المحرر موضوع: في ظلال القرآن  (زيارة 106575 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #60 في: 2012-10-15, 12:30:22 »
وافتتاح السورة يا اسماء مناسب لهذا الذي ذكرته
حيث افتتحت بقوله تعالى: {أفحسبب الذين آمنوا ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}
فسنة الله تعالى في عباده المؤمنين ان يبتليهم ويفتنهم (يمتحنهم) فإن صبروا واستمسكوا بالحق نجاهم من الذين كفروا ومكنهم في الارض

ليت اسلاميي اليوم يتعظون بهذا ولا يتسابقون في تقديم التنازلات وتملق الظالمين
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #61 في: 2012-10-15, 12:44:44 »
وافتتاح السورة يا اسماء مناسب لهذا الذي ذكرته
حيث افتتحت بقوله تعالى: {أفحسبب الذين آمنوا ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}
فسنة الله تعالى في عباده المؤمنين ان يبتليهم ويفتنهم (يمتحنهم) فإن صبروا واستمسكوا بالحق نجاهم من الذين كفروا ومكنهم في الارض

ليت اسلاميي اليوم يتعظون بهذا ولا يتسابقون في تقديم التنازلات وتملق الظالمين


وهو كذلك تمام التمام  ::ok::نورك الله بنور كتابه emo (30):

وسبحان الله فاما المؤمن فيبتليه بما هو صعب، وبالشدة وبالمصيبة تصيبه فيصبر ويحتسب، بل ويقوى بعدها اكثر،ويزداد إيمانا، واما الكافر فيبتليه بالفرج وبالتنجية فيكفر بعدها ويزداد كفرا

فهو سبحانه يعطيهم ويفرج عنهم الكرب، وهم من بعدها يشركون .

فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ(65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(66)

فربّ ابتلاء ممحّص في قلب مؤمن يزيده إيمانا وبُعدا لفرج في قلب ناكر جحود
« آخر تحرير: 2012-10-15, 12:47:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: في ظلال القرآن
« رد #62 في: 2012-10-15, 17:40:20 »
والنجاة لا تكون إلا بعد ابتلاء ومِحَن واختبارات، أفلح فيها الصابرون المعتصمون بحبل الله الواثقون في نصره، المؤمنون بمعيته

اللهم نسألك نجاة منك وعصمة بأمرك وتوفيقا للرشاد والسداد...اللهم آمين
« آخر تحرير: 2012-10-15, 17:43:34 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #63 في: 2012-10-16, 09:10:45 »
والنجاة لا تكون إلا بعد ابتلاء ومِحَن واختبارات، أفلح فيها الصابرون المعتصمون بحبل الله الواثقون في نصره، المؤمنون بمعيته

اللهم نسألك نجاة منك وعصمة بأمرك وتوفيقا للرشاد والسداد...اللهم آمين


ونسأله سبحانه الثبات من عنده حتى لا نجزع ولا نشك في نصره.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #64 في: 2012-10-16, 10:10:27 »
جاء قوله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات :

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ(24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ(25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ(26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ(27)

وجاء في سورة الحجر

وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِ بْراَهِيمَ(51) إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ(52)

فلسائل أن يسأل ايهما كان من سيدنا إبراهيم؟ انه رد السلام عليهم أم انه لم يردّ السلام عليهم وأجابهم مباشرة أنه خائف منهم؟؟

يقول في ذلك الدكتور فاضل السامرائي أن القرآن الكريم يورد تفاصيل بعينها في موقع ما، ولا يوردها في موقع آخر، اي أن كلا منهما كان صحيحا،فرده عليهم السلام أورده الله تعالى في سورة الذاريات ولم يورده في سورة الحجر، كما ان إكرامهم بالعجل أورده في سورة الذاريات ولم يورده في سورة الحجر، فهو قد رد السلام ثم كلمهم بقوله "إنا منكم وجلون"، اي بالجمع بين ما ورد في كل سورة .

ويقول الدكتور أن سياق السورة يلعب دورا كبيرا في تحديد تركيب الألفاظ ونوعها، ففي الذاريات جاء الحديث عن إكرام سيدنا إبراهيم للملائكة، بينما في سورة الحجر جاء الاختصار وتم الانتقال مباشرة إلى حديث سيدنا إبراهيم معهم . وعلى هذا فلا تقوم حجة من يقول أي الموقفين كان منه هذا أم ذاك؟ وان هناك تناقضا، بل إن الاثنين قد كانا.
ونحن في سياقات أحاديثنا قد نفصل القصة الواحدة أحيانا لمن نريد وساعة نريد، وقد نختصرها أحيانا أخرى لآخرينن فنتغاضى عن ذكر اشياء كانت نراها في سياق حديثنا الجديد لا تهمّ من نحدثه ولا تأتي بفائدة .

------------------------

كما أنني هنا ألاحظ ورود كلمة "حديث" في سورة الذاريات، بينما في سورة الحجر "النبأ" بصيغة "نبئهم"ن فكان الحديث مفصلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان موجزا لما أمر ان يخبر به الصحابة رضوان الله عليهم .

والنبأ لغة -كما بحثت- لا يكون إلا للإخبار بما لا يعلمه المخبَر ، أما الخبر: فيجوز أن يكون بما يعلمه وبما لا يعلمه.
أي أن في النبأ إيجازا .

