المحرر موضوع: ماشي بنور الله  (زيارة 49720 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ماشي بنور الله
« في: 2010-06-21, 13:52:35 »
خطوة خطوة على درب الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تشعر أنك تريد أن تلتزم لكنك لا تعرف كيف أو من أين تبدأ؟
هل تشعر أنك ملتزم ظاهريا، لكنك قلبيا أقل من ظاهرك بكثير، وتخشى على نفسك أن تكون من المرائين
هل تشعر أن قلبك مليء بالإيمان لكنك عاجز عن التطبيق الصحيح والالتزام التام في حياتك العملية؟
هل تشعر أنك ملتزم لكنك ضعيف، وتخشى على نفسك من الفتن والتراجع؟
هل تحس أن لديك كثيراً من العلم لكن قلبك خاو، لا يشعر بلذة الإيمان ولا بسعادته وسكينته؟
هل تحس أن قلبك عامر بالإيمان، وأنك تستشعر حلاوة الايمان في عباداتك، لكن ينقصك العلم الشرعي الذي تميز به الصواب من الخطأ؟
هل تفتقد حرارة البدايات؟ هل أصاب قلبك الفتور؟
هل كانت آمالك في خدمة الاسلام أوسع بكثير مما حققته؟ هل فشلت ان تكون قدوة للشباب كما كنت تتمنى؟
هل تحس أنك لا تمثل الاسلام تمثيلا صحيحا؟

أسئلة كثيرة بودي أن أطرحها علينا جميعا، ولا شك أن كل واحد منا سيجيب على واحد على الاقل من تلك الاسئلة بـ (بلى)
فأين هو الحل؟
كيف يصبح قلبي عامرا بالايمان، وحياتي مكيفة وفق شرع الله تماما بلا زيغ ولا تساهل ولا تشدد ولا تزمت، وبحيث نكون محصنين ضد الشبهات، وقلوبنا محصنة ضد الشهوات، وأرواحنا سعيدة متصلة بخالقها، سابحة ترفرف في ملكوت الله؟ هدفنا إعلاء كلمة الله، وخدمة الاسلام، لا نحيد عنه ولا نقيل ولا نستقيل، نجاهد ونصبر ومع ذلك نستعذب الطريق ونشعر بحلاوته وبسكينته وطمأنينته رغم ما فيه من مصاعب وعقبات وأشواك؟


باختصار:

كيف أصل لأن تكون "صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"؟
هل هذا مستحيل؟
خيالي؟
 صعب؟
ممكن ؟
سهل جدا؟




*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #1 في: 2010-06-21, 13:54:16 »


2


أبنائي وبناتي الأعزاء
إخوتي الكرام
من خلال تفاعلي مع الانترنت خلال السنوات السابقة تعرفت الى عدد من الابناء والبنات الكرام، كانوا يسألونني عن تجربتي في الحياة وفي الدعوة وكيف التزمت.... إلخ
وكان جوابي أنني التزمت بحضور دروس دينية وتتلمذت على يد شيخة فاضلة مربية في بلدنا، تولت تربيتي روحيا وعلميا ودعويا، وكنتُ قطرة في نهر واسع عذب روّى بلدنا ومجتمعنا وغسله وطهره وكساه خضرة وخصوبة ونشر فيه الخير والثمر.
وظننت الامر سهلا يسيرا ومتوفرا للجميع، فكل من يسألني، أنصحه أن يبحث عن دروس دين في بلده ويلتزم بها...
لكن الامر لم يكن بهذه السهولة...
بعض البلدان كانت قرى صغيرة أو مدنا متطرفة لا يتوفر فيها شيوخ مربون على مستوى يغري بالاتباع والاقتداء، وبعض الشباب أو الشابات ظروفهم لا تسمح بمثل هذا الالتزام لاعتبارات مختلفة، أو للحيرة الشديدة في اختيار القدوة الصحيحة والطريق الأمثل مع كثرة وتنوع الطرق، وطعن أصحاب كل طريقة فيمن يخالفهم، حتى يسقط الجميع في عين المدعو، فلا يدري أي طريق يتبع...
وبعضهم يبذل جهده فعلا في البحث، لكنه لا يريد التوقف ريثما يجد طريقه...
كل هذا دفعني لبذل هذه المحاولة في رسم معالم الطريق كما عرفتها، طريق الهدى والسير نحو رضا الله عز وجل خطوة فخطوة.. بالتدريج...
ترتيب الاولويات.......... الابتعاد عن عثرات الطريق............. الاستعانة بالمنشطات........ تنظيم السير ودفعه دوما نحو الامام
بعبارة أدق وأوضح: كيف أربي نفسي لأكون مسلماً صالحاً إيجابياً فعالاً كما يحب الله ويرضى


ما سأكتبه هنا إخوتي الكرام ليس شرطاً أن أكون قد طبقته كاملاً، صحيح أن الله تعالى ذم من يقولون ما لا يفعلون، ولكنه أيضا ذم من كتم علما ولم يبذله للناس وينفعهم به، وقد أكرمني الله تعالى بأن عاشرت عددا من الداعيات المخلصات الربانيات، وعرفتهن عن كثب، ورأيت وسمعت وتعلمت أشياء حُرِمَ منها كثيرون، أسأل الله تعالى أن يكون ذلك حجة لي لا علي، وأنا هنا أعيد عليكم الدروس والخبرات والتجارب التي تعلمتُها، بغض النظر عن مدى تطبيقي أو التزامي بها، فأرجو أن نفصل تماماً بين الأمرين
فلو قرأتم لي كلاماً كبيراً أو عميقاً فلا يقولن أحدكم ما بالها لا تطبقه على نفسها، فما أنا إلا ناقلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه ليس بفقيه" فلعل الكلمة التي لم أنتفع بها ولم أطبقها تبلغ غيري فيطبقها وينتفع بها، وينتفع بها من بعده تلاميذه أو أبناؤه، فلماذا أحبسها عندي..

أسأل الله تعالى أن يوفقني في هذا الموضوع إذن لنقل ما تعلمته وما تربيت عليه لأبنائي وبناتي لعله يكون لهم برنامج حياة وتربية ونقلة عظيمة في حياتهم، فينالني من ذلك من الأجر ما يعوض تقصيري وضعفي وتخاذلي

من أحب أن يتابع معنا الموضوع، ويمضي معنا في هذه الرحلة الممتعة خطوة بخطوة على درب الله، فليعلم أننا هنا نقدم برنامج تربية، ولا نقدم بحثاً فقهياً في الحلال والحرام، فقد ننصح بتجنب بعض الأمور دون أن نفتي أنها حرام، ولكن لأنها تربوياً تعوق المسيرة، وقد نوصي ببعض الأمور لا على أنها فرائض إلزامية، ولكن لأنها تربوياً تنشط وتساعد على التقدم في هذا الدرب...
هذا الموضوع للتطبيق لا للجدال ولا لاستعراض المعلومات وإضاعة الأوقات ولا للتسلية...
فمن أحب فليبادر في مرافقتنا في الرحلة من بدايتها، ليتدرج معنا، ولا تتراكم عليه الخطوات فيستصعب المسير..

ختاما- هذا البرنامج لست متأكدة من صواب أو جدوى نشره على الانترنت، فالمفروض أنه برنامج تربوي تفاعلي بين الداعية وتلاميذه، وبين المدعو وإخوته في الله ، لكنني سأجرب مستعينة بالله، استجابة لضغط الحاجة، ولكنني قد أتوقف في أي وقت إن تبين لي أن نشره على الانترنت سيحوله لمجرد موضوع فكري حواري كغيره من المواضيع... وأعتذر مقدماً عن وقوع مثل هذا إن وقع...
فالوقت رأسمالنا الوحيد، وعلينا أن نتأكد من أننا ننفقه فيما ينفع ويفيد...
وقد لا يأذن الله تعالى باستكمال الموضوع، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وتكفيني النية الصادقة والعزم الأكيد، وعلى الله التكلان.
ولنبدأ الآن على بركة الله، وأهلاً بكل الراغبين في السير معنا في رحلتنا هذه...



*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: ماشي بنور الله
« رد #2 في: 2010-06-21, 18:00:50 »
هذا الموضوع تفاعليا أليس كذلك ؟!

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #3 في: 2010-06-21, 18:19:34 »
بلى كذلك

فأرجو ممن يقرأ وتعجبه المقدمة، ويرغب في متابعة الموضوع أن يسجل اسمه، ويقوم بالتعليق سلبا او ايجابا او استفسارا او اضافة بعد كل حلقة


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: ماشي بنور الله
« رد #4 في: 2010-06-21, 18:41:28 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسجل اسمي بإذن الله  ::ok::
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أندلسية

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 115
رد: ماشي بنور الله
« رد #5 في: 2010-06-21, 19:26:05 »
السلام عليكم...

 ::happy: ::happy:

اللهم لك الحمد...أن بدأتِ ماما هادية بالموضوع...

فقد كنت أفكر كثيرًا وأقول...يا ترى ما موضوع (ماشي بنور الله)؟؟؟ :emoti_17:

أسجل اسمي بإذن الله.... ::)smile:

وفقك الله وسدد خطاك...وأعانك عليه..
.

رب اجعل مصر بلدا امنا

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: ماشي بنور الله
« رد #6 في: 2010-06-21, 21:31:53 »
معكم بإذن الله  ::happy:

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #7 في: 2010-06-21, 21:42:01 »
أهلا بكم جميعا

أعتقد أن النووي وأندلسية الموضوع بالنسبة لهما جديد
وأما أسماء وزينب فقد تابعتاه سابقا على المنتدى الآخر... اليس كذلك يا زينب؟
على أية حال آمل ان يوفقني الله لاستكماله هنا، وتقديم الجديد من الحلقات

فتابعونا ... وعساكم لا تملون التكرار في البداية
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: ماشي بنور الله
« رد #8 في: 2010-06-22, 01:27:56 »
نعم ماما هادية كنت معكم هناك ..

وإن شاء الله ليس هناك تكرار لأنه من مدة طويلة وتقريبا نسيت ..

جواد

  • زائر
رد: ماشي بنور الله
« رد #9 في: 2010-06-22, 08:11:17 »

تسجيل متابعة
بارك الله ‏بكم ونفعنا واياكم بما يحب ويرضى

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ماشي بنور الله
« رد #10 في: 2010-06-22, 09:12:11 »
تسجيل متابعة ..
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #11 في: 2010-06-22, 11:07:23 »
أهلا بك يا جواد
وأهلا بك يا نور السماء

وآمل ان ينضم لنا الجميع ان شاء الله

ولنبدأ بالخطوة الاولى على درب الله


 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #12 في: 2010-06-22, 11:15:31 »

3
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الخطوة الأولى: اعرف نفسك


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*  خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * 
 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ*  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* 
 عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ*}

تلك كانت أولى كلمات السماء نزولا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...
أولى بشائر الهداية والرسالة العظيمة............
اقرأ باسم ربك
ومن هو ربك
ربك الذي خلقك أنت أيها الإنسان
ألم تكن علقة فخلقك فسواك؟
ألم تكن جاهلا فعلمك مالم تعلم؟

وكأن الإنسان لينطلق في الحياة راشدا لا بد أن يعرف نفسه، ويتفكر فيها، ويتوقف عن إسكات صوت الفطرة بداخله، وعن الانشغال عن الأسئلة الملحة التي تقلقه............
لابد له من وقفة يواجه بها نفسه ويفكر....
من أنا؟؟..........
أنا الإنسان.........
قبضة من طين الأرض، ونفخة من روح الله
{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } (ص 71-72)
ماذا كنت؟
كنت لا شيء

{ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً }

فكيف صرت شيئا بعد العدم؟

لقد خلقني الله وأوجدني

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ } (المؤمنون 12-14)

فأنا أستمد وجودي واستمراري من خالقي سبحانه وتعالى... أوجدني من عدم، وتعهدني في رحم أمي التي كانت تراقب نموي في أحشائها بصمت وصبر، لا تملك لي من أمري شيئا، ولا تدري في أي طور أنا ولا كيف أنتقل للطور التالي، إنه ربي سبحانه الذي تعهدني بلطفه وأخرجني للوجود، وزودني بوسائل العلم

{ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (النحل 78) 

فتعلمت وكبرت ، وبلغت وعقلت، وصرت مكلفاً.
مكلفا بماذا؟
 وما الغاية من وجودي؟

 وإلى أين المصير؟

{ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }

فالغاية من خلقك ايها الإنسان (بالنسبة لك) أن تعبد الله حق عبادته.
وما حق عبادته؟
أن توحده فلا تشرك به شيئا، وتقيم الحياة في هذه الأرض وفق منهجه، فتلك هي العبودية الحقة.
فما قيمة عبد يعرف أن هذا هو سيده ثم لا يطيعه؟ ويعرف ما يرضي سيده ثم لا يسعى لتحقيقه وتنفيذه؟ إنه عبد آبق لا خير فيه.

وتحضرني هنا قصة من أوائل القصص التي تأثرت بها..

قصة رجل كانت حياته مثالا للغفلة واللهو، بين رحلات صيد وسهرات غناء وجوار، وأصحاب سوء...
وبرغم ما هو فيه من غفلة، إلا أنه عمل مرة عملا صالحا، فشكره الله له، وهيأ له بسببه أسباب الهداية..

يروى أن الرجل كان في داره، فسمع قرعا شديدا على الباب في ساعة غير معتادة للزوار، فأرسل الجارية تفتح، فوجدت رجلا حسن الهيئة بالباب يسألها:
- صاحب هذه الدار سيد أم عبد؟
قالت الجارية: بل هو سيد
قال الطارق: صدقت..
وانصرف
دهشت الجارية، وحسبته مجنونا، ومضت تخبر سيدها...
 فوقع في قلب السيد شيء...
فخرج خلف الطارق يجري، حافي القدمين من شدة لهفته... حتى أدركه، وقال له:
- ماذا قلت للجارية آنفا؟
قال: سألتها صاحب هذه الدار سيد أم عبد، فقالت بل سيد، فقلت لها: صدقت... فلو كان عبدا لعرف للعبودية حقها...
فخر الرجل على الأرض من وقع الكلمات في قلبه..
عرف أنه بغفلته ولهوه وانشغاله عن تحقيق الغاية من وجوده، وانصرافه عن شرع ربه، لم يعرف للعبودية حقها، ولم يعرف لسيده ومولاه رب العالمين حقه...
عرف أنه كالعبد الآبق، الذي لا يستحق لطف سيده ولا إنعامه
وكانت بداية توبته، ومن ثم هدايته، ومن ثم استقامته، حتى صار من أشهر العباد الزهاد...

إنه بشر بن الحارث، والذي لقب بسبب هذه الحادثة ببشر الحافي، وقد كان معاصرا للإمام أحمد بن حنبل، وكان الإمام كثير الثناء عليه.

إخوتي الاكارم
هل عرفتم لعبوديتكم لله حقها؟؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: ماشي بنور الله
« رد #13 في: 2010-06-23, 10:12:34 »
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك يا ماما هاديه على هذا الموضوع الهام عسى الله أن يهد بهذا الموضوع قلوب أصابتها الغفلة , و طبعا أسجل متابعه

و الأسئله التي طرحتها مؤلمه جدا ,
أحيانا يكون الإنسان صادقا في شعوره بالإيمان و لكنه ضعيف مثل المريض الذي يريد أن يتعافى و هو صادق في نيته لكن مناعته ضعيفة , فلا أعد هذا مرائيا لأن المرائي هو شخص غير صادق في نيته و هو منافق يظهر الإيمان لكي يرائي به الناس و هو في داخل قلبه لا يعرف شيئا عن الإيمان

أريد أن أتابع هذا الموضوع كي أعلم , ماذا يفعل الإنسان المسلم قلبه و لكنه أضعف من أن يقاوم وسوسات الشيطان
عندما أسمع قصص الصحابه , أو قصص الصالحين كالقصة الأخيره التي ذكرتها أتعجب !
كيف لموقف واحد مثل هذا أن يغير حياة هذا الانسان من فساد الى صلاح ! ! ! !
هل الأمر بهذه السهوله
و لماذا تمر علينا مواقف كهذه و نحن ربما و الله أعلم نكون أحسن حالا من ذلك الذي كان شديد اللهو و يصاحب الجواري , و لا نهتد بتلك السهوله ؟
و هل يجب أن يأتينا موقف قاسي فيه موت و حزن لكي تخشع قلوبنا ؟

لا تجيبي على أسإلتي , فقط اكملي الموضوع علي أجد فيه إجابه
جزاك الله خيرا
" .
نقطة.  "

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #14 في: 2010-06-23, 16:56:10 »
أهلا ومرحبا بك يا سلمى
وعسى تعجبك رحلتنا وتتابعيها معنا حتى مرحلتها الثالثة
ومرحبا بأي أسئلة تخطر على بالك او على بال أي من المشاركين
فهذه الأسئلة بمثابة مصابيح تنير لنا زوايا الطريق... فلا تترددوا في طرحها

بالنسبة لذلك الموقف الواحد يا سلمى .. فهو هدية ربانية
يبعثها الله تعالى مكافأة للعبد العاصي على حسنات عملها في غمرة سيئاته، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع مثقال ذرة
فإن كان معدن الانسان نفيسا، أيقظته مثل هذا الموقف، فهب ينفض عنه غبار الغفلة والنسيان... ويجاهد في الله حق جهاده ويستقيم على صراطه

لو سألت من حولك يا سلمى لوجدت بالاستقراء انه ما من انسان الا ودق الحق بابه مرة أو مرات
لكن بعضهم يستجيب، ويتخذ القرار الصحيح، ويسلك سبيل المؤمنين، ويحرق سفن الماضي، ويستقيم على درب الله تعالى، مجاهدا صابرا
وبعضهم يستجيب، لكنه يعتمد على نفسه، وقوته، ولا يسلك سبيل المؤمنين، فما يلبث ان يتعثر وتضطرب خطواته وتكثر سقطاته
وبعضهم يستجيب، لكنه لا يحرق سفن الماضي، ويظل يمضي متلفتا، تارة تلوح له الأنوار، فيمضي قدما، وتارة تغريه لذائذ الماضي فيتراجع، ويظل على هذا الحال الى أن يصاب بالدوار من كثرة التلفت، فيسقط أيضا
وقد ضرب الله تعالى مثل هؤلاء في سورة البقرة بطريقة قرآنية معجزة

يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا

وبعضهم لا يتسجيب أساسا

وهكذا هم البشر.. مختلفون في هممهم، مختلفون في معادنهم، مختلفون في اختياراتهم، وبالتالي في مصائرهم
نسأل الله سبحانه ان يلحقنا بالمؤمنين الصالحين...
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #15 في: 2010-06-23, 18:28:17 »

4

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعرف نفسك (2)



بماذا كلفت؟

إذن أنا مكلف بأن أعبِّد الناسَ لله تعالى، وأقيم الحياة في الأرض على شرع الله
هذه الرسالة العظيمة السامية التي لخصها ربعي بن عامر لكسرى الفرس عندما سأله: ما الذي أخرجكم من دياركم...
قال: إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام..

وهي رسالة نشترك جميعا في التكليف بحملها { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}  (الزخرف 44) ولكننا بكل أسف لم نشارك جميعا في أداءهذا التكليف، فبعضنا حمل الأمانة، وبعضنا وقف يتفرج، وبعضنا أعرض عن هذا الأمر تماماً وانشغل في دوامة الحياة دون أن يدرك لا بماذا كلف، ولا إلى أين المصير.

إلى أين المصير؟

المصير إما إلى جنة الخلد وملك لا يفنى، أو إلى جحيم مستعر ونار تلظى
{ فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأْوَى *
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى }
(النازعات 37-41)

وسيحاسب المرء على كل ما استودعه اللهُ من مواهب وطاقات:

{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الإسراء 36)

"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ؟ وعن علمه ما عمل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه" (أخرجه الهيثمي المكي وقال صحيح الاسناد)


فهذا هو الامتحان
وبقدر عظم المواهب، تكون صعوبة الامتحان، فلا يغترن امرؤ بما آتاه الله من فضله

وهذه هي الأسئلة، وتلك هي الأجوبة، وتلكم هي النتيجة..

كله واضح بيّن، بينته لنا هذه الشريعة السمحة العظيمة، بوضوح لا لبس فيه ولا تورية، فلا غموض ولا أسرار، وما عليك أيها الكيِّس الفطن إلا أن تستعد للامتحان وتتهيأ للأسئلة بأجوبة مرضية

"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله" (حسن/ سنن الترمذي)

فيالتعاسة من انشغل عن التحضير والدراسة والإجابة عن الامتحان بالاهتمام بشكل غرفة الامتحان وما بها من أثاث وأحوال الممتحنين معه وأخبارهم، حتى فات الأوان ولم يستعد فكان من الخاسرين.. 
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وَجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وَجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وَجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وَجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران 106-107)

نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من الفائزين في هذا الامتحان العظيم، الذي لا إكمال فيه ولا استئناف، وأن نكون ممن بيض الله وجوههم وكانوا في رحمته خالدين


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل bochra.lemita

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 15
رد: ماشي بنور الله
« رد #16 في: 2010-06-23, 20:11:26 »
السلام عليكم و رحمة اللله و بركاته
ماما هادية ،أعجبني الموضوع و قرأته و أريد ان أكون معكم من كل قلبي
في الحقيقة لما قرأت المرحلة الأولى تعجبت من بعض الكلمات هي تلك التي تتعلق بمعرفة الله لأني اعتقدت أن الأغلبية يعرفون الله و إن أنكر البعض ذلك بطريقة غير مباشرة.........لكني فيما بعد أدركت أنه يجب علينا أن نقوم من حين لآخر بالتعرف على اللله سبحانه و تعالى و أن نعيد النتدبر في علاقتنا معه)العبودية له( و ان نعي بكل عضو فينا الغاية من وجودنا و خلقنا لا أن نعرف فقط
تذكرت أني في كل مرة لما كنت مشاركة في سكليب لأني بحاجة لسؤال الأعضاء في قائمتي عنهم رغم أني تعرفت إليهم من قبل ...و هذا ليس مهم.......فما بالك بأن تعيد التعرف على ربك .خالقك .واهب نعيم الدنيا و نعيم الآخرة لك........هذا إن أمكن سيدتي ذكر هذا المثال....
ثم .....في الحقيقة ربما لم أشعر و لم تراودني تلك الأسئلة التي ذكرتها كثيرا لأني و الحمد لله لا أعرف السكون و الهدوء...و هذا لا يعني نفيها أبدا.....لأني شعرت من حين إلى ىخر أني في حاجة إلى تقديم المزيد لنشر الاسلام و خدمته و خدمة شعبي و امتي إذ ما تنفك المشاريع تبرح عقلي حتى أجد آخر و أجد نفسي كثيرة الاندفاع لأي مشروع فيه خير و صلاح و أفرح بنجاح أحدهم في توصيل فكرة رائعة .....و عندما اجده يتكلم و يتخاطب مثلك سيدتي عن الاسلام و يبدي نيته في نشر الافكار في اوساط المجتمعات بالتاكيد الأفكار التي يحب الله و رسوله ان تستوطن عقولنا...
ثم......على كل و بكل تواضع أعجبني كثيرا موضوعك و مشاركاتك و عسى الله أن يجازيك عليها[
« آخر تحرير: 2010-06-23, 20:17:07 بواسطة bochra.lemita »

غير متصل فتاة مسلمة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1763
  • الجنس: أنثى
  • Seni seviyorum Tanrı'ya
رد: ماشي بنور الله
« رد #17 في: 2010-06-23, 23:55:54 »
متابعة

*هاجر*

  • زائر
رد: ماشي بنور الله
« رد #18 في: 2010-06-24, 09:29:14 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جروني معكم يرحمكم الله

غير متصل رافية

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 11
رد: ماشي بنور الله
« رد #19 في: 2010-06-25, 11:03:58 »
معكم باذن الله