الصوفية والأشاعرة

[فتاة مسلمة]

السلام عليكم

بعد إذنكم إذا أمكن أن يكلمني أحد عن الصوفية وليس المبتدعة فيها وعن الأشاعرة بصورة حيادية تامة

أو أن يدلني أحد عن كتب أبحث فيها لأجد فيها ضالتي

وسؤال يدور برأسي

فلقد درست عن الصوفية من قبل والصوفية الحقة أراها جيدة أو فيما درسناه كان ذلك

فهل من الخطأ إن تصوفت ؟؟!!!!!!!!!!!!!

مهم جدا فأرجو الإسراع

[الشيخ محمود الأزهري]

أختنا الكريمة
التصوف هو ذلك السلوك والعلم الذي يهتم بالإحسان المذكور في الحديث الشريف (أخبرني ما الإحسان: قال ان تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
وأما الأشاعرة فإنها تسمية لفريق كبير من علماء أهل السنة والجماعة .. نسبة إلى الإمام أبي الحسن الأشعري حفيد الصحابي الكريم أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه .
وهذا الإمام كان من أوائل الذين مزجوا أيّدوا الأدلة القرآنية والنبوية بالأدلة العقلية وأثبت أن العقيدة الإسلامية يستوعبها العقل ولا يعتمد إثباتها فقط على النصوص ..
لأن عصره ظهر فيه من يلحد ولا يؤمن بوجود الله تعالى ..
او من لا يعتمد على الأدلة النصية في إثبات العقيدة وأدى به رأيه إلى خرافات كثيرة في العقيدة ..
فكان الإمام الأشعري صاحب منهج وسطي يجمع بين العقل والنقل لتصحيح عقائد المسلمين ومناظرة الملحدين والمبتدعين
والأغلبية الساحقة من علماء التفسير والقراءات والحديث والفقه والأصول واللغة من الأشاعرة .. وكلهم تركوا لنا الكتب التي نعتمد عليها
كالقرطبي وابن كثير والنووي وابن حجر العسقلاني والعز بن عبد السلام سلطان العلماء



وماما هادية تستطيع إفادتك بشكل اكبر حلو هذا الموضوع

[أبو بكر]

 

بارك الله فيك يا شيخ محمود فقد قلت الخلاصة و إذا أرادت الأخت فتاة مسلمة التفصيل فسأكتب لها رداً إن شاء الله هذا المساء

موضوع جميل و مهم جداً
بارك الله فيكم جميعاً

[فتاة مسلمة]

ربنا يجازيكما خيرا

وأتمنى تحديد بعض الكتب التي يمكن مطالعتها

ولكن سؤال

هل يجب على المسلم أن يتبع هذا النمط في استخدام العقل والبحث بعقله عن الأدلة العقلية أو تطبيق نمط الاستدلال العقلي على كل ما يحيطه للوصول للحق أو ( ليحق الحق ) - كما يقولون -

وهل هذه المسميات يجب أن يكون الإنسان داخل بوتقتها ؟

وكيف يسير الإنسان في الدرب الصواب - أي كيف يكون المسلم - ؟

[أحمد]

الكتابة عبر الهاتف صعبة لكن الأمر يستحق
الله المستعان

التصوف معارف ورياضات تحقق في العبد ما يؤمن به من عقائد وما يعلمه من أحكام فقهية

لذا يأتي الشروع فيه بعد أخذ القسط الضروري من علمي العقيدة والفقه أمرا في غاية الضرورة

وفي الحقيقة الضرورة هنا تشمل أمرين:
ضرورة التصوف لدارس العقيدة والفقه لئلا يحصل الإنسان علما يكون حجة عليه

وضرورة تقديم القدر الضروري من هذين العلمين قبل الشروع في التصوف كي يكون الإنسان على بصيرة فيما يسلك من رياضات وما يتلقى من معارف

السؤال الآن
ما هذه المعارف وما هذه الرياضات؟

الرياضات هي أن يأخذ المرء نفسه بالتزام ما أمر الله به وما نهى عنه ويسمى ذلك رياضة لأن الإنسان يأخذها بتدرج فيبدأ بالفرائض ثم النوافل وهكذا حتى ويحتنب تسعة أعشار المباح خوف الحرام

وذلك كما يقول الحديث ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب .... الحديث في البخاري

وأما المعارف مهي النور الذي يقذفه الله في قلب العبد كلما علا إلى الله درجة
سواء بأن يفتح عليه فهما خاصا أو يبلغه ذلك عن طريق شيخ يأخذ عنه

وذلك كما يقول الله تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله
 
وهنا تظهر ضرورة تقديم العقيدة والفقه لئلا يقدم نفلا على فرض أو يلبس عليه الشيطان أمرا يظنه صحيحا وهو فاسد أو ينخدع في شخص يظنه شيخا صالحا وهو غير ذلك

والله أعلم

[أحمد]

أما الأشعرية فهي طريقة اتبعها فقهاء المالكية والشافعية وبعض الحنابلة في دراسة عقيدة أهل السنة كعلم
أقول كعلم لأن هناك تناول فكري للعقيدة وآخر سلوكي

وهناك طرق أخرى لأهل السنة في دراسة العقيدة كالتي اتبعها فقهاء الأحناف وكالتي اتبعها أكثر الحنابلة

وكل هذه الطرق لم تخرج عن اصابة السنة لأنها جميعا اتفقت على كليات واحدة وإنما اختلفت في طرق دراسة وتفصيل الكلام في جزئيات هذه الكليات

تحظى الأشعرية بكوكبة من علماء  المسلمين الذين كان لهم تأثير إسلامي عام كالغزالي وصلاح الدين الايوبي

[ماما هادية]

 

جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات الطيبة

هل اكتفيت يا فتاة مسلمة؟ أم لديك مزيد من الاستفسارات؟

[فتاة مسلمة]

جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات الطيبة

هل اكتفيت يا فتاة مسلمة؟ أم لديك مزيد من الاستفسارات؟

بالطبع لم أكتفِ

وأتمنى الإجابة عن أسئلتي السابقة

وألا يوجد شيئا أقرأه لأفهم أكثر ؟!!

يا ماما هادية أريد أن أفهم لماذا أخضع تحت مصطلحات

بمعنى أن الإحسان مثلا ورد في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ومن المفترض أنه جزء من عبادة الإنسان لله وهي نوع من التقوى

طيب هل حينما أحقق هذا النوع من التقوى إذن أقول على نفسي صوفية ولماذا الانقياد تحت مسميات من الأساس ؟

والوضع نفسه في أمر الأشعرية هل تلزمني كمسلمية أن أعمل بها ؟

[ماما هادية]

بالتأكيد ليست ملزمة ... لكن هل هي محرمة او ممنوعة او فيحا حرج شرعي؟
بالطبع لا


عادة يا فتاة مسلمة....

ولعلها طبيعة في نفس الإنسان

يحب أن يفتخر بالشيء الذي يتميز به ويحب أن ينتسب له، إما من باب الفخر، او من باب العرفان بالجميل
فتجدين الطلاب يقولون بكل فخر: أنا أزهري، وأنا درعمي، وأنا تلميذ الشيخ فلان... وقد ينتسب له فيقول انا مالكي وأنا شافعي وانا اشعري وهكذا...

عموما الكلام يطول جدا وكان لي بحث مفصل فيه
فالأفضل ان تطالعيه لعله يجيبك على أسئلتك

حملي من هنا
http://www.ayamnal7lwa.net/various/ahlessunna.doc

[فتاة مسلمة]

شكرا ماما هدهودة 

سأقرأه إن شاء الله ولو هناك شيء سأعود للنقاش

[أحمد]

الأخت الكريمة
يمكنك قراءة كتاب تربيتنا الروحية للشيخ سعيد حوى طباعة وتوزيع مكتبة دار السلام بالقاهرة بالأزهر ومدينة نصر وعلى اليسار في أول معرض الكتاب من جهة الاستاد

وكتاب المدخل إلى دراسة علم الكلام للدكتور حسن الشافعي طباعة وتوزيع مكتبة وهبة بالقاهرة بعابدين شارع الجمهورية بعد ميدان الأوبرا وفي سرايا ٦ بالمعرض

[إيمان يحيى]

جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد

متابعة

[أبو بكر]

حملت بحث ماما هادية و قرأت
وجدت فيه زبدة الموضوع ،
فجزاكم الله خيراً يا أمي و جعل عملك هذا خالصاً لوجهه الكريم و في ميزان حسناتك ..آمين

[ماما هادية]

حملت بحث ماما هادية و قرأت
وجدت فيه زبدة الموضوع ،
فجزاكم الله خيراً يا أمي و جعل عملك هذا خالصاً لوجهه الكريم و في ميزان حسناتك ..آمين

 

شهادة من خبير
أعتز بها جدا

بارك الله بك يا أبا بكر وفتح عليك فتوح العارفين

[أبو بكر]

جبر الله خاطركم .. و أعزكم في الدنيا و الآخرة .

[جواد]

جزاكم الله خيرا كثيرا،

لكن الا يقول بعض الناس عن الصوفية والأشاعرة أنهم مبتدعة وعندهم بعض الخلل في أمور العقيدة ؟

[ماما هادية]

نعم يقال هذا

ولكنه غير صحيح على الإطلاق

كيف يتهم بالخلل في العقيدة كبار علماء المسلمين، وكبار المتخصصين في علوم العقيدة
كالرازي والغزالي والجويني والشاطبي
والمتخصصين في الحديث كالنووي وابن حجر وغيرهم

هذه مجازفة متهافتة جدا

على أية حال في البحث المرفق اجابات عن هذا بحمد الله

[الشيخ محمود الأزهري]

البحث الذي تفضلت ماما هادية بكتابته متميز جدا ويجيب على أكثر الأسئلة إلحاحا وترددا على أذهان طلاب المعرفة
تقبل الله منها وجعلها من المخلصين

[أحمد]

ما في بحث ماما هادية جيد لكن حل المشكلة من جذرها يكمن في تطبيق قاعدة الحكم على الشيء فرع تصوره
وقد ذم الصوفية والأشعرية علماء وجهال
فأما العلماء فالحوار معهم مفتوح ولا يضرهم مخالفتهم الأشعرية كما لا يضر الاشعرية أن يخالفهم هؤلاء العلماء فالحوار مفتوح والطرق التي تنتهي باعتقاد أهل السنة متعددة وليس من المقبول أن نلزم الناس جميعا طريقا واحدة وهؤلاء من ينفعهم بحث ماما هادية كما ينفع بحث مخالف لها مبني على علم

أما الذين يبنون أحكامهم بمجرد سماع أقوال غيرهم فيكفي أن نذكرهم بأنهم على خطر من دينهم عظيم إذ لو نشأوا في بلدة كفار أهلها لكفروا أو مبتدعة لابتدعوا