المحرر موضوع: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"  (زيارة 33845 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #20 في: 2014-01-09, 14:00:55 »
يا إلهي ما كل هذا الكمّ من الغرائب والعجائب في كلام هذا الكاتب ؟! أتساءل بحق هل تصل الحرية في الكتابة والنشر والتوزيع إلى حد السماح لأي كان أن يخوض في أي موضوع خارج عن إطار تخصصه وعلمه ؟

حقا شيء يدعو للتساؤل، كيف يتأتى لمثل هذه الكتب أن تجد ذلك الصدى، وأن تُحدث تلك الضجة، أنا لا أظن أن هذا كله يحدث من فراغ ومن مجرد نشر الكتاب .... تراودني شكوك بأنّ هناك من يقف خلف نشر هذه الكتب، والعمل على توسيع نشرها ....

الكاتب لا ينفكّ يخبط ويخلط، وفي كل مرة أفكر في العدول عن مواصلة القراءة، أجد نفسي ميالة لأن أكمل، حتى أعرف المزيد من هذا الخبط الذي ينتشر عالميا ويحدث ضجة عالمية !!!

إنه الآن يتحدث عن الملائكة الذين أمرهم الله تعالى بالسجود لآدم .... إنه يحلل ويمنطِق ليصل في الأخير ويقول أنهم ليسوا ملائكة السماء، بل هم رسل الله الذين يتحكمون في مخلوقات الله، وتارة يقول، الذين يتحكم الله بهم في مخلوقاته، وأنهم ليسوا الذين يصفهم الله تعالى في قوله :
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) -فاطر-

بل هم ملائكة أخرى، رسل، ثم يصل إلى أنهم عبارة عن القوانين التي تتحكم في الكون وفي المخلوقات وفي آليات حركة الإنسان على الأرض، وفيما يحيط به، من مثل RNA الذي يتحكم في نسخ الصفات الوراثية، أو تلك الملائكة أي الرسل التي تتحكم في دخول وخروج المعادن للخلية، أو حتى مسنجر الأنترنت !!!

يعني مسنجر الأنترنت واحد من هذه الملائكة التي سجدت لآدم، كل هذا طبعا يوصل لنا فهم مبتغى الكاتب الذي يخلُص إلى أن تلك الملائكة ما هي إلا آليات العلم وقوانينه التي سخّرت لآدم، فسجدت له ...........!! كما يضيف أنه سجود معنوي وليس سجودا حركيا ...وأن إبليس كان المخلوق الوحيد الذي رفض أن يكشف قوانينه ويخضعها للإنسان ولذلك قد رفض السجود !!


سبحان الله !! أي خلط هذا ؟!!

ثم لا يفوتني هنا قوله أن العرب عند نزول القرآن لم يكونوا يعرفون معنى "الملائكة"، وما نعرفه من القرآن قبل أي مصدر، أن العرب كانت تعرف الملائكة، والرسل، بل وكانوا يعرفون ويقرون أن الله هو الخالق....وآيات القرآن عديدة تذكر معرفة العرب بالملائكة أذكر منها على سبيل المثال قوله تعالى:

وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ(8) -الأنعام-

 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً(7) -الفرقان-

ثم انظروا أين يصل بنا .........!!!!!!

إنه يقول أن صيغة الجمع هنا : "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ(34)"

جاءت لأن الذين قالوا بأمر من الله، إنما هم جمع ملائكة الملأ الأعلى، وجهوا هذا الأمر للملائكة الجدد الذي عرفنا بهم في هذا الكتاب "قوانين الأرض" اي القوانين والرسل الكيميائية والفيزيائية والعلمية المختلفة ...!!
« آخر تحرير: 2014-01-09, 14:05:16 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل هاجر هاجر

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 15
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #21 في: 2014-01-09, 15:11:19 »
السلام عليكم
استاذتي العزيزة أسماء أنا أجاهد نفسي لأكمل هذا الكتاب ولا أريد وضع ملاحظاتي إلا عندما أنتهي منه إن شاء الله
ولكن سبحان الله خلقنا في أحسن تقويم وفضلنا على جميع مخلوقاته وجعلنا خلفائه في الأرض... ونحن نسعى جاهدين لنثبت أن أصلنا قردة وخنازير وأنا نتيجة حوادث زنى فقط لننكر خالقنا
أستغفرك ربي واتوب إليك
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #22 في: 2014-01-09, 15:29:03 »
اهلا وسهلا بك يا هاجر، تسعدني طلتك . أعانك الله يا هاجر، فهو كتاب باللهجة المصرية "يِفرِس" :emoti_25: ولكن أصر بإذن الله على إتمامه، أعانك الله يا هاجر وأعاننا على إتمامه، وأنتظر ملاحظاتك بارك الله فيك  ::ok::
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #23 في: 2014-01-09, 15:29:39 »
لا أجد مفرا ولا مناصا من تتبّع أفكار هذا الرجل صاحب هذا الكتاب، وتلاعبه بألفاظ اللغة، ربما تنتابني حالة من الغيرة حتى على ألفاظ اللغة العربية، وأنا أرى كيف يصنع بها الإنسان مفهومه هو لا المفهوم المراد من الله تعالى في كتابه العزيز الحكيم ... وأنا أرى إلى أي درجة يصل بالإنسان الإصرار على فكرته، ومفهومه إلى أن يلجئه حاله إلى ليّ أعناق كل ما يقابله إن من اللغة أو من الآيات أو أو ....!! سبحان الله ... نسأل الله سبحانه أن يثبتنا، وأن يجعلنا كما يحب هو ويرضى لا كما تحب أنفسنا وتهوى ....

ما الجديد ؟!

إنه من أجل أن يثبت أن سجود الملائكة، -وطبعا في كتابه قد أصبحوا ملائكة آخرين من نوع آخر غير ملائكة الملأ الأعلى على حد تعبيره- لإثباته أن سجود الملائكة إنما كان سجودا معنويا بمعنى الخضوع، ذهب مذهبا غريبا عجيبا !! وذلك في تأويله لقوله سبحانه : "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ(29)" -الحجر-

يقول أن "فقعوا"  ليست فعل أمر عن فعل "وقع" متصلة بفاء السببية، بل هي عبارة عن فعل ماض هو فعل "فَقَعَ" ... ويقول أن معناه الرجل الفقِع الذليل، فقع أي ذلّ ...

فرحت أبحث في قواميس اللغة العربية قديمها قبل حديثها عن أصل هذا الذي نقله، فلم أجد معنى صريحا لهذا الفعل كما أورده، إلا أن الفقع هو نوع رديئ من الكمأة، ويضرب مثالا للرجل الذي يذل فيقال "أذل من فقع بقرقر"، بمعنى أنه يضرب كمثال للرجل الذليل، وليس مرادفه الذل.

فكما جاء في معجم "الصحاح في اللغة": ويُشَّبَه به الرجل الذليل فيقال: هو فَقْعُ قَرْقَرِ؛ لأن الدوابَّ تَنْجُلُهُ بأرجلها.

كل هذا ليجد هذا الكاتب مهربا ومسربا لفكرته، فيقول أن "الرجال الذين فقعوا"، هم الذين ذلّوا لغيرهم ...!!

ولكنني وجدت معنى لـ "فقّع"  emo (30):وهي:  تشدّق وأتى بكلام لا معنى له وأراه الأنسب لهذا الكاتب  ::)smile:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #24 في: 2014-01-09, 19:19:06 »
والله خائفة عليك من فقع المرارة اذا أتممت الكتاب

 ::)smile:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل هاجر هاجر

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 15
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #25 في: 2014-01-09, 22:34:19 »
أعاننا الله فهو فعلا يفرس ويفقع المرارة :emoti_25:
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #26 في: 2014-01-10, 10:52:07 »
سلام عليكم اخواتي حقا انها لتجربة فريدة من نوعها قراءة هذا الكتاب و حقا يحاول الانسان جل جهده ان يكمل الكتاب على خير فطول قراءتي له احاول ان يكون لي وقت مستقطع لكي ارجع و اقراه مرة اخرى و هذا ما خرجت به



الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #27 في: 2014-01-10, 11:27:40 »
كفيتي و وفيتي بأسلوبك الرائع استاذتي
 صاحبا هذا الكتاب اتساءل كيف سيقابلون الله تعالى بكل هذه التخاريف مع كل احترامي و مما لاحظت ان الكتاب

  لتسلسل البحث العلمي لو قلنا أنه بحث علمي فأسلوب الكتابة لا يوحي ابدا بأي حقيقة علمية

  ايضا في رايي كتابة كتاب لهذا على الاقل نجد أدلة علميه، و شرعية يعني نجد علما تراكميا يواصل ما كان قبله

  و اذا كان كتابا يثبت كل هذه الحقائق فأين الأسلوب العلمي، و مراحل الإثبات في البحث العلمي التي كانت غائبة في هذا الكتاب.

  و مما يلاحظ على أسلوب الكتاب الطرح المادي الذي تراه في كل كلمة يقولها -نحن امة الغيب لا نحتاج لكل هذا و إن كان صحيحا لنؤمن بالله وحده-

 أيضا صاحبا الكتاب راحا يتكلمان عن السلف الصالح _الذين شهد لهم رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و ازكى التسليم بالخيرية_ أنهم كانوا أصحاب عقول بسيطة مما حال ان يخضوا في مثل هذه المواضيع و أن العقل الآن أصبح الآن معقدا يمكنه فهم الكثير من الآيات الكونية _و أنا أقول له لا يا أخي فهذا لا يمت للصحة بصلة ابدا فهم خير الخلق بعد رسولنا الكريم

   و مما تبادر في ذهني كيف صدق الكثير من طلاب الجامعة هذا الهراء  :emoti_25: :emoti_25: :emoti_25:

 
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #28 في: 2014-01-11, 09:20:18 »
ربما ستفقع المرارة مع آخر شوط منه يا هادية،ولو أن الواحد ممسكها لئلا تفقع وهو لم ينته منه بعد  ::)smile:

أهلا هاجر وأسماء، فعلا تجربة مميزة أن يخوض الإنسان في أمواج هراءات،ربما أكثر ما يدفعنا لإتمامه هو هؤلاء الشباب الذين تأثروا به، سبحان الله شبابنا اليوم أراهم دائمي البحث عن أي وافد جديد، وهم لم يعرفوا قرآنهم بالشكل الذي يجب أن يعرفوه، ولا غاصوا في بحوره بالكشل الذي يجب، ولا أمتعوا نفوسهم وقلوبهم وعقولهم بكنوزه، وهذا هو السبب الذي يجعلهم يريدون غيره، إن الغرب اليوم يبحث في القرآن ويسبر أغواره، ويستخرج كنوزه، وكُثر منهم من أقر بأن القرآن ذكر تلك المسألة أو ذكر غيرها، بينما نحن لا نعرف من القرآن إلا ترديد اسمه، وقدسيته، فسرعان ما يذهب عنه أهله إلى غيره، ليقرؤوه ويعتنقوه معتقدا .....

ملاحظتك قيّمة يا أسماء من أن هذا الكتاب عندما يذكر العلم يمر مرّ الكرام، ولا يأتي بأي مصدر موثق، حتى أن ما يورده من معلومات علمية تدعو القارئ للتكذيب أكثر من التصديق ...

ونواصل مع هذا الكتاب بإذن الله
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #29 في: 2014-01-11, 09:33:00 »
الآن الكاتب يتحدث عن الجنة، ودخول آدم إليها، وخروجه منها
فاول ما يبدأ يقول أنّه يريد سبر غور المستوى الفكري للإنسان العاقل في أولى مراحله على الأرض، وهذا مع سيدنا آدم عليه السلام.

طيب ماذا يفعل، يأتي بقصتي كل من الغراب والهدهد، ليقول أن قصة الغراب وقصة الهدهد إنما هما مرآتان عاكستان لميتوى الوعي الفكري للإنسان العاقل على الأرض بين مرحلتين بعيدتين كل منهما عن الأخرى، فمستوى الغراب هو مستوى فكر الإنسان العاقل في عهد آدم عليه السلام، ومستوى الهدهد هو مستوى الإنسان العاقل بعد مرور حقبة طويلة من الزمن مما يدلل على تطور فكر الإنسان، فعهد آدم الذي يصوره الغراب عهد كان الإنسان فيه يفهم بالحركة والإماءة،والمشاهدة بينما عهد سليمان عليه السلام عهد تطور فيه الإنسان فأصبحت له فلسفة في الحياة والسياسة والحكم ....!!

عهد آدم الذي لم يعرف فيه قابيل كيف يواري سوءة أخيه حتى نزل الغراب وعلمه، وهذا مما يوحي كبيرَ إيحاء كيف أن الكاتب يتجرأ على نبي من أنبياء الله تعالى وهو آدم عليه السلام، الذي كرّمه الله تعالى بأن أسجد له ملائكته، ثم علمه الأسماء كلها، فكان له مخزون معرفي أودعه الله في عقله ما يوحي أنه ذو عقل وحكمة ومعرفة عظيمة، والأكبر من كل هذا أنه عليه السلام جعله الله تعالى نبيا داعيا إلى الله وإلى توحيده ....فهل عدم معرفة قابيل القاتل المجرم لكيفية مواراة جثمان أخيه هو الدليل على فكر إنسان ذلك الزمان؟!

ثم لا يفوتني أن أشير إلى أنه يصف قصتي الغراب والهدهد بأنهما ضرب من ضورب الإبداع الفني القرآني، ثم يؤكد أن الهدهد لم يكن يتحدث ساعة فهم سليمان عليه السلام منطقه بتلك الكلمات التي وردت في القرآن، بمعنى أن الله تعالى هو الذي نقل كلام الهدهد بالفصحى ...!! هنا أتساءل من أين للكاتب الجزم بهذا؟؟ وما يدرينا أن الهدهد تكلم بما تكلم حرفيا كما ورد في القرآن الكريم؟ وهل هذا بعيد؟!

ثم يردف الكاتب بعنوان جديد "شجرة الخلد"
ونحن نعلم أن هذا الوصف هو وصف الشيطان للشجرة، ولا يليق أن نصفها نحن المؤمنين بوصفه عليه لعنة الله، وإنما نصفها بما وصفها به الله عز وجل .

وهنا يتعرض الكاتب لخلط وخبط كبيرَين، مازلت مصرة على العيش معهما، وكلما قرأت ازداد عجبي واستغرابي من شباب جامعيين نسمع أنهم قد انبهروا بالكتاب واتخذوه اعتقادا جديدا !!
يقول أنّ الشيطان قد دلاهما على الشجرة، ويلوي أعناق الآيات مرة أخرى، فيعرض قوله سبحانه:
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(27)-الأعراف-
فيؤكد أن هذه الآية لقارئها المتدبر المسلم توحي له ب"العملية الجنسية" -على حد تعبيره-، وأتساءل من أين جاء بهذا التأكيد الجديد ؟!

ثم يقول أنّ آدم وحواء
أصلا لم يكونا يلبسان شيئا قبل ورق الجنة لتظهر لهما سوءاتهما، بل كانا عاريَيْن بائنَي السوأة لغيرهما (بفعل نظريته أن معهما غيرهما!!!)فأتساءل من أين جاء بهذا الجزم أيضا ؟! والله سبحانه وتعالى يقول :
وَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ(20)-الأعراف-
وفعل "ووري" ليس أدلّ منه على أن الله تعالى كان قد ورّى أي ستر سوءاتهما حتى كان كشفهما بفعل أكلهما من تلكما الشجرة.

ثم وتحت عنوان "خلق الأنثى"
يبدأ الكاتب بنظرية جديدة من نظرياته الكثيرة المتعددة المخالفة للعقل وللمنطق وللحق، وهو يقول أن القرآن لم يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن خلق الأنثى التي ظهرت فجأة من فهمنا للآيات التي تتحدث عن دخول آدم وزوجه الجنة، ويفسر الزوج هنا بأن اسم "آدم" إنما عنى به الله اسم جنس ليس معينا ذكرا أو أنثى، وإنما قد يكون الذكر، كما قد يكون الأنثى، وإن "أنت وزوجك" قد عُني بها جمع من الذكران ومن الإناث !!

ثم ينقد فهم المسلمين لخلق حواء من ضلع آدم عليه السلام، بل ويتعدى ليصف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الوارد في كل من صحيح البخاري ومسلم أنه حديث مجازي !  وكأن كل علماء اللغة القدامى والمحدثين منهم لم يستطيعوا التمييز بين المجازي والحقيقي حتى جاء هذا الرجل الذي ليس له في علم اللغة من ناقة ولا جمل ليعلمهم أنه حديث مجازي، والذي على أساسه فهموا أن خلق حواء كان من ضلع من آدم عليه السلام !! واسترسلوا ينقلون بعد ذلك عن الإسرائيليات

قال صلى الله عليه وسلم : "استوصُوا بالنساءِ ، فإنَّ المرأةَ خُلقتْ من ضِلعٍ ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلعِ أعلاه ، فإن ذهبتَ تقيمُه كسرتَه ، وإن تركتَه لم يزلْ أعوجَ ، فاستوصُوا بالنِّساءِ"-صحيح البخاري-
يقول رب العزة جل في علاه :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1) -النساء-

ثم أين نذهب بكل تلك الخطابات القرآنية الموجهة لكل من آدم وحواء زوجه، بصيغة المثنى؟!! كيف يقتنع الشباب الجامعي الذي درس اللغة إن لم يدرس القرآن ، بهذا الهراء الذي لا أصل له في علم ؟!

ولتقرؤوا من هنا شيئا مما قال في خلق حواء، وفي أن جمعا من الذكران والإناث هم الذين كانوا في الجنة:
« آخر تحرير: 2014-01-11, 09:58:23 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #30 في: 2014-01-11, 11:09:18 »
ثم وتحت عنوان "إبليس حالة استثنائية"

يقول الكاتب أن كل من يلعنه الله يعاقبه بالموت، وأن هذه قاعدة، وأن إبليس كان استثناء، إذ لعنه الله إلى يوم الدين، ولكنه أبقى عليه حيا استجابة لطلبه أن ينظره إلى يوم الدين.
طيب من أين جاء الكاتب أن الموت عقاب لكل ملعون؟! أليس الموت حقا، ولا دخل له بالعقاب؟ إذن فالمؤمن الذي يموت مؤمنا، كيف يكون حكم موته إذن ؟!
يعني خلط حتى في ترتيب الجمل والمعاني ... لا منطق ...

ثم الكاتب يجزم ويؤكد من بين جزمه وتأكيده أن الجنة التي أهبط منها آدم وزوجه وإبليس إنما هي غابة في الأرض !

وهنا أحب أن أنقل كلاما لابن تيمية، فلنستفد منه :
ذكر هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 4/346، فقال: والجنة التي أسكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي: جنة الخلد، ومن قال: إنها جنة في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدة، أو غير ذلك، فهو من المتفلسفة والملحدين، أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة.
والكتاب والسنة يرد هذا القول، وسلف الأمة وأئمتها متفقون على بطلان هذا القول، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) إلى قوله: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة:34، 36]. فقد أخبر سبحانه أنه أمرهم بالهبوط، وأن بعضهم عدو لبعض، ثم قال: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) وهذا يبين أنهم لم يكونوا في الأرض، وإنما أهبطوا إلى الأرض، فإنهم لو كانوا في الأرض وانتقلوا إلى أرض أخرى كانتقال قوم موسى من أرض إلى أرض، لكان مستقرهم ومتاعهم إلى حين في الأرض قبل الهبوط وبعده.
وكذلك قال في الأعراف لما قال إبليس: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) [الأعراف:13]. فقوله: (فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا) يبين اختصاص السماء بالجنة بهذا الحكم، فإن الضمير في قوله: (مِنْهَا) عائد إلى معلوم غير مذكور في اللفظ، وهذا بخلاف قوله: (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) [البقرة:61]. فإنه لم يذكر هناك ما أهبطوا فيه، وقال هنا: (اهْبِطُوا) لأن الهبوط يكون من علو إلى سفل، وعند أرض السراة حيث كان بنو إسرائيل حيال السراة المشرفة على المصر الذي يهبطون إليه، ومن هبط من جبل إلى واد قيل له: هبط.
وأيضاً، فإن بني إسرائيل كانوا يسيرون ويرحلون، والذي يسير ويرحل إذا جاء بلدة يقال: نزل فيها، لأن في عادته أنه يركب في سيره، فإذا وصل نزل عن دوابه، يقال: نزل العسكر بأرض كذا، ونزل القفل بأرض كذا، لنزولهم عن الدواب.
ولفظ النزول كلفظ الهبوط، فلا يستعمل هبط إلا إذا كان من علو إلى سفل، وقوله: (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا) [الأعراف:23-24].
فقوله هنا بعد قوله: (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) يبين أنهم هبطوا إلى الأرض من غيرها، وقال: (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) [الأعراف:25]. دليل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك بمكان فيه يحيون وفيه يموتون ومنه يخرجون، وإنما صاروا إليه لما أهبطوا من الجنة، والنصوص في ذلك كثيرة، وكذلك كلام السلف والأئمة.



وهناك من يقول أنها قد تكون بالأرض، ولكن الجزم لا مجال له في هذه الأمور .

ويشطح بالكاتب خيالُه شطحات جديدة قوية وهو في الجنة، ليؤكد أن آدم وزوجه مجموعة من الذكور والإناث كلهم في تلك الجنة التي أكد وقرر أنها جنة في الأرض،ومما يغيظ في الألفاظ التي يستخدمها  أن الله تعالى وفّر لآدم في الجنة احتياجاته الحيوانية ليترك المجال لعقله في التدبر والعمل، ولا ينشغل بتوفير حاجاته الحيوانية عن تطوير عقله ....

سبحان الله أأصبح مأكل الإنسان ومشربه وهي حاجاته البشرية التي خلقه الله عليها، توصف بأنها الحيوانية...؟!! بينما قد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم كيف نعطي لأكلنا حقه من الآداب ومن الطرق السليمة، وحتى قضاء الحاجة البشرية من تغوط وتبول أكرمكم الله جعل لها الإسلام آدابا من تنزّه وغسل وغيرها ... فكيف بالأكل والشرب الذي فيه أن نأكل بأيماننا، وفيه أن نأكل مما يلينا، وفيه أن نلعق أصابعنا حفظا للنعمة، وفيه أن نكرم الصحن حفظا للنعمة وتقديرا لها .... أأصبحت هذه حاجات توصف بالحاجات الحيوانية ؟!

ثم لا يفوته أن يلقي أن يعمم أنّ فهم المسلمين لمعصية آدم عليه السلام وأكله من الشجرة إنما أنّ حواء هي السبب .

وسنكمل لاحقا بإذن الله
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #31 في: 2014-01-11, 11:49:18 »
أحب فقط أن أعلن أن القادم من الكتاب قنبلة موقوووووتة   :emoti_209: :emoti_209:    :Pc:::

يبدو أن المرارة على وشك   ::ooh:: ::ooh::   ::cry:: emo (17):

 :Pc:::     :emoti_404: :emoti_404:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #32 في: 2014-01-15, 10:27:59 »
والآن نعود لهذا الكتاب، والذي لولا فضولي لمعرفة الدرجة التي يصل لها البعض في تأويل كتاب الله تعالى وليّ أعناق الآيات لتؤدي حاجة في أنفسهم، لما أكملت قراءته، هذا العالَم كله يتكالب على أمتنا، ثم ها نحن ننشغل بالدنيا عن ديننا وعن دورنا الأساسي فيها، ثم هؤلاء شبابنا تغريهم هذه التراهات، لا لشيء إلا لأنهم ابتعدوا عن قرآنهم، ولكنهم لا يبتعدون عن تأويلات قرآنهم لما يرضي أهواءهم وشطحات عقولهم، ليجدوا مهربا يسوّغ لهم تمييع الدين حسب ما ترتضيه أهواؤهم ....

توكلت على الله وأسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على الحق وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يخلّصنا من براثن أهوائنا .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زمرد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 994
  • الجنس: أنثى
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #33 في: 2014-01-15, 10:37:05 »
متابعه ولو اني خايفه ع المرارة لكم الامر لله
اللهم اهلك الطغاة واتباعهم اللهم اهلكهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم اليوم اليوم اليوم ولا تؤخرهم يارب .. ياااارب ارزقنا الشهادة واذقنا حلاوتها انك على كل شيء قدير ...

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #34 في: 2014-01-15, 13:29:42 »
متابعه ولو اني خايفه ع المرارة لكم الامر لله

أهلا بك يا زمرد  emo (30):  ماذا نفعل أمرنا لله  :emo:
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #35 في: 2014-01-15, 13:33:29 »
هذا الرجل يعلن لنا سابقة خطيرة من سوابقه الألمعية، فهو يقول أنّ الله سبحانه قد نفخ في آدم بوادي منى، وأنّ الجنة هي عرفات الت يتبعد بضعة أميال عن منى. وطبعا هو يقول فيما يقول أن آدم الذي أسكنه الله الجنة وزوجه إنما هو مجموعة من الذكران والإناث، وأن لفظ "زوج" لا يعني بالضرورة حواء ...

ويفسر قوله تعالى :
"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ(35)" -البقرة-

يفسره على هواه الخالص المحض، فيقول أن الله ينهاهما(بمعنى ينهاهم !!) أن يقربوا الشجرة، لأن هذه الشجرة لا يقربها الذكر وحده أو الأنثى وحدها بل كلاهما معا ....(وسنرى غايته الخبيثة من هذا) كما أنه يصر على وصفها بما وصفها به الشيطان "شجرة الخلد" وهو ما لا نقبله أبدا كوصف لها، لأنه إنما هو وصف الشيطان ... ولم يصفها رب العزة جلّ في عُلاه إلا ب"الشجرة"

والآن تحت عنوان "الدُّخلة الأولى"  وتأملوا جيدا تشكيل حروف الكلمة الأولى !!


يأتي بقول الله تعالى :
"يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(27)-"الأعراف-

ثم يؤوّل أول ما يؤوّل مجيئ "سوءات" على صيغة الجمع ليناسب ذلك قوله بأنّ الموجودين بالجنة مجموعة من الذكران والإناث وليس آدم وحواء الزوجين الاثنَيْن، أي أنها لم تأتِ على "سوءتَيْهِما" بل جاءت على "سوءاتهما"، ويحتج لهذا لغويا.... ::)smile:

ولكنّ صاحبنا غفل أو أنّ إصراره على فكرته وأن يجد لها ما استطاع من أدوات تقوّيها، جعله يظنّ بنفسه علما في مجال اللغة الفسيح العريض الطويل، العميق، أو علما باستخدامات العرب ولغة العرب، وقد كانوا يجمعون المثنى لغرض التخفيف ....

ليت هذا الرجل وهو يظنّ بعقله فلتة وبما جاء به فلتة في هذا الزمان، كان قبل كل شيء منصفا فلم يدّعِ علم ما لا يعلم، أو الخوض في بحور يظنّ أن لها قرارا واحدا، بينما هي المتسعة الرحبة ....

أسأل هذا الرجل، ومن القرآن آتيه بالخبر ، ما قولك في قول الله تعالى في سورة التحريم معلما نبيه أن يقول لزوجتَيْه عائشة وحفصة : "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4) "

ما قولك في "قلوبكما" ؟ لأنّ لعائشة وحفصة قلوب لا قلبان ؟ بل هو التخفيف الذي يأتي في كلام العرب. وليته قرأ من مثل هذا لعلِم ولحزن في الوقت ذاته، لأنه حينها لم يكن ليجد لفكرته معينا، هذا إن كان ممن يصدقون في النقل إذا تعلموا، أما إن لم يكن من الصادقين، فسواء عنده قرأ أم لم يقرأ .... اقرؤوا إخوتي هذا معي في "قلوبكما" :

وإذْ كان المخاطب مثنَّى كانت صيغة الجمع في ( قلوب ) مستعملة في الاثنين طلباً لخفة اللفظ عند إضافته إلى ضمير المثنى كراهية اجتماع مثنيين فإن صيغة التثنية ثقيلة لقلة دورانها في الكلام . فلما أُمن اللبس ساغ التعبير بصيغة الجمع عن التثنية . وهذا استعمال للعرب غير جار على القياس . وذلك في كل اسم مثنى أضيف إلى اسم مثنى فإن المضاف يصير جمعاً كما في هذه الآية وقول خطام المجُاشعي : ... ومَهمهين قَذَفين مَرْتَيْنْ ظهراهما مثلُ ظُهور التُرسين ... وأكثر استعمال العرب وأفصحه في ذلك أن يعبروا بلفظ الجمع مضافاً إلى اسم المثنى لأن صيغة الجمع قد تطلق على الاثنين في الكلام فهما يتعاوران   -ابن عاشور-

واقرؤوا هذا في "سوءاتهما":

والسّوآت هنا يجوز أن تكون جمع السوأة للخصلة الذّميمة كما في قول أبي زبيد :
لَم يَهْب حُرمة النّديم وحُقَّت ... يا لَقَوْمي للسوأةِ السوآءِ
فتكون صيغة الجمع على حقيقتها ، والسّوآت حينئذٍ مستعمل في صريحه ، ويجوز أن تكون جمع السوأة ، المكنى بها عن العورة ، وقد روي تفسيرها بذلك عن ابن عبّاس كقوله تعالى : { قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم } [ الأعراف : 26 ] وعلى هذا فصيغة الجمع مستعملة في الاثنين للتّخفيف كقوله تعالى : { فقد صَغَت قلوبكما } [ التحريم : 4 ].


كما أنه يجوز أيضا أن يُعنى ب"السوءات" لكليهما الاثنيْن كل من فرج ودُبُر كل واحد منهما، فلكل إنسان عورتان، وكلاهما لهما أربع عورات، فوجب استخدام الجمع حتى على هذا الوجه.

ثم هو يصل إلى مراده الخبيث من كل هذه التأويلات، وهو أنّ كلمة "شجرة" لم ترد على معناها الواضح، وإنما هو معناها الإيحائي الذي يتناسب مع لغة الغراب-على حد تعبيره- والتي هي لغة إنسان تلك المرحلة الذي يفهم بالحركة والإماءة، بمعنى أن "الشجرة" ليست إلا وصفا لمعنى آخر، وهو أساس المعنى اللغوي ل " ش ج ر"، والذي يعني العلو والارتفاع والتداخل والذي منه جاءت كلمة شجرة لعلوها وتداخل أغضانها، يريد بكل هذا أن يقول أن تلك الشجرة إنما هي كلمة أشير بها إلى "العملية الجنسية" بين آدم وحواء، أو بين مجموع الأودام ومجموع الحواءات الموجودين بالجنة على حدّ زعمه .

ثم أحب أن أنقل هنا هذا الكلام له، وهو قد جعل من الشيطان "هاديا"، وجعل من إغوائه، ووسوسته "منطقا"، وأنه لو لم تكن الوسوسة منطقية لما وجدت صدى عند آدم، وكأن الشيطان وهو يوسوس للإنسان أن يزني، وهو يعرف الطريق الشرعي، فهو هنا منطقي، أو كأنه وهو يوسوس أن يأخذ الإنسان بالسرقة ما ليس له هو هنا المنطقي، وكأنه وهو يوسوس لابن بقتل أبيه الغني مثلا ليرثه سريعا هو هنا منطقي، وكأن وسوسات الشيطان إنما سِمَتُها المنطق لتجد لها صدى عند الإنسان !!! غريب غريييييب أمر هذا الرجل !!!

ثم ما هذا الإغراء المنطقي، إنه يصفه بأنّه غريزة حب البقاء بالتناسل !! هنا نقول حتى من باب الغريزة والعملية الجنسية بين الرجل والمرأة على الوجه الذي شرعه الله تعالى بالزواج، أليس الزواج من أهم غاياته تهذيب الغريزة الجنسية وصرفها في طريقها الصحيح، أي أن الغريزة الجنسية في حد ذاتها والتي لا ينكرها الدين ولا العقل، هي التي توجّه للطريق الصحيحن أما حفظ النوع والبقاء فهي ليست الدافع الأول من الإنسان للقاء الجنسين . بمعنى أن الشيطان هنا قد وسوس لآدم للخلود، أي البقاء، وهذه هي التي وجدت صداها في نفسه

اقرؤوا من فضلكم :


ثم هل ينسى هذا الكاتب مع الكثير الذي ينساه، أن آدم قد علمه ربه أن هناك موتا بعد حياته، هل نسي أنه نبي جاء ليدعو ذريته للتوحيد، وللإيمان باليوم الآخر؟ هل نسي كل هذا، هل تناسى حديثا صحيحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على معرفة آدم مسبقا أنه غير خالد، وأنه سيموت، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :

"لما خلق اللهُ آدمَ ، مسح ظهرَه ، فسقط من ظهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالقُها من ذُرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ ، وجعل بين عَيْنَيْ كلِّ إنسانٍ منهم وَبِيصًا من نورٍ ، ثم عرضهم على آدمَ ، فقال : أَيْ رَبِّ ! مَن هؤلاءِ ؟ قال : هؤلاءِ ذُرِّيَّتُكَ ، فرأى رجلًا منهم ، فأعجبه وَبِيصُ ما بينَ عَيْنَيْهِ ، فقال : أَيْ رَبِّ ! مَن هذا ؟ فقال : هذا رجلٌ من آخِرِ الأممِ من ذُرِّيَّتِكَ - يُقالُ له : داوُدُ - فقال : رَبِّ ! كم جَعَلْتَ عُمْرَه ؟ قال : سِتِّينَ سنةً ، قال : أَيْ رَبِّ ! زِدْهُ من عُمْرِي أربعينَ سنةً ، فلما قُضِيَ عُمْرُ آدمَ ، جاءه مَلَكُ الموتِ ، فقال : أَوَلَمْ يَبْقَ من عُمْرِي أربَعونَ سنةً ؟ قال : أَوَلَمْ تُعْطِها ابنَك داودَ ؟ ! قال : فجَحَد آدمُ ، فجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُه ، ونَسِيَ آدمُ ، فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه ، وخَطِئَ آدمُ ، فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُه -الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3076
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح-


« آخر تحرير: 2014-01-15, 13:45:47 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #36 في: 2014-01-15, 15:05:16 »
والآن دققوا أيضا في هذا الذي يعبر عنه بكل وضوح، وهو أنّ الشيطان هو الذي هدى آدم إلى العملية الجنسية، وكيف؟؟ بالمعصية، بمعنى أنّ هذه العلاقة الحميمية إنما بدأت بالحرام، بمعنى أنّ طلب الذرية بدأ بالحرام، بما لم يشرّعه الله بل بما هدى إليه الشيطان   أي قبل أن يشرّع الله الزواج الشرعي.........................!!!!

اقرؤوا هذا له :


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #37 في: 2014-01-15, 15:50:17 »
ثم لفت انتباهي وصفه للشيطان لعنه الله، بأوصاف غريبة، فهو تارة يقول أنه كان يعرف ما يريد الإنسان، ثم تارة أخرى يقول أنه كان يعرف رغبته في الحصول على مولود بإرادة حرة -على حد تعبيره-

وهو ذا يصنّف أن أكل آدم من شجرة يغويه الشيطان بأكلها وقد سُمح له بالأكل من سائر الشجر،غير معقول،يصنف هذا غير معقول، وعلى هذا يبني أنه ما أغري وما اتبع إغراءه إلا لأن هذه الشجرة شيء آخر غير الشجر، أي كما وصفها بوصفه الممجوج الخائب ....

وليت شعري.... من ذا ينتشلني من بحر الخلط والخبط هذا ..... :emoti_209: :emoti_209:  يا إلهي هل أنا أقرأ لكاتب مسلم ؟!! هل أقرأ لكاتب عاقل؟

يا إلهي ..... ما كل هذا ؟!!!

شجرة، وهذا الشيطان يغريه بها، فلا يعرّفها كما عرفها الله بأداة الإشارة "هذه" وإلا لما قربها، فقد تحاشى أن يصفها له بوصف الله، بل بوصف إغراء بالخلد ليعزز فيه غريزة البقاء، هي ليست الشجرة، بل هي العملية الجنسية، وهو يحدّث أوادم وحواءات ....!!!  :emoti_209:
ثم هو يسمي وجود آدم وحواء بالجنة بليلة الدُّخلة.... وأن "دخلة" و"شجرة" تغيير في الحروف بينهما بينما يعنيان الشيء ذاته ...

ليتني فعلا أنتهي من هذا الكتاب ...... ولا حول ولا قوة إلا بالله ....

« آخر تحرير: 2014-01-15, 15:54:20 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #38 في: 2014-01-15, 16:39:18 »

أسماء، دخلت مرارا هنا وفي كل مرة أقرأ جملة أو أكثر فلا أستطيع التكملة فحالتي الراهنة لا تحتمل أبدا القراءة المستفيضة، يا له من جهد تبذلينه وأعانك الله ما تشعرين به في النقل والتحليل.

كتب هذه المداخلة حتى لا يضيع مني الموضوع وأستطيع الوصول إليه فيما بعد عندما أستطيع تحمل ذلك  sad:(
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
« رد #39 في: 2014-01-16, 08:43:20 »
أهلا وسهلا بك يا سيوفة

والله الكتاب فيه البلاوي التي لم أكن أتصورها، ولكن أحببت إتمامه وتسجيل الملاحظات لعلنا ننفع بها يوما من تشرّب أفكاره المقيتة ... وهناك من شبابنا من تشرّبها بالفعل، تخبرني إحدى الأخوات أن إحداهنّ مقتنعة به كل الاقتناع، وأنها قد مرّرته لأسرتها لتقرأه .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب