المحرر موضوع: الحنيفية السمحاء  (زيارة 19749 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #20 في: 2014-01-25, 18:40:04 »
ياخدنا الكتاب الآن الى ما الاسلام و كيفيه الدخول فيه
و شيخنا الفاضل يجيب بطريقة سهله و مبسطه و سلسة شخصيا استفدت منها كثيرا

 كل حزب من الاحزاب الخيرة، او الشريرة، لكل ذلك مبادئ و أسس فكرية، و مسائل عقائدية، تحدد هويته و توجه سيره، و تكون كالدستور لأعضائه، و من أراد ان ينتسب إلى واحد منها، نظر اولا في هذه المبادئ، فإن ارتضاها و قبلها بفكره الواعي و عقله الباطن، و لم يبق عنده شك فيها، طلب الانتساب إليها فانتظم في سلكها ووجب عليه بالضرورة ان يلتزم بدستورها و يدفع اشتراكه فيها و كان عليه ان يدل بسلوكه بعد ذلك على اخلاصه لمبادئها فلا يأتي من الاعمال ما يخالفها، بل يكون بأخلاقه و سلوكه من أحسن الداعين اليها.

فالعضويه في جمعيه علم بنظامها، و اعتقاد بمبادئها، وإطاعة لأحكامها، و سلوك في الحياة موافق لها، و هذا عموما ينطبق على الإسلام فمن أراد أن يدخل في دين الإسلام عليه أولا ان يقبل أسسه العقلية، وأن يصدق بها تصديقا جازما، حتى تكون عقيدة. و هذه الاسس تتخلص في:

أن يعتقد أن هذا العالم المادي ليس كل شيء، ان هذه الحياه الدنيا ليست هي الحياه كلها، فالإنسان كان موجودا قبل أن يولد، و سيظل موجودا بعد أن يموت، و انه لم يوجد نفسه، بل وجد قبل أن يعرف نفسه، و لم توجده هذه الجمادات التي حوله، لأنه عاقل و لا عقل لها، بل اوجده و اوجد هذه العوالم كلها من العدم اله واحد، هو وحده الذي يحي و يميت، و هو الذي خلق كل شيء، و إن شاء افناه، و ذهب به، و هذا الاله لا يشبه شيئا مما في هذه العوالم، قديم لا اول له، باق لا آخر له، قادر لا حدود لقدرته عالم لا يخفى شيء عن علمه، عادل و لكن لا تقس عدالته المطلقة بمقاييس العدالة البشرية، هو الذي وضع نواميس الكون ما يسمى (قوانين الطبيعة)، و جعل كل شيء فيها بقدار، حدد من الازل جزئياته و انواعه، و ما يطرأ على الاحياء و الجمادات من حركة و سكون، و منح الانسان عقلا يحكم به على كثير من الامور، التي جعلها خاضعة لتصرفه، و أعطاه عقلا يختار به ما يريد، و إرادة يحقق بها ما يختار، و جعل بعد هذه الحياة المؤقتة حياة دائمة في الآخرة، فيها يكافأ المحسن بالجنة، و يعاقب المسيء بجهنم.

و هذا الاله واحد أحد، لا شريك له يعبد معه، و لا وسيط يقرب إليه ويشفع عنده إلا بإذنه، فالعبادة له وحده خالصة، بكل مظاهرها
و له مخلوقات مادية ظاهره لنا تدرك بالحس، و اخرى غيبت عنا، و من الأحياء ما هو خالص للخير وآخر للشر، و منها الصلح و الطالح من الجن و الانس، و أنه يختار ناسا من البشر، ينزل عليهم بالشرع الالهي ليبلغوه للبشر، و هؤلاء هم الرسل.
و أن هذه الشرائع تتضمنها كتب وصحائف انزلت من السماء، ينسخ المتقدم منها المتأخر، وأن آخر هذه الكتب هو القرآن، وأن آخر  الرسل محمد صلى الله عليه و سلم، ختمت به الرسالات، و بدينه الاديان، فلا نبي بعده.


فالقرآن هو دستور الإسلام، فمن صدق وآمن بأنه من عند الله، سمي مؤمنا. و الايمان بهذا المعنى لا يعرفه إلا الله، لذلك وجب عليه ليعده المسلمون واحدا منهم أن ينطق بالشهادتين، فإدا نطق بهما صار مواطنا اصيلا في دولة الاسلام، يتمتع بحقوق المسلم، ويقوم بجميع الاعمال التي يكلفه بها الاسلام.

