أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: مما قرأت :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2008-08-20, 21:02:05

العنوان: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-08-20, 21:02:05
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت لكم ...

كان هناك موضوع للأخ أحمد بهذا الفحوى، يقدم لنا فيه نبذة عن كتب قرأها، وقد بحثت عنه طويلا في ساحتيّ كشكول الأيام وحكاياتنا الحلوة فلم أجده... وإن وجدته فسأدمج هذا الموضوع به..

الكتاب الذي اخترته اليوم هو (الإسلام ومشكلات الشباب) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وهو كتيب صغير أصدرته مكتبة الفارابي، ضمن سلسلة كتيبات مماثلة يجمعها اسم (أبحاث في القمة)




الإسلام ومشكلات الشباب

يتساءل الدكتور البوطي في البداية، هل الشباب يعاني حقاً من مشكلة؟ ويجيب على هذا التساؤل بإجابة فريدة فيقول: الحقيقة أن الشباب (بحد ذاتهم) أينما كانوا ليست لهم مشكلة ما، فهم ليسوا متشاكسين م‘ أنفسهم أو عقولهم في أي أمر من الأمور ما داموا من صنف العقلاء الخاضعين لسلطان البشرية وقانونه الطبيعي. وإنما المرض الحقيقي في المجتمع، فما هي المشكلات التي يعاني منها المجتمع وتنعكس على الشباب؟
1-   مشكلات الثقافة والعلم
2-   مشكلة الصراع النفسي
3-   مشكلة العثرات الاجتماعية
ثم ينتقل بعد ذلك إلى بحث الحلول للمشكلات... وبما ان المشكلة الاولى كانت قد طرحتها الابنة الكريمة نور الهدى، وتساءلت عن حل لها، فسأتناولها بشيء من التفصيل إن شاء الله
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: جواد في 2008-08-20, 23:09:50
تسجيل متابعة.

جزاكم الله خيرا.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-08-21, 19:41:38
تسجيل متابعة.

جزاكم الله خيرا.


شكرا لمتابعتك يا جواد، وأتمنى ان يعجبكم الموضوع
في الحقيقة أنني فكرت أن أنقل لكم منه فقرات كثيرة لأهميتها، لكن هذا لا ينسجم مع فكرة التلخيص، وتقديم كبسولة مصغرة عن أفكار الكتاب، ثم ترك القارئ ليبحث عنه ويقرأه كاملا...
ولكن بما أن الكتاب قد لا يتوفر في جميع البلدان، فقد رأيت أن أكتب لكم أولا ملخصا مختصرا شاملا، وبعد هذا أنقل لكم فقرات مفيدة منه بتمامها...

والله المستعان
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-08-21, 19:56:01
مشكلات الشباب



1-   مشكلة الثقافة والعلم:

أ‌-   اختلاط مصطلح العلم الحقيقي بنظريات وفرضيات ورؤى شخصية
ب‌-   اختلاط مفهومي العلم والثقافة في قول الناشئة
ت‌-   غياب الثقافة الأصيلة، والغزو الثقافي الذي ولّد في مجتمعاتنا تيارات متنافرة ومتعاكسة ، مما يؤدي للتشتت


2-   مشكلة الصراع النفسي:

 سببه الازدواج والتناقض في المجتمع بين التيارات المتناحرة، وبين النظرية والتطبيق، وبين الشعارات وسلوكيات رافعيها. ونتيجة الصراع النفسي انعدام ثقة الشاب بالمجتمع، وانعدام صلة الاستفادة فيما بينهما.  وينتج عن هذا بالتالي:
أ‌-   انحراف فكري: فالتناقض يؤدي لغياب المنطق
ب‌-   تعقد نفسي: يعبر عن نفسه في شخصية متمردة لا تدين بولاء ولا تنقاد لحب.
ت‌-   انطلاق غريزي، فحين يغيب سلطان العقل، لا يبق ثمة إلا الغرائز


3-   مشكلة العثرات الاجتماعية:


 أ- الإثارة الجنسية في الشوارع
ب- مقاومة أسرة الشباب لتدينه

-----------------------

علاج المشكلات:

 أ- علاج المجتمع
            ب- مقاومة الشاب وصموده

أ‌-   علاج المجتمع:

-   أن تكون القيادة فيه للعلم وحده، والمقصود ما يثبته العلم بمنهج علمي، لا ما يسمى علما وهو ليس بعلم
-   أن يربى أفراده على منهج البحث عن الحقيقة، وبهذا يصل إلى حقية أن للكون إلها واحدا، وضع له منهجا هو الإسلام. ومجتمعنا في أساسه مسلم، فلن يجد مصلحوه وقادته صعوبة في إرجاعه لهدي الإسلام لو تكاتفت جهودهم واتحدت رؤاهم.
-   أن يحرك أجهزته من مدارس إعلام وكتب ضمن منهج الإسلام وسبيله.
أما إن كان البعض لا يريد الإسلام، ويريد بديلا عنه من الحضارة الغربية، فنذكرهم بالفرق بين المدنية وهي ثمرة العلم (وهو ما يمكن استيراده)، وبين الحضارة وهي ثمرة الثقافة التي هي هوية خاصة لكل أمة...

ب‌-   علاج المدافعة والصمود:

ومفتاحه الصبر، والمعين على الصبر العبادة وحسن الصلة بالله، والصحبة الصالحة.
وتطبيقات العلاج على كل مشكلة كالتالي:

1-   بالنسبة للمشكلات العلمية والثقافية:

- أن يتعلم أولا فن اختيار الموضوع، ثم فن اختيار الكتاب، ثم طريقة القراءة ومتابعة البحث.
- ويدرس أولاً المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة
- بعد ذلك يبدأ من أنواع المعارف والعلوم بأشملها وأبعدها أساساً وجذوراً: العقيدة، ثم التاريخ والتاريخ الطبيعي.
- لا ينس الفرق بين العلم والثقافة


2-   بالنسبة لمشكلة الصراع النفسي:
يحتمي الشاب بقوارب النجاة، وهي المجتمعات الصغيرة التي تحميه من هذا التناقض، وتتمثل في:
-   البيت : إن كان صالحاً.
-   جماعة أو نخبة من الأصدقاء
-   مرشد ناصح، يحف به تلاميذ صادقون
وفوائد هذه المجتمعات الصغيرة:
أ-  أن تجسد بواقعها المحسوس تصحيح تلك الاخطاء والانحرافاتالتي يطبغ بها المجتمع.
ب- تبث في نفسه روحاً من الإنس وتحميه من جفاء العزلة.



3-   العثرات الاجتماعية:

وتشمل: الإثارة الجنسية في الشوارع، وتناقضات المنزل.

أ‌-   الإغراء الجنسي: وعلاجها الصبر ثم الصبر ثم الصبر، والاجر على قدر المشقة، ووعورة الطريق حَرِيّة بأن تزيد من أجر السالك، ولكنها ليست عذراً ولا مبرراً للوقوع فيها.
والسبيل للصبر تنمية محبة الله عز وجل ومراقبته في القلب بدوام الذكر والبادة والتضرع والتعلق بالآخرة وجزائها، والاستعانة بالصحبة الصالحة..

ب‌-   الصراع المنزلي: ويعالجه بالصبر، واعتزال المنكر، وبذل البر، وطلاقة الوجه، وحسن المعاملة للوالدين وأهل البيت لاكتساب قلوبهم.

وكلمة أخيرة للآباء:
إن الولد الصالح لكسب عظيم، يبذل في سبيله الغالي والنفيس، فأن يكرمكم الله به دون جهد منكم، فهذه نعمة تستحق الشكر، لا المحاربة والجحود، فلئن لم يوفقكم الله لعمل الصالح، ولا لثواب التربية الحسنة، فلا أقل من ان تكفوا أذاكم عن هذا الشاب، فلا تدفعوه لمعاصي، او تقيموا في وجه سلوكه للطاعات العقبات، فتزيدوا من أوزاره على اوزاركم، بل ارفعوا أيديكم عنه، وتنعموا بما تنالونه من أجر عباداته وطاعاته، فيضاف لموازينكم دون عمل منكم ولا عناء..


يا أيها الشاب: {واصبر وما صبرك إلا بالله}
{وبشر المخبتين، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، والصابرين على ما أصابهم}.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-08-25, 02:08:55
 بعد أن قرأنا الملخص الكلي... نتابع الان مع ملخص أكثر تفصيلا، نستعرض فيه بعض الفقرات الضرورية ذات الأفكار الهامة

أولاً- مشكلات الثقافة والعلم

ما هي جذور المشكلة؟
أن كلمة العلم وقد كانت أدق كلمة للدلالة على محدود، لم يعد لها مدلول محدود في مجتمعنا. بل لقد اصبحت من الكلمات الفضفاضة التي تتسع لمعان كثيرة مختلفة
العلم في مدلوله المنطقي المعروف: إدراك الشيء مطابقا لما هو عليه في الواقع، ولا يسمى هذا الإدراك علما إلا إذا تكاملت الأدلة على انه إدراك موافق للحقيقة والواقع، ولا فرق بعدئذ أن بين ان تكون المسألة من الطبيعيات الخاضعة للتجربة والحس، أو المجردات الخاضعة للنظر والفكر. ومن أوضح النتائج المترتبة على ذلك، أن كلمة "علم" لا تطلق على إدراكين متخالفين لحقيقة واحدة، إذ لا بد أن يكون أحدهما مخالفاً للواقع، فلا يكون عند ذلك علماً.

غير ان هذه الكلمة تنسحب –في مدلولها الشائع اليوم- على طائفة لاحصر لها من النظريات والآراء والتصورات المتعلقة بأمور شتى، مهما تناقضت واختلفت عن بعضها.
أي ان كثيرا مما يطلق عليه اسم (علم) هذه الأيام ليس في حقيقته علما، ولا يمت للعلم ومنهج البحث العلمي بصلة..، من هذا أقوال الفلاسفة وأراؤهم الشخصية ونظرياتهم (وكثير من الفنون الوافدة علينا التي يسمونها علوما)

فالشاب يتجه ليقرأ ويتعلم فيقال له اقرأ للعلماء الغربيين لتحصل على العلم، فيجد أن كانت وديكارت لا يؤمنان بما يؤمن به دارون من النشوء والارتقاء، ودارون لا يذهب إلى ما يذهب اليه فرويد فيما يتعلق بالجنس وسلطانه على النفس، والذين يرون من هؤلاء الباحثين أن نظام الكون قائم على قانون الميكانيك، لا يؤمنون بما يراه ماركس وأشياعه من أنه قائم على نظام الديالكتيك.
وهكذا فإن لكل من هؤلاء الباحثين مذهبا انتهى إليه في تفسيره للوجود والحياة، يختلف في كثير من جوانبه عما ذهب إليه الآخرون اختلاف النقيضين.
فالشاب المثقف الذي يدعوه مجتمعه إلى دراسة هؤلاء الأشخاص، على انهم علماء، وعلى ان أحكامهم على الكون واسراره هي العلم، أي حكم من هؤلاء الأحكام المتخالفة يعتمد، وبأيها يأخذ ويصدق؟

هنا تبدأ المشكلة، وهنا تظهر أول عقدة علمية او فكرية في نفس الشاب.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-08-25, 02:17:24


ثم إن الثقافة تساهم في تفاقم المشكلة وازديادها...

ولنعلم قبل كل شيء الفرق بين العلم والثقافة

إن العلم هو كما قلنا: "إدراك الشيء إدراكا مطابقا لما هو عليه في الواقع، ونفس الامر بدليل"، بقطع النظر عن أي زمان ومكان.
أما الثقافة فهي "تلك المعارف والخبرات التي تتعلق بطبيعة أمة، وتراثها وتقاليدها ومجتمعها ومواضعاتها السلوكية والتربوية"

وعلى ذلك، فإن "العلم" هو السلعة القابلة للتصدير والاستيراد في نطاق العالم كله، لا تتأثر بدين أو مبدأ أو مصلحة أو تقليد.
أما "الثقافة" فرغم أنها قد تنهض في كثير من جوانبها على حقائق العلم، ولكنها في مجموعها تعتبر من خصائص شعب أو أمة ما، تنسج على قدرها، وتنطبق على حياتها.

