المحرر موضوع: مشكاة الأسبقين على درب اللاحقين.....  (زيارة 19062 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا الموضوع بإذن الله تعالى قدر المستطاع وما تيسّر لي من حال وما توفّر لي من وقت سأحاول أن أضع ما أعتبره مشكاة تنير لنا الدرب....
هي نتاج تجارب الذين سبقونا في العمل للإسلام ....هي زبدة تجاربهم وخوضهم للعمل الإسلامي وأنعم وأكرم به من عمل .....
وهي دوائر تدور ، وأيام دول ، وتاريخ يعيد نفسه ....

ومن لم يتعلم من تجارب السابقين الصادقين نقصه الكثير ....

فقرات سأقتطفها كما تقطف الوردة البهية لتشمّ ريحها الزكية فتملأ الأفق بعبيرها الفوّاح....

مشكاة هي لنا على الدرب الذي نريده ونسأل الله أن يجعلنا من أهله ...... سأقتطف هذه الكنوز لتكون لنا دروسا ألقاها أساتذة العمل للإسلام....

وسأبدأ بالوردة الأولى وبالقبس الأول من النور :

*****


ويعجبني جداً وصف الشاعر التونسي أحمد المختار الوزير للنفس البريئة ، ورمز لها رمزاً ، جعلها كأنها فراشة ، واقترب كل الاقتراب من إدراك كمال الحقيقة ، تسوقه فطرته إلا أنه لم يمسكها ، وفاتَه أنه يصف النفس المؤمنة بأبلغ مما وصفها غيره ..
إنها تأسره إذ هي :
ساكنة ، في صَمتها ، أبْيَنُ ممّن يَنْطقُ
هكذا هي السيماء الإيمانية : وداعة ، و تفكّر ، و تأمل هادئ ، في إقلال من الكلام ،  وبعد عن اللغو ، ولكن تحوطها هيبة مؤثرة ، وجَمال بليغ مفصح .
و إن وَنَتْ وَقْفَتُها : أعْجَلَها المنطلَقُ
فالوقفات سُنة من سنن الحياة ، وقدر مقدور على البشر ، إلا أنها عند المؤمن لن تكون استرخاءً  وغفلةً و تمادياً أبداً ، بل هي تعتري برهة ، ثم تُجْليها محفَّزات كامنة ، من رصيد ذاتي مجموع أو تراث حكمة مركوز .
لكن الشياطين تعترض ، تحاول عرقلة هذا المنطلق ، توهم صاحبه ، وتضع العوائق الثـقال  في صور من الزينة ، لها بهرج ، و تألق ، و بريق ، تغش النفس الهائمة ، ولكن النفس الملهَمة ، التي أُلهمت إيمانها ، ترى ما وراء ذلك من حقائق تفضح ما خفي من كبرياء مفتعلة ، أو حسد موسوِس ، أو صدارة متأخرة ، أو حب زيادة مال زائل . فذلك هو حوم الفراشة حول ومضات صورتها على سطح البحيرة .
أو هي تجربة النفس المؤمنة ..
لكم رأت خيالَها ، ماجَ به المنْبَثَقُ
كأنه النجمُ يرفُّ ، والمياه الأفقُ
فحوَّمَتْ ، ترنوا ، تَودّ لو به تّعْتّلِقُ
و أَوشكتْ ، لو لم تُفِق ، يقضي عليها الغرَقُ
لكنها مؤمنة ، هيهات ، لا تستحمِقُ
بين الضلال  والهدى : يبدو لها المفترَقُ
نعم هكذا : المفترق واضح ، والاقتراب يفضح الصورة ، ويزيد الوضوح وضوحاً ، ويبين أنّ ما ظنته النفس تألقاً من على بُعد  إن هو إلا اهتـزاز .
ولكن كيف النجاة مع هذا الاقتراب من موجة عالية تفجأ ، فتترك بَلَلاً يُثقِل ، إن لم يكن الغرق المتلف ؟
من هنا وجبت الموعظة ،  وانبغى التحذير ، في كلام كمثل هذه الرقائق ، كي لا تهبط النفس المؤمنة ، إذ آمنت ، بشيء من رذاذ الاقتراب ، بل حياتها في السمو ، و نجاتها في العلو .
إنها قطعة من البيان نادرة أتى بها الشاعر ، و أهداها الناشئة ، لكنها حكمة المنتهين .
وليس ذلك بمستغرب في عرف الحكمة الإسلامية ، فإنها أبدية الصواب ، ليس لها مرحلة متطورة جاءت من بعد سذاجة و تخلّف ، لكنها كما تصلح انتهاء : كانت تصلح توسطاً ، وصلحت ابتداء ، مع بدء الحياة البشرية ، وآية ذلك أن التوحيد أُوحي إلى آدم عليه السلام ، بدءَ الحياة ، وكان نبياً ، و أُلهمت التقوى إلى هابيل ، فكفَّ يدَه .




محمد أحمد الراشد
« آخر تحرير: 2010-06-22, 12:37:11 بواسطة حازرلي أسماء »

أحمد

  • زائر

-أحمد محمد الراشد-
 


لو كان هو الأستاذ "محمد أحمد الراشد " - عبد المنعم صالح العلي - أستاذ الدعاة ببغداد
فنعم الأستاذ هو، ونعم النقل عنه

جزاكم الله خيرا

 ::ok::

حازرلي أسماء

  • زائر

-أحمد محمد الراشد-
 


لو كان هو الأستاذ "محمد أحمد الراشد " - عبد المنعم صالح العلي - أستاذ الدعاة ببغداد
فنعم الأستاذ هو، ونعم النقل عنه

جزاكم الله خيرا

 ::ok::

تمام يا أحمد بارك الله فيك وقد قصدت محمد أحمد الراشد ولكن يبدو أنني قدمت جزءا على جزء في اسمه ، وأقرأ له ويعجبني كثيرا ....وأستشعر في كلماته حرارة التجربة والعمل للإسلام ..... وحياته حافلة بالأحداث ....

حازرلي أسماء

  • زائر

ويعجبني جداً وصف الشاعر التونسي أحمد المختار الوزير للنفس البريئة ، ورمز لها رمزاً ، جعلها كأنها فراشة ، واقترب كل الاقتراب من إدراك كمال الحقيقة ، تسوقه فطرته إلا أنه لم يمسكها ، وفاتَه أنه يصف النفس المؤمنة بأبلغ مما وصفها غيره ..
إنها تأسره إذ هي :
ساكنة ، في صَمتها ، أبْيَنُ ممّن يَنْطقُ
هكذا هي السيماء الإيمانية : وداعة ، و تفكّر ، و تأمل هادئ ، في إقلال من الكلام ،  وبعد عن اللغو ، ولكن تحوطها هيبة مؤثرة ، وجَمال بليغ مفصح .
و إن وَنَتْ وَقْفَتُها : أعْجَلَها المنطلَقُ
فالوقفات سُنة من سنن الحياة ، وقدر مقدور على البشر ، إلا أنها عند المؤمن لن تكون استرخاءً  وغفلةً و تمادياً أبداً ، بل هي تعتري برهة ، ثم تُجْليها محفَّزات كامنة ، من رصيد ذاتي مجموع أو تراث حكمة مركوز .

لكن الشياطين تعترض ، تحاول عرقلة هذا المنطلق ، توهم صاحبه ، وتضع العوائق الثـقال  في صور من الزينة ، لها بهرج ، و تألق ، و بريق ، تغش النفس الهائمة ، ولكن النفس الملهَمة ، التي أُلهمت إيمانها ، ترى ما وراء ذلك من حقائق تفضح ما خفي من كبرياء مفتعلة ، أو حسد موسوِس ، أو صدارة متأخرة ، أو حب زيادة مال زائل . فذلك هو حوم الفراشة حول ومضات صورتها على سطح البحيرة .
أو هي تجربة النفس المؤمنة ..
لكم رأت خيالَها ، ماجَ به المنْبَثَقُ
كأنه النجمُ يرفُّ ، والمياه الأفقُ
فحوَّمَتْ ، ترنوا ، تَودّ لو به تّعْتّلِقُ
و أَوشكتْ ، لو لم تُفِق ، يقضي عليها الغرَقُ
لكنها مؤمنة ، هيهات ، لا تستحمِقُ
بين الضلال  والهدى : يبدو لها المفترَقُ
نعم هكذا : المفترق واضح ، والاقتراب يفضح الصورة ، ويزيد الوضوح وضوحاً ، ويبين أنّ ما ظنته النفس تألقاً من على بُعد  إن هو إلا اهتـزاز .
ولكن كيف النجاة مع هذا الاقتراب من موجة عالية تفجأ ، فتترك بَلَلاً يُثقِل ، إن لم يكن الغرق المتلف ؟
من هنا وجبت الموعظة ،  وانبغى التحذير ، في كلام كمثل هذه الرقائق ، كي لا تهبط النفس المؤمنة ، إذ آمنت ، بشيء من رذاذ الاقتراب ، بل حياتها في السمو ، و نجاتها في العلو .
إنها قطعة من البيان نادرة أتى بها الشاعر ، و أهداها الناشئة ، لكنها حكمة المنتهين .
وليس ذلك بمستغرب في عرف الحكمة الإسلامية ، فإنها أبدية الصواب ، ليس لها مرحلة متطورة جاءت من بعد سذاجة و تخلّف ، لكنها كما تصلح انتهاء : كانت تصلح توسطاً ، وصلحت ابتداء ، مع بدء الحياة البشرية ، وآية ذلك أن التوحيد أُوحي إلى آدم عليه السلام ، بدءَ الحياة ، وكان نبياً ، و أُلهمت التقوى إلى هابيل ، فكفَّ يدَه .

- محمد أحمد الراشد-
 


سمات النفس المؤمنة

 emo (13):وداعة
 emo (13):تفكر
 emo (13):تأمل هادئ
 emo (13):إقلال في الكلام
 emo (13):بعد عن اللغو
 emo (13):هيبة

 emo (13):تقف لتتأمل ....لا تقف لتعود عن الدرب وتَعدل عن المسير
 emo (13):يحفّزها المبدأ ويشحذ همتها لتنطلق من جديد وبقوة أكبر
 emo (13):حكمة دافعة محفزة

emo (13):ترى حقيقة العوائق الملفوفة بورق الزينة التي تعترض دربها محاولةً حبس المنطلق فلا تنخدع ولا تغرّ وتمضي لا تهزها المغريات
emo (13):لا تطمع بمنصب أو بجاه أو بمال ولا تنطلي عليها نوايا حاسد يودّ لو يُقطع الطريق
emo (13):تستزيد من الموعظة وتداوم الذكرى لتنتفع وتتقي رذاذ الهوى
emo (13):حياتها في السمو ونجاتها في العلو وسموها وعلوها رؤيتها لحقيقة الهوى والتزيين وعدم انبهارها بورق الزينة

emo (13):فهي الفراشة ويبدو لها المفترق  emo (30): emo (13):


ازددت حبا لصفات الفراشة بعد هذا يا ماما هادية emo (30):

 emo (13):لكم رأت خيالَها ، ماجَ به المنْبَثَقُ
كأنه النجمُ يرفُّ ، والمياه الأفقُ
فحوَّمَتْ ، ترنوا ، تَودّ لو به تّعْتّلِقُ
و أَوشكتْ ، لو لم تُفِق ، يقضي عليها الغرَقُ
لكنها مؤمنة ، هيهات ، لا تستحمِقُ
بين الضلال  والهدى : يبدو لها المفترَقُ
 emo (13):
« آخر تحرير: 2008-04-30, 07:17:54 بواسطة حازرلي أسماء »

جواد

  • زائر
بارك الله بكم أختنا فى الله،

وفعلا كتابات الأستاذ الراشد من أجمل ما قرأت.

حفظه الله وثبته علي الحق.

حازرلي أسماء

  • زائر
أهلا بك أخي جواد...
ثبته الله على الحق وثبتنا عليه ورزقنا الإخلاص في القول والعمل ....

إخوتي يسرني أن تفيدونا بقبسات مماثلة لمن سبق على درب العمل للإسلام .... فالموضوع موضوعكم جميعا بارك الله فيكم


***********************المشــــــكاة الثانية****************************

 " انظروا قليلاً في ما تحرّى النبي صلى الله عليه وسلم من التدرج والترتيب للبلوغ إلى هذه الغاية ، فقد قام بدعوة الناس – أولاً و قبل كل شيء – إلى الإيمان ، و أحكمه في قلوبهم ، وأتـقنه على أوسع القواعد و أرحبها ، ثم نشأ في الذين آمنوا تعليمه و تربيته طبقاً لمقتضيات هذا الإيمان تدرجاً بالطاعة العملية – أي الإسلام – و الطهارة الخلقية – أي التـقوى – و حب الله والولاء له – أي الإحسان . ثم شرع بسعي هؤلاء المؤمنين المخلصين المنظم المتواصل في تحطيم النظام الفاسد للجاهلية القديمة و استبدال نظام صالح به ، قام على القواعد الخلقية و المدنية المقتبسة من القانون الإلهي المنزل من الرب تعالى . ثم لما أصبح هؤلاء الذين آمنوا ولبوا دعوته من كل وجهة – بقلوبهم وأذهانهم ونـفوسهم وأخلاقهم وأفكارهم وأعمالهم – مسلمين متـقين محسنين بالمعنى الحقيقي ، وانصرفوا بأنفسهم إلى ذلك العمل الذي ينبغي لعباد الله المخلصين الأوفياء أن ينصرفوا إليه إذن ، وبعد كل ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يرشدهم إلى ما يزين حياة المتـقين المحسنين من الآداب والعادات المهذبة في الهيئة والملبس والمأكل والمشرب والمعيشة والقيام و الجلوس ، وما إلى ذلك من الشؤون الظاهرة . وكأنني به فتن الذهب و نقاه من الأوساخ و الأقذار أولاً ، ثم طبع عليه بطابع الدينار ، ودرب المقاتلين أولاً ، ثم كساهم زي القتال . وهذا هو التدرج الصحيح المرضي عند الله في هذا الباب كما يبدو لكل من تأمل القرآن و الحديث و تبصر فيهما "




-الإمام المودودي رحمه الله-
« آخر تحرير: 2008-05-21, 10:14:58 بواسطة حازرلي أسماء »

جواد

  • زائر
بارك الله بكم أختي الكريمة،

للأسف لا أذكر للأستاذ الراشد الكثير لأني لم أقرأ له الا القليل لتقصيري فى القراءة  فى هذه الفترة :blush::

الكلمة التالية تهزني من الأعماق، وأشعر بعدها أني لا شئ علي الإطلاق.


تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعا
يبلغها انسان بخطبة منمقة مرفعة بالألفاظ الجميلة
او يكتب كتابا يطبع فى المطابع ويودع فى المكتبات
لم يكن هذا ابدا طريق أصحاب الدعوات..


الشيخ عبد الله عزام

 ::cry::

ماما فرح

  • زائر

ما أجمل هذا الموضوع

وما أجمل كل حرف قرأته فيه

بارك الله لك يا أسماء ويا كل من كتب حرفاً هنا

لو أردت اقتباس ما أثر في لاقتبست الموضوع بكل مداخلاته
  ::cong:


أحمد

  • زائر
:emoti_133:

أشارككم بآخ صفحات بكتاب ليس من الإسلام للشيخ محمد الغزالي
أطلعني عليها أحد اخواني وهو يقرا الكتاب

وهي رسالة للغرباء
« آخر تحرير: 2008-05-01, 19:11:46 بواسطة أحمد »

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا وسهلا بك يا ماما فرح  emo (30):....منوّرة emo (13): جزاك الله كل خير ، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

بارك الله فيك يا أحمد .... الشيخ الغزالي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه من أكثر الناس قربا لقلبي في هذه الدنيا
جزاه الله عنا كل خير ...
الشيخ الغزالي معلمي وأستاذي والذي كلما قرأت له استحالت الحروف لناظريّ لحما ودما ....

جزاك الله خيرا أخي جواد على كلمات الشيخ عزام....جعلنا الله من الذين يعملون ولا يتشدقون بالكلمات حتى نتقي شر التكلف الذي لا يولّد العمل ....


بارك الله فيكم جميعا إخوتي فإنّ في كلمات السابقين العاملين لهذا الدين العظيم وفي خطواتهم مدرسة ندخلها ، والكيّس من تعلم واحتذى
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما يعلمنا

**************************************
وأعود إلى هذا القبس المقتبس :

" انظروا قليلاً في ما تحرّى النبي صلى الله عليه وسلم من التدرج والترتيب للبلوغ إلى هذه الغاية ، فقد قام بدعوة الناس – أولاً و قبل كل شيء – إلى الإيمان ، و أحكمه في قلوبهم ، وأتـقنه على أوسع القواعد و أرحبها ، ثم نشأ في الذين آمنوا تعليمه و تربيته طبقاً لمقتضيات هذا الإيمان تدرجاً بالطاعة العملية – أي الإسلام – و الطهارة الخلقية – أي التـقوى – و حب الله والولاء له – أي الإحسان . ثم شرع بسعي هؤلاء المؤمنين المخلصين المنظم المتواصل في تحطيم النظام الفاسد للجاهلية القديمة و استبدال نظام صالح به ، قام على القواعد الخلقية و المدنية المقتبسة من القانون الإلهي المنزل من الرب تعالى . ثم لما أصبح هؤلاء الذين آمنوا ولبوا دعوته من كل وجهة – بقلوبهم وأذهانهم ونـفوسهم وأخلاقهم وأفكارهم وأعمالهم – مسلمين متـقين محسنين بالمعنى الحقيقي ، وانصرفوا بأنفسهم إلى ذلك العمل الذي ينبغي لعباد الله المخلصين الأوفياء أن ينصرفوا إليه إذن ، وبعد كل ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يرشدهم إلى ما يزين حياة المتـقين المحسنين من الآداب والعادات المهذبة في الهيئة والملبس والمأكل والمشرب والمعيشة والقيام و الجلوس ، وما إلى ذلك من الشؤون الظاهرة . وكأنني به فتن الذهب و نقاه من الأوساخ و الأقذار أولاً ، ثم طبع عليه بطابع الدينار ، ودرب المقاتلين أولاً ، ثم كساهم زي القتال . وهذا هو التدرج الصحيح المرضي عند الله في هذا الباب كما يبدو لكل من تأمل القرآن و الحديث و تبصر فيهما "


 emo (13):دعوة إلى الإيمان وإلى تشرّب معناه
 emo (13):إحكام الإيمان في القلوب ليصبح النبض الخافق
 emo (13):تعليم وتربية على القواعد الإيمانية الصلبة المؤسسة بالقلوب

 emo (13):التسليم  والطاعة بحلية الإسلام
 emo (13):التشمير والاجتهاد على درب التقوى -سأل سيدنا عمر أبيّ بن كعب عن التقوى فأجابه : أما سلكت طريقا ذا شوك قال : بلى قال : فماذا كنت تفعل ؟ قال : أشمر وأجتهد ، قال : فكذلك التقوى-

 emo (13):حبّ الله والإخلاص لوجهه وعبادة العبد له وكأنه يراه فإن لم يكن يراه فالله يراه (الإحسان) ، تذكره في كل حين وفي كل طرفة وفي كل انتباهة وتحري ما يرضيه والبعد عما يغضبه

 emo (13):وبعدما هيئ الرجال وأعدّوا بهذه الصورة العظيمة وعلى هذه المراحل البنائية المتدرجة ، حان أوان استبدال السيئ بالحسن وإزاحة الفساد بالقوة التي أصبحت وترسيخ الصلاح المبنيّ لا على الوضعيّ من القوانين ولا على الفلسفات والطرق الابتكارية والعبقريات ، بل على نظام سماوي ، ونهج رباني لا يعتريه نقص أو شَوَب ، مسلَّم لا شية فيه فيه من العلم بخبايا النفس وأسرارها ما هو محض علم إلاهي فوقيّ عليّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...

 emo (13):فكان الرجال قرآنا يمشي على الأرض وكما يقول الشهيد سيد قطب أنّما صنع محمد الرجال وجعل منهم مصاحفا تمشي على الأرض ولم يكن القرآن حروفا تُرَدّد ، وإنما كان أفعالا تطبّق ...

 emo (13):فحقّ أن يفوزوا بلمسات تجعلهم في أكمل صورة للإنسان على الأرض ، لما ظهر وجه الإسلام في كل خَطرة وفي كلّ فكرة وفي كل حركة ، وعمّ عبيره الأرجاء فأصبح الناس يتنفسون الإسلام ويعيشون به هواء يمدّهم بالحياة فما استكثروا عليه الحياة قربانا لرفعته وعلوّ كلمته .....

  emo (13):وهكذا كانت تصنع الرجال .... وهكذا كان مصنع الرجال ....وكان هو صانع الرجال الأعظم الذي يعلّمنا الصنعة emo (13):


emo (13):فتن الذهب و نقاه من الأوساخ و الأقذار أولاً ، ثم طبع عليه بطابع الدينار
 emo (13):ودرب المقاتلين أولاً ، ثم كساهم زي القتال emo (13):
« آخر تحرير: 2008-05-04, 08:00:03 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل (أبو عبد الله)

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 82
  • الجنس: ذكر
  • عـبـد لله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جميلة هذه القبسات و بليغة معانيها .. كما أن اختصارك لها .. و توضيحها يزيدها رسوخا في الذهن ان شاء الله ..

لكني أرى حلقة مفقودة بين التنظير و التطبيق في كتابات المفكرين المسلمين (لا أحبذ  كلمة الإسلاميين) فالمنهج معروف .. كتاب الله و سنة نبيه و هديه صلى الله عليه و سلم ..

وهي المراحل التي ذكرتموها ..

 
اقتباس
دعوة إلى الإيمان وإلى تشرّب معناه
 إحكام الإيمان في القلوب ليصبح النبض الخافق
....
....

لكن ندعو إلى الإيمان ؟ ثم كيف نوقن أن القوم تشرّبوا معناه؟

و كيف نحكم الإيمان في القلوب ؟ و كيف نعرف أنه أصبح النبض الخافق؟

قد تجيبني ماما هادية و تقول لي أن هذه الطرق معلومة لدي شيوخ التربية (و هو ما نتبعه في موضوع المشي ،  بإذن الله تعالى)

و هنا تكمن المشكلة فقد قطعنا مع هذا النوع من التربية إلا من رحم ربي..فكم هي نسبة الشباب الذين يربون على أيادي الشيوخ..

و بغض النظر عن عددهم و قدرتهم على استيعاب كافة الشباب.. نرى أن الزمن تغير ووسائل الاتصال تطورت .. و أصبح الفقه يدرس عن بعد .. و الإجازة في الحفظ و التلاوة كذلك ..

لكننا لم نر تطورا لمنهج التربية .. و لا حتى كتبا تضع ملامحه و تقننه .. ولا بحوثا تتناوله مع أنه يلتقي مع أنه يلتقي مع علم النفس و علم الاجتماع و علم التربية..

بل بقي سجين المساجد في حين أن بقية العلوم غادرتها إلى المدارس و الجامعات ..

فماهو الحل؟؟

كنت أنتظر منكم أن تفتحوا موضوعا تتناولون فيه كتاب مالك ابن نبي "شروط النهضة" فقد حيرني هذا الكتاب..

وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
« آخر تحرير: 2008-05-03, 22:32:58 بواسطة (أبو عبد الله) »

لا تسأم من الوقوف على بابه و لو طُردت؛ ولا تقطع الاعتذار و لورُدِدْت؛ فان فُتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين؛ ومد اليه يدك و قل له : مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء و المساكين


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جميل موضوعك يا أسماء
بارك الله بك

لكنني لا أوافق أبا عبد الله في قوله ان هناك فجوة بين النظرية والتطبيق
لأن هؤلاء الدعاة لم يكونوا مفكرين منظرين قابعين في مكاتب مكيفة الهواء يكتبون ويؤلفون
لقد كانوا بالدرجة الاولى دعاة مربين خاضوا غمار الدعوة والتربية، ثم أحبوا أن يشاركوا بتجاربهم الاخرين فكتبوها ...

انظر مثلا لكلام الشيخ المودودي:

- أخوة الدرب الاصلاحي يجب ان يمتلكوا يقينا متميزا في العقيدة، واستقامة في السلوك، تبلغ ان تكون مضرب المثل، يقول: ليس من المهم ان نكثر من رجال الدعوة، وإنما المهم ان نستجمع أفرادا يصيرون مضرب المثل في طهارة الذيل ونظافة التصرف.
- التربية لاخوة الدرب بدءا من مرحلة التكوين علمية أساسية، والأفضل التربية العملية الميدانية، لا النظرية المنعزلة، يقول: "فتخرج يا اخي للدعوة فيستقبلك الناس بالشتائم، فلا تقابل الشتائم بالشتائم". وفي رأيه ان التربية النظرية المنعزلة هي أسلوب تخدير لا تربية.
- اعتماد القدوة أداة رئيسية للعمل الاصلاحي وتقديمها على الكلمة، فيدخلون في دين الله كافة، ويصطبغون بصبغته في جملة شؤون حياتهم الفكرية والعملية. يقول: "لاتنقص الامة الاسلامية كلمات متلألئة عن الاسلام، بل نماذج حية للمثل العليا، ورجال جسدوا في حياتهم تلك الكلمات وصدقوا ما عاهدوا الله عليه".


أما قولك:

اقتباس
لكننا لم نر تطورا لمنهج التربية .. و لا حتى كتبا تضع ملامحه و تقننه .. ولا بحوثا تتناوله مع أنه يلتقي مع أنه يلتقي مع علم النفس و علم الاجتماع و علم التربية..

بل بقي سجين المساجد في حين أن بقية العلوم غادرتها إلى المدارس و الجامعات ..

فماهو الحل؟؟

فلا أوافق أيضا على أن منهج التربية الاسلامية بقي سجين المساجد، بل انه منساح في كل المجالات الحياتية... لكن قد يكون بعضنا قليل الحظ فلم يصادف هذا الانسياح ولم يلتق بأشخاصه...
ولا أعتقد أبدا أننا بحاجة لتطوير المنهج، بل لتطوير وسائله ربما بما يتماشى مع أسلوب العصر، وهذا دورنا نحن أبناء هذا العصر...
ولسنا بحاجة لتقنينه بشكل علم مدون او فن مكتوب... اطلاقا
لانه فن يتعامل مع تعرجات النفس والتواءاتها ومراحلها المختلفة، ولو انه تم تدوينه، لربما تنطع المتنطعون، وزعموا لانفسهم مراحل غير التي وصلوا لها، او استخدموا من العلاج ما لم يئن اوانه بعد...
وكثيرا ما ضحكت من اناس يتشدقون بكلام لا يفهمونه، ويدعون لأنفسهم معارف لم يبلغوا ألفبائها.... وإنما هي كلمات قرؤوها في كتب فرددوها، ولم يعيشوها ولم يتذوقوها وبالتالي لم يفهموها...

التربية ليست كتبا تكتب وتنشر في الاسواق
إنها جامعة قائمة بذاتها، لا يمكن ان تصل لمستوى فيها قبل ان تنجح في المستوى الذي يسبقه... ونجاحك او عدمه لا يمكن ان يقرره الا متخصص بصير خبير من هذه الجامعة...
وكون أساتذتها قلائل فهذا لا يعيبها، بل يعيبنا ويعيب العاملين في الدعوة إذ أعرضوا عنها، واهتموا بالانسياح الأفقي على حساب الترسيخ العمقي، واهتموا بالكم لا بالكيف...
والحل يكون بتصحيح هذا المفهوم بالذات...

والله أعلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبا عبد الله تسعدني متابعتك للموضوع ...أهلا ومرحبا بك أخي الفاضل  emo (30):

بخصوص الفجوة يا أبا عبد الله بين التنظير والتطبيق فلا أرى ذلك ، وخاصة فيمن أخلصوا عملهم الدعوي ، أئمتنا وعلماءنا الأفاضل ....جزاهم الله عنا كل خير ربونا من خلال كتاباتهم ، وأناروا لنا دروبا ....

نعم يا أبا عبد الله ربما افتقر الكثير من شباب المسلمين لتربية الشيوخ وحضنهم الإيماني الدافئ الآمن ، ولكن من افتقر لذلك لم يفتقر لكتاباتهم التي جعلها الله تعالى بلسما ، ونورا وعلما ....

لقد تعذبوا يا أبا عبد الله ، ومنهم من سجن ومنهم ذاق الأمرّين في سبيل دعوة خاضها على أرض الواقع قبل أن يجعلها كلمات على ورق ....
عندي كتاب حوى حياة الإمام الغزالي رحمة الله عليه ، وكتابا آخر حوى أهم ما كان معه في الجزائر في مرحلة أستاذيته بجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية

فيها من لقطات حياة هذا الداعية ما يعطيك النبأ اليقين على ما مرّ به من شدائد ، وعلى مواقف تربوية تطبيقية كان فيها القدوة بحق ....وفيها من تضحياته الميدانية ، ومن تضحيات والده الذي بذل كل ما لديه لأجل هدف أن يكون ابنه داعية لله ، وهو الذي سماه محمد الغزالي تيمنا بالعالم الكبير أبي حامد الغزالي ....
كان للإمام العالم الفصيح ذي الفكر المستنير والرأي الحصيف الغزالي كبير الأثر بالشعب الجزائري برمّته وقد كانت ساعة من مساء الإثنين ملتقى غالبية الجزائريين مع مربيهم ومعلمهم عبر شاشة التلفزيون في حديث حوى العبرة والعظة والتربية في سلسلة مديدة الحلقات كانت من أبرز ما بقي محفورا بذاكرتنا ومن أكثر الأنوار إشعاعا بأنفسنا ....

حياة الإمام الشعراوي زاخرة بالمواعظ والقدوات ، حياة الشهيد سيد قطب وحتى أواخر أيامه مثال للداعية العالم الأديب الذي تألق نجمه في سماء الدعوة والتضحية وترك الكنوز بعده .... وفي ظلال القرآن واحد منها أنت بنفسك تقتبس منه الأنوار ....

وغيرهم لا يسعني المكان ولا الزمان لذكر ما عايشوه بلحمهم ودمهم ونبضات قلوبهم وخفقاتها مع أبناء أمتهم ، ومعاناتهم يا أبا عبد الله أكبر دليل على إصرارهم الكبير على إتمام الدرب الذي بدؤوه ....

ولست هنا بمقام الدفاع عنهم ، ولا بمقام أن أبين لك ما أعلم أنك عالم به ، ولكن أرى أنّ الفجوة هي في أنّ الكثيرين منا لم يحظوا بتحسس أصواتهم ودروسهم ولم يعاينها ، ولكنّني أرى في كتبهم وكتاباتهم وما تركوا أعظم ذخيرة وميراث نتداوله حتى يومنا يعوضنا عن معايشتهم ....
تفنى الأجساد وتغيب الأصوات ، ولا تفنى الكلمات النابعة من القلب والتي بلغت قلوب الكثيرين وغيرت  حياة الكثيرين تغييرا جذريا كليا ....

هم عايشوا التربية وأمدوا بها مجتمعاتهم ، وختموا هذا الرحيق بكتب تركوا فيها لمن بعدهم ....
بخصوص بقاء التربية الإيمانية حبيسة المساجد ، فهنا أقول يا أبا عبد الله أنّ الفرق يكمن في العصور وفي تبدّل الحكم وتبدّل حال ذوي السلطان على المسلمين ....فحينما كانت الكلمة العليا للحكم الإسلامي كانت المساجد منابر إشعاع  خرج منها الخير وعمّ كل مجالات الحياة ....

وهنا أذكر هذا المقطع لمصطفى صادق الرافعي من وحي القلم :

" فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع . هو فكر واحد لكل الرؤوس ، ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل . وكما يشق النهر فتـقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم , يقام المسجد فتـقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله


وأيضا قوله :

فما المسجد بناء ولا مكاناً كغيره من البناء والمكان ، بل هو تصحيح للعالم الذي يموج من حوله و يضطرب ، فإن الحياة أسباب الزيغ والباطل والمنافسة والعداوة والكيد ونحوها ، وهذه كلها يمحوها المسجد ، إذ يجمع الناس مراراً في كل يوم على سلامة الصدر ، وبراءة القلب و روحانية النفس ، ولا تدخله إنسانية الإنسان إلا طاهرة منزهة مسبغة على حدود جسمها من أعلاه و أسفله شعار الطهر الذي يسمى الوضوء ، كأنما يغسل الإنسان آثار الدنيا عن أعضائه قبل دخول المسجد

وقول الإمام حسن البنا في المسجد :

أمامك كل يوم لحظة بالغداة ، ولحظة بالعشيّ ، ولحظة في السحر ، تستطيع أن تسمو فيها كلها بروحك الطهور إلى الملأ ، فتظفر بخير الدنيا والآخرة . وأمامك يوم الجمعة وليلتها تستطيع أن تملأ فيها يديك و قلبك وروحك بالفيض الهاطل من رحمة الله على عباده ، وأمامك مواسم الطاعات وأيام العبادات وليالي القربات التي وجهك إليها كتابك الكريم ورسولك العظيم ، فاحرص على أن تكون فيها من الذاكرين لا من الغافلين ، ومن العاملين لا من الخاملين ، واغتـنم الوقت ، فالوقت كالسيف ، ودع التسويف فلا أضر منه

إذن فالمسجد كان دوما هو المنطلق للعمل الدعوي ....كان الرجال يتربون على عقيدة صحيحة منه ، ويعبّون أنوارا إيمانية تغشى القلوب منه ، ويستزيدون من العلم الديني منه ، وينطلق إشعاعه ....

أما حكوماتنا اليوم ، فهي تفرض فتح المسجد في أوقات وغلقه في أخرى ....كما تفرض على الإمام ما يقرأ يوم الجمعة في الخطبة ، وتضع مرشدين مكلفين بحكم الوظيفة بألا يتعدوا في خدماتهم حدودا بعينها ، فلا ينقلب المسجد إلى منبر إشعاع يخرج نوره إلى الطرقات والشوارع والبيوت والمدارس .....

كما أنّ أمثلة هؤلاء العلماء الذين عرفوا للدعوة حق طريقها وأمثل سبيل لها ، قلة في يومنا هذا  ، وكثر منهم من ميّعوا وانتهجوا غير منهج ، ورأوا في السرعة الحل وفي تبني الفكر من أيّ كان حسن عمل ، وفي الحقيقة عواقب ذلك وخيمة إذا لم يعدّ للعمل رجاله ويدربوا قبل أن يدخلوا ساح الوغى

وكما قالت ماما هادية

التربية ليست كتبا تكتب وتنشر في الاسواق
إنها جامعة قائمة بذاتها، لا يمكن أن تصل لمستوى فيها قبل ان تنجح في المستوى الذي يسبقه... ونجاحك او عدمه لا يمكن ان يقرره الا متخصص بصير خبير من هذه الجامعة...
وكون أساتذتها قلائل فهذا لا يعيبها، بل يعيبنا ويعيب العاملين في الدعوة إذ أعرضوا عنها، واهتموا بالانسياح الأفقي على حساب الترسيخ العمقي، واهتموا بالكم لا بالكيف...
والحل يكون بتصحيح هذا المفهوم بالذات...


بخصوص شروط النهضة فهو حقا من أروع ما قرأت ....ولم لا أخي أبا عبد الله لعل الله ييسر لنا مناقشة  هذا الكتاب الكنز في موضوع مستقل إن شاء وأراد

جزاكم الله خيرا كثيرا على إثرائكم هذا الموضوع ، عسى الله يجعل فيه النفع لنا لا على  مستوى القول  والقراءة فحسب وتبقى الكلمات حبيسة الأوراق وإنما على مستوى الأفعال لأن من تركوا لنا من المخلصين عملوا قبل أن يكتبوا والحمد لله أن وصلت لنا أعمالهم كلمات تحضنا على العمل ....
« آخر تحرير: 2008-05-07, 10:52:17 بواسطة حازرلي أسماء »

حازرلي أسماء

  • زائر
***********************المشــــــكاة الثالثة****************************


أما العودة إلى الأمس القريب أو البعيد لنجدد حزنا ، أو ننكأ جرحا ، أو ندور حول مأساة حزّت في نفوسنا لنقول " (ليت ولو)" فإن هذا ما يكرهه الإسلام ، وينفّر من التردي فيه ، بل إن هذا كان دَيْدَن الحيارى والمترددين من المنافقين ومرضى القلوب :

"يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُل لَّوْ كُنتُـمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "

"الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ المَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" 168 آل عمران
وهذه التأوهات المنكسرة ، والتحسرات المفجوعة سيطرت على ضعفاء الإيمان بعد غزوة أحد ، فإن الخسائر التي أصابت أهل المدينة بعد هجوم المشركين عليها خلّفت آثارا غائرة ، وفتحت أمام الحاقدين على الإسلام ثغرات للتشفّي واللّمز .
لكنّ الله عزّ وجل أنزل آيات مفصلة في مداواة هذه الجراح ، ولمّ شمل المسلمين عقب النكبة التي أصابتهم ، فكان من تأديبه لهم أن علق عيونهم بالمستقبل ، وصرف أذهانهم عن الماضي ، وزجرهم عن الوقوف بأطلال الأمس يبكون ويولولون
لا ليست هذه شيمة الرجولة ، ولا منطق الإيمان ، يجب أن نتعرف سر الخطأ لنتقيه في المستقبل ، ولن ننظر فيما وقع إلا بمقدار ما نستخلص العبرة منه ، وذلك ما تكفل به القرآن الكريم فقد أشار إلى علة الهزيمة  في إيجاز :

" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ" من الآية 152 آل عمران

"إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ" من الآية 155 آل عمران


ويقول في مقطع آخر :

ما قيمة لطم الخدود ، وشق الجيوب على حظ فات أو غُرم ناب ؟
ما قيمة أن ينجذب المرء بأفكاره ومشاعره إلى حدث طواه الزمن ليزيد ألمه حرقة وقلبه لذعا ؟!
لو أنّ أيدينا يمكنها أن تمتدّ إلى الماضي لتمسك حوادثه المدبرة ، فتغير منها ما تكره ، وتحورها على ما تحب ، لكانت العودة إلى الماضي واجبة ، ولهرعنا جميعا إليه نمحو ما ندمنا على فعله ، ونضاعف ما قلت أنصبتنا منه .
أما وذلك مستحيل فخير لنا أن نكرس الجهود لما نستأنف من أيام وليال ، ففيها وحدها العِوَض ...
إنّ المرء ليس متّهما في حرصه على مصلحته ، فغذا ضاعت هذه المصلحة لسبب ما ، خصوصا تلك التي تتصل بالآجال والأرزاق ، فلنجعل من إيماننا بالله وقدره ما يحجزنا عن التعلق بالأوهام والحماقات .
وهذا ما نبّه إليه القرآن الكريم بعد (أحد) ، قال للباكين على القتلى ، النادمين على الخروج للميدان ، لو بقيتم في بيوتكم ما طالت لكم حياة ولا امتدّ أجل :
"يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُل لَّوْ كُنتُـمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "

فعلامَ هذا النعيب المسحوق ؟! إن الطائرة تسقط من الجو بما فيها ومن فيها ، فإذا القدر الرائع يتكشف عن جثث محترقة ، وعن أطفال ورجال لم يمسسهم سوء !! فلماذا لا نعترف بالقدر الأعلى فيما يقع ؟ ونرد عليه ما يغلبنا على أمورنا ليكون من ذلك سلوى ورضاً !

 



الإمام محمد الغزالي
« آخر تحرير: 2008-05-21, 10:17:30 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاك الله خيرا

ورحم الله الشيخ الغزالي

لسيد قطب في ظلاله تعليقات رائعة لا مثيل لها عن غزوة احد
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
جزاك الله خيرا

ورحم الله الشيخ الغزالي

لسيد قطب في ظلاله تعليقات رائعة لا مثيل لها عن غزوة احد


جزاهم الله عنا كل خير



أما العودة إلى الأمس القريب أو البعيد لنجدد حزنا ، أو ننكأ جرحا ، أو ندور حول مأساة حزّت في نفوسنا لنقول " (ليت ولو)" فإن هذا ما يكرهه الإسلام ، وينفّر من التردي فيه ، بل إن هذا كان دَيْدَن الحيارى والمترددين من المنافقين ومرضى القلوب :

"يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُل لَّوْ كُنتُـمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "

"الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ المَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" 168 آل عمران

وهذه التأوهات المنكسرة ، والتحسرات المفجوعة سيطرت على ضعفاء الإيمان بعد غزوة أحد ، فإن الخسائر التي أصابت أهل المدينة بعد هجوم المشركين عليها خلّفت آثارا غائرة ، وفتحت أمام الحاقدين على الإسلام ثغرات للتشفّي واللّمز .
لكنّ الله عزّ وجل أنزل آيات مفصلة في مداواة هذه الجراح ، ولمّ شمل المسلمين عقب النكبة التي أصابتهم ، فكان من تأديبه لهم أن علق عيونهم بالمستقبل ، وصرف أذهانهم عن الماضي ، وزجرهم عن الوقوف بأطلال الأمس يبكون ويولولون
لا ليست هذه شيمة الرجولة ، ولا منطق الإيمان ، يجب أن نتعرف سر الخطأ لنتقيه في المستقبل ، ولن ننظر فيما وقع إلا بمقدار ما نستخلص العبرة منه ، وذلك ما تكفل به القرآن الكريم فقد أشار إلى علة الهزيمة  في إيجاز :

" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ" من الآية 152 آل عمران

"إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ" من الآية 155 آل عمران[/color]

ويقول في مقطع آخر :

ما قيمة لطم الخدود ، وشق الجيوب على حظ فات أو غُرم ناب ؟
ما قيمة أن ينجذب المرء بأفكاره ومشاعره إلى حدث طواه الزمن ليزيد ألمه حرقة وقلبه لذعا ؟!
لو أنّ أيدينا يمكنها أن تمتدّ إلى الماضي لتمسك حوادثه المدبرة ، فتغير منها ما تكره ، وتحورها على ما تحب ، لكانت العودة إلى الماضي واجبة ، ولهرعنا جميعا إليه نمحو ما ندمنا على فعله ، ونضاعف ما قلت أنصبتنا منه .
أما وذلك مستحيل فخير لنا أن نكرس الجهود لما نستأنف من أيام وليال ، ففيها وحدها العِوَض ...
إنّ المرء ليس متّهما في حرصه على مصلحته ، فغذا ضاعت هذه المصلحة لسبب ما ، خصوصا تلك التي تتصل بالآجال والأرزاق ، فلنجعل من إيماننا بالله وقدره ما يحجزنا عن التعلق بالأوهام والحماقات .
وهذا ما نبّه إليه القرآن الكريم بعد (أحد) ، قال للباكين على القتلى ، النادمين على الخروج للميدان ، لو بقيتم في بيوتكم ما طالت لكم حياة ولا امتدّ أجل :
"يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُل لَّوْ كُنتُـمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "

فعلامَ هذا النعيب المسحوق ؟! إن الطائرة تسقط من الجو بما فيها ومن فيها ، فإذا القدر الرائع يتكشف عن جثث محترقة ، وعن أطفال ورجال لم يمسسهم سوء !! فلماذا لا نعترف بالقدر الأعلى فيما يقع ؟ ونرد عليه ما يغلبنا على أمورنا ليكون من ذلك سلوى ورضاً !
الإمام محمد الغزالي


وهكذا نرى أنّ ....

emo (13):  واجبنا إزاء ماض لم نفلح فيه ، أو لم يكن باللون الذي أردنا أو رأينا أننا بذلنا لأجله من الجهد والوقت ما لم يؤتِ أكلا ولم يأتِ بثمر ....أن نتركه خلفنا على أن نحمل منه الدروس وأن نعتبره جحرا لن نلذغ منه مرة أخرى ...

emo (13): الحزن على ما مضى يُقعد المؤمن عن العمل ، ويركنه إلى حسرات وزفرات تضيّع له من عمر عليه اغتنام دقائقه وثوانيه فيما يجديه يوم السؤال عنه

emo (13): الإسلام ينفّر من "ليت ولو"   فإن لو تفتح عمل الشيطان بإقعاده للمؤمن

emo (13):المؤمن الحصيف الكيس الفطن هو الذي يعوّض ما فات بما هو بين أيديه من مِنح الأيام التي يحياها ، فلا يبكي على فائت أبدا

emo (13):الاعتراف بيد الله وقدره الأعلى نردّ عليه ما غلبنا على أمرنا ....

emo (13): ليس كل ما نزرعه نحصد لقاءه ما نرجو ، وإنما لا يكون من الله الذي يعلم إلا ما يريد لعباده الذين لا يعلمون ...

emo (13): ثمن الخطأ الذي علينا دفعه هو همّة أعلى وعزم أقوى نزداد به قوة فيما يردي الفشل الكسالى والمديمين البكاء على الأطلال

emo (13): الذي يتعلم من خطئه كالمصيب الذي لم يقع بخطأ  أو ربما كان أصلب منه عودا وأشد مراسا
« آخر تحرير: 2008-05-12, 08:28:42 بواسطة حازرلي أسماء »

حازرلي أسماء

  • زائر
***********************المشــــــكاة الرابعة*************************

ولا يعلم أحد إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حال الأمة وما وصلت إليه في مختلف مظاهر حياتها ، ونحلل العلل والأدواء ونفكر في العلاج وحسم الداء ، ويفيض بنا التأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء ، وكم كنا نعجب إذ نرى أنفسنا في مثل هذه المَشغلة النفسانية العنيفة والخَليون هاجعون يتسكعون بين المقاهي ويترددون على أندية الفساد والإتلاف ، فإذا سألت أحدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة ، قال لك : أقتل الوقت ، وما دري هذا المسكين أن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه ، فإنما الوقت هو الحياة .

كنا نعجب لهؤلاء الناس وكثير منهم من المثقفين ، ومن هم أولى منا بحمل هذا العبء ، ثم يقول بعضنا لبعض : أليس هذال داء من أدواء الأمة ، ولعله أخطرها ، ألّا تفكر في مرضها ،  وألا تعمل لعلاج نفسها ، ولهذا وأمثاله نعمل ، ولإصلاح هذا الفساد وقفنا أنفسنا ، فنتعزى ونحمد الله على أن جعلنا من الداعين إليه العاملين لدينه .





الإمام الشهيد حسن البنا
« آخر تحرير: 2008-05-21, 10:22:56 بواسطة حازرلي أسماء »

ماما فرح

  • زائر


وما دري هذا المسكين أن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه ، فإنما الوقت هو الحياة .

الإمام الشهيد حسن البنا


حقاً .. الوقت هو الحياة

رحمه الله

حازرلي أسماء

  • زائر

ولا يعلم أحد إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حال الأمة وما وصلت إليه في مختلف مظاهر حياتها ، ونحلل العلل والأدواء ونفكر في العلاج وحسم الداء ، ويفيض بنا التأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء ، وكم كنا نعجب إذ نرى أنفسنا في مثل هذه المَشغلة النفسانية العنيفة والخَليون هاجعون يتسكعون بين المقاهي ويترددون على أندية الفساد والإتلاف ، فإذا سألت أحدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة ، قال لك : أقتل الوقت ، وما دري هذا المسكين أن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه ، فإنما الوقت هو الحياة .

كنا نعجب لهؤلاء الناس وكثير منهم من المثقفين ، ومن هم أولى منا بحمل هذا العبء ، ثم يقول بعضنا لبعض : أليس هذال داء من أدواء الأمة ، ولعله أخطرها ، ألّا تفكر في مرضها ،  وألا تعمل لعلاج نفسها ، ولهذا وأمثاله نعمل ، ولإصلاح هذا الفساد وقفنا أنفسنا ، فنتعزى ونحمد الله على أن جعلنا من الداعين إليه العاملين لدينه .


الإمام الشهيد حسن البنا

وهكذا كان هؤلاء العظماء الذين خدموا الدين بكل جوارحهم ، ودواخلهم ، وبكل ذرة من كيانهم ، في كل حين ، لم يفتروا ....وتعذبوا ولاقوا الأهوال ولم يتوانوا ولم يؤخرهم عن العمل خطب .... تقدموا وعزموا ، ففهموا ، وأخلصوا ، وعملوا ، وضحوا وجاهدوا لا يستكثرون على كلمة الله وفي سبيل إعلائها شيئا ، حتى النفس التي بين الجنبين ....

 emo (13):أحيوا الليالي يفكرون بهمّ الأمة وبما آلت إليه من حال ، وبأدوائها يبحثون في هجعة الليل وهدأته والأعين تجافي السواد إلى ضياء الأحلام عن الحلول والدواء الشافي لعلتها ....لا يهنأ لهم بال ولا يحلو لهم منام وأوصالها تئن.

 emo (13):كانوا صادقين مخلصين ...اعتمل الشوق بقلوبهم لاستشراف صبح واعد تشرق فيه شمس الإسلام على أهله من جديد وعلى الأرض قاطبة فكانوا على قوتهم ورجولتهم وحكمتهم يذرفون الدمع الحراق على حال من أنيط بهم تنوير الدنيا بأكملها .

 emo (13):كانوا يتتبعون الغافلين الذين قتلوا قلوبهم بدعوى قتلهم أوقاتهم ...فعملوا على بعث وإحياء رميم الهمة في النفوس واستنهاضها من جديد ...فما قعدوا مع القاعدين ولا نفثت في أنفسهم المتوثبة لله سموم التثبيط والقعود والخمول والكسل ، بل كانوا مصابيح هداية ، وشموع رشاد ...

 emo (13):الوقت ، وقيمة الوقت عند هؤلاء الربانيين ، عرفوا معناه فقاسوا أنفسهم به ، وبالذي يمضونه فيه ، والذي يعملون فيه ، فكانت دقائقهم ملأى بما ينفع غيرهم ، ولم يكونوا يضيعونه فيما لا يجب أن يأخذ وقتا في حياتهم ....بل ملؤوا أوقاتهم بالطاعات في حركاتهم وسكناتهم وبأقلامهم وأياديهم وبأفكارهم وخَطَراتهم وبنظراتهم وكلماتهم ...

 emo (13):لم تثنهم الظلمة وحلكتها عن أن يثقوا فيما يقتبسون من نور رباني ليس في غيره الحل والخلاص واستبيان السبيل ، يبينونه للناس ويعممونه ، ويحملونه بقوة الواثقين وبإقدام العازمين وبثقل الثابتين ، وبصبر العارفين ، وبأمل الآملين ....وكانوا يعدون العذاب والعقبات والأشواك في طريقهم نعمة يحمدون الله عليها لأنهم واثقون أن الجنة محفوفة بالمكاره ....فكانوا فرحين أن استخدمهم الله .
« آخر تحرير: 2008-05-21, 08:18:00 بواسطة حازرلي أسماء »

ماما فرح

  • زائر

بارك الله لك يا أسماء  




 emo (13):لم تثنهم الظلمة وحلكتها عن أن يثقوا فيما يقتبسون من نور رباني ليس في غيره الحل والخلاص واستبيان السبيل ، يبينونه للناس ويعممونه ، ويحملونه بقوة الواثقين وبإقدام العازمين وبثقل الثابتين ، وبصبر العارفين ، وبأمل الآملين ....وكانوا يعدون العذاب والعقبات والأشواك في طريقهم نعمة يحمدون الله عليها لأنهم واثقون أن الجنة محفوفة بالمكاره ....فكانوا فرحين أن استخدمهم الله .


 emo (13): emo (13): emo (13):