فما هذه الاعمال 


                                                                    يتبع ان شاء الله
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #21 في: 2014-01-26, 03:00:44 »
في الانتظار
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #22 في: 2014-01-26, 19:31:44 »
جزاك الله خيرا، متابعون
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #23 في: 2014-01-28, 19:59:30 »
سلام عليكم
اواصل لكم رحلتي مع كتابي الذي اصبح شيئا مني لحلاوته تركت فيه صفحات مع الاخير لم اكملهن لرغبتي ان لا يكتمل الكتاب. emo (4): emo (4):

كان اخر ما كان من الكتاب، عن ماهية الأعمال فغاص بنا الشيخ بمعاني رائعة، حقيقة غيرت في قناعاتي الكثيرة، كم هو رائع أن تكون من زمرة المسلمين، فلله الحمد و المنه على فضله، و جزاك الله خيرا ماما هادية، فهذا الكتاب اروع هدية قدمت لي  :rose::: :rose::: :rose:::


اما عن الاعمال فسهلة ليس فيها مشقة كبيره
اولها : ان يركع ركعتين في صباحا يناجي فيهما ربه، بعد ان يتوضأ او يغتسل ان كان على جنابة، اما عن وسط النهار فاربع ركعات، ثم بوقت اربع اخرى، و بعد غياب الشمس ثلاث، و في أول الليل اربع، هذه هي الصلاة لا واسطة فيها بين العبد و ربه.

ثانيها: أن في السنة شهرا معينا يقدم فيه المرء طعامه الى اخر الليل، بدلا من أول النهار و يمتنع عن الاكل و الشرب و معاشرة النساء الى ذلك الوقت، فيكون شهرا لصفاء النفس، و تهذيب خلق،وصحة الجسد، ويكون هذا الشهر مظهرا من مظاهر الاجتماع على الخير.

ثالثها: أنه إذا فضل عن نفقات نفسه، ونفقات عياله، مقدارا من المال محدود بقي سنة كاملة لا يحتاج إليه، لأنه في غنى عنه، كلف أن يخرج منه بعد انقضاء السنة، مبلغ (2,5) في المئة، للفقراء و المحتاجين، لا يحس هو بثقلها، و يكون منها عون بالغ للمحتاج، و ركن وطيد في التضامن الاجتماعي، و شفاء من داء الفقر.

الرابع: أن الاسلام رتب للمجتمع الاسلامي، اجتماعات دورية. اجتماع بمثابة مجالس الحارات، يعقد خمس مرات في اليوم، مثل حصص المدرسة، هو صلاة الجماعة، و يكون من ثماره أن يعين الاقوياء الضعفاء، و يعلم العلماء الجاهل، و يسعف الاغنياء الفقير. و مدة انعقاده ربع ساعة، فلا يعطل احدا عن عمله.

و اجتماع لمجالس الاحياء، يعقد مرة في الاسبوع، ومده انعقاده اقل من ساعة، و حضوره واجب على الرجال.
و اجتماع كمجالس المدينة، يعقد مرتين في السنة، وهو صلاة العيدين. و حضوره ليس على سبيل الالزام .
و اجتماع، هو كالمؤتمر الشعبي العام، يعقد كل سنة في مكان معين، هو في الحقيقة دورة توجيهيه ورياضية وفكرية، يكلف المسلم بأن يحضره مره واحدة في عمره، إن استطاع وهو الحج.

هذه هي العبادات الاصيلة التي يكلف بها الانسان.

و من العبادات أن يمتنع عن أفعال معينة، أفعال يجمع عقلاء الدنيا على أنها شر، كالقتل بلا حق،  و التعدي على الناس، و الظلم بأنواعه، و المسكر الدي يغيب العقل، والزنا الذي يذهب الاعراض ويخلط الانساب، والربان و الكذب، والغش، والغدر، والفرار من الخدمة العسكرية التي يراد منها إعلاء كلمة الله، و أشدها عقوق الوالدين، والحلف كذبا، وشهادة الزور، وأمثال ذلك من الاعمال القبيحة الشريرة، التي تجتمع العقول على ادراك قبحها و شرها.

و اذا قصر المسلم في القيام ببعض الواجبات، او ارتكب بعض الممنوعات ثم رجع و تاب و طلب العفو من الله، فإن الله يعفو عنه، أما اذا لم يتب فيعد من المسلمين لكنه عاصي، يستحق العقاب في الآخرة لكن عقابه لا يدوم. أما اذا انكر بعض المبادئ، اي العقائد الاصيلة، أو شك فيها، أو جحد واجبا مجمعا على وجوبه، أو حراما مجمعا على حرمته، أو أنكر كلمة واحدة من القران، فإنه يخرج من الدين، و يعتبر مرتدا تنزع عنه الجنسية الإسلامية، و الردة أكبر جريمة في الإسلام، فهي كالخيانة العظمى في القوانين الحديثة، جزاؤها (إن لم ينتصل عنها) الموت.

قد يأتي المسلم بعض الواجبات، أو يأتي يعض الممنوعات، وهو معترف بالوجوب و الحرمة، فيبقى مسلما، و لكنه يكون عاصيا، أما الإيمان فلا يتجزأ، فلو مثلا آمن بتسع و تسعين عقيدة، و كفر بواحدة كان كافرا.

وقد يكون المسلم غير مؤمن، كمن انتسب الى جمعية، و حضر اجتماعاتها، و دفع اشتراكها لكنه ليس بمقتنع بصحتها، بل دخل فيها للتجسس عليها، و افساد أمرها.
و هذا هو المنافق الذي ينطق بالشهادتين، و يؤدي العبادات ظاهرا، ولكنه غير مؤمن بالحقيقة و لا ناج عند الله، وإن كان معتبرا من المسلمين عند الناس، لان الله وحده يعلم السرائر و القلوب.

