المحرر موضوع: ملخص كتاب "حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية"  (زيارة 45407 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
( 4 ) في التربية


الدين في الغرب علاقة بين العبد والرب ، محلها القلب ، ولا علاقة لها بواقع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، التي يشترك فيها صاحب الدين مع المتخلي عن الدين مع المتمرد على الدين ، كلهم بطريقة واحدة ، وبنسب متساوية ! فيصبح الدين مزاجا شخصيا لا يؤثر في واقع الحياة العملي !
هذه هي الصورة " العلمانية " للدين

ولكن الدين في الإسلام هو الحياة. إنه العقيدة المستقرة في القلب ، والوجدان الذي يحرك الشعور ، والعبادات التي توجه لله سبحانه وتعالى وحده بلا شريك ، والشريعة التي تحكم السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر والسلوك الفردي والاجتماعي ، وتحدد لكل شيء في حياة الإنسان حدودا لا يتعداها، وهو كذلك عمارة الأرض بمقتضى المنهج الرباني.

وفي كل مجال من مجالات الحياة له تشريع أو توجيه بحيث لا يخرج شيء على الإطلاق عن أحوال الشريعة الخمسة : إما حلال وإما حرام وإما واجب وإما مستحب وإما مكروه .
ومن ثم فإن " التربية الإسلامية " لا تشمل العقيدة وحدها.

لقد كان الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم عمالقة في كل اتجاه : عمالقة في سياسة الحكم ، عمالقة في الحرب ، عمالقة في العلم ، عمالقة في الأخلاق ، وكانوا هم ، وذراريهم الذين تربوا على أيديهم من بعدهم ، سادة العالم وقادته ورواده وهداته إلى النور .

هذا المعنى الواضح للتربية الإسلامية لم يعد واضحا في أذهان الكثيرين اليوم بسبب:
1- المفهوم الغربي "للدين"
2- الواقع السيئ الذي يعيشه المسلمون اليوم
3-  الجماعات الإسلامية التي انبثقت عن الصحوة الأخيرة لم تستوعب هي نفسها كل معاني التربية الإسلامية، لتعرضها واقعا يقنع الناس بحقيقة هذه التربية، بل زادت فتصارعت فيما بينها وتنابذت ، فأعطت المثل السيّء، الذي يزيد الناس بعداً عن تصور الحقيقة .

ولا ننكر أن الغرب برعوا في بعض جوانب التربية :
فقد أجروا من التجارب التربوية الجادة الدقيقة المؤسسة على قواعد البحث العلمي الصحيح ما أعطاهم حصيلة عملية يستطيعون أن يستندوا إليها وهم يقدمون نظرياتهم التربوية، وهم يتابعون أبحاثهم، ولا يقعدهم الوصول إلى نتائج معينة عن إجراء تجارب جديدة
وكل تلك إيجابيات يجب أن نستفيد منها، ولكن يجب في الوقت ذاته أن ننظر في الحصيلة النهائية لمناهج التربية عندهم ، لنعرف ماذا نأخذ منها وما ندع.

الحصيلة هي إنسان ذو شخصية فريدة بارزة ، واثقة من نفسها ، إيجابية ، لا ترهب التجربة ، ذات نزوع عملي ، وذات قدرات متنامية ، متحملة لمسئوليتها ، منظمة ، متقبلة للنظام، قادرة على التعامل مع الآخرين بقدر عال من التهذيب ، وبأقل قدر من الاحتكاك ، وقادرة على بذل الجهد ، وعلى المثابرة في بذل الجهد حتى تتحقق الغاية ..
وفي الوقت ذاته هو إنسان عالمه هو الحياة الدنيا ، قلما يؤمن بالآخرة أو يفكر فيها ، شديد الرغبة في الاستمتاع بكل لحظة تمر به ، لا يبالي في استمتاعه بحلال أو حرام ، بل هو يستحل كل متاع يخطر في باله ، ويسعى إلى تحقيقه ، شاذا أو سويا ، ويرى أن ذلك من حقه الطبيعي ، وداخل في حريته الشخصية ما دام لا يؤذي الأفراد الآخرين ، الذين لهم مثل حقوقه ، ولهم أن يفعلوا بأنفسهم ما شاءوا .
وفي الوقت ذاته كذلك إنسان معرض لكثير من حالات القلق والأمراض العصبية والنفسية ، وإدمان الخمر وإدمان المخدرات .. وليست الجريمة منه ببعيد !

ونقطة الخلل في مناهج التربية الغربية: هي النظرة إلى " الإنسان " ..فهو الحيوان المتأله ، الذي يعيش لدنياه ، ولا يؤمن بآخرته .

يقول الحالمون من قومنا : نأخذ إيجابياتهم ونترك عيوبهم وانحرافاتهم ..وهو حلم جميل.. ولكن  ما باله لم يتحقق خلال قرنين من الزمان جرى فيهما العالم الإسلامي لاهثا وراء الغرب لينهل من منابعه ؟!

الصواب:
في التربية نحن نملك المنهج الأعلى ، لأنه المنهج الرباني البريء مما يعرض للبشر من قصور وخطأ في الرؤية .. ولكنا نحتاج إلى استنباطه مرة أخرى من منابعه وأن نستنبط الوسائل التي تعيننا على تطبيقه في عالم اليوم، ويمكن أن نأخذ الأساليب من الغرب ونطوعها لما نريده نحن من تطبيق المنهج الرباني. وتلك هي مهمة المشتغلين بالتأصيل الإسلامي لعلوم التربية، والذين ينبغي– بداهة – أن يكونوا هم أنفسهم عميقي الإيمان بالمنهج ، واعين في الوقت ذاته إلى مكنوناته ، مجتهدين في اكتشاف أسراره ، جادين في الدعوة إليه ومحاولة تطبيقه .

والحصيلة التربوية لهذا المنهج – متمثلة في الجيل الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم – هي " الإنسان الصالح " في أعلى صورة يكون عليها الإنسان الصالح في واقع الأرض، فهو إنسان متوازن، مجاهد، عامل، متعاون متكافل، عزيز، عفيف.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

( 5 ) في الدراسات النفسية

تقوم دعوى الموضوعية في الدراسات النفسية على أساس أن معظم أبحاث علم النفس اليوم قد أصبحت تجريبية ، تجري في المعمل ، ويقوم الباحثون بتحليل النتائج تحليلا " علميا " فلا يكون لهم فيها موقف ذاتي.
وهذا المنهج في الدراسات النفسية مملوء بالثغرات التي يجب أن يتجنبها التأصيل الإسلامي.

الثغرة الاولى: اننا إذا تصورنا النفس البشرية طبقات – أو مقامات – فأي طبقاتها هي التي يمكن أن تدخل المعمل ، ويتم فيها التجريب ؟ لا شك أنها الطبقات القريبة من الحس ، كمعامل التعب ، ومعامل الانتباه ، وقياس الذكاء ، والميول التي يمكن أن تشاهد أو تحصى أو تقدم عنها استبيانات ( على فرض أمانة المشاركين في الاستبيانات في تقرير حقيقة أوضاعهم ، وعدم اللجوء إلى التظاهر بما يعتقدون أنه مستحسن عند الناس ! ) .
ولكن هل تنتهي النفس البشرية عند هذه المقامات ؟ وهل هذا هو أهم أو أثمن ما في النفس البشرية ؟
حقا إننا من الوجهة العملية قد نستفيد فوائد كثيرة من مثل هذه التجارب – وخاصة في مجال التعليم – لأنها تجعلنا على بينة من أفضل وسائل الأداء لتحقيق الهدف الذي نريد تحقيقه ، فلا نضيع جهدا يمكن أن نوفره ، ولكن .. في نطاق محدود من النفس ، وجوانب محدودة من الحياة !
ولا شك أن جنوح الغرب في واقعه المعاصر إلى الجانب النفعي ( البراجماتي كما يسمونه Pragmatic ) هو الذي جعل هذه التجارب – ونتائجها – تجد صدى واسعا عندهم ، لأنها تلبي أهدافهم في المحيط الذي يعيشونه ويهتمون به ..
ولكن هل هذا هو " الإنسان " كما يجب أن يكون ؟
هل تقف اهتمامات " الإنسان " السوي عند الأوضاع المادية والمجالات النفعية ؟ أو عند الحياة الدنيا ؟

الثغرة الثانية: في العينة التي يجرون عليها تجاربهم لأنها ليست ممثلة للنوع البشري كله تمثيلا صادقا بحيث تعمم النتائج المستخلصة منها على كل البشرية
إنها بحكم الواقع محصورة في هذا الجيل ، وفي بقعة واحدة من الأرض ، هي التي تجري فيها التجارب في الوقت الحاضر . فمن قال إن الغرب هو كل البشرية ؟ ومن قال إن الحاضر هو كل التاريخ ؟! وبالتالي : من يقول إن النتائج التي تستخلص من هذه التجارب نتائج نهائية كالنتائج التي تجري على المادة ، أو حتى على الحيوان ؟
إنما ينقصها لكي تكون معبرة عن هذا الجيل أن تجري في أماكن مختلفة من الأرض ، من بيئات مختلفة ، من ثقافات مختلفة ، من عقائد مختلفة ، من رواسب تاريخية مختلفة.
ولا يجوز لنا أن نهدر الكم الهائل من المعلومات التي حصلنا عليها من هذه التجارب ، ولا الفوائد العملية التي جنيناها منها ، إنما فقط علينا أن نتواضع بعلمنا ، ونعلم منذ البدء أن هناك آفاقا من العلم بالنفس البشرية لا تصل إليها تجارب المعمل ، ولا بد من الرجوع فيها إلى علم فوق علم الإنسان .

الثغرة الثالثة: المدارس النفسية او النظريات التي يبنى عليها علم النفس:
1- علم النفس التحليلي ، الذي يمكن أن نطلق عليه بحق علم تبرير الجريمة! أو علم تزيين الجريمة ! فهو يسقط الإرادة الضابطة في الإنسان، ويفسر الأمور على أساس جبرية نفسيه لا تدع للإنسان مجالا للاختيار .. هذا في مجال تبرير الجريمة. ثم يدعو إلى إطلاق الشهوة البهيمية على أنها علاج للكبت .. وهذا في مجال تزيين الجريمة. وفي كلا المجالين يتعامل مع الحيوان وليس مع الإنسان.
2- فرويد والتفسير الجنسي للسلوك البشري: على الرغم مما تكشف للناس من التزييف الواضح في نظريات فرويد، ومن اعتماده في نظرياته على المرضى والشواذ، وتعميم الملاحظات المستقاة من حالاتهم على الأصحاء والأسوياء (1 ) ، فما زالت السموم التي بثها قائمة في مجالات كثيرة، من بينها العيادات النفسية.
3- المدرسة السلوكية: وحين توارى فرويد عن مكان الصدارة في الساحة، خلفته مدرسة أخرى لا تقل عنه سوءاً في تصورها وتصويرها للإنسان . وهي المدرسة السلوكية التي لها السيادة اليوم في الدراسات النفسية، والتي تعتمد اعتمادا أساسيا على تجارب المعمل، ولكنها تستمد تجاربها أساساً مـن عالم الحيوان، ثم تجريها – بنجاح ! – على عالم الإنسان !
كلتا النظرتين : نظرة فرويد ونظرة السلوكيين ، تفسر جوانب من الإنسان، ولكنها لا تحيط به، ولا تستطيع أن تفسر المقامات العليا من النفس البشرية، التي لا تصل إليها "جنسيات" فرويد، ولا تجارب السلوكيين .


:rose::: :rose::: :rose::: :rose::: :rose:::


لا مناص لنا عند التأصيل الإسلامي في الدراسات النفسية من الرجوع إلى المصادر التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، لتكون أساسا لأبحاثنا ومنطلقا لدراساتنا وتجاربنا . وبالرجوع لها نجد:
1- أن الله أودع في فطرة الإنسان أن يعرف خالقه ويتوجه إليه بالعبادة ( أي الدين )، وأن بعض الفطر تعتل " فيطبع " الله على قلوبها ، فتضل عن خالقها فتعبد سواه.
2- أن الله خلق في الفطرة نوازع شتى، هي بمثابة الدوافع التي تدفع الإنسان للعمل والنشاط ليحقق مهمة الخلافة التي خلق لها، والتي من مهامها عمارة الأرض.
3- أن الله لم يترك الإنسان مع هذه الشهوات بلا قدرة على الضبط، فالإنسان السوي يستخدم الدوافع والضوابط معا فيتوازن وتستقيم حياته،  أما إذا أحجم عن استخدام الضوابط الفطرية فإنه يهلك بشهواته.
و "الصحة النفسية" بالنسبة له هي أن يكون كيانه كله : فكره ومشاعره وسلوكه في الاتجاه الذي يحقق غاية وجوده
4- أن الإنسان ليس أحادي الاتجاه كالحيوان ، إنما هو مزدوج الاتجاه ( كما أنه مزدوج التركيب ) ومن أجل ذلك فإن له في كل لحظة وفي كل حالة طريقين اثنين يختار أحدهما، أحدهما يوصف بأنه خير والآخر يوصف بأنه شر، وقد وهبه الله القدرة على التمييز بين الطريقين، والقدرة على اختيار أحدهما.
5- أنه كائن أخلاقي بطبيعة تكوينه، بسبب وجود هذه الخاصية فيه ، لذا فأعماله ذات قيمة أخلاقية مصاحبة لها.
6- أن في تكوين النفس الإنسانية "خطوط متقابلة" مثل الحب والكره، والخوف والرجاء، والإيمان بالمحسوس والإيمان بما لا تدركه الحواس، والفردية والجماعية، والواقع والخيال، والسلبية والإيجابية .. وكل منها قوة ضاغطة أو جاذبة، فإذا كان كل منها في مكانه الصحيح اعتدل الإنسان وتوازن أما إذا اختلت أو اختل بعضها في النوع أو المقدار فهنا يفقد الإنسان توازنه ، ويحتاج إلى تقويم ( 2) .


:rose::: :rose::: :rose::: :rose::: :rose:::

تلك خلاصة سريعة للتصور الإسلامي للنفس البشرية .. وواضح أنه يختلف عن التصور الغربي السائد اليوم في أمور أساسية، وإن التقى معه في بعض الجزئيات. ومهمة الباحث المسلم في الدراسات النفسية أن يستحضر معه دائما هذا التصور الإسلامي، ثم ينطلق منه ليبحث في جميع المجالات التي يشملها علم النفس، وخاصة في مجال التربية والتعليم، وفي مجال الدعوة، وهي التي تهم الباحث المسلم بصفة رئيسية.

موضوعات مقترحة:
وإن من الموضوعات التي يجدر بالباحث المسلم أن يعكف عليها ويوليها اهتمامه، هذه الموضوعات على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر :
-   تأثير العقيدة في تشكيل النفس الإنسانية .
-   تأثير العقيدة في إنشاء حالة الاتزان العاطفي والسلوكي عند الإنسان .
-   تأثير العقيدة في دفع الإنسان إلى بذل الجهد والمثابرة عليه .
-   الظاهرة الروحية عند الإنسان ( التليباثي – الاستشفاف – الرؤيا الصادقة).
-   الإيمان بالغيب عند الإنسان وتفرده به عن الحيوان .
-   مكان الدين من الفطرة .
-   نشأة الضمير عند الطفل .
-   نشأة القيم العليا في الفرد والمجتمع .
-   دور العقيدة في علاج الاضطرابات النفسية والعصبية .
-   التكوين النفسي للرجل والمرأة ، وعلاقة هذا التكوين الفطري بالدور المنوط بكل منهما ، وهل هما متماثلان أم متكاملان مع الاختلاف .
وفي كثير من هذه الموضوعات سيجد الباحث المسلم نفسه رائدا .. وسيجد نفسه في أحيان كثيرة يسبح ضد التيار . فليعزم العزمة الصادقة وليمض في الطريق !

______________________________________

( 1)  لا يرى فرويد أن هناك في البشر من هو سَوِيّ ! ويقول صراحة إن كل الناس مصابون بهذا النوع أو ذاك من الأمراض النفسية والعصبية . وقال في كتاب " Three contributions " " ص 32 " نحن جميعا مصابون بالهستريا إلى حد ما ! We are all hysterical to some extent
(2 )  اقرأ إن شئت فصل " خطوط متقابلة في النفس البشرية " من كتاب " دراسات في النفس الإنسانية " .
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بين الواقع والمثال

أنا أدعو إلى الاطلاع على ما عند الغرب ، ولكنّ هناك فرقا بين اطلاع المأخوذ ، الذي يتلقف كل شيء يجده هناك كأنه غنيمة عثر عليها ، وبين اطلاع المستبصر بنور الإسلام ، الذي يعرض عن الغث ، وينتقي الثمين .
وجزء من حالة الغثاء التي تعيشها الأمة اليوم ، راجع إلى غلبة الفكر الدخيل ، وتلقفها له على أنه طريق الخلاص ، بينما أصحابه أنفسهم قد بدءوا يحسون بما فيه من عوج ، ويبحثون عن البديل !

والبديل هو الإسلام !

هو الذي أنزله الله ليصحح خطى البشر على الأرض ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور :
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (1 ) .

والمسلمون أولى الناس أن يعوا إسلامهم ، ويرجعوا إليه .
والتأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية جزء من الوعي المطلوب ، يحتاج أن يُبْذَلَ فيه الجهد ، ليؤتي ثماره مع الدعوة إلى الله ، ولو على المدى الطويل .. فطريق الدعوة كله طويل ، ولكنه هو الطريق الواصل بإذن الله :
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ( 2) .


انتهى ملخص الكتاب بحمد الله
________________________________________________
( 1)  سورة المائدة [ 15 – 16 ] .
( 2)  سورة الصف [ 9 ]
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
انتهى ملخص الكتاب وأنتظر تعليقاتكم

ام انني تعبت ولخصت ونقلت على الفاضي ولم يقرأ احد؟

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
قريبا بإذن الله سيبدأ التعليق  ::)smile:جزاك الله كل خير وفتح عليك emo (30):

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
جزاك الله خيرا يا ماما هادية  ::ok::

بس طولي بالك علينا , لا تخافي تعبك ما رح يروح على الفاضي  ::)smile:
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

حازرلي أسماء

  • زائر
جزاك الله خيرا يا ماما هادية  ::ok::

بس طولي بالك علينا , لا تخافي تعبك ما رح يروح على الفاضي  ::)smile:



 emo (30): emo (30):

جواد

  • زائر
جزاكم الله خيرا كثيرا،

ومعذرة على التأخر فى المتابعة والقراءة ..  :blush::

ان شاء الله أعود للتعليق بعد قراءة ما فاتنى ..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
طيب بانتظاركم

 em10::

بس بصراحة بصراحة يعني
اتسدت نفسي

وبعد ان كنت انوي ان الخص كتابا كل شهر او شهرين
بطلت  :emoti_144:

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

امينة

  • زائر
ماما هادية

وعد عشان اعود و أقرأ هذا الملخص الرائع  :blush::

 قرأته في عجالة بحتا عن اجابة سؤال المسابقة فأكتشفت الكتير من المعلومات المفيدة  ::happy: ::ok:: ::ok::


جزاك الله الف خير  emo (30):


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
هل انتهى احدكم من قراءة الموضوع؟

معلش ولو دون مناقشة، بس أطمن ان الملخص تمت قراءته والاستفادة منه
  ::cry::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
لم انته بعد من قراءة هذا الموضوع لأنه يريد ذهنا صافيا للاستيعاب .. ولكنني أسجل هنا لكي لا أنسى استكماله فيما بعد إن شاء الله

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
لم انته بعد من قراءة هذا الموضوع لأنه يريد ذهنا صافيا للاستيعاب .. ولكنني أسجل هنا لكي لا أنسى استكماله فيما بعد إن شاء الله

يعني سيكون حالك أفضل من حالهم   ::what::

طيب

سنرى


 em10::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
تسجيل حضور أنا أيضا  :emoti_282: :emoti_143:


غير متصل أبو الحسرة

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 82




ولكن النصرانية التي نشرها بولس في أرجاء أوربا كانت عقيدة بلا شريعة ، إلا ما كان متعلقا منها " بالأحوال الشخصية" وبقي التشريع المهيمن على الحياة في ربوع الإمبراطورية الرومانية هو القانون الروماني ، لا قانون السماء ، بكل ما في القانون الروماني من رق وإقطاع وطبقية وحرمان للمرأة من الكرامة الإنسانية .
وحين يخلو الدين من التشريع ، ويصبح عقيدة فحسب ، فإن علماءه وفقهاءه يتحولون إلى "رجال دين" أي إلى "كهنة"، وسرعان ما يتحول الكهنة إلى وسطاء بين العبد والرب ، وتكون لهم قداسة ، ويكون لهم على قلوب الناس سلطان .. فيبدأ الطغيان !
وحدِّث عن طغيان الكنيسة الأوربية ولا حرج !


_________________

لهذا ضموا العهد القديم إلى العهد الجديد.. لافتقادهم للشريعة والأحكام

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
وأنا كمان ... تسجيل متابعة لقراءة الموضوع بتركيز ... ولو إني متأخرة كتير .



جزاكِ الله خيراً ماما هادية
لا إله إلا الله.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
وإياك أختي الحبيبة

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
أم عبد الهادي...... في مكتبتي رفّ كامل تشغله كتب الأخوين قطب............

تعرفّتُ على كتابات محمّد قطب منذ حوالى سنتين....... اقتنيت فيهما أكثر ما كتب...... وكالعهد بكلّ كاتب تتكرّر الأفكار في كل كتاب...... فالكاتب يحبّ أن يعرفنا في كتابه الأوّل أن الواحد بعده اثنان وبعد الاثنين ثلاثة....... وفي كتابه الثاني يعرفنا أن الثلاثة قبلها اثنان والاثنين قبلها واحد....... وفي كتابه الثالث يعرفنا أن الاثنين بين الواحد والثلاثة....... وعود على بدء........ وعبارات مكرورة...... وأعراض وسواس....... وما يمكن تلخيصه في (معركة التقاليد) يجري مطّه في (التطوّر والثبات في حياة البشرية)....... وتسويّته في (الإنسان بين المادّية والإسلام)........ وزفافه في (مذاهب فكرية معاصرة)..... وسلقه في (هل نحن مسلمون)...........

كتب محمّد قطب يمكن أن تختصر في حجم أصغر بكثير......... إذا تحاشينا التكرار والتشنّج...... هناك كتب ذات موضوعات متميّزة فعلًا....... (شبهات حول الإسلام)...... و(مغالطات)...... و(معركة التقاليد)............ وكتب هي مجرّد تنويعات على ألحان قديمة.....

الأمر نفسه يتكرّر مع الدكتور المسيري........ وبشكل سافر في مجلديه عن العلمانية..........

السادة الكتاب!..... قليلًا من المراجعات!

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
هذه الملاحظة صحيحة يا عبد الرؤوف، لكنني اعتقد ان السبب ان الكاتب يفترض في كتابه ان القارئ قد لا يكون قرأ له كتابا غيره، فهو يريد ان يذكر فيه كل المعلومات المتعلقة بالموضوع دون ان يحيل الى كتب اخرى...
اضافة الى انك يجب ان تراعي التسلسل الزمني لهذه الكتب، فغالبا يكون الكاتب قد بسط القول في كتاب متقدم، ثم اوجزه في متأخر، او اوجز في متقدم ثم توفرت له معلومات او وقت او حاجة جعلته يسهب ويبسط القول في كتاب اخر
وهذا الضيق الذي تشعر به لن يجسه الا من حرص مثلك على اقتناء جميع الكتب لمؤلف واحد...  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
أخشى أن يكون في كلماتي سوء أدب....... أيها الإخوة.... لقد أفدتُ من كتب الشيخ محمد قطب إفادة جلّى....... كانت بداية جدّ موفّقة...... كتُب محمّد قطب ملأى بالحديث عن فرويد وماركس ودارون ودوركايم....... وتتبنّى نظرية المؤامرة اليهودية....... وهي رؤية مغايرة بالكامل لرؤية الدكتور المسيري الذي يفسّر سلوك اليهود في ضوء مصطلح الجماعة الوظيفية....... يهود القرآن الكريم في نظر المسيري بادوا....... فيهود اليوم ليسوا بني إسرائيل وقلّ أن تجد فيهم من يفقه ديانته أو يتقيد بأحكامها........ يهود اليوم جماعات وظيفية....... تشغل مهنا ذات طابع مشين (الدعارة والربا) أو كريه (جباية الضرائب) أو مهيب (الطب والكهانة)........ وهذا ما يعزلهم عن الناس ويترك عنهم انطباعا سيئا ويحدوهم إلى العزلة.......

في المقابل يُعِدّ اليهود -عند قطب- عددًا من أبنائهم للقضاء على البشرية..... بردّ الإنسان إلى حيوانيّته........ واعتباره ضحية معاملات اقتصادية أو رغبة جسدية أو عقل جمعي ظالم.........

أكثر ما يعيب كتب محمّد قطب التكرار والتشنّج.........

كتاب مصطفى محمود (الماركسية والإسلام) يبزّ كل ما كتب محمّد قطب عن الماركسية...... بسهولة عباراته وهدوء نبراته.......

أمّا فرويد الذي وقفتْ كل مقالات قطب النقدية عاجزة أمام بيانه وأوراقه المرتّبة........ فقد تهافتْ فجأة أمام كلام الدكتور المسيري عن ارتباط فرويد بالتراث الصوفي اليهودي (القبالاه)...... الذي يسقط الجنس على كل مقدّس....... فالرب ذكر!!!..... يتزوّج الأرض وأحيانا الشعب....... وله تشكّل أنثوي!!!........ والتوراة توراتان...... توراة الخلق..... وتوراة الفيض....... ولا يخفى صوت الجنس في كلمة الفيض.......... تخلع توراة الخلق أثوابها واحدا وراء واحد حتى تظهر توراة الفيض عارية تماما للعارفين!!!...... وأوصى بعض الحاخامات المصلّين بتمثّل امرأة عارية تماما أثناء الصلاة لتحقيق الخشوع!!!...... وعند اليهود الأرثوذكس فإن المرأة التي تودّ أن تتهودّ عليها أن تتجرّد وتغتسل أمام الحاخامات........!!! وقد مارستْ الكثير من الجماعات اليهودية سلوكيات إباحية مشينة...... لم يسلم منها حتى المحارم!!!......... ومن رؤوس هذه الممارسات شبتاي تسفي الدجال.......

المعذرة من ذكر هذه الأشياء بصراحة....... لكن الذي يقول هذا الكلام عن إلهه وعن كتابه وعن صلاته ووضوئه.... حريّ بأن يقول أكثر منه عن علاقة الأم بولدها والبنت بأبيها......

وإن ساغتْ بعض أفكار فرويد بشكل أو بآخر......
« آخر تحرير: 2011-10-26, 16:34:48 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........