الساحة الإسلامية > :: رمضان جانا وفرحنا له ::

الفقه الباطن للصيام.. من إحياء علوم الدين

<< < (2/6) > >>

أحمد:
متابعون
emo (30):

ماما هادية:
 :emoti_133:



درجات الصيام:

الصيام ثلاث درجات: أدناها كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة
وأوسطها كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام
وأعلاها صوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل.
ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر بغير الله عز وجل واليوم الآخر، والتفكير في الدنيا، إلا دنيا تراد لدين، فإن ذلك من زاد الآخرة، حتى قيل: من تحركت همته بالتصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه سيئة، لأن ذلك من قلة الوثوق بفضل الله وقلة اليقين برزقه الموعود، وتلك رتبة الانبياء والصديقين والمقربين.

صوم الصالحين، وهو الدرجة الوسطى:

كف الجوارح عن الآثام
•   غض البصر: كفه عن الاتساع والتظر إلى كل ما يذم أو يكره ويلهي ويشغل القلب عن ذكر الله، قال صلى الله عليه وسلم: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله، فمن تركها خوفا من الله عز وجل، آتاه الله عز وجل إيمانا يجد حلاوته في قلبه.(1) (فصيام وتلفزيون.. كيف يكون؟ صيام وأفلام على الكمبيوتر او الشاشات كيف يكون؟ صيام ونظر النساء للرجال، أو العكس... كيف يكون؟) 
•   حفظ السان: عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء واليمين الكاذبة، وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن. قال صلى الله عليه وسلم: إنما الصوم جنة، فإذا كان يوم صيام احدكم فلا يرفث ولايجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم، إني صائم (2).   وحديث المرأتين اللتين صامتا واغتابتا فقاءتا دما عبيطا ولحما. 
•   كف السمع: من الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم الله قوله حرم الإصغاء إليه، قال صلى الله عليه وسلم: المغتاب والمستمع شريكان في الإثم . (3)
•   كف الجوارح: فلا تبطش اليد أو تؤذي بغير حق، ولا يمشي برجله إلى حرام أو أماكن مشبوهة.
•   كف البطن: عن الشبهات وقت الإفطار، فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام ، فمثال هذا الصائم مثال من بنى قصرا وهدم مصرا. فإن الطعام الحلال إنما يضر بكثرته لا بنوعه، فالصوم لتقليله، وتارك الاستكثار من الدواء خوفا من ضرره إذا عدل إلى تناول السم كان سفيها. والحرام سم مهلك للدين، والحلال دواء ينفع قليله ويضر كثيره، وقصد الصوم تقليله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: رب قائم حظه من القيام السهر ورب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش  ، قيل هو الذي يفطر على الحرام، (سواء طعام حرام، او طعام اشتراه بمال حرام، ومثله من يصوم طول النهار ثم يفطر على الدخان والسجائر وكم نرى منهم) ، وقيل هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة، وقيل هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام.

============ 

  1- أخرجه الحاكم وصححه، وتعقبه الذهبي وضعفه
   2- متفق عليه
  3-  قال العراقي (غريب) وأخرج الطبراني نحوه بسند ضعيف

ماما هادية:
 :emoti_133:

نهاية نهار الصوم:

عليه أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين، او يرد عليه فهو من الممقوتين، وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها.
روي عن الحسن البصري أنه مر بقوم يضحكون، فقال: إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون، أما والله لو انكشف الغطاء، لا شتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، فكان سرور المقبول يشغله عن اللعب، وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك.
قيل أن الأحنف بن قيس قيل له: إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك فقال إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه.
فالمقصود بالصوم هو التخلق بالخلق الحسن والاقتداء بالملائكة في الكف عن الشهوات بحسب الإمكان، فالإنسان رتبته فوق البهائم لقدرته بنور العقل على كسر شهوته، ودون رتبة الملائكة لاستيلاء الشهوات عليه وكونه مبتلى بمجاهدتها، فكلما انهمك في الشهوات انحط إلى أسفل سافلين، والتحق بغمار البهائم، وكلما قمع شهواته ارتفع إلى أعلى عليين، والتحق بأفق الملائكة، والملائكة مقربون من الله عز وجل، والذين يقتدي بهم ويتشبه بهم يقرب من الله عز وجل كقربهم، وليس القرب بالمكان، بل بالصفات.