فإن آمن الانسان بالأسس الفكرية للإسلام، و هي التصديق المطلق بالله، و تنزيهه عن كل الشريك و الوسيط، و بالملائكة، وبالرسل، وبالكتب، وبالحياة الاخرى، و بالقدر، و نطق الشهادتين، و صلى الفرائض، و صام رمضان، وأدى زكاة ماله، إن وجبت عليه الزكاة، وحج مرة واحده ان استطاع، وامتنع عن المحرمات المجمع على حرمتها، فهو مسلم مؤمن ولكن ثمرة الإيمان لا تظهر منه، و لا يحس بحلاوته، و لا يكون مسلما كاملا حتى يسلك في حياته مسلك المسلم المؤمن.
و قد ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم في كلمة واحده، أوتي جوامع الكلم.

هي: أن يتذكر المسلم في قيامه و قعوده، و خلوته وجلوته، وجده وهزله، وفي كل حالاته كلها، أن الله مطلع عليه، وناظر إليه، فلا يعصيه  وهو يذكر أنه يراه، ولا يخاف او ييأس وهو يعلم أنه معه، ولا يشعر بالوحشة وهو يناجيه، ولا يحس بالحاجة الى احد، وهو يطلب منه ويدعوه، فإن عصى-ومن طبيعته ان يعصي- رجع و تاب فتاب الله عليه.

 ذلك من قوله عليه الصلاة و السلام، في تعريف الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك"
و هذا هو دين الإسلام بالقول المجمل، وتفصيله يأتي في العقيدة.

و تأتي ثاني محاور الكتاب العقيدة

                                                                           يتبع إن شاء الله 
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #24 في: 2014-01-29, 07:04:21 »
تلخيص ممتع جدا يا أسماء. الحمد لله على نعمة الإسلام . ونسأل الله تعالى أن يرزقنا إيمانا صادقا قويا .بانتظار البقية  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #25 في: 2014-01-29, 07:32:26 »
فعلا ممتع

في انتظار التتمة بارك الله لك
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #26 في: 2014-01-29, 21:16:20 »
جعلكم الله نورا في حياتنا نقتدي به نسال الله القبول، و لله الحمد و المنه و الفضل، فالخير كله اليه والشر ليس اليه
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #27 في: 2014-01-30, 05:32:55 »
جميل جميل
اتشوق لاقرا تلخيصك لباب الايمان بمحمد خاتما للانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين

 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #28 في: 2014-02-10, 21:17:24 »
سلام عليكم
اعتذر للغياب الانترنت عندي تعباااانة
قبل الحديث عن العقيدة لجأ الكتاب الى الحديث عن بعض التعريفات قبل الكلام عن العقيدة و هذا مختصره

                                            تعريفات

وراح الكاتب قبل تطرقه الى العقيدة يزودنا ببعض التعريفات التي نجدها في كتب التي تتحدث عن العقيدة  كمقدمة و منها الشك، الظن، العلم ليصل منها الى العقيدة
التعريف بالشك

ادا كنت في مكة مثلا, و سالك سائل : هل في الطائف الان مطر ?لا تستطيع ان تقول (نعم) , و لا تستطيع ان تقول (لا). لان من الممكن أن يكون في الطائف في تلك الساعة مطر, و من الممكن أن لا يكون الجو فيها صحوا لا مطر فيه, امكان وجود المطر خمسون بالمئة مثلا, تساوى الطرفان فلا دليل يرجح العدم. و هدا هو الشك,

 فاذا نظرت فأبصرت في جهة الشرق, (والطائف شقي مكة) غيوما تلوح على حواشي الافق من بعيد, رجح عندك رجحانا خفيفا أن في الطائف مطرا، و هدا الرجحان الخفيف لإمكان الوجود, ما يسمونه (الظن), فانت تقول :اظن ان في الطائف الان مطرا، فالظن ستون في المئة مثلا (نعم)، و اربعون (لا).
فان رأيت الغمام قد ازداد وتراكم, واسود وتراكب, وخرج البرق يلمع من خلاله، ازداد ظنك بنزول المطر في الطائف، فصار ل (نعم) سبعون او خمس و سبعون في المئة،  كان هدا ما يسميه علماؤنا ب (غلبة الظن)، فانت تقول لسائلك :يغلب علي  ظني ان في الطائف الان مطرا، فان انت ذهبت الى الطائف، فرأيت المطر بعينك، و احسست به على وجهك، ايقنت بنزوله، و علماؤنا يسمون هدا باليقين

فصار العلم هنا يحمل معاني كثيرة، علم مطلق يقابله الجهل، و العلم بهذا المنعى هو الذي تكون غايته الحقيقة، وأداته العقل، ووسيلته المحاكمة، والتجربة، و الاستقراء، والفن هو الذي تكون غايته الجمال، وأداته الشعور، ووسيلته الذوق.

