المحرر موضوع: الإسلام ومشكلات الشباب  (زيارة 32058 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

جواد

  • زائر
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #20 في: 2008-09-16, 15:52:35 »
اقتباس
فعلى الشباب الذين يبثون شكاويهم المختلفة، أن يفرضوا بأن المجتمع لن يصغي إلى شكاتهم، وليس أمامهم من سبيل إلا الاستعلاء على واقع المجتمع، واتخاذ ما يمكن من الأسباب للتخلص من عدواه، وتوقي مصائبه.

هذه العبارة رائعة فعلا،

فنحن نتذمر كثيرا ونشكوا كثيرا وسواء وجدنا متجاوبا ام لا فإننا نقف فى أماكننا نفرغ طاقة الغضب والضيق ثم ننصرف.

ومن يحاول البدء فى التغيير يشعر وكأنه يحارب مجتمعا بأكمله وجهات لم يكن يوما ليتوقعها،

وغالبا ما يصيبة الملل واليأس خاصة مع حاجته الى تلبية رغباته الشخصية ككسب الرزق والزواج،

ورويدا رويدا ينسي الكثير ما كان يسعي اليه  بل وقد لا يحاول حتى توريثه الى ابنائه من بعده الا من رحم ربي.


اقتباس
فبالنسبة للمشكلات العلمية والثقافية:

إن على الشاب أن يعلم بأن أكثر ما تقذفه الآلات الطابعة اليوم من كتب ونشرات تبحث في شتى المعارف والحقائق والعلوم، إنما تعكس حيرة مؤلفيها فيما يعالجون ويبحثون، وفي أحسن الاحوال لا تعكس سوى دراسات مبتورة لطائفة من المعارف، وعليه أن يعلم أننا في عصر التجارة، ولعل سلعة الكتاب من اروج السلع، ولا ريب أن العامل التجاري أخطر عدو للحقيقة. وإذاً فإن على الشاب أن يتعلم أولاً فن اختيار الموضوع ثم فن اختيار الكتاب، ثم طريقة القراءة ومتابعة البحث.

 فعلى سبيل المثال: لا بد لمن يدرس التاريخ أن يدرس أولا شيئا كافيا عن حقيقة الكون والإنسان والحياة.
والذي يولع بدراسة الشريعة الإسلامية ومقارنتها وتقويمها، فعليه أولاً أن يدرس شيئا كافيا عن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وحياته من المصادر العلمية الأصيلة، والذي يدرس قصة النشأة الإنسانية وتطورها، عليه قبل ذلك أن يعكف على دراسة النشأة الكونية في مجموعها، ويبحث في وجود الله وخالقيته للكون، وإن لم يفعل وقع في دوامة محيرة بدلا من أن ينتهي إلى علم تطمئن إليه النفس.
وبهذه الدراسة المنظمة ينتهي إلى حقيقة ثابتة تسلمه المفتاح الذي يكشف به خوافي البحث الثاني، وينجيه من دوامة الحيرة التي لا مخرج منها. فالمعارف والعلوم الكونية مهما اختلفت عن بعضها في الظاهر، فإنها مترتبة على بعضها في الحقيقة وواقع الأمر، وليس من سبيل إلى أن تتصور شيئا منها التصور الصادق السليم إلا إذا استعنت على ذلك بمعرفة قاعدته التي هي أسبق منها واشمل.
ولاحظ أنني لا أقول على الشاب أن يعتقد، بل أن يدرس، إذ لا خير في عقيدة لا يمسكها رباط من العلم.
ويتحقق هذا بان يدرس الشاب أولا المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة.
ولا جرم أن الخوض في هذا السبيل عمل شاق، يشبه استخلاص عروق الذهب من صخور الجبال، ولكن على الشاب أن يصبر على ذلك في سبيل معرفة الحقيقة، ولسوف يجد في طريقه زملاء له يسعون مثل سعيه، ويصبرون على البحث مثل صبره، ولسوف يكون له من تعاونه معهم ما يذلل قدرا كبيرا من الصعاب، وينير لهم الطريق بمصابيح النشاط والانس.

وبالنسبة لمشكلة الثقافة: فعليه ألا ينسى الفرق بين الثقافة والعلم، فحقائق العلم تتمتع بذاتية مستقلة لا تتبدل ما بين أمة وأخرى، ولا يؤثر عليها عوامل العرف والبيئة والتربية، أما شؤون الثقافة فهي حصيلة ما تتمتع به أمة ما من عرف وقيم وتاريخ واصول في التربية والفكر والمعيشة، وقد تنسجم أو لا تنسجم أو تقترب او تبتعد عن الحقائق العلمية المتصلة بها، حسب واقع تلك الأمة.
فإذا أدرك الشاب ذلك، أدرك ما نسميه بمشكلة الثقافة، وتنبه إلى مدى خطورتها. وتولدت عنده عوامل الرغبة في ألا يذهب ضحية هذا التمازج الفاسد، واشتدت لديه الحوافز لإقامة الحواجز بين ثقافته وثقافات الآخرين، ولا مانع بعد ذلك من امتداد العروق العلمية لتصل ما بين حياتنا وحياة الأمم الأخرى، فلا تمتص مما عندهم إلا الفوائد العلمية المجردة.

أود أن أضيف قبل ذلك مشكلة القراءة !

فكثير من الجيل الحالى خاصة يعرض عن القراءة ويفضل مشاهدة التلفاز او السينما حتى لو كان فيهما ما ينفع، الا انه غالبا ما تقل المطالعة عنده بشكل كبير،

ولعل ذلك يرجع الى التربية فى البداية وعدم تعوده على القراءة منذ صغره، الا أننا لا يجب ان ننسي دوامة الحياة وظروف العيش فيها التى تجعل من القراءة مطلبا جهاديا فعلا،

ثم نأتى بعد ذلك الى كلام الدكتور البوطي وما قاله عن  مشاكل الكتاب والعلوم  والثقافة، خاصة بعدما دخلت التجارة والربح فيهما بصورة قوية كما قال.

جزاكم الله خيرا على النقل،

تابعوا بارك الله بكم.

غير متصل الشابة الحالمة

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 98
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #21 في: 2008-09-17, 10:00:31 »
شكرا لك ماما هادية وأعتذر عن تأخري بالرد ولكن لدي سؤال لو كان لدي طاقة وأريد أن أفرغها من ناحية الدين

ولكني لا أعرف من أين سوف أبدأ واتمنى أن أكون عضو فعال بالمجتمع لأني أملك القدرة على ذلك  فكيف أوجه نفسي ؟

غير متصل نور الهدى

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 814
  • الجنس: أنثى
  • اللهم إني أعوذ بك من شرنفسي وشر غيري وشر كل ماخلق
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #22 في: 2008-09-18, 02:20:07 »
  جزاك الله خيرا يا أبلة هادية على الكلام الرائع وأنا أيضا عندي نفس سؤال الشابة الحالمة خصوصا في نقطة العضو الفعال

بالمجتمع؟؟؟
أنتِ سوريا بلادي       انتِ عنوان الفخامة

     كل من يفديكِ يوما      راعيا يلقى حماها

     أنتِ سوريا بلادي        في محيا الأرض شاما

     من تكوني لي سوايا     ولأعدائي الندامة   ^_*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #23 في: 2008-09-18, 11:58:54 »
يا جماعة انا سأقول رأيي ان الطفل مولود على الفطرة و عندما يكبر و يتعلم العادات الدينية البسيطة يبدأ ببحث اعمق محاولا تطبيق هذه التعاليم و المثال على ذلك انه عندما كان عمري 8 سنوات طالبت بالحجاب و لكن للاسف كانت هناك بعض الظروف و لم اقدر ان اتحجب الى الان و الى الان انا احاول ان لا استسلم و ان اتحجب و لكن ارادتي في الوقت الحاضر قد خفت عن قبل لان الرفض الذي واجهته كان كثيرا ..

فكل الذي احاول ان اقوله انه عندما يجد الاهل طفلهم مقبلا على ما يأمر به  الله لا يجب ان يمنعوه و يتحججو بصغر سنه بل يجب ان يشجعوه لكي لا تضعف ارادته في المستقبل ..
[/color]
« آخر تحرير: 2008-09-18, 12:00:39 بواسطة ريحان مسك »
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #24 في: 2008-09-18, 12:18:29 »
 :emoti_133:

اقتباس
ومن يحاول البدء فى التغيير يشعر وكأنه يحارب مجتمعا بأكمله وجهات لم يكن يوما ليتوقعها،

وغالبا ما يصيبة الملل واليأس خاصة مع حاجته الى تلبية رغباته الشخصية ككسب الرزق والزواج،

ورويدا رويدا ينسي الكثير ما كان يسعي اليه  بل وقد لا يحاول حتى توريثه الى ابنائه من بعده الا من رحم ربي.

كلامك صحيح بكل أسف..
لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال له: مرني في الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم
فالاستقامة والصبر على الاستمرار على الإيمان والدعوة وتحمل تبعاتها دون ضيق ولا تذمر ولا تبرم ولا نكوص... قليل من يطيقه...
لهذا ما أكثر ما ترى المندفعين في شبابهم، وما أقل من تراهم مستمرين ثابتين على هذا الاندفاع والحماس والعطاء في كهولتهم...
ولهذا ليست العبرة بالانتشار الأفقي للدعوات، بل بالترسيخ الشاقولي في أعماق أعماق أتباعها، بحيث يكونون رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه حتى يقضوا نحبهم على هذا ولا يبدلوا تبديلا...




اقتباس
أود أن أضيف قبل ذلك مشكلة القراءة !

فكثير من الجيل الحالى خاصة يعرض عن القراءة ويفضل مشاهدة التلفاز او السينما حتى لو كان فيهما ما ينفع، الا انه غالبا ما تقل المطالعة عنده بشكل كبير،

ولعل ذلك يرجع الى التربية فى البداية وعدم تعوده على القراءة منذ صغره، الا أننا لا يجب ان ننسي دوامة الحياة وظروف العيش فيها التى تجعل من القراءة مطلبا جهاديا فعلا،

ثم نأتى بعد ذلك الى كلام الدكتور البوطي وما قاله عن  مشاكل الكتاب والعلوم  والثقافة، خاصة بعدما دخلت التجارة والربح فيهما بصورة قوية كما قال.



في الحقيقة مشكلة القراءة لا تأتي قبل مشكلة التمييز بين العلم والثقافة، بل تأتي بعدها
لان المسلم الواعي الذي يستطيع ان يميز بين الأمرين بوضوح، سيكون انتقائيا وحذرا فيما يدخله الى عقله، سواء ادخله عن طريق الانترنت او التلفزيون او الكتاب او المناهج التعليمية، ومن افتقد لهذا الوعي، فلن نستفيد شيئا من قراءاته الواسعة، لانه سيتحول لمثقف متحذلق هادم لمجتمعه لا معمر له، كما نرى من آلاف المثقفين العلمانيين واليساريين واليمينيين الذين يسعون سعيا حثيثا لمحاربة الدين واجتثاثه من نفوس وضمائر شعوبهم، ويحسبون انهم بهذا يحسنون صنعا ويسعون الى مجد امتهم ونهضتها...

ولو درسنا واقعنا المعاصر منذ بداية القرن العشرين دراسة عميقة، لوجدنا ان الويلات التي جرها علينا (المثقفون) لا تقل بحال عن الويلات التي جرها علينا الجاهلون أو المستعمرون...

---------------

لكن مشكلة تعويد ابنائنا على القراءة الصحيحة الواعية، مشكلة مهمة فعلا، ولا بد من تداركها... ولا أعتقد ان مشاغل الحياة هي العائق، فلكل عصر مشاغله، ويفترض ان الالات الحديثة والتكنولوجيا قد وفرت للانسان كثيرا من الجهود والاوقات...
ولكنها وسائل الترف والرفاهية والتسلية التي تنوعت بصورة مذهلة، فلم يعد الكتاب لينافسها، وقد كان في جيلنا الكتاب وسيلة أساسية من هذه الوسائل، نفزع له كلما شعرنا بملل او سآمة... ولم يكن قصدنا من التوجه له دوما هو التعلم والتثقف... وان كنا نحصل على الثقافة كثمرة تلقائية...
اما اليوم... فلا شك ان الكتاب لم يعد ابدا من وسائل التسلية... ولا يستطيع منافسة الانترنت بما يوفره من فرص الالعاب والتشات والافلام والاغاني ووو.... الخ... ولن يتوجه للكتاب الا من يطلب الثقافة والعلم مخلصا في طلبه بالفعل... وتلك هي المشكلة
بل انك تجد كثيرا من الشباب الذي ينتحل لنفسه صفة الثقافة، اذا دخل النت،  لا يكلف نفسه قراءة موضوع دسم من أوله لآخره، بل يكتفي بقراءة النكات والالغاز ورأس الموضوع، ثم يبحث في جوجل عن مواضيع مماثلة لينسخ منها ويقص يلصق دون فهم، ويشعر نفسه انه مثقف وشريك فعال في النقاش...
وكم وكم شارك شباب في مواضيع لي، فاستحلفتهم بالله هل قرؤوا الموضوع كاملا قبل ان يناقشوا ويجيبوا، فيكون ردهم انهم قرؤوا الفقرة الاولى وفهموا منها كل شيء....  :emoti_144:





اقتباس
جزاكم الله خيرا على النقل،

أنا لا أنقل... بل ألخص...

يعني آتيكم بالزبدة جاهزة
emo (30):
« آخر تحرير: 2008-09-18, 12:23:52 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #25 في: 2008-09-18, 12:22:24 »
شكرا لك ماما هادية وأعتذر عن تأخري بالرد ولكن لدي سؤال لو كان لدي طاقة وأريد أن أفرغها من ناحية الدين

ولكني لا أعرف من أين سوف أبدأ واتمنى أن أكون عضو فعال بالمجتمع لأني أملك القدرة على ذلك  فكيف أوجه نفسي ؟


  جزاك الله خيرا يا أبلة هادية على الكلام الرائع وأنا أيضا عندي نفس سؤال الشابة الحالمة خصوصا في نقطة العضو الفعال

بالمجتمع؟؟؟

يا جماعة انا سأقول رأيي ان الطفل مولود على الفطرة و عندما يكبر و يتعلم العادات الدينية البسيطة يبدأ ببحث اعمق محاولا تطبيق هذه التعاليم و المثال على ذلك انه عندما كان عمري 8 سنوات طالبت بالحجاب و لكن للاسف كانت هناك بعض الظروف و لم اقدر ان اتحجب الى الان و الى الان انا احاول ان لا استسلم و ان اتحجب و لكن ارادتي في الوقت الحاضر قد خفت عن قبل لان الرفض الذي واجهته كان كثيرا ..

فكل الذي احاول ان اقوله انه عندما يجد الاهل طفلهم مقبلا على ما يأمر به  الله لا يجب ان يمنعوه و يتحججو بصغر سنه بل يجب ان يشجعوه لكي لا تضعف ارادته في المستقبل ..
[/color]


أهلا ومرحبا بكن عزيزاتي... ::happy: كم أسعدتني مشاركتكن... ::)smile: فالموضوع موجه فعلا للشباب من أمثالكن ... (مش للكهول الهرمين اللي كانوا بيتابعوه الأول.. )  ::what::...

بعد التفكير في مداخلاتكن،  :emoti_17: وجدت ان الفقرة التالية من الموضوع هي أفضل رد عليها فعلا...

سأدرج الفقرة، ثم أعقب عليها بإذن الله


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #26 في: 2008-09-18, 12:36:32 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثانياً- مشكلة الصراع النفسي:

 ليس أمام الشاب في هذه الحال إلا أن يلتجئ إلى احد قوارب النجاة، وقوارب النجاة في خضم هذا المجتمع المزدوج المتناقض إنها هي تلك المجتمعات الصغيرة التي من شأنها أن تعصمه، إلى حد ما، من آفات ذلك الخضم الهائج المتناقض. إن أهم هذه  المجتمعات الصغيرة وأقدرها على الوقاية والحفظ، إنما هو البيت، إلا أن الممكن أيضا أن ينقلب الامر إلى العكس، فيكون البيت أسوأ في تأثيره من ذلك الخضم المائج الذي يفر منه. فما من ريب أن الابوين إذا تلاقيا في ظل من الخلق والدين والوعي الثقافي السليم لضبط حياة كل منهما، تهيأت لهما من ذلك خلية ذات تأثير سحري على الطفل في توجيهه وضبط سلوكه ونوازعه، ولا جرم أن الطفل ينشأ في ظل هذا البيت نشأة سليمة تجعله غير آبه بالمجتمع الخارجي فضلا عن أن يتأثر به. أما إذا كان الأبوان بدورهما ضحيتين من ضحايا هذا المجتمع المتمزق المتناقض، فليس أمام الطفل –لاسيما في صبوته الاولى- إلا أن يستسلم للمنهج الذي يحمل حملا على السير فيه، ريثما يبلغ أشده وتتفتح لديه أسباب الرشد ومقومات الفكر الذاتي المستقل.

وعندئذ يأتي دور القسم الثاني من المجتمعات الصغيرة، وهو يتمثل في جماعة أو نخبة من الاصدقاء، أو في مرشد ناصح يحف به إخوان أو تلامذة صادقون، فهو يعيش من دنياه الواسعة كلها بين أكناف شيخه والانس بإخوانه وزملائه، فمثل هذه المجتمعات الصغيرة تحقق للشاب الذي يركن إلى سلطانها فائدتين:
 1- أنها تجسد له بواقعها المطبق المحسوس تصحيح تلك الأخطاء والانحرافات التي يصطبغ بها المجتمع من حوله، وترد على الوهم القائل بأن هذا الوضع الاجتماعي –مهما كان شأنه وأثره- واقع لا بد منه، وأن أمنية التسامي فوقه خيال "مثالي" مجنح غير قابل للتطبيق.
2- أما الفائدة الثانية فهي ان هذه المجتمعات الصغيرة الصالحة تبث في نفسه روحا من الانس، إذ تحول دون أن يشعر بجفاء العزلة التي فرضها على نفسه بالانكماش عن أوضار المجتمع، والابتعاد عن عواصفه واضطراباته.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #27 في: 2008-09-18, 12:43:12 »
وبناء عليه  emo (30):

فنصيحتي لك يا ريحان المسك، ان تبحثي عن رفقة صالحة من الاخوات الملتزمات، او عن أستاذة دين يحبها قلبك، او حلقات ودروس دينية يمكنك الالتزام بها، وبهذا تشدين عزمك، وتحيين في قلبك ما مات من همة ، وتشعلين فيه ما انطفأ من نور ... وبهذا تستطيعين بإذن الله أن تبادري إلى طاعة الله، دون خوف من فتور همة او انصراف قلب او مقاومة اهل او اسرة...

وهذا الحل أيضا هو الامثل بالنسبة لنور الهدى والشابة الحالمة، اللتين تطمحان إلى ان تكونا فعالتين في إصلاح المجتمع والنهوض به، فمثل هذا النهوض والفعالية، وفي مثل هذه السن المبكرة، لا يمكن ان يتم أبدا بجهود فردية، بل لا بد له من جهود جماعية، فتضمان جهودكما لجهود أخريات من اخوات وأستاذات ومرشدات، وعندها يمكن ان تقمن معا بمشاريع فعالة... مهما كان نطاقها صغيرا... وتنضم أفكاركما لأفكارهن، وجهودكما لخبراتهن .. فتثمر خيرا بإذن الله...

هناك فكرة اخرى أبسط من هذه أيضا، وهي التطوع في جمعيات خيرية، وهي كثيرة في جدة، منها الجمعية الفيصلية، والجمعية الخيرية النسائية... وعرض جهودكما وخدماتكما للمساعدة في مشاريعهم القائمة...

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #28 في: 2008-09-18, 13:37:28 »
شكرا لك ماما هادية على نصائحك الثمينة و سأحاول ان اطبقها في اسرع وقت ممكن
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل الشابة الحالمة

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 98
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #29 في: 2008-09-19, 04:49:18 »
شكرا لك ماما هاديا والآن قد أبدأ بخطوات صغيرة ولكنها بإذن هي بداية للإنجازات القادمة .

غير متصل نور الهدى

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 814
  • الجنس: أنثى
  • اللهم إني أعوذ بك من شرنفسي وشر غيري وشر كل ماخلق
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #30 في: 2008-09-19, 05:14:39 »
أشكرك ياأبلة هادية كثيرا وسوف أحاول للذهاب الى هذه الجمعيات والله انها فكرة لم تخطر على بالي من قبل

جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك....
أنتِ سوريا بلادي       انتِ عنوان الفخامة

     كل من يفديكِ يوما      راعيا يلقى حماها

     أنتِ سوريا بلادي        في محيا الأرض شاما

     من تكوني لي سوايا     ولأعدائي الندامة   ^_*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #31 في: 2008-09-19, 13:45:09 »
بناتي الحبيبات
بارك الله بكن ووفقكن لكل خير

ونتابع معا التلخيص لهذا الكتاب المفيد
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #32 في: 2008-09-19, 13:52:26 »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثالثا- بالنسبة لمشكلة العثرات الاجتماعية:

وهي الاثارة الجنسية في الشوارع والاسواق، وتناقضات المنزل، وأجدني مضطرا هنا ان أوجه خطابي إلى الطائفة المؤمنة فقط من الشباب، فأقول:
أما أن تتوقعوا زوال هذه العثرات واختفاءها من طريقكم فهو خطأ كبير في تصور القانون الإلهي في الكون، فالله تعالى يقول: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}
إذاً فمعنى عبودية الإنسان لله عز وجل يتحقق في مجابهة هذه العقبات في طريقه، ثم الصبر عليها والاجتياز من فوقها إلى مرضاة الله عز وجل. إلا أن هذه العقبات قد تخف أو تقل، وذلك عندما تحيا رقابة المجتمع الاسلامي، فيخف عندئذ عبء التحمل والصبر، وقد تشتد أو تكثر عندما تنحسر فاعلية المجتمع الاسلامي، فيثقل عندئذ عبء التحمل والصبر، وإنما الاجر على قدر النصب.

ولكن ليس معنى هذا أن المنحرفين عن الحق اليوم لهم في المقابل من العذر ما يجعلهم أخف عقوبة ممن كانوا امثالهم بالأمس،
ذلك لأن مناط الاجر التحمل والصبر، فلا بد أن يتفاوت الاول حسب تفاوت الثاني، أما الوزر فمناطه الخوض في محرمات الله تعالى كيفما كان السبيل إلى هذه المحرمات، وليس لأحد أن يشكو من وعورة الطريق الذي كان من حظه فقط، مادام أنه قادر على الصبر، وما دام الاجر متفاوتا بينه وبين الآخرين حسب تفاوت الصبر ومدى شدته.

فإذاً خير وقاية يتحصن بها المؤمن من مثيرات المجتمع وعثراته إنما هو الصبر، إذ هو محور التكاليف الإلهية وأساسها، ألا ترى إلى قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}
واعلم أن مسالك العبودية لله تعالى متنوعة متعددة، وكل منها ينهض عوناً للآخر، فإذا تكامل الدين في حياة الانسان، وأخذ نفسه بسائر أحكامه وضوابطه، كان له من ذلك عون على إخضاع أهوائه وشهواته لأحكام الله عز وجل.
والذي يعين المسلم على الصبر شيء واحد، أن تتكامل جوانب الإسلام في حياته {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}

فإن على الذي تهيجه المثيرات الجنسية ولا يملك سبيلا للصبر على أوامر الله تجاهها، أن يعود إلى إيمانه باليوم الآخر وبما فيه من حساب وجزاء بالتقوية والتجديد، فإنه لم يعدم لديه وسيلة للصبر إلا لشك أو ضعف أصاب يقينه بيوم الجزاء، وكلما ازداد المرء يقينا بهذا اليوم، ازداد قلبه شعورا به ورهبة منه، فازداد بسبب ذلك قوة على الصبر والصمود.

ثم إن عليه بعد ذلك أن يتخذ من إيمانه هذا سلما إلى محبة الله عز وجل، وتفريغ قلبه مما سواه، فلا يرغب إلا في فضله، ولا يرهب إلا من بطشه.
« آخر تحرير: 2008-09-19, 13:54:10 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #33 في: 2008-09-19, 14:03:08 »
يعني يا شباب ويا صبايا
الحل الوحيد هو الصبر ثم الصبر ثم الصبر
والاجر على قدر الصبر والمشقة..
ولا عذر لمن لم يصبر ووقع في المعاصي... لان الله تعالى كلفك بالصبر، والله لم يكلف الانسان بشيء الا وهو يعلم سبحانه وهو خالق الانسان ان هذا الشيء في وسعه (لا يكلف الله نفسا الا وسعها)

طيب ومن أين نأتي بالصبر؟
من تقوية الإيمان

وكيف نقوي الإيمان؟
بتطبيق كل أحكام الاسلام والتزام الطاعات والبعد عن كافة المنكرات .. لأن جوانب الدين يقوي بعضها بعضا...
فالتي تستصعب الحجاب مثلا، تزيد من صلاتها ونوافلها وقراءة القرآن، وتتصدق وتبذل المعروف والعون للمحتاجين، وتحتشم بقدر طاقتها في ثيابها وسلوكها... إلى ان تكتسب من هذه الطاعات قوة إيمانية تهون عليها اتخاذ موقف الحجاب..
وقيسوا على ذلك بقية تكاليف الدين....

علينا أن نعرف ان الطاعات تشحن إيماننا وتقويه... فنستطيع بالازدياد من الطاعات والعبادات أن نكتسب قدرة على اتخاذ المواقف الأصعب
وأن المعاصي تضعف طاقتنا وتفنيها... فنحاول اجتنابها قدر الامكان، فنبتعد عن الاختلاط، والكلام الذي لا ضرورة له مع الجنس الاخر، ونغض ابصارنا، ونبتعد عن العصبية والغضب وسوء الخلق مع من حولنا من اخوة واصدقاء، وخاصة الوالدين... ونتقن عملنا، ونخفف من اضاعة الاوقات

 بمعنى أخر
كانت استاذتي تقول لي اذا كنت تفتحين الحنفية لتملأي اناءك، ولكن الاناء مثقوب ثقبا واسعا... فمهما بقيت الحنفية تجري بالماء العذب لن يمتلئ الاناء ابدا
فلا بد ان تسدي الثقوب، ليتجمع الماء في انائك

فالاناء هو القلب
والماء الطاهر هو انوار الايمان والطاعات والعبادات
والثقوب هي المعاصي

ياترى اتضحت الصورة؟

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #34 في: 2008-09-19, 16:14:01 »
اتضحت كتير ماما هادية و الله كلامك جواهر

نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل نور الهدى

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 814
  • الجنس: أنثى
  • اللهم إني أعوذ بك من شرنفسي وشر غيري وشر كل ماخلق
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #35 في: 2008-09-19, 17:04:12 »
 طبعا اتضح كثيرا وبالنسبة للصبر والله بدو جهد كبير بس ان شاء الله شوي شوي يصبح باستطاعتنا أن نصبر كثيرا

 وجزاك اله خيرا كثيرا والله هالموضوع جميل جدا...
أنتِ سوريا بلادي       انتِ عنوان الفخامة

     كل من يفديكِ يوما      راعيا يلقى حماها

     أنتِ سوريا بلادي        في محيا الأرض شاما

     من تكوني لي سوايا     ولأعدائي الندامة   ^_*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #36 في: 2008-09-20, 19:51:58 »
اتضحت كتير ماما هادية و الله كلامك جواهر



طبعا اتضح كثيرا وبالنسبة للصبر والله بدو جهد كبير بس ان شاء الله شوي شوي يصبح باستطاعتنا أن نصبر كثيرا

 وجزاك اله خيرا كثيرا والله هالموضوع جميل جدا...

وفقكما الله تعالى... وأعانكما بمدد من عنده

ونتابع معا قراءتنا في هذا الكتاب الجميل... ومع قصة ذات عبرة أوردها الدكتور البوطي




*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #37 في: 2008-09-20, 20:00:40 »

قصة ذات مغزى


 جمعتني صحبة السفر في السيارة بشابين تعارفا ثم انطلقا يتحادثان. قال أحدهما للآخر-وقد عرّف نفسه بأنه واحد من هؤلاء العرب الذين هاجروا لأمريكا من أجل الرزق- إنه يشتغل في بعض الاعمال الميكانيكية، ويحصل في كل شهر على ما يقارب 900 دولار، ولو علم أن العمل في كسح القمامة يغنيه بدولار زائد لما تردد في ممارسة هذا العمل بسعادة وسرور! .. ثم أتبع ذلك بقوله: إن العنجهية العربية لامعنى لها أمام الهدف الذي هاجرت من اجله، وإنما هاجرت من أجل الدولار.

 :emoti_17:


سمعت كلام هذا الشاب بإحساسي كله، ورأيت فيه عبرة عظمى لكل معتبر.
أجل... إن التعلق بالغاية يذلل جميع العقبات القائمة دونها، مهما كانت الغاية في سموها او دنوها. وإذاً فإن الذي يقعد عن السير شاكيا لك وعورة الطريق، إنما يعبر لك في الحقيقة عن عدم تعلقه بالغاية، وبتعبير آخر، فإن الذي يستسلم لمهيجات الجنس ودافع الانحراف معتذرا بأنه صبر وصابر فلم يتحمل، يجانب الحقيقة في كلامه، وإنما عذره الحقيقي أنه غير متعلق بالوصول إلى مرضاة الله عز وجل.


إن صبرك أخي الشاب على ما تراه وتعانيه ليس أشق من صبر ذلك الرجل على مفارقة الأهل والوطن ومعاناة التشرد والغربة وتحطيم المكانة والتضحية بالسمعة، ولكن الخلاف الذي بينكما إنما هو في مدى  تعلق كل منكما بالغاية .. إن تعلقه بالدولار الذي غامر من أجله أشد من تعلقك بخالقك الذي تدين لحكمه.

غذ هذه العلاقة بينك وبين خالقك بذكر الله في البكور والآصال ، والهج بتسبيحه واستغفاره بين الحين والآخر، والتجئ إليه بالدعاء والضراعة النابعين من الأعماق، وتذكر أنه {من يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب}.. إن الله يحب أن يسمع نجواك وضراعتك أيها الشاب، وأن تتحقق بأسمى درجات العبودية له ، فتعفر الوجه في سجود طويل له على التراب، يمتزج فيه دعاؤك بنشيج البكاء، وتعرض له ضعفك المتناهي  وذُلـّك الذي يثير الرحمة والعطف، فإنك إن فعلت ذلك هيأ لك الله من أمرك رشدا، وأراك من برهانه العظيم قبساً كالذي أراه ليوسف عليه السلام من قبل.

*أما مشكلات البيوت –وأكثرها يقوم على التناقضات التي تثور ما بين الشاب المسلم وأهله المتهاونين أو المخاصمين للدين- فلا أرى من سبيل إلى حلها إلا سبيل الحكمة واللين والابتعاد عن العنف مهما اضطرت الظروف. غير ان كثيرا من الشباب يرون انفسهم عنصرا غريبا في الدار، فيمضون في معاملة اهليهم على هذا الاساس، فلا يلتقي الشاب أهله إلا مارا في طريقه إلى غرفته، ليدخلها ويغلق بابها على نفسه، أو جالسا معهم على مائدة الطعام تحت دافع من الضرورة القصوى، ثم هو في سائر أوقاته منعزل عنهم، لا يكاد يشاركهم في شعور او حديث أو فرحة أو مناسبة.

فلتعلم يا اخي الشاب أن هذا التصرف خطأ كبير

إنك بهذا العمل تكرس في أفئدتهم مزيدا من عوامل الخصومة لك وأسباب الكراهية للدين.

إنك لن تستطيع ان تهدي أبويك إلى صراط الحق عن طريق التأبي عليهما والترفع عن واقعهما أو الانكماش عنهما وإرسال ما يشبه نظرات الزجر والتأديب إلى تصرفاتهما، فخير من ذلك كله ان تضاعف البر لهما من ذاتك، وأن تشعرهما بسلوكك، أن الدين في حياتك لم يزدك إلا حبا لهما، وسعيا على خدمتهما، وتفانيا في إسعادهما.

ولا ينبغي ان تفهم من كلامي هذا أن لك أن تغمض العين عما لا يروق لأبويك من أحكام الله تعالى، في سبيل برهما، وان عليك بدلا من العزلة عن الأسرة أن تشهد معاصي أفرادها وتجالسهم على منكراتهم، بل ينبغي ان تعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن الذي يجب أن يلفت اهتمامك البالغ هو دقة التطبيق لقوله تعالى: {فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}




 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل نور الهدى

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 814
  • الجنس: أنثى
  • اللهم إني أعوذ بك من شرنفسي وشر غيري وشر كل ماخلق
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #38 في: 2008-09-20, 21:01:51 »
اي والله هذه القصة جميلة جدا ومغزاها أجمل   تسلم يداكي...    ^_^
أنتِ سوريا بلادي       انتِ عنوان الفخامة

     كل من يفديكِ يوما      راعيا يلقى حماها

     أنتِ سوريا بلادي        في محيا الأرض شاما

     من تكوني لي سوايا     ولأعدائي الندامة   ^_*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: الإسلام ومشكلات الشباب
« رد #39 في: 2008-09-20, 23:38:58 »
يسلمو ايديكي ماما هادية قصة جميلة جدا و لها معاني كثيرة

نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي