المحرر موضوع: تسع سنوات في سجون سورية...  (زيارة 56184 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #60 في: 2011-04-27, 10:43:17 »
ولن أكتم ما لا أستطيع له كتما ............


اقتباس
٬ فصار المحقق يعوض عن ذلك بالضرب بالخيزرانة وأنا واقفة ٬ فطال بذلك كل جسدي

ضربهم الله ضربة من عنده وأخذهم بأخذه وهو العزيز المقتدر

اقتباس
فإذا ضبطوا أحدهم من الطاقة يصلي أخرجوه فأوسعوه ضربا وتعذيبا بلا رحمة

إنها الصلاة !!  الجرم الأكبر ....وفي دول لا تدين بالإسلام يحترمون المصلي، بل إن قريبنا وهو يعالج بفرنسا، تغلق الممرضة الفرنسية  دونه الباب حينما يصلي وتضع له السجادة، وتبلغ غيرها ألا يكلموه أو يكثروا من الكلام حوله وهو يصلي !!  

اقتباس
وكنت في بعض الأحيان أعطي ماجدة بعض الإشارات بالضرب على الجدار بيني وبينها ٬ واذا تأكدنا من خلو المكان من العناصر كنت أكلمها وتكلمني عبر الجدار ٬

نعم هي اللغة التي يتعلمها المضطر، فيتعودها وتصبح وغيرها طريقة عَيش في مكان لا يشبه المكان في شيء .... !!

اقتباس
ولم تلبث في اليوم الثاني من اعتقالها وبعد خروج بقية البنات من دوننا أن أضربت عن الطعام وعن الخروج إلى الحمام وحتى عن النوم حتى تراني

هي الأم ....تنسى نفسها ولا تفكر إلا بأبنائها، فكيف بابنة (فتاة !!) معتقلة ....لا بد أن قلبها يعتصر ألما عليها وينفطر خوفا

اقتباس
فالتفت إليها بغيظ وسالها : هل رأيت ابنتك ؟ ولم تكن رفعت نظرها إلي طوال ذلك الوقت لتقهرهم . . فقالت : لا . فقال : إذا ماذا تريدين ؟ والله حيرتينا ! قالت : أنت تعرف ماذا أريد . . وحتى يأذن الله . . هو أحسن منكم جميعا وهو أحكم الحاكمين . . وهو قادر على أن يقصف رقابكم !

والله يا خالة .....شفيت شيئا من غيظنا بكلماتك للظلام .....

اقتباس
لكنني كنت أسمعهما وأنظر بين حين واخر إليهما بدوري من شق باب الحمام ٬ فاستأنست بذلك بعض الشيء واطمأننت إلى أن هناك نساء غيرنا في هذا المكان الموحش.

وأي أنس؟؟ أنس السجينة بالسجينة، ولكن السبب الذي جمعهن واحد، فأمثالهن مثال الصداقة الحقة، ويقال أن صداقة السجن من أوثق الصداقات ... !! ربما لأن الهم يجمع

اقتباس
في تلك اللحظة تقدمت واحدة من النساءوهي تمد إليها يدها وتقول : ابوي . . لا تبكي ولا على بالك . . حطي إيديك ورجليك بمي باردة واقعدي .. ولاراحة لمؤمن إلابلقاءربه

لا راحة للمؤمن إلا بلقاء ربه .......أشعر كم تستشعرنها أنتن أكثر من أي كان ....فما أجمل شعوركن بها

اقتباس
وهناك ازدادت نقمة رئيس الفرع عمرحميدة عليها حينما استطاعت رغم التعذيب الشديد أن تراوغهم فترة كافية تمكن الشباب في بيتهامن الهرب بعدمضي فترة أمان كانوا متفقين عليها فيما بينهم . . ونتيجة جرأتها وصلابة ردودها ازداد حميدة غيظا منها فختم لها حفلة التعذيب بأن قص لها طرف لسانها بالمقص . . وفقدت قطعة منه بالفعل ! ولقد قصت علينا أن حميدة عراها في البداية من ملابسها وعلقها إلى السقف من يديها المكبلتين خلف ظهرها ٬ ومضى يعذبها على هذه الحالة ويسمعها أقذع الشتائم وأبشع العبارات . .ثم أمر بإحضار أخيها الأصغر وعرضها عليه بهذه الحالة وساله :هل عرفتها؟ قال الولد بصدق : لا . . من هذه ! أجاب حميدة بتشفي : أختك مديحة . فأغمي على الولد فورا ولم يعد يحس بشيء ٬ وأعادوه إلى البيت وهو لا يزال في غيبوبته

عذب ....عذب فلن تقتل فيها إيمانها.....بل قد ازداد ....عذبكم الله وشفى بعذابكم صدور قوم مؤمنين يا جبناء يا معذبي النساء

اقتباس
وسيدة أخرى وكانت عروسا في شهرها السادس وفي السادسة عشرة من عمرها ٬ أمسكوازوجها نتيجة وشاية من سامح كيالي أيضا وجعلوا يعذبونه ليعترف بمكان القاعدة التي اتهم أنه يديرها ٬ فلما لم يفعل    أحضروا الزوجة بأمر من حميدة أيضا واعتدوا عليها أمامه قبل أن يرسلوه إلى تدمر فيقتل لاحقا هناك في المجزرة الكبيرة التي جرت . . وأفرجوا عن المرأة وقد سقطت عنها كل الإتهامات !    

لا قول يشفي هنا !!!!.......... قاتلكم الله وانتقم منكم
أما تعذيب الطبيبة عائشة، وأم شيماء فلا أجد ما أقول ....لا أجد ....ومازال بسجون سوريا نساء؟؟؟ !! يا إلهي رحمتك بهن وحفظك لهن يا رب فالموت أهون ألف ألف أللللف مرة .....


**********

تابعونا ورغم كل ألم سنكمل ....لأنه لن يكون بألم استمرار الخنوع والصمت على جرائم لا توصف
« آخر تحرير: 2011-04-27, 12:42:31 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #61 في: 2011-04-27, 12:06:06 »
الفصل الثاني الجزء الثاني

سحل القتلى

أما رابعة نزيلات المهجع وقتها فكانت أما من إدلب لأربعة أو خمسة أولاد من إدلب اسمها فوزية ح . هذه السيدة استشهد زوجها وهو يقاوم أثناء مداهمة قاعدتهم بحلب ٬ وقامت السلطة بعد مقتله بسحل جثته أمامها بالدبابة في شوارع المدينة ثم اقتادوها للسجن وعذبوها أشد العذاب . وعلى الرغم من أنها لم تتحدث عن ذلك كثيرا وكانت من النوع الذي يؤثر الصمت إلا أننا بقينا نرى اثار التعذيب على أرجلها والزرقة مكان أظافرها المقلوعة إلى حين ٬ وبقيت فوزية في الشهور الأولى معتدة على زوجها لا تكاد تكلم أحدا وتسارع كلما فتحوا الباب أو الطاقة فتغطي رأسها بالبطانية وتدير وجهها إلى الجدار .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #62 في: 2011-04-27, 12:06:29 »
أبناء النظام ضد النظام !

هؤلاء كن السجينات الأربع المتهمات بالإنتساب أو ألتعاون مع الإخوان ٬ وأما الخامسة منيرة كامل مصطفى فكانت من تصنيف اخر وحال مختلف : كانت البنت التي لم تجاوز الثامنة عشرة من عمرها واحدة من بنات القرى الساحلية العلويات ٬ شكل والدها وأخوتها وبعض أصدقائهم تنظيما ضد الدولة شيوعي التوجه وصاروا يصدرون منشورات تحض على كراهية النظام ٬ وكانت معتقلة مع أخيها أيضا الذي لم يكن يجاوز السادسة عشرة من عمره ٬ فاعتبروهما مجرد مراهقين يقومان بأعمال طائشة ٬ وقالوا بأنهم سيتركونها في  لسجن حتى يكتمل عقلها وينضج تفكيرها ٬ لكنهم كانوا متساهلين معها إلى أبعد الحدود ٬ فسمحوا لها بالزيارات ٬ وبإحضار جهاز راديو إلى زنزانتها ٬ وبزيارة أخيها في القسم الجنوبي من السجن ومقابلته ٬ وعندما عرف الشباب المعتقلون معه بذلك صارون يقسمون زياراتهم (أي الأ غراض التي تأتي لهم في الزيارات المتاحة) ويرسلون قسما منها مع منيرة إلينا وكنا فى البدايه نشك بها جميعا ونحذر أن تكون متعاملة مع المخابرات ٬ لكنها كانت لطيفة جدا وطيبة القلب ٬ حتى أن الحاجة مديحة سالتها مرة بين المزاح والجد : نحن لن نبين لك أي شيء ولن نتكلم أمامك عن وضعنا لأننا نخاف أن تذهبي إلى المقدم وتحكي له . . فأجابتها منيرة بطيب خاطر : تأكدي تماما أنني لست من هذا النوع ٬ ولو كنت لما وجدتني معكم هنا . وعلى الرغم من أنها ظلت متمسكة بشيوعيتها بعد العديد من المناقشات بينها وبين البنات ٬ إلا أنها كانت تحترم تديننا ٬ فكانت تخفض صوت الراديو إذا كنا في صلاتنا أو تلاوتنا وتراعي مثل هذه الأمور ٬ وعندما أضربنا في وقت لاحق شاركت معنا ووقفت إلى جانبنا حتى النهاية .


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #63 في: 2011-04-27, 12:06:50 »
هافي طاقة !

هؤلاء كن صحبة المهجع الأوائل ولشهور عدة قبل أن يفد نزلاء جدد ويغادر البعض من بعد . . وأما المهجع نفسه وهو الثاني في التسلسل العددي لمهاجع القسم فكان عبارة عن غرفة متوسطة الحجم ثمة حمام على يسار الداخلين إليها فوقه دوش ولكن من غير باب ٬ ولحل ذلك مددنا حبلا استخرجناه من وسط إحدى "التنورات " التي معنا وعلقنا عليه إحدى البطانيات القليلة التي أعطونا إياها كحاجز . وكان الحمام يحتوي أيضا على سخان كهربائي خصوا به مهجع النساء فقط ٬ فلم تكن لمهاجع الشباب لاحمامات ولاسخانات ولا حتى صنابير ماء ! ولكن ذلك كان سببا لكي يخرج الشباب مرتين أو ثلاث إلى "الخط " أو إلى الحمامات بعد كل موعد طعام ٬ وأما باب مهجعنا فلم يكن بابه يفتح غالب الأوقات ٬ ولم يكن له منفذ اخر غير فتحة تسمى نافذة اصطلاحا وهي في الحقيقة مجرد فراغ بين أعلى الجدار من الداخل قريبا من السقف وبوابة السجن الرئيسية من طرفه الآخر على مستوى الأرض فيها ٬ وبين الجهتين ثمه طبقات من القضبان الحديديه والشباك الخشن والناعم إلى درجة لاتسمح حتى بمرور الهواء نفسه وتحجب وصول أي شعاع ضوء ! ولذلك كنا في عز البرد نستغيث من الحرارة وانعدام الهواء النقي ٬ ونرجوهم أن يفتحوا لنا طاقة الباب أو أن يأتوا لنا بمروحة تحرك الأ نفاس الراكدة على أقل تقدير ٬ فكان السجان ياسين على الأخص يرفض أن يفتح لنا الطاقة لنتنفس ٬ فإذا رجته إحدانا ازداد تعنتا وجعل يكرر كالآلة على مسامعنا عبارة واحدة أثيرة لديه : هافي أي لا توجد طاقة . فتقول له الحاجة : طيب أحضر لنا مروحة أو أي شيء يمكن أن يغير جو الغرفة فإنا نكاد نختنق . فلا يجيب إلا بنفس الإجابة : هافي
طاقة . . هافي مروحة . . هافي باب ! وكان يوم عيد لنا يوم أن سمحوا لنا بعد ثمانية أشهر من الإعتقال بالتنفس خارج جدران المهجع مرة أو مرتين في الأسبوع . . فيما لم يجيبوا طلبنا الثاني بشأن المروحة إلا بعد انقضاء أكثر من سنتين على الإعتقال . .وامتلاء المهجع بالنزيلات حتى غص بهن ٬ وكدن من فرط المعاناة وشدة الإزدحام أن يقضين نحبهن ! الهمس ممنوع . . والزمن معدوم . .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #64 في: 2011-04-27, 12:07:15 »
والشكوى مذلة !

