أيامنا الحلوة

الساحة الإسلامية => :: ساعة حلوة لقلبك :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2010-06-21, 13:52:35

العنوان: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-21, 13:52:35
خطوة خطوة على درب الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تشعر أنك تريد أن تلتزم لكنك لا تعرف كيف أو من أين تبدأ؟
هل تشعر أنك ملتزم ظاهريا، لكنك قلبيا أقل من ظاهرك بكثير، وتخشى على نفسك أن تكون من المرائين
هل تشعر أن قلبك مليء بالإيمان لكنك عاجز عن التطبيق الصحيح والالتزام التام في حياتك العملية؟
هل تشعر أنك ملتزم لكنك ضعيف، وتخشى على نفسك من الفتن والتراجع؟
هل تحس أن لديك كثيراً من العلم لكن قلبك خاو، لا يشعر بلذة الإيمان ولا بسعادته وسكينته؟
هل تحس أن قلبك عامر بالإيمان، وأنك تستشعر حلاوة الايمان في عباداتك، لكن ينقصك العلم الشرعي الذي تميز به الصواب من الخطأ؟
هل تفتقد حرارة البدايات؟ هل أصاب قلبك الفتور؟
هل كانت آمالك في خدمة الاسلام أوسع بكثير مما حققته؟ هل فشلت ان تكون قدوة للشباب كما كنت تتمنى؟
هل تحس أنك لا تمثل الاسلام تمثيلا صحيحا؟

أسئلة كثيرة بودي أن أطرحها علينا جميعا، ولا شك أن كل واحد منا سيجيب على واحد على الاقل من تلك الاسئلة بـ (بلى)
فأين هو الحل؟
كيف يصبح قلبي عامرا بالايمان، وحياتي مكيفة وفق شرع الله تماما بلا زيغ ولا تساهل ولا تشدد ولا تزمت، وبحيث نكون محصنين ضد الشبهات، وقلوبنا محصنة ضد الشهوات، وأرواحنا سعيدة متصلة بخالقها، سابحة ترفرف في ملكوت الله؟ هدفنا إعلاء كلمة الله، وخدمة الاسلام، لا نحيد عنه ولا نقيل ولا نستقيل، نجاهد ونصبر ومع ذلك نستعذب الطريق ونشعر بحلاوته وبسكينته وطمأنينته رغم ما فيه من مصاعب وعقبات وأشواك؟


باختصار:
كيف أصل لأن تكون "صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"؟
هل هذا مستحيل؟
خيالي؟
 صعب؟
ممكن ؟
سهل جدا؟



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-21, 13:54:16


2


أبنائي وبناتي الأعزاء
إخوتي الكرام
من خلال تفاعلي مع الانترنت خلال السنوات السابقة تعرفت الى عدد من الابناء والبنات الكرام، كانوا يسألونني عن تجربتي في الحياة وفي الدعوة وكيف التزمت.... إلخ
وكان جوابي أنني التزمت بحضور دروس دينية وتتلمذت على يد شيخة فاضلة مربية في بلدنا، تولت تربيتي روحيا وعلميا ودعويا، وكنتُ قطرة في نهر واسع عذب روّى بلدنا ومجتمعنا وغسله وطهره وكساه خضرة وخصوبة ونشر فيه الخير والثمر.
وظننت الامر سهلا يسيرا ومتوفرا للجميع، فكل من يسألني، أنصحه أن يبحث عن دروس دين في بلده ويلتزم بها...
لكن الامر لم يكن بهذه السهولة...
بعض البلدان كانت قرى صغيرة أو مدنا متطرفة لا يتوفر فيها شيوخ مربون على مستوى يغري بالاتباع والاقتداء، وبعض الشباب أو الشابات ظروفهم لا تسمح بمثل هذا الالتزام لاعتبارات مختلفة، أو للحيرة الشديدة في اختيار القدوة الصحيحة والطريق الأمثل مع كثرة وتنوع الطرق، وطعن أصحاب كل طريقة فيمن يخالفهم، حتى يسقط الجميع في عين المدعو، فلا يدري أي طريق يتبع...
وبعضهم يبذل جهده فعلا في البحث، لكنه لا يريد التوقف ريثما يجد طريقه...
كل هذا دفعني لبذل هذه المحاولة في رسم معالم الطريق كما عرفتها، طريق الهدى والسير نحو رضا الله عز وجل خطوة فخطوة.. بالتدريج...
ترتيب الاولويات.......... الابتعاد عن عثرات الطريق............. الاستعانة بالمنشطات........ تنظيم السير ودفعه دوما نحو الامام
بعبارة أدق وأوضح: كيف أربي نفسي لأكون مسلماً صالحاً إيجابياً فعالاً كما يحب الله ويرضى


ما سأكتبه هنا إخوتي الكرام ليس شرطاً أن أكون قد طبقته كاملاً، صحيح أن الله تعالى ذم من يقولون ما لا يفعلون، ولكنه أيضا ذم من كتم علما ولم يبذله للناس وينفعهم به، وقد أكرمني الله تعالى بأن عاشرت عددا من الداعيات المخلصات الربانيات، وعرفتهن عن كثب، ورأيت وسمعت وتعلمت أشياء حُرِمَ منها كثيرون، أسأل الله تعالى أن يكون ذلك حجة لي لا علي، وأنا هنا أعيد عليكم الدروس والخبرات والتجارب التي تعلمتُها، بغض النظر عن مدى تطبيقي أو التزامي بها، فأرجو أن نفصل تماماً بين الأمرين
فلو قرأتم لي كلاماً كبيراً أو عميقاً فلا يقولن أحدكم ما بالها لا تطبقه على نفسها، فما أنا إلا ناقلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه ليس بفقيه" فلعل الكلمة التي لم أنتفع بها ولم أطبقها تبلغ غيري فيطبقها وينتفع بها، وينتفع بها من بعده تلاميذه أو أبناؤه، فلماذا أحبسها عندي..

أسأل الله تعالى أن يوفقني في هذا الموضوع إذن لنقل ما تعلمته وما تربيت عليه لأبنائي وبناتي لعله يكون لهم برنامج حياة وتربية ونقلة عظيمة في حياتهم، فينالني من ذلك من الأجر ما يعوض تقصيري وضعفي وتخاذلي

من أحب أن يتابع معنا الموضوع، ويمضي معنا في هذه الرحلة الممتعة خطوة بخطوة على درب الله، فليعلم أننا هنا نقدم برنامج تربية، ولا نقدم بحثاً فقهياً في الحلال والحرام، فقد ننصح بتجنب بعض الأمور دون أن نفتي أنها حرام، ولكن لأنها تربوياً تعوق المسيرة، وقد نوصي ببعض الأمور لا على أنها فرائض إلزامية، ولكن لأنها تربوياً تنشط وتساعد على التقدم في هذا الدرب...
هذا الموضوع للتطبيق لا للجدال ولا لاستعراض المعلومات وإضاعة الأوقات ولا للتسلية...
فمن أحب فليبادر في مرافقتنا في الرحلة من بدايتها، ليتدرج معنا، ولا تتراكم عليه الخطوات فيستصعب المسير..

ختاما- هذا البرنامج لست متأكدة من صواب أو جدوى نشره على الانترنت، فالمفروض أنه برنامج تربوي تفاعلي بين الداعية وتلاميذه، وبين المدعو وإخوته في الله ، لكنني سأجرب مستعينة بالله، استجابة لضغط الحاجة، ولكنني قد أتوقف في أي وقت إن تبين لي أن نشره على الانترنت سيحوله لمجرد موضوع فكري حواري كغيره من المواضيع... وأعتذر مقدماً عن وقوع مثل هذا إن وقع...
فالوقت رأسمالنا الوحيد، وعلينا أن نتأكد من أننا ننفقه فيما ينفع ويفيد...
وقد لا يأذن الله تعالى باستكمال الموضوع، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وتكفيني النية الصادقة والعزم الأكيد، وعلى الله التكلان.
ولنبدأ الآن على بركة الله، وأهلاً بكل الراغبين في السير معنا في رحلتنا هذه...


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-06-21, 18:00:50
هذا الموضوع تفاعليا أليس كذلك ؟!
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-21, 18:19:34
بلى كذلك

فأرجو ممن يقرأ وتعجبه المقدمة، ويرغب في متابعة الموضوع أن يسجل اسمه، ويقوم بالتعليق سلبا او ايجابا او استفسارا او اضافة بعد كل حلقة


العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-06-21, 18:41:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسجل اسمي بإذن الله  ::ok::
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أندلسية في 2010-06-21, 19:26:05
السلام عليكم...

 ::happy: ::happy:

اللهم لك الحمد...أن بدأتِ ماما هادية بالموضوع...

فقد كنت أفكر كثيرًا وأقول...يا ترى ما موضوع (ماشي بنور الله)؟؟؟ :emoti_17:

أسجل اسمي بإذن الله.... ::)smile:

وفقك الله وسدد خطاك...وأعانك عليه..
.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2010-06-21, 21:31:53
معكم بإذن الله  ::happy:
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-21, 21:42:01
أهلا بكم جميعا

أعتقد أن النووي وأندلسية الموضوع بالنسبة لهما جديد
وأما أسماء وزينب فقد تابعتاه سابقا على المنتدى الآخر... اليس كذلك يا زينب؟
على أية حال آمل ان يوفقني الله لاستكماله هنا، وتقديم الجديد من الحلقات

فتابعونا ... وعساكم لا تملون التكرار في البداية
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2010-06-22, 01:27:56
نعم ماما هادية كنت معكم هناك ..

وإن شاء الله ليس هناك تكرار لأنه من مدة طويلة وتقريبا نسيت ..
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: جواد في 2010-06-22, 08:11:17

تسجيل متابعة
بارك الله ‏بكم ونفعنا واياكم بما يحب ويرضى
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: نور السماء في 2010-06-22, 09:12:11
تسجيل متابعة ..
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-22, 11:07:23
أهلا بك يا جواد
وأهلا بك يا نور السماء

وآمل ان ينضم لنا الجميع ان شاء الله

ولنبدأ بالخطوة الاولى على درب الله


 emo (30):
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-22, 11:15:31

3
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الخطوة الأولى: اعرف نفسك


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*  خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * 
 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ*  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* 
 عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ*}

تلك كانت أولى كلمات السماء نزولا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...
أولى بشائر الهداية والرسالة العظيمة............
اقرأ باسم ربك
ومن هو ربك
ربك الذي خلقك أنت أيها الإنسان
ألم تكن علقة فخلقك فسواك؟
ألم تكن جاهلا فعلمك مالم تعلم؟

وكأن الإنسان لينطلق في الحياة راشدا لا بد أن يعرف نفسه، ويتفكر فيها، ويتوقف عن إسكات صوت الفطرة بداخله، وعن الانشغال عن الأسئلة الملحة التي تقلقه............
لابد له من وقفة يواجه بها نفسه ويفكر....
من أنا؟؟..........
أنا الإنسان.........
قبضة من طين الأرض، ونفخة من روح الله
 { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } (ص 71-72)
ماذا كنت؟
كنت لا شيء

 { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً }

فكيف صرت شيئا بعد العدم؟

لقد خلقني الله وأوجدني

 { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ } (المؤمنون 12-14)

فأنا أستمد وجودي واستمراري من خالقي سبحانه وتعالى... أوجدني من عدم، وتعهدني في رحم أمي التي كانت تراقب نموي في أحشائها بصمت وصبر، لا تملك لي من أمري شيئا، ولا تدري في أي طور أنا ولا كيف أنتقل للطور التالي، إنه ربي سبحانه الذي تعهدني بلطفه وأخرجني للوجود، وزودني بوسائل العلم

{ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (النحل 78) 

فتعلمت وكبرت ، وبلغت وعقلت، وصرت مكلفاً.
مكلفا بماذا؟
 وما الغاية من وجودي؟

 وإلى أين المصير؟

{ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }

فالغاية من خلقك ايها الإنسان (بالنسبة لك) أن تعبد الله حق عبادته.
وما حق عبادته؟
أن توحده فلا تشرك به شيئا، وتقيم الحياة في هذه الأرض وفق منهجه، فتلك هي العبودية الحقة.
فما قيمة عبد يعرف أن هذا هو سيده ثم لا يطيعه؟ ويعرف ما يرضي سيده ثم لا يسعى لتحقيقه وتنفيذه؟ إنه عبد آبق لا خير فيه.

وتحضرني هنا قصة من أوائل القصص التي تأثرت بها..

قصة رجل كانت حياته مثالا للغفلة واللهو، بين رحلات صيد وسهرات غناء وجوار، وأصحاب سوء...
وبرغم ما هو فيه من غفلة، إلا أنه عمل مرة عملا صالحا، فشكره الله له، وهيأ له بسببه أسباب الهداية..

يروى أن الرجل كان في داره، فسمع قرعا شديدا على الباب في ساعة غير معتادة للزوار، فأرسل الجارية تفتح، فوجدت رجلا حسن الهيئة بالباب يسألها:
- صاحب هذه الدار سيد أم عبد؟
قالت الجارية: بل هو سيد
قال الطارق: صدقت..
وانصرف
دهشت الجارية، وحسبته مجنونا، ومضت تخبر سيدها...
 فوقع في قلب السيد شيء...
فخرج خلف الطارق يجري، حافي القدمين من شدة لهفته... حتى أدركه، وقال له:
- ماذا قلت للجارية آنفا؟
قال: سألتها صاحب هذه الدار سيد أم عبد، فقالت بل سيد، فقلت لها: صدقت... فلو كان عبدا لعرف للعبودية حقها...
فخر الرجل على الأرض من وقع الكلمات في قلبه..
عرف أنه بغفلته ولهوه وانشغاله عن تحقيق الغاية من وجوده، وانصرافه عن شرع ربه، لم يعرف للعبودية حقها، ولم يعرف لسيده ومولاه رب العالمين حقه...
عرف أنه كالعبد الآبق، الذي لا يستحق لطف سيده ولا إنعامه
وكانت بداية توبته، ومن ثم هدايته، ومن ثم استقامته، حتى صار من أشهر العباد الزهاد...

إنه بشر بن الحارث، والذي لقب بسبب هذه الحادثة ببشر الحافي، وقد كان معاصرا للإمام أحمد بن حنبل، وكان الإمام كثير الثناء عليه.

إخوتي الاكارم
هل عرفتم لعبوديتكم لله حقها؟؟
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2010-06-23, 10:12:34
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك يا ماما هاديه على هذا الموضوع الهام عسى الله أن يهد بهذا الموضوع قلوب أصابتها الغفلة , و طبعا أسجل متابعه

و الأسئله التي طرحتها مؤلمه جدا ,
أحيانا يكون الإنسان صادقا في شعوره بالإيمان و لكنه ضعيف مثل المريض الذي يريد أن يتعافى و هو صادق في نيته لكن مناعته ضعيفة , فلا أعد هذا مرائيا لأن المرائي هو شخص غير صادق في نيته و هو منافق يظهر الإيمان لكي يرائي به الناس و هو في داخل قلبه لا يعرف شيئا عن الإيمان

أريد أن أتابع هذا الموضوع كي أعلم , ماذا يفعل الإنسان المسلم قلبه و لكنه أضعف من أن يقاوم وسوسات الشيطان
عندما أسمع قصص الصحابه , أو قصص الصالحين كالقصة الأخيره التي ذكرتها أتعجب !
كيف لموقف واحد مثل هذا أن يغير حياة هذا الانسان من فساد الى صلاح ! ! ! !
هل الأمر بهذه السهوله
و لماذا تمر علينا مواقف كهذه و نحن ربما و الله أعلم نكون أحسن حالا من ذلك الذي كان شديد اللهو و يصاحب الجواري , و لا نهتد بتلك السهوله ؟
و هل يجب أن يأتينا موقف قاسي فيه موت و حزن لكي تخشع قلوبنا ؟

لا تجيبي على أسإلتي , فقط اكملي الموضوع علي أجد فيه إجابه
جزاك الله خيرا
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-23, 16:56:10
أهلا ومرحبا بك يا سلمى
وعسى تعجبك رحلتنا وتتابعيها معنا حتى مرحلتها الثالثة
ومرحبا بأي أسئلة تخطر على بالك او على بال أي من المشاركين
فهذه الأسئلة بمثابة مصابيح تنير لنا زوايا الطريق... فلا تترددوا في طرحها

بالنسبة لذلك الموقف الواحد يا سلمى .. فهو هدية ربانية
يبعثها الله تعالى مكافأة للعبد العاصي على حسنات عملها في غمرة سيئاته، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع مثقال ذرة
فإن كان معدن الانسان نفيسا، أيقظته مثل هذا الموقف، فهب ينفض عنه غبار الغفلة والنسيان... ويجاهد في الله حق جهاده ويستقيم على صراطه

لو سألت من حولك يا سلمى لوجدت بالاستقراء انه ما من انسان الا ودق الحق بابه مرة أو مرات
لكن بعضهم يستجيب، ويتخذ القرار الصحيح، ويسلك سبيل المؤمنين، ويحرق سفن الماضي، ويستقيم على درب الله تعالى، مجاهدا صابرا
وبعضهم يستجيب، لكنه يعتمد على نفسه، وقوته، ولا يسلك سبيل المؤمنين، فما يلبث ان يتعثر وتضطرب خطواته وتكثر سقطاته
وبعضهم يستجيب، لكنه لا يحرق سفن الماضي، ويظل يمضي متلفتا، تارة تلوح له الأنوار، فيمضي قدما، وتارة تغريه لذائذ الماضي فيتراجع، ويظل على هذا الحال الى أن يصاب بالدوار من كثرة التلفت، فيسقط أيضا
وقد ضرب الله تعالى مثل هؤلاء في سورة البقرة بطريقة قرآنية معجزة

يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا

وبعضهم لا يتسجيب أساسا

وهكذا هم البشر.. مختلفون في هممهم، مختلفون في معادنهم، مختلفون في اختياراتهم، وبالتالي في مصائرهم
نسأل الله سبحانه ان يلحقنا بالمؤمنين الصالحين...
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-23, 18:28:17

4

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعرف نفسك (2)



بماذا كلفت؟

إذن أنا مكلف بأن أعبِّد الناسَ لله تعالى، وأقيم الحياة في الأرض على شرع الله
هذه الرسالة العظيمة السامية التي لخصها ربعي بن عامر لكسرى الفرس عندما سأله: ما الذي أخرجكم من دياركم...
قال: إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام..

وهي رسالة نشترك جميعا في التكليف بحملها { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}  (الزخرف 44) ولكننا بكل أسف لم نشارك جميعا في أداءهذا التكليف، فبعضنا حمل الأمانة، وبعضنا وقف يتفرج، وبعضنا أعرض عن هذا الأمر تماماً وانشغل في دوامة الحياة دون أن يدرك لا بماذا كلف، ولا إلى أين المصير.

إلى أين المصير؟

المصير إما إلى جنة الخلد وملك لا يفنى، أو إلى جحيم مستعر ونار تلظى
 { فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأْوَى *
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى } (النازعات 37-41)

وسيحاسب المرء على كل ما استودعه اللهُ من مواهب وطاقات:

{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الإسراء 36)

"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ؟ وعن علمه ما عمل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه" (أخرجه الهيثمي المكي وقال صحيح الاسناد)


فهذا هو الامتحان
وبقدر عظم المواهب، تكون صعوبة الامتحان، فلا يغترن امرؤ بما آتاه الله من فضله

وهذه هي الأسئلة، وتلك هي الأجوبة، وتلكم هي النتيجة..

كله واضح بيّن، بينته لنا هذه الشريعة السمحة العظيمة، بوضوح لا لبس فيه ولا تورية، فلا غموض ولا أسرار، وما عليك أيها الكيِّس الفطن إلا أن تستعد للامتحان وتتهيأ للأسئلة بأجوبة مرضية

"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله" (حسن/ سنن الترمذي)

فيالتعاسة من انشغل عن التحضير والدراسة والإجابة عن الامتحان بالاهتمام بشكل غرفة الامتحان وما بها من أثاث وأحوال الممتحنين معه وأخبارهم، حتى فات الأوان ولم يستعد فكان من الخاسرين.. 
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وَجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وَجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وَجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وَجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران 106-107)

نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من الفائزين في هذا الامتحان العظيم، الذي لا إكمال فيه ولا استئناف، وأن نكون ممن بيض الله وجوههم وكانوا في رحمته خالدين


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: bochra.lemita في 2010-06-23, 20:11:26
السلام عليكم و رحمة اللله و بركاته
ماما هادية ،أعجبني الموضوع و قرأته و أريد ان أكون معكم من كل قلبي
في الحقيقة لما قرأت المرحلة الأولى تعجبت من بعض الكلمات هي تلك التي تتعلق بمعرفة الله لأني اعتقدت أن الأغلبية يعرفون الله و إن أنكر البعض ذلك بطريقة غير مباشرة.........لكني فيما بعد أدركت أنه يجب علينا أن نقوم من حين لآخر بالتعرف على اللله سبحانه و تعالى و أن نعيد النتدبر في علاقتنا معه)العبودية له( و ان نعي بكل عضو فينا الغاية من وجودنا و خلقنا لا أن نعرف فقط
تذكرت أني في كل مرة لما كنت مشاركة في سكليب لأني بحاجة لسؤال الأعضاء في قائمتي عنهم رغم أني تعرفت إليهم من قبل ...و هذا ليس مهم.......فما بالك بأن تعيد التعرف على ربك .خالقك .واهب نعيم الدنيا و نعيم الآخرة لك........هذا إن أمكن سيدتي ذكر هذا المثال....
ثم .....في الحقيقة ربما لم أشعر و لم تراودني تلك الأسئلة التي ذكرتها كثيرا لأني و الحمد لله لا أعرف السكون و الهدوء...و هذا لا يعني نفيها أبدا.....لأني شعرت من حين إلى ىخر أني في حاجة إلى تقديم المزيد لنشر الاسلام و خدمته و خدمة شعبي و امتي إذ ما تنفك المشاريع تبرح عقلي حتى أجد آخر و أجد نفسي كثيرة الاندفاع لأي مشروع فيه خير و صلاح و أفرح بنجاح أحدهم في توصيل فكرة رائعة .....و عندما اجده يتكلم و يتخاطب مثلك سيدتي عن الاسلام و يبدي نيته في نشر الافكار في اوساط المجتمعات بالتاكيد الأفكار التي يحب الله و رسوله ان تستوطن عقولنا...
ثم......على كل و بكل تواضع أعجبني كثيرا موضوعك و مشاركاتك و عسى الله أن يجازيك عليها[
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: فتاة مسلمة في 2010-06-23, 23:55:54
متابعة
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: *هاجر* في 2010-06-24, 09:29:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جروني معكم يرحمكم الله
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-06-25, 11:03:58
معكم باذن الله
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-25, 11:50:08
أهلا ومرحبا بالغاليتين هاجر ورافية
أسعدني جدا انضمامكما للرحلة

وأهلا بك يا فتاة مسلمة .. كنت أنتظرك

وأهلا بك يا بشرى... وجميل منك هذا التفاعل والمشاركة

ربما بدت لك عزيزتي الأسئلة لا تنطبق على حالك، لكونك لا زلت في بداية الطريق بسنك الصغير، فما زلت في مرحلة الحماس والدفعة الأولى... لكن باستمرارك في المشي على هذا الدرب.. ومع تقدم العمر.. ستشعرين بأهمية هذه التساؤلات يا بشرى

وبالنسبة لدهشتك من فكرة اعرف ربك.. وهل هناك من لا يعرف ربه
للمعرفة مراتب ودرجات متفاوتة جدا يا بشرى
وكلما زادت الطاعة، ازدادت المعرفة، وازدياد المعرفة يؤدي الى ثبات على التوبة وهجر للمعاصي
كل انسان يعصي ربه، تأكدي ان لديه نقصا في معرفة ربه

ولهذا يسمى الصالحون المتقون: العارفون بالله

وعبارة (عارف بالله) رتبة عالية، لا يطلقها العلماء الا على الأفذاذ المتميزين بينهم بالعلم والجهاد والورع والصلاح والاصلاح
رزقنا الله صحبتهم، وحسن الاستفادة منهم

وتابعينا
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2010-06-25, 14:14:57
المشكله يا ماما هاديه ان الشيطان لا ينفك يوهمنا بأنه ليس هناك امتحان من الأصل و أن ما نحن فيه ما هو الا الحياة التي ستنتهي بالموت و يجب أن نستمتع بها

لأبي الحبيب وجهة نظر رائعه في التعامل مع غير المسلمين
يروي لي أبي
أنه في العمل , يعمل معه احد المهندسين  , فمرة جاء الى العمل ذلك الشخص و لديه صداع
فسأله أبي : ماذا بك؟
فرد : يبدو أني أكثرت البارحة من الشرب
فقال له أبي : اذن لا تشرب ’ أتركها
فقال له محاورا محاولا اقناع ابي : احنا هنعيش كام مره ؟
فرد ابي على الفور : مرتين
بغت الرجل و هو لم يتوقع الإجابه
!!!!!!

إننا لا نعي جيدا أن الحياة الآ خرة هي الأبقى
و نظل نستمسك بأذيال الدنيا
و حتى لو نحن ندرك أن هناك آخره
لكن تصر فاتنا لا تعبر عن هذا حتى لو عبرت به ألسنتنا
بالصلاة الصحيحه و باتباع شرع الله سبحانه و تعالى  نتذكر أن لنا كره , و حياة أخرى أفضل و أجدر بأن نعمل من أجلها

متابعه معك ...

و يا هاجر كيف حالك
هل أنت هاجر أختي الصغيره :)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-06-25, 14:15:47

رغم قراءتي بعض المداخلات في الموضوع القديم، إلا أن قراءته الآن آلمتني أشد الإيلام واخترقت قلبي

يا الله أستغفرك وأتوب إليك

كم أنا بعيدة بعيدة اللهم اعفو عني وقربني إليك وأعن نفسي الضعيفة على معرفتك بحق  sad:(
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-25, 14:59:52
شكرا لمشاركتك يا سلمى
وبالفعل... علينا دوما ان نذكر من حولنا أننا نعيش مرتين، وليس مرة واحدة أبدا
وأنه الان عمل ولا حساب
وغدا حساب ولا عمل


مرحبا بك حبيبتي سيفتاب
وصدقيني اعادة نشر الموضوع فيه تذكرة لي قبل ان يكون لكم

لا اخفي عليكم انني بتوفيق الله كتبت ونشرت حلقاته الاولى في مرحلة متألقة .. كنت أشعر فيها بوهج ايماني غريب
حتى انني افكر انني يجب ان اعتكف في المدينة المنورة لكي استطيع استكمال الحلقات
ومع ذلك .. يقيني انه كله بتوفيق وتدبير من الله سبحانه وحده


وإليكم الان حلقة جديدة

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-25, 15:12:51

5

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعرف نفسك أكثر (3)

قلنا أنك قبضة من طين الأرض ونفخة من روح الله...

والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدك على هذه الحال، ولهذا وضع لك المنهج المثالي الذي يلبي لك كل احتياجاتك ويرقى بك في مراقي الفلاح والنجاح، وهذا ما نسميه بخاصية الشمول في الشريعة الإسلامية.

أنت قبضة من طين الارض، لك احتياجات مادية، من طعام  وشراب وملبس ومأوى ونوم وراحة وغريزة جنسية.
وقد أباح لك منهج الله تبارك وتعالى المثالي الواقعي أن تلبي كل تلك الاحتياجات، ولكن بأسلوب راقٍ..... شديد الرقي.

فكُلْ حتى لا تجوع، لكن تحرّى أن يكون الطعام مباحاً، والمال الذي أتى بالطعام حلالاً، وكُلْ بقدر حاجتك ولا تسرف، حتى لا تستعبدك قبضة الطين وتسيطر عليك.....

فروحك التي هي نفحة سماوية من الله العلي القدير هي التي ينبغي أن تقود جسدَك لا العكس.

واشرب: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ } (الاعراف 31)
  والبس: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } (الأعراف 26)
ونم وارتح: " لكني أصلي وأنام . وأصوم وأفطر . وأتزوج النساء . فمن رغب عن سنتي فليس مني " . (رواه مسلم في صحيحه)

وتزوج: { فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ } (النساء 3)
{ وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (النور 32)
 
ورفه عن نفسك وأهلك بالحلال:  "إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه" (رواه البخاري في صحيحه)

وابتعد عن الحرام، وما يفضي إلى الحرام، وما يغري بالحرام : {تلك حدود الله فلا تقربوها} (البقرة 178)

واعلم أن بين جنبيك نفساً أمارة بالسوء، وشيطانا يزين لك الهوى والشهوات، فلا تطعهما: { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُواًّ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } (فاطر6)
 { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (يس60)

وأنت نفخة من روح الله.........

الروح ... هذه النفحة السماوية لا تهدأ ولا ترتاح ولا تسكن إلا بصلتها بمنبعها الأصيل، بالله سبحانه وتعالى...
لا تتغذى إلا بذكره
ولا تتحرر إلا بمنهجه
ولا تنتعش إلا بوصاله
روحك هذه حبيسة في جسدك كطائر في قفص، كلما أحكمت الأسوار وأغلظت بناء الجدران حزن وانكمش ومرض وسقم...
وكلما رقِّت الجدران وقلَّت القضبان، تنسم عطر الحرية، ورفرف بجناحيه وأطربك بعذب تغريده، حتى يأذن الله له بالحرية والانطلاق من هذا الجسد الفاني، ليسبح في ملكوت الله، ويسجد تحت عرش الرحمن يوم فناء الأجساد وخلود الأرواح... فإن بُعِث جسدُكَ بعدها من موته، حملته الروح هذه المرة في جنات الخلود، وقادته في النعيم المقيم...

كثير من الناس يشعر بالضيق والضجر والاضطراب...
كم وكم سمعت من شكوى من مثل: (روحي رح تطلع) (حاسة حالي مخنوقة) (ياريت أموت وأرتاح) (ضايقة أخلاقي وزهقان، ومهما اعمل مش برتاح) (أخرج مع أصحابي فأفرفش شوية، أرجع لوحدي أحس اني مخنوق) ... ألخ..

لا يشعر هؤلاء المتألمون أنها أرواحهم تصرخ في أجسادهم وتستغيث... وهم لا يعيرونها التفاتا... بل كلما صرخت فكروا في أجسادهم: لعلي بحاجة للنوم، للأصحاب، للرقص، للغناء، للموسيقى، للفسح، للرحلات.... وكلها مطالب جسدية تزيد أرواحهم اختناقا وألما..... ينشغلون عن صراخها قليلا فيحسبون أنهم ارتاحوا، ثم ما يلبثون إن فرغ شغلهم هذا أن يعودوا ويسمعوا صياحها أكثر ألما، واستغاثتها أشد قوة، فيحتارون ويضطربون ويبحثون عن شيء آخر...
وهكذا من قلق لقلق.... ومن حيرة لحيرة... ومن ضنك لضنك
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى} (طه 124)

وحال هؤلاء كحال من ضاع قرشه في شارع مظلم، فذهب يبحث عنه في شارع آخر مضاء...... أنّى يجده؟

روحك التي بين جنبيك لا تأنس إلا بالعبادة:
 بالصلاة... بالصيام... بالزكاة... بقراءة القرآن... بالذكر.. بالدعاء... بالتضرع لله عز وجل...
بغير هذا لا تأنس روحك ولا تسعد نفسك...

نفسك؟
وما نفسك؟
نفسك هي روحك إذا سكنت جسدك... فهي روحك وجسدك معا...
فالتفت لروحك واهتم بها قليلا... أيها الظالم!!... بعضَ العدل... بعضَ الرحمة لهذا الكائن اللطيف الشفيف الذي استودعه الله جسدك..
جرب...
لقد جربت كل ما مضى من أيامك الاهتمام بجسدك... جسدك فحسب... طعام وشراب ونوم وعلم (والعلم غذاء للعقل لا للروح) ... كلها أشياء طيبة وضرورية ومأمور بها، بل ومثاب عليها ما دامت في حدود الشرع... لكن أين حق هذه المسكينة الضعيفة الشفافة التي أودعها الله أمانة بين جنبيك فأهملتها وانشغلت عنها؟

جرب أن تنظر للعبادة لا على أنها عبء تكابده فتثاب عليه، بل على أنها حاجة ضرورية لروحك، لابد أن تلبيها...

انظر للعبادة لا على أنها جهاد نحصل على أجره في الآخرة، بل على أنها غذاء لأرواحنا سنشعر بعدها بالراحة ونغنم الأجر هنا في الدنيا قبل الآخرة..

قد لا تشعر بعد بحلاوة الإيمان ولذته، لكنك ستشعر براحة كبيرة بعد العبادة... لا مرية في ذلك

فجرب
والتجربة خير برهان..




(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-06-25, 15:58:46
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي أم عبد الهادي جزاك الله عنا كل خير
موضوعك جعل الكثير من الأسئلة تتردد بخاطري
هل معرفتي برب العلمين معرفة جيدة أم سطحية ؟
هل شكرت المنعم الذي لا استطيع إحصاء نعمة واحدة من نعمه؟
هل اتبعت أوامره و اجتنبت نواهيه؟
ماذا قدمت؟
هل أريد الآخرة أم الدنيا مازالت تسحبني إلى ملذاتها ؟
هل استقر فؤادي على حب الآخرة الدائمة و العمل لها و ترك الدنيا الزائلة؟
سأتبع إن شاء الله هذه الموضوع و امشي معكم بنور من الله إلي الله راجية عفوه  و رضاه     
اللهم ارضى عنا و تب علينا توبة نصوحة ولا حول و لا قوة إلا بالله
 و صل اللهم علي سيدنا محمد و علي اله و صحبه أجمعين   
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أم الفاتحين في 2010-06-26, 18:38:13
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
معك إن شاء الله ماما هادية ..رائعة كالعادة بارك الله لنا فيك
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-26, 19:35:52
أهلا ومرحبا بالأختين الحبيبتين رافية وأم الفاتحين
أسعدني جدا انضمامكما لنا في هذه الرحلة على درب الله، والتي نسأل الله تعالى ان يبارك لنا فيها ويوفقنا للاستمرار عليها والاخلاص فيها

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-26, 20:24:26
ملاحظة:
في الجزئية السابقة تعمدت استخدام الكلمات التي لونتها بالأحمر (خاصية الشمول) (خاصية المثالية الواقعية) لألفت النظر لبعض خصائص التصور الاسلامي، كما تعلمناها من الكتاب الرائع " خصائص التصور الاسلامي" لشهيد الإسلام سيد قطب، والذي أتمنى أن يحرص الجميع على اقتنائه وقراءته
وستلاحظون أننا خلال مسيرتنا هذه، سنحاول أن نلقي بعض الاضاءات على كتب قيمة مختلفة، ومداخل للعلوم الشرعية، لأن الإلمام الكافي بهذين الجانبين هو -دون أدنى شك- من متطلبات المسير نحو الله .

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-27, 11:48:40
6
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الثانية:  اعرف ربك (1)



لعل بعضكم يعارض ويقول أما كان الأجدر أن يبدأ المرء بمعرفة ربه ثم بمعرفة نفسه؟
والجواب: أنك لو لم تر آثار ربك في نفسك وقدرته وقوته وحكمته وتدبيره ورحمته، كيف كنت ستعرفه؟
{ وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } (الذاريات 20-21)

وقد بدأنا الرحلة بأولى كلمات السماء إلى هذه الأمة المحمدية: اقرأ


{اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*  خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * 
 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ*  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* 
 عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ*}

فربك هو الذي خلقك من علق، وعلمك بالقلم ما لم تعلم
فوجّهنا القرآن لتدبر خلق الإنسان، هذه المعجزة العظيمة التي يشعرها من يرى الطفل الوليد الذي لاحول له ولا قوة، ولايملك لنفسه ضرا ولا نفعا، فيغيب عنه عامين وإذا به يراه طفلا ذكيا مرحا يمشي ويجري ويأكل بنفسه ويشرب ويجذب ويلعب ..... فسبحان من كبّره وعلمه ونقله من طور لطور
تستشعرها الأم التي ترزق بطفل، فتراه خرج منها إلى الوجود سميعا بصيرا جميلا لذيذا، كامل الخلقة، من غير حول منها ولا قوة...
روح خرجت من روح.... فمن رعاها في ظلمات الرحم الثلاث، ومن نماها وكبرها؟
من قال لبعض الخلايا كوني خلايا للسمع، وللأخرى كوني خلايا للبصر؟
من علم الخلايا ان تفك الشيفرة الوراثية وتنفذها بحذافيرها دون خطأ ولا خلل؟
سبحان الله

يروى أن رجلا من أهل الله من الشام،
ركب يوما في الطائرة، فتوجه لغرفة القيادة، وسأل قائد الطائرة ومعاونه عن أجهزة الطائرة المختلفة، وأبدى لهم انبهاره بها، فأخذوا يشرحون له ويسهبون في كل جهاز وكل أداة ووظيفته ودوره في قيادة الطائرة...
غرفة كاملة من الاجهزة الدقيقة المعقدة الصنع
فقال لهم: ومن صممها ورتبها هكذا
فذكروا له اسم المخترع ثم المصمم ثم الشركة الصانعة
فقال: ما شاء الله... ووضع يده على رأس الكابتن، وقال له: وغرفة القيادة الرائعة الموجودة في رأسك هذه، والتي تمكنك من التحكم في الطائرة والسيارة وآلاف الالات غيرها، من صممها لك ومن رتبها؟
فذهل الكابتن من هذا السؤال... وأعلن إسلامه، وأسلم الطاقم كاملا...
هكذا قالوا... والله أعلم
سبحان من أكرمنا بغرفة القيادة هذه.. نسأله تعالى ان تقودنا للبر والتقوى، لا ان تنحرف بنا الى الاثم والضلال...
اللهم يا مالك يوم الدين
ثبت علينا العقل والدين
أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-06-28, 12:39:12
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعجبني كلام للشيخ الفاضل محمد حسان أردت نقله للفائدة
قال تعالي :
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى } [طه/49] {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه/50]
أي : ربنا الذي خلق كل شيء على صورته ، وشكله اللائق به ، الذي يؤهله ويعينه على أداء المنفعة والمصلحة والمهمة التي خلق من أجلها .
 
فالعين مثلا خلقها الله بهذه الصورة البديعة والشكل الجميل ، وهيأها للإبصار ، فخلقها في علبة عظيمة قوية حتى لا تتلف ، وأحاطها بالرموش لتدفع الرموش عن العين الضوء ، وأحاطها بأهداب لتمنع الأهداب العرق من أن يتساقط إلى داخل العين ، ثم أمدها بماء مالح لتحفظ العين من الأتربة والميكروبات .
 
والأذُن مثلا خلقها الله – عز وجل – بهذا الشكل البديع الجميل في هذا التجويف العظمي الداخلي في الرأس ، ثم أحاطها من الخارج بهذا الصوان الخارجي الجميل ، وهيأها للسمع حتى في النوم ، وأمدها بماء مر حتى لا تتسرب الحشرات إليها وأنت نائم .
 
والفم مثلا ، خلقه الله بهذا الشكل البديع الذي يؤهله للطعام والكلام فالشفتان تنفرجان للطعام ، دون أمر منك لهما بالانفراج والقواطع تقطع والأنياب تمزق، والضروس تطحن، واللعاب يسهل ، واللسان يتحرك هنا وهنالك لتيسير المضغ وكذلك للكلام.
 
كل هذا خلق من ؟ كل هذا صنع من ؟ كل هذا هدى من ؟


لله في الآفاق آيات         لعل أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته       عجب عجاب لو ترى عيناك
الكون مشحونٌ بأسرار      إذا حاولت تفسيرا لها أعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى      يا مداوى الأمراض من أرداك
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما      عجزت فنُونُ الطب من عافاك
قل للصحيح مات لا من علة      من يا صحيحُ بالمنايا دهاك
بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام   بلا اصطدام من يا أعمى يقود خطاك
بل سائل البصير كان يحذر حُفرة      فهوى بها من ذا الذي أهواك
وسل الجنين يعيش معزولا بلا      راعٍ ومرعى من ذا الذي يرعاك
وإذ ترى الثعبان ينفث سمه فسله      من يا ثعبان بالسموم حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان      أو تحيا وهذا السم يملأ فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت   شهدا وقل للشهد من حلاك
بل سائل اللبن المصفى من ببين فرث   ودم من ذا الذي صفاك
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى      فاسأله من يا نخل شق نواك
وإذا رأيت البدر يسرى ناشرا      أنواره فاسأله من أسراك
وإذا رأيت النار شب لهيبها      فاسأل لهيب النار من أوراك
وإذ ترى الجبل الأشم مناطحا      قمم السحاب فسله من أرساك   
لله في الآفاق آيات         لعل أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته      عجب عجاب لو ترى عيناك
[/color][/size]
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-28, 12:47:15
 emo (30):

جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الجميلة يا رافية

بارك الله بك.. وأتمنى أن أرى تفاعلا مماثلا من الجميع


مثلا... هل جربتم التجربة التي اقترحناها في الحلقة 5 ؟ وهل لمستم أي نتيجة؟ أم ليس بعد؟
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-30, 11:04:43
 emo (30):

يبدو أنني سيطول انتظاري لمزيد من المشاركات...   emo (4):

 لهذا فلننتقل إلى حلقة جديدة
emo (30):

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-06-30, 11:13:58
7

رجاء: اقرؤوا آيات القرآن التي أضعها، ولا تتجاوزوها...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الثانية:  اعرف ربك (2)

لقد دعانا القرآن الكريم للتدبر في هذا الكون من حولنا، وتأمل بديع صنعه، ودقة نظامه، وشدة إحكامه، ليقودنا ذلك للإيمان بالصانع الحكيم العليم الخبير... تبارك وتعالى... تبارك الله مالك الملك
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*  الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ} (سورة الملك)

{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ*}  (الرعد 3- 4)


فإذا عاد الإنسان من تلك الجولة في هذا الكون البديع، لم يملك إلا ان يستسلم لخالقه وبارئه القادر الحكيم المدبر المبدع
{ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (طه50)
سبحان الله

حدثتنا مرة إحدى الصالحات أنها جلست إلى شيختها مرة، فكان الدرس عبارة عن تأمل في وردة حمراء...
قالت لها: انظري إلى إلى هذه الوردة.......... سبحان الله
تأملي جمالها وتدرج ألوانها.................. سبحان الله المصور
تحسسي ملمس بتلاتها الناعم المخملي...... سبحان الله الباري
تشممي رائحتها العبقة الزكية ............. سبحان الله المبدع
انظري كيف شقت التراب وخرجت منه وتفتحت دون ان يعكر صفوها او جمالها ذرة غبار واحدة، وهي الخارجة من التراب...
سبحان الله
وجلستا نصف ساعة تسبحان الله وتتأملان قدرته في هذه الوردة...
وردة واحدة فقط!!!....
هل جربت ان يهديك الإنسان وردة جميلة؟
بعض الناس يقولون إن الورود سريعة الذبول، فخسارة أن نتلف أموالنا فيها، ويفضلون ان يهدوك باقة من الزهور الصناعية لتدوم عندك ولا تذبل...
لكن........... هل يستوي الحي والميت؟
هل تستوي الصورة والأصل؟
لا يستويان........... أبدا أبدا...
وردة واحدة حية تبعث في النفس من السرور والبهجة ما لا تفعله عشرات الباقات الصناعية الجامدة..
سبحان الله المحيي المميت
سبحان الحي الذي لا يموت
سبحان الله الخالق البارئ المصور

فهذا شأن وردة واحدة...
فكيف بهذه المروج الخضراء، والأشجار المزهرة، والطيور المغردة، والماء الرقراق، والنسيم العليل، والثمار اليانعة...


{وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَباًّ مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام99)

تأمل في نبات الأرض وانظر ................. إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات .................... بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات .................... بأن الله ليـس له شـريك
سبحانك يا ألله...
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: نور السماء في 2010-06-30, 11:35:49
اكملى يا ماماهادية
بارك الله بك  emo (30):
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أبو بكر في 2010-07-01, 19:47:40
:emoti_133:

أسجل متابعة.... و عذراً إن جائت متأخرة :blush::
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-02, 22:52:44
شكرا لمتابعتك يا نور السماء

وأهلا ومرحبا بك يا أبا بكر

تشرفني متابعتك، وأتمنى أن أسمع تعليقاتك واضافاتك للموضوع

الحمد لله رب العالمين
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-03, 19:58:06
إخوتي بارك الله فيكم  أرجو منكم زيارة هذا الرابط المتعلق بالموضوع : emo (30):

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=4095.0
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-04, 09:36:52

5


انظر للعبادة لا على أنها جهاد نحصل على أجره في الآخرة، بل على أنها غذاء لأرواحنا سنشعر بعدها بالراحة ونغنم الأجر هنا في الدنيا قبل الآخرة..

قد لا تشعر بعد بحلاوة الإيمان ولذته، لكنك ستشعر براحة كبيرة بعد العبادة... لا مرية في ذلك

فجرب
والتجربة خير برهان..

[/size][/font]


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)


كلنا يزيد إيمانه وينقص، كم نشتاق لساعات قضيناها بين يدي الرحمن خاشعين منيبين، مستشعرين قيمة الامتثال بين يديه، نستشعر رؤيته لنا وسماعه دعاءنا، ورحمته بنا بين جنح الظلام، أو في ساعات ظهيرة وقت الرمض والناس في قيلولة وكأنه الليل والكل نيام، كم نشتاق لتلك الساعات في ساعات شحّ أنفسنا ونقصان خشوعنا وإنابتنا، كم نشتاق لساعات قضيناها خاشعين في صلواتنا، حتى أن المشتاق الملوّع لَيبكيها ويستسقي رحماتها ......

وعندما تعود للمؤمن ساعة من تلك الساعات ..... أي راحة هي، وأي تجرّد من الدنيا وما فيها، وأي خلوة هي تلك الخلوة، وأية حلاوة هي تلك الحلاوة .....

نعم هي راحة ما بعدها راحة ...... عندما يعود المؤمن للقرآن بتدبره وقد مضى عليه زمن وهو يقرأه قراءة بلا روح، قراءة عابرة تطوي الحروف الربانية طيا بين الشفاه، فلا تتعدى عمل الشفاه، فإذا عاد وتدبر وتأمل واستشعر كلام الله له........يااااااااه ....... أي دمع يسكب ساعتها، وأي حب ....وأية راحة هي بعد تلك القراءة .........

نعم هي الراحة، كفعل الدواء بالجسد العليل، تجيبك الروح ساعتها أنها قد ارتااااااحت emo (30): .......أنها قد نعمت .....فتسأل الله ألا يحرمك راحتها به سبحانه وبنوره وبرحماته .......

وينقص الإيمان، ويعود الشوق لتلك الرحمات، فتديم سؤال مولاك أن يعيد عليكراحة الرحمات وفيوضات أنواره لتعبّ منها من جديد ....فتستشعر رحمته بقرب شهر حبيب إلى القلب .....شهر رمضان ..........وشهور قبله تشرع فتلقي شيئا من أنواره لتزيدك شوقا وقربا، وفرحا بقرب شهر الرحمات والخلوات، والراحة بالعبادة.............. emo (30):

نعم هي الراحة .....وأي راحة ....راحة القرب من المولى الكريم العزيز، مودع الإنسان نفخة من روحه  emo (30):

أعاد لنا الله تلك الساعات الحبيبات، ولا حرمنا منها
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: علومجى في 2010-07-04, 09:49:45
السلام عليكم

قراءت الموضوع كاملاً منذ قليل ،فما عرفت به إلا قدراً من خلال موضوع الأخت أسماء جزاها الله خيراً.

الموضوع رائع يا ماما هادية ،الحمد لله الذى هدانى لقراءته

فأنا فى أشد الحاجة إلى زاد بعد ان اصطدمت بعوائق الفتور تصادما غير مرنا تسبب فى فقدان كبير فى الطاقة الايمانية

وبإذن الله سأتابع مع حضرتك بلا انقطاع سائلاً الثبات لى ولكم من الله تبارك وتعالى.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-04, 09:52:35
السلام عليكم

قراءت الموضوع كاملاً منذ قليل ،فما عرفت به إلا قدراً من خلال موضوع الأخت أسماء جزاها الله خيراً.

الموضوع رائع يا ماما هادية ،الحمد لله الذى هدانى لقراءته

فأنا فى أشد الحاجة إلى زاد بعد ان اصطدمت بعوائق الفتور تصادما غير مرنا تسبب فى فقدان كبير فى الطاقة الايمانية

وبإذن الله سأتابع مع حضرتك بلا انقطاع سائلاً الثبات لى ولكم من الله تبارك وتعالى.


سعيدة جدا بانضمامك يا علومجي أنار الله قلبك ودربك بنوره سبحانه  ::)smile: تابع معنا فسترى العجب من نور الله وهو يداوي العلل بإذن الله

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-04, 10:14:34
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا وسهلا بك يا علومجي
أنار الله قلبك بأنوار محبته

سعيدة جدا بانضمامك...
وآمل أن يكون هذا الموضوع من أسباب شحذ الهمم ومقاومة الفتور وتصحيح المسار، وكشف منعرجات الطريق و مزالقه

والله الهادي إلى سواء السبيل

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-07-04, 13:28:24
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وآمل أن يكون هذا الموضوع من أسباب شحذ الهمم ومقاومة الفتور وتصحيح المسار، وكشف منعرجات الطريق و مزالقه

والله الهادي إلى سواء السبيل



اللهم آمين يا هادية

سبحان الله، أتعلمين؟ أشعر وكأن الله ألهمك بكتابة هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات، أحتاجه بشدة ولعل كذلك الحال بالنسبة لكثير منا.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-04, 16:21:26
بارك الله بك أختي الحبيبة وأسعدك
في الحقيقة فكرة نشر الموضوع هنا كانت ببالي من وقت طويل، ولكنني كنت اؤجله لحين ميسرة
ولما انتهت الامتحانات، ووجدتنا في شهر رجب، ولم يبق على رمضان إلا القليل.. قلت لعله يكون من أسباب الاستعداد لاستقبال هذا الشهر المعظم

نسأل الله تعالى ان يجعلنا فيه من المقبولين والمعتوقين
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-04, 19:43:42
إخوتي الكرام
كما أعلنت في موضوع أختي أسماء، فإن الحلقات الجديدة لهذا الموضوع ستنشر بانتظام يومي السبت والثلاثاء بعون الله
وحتى ذلك الحين، بدا لي أنه قد يكون من المفيد نشر بعض اسئلة الاعضاء الذين تابعوا الموضوع في المرة الأولى، أو تعليقاتهم، او الردود عليها، لكوني متأكدة أن كثيرا من الهموم مشتركة، وكثير من الأمراض أو الأعراض عامة.. فأرجو أن يكون في هذا فائدة لنا جميعا

------------------------
ونبدأ بأول مشاركة وكانت من الأخ الكريم د.عمرو السعدني


اقتباس
انا فعلا عندى حالة فتور غير عاديه بقى لى فتره طويله جدا و مسألة التدين القلبى الحقيقى بتقل باستمرار يعنى اصبحت أكثر تساهلا و اكثر عصبيه و أقل مثابره و تحملا لضغوط الالتزام :ay--:

المشكله انى تقريبا عارف كل اللى هيتقال و حافظ كل الحلول النظريه لكن القدره على التطبيق بالنسبه لى أصبحت شىء مختلف .... اصبحت أصعب بكثير من سنتين فاتوا مثلا

كل ما أتمناه ان يعود الزمن سنتين لأبدأ من جديد  emo (30):

و طالما ده مش ممكن فأعتقد أن الحلول النظريه لن تجدى معى لأنى أعرف سبب هذا الفتور و لن ينتهى الأمر الا بنهاية هذا السبب

طيب ليه لفت نظرى الموضوع و بقول كده هنا ليه ؟؟

قد يكون بحثا عن حل سحرى سريع أو ثقه فى شخصك و أمانة نصحك ( و هذا حقيقى ) أو ربما مجرد فضفضه

لا أعرف

دعواتك  emo (30):
________________________________________

الرد:

أخي الكريم
الحل السحري يا اخي هو صحبة أهل الله وطاعتهم، فإن لم يتوفر لك ذلك فلا حلول سحرية لديك، ولابد من المجاهدة {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} لكن هذا الموضوع ربما يساعدنا على ان نضع يدنا على العلة الحقيقية لا الظاهرية لما نعانيه..
فمن تفوته صلاة الفجر يوما قد يعلل ذلك بأنه نام متأخرا أو كان متعبا او نسي أن يضبط المنبه، وهذه أسباب ظاهرة، لكن الحقيقة أن المرء إذا كان قلبه يقظا فإنه يستيقظ للفجر ولو لم ينم إلا ساعة واحدة، ولو كان في غاية التعب والارهاق... إذن العلة الحقيقية هي نوم قلبه، لا نوم جسده... وعليه لتدارك ذلك أن يفتش عن السبب الذي أنام قلبه وجعله غافلا...
عندما يعرف المرء العلة الحقيقية (لا الظاهرية) لما يعانيه، يكون قد شخّص المرض بدقة، وعندها سيعرف كيف يحدد العلاج، ويبقى عليه المثابرة على تناوله..
ودور الموضوع هنا المساعدة على التشخيص، ووصف العلاج، لكن المثابرة على تناوله هذه طبعا جهد ذاتي للمتابعين...

قلتم أخي الكريم:
و أقل مثابره و تحملا لضغوط الالتزام

أتمنى أن نصل لمرحلة لا نشعر عندها أن الالتزام يمثل أي ضغط بالنسبة لنا... بل العكس تماما...


--------------------------

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-04, 19:52:12
وتعقيبا على الحلقة الثالثة من هذا الموضوع، والتي ختمناها بالسؤال التالي:

إخوتي الاكارم
هل عرفتم لعبوديتكم لله حقها؟؟

جاءت بعض الردود والتفاعلات... كان منها:


اقتباس
أختي الكريمه : هل لي بسؤالك

كيف أجعل مفهوم العبوديه لله بمعناه الحقيقي ثابتا في قلبي و وجداني في ظل هذه الفتن التي تعصف بأمتنا الاسلاميه ؟

و متي يبدأ مفهوم العبوديه لله ينعكس علي أقوالي و أفعالي و حركاتي و سكناتي ؟
و كيف أبدأ أنا العبد الفقير الي الله بتطبيق مفهوم العبوديه بنظره أوسع و أشمل و أعني بكلامي
كيف أبدأ أتخذ الخطوه القادمه و التي أعي فيها أني مؤهل لأتخذها و أ‘ي أن عبوديتي لله صارت أقوي و تؤهلني لاتخاذ دفعه أخري دون التردد أو التراجع ؟

الرد:

كيف أجعل مفهوم العبوديه لله بمعناه الحقيقي ثابتا في قلبي و وجداني في ظل هذه الفتن التي تعصف بأمتنا الاسلاميه ؟

بالاستقامة يا اخي
بان نعرف أن الالتزام ليس مرحلة نتجاوزها ونمضي، بل هو طريق يجب ان نسير فيه للنهاية (صراط مستقيم) له عثرات وعقبات وفتن ومحن، فلابد ان نكون حذرين طول الطريق... ونعلم انه لاراحة لمؤمن إلا بلقاء الله... ولو غفلت لحظة، لزلت قدمك....

لقد سأل عمرُ ""أُبيَّ بن كعب""عن التقوى فقال له: أما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال : بلى، قال: فما عملت؟ قال: شمَّرتُ واجتهدتُ، قال: فذلك التقوى (تفسير ابن كثير)

و متي يبدأ مفهوم العبوديه لله ينعكس علي أقوالي و أفعالي و حركاتي و سكناتي ؟

عندما نفقهه جيدا... ولن نفقهه جيدا إلا بصحبة الربانيين والصالحين، إذ نرى تحقق هذا المفهوم فيهم بشكل واقعي تطبيقي، فلا يبقى أمامنا إلا الاقتداء والتقليد...
فإن لم يكن فعلى الأقل بالقراءة الحية عنهم، وأقصد بالقراءة الحية ان نشعر كأننا نعيش معهم ونحن نقرأ، وأضعف الإيمان أن نستشعر هذا عند قراءتنا للسيرة النبوية المطهرة وسير صحابة رسول الله رضوان الله عليهم...فهم قادة الصالحين وقدوة الربانيين..

و كيف أبدأ أنا العبد الفقير الي الله بتطبيق مفهوم العبوديه بنظره أوسع و أشمل و أعني بكلامي كيف أبدأ أتخذ الخطوه القادمه و التي أعي فيها أني مؤهل لأتخذها و أ‘ي أن عبوديتي لله صارت أقوي وتؤهلني لاتخاذ دفعه أخري دون التردد أو التراجع ؟

أشعر أخي الكريم... أن مفهوم عبوديتنا يحتاج لبعض التصحيح.. وعندها ستجد الأسئلة قد أجابت نفسها بنفسها...
وآمل أن يتم تصحيح هذا المفهوم في موضوعنا هذا، ولكن ربما في مرحلة متأخرة قليلة منه... بعد بعض الخطوات التطبيقية، حتى لا يتحول الموضوع لرصف كلام وحسب...
فاصبروا وتابعوا... وتوكلوا على الله


وكان التعليق الجميل التالي من أخت اسمها سارة:

اقتباس
صاحب هذا القلب سيد ام عبد

ان لم نستشعر العبوديه الحقه لن نصبح عباداً كما يجب
كيف يفهم قلبى انه عبد ليس له اى قيمه طالما مبتعد عن عبادة الله و التذلل له و الخنوع و الخضوع له
؟؟
كيف يعرف قلبى ان العلو و القيمه والتسيد الحقيقى عندما اتعبد حقاً ويعرف قلبى معنى التذلل و التعبد الحقيقى لله رب العالمين
؟؟؟

رضيت بالله رباً ... بل السؤال هل ربى راضٍ بى له عبداً؟؟؟؟
كيف لا أرضى بربى رباً
؟؟؟
بل احيا كثيره نفعل افعال تدل على عدم رضانا به لنا رباً
عندما مقنت من رحمته
و نرفض قضاؤه
و نتكاسل عن طاعته
ونؤثر انفسنا
هنا لم نرضى به رباً
لان القلب طالما رضى بشئ اقتنع به و تشبع به حقا
توجه بكل طاقته اليه
فنحن لم نرضى بالله رباً اصلا اساسا
والان نقل له يارب ارضى بنا لك عباداً
نحن لا نستحى من انفسنا حتى

تعلم العبوديه الحقه
ان ترضى بالله لك رباً
ان يرضى قلبك بالله رباً
وقتها سيرضى الله بك له عبداً
وعندما يرضى الله
ياااااه تكن وصلت للمنتهى
لقد رضى عنك الله
ستشعر بلذه و لهفه و اندفاعه
ستترك ملاذ الدنيا الى من رضيت به رباً ورضى هو بك عبداً

ما احلاها يارب
اللهم ارزقنا الرضا بك رباً
حتى ترضى بنا لك عبداً

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2010-07-05, 16:22:05
جزاكِ الله كل خير يا ماما هادية .. عسى الله أني ينفعنا بك ..

أثرت في كلماتك بشدة ..

هدانا الله لصراطه المستقيم .. وثبتنا على الحق ..
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-05, 16:27:46
جزاكِ الله كل خير يا ماما هادية .. عسى الله أني ينفعنا بك ..

أثرت في كلماتك بشدة ..

هدانا الله لصراطه المستقيم .. وثبتنا على الحق ..


آمين  emo (30):
أهلا ومرحبا بك يا زينب

بارك الله بك، وأسعدني انضمامك للرحلة مجددا


العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-06, 10:17:36
8

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الخطوة الثانية:  اعرف ربك (3)

تعرف على الله تبارك وتعالى بالتفكر في خلقه البديع
وتعرف على الله تبارك وتعالى بتذكر أفضاله عليك، واستشعار نعمه التي يغذوك بها صباح مساء

الله:
{ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }   (الشعراء78-82)

الله الذي خيره إلينا نازل وشرنا إليه صاعد
 يتحبب إلينا بالنعم وهو الغني عنا، ونحن نتبغض إليه بالمعاصي ونحن أفقر شيء إليه
الحسنة عنده بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم عليها واستغفر غفرها له
يشكر اليسير من العمل
ويغفر الكثير من الزلل
رحمته سبقت غضبه
وحلمه سبق مؤاخذته
وعفوه سبق عقوبته
وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها

الله الذي أمرنا أن يرحم بعضنا بعضا من شدة رحمته بخلقه

"الراحمون يرحمهم الرحمن . ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله" (رواه الترمذي وقال حسن صحيح)

الله الذي جعل أغلى أنواع العبادة تفريج الكربات عن المؤمنين، ومساعدة المحتاجين، وجعل ذلك من صفات عباده الصالحين الأبرار
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً}  (الإنسان)
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (المعارج)

"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ."  (صحيح مسلم)

الله الذي يكون معك في مرضك وضعفك وسقمك، والذي يعاتب عباده لأنهم لم يعودوك في مرضك..... من أجلك أنت يا عبده المؤمن الغالي عنده

"إن الله عز وجل يقول ، يوم القيامة : يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم ! استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب ! وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم ! استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب ! كيف أسقيك ؟ وأنت رب العالمين . قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه . أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي"  (صحيح مسلم)

الله الذي حرم الظلم على نفسه وهو القوي القاهر القادر الجبار الغني عن عباده، وحرمه بيننا، لنحيا بأمان وسلام واطمئنان وسعادة
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم ."   (صحيح مسلم)


فإذا ما ناداه عبد مظلوم من عباده، فتح لدعائه أبواب السماء، ومنع أن يحجبها حاجب، وأقسم بعزته وجلاله أن ينصره ولو بعد حين...

"ثلاث لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل و المظلوم تحمل على الغمام و تفتح لها أبواب السماء و يقول الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"   (حسن/ ابن حجر العسقلاني)

الله الذي أمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي..
أليس ربّاً حبيباً رحيماً براً رؤوفاً كريماً؟
أليس ربّاً يُعبد..



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: جواد في 2010-07-06, 10:28:46
بلى سبحانه وتعالى جل في علاه

له الحمد والمن والكرم.

تابعوا بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-06, 17:45:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركة لي تذكرتها مع هذه الخطوة الجديدة عن هذه الآيات الكريمات، أضعها مجددا .... emo (30):
**************************
سبحان الله ... كلمات القرآن العظيم ، كلما تأملتها كلما وجدتها جديدة...وكلما عرفت فيها ما هو جديد .... إعجاز عظيم بين ثنايا الآيات ، والعبارات ، والكلمات ، بل والحروف ....

تأملت هذه الآيات العظيمة :

االَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ)78( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)79( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين)80( وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ)81( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)82

هو رد سيدنا إبراهيم على قومه ، وسبحان من ألهم الأنبياء ليقولوا كلمات الحكمة بعينها ...

قرأتها يوم أمس ، فإذا هي سلسلة تجمع حلقات الحياة ، في خمس آيات جمعت حياة الإنسان من البداية إلى النهاية ، تبدأ بـ : "خلقني" الخلق وتنتهي بـ "بيوم الدين " ، بدأت من أول الحال إلى المآل ....من بداية الحياة الدنيا إلى نهايتها ، وحال الإنسان فيها ومآله بعدها ....

أحببنا أن نعرف ربنا وأن نتقرب إليه ، أحببنا أن نعرف أفضاله التي تبتدئ ولا تنتهي ، تَغمر ولا تُغمر ، تتغمّدنا ولا تُغمَد ، ظاهرة وباطنة ، بادية وخافية ...

فإذا بالإنسان لربه كنود ، وإذا به ظلوم كفّار ، وإذا به ظلوم جَهول ....وإذا به ناس نَسَّاء،مخطئ خطّاء ، مذنب ، غافل ، لاه .....

انظروا الكلمات الملونة بالأخضر ، إنما هي كلها نعم من الله تتغمدنا من بداية الوجود إلى نهاية الوجود ، من يوم خلقنا إلى يوم نبعث ....في تسلسل متناهي الدقة

خلق ................... وما في إعجاز الخلق وعظمته وتفرّد الله سبحانه به
هداية بعد الخلق ......"ربي الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" هدى كل شيء خلقه هدى الإنسان وبيّن له طريق الهداية من طريق الغواية ، هدى كل ذرة خلقها فيه ، هدى الأهداب فأمر منها ما يصعد لفوق ، وأمر غيرها أن ينزل لتحت ، هدى الأسنان فأمر منها ما تنبت لتصعد ، وأمر منها ما تنبت لتنزل ، هدى النبات فأمر الساق أن تكون فوق التراب ، وأمر الجذر أن يضرب في الأعماق وهداه أن يأتي بالغذاء والماء ثم يمدّ كل الأطراف به ....
هدى الورقة فأمرها أن تكون على أطراف الأغصان وأن تورق هذه من هنا ، وتورق الأخرى إلى جنبها من هناك ولكل منها حياة وقسمة ومكان ....

هدى شعر الحاجبين أن يمتد ولكن ....بحدود فلا تكون له الحرية كشعر الرأس ، وإلا لتدلى على العينين يغطي الوجه في أبشع منظر ....
هدى العروق ....وعلمها كيف تنقل الدماء ، ومن أين تأخذ وأين تصب ، هدى القلب فلا نبيت سَهْرَى يؤرقنا الخوف من وقوفه فجأة .... هدى الكبد فآتاه علم التصفية والتنقية ....و...و...و...و..

أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ...
وبعدما هداني لسبيله والهداية أول الغذاء ، لأنها غذاء الروح التي هي نفخة منه ، أطعمني وسقاني ، تفضل عليّ بالطعام والسقيا لجسمي ، بالقوة والمنعة ، بالصحة والعافية ، بالقامة والقوام ..... فسبّب لي الأسباب

"يا أيها الناس اعبدوا ربكم اليذ خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء *وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم "

وتفضّل عليّ بإنعامه ، فإذا ما مرضت ، وسقمت واعتلت صحتي ، وخبا نور العافية من وجهي فانتقع وشحب يجترّ بعض قوّة تبقيني في عِداد الأحياء ، يشفيني .... ويشعّ نور العافية ، وتتفتّح أسارير الحياة من جديد ....

فلولا الطبيب فلان لما نجا ...!!!! لا....بل لولا الشافي المعافي الذي خلقني فهو يهدين ، والذي يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين لما نجوت .....

وما يزال العبد في معترك الحياة حتى هذه الآيات ..... فهو مخلوق ، مهديّ ، مُطعم ، مسقيّ ، مَشفيّ سائر في طريق الحياة بهذه النعم ، وكل واحدة منها لا تحصى "وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها" هي وقوده في الحياة وزاده الذي هو به ممدود ما امتدّ به العمر .....

وإذا دقت الساعة وسقطت ورقة حياة العبد من شجرتها ، وقبضت الروح لمولاها وسيدها .... "والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق"
يميتنا تنتهي دورة الحياة لنقبر ولكنّا نحيا من جديد بأمر منه ، ونبعث وننشر

"فانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما"
"والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون"
"وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

"وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من في القبور"

وإذا ما أحيانا يوم البعث طمعنا أن يغفر لنا خطيئتنا

فانظروا أيها الإخوة ....مع سلسلة التفضّل والتنعّم والإغداق التي حبانا بها في كل لحظة ومع كل طرفة ومع كل انتباهة ماذا نقدم له سبحانه بحكم ضعف أنفسنا مهما بلغت من مراتب العُلى والرقيّ الروحيّ الإيماني ....
نقدم الخطيئة ونواجه التنعّم بالجحود والنكران والنسيان والخطأ والذنب

ومع كل هذا التنعم وقد طغى اللون الأخضر وكلها نعم الله تعالى ....نقابلها نحن بالخطيئة والذنب .....وفوق هذا كله نطمع في مغفرة منه وصفح وعفو وتجاوز ورحمة .....

يعطينا ويتنعم علينا منذ خلقنا إلى يوم يبعثنا .....
فعطايا ونعم تقابل بالجحود والنكران ............ فسبحان الله المتعال ، العظيم الكريم المنعم الخالق الهادي الرزاق الشافي المحيي المميت الباعث ملك يوم الدين الغفور العفو الرحمن الرحيم

ربنا لا تجعلنا من الذين ينسونك فتنسيهم أنفسهم ، ولا تجعلنا من الذين يعرضون عن ذكرك فتحشرهم يوم القيامة عُميًا ، ولا تجعلنا من الكنودين
واجعلنا من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات ، والصادقين والصادقات ،والخاشعين والخاشعات ، والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات ، والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، لنكون ممّن أعددت لهم مغفرة وأجرا عظيما....

واجعلنا من الذين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، فنكون من الفائزين بالفوز العظيم

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2010-07-07, 22:59:26
أكملي ماما هادية باركَ الله فيكِ ..
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أندلسية في 2010-07-09, 14:36:41
ا
ربنا لا تجعلنا من الذين ينسونك فتنسيهم أنفسهم ، ولا تجعلنا من الذين يعرضون عن ذكرك فتحشرهم يوم القيامة عُميًا ، ولا تجعلنا من الكنودين
واجعلنا من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات ، والصادقين والصادقات ،والخاشعين والخاشعات ، والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات ، والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، لنكون ممّن أعددت لهم مغفرة وأجرا عظيما....

واجعلنا من الذين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، فنكون من الفائزين بالفوز العظيم



آمـــــــــــــــــــــــين...
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-10, 13:52:36
شكرا لمتابعتكم إخوتي الكرام
وجزاكم الله خيرا على تعليقاتكم

وشكرا على المداخلة الثمينة يا أسماء

ونتابع بعون الله
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-10, 14:18:21


9

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الثانية:  اعرف ربك (4)

الله القادر القوي القهار الجبار
الله العلي العظيم المتعال
الله الغني ذو الجلال والإكرام رب السموات والارض وما بينهما ورب العرش العظيم
إنه الله الحبيب القريب المجيب
يجيب دعوة الداع إذا دعاه
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ } (البقرة 186 )

هل جربت ان تدعو الله سبحانه وتعالى من كل قلبك وبكل كيانك؟ ثم رأيت كيف ذلل لك الصعاب، وحقق لك ما ظننته مستحيلا، وفرج عنك الهموم ويسر لك كل امر عسير؟
{ أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } (النمل 62)

أتعلم ما هي دعوة المضطر؟؟

إنه ذلك الذي أطاع ربه فأخذ بكل الأسباب، وعلم أن كل الأسباب انتهت، وكل الأبواب غلقت، ولم يبق له من أمل في الفرج إلا ربه سبحانه، فرفع إليه أكف الضراعة، ودعاه دعاء المضطر الذليل الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا...
فرحم الله اضطراره، ورأف بضعفه، وأرسل له فرجه السريع السريع..
{قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ}  (الأنعام63-64)

سبحانه وتعالى ما ألطفه وما أرحمه وما أرأفه..
يأمرنا بالدعاء، ويعدنا بالإجابة
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ  }  (غافر 60)

ما هذا الكرم الإلهي من ملك الملوك؟
ممن أمره بين الكاف والنون؟
ممن إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

الله الكبير المتعال المجيد يسمع لشكوى امرأة ضعيفة حزينة مظلومة مقهورة، جاءت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو له ظلم زوجها وتجادله فيه... فيأتيها النصر الإلهي الفوري من فوق سبع سموات، يخبرها أن دموعك غالية عند ربك، وأن شأنك كبير عنده مولاك، وأنه قد سمع شكواك، واستجاب لدعائك ، وأنزل تشريعا ينصرك ومن مثلك من نساء مظلومات مقهورات... من وقتك هذا إلى يوم الدين .. وجعله قرآنا يتلى ويتقرب به إليه سبحانه...
{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (المجادلة1)

الله يغمرك بفضله، ويحييك في نعمه، ويأمر خلقه بخدمتك ونصرك ومعونتك، ومؤازرتك ورحمتك ومواساتك، ويحاسبهم إذا ظلموك أو قصروا معك أو تقاعسوا عن نصرتك..
الله الرؤوف البر الرحيم
الله الذي تقرب إليك بكل هذه النعم والأفضال وهو الغني عنك سبحانه
ألا تريد أن تتقرب أنت أيضا إليه ؟


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-07-10, 17:45:00

ونعم بالله

سبحان وبحمده سبحان الله العظيم

كم هو كريم سبحانه

الحنان المنان

كم أشعر بالخجل من نفسي الضعيفة، فكم رحمني وأغاثني ونصرني وأخرجني من الكرب إلى الفرج

والله يا هادية عندما أسترجع أحداث حياتي، أجد ما لا يعد ولا يحصى من نعمه علي

كم كنت في حالات من الضيق والهم والغم لا يعلمها ولا يشعر بها إلا هو سبحانه وتعالى

فأنعم علي واستجاب لدعائي

نعم أريد التقرب إليه بشدة فاللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: فَاطِمَة في 2010-07-10, 17:58:36
أكبر نعمة قد أنعم الله بها علينا هو انه عرفنا عليه

الحمد لله انه ربي ،

يارب اني أسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني لحبك

جزيت خيرا ماما هادية وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك  emo (30):
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: جواد في 2010-07-13, 18:20:19
اليوم الثلاثاء..

وقبل الحلقة القادمة أود أن أسأل،

كيف للمسلم ان يقوي عزيمته ؟

كيف يجاهد التكاسل عن الطاعات وكيف يدفع إغراء الشهوات ؟

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-07-14, 10:00:58


9

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إنه الله الحبيب القريب المجيب
يجيب دعوة الداع إذا دعاه
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ } (البقرة 186 )

هل جربت ان تدعو الله سبحانه وتعالى من كل قلبك وبكل كيانك؟ ثم رأيت كيف ذلل لك الصعاب، وحقق لك ما ظننته مستحيلا، وفرج عنك الهموم ويسر لك كل امر عسير؟
{ أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } (النمل 62)

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)

احمد الله الكريم الرحمان الرحيم بعباده الحنان المنان له الفضل و المنة علي و علي جميع عباده
الذي دعوته و استجاب لي و الحمد لله.
نزل بي ابتلاء منذ فترة و كان عصيب و كنت علي يقين انه امتحان من الله
 في بداية الأمر لم انجح في هذا الامتحان الذي أراه من زاويتي شديد جدا عافاكم الله و ابعد عنكم الشدائد
اتخذت كل السبل لكن لم استطع تجاوز أزمتي و فشلت كل المحاولات
لكن سبحان الله لم يفشل التجائي إلي رب العلمين كنت أدعو بكل تضرع إلي من لا اله غيره
الكلمات التي كنت أقولها تبكيني إلي حد الآن. كنت أدعوا بما ألهمني الله من الدعاء بدون تكلف

كنت أقول يا رب فوضت أمري لك
يا رب إني في ضيق فوسع عني
يا رب خفف ما نزل بي من ابتلاء
يا رب أقبلت عليك فلا تقهرني ولا تذلني
يا رب فرج كربي و أزل همي
و كنت دائما أشكو حالي إلي الله جل جلاله 
ما كان إلا التفريج من مالك الملك الذي لا تخفى عنه خافية و لله الحمد
 فمن واجبي التعرف علي الله اكثر و التقرب اليه علي استطيع ان اشكر نعمة من نعمه الكثيرة
اللهم أعني على أن أشكر نعمتك   
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-14, 14:52:42
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر إخوتي الكرام عن تأخري في نشر الحلقة الجديدة عن موعدها، بسبب انشغالي الشديد وتعذر جلوسي الى النت برواقة
وانما ادخل خطفا للاطلاع و المتابعة فقط

بإذن الله تعالى انشرها الليلة

شكرا يا سيفتاب على مشاركتك وشكرا يا رافية على هذا الكلام المؤثر والتجربة الحقيقية

وان شاء الله أجيب على سؤال الابن الكريم جواد ليلا ايضا

وسامحوني على التأخير

 emo (30):
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-15, 22:01:06
10

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الثانية:  اعرف ربك (5)

لو استرسلنا في هذه الفكرة فلن يكون لحديثنا نهاية أبدا
فنعم الله تعالى وأفضاله سبحانه علينا لا تعد ولا تحصى
نسأله جل وعلا أن يجعلنا من عباده الذاكرين الشاكرين المخبتين المنيبين، ويقبلنا خداما لهذا الدين، و,يلحقنا بعباده المقربين الصالحين.

ولكن تلخيصا لهذه الفكرة فإننا نقول:
من أراد ان يتعرف إلى ربه ويجدد إيمانه في قلبه فعليه:
1-   بالتفكر في خلق السموات والأرض، وآيات الله في الطبيعة من حوله
2-   بالدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء... ادع الله وأنت موقن بالإجابة.. وادع الله حتى من أجل الملح في طعامك
3-   مناجاة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، والتفكر فيها، وتمجيده بها.
4-   بالاستماع لكلام الله تعالى وخطابه لنا، من خلال قراءة القرآن والتدبر في آياته.
5-   بصحبة أهل الله..

صحبة أهل الله؟؟؟
نعم!!! ........ صحبة أهل الله، الذين إذا رؤوا ذُكِر الله
هؤلاء الذين أخلصوا حياتهم كلها لله، حتى صارت كل ذرة من كيانهم تهتف باسم الله، وحتى صاروا يفيضون على من حولهم نورا وهداية ومحبة

كان أحد الصحابة يقول: (لساعة مع عُمر أحب إلي من عبادة سنة)

والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا ان أهل الله لا بد ان ينتفع بهم جليسهم...

(إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة يتبعون مجالس الذكر . فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم . وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم . حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا . فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء . قال فيسألهم الله عز وجل ، وهو أعلم بهم : من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض ، يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك . قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونك جنتك . قال : وهل رأوا جنتي ؟ قالوا : لا . أي رب ! قال : فكيف لو رأوا جنتي ؟ قالوا : ويستجيرونك . قال : ومم يستجيرونني ؟ قالوا : من نارك . يا رب ! قال : وهل رأوا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيف لو رأوا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونك . قال فيقول : قد غفرت لهم . فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا . قال فيقولون : رب ! فيهم فلان . عبد خطاء . إنما مر فجلس معهم . قال فيقول : وله غفرت . هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ) (رواه مسلم)

لهذا لم ينزل الله تبارك وتعالى شرائعه ألواحا مرقومة أو صحفا مكتوبة، وأمر الخلق باتباعها، بل اصطفى من خلقه رسلا، أكمل الناس خَلقا وخُلقا، وأكثرهم صبرا ورحمة وعطفا ونُبلاً، جعلهم قدوة للعباد، ومصابيح هداية تشع الانوار الربانية على القلوب الغافلة اللاهية، فتشرق بها أنوار الإيمان، وتتبدد ظلمات الجهل، ويفيض في الارواح الحب واليقين

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً}  (الأحزاب 45-46)

وأمر المؤمنين بالتزام خطاهم، والتأسي بهم، واتباعهم
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}  (آل عمران 31)

ولهذا اتبع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل جوارحهم، بعدما أحبوه بكل قلوبهم، حتى صار أحدهم لا يطيق عنه فراقا ولا حتى في جنة الخلد
فجنة الخلد بلا الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم لا تسعده ولا ترضيه


(جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي [ وإنك لأحب إلي من أهلي ومالي ] وإنك لأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}  )  أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة

(جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى قيام الساعة فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلما قضى صلاته قال أين السائل عن قيام الساعة فقال الرجل أنا يا رسول الله قال ما أعددت لها قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم إلا أني أحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب ، وأنت مع من أحببت فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا )   (رواه الترمذي في سننه وقال صحيح)

وحتى صار أحدهم يبكي صبابة وشوقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي يبكي صبابة ليس رجلا ضعيفا او فتى يافعا ... إنه قائد محنك، فاتح عظيم، أمين هذه الامة، أبو عبيدة الجراح..
(عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فبعث عليهم عبد الله بن جحش مكانه وكتب له كتابا....)   (قال الهيثمي: رجاله ثقات، وقال ابن حجر العسقلاني اسناده حسن)

صبابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فداه نفسي وأبي وأمي وأبنائي

ومن يستحق أن يشفّنا بوجده، وتذوب قلوبنا له حبا، إن لم يكن أشرف الخلق وأنبلهم وأكملهم وأرحمهم وأرقهم وأرأفهم وأعظمهم... صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله...



من يلمني في غرامي............ طالما عاشق جمالك
كن شفيعي يا تهامي ............ جُد تعطف بنوالك

تعلموا الحب يا من تزعمون الحب.. يا من ضللتم طريقكم في الحب...
تعلموا الحب منا


يا فؤادي زد غرامي ........... في هوى خير الانام
يلهب العذل هيامي............ آه من نار الغرام

زاد وجدي واشتياقي............ لحبيبي واحتراقي
فمتى في الحيّ يوما............ عينيَ السمرا تلاقي
روضة فيها نعيمي ...........  وسروري ورواقي

ومن ثم فاض نور النبوة على الصحابة الكرام، فأصبحوا هم نجوم الهداية لمن جاء من بعدهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) (صححه ابن تيمية)


وقال: (النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون.)  (أخرجه مسلم)


قال ابن حزم: إنما حكموا بأن مجالسة ساعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو مشاهدة لحظة، أو سماع كلمة فما فوقها منه عليه الصلاة والسلام تكسب صاحبها اسم (الصحابي) لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن لرؤية نور النبوة قوة سريان في قلب المؤمن، فتظهر آثارها على جوارح الرائي في الطاعة والاستقامة مدى الحياة ببركته صلى الله عليه وسلم.


هذا النبي فلا شمس ولا قمر ................. ولا ملاك ولا جن ولا بشرُ
أستغفر الله فالأكوان قاطبة ................... تسير من خلفه خجلى وتعتذرُ

ثم ما زال هذا النور يسري عبر القلوب الطاهرة، يرثه التابعون عن الصحابة، وتابعو التابعين عن التابعين، وكل تلميذ عن شيخه... فلا قطعنا الله عن هذه السلسلة المباركة ولا حرمنا الاتصال بها...

وللحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حظ وافر في رحلتنا هذه إن شاء الله، فبغير نوره صلى الله عليه وسلم لا نقتدي، وبغير هديه لا نهتدي، وبغير الصلاة عليه لا تقبل لنا صلاة، ولا يرفع لنا دعاء

ورضي الله عن شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال:


وأجملُ منك لم ترَ قطُّ عينٌ.........  وأكملُ منك لم تلدِ النساءُ
خُلقت مبرّءاً من كل عيبٍ........... كأنك قد خُلقت كما تشاءُ



اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم
في العالمين إنك حميد مجيد

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: جواد في 2010-07-16, 11:24:08
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.


بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا،

ربما من أشد ما عانيت في حياتي أنه دائما ما كنا نسمع عن معاني الجهاد والحماسة ولم نكن نسمع كثيرا عن معاني الحب والتعلق بالمصطفى صلى الله عليه وسلم،

ولما دخلت الجامعة وسكنت في المدينة الجامعية، كان هناك بعض الأخوة السلفيين يضعون ملصقات على الحوائط فيها "لا تبهتوني كما بحث النصارى عيسى ان مريم"

على الرغم أنه لم يكن هناك أصلا من يحدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فضلا على أن يغالى في ذلك ..
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-07-16, 11:33:29
اللهم صل على  محمد وعلى آل محمد كما صليت على  إبراهيم وعلى آل  إبراهيم
وبارك على  محمد وعلى آل  محمد كما باركت على  إبراهيم وعلى آل  إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-17, 17:14:43
جزاك الله خيرا على تفاعلك يا رافية ومتابعتك المستمرة

وشكرا لك على مداخلتك يا جواد

وبالفعل، من مصائب الدعوة والعاملين بها في هذه الأيام ان كثيرا منهم لا يخاطبون الناس بما يحتاجونه وما ينقصهم في حياتهم
فترى داعية منهم ياتي الى ناس تورمت أجسامهم من النوم والكسل ليعظهم بأن لأبدانهم عليهم حقا، وأن قيام الليل ليس فريضا ولا داعي للتنطع في العبادة، ويأتي لأناس لا يعرفون شيئا عن خصال الحبيب المصطفى ليسفه لهم من يغالي في محبته، ويأتي لنساء متمردات على أزواجهن وآبائهن ليحدثهن عن تحرر المرأة في الاسلام، وأناس قتلهم الترف والرفاهية ليكلمهم عن أغنياء الصحابة وأن الاسلام لم يمنع جمع المال وان الزهد بدعة...

ولتجنب هذا أمرنا الله سبحانه وتعالى ان ندعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة
وقدم الحكمة على الموعظة الحسنة

فليس من الحكمة ان تلين في موضع الشدة، ولا أن تشتد في موضع اللين، ولا ان تخاطب الناس بما يطبطب على أخطائهم ويزيدهم ركونا الى حياتهم الدنيا

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا الحكمة، ويملأ قلوبنا بالمحبة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأحبابه

ولم أنسَ سؤالك، وأنتظر تيسير الله سبحانه وتعالى لأمري لأجيب عليه بعونه وأمره
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-18, 11:40:27
11
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الثالثة:  تقرب إلى ربك (1)

في الحلقة قبل السابقة طرحنا السؤال التالي:
الله الذي تقرب إليك بكل هذه النعم والأفضال وهو الغني عنك سبحانه
ألا تريد أن تتقرب أنت أيضا إليه ؟

وقد أجيب على هذا السؤال بأن بلى نريد أن نتقرب لربنا سبحانه وتعالى... فكيف؟

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه سبحانه وتعالى:


"إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه."
(رواه البخاري)

هذا الحديث الشريف يا إخوتي يلخص المنهج الذي سنسير عليه في خطواتنا المقبلة على درب الله عز وجل إن شاء الله.

يعلمنا الله تعالى في هذا الحديث القدسي أنك إذا أردت ان تتقرب إلى الله تعالى فعليك أن تتقرب إليه كما يريد هو، لا كما تريد أنت وتتمنى...
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه

تتقرب باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه، لا بابتداع طرق للسير وفق مزاجك الخاص، وأساليب من اجتهادك الشخصي... اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم..

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}  (آل عمران 31)
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ}  (النور 51-52)

دعونا نتجول قليلا بالكاميرا لنلتقط بضع مشاهد حياتية يومية نراها دوما من حولنا، لعل بعض الأمور تتضح لنا:

-   رحم الله جدتي وآنس وحشتها وجعل قبرها روضة من رياض الجنة... أذكر في طفولتي عندما كان أحد أعمامي يحاول ان يتقرب منها ويرضيها... أمي هل أعمل لك فنجانا من القهوة... فتقول وهي مكتئبة: لا أريد قهوة، من يحبني فليشطف لي الديار....
جدتي كانت مشهورة بنظافتها وحرصها، وكان البيت من البيوت الدمشقية العربية، التي تتوسطها ساحة كبيرة مكشوفة للسماء، تسمى (الديار) وتحيط بها غرف المنزل من كل جانب... وهذا الديار كان بمثابة فسحة داخلية لأهل البيت، يتعرضون فيه للشمس والهواء والطبيعة، نساء ورجالا، دون أن يكشفهم الجيران... (فن عمارة إسلامي يعكس ثقافة الستر ورعاية حقوق المرأة في أخذ حظها من الشمس والهواء دون ان تخل بحجابها) ... وعندما كبرت جدتي وضعفت صحتها، لم تعد قادرة على شطف الديار أي غسله بالماء لتنظيفه... فصارت تجلس فيه وهي متحسرة على التراب والغبار الذي يحيط بها... وتنتظر من يحن عليها ويشطف لها الديار...
بعضهم كان يتكاسل .. فاعداد فنجان القهوة أمر سهل، اما ان يتحول الامر لشطف الديار.. فنقلة بعيدة... فلنكتفِ بفنجان القهوة....  وبعضهم كان يتحامل على نفسه ارضاء للوالدة العجوز ويشمر ويقوم بشطف الديار... فأيهما كان يرضي جدتي ويبعث في قلبها السرور؟


-   بعض الطيبين من المسلمين، يتمنون  فعل الخيرات، ومن الخيرات إسعاد الاطفال عموما والأيتام خصوصا... فكيف يقررون اسعادهم؟ باصطحابهم لحضور حفل راقص، او جلب مطربة رشيقة تتقافز لهم وترقص معهم وتغني.... أو يقررون جمع بعض التبرعات من أحل مشروع خيري فيختارون فتيات جميلات ليذهبن ويبتسمن لرجال الأعمال او يقدمن لهم وردة او زهرة فواحة مع بسمة -أو قبلة ربما- (للوردة يعني) - مقابل ما تجود به ايديهم من تبرعات... وإن قلت لهم هذا لا يجوز يقولون لك هل تريد منع الخير؟ الا يكفي اننا نفكر في فعل الخير وغيرنا لا يفكر بهذا؟ .. نقول: يا جماعة، تريدون ان تتقربوا الى الله، تقربوا اليه كما يريد وكما يشرع لكم، لا كما يملي عليكم عقلكم ورأيكم الشخصي وهواكم.... فهل من مجيب؟

-   رجل زار ابن عمه في بيته تلبية لدعوته للعشاء، ثم اكتشف أهل البيت فجأة أن البيت ينقصه الخبز، وعليهم احضاره فورا... فتعين على الرجل ان يخرج لاحضار الخبز... فقال لابن عمه وضيفه: أعتذر منك لكننا بحاجة للخبز، فهل يمكن ان تصحبني لنذهب ونشتري بعض الخبز... ابن العم يقول له: لا عليك.. اذهب وأحضر ما تشاء وسأنتظرك... يقول له صاحب البيت: ستمل هنا لوحدك، تعال معي نتحدث في الطريق... ابن العم يقول: لا لا تخف... سنتحدث أنا وأم فلان حتى تعود (زوجة صاحب البيت) ... يقول صاحب البيت: يا ابن عمي افهمني ارجوك.. أنا سأخرج من البيت، فتعال معي، عشر دقائق ونعود.. ابن العم: لم يفهم.. صاحب البيت: يا ابن عمي أنا خارج من البيت، ولن يبقى به إلا زوجتي، ولا يجوز لك أن تبقى معها بمفردكما، فتفضل وتعال معي... ابن العم يغضب: ماذا؟ أين الثقة؟ الا تثق بي أن أمكث في بيتك في غيابك عشر دقائق؟ هذه تهمة فظيعة؟؟؟ لن أغفرها لك... يا ابن عمي ليست قلة ثقة، انها طاعة لامر الله تعالى، وأمر الله لا يغضب أحدا لانه يمشي على الجميع ويسري على الجميع...

-   فتاة في عائلتنا بلغت سن الحجاب فتحجبت.. ابن عمتها يقول لها ثائرا: هل ستتحجبين مني أيضا؟ قالت: نعم.. قال: ماذا؟ لكنني لم أبلغ بعد ولا زلت صغيرا.. قالت: أمي علمتني أن الحجاب يكون من الطفل المميز وليس البالغ لقوله تعالى في الأصناف المسموح لها بالاطلاع على زينة المرأة {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} ولم يقل الذين لم يبلغوا الحلم... قال غاضبا: إن تحجبت مني فهذا يعني أنك لا تشعرين أني أخوك، وهذه ستكون قطيعة بيننا!! ونصرته الجدة والجد... لا داعي يا فتاة لهذا التشدد والتزمت، ولا داعي لتفرقة العائلة هكذا... لا تغضبي عمتك منك...


 
تكفينا هذه اللقطات ولنستخرج الجامع بينها ...
فمن يفيدنا بالسبب الذي اخترنا من اجله هذه اللقطات؟



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: جواد في 2010-07-18, 12:23:15
من يريد التقرب الى الله فعليه أن يفعل ما يأمره الله به مسلما أمره لله تماما، دون أن يملي رأيه على الله.
لكن هذا مستهجن في زماننا لفساد البيئات والكثير من العادات، وهذة سنة طاعة الله،
دوما ما تجابه بالصعوبات والإتهامات بل وأحيانا بالحرب من أصحاب الهوى أو أصحاب العادات والتقاليد.
ولا سبيل للتقرب منه سبحانه الا بإتباع ما أمرنا به، وبالكيفية التي وضحها لنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-22, 11:02:12
من يريد التقرب الى الله فعليه أن يفعل ما يأمره الله به مسلما أمره لله تماما، دون أن يملي رأيه على الله.
لكن هذا مستهجن في زماننا لفساد البيئات والكثير من العادات، وهذة سنة طاعة الله،
دوما ما تجابه بالصعوبات والإتهامات بل وأحيانا بالحرب من أصحاب الهوى أو أصحاب العادات والتقاليد.
ولا سبيل للتقرب منه سبحانه الا بإتباع ما أمرنا به، وبالكيفية التي وضحها لنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.

جزاك الله خيرا يا جواد على حسن المتابعة

هل من أجوبة أخرى يا إخوتي حول القاسم المشترك بين هذه المواقف؟


العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-07-22, 15:09:21
:emoti_133:

أعتقد يا هادية أنك اخترتها لأنها كلها تدل على اتباع الهوى واختيار أوامر الدين بما يوافق المزاج الشخصي، وكأن القرآن يخاطب هؤلاء بالذات ويقول لهم:

أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ - من الآية 85 - البقرة

وللأسف لا أبريء نفسي من هذه السقطات، اللهم اغفر لي ولا تجعلني ممن تخاطبهم في هذه الآية، اللهم أنر بصيرتي وقلبي، اللهم أرني الحق حق وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه.

أنا فعلا مرعوبة من هذه الآية.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: نور السماء في 2010-07-23, 10:55:03
الحمد لله ان رجعت الى هذا الموضوع
وتابعت الى اخر الحلقات

اظن ان الرابط بين هذه المواقف ان كثير من الناس لا يعرفون كيفية التقرب الى الله
يريدون التقرب والحب لله
ولكن لايعلمون ان هذا لابد ان يكون كما امرنا الله
فيعبدون الله كما يحبون يحاولون ارضاء انفسهم
فتارة يفعلون هذا وتارة ذاك
احيانا نراعى حق الله اكثر من الناس واحيانا كثيرة العكس

ربنا يعافينا ويعفو عنا ويرحمنا وينجينا

مارايك ياماما هادية ؟؟
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-31, 21:03:03
أعتذر عن تأخري في متابعة هذا الموضوع.. بسبب المشاغل الكثيرة  :blush::

وترقبوا الحلقة المقبلة قريبا ان شاء الله
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: جواد في 2010-08-01, 06:58:37

في انتظار الحلقة القادمة..

أعانكم الله ويسر لكم أموركم
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-02, 19:13:04
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله تعالى أن وفقني للعودة لهذا الموضوع وقراءة ردودكم الجميلة إخوتي الكرام


اقتباس
من يريد التقرب الى الله فعليه أن يفعل ما يأمره الله به مسلما أمره لله تماما، دون أن يملي رأيه على الله.

اقتباس
أعتقد يا هادية أنك اخترتها لأنها كلها تدل على اتباع الهوى واختيار أوامر الدين بما يوافق المزاج الشخصي


اقتباس
اظن ان الرابط بين هذه المواقف ان كثير من الناس لا يعرفون كيفية التقرب الى الله
يريدون التقرب والحب لله
ولكن لايعلمون ان هذا لابد ان يكون كما امرنا الله
فيعبدون الله كما يحبون يحاولون ارضاء انفسهم

جزاكم الله خيرا... وكلكم فزتم معنا، جعلنا الله وإياكم من الفائزين

الاستسلام والانقياد لله... هذا هو جوهر الإسلام وهو ترجمة معنى اسم هذا الدين (الإسلام) وكم يختصر علينا هذا الاستسلام كثيرا من المعارك الجدلية والكلامية والصراعات النفسية والاجتماعية....



العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-02, 19:27:35

12

الجامع بين هذه اللقطات


اللقطات السابقة كلها تنبئنا عن دائين اجتماعيين، أو بالأحرى دينيين، مستشريين بشدة في أوساطنا الاجتماعية المتدينة (ولا أتعرض للبيئات غير المتدينة) ... ألا وهما:
1- التقرب إلى الله على هوانا ومزاجنا الشخصي، لا وفق أمر الله وشرع الله وبما يريده الله منا...
2- غلبة العادات والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية في حسنا وشعورنا على ضرورة الالتزام الديني بشرع الله تعالى بحذافيره...
-نصلي ونصوم لكن أن نمتنع عن الخلوة بغير محرم.. عيب.. وهل اختفت الثقة؟

-  أن نقول يا عزيزتي لا تصافحي الأجانب.....
-عيب.. وهل أترك يده معلقة في الهواء؟ ...

-   يا أخي لا تدخل على زوجة أخيك بيتها في غياب أخيك؟
-    ماهذا الكلام الفارغ، انها مثل أختي تماما!!!... توقفوا عن سوء الظن هذا.. يالنفوسكم المريضة... !!


-   يا عزيزتي عليك أن تتحجبي من ابن عمك وتمتنعي عن الاحاديث الضاحكة ورفع التكليف معه..
-   ولماذا؟ إنه مثل اخي تماما ويستحيل أن يفكر بي بأي طريقة مختلفة... بالعكس... انسحابي منه سيفسر بطريقة خاطئة...

علينا ان نتعود على أن طاعة الله ليست عيبا... العيب هو أن نطيع العادات والتقاليد على حساب الدين
العيب ان نغضب الله تعالى خوفا من غضب فلان وعلان

لو قلت لشخص لا أريد أن أتركك في البيت مع زوجتي لأني لا أثق بك، بينما سأترك فلانا لأنني أثق به، فهذا عيب وإهانة له... لكن لو قلت للجميع بلا تفريق: لا أستطيع ان أتركك لأن هذا امر ربي وربك الذي يجب ان نمتثله لما غضب أو شعر بالإهانة أحد..

وإذن علينا أن نتعلم أن اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه والاستقامة على ذلك هو الخطوة الاولى في تقربنا لله عز وجل وتحقيق عبوديتنا له واعترافنا بألوهيته وحاكميته...
هو الخطوة الاولى في فهمنا لمعنى (لا إله إلا الله) لا مشرع إلا الله، ولا حاكم إلا الله...
لا يقول هذا حلال وهذا حرام إلا الله...

{وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (النحل 116)

ليس من حق أحد أن ينازع الله حاكميته او تشريعه للبشر...
 ليس من حق أحد أن يقول على ما أمرنا الله به وفرضه علينا انه تشدد أو لا يناسب العصر أو لم نقتنع به وأقنعونا...
وليس من حق أحد أن يقول لما لم يأمر به الله أو حرمه إن هذا وسيلة ممتازة لفعل الخير فلا شك ان الله سيقبله منا لان الغاية تبرر الوسيلة...
 إنما نتلقى تشريعاتنا وأحكامنا من الله تعالى وحده، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله...

{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} (يونس 59)

وهنا نفهم لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم للاعرابي أنه أفلح إن صدق..
هل تذكرون هذا الحديث؟
لكم كنت أندهش منه، وكنت أتمنى في بداية التزامي لو أن من يستمع لمواعظي لا يعرفه حتى لا يحاججني به ويتخذه ذريعة لترك النوافل والتطوع الذي نحث الناس عليه...
وكم كنت أتمنى لو أنه لم يكن حديثا صحيحا... لكن لخيبة أملي وقتها عرفت انه صحيح ... بل وفي البخاري أيضا...
وها هو الحديث:
روى طلحة بن عبيدالله التيمي   أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة ، فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا . فقال : أخبرني ما فرض الله علي من الصيام ، فقال : شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا . فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ، فقال : فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام ، قال : والذي أكرمك ، لا أتطوع شيئا ، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق ، أو : دخل الجنة إن صدق . (أخرجه البخاري في صحيحه)

يدهشنا هذا الحديث لأن هذا الأعرابي لم يفعل كثيرَ صلاةٍ ولا صيامٍ ولا صدقات، إنه حتى لم يفكر أن يصنع الحياة... ومع ذلك يعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة إن هو صدق ...

لماذا؟

لأنه حقق معنى العبودية لله عز وجل والخضوع الكامل لأمره...
إنه لم يندفع بقوة في اول الطريق ثم انحرف في وسطه أو فتر او تقاعس أو تراجع...
لم يبدأ ملتزما بالفرائض والسنن والنوافل والبكاء والخشوع، ثم أغراه المال، او أغرته الشهرة، او ألهاه الزواج او الخطوبة، او أنساه السفر والعمل... فترك ونسي... وبدأ يتساهل في طرق اكتساب المال أو طرق انفاقه، او يتساهل في علاقاته بالناس ويصبح اساسها المصلحة والهوى لا الحب في الله والبغض في الله وطاعة أمر الله...
يبر صديقه ويعق أباه، ويصل أبناء أبناء خاله ويقطع خاله او عمه...

لم يعبد الله على هواه، فيؤدي النافلة ويترك الفريضة...!!!
 تتطوع لصناعة الحياة وهي لم تتحجب بعد..!!!
 أو يخرج لجمع التبرعات وهو لا يستيقظ لصلاة الفجر، ثم يحسب نفسه عظيما وصانعا للحياة...!!!
 
لأنه استقام على الصراط المستقيم
ولهذا قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم نتيجة الفلاح أو الجنة بشرط الاستقامة والصدق (أفلح إن صدق)

ولهذا قال للصحابي الذي طلب ملخصا مختصرا لطريق الفلاح:

يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل ربي الله ثم استقم  (أخرجه ابن ماجه وهو صحيح)


فالاستقامة على طاعة الله، والتزام نهجه والتعبد له وحده طول العمر.. والتحري في كل سكنة وحركة من حياتنا مهما طالت ومهما تغيرت ظروفنا أن توافق شرع الله....... ذلكم أمر عظيم لو تعلمون


*نخرج من هذه الحلقة بوجوب البيعة لله عز وجل بالسمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره.....

وتلك كانت بيعة الصحابة الاولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم

*نخرج بوجوب التقرب إلى الله عز وجل أولا وقبل كل شيء بأداء ما فرضه الله علينا، واجتناب ما نهانا عنه...

وللحديث بقية إن شاء الله فتابعونا...


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-03, 21:10:47
13
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الثالثة:
تقرب إلى ربك (3)

سمعنا وأطعنا


(قليل من التفسير)

يفترض بالسائر على درب الله تعالى أن يسلح نفسه بالعلم الشرعي، ليعبد الله على بصيرة، وفق مراد الله، فلا يبتدع ولا ينحرف ولا يفرط ولا يغالي، وسنحاول في رحلتنا هذه ان نقتبس بعض القبسات المضيئة من كل علم من علوم الشريعة... وأما طلب ذلك العلم بالتفصيل، فنأمل أن يوفقنا الله تعالى له ولا يحرمنا منه..

وقفتنا اليوم مع التفسير...

المتأمل في سور القرآن الكريم يرى ان لكل سورة محورا أساسا تدور حوله آياتها وأحكامها وقصصها، ويمثل الرابط بينها، ولو عرفناه لسهل علينا استيعاب السورة وفهمها وحفظها أيضاً..

سورة البقرة على سبيل المثال محورها الأساس هو الميثاق والعهد بين العبد والرب..

تبدأ السورة بتعريفنا بهذا الكتاب العظيم، القرآن الكريم، وأنه منزل من رب العالمين، وأنه الميثاق الذي على المؤمنين ان يتمسكوا به، ثم تستعرض لنا السورة أحوال البشر مع هذا الميثاق منذ عهد أبينا آدم عليه السلام، والذي أخذ الله عليه العهد والميثاق أنه:
{ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (البقرة 38-39)

وفي سياق السورة يأتينا وفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام بميثاق ربه، وإتمامه الكلمات والاوامر التي كلف بها
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة 124)

وتستعرض الآيات أحوال بني إسرائيل، باعتبارهم كانوا الأمة المؤمنة التي أخذ الله عليها العهد والميثاق وأرسل لها كثيرا جدا من الانبياء والرسل، وكانت تكاليفها الشرعية قريبة جدا من التكاليف التي كلفت بها هذه الامة الإسلامية، فكان للتأكيد على قصة بني إسرائيل والتركيز عليها في هذه السورة خصوصا وفي سور القرآن عموما هدفان أساسيان:

-  الأول تنبيه هذه الامة المحمدية ألا تقع في العثرات والزلات التي وقعت فيها تلك الامة السابقة لها، وتحذيرها إن هي اقتفت خطا بني إسرائيل الضالة من أن مصيرها سيكون كمصيرها، اللعنة والغضب والذلة والصغار ...
- والهدف الثاني تعريف هذه الأمة بخصائص أمة يهود التي توارثتها أجيالهم (لا بالدماء والجينات، بل بالتربية والتعليم)(1) وتحذيرها منها، لانها الأمة التي سيستمر صراعنا معها حتى قيام الساعة ...

فتتعرض آيات سورة البقرة للميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني إسرائيل، وكيفية أخذ هذا الميثاق منهم، ثم نكثهم به مرة إثر مرة...

ثم تصل بنا الآيات إلى الميثاق الذي أخذ على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، مستعرضة جملة من هذه التكاليف في مجال الحج والجهاد والزواج والطلاق والرضاع والدين، أي في مجالات الحياة المختلفة : المجال التعبدي، المجال الاقتصادي، المجال العسكري والسياسي، المجال الاجتماعي، وسائر شؤون الحياة...

ثم تختتم السورة بصورة رائعة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيفية وفائهم بالعهد والميثاق الذي أخذ عليهم، في مقابل صورة الغدر والخيانة التي عرضتها لبني إسرائيل...

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

من هذه السورة الجميلة، والتي أتمنى أن يوفقنا الله تعالى للتعاون على حفظها، والاكثار من تلاوتها لما لها من فضل عظيم .. سألتقط لكم لقطتين، لنقارن بينهما... أخذ العهد والميثاق على بني إسرائيل، وأخذه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم... والهدف من هذه اللقطة أن نحاسب أنفسنا ونرى ... ترى إلى أي الصورتين نحن أقرب؟؟؟



_________________________________

(1) قلتُ أعلاه [بخصائص أمة يهود التي توارثتها أجيالهم (لا بالدماء والجينات، بل بالتربية والتعليم)] وهذا لان بعض الناس يعتقد ان يهود اليوم هم أحفاد بني إسرائيل الذين يعود اصلهم ليعقوب عليه السلام
سيدنا يعقوب عليه السلام ابن سيدنا إسحاق عليه السلام ابن سيدنا إبراهيم عليه السلام، كان يلقب بإسرائيل، وهي تعني بالعبرانية القديمة (عبد الله)
وأبناؤه الاثنا عشر هم أجداد بني إسرائيل.. وإليهم تنسب الأمة اليهودية..
لكن الديانة اليهودية كسائر الديانات انتشرت في البلاد، واعتنقها كثير من الشعوب والاجناس، فعلى سبيل المثال حصلت حادثة معينة أدت لاعتناق زعيم بلاد اليمن لليهودية قبل البعثة المحمدية، وأدت بالتالي لانتشار اليهودية في بلاد اليمن، وهؤلاء اليهود كلهم ليسوا من بني إسرائيل..
كذلك بعد الاحتلال الروماني للمشرق العربي، واضطهاده لليهود والنصارى، انتشر اليهود في البلاد وانتشرت معهم ديانتهم، ومن ذلك العهد دخلت هذه الديانة لاوروبا..
ولهذا نجد من اليهود الابيض والاسود والاسمر والاشقر .. فهم أجناس واعراق مختلفة، وليسوا جميعا من سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام...
ولكن الخصائص التي تجمعهم ليست خصائص دموية وراثية، بل هي خصائص منبثقة من تعاليم ديانتهم –المحرفة- التي تشكل أفكارهم وتطبع سلوكهم وأخلاقهم بسمات مشتركة... ومن اعتنق منهم الإسلام تغيرت اخلاقياته وسلوكياته وفق عقيدته الجديدة...

فيرجى الانتباه لهذا...

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)


العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-05, 15:38:40
14

الصورة الأولى: بنو إسرائيل..

يذكر الله تعالى لنا أن موسى عليه السلام بعد أن كلمه ربه وألقى إليه الألواح وفيها الوصايا والتكاليف الشرعية التي أمره ان يأخذ عليها عهد بني إسرائيل وميثاقهم أن يوفوا بها ويلتزموا بها، رفض بنو إسرائيل ان يعطوا عهدهم وميثاقهم، واستثقلوا هذه التكاليف وأكثروا الجدال فيها، وحاولوا التملص منها، ولما كان الله تبارك وتعالى يعلم أن في هذه التكاليف سعادتهم في الدنيا والآخرة، أرغمهم على الالتزام بها وعلى إعطاء العهد والميثاق، وذلك بأن رفع فوقهم جبل الطور، حتى صار من فوقهم كأنه غمامة تظللهم، فأصابهم الذعر والهلع، وخروا على وجوههم سجدا لله، خشية منه ان يوقع عليهم الجبل فيسحقهم سحقا
{وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون} (الاعراف 171)


ولهذا خروا على جانب من وجوههم ورفعوا طرف عينهم الاخرى يراقبون بها الجبل خائفين وجلين ان يقع عليهم، وأعطوا العهد والميثاق راغمين مقهورين...
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 63)
يقول العلامة ابن كثير في تفسير هذه الآية:

يقول تعالى مذكِّراً بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق، بالإيمان وحده لا شريك له، واتباع رسله، وأخبر تعالى أنه لما أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل فوق رءوسهم، ليقروا بما عوهدوا عليه يأخذوه بقوة وحزم وامتثال فالطور هو الجبل، وقال السدي: فلما أبوا أن يسجدوا أمر اللّه الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجداً فسجدوا على شق ونظروا بالشق الآخر، فرحمهم اللّه فكشفه عنهم فقالوا: واللّه ما سجدة أحب إلى اللّه من سجدة كشف بها العذاب عنهم فهم يسجدون كذلك، وذلك قول اللّه تعالى: {ورفعنا فوقكم الطُّور}، {خذوا ما آتيناكم بقوة}، يعني التوراة، قال أبو العالية: بقوة أي بطاعة، وقال مجاهد: بقوة بعملٍ بما فيه، وقال قتادة: القوة: الجد وإلا قذفته عليكم، قال: فأقروا أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة، ومعنى قوله وإلا قذفته عليكم أي أسقطته عليكم، يعني الجبل، {واذكروا ما فيه} يقول: اقرءوا ما في التوراة واعملوا به. وقوله تعالى: {ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل اللّه} يقول تعالى ثم بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم، توليتم عنه وانثنيتم ونقضتموه {فلولا فضل الله عليكم ورحمته} أي بتوبته عليكم وإرساله النبيين والمرسلين إليكم {لكنتم من الخاسرين} بنقضكم ذلك الميثاق في الدنيا والآخرة.

وإذن أمرهم الله تعالى لا ان ينفذوا ويطيعوا ما جاء في الكتاب وحسب، بل أن يأخذوه بقوة أيضا.. دون تهاون، دون تساهل، دون تفريط، تارة بحجة التجديد، وتارة بحجة التيسير، وطورا بحجة الوسطية والواقعية ووو....
والقوة لا تعني التشدد
فالتشدد هو تحريم الحلال، أوتحويل النوافل والتطوعات الى فرائض
اما القوة، فتعني التمسك التام بشرع الله سبحانه وتعالى، وعدم التهاون في أي جزئية منه، فلا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض...

فكيف كان وفاء بني إسرائيل لهذه البيعة، وهذا العهد والميثاق... يقول تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (البقرة93)

يقول ابن كثير:
يعدد سبحانه وتعالى عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق، وعتوهم وإعراضهم عنه حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ثم خالفوه: {ولهذا قالوا سمعنا وعصينا}
{وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم} عن قتادة قال: أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم. "وعن علي رضي اللّه عنه قال: عمد موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد فبرده بها وهو على شاطئ نهر، فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل إلا اصفرّ وجهه مثل الذهب ""رواه ابن أبي حاتم عن عليّ كرّم اللّه وجهه""
وقوله: {قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين} أي بئسما تعتمدونه في قديم الدهر وحديثه من كفركم بآيات اللّه، ومخالفتكم الأنبياء، ثم كفركم بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وهذا أكبر ذنوبكم وأشد الأمور عليكم، إذ كفرتم بخاتم الرسل وسيد الأنبياء والمرسلين المبعوث إلى الناس أجمعين، فكيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات اللّه، وعبادتكم العجل من دون اللّه.؟


فنقضوا العهد والميثاق
وتحولوا لعبادة العجل الذهبي المصنوع من الحلي
وصاروا إذا ذكروا بأوامر الله تعالى قالوا بكل وقاحة (سمعنا وعصينا) سواء قالوها بلسانهم، او قالوها بأحوالهم أي بإعراضهم عن منهج الله وأوامر الله وانتهاجهم طرقا أخرى في حياتهم، واتباعهم الهوى، واستحداثهم تشريعات جديدة مخالفة لشريعة الله...
وبلغ من حبهم للكفر ولعبادة العجل، ان تشربته قلوبهم حتى توارثته أجيالهم، فصاروا كلهم عبادا للذهب والفضة...
فرغم أن العجل الأصلي الذهبي برده سيدنا موسى بالمبارد وذرّه في البحر، إلا ان الذهب بقي متربعا في أفئدتهم، تشربت حبَّه شغاف قلوبهم حتى صار إلههم الذي يعبدونه من دون الله، وحتى قتلوا في سبيله الانبياء والرسل، وحاربوا المؤمنين في كل زمان ومكان، من لدن سيدنا موسى عليه السلام، ومرورا بسيدنا يحيى وعيسى عليهما السلام، وصولا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واستمرارا إلى عصرنا الحاضر حيث لم يسلم من أذاهم دعوة ولا داعية..
فذلك كان شأن بني إسرائيل مع عهد الله وميثاقه
فكيف كان شأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-05, 15:45:51
15
الصورة الثانية: الصحابة رضوان الله عليهم..

صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أعطوه عهدهم وميثاقهم، وبايعوه على السمع والطاعة لم تكن تكاليف الشريعة قد اكتملت وعرفوها وعرفوا على ماذا يعطون هذا الميثاق، كما كان شأن بني إسرائيل، بل كانوا يعاهدون على شروط وتكاليف لم يعرفوها بعد، ولا زالت تتنزل أمرا إثر امر، وتكليفا إثر تكليف... أي أنهم عاهدوا على السمع والطاعة مقدما لكل ما سيؤمرون به ويكلفون به مهما كان، مدفوعين بإيمانهم العميق بعوديتهم لله تعالى، وبصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق نبوته...
قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
 "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة . في العسر واليسر . والمنشط والمكره . وعلى أثرة علينا . وعلى أن لا ننازع الأمر أهله . وعلى أن نقول بالحق أينما كنا . لا نخاف في الله لومة لائم ."
(رواه مسلم)

فانظروا إلى هذا الامتحان الذي امتحنهم به الله تعالى ليمحص إيمانهم ويختبر صدق عزمهم ويقينهم، ويبلو وفاءهم بالعهد والميثاق
أنزل الله تعالى قوله:
{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة 284)

فانبأهم أنه سيحاسبهم حتى على حديث النفس وما يجري به الفكر من خير او شر..
ولنقرأ تفسير هذه الآيات من ابن كثير:

يخبر تعالى أن له ملك السموات والأرض وما فيهن وما بينهم، وأنه المطلع على ما فيهن لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر والضمائر وإن دقت وخفيت، وأخبر أنه سيحاسب عباده على ما فعلوه وما أخفوه في صدورهم،
ولهذا لمّا نزلت هذه هذه الآية اشتد ذلك على الصحابة رضي اللّه عنهم وخافوا منها ومن محاسبة اللّه لهم على جليل الأعمال وحقيرها، وهذا من شدة إيمانهم وإيقانهم.
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : {للّه ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء واللّه على كل شيء قدير} اشتد ذلك على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم جثوا على الركب وقالوا: يا رسول اللّه، كُلِّفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصيرفلما أقرَّ بها القوم وذلَّت بها ألسنتهم أنزل اللّه في أثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فلما فعلوا ذلك نسخها اللّه فأنزل قوله: {لا يكلف اللّه نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} إلى آخره، ورواه مسلم عن أبي هريرة ولفظه: فلما فعلوا ذلك نسخها اللّه فأنزل الله: {لا يكلف اللّه نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: نعم، {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا}، قال: نعم {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به}، قال: نعم {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} قال: نعم.


فالصحابة عرفوا ثقل هذا التكليف، وكان وقعه عليهم كالصاعقة، حتى وقعوا من هولها وجثوا على ركبهم خوفا وفَرَقا، إيمانا منهم بالله وبعلمه واطلاعه على سرائرهم، لا أنهم خروا ساجدين خوفا من جبل رفع فوقهم وخافوا ان يقع عليهم... شأن يهود الذين لا يؤمنون إلا بما هو مادي ومحسوس...
وانظروا إلى تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم العظيمة لهم، لم يتضرع إلى الله تعالى أن يرفع عنهم هذا التكليف ويخففه، حياء من ربه، وطاعة له، واقراراً بحاكميته المطلقة، واعترافا بعبوديتنا له ووجوب إذعاننا لاوامره مهما كانت... بلا جدال ولا مراء ولا مماحكة ولا مماحلة
فأذعن معه الصحابة
انظروا الى هذه العبودية العظيمة
أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوا
عرفوا انهم كلفوا بما هو عسير وشاق، لكنهم عبيد ما عليهم الا طاعة سيدهم ومولاهم
وقد اعطوا العهد والميثاق بالسمع والطاعة على ما كان ويكون
فرددوا وراء نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
أقروا بها بقلوبهم.. وأخذوا يرددونها خلفه بألسنتهم حتى ذلت لها الألسنة ورضيتها القلوب...
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير

فلما رأى منهم الرب الرحيم الغفور الودود هذا الخضوع والاذعان، والوفاء بالعهد والميثاق، أكرمهم بالتخفيف والتيسير، وجاءت الرخصة الربانية العظيمة، برفع هذا التكليف الشاق والعفو عن حديث النفس
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "إن اللّه تجاوز لي عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل". (رواه الستة)
ونزلت الآيات الكريمات، تثني على الصحابة رضوان الله عليهم، وتثني على ايمانهم وطاعتهم، وترفع عنهم العسر والإصر، وتيسر لهم أمرهم، فقد نجحوا في الامتحان...

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ} (البقرة 285-286)

ترى لو استعرضنا واقع المسلمين اليوم هل سنراه أقرب لواقع الصحابة ام لواقع بني إسرائيل؟
ولو نظرنا لأنفسنا وأحوالنا.... فإلى أي الصورتين نحن أقرب؟
ولو كنا تعرضنا لمثل هذا الامتحان فهل كنا سننجح فيه؟

______________________

الواجب:
1-   جمع الاحاديث التي تدل على فضل سورة البقرة
2-   الاجتهاد في حفظ مطلع السورة وختامها لمن لا يحفظه بعد، ومن حفظه فالاجتهاد في حفظ أول ربع حزب منها..
3-   تجديد البيعة مع الله تعالى على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، لا كلمات تقال باللسان، بل استحضار نية وإخلاص، أن تكون حياتنا كلها منذ هذه اللحظة سائرة على منهج الله، ملتزمة بشرع الله، لا نأل في ذلك جهدا، ولا نتراجع ولا نحيد..  emo (30):


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-07, 13:35:35
16
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطوة الثالثة:  تقرب إلى ربك (4)
فما لنا إن نحن وفينا

(قليل من السيرة)


من العلوم الشرعية الجميلة جدا والضرورية جدا للمبتدئين السيرة النبوية.

ضرورة هذه المادة يأتي من أنها تكون لدى الإنسان فهما متوازنا للحياة الإسلامية الصحيحة التي ينبغي أن يحياها المسلم ويسعى لإقامتها في الأرض

فالإنسان عندما يقرأ الاحاديث النبوية، قد يسيء فهمها اذا كان قليل الاطلاع، فلو جمع شخصٌ ما كل أحاديث الرفق عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلربما يستنكر بعض الحزم والشدة اذا بدت من بعض الدعاة او العلماء، ويعتبرهم غير متبعين لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولربما يرد عليه مخالفه بجمع كل أحاديث القوة والسيف والجهاد ليثبت خطأ الأول...
ولربما يتدخل بينهما شخص معتدل ليقول ان الشدة لها أوقاتها والرقة لها أوقاتها، لكنه يسيء التطبيق فيستخدم الشدة وقت الرفق، او الرفق مكان الشدة، ويحسب نفسه محسنا..

لكن الدارس بعمق وفهم للسيرة النبوية المطهرة، يتكون لديه تصور عام لمواضع الرفق ومواضع الشدة، أوقات الخلوة وأوقات الجلوة، اصول السلم والحرب، متى تكون دعوة ومتى يكون الجهاد، متى يكون اختلاط النساء بالرجال ومتى لا يكون ... إلى غير ذلك من أمور يخطئ كثيرون في تطبيقها ويبتعدون بها كل البعد عن روح الاسلام وطبيعته واسلوب حياة الصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهم أخذوا أحاديث متفرقة واستندوا إليها، ولم ينظروا للحياة الكاملة كيف كانت بمجملها...

وجمال هذه المادة وروعتها تأتي من أن من يقرؤها بحب وفهم يستشعر شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم العظيمة الرحيمة التي بلغت اعلى درجات الكمال البشري، وشخصيات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يتفاعلون معه، يحبونه ويتسابقون لمرضاته، ويبتدرون وضوءه ويتبركون بآثار أصابعه، ويتسابقون لإهدائه، ويفدونه بأرواحهم.
 يهابونه حيناً، حتى لا يجرؤون على الكلام في حضرته، ويتباسط لهم حيناً حتى يتمازحون ويضحكون معه...
نراهم في لحظات ضعفهم، فلا نيأس من ضعفنا..
 وتبهرنا مواقف بطولاتهم وفدائهم فنشد عزمنا.
 وتداعب قلوبنا كلمات حبهم وشوقهم للرسول صلى الله عليه وسلم فنشتاق ان نكون معهم قد ظفرنا بما ظفروا به، ونسأل الله تعالى ان يكرمنا ويجمعنا بهم في مستقر رحمته...

حياة كاملة يحياها الانسان في ربوع المدينة الفاضلة، المدينة المنورة، عندما يقرأ السيرة النبوية بقلبه قبل عقله...

أذكر مرة إحدى طالباتي وقد قابلتني بعد انتهاء دروس السيرة النبوية بشهور، وقالت لي: أحسست كأنني كنت أعيش مع إنسان حبيب إلى قلبي ثم لما انتهت دروس السيرة كأنه سافر وغاب عني واشتقت له...

عندما نقرأ السيرة النبوية بهذا الشكل، سنلمس التغيير في قلوبنا وأعمالنا وسلوكياتنا لا مراء..

::::::::::::::::::::::::::::::::

ومن السيرة النبوية المطهرة نختار اليوم لقطات عن البيعة، تعزز مفهوم (سمعنا وأطعنا) وتلحق به مفهوما هاما جدا وهو (فما لنا إن نحن وفينا)

فهيا بنا إلى رحاب السيرة النبوية العطرة...


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-09, 15:31:26

17

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فما لنا إن نحن وفينا

بعد سنوات من الدعوة السرية ثم الجهرية في رحاب مكة.. وبعد أن يئس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إسلام مزيد من أبناء قريش وتأييدهم له، وبعد أن اشتد أذاهم عليه وعلى أصحابه حتى اضطر كثير منهم للهجرة للحبشة فراراً بدينه من جهة، وبحثاً عن نقطة انطلاق أفضل للدعوة الربانية من جهة أخرى...
وبعد صدود أهل الطائف وأذاهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وردهم القبيح الخبيث عليه... صار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتحين المواسم من حج وأسواق وغيرها، ليعرض نفسه على القبائل، لعل قبيلة منها تقبل الإسلام وتقبل أن تحمي أهله وتمنعهم، حتى يتمكن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أداء رسالة ربه، وكان هذا من اجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه بالأسباب...

لم يبقَ -صلى الله عليه وسلم- في مكانه ويكتفِ بأن يحلم، ويقول أنا متأكد أن ربنا سيحقق لي حلمي... ولم يكتفِ بأن يرفع يديه إلى الله تعالى ضارعاً سائلاً ان ينصره وينصر الدين وهو دينه وهذا نبيه، ويقول سأجتذب القدر بدعائي...
بل علمنا كيف نأخذ بالأسباب، وكيف نتحمل الأذى المعنوي والمادي من ضرب وإهانة وسخرية وتهم باطلة بالكذب والسحر والكهانة بل والجنون، وهو العزيز في قومه، الذي كان في شبابه سيداً مطاعاً، يحكم ويقضي بينهم، فيطيعه كبارهم قبل صغارهم...

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسعى بنفسه للقبائل يعرض عليها أمره ودينه ويطلب منها الحماية والمنعة ليبلغ رسالة ربه، وأبو لهب يتبعه ويقول لهم لا تصدقوه إنه مجنون.... إنه كذاب...

صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله وسلم تسليما كثيرا...

من هذه القبائل كانت بنو عامر بن صعصعة... فلنقرأ خبرهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
قال ابن إسحاق: حدثني الزهري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه فقال له رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب.
ثم قال له: أرأيت إن نحن تابعناك في أمرك ثم أظهرك الله على من يخالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟
قال: ((الأمر لله يضعه حيث يشاء)).
قال: فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ! لا حاجة لنا بأمرك.
فأبوا عليه.

فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم، قد كان أدركه السن حتى لا يقدر أن يوافي معهم المواسم، فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم.
فقالوا: جاءنا فتى من قريش، ثم أحد بني عبد المطلب يزعم أنه نبي، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به إلى بلادنا.
قال: فوضع الشيخ يده على رأسه، ثم قال: يا بني عامر هل لها من تلافٍ؟ هل لذناباها من مطلب؟(1) والذي نفس فلان بيده ما تقوَّلها إسماعيلي قط، وإنها لحق فأين رأيكم كان عنكم ؟



فذلك كان شأن بني عامر بن صعصة، عرفوا ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسول الله حقا، وان دعوته سينصرها الله تعالى وسيظهر على العرب، فأرادوا أن يشركوه في الأمر إذا انتصر... لكنه لم يعدهم بأي شيء من حطام الدنيا،
فمن يريد هذا الدين، فعليه ألا يريد به إلا وجه الله وثواب الله وأجر الاخرة، ولا يشترط على ربه أن يمنحه الدين والدنيا معا، أو تكون نيته الدنيا والاخرة معا...

بل تجرد خالص في طلب الاخرة


فحتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يضمن لهم شيئا من أمر الدنيا... لكنه يضمن لهم رضا الله والفوز بجناته

لكن محبي الدنيا لم يقبلوا الامر.. ففاتهم فضله وأجره

وكان هذا حال كثير جداً من قبائل العرب التي عرض عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه...

وهذا أيضا حال كثير من المسلمين، يرجون بتدينهم والتزامهم أن يحظوا بالدنيا والآخرة معا، وتختلط عندهم النوايا، حتى إذا فاتهم من أمر الدينا شيء حزنوا وضجوا واضطربوا، أو استعجلوا ولم يصبروا، فمنهم من يتراجع، ومنهم من يحبط، ومنهم من يغير طريقه... ولا حول ولا قوة إلا بالله...

وكان أن ادخر الله تعالى هذا الفضل والسعادة لنخبة من عباده الصالحين، الذين صاروا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ألا ليتنا كنا منهم...

وهذا نبأ الأنصار وبيعتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العقبة الثانية، يقصه علينا كعب بن مالك رضي الله عنه، يقول:

 قالت الأنصار:  

يا رسول الله، علام نبايعك؟
قال: ((تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة)).
فقمنا إليه نبايعه وأخذ بيده أسعد بن زرارة - وهو من أصغرهم - وفي رواية البيهقي: - وهو أصغر السبعين - إلا أنا، فقال: رويداً يا أهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وإن إخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف.
فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله، وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه، فبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله.
قالوا: أبط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة ولا نسلبها أبداً

وقال ابن إسحاق:
وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري أخو بني سالم بن عوف: يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟
قالوا: نعم !
قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة.
قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا؟
قال: ((الجنة)).
قالوا: "ابسط يدك" فبسط يده، فبايعوه.


أرأيتم إلى الفرق بين الموقفين؟
أولئك طلبوا الدنيا، الملك والعز والسلطة... فأبى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أراد ان يبايع الله، فعليه ان تكون نيته خالصة لله وحده، لا يشرك فيها شيئا من آمال الدنيا وأحلامها وحطامها الزائل... فإن أتته وهي راغمة، فبها ونعمت، وإن لم تأته ووافاه أجله قبل أن يرى بوادر الثمار وعلائم النصر وبشائر النجاح وثمار الكفاح، فما كان يجاهد من أجلها، بل من أجل الله وحده سبحانه وتعالى...

"  فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن هاجر إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه" (رواه البخاري)

وأما الأنصار فلم يشترطوا ملكاً ولا مالاً، ولكنهم سألوا:
 ما لنا إن نحن وفينا
فكان الجواب كلمة واحدة:
الجنة
فأجابوا: ابسُط يدك...
وبايعوه..
قبلوا بالجنة، فقبلهم الله في عباده الصالحين، وأكرمهم بأن صاروا أنصار نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه المقربين، ورضي عنهم وأرضاهم...

ولكن الأنصار اشترطوا شرطاً آخر أيضا، يقصه علينا سيدنا كعب بن مالك أيضاً، فانتبهوا له جيداً:




(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)

_________________________
(1) : يا بني عامر هل لها من تلاف؟ يعني هل يمكننا تلافي هذا الخطأ الفظيع الذي فعلتموه
هل لذُناباها من مطلب؟: هل يمكننا أن نتدارك ما فات؟ وهذا مثل يضرب للامر الذي ضاع عليك، وأصلها من ذُنابى الطائر إذا أفلت من الحبالة والشبكة، فيقال هل يمكن ان نطلب هذا الطائر ونمسك بذُنابه من جديد
والذي نفس فلان بيده ما تقوَّلها إسماعيلي قط، : يقسم بالله العظيم الذي يمتلك نفسه وروحه انه لم يسبق ان ادعى النبوة (تَقَوَّلها) أي رجل من نسل اسماعيل عليه السلام (اي العرب) من قبل... اي اننا لم نسمع ابدا اي عربي يدعي النبوة ويزعم لنفسه هذا الشرف، فمادام هذا الرجل ادعى ذلك فهو صادق، ولن يخترع هذه الكذبة التي لم يسبقه إليها احد
وإنها لحق فأين رأيكم كان عنكم ؟ أي اين كان عقلكم وكيف لم تدركوا انه صادق ونبي وسينصره الله فتركتموه واضعتم عليكم هذه الفرصة الذهبية؟
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-08-09, 15:49:29

ياللا يا هادية

هات هذا الشرط

ما أجمل هذا الموضوع
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-09, 22:16:40

18
بل الدم الدم والهدم الهدم

(معنى هذه العبارة "بل الدم الدم، والهدم الهدم": أي دمكم دمي، وهدم منزلكم هدم لمنزلي، فمن اعتدى عليكم فكأنما اعتدى علي، فأنا وأنتم واحد)

ولكن الأنصار اشترطوا شرطا آخر أيضا، يقصه علينا سيدنا كعب بن مالك أيضا، فانتبهوا له جيداً:

قال: وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... قال فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل مستخفين تسلل القطا
حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا معهم امرأتان من نسائهم: نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار، وأسماء ابنة عمرو بن عدي بن ثابت إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع.
 فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويوثق.
 فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول من تكلم فقال:
 ....إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على رأينا فيه وهو في عز من قومه ومنعة في بلده
فقلنا قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الإسلام. قال: أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم.
قال فأخذ البراء بن معرور بيده قال نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا، فبايـِعْنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب ورثناها كابرا عن كابر
 
قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال:
يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها -وهي العهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله عز وجل أن ترجع وتدعنا
 قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنتم مني و أنا منكم ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم



صلى الله وسلم على سيدنا رسول الله وآله ورضي عن الانصار...
أرأيتم إلى هذا الشرط...
لم يشترطوا مالا ولا جاها ولا ملكا ولا سيادة ولا نعيما اقتصاديا وازدهارا حضاريا... بل اشترطوا ان يبقى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتركهم ويعود لقومه وبلده...
وياله من شرط...
وسيأتي وقت يطالب به الانصار بهذا الشرط.. فيحزنون، ويتألمون، ويتهامسون بينهم، عندما يشعرون كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة مال لقومه وبدأ يفضلهم عليهم... أحزنهم هذا ووجدوا بسببه في نفوسهم
وهذا بعد غزوة حنين، وفتح ثقيف والطائف، عندما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفيء ما يفوق الوصف، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزع هذا الفيء على رجالات من قريش والعرب، يتألف به قلوبهم ويرغبهم في الإسلام، فحزن الأنصار ان يكون الرسول قد حن لقومه وآثرهم عليهم.... وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحزنهم وجِدَتهم، فجمعهم وحاورهم حوارا من أجمل ما سمعت في هذه الدنيا....


 حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال:

-لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه
فدخل عليه سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذه الفئ الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء
 قال فأين أنت من ذلك يا سعد
 قال يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي وما أنا
 قال فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة
قال فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة قال فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار
قال فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال: يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟
 قالوا بل الله ورسوله أمن وأفضل
 قال ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟
 قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل
 قال: أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم وصُدِّقتم: أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فأويناك وعائلا فأغنيناك
 أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟
 أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم؟
 فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرؤا من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار.
 اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار.
 قال فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا.
 ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقنا.




فهل ترضون إخوتي برسول الله قسما وحظا؟؟



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: (أمة الرحمن) في 2010-08-10, 23:20:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد سنحت ليا الفرصة أخر مرة دخلت فيها أن أقرأ اول صفحة من هذا الموضوع وقد كنت (ومازلت) شغوفة بإكماله (لولا الظروف سامحها الله)

وها أناذا منّ الله عليا بوقت استطعتُ فيه الدخول لأجد الموضوع ماشاء الله قد بدأ يحبو (بينما كان في المهد)

وها أناذا أحشر إسمي بينكم لعلي أجد فُسَيْحة بين ركبكم..إلى حين إكمال قراءة مالم أقرأه..

جزاكم الله خيرا
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-08-10, 23:43:13
أهلا ومرحبا بك يا أمة الرحمن
افتقدناك كثيرا، وكنت قد أطللت سابقا وأعلنت عن عودتك ثم اختفيت مجددا
عسى وجودك بيننا يدوم
أدام الله عليك لباس الصحة والعافية
وكل عام وأنت بخير
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: (أمة الرحمن) في 2010-08-11, 00:28:59
أهلا ومرحبا بك يا أمة الرحمن
افتقدناك كثيرا، وكنت قد أطللت سابقا وأعلنت عن عودتك ثم اختفيت مجددا
عسى وجودك بيننا يدوم
أدام الله عليك لباس الصحة والعافية
وكل عام وأنت بخير


آمين يارب
لااحرمني الله من دعائك ..ولا أحرمني الله من هاته القلوب الطيبة
أسأل الله أن يحشرني معهم في جنة الفردوس أمين يارب
وانتي بألف خير وصحة وسلامة يارب
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-09-14, 10:58:44
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة و عيدكم مبارك
قد فاتني الكثير و لا حول و لا قوة الا بالله
سأقرأ  ما فاتني و أكون من المتابعين ان شاء الله

وفقكم الله الي ما يحبه و يرضاه   
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-09-15, 02:19:41
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا رافية

عودا حميدا بنيتي  ::roses2::

هيا أكملي ما فاتك إلى أن تعود ماما هادية من السفر خلال بضعة أيام

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-09-16, 10:56:01
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الواجب

1 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " . رواه مسلم

قال صلى الله عليه و سلّم:اقرءوا سورة البقرة, فإن أخذها بركة, و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة )البطلة : السحرة) أخرجه مسلم

2 إن شاء الله سأعمل علي أن أراجع الربع الأول من سورة البقرة

3 سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك و علي طاعتك
[/color]
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-09-16, 11:01:50


فهل ترضون إخوتي برسول الله قسما وحظا؟؟




[/quote]
رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-10-25, 09:45:20
بارك الله بك يا رافية
وليت كل الطلاب في مثل اجتهادك   ::)smile:

ترى هل نتابع هذا الموضوع؟ أم أنه ليس من النوع الصالح للمنتديات؟
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-10-26, 13:46:21
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك اختي ام عبد الهادي
ارجو ان تكون سفرتك موفقة
و ارجو منك مواصلة موضوعك فأنا عن نفسي في أمس الحاجة الي من يأخذ بيدي في ديني و يعرفني الصواب من الخطء
و ادعو الله السميع العليم ان يوفقك و يسدد خطك
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-10-26, 20:30:20
بارك الله بك يا رافية
ونعم كان السفر موفقاً بفضل الله

وأسأل الله تعالى أن يعيننا إذن على متابعة الموضوع

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: جواد في 2010-10-27, 19:28:50
في انتظار التكملة،

بارك الله بكم وزادكم من فضله.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-11-01, 10:31:44
19
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الرابعة:  تقرب إلى ربك بما افترضه عليك

إقام الصلاة

بعد هذه الجولة الجميلة في رحاب التفسير والسيرة العطرة، نعود للحديث القدسي الذي اتخذناه منهجا لهذه المرحلة من سيرنا على درب الله... ونعيد التذكير به:


"إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه." (رواه البخاري)

وإذن لنتقرب إلى الله تعالى علينا ان نعرف ماذا فرض الله علينا، وبم أمرنا... وطبعا فرائض الإسلام متعددة ... فعلينا أن نبدأ بأهمها وهي أركان الإسلام..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان"
(رواه البخاري)

فالركن الثاني بعد شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله... (الحمد لله شهدنا وبايعنا وعاهدنا على السمع والطاعة، ورضينا بالله ربا والاسلام دينا وبسيدنا محمد نبيا ورسولا)
هو إقام الصلاة


الصلاة:
الصلاة لغة هي الدعاء، وسميت صلاة لأنها صلة بين العبد وربه، ويقال صليت العود إذا قومته وأزلت اعوجاجه، فكأن الصلاة تقوم سلوك المؤمن وتحميه من الاعوجاج.

والصلاة اصطلاحا أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم ولها شروط مخصوصة...
والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام
وهي الفرق بين الرجل وبين الشرك والكفر...

"إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" (رواه مسلم)

ولهذا حكم الإمام أحمد بان تارك الصلاة كافر، وقال الجمهور بل تاركها تهاونا فاسق، ومنكر وجوبها كافر، لكن من ترك الركن الأساس للإسلام يوشك البناء أن ينهار عليه، ولا يبقى بينه وبين الشرك والكفر أي وقاية أو حماية، وتتسلط عليه وساوس الشيطان والشبهات حتى تكثر عليه فتهلكه...
وثمرة الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت 45)
فلكل عبادة فرضها الله علينا ثمرة وغاية تربوية، ان لم تتحقق هذه الغاية فهذا دليل على اننا لا نقوم بالعبادة على وجهها الصحيح..
فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا فائدة من صلاته..
واقترافه للفحشاء والمنكر دليل على أنه وإن كان صلى، إلا أنه لم يُقم الصلاة حق القيام..

وإقامة الصلاة تعني ان تتحقق للصلاة شروطها وأركانها وواجباتها، وهذا لا بد له من شيء من العلم الشرعي..
لهذا لا بد للإنسان أن يتعلم على الاقل فقه العبادات، ولو حتى فقه الطهارو والصلاة على مذهب بلده أو أهله..
فكم من مصل نراه يخطئ أخطاء عديدة في صلاته، وهو لا يعي ولا يعرف
كم من انعكاس في سلم اولويات الصلاة نراه عند الناس...

ومن جديد دعوني ألتقط لكم الكاميرا وأدور بها في المساجد لألتقط لكم بعض اللقطات المتكررة:

-   الإمام يقول: سووا الصفوف فإن تسوية الصف من تمام الصلاة، فترى بعض النساء هداهن الله يفتحن اقدامهن لتلصق قدمها بقدم من بجوارها، فإذا كانت من بجوارها لا تريد ان تلصق قدمها، تضطر الاولى ان تباعد بين رجليها بشكل اكبر حتى تصبح المسافة بين قدميها اكبر من عرض كتفيها، وينتج عن هذا أمرين: الاول أنها خالفت وضعية المراة المبنية على التستر وجمع الاعضاء وعدم تفريقها، والثاني انها بهذا باعدت بين كتفها وكتف من بجوارها، وبالتالي خلخلت الصف أكثر مما أنها سوته... عدا عن تشويشها على من بجوارها بحركاتها... وبعضهن تنحني عدة مرات حتى تقارب وضعية الركوع للتأكد هل قدمها على نفس سوية قدم المجاورة لها وملتصقة بها ام لا، وثلاث حركات متوالية تبطل الصلاة، في حين ان ابتعاد القدم عن القدم لا يبطل الصلاة ولا الجماعة، بل خلاف الاولى على رأي من يرى رص الصفوف بالقدم لا بالكتف... (عدم فهم للأولويات)

-   في صلاة الجماعة، وبعد رص الصفوف وتسويتها، تقرر إحدى النساء هداها الله ان تنسحب من الصلاة لأمر ما فتترك الصف بعد تكبيرة الاحرام، فتحدث فيه خللا... المدهش الآن ان تبدأ بعض النساء بسحب جارتها التي على يمينها الى جهتها لتسد الفرجة، فتطيعها وتسحب هذه بدورها التي على يمينها لتسد الفرجة وهكذا... وينسحب الصف كله ناحية الشمال، وهذا خلاف السنة، لان المفروض ان ترص الصفوف من جهة اليمين لا الشمال... (جهل بالسنة)

-   في صلاة من الصلوات يقرأ الإمام آية فيها ذكر السجود، فتحسب النساء ان فيها سجدة تلاوة، فيسجدن للتلاوة، ويتبين ان الإمام إنما كبر للركوع لا للسجود، وبعد أن رفع الإمام من الركوع قائلا (سمع الله لمن حمده) اكتشفت المخطئات خطأهن، وحدث الاضطراب، فبعضهن ركعن، وبعضهن تجاوزن الركوع وهوين من جديد للسجود مع الامام تاركات الركوع...  المدهش ان من أخطأن هن من كن يرصصن الصفوف ويسحبن النساء ويفسدن خشوعهن من اجل هذه الحركات الاستعراضية من الاهتمام بالصلاة... فلمَ لم يتفقهن في دينهن وفرضهن أولا؟ ( س: ما هو التصرف السليم للنساء المخطئات في مثلنا هذا)؟

-   بعض النساء يقرأن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى وهو يحمل حفيدته أمامة بنت ابنته زينب رضي الله عنها، فيحملن أطفالهن الرضع وغير الرضع طاهرين وغير طاهرين، دون ان ينتبهن لضرورة طهارة الطفل عند حمله وإلا بطلت صلاتهن...

-   مرة وصلنا الحرم إبان إقامة صلاة الظهر في يوم رمضاني، وكان الحرم وصحنه ممتلئين والناس اصطفت للصلاة في الشارع، وصار لزاما علينا ان نصطف معهم في الشارع لندرك الصلاة، فوقفت للصلاة ولم أخلع نعليّ، المسلمة التي الى جانبي بدات تشير لي الى نعلي، طبعا كنت في الصلاة فلم استطع ان اجيبها وابين لها ان الصلاة في النعلين جائزة، فاستمرت في حركاتها، ثم انفعلت وتكلمت... وقالت لي صلاتك باطلة يجب ان تخلعي الحذاء!!!!.... واستمرت في صلاتها!!...
والله العظيم...
تخيلوا... مسلمة تأتي من بلدها لمكة لتعتمر، ولم تكلف نفسها مشقة تعلم أبسط مبادئ الصلاة، وهي ان الكلام في غير قرآن وذكر ودعاء يبطل الصلاة، تكلمت معي واستمرت في صلاتها، تحسب عدم خلع الحذاء مبطلا للصلاة، والكلام والحركات الكثيرة لا تبطله...

الادهى من هذا ما حدث بعد انتهاء الصلاة، حيث اجتمع حولي مجموعتها من نساء ورجال يصرخون في ويقولون لي ما فعلته لا يجوز... حاولت ان افهمهم بلطف، أن الصلاة في النعال جائزة، وان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعاله، وان الادب خلع النعال عند الدخول للمسجد وليس عند الصلاة في الطريق، وبدون سجادة ايضا، لكنهم فعلا هبوا في وجهي هبة رجل واحد وان ما فعلته لا يجوز... ولم اجد حلا الا ان اقول جزاكم الله خيرا وانسحبت بصعوبة...

-   موقف معاكس تماما... كنا في مصلى الجامعة، ودخلت فتاة بحذائها لتحضر كتبها التي تركتها في المصلى، وأخذت تدوس على السجاد بنعالها.. فقلت لها يا أختي  لماذا لم تخلعي نعليك، لماذا توسخين السجاد الذي نصلي عليه، فقالت: نعلي طاهرتان والصلاة في النعال جائزة... قلت يا أختاه لسنا بصدد الحكم الفقهي للصلاة في النعال، بل بصدد الذوقيات والاداب العامة، ليس كل طاهر نظيف كما ان ليس كل نظيف طاهر، والنعال يجوز لك الصلاة فيها لو كنت في الطريق، في بيتك،.. انت حرة، لكن ان توسخي السجاد الذي يسجد عليه الناس هكذا فهل تقبلين هذا على ثيابك؟ هل تقبلين ان يدوس احد بحذائه على خمارك او عبائتك؟ فنظرت لي شزرا وقالت: انا طالبة دراسات اسلامية واقول لك يجوز الصلاة في النعال!!!


اليس امرا مذهلا جرأتنا على الفتوى مع قلة علمنا؟
اليس امرا مؤسفا حرصنا على تعلم الكمبيوتر والانترنت واللغات وكل شيء وتغافلنا التام عن اهم اساسيات وواجبات ديننا ؟
الغريب أن الجميع يسعى للفتاوى المعلبة والمضغوطة في منشورات ومطويات، واشرطة، ولا يهتم أحد بتعلم العلم الأساسي تعلما صحيحا، وبأصول صحيحة، مع ان ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وبما ان الصلاة ركن من أركان الإسلام، فتعلم قدر من العلم الشرعي يجعلنا نؤديها أداء صحيحا يصبح فرض عين على كل منا.. فكيف نتهاون فيه ولا نسعى له ونعتبره من الزوائد ونافلة القول؟؟
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتتنا وزدنا علما

------------------

الواجب:
1-   اجابة المسألة الواردة في اللقطة الثالثة..
2-   البحث عن حلقة اودرس علم لتعلم فقه العبادات على احد المذاهب ، على الاقل كتابيّ    الطهارة والصلاة


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-11-21, 18:59:54

20
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الرابعة:  تقرب إلى ربك بما افترضه عليك (2)

إقام الصلاة (2)

لن نستطيع في موضوعنا هذا ان نشرح كل العلوم الشرعية (وددت هذا والله... ) ولن نستطيع ان نقدم دروسا في الفقه الميسر، خاصة اننا ننتمي لمذاهب فقهية مختلفة...
ولكننا سنؤكد هنا على أمر هام جدا في إقام الصلاة، يهمله كثير من الملتزمين، او يحرصون عليه في بداياتهم ثم ما يلبثون ان يتهاونوا به ويفرطوا فيه...

{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}  (النساء103)

إن الله تعالى فرض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة .... خمس صلوات فحسب، بعد أن كانت خمسين...
وكلنا لاشك نعرف قصة تخفيف الصلاة من خمسين الى خمسة... جزى الله عنا سيدنا موسى عليه السلام خير الجزاء...
روى مالك بن صعصعة الانصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في حديثه عن الإسراء:
"ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم ، فرجعت فمررت على موسى ، فقال : بم أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ، وإني والله قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت فقال مثله ، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أمرت ؟ قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، قال : سألت ربي حتى استحييت ، ولكن أرضى وأسلم ، قال : فلما جاوزت نادى مناد : أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي "
(رواه البخاري)

فكل فرض نتهاون في أدائه أو يفوتنا، فكأنما قد ضيعنا عشر صلوات...
فقد ورد في بعض الآثار أنه نودي { الحسنة بعشرة أمثالها، هي في الأرض خمس وفي السماء خمسين}
وقد وزع الله تعالى هذه الصلوات على مدى اليوم كله، ليله ونهاره، وجعل لكل صلاة ميقاتا معلوما...
{أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مُّحْمُوداً} (الاسراء78-79)
وتوزيع الصلوات على مختلف أوقات الليل والنهار له حكم عديدة
* من هذه الحكم أن يبقى الانسان على صلة بربه طول يومه، فيردعه هذا عن الفحشاء والمنكر والظلم والبغي
* من هذه الحِكَم أن الصلاة تزودنا بطاقة روحية عالية تعيننا على الاستمرار بتوازن نفسي في يومنا وليلنا...
هل تذكرون خطوة (اعرف نفسك)؟ عندما قلنا ان الانسان قبضة من طين الارض ونفخة من روح الله... وان لكل جزء منه احتياجاته وحقوقه...
تخيلوا لو ان الانسان كان بلا هذه الصلاة، لكان أمضى يومه كله يعمل ملبياً احتياجات قبضة الطين، من مأكل ومشرب وملبس وملهى وجمع للمال ووو... ونسي تماما هذا الكائن اللطيف الشفيف المسجون بين جنبيه.... ربما تذكره ليلاً؟ او في نهاية الأسبوع... وربما في الشهر مرة... إنه كان ظلوماً جهولاً...
لكن الله تعالى جعل لهذه الروح المسكينة خمس فرص يومية، تتنسم فيها عبير الصلة بربها، وجعلها فريضة إجبارية للإنسان حتى لا ينسى روحه المسكينة في غمرة انهماكه بتلبية حاجات جسده...
ولهذا تجد الفرق شاسعاً بين المسلم المحافظ على صلاته، وذاك الآخر المهمل لصلاته...
فرق شاسع في المعنويات وقوة التحمل والصبر والجلد .... فرق بين روح متحررة حية، وروح مخنوقة مهملة مريضة....

* من الحِكَم كذلك  أن تبقى حبالنا موصولة بخالقنا على مدار الأربع وعشرين ساعة... كخط الهاتف المحمول ، متصل دوما، مشحون بالحرارة دوما... إياك ان تنسى ان تشحنه فينطفئ فجأة وينقطع اتصالك في وقت تكون فيه في أمس الحاجة للاتصال...
أبقه مشحونا دوما، وحافظ على مواعيد هذا الشحن... بهذا تبقى صلتك بخالقك فلا تنساه ولا تعصيه ولا تغفل عن أوامره ونواهيه، ولا تشعر أنك حزين وحيد مقطوع، ولا تنس في النعماء أن تشكره، ولا في الضراء أن تدعوه.. ومن تذكر ربه في الرخاء ذكره في الشدة، ومن نسي الله أنساه نفسه...
هل رأيتم يوماً أناساً مبتلين مهمومين مكروبين، ومع ذلك لا يعرفون كيف يرفعون أيديهم ليدعوا ربهم بالفرج... ؟؟
أنا والله رأيت... ونعوذ بالله من أحوال الشقاء... قطعوا خطوط اتصالهم بخالقهم فلم يعودوا يعرفون كيف يجددونها (أضاعوا رقم الاتصال)

ولا شك أنكم جميعا تعرفون مزيدا من الحِكَم لتوزيع أوقات الصلوات بهذا الشكل وعدم تجميعها في وقت واحد... فلا تبخلوا علينا بها....



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-11-22, 10:27:41
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عيد مبارك
جزاك الله عنا كل خير و جعله في ميزان حسناتك
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-11-22, 11:31:15
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عيد مبارك
جزاك الله عنا كل خير و جعله في ميزان حسناتك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنت بخير وصحة وعافية يا رافية
بارك الله بك
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-11-24, 09:53:13
21
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الرابعة:  تقرب إلى ربك بما افترضه عليك (2)

إقام الصلاة (3)
{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}


إن أحب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها، بل هو أحب إلى الله تعالى من الجهاد في سبيله، ومن بر الوالدين.... تخيلوا...

  عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
"سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها قال : ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين  . قال : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله  . قال : حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني" .  (رواه البخاري)

لنتفكر الآن في مواقيت الصلاة وكيف تم تحديدها؟ وبمنتهى الدقة... تم تحديد وقت محدد لكل صلاة، بداية ونهاية....
وتم تحديدها بدقة متناهية في زمن لم تكن فيه ساعة ولا مواقيت... واستمرت نفس الدقة بعد اختراع الساعات والدقائق والثواني وأجزاء الثواني..

مواقيت الصلاة هذه التي يتهاون بها بعضنا بكل أسف، لم تنزل في القرآن فحسب، بل إن جبريل عليه السلام نزل بنفسه ليصلي بالنبي صلى الله عليه وسلم إماما يومين متتاليين ليعلمه كيفية الصلاة ومواقيت الصلاة أيضا...

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
"أن جبريل أتى النبي ، يعلمه مواقيت الصلاة ، فتقدم جبريل ورسول الله خلفه ، والناس خلف رسول الله ، فصلى الظهر حين زالت الشمس . وأتاه حين كان الظل مثل شخصه ، فصنع كما صنع ، فتقدم جبريل ورسول الله خلفه ، والناس خلف رسول الله ، فصلى العصر . ثم أتاه حين وجبت الشمس ، فتقدم جبريل ورسول الله خلفه ، والناس خلف رسول الله ، فصلى المغرب . ثم أتاه حين غاب الشفق ، فتقدم جبريل ورسول الله خلفه ، والناس خلف رسول الله ، فصلى العشاء . ثم أتاه حين انشق الفجر ، فتقدم جبريل ورسول الله خلفه ، والناس خلف رسول الله ، فصلى الغداة . ثم أتاه اليوم الثاني حين كان ظل الرجل مثل شخصه ، فصنع مثل ما صنع بالأمس ، فصلى الظهر . ثم أتاه حين كان ظل الرجل مثل شخصيه ، فصنع كما صنع بالأمس ، فصلى المغرب فنمنا . ثم قمنا ، ثم نمنا ، ثم قمنا ، فأتاه فصنع كما صنع بالأمس ، فصلى العشاء . ثم أتاه حين امتد الفجر ، وأصبح والنجوم بادية مشتبكة ، فصنع كما صنع بالأمس ، فصلى الغداة . ثم قال : ما بين هاتين الصلاتين وقت " (صحيح النسائي)

فتوقيت الصلاة موعد عظيم
موعد مقدس
موعد تم فرضه في السماء، بل في سدرة المنتهى، ثم نزل مرسومه الرباني في كتاب الله العزيز، آيات تتلى إلى يوم الدين، وكانت اللجنة التنفيذية لإقرار هذا القرار خير الرسل وخير الملائكة عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين...
 
فهل كان هذا عبثا؟
هل كان هذا لتنام أيها المسلم عن صلاتك؟
هل كان هذا لتنشغلي أيتها المسلمة بالمسلسل التلفزيوني أو التسوق أو حتى الطبيخ وتنسي موعدك مع ربك؟
هل كان هذا لتلتزم يا مسلم بمواعيدك في الجامعة والعمل ومواعيدك مع البشر وتخلف موعدك مع رب البشر؟

أستغرب ممن يقول أن ظروف عمله أو محاضراته تتعارض مع أوقات الصلاة فيؤخر هذه أو يقدم تلك؟
أستغرب ممن يقول أنه لا يمكنه الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر في موعدها، بينما يستيقظ لعمله ويستيقظ لجامعته؟
أستغرب ممن يقول أنه يصاب بالأرق بعد صلاة الفجر فلا يمكنه الاستيقاظ لها والا فاته النوم بعدها؟ كيف لا يصيبه الأرق والقلق والخوف والهلع أنه أخلف موعد ملك الملوك ورب الأرباب؟!!
ألا يعلم ان صلاة الفجر بالذات ذمة من ذمم الله؟ وان من أخلفها طلبه الله بذمته، ومن طلبه الله أدركه فأهلكه؟

"من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله . فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء . فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه . ثم يكبه على وجهه في نار جهنم "   (رواه مسلم)


هل تعلمون كم وكم ممن يسمون أنفسهم ملتزمين لا يصلون الفجر في موعده؟

هل تعلمون ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل نام حتى أصبح وفاتته صلاة الصبح؟

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح ، قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه ، أو قال : في أذنه . " (رواه البخاري)


وهل تعلمون أن أثقل صلاة على المنافقين هي صلاة الفجر والعشاء...
ترى كم من المسلمين اليوم يعتبرون منافقين بموجب هذا الحديث؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً" (رواه البخاري)
 
هل تعلمون كم وكم ممن يسمون أنفسهم ملتزمين يقدمون مواعيد العمل والمحاضرات وحتى المواصلات على صلواتهم؟

هل تعلمون كم وكم من الملتزمين لا يؤدون الصلاة في المساجد، وكأن المساجد بنيت من أجل صلاة الجمعة؟
هل تعلمون كم من الأجر يفوتهم لتركهم الصلاة في المساجد؟

قال صلى الله عليه وسلم: "من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نُزُلا من الجنة كلما غدا أو راح" (متفق عليه).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من تطهر في بيته ثم مشي إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضـة من فرائـض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة" (رواه مسلم).

هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمنى أن يحرق على المتخلفين عن الصلاة في المسجد بيوتهم؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ، لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ، والذي نفسي بيده ، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا ، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء" (رواه البخاري)

فهل بعد هذا نتقاعس عن أداء الصلوات في أوقاتها؟
 وهل بعد هذا نتقاعس عن الذهاب للمساجد لأدائها؟
 ثم نزعم أننا سننهض بأمتنا وسنصنع الحياة؟
أنفعل هذا ثم  نزعم أننا نحب الله ونحب رسوله؟



تعصي الإلهَ وأنت تزعم حبه؟ ........... هذا مُحال، في القياس بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته ............. إن المحب لِمَن يحب مطيعُ


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: رافية في 2010-11-24, 14:53:05
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم اعنا علي ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
بارك الله فيك اختي ام عبد الهادي
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-11-24, 15:36:22
وبارك الله بك أختي الكريمة رافية

 emo (30):
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-12-02, 10:25:18
22
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطوة الرابعة:  تقرب إلى ربك بما افترضه عليك (2)

إقام الصلاة (4)
جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا

تحدثنا في الحلقات السابقة ان إقام الصلاة هو الركن الثاني من أركان الإسلام، وأن المحافظة عليه هو الفرق بين الرجل وبين الشرك والكفر..
وهذا الركن العظيم لا يسقط عن الإنسان أبدا إلا بأحد أمرين: الموت أو الجنون، أي فقدان الحياة أو فقدان العقل
وأما ما عدا ذلك من ظروف فإنها لا تسقط في مرض ولا صحة ولا سفر ولا حضر ولا أمن ولا خوف، ولا صحو ولا مطر، ولا حر ولا برد، بل إنها لا تسقط حتى في حالة الحرب والخوف الشديد والتحام الجيوش وقرع السيوف بالسيوف
قال تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (البقرة 238-239)

ولكن الشارع الحكيم رخص للحالات الحرجة، بالتخفيف من أعباء الصلاة، إما بالتخفف من الطهارة بالماء إن فقد الماء او تعذر استعماله وذلك بتشريع التيمم، أو وبالتخفف من الركعات أو جمع الصلوات في حال السفر، او الصلاة قاعدا أو مضطجعا في حال المرض والعجز عن القيام...
قال صلى الله عليه وسلم: "صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ". (رواه البخاري)

مما يدل على ان هذا الدين يسر وليس بعسر، وأنه ما جعل الله علينا في الدين من حرج، ومع ذلك فلم يسقط فرض الصلاة أبدا، وليس هذا إعناتا للمؤمنين، ولكن لأن الصلاة غذاء الروح، والله سبحانه الخالق العليم لم يكل أمر هذه الروح للإنسان الظالم فيعذبها، بل تولى أمرها وشرع لها ما يحييها، فالصلاة للمريض صحة، و للمحارب قوة، وللخائف أمن وطمأنينة، وللمسافر استعانة وتوكل... وهي في كل هذه الاحوال صلة دائمة بين العبد وربه يجب ألا تنقطع وألا تنفصم عراها، وإلا ضاع في هذه الحياة كما تضيع الهباءة ... وهذا ما نراه متحققا فيمن حولنا من بشر لا يمتون للإنسانية أو لكرامتها بصلة، ومن أمم فاسقة فاجرة ضائعة تخجل البشرية من انتسابهم إليها...
ولهذا كان من المنن التي اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى جعل له ولأمته الأرض كلها مسجدا وطهورا، فحيثما أدركتهم الصلاة صلوا: في المسجد، في البيت، في الجامعة، في السوق، في الطائرة أو على السفينة... في اي مكان... خطوط الاتصال متوفرة في كل مكان.. لهذه الأمة بالذات... أفلا يحق لنا أن نفخر ان اكرمنا الله بأن جعلنا منها؟
وإن تعذر الماء للوضوء تيمموا من صعيد الأرض الطيب الطاهر وصلوا ...
فلا حجة ولا عذر لتارك الصلاة ...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أعطيت خمسا ، لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس كافة ، وأعطيت الشفاعة" . (رواه البخاري)

أذكر صديقة كانت لي أيام الجامعة، وكنت أحدثها عن ضرورة الصلاة، فاعتذرت بأنها تستحي ان تصلي أمام الشباب في الجامعة، (لم يكن في جامعتنا مسجد ولا مصلى... ولا تعليق) ... فقلت لها الأجدر بك أن تستحي من الله تعالى لأنك تتركين فريضته، فقالت كيف أتوضأ والفاصل بين المحاضرات قليل؟ قلت لها اخرجي من بيتك متوضئة، والأفضل دوما للمسلم أن يكون دوما على وضوء، فالوضوء سلاح المؤمن، وبهذا أنى أدركته الصلاة صلى، (وحينما يريد يستغل وقته بقراءة القرآن وبالذكر فلا يضيع أوقاته هباء منثورا)  قالت: كيف أصلي ولست محجبة؟ فقلت لها أحضري معك في حقيبتك ثياب الصلاة وصلي بها، قالت وكيف يكون شكلي عندما ألبسها للصلاة، ثم أنزعها وأظهر بشعري أمام الشباب؟ ماذا سيقال عني، (لاحظوا مداخل الشيطان للإنسان!!)، قلت: سيقال عنك فتاة مسلمة غير محجبة حريصة على الصلاة، وكونك تعصين الله في عدم الحجاب لا يستلزم ان تعصية معصية أكبر بترك ركن من أركان الإسلام.. قالت وكيف أعتبر متوضئة وانا خرجت بلا حجاب أمام الشباب؟ (شيطان مثقف!! وحجج مبتكرة)  قلت لها المهم ألا تصافحيهم، ونواقض الوضوء ليس منها كشف العورة...

فاقتنعت، وصارت تحضر معها ملابس الصلاة، وصارت حريصة بالفعل على صلاتها...
ثم افترقنا في نهاية السنة الجامعية الثانية إذ سافرتُ.. لكنني سمعت بعد هذا أنها التزمت بالحجاب ولله الحمد وبدأت تحضر دروس الدين...

وصدق الله العظيم:
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت 45)





(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: Al-Muslim في 2010-12-08, 13:44:31
متابعة.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أحمد عبد ربه في 2010-12-09, 12:27:30
بارك الله فيكم وشكر لكم هذا الجهد المبذول في دلالتنا عليه سبحانه
وجعله في ميزان الحسنات ومما تقر به الأعين يوم القيامة وفي الدنيا

 وأحب أن أذكر الجميع بضرورة ملازمة الاستغفار  وكلنا يعرف فضله
وأذكر هنا بكلمة لطبيب القلوب للإمام ابن عطاء الله السكندري يقول
في حكمه رحمه الله:

كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته ؟؟!

أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته ؟؟!

أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله و هو لم يتطهر بعد من جنابة غفلاته ؟؟!

أم كيف يرجوا أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته ؟؟!
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-12-09, 17:35:07
أهلا ومرحبا بك أيها المسلم

تسرنا متابعتك

أهلا وسهلا بك يا أحمد
جزاك الله خيرا على هذا الكلام الجميل

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-12-10, 09:39:43
بانتظار المزيد يا ماما هادية  emo (30):
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-12-12, 20:31:13
السلام عليكم ورحمة الله

اعتدت قبل الانتقال للمرحلة الثانية أن نتأكد من أن كل المشاركين معنا قد صاروا من المحافظين على صلواتهم الحريصين عليها مهما كلفهم الأمر

وللمساعدة على ذلك يمكن الاستعانة بالجدول التالي ليحصي كل فرد على نفسه

الرجاء تحميل الجدول من المرفقات وقراءته والحرص على ملئه باستمرار

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-12-15, 10:56:38
ملخص الموضوع

المرحلة الاولى من الرحلة:
الخطوة الاولى:  تعرف إلى نفسك
الخطوة الثانية:  تعرف إلى ربك
الخطوة الثالثة:  تقرب إلى ربك : بايع الله على السمع والطاعة
الخطوة الرابعة: تقرب إلى ربك بما افترضه عليك
الخطوة الخامسة:  .......
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-12-15, 11:47:30
23

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطوة الرابعة: تقرب إلى ربك بما افترضه عليك (3)

إيتـــــــاء الزكــــــاة

إيتاء الزكاة هو الركن الثالث من أركان الإسلام، وهو الذي قامت لأجله حروب الصديق أبي بكر رضي الله عنه، على مانعيها، لأنه عرف رضي الله عنه أهمية هذا الركن العظيم، في توطيد دعائم الدولة المسلمة، وضمان أمنها الاقتصادي والاجتماعي:
"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده ، وكفر من كفر من العرب ، قال عمر لأبي بكر : كيف تقاتل الناس ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه . فقال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق" . (رواه البخاري)

ويمكننا بسهولة تلمس آثار التقصير في أداء هذه الفريضة الهامة فيما انتشر في مجتمعاتنا من فقر وجوع ومرض، ومن ثم سرقة ورشوة وبيع للأعراض، وفساد خلقي واجتماعي وانتشار للقروض الربوية، ومحق للبركة في المال والصحة والمجتمع.
وتجدر بنا هنا الإشارة إلى أقوال بعض العلمانيين المنادين بحصر الدين في نطاق الشعائر التعبدية، وترك العلاقات الاجتماعية والدولية يرتب الناس شؤونها بعقولهم وقوانينهم الوضعية، زاعمين ان نظام الزكاة وحده غير قادر على حل المشكلات الاقتصادية وبناء اقتصاد قوي متين، ولهذا فلا بد من تبني النظريات الاقتصادية الغربية، وبغض النظر عن الكوارث الأخيرة التي فضحت النظم الاقتصادية الغربية، فإن النظام الاقتصادي الإسلامي ليس قائما على الزكاة فحسب، وإن كان نظام الزكاة يعتبر ركيزة أساسية من ركائزه، إلا أن النظام الاقتصادي الإسلامي يقوم على تنظيم المعاملات الاقتصادية ونفي أي شبهة ربا أو احتكار أو غرر منها، فيفصل القول في البيوع والإجارة والرهن والوكالة والكفالة إلخ، إضافة إلى إنشائه نظما اقتصادية جديدة لم تكن معروفة من قبل، كإحياء الموات وتقسيم الميراث والزكاة..

وعودة لنظام الزكاة لنفهم نظريته وأخلاقياته
يقوم نظام الزكاة –خصوصاً، وسائر المعاملات المالية، على مبدأ أساسي، ألا وهو أن المال مال الله، والإنسان مستخلف فيه، ممتحن فيه، وبنود هذا الامتحان تتعلق بوجوه اكتساب المال وبوجوه إنفاقه، ونتيجة الامتحان تظهر حتما في الآخرة، وقد تظهر بعض هذه النتائج في الدنيا أيضا.
{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (الحديد 7)

 وبما أن المال مال الله، فحرية الإنسان فيه ليست مطلقة كما تقول النظرة الرأسمالية، وليست منكرة أيضا كما قالت النظم الشيوعية، ولكنها حرية معترف بها، ومقيدة بحدود ما حكم الله، فلا بد أن تكون أوجه اكتساب المال حلالاً، ولا بد أن تكون أوجه إنفاقه في الحلال، ودون سرف، مع أداء حقوق العباد فيه، من نفقة واجبة أو زكاة أو غيره.
فعن سعيد بن عبد اللّه ابن جريج عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه". (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح)

والمبدأ الثاني في الزكاة انها حق الله تعالى في المال، فالإنسان الذي يخرج زكاة ماله، لا يكون متفضلا بما يخرجه، ولا يشعر بالتالي انه متميز عن المحتاج الذي تنفق عليه اموال الزكاة او متفضل عليه، وفي هذا حفاظ على نفسية الغني ان يصيبها العجب او الغرور او الكبر او الغطرسة، وعلى نفسية الفقير ان يصيبها الذل او الهوان او الضعة او الحقد

بل ان الاسلام يجعل جباية الزكاة على الاموال الظاهرة من واجبات الدولة المسلمة، فهي تتولى جمع الزكاة من التجار واصحاب المصانع والمزارع والقطعان، وتتولى توزيعها في أوجه الانفاق، وفي هذا محافظة على مشاعر الفقراء والمساكين ومصالحهم ، حيث يتحول موضوع الزكاة من سد حاجة وقتية لبعض الفقراء ببعض الدارهم الى اقامة مشروعات إنمائية وأوقاف جارية الريع، تسد حاجتهم وعوزهم أبد الدهر، ورويدا رويدا ينتهي الفقر من البلاد كما حدث في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وعهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله.

ويبقى الفرد المسلم مسؤولا بنفسه عن إخراج الزكاة عن أمواله الباطنة ، أي المدخرة التي لا يعرف عنها أحد شيئا.

والنظام الاقتصادي في الإسلام، ومنه نظام الزكاة، شأنه في التشريع الإلهي شأن سائر النظم الاخرى العسكرية والاجتماعية وغيرها، لم يترك فقط للقوانين المادية تنظم حركته الظاهرية، بل تم ربطه بمبادئ وأخلاقيات وآداب ربانية تحوطه وترعاه، وتضمن أداءه بأروع طريقة وأرقى أسلوب وأعظم اثر، ليحقق هدفه المنشود.

فكما أن لكل عبادة هدف وغاية، فغاية الصلاة النهي عن الفحشاء والمنكر، وغاية الصيام التقوى، فإن غاية الزكاة إضافة لتحقيق العدالة الاجتماعية وسد حاجة المسلمين، وتوفير المال اللازم لمصالحهم، فإن لها هدفا آخر غير مادي، وهو تزكية النفس وتطهيرها، ومعالجتها من الشح والأثرة والانانية من جهة المعطي، ومن الحسد والحقد والبغضاء والبؤس من جهة الآخذ:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (التوبة 103)
ومن هذه الاخلاقيات والآداب الربانية التي يجب أن تقترن بإيتاء الزكاة:

1-   إخراج الزكاة من المال الطيب، فلا يجوز إخراجها من مال حرام أو فيه شبهة، فالله طيب لا يقبل إلا طيبا، وفي هذا تنبيه للإنسان ليحاسب نفسه، ويتحرى الحلال الطيب في كسبه. فمادام رزقه مقسوماً {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، وما دام يصدق بكلام نبيه عليه الصلاة والسلام الذي قال: "إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ." (الالباني في فقه السيرة: صحيح لغيره)
وقال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس اتقوا الله ، و أجملوا في الطلب ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها ، و إن أبطا عنها ، فاتقوا الله ، و أجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ، و دعوا ما حرم" (صححه الالباني)
فلماذا يسعى المرء لطلب الرزق من حرام، ويسيل لعابه له، ويتهاون ويتناسى تقواه وورعه أمام بعض عروض العمل أو الصفقات، والمال الذي سيجلبه هو هو، لن يتغير إن طلبه من حلال او من حرام او من مصدر شبهة؟ ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

2- إخراج الزكاة من أجود المال وأحسنه وأطيبه:  
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (البقرة 267)
وفي هذا تعويد للنفس على البذل والعطاء والإيثار، ومعالجة لما ركب فيها من شح واثرة، ومحافظة على مصلحة الفقير ومشاعره ان تصاب بالحزن او الصغار وهو يتلقى من الناس فضلات حاجياتهم وما فسد من ممتلكاتهم او ما تلف من استهلاكهم.
وليتذكر المؤمن قصة ابني آدم، إذ تقبل الله تعالى قربان الطيب هابيل الذي قرب أجود ما عنده، وسخط على قابيل الذي قرب من أسوأ ماله.
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ} (المائدة 27)
وليعلم المؤمن ان صدقته تقع في كف الله قبل ان تقع في كف الفقير، حتى إن بعض السلف كان يغسل دراهمه ويطيبها ويعطرها قبل أن يتصدق بها.
{ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأَخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (التوبة 104)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل" . (رواه البخاري)

3-   عدم إتباع الزكاة بالمن والأذى وفي هذا أيضا تهذيب لنفس المعطي والآخذ، ومادام المعطي يعلم ان المال مال الله وأنه مستخلف فيه، ففيم يمن؟ ولم يستكبر؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْـهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ} (البقرة 264)

4-   لا بد من تحري حال مستلم الزكاة وأنه من مستحقيها الذين بينهم الله تعالى بقوله:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة 60)

5-   لابد من التفقه في فقه الزكاة، وحساب المال جيدا، وعدم المماطلة في أدائه أو الاحتيال أو التهرب، أو استكثار المبلغ..
 وفي هذا يحكي لي عمي حكاية طريفة، عن أحد كبار التجار، الذين كانت زكواتهم تقدر بمئات الألوف من شدة ثرائه، فكان يطلب من عماله وبنيه أن يربطوه بالحبل ويقيدوه إذا ارادوا إخراج الزكاة، لانه لا يقوى على رؤية كل هذه الاموال تخرج من صناديقه..
وهكذا الإنسان ركب على الشح، فلا ينظر إلى الملايين التي بخزائنه، بل إلى الألوف التي سيخرجها، مع أنها لا تعادل من امواله إلا نسبة 2.5 بالمائة فقط..
نسأل الله تعالى ان يعافينا ظاهرا باطنا.

6-   اليقين أن ما ينفق في سبيل الله من زكاة او صدقة فإن الله يخلفه في الدنيا، ويوفي أجر المرء عليه في الآخرة
{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (سبأ 39)
{ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (البقرة 272)
{وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (الأنفال 60)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يصبح العباد فيه ، إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا ." (رواه البخاري)

7-     وأن الزكاة نماء للمال، فلا يعود للمرء ما أنفقه من خلال توسعة رزقه وحسب، بل ويبارك الله له فيما اكتسبه فينمو ويزداد ..

{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (البقرة 276)

8-   وأنه لا بد من إنفاقها في نفس البلد الذي فيه المال إن كان فيه من يستحق الزكاة، لتخفيف الفروق الاجتماعية، وإصلاح حال البلد الواحد ثم ما يليه، وإشباعا لعيون المساكين الذين يرون هذه الاموال والزروع والمواشي فيكون لهم حظ ونصيب منها.


نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من مقيمي الزكاة ومؤتي الزكاة


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=1453.0;attach=5769;image)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حلم في 2010-12-28, 18:12:01
تسجيل متابعة 

بداية من الغد إن شاء الله .
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-01-09, 16:23:13
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بكل أسف إخوتي الكرام انتهت الحلقات المكتوبة والتي سبق لي نشرها في منتديات أخرى

ولم يفتح الله علي لأتابع الموضوع وأكتب حلقات جديدة منه بنفس الروح السابقة

ولهذا سأكتفي حاليا بما تم نشره.. نسأل الله ان يكتب لنا أجره ويغفر لنا زللـه

وسامحونا ولا تنسونا من دعاء بظهر الغيب
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أبو بكر في 2011-01-21, 18:38:25
أسأل الله أن تعودي إلى هذا الموضوع قريباً يا ماما هادية ...
على فكرة أنا حملت الجدول دلوقتي و بدأت أضع العلامات
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-01-22, 15:11:43
ياااااااااااااااااااااااااااااااه يا ماما هادية
ما كان أشد حاجتي لأن تقرع أذني هذه الكلمات، وما ذكرته من استفهامات في المقدمة
كأنك تبعثين موات نفسي من جديد، وتنشرين ضوءا كان قد أخذ في الخفوت والانزواء
أعاني منذ فترة ليست بالقليلة ببعدي عن طريق الله
ليست مشكلتي في الالتزام أو معرفة الطريق فأنا أعرفه جيدا، ولكن أشعر بتقصير غير عادي وبعد عن معية الله، أريد العودة لسالف عهدي، أريد أن يتجدد الإيمان في قلبي
أريد قوة الإيمان
يا الله
جزاك الله خير الجزاء
سأتابعكم بقوة بإذن الله
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-01-22, 15:18:52
حياك الله يا أبا بكر
الحمد لله أن نال الموضوع إعجابك، وكم أعجبني تفاعلك الإيجابي معه واهتمامك بالجدول
أتمنى أن يوفقني الله لمتابعته.. ولكن الامر يحتاج الى مدد... سلوه لنا من الله الكريم الرحيم  emo (30):



حياك الله يا فارس الشرق

وكم أسعدني أن تجد فائدة من الموضوع

تابع القراءة متمهلا، وسجل اي ملاحظات او استفسارات او اعتراضات

فإذا ما وصلت الى اخر حلقة... فأبلغني

لعل هذا يكون حافزا لي لمتابعة المسير

العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-01-22, 16:15:21
سأفعل بإذن الله
فقط قليل من الوقت
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: محمد عيد في 2011-03-24, 19:23:35


بسم الله ماشاء الله !!

ربنا يبارك في حضرتك طنط هادية ، بجد موضوع رائع جدا ، ونسألكم المزيد.

نفع الله بكم .
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-03-24, 19:42:45


بسم الله ماشاء الله !!

ربنا يبارك في حضرتك طنط هادية ، بجد موضوع رائع جدا ، ونسألكم المزيد.

نفع الله بكم
.

شكرا على مرورك يا محمد
وسل  المزيد من الله لنا اذن 
 emo (30):
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: أم يوسـف في 2011-03-24, 20:10:00
جزاك الله عنا خير الجزاء يا أم عبد الهادي

تابعت موضوعك الرائع هذا في كل مكان وضعتيه فيه

ربنا يكرمك و يبارك لك
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: مشرف في 2012-01-18, 04:29:56

شكراً ماما هادية
تم نشر الموضوع على صفحة الموقع الرئيسية


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=5658.0;attach=10130;image)

  
 ::ok::اضغط على العنوان  ماشي بنور الله - ماما هادية (http://www.ayamnal7lwa.net/?page_id=1934)  للذهاب للموضوع  ::ok::

إذا عجبك الموضوع  emo (30):  اعمل شير للرابط على الفيس بوك  emo (30): أو تويت على تويتر  emo (30): أو كلم عنه أصحابك

محتاجين حملة إعلانية جامدة بأيدي شباب أيامنا الحلوة  ::ok:: أحلى شباب

 good::)(


العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ابو زياد في 2012-10-07, 18:57:03
السلام عليكم.
سأبدا بعتاب: يعني تتركينا نسير هناك و تأتي بنور الله هنا؟ لا والله يا ماما هادية انا عتبان عليك بصراحة :)
عموما أحمد الله اني لحقت.. و أحمد الله أن الركب لم يفتني بعد.
و لا حرمنا الله من كل الخير الذي يجريه على يديك . أعرف أنك لا تحبين الثناء لكن هذا شكر من أخ استفاد منك الكثيييير الكثير و لا زال يستفيد بفضل الله ثم بفضل ما تخطينه في مواضيعك الهادفة
أرجو ان تتسع أيامكم الحلوة لعضو آخر ـ ليس بالجديد الجديد.
مازلت أكتشف الساحات و المواضيع (الكثير من الأسماء المألوفة و المحبوبة هنا.. و انا أقول راحوا فييين )
لكن أحس أن هذا الفضاء الرحب يشجع على العمل... و السير الى الله بخطى حثيثة و ثابتة.
جزى الله خيرا الجميع و على رأسهم ماما هادية.
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2012-10-08, 06:38:24
أهلا وسهلا ومرحبا بك أخانا أبا زياد، يسعدنا أن تكون معنا في أيامنا الحلوة

وأنا بدوري أشدّ على يد ماما هادية لتواصل هذا الموضوع وقد التفّ من الإخوة ما يجعله أعمّ فائدة بإذن الله .
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2012-10-08, 09:09:50
السلام عليكم.
سأبدا بعتاب: يعني تتركينا نسير هناك و تأتي بنور الله هنا؟ لا والله يا ماما هادية انا عتبان عليك بصراحة :)
عموما أحمد الله اني لحقت.. و أحمد الله أن الركب لم يفتني بعد.
و لا حرمنا الله من كل الخير الذي يجريه على يديك . أعرف أنك لا تحبين الثناء لكن هذا شكر من أخ استفاد منك الكثيييير الكثير و لا زال يستفيد بفضل الله ثم بفضل ما تخطينه في مواضيعك الهادفة
أرجو ان تتسع أيامكم الحلوة لعضو آخر ـ ليس بالجديد الجديد.
مازلت أكتشف الساحات و المواضيع (الكثير من الأسماء المألوفة و المحبوبة هنا.. و انا أقول راحوا فييين )
لكن أحس أن هذا الفضاء الرحب يشجع على العمل... و السير الى الله بخطى حثيثة و ثابتة.
جزى الله خيرا الجميع و على رأسهم ماما هادية.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا ومرحبا بك يا أبا زياد
نورت أيامنا الحلوة وأسعدتنا بمشاركتك

نور الله في كل مكان يا أبا زياد... نسأل الله ان يطهر قلوبنا لتراه وتتلمسه دائما بلا انقطاع
حدثت ظروف معينة ارغمتني على ترك منتدى عمرو خالد، ثم اختصار انشطتي على النت، حتى اقتصرت على منتدانا الصغير هذا

وما زلت آمل أن يوفقني الله تعالى لاستكمال هذا الموضوع

الله كريم..
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-05-10, 14:38:40
لا تنسي هذا الموضوع ماما هادية :)
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-10, 14:46:38
لا تنسي هذا الموضوع ماما هادية :)

لا يمكن ان انساه ابدا يا زينب

انوي ان شاء الله تعالى ان اعود له بعد ان انتهي من موضوع المنهج العلمي باذن الله
لكنه يحتاج لاعداد من نوع خاص.. فأسأل الله تعالى ان يوفقني لأبدأ في الاعداد والاستعداد لاستكماله
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-05-10, 14:51:38
إن شاااء الله  وفقكِ الله لما يحب ويرضى وأعانك وقواك
العنوان: رد: ماشي بنور الله
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-10-24, 22:17:30

‎أميرة محمد محمد محمد (https://www.facebook.com/TheLastLegendsOfTheFall?hc_location=stream)‎

في اليوم السابق لسفري إلى رحلة الحج هذا العام نزلت خصيصا لشراء دفتر صغير ، دفتر ضئيل ، فقط لتدوين مشاهدات الحج ، و كأني هكذا سأهرب بها للأبد من توحش النسيان ،،
 
 و حين امسكت القلم لأبدأ الكتابة ، وجدت أن ما يضطرب بالداخل من تأثير الخارج ، أكبر من أن ينزلق بهدوء عبر فوهة حبر واحدة ،،
 
 كيف يمكن ليد إنسان بكل عجزها عن الاتيان بما لم يتزل قبلا من بيان أن تصف هذه النسمات ، الجلوس في ساحة الحرم ، التأمل في الوجوه المختلفة ، و الانتباه إلى الحقيقة الغائبة ، كل هؤلاء الأغراب انبثقوا من رجل و امرأة و تفرقوا كل مفرق ثم جمعتهم جمعا أخوة الدين ،
 
 تقف بين كل هذا الزخم و رأسك يكاد ينفجر من اللغات التي تطرق أسماعك أول مرة ،
 
 تذكر حديث الحبيب عليه الصلاة و السلام حين سأله أحد الصحابة كيف سيحاسب الله البشر يوم القيامة في وقت واحد ، فأجاب الرسول بكلمات بديهية و صعبة في آن واحد  : بأنه سيحاسبهم جميعا في وقت واحد كما يرزقهم جميعا في وقت واحد ،
 
 حتى ذهابي إلى الحج لم أفهم أبدا عبقرية الإجابة خاصة أني كنت اعتقد بسخافة تامة أن الرزق عملية ميكانيكية ، تطلب من الأرض فيتنزل من السماء ، حتى شاهدت الابتهالات و التوسل و المناجاة و العتبى و الاستغفار و الحب و الدموع و الخوف و الرجاء و تنوع الطلب و تموج العطاء من ملايين البشر ، يدعون في صعيد واحد ، رب واحد ، بألسنة لا حصر لها و لهجات لا خالق لها إلا إله ،،
 
 كيف يمكن لقلم بعد كل هذا أن يمتلك ناصية التدوين ،
 
 كيف يمكن للسان مهما بلغت بلاغته أن يصف رونق اليقين المتسربل في الأجساد الفقيرة المتعبة التي لا تملك ذهب الفنادق و لا كنوز النفط ، حين تتمدد نائمة بساحة بيت الله ، لا غطاء عليها إلا رحمته و لا وسائد تحتها إلا عطائه ،
 
 الأجساد المشعثة المغبرة القادمة حبوا و زحفا يحركها الحب لعل من يتوجهون إليه ، يبتسم لهم و يرضى ،
 
 كيف يمكن توصيف هذه العاطفة الغزيرة لسيدنا إبراهيم و أنت ترى في ذهول روعة تحقق دعوته التي دعاها يوما منذ آلاف السنين "بأن يجعل الله أفئدة من الناس تهوي إليها"،
 
 أي كرامة هذه كانت بينك و بين الله يا خليل كي يحقق دعوتك بمثل هذا النور ،،
 
 السماء المكية بنجومها و قمرها المكتمل ليلة التمام ، المآذن العالية التي تهزم في جلال كل محاولات الملوك لتشييد بروجهم لإطفاء هيبتها ، العائلات المتناثرة بأطفالهم و ألعابهم و أحلامهم و لحظة تجمعهم على دقائق الأكل البعيد عن المطاعم الفاخرة ،
 
 كيف يمكن لإنسان أن يحتمل كل هذا و لا يتفتت من فرط الجمال ، كيف يمكن لقلب أن يحوي هذا الكون الصغير و كأننا نطالب ذرة رمال باستنشاق الربيع المؤيد بشلالات الورود ،
 
 رغم كل شئ حاولت اقتناص بعض هذه الأنشودات و نظمها في سطور تصلح للكتابة لكن لا تصلح لتجسيد الحقيقة ،
 
 لعل في يوم من الأيام حين يعيدنا الله إلى هناك ، نتخلص من عبء بشريتنا و نصير طيفا يطبع ما تراه العين و يحويه الشغاف ، و ينشره بين معذبي الأرض ، هدية صغيرة قبل الرحيل ، ربما تشفع لنا حين نقف أذلاء نطرق الباب .
-----------------------

في الحقيقة أعجبتني الخاطرة كثيرا.. فخشيت ان نفقدها بين تراكمات الفايسبوك