المحرر موضوع: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين  (زيارة 32883 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بحسب ما أعرفه يا تمرة فالفتوحات الإسلامية تكون على النحو التالي:

ترسل الرسائل والدعاة للبلد
فإن قبلوها وسمحوا للدعاة بالدعوة في بلادهم، لا يتم تسيير جيوش لهم .. لان الهدف تحقق، فالدعوة متاحة، ورسالة الله تم تبليغها،  ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...

وإن رفضوا ومنعوا الدعاة من دعوة الناس وتبليغهم، يتم تسيير الجيش الفاتح لهم، فعندما يقترب منهم يخيروا بين ثلاثة أمور:
الإسلام أو الجزية او السيف
الإسلام: لا يعني أن يسلموا جميعا، ولكن أن تفتح البلد للدعاة المسلمين كما قلنا اعلاه (وقد يؤدي خوفهم من الجيش لأن يقبلوا بدخول الدعاة، ورفع الأذان في بلادهم ونشر حكم الله فيها، ومن شاء اعتنق العقيدة والدين ومن شاء بقي على دينه..
والجزية: تعني أن تبقى البلد على حكمها الذاتي كما هي، ولكن تدخل في حلف مع المسلمين، مقابل حصولهم على
حماية الدولة الإسلامية، التي تصبح مسؤولة عنهم، مقابل ما يدفعونه من الجزية، وهي مبلغ ضئيل أقل بكثير من الزكاة المفروضة على المسلمين، ولا تفرض إلا على من يقدر على حمل السلاح، فلا تفرض على الأطفال ولا النساء ولا العجزة..

وإن رفضوا .. فلا قبلوا  بسلام ولا سمحوا للدعاة، تكون الحرب والسيف وهو الخيار الثالث..

في هذه الحالة قد يحارب المسلمون جيوشا في جبهة، فيكون لهم عند النصر ما يتركه الجيش من سلاح ومال ودواب.. وهذه هي الغنائم
أو يحاصرهم في مدينة، وقد يسفر الحصار عن صلح وجزية، وبالتالي سلام ودعوة، أو يسفر عن دخول البلد عنوة... وعندها أعتقد تكون الغنائم هي اموال الحكومة والجيش، وأما ما يمتلكه الشعب فيبقى له وتفرض الجزية على من يقدر على حمل السلاح منهم... (هذه الأخيرة أحتاج لمن يؤكدها لي أو يصوبها)

المهم أن نفهم أن الحروب كانت لحماية الدعاة، وليس العكس... فلو أن الدعاة تحركوا بحرية، ولم يتم الاعتداء عليهم وعلى من يستجيب لدعوتهم، فلا حاجة للفتوحات عندها، كما حصل في الحبشة ودول جنوب شرق آسيا كلها


والله أعلم، وأتمنى أن يصحح لي أبو بكر أو أحمد


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

تمارا

  • زائر
ما هذا يا ماما هادية؟

 :emoti_428:

وأنا أقرأ كم تمنيت لو أن المناهج المدرسية الدينية تحتوي على مثل هذه الموضوعات، وبأسلوب بسيط واضح وراق كأسلوبك يا ماما هادية، ما شاء الله.
ليست المسألة أن يحفظ طلابنا تاريخ الغزوة وبعض المعلومات حول من استشهد ومن قُتل -وهذا مهم- ولكن أن يعلم علام حصلت تلك المعارك، فهذا ديـن وليس مجرد وقائع قتالية حصلت!
-
التأسيس البسيط والراسخ.
-
وإضافة لما ذكرته يا ماما هادية نحتاج إلى الأمثلة المفصلة ( رسائل الدعوة، الغزوات، المعارك الخارجية، الفتوحات، الجزية، المغانم.. وكل ما يتعلق بهذا الجانب ) التي ستجعل الصورة أمامنا جلية بإذن الله تعالى.


..

إذن الرفض والقبول يتعلق بشكل أساسي ورئيسي بنشر الدعوة لا بالدخول في الإسلام، يعني تسيير الجيوش للقتال لا يكون لأجل إكراه الناس على دخول الإسلام بأي حال من الأحوال -هذا ليس خيار بل فرية عظيمة من أعداء الإسلام-، هذا أصبح الآن جميل ومفهوم وواضح إن شاء الله يا ماما هادية  emo (30): إنما لدي بعض التعليقات بخصوص الحُكم والمغانم.  

بالنسبة للحكم:..

هل نفهم من عبارة رسول الله عليه الصلاة والسلام "أسلِم تسلم" في رسائله إلى حكام الدول أكثر من معنى؟
أي..
(1) المعنى الأول: أسلِم طوعاً (أنت أيها الحاكم بشكل شخصي) واحكم دولتك بشرع الإسلام، وادعُ إلى الإسلام تحيـا السلام الحقيقي المتكامل في ظل دين الإسلام فتسلَم في دنياك وآخرتك.
أو
(2) إن لم تختَر الإسلام ديناً لك (أنت أيها الحاكم بشكل شخصي) ورفضت أن يكون حكم الدولة هو شرع الإسلام، فاستسلم لوجودنا في بلدكم ( كدعاة ) ولا تحاول منعنا من الدعوة السلمية للشعب إلى الإسلام ولا تقاتلنـا ولا تتآمر علينا وادفع الجزيـة وبهذا:
- تَسلَم من قتالنا إياك.
- وتبقى حاكماً في دولتك.
- وتحكم وفق شرعك الباطل ولن نفرض شرع الإسلام على دولتك.

وبهذا تَسلَم.
وفي كلا الحالين المسلمون موقفهم قوي مهيب.

هل ما ذكرته صحيح؟


وبالنسبة للغنائـم ( المغانم )..
أعتقد أننا سنفهمها أكثر لو كان بين أيدينا أمثلة فيما يتعلق بفتوحات البلدان لا المعارك الخارجية التي عادة تسبق الفتـح.
وفتـح مكة هو أفضل نموذج لدراسته، وهو نموذج رائع حقاً ليت البشرية تحتذي به.. ما رأيك؟ ماذا كانت مغانم المسلمين في فتح مكة داخل حدود مكة ؟

بالنسبة للأموال والممتلكات الحكومية، فهناك أموال وممتلكات للشعب تحت إمرة الدولة، فهل هذه مغانم ؟!
أما الحاكم نفسه وأعضاء حكومته فلهم أيضاً حقوق شخصية من الأموال والممتلكات ولهم امتيازات حكومية لمناصبهم، فهل هذه كتلك؟

 :emoti_17:  

 
« آخر تحرير: 2009-09-06, 15:34:14 بواسطة تمرة »

أحمد

  • زائر
بسم الله الرحمن الرحيم

أنقل لكم بحث أستاذي - أستاذ دكتور بجامعة الأزهر - بعنوان "آيات القتال في القرآن الكريم" وقد ألقاه في جامعة دمشق هذا الصيف

وهو يوضح مفهوم الجهاد في الإسلام وأسباب القتال وأحكامه


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاك الله خيرا يا أحمد

قرأت الملف المرفق كاملا، وهو يشبه إلى حد كبير ما قرأته للشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن هذا الموضوع، ويزيد عنه بالاستدلال بأصول الفقه ودلالات الألفاظ...

لكن المقال -على جماله ونفعه- لا يجيب على أسئلة أختنا تمرة... وأعيد تنظيم هذه الأسئلة لعلك يا أحمد تفيدنا بإجابة فقهية دقيقة عليها:

1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟


وريثما تأتينا الأجوبة يا تمرة، أتمنى أن تطالعي الروابط التالية، ففيها تفاصيل لعلها تهمك
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1177.msg14353#msg14353
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1177.msg14354#msg14354

ولو استطعت قراءة كل الموضوع، فأعتقد أنه سيعجبك


 ::)smile:

أحمد.. إن كنت أنت من طلعت البحث لأستاذك، فراجعه، لأن به عدة أخطاء طباعية... 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

تمارا

  • زائر


1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟



بالذات النقطة الثالثة أصبحت محتارة فيها، لأني كنت أظن أن الهدف هو تحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد من خلال الدعوة الشخصية للإسلام التي لا إكراه فيها لأحد، ومن خلال فرض حُكم العدل ( شريعة الإسلام ) على نظام الحكم للدولة.

فهناك طغاة يظلمون العباد فهل الإسلام يبقى متفرجاً حيادياً ويكتفي بضمان مجال للدعوة + الجزية ؟!

ها هم أصحاب الأحكام الوضعية الباطلة على مر التاريخ وفي وقتنا المعاصر يقيمون حروباً استعمارية باسم آلهة الحرية والإنسانية ( الباطلة ) فيغيرون دساتير الدول المُستعمَرة بدعوى الفتح والتحريـر، أو يعطون الحكام خياراً آخراً غير عسكري -غير معلن- بحيث يتم الحكم بشرعهم الباطل تدريجياً (كما في أغلب بلدان العالم العربي الإسلامي وبلدان العالم) فيكون الاستعمار ثقافيا، واقتصادياً بالدرجة الأولى .. !
أفيعقل أن يقف الإسلام موقفاً حيادياً جراء ظلم البشر للبشر؟!

يعني بإذن الله تعالى بعد أن يمن الله تعالى علينا بفتح القدس والعراق ونحرر جميع بلادنا الإسلامية من الطاغوت، ألا يوجد شعوب مقهورة غير مسلمة يتم سحقها ومص دمائها لأجل نهب ثرواتها وخيراتها، فيتم إشعال فتيل الحروب الأهلية بين أهلها ( مثل جنوب إفريقيا )، فنرى الحكام يتآمرون على شعوبهم ويلقونهم في غيابة الجهل والمرض والتقتيل ؟!

حتى البلدان الأوروبية والغربية عموماً.. أليس تسخير أهلها ليعملوا كالبهائـم -كما في أمريكا- لتحقيق الحلم الأمريكي، والعمل على تفكيك أسرهم ونشر الرذائل وقتل أنفسهم.. أليس هذا ظلم لهم ؟! أليسوا يحتاجوا أحكاماً تحرم نشر الفواحش والرذائل وأحكاماً تعتقهم من أسر المادية، وترد لهم الكرامة الانسانية في العمل فلا يضطروا للعمل قرابة عشرون ساعة لتأمين "متطلبات الحياة"، فنرى الرجال الغائبين عن بيوتهم والنساء المرهقات والممزقات بين أسرهن وبين العمل لأجل لقمة العيش الملعونة تلك، وينتظرون عطلة نهاية الأسبوع ليعاقروا الخمر ويتعاطوا المخدرات، ومن طبيب نفسي لآخر ؟! أليس هذا طغيان في الميزان؟ أين الإنسان والاعتناء بروحه عبر السمو بنفسه ؟ ألسنا نرى أمراض السمنة القاتلة في أمريكا جراء انتشار الطعام الخبيث فضلاً عن الحرام وانتشار قيم الأكل الخبيثة الطاغية، والله أحل لبني آدم الحلال الطيب ؟! تجارة الأدوية الخبيثة التي هدفها الربح لا صحة الإنسان!   
أليست الأرض تعاني من الاحتباس الحراري، وينذرنا علماء البيئة بخطر يحيط بتدمير الأرض خلال الخمسين عاماً القادمة إن لم نتوقف عن أسلوب الحياة الانتاجي الطاغي والجشِع ( الاستهلاكي )، في حين أننا نستطيع أن نحيا بتوزان وننتج بطاقة نظيفة!
أليس هذا طغيان في الميزان يحتاج من يقف بوجهه بحزم وقوة!
لا يجب أن نقف متفرجين ونعطي حكام الدول حق الحكم بالباطل كما يشاؤون! فليُسلِموا أو يكفروا هم.. هذا شأنهم، ولكن.. الحكم في الأرض لله الملك الواحد شاء من شاء وأبى من أبى، فليأتوا طوعاً أو كرهاً، الحكم للحق الواحد، وعلى هذا نقاتل.
 
شرع الإسلام يتعلق بكل أسس الحياة المتوزانة للإنسان وكافة المخلوقات في الأرض، وإن لم يطبقوه طواعية فعليهم أن يُجبَروا عليه لأنه للمصلحة العامة المتعلقة بإنسانية البشر والمتعلقة بكافة المخلوقات، لأننا جميعنـا نعيش في ذات القريـة الأرضية.

فهل نكتفي بالجزية وضمان حرية الدعوة ونبقي حكم الباطل وننظر إلى الظلم؟!

لا أتصور هذا.. فنحن أحق من أهل الباطل برد ظلم المعتدين عن العباد -مسلمين أو غير مسلمين- ونحن أحق منهم بإقامة حكم الحق. ولكن، ربما يكون هناك حكمة غائبة عني.. سنرى إن شاء الله تعالى.

كنت أفهم أن الجزية هي "ضريبة" شخصية عن كل مواطن غير مسلم وهذا إجباري لكل من يأبى الدخول في الإسلام ( وربما يوجد قانون ما بشأن استحقاقه )، ولا إكراه شخصي في الدين من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنما بكل الأحوال فالحكم لله وبشرع الله في نظام الدول، ويبقى الحاكم محله في منصبه ضمن وصاية إسلامية ( لست متأكدة من هذه -إبقاء الحاكم- إلا إن كان حاكماً عادلاً خلوقاً يقبل بحكم الإسلام وإن لم يُسلِم هو بشكل شخصي، ولكن إن كان طاغية فهل يبقى محله، على الأغلب سيحصل قتال ومواجهة ولن يستسلم مثل هذا بسهولة، إلا إن كان ماكراً، فيستسلم ليكيد بالمسلمين).

لأول مرة أتعرف إلى تساؤلاتي حول هذا الموضوع بشكل واضح، فكل الشكر لماما هادية..

لماذا لا يشاركنا أحد في النقاش ؟   :emoti_64:
إن أردت ماما هادية الانتقال لباقي الأسئلة لحين أن نجد إجابات، فتفضلي.. ونحن نستمع إليك باهتمام بالغ..  :emoti_134:

وجزاكما الله خيراً يا أحمد وماما هادية.. إن شاء الله تعالى أقرأ ما أشرتما إليه.
 

« آخر تحرير: 2009-09-06, 23:06:19 بواسطة تمرة »

أحمد

  • زائر
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا يا أحمد

قرأت الملف المرفق كاملا، وهو يشبه إلى حد كبير ما قرأته للشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن هذا الموضوع، ويزيد عنه بالاستدلال بأصول الفقه ودلالات الألفاظ...

لكن المقال -على جماله ونفعه- لا يجيب على أسئلة أختنا تمرة... وأعيد تنظيم هذه الأسئلة لعلك يا أحمد تفيدنا بإجابة فقهية دقيقة عليها:

1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟



أجيب إجابات جزئية مفصلة على الأسئلة الثلاثة ثم نتناول معا الموضوع بشكل كلي عام:

1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
الأظهر فيها أنالمراد هو الجزاء الأخروي، فتمام الحديث: أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما إثم (قومك) عليك
فالحديث عن الأجر المضاعف والإثم في مقابله.
وليس الأجر والإثم مما يعبر به عن جزاء الدنيا وعقابها

2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
هي ما يأخذه المسلمون من أموال جيش كافر حاربهم فحاربوه وهزموه وخذوا ما كان معه وقت الحرب من أموال، ولو تحصن بأرض فلهم خيار في تركها للمهزوم وأخذ الخراج عليها وهو نسبة مما تخرجه الأرض كل عام من الزرع، أو أخذها ومعاملتهم عليها كأجراء

3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟
إذا كانت كذلك مع ضمان استمرارية ذلك وفق معاهدات موثقة مع دولة الإسلام فلا بأس. طالت مدة المعاهدة أو قصرت.

والله أعلم
« آخر تحرير: 2009-09-07, 04:39:20 بواسطة أحمد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاك الله خيرا يا أحمد

والآن يا تمرة أضع ملخصا منظما لكل النقاط، لعله يوضح الامور ويحكمها في عقولنا بعون الله تعالى.


الخطوة الأولى هي جهاد الدعوة  (باللسان والبيان)، فيرسل المسلمون الدعاة للدول المجاورة
 فمن قبل بهم، واحسن وفادتهم، ولم يتعرض لهم ولا لمن تبع دعوتهم بسوء، يعتبر معاهداً موادعاً، تعقد اتفاقية بينه وبين حاكم المسلمين، ليكون دخول المسلمين ارضه وسكناهم اياه مستأمنا بمواثيق.
فلا حرب ولا جزية
 وللحاكم ان يبقى على دينه، ويحكم قومه بما كان يحكمهم به قبلا
ولو نقض عهده حل غزوه بلا مقدمات

 طبعا.. في مثل هذه الظروف لا بد ان ينتشر الاسلام ويتسع، ويصبح دين الاغلبية
فإما تغير الحكم وقوانينه تلقائيا بما يتفق مع الاغلبية، وإما تم قمعهم واضطهادهم، فتتوجب الحرب عندئذ

والتاريخ يثبت لنا أن الحاكم الذي كان عادلا أصلا (كنجاشي الحبشة) انتشرت الدعوة السلمية في بلده، وعاش المسلمون في دولته آمنين
ولكن كل حاكم ظالم مستغل لرعيته، لا يمكن أن يقبل بمبادئ الدعوة الجديدة التي تحرر الإنسان وتشعره بكرامته، وأنه لا فضل لحاكم على محكوم ولا لأبيض على اسود، وتبين له حقوقه وواجباته وحرياته... لن يسكت الحاكم الظالم على هذا، وسيبدأ بمحاربة الدعوة، كما فعل كفار مكة، وكما يفعل اليوم سادة العالم المتمدن من الغربيين، الذين لا يدخرون جهدا في محاربة الإسلام والمسلمين بكل الوسائل العسكرية والاقتصادية والفكرية والاعلامية...
لأنهم يعلمون أن نهضة الاسلام تعني القضاء على الربا والخمور والزنا، وهي الامور التي يقوم عليها اقتصادهم كله.
وعندما يبدأ بمحاربة رعاياه المسلمين، يكون قد نقض العهد مع دولة الإسلام، ووجبت محاربته.

ونتابع:

واما من لم يقبل الدعاة ولا الدعوة، فيخير بين ثلاث: الاسلام او الحرب او الجزية
 فان اختار الجزية، فلا غنيمة ولا أسر، ويصبح الحكم اسلاميا

وان اختار الحرب يحارَب، فإن صالح اثناء الحرب، آل للحال السابق، الجزية، دون غنيمة ولا أسر ..

وان لم يصالح وهزم، فكل اموال الجيش المنقولة وغير المنقولة للمسلمين غنيمة

 وأرض البلد الزراعية كذلك، غنيمة للمسلمين، فإما وزعت على الجيش كسائر الغنائم، وإما تركت  تحت يد اهلها يستثمرونها ويضرب عليها الخراج، والخراج هو نسبة 10% على الخارج من الأرض، يدفعها السكان للمسلمين، وهذا هو اجتهاد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو رأي الجمهور من الفقهاء، وما سار عليه الخلفاء المسلمون عبر العصور.

 ويأسر المسلمون جميع المحاربين، إلا من أسلم منهم قبل وقوع الاسر، ومن المحاربين من يكون معهم وفي خدمتهم من نساء وغلمان، فكل هؤلاء يقعون في الأسر، ويتحولون لرقيق، تجري عليهم أحكام الرق الإسلامي... وشرحها يحتاج لموضوع منفصل..
وبقية اهل البلد المفتوح عنوة احرار،  واصبحوا رعايا الدولة الاسلامية، يدفعون الجزية، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وتبقى لهم بيوتهم وممتلكاتهم الخاصة.

والجزية كما قلنا سابقا هي مال قليل، أقل من مال الزكاة بكثير، يدفعه القادر على حمل السلاح فقط، مقابل حماية الدولة الإسلامية له، ويعفى منه الأطفال والنساء والعاجزون، كما يعفى منه القادر على حمل السلاح ان انخرط في جيش المسلمين وحارب معهم.

والمسلم تزيد زكاته بزيادة أمواله، اما الذمي فمبلغ الجزية ثابت بالنسبة له مهما كثرت امواله.. فحاله (ماليا) أفضل من حال المسلم، والتزاماته نحو الدولة أقل بكثير

أرجو أن نكون بهذا قد أجبنا على جميع تساؤلاتك يا تمرة، وإن بقي منها شيء فذكرينا به emo (30):

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

تمارا

  • زائر
جميل..

كفّيتما ووفيتما يا ماما هادية وأحمد  good::)(
العلم نـور.

عندي سؤال  :blush::، قلتِ:


اقتباس
واما من لم يقبل الدعاة ولا الدعوة، فيخير بين ثلاث: الاسلام او الحرب او الجزية
فان اختار الجزية، فلا غنيمة ولا أسر، ويصبح الحكم اسلاميا


لم أفهم كيف الذي لم يقبل الدعاة والدعوة ممكن أن يقبل خيار الجزية ؟! 
أيرفض الدعوة والدعاة ( بدون جزية وبدون حكم إسلامي ) ويقبل بفرض الجزية وفرض الحكم الإسلامي ؟! يبدو الأمر غير منطقي!
[/font]
« آخر تحرير: 2009-09-07, 12:36:23 بواسطة تمرة »

أحمد

  • زائر
جميل..

كفّيتما ووفيتما يا ماما هادية وأحمد  good::)(
العلم نـور.

عندي سؤال  :blush::، قلتِ:


اقتباس
واما من لم يقبل الدعاة ولا الدعوة، فيخير بين ثلاث: الاسلام او الحرب او الجزية
فان اختار الجزية، فلا غنيمة ولا أسر، ويصبح الحكم اسلاميا


لم أفهم كيف الذي لم يقبل الدعاة والدعوة ممكن أن يقبل خيار الجزية ؟! 
أيرفض الدعوة والدعاة ( بدون جزية وبدون حكم إسلامي ) ويقبل بفرض الجزية وفرض الحكم الإسلامي ؟! يبدو الأمر غير منطقي!
[/font]

حين ترفع الأسنة تتغير أقوال الرجال

فالذي حارب الدين ومنع الدعوة واضطهد المسلمين بأرضه يخرج المسلمون له بالجند ويخيرونه بين الأمور الثلاثة
وحينها فمن المنطقي جدا أن يختار الجزية

تمارا

  • زائر
منطقي جداً طبعاً، لا أدري بما كنت أفكر ::nooh:

جواد

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكم أخوتي على هذا الموضوع الممتع، واسمحوا لي أن أشارك معكم،

في أولى حلقات سلسلة الأندلس للدكتور راغب السرجاني يوضح نقطة الفتح الإسلامي هذه، والحلقات موجودة على موقع قصة الإسلام، www.islamstory.com

ما لفت نظري هو أنني شخصيا كنت أميل دوما الى افتراض أن غير المسلم سيقبل بالدعوة السلمية والسماح للدعاة المسلمين بالدعوة في أرضه،

لكني اكتشفت أن هذا الإحساس رغم أنه غير منطقي اطلاقا الا أنه متولد لدي لبعد حالنا عن الجهاد والفتوحات ولما نسمعه يوميا من خنوع وذلة تحت شعار التسامح، او مما تربينا عليه في مناهج المدارس من الموادعة دوما وعلى طول الخط،

وهناك نقطة يجب أن ننتبه لها، وهي أن الامر كله لله وان واجب المسلمين أن يحكموا شرع الله في أرضه، والا فلا يمكن أن يتخيل بلد دخل الإسلام في قلوب جل أهلها ومازالت تتعامل بالربا لان الحاكم غير مسلم مثلا،
لهذا فكرة استحباب أن تكون الدعوة دوما سلمية هي مجرد تقاعس منا، ﻷن الشدة على أعداء الله مطلوبة، وان لم نغضب لدين الله فلا قيمة لنا،

ولهذا من غير المنطقي ابدا ان يقبل أي حاكم غير مسلم بالسماح لدين الإسلام بالتوغل الكامل في أرضة دون أن يحاول التضييق عليه لأن هذا عاجلا سيخلعه من على كرسيه لأن الدعة لن تقف حتى يحكم كل شئ بشرع الله، ولعل ما يثار اﻵن في اوروبا وأمريكا من تحركات ضد الدعوة الإسلامية المضيق عليها أصلا أفضل مثال على ذلك.

لذا كان دوما تسيير الجيش مطلوب لتمكين دين الله في الأرض، لأن الباطل لا يستطيع ان يعيش مع الحق في مكان واحد.

وفقنا الله واياكم الى ما يحب ويرضى واستعملنا في نصرة دينة.

Al-Muslim

  • زائر
بارك الله بكم.

كيف تفسرون قوله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" ؟؟

تمارا

  • زائر
بارك الله بكم.

كيف تفسرون قوله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" ؟؟


الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
أحد شيوخ المساجد يميز بين الآخرة واليوم الآخر، ويدعونا للتفكر في سياق ورود كل منهما.

هم كافرون بالله، ولما قال تبارك وتعالى اليوم الآخر (ولم يقل الآخرة) فهذه دلالة على أنهم لا يؤمنون بيوم الحساب والفصل، فالآخرة تبدأ باليوم الآخر.
إذن هؤلاء من الواضح أنهم يقومون بأفعال مؤذية وظالمة دون الاهتمام بيوم حساب ( اليوم الآخر )، فهناك من أهل الكتاب من يخاف اليوم الآخر ( الفصل والحساب )، فهؤلاء وإن كانوا ضالين في إيمانهم من حيث التوحيـد إنما ليسوا مفسدين في الأرض أو ظلمة لوجود رادع وهو أنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر ( يوم الفصل والحساب ).

ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق
هؤلاء مستحلون للحرام الذي كله خبث وضرر وأذى وفساد، ويدينون دين الباطل.

من الواضح أن هذه النوعية من الذين أوتوا الكتاب نوعية سيئة مذمومة ظالمة ليست كنوعية النجاشي العادل والمؤمن باليوم الآخر ويحرم ما حرم الله بحسب ما وصله من علم الكتاب.

بالتالي قاتلوا هؤلاء الذين لا ينفع معهم معاهدات سلمية من أي نوع، بل هو القتـال لأمثالهم حتى يكون النصر بإذن الله فيدفعوا حينها الجزية وهم حقيرون أذلة، وقد استعلوا أن يدفعوها من قبل كخيار سلمي -والله أعلم- !
بالتالي نستنتح بأن هناك نوعية من الذين أوتوا الكتاب (عرّفهم لنا العليم الخبير في الآية الكريمة ) ستدفع الجزية عن ذلة بعد هزيمتهم بالقتال، وهناك نوعية ستدفع الجزية قبل القتال والهزيمة وهي محتفظة بكرامتها.

إذن "عن يد وهم صاغرون" ليس إذلال لكل أهل الكتاب، ولكن لنوعية كتلك التي نعاصرها في أيامنا هذه من اليهود والصهاينة الغربيين من الأمريكان وغيرهم ممن يتعارض شرع الإسلام مع مصالحهم وتعلقاتهم ( أوثانهم ) وموروثهم الباطل ( أصنامهم ).

هكذا أفهم الآية التي عرضها المسلم الآن فكيف تفهموها أنتم ؟


حقيقة خيار إتاحة الدعوة السلمية الحرة يكاد يكون مستحيلاً إلا إن كنت تؤمن بالمبادئ ذاتها ( إنما الدعوة إلى الله هي الغاية وليس القتـال )، فنحن في بلادنا الإسلامية بالكاد ندعو بكل حرية لشرع الإسلام، فخطباء المساجد في بلدي ( الأردن ) يتلقون خطبهم من وزارة الأوقاف! نحن في البلاد الإسلامية لا نمارس الدعوة بحرية إلا ضمن موضوعات لا تمس المصالح الاقتصادية والسياسية، فهل هذه دعوة حرة ؟!.
 
بالنسبة لدول شرق آسيا، ربما دخول التجار سبق التحرك من أجل فتحها ولم يعارض دعوتهم غير المباشرة أحد (من يعلم كيف كان شكل الدعوة هناك؟)، ولم يكن الأمر عبارة عن طلب رسمي للدعوة الإسلامية مُقدّم من أمير المؤمنين إلى حكام تلك الدول ليتم رفضه أو قبوله! وقد يكون حكام دول شرق آسيا آنذاك حكام معتدلين عادلين، والله أعلم.. هذا يحتاج قراءة مفصلة مني لأفهم.




« آخر تحرير: 2009-09-09, 15:49:18 بواسطة تمرة »