كانت الأيام تمر بطيئة ورتيبة . . وبدأنا لذلك نعتاد أن ننسى الوقت ونغفل عن جريان الزمن ! كنا لا نستطيع التفريق بين الليل والنهار ونصلي على التقدير . . ونحسب الأيام بتبدل دفعات السجانين وبتباعد تاريخ اعتقال كل واحدة منا ٬ وأما ضوء المهجع الذي كان يشعل ويطفؤ من الخارج فكان يزيد تعميق الشعور لدينا بتساوي الليل والنهار . . وبالطبع فلم تكن النافذة لتسمع عمقهما وتعدد طبقات القضبان والشبك فيها بالاشارة إلى أي تبدل في المواقيت أو الزمان ٬ علاوة على الظلمة التي تسود بطبيعة الحال في فصل الشتاء . وزيادة في إشاعة القلق الدائم والتوتر فينا لم يكن مسموح لنا بالكلام إلا همسا  ٬ومجرد أن يسمع أحد العناصر صوت واحدة منا كان يخبط الباب بالكابل خبطة مرعبة وهو يصيح بنا أن نخرس أو أن نخفض الصوت ! وعلاوة على ذلك كانوا إذا أرادوا مناداتنا لأمر ما خاطبونا باسم رجل لا بأسمائنا . . فكنت على سبيل المثال أنادى غالب الأحيان باسم محمد إ! ويبدو أن أمي قررت بعد أسبوعين تقريبا من اجتماعنا في المهجع أن تكسر هذا الجو المرعب بطريقتها وتخترق أسوار الارهاب . . فطرقت الباب بلطف في البداية وسألت حسين أن يحضر لنا مصحفافقال لها باستغراب : وهل تظنين أنك في بيتك أو في قصرلتطلبي على كيفك ! ألا تعلمين أن المصحف ممنوع هنا؟ فسألته وهي لا تزال محافظة على هدوئها : لماذا ؟ قال بشراسة : لأنه لا توجد مصاحف هنا في الفرع .

فقالت له : رأيتهم بعيني مكدسين في غرفة التحقيق وأصحابهم جالسين في المنفردات . وكانت تتحدث عن الشباب الذين أحضروهم يوم اعتقالنا الأول من المسجد دفعة واحدة ووجدوا
معهم مصاحف حفاظ صغيرة فصادروها . . فأجابها بصلف : لكن تلك المصاحف للحرق لا للقراءة ! فعادت ترجوه بلطف وتقول له : أعطنا واحدا منهم فقط ولن يراك أحد أو يحاسبك . . وحتى لو كان صغيرا فليست مشكلة . . فقال لها ممنوع وأغلق الطاقة .

فعادت ودقت وكررت عليه الرجاء فأجابها نفس الجواب وصفق الطاقة بوجهها من جديد . فعادت ودقت بقوة فحضر عنصر أخر علوي اسمه ابراهيم فسألته نفس الطلب ٬ وكانت أجابته كما أجاب من قبله : ممنوع . . المصحف هنا ممنوع . . . فقالت له إذا أعطني ورقة لأقدم طلبا إلى رئيس الفرع . فقال لها:لايوجدلدي ورق .. وبعدمماطلات ومشادات كل ومل وأعطاها ورقة قدمت عليها طلبا للمقدم ٬فأرسل ذاك وراءهاوبهدلهاوقال لها: لاتوجد مصاحف هنا.

وأضاف :لماذا تريدينهالتقرأى وتدعى علينا فلما عادت وأخبرتنا بذلك قررنا الإضراب عن الطعام . . وامتنعناعن استلام وجبتي الإفطار والغداء . .فهددونا إن لم نفك الإضراب بالعودة إلى المنفردات ٬ وقطعوا الماء عن المهجع زيادة في الضغط ٬ وكانت أول تجربة لنا فتوقفنا عن المطالبة وما عدنا تكلمنا بشيء وفي اليوم الثاني عادت أمي فطلبت ورقة وقلما لتقدم طلبا اخر للمقدم فحضرأبوعصام مديرالسجن وسألها ماذا تريدين فقالت اننانعاني ضيق الخلق ونريد أن نتسلى بالمصحف فقال لها ولماذا لا تتسلي بأشياء ثانية . قالت : مثل ماذا ؟ قال :كمايتسلى الشباب . . بشغل العجين قالت له : طيب علمنا .

فقال لها:سأذهب فأسألهم لك وأعودبالجواب وبالفعل لم تمض حوالي الساعة حتى عادأبوعصام ومعه مصحف قديم جدا لا أدري من أين أتى به ولكنه جيد وكبير فقسمناه من فورنا أجزاء أجزاء ٬وكانت لدينا كرتونة لا أدري من أين أيضا فغلفنا الأجزاء بها ورقمناهم وصرنا نتلو ونحفظ منهم ٬ وعاد عنصربأمرمن أبي عصام إلينا فعلمنا كيف يشتغل الشباب بالعجين .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #65 في: 2011-04-27, 12:07:48 »
اوراد ..وأذكار ..وتسالى

كان الشباب السجناء ياكلون من الخبز وجههالناضج وحسب ويجمعون العجين من قلبه فيعجنونه مره ثانيه اذا تكدست كميه كافيه منه ويخمرونه بلعابهم ثم يعيدون عجنه حتى يصبح متماسك القوام فيصنعون به اشكالا وتماثيل مختلفه ومسابيح جميله جدا حتى ان رئيس الفرع احتفظ بطائره من صنع الشباب فى مكتبه ظننتها اول ما رايتها هناك مصنوعه من الفضه وكان العناصر يحضرون للشباب الوانا يستخدمونها ايضا فى تجميل انتاجهم لياخذوه منهم آخرالامر بالتاكيد وهكذا دخل حياتنا الرتيبه عنصر جديد وبدانا بصنع المسابيح اول الامر فكنا نمضى ساعات نعرك فيها العجين ونخمره ونكوره ثم انتقلنا بعدها الى صنع الاطواق وعلاقات المفاتيح والاشغال البسيطه وعندما تطورت خبرتنا ادخلنا التلوين بطريقتنا الخاصه فصرنا نطلب من بعض العناصر ان يعطونا طحل القهوه او بقايا لنلون به ثم لما سمحوا لنا بالادويه فى الفتره الاخيره استخدمنا بعضها بعد اذابته اوسحقه كعنصرتلوين وكانت المفاجاه بحق حينما وجدنا الحاجه مديحه د تمكنت من تهريب اسياخ لشغل الصوف حينما حضرت من سجن المسلميه وكانت واحده اخرى من البنات قد احضرت قطعه ملابس صوفيه قديمه معها فكررنا وجعلنا نتسلى بشغل الصوف ايضا وبدانا فى فتره لاحقه
بجمع نوى الزيتون اذا حصلنا عليه وحفها وصنع مسابيح منها لكن احد العناصر عندما اكتشف اننا نحفها على جدار المهجع لخشونته نهانا عن ذلك خشيه ان تكون اشارات نكتبها لاحد فصرنا نجمعها وناخذها معنا فنحفها على ارض الساحه وقت التنفس وصارت امى تبتكراشياء جديده بسيطه ومسليه لنا وتعلمنا من الالعاب مالم نكن نعلم فعلمتنا مثلا لعبه الكاس وكان لدينا واحده من البلاستك فكنا نتحلق حولها ونديرها الى ان تتوقف عند احدى البنات فكان عليها ان تجيب على اى سؤال يوجه اليها بسرعه وصراحه وكنا نجتمع على هذه الالعاب ونستمتع بها لا يشذ عنا إلا الحاجة مديحة التي كانت تسخر منا ولا ترتاح كأنما لاتفاقنا . .

وترانا دائما أقل منها سنا ومنزلة وخبرة وتحسنا وكأننا ضد طباعها في كل شيء ! وبرغم المعاناة والتوتر استطعنا أن ننظم أوقاتا لتلاوة القرآن الكريم وحفظه وتلاوة الأوراد والمأثورات والتهجد . . حتى صارت البنات يتبارزن من تستطيع أن تصلي أكبر قدر من القران في تهجدها . . فإذا قدرنا دخول وقت الفجر صلينا وجلسنا إلى المأثورأت والضوء مطفؤ بالطبع لنبدأ بعدها بقراءة ياسين أربعين مرة وحزبا من القرأن على نية الفرج وتيسير الأمور ٬ ونكرر الشيء نفسه في المساء . وكنت أبقى مع ماجدة بعد انتهاء ورد الصباح نراجع حفظنا من القران حتى ننعس فننام أو نكمل اليوم بلا نوم . وكانت والدتي تظل صاحية بعد الفجر حتى يدخل وقت الضحى فتصليها وتنام بعدها برهة من زمن .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #66 في: 2011-04-27, 12:08:08 »
أحاديث عبر الجدار !

وخارج جدران مهجعنا كان لأكثرنا تسلية وتسرية من نوع اخر ٬ فكنا نترقب وقت خروج الشباب بعد الإفطارإلى الخط فيقبل بعضنا إلى شق في طاقة بابنا تراقب ما يجري وتترقب بعضهن أن ترى أخا لها أو قريبا بينهم . . ولم تكن هذه هي الصلة الوحيدة بيننا وبين الشباب ٬ فلقد اكتشفت البنات قبلنا وجود فراغ بسيط حول انبوب التدفئة بين مهجعنا والمهجع المجاور فطلبن من العناصر رطوما بحجة استعماله في الحمام فأحضروه لهم ٬ فمددوه عبر الفراغ وصرن يحادثن الشباب عبره أو يمررن لهم الماء من خلاله لأن المهاجع الأخرى باستثنائنا لم تكن فيها حمامات أو صنابير مياه كما قلت ٬ ولم يكونوا يسمحون لأحد بطلب ماء أو الذهاب للحمام إلا في المواعيد . . ولقد حدث بعدها أن واحدة من السجينات الجدد متهمة بالتعامل مع العراق اسمها أم كامل فسدت علينا ٬ فقام العناصر بسد الفتحة بالإسمنت ٬ فلجأنا إلى التخاطب عبر الأ نبوب المعدني نفسه بالطرق عليه كإشارة أولى ٬ وكانت الحاجة تتولىالحديث بعدها أغلب الأحيان لأن مكانها كان مجاورا للأنبوب ٬ فكانت تنتظر هدوء الأحوال ونوم الحرس لتقرع على الأ نبوب وتحادث الشباب بصياح مكتوم تخفيه قدر ما تريد أن تبديه خشية أن يسمعها أحد من العناصر ! وكانوا في تلك الفترة يتعمدون معاملة الشباب أسوأ ما يمكن ٬ وينقلون دفعات منهم إلى تدمر كل يوم ٬ وكان الشخص الموكل بذلك وينادونه أبا طلال يأتي قبل صلاة الصبح فيقرع باب المهجع الذي فيه المطلوبون بكلبشات يحملها
بيديه ثم يبدأ بتلاوة أسمائهم واحدا بعد الاخر ٬ وبعد أن ينتهي من سرد القائمة التي كانت تبالغ عشرين أو ثلاثين اسما كل يوم يصطف الشباب المساكين في الظلام فيكلبش كل اثنين منهم من أيديهما وأرجلهما معا . . فمنهم من يتجلد فيمضي ٬ومنهم من يصيح ويستغيث ٬ ومنهم من يغمى عليه وقد أحس بدنو منيته ٬ فيشحطون هؤلاء على أرض السجن إلى سيارة بانتظارهم كالذبائح تماما تقاد إلى المسلخ . . وربما استفرغ بعضم أو فعلها تحته من هول الخبر ٬ فلا نستطيع ونحن نسمع هذه المأساة كل فجر يوم إلا البكاء والدعاء . . وكانوا كلما نقلوا دفعة إلى تدمرأتوا بثلاث أو أربع دفعات جديدة من المعتقلين مكانها ! فكانت الزنزانات والمهاجع محشورة أيامها بالشباب حشرا ٬ حتى لجأوا إلى استخدام الحمامات كزنازين في بعض الأحيان !


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #67 في: 2011-04-27, 12:08:31 »
لوعة الام. . ومأساه الولد !

