الساحة الإسلامية > :: رمضان جانا وفرحنا له ::

آية لمست عقلك

(1/6) > >>

Al-Muslim:
هذه آية لم تلامس قلبي، وإنما عقلي  :emoti_138:

بالأمس سمعتها من الإمام فتوقفت عندها وشردت قليلاً عن الصلاة وأنا أفكر فيها، وتذكرتها اليوم، فعدت للتفاسير، فلم تشف حيرتي. لماذا تعود الهاء على هذا الضمير؟ لماذا لا تعود على ذاك؟ ولكن في كلتا الحالتين هناك تناقض!

تأملوا معي قوله تعالى:

"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً".

ما المقصود من ذلك؟

طبعاً لا بد لكم من الرجوع للآيات التي سبقتها لتكتمل الصورة، ولكنها لا تحضرني بالحرف الآن، فابحثوا في أواخر آيات سورة النساء.

حازرلي أسماء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا ماما هادية على الموضوع


--- مقتبس من: المسلم في 2009-08-31, 08:51:24 ---هذه آية لم تلامس قلبي، وإنما عقلي  :emoti_138:

بالأمس سمعتها من الإمام فتوقفت عندها وشردت قليلاً عن الصلاة وأنا أفكر فيها، وتذكرتها اليوم، فعدت للتفاسير، فلم تشف حيرتي. لماذا تعود الهاء على هذا الضمير؟ لماذا لا تعود على ذاك؟ ولكن في كلتا الحالتين هناك تناقض!

تأملوا معي قوله تعالى:

"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً".

ما المقصود من ذلك؟

طبعاً لا بد لكم من الرجوع للآيات التي سبقتها لتكتمل الصورة، ولكنها لا تحضرني بالحرف الآن، فابحثوا في أواخر آيات سورة النساء.

--- نهاية الإقتباس ---

لا أدري يا مسلم إن كنت قد طالعت تفسير الظلال لهذه الآية، وعلى أي حال أنقل منه فقرات تخصّها:

وقد اختلف السلف في مدلول هذه الآية , باختلافهم في عائد الضمير في "موته" فقال جماعة:وما من أهل الكتاب من أحد إلا يؤمن بعيسى - عليه السلام - قبل موته - أي عيسى - وذلك على القول بنزوله قبيل الساعة . . وقال جماعة وما من أهل الكتاب من أحد إلا يؤمن بعيسى قبل موته . . أي موت الكتابي - وذلك على القول بأن الميت - وهو في سكرات الموت - يتبين له الحق , حيث لا ينفعه أن يعلم !
ونحن أميل إلى هذا القول الثاني ; الذي ترشح له قراءة أبى:"إلا ليؤمنن به قبل موتهم" . . فهذه القراءة تشير إلى عائد الضمير ; وأنه أهل الكتاب . . وعلى هذا الوجه يكون المعنى:أن اليهود الذين كفروا بعيسى - عليه السلام - وما زالوا على كفرهم به , وقالوا:إنهم قتلوه وصلبوه , ما من أحد منهم يدركه الموت , حتى تكشف له الحقيقة عند حشرجة الروح , فيرى أن عيسى حق , ورسالته حق , فيؤمن به , ولكن حين لا ينفعه إيمان . . ويوم القيامة يكون عيسى عليهم شهيدا .


وقد ذكرتني وفي السياق ذاته لفظا لم أفهم معناه في السياق،  قوله تعالى :

"إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ....... "

ما المقصود من "متوفيك" في هذه الآية ؟


من الذي شدّني قوله تعالى في سورة مريم :
"فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا"

سيدنا زكريا الذي كانت آيته ألا يكلم الناس، خرج من المحراب يشير إلى قومه أن يسبحوا، إشارات وليست كلمات..!!، وقد أمره الله سبحانه أن يسبح هو بكرة وعشيا مبيحا له مناجاته سبحانه ، مانعا عنه الحديث مع الناس، ولكنه وهو النبي إمام في الدعوة إلى الله لا ينفكّ داعيا حتى وهو محجم عن الكلام، لا يّعدم الوسيلة في الدعوة، ولا يضيع وقتا لا يكون فيه داعيا إلى سبيل ربه ....

وهكذا لكل داع على درب الله درس يعلمه كيف لا يبخل على قومه بما عنده ، ولا يكف عن الدعوة تحت أي ظرف وبالطريقة التي يملكها .

ماما هادية:
عذرا على فصل الموضوع، ولكنني وجدته جديرا بأن يكن موضوعا مستقلا، ليأخذ حقه من النقاش العلمي

الوفاة هنا يا أسماء بمعنى الاستيفاء وليست بمعنى الموت
أي أن الله تعالى سيأخذ سيدنا عيسى ويستوفيه إليه حيا لا ميتا، وهذا ما ثبت بالاحاديث الكثيرة الصحيحة
وقد شذ عن هذا الراي بعضهم، كالشيخ شلتوت رحمه الله، وزعم أن الوفاة بمعنى الموت، وأنكر نزول عيسى آخر الزمان رغم كثرة الاحاديث الصحيحة التي تتحدث عن هذا... وروى الدكتور البوطي عنه أنه ندم أشد الندم عن فتواه هذه في آخر حياته وتراجع عنها، والله أعلم... وقد فند دعواه هذه وأبطلها بقية العلماء وأنكروا عليه هذا... لما فيه من مخالفة للأحاديث الصحيحة...

وقد بسط القول في هذا الدكتور البوطي في إحدى حلقات برنامجه الذي يشرح فيه دروس العقيدة والذي كانت تبثه قناة الرسالة

Al-Muslim:

--- مقتبس من: حازرلي أسماء في 2009-08-31, 16:19:48 ---وقد اختلف السلف في مدلول هذه الآية , باختلافهم في عائد الضمير في "موته" فقال جماعة:وما من أهل الكتاب من أحد إلا يؤمن بعيسى - عليه السلام - قبل موته - أي عيسى - وذلك على القول بنزوله قبيل الساعة . . وقال جماعة وما من أهل الكتاب من أحد إلا يؤمن بعيسى قبل موته . . أي موت الكتابي - وذلك على القول بأن الميت - وهو في سكرات الموت - يتبين له الحق , حيث لا ينفعه أن يعلم !
ونحن أميل إلى هذا القول الثاني ; الذي ترشح له قراءة أبى:"إلا ليؤمنن به قبل موتهم" . . فهذه القراءة تشير إلى عائد الضمير ; وأنه أهل الكتاب . . وعلى هذا الوجه يكون المعنى:أن اليهود الذين كفروا بعيسى - عليه السلام - وما زالوا على كفرهم به , وقالوا:إنهم قتلوه وصلبوه , ما من أحد منهم يدركه الموت , حتى تكشف له الحقيقة عند حشرجة الروح , فيرى أن عيسى حق , ورسالته حق , فيؤمن به , ولكن حين لا ينفعه إيمان . . ويوم القيامة يكون عيسى عليهم شهيدا .
--- نهاية الإقتباس ---

قرأت كلا الرأيين وصراحة لم أقتنع بهما! فأما الأول فالآية واضحة أنها تشمل كل أهل الكتاب وليس من سيكونون موجودين في آخر الزمان فحسب. وأما الثاني فالإيمان عند سكرات الموت ليس مقبولاً عند الله ويتنافى مع تعريف الإيمان أصلاً فكيف يصفه الله بالإيمان؟؟

ماما هادية:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم
الإيمان هو التصديق الجازم، سواء كان لأمر غيبي أو شهودي، ولهذا أثنى الله تعالى على المؤمنين (اصطلاحا) بأنهم آمنوا بالغيب، لكن قد يرد لفظ الإيمان بمعناه اللغوي وهو التصديق ولو اضطرارا أو لأمر مشهود، كما في قوله تعالى عن فرعون وهو يغرق:

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المُفْسِدِينَ} (يونس 90-91)

وقوله تعالى :

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} (الأنعام 158)

فلم ينف الله تعالى عنها مسمى الإيمان، ولكن نفى الانتفاع به.. وهذا ينطبق تماما على تفسير الآيات، سواء الأول الذي يتحدث عن جميع أهل الكتاب الموجودين عند نزول عيسى عليه السلام، أو جميع أهل الكتاب حال الاحتضار والموت

والله أعلم


تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة