أيامنا الحلوة

قضايا معاصرة => :: قضايا وشبهات معاصرة :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-04-29, 09:23:38

العنوان: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-04-29, 09:23:38
بسم الله الرحمن الرحيم .وصل اللهم وسلم على المبعوث رحمة للعالمين صلاة تبتدئ ولا تنتهي.

قد ابتلينا في هذا الزمان بأقوام يخرجون علينا مُشهرين أسلحة ماضية في وجه الدين وهم من أبناء الأمة، والويل والثبور لمن يتجرأ فينعتهم بالمارقين أو الفاسقين أو المتجرئين على الدين.إنما ناعتوهم هم أصحاب التضييق والتشديد والحظر على الآراء وكبت الحريات.
ابتلينا بهم في عصرٍ الفتن فيه كقطع الليل المظلم حتى لَيصبح المرء مؤمنا ويمسي كافرا كما تنبأ بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه.

ومن أهم الصيحات والتضليلات  التي انطلت أراجيفها ولوثاتها للأسف الشديد على الكثيرين من أبناء الأمة وقد أصبحنا قيد مناهج تقدم كل شيء إلا الدين وعلومه، فتغربنا عن ديننا تغرب الغنم عن مرعاها والذئب حاميها.

فشب شباب يعرفون من العلوم المختلفة وينهلون منها، فأما دينهم فعنوان لا ينبي عن خبر.

من أهم هذه الأباطيل وأخطرها وقعا في نفوس أغرار بعيدين صيحة عدم حجية السنة وأن القرآن كاف وأن الله ما فرط في الكتاب من شيء فما الحاجة للسنة !!

أنا لن أدعي علما، ولكنني هنا أولا سأضع ما أقع عليه من دحض لكل شبهة حول حجية السنة. وثانيا أدعو هادية لتدلي بدلوها .
فبيان هذا الأمر أراه قد غدا بالغ الأهمية، والحاجة إليه قد بلغت منتهاها في ظل ما صرنا نواجَه به ليس من عامة عاديين لا علم لهم بل ممن نحسبهم  لا يغرر بهم، ولا تُكبِدهم الغوائل.

وقد شاء الله تعالى فناقشت يوم أمس أحدهم في هذا الموضوع ووجدت أدرانا من تهافتات عدنان إبراهيم قد علقت بعقله فراح يشهرها سلاحا ضد نفسه قبل غيره وقد غدا حيرانا يتأول أضاليله عن كُره كمَنْ حامت الشكوك حول حمى عقله فهو يبحث لها عن مبدد ولا يقوى، فبدا كزرع أعجب الزَرّاع ولكنه ما أخرج شطأ ولا استغلظ ولا استوى على سوق.

أسأل الله سبحانه أن يوفقنا وينير بصائرنا.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-04-29, 11:37:13
شكرا على دعوتك يا اسماء
وجزاك الله خيرا فالموضوع مهم جدا

وسأغترف من دلوي بعض آيات الذكر الحكيم، التي لو تأملها اي عاقل او منصف، لتبددت كل هذه الأضاليل من عقله على الفور.

قال تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} (الأنعام: 38)
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ } (الحشر:7)
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:44)
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-04-29, 12:43:37
جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا الموضوع الهام والضروري وجزاك خيرا يا هادية على ما دلوت به وما سيأتي لاحقا

أتابع معكم كتلميذة صغيرة تتعلم
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-04-29, 13:14:51
هادية جزاك الله خيرا وأترقب متابعتك لما سأضع، وإفادتنا بما عندك بإذن الله emo (30):  وإن تلك الآية العظيمة لا يجب أن تغادر المؤمن وهو يعرض لمثل هذه التشكيكات والتشويهات.
سيفتاب سعيدة برؤية اسمك emo (30): مرحبا بك أختاه، وكلنا هنا نتعلم .

سأبدأ أيضا بحديث يحضرني في هذا المقام بقوة، حديث صحيح رواه مسلم رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه. حديث تعجبني تفاصيله، ويأخذ منه المتأمل دروسا مجتمعة .وقد تناولناه منذ مدة ليست ببعيدة بالجمعية، وتناولنا تفاصيله، ووقفنا على دروسه.
وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو الصحابي الجليل الغني عن التعريف، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والموت يقاربه : "إني لا أدري ما قُدِّرَ بقائي فيكم فاقْتدوا باللذينَ من بعدي وأشار إلى أبي بكرٍ وعمرَ واهتدوا بهَدْيِ عمارٍ وما حدَّثكمُ ابنُ مسعودٍ فصدِّقُوهُ" -رواه الترمذي وهو حسن- 

الحديث هو التالي :
 لعن اللهُ الواشماتِ والمستوشماتِ ، والنامصاتِ والمتنمصاتِ ، والمتفلجاتِ للحسنِ المغيِّراتِ خلقَ اللهِ . قال فبلغ ذلك امرأةً من بني أسدٍ . يقال لها : أم يعقوبَ . وكانت تقرأُ القرآنَ . فأتتْه فقالت : ما حديثٌ بلغني عنك ؛ أنك لعنتَ الواشماتِ والمستوشماتِ والمتنمصاتِ والمتفلجاتِ للحُسْنِ المغيِّراتِ خلقَ اللهِ . فقال عبدُاللهِ : وما لي لا ألعنُ من لعن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ وهو في كتابِ اللهِ . فقالت المرأةُ : لقد قرأتُ ما بين لوحي المصحفِ فما وجدتُه فقال : لئن كنتِ قرأتيهِ لقد وجدتيهِ . قال اللهُ عزَّ وجلَّ : وَمَا أَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوْا [ 59 / الحشر / 7 ] . فقالت المرأةُ : فإني أرى شيئًا من هذا على امرأتكَ الآن . قال : اذهبي فانظري . قال فدخلت على امرأةِ عبدِاللهِ فلم ترَ شيئًا . فجاءت إليه فقالت : ما رأيتُ شيئًا . فقال : أما لو كان ذلك ، لم نُجامعها . وفي روايةٍ : الواشماتِ والمستوشماتِ . وفي روايةٍ : الواشماتِ والموشوماتِ . -صحيح مسلم-

فلنتأمل إخوتي ... فلنتأمل كيف أجابها رضي الله عنه بهذا الجواب... أنّ ذلك موجود في القرآن بثقة كبيرة، وبيقين كبير بخلاف ما ظنّت وهي القارئة للقرآن العارفة بما فيه، وبما ليس فيه، هي قد عنت اللفظ، أما هو فقد عنى أمرا رأسيا، وِفْقَه يُقدَّر أنّ الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه المؤمن غير مرتاب ولا هياب، إن هو إلا وحي يوحى، وليس شرطا وقيدا أن نجد كل شيء في القرآن، وإنما السنة مفصّلة، مبيّنة ...

وتلكم الآية في كتاب الله تعالى كافية شافية، ولكأني بها نزلت من أجل هذا الذي نرى اليوم من طعن وتشكيك...
وقد وجدت كثيرين يحتجون بقول الله تعالى "مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ"-الأنعام 38-  حتى يتخذوا السنة ظهريا، بينما يقول بعض المفسرين أن الكتاب المعني هو اللوح المحفوظ لا القرآن،  وربما لو تأملنا إخوتي وتدبّرنا لصح أن يكون "الكتاب" هو القرآن بتذكرنا لهذه الآية العظيمة "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" فما فرط القرآن في شيء، وهو يحيلنا بهذه الآية إلى فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله،إلى سنته العظيمة وهي وحي يوحى، وما نُطْقه عن الهوى...
سبحان الله لكأني بهذه الآية العظيمة وحدها كفيلة بأن تبين لنا أنّ السنة مصدر للتشريع وأنّ لها حجتها، فنأتمر بما فيها من أمر وننتهي عما فيها من نهي .وفي كتاب الله تعالى غيرها من الآيات سنأتي على ذكرها لاحقا بإذن الله .


العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-04-30, 10:09:30
تمام  ::ok::
بارك الله بك
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: أحمد عبد ربه في 2014-05-01, 06:11:27


جزاك الله خيرا أستاذة أسماء ونفع بك ..

صدق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


" يُوشِكُ رَجُلٌ مِنْكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ عَنِّي ، فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " .

متابع لأتعلم ..
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-01, 19:48:43
(أهلا وسهلا بك يا أحمد وبارك الله فيك وجزاك خيرا على هذا الحديث، وهو في صميم موضوعنا.
سبحان الله وهم كذلك حقا يفعلون جلوس على أرائكهم ينكرون السنة ويتجرؤون عليها، وهم قريب من التنادي بأن الإيمان هو الإيمان بالله وحده مجردا عن الإيمان برسله.
"متكئين على أرائكهم"كناية عن استسهالهم ذلك. ونحن نرى من يستسهل الخوض في السنة والتشكيك في حجيتها، فلا يرى بعد ذلك غضاضة في طعنه بالصحاح بل وبالصحابة وبعدالتهم، وعدهم كأنفسهم، فيقولون هم رجال ونحن رجال !
نسوا بل تناسوا، وغفلوا بل تغافلوا عن أمر المولى عز وجل بطاعة الرسول...
ففيم هي طاعته؟ أفيما كان من القرآن وحده وما عداه لا طاعة له فيه؟! وقد عرفناه صلى الله عليه وسلم يأمر في كثير مما لم يجئ به القرآن.

 قل أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(54)-النور-
لي بإذن الله عودة لمزيد تفاصيل .

العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-04, 12:18:35
في هذه المداخلة سأضع واحدة من الشبهات التي يحسبون أنهم بها سيقطعون بأمرهم في عدم حجيّة السنة . وهي الاستناد لقوله تعالى : "ما فرطنا في الكتاب من شيء"

ما باللون الأخضر مقتبس من مقال مهم أخذته من موقع مميز جدا به شروح الأحاديث،وأمور كثيرة متعلقة بالسنة، وما بالأسود لي
-------
 الشبهة الأولى: قولهم بأن القرآن قد حوى كل شيء من أمور الدين بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر مثل السنة

قالوا: إن الله تعالى يقول: ما فرطنا في الكتاب من شيء ويقول: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء

وذلك يدل على أن الكتاب قد حوى كل شيء من أمور الدين، وكل حكم من أحكامه، وأنه قد بينه بيانا تاما، وفصله تفصيلا واضحا: بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر مثل السنة ينص على حكم من أحكام الدين أو يبينه ويفصله، وإلا: لكان الكتاب مفرطا فيه، ولما كان تبيانا لكل شيء، فيلزم الخلف في خبره تعالى. وهو محال.

