المحرر موضوع: مقتطفات توقفت عندها ..  (زيارة 4506 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

جواد

  • زائر
مقتطفات توقفت عندها ..
« في: 2013-06-01, 19:42:14 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوتي الكرام،
أود أن أسجل هنا بعض العبارات والجمل التي توقفت عندها في الكتب التي اقرأها، فعسى تعم الفائدة، وعسى يدفعني هذا على الانتظام في القراءة..

أبدأ حاليا بقراءة "في ظلال القرآن" لسيد قطب من أول جزء فيه.

هدانا الله وإياكم الى ما يحب ويرضى.

جواد

  • زائر
رد: مقتطفات توقفت عندها ..
« رد #1 في: 2013-06-01, 19:52:17 »
في ظلال القرآن "نسخة دار الشروق 1990 م"
من مقدمة الجزء الأول.

وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ولا للفلتة العارضة ((إنا كل شيئ خلقناه بقدر)) .. ((وخلق كل شيئ فقدره تقديرا))
وكل أمر لحكمة ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تنكشف للنظرة الإنسانية القصيرة ((وعسى ان تكرهوا شيئا وجعل الله فيه خيرا كثيرا))
((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم . والله يعلم وأنتم لا تعلمون))

والأسباب التي تعارف عليها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها. ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ اﻵثار والنتائج،
وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ اﻵثار والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء.
((لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)) ، (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله)).

والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بها، والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها.. والاطمئنان الى رحمة الله وعدله والى حكمته وعلمه هو وحدة الملاذ الأمين،
والنجوة من الهواجس والوساوس ((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ، والله واسع عليم))

جواد

  • زائر
رد: مقتطفات توقفت عندها ..
« رد #2 في: 2013-06-01, 19:53:55 »
في ظلال القرآن "نسخة دار الشروق 1990 م"
من مقدمة الجزء الأول.

وانتهيت من فترة الحياة في ظلال القرآن الى يقين جازم .. أنه لا صلاح لهذه الأرض ولا راحة لهذه البشرية ولا طمأنينة لهذا الإنسان ،
ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله.

والرجوع إلى الله كما يتجلى في ظلال القرآن له صورة واحدة وطريق واحد .. واحد لا سواه ..
انه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم ..
انه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها. والتحاكم إليه وحده في شؤونها.
وإلا فهو الفساد في الأرض والشقاوة للناس، والارتكاس في الحماة، والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله
((فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين)).

إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار،
إنما هو الإيمان أو فلا إيمان.. ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم))
((ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا . وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض ، والله ولي المتقين))

والأمر إذن جد .. إنه أمر العقيدة من أساسها ، ثم هو أمر سعادة البشرية او شقائها.
« آخر تحرير: 2013-06-01, 20:01:14 بواسطة جواد »

جواد

  • زائر
رد: مقتطفات توقفت عندها ..
« رد #3 في: 2013-06-01, 20:18:20 »
في ظلال القرآن "نسخة دار الشروق 1990 م"
من مقدمة الجزء الأول.

إن هذه البشرية – وهي من صنع الله – لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله ؛
ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده – سبحانه – وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق ، وشفاء كل داء.
(( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)) ، ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)).

ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه ، ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه ،
ولا تسلك في أمر نفسها ، وفي أمر إنسانيتها ، وفي أمر سعادتها أو شقوتها . . ما تعودت أن تسلكه في أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة
التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة . . وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع الجهاز .

 ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه ، فترده إلى المصنع الذي منه خرج ،
ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب ، الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف،
الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه وأنشأه ((إنه عليم بذات الصدور)) . ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)).

ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة . البشرية المسكينة الحائرة ، البشرية التي لن تجد الرشد ، ولن تجد الهدى ، ولن تجد الراحة ،
ولن تجد السعادة ، إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير ، كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه الصغير !

ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ، ونكبة قاصمة في حياتها ، نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات . .

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: مقتطفات توقفت عندها ..
« رد #4 في: 2013-06-01, 20:46:58 »

رائع يا جواد وجزاك الله خيرا على مشاركتنا هذه الدر، خاصةً أني لا أملك الكتاب الورقي ولا أستطيع قراءة الكتب والأجزاء كاملة على النت.


اقتباس
والأمر إذن جد .. إنه أمر العقيدة من أساسها ، ثم هو أمر سعادة البشرية او شقائها.

يا لها من جملة جامعة مانعة
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

جواد

  • زائر
رد: مقتطفات توقفت عندها ..
« رد #5 في: 2013-06-01, 21:47:54 »
في ظلال القرآن "نسخة دار الشروق 1990 م"
من مقدمة الجزء الأول.

لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعد ما فسدت الأرض ، وأسنت الحياة ، وتعفنت القيادات ، وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة ؛
و ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس . .

تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن ، وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن ، وبالشريعة المستمدة من هذا التصور . .
فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته .
لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم ؛ كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا ،
كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور ، قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء . . نعم ! لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال ،
والعظمة والارتفاع ، والبساطة واليسر ، والواقعية والإيجابية ، والتوازن والتناسق . . . بحيث لا يخطر للبشرية على بال ،
لولا أن الله أراده لها ، وحققه في حياتها . . في ظلال القرآن ، ومنهج القرآن ، وشريعة القرآن .

ثم وقعت تلك النكبة القاصمة . ونحي الإسلام عن القيادة . نحي عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى ، في صورة من صورها الكثيرة .
صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم ، كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان !

إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية،
يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ؛ ثم يقولون لها:اختاري !!!
اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة ، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله !!!
 وهذا خداع لئيم خبيث . فوضع المسألة ليس هكذا أبدا . .

إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني . إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة . .
ذلك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض . هذا المقام الذي منحه الله له ، وأقدره عليه ،
ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه ؛ وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه على تحقيقه ؛
ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع . .

على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله ، ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام ، والتقيد بشرطه في عقد الخلافة ؛
وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله . فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة ، والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى . . فهم سيئو النية ، شريرون ، يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال ، وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح ، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة وأن تطمئن إلى كنف الله.