ماما هادية:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما يستحب في شهر رمضان من العبادات عدا الصوم: (ليس هذا من كتاب الإحياء)

1-   الإكثار من الصدقة: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة .(1)
وفي الحديث: اتقوا النار ولو بشق تمرة "(2) و "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة "(3) وقال: " ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا . (4)
2-   التراويح: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . (5) " وقال: " إن الله عز وجل فرض صيام رمضان، وسننت قيامه، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا، خرج من الذنوب كيوم ولدته امه " . (6)
3-   التهجد: الحديث: "أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل " .(7) وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم " (8) " وإن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك في كل ليلة.  (9)
4-   القرآن وتدارسه، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يتدارس القرآن مع جبريل عليه السلام في رمضان كل ليلة.
5-   الاستغفار بالأسحار، لقوله تعالى {والمستغفرين بالأسحار}
6-   أن يبقى لسانك رطبا دوما بذكر الله تعالى
7-   صلاة الضحى لانها زكاة العافية والصحة، وبركة القوت والعمر... جاء في الحديث: " يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة . فكل تسبيحة صدقة . وكل تحميدة صدقة . وكل تهليلة صدقة . وكل تكبيرة صدقة . وأمر بالمعروف صدقة . ونهي عن المنكر صدقة . ويجزئ ، من ذلك ، ركعتان يركعهما من الضحى"  (10)


================

   1- رواه البخاري
   2- رواه البخاري
   3- رواه البخاري
   4- رواه البخاري
   5- رواه النسائي وهو صحيح
   6- رواه الإمام احمد في مسنده، وقال أحمد شاكرإسناده صحيح
   7- رواه النسائي وهوصحيح
   8- رواه البغوي في شرح السنة وقال حسن
   9- صححه الألباني
   10- رواه مسلم

ماما هادية:


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى أن نحاول ملاحظة هذه الامور في صيامنا، فنحسن كف جوارحنا عن كل ما حرم الله تعالى، حتى لو لم نفعل ذلك إلا في خلال شهر رمضان، لأن هذا سيكون بمثابة دورة تدريبية لنا، تعيننا على الالتزام الدائم بهذا بعد رمضان..
فمن اعتاد سماع الأغاني او متابعة المسلسلات او حضور جلسات الاختلاط او مصافحة الجنس الاخر او الثرثرة الفارغة التي تقود للغيبة والنميمة دوما.. هذه فرصة ذهبية له، والشياطين مسلسلة مغلولة، ان يحاول الإقلاع عن هذا..
ولا يصغين للوساوس التي قد تنتابه ان كيف تترك هذا في رمضان وتعود له بعد رمضان ورب رمضان وشوال واحد... فكم من شخص وجدتهم يتركون بعض الذنوب في رمضان ثم يعودون لها بعده، سنة تلو سنة، حتى قواهم الله تعالى وأقلعوا عنها تماما...
من ذلك جارة لنا كنا نندهش من انها في رمضان تخرج من بيتها وقد غطت رأسها بخمار، وفي غير رمضان تخلعه، وكانت تقول انها تستحي من الله ان تعصيه في شهر رمضان... وبعد سنوات قليلة من هذا التردد، قواها الله تعالى والتزمت بالحجاب الصحيح، وبناتها الان محجبات وملتزمات، وبيتها مفتوح لدروس الدين...
فما لا يدرك كله لا يترك جله...
كذلك ننتبه لعدم الإسراف في الحلال، فجوهر الصيام هو قمع الشهوات والتقليل من الحلال، فلا تحملنا عاداتنا وتقاليدنا من ادخار الكنائف والقطائف والسهرات والخيمات لرمضان على ان ننجرف في هذا التيار... فالصوم حياة للروح، وتقوية لها على حساب الجسد، (تخفيف من وطأة جدران السجن الجسدي لهذا الكائن الشفيف لينطلق ويتنسم عبير الحرية) فلا نقلبن الآية ونهتم بالجسد أيضا...
فالعدل العدل يا إخوتي...

وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه، ولنحرص على الا يرانا الله في هذا الشهر الكريم الا على أفضل حال...

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

[*] الصفحة السابقة

الذهاب الى النسخة الكاملة