الجواب

أنه ليس المراد من الكتاب –في الآية الأولى-: القرآن، بل المراد به: اللوح المحفوظ، فإنه الذي حوى كل شيء، واشتمل على جميع أحوال المخلوقات كبيرها وصغيرها، جليلها ودقيقها، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، على التفصيل التام، كما قال صلى الله عليه وسلم: " جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة "

وهذا هو المناسب لذكر هذه الجملة عقب قوله:  "وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ(38)"-الأنعام-
 فإن أظهر الأقوال – في معنى المِثْلية هنا: أن أحوال الدواب من العمر والرزق والأجل والسعادة والشقاء، موجودة في الكتاب المحفوظ مثل أحوال البشر في ذلك كله.

(سبحان الله، النظر في السياق مهم جدا جدا، فمجيئ ذلك عقب "ما من دابة في الأرض...." لعله كبير علاقة بأن يُراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ الذي قدّر كل دقيقة وكل جليلة)

ولو سلمنا أن المراد به القرآن – كما هو في الآية الثانية: فلا يمكن حمل الآيتين على ظاهرهما: من العموم، وأن القرآن اشتمل على بيان وتفصيل كل شيء، وكل حكم، سواء أكان ذلك من أمور الدين أم من أمور الدنيا، وأنه لم يفرط في شيء منها جميعها. وإلا للزم الخلف في خبره تعالى. كما هو ظاهر بالنسبة للأمور الدنيوية، وكما يعلم مما سبق في بيان أن القرآن يتعذر العمل به وحده بالنسبة للأحكام الدينية. فيجب العدول عن ظاهرهما، وتأويلهما.


وللعلماء في تأويلهما وجوه:

الوجه الأول: أن المراد: أنه لم يفرط في شيء من أمور الدين وأحكامه، وأنه بيّنها جميعها دون ما عداها، لأن المقصود من إنزال الكتاب: بيان الدين، ومعرفة الله، ومعرفة أحكام الله

إلا أن هذا البيان على نوعين:

بيان بطريق النص: وذلك مثل بيانه أصول الدين وعقائده، وبيانه وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج، وحل البيع والنكاح، وحرمة الربا والفواحش، وحل أكل الطيبات وحرمة أكل الخبائث.وبيان بطريق الإحالة على دليل من الأدلة الأخرى التي اعتبرها الشارع في كتابة أدلة وحججا على خلقه: فكل حكم – مما بينته السنة أو الإجماع أو القياس أو غير ذلك من الأدلة المعتبرة: فالقرآن مبين له. لأنه بين مدركه ووجهنا نحوه، وأرشدنا إليه، وأوجب علينا العمل به. ولولا إرشاده لهذا المدرك، وإيجابه العمل بمقتضاه: لما علمنا ذلك الحكم وعملنا به. فالقرآن إذن هو: أساس التشريع، وإليه ترجع جميع أحكام الشريعة الإسلامية بهذا المعنى.

قال الشافعي: " فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة، إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. قال الله تبارك وتعالى: "الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(1)"-إبراهيم- وقال: "...وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44)"-النحل- وقال: "....وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(89)"-النحل- وقال: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(52)" -الشورى-


"والبيان اسم جامع لمعان مجتمعة الأصول متشبعة الفروع، فأقل ما في تلك المعاني المجتمعة المتشبعة: أنها بيان لمن خوطب بها – ممن نزل القرآن بلسانه – متقاربة الاستواء عنده وإن كان بعضها أشد تأكيد بيان من بعض. ومختلفة عند من يجهل لسان العرب"

فجماع ما أبان الله لخلقه في كتابه مما تعبدهم به بما مضى في حكمه جل ثناؤه – من وجوه:

(فمنها): ما أبانه لخلقه نصا. مثل جمل فرائضه في أن عليهم صلاة وزكاة وحجا وصوما، وأنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونص الزنا والخمر وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير، وبين لهم كيف فرض الوضوء، مع غير ذلك مما بين نصا

ومنها:  ما أحكم فرضه بكتابه، وبين كيف هو على لسان نبيه، مثل عدد الصلاة والزكاة ووقتها وغير ذلك من فرائضه التي أنزل من كتابه"


ومنها: ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس لله فيه نص حكم، وقد فرض الله في كتابه طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء إلى حكمه. فمن قبل عن رسول الله فبفرض الله قبل "

من قبل عن رسول الله تعالى فقد قبل عن الله، والعجب في غفلة من يغفل عن النصوص القوية الصريحة في القرآن الكريم في هذا، وأنّ ما يأتيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى وما ينهى عنه يُنتهى عنه.

ومنها: ما فرض الله على خلقه الاجتهاد في طلبه، وابتلى طاعتهم في الاجتهاد كما ابتلى طاعتهم في غيره مما فرض عليهم. فإنه يقول تبارك وتعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ(31)"-محمد-  وقال: "وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ " وقال:"عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ"... إلى آخر ما قال.

ثم قال: "البيان الرابع: كل ما سن رسول الله مما ليس فيه كتاب. وفيما كتبنا في كتابنا هذا – من ذكر ما من الله به على العباد: من تعلم الكتاب والحكمة - دليل على أن الحكمة سنة رسول الله، مع ما ذكرنا مما افترض الله على خلقه من طاعة رسوله وبين من موضعه الذي وضعه الله به من دينه – الدليل على أن البيان في الفرائض المنصوصة في كتاب الله من أحد هذه الوجوه:

(منها): ما أتى الكتاب على غاية البيان فيه، فلم يحتج مع التنزيل فيه إلى غيره.

(ومنها): ما أتى على غاية البيان في فرضه وافترض طاعة رسوله. فبين رسول الله عن الله: كيف فرضه ؟ وعلى من فرضه ؟ ومتى يزول بعضه ويثبت ويجب ؟

(ومنها): ما بينه عن سنة نبيه بلا نص كتاب، وكل شيء منها بيان في كتاب الله، فكل من قبل عن الله فرائضه في كتابه: قبل عن رسول الله سننه بفرض الله طاعة رسوله على خلقه، وأن ينتهوا إلى حكمه، ومن قبل عن رسول الله فعن الله قبِل، لما افترض الله من طاعته. فيجمع القبول لما في كتاب الله ولسنة رسول الله القبول لكل واحد منهما عن الله، وإن تفرقت فروع الأسباب التي قبل بها عنهما. كما أحل وحرم وفرض وحد بأسباب متفرقة. كما شاء جل ثناؤه لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون أ هـ

ومن هذا الكلام الأخير تعلم الجواب عما قاله الدكتور صدقي في مقاله: " لم كان بعض الدين قرآنا والبعض الآخر حديثا ؟ وما الحكمة في ذلك ؟

وقد حكي أن الشافعي (رحمه الله) كان جالسا في المسجد الحرام فقال: " لا تسألوني عن شيء إلا أجبتكم فيه من كتاب الله تعالى " فقال رجل: ما تقول في المحرم إذا قتل الزنبور ؟ فقال: لا شيء عليه، فقال أين هذا في كتاب الله ؟ فقال: قال الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه ثم ذكر إسنادا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " ثم ذكر إسنادا إلى عمر رضي الله عنه أنه قال: " للمحرم قتل الزنبور " فأجابه من كتاب الله مستنبطا بثلاث درجات، وقد حكي عن ابن مسعود في لعنة الواشمة والمستوشمة نحو ذلك مما تقدم ذكره.


الزنبور هو الدبّور . فلننظر لأهل العلم الذين نرى دقة فهمهم واستنباطهم فهو لمّا أيقن أن السنة مصدر للتشريع، أخذ منها هي لا من القرآن أن سنة الخلفاء الراشدين من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدر للأخذ!

وقد روي في حديث العسيف الزاني: "أن أباه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اقض بيننا بكتاب الله. فقال (عليه السلام): " لأقضين بينكما بكتاب الله". ثم قضى بالجلد والتغريب على العسيف، وبالرجم على المرأة إن اعترفت" قال الواحدي: "وليس للرجم والتغريب ذكر في نص الكتاب. وهذا يدل على أن كل ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهو عين كتاب الله". أهـ.

والعسيف هو الأجير، وهذه قصة واردة في صحيح البخاري، قصة أجير عمل عند أحدهم، فزنى بامرأته، فاحتكم الخصمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسألاه أن يحكم لهما بما في كتاب الله.
فأجابهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيفعل، أي أنه سيحكم بينهما بما في كتاب الله، وكتاب الله ليس فيه تغريب ولا رجم، وإنما قد عنى بما في كتاب الله إحالة الله تعالى المؤمنين لأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقواله، ووجوب اتباعه فيما يقضي ويفعل....

الوجه الثاني: أن الكتاب لم يفرط في شيء من أمور الدين على سبيل الإجمال؛ وبين جميع كليات الشريعة دون النص على جزئياتها وتفاصيلها. ومن المعلوم أن ذلك لا يكفي في استنباط المجتهد ما يقوم به العبادة، ويحرر المعاملة. فلابد له من الرجوع إلى ما يبين له المجمل ويفصله له، ويبين جزئيات هذه الكليات. وسيأتي عند الكلام على كون السنة مستقلة بالتشريع -بيان آراء العلماء في هذا الوجه.

قال أبو سليمان الخطابي -في معالم السنن- : "سمعت ابن الأعرابي يقول ونحن نسمع منه هذا الكتاب (يعني سنن أبي داود) فأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب: لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة. وهذا كما قال شك فيه: لأن الله تعالى أنزل كتابه تبيانا لكل شيء، وقال: ما فرطنا في الكتاب من شيء فأخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانه الكتاب إلا أن البيان على ضربين: بيان جلي تناوله الذكر نصا، وبيان خفي اشتمل عليه معنى التلاوة ضمنا، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولا إلى النبي وهو معنى قوله سبحانه: لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان " أ. هـ

الوجه الثالث -وقد حكاه الألوسي عن بعضهم– : أن الأمور إما دينية أو دنيوية. والدنيوية لا اهتمام للشارع بها: إذ لم يبعث له. والدينية إما أصلي أو فرعية. والاهتمام بالفرعية دون الاهتمام بالأصلية: فإن المطلوب أولا بالذات من بعثة الأنبياء هو التوحيد وما أشبهه، بل المطلوب من خلق العباد هو معرفته تعالى، كما يشهد له قوله سبحانه: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون بناء على تفسير كثير " العبادة ": بالمعرفة. وقوله تعالى – في الحديث القدسي المشهور على الألسنة المصحح من طريق الصوفية: " كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف. فخلقت الخلق لأعرف " والقرآن العظيم: قد تكفل بالأمور الدينية الأصلية على أتم وجه. فليكن المراد من " كل شيء " ذلك



العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-05-05, 20:05:16
بارك الله فيك متابعة :)
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-15, 10:55:15
أهلا بك يا زينب. أحاول المواصلة مع هذا الموضوع.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-15, 12:15:30
هذه أيضا من الموقع نفسه الذي أتابع عليه، بتصرف بسيط مني للتلخيص.
---------------------

الشبهة الثانية: قولهم لو كانت السنة حجة لأمر النبي بكتابتها ولعمل الصحابة والتابعون على جمعها وتدوينها

قالوا: لو كانت السنة حجة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها ، ولعمل الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم من بعد على جمعها وتدوينها. فإن حجيتها تستدعي الاهتمام بها والعناية بحفظها والعمل على صيانتها حتى لا يعبث بها العابثون ولا يبدلها المبدلون – ولا ينساها الناسون ولا يخطئ فيها المقصرون. وحفْظها وصيانتها إنما يكون بالأمر بتحصيل سبيل القطع بثبوتها للمتأخرين. فإن ظني الثبوت لا يصح الاحتجاج به كما يدل عليه قوله تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ" وقوله: "إن تتبعون إلا الظن" ولا يحصل القطع بثبوتها إلا بكتابتها وتدوينها كما هو الشأن في القرآن.
 
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على عدم الأمر بكتابتها بل تعدى ذلك إلى النهي عنها والأمر بمحو ما كتب منها. وكذلك فعل الصحابة والتابعون. ولم يقتصر الأمر منهم على ذلك بل امتنع بعضهم من التحديث بها،أو قلل منه ونهى الآخرين عن الإكثار منه. ولم يحصل تدوينها وكتابتها إلا بعد مضي مدة طويلة تكفي لأن يحصل فيها من الخطأ والنسيان والتلاعب والتبديل والتغيير ما يورث الشك في أي شيء منها وعدم القطع به ويجعلها جديرة بعدم الاعتماد عليها وأخذ حكم منها.

فهذا الذي حصل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة والتابعين يدل على أن الشارع قد أراد عدم حصول سبيل القطع بثبوتها. وهذه الإرادة تدل على أنه لم يعتبرها وأراد أن لا تكون حجة.

وفيما يلي شيء من الأحاديث والآثاريدلّل على ما سبق قوله:

**روى مسلم عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تكتبوا عني. ومن كتب عني غير القرآن فليمحه. وحدثوا عني ولا حرج. ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار "

**وروى أحمد عنه أنه قال: " كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. فخرج علينا فقال: " ما هذا تكتبون " ؟ فقلنا: ما نسمع منك. فقال: " أكتاب مع كتاب الله ؟ أمحضوا كتاب الله وخلصوه ". قال فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد ثم أحرقناه بالنار. قلنا: أي رسول الله. أنتحدث عنك ؟ قال:" نعم تحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". قال: فقلنا: يا رسول الله. أنتحدث عن بني إسرائيل ؟ قال: " نعم تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه "

**وروى أبو داود عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه قال: دخل زيد بن ثابت إلى معاوية رضي الله عنهما فسأله معاوية عن حديث فأخبره به . فأمر معاوية إنسانا يكتبه. فقال له زيد: إن رسول الله أمرنا أن لا نكتب شيئا من حديثه. فمحاه.

** وروى ابن عبد البر عن قرظة بن كعب أنه قال: خرجنا نريد العراق فمشى معنا إلى صرار. فتوضأ فغسل اثنتين. ثم قال: " أتدرون لم مشيت معكم ؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله مشيت معنا. فقال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشتغلوهم. جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. امضوا وأنا شريككم ". فلما قدم قرظة قالوا حدثنا. قال: نهانا عمر بن الخطاب. وذكره الذهبي مختصرا

**وروى الذهبي في التذكرة: أن أبا هريرة سئل: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا ؟ فقال: لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته.

**وروى شعبة عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء، وأبا مسعود الأنصاري، فقال: " قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "

**وروى البيهقي في المدخل، وابن عبد البر، عن عروة بن الزبير: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فأشاروا عليه بأن يكتبها. فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله. وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا

وهناك عدد من الأحاديث، ومن الروايات التي تبين إعراض الصحابة عن الإكثار من كتابة الحديث، اقتصرت على هذه الأمثلة أعلاه. وسأضع الجواب على المدّعي بما وضع أعلاه على فترات بإذن الله تعالى

الجواب:

 قد اشتملت هذه الشبهة على عدة مسائل حاد فيها صاحبها عن سبيل الحق وتجنب طريق الصواب. فينبغي لنا أن نشرحها مسألة مسألة، ونبين ما في كل منها من خطأ وفساد رأي. حتى تنهار هذه الشبه من جميع نواحيها ويتضح لك بطلانها وتقتنع تمام الاقتناع بفسادها. فنقول:

إنما تحصل صيانة الحجة بعدالة حاملها

المعوّل عليه في المحافظة على ما هو حجة وصيانته من التبديل والخطأ هو أن يحمله الثقة العدل حتى يوصله لمن هو مثله في هذه الصفة. وهكذا. سواء أكان الحمل له على سبيل:
 1-الحفظ للفظه .
 أو2-الكتابة له. 
أو3-الفهم لمعناه فهما دقيقا مع التعبير عن ذلك المعنى بلفظ واضح الدلالة عليه بدون لبس ولا إبهام.

فأي نوع من هذه الأنواع الثلاثة يكفي في الصيانة ما دامت صفة العدالة متحققة. فإذا اجتمعت هذه الثلاثة مع العدالة كان ذلك الغاية والنهاية في المحافظة. وإذا اجتمعت وانتفت العدالة لم يجد اجتماعها نفعا ولم يغن فتيلا. ولم نأمن حينئذ من التبديل والعبث بالحجة.

ومن باب أولى ما إذا انفردت الكتابة عن الحفظ والفهم وعدالة الكاتب أو الحامل للمكتوب. فإنا لا نثق حينئذ بشيء من المكتوب.

ألا ترى أن اليهود والنصارى كانوا يكتبون التوراة والإنجيل ومع ذلك وقع التبديل والتغيير فيهما لمّا تجردوا من صفة العدالة حتى لا يمكننا أن نجزم ولا أن نظن بصحة شيء منهما. بل قد نجزم بمخالفة لأصلهما. قال الله تعالى: "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ(79)"-البقرة-

الكتابة ليست من لوازم الحجية

 فإذا كان المهم في المحافظة على الحجة عدالة الحامل لها – على أي وجه كان حملها – تحققنا أن الكتابة ليست من لوازم الحجية وأن صيانة الحجة غير متوقفة عليها. وأنها ليست السبيل الوحيد لذلك. وهذا أمر واضح كل الوضوح ولكنا نزيده بيانا وتثبيتا بما سنذكره من الأدلة. فنقول:

أولا: إنا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل السفراء من الصحابة إلى القبائل المختلفة ليدعوا الناس إلى الإسلام ويعلموهم أحكامه ويقيموا بينهم شعائره. ولم يرسل مع كل سفير مكتوبا من القرآن يكفي لإقامة الحجة على جميع الأحكام التي يبلغها السفير للمرسل إليهم ويلزمهم بها . ولا يستطيع أحد أن يثبت أنه كان يكتب لكل سفير هذا القدر من القرآن. والغالب فيما كان يفعله صلى الله عليه وسلم هو أن يكتب للسفير كتابا يثبت به سفارته ويصحح به بعثته. وفي بعض الأحيان كان يكتب له كتابا مشتملا على بعض الأحكام من السنة وليس فيه نص قرآني أو فيه نص قرآني إلا أنه لا يكفي لإقامة الحجة على جميع الأحكام التي يراد تبليغها.

فيتبين لنا من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى في عدالة السفير وحفظه لما حفظه من القرآن والسنة – اللذين لم يكتبهما – الكفاية في إقامة الحجة على المرسل إليهم وإلزامهم اتباعه.

ثانيا: إنا نعلم أن الصلاة – وهي القاعدة الثانية من قواعد الإسلام – لا يمكن للمجتهد أن يهتدي إلى كيفيتها من القرآن وحده. بل لا بد من بيان الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر بكتابة كيفيتها التي شرحها بفعله وقوله. ولو كانت الكتابة من لوازم الحجية لما جاز أن يترك النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الخطير الذي لا يهتدي إليه المجتهدون من التابعين فمن بعدهم بمحض عقولهم أو باجتهادهم في القرآن – بدون أن يأمر بكتابته التي تقنعهم بالحجية كما هو الفرض

ثالثا: إنا قد بينا أن حجية السنة ضرورية دينية وزدنا على ذلك أن أقمنا عليها من الأدلة ما لا سبيل إلى إنكار دلالته أو الشك فيه. ومع ذلك لم يأمر صلى الله عليه وسلم أمرَ إيجاب بكتابة كل ما صدر منه. ولو كانت الحجية متوقفة على الكتابة لما جاز له صلى الله عليه وسلم أن يهمل الأمر بها وإيجابها على الصحابة.

ثم نقول: لو جاءت اليهود والنصارى لصاحب هذه الشبهة فقالوا له: إن القرآن ليس بحجة. فإنه لم ينزل من السماء مكتوبا، ولو كان حجة لاهتم الشارع بأمره وأنزله مكتوبا كما أنزل التوراة والإنجيل.

فماذا يكون جوابه وهو يذهب أن الكتابة من لوازم الحجية ؟
إن قال لهم: إن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ والتبديل فيه تغني عن نزوله مكتوبا. قالوا له: إن موسى وعيسى عليهما السلام كانا معصومين أيضا مما ذكرت ومع ذلك اهتم الشارع بكتابيهما فأنزلهما مكتوبين وما ذلك إلا لأن العصمة وحدها لا تغني.

وقلنا له نحن معاشر المسلمين من قبلنا:

كما أغنت العصمة عن نزوله مكتوبا تغنينا عدالة الراوي عن كتابة ما هو حجة قرآنا أو سنة.
كل ما في الأمر أن العصمة تفيدنا اليقين والعدالة تفيدنا الظن. والشارع قد تعبدنا بالظن في الفروع ولم يكلفنا بتلمس سبيل اليقين في كل حكم من الأحكام لما في ذلك من الحرج والتعذر. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .على أن النقلة والحاملين للحجة إذا بلغوا حد التواتر أفادنا نقلهم اليقين، كالعصمة وإن لم يكن على سبيل الكتابة.

وكثير من السنة قد نقل على هذا الوجه. وصاحب الشبهة يزعم: أنه لا شيء من السنة بحجة، وأن القرآن وحده هو الحجة.
إذن لا بد لصاحب الشبهة – إن كان مسلما – أن يعترف معنا أن الكتابة ليست شرطا في الحجية. وأن بلوغ الرواة حد التواتر أو عدالتهم وقوة حفظهم – وإن كانوا آحادا – قائم كل منهما مقام عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في صيانة ما هو حجة وثبوت حجيته. حتى يمكنه أن يرد على اليهود والنصارى ما أوردوه .

لنا تتمة بإذن الله تعالى
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-16, 11:13:15
جميل
وأحب أن أضيف أن اليقين مطلوب في العقائد
فالآية التي تتحدث عن اتباع الظن وتذمه، انما تتحدث عن ذلك في العقائد
قال تعالى: {ن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً }
وقد وردت هذه الآية في موضعين.. وفي كليهما كان السياق يتحدث عن أمور الغيب والعقائد
قال تعالى في سورة يونس (35-36): {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَناًّ إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }
وقال تعالى في سورة النجم (27- 28): {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ المَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً }

وأما التشريعات والعبادات فيكفي فيها غلبة الظن، وهو ما نقص عن اليقين قليلا...
والظن يستعمل في العلوم بمعنى ما نقص عن اليقين، لكنه اقوى من الشك ... أي العلم به فوق 50%.. وغلبة الظن ما كانت اعلى من ذلك واقتربت من اليقين..
فكلمة الظن تشمل مساحة (51% حتى 99%) .. وتتفاوت بحسب قوة الدليل وضعفه... لكن كلها تسمى ظناً .. وواضح طبعا انها ليست سواء 
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-05-16, 13:43:02
ممكن أن تشرحي أكثر كيف نبني العبادات والتشريعات على غلبة الظن؟

اقتباس
فكلمة الظن تشمل مساحة (51% حتى 99%) .. وتتفاوت بحسب قوة الدليل وضعفه... لكن كلها تسمى ظناً .. وواضح طبعا انها ليست سواء

كيف ليست كلها سواء
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-17, 14:05:16
ليست سواء، لأن ما غلب على ظنك أنه أمر تشريعي بنسبة 90% أو 99%، ليس كالذي تظنينه بنسبة 52%

ونبني العبادات على غلبة الظن بمعنى مثلا بدء صيام رمضان؟ كيف نعينه؟ بشهادة شاهدين عدلين على رؤية هلال رمضان
هل يحصل لنا يقين بذلك؟
لا.. بل غلبة ظن أن شهادتهما صحيحة
ومع ذلك يلزمنا شرعا الصيام

توجهك في الصلاة نحو القبلة... هل تستطيعين ان تتأكدي 100% ان توجهك في بيتك نحو القبلة صحيح وعلى خط مستقيم من بيتك لمكة؟ ام هو بالتقريب؟ يعني غلبة الظن.. مع ان هذا من اركان الاسلام
كذلك طهارة ماء الوضوء... هل يمكن ان تتيقني 100% من طهارة الماء الذي تتوضأين به، والملابس التي تصلين بها؟ وهل يلزمك هذا اليقين؟ ام يكفي ان يغلب على ظنك ان الماء طاهر والملابس طاهرة دون ان نجري عملية تحقيق للوصول لليقين؟
وهكذا
هذه بعض الأمثلة لعلها تبين لك المقصود بأننا نتعبد الله بغلبة الظن
لكن العقائد لا تقبل الا اذا كانت يقينية
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-18, 08:23:38
جزاك الله خيرا يا هادية على التوضيح.ولي مع تلك الشبهة تفصيلات مهمة باقية بإذن الله.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-05-21, 20:39:52
أتفهم هذه النقطة وبإن الكثير من الأشياء في حياتنا مبنية على غلبة الظن

لكن أين نضع الحد الفاصل؟ هل 51% كافية؟ أم أنها لا تعتبر كافية؟ أين هو الحد؟
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-22, 13:07:43
أتفهم هذه النقطة وبإن الكثير من الأشياء في حياتنا مبنية على غلبة الظن

لكن أين نضع الحد الفاصل؟ هل 51% كافية؟ أم أنها لا تعتبر كافية؟ أين هو الحد؟


لا يوجد حد فاصل.. وإنما يوجد اجتهاد، يتلمس الدليل الأقوى للترجيح بين الأمرين اللذين يبدوان متساويين.. وكلما كانت قوة المرجح أكبر كانت نسبة الاطمئنان للاجتهاد أقوى
مثلا: حكم في مسألة لا يوجد فيها نص... فنقيسها على مسألة أخرى ورد فيها نص... بحسب قوة القياس، يكون الاطمئنان للحكم... وقوة القياس تأتي من أمرين: الأول: صحة تحديد العلة (تخريج المناط)، والثاني: تحقيق المناط .. فبحسب الاطمئنان الى صحة استنباط العلة، وبحسب الاطمئنان الى تحقق العلة في المسألة التي لم يرد فيها نص (تحقيق المناط) يكون الاطمئنان للحكم
مثلا: حكم تعاطي المخدرات
المخدرات لم يرد فيها حكم في الإسلام.. فقاسها العلماء على الخمور
ما علة تحريم الخمور؟
 الإسكار
هل هذه العلة متحققة في تعاطي المخدرات؟
نعم
إذن نقيس حكم المخدرات على حكم الخمور فنقول بتحريمها

طيب هل نحن متأكدون أن علة تحريم الخمر هي الإسكار؟
نعم
لماذا؟
لوجود نص ينص على هذه العلة.. وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ مسكرٍ خمرٌ ، و كلُّ مسكرٍ حرامٌ"
فالعلة أكيدة
وتحققها في المخدرات أكيد
فالطمأنينة للحكم هنا تقرب من اليقين (إن لم تكن يقيناً)

لكن قد نجد حكماً في قضية أخرى ولا نتأكد من علية الحكم... مثلا:
من جامع زوجته في نهار رمضان وهو صائم متعمداً فعليه الكفارة الكبرى
طيب هل العلة هنا هي حرمة الشهر؟ ام حرمة الصيام؟ هل هي فعل الجماع تحديدا؟ أم أي مفطر؟
لا يوجد نص يحدد العلة..
وإنما جاء الحكم في الحديث التالي، والذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال:
" بينما نحن جُلوسٌ عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذ جاءَه رجلٌ فقال : يا رسولَ اللهِ، هلَكتُ . قال : ما لَكَ . قال : وقَعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هل تجِدُ رقبةً تُعتِقُها . قال : لا . قال : فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرينِ متتابعينِ . قال : لا . فقال : فهل تجِدُ إطعامَ ستينَ مسكينًا . قال : لا . قال : فمكَث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيه تمرٌ، والعَرَقُ المِكتَلُ، قال : أين السائلُ . فقال : أنا . قال : خُذْ هذا فتصدَّقْ به . فقال الرجلُ : أعلى أفقرَ مني يا رسولَ اللهِ ؟ . فواللهِ ما بين لابَتَيها، يُريدُ الحَرَّتينِ، أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهلِ بيتي . فضَحِك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ أنيابُه ثم قال : أطعِمْه أهلَك." (رواه البخاري)

هنا اختلفت اجتهادات الفقهاء.. فالحنفية وجدوا ان الكفارة الكبرى هنا هي لانتهاك الصيام بالمفطر.. فأي انسان يفطر متعمدا في نهار رمضان بجماع او طعام أو أي مفطر آخر فعليه الكفارة الكبرى
ورأى الجمهور ان العلة هي الجماع في نهار رمضان تحديدا.. فأي افطار متعمد بمفطر آخر -وإن كان إثما- إلا أنه لا يستدعي الكفارة الكبرى

فالحكم هنا مظنون.. وكل عالم يحاول ان يرى الادلة ويحللها ويقلب وجوه الرأي والنظر فيها، ويجمع الحالات المشابهة والمماثلة، ليستطيع ان يتوصل الى الحكم.. فيكون الحكم هنا بغلبة الظن، ونسبة الطمأنينة له في نفس المجتهد عالية، لكن في نفوس أتباعه (نحن يعني) ليست عالية، لأنها معارضة بأقوال العلماء الاخرين ونظراتهم، ونحن لا نملك أدوات الاجتهاد مثلهم ليغلب على ظننا رأي دون آخر، لكن نملك الثقة بهؤلاء العلماء وعلمهم وتقواهم وبذلهم غاية الجهد في المسألة، فنقلد بعضهم دون بعض
وهكذا
------
بالنسبة لجوهر سؤالك وهو ما هي النسبة الكافية لقبول العمل..
فأقول لك أن النسبة الكافية هي بذل أقصى ما في وسعك من التحري (تذكري اننا نتحدث عن العبادات والتعاملات وليس عن العقائد والايمان)
ووسعك قد يختلف عن وسع طالب العلم، ووسع طالب العلم يختلف عن وسع العالم، والعالم يختلف عن العلامة وهكذا
والله تعالى طلب منا الاجتهاد والتحري وبذل اقصى الجهد.. فإن كان هذا هو وسعنا، يقبله الله منا، وان كان في وسعنا ما هو افضل ولم نبذله لا يقبل منا.. {لا يكلف الله نفسا الا وسعها}
فان كنت تريدين الصلاة ومعك بوصلة، فلا يقبل منك ان تجتهدي بالظن
وان لم تكن معك بوصل ولكنك تعرفين كيف تستنبطين وجود القبلة بالنظر للظلال او غيرها من الدلائل وجب عليك هذا،
وان لم يكن لديك كل هذه الامور وامكنك سؤال بعض الناس عن اتجاه القبلة، وجب عليك سؤالهم... وتقدمين سؤال المسلمين على غيرهم.. فان لم تجدي الا كافرا فتسألينه مثلا عن اتجاه الجنوب الشرقي لانه اتجاه القبلة في بلدك..
وان صليت بعد اجتهادك لجهة خطأ، فصلاتك مقبولة، لأن الهدف هو العبادة، والعبادة بذل الجهد في سبيل الله، وقد فعلتِ ما بوسعك.
فأيما وسيلة توفرت عندك للاجتهاد وجب عليك بذلها.
وان اردت مثلا ان تسألي عن معاملة مالية مشكلة هل هي حلال او حرام، وأمكنك الوصول للمفتي في بلدك لكنك سألت بدلا منه إمام المسجد، أو شخصا مجهولا على النت، أو طالبا في كلية الشريعة، فلا تبرأ ذمتك، ولو تيسر لك سؤال عالم تعلمين تقواه، وآخر تعلمين انه من علماء السلاطين، ففضلت الثاني لان فتواه على هواك، او لان الوصول للاول فيه بعض الصعوبة، لم تبرأ ذمتك
والعالم الذي يقول عن مسألة انه لا يدري بعد ان بذل كل وسعه في طلب الادلة عليها ولم يتبين له وجه الحق، أبرأ ذمته.. لكن ان يقعد عن طلب العلم وتلمس الدليل، او يصم اذنيه عن سماع الوقائع ويغلق عينيه عن رؤية الاحداث ثم يقول لك هذه فتنة واختلط فيها الحق بالباطل، هذا لم تبرأ ذمته
وهكذا
---------------------
أخشى ان نخرج بهذا عن سياق الموضوع.. فان كانت الصورة العامة اتضحت فلنكتف بهذا القدر.. وان كان ثمة اسئلة تفصيلية عن مسائل فرعية لا تتعلق بأصل الموضوع، فلننتح بها جانبا في موضوع آخر
 emo (30):
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-05-22, 18:20:21
جميل بارك الله فيك ونفع بك ::ok::

ماذا عن الظن في مسألة العقائد والإيمان؟ هل يمكنك التفصيل أكثر في هذه النقطة؟  :blush:: :blush::
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-24, 07:26:48
جميل بارك الله فيك ونفع بك ::ok::

ماذا عن الظن في مسألة العقائد والإيمان؟ هل يمكنك التفصيل أكثر في هذه النقطة؟  :blush:: :blush::

يمكنني ان شاء الله
لكن في موضوع مستقل


 emo (7):
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-05-24, 13:52:26
 :blush:: :blush:: :blush::
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2015-02-28, 07:59:21
هل أنت متحير في أمر عدنان إبراهيم وعايز تكتشف الحقيقة  :emo (3):
 شاهد هذه الحلقة  الخطيرة  ::ok::
 برنامج ‫#‏قرار_إزالة‬ يكشف عدنان إبراهيم بطريقة سهلة وبسيطة ويزيل افتراءات عدنان ابراهيم حول السنة
 https://www.youtube.com/watch?v=3lXKmojCX2I (https://www.youtube.com/watch?v=3lXKmojCX2I)
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2016-04-16, 23:56:37
للمتابعة


وحشتيني يا فرح
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-17, 11:59:33
ياسبحان الله يا أسماء
لقد ناقشتِ في موضوعك هذا كثيرا من الشبهات التي تطرح الآن من جديد في تلك الصفحة
الا ترين هذا يا زينب؟
بل وحتى أسئلة زينب وإجاباتي عليها.. هي نفسها ما كنت أنوي ان اكتبه لاحقا في الفايسبوك، وهو يرد على كثير من أسئلة نور
الحمد لله
كنت قد نسيت هذه المناقشات تماما
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:08:08
(https://scontent-lax3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/13423798_917697535022447_7198349961448066150_n.jpg?oh=adb2175078dfeaaa3f4428442da1df02&oe=5834797B)

الصورة من كتاب "سابغات"
نعم نقبل الخبر الصادق في التاريخ وفي مختلف العلوم، أما في الحديث فيسهل الطعن فيه ... ! انتقائية غير منطقية !
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:10:00
(https://scontent-lax3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-0/p280x280/13435363_918332061625661_8304833228624686229_n.jpg?oh=409debbd594432bf969dfd16ab34ab20&oe=57ECF194)

لمن يخرج علينا بالطعن في السنة، بالطعن في الصحيح من الحديث، بدعوى الاستغناء بالقرآن عن السنة... !!
وكأن التاريخ يصلح أن يكون لنابليون ولريتشارد قلب الأسد ولكسرى ولهرقل، بالأخبار صحيحها وسقيمها، ونصدق أنهم كانوا وأنهم قالوا وأنهم فعلوا، ولا يكون لحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه من تاريخ يُذكر... !!
تاريخ هو من سامق أهميته ومن سموّ مكانته ومن عِظم نفعه حفظه الله تعالى، وسخّر له من وضع نهجا فريدا متفردا لم يعرف العالم مثله لحفظه...
يخرج علينا من يتحجج بالواهيات لإسقاط العاليات...
وهذه صفحة من صفحات "سابغات" الذي جعله صاحبه أحمد يوسف السيد لعرض عدد من شبهات المشككين والمتشككين في الدين بأصوله وفروعه، وخاصة منها ما أسفر عن وجه كالح يقول بعدم حجية السنة النبوية، وبالاستغناء عنها بالقرآن، وهو الذي جاء مُحيلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إلى اتباعه، إلى طاعته، إلى التأسي به، إلى الاحتكام إليه...
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:11:07
يقول مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه "مكانة السنة في التشريع الإسلامي" في أسباب انسياق بعض المسلمين خلف الناعقين بعدم حجية السنة:
))
1- إما جهلهم بحقائق التراث الإسلامي وعدم اطلاعهم عليه من ينابيعه الصافية.
2- وإما انخداعهم بالأسلوب العلمي "المزعوم" الذي يدعيه أولئك الخصوم.
3- وإما رغبتهم في الشهرة ورغبتهم بالتحرر الفكري من ربقة التقليد كما يدعون.
4-وإما وقوعهم تحت تأثير أهواء وانحرافات فكرية لا يجدون مجالا للتعبير عنها إلا بالتستر وراء أولئك المستشرقين والكاتبين. ))
انتهى.
ملاحظة: اليوم لم يعد المستشرقون وحدهم دعاة تشكيك بل من بني جلدتنا الكثيرون...
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:12:07
(https://scontent-lax3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-0/p280x280/13450771_920761411382726_1614627233000618349_n.jpg?oh=081ba34d73ae98a91fcfb8b393ccf411&oe=57FCB5C4)

لمن يستمسك بكون كتابة الحديث بدأت في بدايات القرن الثاني للهجرة مع خلافة عمر بن عبد العزيز، وأن المرحلة التي سبقتها فراغ...
لنتأمل هذه الصفحة من كتاب "أفي السنة شك" لأحمد يوسف السيد :
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:12:28
نقطة ذكية يذكرها أحمد سيد في كتابه "أفي السنة شك" عن حجية السنة، الانتباه لها يلغي أشواطا من الشطط :)
يقول : " كثير من المنكرين لحجية السنة يقولون : نحن نؤمن من السنة بما وافق القرآن، فيقال لهم : إن الأحاديث الدالة على حجية السنة توافق القرآن، فيلزمكم الأخذ بها " .
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:14:02
(https://scontent-lax3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/13501668_921444534647747_8342375197712882334_n.jpg?oh=52821a7e176cd52500f044f0c97e9ffc&oe=57E98D4F)

بعيدا عن ظهور ووضوح أوامر القرآن الكريم القاضية بحجية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدعوة إلى اتباعه، وطاعته، والتأسي به..
هذا إجماع "العلماء" و"الفقهاء" على حجية السنة، ويخرج اليوم دعيّ على العلم، ربما قرأ كتابا أو اثنين أو عشرا إن كان من القارئين، وإن كان الغالب أنه تصيّد شبهات المشككين الذين جعلوا لأنفسهم من "الفيسبوك" منابر لدعاواهم الممنهجة للطعن في الدين، فيقرأ مقالا من هنا، وآخر من هناك، ليجمع شتات الشبهات ويركُمها في عقله على أنها بنات أفكاره الموريات قدحا، ليقول باستغنائنا عن السنة بالقرآن وحده...
يقارع الإجماع، والعلماء، والفقهاء بدعوى أنهم الرجال ونحن الرجال...!!! ظانا بنفسه علما...
بينما لا يقر العقل هذه المقارنة المغلوطة، فهي كمن يقول: تقارع الريشةُ السيف البتار ... !!
اقرؤوا هذه الصفحة من "أفي السنة شك" لأحمد السيد.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:15:02
(https://scontent-lax3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-0/p280x280/13521866_922122177913316_1743058413021360680_n.jpg?oh=ca06c815ce1ad0b7d6f6cf5c2be0e186&oe=58056D58)

دقة علماء الحديث في تحري صحة الحديث من كتاب أحمد السيد "أفي السنة شك" .
ملاحظة: انتفاء علته معناها ألا تكون في متنه(أي نص الحديث) علة، وإن كان السند متصلا، وهو فن دقيق، لا يتقنه إلا القلة من العلماء. (وهذا لمن يتشدق بتقوله على أحاديث لا توافق ما جاء في القرآن)
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:16:45
(https://scontent-lax3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/13501745_923394184452782_8653016614434701330_n.jpg?oh=b5f7078be8e482ae82e141cf543c3a8a&oe=57F12581)

ينقضون بنيانا كاملا قائما، تُهدّد كل أساساته في أنفسهم بالسقوط من أجل عارض يظنون ألا جواب عليه.. ثم ينسبون لأنفسهم بالشك والتحيّر والتخبط الذي يعتريهم ويتملكهم حرية التفكير، وحرية الرأي والخروج من بوتقة القُدامى !!
أي عقدة رُمِي بها المسلمون المعاصرون إزاء القُدامى!! ، وهم لا يتوانون عن تشبيههم بالآباء الضالين الكافرين الذين ما ينفك القرآن الكريم يذكرهم ليبين إيثار الأبناء البقاء على ما ألفوه عليهم...
غفلوا أن أولئك كفرة، وأن هؤلاء مؤمنون ...
ولا يتوقفون عن ضرب المثل لهؤلاء بأولئك !! بدعوى الخروج من وصاية "الآباء" ... وشتان بين ضال مضل، وبين مؤمن مهتد خدم الدين بكل ذرة فيه لا ننفي عنه الخطأ، كما لا ننكر عظيم فضله على الدين وعلينا...
اقرؤوا الصفحة أدناه من كتاب "أفي السنة شك" لأحمد السيد.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:17:58
لمن يقولون اليوم بأن حديث الآحاد لا يؤخذ به، يذكر أحمد السيد في كتابه "أفي السنة شك" عددا من الأحداث التي أقيم عليها الدين من خبر الآحاد... أقتطف منها هذه الحادثة من هذه الصفحة :

(https://scontent-lax3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-0/p280x280/13524382_923645024427698_6679527821444936816_n.jpg?oh=8db8f05414ab15e3133931bd58bc5d0a&oe=580B980A)

العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:19:44
بفضل الله تعالى أنهيت كتاب " أفي السنة شك" لمؤلفه أحمد يوسف السيد.
كتاب قيم جدا، وجدته أكثر تركيزا من "سابغات"
عرض فيه المؤلف لعدد من القضايا الهامة والشبهات المثارة حول السنة، يضع الجواب الشافي الكافي عنها بطريقة علمية منهجية ذكية...
علم الحديث، وعلماؤه وحرصهم الدقيق والعظيم على كل شاردة وواردة بطريقة مذهلة تدعو للإعجاب والإكبار لهذه الأدمغة المفكرة الممحّصة، وتدوين السنة ومراحله، حتى يتبين أن القول بالتدوين المتأخر خطأ، نقلة الحديث وأحوالهم مما يدفع كل تقوّل عنهم وتشكيك فيهم...
ومما أعجبني بيانه أن "صحيح البخاري" عمل لا يمجَّد نسبة لصاحبه، وإنما لعدد من العوامل العلمية المزكّية للعمل... منها اعتماده على منهج علمي في جمع الحديث، وشهادة أرباب الاختصاص بإتقانه، ومراجعة الحفاظ له وتسجيل ملاحظاتهم، وقبول الأمة له..
كل هذا مع استشهادات قوية داعمة ..
إضافة إلى دوام تأكيد المؤلف على عناوين متراكمة عرضت كلها لمختلف الشبهات المثارة وهي الجديدة القديمة، وقد أشبعها العلماء ردا وتفنيدا... وكل من يأتي بشبهة يقول أنها من عصارة تفكّره وبحثه وما هي إلا التي ذكرها من قبله ومن معه وصيّرها بنت فكره...
ولكن المعضلة أن هؤلاء اليوم لا يقرؤون، ولو أنهم قرؤوا لوجدوا الجواب الشافي، ينفرون من القراءة، وينأون عنها، ولكن ما يحسنونه هو دوام تطاولهم وحكمهم المتسرع المتهافت على علم الحديث، أو على نقلة الحديث او على أي قضية من هذه القضايا...
أقول لهم : لو أنكم كنتم تقرؤون، لما بقي في سمائكم من غبش، ولكنكم تستصعبون، ومع استصعابكم تصرون على تقولاتكم المتهافتة... ومن صلحت نيته عكف على القراءة ليتبين
سأنتقل إلى كتاب جديد بإذن الله في هذا المجال وهو "دفاع عن السنة" للدكتور محمد محمد أبو شهبة.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:29:22
أمثلة قليلة على دور السنة في بيان ما لم يفصله القرآن من كتاب "دفاع عن السنة" للدكتور محمد محمد أبو شهبة...
ولمن يشكك في قبول حديث الآحاد، أقول فلتُلغِ من حياتك كل تشريع مصدره السنة... وهذا منه نزر يسير... وغيره كثير كثير

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6190.0;attach=12091;image)
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:30:35
عُرف عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه كان يرتحل من بلد إلى بلد مسيرة شهر في حديث يسمع أن أحدهم رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيرحل إليه حيث هو ليتثبت منه بلا واسطة، وكان ذلك منه مرات...
كما ارتحل أبو أيوب الأنصاري إلى مصر في حديث سمعه...
كما عرف عن سعيد بن المسيب أنه كان يرتحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد، وكذلك فعل الشعبي، وبسر بن عبيد الله الذي كان يركب إلى المصر من الأمصار في الحديث الواحد...
هذا عدا عن دأب الأئمة من مثل الشافعي وأبي حنيفة وأحمد على الترحال المستمر في سبيل التثبت من الأحاديث. وكذا كان دأب المحدثين وعلى رأسهم البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم، بل إن منهم من لم يذق طعم الاستقرار والراحة طوال حياته...
وهكذا عرف عن كثير من الرواة كثرة ارتحالهم ليتثبتوا من الحديث من فم قائله مباشرة..
مفهوم من كتاب "دفاع عن السنة" للدكتور محمد أبو شهبة.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:31:04
لكم أوغل علماء الحديث في الاحتياط في حالة الراوي...
فوضعوا له شروطا: الإسلام، والتكليف، والعدالة وهي التي تعني التقوى والمروءة فأما التقوى فبامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، بألا تُؤتى كبيرة ولا يُصر على صغيرة، وألا يبتدع، وأما المروءة فأبعد من قبول روايته مثلا من تبول في الطريق وإن كان مباحا، أو من كان مفرطا في المزاح الخارج عن حد الأدب...
واشترطوا الضبط بنوعيه الصدري والكتابي، فأما الصدري فأن يستحضر الراوي ما حفظه عن شيخه من يوم سمعه منه، مع قدرته على التحديث به متى شاء وأما الكتابي، فأن يحافظ على كتابه الذي كتب فيه الحديث من أي تبديل من يوم سمعه فكتبه، وألا يعيره إلا لمن يثق به ويبعد عنده أن يحدث به تغييرا
ومع كل هذه الشروط فقد ردوا رواية من كثر غلطه، وساء حفظه عن السابق، بل ردوا رواية من تساوى غلطه وصوابه واعتبروا حديثه منكرا، ولم يأخذوا إلا عن العدل الفطن اليقظ .
وكم من صاحب دين وورع ردت روايته...
وتأملوا قول مالك بن أنس : " لقد أدركنا في هذا المسجد سبعين ممن يقولون : قال فلان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه، فما أخذت عنهم شيئا، ولم يكونوا من أهل هذا الشأن"
وكان ذلك لسوء طرأ على حفظهم مثلا، أو لغلط زائد.
بل لقد طعن علماء الحديث في رواية من يذهب إلى الحكام ويقبل عطاياهم !! ونحو ذلك مما راعوا فيه أن الدوافع النفسية قد تحمل صاحبها على الانحراف.
تلخيص لنقاط من كتاب " دفاع عن السنة" لمحمد أبو شهبة.
فليتأمل في هذا الحرص، وهذا الاحتياط وهذه الشروط بالغة الدقة، كل من يتجرأ ويصف علم الحديث بأنه الطريقة غير الموثوق فيها لقبول الحديث !! وليأتِنا وهو "الآحاد" -على رأيهم في رفض حديث الآحاد من الصحابة- !! ويريد أن يلزمنا بتقولاته، فليأتنا بما هو خير منه لنقبله، ونتبرأ من كل هذا العلم وأصحابه الأفذاذ  emo (30): !!

العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-06-30, 17:32:23
لم يترك علماء الحديث جانبا من جوانب الحديث إلا وعنوا به أيما عناية، فهم إذ اعتنوا بالسند، ومحصوا فيه ودققوا، واشترطوا في الراوي شروطا، وجرحوا وعدلوا في الرواة بطريقة غير مسبوقة، فكان هذا الاعتناء الظاهري...

فإنهم بالمقابل أشبعوا "المتن" أي نص الحديث دراسة وتمحيصا، وعناية بالتدقيق فيما يحمل من معنى، فكان الحكم على الحديث بالشذوذ والنكارة والاضطراب والتعليل والوضع والاختلاق...
فجعلوا مثلا من أمارات الموضوع ركاكة اللفظ، بحيث يعرف الخبير باللغة أن هذا لا يصدر من فصيح، كما قد يحمل ركاكة في المعنى إذ قد يحوي الحديث مجازفات ومبالغات لا تصدر عن حكيم...
كما صنفوا ما خالف الحس والمشاهدة، أو ما خالف صريح القرآن، أو السنة المتواترة أو المسلمة أو الإجماع، أو إمكانية تضمنه أمرا مستحدثا لم يوجد في العهد النبوي...

فليتروَّ كل مدّع اليوم أنه صاحب الفكر والنقد، وأنه قد وقع على حديث يخالف العقل، وأن هذا من سيئات علماء الحديث الذين حشوا الكتب، وإن نظروا فإنما نظرهم قصر على السند، ولم يُولوا المتن عناية...كأنه الذي جاء بما لم يجئ به أحد قبله، وكأنه الذي جاء لينبه الأمة إلى ما غفل عليها جمع علمائها وأفذاذ عقولها...
وليسمع معي لمقالة كمقالة ابن الجوزي: " ما أحسن قول القائل : كل حديث رأيته تخالفه العقول وتناقضه الأصول ، وتباينه النقول، فاعلم أنه موضوع "

ولينظر معي إلى مثال واحد : قال الجوزي في حديث : " شكوت إلى جبريل رمد عيني، فقال لي: انظر في المصحف" قال ابن الجوزي : وأين كان في العهد النبوي مصحف حتى ينظر فيه ؟!
هذا مثال من عدد من الأمثلة، إن دل نقد متنها على شيء، فإنما يدل على شدة نباهة وذكاء وفطنة ناقديها ... حتى لا يظن ظان من عصرنا أنه المفكر والناقد المبرز الذي سبق كل العصور ... !

وليعلم أنهم كانوا أصحاب أفهام وألباب وعقول، وذكاء قلّ نظيره، بل ليت شعري، أي ذكاء هو ذكاء من جاء اليوم يزعم أنه سينقض بنيانا شامخا، راسخة أساساته... وكأن بيده عصياّ سحرية تأتي بالبنيان البديل فلتة من فلتات المعنى والمبنى.. !!

الحكم على الشيء جزء عن تصوره، فأي تصور قاصر منقوص هو لكم يا دعاة التشكيك بالسنة وبعلم الحديث، أنصفوا، فابحثوا واعرفوا قبل أن تتشدقوا بالتهم.. !


تلخيص مني لبعض نقاط من كتاب "دفاع عن السنة" لأبي شهبة، متبوع بتعليق.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-07-01, 21:34:26
استسهال الحكم على حديث من الصحاح أنه مخالف للعقل، ومن ثَمّ الدخول في دوامة خطيرة تجعل هذا الذي تسرع وحكم عرضة للتشكيك بالسنة، ومحفزا لغيره على استسهال التشكيك والطعن...

إن علماء الأمة لم يغفلوا ضمن العناية بمتن الحديث(أي بنصه) النظر العقلي في الحديث، ولكنهم كانوا أكثر ذكاء من أن يسارعوا للرد والرفض دون بعد نظر وتمحيص، ومن دواعي هذا التمحيص والتروي في رد حديث يبدو للوهلة الاولى مخالفا للعقل :

 emo (13): قد يكون من المتشابه الذي لا تستقل العقول بإدراكه، وحقيقة مراده عند الله وحده، فيكون الحال معه إما التسليم به أو تأويله بما يوافق العقل ورده للمُحكم من النقل.

 emo (13): قد يكون من قبيل المجاز لا من قبيل الحقيقة، فرده باعتبار مخالفته للعقل او الحس مجازفة وتنكر لقواعد البحث العلمي.

 emo (13): قد يكون المتن من أحوال الغيب كأنباء القيامة، والجنة والنار.

كما أود أن أشير إلى تأويلٍ من البعض يخالف السليم من اللغة، لما نعرفه من ضعف يعتري أهل العربية اليوم... فحريّ بمن يسارع بالرد والرفض أو بتلقف خبر الرادّين للحديث الصحيح بدعوى مخالفته للعقل أن يتواضع، ويقر بضعف أهليته لهذه الخطوة منه والتي يحسبها هيّنة في عالم اعتداده بذاته، وبأدواته، وهي التي من القصور بمكان بحيث قد تُسقطه في هوّة سحيقة وتسقط من معه فيها، والظنّ أنه الحِلّ من التقليد والانطلاق إلى الفكر الحر ... !

كما أحب أن أشير إلى أن من رد أحاديثا من الصحاح بهذه الدعوى في كتاب، قد ردّ عليه من ردّ بالأدلة الدامغة، والكتب في الموضوع موجودة، كما أن كتب الرد العلمي عليها مُشبعة وكافية.

تلخيص مني لشيء مما ذكر في كتاب "دفاع عن السنة" لأبي شهبة، مع إضافة وتعليق.
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-07-07, 16:48:40
وهذه نقاط تبين تحوّط المحدثين في الرواية بالمعنى، أي عن نقل الحديث النبوي بمُحكم لفظه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بمعناه، الصفحتان من كتاب " دفاع عن السنة" للدكتور أبي شهبة.
اضغط على الصورة لرؤيتها كاملة.


(https://scontent-atl3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/13533089_927267734065427_4983207069250006748_n.jpg?oh=a4b6e8c7d9869a0eb6873352672deb51&oe=5801301C)
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-07-07, 16:49:12
لقد بلغ بأناس من المسلمين اليوم التعالي واستسهال التهجم، الذي أخذوه عن أشباه دعاة متحذلقين بدعوى حرية الفكر وانطلاقه، أن يقولوا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم رجال ونحن رجال !!
ولقد بلغ بهم استسهالهم للكلمات المتطايرة التي لا تساوي في ميزان الحكمة إلا كما يساوي القش المتطاير الذي لا تستقر منه ذرة : لقد اجتهدوا وإننا نجتهد !!

وإن هذا لمن المُبكيات المُضحكات !!

وكيف لا يتطاولون، وهم قد اتخذوا السنة ظِهريا وراحوا يشككون في كل طرف من أطرافها، وجعلوا من قوله : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"-صحيح البخاري- . قولا لا يأخذونه في الحُسبان !!
لقد هجروا مقاعد في مدرسة الصحابة العظيمة، تلك المدرسة التي قوامها : "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة..." -من الآية 60 من المؤمنون- تلك كانت قلوبهم هم رغم كل ما قدموه للدين، أما هؤلاء فمع بضاعتهم المُجزاة هم متحذلقون، متجرؤون !!

كم هم على خطر عظيم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، بل ويحسبون أنهم على طريقة في فهم الدين جديدة، بل إن طريقتهم لهي الفلتة من فلتات الزمان الجميل المرصّع بالأعمال الجليلة لجيل يرى نفسه الناهض بالأمة !! وإنهم قد جاؤوا بفَلتتِهم لينقذوا الأمة من براثن السنة " الملأى بالشوائب" على حد تعبيرهم !!
عجبا لكم، وأي عجب !! لو أنكم فطِنتُم لخطر أنتم عليه لكان ذلك أجدى لكم في الدنيا والآخرة ...
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-07-08, 09:09:31
عرفت جيدا من أين يأتي عدنان إبراهيم بتقوّلاته على الصحابة !! وبتشكيكاته في صحيح السنة..
والواقع أن من عرفوه انقسموا إلى قسمين، قسم انبهر ورآه الجريئ الذي جاء بالجديد، وكسر المألوف بلسانه المتحذلق، وقسم تقزّز منه ومن كلامه وصار من أكثر من يبغض بين المتكلمين...

وليته وهو يتقوّل على الصحابة وعلى صحيح الحديث بالتقولات الواهية المردود عليها كلها، قال أنه من مقتفي أثر الشيعة، والمستشرقين الذين سبقوه بعقود من الزمان، ومن على شاكلتهم من أتباعهم المقنّعين من أمثال "........" الذي أعف عن ذكر اسمه حتى لا أشهر له وإن على سبيل الاستشهاد والذي جاء في كتابه الذي كتبه منذ عقود بكل ما اقتبسه عدنان إبراهيم من تقوّل على الصحابة، وخاصة منهم سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه الذي تهكم به أيما تهكّم مستقويا بأسياده المتهكّمين، فاتحا أبوابا لكل مستسهل للطعن في الصحابة، وللتشكيك بصحيح السنة بدعوى الجرأة والفكر الحر !!

وإنما هو بوق، ورجع صدى لكتبهم التي تعجّ بالتقوّل على نقلة الدين...
ولكنهم يُظهرون خطبهم بمظهر بنات الأفكار حتى تُبهِر من تُبهِر وتُقزّز من تقزّز، وفي الحالتين قد عُرفوا... ويكفيهم فخرا أن يُعرَفوا .. !!!

والعَتَب كل العتب، واللوم كل اللوم على كل من يسمع وينبهر، ويصدّق، وينساق خلف دعاواهم الباطلة، ليكون درجة من درجات سلم عليه يرتقون لمجد ٍ ينشدون..!!

ولكن هيهات هيهات... ما يكون لسلّم الباطل أن يدوم... ولا لمنساق بلا عقل مفكر، ممحّص، باحث أن يكون المُستنَد... !

وقد قيض الله عبر الحِقب من الزمان المُلقي بأمثاله من يردّ بنور من الحق يشعّ في العقول والنفوس غالبا وضاء، ظاهرا أبلجا لكل صادق فِكر مستبصر...أفَمَنْ يقرأ ليعرف... ؟!
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-07-08, 19:04:53
عن الصحابة وطعنهم بإمكانية النفاق . من كتاب محمد أبي شهبة "دفاع عن السنة"

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6190.0;attach=12093;image)

العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-07-10, 16:28:03
عن موضوع النفاق، وهل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل المنافقين أم ببعضهم، وأنّ الأحاديث قد يكون من نقلتِها منافقون والرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلمهم جميعا...

أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آيةُ المنافِقِ ثلاثٌ : إذا حدَّثَ كذَبَ ، وإذا وعَدَ أخلَفَ ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ" -صحيح البخاري-

والآية، معناها العلامة، العلامة التي تميّز صاحبها، وبهذا نرى أن المنافقين وإن كانت أهم سماتهم إبطان الكفر وإظهار الإيمان، إلا أن الله تعالى جعل لهم علامات تفضحهم للمؤمنين...
بمعنى أن المنافق وهذه علاماته، لا بدّ سيُعرف عنه الكذب، ولا بد سيُعرف عنه خيانة الأمانة، ولا بدّ سيُعرف  عنه إخلاف الوعد، بل سيُعرف هذا عنه بالإكثار لا بالإقلال.

وهكذا فإنهم مهما بلغ منهم المبلغ في إظهار الإيمان وإبطان الكفر، فإنّ سرائرهم تُفضح للمؤمنين بهذه العلامات ...
لا ننسى مثلا تأخرهم ساعة الجدّ والجهاد، وتبيّنهم، أين براعتهم هنا في إخفاء الكفر وإظهار الإيمان ؟؟
ربما تخيلنا أنّهم من الكمال في الدهاء بحيث أنّه لا شيء يُظهر حقيقتهم، بينما هُم قد فضحتهم ألسنتهم، وفضحتهم أحوالهم، هكذا ليحترس المجتمع المسلم منهم، وليُعرف الخبيث من الطيب، ولا ننسى قول الله تعالى :

"مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ(179)" -آل عمران-

والآية واضحة في أنّ الله تعالى نفى أن يبقي جمع المؤمنين مختلطا بجمع المنافقين دون أن يميز ويفصل بينهم، بالابتلاءات الممحّصة...
والحديث أعلاه فيه مصداق هذه الآية الكريمة .
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-08-16, 10:58:56
الطاعنون في السنة، يلطّفون أحيانا طعنهم بحجّيتها في التشريع بقولهم أنهم يؤمنون بالمتواتر، ولا يؤمنون بالآحاد، والمتواتر في السنة قليل جدا جدا، والباقي كله آحاد... فهم يريدون إبطالها بالكليّة ولكن بخطوات غير صادمة، بل بخطوات تشكيكية ممنهجة .

ثم يرتقون سلّم التشكيك ليقولوا أنهم يؤمنون بالمتواتر العمليّ دون غيره، وكأني بهم يحتاطون ويحترسون أن يقولوها صراحة أنهم "قرآنيون" لا يؤمنون بغير القرآن مصدرا للتشريع...!

وفي الحقيقة لا أرى هؤلاء إلا متقدمين في مدارج سالكي درب التشكيك والطعن ليصلوا إلى مصاف "القرآنيين" يوما قريبا غير بعيد...عندها ليَهْنِهم تشكيكهم وطعنهم وما أسدى لهم من جليل الخدمات !
المتواتر العملي من مثل الصلاة، ذلك أنها بلغتْنا بعمل متواتر، من فعل عدد كبير جدا، نقله عنهم عدد كبير أو أكبر وهكذا وصولا إلينا ...بل لقد قال من قال منهم أن هذا العملي الذي يؤمنون به نقله ألوف بعملهم عن ألوف..

والآلاف لغة جمع قلة (أي من ثلاثة إلى عشرة)، بينما الألوف جمع كثرة (من أحد عشر ألفا إلى ما لا نهاية)
أسأل هؤلاء : هل في القرآن الذي يؤمنون به مصدرا للتشريع ما يأمرهم أن يؤمنوا بالتواتر العملي دون غيره ؟ لا بل بما يأمرهم أن يؤمنوا بالتواتر العملي المنقول عن الألوف ؟!
وإلا فمن أين أتوا بهذه القواعد، وهم يدّعون أن ثقتهم بأوامر القرآن لا ريب فيها ؟
إذن فيجب أن يفعل ألوف الصحابة الفعل ليؤمنوا به، وليتخذوه حكما ... وما عدا ذلك مرفوض، مشكوك فيه، مطعون فيه، منبوذ، متروك..!

القرآن الذي يقول فيه سبحانه وتعالى:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(7)" -الحشر-
وطبعا "ما آتاكم" موجهة لمن عايشه صلى الله عليه وسلم، ولكل من يأتي بعده إلى يوم الساعة. ولا وجود في القرآن كله لهذا التحديد الذي حددوه، بالآلاف أو الألوف، أو السنة العملية دون غيرها.
فهل تراه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بالفعل دون القول، دون التربية ؟ هل كان ينهاهم عن الفعل دون القول ؟
أين التربية إذن في حياته؟ وأين التوجيه، وأين الوعظ؟ وأين التعليم ؟ إن كان فقط جاء ليعلمنا بالعمل دون القول ؟

وعلى هذا فإن أصحاب هذا الرأي الغريب  المختَرَع لا بأس عندهم بأن تجتمع المرأة وخالتها والمرأة وعمتها عند زوج واحد !
فهذا تحريم شرّعته السنة ولم يشرّعه القرآن، وهو حديث آحاد، ولا يأخذ به هؤلاء ...
وهكذا يصبح لهم دين جديد، دين تحكمه أهواؤهم، وآراؤهم، وتشكيكاتهم ... فيحلّون ما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوى أنّ هذا التحريم لم يصلهم من ألوف عن ألوف !!

ثم لنتطرق إلى نقطة أخرى في هذا السياق...
ما الدليل من القرآن الذي يرونه مصدر التشريع الأوحد، أين فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بُعث نبيا، وما أرسل إليه إلا ليكون مع الجماعة، فلا  يحدث أن يختلي بواحد أو اثنين أو ثلاثة، أو حتى تسعة بحسب مفهوم التواتر...؟!
وإن حياته مع هذه الأعداد "الآحادية" لا تساوي شيئا في ميزان التربية والتوجيه، والتعليم للأمة، والتشريع...
هو الزوج صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنّ حياته الزوجية، وخاصة علاقاته بزوجاته التي فتحها لأمته لتتعلم، ليس لها عند هؤلاء وزن، وكيف يكون لها وزن وعلاقته الحميمية بواحدة من زوجاته ستكون "آحادا" لا محالة، ولن يكون مع زوجته غيره في نقل هذه التربية للأمة ...!
فكل ما نقلته عائشة رضي الله عنها عن خاصّ وحميم علاقته به صلى الله عليه وسلم لا يساوي عندهم شيئا ...!

ومَن الناقل؟؟ عائشة رضي الله عنها، تلك التي أنزل رب العزة تبرئتها قرآنا يُتلى...!
هنا أتوقف معهم لأسأل مرة أخرى: إنكم إذن وأنتم تُزبدون وتُرعدون حول عدالة الصحابة، وخوفكم العظيم من أن يكون بينهم من ليس عَدلا، وكان من المنافقين، واندسّ بادعائه الإسلام ليكذب، وينسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله...

وأنتم تقفون عند هذه النقطة وتأبون إلا  أن تجعلوها قضية القضايا، إنكم لتتناقضون تناقضا بيّنا، وأنتم تتبنون فوقها شبهة الآحاد، فترفضون قبول كل حديث "الآحاد"...
فهذه عائشة رضي الله عنها هي الراوية، ولا غبار على عدالتها التامة، ولكنكم تجدون بالمقابل ما يحول دون قبول روايتها بالحجة الأخرى بحجة "الآحاد" !
فهل عائشة رضي الله عنها من المنافقين؟ ... إنما قضيتكم قضية "الألوف" ...
ولا يساوي عندكم عظيم قدر الصحابي وإن كان ممن نزل فيهم قرآن يُتلى ...

أقول لهم :  طبيب النساء عندما تحكي له  الزوجة عن حميمياتها
وتفاصيل علاقتها الزوجية ليتبين علتها، لن يصدقها، سيطلب منها شهودا على ما قالت، بدعوى أن روايتها رواية آحاد لا يوثَق بها!!
سيردّ عليّ هؤلاء بقولهم: هذا أمر الدنيا، والتساهل فيه جائز، أما أمر الدين فلا وألف لا .... أو لنقل على رأيهم "وألوف لا"  emo (30):

أقول: وهل تشددكم في أمر الدين يقتضي  أن تطالبوا بالشهود مع زوجة النبي صلى الله عليه وسلم على حميمياتها معه لتصدقوا ؟!
ألا يحدث أن يختلي بزوجته، ويجعل معها دوما "ألوفكم" أو ما ناسب تواتركم (عشرة على أقل تقدير)  لتأخذوا بما كان بينها وبينه سواء كان عن الحميمي أو غيره...؟!
لقد أفسدتم صورة الدين، لقد قلبتموه رأسا على عقب... لقد صيّرتموه دينا للأهواء لا للعقل والمنطق ..! ولكن هيهات هيهات أن تفلحوا إلا مع أنفسكم أو مع مَن حذا حذوكم ..

وكذلك الأمر مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو يروي حديث آحاد، لن يعتدّوا بتمام وكمال عدالته وروايته رواية آحاد !
لن يأخذوا بما رواه عن أحداث طريق هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف يأخذون وقد كان معه وحده، ولم يصحبهما عشرة ؟! ولن يأخذوا إلا بما جاء في القرآن من قوله له وهما في الغار، وما عدا ذلك فمرفوض مرفوض ! وإن كان الراوي أبا بكر الصديق رضي الله عنه ..!
فلماذا إذن تتعبون أنفسكم وتحمّلون عقولكم المشككة المنساقة خلف الطعون والتشكيكات، تبحثون عن نفاق من نافق وعدالة من كان عدلا، وتلهثون خلفها لهثا، وأنتم لن تقبلوا حديثا من أكثرهم عدالة وورعا وصدقا وتقوى ؟!!

وأمضي مع ادعاءاتهم، ودعاواهم، لأطرق نقطة أخرى، تخص أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه،  ولأنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره لعدم انشغاله عنه كما كان ينشغل عنه غيره، إذ كان يلازمه، فيكون معه في وحدته، كما في اجتماعه بصحابته،  ولأنه أكثر من روى عنه، ولأن أحاديثه آحاد، لذلك كان رضي الله عنه وأرضاه أكثر من طُعِن به وشُكّك به...
لقد كان أحد أهم مواضيع مطاعن المشككين، حتى ألحقوا به ما ألحقوا مما يعفّ اللسان أن يصف به فاسد عقل وذمّة، بَلَه صحابي جليل عَدل، كان من أقرب المقربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أكثر من حفظ عنه ...

هذا ولا ننسى كم سيضربون صفحا عن كل حديث مفسّر للقرآن، سيضربون صفحا عن عدد من الآيات فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته مثلا، للصحابة...
سيفسرون القرآن بأهوائهم، لا بالثابت من تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف يأخذون بتفسيره وقد روته الآحاد ؟!!!

وأي فوضى هي فوضاهم هذه ! وأي قلب للعقل وللمنطق هو قَلبُهم ؟

ولموضوع الآحاد تتمة إن شاء الله .
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-08-16, 17:57:37
جزاك الله خيرا
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-08-17, 16:30:54

جزاك الله خيرا

وإياك .
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2016-08-21, 15:19:27
سبحان الله ... موضوع قديم :)
جزاكن الله خيرا  :)
العنوان: رد: أباطيل وأضاليل وشبهات حول حجية السنة
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2016-08-21, 16:22:59
سبحان الله ... موضوع قديم :)
جزاكن الله خيرا  :)

وإياك . قديم وفيه الجديد :)