و العلم الذي يجئ بمعنى اليقين، و يقابل الشك و الظن، هو الذي يقصده الشيخ في هذا البحث

                            العلم الضروري و العلم النظري

العلم الذي يحصل بالمشاهدة، يعني لا يحتاج الى دليل، مثلا كوجود جبل، وكل العقلاء يجمعون على وجوده، وهذا ما يسمى بالعلم الضروري

اما مثلا العلم بان طول مربع الوتر يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمين فيحتاج الى دليل عقلي، فقط طالب العلم يعلم بهذا، اما العامي فلا يصدق بها، وهذا ما يسمى بالعلم النظري، وهو الذي يحصل الا بالدليل العقلي

                                 البديهية و العقيدة
 
من العلم النظري ما لا يحتاج الى دليل، ولا يدرك بمجرد الحس ز المشاهدة لكن شهرته جعلته يقترب من العلم الضروري مثلا: العلم بأن (الجزء اقل من الكل) بديهية، في الحقيقة هو يحتاج الى دليل، ولكنك لا تجد من يشك فيه.

البديهية: هي حقائق عقلية يقبلها كل الناس و لا تحتاج دليلا، فاذا استقرت هذه البديهية في العقل الباطن، و كانت موجهه في اعماله و افكاره، سميت عقيدة، وسمي الاعتقاد بها (ايمانا) بالمعنى العام.
اما الايمان بالمعنى الخاص، الذي لا ينصرف الا اذا اطلق اليه، ولا يدل إلا عليه، و المذكور في الكتاب و السنة وعلى السنة العلماء، فهو:

الاعتقاد بالله ربا واحدا

وإلها مفردا بالعبادة، لا يشرك معه غيره في كل ما هو من جنس العبادة.


و الاعتقاد بكل ما أوحي به إلى نبيه، من :خبر الملائكة، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.


وصاحب هذا الاعتقاد هو(المؤمن)، فإذا نقص شيئا منه، أوو رده، أو تردد في تصديقه، أو شك فيه، فقد صفة ايمانه، ولم يعد يعد مع المؤمنين.


                           يتبع ان شاء الله
« آخر تحرير: 2014-02-12, 20:36:30 بواسطة Asma »
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل زهراء

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 35
  • الجنس: أنثى
  • الللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا إتباعه و ........
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #29 في: 2014-02-11, 19:36:27 »
متابعة لكي أختي أسماء  ::ok::

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #30 في: 2014-02-11, 21:38:33 »
سلام عليكم
أهلا بك زهرة اختي العزيزة و يشرفني ان تتابعي هاد الموضوع
اسال الله التوفيق في التلخيض

و حيث ان الكاتب بعد تعريف مبدئي للعقيدة، راح الان يفصل في قواعدها

                                                قواعد العقائد

و تتضمن ما يلي

                                              القاعدة الأولى
ما ادركه بحواسي لا أشك به

هذه بديهية عقلية مسلمة، ولكن احيانا انخدع بما ارى، مثلا رؤية السراب في الصحراء، و ايضا كرؤية ما يفعله السحرة.
فالحواس اذن تخطئ، وتخدع وتتوهم، أو يتوهم صاحبها، فهل أشك في لهذا في وجود ما أحس به؟

لا، لأني إن شككت فيما أرى وأسمع وأحس، تداخلت لدي الحقائق والخيالات، وصرت أنا و المجنون سواء.
لحصول العلم (اليقين) بوجود ما أحسه، هو ألا يحكم العقل بالتجربة السابقة أن الذي أحس به وهم أو جداع حواس، والعقل يخدع للمرة الاولى فيحسب السراب ماءا، فإن رآه مرة اخرى أدرك أنه سراب.
اما الامور التي تنخدع فيها الحواس فهي امور محدودة و معلومة، منها عمل سحرة فرعون.

                                               القاعدة الثانية

أن اليقين كما يحصل بالحس والمشاهدة، يحصل بالخبر الذي نعتقد صدق صاحبه.
 
هناك اشياء ما شاهدناها ولا أحسسنا بها، ولكنا نوقن بوجودها كما نوقن بوجود ما نشاهده ونحس به، مثلا نوقن بوجود البرازيل والهند، ولم نزرهما ولم نرهما.
ولو نظر الواحد منا في نفسه لرأى أن ما يوقن بوجوده من الاشياء التي لم يرها، اكثر من الاشياء التي رآها، من ماملك واحداث عبر التاريخ.

فكيف ايقن بوجود هذه الاشياء وهو لم يدركها بحواسه؟

ايقن به حين نقله جماعات عن جماعات، لا يتصور إمكان اتفاقهم(في العادة) على اختراع هذه الاخبار، ونقلها كذبا.   

                                                                  القاعدة الثالثة

لا يحق لنا أن ننكر وجود اشياء لمجرد اننا لا ندركها بحواسنا؟

ما مدى العلم الذي تبلغه الحواس؟ وهل تستطيع أن تصل إلى إدراك كل موجود؟
[/color]
إن مثل النفس مع الحواس والموجودات كمثل رجل سجنه الحاكم في برج القلعة، وسد عليه الابواب و النوافذ، ولم يترك له الا شقوقا في جدار البرج، شقا يطل منه على النهر يجري، وشق على الجبل، وشق على القصر المقابل، وشق على الملعب.

السجين هو النفس، و القلعة الجسد، وهذه الشقوق هي الحواس، حس النظر يشرف منه على عالم الالوان، وحس السمع على عالم الاصوات، وحس الذوق على عالم الطعام، وحس الشم على عالم الروائح، وحس اللمس على عالم الاجسام.

والسؤال: هل أدرك بكل حاسة من حواسي كل ما في العالم الذي تشرف عليه؟
السجين عندما ينظر من الشقوق لا يرى الا اجزاء نحن لا نرى الجراثيم، ولا الكهارب التي تدور وسط الذرة،ولا نشم رائحة السكر مع أن النملة و الذباب يشمه ويسرع إليه،فالحواس اذن لا تدرك من العوالم التي سلطت عليها إلا جزءا منها.

ثم ألا يكون بين عالم الالوان، وعالم الاصوات عالما آخر لا أدركه اصلا لأن ليس عندي الحاسة لادراكه؟
فمثلا الضغط الجوي لا تحس باختلافه القليل، لانه ليس لديك حاسه تدركه بها، فإدا جئت ب(البارومتر) أدركته

و الحواس هل هي كاملة؟ كان الاقدمون يحصرونها في خمس فقط، بينما إكتشقت في الانسان حواس اخرى أودعها الله فيه.

فمثلا انا أغمض عيني، وأبسط يدي أو أقبضها، فأحس بها مبسوطة، لم المسها ولم أرها، فبأي حاسة أحسست بها؟ ما يسمى بالحس العضلي.


                                                                                                يتبع إن شاء الله
« آخر تحرير: 2014-02-11, 21:42:19 بواسطة Asma »
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #31 في: 2014-02-11, 22:35:08 »

 good::)(

رائع يا أسماء

أكملي فعن نفسي مستمتعة جدا بالمتابعة

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #32 في: 2014-02-12, 06:34:49 »
ما شاء الله
تلخيص واف وممتع يا أسماء
جزاك الله خيرا
لكن اظن هناك خطأ بسيطا في مثال العلم النظري، فمربع الوتر يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمتين وليس مجموع طوليهما، وهو ما يسمى نظرية فيثاغورث على ما أذكر
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #33 في: 2014-02-12, 20:34:50 »
سلام عليكم
اهلا اختي سيقتاب  ::happy:
نعم ماما هادية هذا ما كنت اقصده لكن اخطات شكرا للتوجيه
 :blush:: :blush:: :blush::
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #34 في: 2014-02-12, 22:21:12 »
سلام عليكم
أحاول ان لا اطيل في التلخيص لكن الكتاب كله معاني وافكار رائعة لم استطع ان اتجاوزها  :emoti_209:

يواصل الكتاب مع القواعد

                                                  القاعدة الرابعة

الخيال البشري لا يستطيع ان يلم الا بما أدركته الحواس.

القاعدة السابقة ترمي الى أن الحواس ناقصة، ولكن الله أعطانا (ملكة) نتم بها نقص الحواس، فنحن إن لم نستطع رؤية الشيء لبعده عنا، نتخيله مثلا بيت المرء عندما يكون بعيد، فالخيال يكمل الحواس.
فهل للخيال حدود، أم أنه  مطلق غير محدود؟ هل استطيع أن أتخيل شيئا لم ادركه بحواسي؟

الخيال عند علماء النفس خيلان: خيال مرجعي، كأن أتخيل بيتي وأنا بعيدة عنه، وخيال مبدع كخيال الشعراء، بالنظر الى خيالات المبدعين هل جاؤوا بشيء غير متوقع؟ فلو تاملنا في اعمالهم لوجدنا انها جمع بين اشياء عدة بتناسق، فجاء بهيئة الجديد، لكن هذا الجديد مؤلف من اجزاء قديمة

بل لو اوغلنا في الاغراب في جمع هذه الاجزاء نجد الخيال نفسه قد عجز عن الالمام بهذا الجمع، _مثلا_  جزءا من عالم الالوان وجزءا من عالم الاصوات: فقولوا إن فلان المغني قد غنى نغمة معطرة بعطر الورد، فنحن لا نستطيع تخيل نغمة عطرة، ولا رائجة حمراء، ولانتصور إلا الابعاد الثلاثة(الطول والعرض والارتفاع)، لانستطيع أن نتصور بعدا رابعا، ولا دائرة ليس لها محيط، فكيف إذن نتخيل الآخرة و ما فيها، وهي عالم يختلف عن عالمنا؟ إن الآخرة بالنسبة للدنيا، كالدنيا بالنسبة لبطن الجنين.
و من هنا قال إبن عباس" ما في الدنيا مما في الآخرة إلا السماء"

                                              القاعدة الخامسة

مما سبق عرفنا أن العقل ينخدع للوهلة الاولى بما تراه العين، فالعقل اذن اصبح حكما، وحكمه ابعد مدى، لكن هل يحكم على كل شيء، ويمتد مداه الى غير ما نهاية؟
العقل لا يستطيع أن يدرك اي شيء حتى يحصره بين اثنين: الزمان والمكان، فما كان خارجا عنهما من مسائل الروح، وأمور القدر، وآلاء الله وصفاته، فلا حكم للعقل عليه.

