وكمان هنا متابعه باذن الله ..
للاسف اننا كنا نتبع اهلنا رغم ان علمهم قاصر وصرنا الان بمرحلة تعليم انفسنا بعد ان كبرنا ، وسبحان الله برغم ماتمخضت عنه الثورات من فتن وسلبيات الا ان اعظم شيء هو انها جعلتنا نبحث عن اليقين ونتعلم ديننا من جديد فالحمدلله حمدا كثيرا :emoti_282: .
في الإلهيات
كيف تحاور ملحداً (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تتحاور مع ملحد ينكر وجود الله عز وجل، عليك أن تميز أولا هل هو ملحد استكبارا وكبرا وغرورا، فهذا النوع مهما آتيته من بينات ودلائل لن يقتنع، وسيناقشك بدون أي منطق أو عقلانية، وإن تبجح بأنه يتحدث بالعلم والعقل، وهذا لن يجدي معه الحوار، لعدم وجود أسس منطقية يمكن إلزامه بها...
وهناك نوع ألحد عن ضلال وجهل، فهذا يمكن بالحوار المنطقي العقلاني إرشاده إن شاء الله، وهذا النوع يستحق بذل مجهود معه... أسأل الله تعالى أن يحميك ويجزل لك الثواب..
تبدأ مع الملحد بأن تلفت نظره لجمال الخلق وروعته وإحكامه، وتحاول أن تضرب له أمثلة قريبة من تخصصه، ليقدرها حق التقدير، فإن كان من المهتمين بالفضاء تحدثت عن الكواكب والنجوم والمسافات الهائلة بينها، واستعنت بما تجده من معلومات عن ذلك، وإن كان طبيبا تتحدث معه عن روعة التكوين البشري... إلخ...
لا يكن تركيزك فقط على الخلق والإيجاد، بل على دقة الصنع وإحكامه، وتوازن المخلوقات كلها مع بعض في نظام محكم دقيق... فليس خلق الإنسان فقط عجيبا في تكوينه الفيسيولوجي، بل أيضا في أن الأرض مذللة له، في انسجام وظيفة رئتيه مع كمية الأكسجين الموجودة في الهواء من حوله، وانسجام كمية السوائل في جسمه مع الضغط الجوي من حوله، وانسجام طاقته الجلدية مع نوعية أشعة الشمس المسموح لها باختراق الغلاف الجوي... إلخ... هذا دليل على استحالة ان يكون هذا كله قد نشأ بمحض الصدفة... لأن الصدفة قد تكوِّن (لو سلمنا بها جدلا) مخلوقا او اثنين، لكن أن تخلق كونا بأكمله بهذا الاتساق والانسجام العجيب، فهذا أمر غير ممكن عقلا..
بعد ذلك تبين له انك تؤمن بأن هذا كله لا يمكن أن يخلق بدون خالق موجد صانع مبدع حكيم عليم قدير.. وتسأله ما تفسيرك أنت أيها الملحد لهذا الخلق؟
يمكننا حصر الاجوبة التي سيقولها اي عاقل في الإجابات التالية:
1- خلقه خالق حكيم عليم قدير
2- خلق نفسه بنفسه
3- خُلق هكذا بمحض الصدفة
4- خلقه شيء آخر كالطبيعة أو الطاقة أو..... إلخ...
5- قديم منذ الازل، لم يسبقه عدم، ولم يوجده أحد.. بل موجود منذ القدم ثم تتطور..
لا أتصور وجود أجوبة أخرى..
أما الجواب الأول فهو جوابنا نحن المؤمنين، وهو جواب منطقي، لا يتعارض مع العقل ولا الحس، ويعطي تفسيرا واضحا بسيطا لكل العالم من حولنا، ولكل ما كان وما سوف يكون... فلماذا يرفضه؟
سؤال يجب أن يواجه نفسه به..
الجواب الثاني: العالم خلق نفسه بنفسه...طيب... وقبل أن يخلق نفسه ماذا كان؟ كان عدما؟ هل يمكن أن يوجد العدم شيئا؟ عدم يعني لا شيء... لا وجود.. لا كينونة... كيف يوجد اللاشيء شيئا وهو غير موجود أصلا... هذا أمر من نواقض المنطق... أبسط قواعد المنطق تقول: لا يمكن أن يتوقف وجود الشيء على وجوده نفسه.... لا يمكن أن أقول: (أنا لن أدخل البيت إلا إذا خرجت انت، وغير مسموح لك بالخروج حتى أدخل أنا.).. ومع ذلك دخلت انا وخرجت أنت... هذا امر مستحيل عقلا... ويناقض المنطق... وإذن العدم لابد له من موجد خارجي عنه أوجده ونقله من حيز العدم إلى حيز الوجود... فما هو هذا الموجد؟
(يمكن أن تقدم له الامر بشكل فزورة تطلب منه أن يحلها، لتبرهن له أنها مستحيلة الحل)
الجواب الثالث: الكون خُلق هكذا بمحض الصدفة.. حصل انفجار كوني عظيم أدى إلى نشوء الكواكب والمجرات... إلخ.... ثم دارت الأرض حول نفسها حتى تبردت قشرتها، ثم حصلت ظروف معينة من ضغط وحرارة أدت لاصطدام ذرات الهيدروجين بالاكسجين تحت تأثير عوامل معينة أدت لحدوث الماء، فهطل الماء على الأرض فامتلأت البحار والمحيطات، ومصادفات أخرى أدت لنشوء أول خلية على الأرض، ثم تطورت هذه الخلية بمحض الصدفة حتى نشأت منها الكائنات، ثم هلك الفاسد وبقي الأصلح وتطور....إلخ...
نظرية النشوء والارتقاء هذه انتقدها علماء الغرب أنفسهم وأبطلوها بالادلة العلمية التجريبية.
طبعا تعاقب هذه المصادفات اللامتناهية لتنتج شيئا في منتهى الإحكام والإبداع والتوازن، امر لا يقبله عقل ولا منطق، ولا ادري كيف يزعمون انهم عقلاء، ثم يقبلون به، ويرونه أكثر عقلانية من فكرة وجود خالق مبدع حكيم قادر ..!!
طيب... فلنتنازل ونقبل فكرتهم أن الكون نشأ بالصدفة.. لكن هذا الانفجار الكوني الاول، يعني أنه كان ثمة موجودات سابقة على هذا الانفجار... هي التي انفجرت.. فمن أين أتت هذه الموجودات؟ ومن الذي أوجدها؟ هل نشأت من العدم؟ فمن أنشأها من العدم؟ أم أنشأت نفسها بنفسها؟ فنعود إذن للبرهان الاول.. وهو بطلان توقف وجود الشيء على وجوده نفسه...
الجواب الرابع: خلقه شيء آخر غير الله، كالطبيعة أو الطاقة..
أما الطاقة، فمن الثابت علميا ان الطاقة متولدة عن المادة، إذن لابد من وجود مادة قديمة هي التي نشأت عنها هذه الطاقة، فمن الذي أوجد هذه المادة القديمة؟ هل أنشأت نفسها بنفسها؟ أم نشأت بمحض الصدفة.. وبهذا نعود للفرضيتين الثانية والثالثة اللتين أبطلناهما..
أما إن قال لك الطبيعة فاسأله ما هي الطبيعة؟ هل هي مادة؟ فمن أوجدها؟ هل هي طاقة؟ فمم نشأت؟ هل هي قوة خارقة لا طاقة ولا مادة، ومع ذلك فهي حكيمة جدا ودقيقة في صنعها جدا؟ فإذن هذه القوة هي التي نسميها نحن المؤمنون الله، وأنتم تخدعون أنفسكم وتسمونها الطبيعة... لماذا؟ لكي تتهربوا من حقيقة مرة، هي وجوب أن يكون الله الذي خلقنا قد أراد منا ان نفعل شيئا، وسيحاسبنا على فعله أو تركه، فتهربون لفكرة الطبيعة الصماء التي لا تأمر ولا تنهى... وهو مجرد هروب عقلي، لا معنى له...
الجواب الخامس:
الكون قديم منذ الازل، لم يسبقه عدم، ولم يوجده أحد.. بل موجود منذ القدم ثم تتطور..
هذا الفرض يتناقض مع البداهة العقلية التي تقول ببطلان التسلسل... وبطلان التسلسل يعني أن العقول بداهة عندما تدرك وجود شيء فإنها تبحث عن السبب المنشئ له، وهذه البداهة المركوزة في عقولنا هي السبب في بحث العلماء عن الأسباب والقوانين التي تحكم كل حركات الكون والمكونات، وباكتشافهم لهذه الأسباب والعلل والقوانين استطاعوا أن يطوروا العلوم ويخترعوا المخترعات... لماذا يطفو الخشب ويغرق الحديد في الماء، لماذا تسقط الأجسام الحرة على الأرض؟ لماذا تطرأ بعض الامراض على جسم الإنسان... ودوما وأبدا يبحث العلماء عن السبب وراء كل ظاهرة يرونها... فهذه بداهة مركوزة في العقول.. أن لكل شيء سبب سبّبه...
فلو افترضنا ان كل موجود أو مخلوق نشأ وتولد عن مخلوق قبله، لبقي العلماء والعقلاء يبحثون في ذلك الذي خلقه او تسبب بوجوده من أوجده... ولهذا غاية ما وصل له العلماء الملحدون أن افترضوا وجود خلية أولى تكونت على ظهر الأرض بظروف معينة، نتيجة تكون الأحماض الامينية،.. ولنفرض أن كل الكائنات الحية كان أصلها خلية واحدة نشأت بمحض الصدفة، فإننا نعود لموضوع الصدفة الذي أبطلناه سابقا...
فالعقل يرفض بداهة وجود شيء مهما كان موغلا في القدم بدون مسبب... فلابد من وجود موجود قديم، مستغن بذاته، مخالف لجميع هذه الموجودات الكونية التي نراها، والمفتقرة لموجد خارج عن ذاتها... هذا الموجود نسميه ((واجب الوجود))، فوجوده واجب عقلا لتفسير كل ما نراه، وكونه مستغن بنفسه عن غيره يقتضي أنه لم يوجده أحد، ولكنه أوجد كل شيء، ويقتضي أن جميع قوانين الكون لا تنطبق عليه، فهو سبحانه حي منذ الأزل، أوجد كل شيء، وليس بحاجة لأن يوجده شيء... {الله الصمد}
وهنا قد يقول لك إذا قلت أن كل شيء أوجده موجود سابق له كان سببا في وجوده، فمن الذي أوجد الله تعالى...
فتقول له: بالله تعالى تنتهي سلسلة الموجودات هذه، لأن الله تعالى مختلف عن كل هذه الموجودات، لأنه لا يفتقر لأحد، وكل شيء مفتقر له، ولأن عقولنا توجب أن لهذا الكون موجدا، يخالفه في سائر صفاته، ولا تنطبق عليه قوانينه، وبعد ذلك تعجز هذه العقول عن الإحاطة بصفات هذا الخالق، لأنه لا يماثل شيئا مما وقع تحت حسها أو في خبرتها، وبالتالي لا تستطيع تصوره، لكنها توجب وجوده... فسبحانه نتوصل لوجوده ولصفاته بالعقول، لكن بعد ذلك ولأن عقولنا محدودة كجميع حواسنا وطاقاتنا، نعجز عن التفكير في كنه ذاته وحقيقة صفاته، ولكننا نؤمن بها من آثارها..
{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}..
وتختم هذه الجولة مع الملحد بأن تقول له: إن الإيمان يفسر لي كل شيء في الكون، ويجعله يبدو منطقيا تماما وله تفسير..
أما الإلحاد فإنه يترك آلاف الأسئلة في العقول بلا إجابة منطقية، وهو مجرد هروب من مواجهة النفس ومناقشة العقل
في الإلهيات
كيف تحاور ملحداً (2)
اشتكى لي أحد الأبناء المغتربين الذين يدرسون في الثانوية من أن أستاذ مادة القراءة بعد أن قرأ مقالا عن نجاح العلماء في تخليق جزيء من DNA في المختبر، طرح عليهم سؤالا مفاده هو: هل تظنون ان العلماء سينجحون قريبا في خلق إنسان
فاعترض الطلاب المسلمون وبعض المسيحيين على ذلك، لأن الخالق هو الله.. فقال لهم اعلم ان هذا يتصادم مع إيمانكم ولكن يجب ان تتمتعوا بعقول متفتحة، تتقبل كل الافكار، وتفكروا خارج الصندوق، والعلم يتطور... الخ...
غضب الشاب وامتلأ حنقا، وكان يبحث عن اجابة لهذا الاستاذ...
فبالاضافة الى ماذكرته اعلاه وكتبته له، كتبت:
------------
بالنسبة لما اثاره الاستاذ عن نجاح العلماء في تخليق DNA وسؤاله هل سينتقلون بعد ذلك لخلق انسان؟
نحن المؤمنون نعلم يقينا انهم لن يستطيعوا، لأن الله تعالى قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} (سورة الحج: 73)
ولأن العلماء قد ينجحوا في تكوين جزيئات خلية، ثم خلية.. لكن من اين سينفخون فيها الروح؟ ان الجسم الميت للانسان، يحمل جميع خصائص الانسان، وشيفرته DNA موجودة لم تمس، بدليل انها يمكن تحليلها بعد قرون لمعرفة هوية هذا الانسان.. ومع ذلك فارقته الحياة.. فما هو سر الحياة؟
ونقول لهذا المنبهر بالعلم والعلماء: هل العلماء الذين نجحوا في صناعة الحمض الاميني DNA أوجدوه من عدم؟ أم استخدموا لصناعته عناصر موجودة مسبقا في الكون؟
فمن أوجدها ؟
وهل ابتكروا هم هذا الحمض؟ ام حاولوا تقليد شيء موجود مسبقا؟
فمن أبدعه أول مرة ؟
هل كان هناك كائنات سابقة علينا اكثر منا تطورا وعلماً وذكاء ، بحيث انها اوجدته من مئات آلاف السنين، بينما لم نتمكن بكل ذكائنا وعلومنا، وعلى مر العصور وتراكم العلوم من انتاجه الا الآن؟ وانتاج ماذا؟ مجرد جزيء مقلد ؟
فمن هي هذه الكائنات؟ وكيف يثبت وجودها؟ ولماذا يقبل العقل بوجودها في حين لا يقبل بوجود خالق عليم قدير اوجدها؟
واظن ان الفيلم الذي اعطيتك رابطه (الرابط سأضعه في مداخلة تالية) ، يشرح لك كيف ان الشطارة ليست فقط في صناعة جزيء ال DNA ولكن في نسخه مليارات المرات دون ادنى خطأ.. وفي انتاج العدد الخرافي منه في سائر الكائنات، بحيث يختلف كل كائن عن الاخر ببصمة DNA الخاصة به، وبحيث تتطابق مليارات الجزيئات في الكائن الواحد.. فمن الذي ابدع هذا؟ واوجده من عدم؟ واخترعه على غير مثال سابق..
ان الذي يرسم نسخة للموناليزا نقول عنه انه رسام ماهر.. لكن ابدا لا يسمى فنانا ولا مبدعا.. يبقى الابداع لدافنشي الذي اوجدها اول مرة.... وما هي؟ مجرد صورة لوجه امرأة..
ونجاح الرسامين في عمل نسخ للموناليزا، لا ينفي وجود دافنشي الذي ابدعها اول مرة، ولا ينفي وجود الموناليزا الاصلية .