حسنا، أولا وقبل أي شيء، لمن لم يقرأ القصة من قبل، أو من يرغب في تذكرها، فقد قمت بتحميل مستند Word من 35 صفحة به كل الفصول التي وجدتها - مرفق في هذا الرد .
وثانيا، نعم تغيرت كثيرا، اعترف بهذا.
كنت قد قرأت مغامرة د. صالح مع ابن جبير في رمضان 2004 وتأثرت بها جدا، واذكر أنها حفزتني والهمتني لكي أكتب بنفسي وأخرج طاقاتي وأفكاري، وربما شجعتني فكرة قصته (استقدام شخصية من زمن آخر وجعلها تعيش في وقت وثقافات مختلفة) وأزالت ترددي في استخدام فكرة السفر عبر الزمن في كتاباتي، فولدت البدايات الأولى لهذه القصة في في اكتوبر (رمضان) 2005 ، واكملتها في صيف 2006 ، أي منذ أكثر من عشر سنوات. حقا أكاد لا أصدق كيف مرت كل هذه الأعوام!
هناك عناصر كثيرة لم أكن أتحكم بها وقتها، بداية من ترتيب الأحداث التاريخي الذي لم يكن بيدي ، فقد كنت اتبع روايات المؤرخين دائما - بل واقتبس بعض الجمل والعبارات البديعة نصا في بعض الأحيان.. وهذا ما أسعى لتطويره، لا أعني أن أغير التاريخ، بل أعني أن الابطال لا يجب أن يظلوا مقيدين في ترحالهم بين البلاد ومشاهدتهم للأحداث بمسار السلطان نفسه.
كذلك أبطال القصة الآخرين دوني ودون صلاح الدين، لم يرق أحد منهم لأن يكون شخصية مستقلة بذاتها لها فكرها وأبعادها وطموحاتها واهتماماتها وصراعاتها، وهذا كان له ميزة مهمة في البداية وهو التركيز على السلطان نفسه، واعماله، وردود أفعاله وانفعالاته وشخصيته العظيمة (التي لا أزعم أنني وفيتها حقها) .. ولكن مع الوقت هذا الوهج يخبو وتبدأ تظهر العديد من المشكلات في السياق، وخاصة عند التطرق لموضوعات شائكة أو خلافية أو غير واضحة للكاتب على سبيل المثال. ربما كان الدافع الرئيس لاستخدام هذا الأسلوب الوحيد هو عدم وجود المعرفة الكافية بهذه الحقبة خاصة وبطبائع البشر عامة وقتها، مما كان سيجعل الاسهاب في وصف وسرد حكايات أي شخصية ثانوية أو هامشية مضيعة للوقت، وخصم من جودة القصة وليس إضافة لها.
كذلك تبنت القصة الكثير من وجهة نظري الشخصية - كوني بطل القصة - وهذا كان أسهل في السرد، ولكن مع الوقت وجهات النظر تتغير، والىراء تتطور، ثم انظر لما كتبته وأنا غير متأكد أن هذا هو ما أريد توصيله للقارئ الآن. هذا يجعلني أعلم أنني أريد أن أكون أكثر تجردا أثناء كتاباتي المستقبلية، وأقل تجردا وليس "حيادية" ، فأنا أرى أن بينهما فارق كبير، ولكن هذه قصة أخرى.
اللغة لم تكن متقة في كثير من الأحيان، وأزعم أنها لم تمسي أكثر إتقانا اليوم، بل ربما نالت منها معاول كثيرة للهدم، ولكن هذا بفضل الله لم ولن يمنعني من الكتابة، لا بالعربية ولا بالأجنبية.
ما دون ذلك، فأنا أعدت قراءة مقتطفات مما كتبت، ولا أنكر أنني استمتعت بكثير منها، بل وضحكت على بعض المواقف بعد كل هذه السنوات .. أستطيع أن أقول أن هذه الحكاية مازالت تعجبني، وربما أكون مازلت قادرا على أن أضيف إليها المزيد، أو أكتب جزء ثانيا لها. (نعم ، نعم ، جزء ثان قبل انهاء الجزء الأول، ألاحظ ما أقوله جيدا :P )