أيامنا الحلوة

الساحة الإسلامية => :: ساعة حلوة لقلبك :: => الموضوع حرر بواسطة: Asma في 2013-11-12, 18:48:38

العنوان: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-12, 18:48:38
سلام عليكم انا جديدة في المتندى لو سمحتم لي عندي اقتراح اريد ان اشاركه معكم
كل منا يبحث عن الحقيقة في كل حياتنا و اهم ما فيها و محورها هو ديننا الحنيف و منهجنا في الخلافه على الارض, اود من حضرتكم ان يكون هناك تكوين ديني بالمعنى توجيهي لكتب نقراها و نستطيع من خلالها ان نكون دعاة لله على الاقل على مستوى الضيق مبدئيا, و يكون هناك نقاش للكتاب مع حضراتكم للاستفادة لان و للاسف لم يعلومنا في المدارس عن ديننا الا بعض الايات الكريمة قراءه لا ترتيلا, اود ان اشكركم على رحابة صدركم تقبلوا مني فائق الاحترام دمتم لنا مرشيدين في دنيا اختلف فيها مفهوم كل شئ.
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-11-12, 20:40:45
أهلا ومرحبا بك يا أسماء في أيامنا الحلوة
وعسى يطيبب لك المقام بيننا

بالنسبة لما ذكرتِ فأنا في خدمتك
عرفيني أولا بعمرك ومستواك الدراسي، والجوانب التي تحبين ان تبدئي بها  
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-13, 12:51:04
سلام عليكم
شكرا لرحابة صدركم و ترحيبكم
بخصوصي انا مهندسة معماريه عمري 27سنة اما عن الجوانب فانا اريد تكوينا شاملا بارشادكم, حوانب الدين كثسرة فهل من الممكن ان نبدا بالعقيده لانها عمود الدين , الفقه, الحديث و انتم اعلم مني بهذا جزاكم الله عنا كل خير. 
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-11-13, 16:35:05
تمام
نبدأ بالعقيدة
وأنا اقترح عليك كتاب : تعريف عام بدين الإسلام
للشيخ علي الطنطاوي

أرجو أن تبدئي به.. وتشاركينا باستفساراتك او ملاحظاتك حوله

وفي هذه الاثناء: اقترح عليك ان تقتني مصحفا بهامشه تفسير الجلالين... وتبدئي بقراءة ختمة مع تفسيرها
وتقتني كتاب رياض الصالحين للإمام النووي... والذي جمع فيه أصح الاحاديث في كل باب من ابواب الدين تقريبا، وتشمل العقيدة والفقه والرقائق والتزكية وغيرها
وحاولي ان تقرئيه، وتحفظي من كل باب حديثا او حديثين بحسب قدرتك

وللكتاب شروح كثيرة.. منها نزهة المتقين... ان احببت مساعدة في فهم معاني المفردات

اذا انجزنا هذا خلال شهر او شهرين مثلا.. ننتقل بعون الله للسيرة النبوية والفقه والثقافة الاسلامية

ما رايك في هذه الاقتراحات؟
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-15, 15:35:17
سلام عليكم
جزيتم عنا كل خير استادتي الكريمه سبدا بما اقترحته علي من اليوم ان شاء الله و ان شاء الله راح احفظ الاحاديث و ساقتني كتاب التفسير و ساوافيكم بكل جديد و اي استفسار و دمتم لنا مرشدين . حفظكم الله و رعاكم و السلام عليكم
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2013-11-19, 18:42:55
مرحبا بك يا أسماء في أسرتنا الصغيرة

بداية رائعة منك وفقك الله لما يحبه ويرضاه وجزى الله هادية خيرا كثيرا وزادها علما وفضلا
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-19, 19:30:44
اهلا بكي اخيه سيفتاب شكرا جزيلا على الترحيب اتشرف بان اكون بينكم و جعل الله لقائنا كله خير و جزاكم كل خير عنا يا رب و جعل الله هذا في ميزان حسناتكم
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-24, 17:00:44
سلام عليكم استاذتنا الكريمة
احاول الانضباط على قدر المستطاع فاني اقرا القران بالتفسير و احفظ الحمد لله عددا من الاحاديث
اما عن الكتاب فهو جوهره حيث كان بدايته تعريفا لديننا الحنيف بتعريف مبسط و سهل و مفهوم حتى اني كنت اظن ان الكلام فيه بيني و بين نفسي حرام اي حينما تحدثني نفسي بان الدين ثقيل على النفس حتى قرات الايه  و كاني لاول مره اقراها (انا سنلقي عليك قولا تقيلا) و تعرفت على مكونات النفس من الناحيه الدينيه ان فيها الملائيكيه و الشيطانيه و البهيميه و الشهوه فهل نستطيع ان نقول بهذا ان طبائع النفوس تنقسم على حسب الغلبه من هذه المكونات
و وصل الشيخ الي التعريف بدين الاسلام و انه هو ايضا مبدا فكري و مسائل عقائديه تحدد فيه هويته و توجه سيره و تكون كالدستور لاعضائه فان ارتضاها انتسب اليها و لم يبق عنده شك في ذلك هو استفساري لو سمحتم لي هو هل هذه المرحلة  تخصنا نحن بالضروره مسلمي الفطره ام تخص من يريد ان يكون في حزب الاسلام
و اذا قلنا شك, شك في ماذا و هل هذا يعني انها تكون بالعلم لاتكون هكذا كما نحن عليه الان و اذا شك احدنا او حصل لبس هل يكون هذا نقض لعهد الاسلام
ايضا استاذتنا الكريمة استفسار اخر لو سمحتم لي
بتعريف العقيده من خلال الكتاب هي بديهيه تحولت الى معتقد و من ثم ايمان و سوالي هو اذا كان الكاتب عرفها على انها بديهيه , والبديهيه في الرياضيات مسلم بها عند جميع الناس التي لا تستحق برهانا فاين هي البديهيه في ديننا هل هي الفطره ام ماذا و اذا كانت بديهيه يعني بالضروره انها حقيقه علمية يعني كانت علما نظريا فاصبحت ضروريا فلماذا اذن نجد الملحدين و لم سلم بها كل الناس
اداماكم الله لنا نورا ينير طرق الكثيرين
شكرا لرحابة صدركم و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-11-24, 21:45:44
بارك الله بك يا أسماء
وأسعدني إعجابك واهتمامك بالكتاب

لقد طرحت علي ثلاثة أسئلة، وهي:
1- هل نستطيع ان نقول بهذا ان طبائع النفوس تنقسم على حسب الغلبه من هذه المكونات
والجواب: نعم

2- فان ارتضاها انتسب اليها و لم يبق عنده شك في ذلك . هو استفساري لو سمحتم لي هو هل هذه المرحلة  تخصنا نحن بالضروره مسلمي الفطره ام تخص من يريد ان يكون في حزب الاسلام
و اذا قلنا شك, شك في ماذا
هذه المرحلة تخص من يتعرف على الإسلام، سواء نشأ بين مسلمين، وطرأت عليه شكوك، فأقبل يتعرف عليه من جديد، او نشأ غير مسلم ثم أقبل على الإسلام... واما من تربى على الإسلام، ونشأ مقتنعا به عالما به، فقد ارتضاه بداية
والشك الذي لا يطرأ على العقيدة، المقصود به أصل عقيدة التوحيد، ونبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وان هذا الدين والقرآن رسالة الله إلينا من خلاله.. اما ان يشك الانسان في بعض التفاصيل، لعدم تيقنه من ثبوتها في القرآن، او ثبوتها عن النبي، وسؤاله واستفساره عن ذلك، فلا يطعن في اصل ثبوت العقيدة

3- بتعريف العقيده من خلال الكتاب هي بديهيه تحولت الى معتقد و من ثم ايمان و سوالي هو اذا كان الكاتب عرفها على انها بديهيه , والبديهيه في الرياضيات مسلم بها عند جميع الناس التي لا تستحق برهانا فاين هي البديهيه في ديننا هل هي الفطره ام ماذا و اذا كانت بديهيه يعني بالضروره انها حقيقه علمية يعني كانت علما نظريا فاصبحت ضروريا فلماذا اذن نجد الملحدين و لم سلم بها كل الناس

قبل أن اجيب على هذا السؤال الاخير، احتاج ان اراجع تعريف الشيخ في الكتاب
وأعود لك بإذن الله
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2013-11-25, 16:23:38
بارك الله لك يا أسماء، أسئلتك تثري الموضوع

وهادية تضع لنا الإضاءات فتح الله عليك أختاه وزادك من فضله

مستمتعة جدا بهذا الحوار
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-27, 17:24:42
سلام عليكم
شكر الله سعيكم استاذة لقد تبين لي من خلال اجابتك كل الاستفسارات التي كانت تدور في مخيلتي و شكرا لاهتمامك اختي سيفتاب نرجو جميعا الاستفاده من هذا الكتاب الذي هو في الحقيقة فيه الكثير الكثير الذي يستدعي ان نتامل فيه شكرا لرحابة صدركم الكريم و السلام عليكم
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-18, 21:00:43
سلام عليكم ماما هادية
طال الغياب على هذه الصفحة، لكن تاخدنا الحياة مرات، و مرات تاخدنا النفس، لكن إن شاء الله على موعدنا
ة بما أن الكتب لا تفهمن الا اذا لخصت سأبدا بحول الله وضع ملخص الكتاب اول بأول، فصراحة عشت مع الكتاب وقتا رائعا و ممتعا، و غير الكثير من المفاهيم عندي، و فتح عيني على الكثير من الأمور فبارك الله فيك و جزاك الله كل خير
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-18, 21:15:53
بسم الله الرحمان الرحيم
الكتاب للشيخ علي طنطاوي رحمه الله يتالف الكتاب من احدا عشرة بابا نستطيع تقسيمها إلى
1-مقدمة للكتاب
2-ما هو الاسلام  و بعض التعريفات عنه
3-يتكلم عن العقيدة و الايمانيات و يتطرق الى تفصيل عميق فيها لكن باسلوب سلس و مبسط.

و الآن اسمحولي أن اضعكم في جو الكتاب كما قال الشيخ: خواطر اراد بها

بين يدي الكتاب

-خلق الله النفس و وضع فيها من الشهوات، و غلبة الهوى، و الحرية وكره الانقياد، ووضع  طريقين  امامها و عرفهم لنا طريق جنة و طريق نار، و لكنه سبحانه و تعالى لم يتركنا هكذا لا نميز بينهما، فوضع فينا ملكة نفرق بين الطريقين بها، و تساوى في هذا الحظ العالم و الجاهل، و الكبير و الصغير كل سواء، كل منهم يستريح ضميره اذا عمل الخير، و ينزعج اذا عمل الشر، بل إن الله سبحانه و تعالى خلقها حتى في الحيوان: القط اذا القيت إليه بقطعة اللحم اكلها أمامك، متمهلا مطمئنا، واذا خطفها ذهب بها بعيدا، فأكلها على عجل، و عينه عليك يخاف ان تلحق به، فتنتزعها منه، أفليس هذا أنه أدرك أن اللقمة الاولى حق له، و الثانية عدوان منه؟

أليس هذا تفريقا منه بين الحق و الباطل، و الحلال و الحرام؟
[/size]

وأقام الله لنا على طريق الجنة دعاةً يدعون إليه، هم الأنبياء.
وأقام على طريق النار، دعاةٌ يدعون الى النار، و يرغبون فيه هم الشياطين.
و هذه الدعوة صعبة لان النفس طبعت الى الميل الى الحرية، و الدين يقيدها على الانطلاق، و من يدعو الى الفسوق و العصيان يوافق طبيعتها، فتمشي معه مشي الماء في المنحدر.
و هذا هو مثال الانسان
الرفيق الشرير يقول لك: ها هنا نوم هنيء، لا تنهض لصلاة الفجر، فلا تشعر بنفسك الا و قد فاتتك الصلاة، و عندما يأتيك الواعظ تصعب عليك الاستجابة له، و مقاومة ميل النفس، و هوى القلب.
فدعاة الشر لا يتعبون و لا يبذلون جهدا، و لكن التعب على دعاة الخير و على الواعظ، داعي الشر عنده كل ما تميل له النفس، أما داعي الخير فما عنده إلا المنع.
 -ونرى الكثير من المنكرات و المعاصي، فمثلا التاجر يجد الربح سهلا يناله بلا كد و لا تعب، و يرى الموظف رفيقه، يأخذ من مال الرشوة في دقيقة ما يعادل مرتبه عن ستة اشهر فيقال لهم لا الريا حرام لا تأخذوه، و الرشوة لا تأخذوها و لا تستمتعوا بها.
يقول لهم الدين: اتركوا هذه الملذات الحاضرة المؤكدة، لتنالوا اللذات المغيبة، دعوا ما ترون و ما تبصرون، إلى ما لا ترون و لا تبصرون، قاوموا ميل انفسكم، وهوى قلوبكم، و ذلك كله ثقيل على النفس،  لذلك تجد الطالحين اكثر من الصالحين، و الغافلين  السادرين في الغي اكثر من الذاكرين السالكين سبيل الرشاد.

تكلم الكاتب فيما سبق عن النفس و نوازعها، فما العقل و ما النفس [/u][/u]
و ضرب لنا الكاتب مثال رائعا قال فيه: عندما يحين موعد صلاة  الفجر صوتان بداخلك يتحدثان، احدهما يقول لك قم، و الاخر يقول نم ،فهذان الصوتان هما العقل و النفس، النفس تميل للراحة و العقل يريد عكسها، و لكن ليس في كل مرة ينتصر العقل، فالمرء يمكن ان يقارب المعصية، و الاسلام دين الفطرة، دين الواقع، و الواقع أن الله خلق خلقا للطاعة الخالصة، و لمحض العبادة، هم الملائكة، و لم يجعلنا الله منهم، و خلق خلقا لم يعطهم عقولا و هم البهائم، و لم يجعلنا الله مثلهم، فمن نحن.

ما الانسان
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-18, 21:24:51
 الانسان: مخلوق متميز فيه من الملائكة، و فيه من الشياطين، و فيه من الوحوش و البهائم، فادا استغرق في العبادة، و صفا قلبه إلى الله عند المناجاة، و ذاق حلاوة الايمان في لحظات التجلي، غلبت عليه في هذه الحال الصفة الملائكية.
ان جحد و انكر ربه، و أشرك معه غيره، غلبت عليه الصفة الشيطانية.
 ان عصف به الغضب، فلم يعد له من امنية الا ان ينقض على خصمه فهنا ستغلب عليه الصفة البهيمية.
هذه حقيقة الانسان فيه من الاستعداد للخير، و فيه من الاستعداد للشر، و أعطاه الله العقل الذي يميز بينهما، و الارادة التي يستطيع ان يحقق بها احدهما، فإن احسن الاستعمال كان في الآخرة من الصالحين، و سوء الاستعمال يجعله من المعذبين.

صحيح ان النفس مطبوعة على حب الحرية لكن وحده المجنون هو الحر الطليق، و أما العاقل فإن عقله يقيده.
ذهبت لذات المعاصي و بقي عقابها، و ذهبت آلام الطاعات و بقي ثوابها .
ان كل مؤمن يحب ان يتوب الى الله و يرجع، و لكن يسوف و يؤجل فكلنا   يرى الموت و ينسى انه سيموت، و يقف في الجنازة و هو يفكر في الدنيا، و نحن لا نفكر في الموت، و لا نستعد له.
فما الموت؟

إن لحياة الانسان مراحل، مرحلة و هو جنين في بطن أمه، و مرحلة وهو في الدنيا، و مرحلة البرزخ، و المرحلة الدائمة هي الحياة الحقيقة، مرحلة الآخرة.
الموت هو ولادة جديدة، خروج الى مرحلة ارحب و أطول من الحياة، و ما هذه الدنيا إلا طريق، فحياتنا كحياة المهاجر مثلا في باخرة، كمن يحسن اختيار غرفته فيها، و يعمل على جعلها اروع ما يكون، و ينفق عليها الكثير و لم يبق على شيء، حتى اذا وصل الى مبتغاه، وصل مفلسا خالي الوفاض.
و ليس هذا معناه أبدا أن الاسلام يطلب من المسلم العيش في زهد الدنيا، و العيش في المساجد،
 لا ....... الاسلام يطلب من المسلمين
أن يكونوا في الحضارة الخيرة و السادة، و في المال أغنى الاغنياء، و في العلم أعلم العلماء، و أن يكون رضى الله هو مبتغاه و مقصده.   


و هذا هو جو الكتاب عموما، فيه من التشويق لمعرفة المزيد و القراءة و تمعن كل سطر فيه.
                                                                                                                          يتبع ان شاء الله


العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-01-22, 05:26:33
ما شاء الله
بوركت جهودك يا أسماء
وبانتظار البقية
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-22, 08:33:36
بارك الله فيك يا أسماء ونورك بنوره. متابعون emo (30):
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-01-22, 21:05:27
بارك الله فيكم جميعا اساتذة و مشاركين و قراء , اريد انا ايضا ان اداوم على هذا البرنامج للاستفادة لاني انا ايضا من المبتدئين في هذا الموضوع جزاكن الله عنا كل خيرماما هادية و استاذتي و اختي في الله اسماء و كذلك اسماء جمعنا الله على كلامه و طاعته و حب نبيه صلى الله عليه و سلم. emo (6):
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-23, 12:05:57
اهلا بكم يسغدني و يشرفني ان تتابعوا  ::happy: ::happy: ::happy: هذا يزيد من المسؤولية
اهلا زهره و فراشتنا الحلوه اسماء
بارك الله فيك ماما هادية
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-01-24, 09:37:20
ربنا يبارك لك يا أسماء
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-25, 17:16:48
سلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اهلا بك اختي سيفتاب يشرفني متابعتكن للموضوع
بعدما تطرق الكتاب الى ماهية النفس و الانسان و الموت يعني ثلاث اكبر محاور يمكن لكل منا ان يسال عنها سواء كان مسلما، ام غير مسلم
يضعنا الكتاب في سؤال محير فما الاسلام، و هنا يضع الكتاب بين ايدينا تعريفا عاما بدين الاسلام و يتكلم عن
ماهية الاسلام

حيث بدا طريقة عرضه لنا بان طرح سؤال لتلاميذه عن الطريقةالتي يمكن ان نعريف بها الاسلام خلال ساعة من الزمن لاجنبي  يستفسر.
فكان جواب تلاميذته أن مستحيل أن يفهم الإسلام في هذا الزمن الوجيز
و كانت اجابتهم على النحو التالي["هذا مستحيل، و لابد له أن يدرس التوحيد و التجويد، و التفسير و الحديث و الاصول و الفقه، و يدخل في مشكلات و مسائل، لا يخرج منها في خمس سنين"فرد عليهم الشيخ و قال لهم" سبحان الله اما كان الأعرابي يقدم على الرسول صلى الله عليه و سلم، فيلبث عنده يوما او بعض يومن فيعرف الإسلام و يحمله إلى قومه، فيكون لهم مرشدا و معلما، و يكون للإسلام داعيا و مبلغا، و أبلغ من هذا، أما شرح الرسول الدين كله في (حديث سؤال جبريل) بثلاث جمل، تكلم فيها عن الإيمان، و الإسلام، و الإحسان؟ فلماذا لا نشرحه نحن اليوم في ساعة؟....."

فما الإسلام و كيف يمكن الدخول فيه
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-25, 18:40:04
ياخدنا الكتاب الآن الى ما الاسلام و كيفيه الدخول فيه
و شيخنا الفاضل يجيب بطريقة سهله و مبسطه و سلسة شخصيا استفدت منها كثيرا

 كل حزب من الاحزاب الخيرة، او الشريرة، لكل ذلك مبادئ و أسس فكرية، و مسائل عقائدية، تحدد هويته و توجه سيره، و تكون كالدستور لأعضائه، و من أراد ان ينتسب إلى واحد منها، نظر اولا في هذه المبادئ، فإن ارتضاها و قبلها بفكره الواعي و عقله الباطن، و لم يبق عنده شك فيها، طلب الانتساب إليها فانتظم في سلكها ووجب عليه بالضرورة ان يلتزم بدستورها و يدفع اشتراكه فيها و كان عليه ان يدل بسلوكه بعد ذلك على اخلاصه لمبادئها فلا يأتي من الاعمال ما يخالفها، بل يكون بأخلاقه و سلوكه من أحسن الداعين اليها.

فالعضويه في جمعيه علم بنظامها، و اعتقاد بمبادئها، وإطاعة لأحكامها، و سلوك في الحياة موافق لها، و هذا عموما ينطبق على الإسلام فمن أراد أن يدخل في دين الإسلام عليه أولا ان يقبل أسسه العقلية، وأن يصدق بها تصديقا جازما، حتى تكون عقيدة. و هذه الاسس تتخلص في:

أن يعتقد أن هذا العالم المادي ليس كل شيء، ان هذه الحياه الدنيا ليست هي الحياه كلها، فالإنسان كان موجودا قبل أن يولد، و سيظل موجودا بعد أن يموت، و انه لم يوجد نفسه، بل وجد قبل أن يعرف نفسه، و لم توجده هذه الجمادات التي حوله، لأنه عاقل و لا عقل لها، بل اوجده و اوجد هذه العوالم كلها من العدم اله واحد، هو وحده الذي يحي و يميت، و هو الذي خلق كل شيء، و إن شاء افناه، و ذهب به، و هذا الاله لا يشبه شيئا مما في هذه العوالم، قديم لا اول له، باق لا آخر له، قادر لا حدود لقدرته عالم لا يخفى شيء عن علمه، عادل و لكن لا تقس عدالته المطلقة بمقاييس العدالة البشرية، هو الذي وضع نواميس الكون ما يسمى (قوانين الطبيعة)، و جعل كل شيء فيها بقدار، حدد من الازل جزئياته و انواعه، و ما يطرأ على الاحياء و الجمادات من حركة و سكون، و منح الانسان عقلا يحكم به على كثير من الامور، التي جعلها خاضعة لتصرفه، و أعطاه عقلا يختار به ما يريد، و إرادة يحقق بها ما يختار، و جعل بعد هذه الحياة المؤقتة حياة دائمة في الآخرة، فيها يكافأ المحسن بالجنة، و يعاقب المسيء بجهنم.

و هذا الاله واحد أحد، لا شريك له يعبد معه، و لا وسيط يقرب إليه ويشفع عنده إلا بإذنه، فالعبادة له وحده خالصة، بكل مظاهرها
و له مخلوقات مادية ظاهره لنا تدرك بالحس، و اخرى غيبت عنا، و من الأحياء ما هو خالص للخير وآخر للشر، و منها الصلح و الطالح من الجن و الانس، و أنه يختار ناسا من البشر، ينزل عليهم بالشرع الالهي ليبلغوه للبشر، و هؤلاء هم الرسل.
و أن هذه الشرائع تتضمنها كتب وصحائف انزلت من السماء، ينسخ المتقدم منها المتأخر، وأن آخر هذه الكتب هو القرآن، وأن آخر  الرسل محمد صلى الله عليه و سلم، ختمت به الرسالات، و بدينه الاديان، فلا نبي بعده.

فالقرآن هو دستور الإسلام، فمن صدق وآمن بأنه من عند الله، سمي مؤمنا. و الايمان بهذا المعنى لا يعرفه إلا الله، لذلك وجب عليه ليعده المسلمون واحدا منهم أن ينطق بالشهادتين، فإدا نطق بهما صار مواطنا اصيلا في دولة الاسلام، يتمتع بحقوق المسلم، ويقوم بجميع الاعمال التي يكلفه بها الاسلام.

فما هذه الاعمال 


                                                                    يتبع ان شاء الله
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-01-26, 03:00:44
في الانتظار
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-01-26, 19:31:44
جزاك الله خيرا، متابعون
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-28, 19:59:30
سلام عليكم
اواصل لكم رحلتي مع كتابي الذي اصبح شيئا مني لحلاوته تركت فيه صفحات مع الاخير لم اكملهن لرغبتي ان لا يكتمل الكتاب. emo (4): emo (4):

كان اخر ما كان من الكتاب، عن ماهية الأعمال فغاص بنا الشيخ بمعاني رائعة، حقيقة غيرت في قناعاتي الكثيرة، كم هو رائع أن تكون من زمرة المسلمين، فلله الحمد و المنه على فضله، و جزاك الله خيرا ماما هادية، فهذا الكتاب اروع هدية قدمت لي  :rose::: :rose::: :rose:::


اما عن الاعمال فسهلة ليس فيها مشقة كبيره
اولها : ان يركع ركعتين في صباحا يناجي فيهما ربه، بعد ان يتوضأ او يغتسل ان كان على جنابة، اما عن وسط النهار فاربع ركعات، ثم بوقت اربع اخرى، و بعد غياب الشمس ثلاث، و في أول الليل اربع، هذه هي الصلاة لا واسطة فيها بين العبد و ربه.

ثانيها: أن في السنة شهرا معينا يقدم فيه المرء طعامه الى اخر الليل، بدلا من أول النهار و يمتنع عن الاكل و الشرب و معاشرة النساء الى ذلك الوقت، فيكون شهرا لصفاء النفس، و تهذيب خلق،وصحة الجسد، ويكون هذا الشهر مظهرا من مظاهر الاجتماع على الخير.

ثالثها: أنه إذا فضل عن نفقات نفسه، ونفقات عياله، مقدارا من المال محدود بقي سنة كاملة لا يحتاج إليه، لأنه في غنى عنه، كلف أن يخرج منه بعد انقضاء السنة، مبلغ (2,5) في المئة، للفقراء و المحتاجين، لا يحس هو بثقلها، و يكون منها عون بالغ للمحتاج، و ركن وطيد في التضامن الاجتماعي، و شفاء من داء الفقر.

الرابع: أن الاسلام رتب للمجتمع الاسلامي، اجتماعات دورية. اجتماع بمثابة مجالس الحارات، يعقد خمس مرات في اليوم، مثل حصص المدرسة، هو صلاة الجماعة، و يكون من ثماره أن يعين الاقوياء الضعفاء، و يعلم العلماء الجاهل، و يسعف الاغنياء الفقير. و مدة انعقاده ربع ساعة، فلا يعطل احدا عن عمله.

و اجتماع لمجالس الاحياء، يعقد مرة في الاسبوع، ومده انعقاده اقل من ساعة، و حضوره واجب على الرجال.
و اجتماع كمجالس المدينة، يعقد مرتين في السنة، وهو صلاة العيدين. و حضوره ليس على سبيل الالزام .
و اجتماع، هو كالمؤتمر الشعبي العام، يعقد كل سنة في مكان معين، هو في الحقيقة دورة توجيهيه ورياضية وفكرية، يكلف المسلم بأن يحضره مره واحدة في عمره، إن استطاع وهو الحج.

هذه هي العبادات الاصيلة التي يكلف بها الانسان.

و من العبادات أن يمتنع عن أفعال معينة، أفعال يجمع عقلاء الدنيا على أنها شر، كالقتل بلا حق،  و التعدي على الناس، و الظلم بأنواعه، و المسكر الدي يغيب العقل، والزنا الذي يذهب الاعراض ويخلط الانساب، والربان و الكذب، والغش، والغدر، والفرار من الخدمة العسكرية التي يراد منها إعلاء كلمة الله، و أشدها عقوق الوالدين، والحلف كذبا، وشهادة الزور، وأمثال ذلك من الاعمال القبيحة الشريرة، التي تجتمع العقول على ادراك قبحها و شرها.

و اذا قصر المسلم في القيام ببعض الواجبات، او ارتكب بعض الممنوعات ثم رجع و تاب و طلب العفو من الله، فإن الله يعفو عنه، أما اذا لم يتب فيعد من المسلمين لكنه عاصي، يستحق العقاب في الآخرة لكن عقابه لا يدوم. أما اذا انكر بعض المبادئ، اي العقائد الاصيلة، أو شك فيها، أو جحد واجبا مجمعا على وجوبه، أو حراما مجمعا على حرمته، أو أنكر كلمة واحدة من القران، فإنه يخرج من الدين، و يعتبر مرتدا تنزع عنه الجنسية الإسلامية، و الردة أكبر جريمة في الإسلام، فهي كالخيانة العظمى في القوانين الحديثة، جزاؤها (إن لم ينتصل عنها) الموت.

قد يأتي المسلم بعض الواجبات، أو يأتي يعض الممنوعات، وهو معترف بالوجوب و الحرمة، فيبقى مسلما، و لكنه يكون عاصيا، أما الإيمان فلا يتجزأ، فلو مثلا آمن بتسع و تسعين عقيدة، و كفر بواحدة كان كافرا.

وقد يكون المسلم غير مؤمن، كمن انتسب الى جمعية، و حضر اجتماعاتها، و دفع اشتراكها لكنه ليس بمقتنع بصحتها، بل دخل فيها للتجسس عليها، و افساد أمرها.
و هذا هو المنافق الذي ينطق بالشهادتين، و يؤدي العبادات ظاهرا، ولكنه غير مؤمن بالحقيقة و لا ناج عند الله، وإن كان معتبرا من المسلمين عند الناس، لان الله وحده يعلم السرائر و القلوب.

فإن آمن الانسان بالأسس الفكرية للإسلام، و هي التصديق المطلق بالله، و تنزيهه عن كل الشريك و الوسيط، و بالملائكة، وبالرسل، وبالكتب، وبالحياة الاخرى، و بالقدر، و نطق الشهادتين، و صلى الفرائض، و صام رمضان، وأدى زكاة ماله، إن وجبت عليه الزكاة، وحج مرة واحده ان استطاع، وامتنع عن المحرمات المجمع على حرمتها، فهو مسلم مؤمن ولكن ثمرة الإيمان لا تظهر منه، و لا يحس بحلاوته، و لا يكون مسلما كاملا حتى يسلك في حياته مسلك المسلم المؤمن.
و قد ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم في كلمة واحده، أوتي جوامع الكلم.

هي: أن يتذكر المسلم في قيامه و قعوده، و خلوته وجلوته، وجده وهزله، وفي كل حالاته كلها، أن الله مطلع عليه، وناظر إليه، فلا يعصيه  وهو يذكر أنه يراه، ولا يخاف او ييأس وهو يعلم أنه معه، ولا يشعر بالوحشة وهو يناجيه، ولا يحس بالحاجة الى احد، وهو يطلب منه ويدعوه، فإن عصى-ومن طبيعته ان يعصي- رجع و تاب فتاب الله عليه.

 ذلك من قوله عليه الصلاة و السلام، في تعريف الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك"
و هذا هو دين الإسلام بالقول المجمل، وتفصيله يأتي في العقيدة.

و تأتي ثاني محاور الكتاب العقيدة

                                                                           يتبع إن شاء الله 
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-29, 07:04:21
تلخيص ممتع جدا يا أسماء. الحمد لله على نعمة الإسلام . ونسأل الله تعالى أن يرزقنا إيمانا صادقا قويا .بانتظار البقية  emo (30):
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-01-29, 07:32:26
فعلا ممتع

في انتظار التتمة بارك الله لك
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-29, 21:16:20
جعلكم الله نورا في حياتنا نقتدي به نسال الله القبول، و لله الحمد و المنه و الفضل، فالخير كله اليه والشر ليس اليه
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-01-30, 05:32:55
جميل جميل
اتشوق لاقرا تلخيصك لباب الايمان بمحمد خاتما للانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين

 emo (30):
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-02-10, 21:17:24
سلام عليكم
اعتذر للغياب الانترنت عندي تعباااانة
قبل الحديث عن العقيدة لجأ الكتاب الى الحديث عن بعض التعريفات قبل الكلام عن العقيدة و هذا مختصره

                                            تعريفات

وراح الكاتب قبل تطرقه الى العقيدة يزودنا ببعض التعريفات التي نجدها في كتب التي تتحدث عن العقيدة  كمقدمة و منها الشك، الظن، العلم ليصل منها الى العقيدة
التعريف بالشك

ادا كنت في مكة مثلا, و سالك سائل : هل في الطائف الان مطر ?لا تستطيع ان تقول (نعم) , و لا تستطيع ان تقول (لا). لان من الممكن أن يكون في الطائف في تلك الساعة مطر, و من الممكن أن لا يكون الجو فيها صحوا لا مطر فيه, امكان وجود المطر خمسون بالمئة مثلا, تساوى الطرفان فلا دليل يرجح العدم. و هدا هو الشك,

 فاذا نظرت فأبصرت في جهة الشرق, (والطائف شقي مكة) غيوما تلوح على حواشي الافق من بعيد, رجح عندك رجحانا خفيفا أن في الطائف مطرا، و هدا الرجحان الخفيف لإمكان الوجود, ما يسمونه (الظن), فانت تقول :اظن ان في الطائف الان مطرا، فالظن ستون في المئة مثلا (نعم)، و اربعون (لا).
فان رأيت الغمام قد ازداد وتراكم, واسود وتراكب, وخرج البرق يلمع من خلاله، ازداد ظنك بنزول المطر في الطائف، فصار ل (نعم) سبعون او خمس و سبعون في المئة،  كان هدا ما يسميه علماؤنا ب (غلبة الظن)، فانت تقول لسائلك :يغلب علي  ظني ان في الطائف الان مطرا، فان انت ذهبت الى الطائف، فرأيت المطر بعينك، و احسست به على وجهك، ايقنت بنزوله، و علماؤنا يسمون هدا باليقين

فصار العلم هنا يحمل معاني كثيرة، علم مطلق يقابله الجهل، و العلم بهذا المنعى هو الذي تكون غايته الحقيقة، وأداته العقل، ووسيلته المحاكمة، والتجربة، و الاستقراء، والفن هو الذي تكون غايته الجمال، وأداته الشعور، ووسيلته الذوق.

و العلم الذي يجئ بمعنى اليقين، و يقابل الشك و الظن، هو الذي يقصده الشيخ في هذا البحث

                            العلم الضروري و العلم النظري

العلم الذي يحصل بالمشاهدة، يعني لا يحتاج الى دليل، مثلا كوجود جبل، وكل العقلاء يجمعون على وجوده، وهذا ما يسمى بالعلم الضروري

اما مثلا العلم بان طول مربع الوتر يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمين فيحتاج الى دليل عقلي، فقط طالب العلم يعلم بهذا، اما العامي فلا يصدق بها، وهذا ما يسمى بالعلم النظري، وهو الذي يحصل الا بالدليل العقلي

                                 البديهية و العقيدة
 
من العلم النظري ما لا يحتاج الى دليل، ولا يدرك بمجرد الحس ز المشاهدة لكن شهرته جعلته يقترب من العلم الضروري مثلا: العلم بأن (الجزء اقل من الكل) بديهية، في الحقيقة هو يحتاج الى دليل، ولكنك لا تجد من يشك فيه.

البديهية: هي حقائق عقلية يقبلها كل الناس و لا تحتاج دليلا، فاذا استقرت هذه البديهية في العقل الباطن، و كانت موجهه في اعماله و افكاره، سميت عقيدة، وسمي الاعتقاد بها (ايمانا) بالمعنى العام.
اما الايمان بالمعنى الخاص، الذي لا ينصرف الا اذا اطلق اليه، ولا يدل إلا عليه، و المذكور في الكتاب و السنة وعلى السنة العلماء، فهو:

الاعتقاد بالله ربا واحدا

وإلها مفردا بالعبادة، لا يشرك معه غيره في كل ما هو من جنس العبادة.


و الاعتقاد بكل ما أوحي به إلى نبيه، من :خبر الملائكة، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.


وصاحب هذا الاعتقاد هو(المؤمن)، فإذا نقص شيئا منه، أوو رده، أو تردد في تصديقه، أو شك فيه، فقد صفة ايمانه، ولم يعد يعد مع المؤمنين.


                           يتبع ان شاء الله
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-02-11, 19:36:27
متابعة لكي أختي أسماء  ::ok::
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-02-11, 21:38:33
سلام عليكم
أهلا بك زهرة اختي العزيزة و يشرفني ان تتابعي هاد الموضوع
اسال الله التوفيق في التلخيض

و حيث ان الكاتب بعد تعريف مبدئي للعقيدة، راح الان يفصل في قواعدها

                                                قواعد العقائد

و تتضمن ما يلي

                                              القاعدة الأولى
ما ادركه بحواسي لا أشك به

هذه بديهية عقلية مسلمة، ولكن احيانا انخدع بما ارى، مثلا رؤية السراب في الصحراء، و ايضا كرؤية ما يفعله السحرة.
فالحواس اذن تخطئ، وتخدع وتتوهم، أو يتوهم صاحبها، فهل أشك في لهذا في وجود ما أحس به؟

لا، لأني إن شككت فيما أرى وأسمع وأحس، تداخلت لدي الحقائق والخيالات، وصرت أنا و المجنون سواء.
لحصول العلم (اليقين) بوجود ما أحسه، هو ألا يحكم العقل بالتجربة السابقة أن الذي أحس به وهم أو جداع حواس، والعقل يخدع للمرة الاولى فيحسب السراب ماءا، فإن رآه مرة اخرى أدرك أنه سراب.
اما الامور التي تنخدع فيها الحواس فهي امور محدودة و معلومة، منها عمل سحرة فرعون.

                                               القاعدة الثانية

أن اليقين كما يحصل بالحس والمشاهدة، يحصل بالخبر الذي نعتقد صدق صاحبه.
 
هناك اشياء ما شاهدناها ولا أحسسنا بها، ولكنا نوقن بوجودها كما نوقن بوجود ما نشاهده ونحس به، مثلا نوقن بوجود البرازيل والهند، ولم نزرهما ولم نرهما.
ولو نظر الواحد منا في نفسه لرأى أن ما يوقن بوجوده من الاشياء التي لم يرها، اكثر من الاشياء التي رآها، من ماملك واحداث عبر التاريخ.

فكيف ايقن بوجود هذه الاشياء وهو لم يدركها بحواسه؟
ايقن به حين نقله جماعات عن جماعات، لا يتصور إمكان اتفاقهم(في العادة) على اختراع هذه الاخبار، ونقلها كذبا.   

                                                                  القاعدة الثالثة

لا يحق لنا أن ننكر وجود اشياء لمجرد اننا لا ندركها بحواسنا؟

ما مدى العلم الذي تبلغه الحواس؟ وهل تستطيع أن تصل إلى إدراك كل موجود؟
[/color]
إن مثل النفس مع الحواس والموجودات كمثل رجل سجنه الحاكم في برج القلعة، وسد عليه الابواب و النوافذ، ولم يترك له الا شقوقا في جدار البرج، شقا يطل منه على النهر يجري، وشق على الجبل، وشق على القصر المقابل، وشق على الملعب.

السجين هو النفس، و القلعة الجسد، وهذه الشقوق هي الحواس، حس النظر يشرف منه على عالم الالوان، وحس السمع على عالم الاصوات، وحس الذوق على عالم الطعام، وحس الشم على عالم الروائح، وحس اللمس على عالم الاجسام.

والسؤال: هل أدرك بكل حاسة من حواسي كل ما في العالم الذي تشرف عليه؟
السجين عندما ينظر من الشقوق لا يرى الا اجزاء نحن لا نرى الجراثيم، ولا الكهارب التي تدور وسط الذرة،ولا نشم رائحة السكر مع أن النملة و الذباب يشمه ويسرع إليه،فالحواس اذن لا تدرك من العوالم التي سلطت عليها إلا جزءا منها.

ثم ألا يكون بين عالم الالوان، وعالم الاصوات عالما آخر لا أدركه اصلا لأن ليس عندي الحاسة لادراكه؟
فمثلا الضغط الجوي لا تحس باختلافه القليل، لانه ليس لديك حاسه تدركه بها، فإدا جئت ب(البارومتر) أدركته

و الحواس هل هي كاملة؟ كان الاقدمون يحصرونها في خمس فقط، بينما إكتشقت في الانسان حواس اخرى أودعها الله فيه.

فمثلا انا أغمض عيني، وأبسط يدي أو أقبضها، فأحس بها مبسوطة، لم المسها ولم أرها، فبأي حاسة أحسست بها؟ ما يسمى بالحس العضلي.


                                                                                                يتبع إن شاء الله
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-02-11, 22:35:08

 good::)(

رائع يا أسماء

أكملي فعن نفسي مستمتعة جدا بالمتابعة

العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-02-12, 06:34:49
ما شاء الله
تلخيص واف وممتع يا أسماء
جزاك الله خيرا
لكن اظن هناك خطأ بسيطا في مثال العلم النظري، فمربع الوتر يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمتين وليس مجموع طوليهما، وهو ما يسمى نظرية فيثاغورث على ما أذكر
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-02-12, 20:34:50
سلام عليكم
اهلا اختي سيقتاب  ::happy:
نعم ماما هادية هذا ما كنت اقصده لكن اخطات شكرا للتوجيه
 :blush:: :blush:: :blush::
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-02-12, 22:21:12
سلام عليكم
أحاول ان لا اطيل في التلخيص لكن الكتاب كله معاني وافكار رائعة لم استطع ان اتجاوزها  :emoti_209:

يواصل الكتاب مع القواعد

                                                   القاعدة الرابعة

الخيال البشري لا يستطيع ان يلم الا بما أدركته الحواس.

القاعدة السابقة ترمي الى أن الحواس ناقصة، ولكن الله أعطانا (ملكة) نتم بها نقص الحواس، فنحن إن لم نستطع رؤية الشيء لبعده عنا، نتخيله مثلا بيت المرء عندما يكون بعيد، فالخيال يكمل الحواس.
فهل للخيال حدود، أم أنه  مطلق غير محدود؟ هل استطيع أن أتخيل شيئا لم ادركه بحواسي؟

الخيال عند علماء النفس خيلان: خيال مرجعي، كأن أتخيل بيتي وأنا بعيدة عنه، وخيال مبدع كخيال الشعراء، بالنظر الى خيالات المبدعين هل جاؤوا بشيء غير متوقع؟ فلو تاملنا في اعمالهم لوجدنا انها جمع بين اشياء عدة بتناسق، فجاء بهيئة الجديد، لكن هذا الجديد مؤلف من اجزاء قديمة

بل لو اوغلنا في الاغراب في جمع هذه الاجزاء نجد الخيال نفسه قد عجز عن الالمام بهذا الجمع، _مثلا_  جزءا من عالم الالوان وجزءا من عالم الاصوات: فقولوا إن فلان المغني قد غنى نغمة معطرة بعطر الورد، فنحن لا نستطيع تخيل نغمة عطرة، ولا رائجة حمراء، ولانتصور إلا الابعاد الثلاثة(الطول والعرض والارتفاع)، لانستطيع أن نتصور بعدا رابعا، ولا دائرة ليس لها محيط، فكيف إذن نتخيل الآخرة و ما فيها، وهي عالم يختلف عن عالمنا؟ إن الآخرة بالنسبة للدنيا، كالدنيا بالنسبة لبطن الجنين.
و من هنا قال إبن عباس" ما في الدنيا مما في الآخرة إلا السماء"

                                              القاعدة الخامسة

مما سبق عرفنا أن العقل ينخدع للوهلة الاولى بما تراه العين، فالعقل اذن اصبح حكما، وحكمه ابعد مدى، لكن هل يحكم على كل شيء، ويمتد مداه الى غير ما نهاية؟
العقل لا يستطيع أن يدرك اي شيء حتى يحصره بين اثنين: الزمان والمكان، فما كان خارجا عنهما من مسائل الروح، وأمور القدر، وآلاء الله وصفاته، فلا حكم للعقل عليه.

ثم إن العقل محدود، لا يحكم على غير المحدود، مثلا لا يستطيع عقلنا أن يحيط بالخلود في الجنة، مع اننا نؤمن به.
العقل يستطيع أن يحكم الا على عالم المادة كما سبق وأثبته( ديكارت)، أما ما وراء المادة، اي الغيب(الميتافيزيك) فلا حكم للعقل على المادة

                                                 القاعدة السادسة

لماذا نجد كل من وقع في شدة يرجع الى الله؟

شيء كامن في كل شخص إنه الفطرة، قد تغطيها الشهوات و الرغبات والمطامع، والمطالب الحيوانية ، فإذا هزتها المخاطر والشدائد، القت عنها غطائها فظهرت، ولذلك سمي غير المؤمن كافرا.
عندما يشتد المرض، تجد الملحد يرجع الى الدين، لماذا؟

لأن الإيمان غريزة، والحب صورة مصغرة للايمان، فالمحب يطيع محبوبه، وينفذ كل اوامره، والمحب يخاف محبوبه، ويخشى غضبه، فالحب دليل على ان الايمان فطرة في النفوس.


                                                    يتبع إن شاء الله 
     
 ماما هادية جزاك الله خيرا على المتابعة وعلى الكتاب، في ميزان حسناتكم إن شاء الله
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-02-13, 21:29:59
السلام عليكم
و تتكمل القواعد في هذه المشاركة

                                            القاعدة السابعة

هي أن الإنسان يدرك بالحدس أن هذا العالم المادي ليس كل شيء، وأن وراءه عالما روحيا مجهولا، يدرك منه لمحات تدل عليه، ذلك أن الإنسان يرى الملذات المادية محدودة، إذ هي بلغت غايتها ووصلت إلى حدها، لم تعد اللذة لذة، ولكن صارت عادة.

يبصر الفقير سيارة الغني تمر به، فإن هو امتلكها لم يعد يشعر بالمتعة بها، ويمرض المريض فيتألم فيتصور اللذة كلها في الشفاء، فإن هو شفي لم يعد يرى اللذة في الصحة، ومن الامثلة كثير.

يوقن الإنسان بالحدس النفسي، لا بالدليل العقلي أن هذه الحياة المادية ليست كل شيء، وأن العالم المجهول، المختبئ وراء عالم المادة، حقيقة قائمة، تحن إليها الأرواح، وتحاول أن تطير إليها، ولكن هذا الجسد الكثيف يحجبها عنها، ويمسكها عن أن تنطلق وراءها، وهذا هو الدليل النفسي على وجود العالم الآخر.

                                                القاعدة الثامنة
الإعتقاد بوجود الحياة الأخرى، نتيجة لازمة للإعتقاد بوجود الله و بيان ذلك أن الاله لا يكون إلا عادلا، والعادل لا يقر الظلم، و لايترك الظالم بغير عقاب، ولا المظلوم من غير انصاف، ونحن نرى في هذه الحياة من يعيش ظالما و يموت ظالما لم يعاقب، ومن يعيش مظلوما ويموت كذلك فما معنى هذا؟ وكيف يتم هذا ما دام الله موجودا، وما دام الله لا يكون إلا عادلا؟

معناه أنه لابد من محطة اخرى(حياة اخرى) يكافأ فيها المحسن، ويعاقب المسيء.
وأن الرواية لا تنتهي بإنتهاء هذه الدنيا، فكيف يصدق عاقل، أن قصة الحياة تنتهي بالموت؟ كيف؟ ولم يسدد بعد الحساب، ولا اكتملت الرواية؟ فايقن العقل هنا، أن لهذا الكون ربا، وأن بعد الدنيا آخرة، وأن ذلك العالم المجهول، الذي لمحت الروح ومضة منه في امتلاك فقير لسيارة، أو في شفاء مريض من علة، بوجود الآخرة.
و رأى الإنسان أن أكبر لذة في الدنيا هي لذة الوصال، التي لا تدوم إلا نصف دقيقة، مثال مصغر للذات العالم الآخر، التي تدوم ابدا، والتي لا حد لها، ولا تصبح عادة كما تصير اللذات في الدنيا عادات.


                                                       يتبع إن شاء الله

المرة القادمة بإدن الله تتضمن الحديث عن الايمان بالله

الحمد لله على منته و فضله
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-03-18, 21:44:27
الحمد لله على منته وفضله أن أعانني على العودة مرة ثانية بعد انقطاع كبير
سلام عليكم ورحمة الله و بركاته

وصلت في التلخيص آخر مرة الى القواعد الايمانية، وبحول الله سيكون الآتي يتحدث عن الايمانيات، الايمان بالله تعالى

الايمان بالله
الايمان بالله يتضمن اربع قضايا
1.   الله موجود بلا موجد
2.   هو رب العالمين
3.   أنه هو المعبود وحده
4.   لايعبد معه غيره

•   وجود الله:
انطلاقا من القاعدة السادسة التي تقول أن الاعتقاد بوجود الله من البديهية التي تدرك بالحدس النفسي قبل الدليل العقلي، والسؤال الذي يتبادر الى اذهاننا هو كيف؟
العقل الباطن يؤمن بوجوده بالحدس، والعقل الواعي يؤمن بوجوده بالدليل، الدليل على وجوده في أنفسنا فنحن نشعر بوجوده، نلجأ إليه في الشدائد و الملمات، لكن اذا كان هذا ما يحصل فلماذا لا ينتبهون: والجواب انهم لا يفكرون في أنفسهم كما قال سبحانه جل في علاه" وفي انفسكم افلا تبصرون" وفي قول آخر "نسوا الله فأنساهم أنفسهم"، إنهم يفرون من انفسهم، لا يستطيع أحد ان يبقى خاليا بنفسه بلا عمل، ويشتغل عنها بأي شيء كأن نفسه عدو له يكرهه، وينفر منه، أكثر الناس تجدهم يأكلون ويشربون، وينامون ويستيقظون يحرصون على اللذة وينفرون من الالم، يصبح الواحد منهم فيذهب الى عمله، ثم يعود منه ويعمد الى التسلية، وهكذا تمر كل أيامه، اما المسلم فلا يكتفي بهذا، بل يسأل نفسه: من اين جئت؟ والى اين اسير؟ ما المبدأ؟ وما المصير؟

ينظر كل منا فيجد أن حياته لم تبدأ بالولادة، فقد سبقت اطوار نموه في بطن أمهن وقبل ذلك كان دما يجري في عروق أبيه، وهذا الدم جاء مما يتناوله الإنسان من الغذاء،فقد كان نباتا من الارض، فهو بذلك مر بكثير من المراحل في تكوينه لا يدري منها شيئا، فكيف يوجد نفسه بعقله وإرادته وقد كان موجودا قبل أن يكون له عقل وإرادة؟

فإذا كان الانسان موجودا قبل وجود إرادته، فهل يمكن أن يقال أنه هو الذي أوجد نفسه
؟ وهل خلق من العدم من دون فاعل ولا خالق؟ هذا مستحيل
وهذا ديكارت المعروف بمبدأ الشك، اذ شك في كل شيء ولما وصل الى نفسه، فلم يستطع ان يشك فيها، اذ لابد من المشكك لذلك قال كلمته الشهيرة" انا افكر فأنا موجود"
وأفضل قصة تحاكي هذا المشهد قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام مع الآفلين، اذ أنه رفض عبادة صنم يصنعه الناس بأيديهم، وراح يبحث له عن إله، فلما جن عليه الليل رأى النجوم، فظن أنه وجد الهه، وإذا بالقمر يخفي النجوم، فتبادر الى ذهنه انه هذا هو، وإذا بالشمس تنير الارض بنورها ويختفي القمر، فقال هذا هو ربي، لكن كلا الشمس تذهب وتترك الكون مظلما ليس هذا هو، فلم يبق امامه الا احتمال واحد وهو الصحيح، وهو أن وراء كل هذه الجمادات كلها، إلها قادرا عظيما هو الذي أوجدها وأوجدني وأوجد كل شيء :"أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" 

السخفاء من الملحدين يقولون بأن الطبيعة هي من أوجدت الانسان، الطبيعة كلمة على وزن فعيلة أي مطبوعة فمن طبعها؟ فأجابونا أن الطبيعة هي المصادفة........قانون الاحتمالات
فمن بين ما قلناه لهم، اي مصادفة هذه التي جعلت في اللسان تسعة آلاف عقدة صغيرة كلها تصلح للتذوق، وفي كل أذن مئة ألف خلية للسمع، وفي كل عين مئة وثلاثين مليون خلية كلها تصلح لاستقبال الضوء. ومن أعجب العجب، ومن أظهر الأدلة على وجود الله، أن هذا الفضاء بكل ما فيه موجود بصورة مصغرة، بحيث لا يدرك العقل دقتها وصغرها.
•   الله رب العالمين:
القضية الثانية من قضايا الايمان بالله
الله هو موجد عالم الحيوان وعالم النبات، عالم الافلاك، الظاهر لنا وما غيب علينا، اوجدها من العدم ووضع لها نواميس عجيبة.
لكن هل يكفي الايمان بها ليكون الانسان مؤمنا؟
بل اذا جاءك من يقول أنه يعرف بأنه هو الخالق، وهو الرب، هل تعتبره بهذا وحده مؤمنا؟ الاجابة لا
التعليل:
كفار قريش اذا سئلوا عنه اعترفوا به ولم ينكروه، بل إن إبليس شر خلقه، ما انكر أن الله رب "رب بما اغويتني" وقوله جل في علاه" رب فانظرني" فهو مقر بأن الله ربه.
•   الله مالك الكون
يتصرف فيه كما يشاء، حر بملكه، يحيي، ويميت لانستطيع ان ندفع عن أنفسنا شيئا، لا دفعا ولا نفعا.
•   الاله المعبود
يقر معظمم الناس انه هو مالك الملك، المتصرف بالكون ولكن ها يكفي هذا ليكون مؤمنا؟ الاجابة لا
أن نؤمن بأنه هو المتصرف لا تكفي بل لابد من الايمان، بأنه هو المعبود وحده، اذا اعترفت  بأن الله موجود، وأنه رب العالمين، وأنه مالك الكون، فلا نعبد معه غيره وهذا المعنى يتوضح جليا في سورة الناس في قوله عز وجل "قل اعوذ برب الناس، ملك الناس، اله الناس" فملاحظ يسال لماذا تكرر لفظ الناس، يقول الشيخ هنا أن الله يقول لهم" هذه ثلاث قضايا متماثلة متكاملة، كل قضية مستقلة بنفسها، مع ارتباطها بأختها. فهو ربهم وخالقهم، والمتصرف فيهم، وهو المستحق وحده للعبادة، لايجوز أن يكون له شريك فيها "
ومقتضى ذلك التصديق بالقضايا الثلاث، فما بالكم تصدقون بالاولى والثانية وترفضون الثالثة؟ كيف تفرقون بين المتماثلات؟ فتقبلون بعضا وتأبون بعضا؟ والثلاث سواء في الثبوت، لاسبيل الى التفريق بينهما في الحكم؟ [/size]
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-03-18, 21:48:29
ومن الايمان بالله ومقتضياته نصل الى توحيد الالوهية واساسياتها

توحيد الالوهية
الايمان بأن الله رب العالمين، وأنه هو مالك الكون، عمل من أعمال القلب، أما الايمان بأنه اله، فلا يقتصر على الاعتقاد، بل يتعداه الى السلوك، مع صدق العبد باخلاص العبودية يتبادر الى الذهن، ماهي العبادة؟
اول ما يتبادر الى الذهن أن العبادة، صلاة وصوم وحج، والعبادة لا تقتصر على هذا بل تشمل كل عمل نافع، لم يمنعه الشرع فهو عبادة. والعبادة لها روح وجسد، فروحها العقيدة التي دفعت إليها، والغاية التي عملت من أجلها، وجسدها عمل الجوارح.
الاساس في توحيد الالوهية :الاساس في الاعتقاد أن الله وحده هو الضار النافع ولابد لهذا من بيان

1.   الله خالق كل شيء وأعطانا عقولا وقال لنا، فكروا بعقولكم في هذه الاشياء التي خلقتها، فالنار اذا مست الشجرة احرقتها وأنه جعل بين كل هذه الاشياء روابط.
2.   ووجدنا أن الروابط والعلاقات، التي لا تستبدل ولا تتغير وهي سنن الكون، التي اصطلح على تسميتها قوانين الطبيعة، وهذه الروابط ليست في مجملها ظاهرة فهناك ماهو أدق وأعمق، مثلا دواء البنسلين وضعه الله في العفن الاخضر.
3.   ولم نكتشف إلى الآن من هذه النواميس الكونية التي وضعها خالق الكون إلا كقطرة من ماء البحر، وصنفنا الذي كشفناه في زمر وأصناف سميناها علوما، علم الكيمياء، وعلم الفيزياء، وعلم الطب ......الخ
4.   وفي هذا الكون وجدنا اشياء تضرنا وتنفعنا، وأن النفع والضرر على نوعين منها ما يكون ظاهرا مثلا كمن يقف قلبه بتناول مادة سامة ومنها ما يكون غير ظاهر كمن كان جسده قويا ويقف قلبه فجأة.
5.   والله فطر الانسان على جلب النفع والضرر فهو يستعمل لدفعه كل حيلة، ويستعين على ذلك بكل طاقة ممكنة وهذه الاستعانة منها ما يجوزه الدين، فمنهم من يلجأ الى الطبيب عند المرض فهذا من المشروع، أما من يستعين بدجال فهذا من الاستعانة الغير مشروعة.
التحليل والتحريم لله وحده
الله سلط عقولنا على كشف القوانين، ولم يسلطها على كشف ما وراء المادة، فنحن نعمل على جلب النفع، ودفع الضرر، في حدود المادة، وفي هذه الدنيا، ولا نملك لأنفسنا في العالم الآخر نفعا ولا ضرا، والله هو الذي جعل للنفع(الحلال) والضرر(الحرام) الاخروي سببا، كان التحليل والتحريم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب لله وحده، ومن اعطى التحليل والتحريم لغير الله، يكون قد عبد غيره، وشاركه في عبادته.
حب الله وخشية الله
هما من أسس التوحيد، وروح العبادة، وحبه ليس معناه تنظيم قصائد الغزل، وخوفه ليس معناه الفزع المؤدي الى الكره، بل إن حب الله بطاعته وايثار مرضاته على شهوات النفس ووساوس الشيطان، واتباع رسوله " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني "
فالاتباع هو مقياس الحب، وخوفه هو اجتناب محرماته، وايثار لذة الثواب في الآخرة، على لذة المعصية في الدنيا.


       يتبع ان شاء الله
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-03-19, 03:14:01
عودا حميدا يا أسماء  وفي وقته فكم نحتاج إلى هذه الإيمانيات لتنفض عن قلوبنا الغبار الكثيف. بارك الله لك يا بنيتي

العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-03-19, 15:45:04
بارك الله بك يا اسماء
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-03-28, 21:50:06
عذرا يا أسماء
سأقوم بنقل الموضوع إلى الساحة الدينية
فأعتقد أنها مكانه المناسب
وبانتظار استكمالك للتلخيص
  ::)smile:
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-03-31, 20:42:42
سلام عليكم   ::happy: ::happy:
ماما هادية نحن بأمركم، المهم الاستفادة  :emoti_17:
واعتذر لغيابي فقد كان المرض سببه
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-03-31, 20:49:03
واكمل إن شاء الله


مع آيات الصفات وهي تكملة لما سبق عن الايمانيات

وطال الحديث في الموضوع كثيرا وكثر فيها الجدل

وصف الله نفسه في القران بألفاظ موضوعة في الاصل للدلالة على معان ارضية ومقاصد بشرية، مع أن الله ليس كمثله شيء، فنحن مثلا نقول أن الله بصير لكن بصره ليس كبصرنا ونقول استوى على العرش ونحن نعرف الاستواء من المعنى القاموسي ونطبقه مثلا على المعلم، ولكن هذا المعنى لا يمكن ان يكون هو المقصود حين نقرأ "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" هذا كله متفق عليه من قبل العلماء، فهم جميعا مقرون بأن آيات الصفات هي كلام الله، ولكن اختلافهم كان في المراد المقصود، فتسالوا مثلا عن هل هذه الآيات حقيقة أم مجاز؟ وهل تؤول أم لاتؤول؟
 
أما الذين اولوا فقالوا بأن الحقيقة هي استعمال اللفظ بالمعنى الذي وضع له، وهذا هو تعريف الحقيقة عند عامة علماء البلاغة، أي أن اللسان العربي وضعت فيه هذه الالفاظ قبل نزول القران، وضعت لمعاني ارضية مادية حتى انها تعجز عن وصف الجمال المتعدد إلا بكلمة واحدة جميل وعن مشاعر الحب التي تضيق اللغة بوصفها. فكيف اذن تحيط بصفات الله وتشرح كيفياتها؟

ومن ينكر أنها مجاز، ومنهم ابن تيمية حيث عرف الحقيقة تعريفا خاصا به غير تعريف البلاغة ويقول: إن تاويل هذه الالفاظ، أي تفسيرها تفسيرا مجازيا، والجزم بأنه هو المراد مردود، لأن المعاني المجازية هي ايضا معان بشرية

والآيات على ثلاثة أشكال
1.   آيات وردت على سبيل الإخبار من الله كقوله: الرَّحْمَنُ عَلَى
 الْعَرْشِ اسْتَوَى" فنحن لا نقول ما استوى ونكون بهذا نفينا ما قاله الله، ولا نقول استوى كما يستوي البشر، فنكون قد شبهنا الخالق بالمخلوق، ولكن نؤمن بأن هذا هو كلام  الله، أن لله تعالى مرادا منه لم نفهم حقيقتة وتفصيله.
2.    آيات، وردت على الاسلوب المعروف عند علماء البلاغة بالمشاكلة كقوله تعالى" نسوا الله فنسيهم" فكلمة نسوا جاءت على المعنى القاموسي للنسيان، وهو غياب المعلومة عن الذاكرة، ولكن كلمة "فنسيهم" جاءت مشاكلة لها ولا يراد منها ذلك المعنى لان الله لا ينسى.
3.   آيات دلت على المراد منها آيات اخرى كقوله تعالى " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء" تدل على المراد منها الآية " وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ"

المحكم والمتشابه
القران فيه ايات محكمات، واضحة المعنى وآيات وردت متشابهات ولم يتضح المراد منها تماما وتلك هي المتشابهات وهي تحتمل اكثر من معنى. سلف هذه الامة وخيرها وافضلها لم يتكلموا فيها بل آمنوا بها كما جاءت من عند الله.
مظاهر العبادة

غاية العبادة  
جسد العبادة هي الالفاظ والاعمال وروحها العقيدة التدي دفعت اليها. المقصد للعبادة أن يكون الباعث عليها والمقصود بها رضا رب العالمين فلا تريد بها شيئا غيره، وهذا المعنى يسمى الاخلاص وما يداخله م المقاصد الاخرى هو الرياء، والذي يحدد المقصد هو النية.
والله لا يسالنا يوم القيامة عن الاعمال فقط، بل يسالنا لماذا عملناها، لذلك تفاوتت هجرة المهاجرين، فكان منها الحسن والسيء مع ان العبادة في الظاهر واحدة، فمن كانت سفرته هجرة لله، يثاب عليها ومن كان خاطبا امرأة في المدينة، وصاحب المهاجرين في سفرهم وكانت هذه هي نيته الوحيدة، كانت سفرته للدنيا لم تكن لله.
ومنه نستخلص أن توحيد الألوهية، وهو القسم الرابع، والقسم الاخص من الايمان بالله، وهو أن نعتقد أن النفع والضرر كله من الله وحده، فلا يطلب النفع الا منه، وأن لا تستعين إلا به أو بالاسباب التي جعلها طريقا للنفع، وأن تخصه بالحب المطلق الدافع الى الطاعة والخشية.



ماما هادية استفسار عن ما ذكره الشيخ في الكتاب عن الصفات ولم افهم ما قاله ابن تيمية، فهل لحضرتكم أن تفسر لي قليلا هذا بين المجاز والتاويل 
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-03-31, 21:00:07
أما الآن فياخدنا الكتاب الى محور آخر شيق ومفيد، باسلوبه الجميل كالعادة عن نفسي استفدت كثيرا منه


 مظاهر الايمان

الايمان لا ينفك عن العمل، لأن العمل نتيجة له، وثمرة من ثمراته، وهو المظهر الذي يظهر به الناس، ولذلك قرن الايمان بالعمل الصالح
 جمهور العلماء نظر الى الايمان، قرونا بالعمل الصالح، فرأوه يزيد بازدياده، والعلماء من أهل السنة متفقون على أن مجرد ارتكاب المحرم من غير انكار لحرمته، وترك الواجب من غير انكار لوجوبه، ولا استخفاف به، يعرض صاحبه لعذاب الآخرة لكنه لا يكفر صاحبه، ولا يخلده في النار.
 و ثمرات الايمان هي الاعمال القلبية وبتعريف اجل كما ورد في البيان النبوي عن تعريف الاحسان : أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك" ومن اهم ثمراته
1-الذكر
وما امر الله بشيء في القرآن ما أمر بالذكر، ولا أثنى على احد ما أثنى على الذاكرين والذكر نوعان: ذكر بالقلب وذكر باللسان.
فإذا اردنا ان يتحقق لنا صفة الذاكرين، فلنتذكر بقولوبنا أي بعقولنا، وأنت وحدك، وأنت في الملأ، وأنت في في الطريق، وتذكر في كل وقت، وعلى أي حال، وإن تركت محرما فاتباعا لنهيه، وإن عملت مباحا فاقصد به وجهه، وإن نسيت وأذنبت ذنبا، ثم تذكرت فتب منه، واطلب العفو.
واذكر بلسانك مع حضور القلب، فإن الفكر غالبا لا يعي ما يقول اللسان.
2-بين الخوف والرجاء
ذكر الله المؤمن أنه شديد العقاب، يغلب عليه الخوف. أما ذكره أنه ارحم الراحمين، فيغلب عليه  الرجاء
المؤمن ينبغي ان يكون بين الخوف والرجاء، فالمسلم اذا اتى الفرائض، واجتنب المحرمات يكون من الخائفين المتقين، لكنه يخسر الدرجات العلى من الجنة، فهو كالتلميذ الذي يحصل على أقل درجات النجاح، ويكون نجاحه وسطا
3-التوكل
ما التوكل؟ وما حقيقته؟ تقدم القول بأن الله جعل فيما خلق من الاشياء النافع والضار، وجعل من سنن الكون ما هو للنفع وآخر للضرر، فهل التوكل ترك الاسباب؟
الغرب اخدوا بالاسباب فأصبحوا يعيشون بالمادة وللمادة، واعتقدوا أن الاسباب تصنع المسبب-الدواء يشفي بذاته- ولكن هذا مخالف للواقع فقد يوجد السبب ولا يوجد المسبب. فلا الاسباب وحدها توجد المسبب، ولا اهمالها يجوز عقلا، والذي يأمر به الشرع أن نأخذ بالاسباب كلها، ثم نسال الله التوفيق.
هذا هو التوكل الحقيقي، ليس التوكل في اهمال الاسباب، وتعطيل السنن الكونية، ولا في نسيان أن الله هو النافع الضار.
4-الشكر
وبعد كل ذلك يكون راضيا عن الله، مهما منعه أو أعطاه، فيتحقق بصفة الشكر.
والشكر من ثمرات الايمان، فكيف بنا اذا أحسن إلينا أحدهم نسرع له بالشكر، فكيف أذا كان المحسن هو الله، فكيف لا نشكره، وهو الذي انعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، فإن كنا لا نستطيع أبداأن نحصيها، أفلا نشكره عليها؟ تشكر الله بلسانك فتقول الحمد لله، وتشكره بعملك فتفيض من هذه النعم من حرم منها، فشكر الغني ان يعطي الفقير، وشكر السلطان أن يقيم العدل، ويسير بالعدل، وتشكر الله بقلبك فتكون قانعا بما قسمه الله لك، لا تسخط ولا تحسد أحدا بما اعطاه الله.
فمن جمع شكر القلب بالرضا، وشكر العمل بأن يفيض على المحرومين من فضل النعم، وشكر اللسان بان يكثر من الحمد، كان ن الشاكرين حقا.
5-الصبر
المسلم بين نعمتين، إن أصابه خير شكر كان له اجر، وإن مسه ضر فصبر كان له أجر. الحياة الدنيا ليست دار نعيم ولا تخلو من المكدرات من انحراف صحة، أو ضياع مال، أو غدر صديق، فهذه طبيعتها التي لا تتغير. مصائب ومصاعب لابد منها، فإما ان تداويها بالصبر فتنال الاجر، وإما أن تثور فتزيد من عذابك، ولا تدفع ما بك وهذا الصبر على المصائب وهو النوع الاول
والنوع الثاني: الصبر على المعاصي، صبر الشاب على المعصية ونفسه تميل اليها، فيمنع نفسه من سلوكها، على رغبته فيها، وكف يده عنها. المعاصي لذيذة على النفس، فإن امتنع عنها كان من الصابرين.
والثالث: الثبر على الطاعات، كقيام لصلاة الفجر، وترك لذة النوم، واحتمال الجوع والعطش فس سوم ملتهب، الصبر على الدين في هذا الزمان الفاسد، وصار المتدين فيه معرضا لسخرية الناس، وإيذاء الحكام، والإحراج من الديار، فمن احتمل ذلك وحده كان من :" الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"
الانقياد لحكم الشرع
الايمان عمل من اعمال القلب لا يطلع عليه الا الله، والمؤمن يسلم لحكم ربه استسلاما مطلقا، يطيع له كل أمر، ولو لم يعرف الحكمة من وراء ذلك، وهذا الاستسلام له جانبان:
جانب عملي: وهو الامتثال بالقول والعمل وساتي الكلام عنه لاحقا إن شاء الله.
جانب نفسي: وهو جانب الرضا القلبي بحكم الشرع والاطمئنان النفس إليه، وأن نعمل الواجب ونترك المحرم عن اقتناع، ليس في قلوبنا تبرم له، "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ" وهذا هو الجانب العملي
وهذا هو الجانب النفسي:" ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"
ومن الناس من يسأل عن الحكمة دائما في كل امر ونهي، كأنهم لا يطيعون إلا إذا عرفوا الحكمة، وقد تخفى عنا حتى بعد الاستنباط، أفنعصي ربنا إذا لم تظهر حكمة الشرع لنا؟
الاحتكام الى الشرع، والعمل بحكمه، والرضا به، والاطمئنان إليه، فهذا هو شأن المؤمنين المصدقين حقا بصحة هذا الدين.
6-شدة ولين
وايضا من مظاهر الايمان ودلائله، أن يكون الحب في الله والبعض في الله، نحب المطيع المتقي، ونكره ونبغض ونهجر الكافر الفاجر، ذلك لأن أخوة الدين عند المؤمن اقوى من أخوة الدم، ولا يكون بيننا وبين من يعادي الدين مودة، وتعايش سلمي، مهما كانت قوة الصلات بين الفريقين :" لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ". لا يكرههم على الاسلام بل يمنعهم أن يعترضوا طريقه، ويحاربوا دعوته، وإن سالموا دعوتنا، سالمناهم وحفظنا لهم حقوقهم وإن بقوا على دينهم.
والمؤمن يجمع بين الشدة واللين، والرقة والغلطة. اللين والرقة على اخوانه في الايمان، والشدة والغلطة على أعداء الدين أنصار الشيطان.
هذا حال المؤمنين، لما كانوا من المجاهدين، فلما تركنا الجهاد، وخالفنا الشرع، وصارت شدتنا على أنفسنا، وليننا أمام أعدائنا، سلط الله علينا بدنوبنا من لا يخافه ولا يرحمنا، فملك بلادنا، وتحكم فينا.
7-التوبة والاسغفار
خلق الله الإنسان وغرز في نفسه حب العاجلة، وطول الامل، والرغبة في جمع المال، وسلط عليه الشيطان يزين له الفواحش، ويحبب إليه المعاصي، ووضع فيه نفسا امارة بالسوء، وكان نتاج ذلك ارتكابه للمعاصي، فماذا يصنع لينجو من عقاب المعصية وتبعات الذنوب؟ الله من رحمته فتح باب التوبة.
وهذا الباب مفتوح، مادام المرس صحيحا معافى، فإن تاب التوبة الصادقة قبلت توبته، ولا يغلق إلا ساعة الاختضار.
وأول شروط التوبة الانقطاع عن الاساءة، والعزم على عدم العودة ثانية، إن للتوبة روحا وجسدا، فروحها استشعار قبح المعصية، وجسدها الامتناع عنها. وشرطها الثاني: أن يجعل الاحسان بدل الاساءة، أي ان يحقق التوبة، بتبديل العمل وتعديل السلوك.
هذا من حقوق الله في التوبة، أما حقوق الناس فلابد أن ترجع المظالم الى أهلها، أو أن ينزل لك ويسامحك، وإلا لن تقبل التوبة ويأخذ المظلوم يوم القيامة من حسناتك،
والتوبة هي ترك السيء الى الحسن، أما الاستغفار فهو طلب الغفران من الله، والمذنبون درجات ومنهم من لا تغفر ذنوبه مثل ماتوا على كفرهم، أما التائبون فيتوب الله عليهم بمنه وكرمه، هذا الذي يتوب من بعد الذنب، ويتنبه لنفسه ويدركه خوف ربه، قبل إتمام الذنب، ويتركه لله مع شدة الرغبة فيه، وعظم الميل، فله اعظم الثواب.



يتبع ان شاء الله مع الايمان باليوم الآخر
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-04-01, 03:47:27
حمد الله على سلامتك يا أسماء ولا بأس عليك طهور إن شاء الله.

وكالعادة عرض رائع جزاك الله خيرا.

العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-04-03, 10:32:32
اقتباس
هذا حال المؤمنين، لما كانوا من المجاهدين، فلما تركنا الجهاد، وخالفنا الشرع، وصارت شدتنا على أنفسنا، وليننا أمام أعدائنا، سلط الله علينا بدنوبنا من لا يخافه ولا يرحمنا، فملك بلادنا، وتحكم فينا.

ما أبلغ هذا الكلام
وما أحسن تشخيصه للواقع
-------------------------
جزاك الله خيرا يا اسماء على هذا التلخيص
وطهور ان شاء الله

السؤال الذي طرحته علي حساس جدا، ويحتاج بسطا في القول لشرحه
وكنت قد أعددت سابقا بحثا يبين هذا، لكني اخشى ان اشوشك اذا عرضته باختصار
لكن سأحاول

 

العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-04-03, 11:08:56
الحقيقة عند علماء البلاغة هي المعنى الأصلي الذي وضع اللفظ ليعبر عنه
.. مثلا: السهم هو هذه الأداة الخارقة الجارحة التي تنطلق من القوس
ثم يمكن ان أستخدم لفظ السهم لأعبر به عن شخص يجري بسرعة خارقة، فأقول: انطلق كالسهم.. أو انطلق سهما خارقا... او استعمله لأعبر عن جمال العين فأقول: أصابني سهم عينيه في كبدي...
فهنا (سهم) استخدم بشكل مجازي

فالتعبير عن السرعة وعن القطع بالسهم هو تعبير مجازي، وحقيقة السهم انه تلك الأداة المعينة.

طيب.. بالنسبة لصفات الله عز وجل.. عندما يقول ربنا تبارك وتعالى: يد الله فوق أيديهم
يقول علماء السنة: إن لفظ اليد هنا مجاز، لأن اليد في اللغة تعني العضو المعين ذا الأصابع الخمسة، المكون من لحم وعظم وعصب، وهذا غير جائز على الله سبحانه وتعالى .. وبالتالي فعندما نقول أن (يد الله) تعني صفة من صفات الله لائقة بجلال الله ولا تشبه صفات المخلوقين فهذا مجاز، لانه صرف للفظ عن معناه الحقيقي الموضوع له في اللغة.
ابن تيمية رحمه الله لم يوافق على هذا، وقال أن المجاز في العقيدة لا يجوز، لأن المجاز ليس بمعنى محدد، وبالتالي فهذا يفتح المجال للتأويلات غير اليقينية وربما التحريف في العقيدة. فلا بد أن نثبت الألفاظ على معناها الظاهر.
فماذا بالنسبة لصفة مثل صفة اليد؟
هنا يضع ابن تيمية تعريفا للحقيقة مختلفا عن تعريف علماء البلاغة واللغة، فيقول ان المعنى المتبادر الى الذهن من اللفظ بالنسبة لمن يتعلق به هذا اللفظ هو المعنى الحقيقي للفظ
وعندما نقول (يد الله) فان المعنى المتبادر لذهن السامع ليس اليد العضو المكون من لحم ودم وعظم بل معنى يليق بجلال الله سبحانه، فهذا هو المعنى الحقيقي للفظ، ويجب ان نثبته، ولا نؤوله ولا نقول مجاز.

النتيجة: هناك من العلماء من هم مثل الشيخ علي الطنطاوي والامام حسن البنا رحمهما الله تعالى، ممن يحاولون ان يوفقوا بين أقوال هؤلاء وهؤلاء، ويظهروا نقاط الاتفاق بينها ويضيقوا الخلاف، فيقولون: ان كلا الفريقين متفق على ان المعنى اللغوي الحقيقي غير مقصود، وان المعنى يجب ان يكون لائقا بجلال الله سبحانه، ثم اختلفوا: فمنهم من قال هذا المعنى معروف ونثبته، وهم اتباع ابن تيمية، ومنهم من قال هذا يعني اننا سنفسر اللفظ بالمجاز، فنبحث له عن المعاني المجازية المتوافرة في اللغة، والتي تناسب السياق، ومنهم من قال نتوقف في ذلك، فنؤمن بما قال الله تعالى، ونكل المراد منه اليه سبحانه، ولا نسأل كما لم يسأل الصحابة من قبلنا.

ومن العلماء من يتشدد في هذه الفروق بكل اسف، ويتهم المخالف بأنه مبتدع ومنحرف عن منهج السنة، ويحدث بهذا انشقاقات كبيرة بين الجماعات الاسلامية، نعاني منها فرقة وضعفا وضغائن وعداوات... تفجرت بعد زمن الثورات وأذهبت ريحنا وأشمتت فينا عدونا
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

آمل ان يكون الشرح قد وضح لك الصورة.
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-04-03, 20:47:23
سلام عليكم
جزاك الله خيرا ماما هادية على الافاضة وصل المعنى الي

من ما سبق بعنب تبادرت الى ذهني آية في سورة آل عمران
"هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ "
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-04-04, 08:25:27
 emo (30):

تماما

أحسنت يا أسماء.
  ::ok::
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-04-04, 19:42:01
سلام عليكم

واكمل مع تاني ركن من اركان العقيدة

الايمان بالله واليوم الآخر 
نحن والموت
نحن والموت على اصناف اربعة صنف يهتف مع الشاعر الاحمق (ما مضي فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها) قول احمق 

1-هذا الصنف لا يفكر في موت، ولا يعد لمقبل، ويظن الامس قد فني، لا والله ما فات ولكن قيد علينا سيئة وحسنة و"المؤمل غيب" غيب عن الحس، حاضر في النفس موجود عند الله، آت لا شك فيه، وهذا الصنف هو شر الثلاثة، الذي لا يفكر ولا يذكر الموت.
2-وصنف يذكر الموت لكن على قول الشاعر عمر الخيام حيث يقول اذذا كان الموت حقا لا شك فيه، وكانت الحياة قصيرة لا بقاء فيها، فلنملئها بالعشق والهيام، ونهرب منها الى كأس المدام، فنمضي العمر في اللهو.
3-وصنف يذكره، لكن كذكر الشاعر ابي العتاهية له، وكأنه يقول " رأيت الموت غاية كل حي" من دون ذكر ما بعد الموت.

ولكن أهل الحق، يعرفون أنه ليس الغاية بل إنه البداية، وما هو بنوم ولكنه يقظة من النوم" الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا"

الحياة الاخرى

حقيقة هي الحياة، لكن لمن له بصر يرى بأن حياة الانسان مراحل، فقد كان يوما منطويا على نفسه، مكوما في بطن أمه، ولو كان يفكر ساعاتها لظن آن خروجه من بطن أمه يكون موتا مع انها ولادة، وهكذا مثالنا نحن مع الموت، الذي هو في حقيقة الأمر خروج من هذه الدنيا، وانتقال الى عالم أرحب الى عالم البرزخ.
الاستعداد للموت

الانسان مغروز فيه طول الامل، لذلك كان الموت أقرب شيء في حواسنا منا، وأبعد شيء عنا في افكارنا عنا، نشيع الجنائز ونفكر في الدنيا، نرى المقابر وقد امتلأت بالموتى، ولا نفكر أن سنكون يوما من ساكينيها، الانسان ينسى الموت، لكن المؤمن يذكره دائما ويستعد له بالتوبة والاستغفار ورد الحقوق الى أهلها، والمداومة على محاسبة النفس، يخاف يوما تتقلب فيه الوجوه والابصار. وتأتي ساعة الموت التي لا مفر منها، فلا ينفع ساعتها الا الصادقين صدقهم، ساعة حق لا يوقفها لا طب وعلم ولا أي شيء، فقط ن أحياها هو الذي يستطيع أن يأخدها، "وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ".

يوم القيامة
الايمان باليوم الآخر (يوم القيامة) الركن الثاني من أركان العقيدة، ولا يكاد يذكر الا ويكون مقرونا بالايمان بالله. والمؤمن ينبغي له أن يذكره دائما، لكن ليس ذكرا لمجرد ان هذا اليوم موجود، لا بل الذكر يكون مقترنا بأعمال يبتغي بها وجه الله تعالى، ويتقي بها الوقوف بين يديه في هذا اليوم، ,ان كل أعماله محصاة في كتاب سيقرأه، اما أن يكون له او عليه.
كما أن هذا اليوم له موعد، وقد صرح القرآن الكريم بأنه لا يعلم موعدها إلا الله وحده، وأنها لا تأتي إلا بغتة، لكن ورد في القرآن أنه أحداث غريبة في هذا الكون منها :أنه  يخرج من الارض دابة تكلم الناس، أما صفتها وكيف تكلم الناس فهذا عند الله وحده، ومن ذلك ايضا : يأجوج ومأجوج وخروجهم، والله لم يبين من هم واي الامم هم، وما بلدهم ولا أين يقع هذا السد، فوجب الايمان بهذه الاحداث دون الكلام فيها بلا دليل سمعي ثابت. وامور اخرى كثيرة وردت في الاحاديث الصحيحة.
ابتداء الساعة
يكون ابتداءها بزلزال هائل، لايشبه ما يعرفه الناس من زلازل يقع والحياة البشرية لازالت مستمرة، فيصاب المجتمع البشري بفزع عام يصل الى درجة أن الام تذهل عن رضيعها، والحوامل يسقطن من الرعب ما في بطونهن، ويغدو الناس كأنهم سكارى، إومما يرجع القول على الزلزال قوله تعالى "ِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3"
وفي القرآن نصوص صريحة، تدل على أن كثيرا من السنن الكونية(قوانين الطبيعة)، تطرأ عليها تبديلات وتغييرات، ومن هذه الحوادث: أن الجبال تصيبها رجفة أرضية هائلة، وتنسف نسفا فتسير كما تسير كثبان الرمل، ثم تغدو سرابا وتصير الارض كلها مستوية.
النفخ في الصور
لا نعرف ما الصور، وماهي حقيقتهن ولا كيفية النفخ فيه، والذي جاء في القرآن: أنه ينفخ فيه فيفزع من في السموات والارض، فلا يبقى من الارض احياء، وتمضي مدة الله أعلم بمداها، ثم ينفخ فيه اخرى، فتعود الحياة لكل ميت.
البعث والحشر
يبعث كل ميت على الحالة النفسية التي مات عليها، يظن أنه لم يمر عليه إلا ساعة أو ساعات، لذلك علمنا ديننا أن نسأل الله حسن الخاتمة.
وقد ضرب الله لنا الأمثال في القرآن : كأصحاب الكهف مثلا الذين ناموا ثلاثمئمة وتسع سنين، ثم قاموا يظنون أنهم ناموا ساعات، وايضا مثل الذي مر على القرية الخالية الخاوية، هذه حال الناس عند البعث، يظن أحدهم أنه نام قليلا واستيقظ. يومها يرى المرء صديقه الحميم فلا يسأل ولا يهتم به، يهرب من أخيه وأمه وأبيه، لايهتم إلا بنفسه، بل إنه يضحي بهم ويقدمهم أفدية له، ويتركون هكذا أمدا لا يعلمه إلا الله، ثم يساقون الى الحشر جميعهم، والجن والشياطين والوحوش، ثم يأمر ربنا بجهنم فتبرز للناس من بعيد ويقول لهم :" أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ، وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ، هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"

ويأمر ربنا بأن يفرز المجرمون، فيتمنى كل واحد منهم أنه لم يكن بشر. ويجمع الكافرون في جهنم هم وما كانوا يعبدون من آلهة، ويقول لهم ربنا: "وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ"، وينظر الضعفاء الى المستكبرين، الذين جعلوا أنفسهم زعماء في الدنيا، وقادوا قومهم الى الشرك والكفر، فاستنصروهم فقالوا:" إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ"، فأجابوهم بالبراءة وأنهم لا يستطيعون دفع العذاب حتى عن انفسهم، وساعتها يتبرأ كل معبود من ممن كان يعبده، حتى الشيطان يعترف لمن تبعه بكذبه، ويتملص من الالتبعية ويلقيها كلها عليهم، ما كان له من حول ولا طول، ولا نفع ولا ضر، وأنه يملك إلا الوسوسة. "وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ"
الحساب
الوقوف بين يدي الله، وقيام ميزان العدل المطلق، الذي لا يضيع مثقال حبة من خردل، ولا أصغر من ذلك، تحصى المرء أعماله كلها، وتبرز نياته الخيرة واخلاصه القلبي، فتكون له ثقلا في الميزان، وما كان في قلبه من نفاق يكون عليه. محاكمة عادلة لا ينفع فيها إلا عمل الانسان، والعفو من الله، ولا يسعف من كان له مال ولا جاه، ولا يستطيع أحد أن ينفع أحدا، ولا يجد أحد شفيعا يشفع له إلا من بعد أذن ربه، وشفاعة الآخرة ليست كالدنيا، فشفاعة الآخرة تكون عندما يريد برنا أن يرحم أحدا، ويريد بتكريمه أن يشرفه، يجعل الشفاعة سببا ظاهرا لهذا العفو.
الشهود والبينات
حكمات الآخرة قاضيها رب الارباب، وبيناتها شهادة الانبياء، والملائكة الذي كانوا يحصون الأعمال.
الكتب والصحف
هذه الصحف تسجل فيها كل اعمالنا في الدنيا، تكون مطوية ومخفية، سرا لا يدري به الخلق، فإذا حل يوم الحساب، نشرت وأعلنت مثل نتائج الامتحانات، تكون سرا عند الفاحصين لا يعلم بها سواهم فإذا جاء موعد الاعلان، علم بذلك كل الناس، والراسب هنا يسقط في جنهم ويخسر، وإلا ذلك فإنه تنشر وتوزع فمن كانت حسناته اكبر من سيئاته فهو يومها في فرح واستبشار-اللهم اجعلنا منهم-  من كان العكس ايقن هلاكه، وظلمه لنفسه.
الدفاع والاقرار
إذا وقف الناس للحساب، لجؤوا الى الانكار، وحلفوا كذبا على براءتهم، ونسوا انهم أمام رب العالمين الذي يعلم ما في النفوس، فيمسك الله بألسنتهم، ويأمر اعضائهم التي مارست الحرام فتقر بما صنعت، فإذا اخذوا بإقرارهم، عاتبوا اعضائهم، وكيف يفر المرء من جلده، وبصره وسمعه، وهذه عاقبة كل كافر بالله، منكر ليوم الحساب، لا يمتد إلى ابعد من هذه الدنيا، ويختفي بذنبه من الله، والله مطلع عليه، فكيف يتوارى من شاهد هو معه، لا يستطيع مفارقته؟
والحساب أنواع، منه اليسير كحساب من اخذزا كتابهم بيمينهم، ومنه الشديد كحساب القرية التي عتت عن أمر ربها ويخرج الناس من الحساب وهم اصناف، السابقون المقربون، وأصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة.
ويمرون على صراط من فوق جهنم، يسرعون باجتيازه بمقدار قربهم من الله، فينجو المتقون، ويسقط فيها والعياذ بالله الظالمون.
الجنة وجهنم
الجنة
أنها تجري من تحتها الانهار، واهلها يحلون فيها من اساور من ذهب، ولباسهم فيها حرير، وأن فيها أنهارا من لبن وخمر وعسل، وكل هذا جاء على وجه التقريب للأفهام، لأن اللغات البشرية موضوعة في الأصل للتعبير عن أشياء أرضية، فما من شيء في الجنة يكون كالذي في الارض، وقد ذكر هذا في قواعد العقائد، حيث ذكر أن العقل البشري لا يستطيع الإحاطة بها، أو تمثيلها.
وليس دخول الجنة بالتمني والتشهي، ولكن بالإيمان والطاعة. "لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ"، فالمؤمن الذي يدخل الجنة، يكون فاعلا للخير، لا يكون منفعلا للشر، وأن يصبر على ما يلقى في سبيل تمسكه بدينه، فيكون من الصابرين، فإن اجتاز الصراط، تحققت النجاة إلى جنة عرضها كعرض السموات والارض.
جنة اعدها الله للمتقين، ومن هم هؤلاء المتقون؟ وماذا كانوا يصنعون؟ لعلنا نصنه مثلهم فنكون معهم، والمتقون هم " الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ "
هذه بعض صفاتهم، فمن اتصف بها بعد تصحيح العقيدة، وصدق التوحيد، أدخله الله بكرمه ومنه الى الجنة. والجنة درجات، فيفها جنة النعيم وهذه خصصت للسابقين السابقين، وجنة سماها الله بالغرفة ووعد بها عباده الذين يجمعون صحة الاعتقاد، واستقامة السلوك، وكثرة العبادة، وعلو الاخلاق، وهم مذكرون في سورة الفرقان، وأن فيها امكنة مثل جنة المأوى، جنات عدن، ولمن خاف مقام ربه جنتان، وأن فيها عليين.
أما عن أحوال أهل الجنة، فإنهم يجتمعون بإخوانهم وأهلهم، في ود وصفاء، تصف لهم الأسرة والارائك، وفرش من شيء اسمه الاستبرق، ويخدمهم فيها خدم صغير، يطاف عليهم بالطعام، وتحمل لهم الاشربة، يقصدون من أركان الجنة حيث شاءوا، ولا يقولون فيها إلا خيرا، وإذا تحدثوا تذكروا احوال الدنيا، وما كان من أمرهم فيها، يقولون " وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، وعفوك ومغفرتك، أعذنا من النار، وأدخلنا الجنة بسلام.
جهنم
جهنم ليست بنار كالتي نعرفها، هي من نوع آخر، إذ لو كانت كنار الدنيا لأحرقت كل شيء، لكن جهنم فيها شجر الزقوم، وفي جهنم شراب ولكنه ماء كالصديد، وفيها ثياب لكنها من نار، وفيها ظل و ظلل لكنها من نار، هذه عاقبة من آثر الدنيا وترفها، وأصر على الكفر، وأنكر البعث
فإذا انتهى الحساب، وحقت كلمة العذاب على الكفار، يساقون الى جهنم زمرا، حتى تغتاظ جهنم نفسها من كفرهم واصرارهم، وخزنتها لا ينقضي عجبهم من حماقتهم وعنادهم، فأقروا بأنهم كانوا صما لا يسمعون، وأنهم قد عطلوا عقولهم فلا يفكرون، ولجهنم سبعة ابواب، وهي مغلقة بمزاليج ضخمة، كأنها أعمدة، وهم يلقون فيها في مكان ضيق، مربوطا بعضهم ببعض.
ببلوغ الانسان بسلوكه جهنم، راح يحاول الخروج منها، ويعدو أنه إن أعيد للدنيا راح يستدرك النجاح في دورة أخرى، لا يدري أنه اذا خرج من الدنيا لا يعود إليها، ومن دخل النار "وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ" فيكون الجواب الحاسم، "أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ " فيلجأ الى خزنة جهنم، يظن أنهم يملكون له نفها، فيقولون لهم" وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ، قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ" فاذا يئسوا منهم، عمدوا الى مالك، رئيس حرس جهنم، فأجابهم الجواب الحاسم، "إنكم ماكثون"، فيفكرون في ان يفتدوا انفسهم، كما يفتدون الدنيا بالمال، ولكن هيهات: "وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ، وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" فلا تنفعهم محاولاتهم ابدا للخروج، وهنا يكثر الحديث والاختلاف.
أهل الجنة اخوان على سرر متقابلين، وأهل جهنم في نزاع وجدال،" هَٰذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ۖ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ، قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ، قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ، وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ، أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ، إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ"
كما ان هذا الجدال يعقبه حوار من آخر، بين أهل الجنة والنار "وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ...... وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
الاعراف
الذي يفهم من الآيات، أن الاعراف مكان بين الجنة والنار، يقوم فيه مدة من الزمان من قصرت به حسناته عن دخول الجنة، يرون منه الجنة ويأملون دخولها، ويخاطبون أهلها، ويرون النار ويعوذون بالله منها ويكلمون اصحابها "وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ، وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
ورأوا في جهنم ناس جبارين عرفوهم في الدنيا، فنادوهم وقالوا لهم" قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ" وسيرون أنه لا يغني عنهم من شيء، لا حليف ولا أليف، اذا مات فينزل وحده للقبر، وإذا بعث وحده، واذا وقف للحساب فوحده، هذه حقيقة مشاهدة في الدنيا، ولكن عميت عليها الأبصار والبصائر، فيا رب افتح ابصارنا حتى نرى الحقائق الدالة عليك، ونور بصائرنا حتى نبصر الطريق الموصل اليك، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن يا عفو يا غفار.[/size] 
آمييين           

يتبع ان شاء الله مع  تالث ركن من اركان الايمان -الايمان بالقدر
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-04-06, 01:45:10
 good::)(
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-04-10, 18:55:47
سلام عليكم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ
اهلا بك اختي سيفتاب تسعدني متابعتك لتلخيص الكتاب

اكمل بإذن الله مع الركن الثالث من اركان العقيدة: الايمان بالقدر

الايمان بالقدر 
قوله تعالى "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ"
وقوله "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" الذي يفهم من الآيات أن القدر هو السنن التي سنها الله لهذا الكون، وأن كل ما فيه قد خلق بمقادير معينة، ونسب محددة، فما من موجود الا وقدر قبل ايجاده مقداره وعدد ذراته، وكمية العناصر التي يتالف منها ونوعها، وما يعرض له من امتزاج بغيره، وانفصال عنه، وما يناله من حركة وسكون، كل ذلك محدد منذ الازل.
والفرق بين القضاء والقدر كمثل "ولله المثل الاعلى" مشروع هندسي حيث يكتب على لوح المشروع، التصميم للمهندس الفلاني، والانجاز للمقاول الفلاني، فالمهندس يرسم المخططات ويعين كل تفصيله في المشروع،  وهذا مثال القدر، والمقاول ينفذ ما قدره المهندس، وهذا مثال القضاء، وكلاهما لله وحده، وكما يمكن للمهندس أن يغير في التصميم إذا أراد ذلك، فالله جعل من رحمته جعل الدعاء والصدقة سببا في رفع بعض ما كان مقدرا، قدرها وحده ورفعها بالدعاء وحده.
القدر يشمل كل موجود أوجده الله، وعلم ما سيكون له وما يكون منه، وهنا تعترض طالما مشكلة خاض فيها الخائضون، وهي أمر الثواب والعقاب، إذا كان ما يقع في الكون مرسوما ومعلوما عند الله من قبل، وكانت سنن الله لا تبديل لها ولا تغيير، فكيف يكون الثواب والعقاب؟

في الواقع أن الانسان له حرية، له عقل يستطيع أن يحكم به على الامور المادية، يميز بين الخير والشر، يدرك أن الصلاة خير، وأن الزنا شر، لا يشك أي أحد في ذلك، أليس إن قصد العبد المسجد استحق الثواب، وإن قصد بيت من بيوت المجون استحق العقاب؟ التلميذ يستطيع أن يمضي ليال الامتحان في اللهو، كما يستطيع أن يشغلها بالجد والمثابرة؟ فهذا يكون اختيارا، يعني انسانا مخيرا.
وإن استطعت أن أمشي برجلي للمسجد بإرادتي، لأن الله جعل عضلاتها خاضعة لي، ولكني بالمقابل لا استطيع التحكم في عضلات قلبي ومعدتي، وهذا التلميذ الذي درس فهو إما ذكي لا يحتاج وقتا كبيرا للدراسة، وإما غبيا فيحتاج الى جهد اكبر للفهم، فهو لا يملك منح الذكاء لنفسه، ولا اختيار والديه والزمان الذي وجد فيه، هذه كلها أمور لا يملكها الانسان، فهو من هذه الناحية محبر
فالانسان مخير في حدود الطاقة البشرية، وكونه مجبرا في بعض الحالات لا ينفي عنه صفة الحرية، كالسيارة مثلا صنعها الانسان تمشي في حدود محركها، فسيارة الشحن لا تمشي بسرعة سيارة السباق، لكن هذا لا ينفي عنها صفة القدرة على السير، وكذلك الانسان، تعترضه في الحياة عوارض تعطل إرادته، وتؤثر فيه أمور لا يملك دفعها ولا ابدالها، ولكن ذلك لا ينفي أنه حر، فهو حر ضمن الحدود الانسانية، وليس الها ليصنع ما يشاء.
فمن لا يملك حرية لا عقاب له، والله إنما يؤاخذنا على ما نملك الخيار في فعله أو تركه، للانسان ما كسب، وعليه ما اكتسب، والله لا يظلم مثقال ذرة، وليس حكمه كحكمنا وعدالته كعدالة البشر.
التلميذ الذي يأخذ العقاب من معلمه، يراه هو ظلما لكن معلمه يراه عدلا، فهذا العقاب لمصلحته، وليس للتلميذ أن يطبق مقاييسه الناقصة على عدالة معلمه، فكيف نطبق نحن مقاييسنا البشرية للعدالة على الله؟
ألا يكون الحكم الذي أراه أنا ظلما هو عين العدل بعدالته سبحانه وتعالى؟ ألم يكن سيدنا الخضر محقا عندما خرق السفينة وهو عين العدل، ورآه سيدنا موسى عين الظلم.
السرعة الى اصدار الاحكام قبل الاحاطة بالواقع، دوما تجعل الحكم فيه عدل لكن نسبي، لكن المحكمة الالهية محيطة بكل شيء ما اسر وما اعلن.
وهذا إن تناولنا مسألة التسيير والتخيير من جانب الوضع القائم المشاهد، أما عن تناوله من جانب النصوص فهو على شكل قواعد كالتالي:

1.   إن عمل العقل منحصر بفهم النصوص، ولا يستطيع أن يدرك من نفسه حقيقة القدر بالتفصيل، لأنه عاجز عن الخوض فيما وراء المادة، لذلك ينبغي اجتناب المباحث التي يوضحها النص.
2.   أن نعرف أن الاصل هو القرآن، فإن تعارضت منه آية منه وحديث من آحاديث الأحاد، ولم يمكن التوفيق بينهما على شكل مقبول، أخذنا بالآية.
3.   أنه لا يمكن أن يكون في القرآن أو صحيح الاحاديث نص صريح ينكر وجود أمر واقع مشاهد ملموس، لأن الذي انزل القرآن هو الذي أوجد الواقع، ولا ينفي ربنا ما اوجده
4.   إن كثيرا من النصوص التي يفهم منها الاجبار، ونفي الاختيار عن الانسان، كقوله تعالى "هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ" فلا يملك الوليد الذي صور بنتا أن يجعل نفسه صبيا، ولا الأسود أن يصير أبيض، وما يشير مثلا إلى الأحداث الكونية التي هي فوق طاقة الانسان كقوله تعالى" [أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ، لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا]"  كلها امور لا يؤاخذ العبد عليها، ولا يمكن أن يجبر الله  عبده على امر بحيث لا يستطيع تركه ثم يعاقبه عليه، لكنها تؤثر في صلاح أو فساد الانسان بعض التأثير، وليست من صنعه.

وهذه النصوص هي التي وقفت عليها بعض الفرق المنحرفة، وأساؤوا فهمها، وكان عليهم أن :
1.    التفريق بين آيات الإخبار عن مشيئة الله وقدرته، وتصرفه في ملكه، والآيات المتعلقة بالثواب والعقاب.
2.   اعتبار مجموع النصوص لا الوقوف عند أفرادها، فمن يقرأ قوله تعالى" يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ" يفهم منه بادي الرأي أن الهدى والضلال أمر مقرر، قدره الله تعالى العباد، فجعل هؤلاء ضالين، وهؤلاء مهتدين. ولكن اذا انتبه الى قوله " وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ" علم أن الهدى والضلال ليس إلزاما من الله، ولكنه تبع لحالة المرء، فإن كان متقيا، كان القرآن هدى له، وإن كان فاسقا كان له ضلالا. ومع ذلك تبقى الشبهة قائما فيقول أحدهم، وما أدراني إن كان الله قد جعلني من المتقين او من الفاسقين؟ فإذا انتبه الى قوله تعالى" لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" وقوله "إِلَّا الْفَاسِقِينَ، الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ" علم أن المسألة، ليس فيها إجبار، وأن مردها إلى صفات وأعماله داخلة في نطاق حرية الانسان وطاقته.
فأنت تستطيع أن تؤمن بالغيب وتقيم الصلاة، وتنفق في سبيل الله، كما أنك تستطيع أن تنقض العهد تقطع الموصول، وتفسد في الارض، أمور في طاقتك عملها، وفي امكانك تركها، فإن عملت الثلاث الاولى، كنت بذلك من المتقين، فاستحققت الهداية، وإن عملت الثلاث الاخرى، كنت بذلك من الفاسقين، فاستحققت الضلال.
ومع هذا كله لكن هناك من احتج بعصيانه على القدر، تقول للزاني لما زنيت؟ فيقول: لأنه قدر علي ! وهي حجة واهية، مردودة على وجهين:

1.    لأن الحساب والعقاب يكون على العمل، وعلى الدوافع والبواعث إليه. وهذا الزاني لم يطلع على اللوح المحفوظ، وير أن الزنا مكتوب عليه، ويذهب ليزني تنفيذا لحكم القدر، وإنما تبع الشهوة، وطلب اللذة العاجلة، واستجاب لنداء الشيطان.
وقد احتج المشركون بمثل هذه الحجة "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا" فرد الله عليهم بقوله تعالى "قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ" أي من أين عرفتم قبل أن تشركوا أن الشرك مقدر عليكم؟ وهل جربتم الايمان فوجدتم أنه ممتنع عليكم؟
2.   لو كان  هذا المحتج صادقا، لرضي بكل ما قدره الله عليه، والملاحظ أنه لم يصبر عليها، واستعمل كل عواطفه لجلب لذة الدنيا، ودرء الالم فيها، ولم يشخر عقله لقمع الشهوة، ومنع النفس ن الحرام الذي ترغب فيه، وهو يعلم ما فيه من عقاب؟
نحن والسلف أمام عقيدة القدر
خصوم الاسلام يتهمون المسلمين اليوم بالتواكل والتكاسل، لأنهم يؤمنون بالقدر، وفي هذه التهمة بعض الحق، لان السبب فيها سوء فهم التأخرين لعقيدة القدر، لأن بالقعل اتخدها المسلمون حجة لارتكاب المعاصي، وسببا للكسل، مع أن سلفنا قد اتخذوا منها دافعا الى العمل والجهاد.

قرأنا أن " ما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوتك" فظن قوم أن مقتضى ذلك ترك الكسب، وإهمال السعي، وننتطر أن تمطر السماء، وقرأ ذلك السلف، ففهموا أن عليهم أن يعملوا كل ما في وسعهم، وأن يبذلوا لجمع المال الحلال كل ما في طاقاتهم، ثم اذا استفرغوا الجهد رضوا بما جاءهم، فلم يسخطوا على ربهم، ولم يحملوا الحسد لمن نال من اخوانهم أكثر مما نالوا.
وسمعنا أن الأجل محتوم، فاتخذنا ذلك سببا لإهمال التوقي والاحتياط، وإضاعة المسؤوليات، وسمع ذلك اجدادنا فقالوا: إذا كان الأجل محتوما لا يموت أحد قبل موعده ولو خاض اللهب وتلقى بصدره الرماح، فلنعمل لما يرضي الله، نجاهد بأنفسنا في سبيل الله، لا نخشى الموت لأن الموت محتوم، له موعد لا يسبقه ولا يتأخر عنه. ولنجاهد بألسنتنا  في انكار المنكر، ومواجهه الطاغي الظالم بكلمة الحق، فأقبلوا لا يخشون في الحق أحدا، ولا يخافون شيئا في الله.

وفهمنا أن كل شيء مقدر، فأهملنا دراسة سنن الكون، وقوانين الطبيعة التي جعلها ربنا سببا للنفع والضرر، وكان سلفنا هم علماءها، وهم الذي يعرفونها ويستفيدون منها، فكان من نتيجة ذلك أن هبطنا من الذروة إلى الحضيض، وهم كانوا بالإيمان سادة الدنيا وقادتها وأساتذتها فصرنا المسودين المقودين، وفتحوا بسيف الحق ثلث العالم المتحضر، وفتح عدونا بسيف الباطل قلب بلادنا.
وبعض منا رأى أن حياتنا كلها فسدت، وأن الاحياء منا قد ذلوا وذكرنا عز اجدادنا وصلاحهم، تحول يأسنا من الحاضر إلى أمل بالماضي، ونشأت من هنا مظاهر تقديس الأموات، والاعتماد عليهم وانتظار المدد منهم، فصرنا نقيم الاضرحة، ونتوسل بها ما رجع بنا الى فريب من عقائد الجاهلية، وكل هذا رد فعل لسوء حاضرنا، وجلال ماضينا.

العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-04-10, 19:00:31
و اكمل مع مقدمة للركن الرابع عن الغيبيات

الايمان بالغيب
فيما سبق من القواعد العقيدة قدم الكتاب على أن الحواس لا تصل الى كل موجود، ولا تدرك بحواسنا، أقربها إلينا الروح التي يحيا بها كل واحد منا، من ينكر وجود الروح؟ لا أحد. من أدرك ماهية الروح؟ لا أحد. فالعالم المدرك المشاهد، هو الذي سماه القرآن، (عالم الشهادة)، والعالم المغيب عن حواسنا هو عالم الغيب.

عالم الشهادة يستوي فيه الجميع في الايمان والتصديق بوجوده، فلا فضل في الايمان به لأحد على أحد (من العلم الضروري). ولكن الفضل في الايمان بالغيب، من يؤمن بما لا يراه ويصدق بوجوده، اعتمادا على صدق الخبر، وهذا ما يمتاز به المتقون، ولذلك كانت أول صفة لهم في سورة البقرة، أنهم "يؤمنون بالغيب" ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نؤمن بالغيب؟
كيف نؤمن بالغيب ولم يعطنا الله الحواس لندركه؟ لو اعتمدنا فقط على حواسنا، وتركنا لعقولنا الحكم على ما جاءت به الحواس، لبقينا جاهلين بما وراء المادة، لكن الله من رحمته بنا، انه لم يتركنا على عجزنا، بل أخبرنا بما يحتاج إليه العقل من خبرها.

وهذه الاخبار ليست من داخلنا أو إلهاما روحيا، ولكنه آت من الخارج بطريق من ثلاث:
•   أن يضع الله هذه الاخبار في الانسان، بإلهام أو بمنام، أو بنوع من التلقي لا يوصل إليه بالجهد البشري، فيعبر عنها.
•   بأن يسمعها من غير أن يرى قائلها الحقيقي، فتصل الى اذنه ويعيها
•   الثالث وهو الاعم والأكثر أن يرسل الله واحدا من مخلوقاته الخيرة، التي تسمى الملائكة، الى واحد من البشر، فيبلغ الناس برسالته.
أما الغيب الذي يجب أن نؤمن به هو
 
الغيب الذي هو ركن من اركان الايمان والذي يكفر منكره، ما جاء في القرآن، أما ما كان في السنة فلا يكفر صاحبه، بل يفسق.
والفرق جاء في الرواية والنقل، فالقرآن نقل متواترا والذي في المصحف، هو فعلا ما نزل على رسول الله، أما الحديث فنقل آحاد عن آحاد، ولقد بذل علماء الحديث أقصى ما تصل إليه الطاقة البشرية في تمحيصه، ولكنا لا نقطع مع ذلك أن الحديث الذي رواه الشيخان وأصحاب السنن، قد قاله رسول الله، كما نقطع بما أن المصحف هو القرآن المنزل. لذلك كان أن من أنكر عقيدة جاءت بصريح القرآن كفر، ومن أنكر عقيدة وردت في صحيح السنة فسق ولم يكفر، هذا إن ردها عنادا أو خلافا، أما إذا كان من أهل الحديث، ورد الحديث لعلة في سنده أو متنه، فلا شيء عليه.
المغيبات
التي أخبرنا بها ويجب علينا الايمان بها، هي الملائكة والجن، والكتب والرسل، واليوم الآخر، وما فيه من حساب وعقاب، والقدر، وما جاء في القرآن عن خلق السموات والارض، وخلق الانسان، وكل ما أخبر به القرآن.
أقسام الغيب:
•   قسم لم ندركه ولكن أدركه غيرنا من البشر، كقصة سيدنا يوسف مثلا.
•   قسم لم يدركه البشر، وإن كان من الممكن عقلا أن يدركوه لو قدم الله موعد ايجادهم، كالحوادث التي كانت من قبلهم.
•   قسم لا يمكن إدراكه بالحواس، ولا الحكم عليه بالعقل، كصفات الله.

العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-05-06, 22:49:56
سلام عليكم
أكمل بعد شهر من الانقطاع بحمد الله ومنه، وذلك حقيقة لتقاعس مني وقلة تنظيم للوقت

الايمان بالملائكة والجن
الخبر الصادق طريق من طرق العلم (بمعنى اليقين)، وأننا نوقن بما نصدق الخبر به كما نوقن بما نراه ونسمعه. وهو لازم اذ لولاه لاقتصر البشر على عالم المادة، ولفقدوا السمو الخلقي، والرفعة الانسانية، اذا أن الاخلاق لا تبنى الا على العقيدة، لان الانسان مفطور على حب نفسه، وجلب النفع لها، فلا يعمل عملا يكون فيه لذة أو كسب.
ولو أن رجلا لا يملك الا دينارا، ورأى صندوق للايتام، فهل سيتبرع به إذا كان لا يؤمن بالله، ويبيت طاويا ولا يخبر أحدا؟
أما المؤمن فإنه يضعه في الصندوق لأنه يعلم أنه يراه، ويثاب عليه يوم القيامة، المؤمن وحده هو الذي يدع فعل الشر، سواء كلن وحده أم مع الناس، أما الذي يعمل الخير للثناء فهذا بعيد عن معتقد المؤمنين.
الملائكة
وجود الملائكة ثابت في القرآن، فمن أنكر وجودهم فقد كفر. ورد في القرآن وصفهم:
•   أنهم خلقوا قبل البشر. وخبرهم ربنا :" إني جاعل في الارض خليفة"
•   أنهم خلقوا للطاعة :"ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"
•   أن الله لما أتم خلق آدم، علمه الأسماء وامتحنهم بالسؤال فلم يعرفوها حتى أعلمهم بها، فأمرهم بالسجود له، سجود تحية لا سجود عبادة.
•   أنهم يتشكلون بأشكال مادية أحيانا، ويظهرون بصورة بني آدم، كما حدث في صورة مريم.
•   أن مقرهم السماء ينزلون منها الى الارض بأمر من الله.
•   أنهم درجات وأصناف في أصل الخلق، وفي مقام العبودية.
•   ومن أعمالهم التي خبر القرآن بها، أنهم يثبتون المؤمنين في المعارك، وأنهم يدعون ويستغفرون لهم، ويبشرون المؤمنين عند الموت ويؤنبون العاصين.
•   أنهم لا يتناكحون ولا يتناسلون، ولا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة.
ثمرة الايمان بالملائكة
ازدياد الشعور بعظمة الله، إذ وكل الملائكة بالدعاء للمؤمنين، والتحرز ما أمكن من المعاصي، والاقدام والشجاعة في الجهاد، حين يتصور أنهم يؤيدون المجاهدين، بأمر من رب العالمين، ومن ثمراته الاجمالية التشبه بهم في لزوم الطاعة، واجتناب العصيان، وتقوية الجانب الملائكي.
الجن
خبر الله في القرآن بأنه خلق خلقا آخر، تعجز عيوننا عن رؤيتهم على صورهم الاصلية، والذي يجب الايمان، ويكفر منكره وإن لم يخصصه الله بالذكر، ويجعله من أركان الايمان صراحة.
•   خبر الله أن الجن خلقوا من نار، ولا يلزم من هذا أن يحرقوا كل ما يلمسوه، كما لا يمنع أن يكون الله قد حولهم الى طبيعة اخرى مثل الانسان خلق من طين، ولكنه لم يبق طينا أنشأه خلقا آخر.
•   أنهم خلقوا قبل الانسان:" والجان خلقناه من قبل من نار السموم"
•   أنهم يروننا ولا نراهم، وهم مكلفون مثلنا ويحاسبون كما سنحاسب نحن:" وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون".
•   أن رسالة الرسول صلى الله عليه، بلغتهم كما بلغتهم رسالة سيدنا موسى من قبل.
•   أن منهم الصالحون والعاصون، وأنهم أصناف كالبشر.
•   أن الله سخرهم لسيدنا سليمان.
•   أنهم لا يعلمون الغيب، لذلك لبثوا يعملون لسليمان بعد ما مات.
•   أن الله تحداهم، كما تحدى البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
•   أنهم كانوا يتحسسون أخيار السماء من الملائكة، فلما جاء الاسلام منعوا من ذلك ورموا بالشهب:" وأن كنا نقعد منها مقاعد للسمع، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"
الشياطين
وهم كفار الجن، وأبوهم إبليس، وقد قال قوم أن إبليس من الملائكة، ولكن الصحيح أنه من الجن." فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه"
الشياطين في القرآن
•   الشيطان هو العدو الاول للبشر، أخرج اباهم من الجنة، ويغريهم الآن بسلوك أهل النار، ومع ذلك يتبعونه ويدعون ما شرع الله الى وسواسه.
•   أن الشياطين يتناسلون، ويكون لهم ذرية وأنهم كلهم من إبليس. "أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني"
•   سلط الله الشيطان على الناس، لكنه لم يعطه القدرة على النفع والضرر.
•   عمله الوسواس والاغراء بالشر، برنامجه كله ينحصر في الشر والفحش والخلاف، ومن شأنه أن يدفع أولياءه الى اثارة الشبه بين المؤمنين، ومن شأنه أيضا أن يشغل المؤمنين عن ذكر ربهم، حتى ينساه فيقدم على المعاصي. 
•   أنه يخذل اتباعه ويتخلى عنهم في ساعة العسرة، ويخون العهد :"كمثل الشيطان إذ قال الانسان اكفر، فلما كفر، قال إني برئ منك إني اخاف الله رب العالمين"

شياطين الانس
من رغب بالفاحشة وزينها للناس بالصور العارية، أو القصص الداعرة، ومن دعا إلى عصبية الجاهلية الاولى أو الجديدة، تجعل من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أمما، وتحيل وحدتهم الى فرقة، ومن صرف الناس على طريق الجنة الى طريق النار، وأنساهم ذكر الله، فهو من شياطين الجن :"وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون"

العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-05-06, 23:01:00
ونكمل مع الايمان بالرسل


الرسل جميعا بشر، يولدون كما يولد البشر، ويمرضون ويصحون، ويموتون مثلهم، ليس فيهم شيء من الالوهية، ولكنهم يوحى إليهم، وقد عجبت الامم من الوحي، فقال لهم الله " أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم، أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا"، وعجبوا أن يكون الرسول بشرا ومنعهم من الايمان" أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا"، فرد الله عليهم إنما يكون الرسول من جنس من أرسل إليهم" لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين، لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا".
فإن كان الرسول بشرا مثلنا، يجوز عليه ما يجوز علينا، فهل يخطىء كما نخطىء؟ الجواب هو

•   يمكن أن يكون الخطأ في مجال التبليغ عن الله، وفي بيان الشريعة وهذا النوع من الخطأ يستحيل الوقوع فيه من جانب الرسل جميعا، لأن الرسول لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. ولذلك كانت الاسوة ثابتة لكل الرسل.
•   إما أن يكون الخطأ في أمر شرعي اجتهد فيه الرسول، ولم ينزل فيه شيء من الوحي، وهذا يمكن للرسل أن يقعوا فيه، ولكن الله لا يقرهم على الخطأ بل يبين لهم وجه الصواب، كما وقع للرسول في قصة الاعمى وأسرى بدر، فمن يفكر في موقفه مع الاعمى يرى أنه عين الصواب أن يأجل مسألة الاعمى التي ليست مستعجلة، حتى ينتهي من كسب كبار القوم لنصرة دعوته، إنه هو الصواب في مقياس البشر، ولكن لما نزل الوحي بمقياس آخر، تبين أن ميزان الله أقوم من موازين الناس، وأن حكم من خلق العقل أصح من حكم العقل.
•   ويمكن أن يكون الخطأ في أمر من الأمور الإدارية والحربية، لأن البشر الرسول يفكر مثل البشر، وقد كان الرسول يسألونه في مثل هذه الاحوال: هل القرار وحي أم أنه الرأي والمشورة.
•   أما الامور الدنيوية الخالصة، قد يخطىء في الامور الصناعية والزراعية والطبية 
الرسول لا يعلم الغيب
القرآن قد صرح أن الرسول لا يعلم الغيب، " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله، ولا أعلم الغيب، ولا أقول لكم إني ملك، إن أتبع إلا ما يوحى إلي" .
الرسل كثيرون وأصول الرسالات واحدة
بين الله أن لكل أمة من الامم رسولا أرسله إليهم" وإن من أمة إلا خلا فيها نذير" ولكن الله لم يذكرهم كلهم،
الاسلام لا يفرق بين الرسل
الاسلام اوجب على تعظيم كل الانبياء والمرسلين، فالمسلم يجب أن يحب عيسى وموسى وغيرهما كما يحب محمد عليه الصلاة والسلام، فالنصراني الذي دخل في الاسلام مثلا لا يخسر عيسى بل يربح الرسولين معا، وقد ورد في القرآن ذكر خمسة وعشرين رسولا" وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ" منهم من اقتصر القرآن على ذكر إسمه كإدريس وذي الكفل، ومنهم من اورد قصته موجزة كإسماعيل وإسحاق ويونس، ومنهم من أورد قصته مفصلة كإبراهيم وموسى ويوسف وعيسى.
المعجزات
لما اسري بالنبي لم تصدق قريش ذلك لانه لا يمكن تحقيقه بوسائلهم المعروفة آنذاك كالابل، وكلن هذا المستحيل صار اليوم ممكنا، فلو قيل لعلماء الطبيعة قبل قرن أو إثنين إن الناس سيركبون متن الريح، أو سيخترقون الهواء ويسجلون خطب الخطيب  لاستعجبوا، مع أنه وقع اليوم وصار معروفا، فكيف تحقق المستحيل؟
المستحيل قسمان: مستحيل في العادة كما ذكر سابقا، ومستحيل العقل كإجتماع النقيضين، الوجود والعدم مثلا، وكتبدل هوية الشيء فلا يصبح الكتاب ملعقة، بمعنى اذا كان الانسان مع مرور الوقت قد صير مستحيل العادة ممكنا بالعلم فكيف برب السنن افلا يصيره ممكنا؟

الكرامات
قد جاء ذكر ثلاثة انواع منها
نوع وقع على يد الرسل لما تحدتهم أقوامهم، وإثباتا لرسالتهم، وتأكيدا لصدقهم ويسمى المعجزة.
ونوع وقع على يد ولي صالح، كوجود الطعام عند مريم في المحراب.
ونوع وقع على يد كافر، كما صنع السامري لبني إسرائيل من الحلي عجلا له خوار، وتسمى استدراجا. ووجب الايمان بها بأنها ممكنة الوقوع، وبكل ما ورد في القرآن، أما ما يرويه الناس عن الاولياء والكرامات، فهو خبر يحتمل الصدق والكذب، فإن وقع من ولي وصدقت به، لم يكن عليك من الله شيئا، وان لم يصح عندك ولم تصدق به، لم يكن لك من الله من شيء.
المعجزة والسحر
لما كانت المباراة بين موسى والسحرة، ألقوا حبالهم وعصيهم، فرآها الناس حيات وثعابين، وألقى موسى عصاه فصارت حية، وأكلت هذه الحيات. فهل الامران سواء؟ هل عمل موسى من جنس عمل سحرة فرعون؟
إذا كان من جنسه فلماذا آمن السحرة؟ كان عمل السحرة خداعا للبصر وايهاما للناس، لكن عصى سيدنا موسى فتحولت حقا الى حية، لذلك آمن السحرة من فورهم أنهم رأوا شيئا ليس من السحر، ولا من التخيل، شيء هز قلوبهم حتى اضطرها إلى الايمان وبلغ منه مبلغا، جعلهم يتحدون فرعون ولا يبالون، كما صغرت الدنيا في عيونهم وعرفوا أن عذابهم فيها قليل أمام نعيم الآخرة، لذلك صرخوا في وجه فرعون " فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)   
معجزات محمد عليه الصلاة والسلام
وهما معجزتان: القرآن، ووهذ المزايا المفردة التي جعله الله بها أهلا لحمل رسالة الاسلام.
كان بشرا مثلنا في المقومات العامة للصفة البشرية، ولكن ليس فينا من هو مثله في عظمته، ولم يخلق الله من هذا الطراز الا رجلا واحد  اسمه محمد ابن عبد الله، عليه افضل الصلاة وازكى التسليم.
وإن من الظلم أن نقيس عظمة سيدنا رسول الله بعظمة آخرين، لأن فيهم من كان عقله عظيما لكن فقير العاطفة، لأن رسول الله وحده من جمع العظمة واطرافها، وما من أحد من العظماء إلا وكانت له نواح يحرص على سترها أو كتمانها، ويخشى أن تتطلع عليها الناس، نواح تتصل بشهوة، أو ترتبط بعائلة، أو تدل على ضعفه، ومحمد وحده الذي كشف حياته للناس جميعا، وهو وحده الذي أذن لأصحابه أن يذيعوا عنه كل ما يكون منه فيبلغوه، وروى نساءه كل ما كان بينه وبينهن، لقد رووا عنه كل شيء، كيف يأكل، كيف يشرب، وكيف ينام، وكيف يقضي حاجته، وكيف يتنظف من آثارها.
عظمة سيدنا محمد كانت عالمية في مداها، وكانت شاملة في موضوعاتها.
وكان مؤمنا بما يدعو إليه، وكثير ممن نعرف من الدعاة، قديما وحديثا، يقولون بألسنتهم ما تخالفه افعالهم، ويعلنون على الملأ ما لا يأتونه في الخلوات، وتغلب عليه طبائع نفوسهم، في ساعات الرغبة والرهبة والغصب والحاجة، فينسون كل ما يقولون، رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يقف يوما محاضرة احكام جامعه للاسلام، ولم يقم مدرسة لها ساعات ودروس، ولم يجلس في حلقة وعظ، بل كان يبلغ ما يوحى إليه في البيت والمسجد والطريق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حين تدعو الحاجة إليه، ولكنه يقول ذلك بلسانه وعمله، ويعبر عنه بقوله وفعله، فقد كان خلقه القرآن، بمعنى أن كل فعل من أفعاله، أن كل فعل من أفعاله، وكل خلق من خلقه، آيات تتلى، ومحاضرة تلقى، وحلقة درس ومجلس وعظ، لأنها كلها تنطلق بما يأمر به القرآن.

كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه، ويستغفر قيل له :ألم يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ أفلا أكون عبدا شكورا؟ ولو اتهمت فتاة من أشرف الأسر، أترون انها تسجن؟ وينفذ فيها الحكم؟ أم تمتد الى قضيتها مئة أصبع، فتستر الجرم، أو تسهل المحاكمة، أو تهون العقاب؟
وقعت قضية كهذه على عهد الرسول، فتاة من أشرف أسر قريش، من بني مخزوم سرقت، وثبت الجرم، وتقرر الحكم، فسعى ناس في الوساطة لها، يظنون أن الرسول سيعفو عنها، فإذا هو يثور ويغصب ويفهمهم أنه إنما اهلك من قبلهم، أنهم اذا اجترم الشريف تركوه، وإذا اجترم الضعيف عاقبوه، وإذا به يقول لهم قولته العجيبة" لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" فيكون بهذا وطد ركنا ثابتا في الاسلام، حيث تقرر أن الحدود لا تسمح فيها الشفاعة. وكان هذا عنده أمرا طبيعيا لأنه كان يعيش بالدعوة، وأي شيء يعترض معها يقطعه.
وقد فرغ رسول الله مما يحيا له الناس، وفرغ من مطالب النفس كلها لا كما يدعي بعض الزهاد، كان يأكل مما قدم إليه من الطيبات، وإن لم يجد صبر على الجوع حتى يبرح به فيربط على بطنه الحجر، وقد لبس عليه الصلاة والسلام العمامة والقلنسوة والعمامة بلا قلنسوة، وكان لا يحرم زينة الله التي أخرج لعباده ولا الطيبات من الرزق، لكنه لم يحرص عليها ولا يجعلها أكبر همه.
كذلك فرغ رسول الله من شهوة الغنى والجاه، وقد عرضت عليه قريش هذا ورفض، وايضا فرغ من أمر الشهوة الجنسية، غير أن بعض المستشرقين، وذلك لأنهم درسوه بعقليتهم المريضة فدلوا بقولهم على أنه شهواني، على جهل بعلم النفس، وجهل بتاريخ محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وبعد عن النزاهة والحياد في البحث.
إن أشد أيام الرغبة الجنسية هي سن الخامسة والعشرين، وهذه السن خطرة على الجميع، ويجب الحذر من ما يجر إلى المعصية، ومتابعة النظر الى المحرمات، فأين كان محمد في هذا السن؟ وكان بإمكانه لو أراد، اذ لن يمنعه أحد.

إن سيرة سيدنا محمد مكشوفة للعدو والصديق، وتزوج وهو في سن الخامسة والعشرين فهل تزوج من فتاة بكر؟ أم تزوج امرأة في سن أمه، أرملة في الاربعين، وسائر زوجاته أما كن أغلبهن أرامل؟ وقصة زواجه من زينب اجترها الخصوم كثيرا، إما عن سوء فهم أو تحريف للحقائق.
زينب امرأة جميلة وهي قريبة رسول الله، ولو كان قد فكر بالزواج بها لكان ذلك، ولكن الله جعلها محورا لإصلاحين اجتماعيين من الاصلاحات الاسلامية؟
أراد الاسلام أن يقضي على العزة الجاهلية، والشعور بالطبقية، بتزويج زينب من زيد وهو الاسير المتبنى، وكانت حياتهما سلسلة متصلة من النزاعات، وكانا يريدان الطلاق وفي كل مرة يقول له رسول الله "أمسك عليك زوجك"، حتى فاض الكأس فطلقها.
وهنا يأتى العبىء الثاني وعلى رسول الله تحمله، بزواجه من زينب لإبطال عادة التبني، وبيان أن زوجة المتبنى لا تحرم على المتبني، وكان هذا اصعب ما مر برسول الله، لكنه تقبل حكم ربه بقلب راضي غير ساخط.
وهنا تظهر خلق حسن، ألا وهو قوة الخلق وهو نصر على النفس، وطبائعها وغرائزها ورغباتها وميولها.
تصور لو أن رجلا قتل أحب الناس إليك وأعزهم عليك، ثم جاءك مستسلما لدعوتك وأنت داعية، فمالذي ستفعله؟ لقد عفا رسول الله عن وحشي قاتل حمزة، لما أسلم لكن غلبته طبيعته البشرية فقال له لا تجعلني أراك، وهند التي فعلت الافاعيل لكنه عفا عنها وبايعها وقبل اسلامها، وأهل الطائف لما أسلموا عفا عنهم، والاكبر من هذا كله أهل مكة بعد سلسلة من طويلة من التعديات والاساءات يقول لهم " اذهبوا فأنتم الطلقاء "
أليست كل هذه الاخلاق معجزة في حد ذاتها، من يفعل كل هذا أو من يستطيع أصلا أن يفعل ذلك؟ وها هو الصادق الامين يرد الودائع لما هاجر لقريش، فهذه الاخيرة كانت قد استأمنت رسول الله عليها، لكن على ما كان بينهم فقد اعادها لهم، فكيف يستودعونه وهم خصومه لن لم يكن معجزة في أمانته وأخلاقه.
كانت سيرته كلها معجزة، في كل ناحية منها عزة وعظمة، في قوة جسده، في روحه الرياضية، في ثباته في المعامع حتى كان أبطال الصحابة يحتمون به، في إقراره بالحق وصدقه في التبليغ، حتى أنه بلغ الآيات التي نزلت في تخطئته وفي عتابه، في ذوقه وحسه المرهف، حتى أنه هو الذي سن آداب الطعام وقواعد النظافة، كان مثل اصحابه في كل شيء حتى أن القادم لا يراه فيقول :"أيكم محمد" ، وقد كان عليه الصلاة والسلام محببا الى كل قلب، كما عاش رسول الله حياة الفقر زهدا في الغنى لا عجزا عنه.
كل هذا فيه اعجاز، و فيه الدليل على أن الله ما اختاره  لأسمى الرسالات، وما جعله خاتم الانبياء، حتى أعده الله لذلك إعدادا جعله واحدا في بني آدم، ليس له نظير عليه افضل الصلاة وازكى التسليم.


يتبع إن شاء الله الايمان بالكتب
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-05-08, 18:29:54

بارك الله لك يا Asma ويسر لك وجزاك خيرا
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-05-09, 13:32:35
سلام عليكم  emo (6):

ماما هادية الكتاب على مقربة من الانتهاء، وكان هو البداية فما هو اقتراحك للخطوة القادمة ان شاء الله

اهلا سسفتاب تسعدني متابعتك  ::happy:
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-10, 09:57:39
جزاك الله خيرا يا اسماء على هذا المجهود الكريم.
كريم فعلا، لأنك لم تكتفي بأن تنتفعي بالكتاب وحدك، بل أحببت ان يعم نفعه الجميع، فساهمت بهذه الملخصات القيمة، على ما في ذلك من استهلاك للوقت والجهد
جعله الله عملا خالصا لوجهه الكريم، وأجزل لك المثوبة والعطاء

أعتذر منك لأني لم أتابع الحلقات الاخيرة، فعندي انشغال مكثف هذا الاسبوع  emo (7):
لكنني اطلب اليك -ان سمح وقتك- ان تجمعي ملخصاتك في ملف وورد منظم، وترفعيها هنا، لأضيفها في موضوع (ملخصات الكتب) بالساحة الثقافية، ليصبح اقرب تناولا لعدد اكبر من المستفيدين

الكتاب التالي  :emoti_17:...
 اذكر اني رشحت لك عددا من الكتب في موضوع ما... اليس كذلك؟  :emoti_17:
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-05-10, 18:12:31
تمام
نبدأ بالعقيدة
وأنا اقترح عليك كتاب : تعريف عام بدين الإسلام
للشيخ علي الطنطاوي

أرجو أن تبدئي به.. وتشاركينا باستفساراتك او ملاحظاتك حوله

وفي هذه الاثناء: اقترح عليك ان تقتني مصحفا بهامشه تفسير الجلالين... وتبدئي بقراءة ختمة مع تفسيرها
وتقتني كتاب رياض الصالحين للإمام النووي... والذي جمع فيه أصح الاحاديث في كل باب من ابواب الدين تقريبا، وتشمل العقيدة والفقه والرقائق والتزكية وغيرها
وحاولي ان تقرئيه، وتحفظي من كل باب حديثا او حديثين بحسب قدرتك

وللكتاب شروح كثيرة.. منها نزهة المتقين... ان احببت مساعدة في فهم معاني المفردات

اذا انجزنا هذا خلال شهر او شهرين مثلا.. ننتقل بعون الله للسيرة النبوية والفقه والثقافة الاسلامية

ما رايك في هذه الاقتراحات؟


سلا عليكم

ماما هادية كان اتفاقنا ان تكون مع الكتاب تفسير وحديث وبعدها ننتقل للسيرة والثقافة الاسلامية فهدا ما جاء في ردك، فما هي الخطوة القادمة
بخصوص السيرة فانا اتابع دروسها عند أستادتي أسماء في جمعيتها فهل يمكنني ان افعل شي آخر معها
وبخصوص الكتاب فقط ينقصه بعض التنظيم، واضعه إن شاء الله تعالى
اعانك الله وسدد خطاك لما يحي ويرضى
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-05-10, 20:04:43
ماما هادية

قد فكرت قليلا في موضوع الكتاب، هذه الايام اقرا كتاب سيد قطب رحمه الله معالم في الطريق وحقيقة وددت أن أبدا في تلخصيه فما رايكم لو كان هو الكتاب القادم، كتاب قيم ولي فيه بعض التساؤلات
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-11, 21:16:25
ماذا فعلت بخصوص "رياض الصالحين" و "تفسير الجلالين" لأطمئن على تحصيلك من القرآن والسنة؟
أما السيرة، فمتابعة الدروس مع استاذة اسماء تكفي ان شاء الله، ولعلها هي ترشح لك كتبا او ملخصات للمادة.

كتاب "معالم في الطريق" على صغره دسم جدا جدا، وخطير أيضاً اذا فُهم على غير وجهه.. ولهذا هو ممنوع في معظم البلدان الاسلامية، لأنه يهدد العروش... وقد يؤدي للتطرف غير المحمود إذا تلقاه من كانت حصيلته من العلوم الشرعية فقيرة.
هذا ما بدا لي بعدما رأيت تأثيره المختلف باختلاف شخصيات قرائه وخلفياتهم العلمية والثقافية، والله اعلم..

على أية حال فما دمت قد بدأت في قراءته بالفعل فأكمليه.. وعلى استعداد لتلقي اسئلتك حوله ان شاء الله، ونتساعد انا واستاذة اسماء في الاجابة عليها بعون الله..

لكن بالنسبة لخطتي السابقة، فأرشح لك الآن كتاب: "شبهات حول الإسلام" و" معركة التقاليد" كلاهما للأستاذ محمد قطب.. وهما يدخلان في بند الثقافة الإسلامية

بعدهما... أو متزامنا معهما، أرى أن تتوسعي في تاريخ وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم... وأرشح لك في هذا الصدد إما موسوعة "حياة الصحابة" للإمام الكاندهلوي، وهي ثلاث مجلدات، أو "نجوم في فلك النبوة" وهو كتاب واحد سلس واسلوبه ادبي جميل، أعتقد انه موجود في مكتبة الجمعية عند الاستاذة اسماء، اذ اذكر أنني اهديته لها من بضع سنوات
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: Asma في 2014-05-12, 16:47:22
سلام عليكم ماما هادية ::happy:
بخصوص رياض الصالحين فأنا بحمد الله أحفظ الكثير من الاحاديث الآن، وكتاب التفسير كدلك قرات منه لكني لم اكملهما لحد الآن لكن عن قريب إن شاء الله اكملهما

بخصوص الكتب سأبدأ في تحضيرها وقراءتها والله المستعان  :blush:: :blush::
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-12, 17:15:03
أنا أيضا لا أشجعك الآن على "معالم في الطريق" يا أسماء.هناك كثير يجب أن يمر به الواحد منا قبل أن يعرض لتساؤلاته الكثيرة .
العنوان: رد: الحنيفية السمحاء
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-06-20, 19:22:41
عزيزتي أسماء
فرغت الآن من قراءة ملخصاتك كلها
ما شاء الله
جهد متميز
تقبله الله منك، ونفعك به في الدنيا والآخرة، وبارك به
أرجو ان تكملي الكتاب ولا تتواني عن ذلك
لكي نجمع الملخص مع بقية الملخصات المهمة التي أنتجها اعضاء المنتدى
ليعم بذلك النفع، وتكون لك صدقة جارية ان شاء الله