المحرر موضوع: الإسلام ومشكلات الشباب  (زيارة 32055 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
الإسلام ومشكلات الشباب
« في: 2008-08-20, 21:02:05 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت لكم ...

كان هناك موضوع للأخ أحمد بهذا الفحوى، يقدم لنا فيه نبذة عن كتب قرأها، وقد بحثت عنه طويلا في ساحتيّ كشكول الأيام وحكاياتنا الحلوة فلم أجده... وإن وجدته فسأدمج هذا الموضوع به..

الكتاب الذي اخترته اليوم هو (الإسلام ومشكلات الشباب) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وهو كتيب صغير أصدرته مكتبة الفارابي، ضمن سلسلة كتيبات مماثلة يجمعها اسم (أبحاث في القمة)




الإسلام ومشكلات الشباب

يتساءل الدكتور البوطي في البداية، هل الشباب يعاني حقاً من مشكلة؟ ويجيب على هذا التساؤل بإجابة فريدة فيقول: الحقيقة أن الشباب (بحد ذاتهم) أينما كانوا ليست لهم مشكلة ما، فهم ليسوا متشاكسين م‘ أنفسهم أو عقولهم في أي أمر من الأمور ما داموا من صنف العقلاء الخاضعين لسلطان البشرية وقانونه الطبيعي. وإنما المرض الحقيقي في المجتمع، فما هي المشكلات التي يعاني منها المجتمع وتنعكس على الشباب؟
1-   مشكلات الثقافة والعلم
2-   مشكلة الصراع النفسي
3-   مشكلة العثرات الاجتماعية
ثم ينتقل بعد ذلك إلى بحث الحلول للمشكلات... وبما ان المشكلة الاولى كانت قد طرحتها الابنة الكريمة نور الهدى، وتساءلت عن حل لها، فسأتناولها بشيء من التفصيل إن شاء الله
« آخر تحرير: 2008-08-20, 21:07:28 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #1 في: 2008-08-20, 23:09:50 »
تسجيل متابعة.

جزاكم الله خيرا.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #2 في: 2008-08-21, 19:41:38 »
تسجيل متابعة.

جزاكم الله خيرا.


شكرا لمتابعتك يا جواد، وأتمنى ان يعجبكم الموضوع
في الحقيقة أنني فكرت أن أنقل لكم منه فقرات كثيرة لأهميتها، لكن هذا لا ينسجم مع فكرة التلخيص، وتقديم كبسولة مصغرة عن أفكار الكتاب، ثم ترك القارئ ليبحث عنه ويقرأه كاملا...
ولكن بما أن الكتاب قد لا يتوفر في جميع البلدان، فقد رأيت أن أكتب لكم أولا ملخصا مختصرا شاملا، وبعد هذا أنقل لكم فقرات مفيدة منه بتمامها...

والله المستعان
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #3 في: 2008-08-21, 19:56:01 »
مشكلات الشباب



1-   مشكلة الثقافة والعلم:

أ‌-   اختلاط مصطلح العلم الحقيقي بنظريات وفرضيات ورؤى شخصية
ب‌-   اختلاط مفهومي العلم والثقافة في قول الناشئة
ت‌-   غياب الثقافة الأصيلة، والغزو الثقافي الذي ولّد في مجتمعاتنا تيارات متنافرة ومتعاكسة ، مما يؤدي للتشتت


2-   مشكلة الصراع النفسي:

 سببه الازدواج والتناقض في المجتمع بين التيارات المتناحرة، وبين النظرية والتطبيق، وبين الشعارات وسلوكيات رافعيها. ونتيجة الصراع النفسي انعدام ثقة الشاب بالمجتمع، وانعدام صلة الاستفادة فيما بينهما.  وينتج عن هذا بالتالي:
أ‌-   انحراف فكري: فالتناقض يؤدي لغياب المنطق
ب‌-   تعقد نفسي: يعبر عن نفسه في شخصية متمردة لا تدين بولاء ولا تنقاد لحب.
ت‌-   انطلاق غريزي، فحين يغيب سلطان العقل، لا يبق ثمة إلا الغرائز


3-   مشكلة العثرات الاجتماعية:


 أ- الإثارة الجنسية في الشوارع
ب- مقاومة أسرة الشباب لتدينه

-----------------------

علاج المشكلات:

 أ- علاج المجتمع
            ب- مقاومة الشاب وصموده

أ‌-   علاج المجتمع:

-   أن تكون القيادة فيه للعلم وحده، والمقصود ما يثبته العلم بمنهج علمي، لا ما يسمى علما وهو ليس بعلم
-   أن يربى أفراده على منهج البحث عن الحقيقة، وبهذا يصل إلى حقية أن للكون إلها واحدا، وضع له منهجا هو الإسلام. ومجتمعنا في أساسه مسلم، فلن يجد مصلحوه وقادته صعوبة في إرجاعه لهدي الإسلام لو تكاتفت جهودهم واتحدت رؤاهم.
-   أن يحرك أجهزته من مدارس إعلام وكتب ضمن منهج الإسلام وسبيله.
أما إن كان البعض لا يريد الإسلام، ويريد بديلا عنه من الحضارة الغربية، فنذكرهم بالفرق بين المدنية وهي ثمرة العلم (وهو ما يمكن استيراده)، وبين الحضارة وهي ثمرة الثقافة التي هي هوية خاصة لكل أمة...

ب‌-   علاج المدافعة والصمود:

ومفتاحه الصبر، والمعين على الصبر العبادة وحسن الصلة بالله، والصحبة الصالحة.
وتطبيقات العلاج على كل مشكلة كالتالي:

1-   بالنسبة للمشكلات العلمية والثقافية:

- أن يتعلم أولا فن اختيار الموضوع، ثم فن اختيار الكتاب، ثم طريقة القراءة ومتابعة البحث.
- ويدرس أولاً المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة
- بعد ذلك يبدأ من أنواع المعارف والعلوم بأشملها وأبعدها أساساً وجذوراً: العقيدة، ثم التاريخ والتاريخ الطبيعي.
- لا ينس الفرق بين العلم والثقافة


2-   بالنسبة لمشكلة الصراع النفسي:
يحتمي الشاب بقوارب النجاة، وهي المجتمعات الصغيرة التي تحميه من هذا التناقض، وتتمثل في:
-   البيت : إن كان صالحاً.
-   جماعة أو نخبة من الأصدقاء
-   مرشد ناصح، يحف به تلاميذ صادقون
وفوائد هذه المجتمعات الصغيرة:
أ-  أن تجسد بواقعها المحسوس تصحيح تلك الاخطاء والانحرافاتالتي يطبغ بها المجتمع.
ب- تبث في نفسه روحاً من الإنس وتحميه من جفاء العزلة.



3-   العثرات الاجتماعية:

وتشمل: الإثارة الجنسية في الشوارع، وتناقضات المنزل.

أ‌-   الإغراء الجنسي: وعلاجها الصبر ثم الصبر ثم الصبر، والاجر على قدر المشقة، ووعورة الطريق حَرِيّة بأن تزيد من أجر السالك، ولكنها ليست عذراً ولا مبرراً للوقوع فيها.
والسبيل للصبر تنمية محبة الله عز وجل ومراقبته في القلب بدوام الذكر والبادة والتضرع والتعلق بالآخرة وجزائها، والاستعانة بالصحبة الصالحة..

ب‌-   الصراع المنزلي: ويعالجه بالصبر، واعتزال المنكر، وبذل البر، وطلاقة الوجه، وحسن المعاملة للوالدين وأهل البيت لاكتساب قلوبهم.

وكلمة أخيرة للآباء:
إن الولد الصالح لكسب عظيم، يبذل في سبيله الغالي والنفيس، فأن يكرمكم الله به دون جهد منكم، فهذه نعمة تستحق الشكر، لا المحاربة والجحود، فلئن لم يوفقكم الله لعمل الصالح، ولا لثواب التربية الحسنة، فلا أقل من ان تكفوا أذاكم عن هذا الشاب، فلا تدفعوه لمعاصي، او تقيموا في وجه سلوكه للطاعات العقبات، فتزيدوا من أوزاره على اوزاركم، بل ارفعوا أيديكم عنه، وتنعموا بما تنالونه من أجر عباداته وطاعاته، فيضاف لموازينكم دون عمل منكم ولا عناء..


يا أيها الشاب: {واصبر وما صبرك إلا بالله}
{وبشر المخبتين، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، والصابرين على ما أصابهم}.
« آخر تحرير: 2008-08-22, 19:44:58 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #4 في: 2008-08-25, 02:08:55 »
بعد أن قرأنا الملخص الكلي... نتابع الان مع ملخص أكثر تفصيلا، نستعرض فيه بعض الفقرات الضرورية ذات الأفكار الهامة

أولاً- مشكلات الثقافة والعلم

ما هي جذور المشكلة؟
أن كلمة العلم وقد كانت أدق كلمة للدلالة على محدود، لم يعد لها مدلول محدود في مجتمعنا. بل لقد اصبحت من الكلمات الفضفاضة التي تتسع لمعان كثيرة مختلفة
العلم في مدلوله المنطقي المعروف: إدراك الشيء مطابقا لما هو عليه في الواقع، ولا يسمى هذا الإدراك علما إلا إذا تكاملت الأدلة على انه إدراك موافق للحقيقة والواقع، ولا فرق بعدئذ أن بين ان تكون المسألة من الطبيعيات الخاضعة للتجربة والحس، أو المجردات الخاضعة للنظر والفكر. ومن أوضح النتائج المترتبة على ذلك، أن كلمة "علم" لا تطلق على إدراكين متخالفين لحقيقة واحدة، إذ لا بد أن يكون أحدهما مخالفاً للواقع، فلا يكون عند ذلك علماً.

غير ان هذه الكلمة تنسحب –في مدلولها الشائع اليوم- على طائفة لاحصر لها من النظريات والآراء والتصورات المتعلقة بأمور شتى، مهما تناقضت واختلفت عن بعضها.
أي ان كثيرا مما يطلق عليه اسم (علم) هذه الأيام ليس في حقيقته علما، ولا يمت للعلم ومنهج البحث العلمي بصلة..، من هذا أقوال الفلاسفة وأراؤهم الشخصية ونظرياتهم (وكثير من الفنون الوافدة علينا التي يسمونها علوما)

فالشاب يتجه ليقرأ ويتعلم فيقال له اقرأ للعلماء الغربيين لتحصل على العلم، فيجد أن كانت وديكارت لا يؤمنان بما يؤمن به دارون من النشوء والارتقاء، ودارون لا يذهب إلى ما يذهب اليه فرويد فيما يتعلق بالجنس وسلطانه على النفس، والذين يرون من هؤلاء الباحثين أن نظام الكون قائم على قانون الميكانيك، لا يؤمنون بما يراه ماركس وأشياعه من أنه قائم على نظام الديالكتيك.
وهكذا فإن لكل من هؤلاء الباحثين مذهبا انتهى إليه في تفسيره للوجود والحياة، يختلف في كثير من جوانبه عما ذهب إليه الآخرون اختلاف النقيضين.
فالشاب المثقف الذي يدعوه مجتمعه إلى دراسة هؤلاء الأشخاص، على انهم علماء، وعلى ان أحكامهم على الكون واسراره هي العلم، أي حكم من هؤلاء الأحكام المتخالفة يعتمد، وبأيها يأخذ ويصدق؟

هنا تبدأ المشكلة، وهنا تظهر أول عقدة علمية او فكرية في نفس الشاب.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #5 في: 2008-08-25, 02:17:24 »


ثم إن الثقافة تساهم في تفاقم المشكلة وازديادها...

ولنعلم قبل كل شيء الفرق بين العلم والثقافة

إن العلم هو كما قلنا: "إدراك الشيء إدراكا مطابقا لما هو عليه في الواقع، ونفس الامر بدليل"، بقطع النظر عن أي زمان ومكان.
أما الثقافة فهي "تلك المعارف والخبرات التي تتعلق بطبيعة أمة، وتراثها وتقاليدها ومجتمعها ومواضعاتها السلوكية والتربوية"

وعلى ذلك، فإن "العلم" هو السلعة القابلة للتصدير والاستيراد في نطاق العالم كله، لا تتأثر بدين أو مبدأ أو مصلحة أو تقليد.
أما "الثقافة" فرغم أنها قد تنهض في كثير من جوانبها على حقائق العلم، ولكنها في مجموعها تعتبر من خصائص شعب أو أمة ما، تنسج على قدرها، وتنطبق على حياتها.

