رد #5 في: 2007-11-01, 08:30:26 »
حلوة بس من جد
اش هي الرسالة الي المفروض توصل
الحب..
عجبتني كلمة من كلام الورق
النور شرق بين حروفها وبرق
حبيت أشيلها في قلبي..قالت حرام
أنا كل قلب دخلت فيه احترق


غير متصل إيمانيات

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 449
  • الجنس: أنثى
  • " إن مع العسر يسرا"
رد: فوق جناح الحب
« رد #6 في: 2007-11-01, 12:28:18 »
:emoti_133:

الشخصية المتمردة الحالمة ، هي شخصية شائعة جدا عند الفتيات في مقتبل العمر ،

سلمى تحاول أن تخرج  عن تطبيق الأوامر و النواهي ، بمعنى أخر لا تريد قيود على تصرفاتها

بالذات عندما تجد شريك الحياة المناسب لها من وجهة نظرها البحتة و بدون تدخل من أيّ شخص

( طبعا الأهل و الأقراب) تريد التمتع بالحرية المـُطلقة ، فتجد نفسها تقع دائما في مقارنة

غير منصفة مع الطيور و الحيوانات الأليفة أو البرية و كل كائنات و مخلوقات الله ،

تراها في عقلها الباطن رمزا للحرية ، تكتشف في تسلسل للتفكير منطقي فطري بحت ،

أن لكل مملكة  قواعدها و أوامرها الخاصة التي فطرها الله عليها .

هذ المونولوج الفردي بين طيات النفس و أعماقها السحيقة يحتاج لتمرين سنين طويلة

و تجارب و أخطاء يقع فيها الإنسان و يعرف و يتعلم و ليس في يوم و ليلة.

 حوارها المتصل  مع صديقتها  التي تمثل لها ضمير متحرك يلازمها  كظلها ،

تشرح لها نفس النظرية التي لا تريد العمل بها لكونها متمردة بطبعها.

الحوار مع النفس ، أو التفكر و التدبر في خلق الله و في النفس البشرية هي نوع من أنواع

عبادة الجوارح التي تقود من يشرع فيها في سن مبكرة ، ليصل بنفسه إلى نتائج مذهلة

توضح له أشياء كثيرة في نفسه و في تدبير الخالق للكون و مخلوقاته !

هي دي الرسالة من القصة ! بس إذا لم تـُفهم فهذا لأني أختزلتها في قصة قصيرة  و المفروض

أني بدأتها كقصة طويلة ، لكن الظروف المحيطة جعلتني أكتبها بهذا النمط المختزل .

و هذا ما تعلمته من ضمن  دروس جديدة كثيرة،

 أن تأثير  أراء الأخرين يجب أن يقف عند حدّ معين فلا تهيمن على

وجدان و تركيبة الكاتب نفسه الفكرية و الروحية ، طالما لا يكتب ما يحث به الناس على الفساد.
« آخر تحرير: 2007-11-01, 12:49:54 بواسطة إيمانيات »
و السماء رفعها و وضع الميزان