ولقد كان من عجائب مشاهدات السجن وقتذاك أن والدتي أخبرتني يوم لقائنا الأول في المهجع بأن أخي وارف سيغادر سورية حسب معلوماتها إلى لبنان ٬ وسيخرج من هناك إلى بلد اخر ولن يعود ٬ ويبدو أنه أخبرها بذلك حتى لا تقلق عليه وحسب ٬ وحقيقة الأمرأنه كان لا يزال في سورية . . ففي يوم من الأيام صلت أمي التهجد ثم الفجر ٬ وانتظرت فصلت الضحى ثم اتكأت لتنام على عادتها ٬ فما وجدتها إلا وقد انتفضت فجأة من نومها تقول لي : سمعت صوت مشي أخيك وارف في السجن ! وكان السجن وقتها في غاية الهدوء ٬ فالشباب عادوا من الخط . . والعناصر نائمة على الأغلب . . فلا تسمع أي حس . . فقلت لها : ما هذا الكلام ؟ لا يوجد أي صوت . . وتقدمت من شق الطاقة لأتأكد فوجدتهم يقودون أخي وارف بالفعلمن طرف سترته البنية التي أعرفها وقد طمشوا له عينيه وكبلوا يديه للوراء . . ورأيت حذاءه الرياضي الأبيض وحسين يسوقه ويقول له : هيا إلى المنفردة . لكنني قلت لأمي وكأنني أحدثها من عالم آخر : لا أحد هناك . غير أن قلبي كان كأنما هبت النار فيه . . وغمرتني رغبة في البكاء وحاجة لإخبارأحد ٬ لكنني لم أستطع فعل أي شيء أمام أمي . . وبعد فترة وعندما أضربنا إضرابنا الثاني وأخرجونا إلى المنفردات فعلا عقوبة لنا تصادف أن وضعوا أمي وأم شيماء في زنزانة واحدة معا ٬ لى اذ بها نفس الزنزانة التي كان وارف معتقلا فيها ٬ في تلك اللحظات كانت أمي تتصنع وأم شيماء البكاء لترققا قلوب  السجانين علينا ٬لكنهما كانتا لا تكادان تتمالكان نفسيهما من الضحك . . فأخذتا منشفة ووضعتاها بين أسنانهما لإخفاء الضحكات ٬ والتفتت أمي كأنها تريد أن تدق الباب على السجان فرأت على الجدار رسم مسجد محفور وقد كتب تحته بنفس الطريقة : لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد . . الشهيد محمد وارف دباغ . فانقلب البكاء الذي كانت أمي تتصنعه حقيقيا ٬ وصارت تنادي عليهم تريد أن تعرف أين ولدها ومتى اعتقال . . لكن أحدا لم يجبها . . وظلت تعذبها الظنون وتقتلها الحيرة ولا من مجيب . .

وتبين لي فيما بعد أنهم اعتقلوا وارف وغسان أول مرة في حماة وأفرجوا عنهما بعد أيام دون أن يثبت شيء على أي منهما ٬ ثم كان اعتقال وارف الثاني واحضاره إلى كفر سوسة والإفراج عنه من غير أن يدان بشيء أيضا ٬ وعندما استشهد بعد مدة استدعى المقدم ماجدة وقال لها ضمن ما قال : أمسكناه في المرة الأولى لما ظننا أنه مجرم ٬ فلما تبين لنا أنه بريء أخرجناه . . وفي المرة الثانية ظنناه بريئا فأطلقناه أيضا ولكنه طلع مجرما غرر به أخوه فنال جزاءه بعد ذلك . .

وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين !


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #68 في: 2011-04-27, 12:08:48 »
نصف بلاطة للنوم !

وتستمر معاناة السجن وتزداد . . ووجدتني بعد فترة في المهجع قد ابتليت بالام شديدة في ظهري حتى لم أعد أستطيع رفعه ٬ وترافق ذلك مع حالة تقيؤ مستمر واسهال . . حتى كدت أموت يومها بالفعل ! كان نومي وقتها بجانب أنبوب السخان المركزي الذي كان عاطلا عن العمل بالطبع فلا نتلقى منه إلا برودته ورطوبة الماء المتكثف عليه ٬ ولم يكن لي خيار في المكان لأ ننا كنا لازدحام المهجع لا يكاد يجاوز نصيب الواحدة منا وقت النوم أكثر من نصف بلاطة وحسب ٬ ولو أرادت إحدانا أن تتقلب لاستدعى ذلك تحريك المهجع بأكمله لم أحس بالبرودة في البداية ٬ لكنني وجدتني فجأة لا أقدر على تحريك ظهري مع الأعراض المؤلمة الأخرى التي ذكرت . . فقامت البنات يطرقن الباب جميعا ويسألن العناصر أن يحضروا طبيبا لعلاجي لكنهم لم يجيبوا ٬ فطلبت الدكتورة عائشة منهم طستا من البلاستيك أحضروه لها بعد إلحاح وطول رجاء ٬ فجعلت تعمل لي مغاطس ماء ساخن متتالية خفت عليها الأوجاع بحمد الله بعد يومين .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #69 في: 2011-04-27, 13:42:40 »

يا إلهي كل هذا العذاب وهبة وأخواتها وأمهاتها الأحرار ما زلن قويات

بل أن هبة ستخرج في النهاية وتكتب هذه الآلام، ما أحلاها

أتساءل لو كنا نملك نصف أو ربع عزيمتها، أكان ذلك حالنا؟

أما أشباه الرجال الخنازير في هذا السجن أو الحاليين أتباع الجحش  فسيرون أي منقلب ينقلبون
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #70 في: 2011-04-27, 15:01:06 »
آسفه يا أسماء , قمت بتنزيل الكتاب و قد قرأته كله
و بعد كل جزء أقول لن أتابع لا لن أتابع و لن أقرأ حرفا واحدا , لكني بعدها كنت ألوم نفسي الخائفه من أن تفكر في المآسي و الأحزان , و شعرت بالحرج منها لانها تريدني أن أفكر في الفرح و البهجة و هذه الفتاة التقيه تعذبت كل هذا العذاب ثم واتتها كل الشجاعه ما شاء الله لتسرد قصة حياتها المؤلمة مع الظلم , كم أنا معجبة بها و برفيهاتها , الصامدات الرائعات , لن أحرق المضمون هنا , لكن يكفي أن أقول أن هذه الفتاة قد كتبت ما كنا دوما نخاف من أن نعرف حقيقته , نعم نحن في أسر كبير في بلادنا هذه , أسر فيه الإعتقال لأبسط الأسباب موجودا و الإعدام أمر مألوف و الناس تهاب الكلمة , لعل هذا الوقت المناسب لكي نتذكر هذا الكتاب , حتى تندفع البلاد كلها لثورة واحده ضد الظلم و الظلام , و لكي ننسى مخاوفنا من التغيير , فقد كتبت صاحبتي مرة عن طيرها الخائف من الحرية لمجرد الخوف من التغيير , حتى لو كان تغييرا من سجن و الم و عذاب الى سماء الحرية الصافيه , حمى الله شعوبنا كلها و ألهمنا الحمة و الرشاد و نصر شباب الأمه على الظلم , لي تعليق آخر باذن الله عندما تنتهين من القصة حتى لا أحرق المضمون , بارك الله فيك
« آخر تحرير: 2011-04-27, 15:09:10 بواسطة أسيرة الصفحات »
" .
نقطة.  "