فالشاب المثقف إذاً هو من قد تفتح فكره على طبيعة البيئة التي هو فيها، بكل ما تنهض عليه من تاريخ وأعراف وقيم ومواضعات التربية والسلوك. ولكن مجتمعنا اليوم لا يكاد يتمتع بثقافة، إنه أشبه ما يكون بكبس قد أفرغ من محتوياته الأصلية، ثم حشي –كالمخلاة- بأجزاء متنافرة من ثقافات الأمم الأخرى.
وعندما يقبل الشاب بفكره على المجتمع ليتزود من ثقافته بزاد، يقع من جراء ما قلناه، في تناقضات تتعلق بشؤون الحياة، واضطراب في وجوه التربية والسلوك وتنافر في أنظمة المجتمع.

وعلى سبيل المثال نقول: إن الفكرة التي تنهض عليها حياة المرأة "التقدمية" عندنا، فيما يتعلق بمظهرها وعملها واختلاطها مع الرجال، لا تتفق مع واقعنا الاقتصادي ولا تتفق مع الفكرة الأخرى التي ينهض عليها نظام الأسرة عندنا، من اعتبار الزوج هو المسؤول عن المهر والنفقة، وهو المشرف على البيت وشؤونه.

إن هذا التنافر بين جوانب الثقافة التي تشيع في مجتمعنا، تعكس نوعا خطيرا من التشاكس في نفسية الشباب الذين رضعوا لبان هذه الثقافة الممزوجة المتنافرة.
إن أحدهم لينظر إلى تاريخه الأغر، في فترة العصور الوسطى، بنفس تلك العين الحمراء المزدرية التي ينظر بها الغربيون إلى هذه المرحلة من تاريخهم.
وإن أحدهم يأبى إلا أن يخضع إسلامه -الذي لم يعرف يوما ما أي عداء أو اختلاف مع شيء من حقائق العلم-  لنفس البوتقة "الإصلاحية" التي أدخلت لها المسيحية لتغدو متفقة مع سير الفكر والعلم.
 
فهذه القطع المتنافرة من الثقافة التي تجمعت اجزاؤها من هنا وهناك، لا تعود في أضرارها الوبيلة إلى المجتمع فقط من حيث هو هيئة تركيبية لحياة الناس، بل تعود قبل ذلك بالتعقيد إلى نفوس الشبان الذين هم أول من يصابون بدائها، ويعانون من تناقضاتها.

ومن أهم آثار هذا التعقيد أنه يقضي على إمكانيات صفاء الرؤية إلى حقائق الإسلام وأصوله، ويقيم بينه وبينها حواجز من الجهالات الكثيفة التي لا وجود في الأصل لها.


يتبع إن شاء الله
emo (30):

يهمني ان نكون قد أدركنا جيدا الفرق بين العلم والثقافة من الفقرتين السابقتين..
فبإدراك الفرق بين المفهومين، ندرك مشكلة الثقافة الحقيقية في مجتمعاتنا، وندرك كثيرا من الأخطاء والمآسي التي نقع فيها


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #6 في: 2008-08-25, 10:23:30 »
جزاكم الله خيرا كثيرا على هذه الفقرات الرائعة،

وبداية هل يمكن أن تذكروا لنا دار نشر الكتاب، ليسهل البحث عنه ؟

ثانيا أود التعليق على النقطة التالية،

اقتباس

وكلمة أخيرة للآباء:
إن الولد الصالح لكسب عظيم، يبذل في سبيله الغالي والنفيس، فأن يكرمكم الله به دون جهد منكم، فهذه نعمة تستحق الشكر، لا المحاربة والجحود، فلئن لم يوفقكم الله لعمل الصالح، ولا لثواب التربية الحسنة، فلا أقل من ان تكفوا أذاكم عن هذا الشاب، فلا تدفعوه لمعاصي، او تقيموا في وجه سلوكه للطاعات العقبات، فتزيدوا من أوزاره على اوزاركم، بل ارفعوا أيديكم عنه، وتنعموا بما تنالونه من أجر عباداته وطاعاته، فيضاف لموازينكم دون عمل منكم ولا عناء..

ربما لم يعد هناك كثير من الآباء الآن يصدون أبنائهم عن العبادة،

المشكلة الرئيسية التى ألمسها فى مجتمعى هي صد الأبناء عن العمل للدين واتخاذ الإسلام كمحور حياة.

أغلب الآباء يريدون أبناءا متدينين (أى يحافظوا على العبادات) متفوقين يعملون فى وظائف مرموقة اجتماعيا وماديا ثم زوجة جميلة وابناء لطفاء ..

هذا فقط لا أكثر.

اما افكار العمل للدين والدعوة لله والبذل والتضحية فى سبيلهما فهذا ما يحاربة كثير من الآباء فى أبنائهم،

بل ويشنون عليهم حربا نفسية او مادية فى كثير من الأحيان لتثبيطهم وجعلهم أكثر سلبية فى هذا الجانب،

وقد يحاول الكثير غرس نظرية المصلحة الشخصية والأنانية فى ابنائة بزعم ان يقدروا على مواجهة الحياة.

على كل حال،

لا نظن ابدا ان الطريق سيكون سهلا مريحا، ولكل مرحلة فيه عقبات قد تختلف انواعها..

هدانا الله وآباءنا وأمهاتنا الى ما يحبة ويرضاه.

فى انتظار ملخصاتكم التالية، جزاكم الله خيرا.
« آخر تحرير: 2008-08-25, 10:32:42 بواسطة جواد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #7 في: 2008-08-25, 10:33:31 »

الكتاب الذي اخترته اليوم هو (الإسلام ومشكلات الشباب) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وهو كتيب صغير أصدرته مكتبة الفارابي، ضمن سلسلة كتيبات مماثلة يجمعها اسم (أبحاث في القمة)




جزاكم الله خيرا على حسن المتابعة وجودة التعليق

ولكن حتى لا نظلم الآباء، فكثير منهم تمت تربيته من قبل الحكومات  ::hit:: وبالتالي صار يخاف أن يزج بأبنائهم في المعتقلات أو المنفى أو غير ذلك ... فيحاول أن ينأى بهم عما يعرضهم للأخطار... فيريدهم أن يكونوا مسلمين وطيبين وفي حالهم...
وطبعا أنا لا أؤيد هذا الكلام ، لأن المسلم لا يمكن أن يكون مسلما حقاً إلا إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قدر استطاعته، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره"
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل محمود الماحي

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 44
  • ثق فى الله .. لكل جواد كبوة
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #8 في: 2008-09-02, 12:10:35 »
جزاكم الله خيرا ,
متابع باذن الله :)

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #9 في: 2008-09-05, 06:19:44 »
ماما هادية

بمناسبة هذا المسلسل إليك الكاريكاتير التالي 
:emoti_282:



وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #10 في: 2008-09-07, 07:42:48 »
جزاكم الله خيرا ,
متابع باذن الله :)

أهلا بك يا فارس
وشكرا لمتابعتك

شكرا لك يا سيفتاب... والحقيقة أن مسلسل نور وما شابهه من اعراض المرض وليس مرضا بحد ذاته... بكل أسف

« آخر تحرير: 2008-09-13, 19:58:20 بواسطة Eslam »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #11 في: 2008-09-07, 18:37:02 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثانياً- مشكلة الصراع النفسي

ينشأ الصراع النفسي لدى الشباب من داء الازدواج والتناقض

الازدواج في القدوة والازدواج في التعليم، والازدواج في التربية، والازدواج في طرح الأفكار والقيم، وبالجملة فهو الازدواج في جميع الحقول التي تساهم في تكوين شخصية الشاب ونسيجه الفكري.
ففي المدرسة –وهي أهم العوامل التربوية- يتلقى التلميذ أمشاجاً من القيم والآراء المتناقضة المتنافرة يتسابق إليه بها مربون ومعلمون متناقضون في الفكر والمنهج والسلوك. فهو يتلقى من مدرس الفلسفة والأخلاق نقيض ما قد تلقاه من مدرس الدين، ثم يتلقى من مدرس العلوم خلاف ما كان قد تعلمه من كليهما.
وفي الشارع والمكتبة والنادي وأمام التلفزيون، تطوف به مظاهر أخرى من هذا التناقض العجيب. فهو يسمع في هذه المرافق كلها عن الأخلاق والفضيلة وضرورة التقيد بهما وخطورة الخروج على قانونهما. ويسمع أيضا عن الحرية والحياة العصرية وضرورة التجمل بهما، وعن خطورة الكبت والقيد والقوقعة في حمأة التقاليد.
وهو يسمع في هذه المرافق كلها عن الدين وحقائقه وقيمه وضرورة قيام المجتمع على دعائمه والاستعانة بمناهجه وعلاجه لحل كل مشكلة، ولكنه يسمع أيضاً عن الرجعية الدينية وأوضارها والنهضة العلمية، وكيف أنها نسخت العقائد الدينية، وعن ضرورة تحرير الفكر من أسر الإيمان بالغيبيات والاستعانة بالفكر المادي لحل كل مشكلة وتحرير كل أرض.
إنه يلمس هذا التناقض الخطير في الشارع الذي يسير فيه، ويقرؤه في الكتب والمجلات التي يطلع عليها، ويسمعه في المحاضرة والندوات التي يغشاها، ثم هو يعانيه بين زملائه وأصدقائه الذين ينعكس عليهم ذلك كله، جدالاً ومشادة وهياحاً.

وفي البيت تتجمع آثار ذلك من حوله، في مظاهر أشد خطورة وبأساً، إذ قلما تخلو أسرة من أعضاء متناقضين، يجنح كل منهم إلى واحد من هذه الأفكار والاتجاهات المتناقضة، فيتحول وئام البيت وسعادته إلى شقاق وشقاء، وتسوء علاقة الوالد مع أولاده، وتتأزم صلة الزوجة بزوجها، ويتعالى الشجار بين الجميع عند كل صباح ومساء.
هذا هو المجتمع الذي ينشأ الشاب في ظله.

ومن هو الشاب؟

 إنه كتلة غضة يانعة من الفكر والنفس والعواطف، تتأثر أشد التأثر بما حولها، فيقع الشاب في عراك، بل في صراع نفسي، وينتج عن هذا انعدام ثقة الشاب بالمجتمع، وانعدام صلة الاستفادة مما بينهما، فلا الشاب يصلح أن يتتلمذ عليه، ولا المجتمع يصلح أن يكون مربياً له، وإنما يغدو الشاب أستاذاً لنفسه، منفرداً بإرشاد ذاته!..
ثم تكر النتائج الأخرى بعد ذلك، ولا ريب أنها تتمثل في الانحراف الفكري، والتعقد النفسي، والانطلاق الغريزي.

الانحراف الفكري: لأن المقدمات المنطقية المتناقضة تنتج شيئا واحداً هو: إنكار طبيعة المنطق بحد ذاته. فمن الطبيعي أن تجد أكثر هؤلاء الشباب لا يؤمنون بشيء، لأن اللاشيء هو النتيجة المنطقية للصراع المستمر بين شيئين.

والتعقد النفسي: إذ كيف للنفس أن تسترضع من المجتمع الذي هذا شأنه عواطفها الإنسانية في تناسق واعتدال؟ إن المجتمع الذي تتشابك فيه متصارعة القيم والمذاهب والآراء، ثم يتخذ من الناشئة حقلا لتجاربه وحلبة لصراعاته، سواء تمثل ذلك في المدرسة أو البيت أو الشارع أو المكتبة، هذا المجتمع لا يستطيع أن يغذي نفس الشاب بأي معنى مما يسمى بالحب أو الأمل أو الرجاء، ومن ثم فهو لا يستطيع أيضا أن يقرنه بأي مزيج معتدل من الخوف أو الإشفاق أو روح العقاب.
والنتيجة هي أن تنمو بين جوانح هذا الشاب نفس متمردة على كل شيء، لا تدين بولاء، ولا تنقاد لحب، ولا ترتدع بخشية، نفس مضطربة لا تؤمن إلا بذاتها، ولا تعي سوى أنانيتها، لأنها لم تجد من سلطان العقل ما يفرض عليها أي سلوك آخر، ولم تجد من عطاء المجتمع ما يربطها بأي تعلق أفضل.

والانطلاق الغريزي: لأن العقل لما تثلم حده، وعجز عن النظر والضبط، وتقاصر سلطانه، عن السيطرة على النفس والقدرة على توجيهها، ظهرت من وراء ذلك الغريزة الطبيعية، منطلقة على سجيتها. ومن شأن الإنسان أنه كلما ازداد تحرراً من قيوده الفكرية، ازداد ارتباطاً بدوافعه الغريزية، وما الإنسان لولا ضوابط العقل والتفكير إلا حيوان هائج ثائر الشهوات والأهواء، قلما تجد في مثل شراسته أي حيوان آخر.


يتبع بعون الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #12 في: 2008-09-12, 23:00:14 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثالثاً- مشكلة العثرات الاجتماعية:

هنالك مشكلتان خطيرتان يعانيهما الشاب من المجتمع، وتتكون أمامه من كل منهما عثرة كبرى، تحيل أمره مع سبيل الاستقامة والرشد إلى مغامرة شاقة تتغلب فيها احتمالات الهلاك على احتمال السلامة والنجاة. أولاهما تقابله في زحمة الشوارع والاسواق وما يتبعهما من المرافق العامة. وآخرهما تقابله ضمن جدران بيته عندما يتلاقى مع أفراد أسرته.
ففي الشارع يرى الشاب من المناظر العجيبة المثيرة مامن شأنه أن يذهبه عن جميع خصائصه الذاتية إلا خاصة واحدة هي أنه "حيوان جنسي" يتوق من الدنيا كلها إلى شيء واحد هو الجنس.
وليست المشكلة أن شباب هذا العصر تتقد الحرارة الجنسية بين جوانحه أكثر من الاجيال السابقة، فذلك وهم باطل، وإنما المشكلة أن المجتمع لم يتعامل من مجموع كيانه الإنساني كله إلا مع الغريزة الجنسية فأيقظها، بل أثارها بشتى المغريات والمهيجات، في الوقت الذي راح يهيء لبقية ملكاته وطبائعه الإنسانية الاخرى مزيداً من أسباب السبات العميق.
وأسباب الإغراء تفقد قسماً كبيرا من فاعليتها مع طول الاعتياد والنظر، وعندئذ يتطلب الامر تصعيد عوامل الإغراء لتجديد فاعليتها وإعادة ضرامها، ويسير الامر متلاحقاً على هذا المنوال دون ان يقف عند حد، إلى أن يتبرم الجيل الذي وصل إلى كل شيء، بكل شيء، وتمضي النفس تبحث في هياج غريب عن مزيد من الجدة وجديد من المتعة.

فذلك هو بدء الجنون في أخطر اشكاله على المجتمع ومقومات الحياة كلها، ولا يلوح في الطريق أي حد يقف عنده هذا السباق الانتحاري، اللهم إلا ذلك الحد الطبيعي الذي تبدأ من ورائه مرحلة الشذوذ والجنون.

إن الشاب المسلم تقابله من هذا الواقع الاجتماعي الخطير، عقبة خطيرة لا يتأتى اجتيازها إلا بما يشبه الخوارق والمعجزات، إنها عقبة تصده عن السير في طريقه لله، وتصده عن السير إلى أي لون من ألوان الدفاع عن أرضه أو كرامته أو أي شيء من مقومات وجوده، بل تصده عن أن يمضي في طريق تكوين ذاته وتنمية إنسانيته ومداركه.

أما في البيت، فإن الأسرة تتألف في كثير من الاحيان من أفراد مختلفي النزعة والاتجاه والسلوك، وذلك تبعا لما انعكس عليهم من ازدواج المجتمع وتناقضه، وتبعا لما انتهت إليه مغامرة كل منهم مع تياراته المتصارعة. وبناء على ذلك فكثيرا ما يحدث ان ينشأ الشاب أو الفتاة وقد قاوم هذه التيارات الجانحة، واحتفظ لنفسه بجوهر من الفطرة الإنسانية السليمة، يحوطها إيمان بالله والتزام لصراطه، فيشمئز أحد الابوين أو كلاهما، أو سائر أفراد الأسرة من استقامته السلوكية ومنهجه الديني، إذ كان ذلك –بالنسبة لما قد تعودوا عليه- داخلا تحت ما يسمى بالشذوذ والتزمت والانطواء وما شاكل ذلك من الألفاظ المشابهة. فيجند الجميع أنفسهم لمقاومة هذا المسكين، وربما استعمل الأبوان أو أحدهما أحط الوسائل لإلجائه إلى التخلي عما قد آمن به قلبه وخضع له شعوره واستقام عليه سلوكه، فيحرمانه او يحرمانها من المصروف الضروري، وحاجات الكسوة والغذاء، رغم وفرة المال واتساع الرزق الذي أكرمهما الله به.

أجل!!.. إن هذه المقاومة الضارية العجيبة ليست وافدة استعمار أجنبي أو صهيونية شرسة أو عدو أجنبي للدين، ولكنها مقاومة أبوين "مسلمين" يرددان بألسنتهما شعار الإسلام، وهكذا فإن الغربة تلاحق الشاب المسلم أينما حل وارتحل، ولا أتصور ابتلاء أعظم من أن يتحول البيت الذي هو سكن الإنسان وقراره، إلى عنصر مقاومة، ومن أن يتحول الذين فيه، وهم أقرب الأقربين، إلى غرباء مقاومين ومشاكسين.

أما في أحسن الظروف المناسبة لحال هذا الشاب، فيكون البيت –إلا في الحالات النادرة- بعيداً عن المظاهر والآداب الإسلامية، فالأقارب والاحماء في اختلاط وتمازج دائم، والاوقات تقتل باللهو الذي لا يرضى عنه الله، أو لا يأتي بأي طائل، والعورات مكشوفة، والأنظار تسترق المحرمات وتبعث بها إلى النفس الجياشة لتعيش في أحلام آثمة.

ولذلك فإن الواحد من هؤلاء الشبان لا يكاد يستأنس من بيته كله إلا بغرفته الصغيرة التي يأوي إليها ويغلق على نفسه بابها، فإن امتزج وساير وجالس، تعرض لأخطر ما يتهدده من ضياع الذات وانمحاق الهداية وانحراف السلوك.

وأكثر ما يؤرق هؤلاء الفتية وقوعهم بين مشكلتي التعرض لغضب الله عز وجل، والتعرض لسخط الوالدين أو أحدهما.
ولا يكفي في حل  الإشكال ان يتذكر قوله تعالى {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا} وإنما المهم أن يعلم كيف يكون حكيما ولبقا فيطيع الله تعالى من حيث لا يغضب أبويه، ليحقق بذلك معنى قوله عز وجل { وصاحبهما في الدنيا معروفا}.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #13 في: 2008-09-12, 23:54:39 »
جزاكم الله خيرا كثيرا،

أود أن استفسر عن اذا كان الدكتور البوطي سيضع بعض الحلول الواقعية من تصورة لهذه المشكلات أو يفتح الباب لذلك أم لا؟

فى انتظار البقية..


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #14 في: 2008-09-13, 09:54:45 »
جزاكم الله خيرا كثيرا،

أود أن استفسر عن اذا كان الدكتور البوطي سيضع بعض الحلول الواقعية من تصورة لهذه المشكلات أو يفتح الباب لذلك أم لا؟

فى انتظار البقية..



نعم يا جواد
سيضع الدكتور البوطي الحلول من وجهة نظره.. ويمكن ان نتناقش نحن حول واقعيتها وامكانية تطبيقها، او وجود حلول أفضل منها

وشكرا لاهتمامكم... بارك الله بكم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #15 في: 2008-09-13, 19:14:00 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علاج هذه المشكلات:

كما قلنا فإن المريض هو المجتمع وليس الشباب، وليست مشكلات الشباب إلا أثرا من آثار مرضه هو، وإذاً فإن العلاج يجب ان يقدم إلى المجتمع، لا إلى أحد من أفراده. ولكن الذين تؤرقهم هذه المشكلات لا يملكون سبلاً عملية لحلها، وما كان الكلام وحده ليغني يوما ما عن وسيلة التنفيذ شيئا، فسيبقى كلامنا مجرد نصيحة موجهة للقيادين الذين يملكون زمام التأثير في المجتمع،  وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة.

1-   العلاج الذي ينبغي أن يأخذ به المجتمع:

أن يكون المجتمع صادقاً مع نفسه ومتسقاً في مجموعه مع شتى أجزائه وجوانبه، بحيث يكون سير العلم والثقافة والتربية والفكر متجها فيه نحو تحقيق غاية لا مشاكسة فيها ولا اضطراب، ويجب ان تكون القيادة لوضع الغاية والهدف بيد العلم وحده، فإذا ما أوصل العلم الإنسان إلى الحقيقة، وكشف له عن غوامضها وملابساتها، فليس أمامه عندئذ سعي أقدس من أن يخضع حياته لمقتضيات تلك الحقيقة، ومن أن يجعل الحضارة حصنا يقي العقل عن أن يتيه عنها بعد أن عثر عليها.

ولكن هل علّم المجتمع اهله معنى "العلم"؟

لقد تعلّم الناس من المجتمع أن يتخذ كل إنسان من كلمة "العلم" مطية لما قد يهواه من الأفكار: فالعلم عند الرجل الماركسي هو ما يراه ماركس وأشياعه من سيطرة التوالد الديالكتيكي على حركة العالم، والعلم عند الآخرين ما يرونه من سير العالم على نظام العلل الميكانيكية، والعلم عند الدارونيين ما يراه دارون من توالد الأنواع الحية عن بعضها، أما العلم عند اللا أدريين فهو ما يراه السفوسطائيون من ضرورة نبذ العقل وعدم الاعتماد على شيء من أحكامه.
إن هذا التدافع إن دل على شيء، فإنما يدل على أن كلمة "العلم" تستعمل ظلماً في غير مكانها، وعلى أن المذاهب الشخصية بما تنهض عليه من عصبيات وأغراض شخصية هي محور السلوك والنظر، وليس العلم أو الحقيقة العلمية كما يزعمون.
إن على المجتمع أن ينبه أفراده إلى منهج البحث عن الحقيقة، وإلى الميزان الذي تتميز به الحقائق عن أشباهها المفروضة او المظنونة، وأن يغرس فيهم حب الحقيقة لذاتها، وأن يعلمهم في سبيل ذلك كيف يقرؤون، ولماذا يقرؤون.

الحقيقة بأن هذا الكون إنما هو صنعة خالقه، وأن هذا الخالق ليس عابثا ولا لاهيا في خلقه، وأنه جل جلاله قد أرفق خليقته هذه ببيان إلى الإنسان يوضح كيف خلق، ولماذا، وما هي وظيفته، وما هو مصيره.
وليس شرطاً لصدق هذه الحقيقة ان يصدقها الناس جميعاً ، ولكن الشرط السليم لذلك أن يصدقها كل ذي عقل منصف حر.

وبعد أن يقر مجتمعنا المسلم بهذه الحقيقة (فلا زالت صبغته العامة إسلامية، وليس الإقرار بهذه الحقيقة بعيدا عنه وعن بنيته وجذوره وأصله) ، يحرك أجهزته كلها باتساق وتعاون، فالمدارس والحركة الثقافية ووسائل الإعلام والقيم والمبادئ التي يدين بها المجتتمعيجب ان تكون كلها متسقة مع مبادئ الإسلام، ومنهج التقدم والرقي يجب ان يكون محصوراً ضمن سلم الإسلام ومنهجه.
أما إن أراد مجتمعنا أن يجد له سبيلا غير سبيل الإسلام، فعلينا ان نتساءل ما هو هذا البديل؟
إن أي بديل يوقع المجتمع عامة وشبابه خاصة في أخطر من المشكلة التي نبحث الآن عن مخرج منها.
إن الجنون الذي يسيطر على رؤوس الشبان في امريكا وأوروبا حتى راح يدفع أمواجاً منهم إلى الانتحار، وأمواجاً أخرى إلى العزلة وممارسة البهيمية المطلقة، إنما هو جنون الفراغ والابتعاد عن الدين، لأن الدين في حياتهم لا يعدو شعائر تقبع في الكنائس والمعابد، أما المجتمع والسلوك ومعايير النظر والبحث فأمر بعيد كل البعد عن الدين وأحكامه وأخلاقه.

وربما يحلم البعض ببديل يتمثل في الحضارة الغربية، وربما ظنوا أن هذا البديل يكسب المجتمع أصالة جديدة ويحل الكثير من مشكلاته. ولكن على هؤلاء الناس أن يدركوا بأن المسلمين يستطيعون بكل سهولة أن يخرجوا على مبادئ الإسلام، ولكنهم لا يستطيعون في يوم ما أن يكتسبوا أي أصالة أو حياة عزيزة من وراء هذا الانحراف والخروج.
  ذلك لأن حضارة أمة هي عصارة ثقافتها، وثقافة الامة ليست إلا ثمرات فكرية لما قد تواضعت عليه من قيم وعقائد وعادات، ولما قد أدبرت عنه من ماض وتاريخ، ولما تستقبله من ظروف ومشكلات. واستيراد الحضارة الغربية، يعني استيراد قيمها لتحل محل قيمنا، وهذا كمن يستعير من صديقه بطاقته الشخصية ليستعملها مكان بطاقته هو. ولا بد أن تقع الأمة من جراء ذلك في تناقضات وصراعات نفسية لا نهاية لها.
إن على هؤلاء الناس أن ينتبهوا إلى انهم إنما يشتهون بديلا عن الإسلام، لا أنهم يشعرون بحاجة إلى البديل، وفرق كبير بين الحالين.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #16 في: 2008-09-13, 19:54:59 »
جزاكم الله خيرا كثيرا،

اقتباس
ولكن الذين تؤرقهم هذه المشكلات لا يملكون سبلاً عملية لحلها، وما كان الكلام وحده ليغني يوما ما عن وسيلة التنفيذ شيئا، فسيبقى كلامنا مجرد نصيحة موجهة للقيادين الذين يملكون زمام التأثير في المجتمع،  وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة.

هذه الجملة مؤلمة حقا،

فكما قال الدكتور البوطي لن يتغير الحال الا بتطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع،

لقد بت فى قناعة أنه لا معنى لكل هذه المفاهيم العالية اذا لم تتحول فى أيدينا الى واقع ننفذه على أقصى طاقاتنا،

ولا أتخيل مسلما يغار على دينة آتاه الله من نعمة الكثير ثم يكتفى فقط بالتوجع على الجرح ثم ينصرف الى حياته وحاله،

واذا لم يسعى الشباب لتنفيذ هذه المعتقدات غير عابئين بمصادمات المجتمع ودهسه لهم أو محاولة تحطيمهم فلن يتغير الحال أبدا.

أعتقد اننا يجب أن نزرع الطموح الإيجابي فى شبابنا حتى يخرجون من دائرة الأنانية،

والناظر لمجتمعاتنا يجد أعداد المتدينين تزداد بالفعل كل يوم، وهذا شئ طيب ورائع،

الا أن الملاحظة الأخطر أن نجدهم لا يتحركون الا لأنفسهم،

فقلما ما نجد رجل أعمال مثلا امتنع فى عمله عن الربا أو حرص على عدم الإختلاط فى شركته ، او على الأقل أوقف العمل او نصفة ساعة الصلاة.

فإذا لم نصل الى هذه الدرجة فكيف نتمنى من المسلمين القادرين انشاء مشاريع تربوية او أقتصادية أو علمية أو فكرية تجعل من نصرة الإسلام هدفا أساسيا.

ستبقى الكلمات حتى يأتى من يحملها ويتفانى من أجلها ويبذل كل شئ من أجلها،

وعندها فقط سنخرج من دور المتلقى السلبى الى دور المؤثر الإيجابى والمغير الحقيقى بإذن الله.

أسأل الله تعالى أن يستخدمنا لنصرة دينة وأن يستعملنا فيما يرضيه عنا وأن يرزقنا الفهم الصحيح والعقيدة السليمة وأن يثبتنا على الإيمان والتقوى والصبر على الشدائد.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #17 في: 2008-09-13, 20:10:19 »
نعم يا جواد كلامك صحيح
لكن علينا ان نعلم ان على كل فرد منا مسؤوليتان، مسؤولية فردية ومسؤولية اجتماعية

أما الفردية فهي النجاة بنفسه من هذا الخضم المتلاطم من حوله... وكتاب الدكتور يقدم الحلول للشباب لانقاذ انفسهم من هذا
وهذا سنجده في المداخلات القادمة بعون الله، تحت العنوان الذي اشار له الدكتور بقوله:
وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة.

أما الاجتماعية فهذه تكون من كل منا بقدر طاقته واستطاعته... فقدرة العامل ليست كقدرة صاحب المعمل، وقدرة الحاكم ليست كقدرة المحكوم... وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...
والدكتور أبرأ ذمته امام الله وتوجه بندائه إلى أولي الامر... والاصلاح يتطلب جهودا جماعية كاملة تقودها حكومة صالحة... تعي مسؤوليتها ودورها، وتوجهها قلوب مخلصة للمثقفين والمتعلمين...
فإن تخلى هؤلاء عن مسؤوليتهم، ولم يفهموا دورهم، او التمسوا الحلول في اماكن اخرى... ستبقى جهودنا متوزعة متناثرة، وينقذ كل منا ما يمكنه انقاذه ممن حوله... لكن لن يكون الانقاذ الجماعي والنهضة الجماعية الشاملة الكاملة...

ومع ذلك فهذه خطوات على الطريق ولا ريب... والطريق طويل وشاق ويحتاج لصبر..
فما تم بناؤه خلال ما يزيد على مائة عام من صرح الفساد.. لا يمكن هدمه في عشرين ولا ثلاثين عاما... بل يحتاج الهدم واعادة البناء -مع المحافظة على سلامة الجميع دون ثورات عارمة تفسد اكثر مما تصلح- يحتاج هذا لكثير جدا من الصبر والحلم والاناة والتفاني... وقبل كل شيء.. إنكار الذات.. فنعمل لوجه الله دون طمع في ان نرى بأنفسنا النتائج او نجني لانفسنا او لابنائنا الثمار...

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #18 في: 2008-09-13, 20:28:46 »
اقتباس
لكن علينا ان نعلم ان على كل فرد منا مسؤوليتان، مسؤولية فردية ومسؤولية اجتماعية

أما الفردية فهي النجاة بنفسه من هذا الخضم المتلاطم من حوله... وكتاب الدكتور يقدم الحلول للشباب لانقاذ انفسهم من هذا
وهذا سنجده في المداخلات القادمة بعون الله، تحت العنوان الذي اشار له الدكتور بقوله:
وعلينا تنبيه الشباب إلى الدفاع السلبي ضد كارثة مفروضة

لا يختلف أحد على ذلك،

وحقيقة تعبير "الدفاع السلبي" جاء دقيقا جدا ليبين لنا انه وحده لا ينفع، لكن لا غنى عنه.


اقتباس
والدكتور أبرأ ذمته امام الله وتوجه بندائه إلى أولي الامر... والاصلاح يتطلب جهودا جماعية كاملة تقودها حكومة صالحة... تعي مسؤوليتها ودورها، وتوجهها قلوب مخلصة للمثقفين والمتعلمين...

نعم، العلماء الذين نحسبهم صادقين يبذلون لنا الفكر والرؤية حتى نتبين حقيقة الطريق، وهى مهمة ثقيلة حقا، جزاهم الله عنا خيرا،

اقتباس
فما تم بناؤه خلال ما يزيد على مائة عام من صرح الفساد.. لا يمكن هدمه في عشرين ولا ثلاثين عاما... بل يحتاج الهدم واعادة البناء -مع المحافظة على سلامة الجميع دون ثورات عارمة تفسد اكثر مما تصلح- يحتاج هذا لكثير جدا من الصبر والحلم والاناة والتفاني.

نعم، الثورة على الظلم والفساد دون تربية قويمة لن تحمد عواقبها وقد تجرنا الى ويلات أشد وأظلم،

« آخر تحرير: 2008-09-15, 00:13:37 بواسطة Eslam »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #19 في: 2008-09-15, 13:31:25 »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

2- علاج المدافعة والصمود

إذا لم يجد العلاج من يستعمله، وكانت الصاعقة نازلة ولا بد، فلا مفر عندئذ من تحصين المكان الذي تتجه إليه الصاعقة، وإحاطته بكل ما يمكن من أسباب المدافعة والحفظ.
فعلى الشباب الذين يبثون شكاويهم المختلفة، أن يفرضوا بأن المجتمع لن يصغي إلى شكاتهم، وليس أمامهم من سبيل إلا الاستعلاء على واقع المجتمع، واتخاذ ما يمكن من الأسباب للتخلص من عدواه، وتوقي مصائبه.

فبالنسبة للمشكلات العلمية والثقافية:

إن على الشاب أن يعلم بأن أكثر ما تقذفه الآلات الطابعة اليوم من كتب ونشرات تبحث في شتى المعارف والحقائق والعلوم، إنما تعكس حيرة مؤلفيها فيما يعالجون ويبحثون، وفي أحسن الاحوال لا تعكس سوى دراسات مبتورة لطائفة من المعارف، وعليه أن يعلم أننا في عصر التجارة، ولعل سلعة الكتاب من اروج السلع، ولا ريب أن العامل التجاري أخطر عدو للحقيقة. وإذاً فإن على الشاب أن يتعلم أولاً فن اختيار الموضوع ثم فن اختيار الكتاب، ثم طريقة القراءة ومتابعة البحث.

 فعلى سبيل المثال: لا بد لمن يدرس التاريخ أن يدرس أولا شيئا كافيا عن حقيقة الكون والإنسان والحياة.
والذي يولع بدراسة الشريعة الإسلامية ومقارنتها وتقويمها، فعليه أولاً أن يدرس شيئا كافيا عن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وحياته من المصادر العلمية الأصيلة، والذي يدرس قصة النشأة الإنسانية وتطورها، عليه قبل ذلك أن يعكف على دراسة النشأة الكونية في مجموعها، ويبحث في وجود الله وخالقيته للكون، وإن لم يفعل وقع في دوامة محيرة بدلا من أن ينتهي إلى علم تطمئن إليه النفس.
وبهذه الدراسة المنظمة ينتهي إلى حقيقة ثابتة تسلمه المفتاح الذي يكشف به خوافي البحث الثاني، وينجيه من دوامة الحيرة التي لا مخرج منها. فالمعارف والعلوم الكونية مهما اختلفت عن بعضها في الظاهر، فإنها مترتبة على بعضها في الحقيقة وواقع الأمر، وليس من سبيل إلى أن تتصور شيئا منها التصور الصادق السليم إلا إذا استعنت على ذلك بمعرفة قاعدته التي هي أسبق منها واشمل.
ولاحظ أنني لا أقول على الشاب أن يعتقد، بل أن يدرس، إذ لا خير في عقيدة لا يمسكها رباط من العلم.
ويتحقق هذا بان يدرس الشاب أولا المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة.
ولا جرم أن الخوض في هذا السبيل عمل شاق، يشبه استخلاص عروق الذهب من صخور الجبال، ولكن على الشاب أن يصبر على ذلك في سبيل معرفة الحقيقة، ولسوف يجد في طريقه زملاء له يسعون مثل سعيه، ويصبرون على البحث مثل صبره، ولسوف يكون له من تعاونه معهم ما يذلل قدرا كبيرا من الصعاب، وينير لهم الطريق بمصابيح النشاط والانس.

وبالنسبة لمشكلة الثقافة: فعليه ألا ينسى الفرق بين الثقافة والعلم، فحقائق العلم تتمتع بذاتية مستقلة لا تتبدل ما بين أمة وأخرى، ولا يؤثر عليها عوامل العرف والبيئة والتربية، أما شؤون الثقافة فهي حصيلة ما تتمتع به أمة ما من عرف وقيم وتاريخ واصول في التربية والفكر والمعيشة، وقد تنسجم أو لا تنسجم أو تقترب او تبتعد عن الحقائق العلمية المتصلة بها، حسب واقع تلك الأمة.
فإذا أدرك الشاب ذلك، أدرك ما نسميه بمشكلة الثقافة، وتنبه إلى مدى خطورتها. وتولدت عنده عوامل الرغبة في ألا يذهب ضحية هذا التمازج الفاسد، واشتدت لديه الحوافز لإقامة الحواجز بين ثقافته وثقافات الآخرين، ولا مانع بعد ذلك من امتداد العروق العلمية لتصل ما بين حياتنا وحياة الأمم الأخرى، فلا تمتص مما عندهم إلا الفوائد العلمية المجردة.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*