ثم إن العقل محدود، لا يحكم على غير المحدود، مثلا لا يستطيع عقلنا أن يحيط بالخلود في الجنة، مع اننا نؤمن به.
العقل يستطيع أن يحكم الا على عالم المادة كما سبق وأثبته( ديكارت)، أما ما وراء المادة، اي الغيب(الميتافيزيك) فلا حكم للعقل على المادة

                                                 القاعدة السادسة

لماذا نجد كل من وقع في شدة يرجع الى الله؟

شيء كامن في كل شخص إنه الفطرة، قد تغطيها الشهوات و الرغبات والمطامع، والمطالب الحيوانية ، فإذا هزتها المخاطر والشدائد، القت عنها غطائها فظهرت، ولذلك سمي غير المؤمن كافرا.
عندما يشتد المرض، تجد الملحد يرجع الى الدين، لماذا؟

لأن الإيمان غريزة، والحب صورة مصغرة للايمان، فالمحب يطيع محبوبه، وينفذ كل اوامره، والمحب يخاف محبوبه، ويخشى غضبه، فالحب دليل على ان الايمان فطرة في النفوس.


                                                    يتبع إن شاء الله 
     
 ماما هادية جزاك الله خيرا على المتابعة وعلى الكتاب، في ميزان حسناتكم إن شاء الله
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #35 في: 2014-02-13, 21:29:59 »
السلام عليكم
و تتكمل القواعد في هذه المشاركة

                                            القاعدة السابعة

هي أن الإنسان يدرك بالحدس أن هذا العالم المادي ليس كل شيء، وأن وراءه عالما روحيا مجهولا، يدرك منه لمحات تدل عليه، ذلك أن الإنسان يرى الملذات المادية محدودة، إذ هي بلغت غايتها ووصلت إلى حدها، لم تعد اللذة لذة، ولكن صارت عادة.

يبصر الفقير سيارة الغني تمر به، فإن هو امتلكها لم يعد يشعر بالمتعة بها، ويمرض المريض فيتألم فيتصور اللذة كلها في الشفاء، فإن هو شفي لم يعد يرى اللذة في الصحة، ومن الامثلة كثير.

يوقن الإنسان بالحدس النفسي، لا بالدليل العقلي أن هذه الحياة المادية ليست كل شيء، وأن العالم المجهول، المختبئ وراء عالم المادة، حقيقة قائمة، تحن إليها الأرواح، وتحاول أن تطير إليها، ولكن هذا الجسد الكثيف يحجبها عنها، ويمسكها عن أن تنطلق وراءها، وهذا هو الدليل النفسي على وجود العالم الآخر.

                                                القاعدة الثامنة
الإعتقاد بوجود الحياة الأخرى، نتيجة لازمة للإعتقاد بوجود الله و بيان ذلك أن الاله لا يكون إلا عادلا، والعادل لا يقر الظلم، و لايترك الظالم بغير عقاب، ولا المظلوم من غير انصاف، ونحن نرى في هذه الحياة من يعيش ظالما و يموت ظالما لم يعاقب، ومن يعيش مظلوما ويموت كذلك فما معنى هذا؟ وكيف يتم هذا ما دام الله موجودا، وما دام الله لا يكون إلا عادلا؟

معناه أنه لابد من محطة اخرى(حياة اخرى) يكافأ فيها المحسن، ويعاقب المسيء.
وأن الرواية لا تنتهي بإنتهاء هذه الدنيا، فكيف يصدق عاقل، أن قصة الحياة تنتهي بالموت؟ كيف؟ ولم يسدد بعد الحساب، ولا اكتملت الرواية؟ فايقن العقل هنا، أن لهذا الكون ربا، وأن بعد الدنيا آخرة، وأن ذلك العالم المجهول، الذي لمحت الروح ومضة منه في امتلاك فقير لسيارة، أو في شفاء مريض من علة، بوجود الآخرة.
و رأى الإنسان أن أكبر لذة في الدنيا هي لذة الوصال، التي لا تدوم إلا نصف دقيقة، مثال مصغر للذات العالم الآخر، التي تدوم ابدا، والتي لا حد لها، ولا تصبح عادة كما تصير اللذات في الدنيا عادات.


                                                       يتبع إن شاء الله

المرة القادمة بإدن الله تتضمن الحديث عن الايمان بالله

الحمد لله على منته و فضله
« آخر تحرير: 2014-02-13, 21:38:00 بواسطة Asma »
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #36 في: 2014-03-18, 21:44:27 »
الحمد لله على منته وفضله أن أعانني على العودة مرة ثانية بعد انقطاع كبير
سلام عليكم ورحمة الله و بركاته

وصلت في التلخيص آخر مرة الى القواعد الايمانية، وبحول الله سيكون الآتي يتحدث عن الايمانيات، الايمان بالله تعالى

الايمان بالله
الايمان بالله يتضمن اربع قضايا
1.   الله موجود بلا موجد
2.   هو رب العالمين
3.   أنه هو المعبود وحده
4.   لايعبد معه غيره

•   وجود الله:
انطلاقا من القاعدة السادسة التي تقول أن الاعتقاد بوجود الله من البديهية التي تدرك بالحدس النفسي قبل الدليل العقلي، والسؤال الذي يتبادر الى اذهاننا هو كيف؟
العقل الباطن يؤمن بوجوده بالحدس، والعقل الواعي يؤمن بوجوده بالدليل، الدليل على وجوده في أنفسنا فنحن نشعر بوجوده، نلجأ إليه في الشدائد و الملمات، لكن اذا كان هذا ما يحصل فلماذا لا ينتبهون: والجواب انهم لا يفكرون في أنفسهم كما قال سبحانه جل في علاه" وفي انفسكم افلا تبصرون" وفي قول آخر "نسوا الله فأنساهم أنفسهم"، إنهم يفرون من انفسهم، لا يستطيع أحد ان يبقى خاليا بنفسه بلا عمل، ويشتغل عنها بأي شيء كأن نفسه عدو له يكرهه، وينفر منه، أكثر الناس تجدهم يأكلون ويشربون، وينامون ويستيقظون يحرصون على اللذة وينفرون من الالم، يصبح الواحد منهم فيذهب الى عمله، ثم يعود منه ويعمد الى التسلية، وهكذا تمر كل أيامه، اما المسلم فلا يكتفي بهذا، بل يسأل نفسه: من اين جئت؟ والى اين اسير؟ ما المبدأ؟ وما المصير؟

ينظر كل منا فيجد أن حياته لم تبدأ بالولادة، فقد سبقت اطوار نموه في بطن أمهن وقبل ذلك كان دما يجري في عروق أبيه، وهذا الدم جاء مما يتناوله الإنسان من الغذاء،فقد كان نباتا من الارض، فهو بذلك مر بكثير من المراحل في تكوينه لا يدري منها شيئا، فكيف يوجد نفسه بعقله وإرادته وقد كان موجودا قبل أن يكون له عقل وإرادة؟

فإذا كان الانسان موجودا قبل وجود إرادته، فهل يمكن أن يقال أنه هو الذي أوجد نفسه
؟ وهل خلق من العدم من دون فاعل ولا خالق؟ هذا مستحيل
وهذا ديكارت المعروف بمبدأ الشك، اذ شك في كل شيء ولما وصل الى نفسه، فلم يستطع ان يشك فيها، اذ لابد من المشكك لذلك قال كلمته الشهيرة" انا افكر فأنا موجود"
وأفضل قصة تحاكي هذا المشهد قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام مع الآفلين، اذ أنه رفض عبادة صنم يصنعه الناس بأيديهم، وراح يبحث له عن إله، فلما جن عليه الليل رأى النجوم، فظن أنه وجد الهه، وإذا بالقمر يخفي النجوم، فتبادر الى ذهنه انه هذا هو، وإذا بالشمس تنير الارض بنورها ويختفي القمر، فقال هذا هو ربي، لكن كلا الشمس تذهب وتترك الكون مظلما ليس هذا هو، فلم يبق امامه الا احتمال واحد وهو الصحيح، وهو أن وراء كل هذه الجمادات كلها، إلها قادرا عظيما هو الذي أوجدها وأوجدني وأوجد كل شيء :"أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" 

السخفاء من الملحدين يقولون بأن الطبيعة هي من أوجدت الانسان، الطبيعة كلمة على وزن فعيلة أي مطبوعة فمن طبعها؟ فأجابونا أن الطبيعة هي المصادفة........قانون الاحتمالات
فمن بين ما قلناه لهم، اي مصادفة هذه التي جعلت في اللسان تسعة آلاف عقدة صغيرة كلها تصلح للتذوق، وفي كل أذن مئة ألف خلية للسمع، وفي كل عين مئة وثلاثين مليون خلية كلها تصلح لاستقبال الضوء. ومن أعجب العجب، ومن أظهر الأدلة على وجود الله، أن هذا الفضاء بكل ما فيه موجود بصورة مصغرة، بحيث لا يدرك العقل دقتها وصغرها.
•   الله رب العالمين:
القضية الثانية من قضايا الايمان بالله
الله هو موجد عالم الحيوان وعالم النبات، عالم الافلاك، الظاهر لنا وما غيب علينا، اوجدها من العدم ووضع لها نواميس عجيبة.
لكن هل يكفي الايمان بها ليكون الانسان مؤمنا؟
بل اذا جاءك من يقول أنه يعرف بأنه هو الخالق، وهو الرب، هل تعتبره بهذا وحده مؤمنا؟ الاجابة لا
التعليل:
كفار قريش اذا سئلوا عنه اعترفوا به ولم ينكروه، بل إن إبليس شر خلقه، ما انكر أن الله رب "رب بما اغويتني" وقوله جل في علاه" رب فانظرني" فهو مقر بأن الله ربه.
•   الله مالك الكون
يتصرف فيه كما يشاء، حر بملكه، يحيي، ويميت لانستطيع ان ندفع عن أنفسنا شيئا، لا دفعا ولا نفعا.
•   الاله المعبود
يقر معظمم الناس انه هو مالك الملك، المتصرف بالكون ولكن ها يكفي هذا ليكون مؤمنا؟ الاجابة لا
أن نؤمن بأنه هو المتصرف لا تكفي بل لابد من الايمان، بأنه هو المعبود وحده، اذا اعترفت  بأن الله موجود، وأنه رب العالمين، وأنه مالك الكون، فلا نعبد معه غيره وهذا المعنى يتوضح جليا في سورة الناس في قوله عز وجل "قل اعوذ برب الناس، ملك الناس، اله الناس" فملاحظ يسال لماذا تكرر لفظ الناس، يقول الشيخ هنا أن الله يقول لهم" هذه ثلاث قضايا متماثلة متكاملة، كل قضية مستقلة بنفسها، مع ارتباطها بأختها. فهو ربهم وخالقهم، والمتصرف فيهم، وهو المستحق وحده للعبادة، لايجوز أن يكون له شريك فيها "
ومقتضى ذلك التصديق بالقضايا الثلاث، فما بالكم تصدقون بالاولى والثانية وترفضون الثالثة؟ كيف تفرقون بين المتماثلات؟ فتقبلون بعضا وتأبون بعضا؟ والثلاث سواء في الثبوت، لاسبيل الى التفريق بينهما في الحكم؟ [/size]
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #37 في: 2014-03-18, 21:48:29 »
ومن الايمان بالله ومقتضياته نصل الى توحيد الالوهية واساسياتها

توحيد الالوهية
الايمان بأن الله رب العالمين، وأنه هو مالك الكون، عمل من أعمال القلب، أما الايمان بأنه اله، فلا يقتصر على الاعتقاد، بل يتعداه الى السلوك، مع صدق العبد باخلاص العبودية يتبادر الى الذهن، ماهي العبادة؟
اول ما يتبادر الى الذهن أن العبادة، صلاة وصوم وحج، والعبادة لا تقتصر على هذا بل تشمل كل عمل نافع، لم يمنعه الشرع فهو عبادة. والعبادة لها روح وجسد، فروحها العقيدة التي دفعت إليها، والغاية التي عملت من أجلها، وجسدها عمل الجوارح.
الاساس في توحيد الالوهية :الاساس في الاعتقاد أن الله وحده هو الضار النافع ولابد لهذا من بيان

1.   الله خالق كل شيء وأعطانا عقولا وقال لنا، فكروا بعقولكم في هذه الاشياء التي خلقتها، فالنار اذا مست الشجرة احرقتها وأنه جعل بين كل هذه الاشياء روابط.
2.   ووجدنا أن الروابط والعلاقات، التي لا تستبدل ولا تتغير وهي سنن الكون، التي اصطلح على تسميتها قوانين الطبيعة، وهذه الروابط ليست في مجملها ظاهرة فهناك ماهو أدق وأعمق، مثلا دواء البنسلين وضعه الله في العفن الاخضر.
3.   ولم نكتشف إلى الآن من هذه النواميس الكونية التي وضعها خالق الكون إلا كقطرة من ماء البحر، وصنفنا الذي كشفناه في زمر وأصناف سميناها علوما، علم الكيمياء، وعلم الفيزياء، وعلم الطب ......الخ
4.   وفي هذا الكون وجدنا اشياء تضرنا وتنفعنا، وأن النفع والضرر على نوعين منها ما يكون ظاهرا مثلا كمن يقف قلبه بتناول مادة سامة ومنها ما يكون غير ظاهر كمن كان جسده قويا ويقف قلبه فجأة.
5.   والله فطر الانسان على جلب النفع والضرر فهو يستعمل لدفعه كل حيلة، ويستعين على ذلك بكل طاقة ممكنة وهذه الاستعانة منها ما يجوزه الدين، فمنهم من يلجأ الى الطبيب عند المرض فهذا من المشروع، أما من يستعين بدجال فهذا من الاستعانة الغير مشروعة.
التحليل والتحريم لله وحده
الله سلط عقولنا على كشف القوانين، ولم يسلطها على كشف ما وراء المادة، فنحن نعمل على جلب النفع، ودفع الضرر، في حدود المادة، وفي هذه الدنيا، ولا نملك لأنفسنا في العالم الآخر نفعا ولا ضرا، والله هو الذي جعل للنفع(الحلال) والضرر(الحرام) الاخروي سببا، كان التحليل والتحريم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب لله وحده، ومن اعطى التحليل والتحريم لغير الله، يكون قد عبد غيره، وشاركه في عبادته.
حب الله وخشية الله
هما من أسس التوحيد، وروح العبادة، وحبه ليس معناه تنظيم قصائد الغزل، وخوفه ليس معناه الفزع المؤدي الى الكره، بل إن حب الله بطاعته وايثار مرضاته على شهوات النفس ووساوس الشيطان، واتباع رسوله " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني "
فالاتباع هو مقياس الحب، وخوفه هو اجتناب محرماته، وايثار لذة الثواب في الآخرة، على لذة المعصية في الدنيا.


       يتبع ان شاء الله
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #38 في: 2014-03-19, 03:14:01 »
عودا حميدا يا أسماء  وفي وقته فكم نحتاج إلى هذه الإيمانيات لتنفض عن قلوبنا الغبار الكثيف. بارك الله لك يا بنيتي

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الحنيفية السمحاء
« رد #39 في: 2014-03-19, 15:45:04 »
بارك الله بك يا اسماء
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*