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #71 في: 2011-04-28, 01:27:23 »
أسجل متابعه لأشد من أذرك يا اسماء حتى أتمكن من القراءة فمنذ أخر مشاركه لي هنا لم أستخدم النت .. لي عوده باذن الله

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #72 في: 2011-04-28, 06:56:50 »
نعم يا سيفتاب لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

سلمى إذن فقد نفذ صبرك أنت أيضا وقرأت .... أنتظر كلماتك بإذن الله و أرجو ألا أبقى وحيدة....

شكرا جزيلا  لك يا شيماء، وأرجو أن تبقي معي للآخر بإذن الله، فتشارك القراءة يعطينا الفرصة لتفريغ شيء من الغضب كتابة على الأقل
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #73 في: 2011-04-28, 07:51:24 »
قراءة الكتاب شيء يا أسماء ومتابعة الأحداث معك وتعليقاتك شيء آخر تماماً .

معك بيكون أحلى   emo (30): ... برغم الألم الذي أشعر به تجاه كلماتك وتعليقات !

متابعة معك إن شاء الله .
لا إله إلا الله.

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #74 في: 2011-04-28, 09:04:07 »
متابعه للموضوع يا أسماء حتى بعد إنتهائي من القراءة , فهيا تابعي أرجوك :)
" .
نقطة.  "

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #75 في: 2011-04-30, 11:08:57 »
أهلا بكما حلم وسلمى

ومزيد من التعليقات التي أسجلها لتبقى لي حال الذي يقرأ ليتعلم من قلب المعاناة ومن أفواه المعانين إذ هي هي قلوبهم

اقتباس
وقامت السلطة بعد مقتله بسحل جثته أمامها بالدبابة في شوارع المدينة ثم اقتادوها للسجن وعذبوها أشد العذاب .

أسر مجاهدة بأكملها، فالزوج يستشهد والزوجة تعتقل ....!! أجر عظيم نعم ولكنه القمع الذي لا يرتضى دوامه و لا بد أن ينتهي ....


اقتباس
وكان يوم عيد لنا يوم أن سمحوا لنا بعد ثمانية أشهر من الإعتقال بالتنفس خارج جدران المهجع مرة أو مرتين في الأسبوع .

سبحان الله !! مع مثل هذه المعاناة تقدر النعمة التي ننسى قيمتها في خضم الحياة السهلة !

اقتباس
وامتلاء المهجع بالنزيلات حتى غص بهن ٬ وكدن من فرط المعاناة وشدة الإزدحام أن يقضين نحبهن ! الهمس ممنوع . . والزمن معدوم . .

يا إلهي مليئ بالنساء !! فماذا عن الرجال؟؟!!  صيروا سوريا معتقلا كبيرا ! سقيا لك أ]تها الحرية سقيا!

اقتباس
أجابها بصلف : لكن تلك المصاحف للحرق لا للقراءة !

ما أصدحه بالذنب !!  ما أغباه إذ لا يعرف مولاه !! ما أشد ما هو محروم!

اقتباس
وأضاف :لماذا تريدينهالتقرأى وتدعى علينا ؟

ومع كفره به، إلا أنه يخشاه، ويخشى المؤمنين به ! سبحان الله ....عناد وكبر رغم إدراك أنه الحق وأنه القوة !!



اقتباس
عادت أمي فطلبت ورقة وقلما لتقدم طلبا اخر للمقدم

ما أجمل إصرارك يا خالة !

اقتباس
كان الشباب السجناء ياكلون من الخبز وجههالناضج وحسب ويجمعون العجين من قلبه فيعجنونه مره ثانيه اذا تكدست كميه كافيه منه ويخمرونه بلعابهم ثم يعيدون عجنه حتى يصبح متماسك القوام فيصنعون به اشكالا وتماثيل مختلفه ومسابيح جميله جدا

سبحان الله ! ويولد لاإبداع من رحم المعاناة والألم !!


اقتباس
حتى ان رئيس الفرع احتفظ بطائره من صنع الشباب فى مكتبه ظننتها اول ما رايتها هناك مصنوعه من الفضه

يعني أمازالت لأمثالكم عين ترى الجمال وتقدر الإبداع ؟؟ !!


اقتباس
وتعلمنا من الالعاب مالم نكن نعلم فعلمتنا مثلا لعبه الكاس وكان لدينا واحده من البلاستك فكنا نتحلق حولها ونديرها الى ان تتوقف عند احدى البنات فكان عليها ان تجيب على اى سؤال يوجه اليها بسرعه وصراحه وكنا نجتمع على هذه الالعاب ونستمتع بها

سبحان الله !    والنفس تحتاج للتسرية ولساعة مفرحة رغم كل الألم ، بل من شدة الألم تحتااااج


اقتباس
وبرغم المعاناة والتوتر استطعنا أن ننظم أوقاتا لتلاوة القرآن الكريم وحفظه وتلاوة الأوراد والمأثورات والتهجد . . حتى صارت البنات يتبارزن من تستطيع أن تصلي أكبر قدر من القران في تهجدها . . فإذا قدرنا دخول وقت الفجر صلينا وجلسنا إلى المأثورأت والضوء مطفؤ بالطبع لنبدأ بعدها بقراءة ياسين أربعين مرة وحزبا من القرأن على نية الفرج وتيسير الأمور ٬ ونكرر الشيء نفسه في المساء . وكنت أبقى مع ماجدة بعد انتهاء ورد الصباح نراجع حفظنا من القران حتى ننعس فننام أو نكمل اليوم بلا نوم . وكانت والدتي تظل صاحية بعد الفجر حتى يدخل وقت الضحى فتصليها وتنام بعدها برهة من زمن .


ولا أروع ....!!! وكثير من المترفين المنعمين لا يفعلون !  ما أروع الثبات ! ما أروع تنامي قوة الإيمان مع صنوف التعذيب والتنكيل والنقمة على المؤمنين وإيمانهم !! إن هذا وحده ليقتلهم! موتوا بغيظكم

اقتباس
فلقد اكتشفت البنات قبلنا وجود فراغ بسيط حول انبوب التدفئة بين مهجعنا والمهجع المجاور فطلبن من العناصر رطوما بحجة استعماله في الحمام فأحضروه لهم ٬ فمددوه عبر الفراغ وصرن يحادثن الشباب عبره أو يمررن لهم الماء من خلاله لأن المهاجع الأخرى باستثنائنا لم تكن فيها حمامات أو صنابير مياه كما قلت ٬ ولم يكونوا يسمحون لأحد بطلب ماء أو الذهاب للحمام إلا في المواعيد . . ولقد حدث بعدها أن واحدة من السجينات الجدد متهمة بالتعامل مع العراق اسمها أم كامل فسدت علينا ٬ فقام العناصر بسد الفتحة بالإسمنت ٬ فلجأنا إلى التخاطب عبر الأ نبوب المعدني نفسه بالطرق عليه كإشارة أولى

سبحان الله .... يحسبون أنهم يزجون بالحيوانات في السجون، بل هم يزجون بعقول وقلوب، عقول تحتال عليهم فيما يظنون أنفسهم الأذكياء ...!

اقتباس
وربما استفرغ بعضم أو فعلها تحته من هول الخبر ٬ فلا نستطيع ونحن نسمع هذه المأساة كل فجر يوم إلا البكاء والدعاء . . وكانوا كلما نقلوا دفعة إلى تدمرأتوا بثلاث أو أربع دفعات جديدة من المعتقلين مكانه

اقتباس
فكانت الزنزانات والمهاجع محشورة أيامها بالشباب حشرا ٬ حتى لجأوا إلى استخدام الحمامات كزنازين في بعض الأحيان !

فعلا أصبحت كل سوريا معتقلا كبيرا ....وعلى هذا هل هناك من الأسر فيها من لم يذق لونا من ألوان القمع ؟؟!


اقتباس
والتفتت أمي كأنها تريد أن تدق الباب على السجان فرأت على الجدار رسم مسجد محفور وقد كتب تحته بنفس الطريقة : لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد . . الشهيد محمد وارف دباغ .

وأصبح الشهيد حقا ....!! طوبى لكم يا آل الدباغ !

**********

ولي بإذن العلي القدير عودة قريبة لنعلم المزيد ولنتعلم المزيد



« آخر تحرير: 2011-04-30, 11:11:03 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #76 في: 2011-04-30, 16:47:40 »
اضراب جديد

ومرت الأيام ٬ وفي كل يوم كانت لنا قصة جديدة وتجربة وعبرة . . وكانت أمي لا تفوت فرصة تحقق لنا فيها بعض السلوى أو تؤرق فيها السجانين والعناصر إلا واغتنمتها ٬ وباتت سياسة واضحة عندها أن تبتكر مطاليب لنا أو باسمنا تحقق منها إحدى الغايتين أو كلاهما . . وذات يوم وبعدما رأيناهم سمحوا لمنيرة بتقديم امتحان الثانوية خطر على بال بعض البنات المطالبة بالمثل ٬ فكتبن إلى رئيس الفرع يسألنه السماح لنا بالكتب الجامعية التي ندرس بها وبتوفير جو ملائم للدراسة . . وبالطبع قوبل الطلب بالرفض والسخرية والتقريع ٬ فاقترحت أم شيماء أن نضرب عن الطعام حتى يستجيبوا ٬ وسرعان ما شجعتها أمي وأيدت أكثريتنا الفكرة ٬ فلما أتوا بطعام العشاء رفضنا استلامه . سألونا : لما ذ ا ؟ قلنا : مضربين . –السبب ؟ أجبنا : نريد أن نقدم امتحاناتنا أيضا . رد العنصر ابراهيم : إذا لم تأخذوا العشاء فسنأخذكم إلى المنفردات . فأجابته أمي : سيكون أحسن . . ستتنفس كل واحدة لوحدها على الأقل ! أغلق ابراهيم الباب بلؤم وذهب ليعود بعد قليل بضحكة صفراء يقول : المعلم أي رئيس الفرع يريدكم أن تتجهزوا لننقلكم إلى المنفردات بعد نصف ساعة .

وبالفعل لم تمض الفترة التي تحدث عنها حتى حضر وأخذ كل اثنتين منا إلى زنزانة من المنفردات ٬ فوضع أمي وأم شيماء في واحدة ٬ وماجدة وعائشة في أخرى ٬ ووضعني وفوزية حجازي في  الثالثة ٬ وأما الحاجة مديحة فسألها ساخرا : وماذا عنك أنت ؟ ألن تقدمي الثانوية أيضا ؟ فأجابته : أبوي . . أنا لا أعرف القراءة ولا الكتابة ! فتركها في المهجع . . وبقينا بضع ساعات شاهدت أمي خلالها اسم أخي وارف على الجدار فازدادت ثورتها وعلا صياحها . . ولم يلبثوا أن أعادونا إلى المهجع اخر الليل ٬ ولم يستجيبوا لطلبنا بالطبع ٬ لكننا كنا سعداء بهذا الأثر الذي تركناه والحركة التي أحدثناها رغم كل الضغوط والترهيب .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #77 في: 2011-04-30, 16:50:38 »
رصاص بعد منتصف الليل !

وفي يوم من الأيام وبعدما انتهى العشاء وهجع أكثر السجناء والسجانين مزق السكون عن غير سابق إنذار صوت الرصاص يلعلع على مقربة من السجن وكأنه فوق رؤوسنا . . واستنفر الفرع كله وهرع العناصر فأغلقوا الطاقات كلها وأطفؤوا الأ نوار ٬ وصاحوا بالمساجين وصوتهم يكاد لا يسمع مع أصوات خرطشة الأسلحة وأزيز الرصاص : ولا حركة ! لم نفهم ما الذي يجري بالتحديد هل كان اشتباكا أم هجوما على الفرع ٬ لكن الرصاص كان يصل إلينا فيصيب حتى جدار المهجع من الخارج ولم يكن بينه وبين الشارع إلا فسحة صغيرة يليها السور فنحس وكأنما اخترقه . . حتى أن أمي نهضت فتوضأت وصلت صلاة الشهادة ثم احتمت وإيانا بالجدار خشية أن تبلغنا الطلقات ! وبلغنا فجأة من بين الأصوات المختلطة صرخة كالزعيق تبعها صياح العناصر المضطرب ينادي : فلان قتل . .
تعالوا . . فقدرنا أنه أحد عناصر الحماية على الباب . . وبعد حوالي الساعة من بدء الإشتباك هدأت الأمور بالتدريج كما بدأت ٬ وحاولت الحاجة الإستعلام عما حدث من ابراهيم الذي كانت نوبته وقتها فنهرها وحذرها من إعادة السؤال ٬ وعدنا إلى ما كنا عليه لأيام قليلة أخر دون أن نعرف حقيقة ما جرى بالتحديد . .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #78 في: 2011-04-30, 16:55:44 »
إفراج . . ولكن إلىتدمر !

وذات يوم . . وبينما كانت الحاجة تحادث الشباب في الزنزانة المجاورة عبر الأنبوب أتاها من وراء الجدار صوت سائل منهم يسأل إن كان بيننا حمويات . فقالت له نعم . . فقال لها : يا خالتي نحن من حماة أيضا وسنخرج غدا إفراج ٬ فلو كانت لدى أي من الحمويات رسالة لأهاليهن اكتب وها وضعوها في شق الطاقة ونحن سنسحبها بإذن الله أثناء خروجنا إلى الخط بطريقة لا تشعر العناصر ونوصلها لهم .

والذي تبين بعدها أن هؤلاء الشباب المساكين وعدوا بالخروج في اليوم التالي بالفعل ولكن الخروج كان في الحقيقة إلى تدمر ! وفوجئنا عند الصباح بالمحقق يرسل وراء أمي بلا مقدمات أو سبب . . فتعود والدموع ملء عينيها تحدق في وتبكي . . فتملكني القلق والخوف عليها وهجمت أحضنها وأسألها ماذا حدث . . فقالت : أخبرني أنهم سينقلونني إلى فرع اخر اليوم ولكنني أظنه كاذبا . . وأحس أنهم سيطلقونني اليوم . وقصت علينا أن المحقق لما استدعاها ابتدرها يقول لها : جهزي نفسك وأحضري أغراضك بسرعة .

فسألته : وابنتي ؟ قال : ستبقى رهينة عن أخيها صفوان ولن تخرج حتى يسلم نفسه . . أو فاعتبري أنك لم تلدي هذه البنت وانسيها ! وجعلت أمي وهي تقص علينا ذلك تخلع ملابسها عنها وتعطينا إياها قطعة بعد قطعة ٬ وما أبقت إلا ما يسترها وحسب لعلمها أنه ليس لدينا ما يكفينا . . وسألتنا إن كان أي منا يريد إرسال رسالة أو توصيل خبر عنه ٬ فسارعت ماجدة وأخذت قلما من منيرة وكتبت رسالة لأهلها على ورق المحارم دستها أمي في كم سترتها ٬ وأخذت تعانقنا وتقبلنا وتدعو لنا وندعو لها وخرجت . . ولم تكد تبلغ الباب عند السلم وهي تستحلف العنصر أن  يخبرها بموعد خروجنا لى اجابته الساخرة ورجاؤها المتكرر يبلغ مسامعنا فيزيدنا ألما وحسرة حتى انفلتت من بين يديه وقفلت راجعة ٬ ففتحت طاقة الباب وسألت بسرعة تقول : نسيت هؤلاء الشباب جيراننا من بيت من كانوا ؟ ولم نكد نخبرها حتى كان حسين قد وصل إليها فأمسكها من ياقة جلبابها وجذبها مغلظا لها في الكلام . . وهي ترد عليه الكلمة بأخرى والعبارة بأشد منها حتى خرجت . . وكانت اخر مرة أراها فيها رحمها الله . وأما رسالة ماجدة فعلمنا بعدها أن أمي توجهت أولا إلى بيتنا في دمشق الذي اعتقلنا فيه وقصت أخبارنا على البنات اللاتي كن معنا فسألنها أن يرين الرسالة ٬ لكنهن اجتهدن أن ينقلنها على ورقة عادية خشية أن تتمزق المحرمة ٬ فلما ذهبت أمي بها إلى أهل ماجدة لم يصدقوها لأنهم رأوا الخط مختلفا . . وظنوا وقد فقدوا الأمل بابنتهم أنها إنما تسري عنهم وحسب ٬ وظلوا في شكهم حتى فتحت الزيارات في سجن قطنا بعد سنين فرأتهم هناك ورأوها بعد طول فراق .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: تسع سنوات في سجون سورية...
« رد #79 في: 2011-04-30, 16:56:41 »
معززات مكرمات !

وتم الإفراج عن أمي في السادس عشر من شباط . . وتأكد لنا الخبر حينما استدعى المقدم ماجدة بعد أسبوع تقريبا لأنها قدمت طلبا له تسأل فيه حلا للوضع ٬ فقال لها بكل صلافة واستعلاء : انظري . . لا توجد أحسن من جلستكن هذه أبدا . . أنتن هنا معززات مكرمات . . ومثل هذا الفرع لن تجدوا ! وأضاف يقول : هذه أم هبة أخرجناها فجلست هنا على الباب فترة طويلة تبكي ولا تعرف كيف تتصرف حتى أعطيتها أجرة الطريق من جيبي أنا . . وبالتأكيد كان ناصيف يكذب لأن أمي ظلت جالسة عند الباب ترفض التحرك قبل أن تعرف مصيرنا وتأمل أن تسمع قبل ذهابها ولو إشارة بقرب الإفراج عنا وإلى أين ستتجه الأمور ٬ لكن الإفراج لم يتم . . وسارت الأمور من سيء إلى أسوأ ٬ فلم تلبث أن انضمت دفعة جديدة من المعتقلات إلينا . . لتنفتح علينا قصص أخرى من الماسي والآلام . . ونبدأ فصلا جديدا من الكرب والمعاناة .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب