المحرر موضوع: _*( أملى أن يرضى الله عنّى )*_  (زيارة 4903 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nader

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 245
  • الجنس: ذكر
  • _ _ ( وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون ) _ _
_*( أملى أن يرضى الله عنّى )*_
« في: 2009-03-31, 05:42:51 »
أملى أن يرضى الله عنّى

هكذا نطقها شيخ المجاهدين أحمد ياسين رحمه الله
وبها عاش حياته
ولأجلها أكرمه الله عز وجل بالشهادة
إننا حين نقتفى أثار الرجل نستطيع أن نخرج بنتيجة واضحة ..فخمسون عاما والرجل يجاهد فى سبيل الله ويثخن فى أعداء الله ويربّى الرجال جيلا بعد جيل ليكونوا حملة راية الجهاد والحق مستمسكين وظاهرين بها لا يضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك , ثم يأتى مسك الختام : الشهادة فى سبيل الله ..
فمن المنطق أن أقول أننا نحسب أن الله سبحانه وتعالى قد رضى عن الشيخ الشهيد .. لأن المقدمات تدل على النتائج ..
وهنا مربط الفرس لدينا الآن ..
أليس كل واحد منا يدعو الله عز وجل أن يرضى عنه ؟ ومن منا لا يفعل ذلك ؟
ولكن السؤال الأهم .. كيف يرضى الله عنّا ؟
إننا نبحث إذن عن رضى الله عز وجل , ولربما تأتى آية الرضى فى سورة الفتح بصورة ملحة على ذهنى الآن : ( لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة , فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا )
ألسنا نبحث عن الرضى ؟ فيجب علينا إذن حين نسمع الآية نقف عندها طويلا , فقد رضى الله عنهم ونحن نريد أن يرضى الله عنا .. فماذا فعل هؤلاء لكى يبلغوا هذه المنزلة العظيم ؟
لنراجع إذن مشهد البيعة العظيم :
فبعدما عرض الرسول بنود البيعة الخطيرة ليطالب الصحابة - وهم قليل - يومئذٍ بالبيعة له ..
فيمد الصحابة أيديهم ليبايعوا رسول الله ..
فيقوم أسعد بن زرارة وقد اعتقد أن القوم يبايعون ولم يتفكروا فى البيعة بعد جيدا .. ولا يدركون مسئوليتها ليقول للصحابة :
يا قومي أتدرون على ماذا تبايعون ؟؟ أنتم تبايعون على عداوة القاصي والداني , تبايعون على ترميل النساء وتيتم الأطفال وضياع الأموال إن وافقتم على البيعة وبنودها فعز الدنيا وعز الآخرة , وإلا خزي الدنيا وخزي الآخرة .
قالوا : انتهيت يا أسعد ؟
قال نعم.
قالوا: يا رسول الله مد يدك نبايعك على أن يكون الثمن الجنة .
وعندها فقط رضى الله عنهم ..
الأمر عظيم وليس بيسير .. لقد أدرك سيدنا جعفر بن أبى طالب أن رضى الله لا ينال إلا بالعظيم , فيقف أمام ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين قبل غزوة مؤته ليصرخ فيهم :

أما أنا فقد بعت نفسي يوم أن خرجت من المدينة :

ومن الذي باع الحياة رخيصة      ورأى رضاك أعز شيء فاشترى 


أم من رمى نار المجوس فأطفئت      وأبان وجه الصبح أبيض نيرا 


ومن الألى دكوا بعزم أكفهم         باب المدينة يوم غزوة خيبرا 
 
ثم قال : اللهم اشهد، اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى


إذن هو رضى الله عز وجل ..

,, فأقبل على العدو كالأسد الهصور، فقطعت يمينه في أول النهار، فأخذ الراية في يسراه وأعلن لا إله إلا الله محمد ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فقطعت اليسرى، فأخذ الراية بساعديه على صدره، فأقبل الروم بالرماح فدكوا الرماح في صدره حتى وقع شهيداً على الأرض، والرسول عليه الصلاة والسلام يتابع جعفر من المدينة وجعفر في مؤتة قريباً من أرض معان في الأردن وراءها مئات الأميال، فلما قتل جعفر نحب عليه الصلاة والسلام بكاءً عليه، فهذا شوق الحبيب لحبيبه، وجعفر لم يبك يوم قطعت يمينه؛ لأن العظماء لا يبكون في وقت العظمة، وإنما أخذ يتبسم ويقول:

يا حبـذا الجنة واقترابها     طيبة وبارد شرابها 


والروم روم قد دنا عذابها      كافرة بعيدة أنسابها 


         عليَّ إن لاقيتها ضرابها 


,,

وليس أدل من موقف أبى بكر حين يمشى بثوبه المرقع - وهو أبو بكر التاجر - فيسأل جبريل رسول الله عن أبى بكر .. فيخبره الرسول أن أبا بكر تصدق بكل ما يملك .. فينزل جبريل لسيدنا رسول الله فيخبره أن الله راضٍ عن أبى بكر .. فهل أبو بكر راض عن الله ؟
فيخبر رسول الله أبا بكر فيبكى الصديق رضى الله عنه وحق له البكاء ..
وهل فعلت هذا إلا لكى يرضى الله عنّى  !!


.. اللهم ارض عنّا يا رب العالمين ..

Now I’m alone filled with so much shame

For all the years I caused your pain

If only I could sleep in your arms again

Mother
.. I’m lost without you



You were the sun that brightened my day

Now who’s going to wipe my tears away

If only I knew what I know today

Mother..  I’m lost without you





غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: _*( أملى أن يرضى الله عنّى )*_
« رد #1 في: 2009-03-31, 07:09:53 »
اللهم ارضى عنا و رضنا بما قسمت لنا

بالفعل , هل نقدر على فعل ما فعله الصحابة ليرضى الله عنا ؟؟؟

جوابي هو نعم , و اكيد نعم

من وضع رضاء الله هدفا له نصب عينيه و استعان بالله في التخلي عن ما يريد من اجل ربه , سيقدر على كل شيء

الإنسان يمتلك قدرات كبيرة و ما يحتاجه هو الصبر و الدعاء و التمسك بحبل الله و الثقة بالله اولا و اخيرا

جزاك الله خيرا يا اخ احمد على الموضوع المهم
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: _*( أملى أن يرضى الله عنّى )*_
« رد #2 في: 2009-03-31, 09:45:38 »
بارك الله بك يا أحمد وزادك من فضله

تعلم يا احمد... المهم هو أن يستديم الانسان هذا الشعور بهذا الهدف والتجرد له طيلة أيام حياته مهما امتدت ومهما تشعبت
ولا يكون هذا انفعالا مؤقتا ترتفع حرارته لأقصى مدى، ثم ما يلبث أن يهمد ويتبدد مع مضي الانسان في السعي لاكتساب معاشه وبناء حياته

استدامة البيعة، واستدامة السعي نحو الهدف دون انحراف ودون تشاغل، هو الاستقامة التي لخص بها النبي صلى الله عليه وسلم سر النجاة يوم المعاد عندما سأله السائل: قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك، فقال له نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم: قل آمنت بالله ثم استقم..

والاستقامة هي التي وصف بها الله تعالى أحبابه من عباده حين قال: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}

ترى يا أحمد هل سيبقى هذا هو كلامك وهذا هو هدفك بعد عشرين عاما من الآن؟

ذلك هو السؤال


 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: _*( أملى أن يرضى الله عنّى )*_
« رد #3 في: 2009-03-31, 11:55:44 »
بسم الله الرحمن الرحيم

تعليقان منفصلان أكتبهما بمشاركة واحدة، ونجعل الثالث أولا!


وحشتني يا أحمد
emo (30):


أما أول التعليقين فبيعة الشجرة التي نزل فيها قوله تعالى: "لقد رضي الله..." غير التي قام فيها سيدنا أسعد وقال ما قال، فبيعة الشجرة هي بيعة الرضوان يوم الحديبية، إذ خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم بألف وأربعمئة لا يحملون سوى السيوف في قرابها، وقد قدموا الهدي، فمنعتهم قريش البيت الحرام، وجاءت الأنباء أن سيدنا عثمان رضي الله عنه قد قتل بمكة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعثه ليعلم قريشا أنهم ما جاؤوا لحرب.

فكانت البيعة على غزو قريش في عقر دارها وهم بعيدون عن ديارهم ولا سلاح معهم يكفي ولا عتاد

بينما البيعة التي تكلم فيها سيدنا أسعد فكانت بيعة العقبة الثانية


أما آخر التعليقين، فعن الثبات الذي عنته ماما هادية في مشاركتها، وكلنا يعلم الجملة المشهورة: ليس النجاح أو التفوق هو الأصعب، بل الحفاظ عليه.
غير أنني أرى ما هو أصعب من الحفاظ على النجاح والتفوق، إذ كلنا معرض للسقوط بعد النجاح، وللكبوة بعد الرفعة، لا يكاد ينجو من ذلك بشر، وما أظن اختبار الله عز وجل عبده ينحصر في مجاهدة نفسه على الخير حتى يعتاد ذلك وينتهي الأمر
بل الاختبار أشق وأصعب، والنجاح فيه أحلى وأجمل
أن تسقط هاويا، ثم لا ييئسك هذا من رحمة الله، ولا يقنطك من كبير عفوه، فتعاود المسير إليه، وتجد السعي نحوه

لعلك لن تلبث إلا أن تسقط ثانيا، فهل تعود أو يراودك يأسك من جديد؟

هكذا تتجدد همتك، ويتجدد امتحان البداية كل مرة
ويتجدد فيك صدق الطلب
ويتجدد فيك معنى الافتقار
وينمحي عنك معنى الغرور
ويتول عنك شوائب الكبر
وتمر أيامك.. فتكون عبدا ما أخوفه من مكر ربه، وما أشد سعيه نحو مولاه، وما أحسن ظنه بسيده

هكذا يكون أملك حقا مرضاته جل شأنه

فليست حماسة تصحو حينا وتغفل أحيانا
وليست خمولا يآخي نعاسا يعيشان معا في أحلام يقظة

وليست كذلك خفقانا من عليٍّ لأعلى، وسيرا من جميل لأجمل

بل لست أكاد أجزم أن الاستقامة لا تكون إلا كما وصفت أعلى


هامش:
إذا كان من ضرورات السير إلى الله الزلل لتجديد المتابعة، فعلى العبد أن يحرص أن تكون زلته بعيدا عما حرم الله
وإذا كان الحال ألا دوام على حال، فليكن معيار محسابتنا هو أقل ما نصل إليه، فبه نؤاخذ، لا أعلى ما نحققه فمن يعلم.. مقبول هو أو غير ذلك؟!


emo (30):