فالشاب المثقف إذاً هو من قد تفتح فكره على طبيعة البيئة التي هو فيها، بكل ما تنهض عليه من تاريخ وأعراف وقيم ومواضعات التربية والسلوك. ولكن مجتمعنا اليوم لا يكاد يتمتع بثقافة، إنه أشبه ما يكون بكبس قد أفرغ من محتوياته الأصلية، ثم حشي –كالمخلاة- بأجزاء متنافرة من ثقافات الأمم الأخرى.
وعندما يقبل الشاب بفكره على المجتمع ليتزود من ثقافته بزاد، يقع من جراء ما قلناه، في تناقضات تتعلق بشؤون الحياة، واضطراب في وجوه التربية والسلوك وتنافر في أنظمة المجتمع.

وعلى سبيل المثال نقول: إن الفكرة التي تنهض عليها حياة المرأة "التقدمية" عندنا، فيما يتعلق بمظهرها وعملها واختلاطها مع الرجال، لا تتفق مع واقعنا الاقتصادي ولا تتفق مع الفكرة الأخرى التي ينهض عليها نظام الأسرة عندنا، من اعتبار الزوج هو المسؤول عن المهر والنفقة، وهو المشرف على البيت وشؤونه.

إن هذا التنافر بين جوانب الثقافة التي تشيع في مجتمعنا، تعكس نوعا خطيرا من التشاكس في نفسية الشباب الذين رضعوا لبان هذه الثقافة الممزوجة المتنافرة.
إن أحدهم لينظر إلى تاريخه الأغر، في فترة العصور الوسطى، بنفس تلك العين الحمراء المزدرية التي ينظر بها الغربيون إلى هذه المرحلة من تاريخهم.
وإن أحدهم يأبى إلا أن يخضع إسلامه -الذي لم يعرف يوما ما أي عداء أو اختلاف مع شيء من حقائق العلم-  لنفس البوتقة "الإصلاحية" التي أدخلت لها المسيحية لتغدو متفقة مع سير الفكر والعلم.
 
فهذه القطع المتنافرة من الثقافة التي تجمعت اجزاؤها من هنا وهناك، لا تعود في أضرارها الوبيلة إلى المجتمع فقط من حيث هو هيئة تركيبية لحياة الناس، بل تعود قبل ذلك بالتعقيد إلى نفوس الشبان الذين هم أول من يصابون بدائها، ويعانون من تناقضاتها.

ومن أهم آثار هذا التعقيد أنه يقضي على إمكانيات صفاء الرؤية إلى حقائق الإسلام وأصوله، ويقيم بينه وبينها حواجز من الجهالات الكثيفة التي لا وجود في الأصل لها.


يتبع إن شاء الله emo (30):

يهمني ان نكون قد أدركنا جيدا الفرق بين العلم والثقافة من الفقرتين السابقتين..
فبإدراك الفرق بين المفهومين، ندرك مشكلة الثقافة الحقيقية في مجتمعاتنا، وندرك كثيرا من الأخطاء والمآسي التي نقع فيها


العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: جواد في 2008-08-25, 10:23:30
جزاكم الله خيرا كثيرا على هذه الفقرات الرائعة،

وبداية هل يمكن أن تذكروا لنا دار نشر الكتاب، ليسهل البحث عنه ؟

ثانيا أود التعليق على النقطة التالية،

اقتباس

وكلمة أخيرة للآباء:
إن الولد الصالح لكسب عظيم، يبذل في سبيله الغالي والنفيس، فأن يكرمكم الله به دون جهد منكم، فهذه نعمة تستحق الشكر، لا المحاربة والجحود، فلئن لم يوفقكم الله لعمل الصالح، ولا لثواب التربية الحسنة، فلا أقل من ان تكفوا أذاكم عن هذا الشاب، فلا تدفعوه لمعاصي، او تقيموا في وجه سلوكه للطاعات العقبات، فتزيدوا من أوزاره على اوزاركم، بل ارفعوا أيديكم عنه، وتنعموا بما تنالونه من أجر عباداته وطاعاته، فيضاف لموازينكم دون عمل منكم ولا عناء..

ربما لم يعد هناك كثير من الآباء الآن يصدون أبنائهم عن العبادة،

المشكلة الرئيسية التى ألمسها فى مجتمعى هي صد الأبناء عن العمل للدين واتخاذ الإسلام كمحور حياة.

أغلب الآباء يريدون أبناءا متدينين (أى يحافظوا على العبادات) متفوقين يعملون فى وظائف مرموقة اجتماعيا وماديا ثم زوجة جميلة وابناء لطفاء ..

هذا فقط لا أكثر.

اما افكار العمل للدين والدعوة لله والبذل والتضحية فى سبيلهما فهذا ما يحاربة كثير من الآباء فى أبنائهم،

بل ويشنون عليهم حربا نفسية او مادية فى كثير من الأحيان لتثبيطهم وجعلهم أكثر سلبية فى هذا الجانب،

وقد يحاول الكثير غرس نظرية المصلحة الشخصية والأنانية فى ابنائة بزعم ان يقدروا على مواجهة الحياة.

على كل حال،

لا نظن ابدا ان الطريق سيكون سهلا مريحا، ولكل مرحلة فيه عقبات قد تختلف انواعها..

هدانا الله وآباءنا وأمهاتنا الى ما يحبة ويرضاه.

فى انتظار ملخصاتكم التالية، جزاكم الله خيرا.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-08-25, 10:33:31

الكتاب الذي اخترته اليوم هو (الإسلام ومشكلات الشباب) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وهو كتيب صغير أصدرته مكتبة الفارابي، ضمن سلسلة كتيبات مماثلة يجمعها اسم (أبحاث في القمة)




جزاكم الله خيرا على حسن المتابعة وجودة التعليق

ولكن حتى لا نظلم الآباء، فكثير منهم تمت تربيته من قبل الحكومات  ::hit:: وبالتالي صار يخاف أن يزج بأبنائهم في المعتقلات أو المنفى أو غير ذلك ... فيحاول أن ينأى بهم عما يعرضهم للأخطار... فيريدهم أن يكونوا مسلمين وطيبين وفي حالهم...
وطبعا أنا لا أؤيد هذا الكلام ، لأن المسلم لا يمكن أن يكون مسلما حقاً إلا إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قدر استطاعته، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره"
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: محمود الماحي في 2008-09-02, 12:10:35
جزاكم الله خيرا ,
متابع باذن الله :)
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2008-09-05, 06:19:44
ماما هادية

بمناسبة هذا المسلسل إليك الكاريكاتير التالي   :emoti_282:



(http://img213.imageshack.us/img213/5569/nouroa6.jpg)
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-07, 07:42:48
جزاكم الله خيرا ,
متابع باذن الله :)

أهلا بك يا فارس
وشكرا لمتابعتك

شكرا لك يا سيفتاب... والحقيقة أن مسلسل نور وما شابهه من اعراض المرض وليس مرضا بحد ذاته... بكل أسف

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-07, 18:37:02
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثانياً- مشكلة الصراع النفسي

ينشأ الصراع النفسي لدى الشباب من داء الازدواج والتناقض

الازدواج في القدوة والازدواج في التعليم، والازدواج في التربية، والازدواج في طرح الأفكار والقيم، وبالجملة فهو الازدواج في جميع الحقول التي تساهم في تكوين شخصية الشاب ونسيجه الفكري.
ففي المدرسة –وهي أهم العوامل التربوية- يتلقى التلميذ أمشاجاً من القيم والآراء المتناقضة المتنافرة يتسابق إليه بها مربون ومعلمون متناقضون في الفكر والمنهج والسلوك. فهو يتلقى من مدرس الفلسفة والأخلاق نقيض ما قد تلقاه من مدرس الدين، ثم يتلقى من مدرس العلوم خلاف ما كان قد تعلمه من كليهما.
وفي الشارع والمكتبة والنادي وأمام التلفزيون، تطوف به مظاهر أخرى من هذا التناقض العجيب. فهو يسمع في هذه المرافق كلها عن الأخلاق والفضيلة وضرورة التقيد بهما وخطورة الخروج على قانونهما. ويسمع أيضا عن الحرية والحياة العصرية وضرورة التجمل بهما، وعن خطورة الكبت والقيد والقوقعة في حمأة التقاليد.
وهو يسمع في هذه المرافق كلها عن الدين وحقائقه وقيمه وضرورة قيام المجتمع على دعائمه والاستعانة بمناهجه وعلاجه لحل كل مشكلة، ولكنه يسمع أيضاً عن الرجعية الدينية وأوضارها والنهضة العلمية، وكيف أنها نسخت العقائد الدينية، وعن ضرورة تحرير الفكر من أسر الإيمان بالغيبيات والاستعانة بالفكر المادي لحل كل مشكلة وتحرير كل أرض.
إنه يلمس هذا التناقض الخطير في الشارع الذي يسير فيه، ويقرؤه في الكتب والمجلات التي يطلع عليها، ويسمعه في المحاضرة والندوات التي يغشاها، ثم هو يعانيه بين زملائه وأصدقائه الذين ينعكس عليهم ذلك كله، جدالاً ومشادة وهياحاً.

وفي البيت تتجمع آثار ذلك من حوله، في مظاهر أشد خطورة وبأساً، إذ قلما تخلو أسرة من أعضاء متناقضين، يجنح كل منهم إلى واحد من هذه الأفكار والاتجاهات المتناقضة، فيتحول وئام البيت وسعادته إلى شقاق وشقاء، وتسوء علاقة الوالد مع أولاده، وتتأزم صلة الزوجة بزوجها، ويتعالى الشجار بين الجميع عند كل صباح ومساء.
هذا هو المجتمع الذي ينشأ الشاب في ظله.

ومن هو الشاب؟

 إنه كتلة غضة يانعة من الفكر والنفس والعواطف، تتأثر أشد التأثر بما حولها، فيقع الشاب في عراك، بل في صراع نفسي، وينتج عن هذا انعدام ثقة الشاب بالمجتمع، وانعدام صلة الاستفادة مما بينهما، فلا الشاب يصلح أن يتتلمذ عليه، ولا المجتمع يصلح أن يكون مربياً له، وإنما يغدو الشاب أستاذاً لنفسه، منفرداً بإرشاد ذاته!..
ثم تكر النتائج الأخرى بعد ذلك، ولا ريب أنها تتمثل في الانحراف الفكري، والتعقد النفسي، والانطلاق الغريزي.

الانحراف الفكري: لأن المقدمات المنطقية المتناقضة تنتج شيئا واحداً هو: إنكار طبيعة المنطق بحد ذاته. فمن الطبيعي أن تجد أكثر هؤلاء الشباب لا يؤمنون بشيء، لأن اللاشيء هو النتيجة المنطقية للصراع المستمر بين شيئين.

والتعقد النفسي: إذ كيف للنفس أن تسترضع من المجتمع الذي هذا شأنه عواطفها الإنسانية في تناسق واعتدال؟ إن المجتمع الذي تتشابك فيه متصارعة القيم والمذاهب والآراء، ثم يتخذ من الناشئة حقلا لتجاربه وحلبة لصراعاته، سواء تمثل ذلك في المدرسة أو البيت أو الشارع أو المكتبة، هذا المجتمع لا يستطيع أن يغذي نفس الشاب بأي معنى مما يسمى بالحب أو الأمل أو الرجاء، ومن ثم فهو لا يستطيع أيضا أن يقرنه بأي مزيج معتدل من الخوف أو الإشفاق أو روح العقاب.
والنتيجة هي أن تنمو بين جوانح هذا الشاب نفس متمردة على كل شيء، لا تدين بولاء، ولا تنقاد لحب، ولا ترتدع بخشية، نفس مضطربة لا تؤمن إلا بذاتها، ولا تعي سوى أنانيتها، لأنها لم تجد من سلطان العقل ما يفرض عليها أي سلوك آخر، ولم تجد من عطاء المجتمع ما يربطها بأي تعلق أفضل.

والانطلاق الغريزي: لأن العقل لما تثلم حده، وعجز عن النظر والضبط، وتقاصر سلطانه، عن السيطرة على النفس والقدرة على توجيهها، ظهرت من وراء ذلك الغريزة الطبيعية، منطلقة على سجيتها. ومن شأن الإنسان أنه كلما ازداد تحرراً من قيوده الفكرية، ازداد ارتباطاً بدوافعه الغريزية، وما الإنسان لولا ضوابط العقل والتفكير إلا حيوان هائج ثائر الشهوات والأهواء، قلما تجد في مثل شراسته أي حيوان آخر.


يتبع بعون الله
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-12, 23:00:14
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثالثاً- مشكلة العثرات الاجتماعية:

هنالك مشكلتان خطيرتان يعانيهما الشاب من المجتمع، وتتكون أمامه من كل منهما عثرة كبرى، تحيل أمره مع سبيل الاستقامة والرشد إلى مغامرة شاقة تتغلب فيها احتمالات الهلاك على احتمال السلامة والنجاة. أولاهما تقابله في زحمة الشوارع والاسواق وما يتبعهما من المرافق العامة. وآخرهما تقابله ضمن جدران بيته عندما يتلاقى مع أفراد أسرته.
ففي الشارع يرى الشاب من المناظر العجيبة المثيرة مامن شأنه أن يذهبه عن جميع خصائصه الذاتية إلا خاصة واحدة هي أنه "حيوان جنسي" يتوق من الدنيا كلها إلى شيء واحد هو الجنس.
وليست المشكلة أن شباب هذا العصر تتقد الحرارة الجنسية بين جوانحه أكثر من الاجيال السابقة، فذلك وهم باطل، وإنما المشكلة أن المجتمع لم يتعامل من مجموع كيانه الإنساني كله إلا مع الغريزة الجنسية فأيقظها، بل أثارها بشتى المغريات والمهيجات، في الوقت الذي راح يهيء لبقية ملكاته وطبائعه الإنسانية الاخرى مزيداً من أسباب السبات العميق.
وأسباب الإغراء تفقد قسماً كبيرا من فاعليتها مع طول الاعتياد والنظر، وعندئذ يتطلب الامر تصعيد عوامل الإغراء لتجديد فاعليتها وإعادة ضرامها، ويسير الامر متلاحقاً على هذا المنوال دون ان يقف عند حد، إلى أن يتبرم الجيل الذي وصل إلى كل شيء، بكل شيء، وتمضي النفس تبحث في هياج غريب عن مزيد من الجدة وجديد من المتعة.

فذلك هو بدء الجنون في أخطر اشكاله على المجتمع ومقومات الحياة كلها، ولا يلوح في الطريق أي حد يقف عنده هذا السباق الانتحاري، اللهم إلا ذلك الحد الطبيعي الذي تبدأ من ورائه مرحلة الشذوذ والجنون.

إن الشاب المسلم تقابله من هذا الواقع الاجتماعي الخطير، عقبة خطيرة لا يتأتى اجتيازها إلا بما يشبه الخوارق والمعجزات، إنها عقبة تصده عن السير في طريقه لله، وتصده عن السير إلى أي لون من ألوان الدفاع عن أرضه أو كرامته أو أي شيء من مقومات وجوده، بل تصده عن أن يمضي في طريق تكوين ذاته وتنمية إنسانيته ومداركه.

أما في البيت، فإن الأسرة تتألف في كثير من الاحيان من أفراد مختلفي النزعة والاتجاه والسلوك، وذلك تبعا لما انعكس عليهم من ازدواج المجتمع وتناقضه، وتبعا لما انتهت إليه مغامرة كل منهم مع تياراته المتصارعة. وبناء على ذلك فكثيرا ما يحدث ان ينشأ الشاب أو الفتاة وقد قاوم هذه التيارات الجانحة، واحتفظ لنفسه بجوهر من الفطرة الإنسانية السليمة، يحوطها إيمان بالله والتزام لصراطه، فيشمئز أحد الابوين أو كلاهما، أو سائر أفراد الأسرة من استقامته السلوكية ومنهجه الديني، إذ كان ذلك –بالنسبة لما قد تعودوا عليه- داخلا تحت ما يسمى بالشذوذ والتزمت والانطواء وما شاكل ذلك من الألفاظ المشابهة. فيجند الجميع أنفسهم لمقاومة هذا المسكين، وربما استعمل الأبوان أو أحدهما أحط الوسائل لإلجائه إلى التخلي عما قد آمن به قلبه وخضع له شعوره واستقام عليه سلوكه، فيحرمانه او يحرمانها من المصروف الضروري، وحاجات الكسوة والغذاء، رغم وفرة المال واتساع الرزق الذي أكرمهما الله به.

أجل!!.. إن هذه المقاومة الضارية العجيبة ليست وافدة استعمار أجنبي أو صهيونية شرسة أو عدو أجنبي للدين، ولكنها مقاومة أبوين "مسلمين" يرددان بألسنتهما شعار الإسلام، وهكذا فإن الغربة تلاحق الشاب المسلم أينما حل وارتحل، ولا أتصور ابتلاء أعظم من أن يتحول البيت الذي هو سكن الإنسان وقراره، إلى عنصر مقاومة، ومن أن يتحول الذين فيه، وهم أقرب الأقربين، إلى غرباء مقاومين ومشاكسين.

أما في أحسن الظروف المناسبة لحال هذا الشاب، فيكون البيت –إلا في الحالات النادرة- بعيداً عن المظاهر والآداب الإسلامية، فالأقارب والاحماء في اختلاط وتمازج دائم، والاوقات تقتل باللهو الذي لا يرضى عنه الله، أو لا يأتي بأي طائل، والعورات مكشوفة، والأنظار تسترق المحرمات وتبعث بها إلى النفس الجياشة لتعيش في أحلام آثمة.

ولذلك فإن الواحد من هؤلاء الشبان لا يكاد يستأنس من بيته كله إلا بغرفته الصغيرة التي يأوي إليها ويغلق على نفسه بابها، فإن امتزج وساير وجالس، تعرض لأخطر ما يتهدده من ضياع الذات وانمحاق الهداية وانحراف السلوك.

وأكثر ما يؤرق هؤلاء الفتية وقوعهم بين مشكلتي التعرض لغضب الله عز وجل، والتعرض لسخط الوالدين أو أحدهما.
ولا يكفي في حل  الإشكال ان يتذكر قوله تعالى {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا} وإنما المهم أن يعلم كيف يكون حكيما ولبقا فيطيع الله تعالى من حيث لا يغضب أبويه، ليحقق بذلك معنى قوله عز وجل { وصاحبهما في الدنيا معروفا}.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: جواد في 2008-09-12, 23:54:39
جزاكم الله خيرا كثيرا،

أود أن استفسر عن اذا كان الدكتور البوطي سيضع بعض الحلول الواقعية من تصورة لهذه المشكلات أو يفتح الباب لذلك أم لا؟

فى انتظار البقية..

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-13, 09:54:45
جزاكم الله خيرا كثيرا،

أود أن استفسر عن اذا كان الدكتور البوطي سيضع بعض الحلول الواقعية من تصورة لهذه المشكلات أو يفتح الباب لذلك أم لا؟

فى انتظار البقية..



نعم يا جواد
سيضع الدكتور البوطي الحلول من وجهة نظره.. ويمكن ان نتناقش نحن حول واقعيتها وامكانية تطبيقها، او وجود حلول أفضل منها

وشكرا لاهتمامكم... بارك الله بكم
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-13, 19:14:00
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علاج هذه المشكلات:

كما قلنا فإن المريض هو المجتمع وليس الشباب، وليست مشكلات الشباب إلا أثرا من آثار مرضه هو، وإذاً فإن العلاج يجب ان يقدم إلى المجتمع، لا إلى أحد من أفراده. ولكن الذين تؤرقهم هذه المشكلات لا يملكون سبلاً عملية لحلها، وما كان الكلام وحده ليغني يوما ما عن وسيلة التنفيذ شيئا، فسيبقى كلامنا مجرد نصيحة موجهة للقيادين الذين يملكون زمام التأثير في المجتمع،  وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة.

1-   العلاج الذي ينبغي أن يأخذ به المجتمع:

أن يكون المجتمع صادقاً مع نفسه ومتسقاً في مجموعه مع شتى أجزائه وجوانبه، بحيث يكون سير العلم والثقافة والتربية والفكر متجها فيه نحو تحقيق غاية لا مشاكسة فيها ولا اضطراب، ويجب ان تكون القيادة لوضع الغاية والهدف بيد العلم وحده، فإذا ما أوصل العلم الإنسان إلى الحقيقة، وكشف له عن غوامضها وملابساتها، فليس أمامه عندئذ سعي أقدس من أن يخضع حياته لمقتضيات تلك الحقيقة، ومن أن يجعل الحضارة حصنا يقي العقل عن أن يتيه عنها بعد أن عثر عليها.

ولكن هل علّم المجتمع اهله معنى "العلم"؟

لقد تعلّم الناس من المجتمع أن يتخذ كل إنسان من كلمة "العلم" مطية لما قد يهواه من الأفكار: فالعلم عند الرجل الماركسي هو ما يراه ماركس وأشياعه من سيطرة التوالد الديالكتيكي على حركة العالم، والعلم عند الآخرين ما يرونه من سير العالم على نظام العلل الميكانيكية، والعلم عند الدارونيين ما يراه دارون من توالد الأنواع الحية عن بعضها، أما العلم عند اللا أدريين فهو ما يراه السفوسطائيون من ضرورة نبذ العقل وعدم الاعتماد على شيء من أحكامه.
إن هذا التدافع إن دل على شيء، فإنما يدل على أن كلمة "العلم" تستعمل ظلماً في غير مكانها، وعلى أن المذاهب الشخصية بما تنهض عليه من عصبيات وأغراض شخصية هي محور السلوك والنظر، وليس العلم أو الحقيقة العلمية كما يزعمون.
إن على المجتمع أن ينبه أفراده إلى منهج البحث عن الحقيقة، وإلى الميزان الذي تتميز به الحقائق عن أشباهها المفروضة او المظنونة، وأن يغرس فيهم حب الحقيقة لذاتها، وأن يعلمهم في سبيل ذلك كيف يقرؤون، ولماذا يقرؤون.

الحقيقة بأن هذا الكون إنما هو صنعة خالقه، وأن هذا الخالق ليس عابثا ولا لاهيا في خلقه، وأنه جل جلاله قد أرفق خليقته هذه ببيان إلى الإنسان يوضح كيف خلق، ولماذا، وما هي وظيفته، وما هو مصيره.
وليس شرطاً لصدق هذه الحقيقة ان يصدقها الناس جميعاً ، ولكن الشرط السليم لذلك أن يصدقها كل ذي عقل منصف حر.

وبعد أن يقر مجتمعنا المسلم بهذه الحقيقة (فلا زالت صبغته العامة إسلامية، وليس الإقرار بهذه الحقيقة بعيدا عنه وعن بنيته وجذوره وأصله) ، يحرك أجهزته كلها باتساق وتعاون، فالمدارس والحركة الثقافية ووسائل الإعلام والقيم والمبادئ التي يدين بها المجتتمعيجب ان تكون كلها متسقة مع مبادئ الإسلام، ومنهج التقدم والرقي يجب ان يكون محصوراً ضمن سلم الإسلام ومنهجه.
أما إن أراد مجتمعنا أن يجد له سبيلا غير سبيل الإسلام، فعلينا ان نتساءل ما هو هذا البديل؟
إن أي بديل يوقع المجتمع عامة وشبابه خاصة في أخطر من المشكلة التي نبحث الآن عن مخرج منها.
إن الجنون الذي يسيطر على رؤوس الشبان في امريكا وأوروبا حتى راح يدفع أمواجاً منهم إلى الانتحار، وأمواجاً أخرى إلى العزلة وممارسة البهيمية المطلقة، إنما هو جنون الفراغ والابتعاد عن الدين، لأن الدين في حياتهم لا يعدو شعائر تقبع في الكنائس والمعابد، أما المجتمع والسلوك ومعايير النظر والبحث فأمر بعيد كل البعد عن الدين وأحكامه وأخلاقه.

وربما يحلم البعض ببديل يتمثل في الحضارة الغربية، وربما ظنوا أن هذا البديل يكسب المجتمع أصالة جديدة ويحل الكثير من مشكلاته. ولكن على هؤلاء الناس أن يدركوا بأن المسلمين يستطيعون بكل سهولة أن يخرجوا على مبادئ الإسلام، ولكنهم لا يستطيعون في يوم ما أن يكتسبوا أي أصالة أو حياة عزيزة من وراء هذا الانحراف والخروج.
  ذلك لأن حضارة أمة هي عصارة ثقافتها، وثقافة الامة ليست إلا ثمرات فكرية لما قد تواضعت عليه من قيم وعقائد وعادات، ولما قد أدبرت عنه من ماض وتاريخ، ولما تستقبله من ظروف ومشكلات. واستيراد الحضارة الغربية، يعني استيراد قيمها لتحل محل قيمنا، وهذا كمن يستعير من صديقه بطاقته الشخصية ليستعملها مكان بطاقته هو. ولا بد أن تقع الأمة من جراء ذلك في تناقضات وصراعات نفسية لا نهاية لها.
إن على هؤلاء الناس أن ينتبهوا إلى انهم إنما يشتهون بديلا عن الإسلام، لا أنهم يشعرون بحاجة إلى البديل، وفرق كبير بين الحالين.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: جواد في 2008-09-13, 19:54:59
جزاكم الله خيرا كثيرا،

اقتباس
ولكن الذين تؤرقهم هذه المشكلات لا يملكون سبلاً عملية لحلها، وما كان الكلام وحده ليغني يوما ما عن وسيلة التنفيذ شيئا، فسيبقى كلامنا مجرد نصيحة موجهة للقيادين الذين يملكون زمام التأثير في المجتمع،  وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة.

هذه الجملة مؤلمة حقا،

فكما قال الدكتور البوطي لن يتغير الحال الا بتطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع،

لقد بت فى قناعة أنه لا معنى لكل هذه المفاهيم العالية اذا لم تتحول فى أيدينا الى واقع ننفذه على أقصى طاقاتنا،

ولا أتخيل مسلما يغار على دينة آتاه الله من نعمة الكثير ثم يكتفى فقط بالتوجع على الجرح ثم ينصرف الى حياته وحاله،

واذا لم يسعى الشباب لتنفيذ هذه المعتقدات غير عابئين بمصادمات المجتمع ودهسه لهم أو محاولة تحطيمهم فلن يتغير الحال أبدا.

أعتقد اننا يجب أن نزرع الطموح الإيجابي فى شبابنا حتى يخرجون من دائرة الأنانية،

والناظر لمجتمعاتنا يجد أعداد المتدينين تزداد بالفعل كل يوم، وهذا شئ طيب ورائع،

الا أن الملاحظة الأخطر أن نجدهم لا يتحركون الا لأنفسهم،

فقلما ما نجد رجل أعمال مثلا امتنع فى عمله عن الربا أو حرص على عدم الإختلاط فى شركته ، او على الأقل أوقف العمل او نصفة ساعة الصلاة.

فإذا لم نصل الى هذه الدرجة فكيف نتمنى من المسلمين القادرين انشاء مشاريع تربوية او أقتصادية أو علمية أو فكرية تجعل من نصرة الإسلام هدفا أساسيا.

ستبقى الكلمات حتى يأتى من يحملها ويتفانى من أجلها ويبذل كل شئ من أجلها،

وعندها فقط سنخرج من دور المتلقى السلبى الى دور المؤثر الإيجابى والمغير الحقيقى بإذن الله.

أسأل الله تعالى أن يستخدمنا لنصرة دينة وأن يستعملنا فيما يرضيه عنا وأن يرزقنا الفهم الصحيح والعقيدة السليمة وأن يثبتنا على الإيمان والتقوى والصبر على الشدائد.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-13, 20:10:19
نعم يا جواد كلامك صحيح
لكن علينا ان نعلم ان على كل فرد منا مسؤوليتان، مسؤولية فردية ومسؤولية اجتماعية

أما الفردية فهي النجاة بنفسه من هذا الخضم المتلاطم من حوله... وكتاب الدكتور يقدم الحلول للشباب لانقاذ انفسهم من هذا
وهذا سنجده في المداخلات القادمة بعون الله، تحت العنوان الذي اشار له الدكتور بقوله:
وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة.

أما الاجتماعية فهذه تكون من كل منا بقدر طاقته واستطاعته... فقدرة العامل ليست كقدرة صاحب المعمل، وقدرة الحاكم ليست كقدرة المحكوم... وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...
والدكتور أبرأ ذمته امام الله وتوجه بندائه إلى أولي الامر... والاصلاح يتطلب جهودا جماعية كاملة تقودها حكومة صالحة... تعي مسؤوليتها ودورها، وتوجهها قلوب مخلصة للمثقفين والمتعلمين...
فإن تخلى هؤلاء عن مسؤوليتهم، ولم يفهموا دورهم، او التمسوا الحلول في اماكن اخرى... ستبقى جهودنا متوزعة متناثرة، وينقذ كل منا ما يمكنه انقاذه ممن حوله... لكن لن يكون الانقاذ الجماعي والنهضة الجماعية الشاملة الكاملة...

ومع ذلك فهذه خطوات على الطريق ولا ريب... والطريق طويل وشاق ويحتاج لصبر..
فما تم بناؤه خلال ما يزيد على مائة عام من صرح الفساد.. لا يمكن هدمه في عشرين ولا ثلاثين عاما... بل يحتاج الهدم واعادة البناء -مع المحافظة على سلامة الجميع دون ثورات عارمة تفسد اكثر مما تصلح- يحتاج هذا لكثير جدا من الصبر والحلم والاناة والتفاني... وقبل كل شيء.. إنكار الذات.. فنعمل لوجه الله دون طمع في ان نرى بأنفسنا النتائج او نجني لانفسنا او لابنائنا الثمار...

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: جواد في 2008-09-13, 20:28:46
اقتباس
لكن علينا ان نعلم ان على كل فرد منا مسؤوليتان، مسؤولية فردية ومسؤولية اجتماعية

أما الفردية فهي النجاة بنفسه من هذا الخضم المتلاطم من حوله... وكتاب الدكتور يقدم الحلول للشباب لانقاذ انفسهم من هذا
وهذا سنجده في المداخلات القادمة بعون الله، تحت العنوان الذي اشار له الدكتور بقوله:
وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة

لا يختلف أحد على ذلك،

وحقيقة تعبير "الدفاع السلبي" جاء دقيقا جدا ليبين لنا انه وحده لا ينفع، لكن لا غنى عنه.


اقتباس
والدكتور أبرأ ذمته امام الله وتوجه بندائه إلى أولي الامر... والاصلاح يتطلب جهودا جماعية كاملة تقودها حكومة صالحة... تعي مسؤوليتها ودورها، وتوجهها قلوب مخلصة للمثقفين والمتعلمين...

نعم، العلماء الذين نحسبهم صادقين يبذلون لنا الفكر والرؤية حتى نتبين حقيقة الطريق، وهى مهمة ثقيلة حقا، جزاهم الله عنا خيرا،

اقتباس
فما تم بناؤه خلال ما يزيد على مائة عام من صرح الفساد.. لا يمكن هدمه في عشرين ولا ثلاثين عاما... بل يحتاج الهدم واعادة البناء -مع المحافظة على سلامة الجميع دون ثورات عارمة تفسد اكثر مما تصلح- يحتاج هذا لكثير جدا من الصبر والحلم والاناة والتفاني.

نعم، الثورة على الظلم والفساد دون تربية قويمة لن تحمد عواقبها وقد تجرنا الى ويلات أشد وأظلم،

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-15, 13:31:25

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

2- علاج المدافعة والصمود

إذا لم يجد العلاج من يستعمله، وكانت الصاعقة نازلة ولا بد، فلا مفر عندئذ من تحصين المكان الذي تتجه إليه الصاعقة، وإحاطته بكل ما يمكن من أسباب المدافعة والحفظ.
فعلى الشباب الذين يبثون شكاويهم المختلفة، أن يفرضوا بأن المجتمع لن يصغي إلى شكاتهم، وليس أمامهم من سبيل إلا الاستعلاء على واقع المجتمع، واتخاذ ما يمكن من الأسباب للتخلص من عدواه، وتوقي مصائبه.

فبالنسبة للمشكلات العلمية والثقافية:

إن على الشاب أن يعلم بأن أكثر ما تقذفه الآلات الطابعة اليوم من كتب ونشرات تبحث في شتى المعارف والحقائق والعلوم، إنما تعكس حيرة مؤلفيها فيما يعالجون ويبحثون، وفي أحسن الاحوال لا تعكس سوى دراسات مبتورة لطائفة من المعارف، وعليه أن يعلم أننا في عصر التجارة، ولعل سلعة الكتاب من اروج السلع، ولا ريب أن العامل التجاري أخطر عدو للحقيقة. وإذاً فإن على الشاب أن يتعلم أولاً فن اختيار الموضوع ثم فن اختيار الكتاب، ثم طريقة القراءة ومتابعة البحث.

 فعلى سبيل المثال: لا بد لمن يدرس التاريخ أن يدرس أولا شيئا كافيا عن حقيقة الكون والإنسان والحياة.
والذي يولع بدراسة الشريعة الإسلامية ومقارنتها وتقويمها، فعليه أولاً أن يدرس شيئا كافيا عن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وحياته من المصادر العلمية الأصيلة، والذي يدرس قصة النشأة الإنسانية وتطورها، عليه قبل ذلك أن يعكف على دراسة النشأة الكونية في مجموعها، ويبحث في وجود الله وخالقيته للكون، وإن لم يفعل وقع في دوامة محيرة بدلا من أن ينتهي إلى علم تطمئن إليه النفس.
وبهذه الدراسة المنظمة ينتهي إلى حقيقة ثابتة تسلمه المفتاح الذي يكشف به خوافي البحث الثاني، وينجيه من دوامة الحيرة التي لا مخرج منها. فالمعارف والعلوم الكونية مهما اختلفت عن بعضها في الظاهر، فإنها مترتبة على بعضها في الحقيقة وواقع الأمر، وليس من سبيل إلى أن تتصور شيئا منها التصور الصادق السليم إلا إذا استعنت على ذلك بمعرفة قاعدته التي هي أسبق منها واشمل.
ولاحظ أنني لا أقول على الشاب أن يعتقد، بل أن يدرس، إذ لا خير في عقيدة لا يمسكها رباط من العلم.
ويتحقق هذا بان يدرس الشاب أولا المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة.
ولا جرم أن الخوض في هذا السبيل عمل شاق، يشبه استخلاص عروق الذهب من صخور الجبال، ولكن على الشاب أن يصبر على ذلك في سبيل معرفة الحقيقة، ولسوف يجد في طريقه زملاء له يسعون مثل سعيه، ويصبرون على البحث مثل صبره، ولسوف يكون له من تعاونه معهم ما يذلل قدرا كبيرا من الصعاب، وينير لهم الطريق بمصابيح النشاط والانس.

وبالنسبة لمشكلة الثقافة: فعليه ألا ينسى الفرق بين الثقافة والعلم، فحقائق العلم تتمتع بذاتية مستقلة لا تتبدل ما بين أمة وأخرى، ولا يؤثر عليها عوامل العرف والبيئة والتربية، أما شؤون الثقافة فهي حصيلة ما تتمتع به أمة ما من عرف وقيم وتاريخ واصول في التربية والفكر والمعيشة، وقد تنسجم أو لا تنسجم أو تقترب او تبتعد عن الحقائق العلمية المتصلة بها، حسب واقع تلك الأمة.
فإذا أدرك الشاب ذلك، أدرك ما نسميه بمشكلة الثقافة، وتنبه إلى مدى خطورتها. وتولدت عنده عوامل الرغبة في ألا يذهب ضحية هذا التمازج الفاسد، واشتدت لديه الحوافز لإقامة الحواجز بين ثقافته وثقافات الآخرين، ولا مانع بعد ذلك من امتداد العروق العلمية لتصل ما بين حياتنا وحياة الأمم الأخرى، فلا تمتص مما عندهم إلا الفوائد العلمية المجردة.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: جواد في 2008-09-16, 15:52:35
اقتباس
فعلى الشباب الذين يبثون شكاويهم المختلفة، أن يفرضوا بأن المجتمع لن يصغي إلى شكاتهم، وليس أمامهم من سبيل إلا الاستعلاء على واقع المجتمع، واتخاذ ما يمكن من الأسباب للتخلص من عدواه، وتوقي مصائبه.

هذه العبارة رائعة فعلا،

فنحن نتذمر كثيرا ونشكوا كثيرا وسواء وجدنا متجاوبا ام لا فإننا نقف فى أماكننا نفرغ طاقة الغضب والضيق ثم ننصرف.

ومن يحاول البدء فى التغيير يشعر وكأنه يحارب مجتمعا بأكمله وجهات لم يكن يوما ليتوقعها،

وغالبا ما يصيبة الملل واليأس خاصة مع حاجته الى تلبية رغباته الشخصية ككسب الرزق والزواج،

ورويدا رويدا ينسي الكثير ما كان يسعي اليه  بل وقد لا يحاول حتى توريثه الى ابنائه من بعده الا من رحم ربي.


اقتباس
فبالنسبة للمشكلات العلمية والثقافية:

إن على الشاب أن يعلم بأن أكثر ما تقذفه الآلات الطابعة اليوم من كتب ونشرات تبحث في شتى المعارف والحقائق والعلوم، إنما تعكس حيرة مؤلفيها فيما يعالجون ويبحثون، وفي أحسن الاحوال لا تعكس سوى دراسات مبتورة لطائفة من المعارف، وعليه أن يعلم أننا في عصر التجارة، ولعل سلعة الكتاب من اروج السلع، ولا ريب أن العامل التجاري أخطر عدو للحقيقة. وإذاً فإن على الشاب أن يتعلم أولاً فن اختيار الموضوع ثم فن اختيار الكتاب، ثم طريقة القراءة ومتابعة البحث.

 فعلى سبيل المثال: لا بد لمن يدرس التاريخ أن يدرس أولا شيئا كافيا عن حقيقة الكون والإنسان والحياة.
والذي يولع بدراسة الشريعة الإسلامية ومقارنتها وتقويمها، فعليه أولاً أن يدرس شيئا كافيا عن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وحياته من المصادر العلمية الأصيلة، والذي يدرس قصة النشأة الإنسانية وتطورها، عليه قبل ذلك أن يعكف على دراسة النشأة الكونية في مجموعها، ويبحث في وجود الله وخالقيته للكون، وإن لم يفعل وقع في دوامة محيرة بدلا من أن ينتهي إلى علم تطمئن إليه النفس.
وبهذه الدراسة المنظمة ينتهي إلى حقيقة ثابتة تسلمه المفتاح الذي يكشف به خوافي البحث الثاني، وينجيه من دوامة الحيرة التي لا مخرج منها. فالمعارف والعلوم الكونية مهما اختلفت عن بعضها في الظاهر، فإنها مترتبة على بعضها في الحقيقة وواقع الأمر، وليس من سبيل إلى أن تتصور شيئا منها التصور الصادق السليم إلا إذا استعنت على ذلك بمعرفة قاعدته التي هي أسبق منها واشمل.
ولاحظ أنني لا أقول على الشاب أن يعتقد، بل أن يدرس، إذ لا خير في عقيدة لا يمسكها رباط من العلم.
ويتحقق هذا بان يدرس الشاب أولا المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة.
ولا جرم أن الخوض في هذا السبيل عمل شاق، يشبه استخلاص عروق الذهب من صخور الجبال، ولكن على الشاب أن يصبر على ذلك في سبيل معرفة الحقيقة، ولسوف يجد في طريقه زملاء له يسعون مثل سعيه، ويصبرون على البحث مثل صبره، ولسوف يكون له من تعاونه معهم ما يذلل قدرا كبيرا من الصعاب، وينير لهم الطريق بمصابيح النشاط والانس.

وبالنسبة لمشكلة الثقافة: فعليه ألا ينسى الفرق بين الثقافة والعلم، فحقائق العلم تتمتع بذاتية مستقلة لا تتبدل ما بين أمة وأخرى، ولا يؤثر عليها عوامل العرف والبيئة والتربية، أما شؤون الثقافة فهي حصيلة ما تتمتع به أمة ما من عرف وقيم وتاريخ واصول في التربية والفكر والمعيشة، وقد تنسجم أو لا تنسجم أو تقترب او تبتعد عن الحقائق العلمية المتصلة بها، حسب واقع تلك الأمة.
فإذا أدرك الشاب ذلك، أدرك ما نسميه بمشكلة الثقافة، وتنبه إلى مدى خطورتها. وتولدت عنده عوامل الرغبة في ألا يذهب ضحية هذا التمازج الفاسد، واشتدت لديه الحوافز لإقامة الحواجز بين ثقافته وثقافات الآخرين، ولا مانع بعد ذلك من امتداد العروق العلمية لتصل ما بين حياتنا وحياة الأمم الأخرى، فلا تمتص مما عندهم إلا الفوائد العلمية المجردة.

أود أن أضيف قبل ذلك مشكلة القراءة !

فكثير من الجيل الحالى خاصة يعرض عن القراءة ويفضل مشاهدة التلفاز او السينما حتى لو كان فيهما ما ينفع، الا انه غالبا ما تقل المطالعة عنده بشكل كبير،

ولعل ذلك يرجع الى التربية فى البداية وعدم تعوده على القراءة منذ صغره، الا أننا لا يجب ان ننسي دوامة الحياة وظروف العيش فيها التى تجعل من القراءة مطلبا جهاديا فعلا،

ثم نأتى بعد ذلك الى كلام الدكتور البوطي وما قاله عن  مشاكل الكتاب والعلوم  والثقافة، خاصة بعدما دخلت التجارة والربح فيهما بصورة قوية كما قال.

جزاكم الله خيرا على النقل،

تابعوا بارك الله بكم.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: الشابة الحالمة في 2008-09-17, 10:00:31
شكرا لك ماما هادية وأعتذر عن تأخري بالرد ولكن لدي سؤال لو كان لدي طاقة وأريد أن أفرغها من ناحية الدين

ولكني لا أعرف من أين سوف أبدأ واتمنى أن أكون عضو فعال بالمجتمع لأني أملك القدرة على ذلك  فكيف أوجه نفسي ؟
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: نور الهدى في 2008-09-18, 02:20:07
  جزاك الله خيرا يا أبلة هادية على الكلام الرائع وأنا أيضا عندي نفس سؤال الشابة الحالمة خصوصا في نقطة العضو الفعال

بالمجتمع؟؟؟
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2008-09-18, 11:58:54
يا جماعة انا سأقول رأيي ان الطفل مولود على الفطرة و عندما يكبر و يتعلم العادات الدينية البسيطة يبدأ ببحث اعمق محاولا تطبيق هذه التعاليم و المثال على ذلك انه عندما كان عمري 8 سنوات طالبت بالحجاب و لكن للاسف كانت هناك بعض الظروف و لم اقدر ان اتحجب الى الان و الى الان انا احاول ان لا استسلم و ان اتحجب و لكن ارادتي في الوقت الحاضر قد خفت عن قبل لان الرفض الذي واجهته كان كثيرا ..

فكل الذي احاول ان اقوله انه عندما يجد الاهل طفلهم مقبلا على ما يأمر به  الله لا يجب ان يمنعوه و يتحججو بصغر سنه بل يجب ان يشجعوه لكي لا تضعف ارادته في المستقبل ..
[/color]
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-18, 12:18:29
 :emoti_133:

اقتباس
ومن يحاول البدء فى التغيير يشعر وكأنه يحارب مجتمعا بأكمله وجهات لم يكن يوما ليتوقعها،

وغالبا ما يصيبة الملل واليأس خاصة مع حاجته الى تلبية رغباته الشخصية ككسب الرزق والزواج،

ورويدا رويدا ينسي الكثير ما كان يسعي اليه  بل وقد لا يحاول حتى توريثه الى ابنائه من بعده الا من رحم ربي.

كلامك صحيح بكل أسف..
لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال له: مرني في الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم
فالاستقامة والصبر على الاستمرار على الإيمان والدعوة وتحمل تبعاتها دون ضيق ولا تذمر ولا تبرم ولا نكوص... قليل من يطيقه...
لهذا ما أكثر ما ترى المندفعين في شبابهم، وما أقل من تراهم مستمرين ثابتين على هذا الاندفاع والحماس والعطاء في كهولتهم...
ولهذا ليست العبرة بالانتشار الأفقي للدعوات، بل بالترسيخ الشاقولي في أعماق أعماق أتباعها، بحيث يكونون رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه حتى يقضوا نحبهم على هذا ولا يبدلوا تبديلا...




اقتباس
أود أن أضيف قبل ذلك مشكلة القراءة !

فكثير من الجيل الحالى خاصة يعرض عن القراءة ويفضل مشاهدة التلفاز او السينما حتى لو كان فيهما ما ينفع، الا انه غالبا ما تقل المطالعة عنده بشكل كبير،

ولعل ذلك يرجع الى التربية فى البداية وعدم تعوده على القراءة منذ صغره، الا أننا لا يجب ان ننسي دوامة الحياة وظروف العيش فيها التى تجعل من القراءة مطلبا جهاديا فعلا،

ثم نأتى بعد ذلك الى كلام الدكتور البوطي وما قاله عن  مشاكل الكتاب والعلوم  والثقافة، خاصة بعدما دخلت التجارة والربح فيهما بصورة قوية كما قال.



في الحقيقة مشكلة القراءة لا تأتي قبل مشكلة التمييز بين العلم والثقافة، بل تأتي بعدها
لان المسلم الواعي الذي يستطيع ان يميز بين الأمرين بوضوح، سيكون انتقائيا وحذرا فيما يدخله الى عقله، سواء ادخله عن طريق الانترنت او التلفزيون او الكتاب او المناهج التعليمية، ومن افتقد لهذا الوعي، فلن نستفيد شيئا من قراءاته الواسعة، لانه سيتحول لمثقف متحذلق هادم لمجتمعه لا معمر له، كما نرى من آلاف المثقفين العلمانيين واليساريين واليمينيين الذين يسعون سعيا حثيثا لمحاربة الدين واجتثاثه من نفوس وضمائر شعوبهم، ويحسبون انهم بهذا يحسنون صنعا ويسعون الى مجد امتهم ونهضتها...

ولو درسنا واقعنا المعاصر منذ بداية القرن العشرين دراسة عميقة، لوجدنا ان الويلات التي جرها علينا (المثقفون) لا تقل بحال عن الويلات التي جرها علينا الجاهلون أو المستعمرون...

---------------

لكن مشكلة تعويد ابنائنا على القراءة الصحيحة الواعية، مشكلة مهمة فعلا، ولا بد من تداركها... ولا أعتقد ان مشاغل الحياة هي العائق، فلكل عصر مشاغله، ويفترض ان الالات الحديثة والتكنولوجيا قد وفرت للانسان كثيرا من الجهود والاوقات...
ولكنها وسائل الترف والرفاهية والتسلية التي تنوعت بصورة مذهلة، فلم يعد الكتاب لينافسها، وقد كان في جيلنا الكتاب وسيلة أساسية من هذه الوسائل، نفزع له كلما شعرنا بملل او سآمة... ولم يكن قصدنا من التوجه له دوما هو التعلم والتثقف... وان كنا نحصل على الثقافة كثمرة تلقائية...
اما اليوم... فلا شك ان الكتاب لم يعد ابدا من وسائل التسلية... ولا يستطيع منافسة الانترنت بما يوفره من فرص الالعاب والتشات والافلام والاغاني ووو.... الخ... ولن يتوجه للكتاب الا من يطلب الثقافة والعلم مخلصا في طلبه بالفعل... وتلك هي المشكلة
بل انك تجد كثيرا من الشباب الذي ينتحل لنفسه صفة الثقافة، اذا دخل النت،  لا يكلف نفسه قراءة موضوع دسم من أوله لآخره، بل يكتفي بقراءة النكات والالغاز ورأس الموضوع، ثم يبحث في جوجل عن مواضيع مماثلة لينسخ منها ويقص يلصق دون فهم، ويشعر نفسه انه مثقف وشريك فعال في النقاش...
وكم وكم شارك شباب في مواضيع لي، فاستحلفتهم بالله هل قرؤوا الموضوع كاملا قبل ان يناقشوا ويجيبوا، فيكون ردهم انهم قرؤوا الفقرة الاولى وفهموا منها كل شيء....  :emoti_144:





اقتباس
جزاكم الله خيرا على النقل،

أنا لا أنقل... بل ألخص...

يعني آتيكم بالزبدة جاهزة
emo (30):
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-18, 12:22:24
شكرا لك ماما هادية وأعتذر عن تأخري بالرد ولكن لدي سؤال لو كان لدي طاقة وأريد أن أفرغها من ناحية الدين

ولكني لا أعرف من أين سوف أبدأ واتمنى أن أكون عضو فعال بالمجتمع لأني أملك القدرة على ذلك  فكيف أوجه نفسي ؟


  جزاك الله خيرا يا أبلة هادية على الكلام الرائع وأنا أيضا عندي نفس سؤال الشابة الحالمة خصوصا في نقطة العضو الفعال

بالمجتمع؟؟؟

يا جماعة انا سأقول رأيي ان الطفل مولود على الفطرة و عندما يكبر و يتعلم العادات الدينية البسيطة يبدأ ببحث اعمق محاولا تطبيق هذه التعاليم و المثال على ذلك انه عندما كان عمري 8 سنوات طالبت بالحجاب و لكن للاسف كانت هناك بعض الظروف و لم اقدر ان اتحجب الى الان و الى الان انا احاول ان لا استسلم و ان اتحجب و لكن ارادتي في الوقت الحاضر قد خفت عن قبل لان الرفض الذي واجهته كان كثيرا ..

فكل الذي احاول ان اقوله انه عندما يجد الاهل طفلهم مقبلا على ما يأمر به  الله لا يجب ان يمنعوه و يتحججو بصغر سنه بل يجب ان يشجعوه لكي لا تضعف ارادته في المستقبل ..
[/color]


أهلا ومرحبا بكن عزيزاتي... ::happy: كم أسعدتني مشاركتكن... ::)smile: فالموضوع موجه فعلا للشباب من أمثالكن ... (مش للكهول الهرمين اللي كانوا بيتابعوه الأول.. )  ::what::...

بعد التفكير في مداخلاتكن،  :emoti_17: وجدت ان الفقرة التالية من الموضوع هي أفضل رد عليها فعلا...

سأدرج الفقرة، ثم أعقب عليها بإذن الله


العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-18, 12:36:32
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثانياً- مشكلة الصراع النفسي:

 ليس أمام الشاب في هذه الحال إلا أن يلتجئ إلى احد قوارب النجاة، وقوارب النجاة في خضم هذا المجتمع المزدوج المتناقض إنها هي تلك المجتمعات الصغيرة التي من شأنها أن تعصمه، إلى حد ما، من آفات ذلك الخضم الهائج المتناقض. إن أهم هذه  المجتمعات الصغيرة وأقدرها على الوقاية والحفظ، إنما هو البيت، إلا أن الممكن أيضا أن ينقلب الامر إلى العكس، فيكون البيت أسوأ في تأثيره من ذلك الخضم المائج الذي يفر منه. فما من ريب أن الابوين إذا تلاقيا في ظل من الخلق والدين والوعي الثقافي السليم لضبط حياة كل منهما، تهيأت لهما من ذلك خلية ذات تأثير سحري على الطفل في توجيهه وضبط سلوكه ونوازعه، ولا جرم أن الطفل ينشأ في ظل هذا البيت نشأة سليمة تجعله غير آبه بالمجتمع الخارجي فضلا عن أن يتأثر به. أما إذا كان الأبوان بدورهما ضحيتين من ضحايا هذا المجتمع المتمزق المتناقض، فليس أمام الطفل –لاسيما في صبوته الاولى- إلا أن يستسلم للمنهج الذي يحمل حملا على السير فيه، ريثما يبلغ أشده وتتفتح لديه أسباب الرشد ومقومات الفكر الذاتي المستقل.

وعندئذ يأتي دور القسم الثاني من المجتمعات الصغيرة، وهو يتمثل في جماعة أو نخبة من الاصدقاء، أو في مرشد ناصح يحف به إخوان أو تلامذة صادقون، فهو يعيش من دنياه الواسعة كلها بين أكناف شيخه والانس بإخوانه وزملائه، فمثل هذه المجتمعات الصغيرة تحقق للشاب الذي يركن إلى سلطانها فائدتين:
 1- أنها تجسد له بواقعها المطبق المحسوس تصحيح تلك الأخطاء والانحرافات التي يصطبغ بها المجتمع من حوله، وترد على الوهم القائل بأن هذا الوضع الاجتماعي –مهما كان شأنه وأثره- واقع لا بد منه، وأن أمنية التسامي فوقه خيال "مثالي" مجنح غير قابل للتطبيق.
2- أما الفائدة الثانية فهي ان هذه المجتمعات الصغيرة الصالحة تبث في نفسه روحا من الانس، إذ تحول دون أن يشعر بجفاء العزلة التي فرضها على نفسه بالانكماش عن أوضار المجتمع، والابتعاد عن عواصفه واضطراباته.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-18, 12:43:12
وبناء عليه  emo (30):

فنصيحتي لك يا ريحان المسك، ان تبحثي عن رفقة صالحة من الاخوات الملتزمات، او عن أستاذة دين يحبها قلبك، او حلقات ودروس دينية يمكنك الالتزام بها، وبهذا تشدين عزمك، وتحيين في قلبك ما مات من همة ، وتشعلين فيه ما انطفأ من نور ... وبهذا تستطيعين بإذن الله أن تبادري إلى طاعة الله، دون خوف من فتور همة او انصراف قلب او مقاومة اهل او اسرة...

وهذا الحل أيضا هو الامثل بالنسبة لنور الهدى والشابة الحالمة، اللتين تطمحان إلى ان تكونا فعالتين في إصلاح المجتمع والنهوض به، فمثل هذا النهوض والفعالية، وفي مثل هذه السن المبكرة، لا يمكن ان يتم أبدا بجهود فردية، بل لا بد له من جهود جماعية، فتضمان جهودكما لجهود أخريات من اخوات وأستاذات ومرشدات، وعندها يمكن ان تقمن معا بمشاريع فعالة... مهما كان نطاقها صغيرا... وتنضم أفكاركما لأفكارهن، وجهودكما لخبراتهن .. فتثمر خيرا بإذن الله...

هناك فكرة اخرى أبسط من هذه أيضا، وهي التطوع في جمعيات خيرية، وهي كثيرة في جدة، منها الجمعية الفيصلية، والجمعية الخيرية النسائية... وعرض جهودكما وخدماتكما للمساعدة في مشاريعهم القائمة...

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2008-09-18, 13:37:28
شكرا لك ماما هادية على نصائحك الثمينة و سأحاول ان اطبقها في اسرع وقت ممكن
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: الشابة الحالمة في 2008-09-19, 04:49:18
شكرا لك ماما هاديا والآن قد أبدأ بخطوات صغيرة ولكنها بإذن هي بداية للإنجازات القادمة .
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: نور الهدى في 2008-09-19, 05:14:39
أشكرك ياأبلة هادية كثيرا وسوف أحاول للذهاب الى هذه الجمعيات والله انها فكرة لم تخطر على بالي من قبل

جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك....
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-19, 13:45:09
بناتي الحبيبات
بارك الله بكن ووفقكن لكل خير

ونتابع معا التلخيص لهذا الكتاب المفيد
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-19, 13:52:26

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثالثا- بالنسبة لمشكلة العثرات الاجتماعية:

وهي الاثارة الجنسية في الشوارع والاسواق، وتناقضات المنزل، وأجدني مضطرا هنا ان أوجه خطابي إلى الطائفة المؤمنة فقط من الشباب، فأقول:
أما أن تتوقعوا زوال هذه العثرات واختفاءها من طريقكم فهو خطأ كبير في تصور القانون الإلهي في الكون، فالله تعالى يقول: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}
إذاً فمعنى عبودية الإنسان لله عز وجل يتحقق في مجابهة هذه العقبات في طريقه، ثم الصبر عليها والاجتياز من فوقها إلى مرضاة الله عز وجل. إلا أن هذه العقبات قد تخف أو تقل، وذلك عندما تحيا رقابة المجتمع الاسلامي، فيخف عندئذ عبء التحمل والصبر، وقد تشتد أو تكثر عندما تنحسر فاعلية المجتمع الاسلامي، فيثقل عندئذ عبء التحمل والصبر، وإنما الاجر على قدر النصب.

ولكن ليس معنى هذا أن المنحرفين عن الحق اليوم لهم في المقابل من العذر ما يجعلهم أخف عقوبة ممن كانوا امثالهم بالأمس،
ذلك لأن مناط الاجر التحمل والصبر، فلا بد أن يتفاوت الاول حسب تفاوت الثاني، أما الوزر فمناطه الخوض في محرمات الله تعالى كيفما كان السبيل إلى هذه المحرمات، وليس لأحد أن يشكو من وعورة الطريق الذي كان من حظه فقط، مادام أنه قادر على الصبر، وما دام الاجر متفاوتا بينه وبين الآخرين حسب تفاوت الصبر ومدى شدته.

فإذاً خير وقاية يتحصن بها المؤمن من مثيرات المجتمع وعثراته إنما هو الصبر، إذ هو محور التكاليف الإلهية وأساسها، ألا ترى إلى قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}
واعلم أن مسالك العبودية لله تعالى متنوعة متعددة، وكل منها ينهض عوناً للآخر، فإذا تكامل الدين في حياة الانسان، وأخذ نفسه بسائر أحكامه وضوابطه، كان له من ذلك عون على إخضاع أهوائه وشهواته لأحكام الله عز وجل.
والذي يعين المسلم على الصبر شيء واحد، أن تتكامل جوانب الإسلام في حياته {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}

فإن على الذي تهيجه المثيرات الجنسية ولا يملك سبيلا للصبر على أوامر الله تجاهها، أن يعود إلى إيمانه باليوم الآخر وبما فيه من حساب وجزاء بالتقوية والتجديد، فإنه لم يعدم لديه وسيلة للصبر إلا لشك أو ضعف أصاب يقينه بيوم الجزاء، وكلما ازداد المرء يقينا بهذا اليوم، ازداد قلبه شعورا به ورهبة منه، فازداد بسبب ذلك قوة على الصبر والصمود.

ثم إن عليه بعد ذلك أن يتخذ من إيمانه هذا سلما إلى محبة الله عز وجل، وتفريغ قلبه مما سواه، فلا يرغب إلا في فضله، ولا يرهب إلا من بطشه.
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-19, 14:03:08
يعني يا شباب ويا صبايا
الحل الوحيد هو الصبر ثم الصبر ثم الصبر
والاجر على قدر الصبر والمشقة..
ولا عذر لمن لم يصبر ووقع في المعاصي... لان الله تعالى كلفك بالصبر، والله لم يكلف الانسان بشيء الا وهو يعلم سبحانه وهو خالق الانسان ان هذا الشيء في وسعه (لا يكلف الله نفسا الا وسعها)

طيب ومن أين نأتي بالصبر؟
من تقوية الإيمان

وكيف نقوي الإيمان؟
بتطبيق كل أحكام الاسلام والتزام الطاعات والبعد عن كافة المنكرات .. لأن جوانب الدين يقوي بعضها بعضا...
فالتي تستصعب الحجاب مثلا، تزيد من صلاتها ونوافلها وقراءة القرآن، وتتصدق وتبذل المعروف والعون للمحتاجين، وتحتشم بقدر طاقتها في ثيابها وسلوكها... إلى ان تكتسب من هذه الطاعات قوة إيمانية تهون عليها اتخاذ موقف الحجاب..
وقيسوا على ذلك بقية تكاليف الدين....

علينا أن نعرف ان الطاعات تشحن إيماننا وتقويه... فنستطيع بالازدياد من الطاعات والعبادات أن نكتسب قدرة على اتخاذ المواقف الأصعب
وأن المعاصي تضعف طاقتنا وتفنيها... فنحاول اجتنابها قدر الامكان، فنبتعد عن الاختلاط، والكلام الذي لا ضرورة له مع الجنس الاخر، ونغض ابصارنا، ونبتعد عن العصبية والغضب وسوء الخلق مع من حولنا من اخوة واصدقاء، وخاصة الوالدين... ونتقن عملنا، ونخفف من اضاعة الاوقات

 بمعنى أخر
كانت استاذتي تقول لي اذا كنت تفتحين الحنفية لتملأي اناءك، ولكن الاناء مثقوب ثقبا واسعا... فمهما بقيت الحنفية تجري بالماء العذب لن يمتلئ الاناء ابدا
فلا بد ان تسدي الثقوب، ليتجمع الماء في انائك

فالاناء هو القلب
والماء الطاهر هو انوار الايمان والطاعات والعبادات
والثقوب هي المعاصي

ياترى اتضحت الصورة؟

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2008-09-19, 16:14:01
اتضحت كتير ماما هادية و الله كلامك جواهر

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: نور الهدى في 2008-09-19, 17:04:12
 طبعا اتضح كثيرا وبالنسبة للصبر والله بدو جهد كبير بس ان شاء الله شوي شوي يصبح باستطاعتنا أن نصبر كثيرا

 وجزاك اله خيرا كثيرا والله هالموضوع جميل جدا...
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-20, 19:51:58
اتضحت كتير ماما هادية و الله كلامك جواهر



طبعا اتضح كثيرا وبالنسبة للصبر والله بدو جهد كبير بس ان شاء الله شوي شوي يصبح باستطاعتنا أن نصبر كثيرا

 وجزاك اله خيرا كثيرا والله هالموضوع جميل جدا...

وفقكما الله تعالى... وأعانكما بمدد من عنده

ونتابع معا قراءتنا في هذا الكتاب الجميل... ومع قصة ذات عبرة أوردها الدكتور البوطي




العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-20, 20:00:40

قصة ذات مغزى


 جمعتني صحبة السفر في السيارة بشابين تعارفا ثم انطلقا يتحادثان. قال أحدهما للآخر-وقد عرّف نفسه بأنه واحد من هؤلاء العرب الذين هاجروا لأمريكا من أجل الرزق- إنه يشتغل في بعض الاعمال الميكانيكية، ويحصل في كل شهر على ما يقارب 900 دولار، ولو علم أن العمل في كسح القمامة يغنيه بدولار زائد لما تردد في ممارسة هذا العمل بسعادة وسرور! .. ثم أتبع ذلك بقوله: إن العنجهية العربية لامعنى لها أمام الهدف الذي هاجرت من اجله، وإنما هاجرت من أجل الدولار.

 :emoti_17:


سمعت كلام هذا الشاب بإحساسي كله، ورأيت فيه عبرة عظمى لكل معتبر.
أجل... إن التعلق بالغاية يذلل جميع العقبات القائمة دونها، مهما كانت الغاية في سموها او دنوها. وإذاً فإن الذي يقعد عن السير شاكيا لك وعورة الطريق، إنما يعبر لك في الحقيقة عن عدم تعلقه بالغاية، وبتعبير آخر، فإن الذي يستسلم لمهيجات الجنس ودافع الانحراف معتذرا بأنه صبر وصابر فلم يتحمل، يجانب الحقيقة في كلامه، وإنما عذره الحقيقي أنه غير متعلق بالوصول إلى مرضاة الله عز وجل.


إن صبرك أخي الشاب على ما تراه وتعانيه ليس أشق من صبر ذلك الرجل على مفارقة الأهل والوطن ومعاناة التشرد والغربة وتحطيم المكانة والتضحية بالسمعة، ولكن الخلاف الذي بينكما إنما هو في مدى  تعلق كل منكما بالغاية .. إن تعلقه بالدولار الذي غامر من أجله أشد من تعلقك بخالقك الذي تدين لحكمه.

غذ هذه العلاقة بينك وبين خالقك بذكر الله في البكور والآصال ، والهج بتسبيحه واستغفاره بين الحين والآخر، والتجئ إليه بالدعاء والضراعة النابعين من الأعماق، وتذكر أنه {من يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب}.. إن الله يحب أن يسمع نجواك وضراعتك أيها الشاب، وأن تتحقق بأسمى درجات العبودية له ، فتعفر الوجه في سجود طويل له على التراب، يمتزج فيه دعاؤك بنشيج البكاء، وتعرض له ضعفك المتناهي  وذُلـّك الذي يثير الرحمة والعطف، فإنك إن فعلت ذلك هيأ لك الله من أمرك رشدا، وأراك من برهانه العظيم قبساً كالذي أراه ليوسف عليه السلام من قبل.

*أما مشكلات البيوت –وأكثرها يقوم على التناقضات التي تثور ما بين الشاب المسلم وأهله المتهاونين أو المخاصمين للدين- فلا أرى من سبيل إلى حلها إلا سبيل الحكمة واللين والابتعاد عن العنف مهما اضطرت الظروف. غير ان كثيرا من الشباب يرون انفسهم عنصرا غريبا في الدار، فيمضون في معاملة اهليهم على هذا الاساس، فلا يلتقي الشاب أهله إلا مارا في طريقه إلى غرفته، ليدخلها ويغلق بابها على نفسه، أو جالسا معهم على مائدة الطعام تحت دافع من الضرورة القصوى، ثم هو في سائر أوقاته منعزل عنهم، لا يكاد يشاركهم في شعور او حديث أو فرحة أو مناسبة.

فلتعلم يا اخي الشاب أن هذا التصرف خطأ كبير

إنك بهذا العمل تكرس في أفئدتهم مزيدا من عوامل الخصومة لك وأسباب الكراهية للدين.

إنك لن تستطيع ان تهدي أبويك إلى صراط الحق عن طريق التأبي عليهما والترفع عن واقعهما أو الانكماش عنهما وإرسال ما يشبه نظرات الزجر والتأديب إلى تصرفاتهما، فخير من ذلك كله ان تضاعف البر لهما من ذاتك، وأن تشعرهما بسلوكك، أن الدين في حياتك لم يزدك إلا حبا لهما، وسعيا على خدمتهما، وتفانيا في إسعادهما.

ولا ينبغي ان تفهم من كلامي هذا أن لك أن تغمض العين عما لا يروق لأبويك من أحكام الله تعالى، في سبيل برهما، وان عليك بدلا من العزلة عن الأسرة أن تشهد معاصي أفرادها وتجالسهم على منكراتهم، بل ينبغي ان تعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن الذي يجب أن يلفت اهتمامك البالغ هو دقة التطبيق لقوله تعالى: {فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}




 emo (30):
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: نور الهدى في 2008-09-20, 21:01:51
اي والله هذه القصة جميلة جدا ومغزاها أجمل   تسلم يداكي...    ^_^
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2008-09-20, 23:38:58
يسلمو ايديكي ماما هادية قصة جميلة جدا و لها معاني كثيرة

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-22, 17:29:02
وكلمة أخيرة للآباء:



للآباء الذين يزعمون انهم مسلمون، وربما يحضرون الجُمَع وبعض الجماعات، ولكنهم رغم هذا يضيقون ذرعا بتدين أولادهم وما قد يتحلون به من الوعي الإسلامي السليم، فيذهبون في حرب هؤلاء الشباب كل مذهب، ويلجئونهم بالوسائل العجيبة المختلفة إلى سبيل الغواية والانحراف، لعل طعم الغواية يحرفهم، ولذة الانحراف تسكرهم.
فأقول:

أما ان يكون الشيطان قد نال منكم ووصل إلى بغيته منكم، في حملكم على سبل الغواية والعصيان، فذلك أمر شخصي، ليس لنا عنه في هذا الصدد مقال، إذ العصمة لا تكون إلا لنبي، ولكن الخطير جدا في الأمر أن ينقلب واقع العصيان في حياتكم إلى سبيل تذودون عنه، ومبدأ تدعون إليه، وحق تحرسونه وتغارون عليه.

إنه لكسب عظيم في حياتكم دون أن يستدعي منكم قياما بأي عمل او بذلا لأي جهد، أن ينعم الله عليكم بأولاد تفيض قلوبهم الغضة إيمانا به وحبا له ومخافة منه، ذلك لانه ما من عمل صالح يتقربون به إلى الله عز وجل إلا كتب مثله في صحائف أعمالكم، ورأيتم جزاءه في وقت أنتم احوج ما تكونون فيه إلى النزر اليسير منه.
أليس خيرا لكم من محاربتهم، أن تناموا فيكتب لكم أجر تهجدهم واستغفارهم، وأن تتقلبوا في ملهيات الدنيا وأهوائها وآثامها فيمحوها استغفارهم لكم ودعاؤهم لتوبة الله عليكم.
يا أيها الآباء، اجهدوا جهدكم أن تربوا أولادكم على اتباع سبيل الحق، فإن لم تفعلوا ذلك، فلا تحملوهم على سبيل الضلالة والغي. وأعينوهم فيما التمسوه لأنفسهم من سبيل الوصول إلى مرضاة الله برضاكم عنهم، أو بسكوتكم عليهم على أقل تقدير.

وإلا فليس بعدكم عدو أو استعمار أو استشراق يخاصم الحق والدين، وليس بعد الضلالة التي تسلكونها من سبيل يعرض حياة المسلمين لمحنة ساحقة أو بلاء ماحق، ولن تجدوا في أعمالكم كلها عملا أبعث على الندم في الغد القريب من هذا الذي تعملونه اليوم.

أما أنتم أيها الشباب.. فحصيلة كل ما ذكرناه هو الصبر

اصبروا على كل ما يعترضكم في الطريق إلى الله، واستعينوا على ذلك بتوفيقه سبحانه وتعالى، فإن فعلتم ذلك أحبكم الله، وإن أحبكم أحببتموه ، وإن أحببتموه هان عليكم كل ضيق وبلاء.

{واصبر وما صبرك إلا بالله}
{وبشر المخبتين، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، والصابرين على ما أصابهم}.



انتهى بحمد الله
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: الشابة الحالمة في 2008-09-23, 07:45:10
كلام رائع ماما هاديا ومعنى أروع وشكرا لاهتمامك ومن ناحية القصة فهي جميلة جدا ورائعةو أكرر شكري .
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-23, 20:00:06
كلام رائع ماما هاديا ومعنى أروع وشكرا لاهتمامك ومن ناحية القصة فهي جميلة جدا ورائعةو أكرر شكري .

لا شكر على واجب حبيبتي
وشكرا على مرورك
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2008-09-24, 16:11:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يالهذا الموضوع الرائع .... ولهذه الكلمات النورانية التي بثها الدكتور الجليل البوطي جزاه الله كل خير عن الأمة كلها

قرأته كاملا بكل شوق إلى ما سيأتي ....

كل هذا التشويش وهذا الصراع النفسي الذي يصبح الشاب أسيرا له ، حتى يقطع دابر الاعتقاد بأي شيء إلى الإيمان باللا شيء والولاء للا شيء
كل هذا الصراع والتخبط بين الأوساط وما فيها من تناقضات ....
نعم نرى هذا بأمهات أعيننا ....ونعلم أنه التخبط بين المتناقضات ، وأن الشاب لم يعد يرى له من خاص به يختلف عن الآخر ، وبهذا نأى عن خصوصية المؤمن الذي اختصه الله تعالى برحماته في كل حال ، حتى القبلة التي جعلت للمسلمين كانت غير القبلة التي ولي لها الأنبياء من قبل ... لشدة الخصوصية وللتأكيد على الشخصية الإسلامية المستقلة وأنها هي السيدة على الأرض وهي دواء الأرض وأهل الأرض .

ألا يحتاج شبابنا إلى تكوين جذري فكري ، يرسخ فيهم أمر العقيدة والإيمان بدراسة كما قال الدكتور وليس كلمة ترددها الشفاه ترديدا لا يحمل معنى التطبيق الواقعي ....
ألا يحتاج شبابنا إن عزّ عليهم النصير في أسرهم وبيوتهم إلى أوساط تعطيهم هذه المعرفة والمنهج العلمي في البحث عن الحقيقة بصدق وبنزاهة وبأسلوب صحيح ؟؟؟
ألا نحتاج إلى تعميم كتب علمائنا هذه على شكل دروس تلقى للشباب ؟؟ ليست دروسا بمعنى المحاضرات التقليدية وإنما دروس تتخذ من أسلوب التبسيط والتماشي مع المستوى العقلي الملائم للسن من أجل ضمان استيعاب أكبر ؟؟؟
الحقيقة ....ومعرفة الحقيقة ... والبحث عن الحقيقة وتحري الحقيقة ....مناهج علمية محددة ومراحل يمر بها الإنسان ليرسخ الحق بعدها رسوخا كبيرا يكون المبعث الرئيس ليقوى الشاب ....
والحقيقة الكبرى واليقين الأكبر معرفة الله تعالى وتقدير وجوده ............وجود الله سبحانه وعين الله سبحانه ورقابة الله سبحانه ، أهم الحقائق على الإطلاق التي تطلق في نفس الشاب المسلم طاقاته الإيمانية وطاقات الصبر وطاقات التحمل وطاقات الفداء والعمل لرفعة هذا الدين وإعلاء كلمة الله

ألا يحتاج شبابنا إلى دورات تكوينية وتدريبية تعطيهم معنى هذه الحقيقة الكبرى ؟؟؟؟ التي يفتقد معناها ويفتقد حلاوة الغوص في البحث عنها والوصول إليها
كما هو حال كتاب أستاذنا الفاضل البوطي بارك الله بعمره -كبرى اليقينيات الكونية - والذي اطلعت مرات على شذرات منه ، ولكنني عقدت العزم مؤخرا على قراءة تفاصيله ، فإذا الذي فيه لب وجوهر وأساس  ، فكيف يكون المنهج وكيف يكون العلم ، وكيف تكون الحقيقة وكيف يتوصل إليها فلا يجد المماري حيالها جهدا لمماراة أو مداهنة ....
فتقوى النفس ويرسخ اليقين ........ لماذا لا نوصل للشباب مثل فحوى هذه الكتب الرائعة القيمة ؟؟؟فهل ننتظر أن يبحثوا عن الكتب فيقرؤوها ؟؟؟ نعم ذلك مبلغ هام لا ريب .... ولكن هناك وسائل أخرى نستطيع أن نوصل بها أصوات هؤلاء العلماء الأفذاذ إلى شبابنا ....

هذا الملخص مثلا الذي وضعته ماما هادية وسيلة من الوسائل .....
ليت شعري لو أن الدورات التي يصرف لأجل حضورها وعقدها أموال طائلة كانت لتقوية معرفة الحقائق الكونية وأسباب الوجود لأصابنا خير وفير ....

..... نعم طريق الدعوة شاق وطويل ....والأوساط الصغيرة التي تجسد الصور المصغرة للحلول المتناثرة هنا وهناك هي الخطوات على الدرب ، وقد قلت لا يجب أن تتعلق أنفسنا بانتظار الثمرة ورؤيتها .....
فإذا كان هذا الطمع موجودا بالنفس ليس اشتهاء فرحة بالنفس وإنما اشتهاء فرحة لها ، فرحة لها برؤية خير يعم المجتمع المسلم ، وتحريا لسلامة الطريق وخوفا من أن يكون الطريق الخطأ والأسلوب الخطأ في إيصال الرسالة ، أي أن ننتظر الثمرة ابتغاء أن نتأكد من أن الأسلوب صحيح وليس لحاجة في النفس تتحلى بها .....هل في ذلك من حرج ؟؟؟
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2008-09-25, 01:15:47
 :emoti_133:
اقتباس
كما هو حال كتاب أستاذنا الفاضل البوطي بارك الله بعمره -كبرى اليقينيات الكونية - والذي اطلعت مرات على شذرات منه ، ولكنني عقدت العزم مؤخرا على قراءة تفاصيله ، فإذا الذي فيه لب وجوهر وأساس 


أسماء، ما رأيك أن تفعلي كما فعلت هادية وتلخصي لنا لنا الكتاب أعلاه؟
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2008-09-25, 16:06:21
:emoti_133:
اقتباس
كما هو حال كتاب أستاذنا الفاضل البوطي بارك الله بعمره -كبرى اليقينيات الكونية - والذي اطلعت مرات على شذرات منه ، ولكنني عقدت العزم مؤخرا على قراءة تفاصيله ، فإذا الذي فيه لب وجوهر وأساس 


أسماء، ما رأيك أن تفعلي كما فعلت هادية وتلخصي لنا لنا الكتاب أعلاه؟

وهل أنا أهل لتلخيص كتاب مثل ذلك يا سيفتاب  ؟؟؟
حتى إن حاولت أخاف أن أتخلف من كثرة ما أنشغل وأغيب ....ولو أنني أتمنى لو تلخصه ماما هادية ولكنني أعلم أيضا مدى انشغالها ....
من يدري ربما يسر الله لي ذلك .
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-10-03, 20:07:25
اقتباس
نعم طريق الدعوة شاق وطويل ....والأوساط الصغيرة التي تجسد الصور المصغرة للحلول المتناثرة هنا وهناك هي الخطوات على الدرب ، وقد قلت لا يجب أن تتعلق أنفسنا بانتظار الثمرة ورؤيتها .....
فإذا كان هذا الطمع موجودا بالنفس ليس اشتهاء فرحة بالنفس وإنما اشتهاء فرحة لها ، فرحة لها برؤية خير يعم المجتمع المسلم ، وتحريا لسلامة الطريق وخوفا من أن يكون الطريق الخطأ والأسلوب الخطأ في إيصال الرسالة ، أي أن ننتظر الثمرة ابتغاء أن نتأكد من أن الأسلوب صحيح وليس لحاجة في النفس تتحلى بها .....هل في ذلك من حرج ؟؟؟

السؤال دقيق جدا يا أسماء
لا أزعم لنفسي قدرة على اجابته
لكنني اعرف ان الاخلصا التام يتطلب من المؤمن ان يستقيم على الطريق ولو لم ير أي ثمرة دنيوية لعمله...
ولكن لا يمكن الا يرى بعض الثمار المتناثرة من هداية بعض الناس على يديه وتحسن احوالهم بفضل دعوته، ولو على نطاق ضيق او متفرق...
المهم ان يهتم بالكيف لا بالكم، والا يطربه الثناء ولا يثنيه الذم، ولا يستخفه الطرب بالشهرة واقبال الجماهير فيصبح الاستكثار منهم هدفه او احصاء عددهم مقياس نجاحه... فيكون قد حفر قبره بنفسه...
وليتذكر قول الحبيب: قليل دائم خير من كثير منقطع...
وليخش دوما من الغثائية... فما اكثر الغثاء وما اسهل تجميعه...

والله اعلم

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2008-10-04, 11:05:34
اقتباس
نعم طريق الدعوة شاق وطويل ....والأوساط الصغيرة التي تجسد الصور المصغرة للحلول المتناثرة هنا وهناك هي الخطوات على الدرب ، وقد قلت لا يجب أن تتعلق أنفسنا بانتظار الثمرة ورؤيتها .....
فإذا كان هذا الطمع موجودا بالنفس ليس اشتهاء فرحة بالنفس وإنما اشتهاء فرحة لها ، فرحة لها برؤية خير يعم المجتمع المسلم ، وتحريا لسلامة الطريق وخوفا من أن يكون الطريق الخطأ والأسلوب الخطأ في إيصال الرسالة ، أي أن ننتظر الثمرة ابتغاء أن نتأكد من أن الأسلوب صحيح وليس لحاجة في النفس تتحلى بها .....هل في ذلك من حرج ؟؟؟

السؤال دقيق جدا يا أسماء
لا أزعم لنفسي قدرة على اجابته
لكنني اعرف ان الاخلصا التام يتطلب من المؤمن ان يستقيم على الطريق ولو لم ير أي ثمرة دنيوية لعمله...
ولكن لا يمكن الا يرى بعض الثمار المتناثرة من هداية بعض الناس على يديه وتحسن احوالهم بفضل دعوته، ولو على نطاق ضيق او متفرق...
المهم ان يهتم بالكيف لا بالكم، والا يطربه الثناء ولا يثنيه الذم، ولا يستخفه الطرب بالشهرة واقبال الجماهير فيصبح الاستكثار منهم هدفه او احصاء عددهم مقياس نجاحه... فيكون قد حفر قبره بنفسه...
وليتذكر قول الحبيب: قليل دائم خير من كثير منقطع...
وليخش دوما من الغثائية... فما اكثر الغثاء وما اسهل تجميعه...

والله اعلم



جزاك الله خيرا ماما هادية .... وكما قلت فإن الله تعالى لا يحرم المؤمن المجتهد من رؤية بشائر الخير المتناثرة  التي عليه أن يقدر وزنها كلها ولا يستصغرها وإن كانت أبسط الأمور ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "ولا تحقرنّ من المعروف شيئا "
الغثائية ......نقطة هامة جدا........... ، أليس مصدرها التسرع واستعجال الثمرة وقلة الصبر  ؟؟
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-10-07, 22:44:47
 :emoti_133:

إخوتي الكرام
هذه دعوة لمتابعة الكتاب الجديد

حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية

للأستاذ محمد قطب

وهو كتاب رائع
لا تدعوه يفوتكم

اتجهوا للرابط التالي:

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1765.0

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: Al-Muslim في 2008-10-08, 10:38:33
اقتباس
لكن علينا ان نعلم ان على كل فرد منا مسؤوليتان، مسؤولية فردية ومسؤولية اجتماعية

أما الفردية فهي النجاة بنفسه من هذا الخضم المتلاطم من حوله... وكتاب الدكتور يقدم الحلول للشباب لانقاذ انفسهم من هذا
وهذا سنجده في المداخلات القادمة بعون الله، تحت العنوان الذي اشار له الدكتور بقوله:
وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة

لا يختلف أحد على ذلك،

وحقيقة تعبير "الدفاع السلبي" جاء دقيقا جدا ليبين لنا انه وحده لا ينفع، لكن لا غنى عنه.


السلام عليكم ورحمة الله، وجزاكم الله خيراً على تخليص هذا الكتاب القيم.

من المهم برأيي أن لا نقلل أبداً من أهمية المسؤولية الفردية للشاب في مقاومة تيار الفساد في هذا العصر مهما كان دور المجتمع سلبياً في إعانة الشاب على ذلك.

المجتمع سيبقى مليئاً بالآفات، وهذا من حال الدنيا فالدنيا دار فتنة وابتلاء، ولكن من يتق الله ويصبر ويحاول الإصلاح ما استطاع لا يضيعه الله في الدنيا قبل الآخرة.

لا يظنن الشاب أنه سيعيش كل عمره تحاصره فتن المجتمع هذه، لا والله، "من يتق الله يجعل له مخرجاً"، "من يتق الله يجعل له من أمره يسراً"، "فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً".

من يتق ويصبر يهيئ له الله في خضم كل هذا الفساد مجتمعاً مصغراً صافياً نقياً، فيهبه زوجة صالحة، ورزقاً حلالاً مع بيئة مؤمنة بعيداً عن الاختلاط والشبهات، وصحبة طيبة تقية، "ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون".

ووالله أحدثكم عن تجربة وليس كلاماً نظرياً، تجربتي وتجربة رفاقي من الشباب، وأنا لا أعيش في مكة أو المدينة وإنما في دبي، وما أدراك ما دبي. وإن كان في العمر صلة أستفيض في الحديث إن شاء الله.






العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-10-08, 11:13:58
 :emoti_133:

جزاكم الله خيرا يا شيخ الشباب على هذا المداخلة
أعجبتني بواقعيتها وإيجابيتها وتفاؤلها

بارك الله فيك

ولا تحرمنا من مشاركاتك دوما
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: elnawawi في 2009-12-03, 01:53:04
كتاب ممتع جميل مفيد حقا .. جزى الله كاتبه خيرا كثيرا وجزى الله ماما هادية خيرا على تلخيصه والنقل منه .. ولكن من وجهة نظري المتواضعة ليس شاملا ولا كافيا لتاول كل مشكلات الشباب والمشكلات الاجتماعية التي تُفرض على الشباب من واقع مجتمعه ..
ربما تكون لي عودة إن شاء الله عز وجل لجانبا من هذه المشكلات .. ولكن من وقع تحت يديه كتابا أو مقالا يتحدث عن هذا الجانب الهام فلا يبخل علينا بنقل أو بتلخيص له .. علنا نستفيد منه جميعا ..
العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-12-03, 10:34:04
أهلا ومرحبا بك يا احمد

لا يمكن لأي كتاب مهما كان أن يحيط بكل جوانب الموضوع، خاصة عندما يكون موضوعا كبيرا ومعقدا وشائكا كمشاكل الشباب

وللدكتور راغب السرجاني محاضرة وكتيب بنفس هذا الموضوع، وقمت أيضا بتلخيصه ونشره في منتدى آخر.. وأيضا تلقيت نفس التعليق هناك


طيب تعالوا نؤلف مع بعض كتابا أكثر شمولا

العنوان: رد: الإسلام ومشكلات الشباب
أرسل بواسطة: elnawawi في 2009-12-03, 23:50:10
ولم لا ؟ يمكننا على أسوأ تقدير ان نحدد المشكلات وإن لم نستطع ان نجد لها حلا فعلى الأقل نكون قد وضعنا أقدامنا على بداية الطريق .. وبالطبع سنستفيد إن شاء الله من كل الكتب والمقالات التي كتبها علماؤنا الأجلاء عن هذا الموضوع ..