والحديث هو ما يُتحدّث به من كلام وخبر قليله وكثيره، فناسب النفصيل في الحديث، كما ناسب الإيجاز في النبأ

والله أعلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #65 في: 2012-10-16, 11:28:53 »
جميل
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #66 في: 2012-10-17, 16:04:41 »
جاء في سورة المائدة ستة عشر (16)نداء للمؤمنين من جملة 88 نداء للمؤمنين في عَرض القرآن الكريم كله

هي السورة الوحيدة في القرآن التي تبدأ بـ "يا أيها الذين آمنوا"

جاء فيها تسلسل في المعنى بديع بين النداء والنداء، ومنهجية ربانية في موضع كل نداء خلف النداء الذي يسبقه وأمام النداء الذي يليه

وكان نداؤها الاول هو ذاته الهدف من السورة كلها، سورة التحليل والتحريم، سورة البيان في أحكام الحلال والحرام، سورة الدعوة إلى الوفاء بالعقودن اي بالمواثيق، ورأسها العقد بين المؤمن وربه :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ(1)

وبعد خمسة نداءات متوالية متسقة في السورة، يذكر الله سبحانه جملة من المواقف والقَصَص لأهل الكتاب على سبيل التحذير من الوقوع فيما وقعوا فيه كلها تصبّ في نقضهم للمواثيق، هي على التوالي :

1- موقف بني إسرائيل من الميثاق  الذي أخذه الله عليهم .  ------------------ نقض فلعنة من الله      
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(13)

2- موقف النصارى من الميثاق .      ----------------- نقض فغغراء للعداوة بينهم إلى يوم القيامة
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ(14

3- القرآن حجة  على أهل الكتاب    ------------------  دعوة وتذكير وفرصة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ(15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(16)

4-بطلان  اعتقاد النصارى . (تأليههم لبشر)   -----------------    نقض منهم للميثاق،فتصريح قوي من الله بكفرهم
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17)

5-تمثيلهم الله جل في علاه بالبشر (انهم ابناؤه) -----------------   نقض منهم للميثاق وتحريفهم لمفهوم الالوهية
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(18)

6-رسول الله حجة على أهل الكتاب   -----------------  دعوة وتذكير وفرصة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(19)

7-قصة بني إسرائيل مع نبيهم موسى(القرية)   ----------------  نقض للميثاق فضيّق الله عليهم بان ضرب عليهم التيه اربعين سنة.
 من "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ(20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ............إلى الآية 26

8-قصة ابنَيْ آدم  ----------------نقض للميثاق فكتب الله أن من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا.
من "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(27) .......إلى الآية31

فلنتأمل 7  و 8

فمن 7 نرى ان بني إسرائيل في قصة عصيانهم لامر نبيهم بدخول القرية كان نقضهم للميثاق عن جُبن في أنفسهم، بينما من 8، قابيل نقض الميثاق بتهوّره، والموقفان نقيضان، ولكن كلا منهما كان نقضا للميثاق، فأما نقض بني إسرائيل للميثاق لجبنهم فقد أدى إلى معاقبة الله لهم بالتضييق عليهم، بأن ضرب عليهم التيه، بأن أذهب عنهم استقرارهم، بأن حرم عليهم ما كان قد أحل لهم .

فعندما أتأمل هذا، وكأنه سبحانه يخاطبنا اليوم، -وهو يحذرنا من الوقوع في مطبات اهل الكتاب-، فإذا نحن جبناء إزاء من يلزمنا معهم الإقدام، ومتهورون إزاء من تلزمنا معهم الرحمة والتسامح والإخاء

نحن ضد أعدائنا ضِعاف لا نتقدم،ومع بعضنا البعض إخوة أعداء، يقتل الأخ اخاه ، ويسفك الأخ دم أخيه، فلما كنا على هذه الحال، ضرب الله علينا التيه، وحرم علينا تلك القرية ذاتها التي حرمها على بني إسرائيل ذات زمان لما خاروا وعصوا وجبنوا، لما لم ياتمروا بامر الله ، حرم علينا القدس والمسجد الاقصى ....

فمتى ننزل المفاهيم منازلها فيرحم بعضنا بعضا، ونقوى على أعدائنا فنتقدم ولا نتاخر، ولا نراهم الاقوياء الجبارين فننتظر حتى يخرجوا منها لندخل ...!!

أأسأل متـــــــى ؟؟

أظن حينما نتامل النداء الموالي من نداءات سورة المائدة، الذي يلي مباشرة هذه الأمثلة، قوله سبحانه

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(35)

تقوى ثم--------- تقرّب ثم ---------جهاد  -------------------وفاء بالعقد، بالميثاق مع الله تعالى .


« آخر تحرير: 2012-10-17, 16:20:00 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #67 في: 2012-10-19, 09:24:29 »
يقرأ المسلمون القرآن فيحركون ألسنتهم بلفظ كلماته وتجويد تلاوته ، ولكن لا يفكرون في وجوب تحريك عقولهم لفهم معانيه ، ويرون أن هذا هو الأصل في القراءة ، كأن القرآن ليس إلا كلاماً معداً للتلحين ولا يُطلب منهم إلا التسابق إلى حسن تلحينه وإدارته على البيات والرصد والعجم وهاتيك الأنغام !

وصار البر بالقرآن كل البر ، والعناية به كل العناية ، أن نتقن مخارج حروفه ونفخم مفخمه ونرقق مرققه ونحافظ على حدود مدوده ، ونعرف مواضع إخفاء النون وإظهارها ودغمها وقلبها والغنة بها . القرآن الذي أنزله الله أمراً ونهياً ومنهجاً كاملاً للمسلم في حياته الخاصة وحياته الاجتماعية ، يُكتفي منه بالتغني بألفاظه وتجويد تلاوته !

فهل ينفع القاضي أن يقرأ القانون مجوداً ثم لا يفهمه ولا يحكم به ؟ وإذا تلقى الضابط برقية القيادة هل ينجيه من المحكمة العسكرية أن يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها ، ولا يحاول أن يدرك مضمونها .بل لو رأيتم رجلاً قعد يقرأ جريدة حتى أتمها كلها من عنوانها إلى آخر إعلان فيها ، فسألتموه : ما هي أخبارها ؟ فقال : والله ما أدري ، لم أحاول أن أتفهم معناها فماذا تقولون
فيه ؟ أما تنكرونه وتنكرون عليه ؟ فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة ، وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها ، ما فهم من معانيها شيئاً ؟ فمن أين جاءت هذه المصيبة ؟ وأي عدو من أعداء الله استطاع أن يلعب هذه اللعبة فيحرم المسلمين من قرآنهم وهو بين أيديهم ، وفي كل بيت نُسخ منه ، وهو يُتلى دائماً في كل مكان ؟ يحرمهم منه وهو في أيديهم وهو ملء أنظارهم وأسماعهم ؟

مسألة عجيبة جداً والله !
علي الطنطاوي ـ فصول إسلامية

يااااه كم عزف الشيخ رحمه الله على وتر مووووجع....فكم هُم مَن يترنّمون بتلاوته، ويحسنون تجويدهن ولكن ......!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #68 في: 2012-10-21, 15:28:44 »
تابعوه لا تفوّتوه، عن قوله سبحانه :
"وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً(31)"،، يعني إسناد الفعل هنا للمذكر والمقصود هو جمع مؤنث، وفي مواضع أخرى أيضا ما يسند إلى المفرد المذكر من الأفعال والمقصود به الجمع، مثل قوله سبحانه : "ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنيّ ألا في الفتنة سقطوا"ن وغيرها ..... و"قالت الأعراب"، لماذا جاءت مسندة إلى المفرد المؤنث والمعني جمع مذكر، "وقال نسوة في المدينة" لماذا أسندت إلى مفرد مذكرن والمعني جمع مؤنث ؟؟؟

تابعوه لتعرفوا الردّ ....

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=aNbiEz45vF8
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #69 في: 2012-10-24, 16:38:22 »
هذه كلمات من التحرير والتنوير لابن عاشور أعجبتني، وهو يفصّل فيها عن خوف الأنبياء، من خلال قوله سبحانه :

وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ(21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ(22) -ص-

والفزع : الذعر ، وهو انفعال يظهر منه اضطراب على صاحبه من توقع شدة أو مفاجأة ، وتقدم في قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر في سورة الأنبياء . قال ابن العربي في كتاب أحكام القرآن : إن قيل : لم فزع داود وقد قويت نفسه بالنبوءة ؟ . وأجاب بأن الله لم يضمن له العصمة ولا الأمن من القتل ، وكان يخاف منهما وقد قال الله لموسى " لا تخف " وقبله قيل للوط . فهم مؤمنون من خوف ما لم يكن قيل لهم إنكم منه معصومون اهـ .

وحاصل جوابه : أن ذلك قد عرض للأنبياء إذ لم يكونوا معصومين من إصابة الضر حتى يؤمن الله أحدهم فيطمئن ، والله لم يؤمن داود فلذلك فزع . وهو جواب غير تام الإقناع لأن السؤال تضمن قول السائل وقد قويت نفسه بالنبوءة فجعل السائل انتفاء تطرق الخوف إلى نفوس الأنبياء أصلا بنى عليه سؤاله ، وهو أجاب بانتفاء التأمين فلم يطابق سؤال السائل .

وكان الوجه أن ينفي في الجواب سلامة الأنبياء من تطرق الخوف إليهم . والأحسن أن نجيب

أولا بأن الخوف انفعال جبلي وضعه الله في أحوال النفوس عند رؤية المكروه ، فلا تخلو من بوادره نفوس البشر فيعرض لها ذلك الانفعال بادئ ذي بدء ثم يطرأ [ ص: 233 ] عليه ثبات الشجاعة فتدفعه على النفس ، ونفوس الناس متفاوتة في دوامه وانقشاعه ، فأما إذا أمن الله نبيئا فذلك مقام آخر كقوله لموسى : " لا تخف " وقوله للنبيء صلى الله عليه وسلم - " فسيكفيكهم الله " .

وثانيا : بأن الذي حصل لداود - عليه السلام - فزع وليس بخوف . والفزع أعم من الخوف إذ هو اضطراب يحصل من الإحساس بشيء شأنه أن يتخلص منه ، وقد جاء في حديث خسوف الشمس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فزعا ، أي مسرعا مبادرا للصلاة توقعا أن يكون ذلك الخسوف نذير عذاب ، ولذلك قال القرآن " ففزع منهم " ولم يقل : خاف . وقال في إبراهيم - عليه السلام - فأوجس منهم خيفة أي توجسا ما لم يبلغ حد الخوف . وأما قول الخصم لداود " لا تخف " فهو قول يقوله القادم بهيئة غير مألوفة من شأنها أن تريب الناظر .

وثالثا : أن الأنبياء مأمورون بحفظ حياتهم لأن حياتهم خير للأمة ، فقد يفزع النبيء من توقع خطر خشية أن يكون سببا في هلاكه فينقطع الانتفاع به لأمته . وقد جاء في حديث عائشة أن النبيء صلى الله عليه وسلم - أرق ذات ليلة فقال : " ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة " إذ سمعنا صوت السلاح فقال : " من هذا ؟ " قال : سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك . قالت : فنام النبيء - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا غطيطه ، وروى الترمذي أن العباس كان يحرس النبيء - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل قوله تعالى والله يعصمك من الناس فتركت الحراسة .


التحرير والتنوير لابن عاشور
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #70 في: 2012-11-07, 07:05:37 »
فجرَ اليوم، فتحت مصحفي، فوجدت خيطه الذي يحفظ صفحة آخر مبلغي من وِرْدي في صفحة أخرى غير التي تركته عليها، ذلك أن شقيقتي قرأت من مصحفي ووضعت الخيط حيث انتهت هي في قراءتها، فكانت أول آية فتحت عليها : " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(23)" -الجاثية-

فتأملتها،تأملت :"وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ " فخفتها.....
أضله الله على علم، على علم .... يعلم ويضلّ...!!

يقول ابن عاشور في كتابه :
"أضله الله "
"أنه حفهم بأسباب الضلالة من عقول مكابرة ونفوس ضعيفة ، اعتادت اتباع ما تشتهيه لا تستطيع حمل المصابرة والرضا بما فيه كراهية لها . فصارت أسماعهم كالمختوم عليها في عدم الانتفاع بالمواعظ والبراهين ، وقلوبهم كالمختوم عليها في عدم نفوذ النصائح ودلائل الأدلة إليها ."
وقال :
"أنهم أحاطت بهم أسباب الضلالة مع أنهم أهل علم ، أي عقول سليمة "
وقال أيضا  في "على علم" :

"والمعنى : أنه ضال مع ما له من صفة العلم ، فالعلم هنا من وصف من اتخذ إلهه هواه وهو متمكن من العلم لو خلع عن نفسه المكابرة والميل إلى الهوى . "

فسألت الله سبحانه ألا يجعلنا منهم، وأسأله سبحانه أن يقي الأمَّة شرّ من اتبع هواه فراح يضلّ الناس وهو يحسب أنه يحسن صنعا ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: في ظلال القرآن
« رد #71 في: 2012-11-14, 23:24:52 »
أتأمل اختصاص سورة الحج بذكر المخبتين من عباد الله عز وجل..
(وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)

وفي موضع آخر من السورة، قال عز وجل:
(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)

فلعل لذلك بيانا...علما بأن هذه الصفة لم تذكر في القرآن الكريم في غير هذين الموضعين إلا في سور هود في قوله تعالى: (نَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)

جعلنا الله من عباده المخبتين..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #72 في: 2012-11-19, 06:57:20 »
أتأمل اختصاص سورة الحج بذكر المخبتين من عباد الله عز وجل..
(وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)

وفي موضع آخر من السورة، قال عز وجل:
(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)

فلعل لذلك بيانا...علما بأن هذه الصفة لم تذكر في القرآن الكريم في غير هذين الموضعين إلا في سور هود في قوله تعالى: (نَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)

جعلنا الله من عباده المخبتين..


آمين

بإذن الله أبحث في هذا
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #73 في: 2012-11-19, 07:03:58 »
معجزة حادث قطار منفلوط ..
------------------------

لم تبك.. لم تصرخ..فقط رتلت سورتى النجم والمؤمنون بصوت بديع فى سيارة الإسعاف والمستشفى..فهدأت من روع زميلاتها وعندما شاهدها الأطباء بكوا

...اسمها حبيبة وطولها لم يزد على 50 سم وعمرها لا يتعدى الـ7 سنوات، غير أن ما فعلته فى الحادث المأساوى لقطار منفلوط على سيرة كل تلميذ نجا من الحادث وسيرة أهل قرية المندرة القبلية، وأيضا كافة طاقم المستشفى الطبى الذى تولى استقبال الأطفال بمستشفى أسيوط الجامعى.

ففى الوقت الذى كان كل الأطفال المصابين الواردين فى سيارات الإسعاف يصرخون من شدة الألم والكسور وبعضهم فاقدو الوعى كانت الطفلة حبيبة ساكنة لا تبكى ولم تذرف أى قطرة دمع من عينها وظلت فقط تردد آيات من سورة النجم وسورة المؤمنون بصوت يجذب كل من حولها رغم كل ما أصابها من كسور فى الحوض واليد والرجل وكدمات مختلفة فى الوجه.

حبيبة يحكى قصتها الدكتور مصطفى وهو أحد 3 أطباء تولوا استقبال المصابين منذ الساعة السابعة والنصف صباح يوم الحادث.



يقول الدكتور مصطفى: لم أشاهد فى حياتى موقفًا مثل يوم الحادث ففى السابعة والنصف صباحا تلقينا أول اتصال من شخص يبلغ عن وجود حادث كبير بمنفلوط أسفر عن وفاة 50 طفلا، ولم نصدق البلاغ وقتها بل وصل الأمر إلى أننا كذبنا البلاغ، ولكن بعد دقائق وصلت أول سيارة إسعاف تحمل الأطفال وهم مصابين إصابات خطيرة بين الكسور حالات حرجة، ومن ضغط الإقبال المتزايد من المصابين ونوعية الحالات وبكاء وصراخ الأطفال لم نستطع أن نتمالك أنفسنا من البكاء لدرجة أن إحدى أصدقائنا وهى طبيبة بالمستشفى فقدت وعيها وسقطت على الأرض من شدة الموقف حتى وصلت الطفلة حبيبة والتى كان لها أثر قوى فى رفع الحالة المعنوية للأطباء والشد من عزيمتهم لاستكمال إسعاف الأطفال المصابين أولا بأول.


يقول الطبيب: جميع الأطفال يبكون ويصرخون إلا الطفلة حبيبة، تردد آيات من سورة النجم بصوت جميل ثم تبعتها بآيات من سورة المؤمنون وهو ما دفعنى لسؤالها هل أنت مع الحادث، فأجابت بنعم، ثم عاودت الترتيل مرة أخرى.

يضيف الطبيب: التقرير الأولى لحبيبة يفيد بأن جسدها ملئ بالكسور فضلا عن كدمات متفرقة فى الجسد والوجه، وأقل كسر بها يجعل أى رجل كبير يبكى من شدة الألم، غير أنها لم تبك أبدا وظلت متمسكة بربها ومؤمنة بقدره وترتل آيات من القرآن الكريم.


حبيبة بحسب ما يقول الدكتور مصطفى لم تقف إلى هنا فقط بل ظلت تسأل عن زميلاتها وتحديدا زميلة لها تدعى أروى وتردد بين حين وآخر "أين أروى يا دكتور لو سمحت عايزة أشوف أروى"، يضيف الدكتور أنه بحث فى الأسماء الواردة إليه لكنه لم يجد اسم أروى بين المصابين، ويردد باكيا "بقيت حبيبة وذهبت أروى، وتعلقت بأروى فقط لتعلق حبيبة بها رغم أننى لم أشاهدها فى أى يوم من حياتى".



وتبين أن حبيبة تحفظ القرآن الكريم كاملاً وهى فى عمر السادسة وأنها من بين أشطر الطالبات فى المعهد الأزهرى، حبيبة حاليا محجوزة فى غرفة العناية المركزة وتوقفت عن ترتيل القرآن بسبب ما تعرضت له من تخدير فى عملية جراحية أجريت لها فى وقت متأخر مساء أمس بينما والدتها تجلس على أطراف السرير وترتل آيات من القرآن الكريم وتكمل سورة المؤمنون التى لم تكملها حبيبة قبل إجراء العملية
« آخر تحرير: 2012-11-19, 08:35:38 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #74 في: 2012-11-25, 13:32:52 »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #75 في: 2012-12-12, 16:24:15 »
لا أدري لماذا لامستْ مني شغافا،ورأيتها قريبة في ظل ما هو قريب من حالنا، وما مِصْرُ فيه ...

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ(52) -المائدة-

يقول الشعراوي في قولهم "نخشى أن تصيبنا دائرة" متعللين بها على موالاتهم لليهود والنصارى، إذ أنهم أهل القوة، ومعاداتهم لهم يخشون بها دائرة تصيبهم وهم قليلو حيلة قياسا إليهم

ف:"عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده"، عسى للرجاء، وهو هنا رجاء إله من إله لبشر، من إله هو محقق الرجاء، فإذا تحقق "الفتح" وهو النصر بأسباب يسببها الله جل وعلا يُدخل فيها المؤمنين سببا باجتهادهم واستعدادهم عددا وعُدة، وسعيهم لجهاد أو قتال، أما الأمر فمن عند الله خالصا يكفي به الله تعالى المؤمنين السعي والجهد، كما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلُ بالرعب ....

فتأتي : "فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين"، فإذا الله قد جلّى لنا بهذه العبارة أنهم قد أسرّوا، ولم يعلنوا حقيقتهم وداعيَهم الأكبر لمسارعتهم في موالاة اليهود والنصارى، إنهم قد صرحوا أنهم يخشون أن تصيبهم دائرة، ولكنهم أضمروا وأسروا في أنفسهم ما هو أكبر ... وما هو أكبر هو تمنيهم هزيمة هذا الدين وأهله،وخذلانهم ورجوعهم القهقرى ....

فإذا المولى عز وجل يكشف لنا أنهم قد أسروا ما هو أكبر ....وأنهم بمعاينتهم الفتح أو الأمر قد أصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ....

وكذلك مَن يعادي الإسلاميين، ويتمنى إزالة حكمهم، فإنه يصرح بشيء، ويسرّ ما هو أكبر ... فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده  emo (30):
« آخر تحرير: 2012-12-12, 16:26:09 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #76 في: 2012-12-13, 09:18:38 »
يارب... اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #77 في: 2012-12-14, 08:20:27 »
يارب... اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق
آمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #78 في: 2013-01-19, 10:48:35 »
وكأنك يا أيها الشهيد كنت وأنت تفيؤ الظلال ترى البعيد البعيد، ترى ما هو ممتد إلى يومنا، إلى ما بعد يومنا ...

من سورة المائدة

------------------------------
وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62) لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63) -المائدة-
يقولها الله - سبحانه - لأنها الحقيقة ; ثم لكي يطمئن المؤمنون إلى كلاءة ربهم لهم , وحفظهم من كيد عدوهم ; وإحاطته علما بهذا الكيد المكتوم , ثم ليهدد أصحاب هذا الكيد لعلهم ينتهون !
ويمضي السياق يرسم حركاتهم كأنها منظورة تشهد وتلحظ من خلال التعبير:
(وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان , وأكلهم السحت . لبئس ما كانوا يعملون). .
والمسارعة مفاعلة تصور القوم كأنما يتسابقون تسابقا في الإثم والعدوان , وأكل الحرام . وهي صورة ترسم للتبشيع والتشنيع , ولكنها تصور حالة من حالات النفوس والجماعات حين يستشري فيها الفساد ; وتسقط القيم ; ويسيطر الشر . . وإن الإنسان لينظر إلى المجتمعات التي انتهت إلى مثل هذه الحال , فيرى كأنما كل من فيها يتسابقون إلى الشر . . إلى الإثم والعدوان , قويهم وضعيفهم سواء . . فالإثم والعدوان - في المجتمعات الهابطة الفاسدة - لا يقتصران على الأقوياء ; بل يرتكبهما كذلك الضعفاء . . فحتى هؤلاء ينساقون في تيار الإثم . وحتى هؤلاء يملكون الاعتداء ; إنهم لا يملكون الاعتداء على الأقوياء طبعا . ولكن يعتدي بعضهم على بعض . ويعتدون على حرمات الله . لأنها هي التي تكون في المجتمعات الفاسدة الحمى المستباح الذي لا حارس له من حاكم ولا محكوم ; فالإثم والعدوان طابع المجتمع حين يفسد ; والمسارعة فيهما عمل هذه المجتمعات !
وكذلك كان مجتمع يهود في تلك الأيام . . وكذلك أكلهم للحرام . . فأكل الحرام كذلك سمة يهود في كل آن !
(لبئس ما كانوا يعملون)!

----------------------
 ولكن الله - سبحانه - كان يضع للجماعة المسلمة قاعدة تصورها ومنهجها وحياتها الدائمة . وكان الله - سبحانه - يعلم ما سيكون على مدار الزمان مع أجيال المسلمين . وها نحن أولاء رأينا ونرى أن أعداء هذا الدين وأعداء الجماعة المسلمة على مدار التاريخ أمس واليوم من الذين قالوا:إنهم نصارى كانوا أكثر عددا من اليهود ومن الكفار مجتمعين ! فهؤلاء - كهؤلاء - قد ناصبوا الإسلام العداء , وترصدوه القرون تلو القرون , وحاربوه حربا لا هوادة فيها منذ أن اصطدم الإسلام بالدولة الرومانية على عهد أبى بكر وعمر - رضي الله عنهما - حتى كانت الحروب الصليبية ; ثم كانت "المسألة الشرقية " التي تكتلت فيها الدول الصليبية في أرجاء الأرض للإجهاز على الخلافة ; ثم كان الاستعمار الذي يخفي الصليبية بين أضلاعه فتبدو في فلتات لسانه ; ثم كان التبشير الذي مهد للاستعمار وسانده ; ثم كانت وما تزال تلك الحرب المشبوبة على كل طلائع البعث الإسلامي في أي مكان في الأرض . . وكلها حملات يشترك فيها اليهود والنصارى والكفار والوثنيون . .
وهذا القرآن جاء ليكون كتاب الأمة المسلمة في حياتها إلى يوم القيامة . الكتاب الذي يبني تصورها الاعتقادي , كما يبني نظامها الاجتماعي , كما يبني خطتها الحركية . . سواء . . وها هو ذا يعلمها ألا يكون ولاؤها إلا لله ولرسوله وللمؤمنين ; وينهاها أن يكون ولاؤها لليهود والنصارى والكافرين . ويجزم ذلك الجزم الحاسم في هذه القضية , ويعرضها هذا العرض المنوع الأساليب .
إن هذا الدين يأمر أهله بالسماحة , وبحسن معاملة أهل الكتاب ; والذين قالوا:إنهم نصارى منهم خاصة . . ولكنه ينهاهم عن الولاء لهؤلاء جميعا . . لأن السماحة وحسن المعاملة مسألة خلق وسلوك . أما الولاء فمسألة عقيدة ومسألة تنظيم . إن الولاء هو النصرة . هو التناصر بين فريق وفريق ; ولا تناصر بين المسلمين وأهل الكتاب - كما هو الشأن في الكفار - لأن التناصر في حياة المسلم هو - كما أسلفنا - تناصر في الدين ; وفي الجهاد لإقامة منهجه ونظامه في حياة الناس ; ففيم يكون التناصر في هذا بين المسلم وغير المسلم . وكيف يكون ?!
إنها قضية جازمة حاسمة لا تقبل التميع , ولا يقبل الله فيها إلا الجد الصارم ; الجد الذي يليق بالمسلم في شأن الدين .

-----------------------------
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ(59)
وهذه الحقيقة التي يقررها الله سبحانه في مواضع كثيرة من كلامه الصادق المبين , هي التي يريد تمييعها وتلبيسها وتغطيتها وإنكارها اليوم كثيرون من أهل الكتاب , وكثيرون ممن يسمون أنفسهم "مسلمين" . . باسم تعاون "المتدينين" في وجه المادية والإلحاد كما يقولون !
أهل الكتاب يريدون اليوم تمييع هذه الحقيقة بل طمسها وتغطيتها , لأنهم يريدون خداع سكان الوطن الإسلامي - أو الذي كان إسلاميا بتعبير أصح - وتخدير الوعي الذي كان قد بثه فيهم الإسلام بمنهجه الرباني القويم . ذلك أنه حين كان هذا الوعي سليما لم يستطع الاستعمار الصليبي أن يقف للمد الإسلامي , فضلا على أن يستعمر الوطن الإسلامي . . ولم يكن بد لهؤلاء - بعد فشلهم في الحروب الصليبية السافرة , وفي حرب التبشير السافرة كذلك - أن يسلكوا طريق الخداع والتخدير , فيتظاهروا ويشيعوا بين ورثة المسلمين , أن قضية الدين والحرب الدينية قد انتهت ! وأنها كانت مجرد فترة تاريخية مظلمة عاشتها الأمم جميعا ! ثم تنور العالم و"تقدم" فلم يعد من الجائز ولا اللائق ولا المستساغ أن يقوم الصراع على أساس العقيدة . . وأنما الصراع اليوم على المادة ! على الموارد والأسواق والاستغلالات فحسب ! وإذن فما يجوز للمسلمين - أو ورثة المسلمين - أن يفكروا في الدين ولا في صراع الدين !
وحين يطمئن أهل الكتاب - وهم الذين يستعمرون أوطان المسلمين - إلى استنامة هؤلاء لهذا التخدير ;وحين تتميع القضية في ضمائرهم ; فإن المستعمرين يأمنون غضبة المسلمين لله ; وللعقيدة . . الغضبة التي لم يقفوا لها يوما . . ويصبح الأمر سهلا بعد التنويم والتخدير . . ولا يكسبون معركة العقيدة وحدها . بل يكسبون معها ما وراءها من الأسلاب والمغانم والاستثمارات والخامات ; ويغلبون في معركة "المادة " بعدما يغلبون في معركة "العقيدة " . . فهما قريب من قريب . .
وعملاء أهل الكتاب في الوطن الإسلامي , ممن يقيمهم الاستعمار هنا وهناك علانية أو في خفية , يقولون القول نفسه . . لأنهم عملاء يؤدون الدور من داخل الحدود . . وهؤلاء يقولون عن "الحروب الصليبية " ذاتها:إنها لم تكن "صليبية " !!! ويقولون عن "المسلمين" الذين خاضوها تحت راية العقيدة:إنهم لم يكونوا "مسلمين" وإنما هم كانوا "قوميين" !
وفريق ثالث مستغفل مخدوع ; يناديه أحفاد "الصليبين" في الغرب المستعمر:أن تعالوا إلينا . تعالوا نجتمع في ولاء ; لندفع عن "الدين" غائلة "الملحدين" ! فيستجيب هذا الفريق المستغفل المخدوع ; ناسيا أن أحفاد الصلييبين هؤلاء وقفوا في كل مرة مع الملحدين ; صفا واحدا , حينما كانت المواجهة للمسلمين ! على مدار القرون ! وما يزالون ! وأنهم لا يعنيهم حرب المادية الالحادية قدر ما تعنيهم حرب الإسلام , ذلك أنهم يعرفون جيدا أن الإلحادية المادية عرض طارى ء وعدو موقوت ; وأن الإسلام أصل ثابت وعدو مقيم ! وإنما هذه الدعوة المموهة لتمييع اليقظة البادئة عند طلائع البعث الإسلامي ; وللانتفاع بجهد المستغفلين المخدوعين - في الوقت ذاته - ليكونوا وقود المعركة مع الملحدين لأنهم أعداء الاستعمار السياسيون ! وهؤلاء كهؤلاء حرب على الإسلام والمسلمين . . حرب لا عدة فيها للمسلم إلا ذلك الوعي الذي يربيه عليه المنهج الرباني القويم . .
إن هؤلاء الذين تخدعهم اللعبة أو يتظاهرون بالتصديق , فيحسبون أهل الكتاب جادين إذ يدعونهم للتضامن والولاء في دفع الإلحاد عن "الدين" إنما ينسون واقع التاريخ في أربعة عشر قرنا - لا استثناء فيها - كما ينسون تعليم ربهم لهم في هذا الأمر بالذات , وهو تعليم لا مواربة فيه , ولا مجال للحيدة عنه , وفي النفس ثقة بالله ويقين بجدية ما يقول !
إن هؤلاء يجتزئون فيما يقولون ويكتبون بالآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , التي تأمر المسلمين أن يحسنوا معاملة أهل الكتاب ; وأن يتسامحوا معهم في المعيشة والسلوك . ويغفلون التحذيرات الحاسمة عن موالاتهم ; والتقريرات الواعية عن بواعثهم , والتعليمات الصريحة عن خطة الحركة الإسلامية , وخطة التنظيم , التي تحرم التناصر والموالاة , لأن التناصر والموالاة لا يكونان عند المسلم إلا في شأن الدين وإقامة منهجه ونظامه في الحياة الواقعية , وليست هناك قاعدة مشتركة يلتقي عليها المسلم مع أهل الكتاب في شأن دينه - مهما يكن هناك من تلاق في أصول هذه الأديان مع دينه قبل تحريفها - إذ هم لا ينقمون منه إلا هذا الدين , ولا يرضون عنه إلا بترك هذا الدين . . كما يقول رب العالمين . .
إن هؤلاء ممن يجعلون القرآن عضين ; يجزئونه ويمزقونه , فيأخذون منه ما يشاءون - مما يوافق دعوتهم الغافلة الساذجة على فرض براءتها - ويدعون منه ما لا يتفق مع اتجاههم الغافل أو المريب !
ونحن نؤثر أن نسمع كلام الله , في هذه القضية , على أن نسمع كلام المخدوعين أو الخادعين ! وكلام الله - سبحانه - في هذه القضية حاسم واضح صريح مبين . .
ونقف وقفة قصيرة في هذا الموضع عند قوله تعالى - بعد تقرير أن سبب النقمة هو الإيمان بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل - أن بقية السبب:
(وأن أكثركم فاسقون)
فهذا الفسق هو شطر الباعث ! فالفسق يحمل صاحبه على النقمة من المستقيم . . وهي قاعدة نفسية واقعية ; تثبتها هذه اللفتة القرآنية العجيبة . . إن الذي يفسق عن الطريق وينحرف لا يطيق أن يرى المستقيم على النهج الملتزم . . إن وجوده يشعره دائما بفسقه وانحرافه . إنه يتمثل له شاهدا قائما على فسقه هو وانحرافه . . ومن ثم يكرهه وينقم عليه . يكره استقامته وينقم منه التزامه ; ويسعى جاهدا لجره إلى طريقه ; أو للقضاء عليه إذا استعصى قياده !
إنها قاعدة مطردة , تتجاوز موقف أهل الكتاب من الجماعة المسلمة في المدينة , إلى موقف أهل الكتاب عامة من المسلمين عامة . إلى موقف كل فاسق منحرف من كل عصبة ملتزمة مستقيمة . . والحرب المشبوبة دائما على الخيرين في مجتمع الأشرار , وعلى المستقيمين في مجتمع الفاسقين , وعلى الملتزمين في مجتمع المنحرفين . . هذه الحرب أمر طبيعي يستند إلى هذه القاعدة التي يصورها النص القرآني العجيب . .
ولقد علم الله - سبحانه - أن الخير لا بد أن يلقى النقمة من الشر , وأن الحق لا بد أن يواجه العداء من الباطل , وأن الاستقامة لا بد أن تثير غيظ الفساق , وأن الالتزام لا بد أن يجر حقد المنحرفين .
وعلم الله - سبحانه - أن لا بد للخير والحق والاستقامة والالتزام أن تدفع عن نفسها وأن تخوض المعركة الحتمية مع الشر والباطل والفسق والانحراف . وأنها معركة لا خيار فيها , ولا يملك الحق ألا يخوضها في وجه الباطل . لأن الباطل سيهاجمه , ولا يملك الخير أن يتجنبها لأن الشر لا بد سيحاول سحقه . .
وغفلة - أي غفلة - أن يظن أصحاب الحق والخير والاستقامة والالتزام أنهم متروكون من الباطل والشر والفسق والانحراف ; وأنهم يملكون تجنب المعركة ; وأنه يمكن أن تقوم هناك مصالحة أو مهادنة ! وخير لهم أن يستعدوا للمعركة المحتومة بالوعي والعدة ; من أن يستسلموا للوهم والخديعة . . وهم يومئذ مأكولون مأكولون !

سيد قطب -الظلال-
« آخر تحرير: 2013-01-19, 10:52:40 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #79 في: 2013-01-29, 10:45:37 »
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ(56 -المائدة-

سورة المائدة تعرف بأنها سورة العقود، فتبتدئ بقوله سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"، فهي سورة فيها دعوة المؤمنين لأن يوفوا بالعقود، ورأس العقود عقدهم مع الله تعالى، هذا العقد بطرفين كعادة العقود،طرفه الأول الله جل في علاه وطرفه الثاني عبده المؤمن الذي أعلن أنه يؤمن به ربا، وإيمانه بالله ربا هو قبوله أن يتلقى أوامره من ربه سبحانه وتعالى ويتلقى تعاليمه منه، ويطيع، ومن هذا العقد يتمخض وجوب وفائه بكل ما يأمره ربه سبحانه وتعالى، فجاءت السورة محتوية على ستة عشر نداء من الله عز وجل لعباده المؤمنين يأمرهم فيها ويرشدهم حتى يكونوا أهلا لعقدهم مع الله فيوفوا .....

ثم تأتي هاتان الآيتان:
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ(56 -المائدة-
 بعد ثمان نداءات للمؤمنين،آخرها نداء الله لهم ألا يتخذوا اليهود والنصارى أولياء، لتأتي هي موضحة أن ولي المؤمنين هو الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون. هذه الآية عندما نتأملها  تأتي بالطرف الأول في عقد ولاية، في تشكيلة لا تُضاهى وليس لها مثيل ولا نظير، هي عقد ولاية من طرفين، الطرف الأول فيها الله سبحانه ثم رسوله، والطرف الثاني فيها المؤمنون، ليتم عقد الولاية اللازم للمؤمن والذي إن لم يحد عنه ورضيه فاز في الدنيا وفي الآخرة وأنقذ نفسه من الذل والهوان، وضمِن النصر والعزة ....

ويأتي لفظ "وليكم" هنا طرفا أولا في تشكيلة سيسميها الله تعالى "حزب الله" ، فالولي هو الله ثم رسوله ثم الذين آمنوا .

ثم في الآية الموالية يبين لنا الله سبحانه وتعالى أن أطراف هذا العقد عقد الولايةوالتحالف والنصرة  الله جل في علاه ثم رسوله ثم المؤمنون يكونون حزب الله، وجاء لفظ "يتولّ" هنا ليتم تشكيل الحزب الذي هو أساسا وكما نعرف يكوّن من وليّ وممّن يتولاه أطرافا مشكلة لهذا الحزب العظيم الذي لا يُقارَع .

وتجدر الإشارة إلى أنّ لأعضاء هذا الحزب من المؤمنين صفات حددها الله تعالى، صفات تنأى بهم عن الشبهات، وتجعلهم أهلا للولاية، وهو سبحانه وتعالى هنا لم يقل "المؤمنون"، واكتفى بل إنه حدد لهم أوصافا تجعلهم أهلا لهذا الحزب وأهلا لأن يتولاهم المؤمن "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ راكِعُونَ"

مقيمون للصلاة، مؤتون للزكاة، راكعون..... ويذكر إقامة الصلاة للإيحاء بالمعنى الحقيقي للصلاة لروح الصلاة التي تنعكس على نفس المؤمن في كل مناحي حياته، وليست صلاة بلا روح، ثم يؤتون الزكاة حتى يُعلَم أنما هم مؤمنون لا يعيشون لأنفسهم بل يعيشون لمجتمعهم يؤدون واجبهم تجاه مجتمعهم، مؤمنون لا يرضون بمجتمع طبقي مغال في الطبقية بل الكل فيه متعاونون، ولنا أن نتخيل هذا المجتمع وحاله، ثم تأتي "راكعون"، وهي في ذاتها جزء من الصفة السابقة لهم، سبحان الله وكأن الله تعالى يريد أن يُلزم المؤمنين هذه الصفة لازمة في حياتهم، فهم لله راكعون، وركوعهم هذا هو دوام طاعتهم لله سبحانه في كل ما يأمرهم وينهاهم .......

فأي حزب هو هذا يجد عنه المؤمن بديلا ؟!!

وهكذا وفي سورة العقود، نبقى في سياق معنى العقود، فنعرف من هاتين الآيتين عقد الولاية الذي هو عقد قلبيّ عقليّ فهو عقد رَوعِيّ يعقده المؤمن مع ربه، ونعرف حزب الله الذي هو أيضا عقد ماديّ واقعيّ يلتف فيه المؤمنون أهل العمل والجدّ كما جاء وصفهم جماعة واقعية موحّدة حول ربها سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
« آخر تحرير: 2013-01-29, 10:47:19 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب