المحرر موضوع: دورة تثبيت الإيمان  (زيارة 24592 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دورة تثبيت الإيمان
« رد #60 في: 2014-05-31, 10:50:03 »
حفظ القرآن الكريم

لقد هيأ الله سبحانه وتعالى من الأسباب ما يكفل للقرآن الكريم الحفظ والبقاء مع السلامة من التحريف والتبديل، ولقد احتاط النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم لهذا الكتاب غاية الاحتياط، فلم يكتفوا بحفظ القرآن في الصدور فقط، بل جمعوا إلى ذلك كتابته في السطور في الرقاع والعُسُب والأقتاب والأكتاف ، فتحقق للقرآن الكريم الحفظ والبقاء عن طريق حفظ الصدور وكتابة السطور.

حفظ الصدور:

أولاً- عناية النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ القرآن:

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد العناية بحفظ القرآن، حتى بلغ من شدة عنايته به أنه صلى الله عليه وسلم كان يحرك به لسانه عند القراءة خشية أن يضيع شيء منه، حتى طمأنه الحق سبحانه وتعالى بحفظه في قلبه إذ قال:

{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *  فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ *  ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}     

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام، حتى كان العام الذي توفي فيه، فعارضه به مرتين.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن : فإذا لقيه جبريل عليه السلام ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة"

كما أن القرآن كان شغل النبي صلى الله عليه وسلم الشاغل في صلاته وتهجده وسفره وحضره وسائر أوقاته. فكل هذا ثبت حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم أصحابه

ثانيا- حفظ الصحابة رضوان الله عليهم:

 لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن حفظه ثم ألقاه إلى أصحابه رضوان الله عليهم، فحفّظهم إياه، وعلمهم كيف يحفظون الألفاظ ويفهمون المعاني، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتنافسون في حفظه وفهم معانيه، وجعلوه أنيسهم في ليلهم ونهارهم، ولم يكن همهم مجرد الحفظ، وإنما جمعوا بين الحفظ والإدراك والعمل، وكان اعتمادهم على التلقي والمشافهة، وكانوا يحرصون على تعليم غيرهم هذا القرآن، حتى كان يُسمع للمدينة دوي كدويّ النحل بقراءة القرآن، فتحقق للقرآن الكريم الحفظ والبقاء والنقاء.
ومما ساعد على حفظهم للقرآن نزوله منجما على 23 عاماً، وارتباط نصوصه بأحداث واقعهم، فكانت النصوص تنزل ردا على أسئلتهم، او تعليقا على أحداث مرت بهم، او تقريرا لأحكام يحتاجونها في غزواتهم وأنكحتهم وبيوعهم وقروضهم ومعاشهم.. فكان هذا الربط الواقعي يزيد من تثبيت النصوص بألفاظها ومعانيها وأحكامها في صدورهم وقلوبهم

كتابة السطور:

إن من الأسباب التي ساعدت على تواتر القرآن، ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتابة القرآن في العُسُب والأكتاف واللخاف وغير ذلك (وسائل الكتابة التي كانت متوفرة في عصرهم) ، وكل هذا كان تأييداً لحفظ الصدور. وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم كُتّابٌ للوحي بلغوا أكثر من أربعين كاتباً، منهم الخلفاء الأربعة، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي بن كعب، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، والزبير بن العوام وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين. 
وكانوا يكتبون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يأمرهم بذلك، ويبين لهم أين يكتبون كل مجموعة من الآيات وفي أي سورة.

ولم يتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا والقرآن كله مكتوب، ولكنه كان مفرقاً بين الصحف وغيرها.

جمع القرآن

1- الجمع على عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

تم هذا الجمع في السنة الثانية عشرة من الهجرة، بعد معركة اليمامة التي استُشهد فيها كثير من الصحابة رضي الله عنهم، فقد أشار سيدنا عمر بن الخطاب بهذه الفكرة على سيدنا أبي بكر رضي الله عنهما، بعد أن خشي أن يضيع شيء من القرآن باستشهاد الصحابة القراء من حفاظ القرآن في حروب الردة؛ وقد اختارا زيد بن ثابت رضي الله عنه لهذه المهمة الجليلة، لأنه كان شابًا عاقلاً أميناً، وكان أحد كتاب الوحي، وكان قد شهد العرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام.

وقد سلك زيد بن ثابت منهجاً فريداً في جمعه للقرآن، تتجلى فيه شدة الحيطة والدقة في هذا الجمع، فقد كان يجمع الآيات التي كتبت في العسب والأكتاف والرقاع، ولا يقبلها إلا إذا شهد شاهدان أنها كتبت في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يعرضها على حفظة القرآن، ثم يثبتها ويكتبها، وقد استغرق هذا العمل الجليل قرابة عام كامل.

ونتيجة لهذا الجمع صار القرآن كله مكتوباً في مصحف واحد، مرتب الآيات والسور، مشتملاً على الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.

2- الجمع على عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه:

تم هذا الجمع في السنة الخامسة والعشرين من الهجرة المباركة، وقد كان صاحب الفكرة هو سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، حيث أشار بهذا الجمع على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك لخشيته من اختلاف القراءات، فقد اتسعت الفتوحات الإسلامية، وتفرق القراء في الأمصار، وأخذ أهل كل مصر قراءتهم عمن وفد إليهم من الصحابة والتابعين، وكانت وجوه القراءة التي يؤدون بها القرآن مختلفة باختلاف الأحرف التي نزل بها القرآن، فكانوا إذا ضمهم مجمع واحد، عجب البعض من وجوه هذا الاختلاف، وقد يؤدي الأمر إلى الملاحاة ثم اللجاج والتأثيم.
(ومن العلماء من يعلل سبب اختلاف الناس في القراءات في ذلك الوقت بأن المسلمين الجدد على اختلاف ألسنتهم ولهجاتهم، كانوا يكتبون القرآن كما يسمعونه، بقواعد لهجاتهم المختلفة، مما أدى إلى تحوير تدريجي في اللفظ من متلق لقارئ لثالث).

فأمر سيدنا عثمان  زيد بن ثابت وثلاثة ممن الصحابة القرشيين -رضي الله عنهم أجمعين- بأن ينهضوا لنسخ المصحف الذي جمع في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وكان مستودعا عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، فنسخوها نسخا بعدد الأمصار، فأرسل إلى كل مصر بمصحف، ومعه قارئ يقرشهم بحرف قريش، وأمر بما سواه من مصاحف ان يحرق ويمسح.. فتوحدت الأمة على مصحف واحد.
وقد قام سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بذلك بموافقة الصحابة وتأييدهم، فكان منهم إجماعاً.

فكان جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه جمع لجميع الأحرف في مصحف واحد، مرتب السور والآيات. وكان جمع عثمان رضي الله عنه جمعاً للمسلمين على حرف واحد هو حرف قريش، برسم خاص يحتمل ما أمكن من وجوه القراءات والأحرف الأخرى، وإحراق الباقي، على اعتبار أن  القراءة بالأحرف الأخرى مجرد رخصة سهل الله بها على العرب قراءة القرآن بلهجاتهم المختلفة، فلما أوشكت الرخصة أن تؤدي لمفسدة من تحريف القرآن واختلاف الناس عليه، قدّم سيدنا عثمان العزيمة على الرخصة وألزمهم بلسان قريش الذي هو لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم ووحّدهم عليه، فجزاه الله تعالى عن أمة الإسلام خيراً.

وبهذا تم جمع القرآن الكريم في المصاحف، وتناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل بالتواتر، مشافهة من أفواه الرجال، وحفظاً في الصدور، وكتابة في السطور، لم يزد فيه حرف واحد ولم ينقص على مر العصور، ولله الحمد والمنة إنه الرحيم الغفور، الذي تعهد بحفظ هذا الكتاب حين أنزله فقال عز من قائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ومن أصدق من الله قيلاً.



« آخر تحرير: 2014-05-31, 10:52:59 بواسطة تيته هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دورة تثبيت الإيمان
« رد #61 في: 2014-05-31, 10:59:57 »
فيما يلي نصوص الاحاديث التي تتحدث عن جمع القرآن.. لمن أحب الاستزادة

روى البخاري عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:

"أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني فقال: "إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر". قال زيد: قال أبو بكر: "إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه". فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم...} حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه."

ولاحظوا من هذا الحديث المكانة العالية التي أولاها الإسلام للمرأة، حيث استحفظت دستور المسلمين وكتاب رب العالمين

ولأبي خزيمة الانصاري قصة خاصة، جعلت شهادته وحده بشهادة رجلين
ومع ذلك .. فهذا لا يعني أن هذه الآيات لم تثبت بالتواتر، واستثنيت من هذا الشرط لمكانة أبي خزيمة، ولكن شهادة الشاهدين كانت مطلوبة للشهادة على الكتابة، وانها كانت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الآيات محفوظة في الصدور، ولجنة الجمع كلها من الحفاظ، فالكتابة تعرض على الحفظ، والحفظ يعرض على الكتابة، ولا يجمع في المصحف الا ما يجتاز الامتحانين

 وأخرج ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال:

"قدم عمر فقال: من كان تلقى من رسول الله شيئاً من القرآن فليأت به، وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعُسُب، وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شهيدان"         

وروى البخاري في صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق."           
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دورة تثبيت الإيمان
« رد #62 في: 2015-01-11, 21:07:45 »
سبحان الله العظيم
احتجت لهذا الموضوع الآن فراجعته ووجدت فيه بغيتي
وحزنت لأنني لم أوفق لإكماله، كان سيبقى مرجعا جيدا عند الحاجة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: دورة تثبيت الإيمان
« رد #63 في: 2015-01-12, 08:14:34 »
بالانتظار إن شاء الله .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دورة تثبيت الإيمان
« رد #64 في: 2015-01-13, 11:50:54 »
بالانتظار إن شاء الله .

آمالك واسعة
   emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: دورة تثبيت الإيمان
« رد #65 في: 2015-01-14, 06:32:18 »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دورة تثبيت الإيمان
« رد #66 في: 2019-02-15, 17:49:06 »
واحتجت للموضوع من جديد...

 emo (30):

هيا بنا نستمل هذا الموضوع
مستعينين بالله تعالى
--------------------

الملحد الذي ألحد بسبب غضبه من ظروف حياته او المآسي التي مر بها، يحتاج الى حوار فيه كثير من الحكمة والحنان، والتذكير بنعم الله تعالى عليه التي يتجاهلها في ظل غضبه من فقد النعم التي فقدها

لكن هناك نوع، لم تصبه المصائب هو شخصيا، لكنه يزعم أنه غير راضي عن الظلم الموجود في العالم من حوله، ويعدد لك: لو كان هناك رب فلماذا يترك الناس تموت؟ لماذا يترك الجوعى؟ لماذا يترك المشوهين؟ لماذا يسمح بالحروب... الخ الخ

وهنا نسأل هذا الملحد سؤال مهما جدا: من اين أتيت بفكرة انه اذا كان هناك رب فيجب ان يكون عادلا؟
فكرة العدل اصلا فكرة دينية، فاذا كنت تنكر الاديان وتنكر وجود الرب فمن اين اتيت بهذه الفكرة؟
ولماذا تقرن بين وجود رب خالق للكون؟ وان يكون الرب عادلا؟

تنبهوا اخوتي: الله سبحانه وتعالى هو الذي حرم على نفسه الظلم، وهو الذي وصف نفسه سبحانه بأنه ليس بظلام للعبيد
ولولا انه عرفنا بهذه الصفة من صفاته لما كنا عرفناها... ولا اهتدت لها عقولنا
فكثير من الشعوب كانوا يعبدون آلهة شريرة، اتقاء غضبها ونقمتها وبطشها
بل حتى النصارى، الذين يزعمون ان الرب عندهم هو محبة ورحمة وتسامح وووو.... فكرة الرب عندهم انه رب قاس جدا جدا... لعن البشرية جمعاء لأن أبانا آدم وأمنا حواء أكلا من الشجرة المحرمة
انهما لم يزنيا، ولم يقتلا، ولم يسرقا، ولم يكفرا.... فقط أكلا من شجرة محرمة: فلم يكن عقابهما فقط الاخراج من الجنة والاهباط الى الارض... بل اللعنة لهما ولذراريهما الى يوم القيامة.. فتوارثت الاجيال الخطيئة.. وكل مولود يولد خاطئا عند النصارى.. وما لم يؤمن بالمخلص المسيح فلن ينجو من خطاياه مهما فعل من صالحات
فكرة الرب الغاضب الذي يلعن الاجيال والذراري بدون اثم اقترفوه.. ويرث الابناء اوزار الاباء قهرا ... ولا يستطيع ان يغفر او يسامح الا بوجود فداء

المهم
وعذرا على هذا الاسترسال
حاصروا الملحد من هذا النوع ليضطر للاقرار ان ربطه بين فكرة العدل وفكرة وجود خالق للكون ليس لها اساس منطقي
فاذا لم يكن هناك موصوف، فكيف تواجدت الصفات؟؟؟

وعندما يتخلى الملحد عن هذا الارتباط الذي يظنه ذكيا جدا ومفحما

يعود النقاش معه حول: هل هناك خالق للكون أم لا
فنسير وفق نفس الخطوات السابقة مع الملحدين..


أريد أن أعقب على نقطة (الظلم المنتشر في الدنيا حجة يتذرع بها الملحد لإنكار وجود الله)
إضافة إلى ما سبق من فك الارتباط بين العدل الرباني ووجود الله تعالى
 يجب أن نذكر أن العدالة الإلهية متحققة يقينا ولكن يوم القيامة، فالمؤمن بالله تعالى يؤمن ان هذه الحياة الدنيا ليست كل الحياة، بل هي مرحلة من الحياة، هي مرحلة الامتحان، وتعقبها مرحلة ظهور النتائج، وهي التي توضع فيها الموازين القسط ويتحقق فيها العدل الرباني
لهذا فالمؤمن عنده اجابة واضحة عقلانية منطقية على سؤال :أين العدل في الدنيا
وأما الملحد الذي ينكر وجود الله ويوم الحساب فكيف يجيب على هذا السؤال الملح الضروري المقلق؟
كالعادة: الإلحاد لا يقدم اي اجابة، فقط يطرح أسلة واشكالات ثم يصم أذنيه عن سماع اي جواب
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*