أيامنا الحلوة

قضايا معاصرة => :: قضايا وشبهات معاصرة :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2018-01-30, 06:36:02

العنوان: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-30, 06:36:02
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
(الأنعام: 153)

مقدمة:

انتشر في السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها ، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أوالحركية أو الموجية ، وليس كذلك ما يعبر عنه  بـ" الطاقة الحيوية الإنتاجية" أو "الطاقة الروحية" التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك".

إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" Cosmic Energy حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام ، وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة: "العقل الكلي، الوعي الكامل، الين واليانج". أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا، ومنهجنا في الحياة !(1)

فما هي حقيقة هذه الطاقة، وما موقف العلم منها؟ وما موقف الدين؟
_____________________________
 (1) د. فوز كردي، وقفات مع الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، ص 73.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-30, 06:37:24
عناصر الموضوع:

1- التفريق بين عالم الشهادة وعالم الغيب ومصادر العلوم في كل منهما.
2- التصور الإسلامي للكون وإجابته على الأسئلة المقلقة (من أنا/ لماذا أتيت/ إلى أين المصير).
 3- تعريف الطاقة الكونية ومصطلحاتها المختلفة.
4- ما انبثق عنها من دورات وصيحات مختلفة.
5- هل الطاقة الكونية أو الحيوية أو طاقة الحياة (لها أسماء كثيرة) من علم الغيب أو علم الشهادة؟
6- رأي علماء الفيزياء في الطاقة المذكورة
7- مصطلح الطاقة في الدين وهل يقصد به الطاقة الكونية المذكورة
8- حقيقة الطاقة في الفلسفات الشرقية
9- موقف الإسلام منها
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-30, 06:39:32
أولاً- التفريق بين عالم الشهادة وعالم الغيب ومصادر العلوم في كل منهما


العالم الذي خلقه الله عز وجل يقسـم إلى قسمين: عالم غيبي وعالم مشهود.

  1- عالم الشهادة:
ويشمل كل شيء يقع تحت حواسنا كالمرئيات، والمسموعات، و المشمومات، والملموسات، وكل ما يقع في هذا العالم هو من الأمور المادية أو ذات الأثر المادي الذي يمكن ملاحظته أو قياسه بالحواس أو بالأدوات العلمية.

2-عالَم الغيب:
 لا تبلغه حواسنا ولا استنتاجاتنا العقلية، ولا نملك أدوات التعرف عليه إلا من خلال إخبار الله تعالى لنا عن طريق الوحي المنزل على النبي المرسل صلى الله عليه وسلم. فالملائكة والجن والبعث والنشور والجنة والنار وعالم البرزخ، وصفات الله عز وجل كل ذلك من أمور الغيب التي أمرنا بالإيمان بها والتي لا نملك وسيلة للتعرف عليها إلا من خلال الوحي.

وعلى المسلم حين تعرض عليه أي قضية أو فكرة أن ينظر: هل هي من أمور الغيب أم من عالم الشهادة، فإن كانت من عالم الشهادة، فحصها وتحقق منها بالمقاييس والمنهجية العلمية
وإن كانت من عالم الغيب، فحصها في ضوء الكتاب والسنة، ليعلم أحق هي أم باطل.

فهل علوم الطاقة الوافدة، وما يتبعها من أساليب العلاج والاستشفاء، وما انبثق عنها من قوانين منظمة للأفكار والسلوك تدخل في نطاق عالم الغيب أم عالم الشهادة؟
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2018-01-30, 09:51:37



 ::ok::
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-31, 10:05:42
ثانياً- التصور الإسلامي للكون وإجابته على الأسئلة الوجودية
 
منذ وجد الإنسان على الأرض وهذه الأسئلة تقلقه وتعكر عليه حياته: من أنا؟ ولماذا أتيت؟ وإلى أين المصير

وجميع هذه الأسئلة بحمد الله علمنا الله تعالى أجوبتها في رسالته إلينا التي تعاقب الرسل عليهم السلام على تبليغها للبشرية، حتى ختمت رسالاتهم بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

فأنا إنسان، خلقني الله تعالى من قبضة من طين الأرض ونفخة من روحه.
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ  (سورة السجدة 7-9)

خلقني لعبادته، وعبادته تعني أن أعيش حياتي وفق منهجه وشرعه، وأن أسعى لإقامة حياة الناس وفق هذا المنهج الرباني، وهذا معنى الخلافة في الأرض
وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ  (الذاريات 56)
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً  (البقرة 30)
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (ص~ 26)


قدر علي أقدارا لا حيلة لي فيها، هي امتحان منه لي، فإن صبرت واتقيت فلي الأجر، وإن جزعت واعترضت وجحدت فعلي الوزر.
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (الأنبياء: 35)
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  (البقرة: 155)


وكلفني بتكاليف يمتحنني بها، فإن قمت بها على الوجه الذي يريده مني أجرت، وإن تقاعست عنها أو استكبرت عنها أثمت
لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (البقرة: 286)


وستنتهي حياتي بالموت لا محالة، ثم بالبعث يوم النشور، لأحاسب عن كل ما فعلته في حياتي الدنيا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى  (النازعات: 37-41)

فالحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها من نعمة
وأما البشر الذين حرموا من هداية الوحي الإلهي، فإنهم يتخبطون في هذه الحياة بين الإلحاد والكفر واللاأدرية والأديان المخترعة والفلسفات الكفرية.

ومن هذه الفلسفات والديانات المخترعة، عقائد الهند والصين وبلاد الشرق، هذه العقائد التي لما أفلس الغرب من الروحانيات وإشباع الفطرة الدينية لديه نتيجة غرقه في الحياة المادية البحتة، وما جره عليه ذلك من امراض نفسية واضطرابات وخلل أخلاقي، استوردها، وحاول تطويرها، وإلباسها ثوب العلم، ثم أعاد تصديرها إلى بلادنا عن طريق بعض الغافلين أو المرتزقة من بني جلدتنا، المنتسبين إلى ديننا، والذين تلقفوها وكأنها اكتشافات علمية حديثة، وعملوا على ترويجها بيننا، بل وعملوا على تغطيتها بقناع الأسلمة لتجوز وتمر ولا يشعر بفسادها وما انطوت عليه من إلحاد وكفر أحد.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2018-01-31, 23:29:15
للمتابعة ان شاء الله
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-01, 07:11:40
ثالثاً- تعريف الطاقة الكونية ومصطلحاتها المختلفة

هذه الفقرات منقولة عن موقع  سبيلي
http://www.sabeily.com

       يمهد مروجو هذا العلم بكلامهم أولاً عن الطاقه، فيبدؤون كلامهم  بأن الطاقه أساس كل شيء وأنه لا شيء في هذا الكون يخلو من الطاقة، حتى الجمادات تعج بالطاقة؛ فهذه الذرات تحمل في طياتها نيوترونات وبروتونات داخل النواة، والكترونات تدور حولها في حركة مستمرة. وأن المواد التي تبدو جامدة للعين المجردة إنما هي في حقيقتها في حالة تذبذب اهتزاز دائم على مستوى الذرات والجسيمات متناهية الصغر وهذا دليل على الطاقة الكامنة فيها.

ثم يتبعون ذلك بالحديث عن الطاقة الكونية التي تمدنا وتمد جميع الموجودات بالطاقة، فيزعمون أن هذه الطاقة الكونية موجودة من حولنا: فوقنا وأسفل منا، وبما أن الإنسان جزء من هذا الكون  فبالتالي فإن لكل إنسان ومنذ ولادته مقداراً محدداً من الطاقة ينخفض أو يزداد تبعاً لعوامل عديدة. وقد عرفها بعضهم بأنها تلك المادة اللطيفة الدقيقة أو المجال الكهرومغناطيسي الذي هو مبعث التيار الحياتى الفيزيائى الحقيقى فى الجسم.

الاسم الصيني لهذه الطاقة هو "تشي" ويعتبرها الطب الصيني الوقود المحرك خلف جميع أجهزة الجسم المختلفة، ويحدد لها شبكة من المسارات و القنوات الخاصة بها، يسمونها "المريديان" تسري من خلالها في جميع أنحاء الجسم. و يزعمون أنه يمكن رصد هذه المسارات الآن بالأجهزة الإلكترونية، ويقولون: إذا كانت هذه الطاقة تتدفق بحيوية وسلاسة في مساراتها وكانت تتمتع بالتوازن المطلوب فإن ذلك يعني أن الإنسان يتمتع بصحة جيدة، أما إذا حدث هناك خلل في هذا التدفق أو في توازن الطاقة فإن ذلك سيؤدي إلى إعتلال الصحة وتدني قدرات الإنسان.

ويقولون أن الطاقة الحيوية كان يعرفها القدماء المصريين وأطلقوا عليها آلكا Alka  وأطلق عليها الصين تشي – Chi  وفى اليابان  كي – Kki  أما فى الهند فأطلق عليها  برانا – Prana

العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-01, 07:18:40
أنواع الطاقة
يقسم الطب الصيني الطاقة في الإنسان إلى نوعين أساسيين:
- النوع الأول هو الطاقة الأصلية
- النوع الثاني هو الطاقة المكتسبة


1- الطاقة الأصلية:

يرثها الإنسان من والديه وتسمى بالصيني "يوان تشي"، هذه الطاقة تكون مخزنة بعد الولادة في الكليتين ولها وظائف هامة جداً في الإنسان تشمل: وظائف النمو/ القدرات /الوظائف الجنسية والتكاثر لدى الجنسين/ القوة والنشاط والحيوية وصحة العظام وتغذية الدماغ.
إن الطاقة الأصلية هي أهم جزء من الطاقة في الإنسان، إذ تعتمد صحته وعافيته بجميع جوانبها على مدى قوة وصحة هذه الطاقة فيه، كما يزعمون أن هذه الطاقة هي معرضة تستهلك وتستنزف بصورة تفوق مقدرة الجسم على تعويضها، بسبب العادات الحياتية السلبية والإفراط في إرهاق الجسم أو استخدام أحد وظائفه بصورة مبالغ فيها، مثل الإفراط في المعاشرة الزوجية، فكل ما يخرج عن حد الاعتدال في حياة الإنسان سيؤثر سلباً على أهم مكوناته وهو الطاقة الأصلية.

2- الطاقة المكتسبة:
 
يكتسبها الإنسان من خلال التنفس والغذاء والبيئة المحيطة، ويحدث التكامل بينها وبين الطاقة الأصلية التي ولد بها، ومن خلال تفاعل الإثنين مع بعضهما تتشكل وظائف متعددة جديدة للطاقة داخل الجسم.
والطاقة المكتسبة لها تأثير كبير في تنمية عمل الطاقة الأصلية في الجسم، فإذا كانت الطاقة المكتسبة جيدة ونقية، من خلال الغذاء الجيد والبيئة النقية، فإن ذلك سيعني تقوية وتسهيل عمل الطاقة الأصلية في الجسم، أما إذا كانت الطاقة المكتسبة غير جيدة أو سلبية وغير نقية فإن ذلك سيضعف الطاقة الأصلية ويعيق عملها وفي كثير من الأحيان يكون ذلك هو السبب الرئيسي للمشاكل الصحية في الإنسان. وهذه الطاقة تتحرك عبر مسارات خاصة في جسد الإنسان لتصل إلى كافة أعضائه وأطرافه. ويكون مستوى هذه الطاقة مسئولاً ومحدداً بشكل رئيسي لحـالة الإنسان الصحية ومقاومته للأمراض ومقدار مناعــة جسده ونشاطه ومدى نجاحــه في عملــه واندماجــه بالمجتمع المحيط به ونجاح علاقاته الاجتماعية.
ويقولون أن العمليات الفكرية التي تجري في الجسم العقلي تنتقل الى الجسد على شكل أنماط اهتزازية عبر الشكرات والتي تنقلها للناديات (كلمة نادي بالسنسكريتية تعني قناة أو نهر)  ، وتقع هذه القنوات في الجسد وتمتد الى الطبقات الأثيرية خارج الجسد .
ويزعمون أنه تحيط بجسدنا المادي عدة أجسام نورانية يطلق عليها اسم الهالة البشرية، وهي عبارة عن ذبذبات لونية وكهربية وكهرومغناطيسية تؤثر في الجسد الفيزيائي لنا وتتأثر به وتتغير حسب حالة الشخص النفسية والفكرية و الصحية، وقد تمتد هالة أحد الأشخاص حتى تملأ غرفة بأكملها في حين تنكمش أخرى على بعد سنتيميترات قليلة على حدود الجسم المادي لصاحبها، كما أن بعض الأشخاص تؤثر هالاتهم في غيرهم من الناس بالسلب أو الإيجاب، وهذا مما يمكن ملاحظته عند لقاء بعض الأشخاص حيث يشعر الإنسان في وجوده معهم أو حتى بمجرد المرور بجانبهم بشيء من السرور أو الانقباض أو التعب وكل ذلك بدون مبرر، حتى أن كثيراً من الأمراض من الممكن أن تنتقل من شخص لآخر بمجرد تداخل تلك الهالات إذا لم تكن محكمة الإغلاق وذلك عن طريق التحصين وتمارين الطاقة المختلفة.

 
و يزعمون أيضاً أنه يوجد في الوقت الحالي أجهزة تصوير بإمكانها أن تصور هالة الإنسان ويعتمد عليها في تفسير كثير من أمراضه وحالاته النفسية المختلفة وتاريخه الصحي، كما أن رؤية الهالة بالعين المجردة ممكنة بشئ من التدريب البسيط ولكن المنتظم ، كما يزعمون أنه هناك مجموعة خاصة من المتعاملين بالطاقة يسمون المستبصرون (Clairvoyants) و هؤلاء يزعمون أنهم يستطيعون أن يروا الهالة الأثيرية المحيطة بجسم الانسان و كذلك مراكز الطاقة (Chakra) التي تبدو كقرص ملون أو زهرة كثيرة الأوراق (أو البتلات) تدور حول محور في المنتصف. أما عن عدد الشاكرات، فعددها كبير جداً، إلا أن أهمها سبع شاكرات * تبدأ بأعلى الرأس (التاجية) و تنتهي بأسفل العمود الفقري (الجذرية) و كل منها لها درجة لونية مختلفة.
 ويدعي مروجو هذه التطبيقات أنه وبعد دراسات مستفيضة تمكن العلماء من مشاهدة هالات الطاقة هذه باستخدام نوع خاص من النظارات تدعى نظارات الأورا ، وكذلك أمكن تصويرها باستخدام كاميرات مخصصة لقياس سماكة وقوة هذه الطاقة ويدعى هذا النوع من الكاميرات" الكيريليان كاميرا.
ويزعمون أيضاً أنه إن نقص مقدار الطاقة الحيوية لدى الإنسان كفيل بتعريض جسده لهجمات شرسة من الأمراض العضوية والنفسية التي ما تلبث أن تتمكــن من اختــراق جسـده ذا المناعــة المنخفضة بسبب نقص طاقته الحيويــة، ويصبح الإنسان عاجزاً عن حماية نفسه، فيلجأ إلى الأدوية والعقــاقير الكيماوية التي لاتخلو من التأثيرات الجانبية، مع ضرورة الإدمان عليها لتجنب الانتكاسات المستقبلية، وزيادة جرعـات الأدوية، بسبب عدم علاج السبب الحقيقي الكامن وراء هذه الأمراض.

ملاحظة:
إقحامهم مصطلح التحصين هنا محاولة لممارسة خدعة الأسلمة وجعل موضوع الطاقة مقبولا عند المسلمين
---------------
* أهم الشاكرات سبعة هي: الجذرية والعجزية والضفيرة الشمسية والقلب والحنجرة والعين الثالثة والتاجية
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-05, 08:35:36
المصادر الداخلية للطاقة الحيوية

للطاقة الحيوية لدى الإنسان عدة مصادر تحافظ على مستوى الطاقة الموجودة لديه أصلاً بتقويتها وشحنها بشكل دوري ومن هذه المصادر:

أ‌-    الإنسان نفسه أي طريقة الشحن الذاتي بالطاقة، ويحصل ذلك بممارسة التأمل واليوغا واتباع نظام غذائي متوازن هو الماكروبيوتيك.

ب‌-   ومنها ما يحصل الإنسان عليه من الوسط المحيط به أي مصدر خارجي للطاقة الحيوية: عن طريق استمداد الطاقة من الكون، أو من تأثير الأحجار الكريمة والمجوهرات التي تملك كل منها وظيفة مخصصة مرتبطة بعضو من أعضاء الإنسان، أو تأثير الألوان أو العطور (أروما ثيرابي).  

-------------------
ملاحظة:
لاحظوا كيف يغيرون مصطلح الطاقة بين حين وآخر، فتارة هي طاقة كهرومغناطيسية، وتارة هي ذبذبات، وتارة هي طاقة كونية، وتارة هي طاقة حيوية، وتارة هي طاقة شفائية
وكل هذا للتغطية على حقيقتها الفلسفية في انها طاقة منفصلة عن الإله الكلي الواحد، جزء منها تبعثر في الكون وجزء منها اختلط بالعناصر التي تكون منها الكون المادي وفق ثنائية الين واليانج، وبالتالي يولد الإنسان ومعه جزء من هذه الطاقة الإلهية (الطاقة الأصلية) فإذا ضعفت بسبب نشاطاته المختلفة، ومنها النشاط الفكري، فعليه أن يعوضها بطاقة مكتسبة من المحيط الطبيعي، من خلال جلسات التأمل التي يعطل فيها حركته (مستوى سكون الحركة)، ثم يعطل عقله (مستوى سكون العقل والفكر)، فيسمح للطاقة ان تنساب في جسمه، فإن لم يستطع يستعين بالماسترز الذين هم أعلى منه في مستويات الطاقة ليمنحوه الطاقة الناقصة من خلال جلسات الريكي
بل إنهم يدعون الإنسان للمشي حافي القدمين على العشب الاخضر او رمال الشاطئ، لاكتساب الطاقة من هذه العناصر الطبيعية من خلال قدميه، ويجلسون في ممارسات اليوغا بإلصاق العجز على الأرض لتتدفق الطاقة من الأرض إلى الجسم من خلال شكرة العجز
وهكذا.. هي تنوعات مختلفة من الممارسات التي اختلطت بحياتنا، وصار بعضنا يمارسها بالتقليد دون ان يعرف ارتباطها بهذه العقيدة الوثنية ، وبانفصالها التام عن العلم وحقائقه
بل راجت علينا بشعارات (أثبت العلم الحديث، واكتشف العلماء)
وعلى العقول السلام 

ملاحظة ثانية: هي يظنون أن الإنسان بالتأمل الارتقائي وباكتسابه للطاقة يتحد فيه نصفا الإله، المادي والطاقي فيصبح هو الله وله قدرات الله اللامحدودة والعياذ بالله، وهذا الكلام لا يقوله العرب، ولكنهم يقولون أن حواسك وقواك تصبح أكثر قوة، وتتتفتح بصيرتك وترى الأنوار.. وغير ذلك من أقنعة يغطون بها الوجه الوثني القبيح، عن علم أو عن غفلة
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-13, 09:33:05
رابعاً- ما انبثق عنها من دورات واستخدامات مختلفة
غالبية المروجين لنظرية الطاقة يركزون على الجانب الاستشفائي منها؛ لما تحتله قضية التداوي والاستشفاء من أهمية لدى الناس، وبالتالي فإن اعتقد شخص بوسيلة ما أنها من أسباب شفائه أو شفاء غيره فسرعان ما يؤمن بها ويسارع لتطبيقها واستخدامها، لا سيما إن تم الترويج لها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكانت -بزعمهم- بلا أي آثار جانبية. ويظن المريدون أن هذه الممارسات لا تستخدم إلا في العلاج، فهي كما يسمونها: الطاقه الشفائيه؛ ولكن بعد التسليم بفلسفة الطاقه الكونية وبالجسد الأثيري والشاكرات وفلسفة التشي والبرانا... يتم الترويج لبقية الممارسات والتطبيقات و التي لها صور عديدة.
 يمكن تلخيص أشهر استخدامات علم الطاقه المزعوم في هذه الممارسات:
1-   العلاج بالطاقة أو الطاقه الاستشفائية، وله أنواع:
‌أ-    الريكي: "ري" تعني الكون و "كي" تعني الطاقة .. أي أن الريكي هو الطاقة الكونية، ويعتمد على إخراج طاقة من اليدين لغرض العلاج، حيث يقوم المعالج بإمرار يديه لعمل مسح " scan " على جسد المريض لتحسس مسارات الطاقة في جسده، فيكتشف الجزء المصاب أو الشاكرا المصابة، ثم يقوم بإزالة احتقان الطاقة عنها والذي يسبب الألم، فيؤدي ذلك إلى التخلص من الطاقة السلبية،  ثم يقوم بإدخال طاقه إيجابية؛ وأثناء العلاج تنبعث حرارة من يد المعالج يشعر بها المريض على يده سواء لمسه المعالج أم لم يلمسه. ومن أنواع ممارسات الريكي: ريكي جين كاي دو/ ريكي رينبو ويشمل استخدام الكريستال وطريقة التأمل وطريقة الإسقاط النجمي، والاتصال بالأدلاء الداخليين.
رموز الريكي: اربعة
1-   رمز القوة (The power symbol): واسمه: CHO KU RAY، ومعناه: "الله والانسان يأتوا معا" أو " أنا أحمل المفتاح "
2-   الرمز العقلي/ العاطفي (Mental/ Emotional Symbol): واسمه: SAY-HAY-KEY، ومعناه : "الله والانسان يأتوا معا" أو " مفتاح الكون"
3-   رمز المعالجة الغيابية – عن بعد ( The Distance Symbol ): واسمه: HON SHA ZE SHO NEN، ومعناه: الإله (الله –بوذا- المسيح- العزير) الموجود داخلي يلقي التحية على الإله الموجود بداخلك لتعزيز التنوير والسلام.
4-   رمز السيد (The Master Symbol): واسمه DAI KO MYO
وهذا الرمز الأقوى في مجموعة الريكي علي الإطلاق ويمكن استخدامه فقط من قبل أساتذة الريكي؛ و يستخدم في شفاء الروح؛ حيث يقوم المعالج برسمها على راحة يديه ثم يتوجه بها إلى مكان الشاكرا التاجية وهي أعلى الرأس والمناطق المطلوب علاجها و هذا الرمز لا يتم تدريسه في دورات الريكي في عالمنا العربي. معاني الرموز مأخوذة من مصادر انجليزية، حيث يحرفون معانيها في الترجمة العربية حتى لا تصدم مشاعر المسلمين.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-14, 08:01:18
تابع أنواع العلاج بالطاقة الاستشفائية:


‌ب-   البرانا: وتتضمن تمارين في التنفس العميق لإدخال"البرانا" إلى داخل الجسم والدخول في مرحلة استرخاء كامل ووعي مغير ومن ثم المرور بخبرة روحية فريدة من التناغم مع الطاقة الكونية، ويستخدمون فيها طاقة الألوان والأحجار الكريمة.

‌ج-   التايجى كوان أو المعروف بالتاي شي: تاي يعني التنفس وجي أو تشي تعني الطاقة الحيوية. وهي تمرينات تعتمد على التنفس العميق مع تحريك الأطراف وتوجيه الطاقة الحيوية لأعضاء الجسم عن طريق الوعي الشعوري الذي يعتمد على تركيز العقل على مراكز الطاقة، وتحقيق التوازن بين الين  واليانج (1) ، للبحث عن الهدوء والانسجام واللين والقوة والحركة والسكون.

‌د-   دورات التأمل الارتقائي: أو التأمل التجاوزي وتتضمن تمارين رياضية روحية تأمليه هدفها الوصول لحالات وعي عالية بهدف الوصول إلى مرحلة النشوة النرفانا، وتعتمد على إتقان التنفس العميق، مع تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية، والرموز، والنجوم ورموز الشكرات في العقائد الشرقية، وتخيّل الاتحاد بها وقد يصاحبها ترديد ترانيم مانترا وهي كلمة واحدة مكررة بهدوء ورتابة مثل أوم/ دوم/ وهي أسماء طواغيتهم.

‌هـ-   أسلوب الحرية النفسي (EFT (Emotional Freedom Techniques :
وتسمى أيضاً تقنية معالجة حقل الأفكار TFT= Thought Field therapy technique
 تعمل على علاج الأمراض النفسية كلها في دقائق معدودة وذلك باعتبار أن الخلل في نظام الطاقة يسبب تأثيرات عميقة على نفسية الإنسان؛ فيتم تصحيح هذا الخلل عن طريق الربت على مناطق معينة بالجسم هي مسارات الطاقة.

‌و-   العلاج عن بعد: يقولون أن الطاقة لا تخضع لقوانين المكان؛ حيث أن الطاقة في الأساس تنتقل عبر بعد آخر غير البعد الذي نتواجد فيه، فما على المعالج إلا أن يتخيل الشخص المراد علاجه ويفتح ما يسمونه باتصال روحي أو ذهني أو شعوري، ثم يطلب من المريض الاسترخاء والاستسلام التام، بينما يبدأ المعالج في توجيه نية الشفاء للمريض ويتخيل المنطقة المراد إرسال الطاقة اليها أمامه ثم يضع يديه عليها ويبدأ في إرسال الطاقة على المنطقة المرادة (2). ويقولون أن هناك طرقاً متعددة لإرسال الطاقة عن بعد، منها: استخدام لعبة طرية/ التصور والتخيل من خلال اليدين/ استخدام الصورة/ استخدام قصاصة ورقية مع وضع اسم الشخص عليها/ استخدام الكريستال خاصة الوردي/ استخدام التركيز العقلي.

‌ز-   العلاج عبر الزمن: يقولون أن الطاقة لا تخضع لقوانين الزمان أيضاً؛ فهي تتنقل بحرية بين الأحقاب الزمنية الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل.(3)

---------------------------
(1) يزعمون أن الطاو كان هو الأبدي الأول، ثم تولد منه (الين) و (اليانغ)، وهذا الأول الأبدي هو الطاقة الكونية أو ما يطلق عليه تشي، وبأن الـ ( طاو) عديم الشكل ينتج جميع الأشكال التي في الوجود من خلال تفاعل المبدأين المتناقضين الين واليانج،  وكل هذه الكائنات ليست منفصلة عن موجدها بل هي وهو شيء واحد. وتقول الأسطورة: إن البيضة الكونية cosmic egg  هي مبدأ الوجود، وقد  انقسمت إلى نصفين، فتكونت الأرض من نصفها السفلي وهو الجزء الثقيل المظلم أو الـين، وتكونت السماء من نصفها العلوي وهو الجزء الخفيف المضيء أو اليانج، وكان بين هذين النصفين الإنسان الكوني الأول: پان كو  الذي فصل نصفي البيضة بجسده، ولما مات پان كو تكونت الدنيا من أجزاء جسمه المتناثرة.

(2)   يقول أحد المدربين (الماستر موفق): "توجد طرق متعددة لاستخدام الريكي وإرساله عن طريق المعالجة الغيابية -عن بعد- للأشخاص، وهذه هي بعض الاقتراحات التي يمكنك تجربتها، هذا إضافة إلى كونك مبدعاَ وخلاقاَ و يمكنك إيجاد طرق خاصة بك للقيام بذلك.
يجب عليك في كل حالة أن تقوم بتكرار اسم الشخص الذي تريد إرسال الريكي إليه ثلاث مرات. قم بتصوره بالضوء الأبيض مع ابتسامة عريضة، ثم قم برسم  أو بتصور رمز المسافة بالضوء البنفسجي أو الأبيض. وبينما تقوم بتكرار الاسم ثلاث مرات وبعدها اسم الرمز العقلي/العاطفي وبعدها رمز القوة. تذكر دائماَ بأن الريكي تتبع قصدك ونيتك وبأن لها حكمتها ومعرفتها الخاصة، وعندما يصب القصد والنية مع الحكمة والحنان فإن قوة الريكي تصبح قوة علاج قوية جداَ؛ وتذكر دائماَ ولا تربط نفسك بالتساؤل فيما إذا كنت تقوم بها بالشكل الصحيح وتقوم بإرسالها بالشكل الصحيح فهي ستعمل معك لأنك تريد إرسال الريكي لاستلامها. تذكر أيضاَ بأنك تستطيع إرسال الريكي لأي كائن حي سواء أكانوا قد قاموا بعملية الانتقال أم لا." اهـ.

(3) يقول أحد المدربين (الماستر موفق):  "يمكن اختبار إرسال الريكي إلى الماضي، مثل مولدك، وللمستقبل أيضاً مثل مستقبلك؛ فإذا كنت تخطط مثلاَ للقاء شخص ما أو أن تذهب الى مكان ما يمكن أن يكون استخدامك لبعض الريكي مفيداَ، قم بتصور وتخيل الوضع في يدك وإرسال الريكي له؛ كما يمكن إرسال الريكي لأي من الأبوين. وفي هذه الطريقة يمكنك تصور أمك وأنت مولود حديثاَ في راحة يدك اليسرى وأرسل الريكي لها، قم بعمل ذلك لولدك".
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-19, 07:32:31
تابع- ما انبثق عن فلسفة الطاقة من ممارسات:

2- الفونغ شوي Feng Shui:
هو عبارة عن فنون للتصميم والديكور تهدف إلى تنظيم المنزل أو مكان العمل بما يضمن صحة ساكنيه وسعادتهم بناء على فلسفة الطاقة Chi ، يزعم أصحابها أنهم يصممون المنـزل بطريقة تسمح لطاقة تشي بحرية التنقل فيه بحيث تساعد على نمو الأطفال وتطور مدركاتهم ووعيهم بشكل إيجابي، كما توفر لسكان المنـزل جواً يجعلهم قادرين على الحيوية الاسترخاء والطمأنينة بشكل أكبر.
و أمثلته علي سبيل المثال و ليس الحصر (استخدام كثير من التماثيل !! مثل الضفدع ذي الأرجل الثلاثة الذي يجلب الثروة وأسدَيّ المعبد اللذين يوفران الحماية ، والشموع التي تجلب المحبة  - بزعمهم -).

3- البايوجيومتري BioGeometry:
هدفه التغلب على الآثار الضارة لتكنولوجيا العصر الحديث، حيث يزعمون أن علم البايوجيومتري يبحث ليتوصل للأشكال المثالية لمسارات مختلف الطاقات الموجودة في الكون وبالتالي لإعادة مسارات الطاقات المختلة إلى المسارات المثالية والتي تعيد بدورها الصحة و التوازن في الوظيفة.
استخداماته: يكثر إستخدامه في التصميم المعماري الخارجي للأبنية Exterior Design؛ كما يستخدم كذلك في صورة أشكال ورموز غريبة يتم نقشها على أشكال معدنية  ليتم لبسها أو تعليقها على الحوائط أو يتم لصقها علي بعض الأجهزة الإلكترونية، حيث يعتقدون أن هذه الطلاسم و الأشكال الغريبة تقي الإنسان وتحميه من الطاقات السلبية الضارة من حوله (1). ويصل الأمر إلى إنتاج مفروشات البايوجيومتري  مثل السجاد الذي يحمينا من مضار الإشعاعات الأرضية الضارة!!

4- الماكروبايوتك MacroBiotic:
 تعني كلمة Macro الضخم أو العظيم، وكلمة Bio تعني الحياة. ويقصد بهذا أنه إذا اتبع الإنسان هذا النظام الغذائي، فسيحيا حياة سعيدة ومنتجة وصحية وطويلة.
 وهذا النظام لا يعتمد القيمة الغذائية المعلومة لدى الجميع من سعرات حرارية وبروتينات وأملاح ومعادن وفيتامينات وغيرها تعود بالنفع على الجسد المادي، بل يصنف جميع الأغذية حسب خصائص ميتافيزيقية إلى (ين ويانج) تؤثر على الجسم الأثيري، ويزعم أهل هذه الفلسفة أن كل ما نحتاجه لصحة أبداننا وأرواحنا هو مراعاة التوازن بين الين واليانج في غذائنا. ووفق هذه الفلسفة يتم اعتماد حمية غذائية يغلب عليها الحبوب (الشعير والحنطة) والخضروات الورقية وجذور النباتات والطحالب البحرية، وتدعو لتجنب الأغذية الحيوانية ومنتجاتها من الألبان، وكذلك تجنب العسل والفواكه، والتزام "الميزو"وهو شعير مخمر تحت الأرض 3سنوات، ويزعمون له خصائص تتعدى جسد الإنسان وصحته وروحانيته إلى حماية منـزله من الإشعاعات النووية لو تعرض العالم لحرب من هذا النوع !! والنظام الغذائي الماكروبيوتيكي طوره الفيلسوف الياباني "جورج أوشاوا " جامعاً فيه بين بوذية زن مع تعاليم النصرانية، مع بعض سمات الطب الغربي، (لذا تجد فيه بعض العادات النافعة)

ويتبع
_____________________
(1)   جاء في المعجم الوسيط: الطلسم (في علم السحر) خطوط وأعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفلية لجلب محبوب أو دفع أذى، وهو لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم كالألغاز والأحاجي. وفي المحيط في اللغة: "الطلسْمُ: ضَرْبٌ من السحْرِ ". وجاء في الموسوعة العربية العالمية في تعريف التعويذة: "التعويذة تميمة تُعلَّق على أعضاء الإنسان يُزعَمُ أو يتوهم أن لها قوَّة سحريّة. يتوهم بعض الناس أن التعويذات تحميهم من الشر والمرض والشعوذة، وكل هذا من المحرمات في ديننا، وهذا يدل أن هذه الممارسات قديمة لها علاقة بالسحر والشعوذة لا بالعلم الحديث.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-21, 07:35:43
تابع- ما انبثق عن فلسفة الطاقة من ممارسات:

5- الممارسات التأملية:
 هي جلسات تأملية بأفعال محددة وطريقة معلومة لاستمداد الطاقة الكونية المنتشرة في الكون إلى أجسادهم، وقاعدتهم في ذلك أن: "النوم تأمل غير واعٍ، والتأمل نوم واعٍ"، فيزعمون أن الإنسان يحصل في نومه على طاقة محدودة؛ بينما يحصل من خلال الممارسات التأملية على طاقة وفيرة جداً، تحسن من قوة الجسد المادية والعقلية والفكرية والروحية، ويزيد من وعيه وإدراكه لقوة حواسه الخمس، ويفتح المجال للحاسة السادسة (البصيرة)(1) . ويمكن للمرتقين في ممارساتهم التأملية الوصول إلى طاقات خارقة. وللممارسات التأملية صور عديدة، منها: التأمل التجاوزي الارتقائي، تأمل القلبين التوأمين، تقنية التي إم سيدهي.
ولهذه الممارسات عدة مستويات:

1-   مستوى سكون الحركة:
يجلس المتأمل ثابتاً دون أن يتحرك مطلقاً، و يحبذ جلسة التأمل الخاصة باليوجا أو جلسة التأمل البوذية (وضعية جلسة اللوتس) لكي تتشكل دائرة الطاقة و تمنحه ثباتاً أكبر؛ ولابد من إغلاق الأعين حتى لا تُفقد الطاقة الداخلية الموجودة في الجسد، فالعين هي بوابة الطاقة.

2-   مستوى سكون العقل والفكر: لابد في هذا المستوى أن يتغلب المتأمل على الأفكار التي في عقله بأن يجبر عقله على أن يتوقف عن التفكير في أي شيء مطلقاً (2)، فيبدأ في صرف عقله و تفكيره كله إلى عملية التنفس (شهيقاً وزفيراً) وبهذا تختفي الأفكار من العقل تدريجياً. ويكتسب المتأمل عند وصوله لهذه الحالة شلالاً من الطاقة الكونية، فتمتلئ قنوات الطاقة (الناديات) التي تبدأ من قمة الرأس حيث شكرة التاج، فتطهر وتزيل كل الاحتقان الطاقي أو الضمادات الأثيرية وتملؤها بطاقة جديدة نظيفة؛ وبالتالي يتم الشفاء من جميع الأمراض والأسقام. ويزعمون أن من علامات تدفق الطاقة في الجسد الأثيري خلال عملية التأمل الشعور بثقل في منطقة الرأس ( الشاكرا التاجية) أو بثقل في الجسد عامة؛ كما قد يشعر بتنميل أو حكة أو ألم في منطقة معينة، فيزعمون أن هذه المنطقه في الجسد الأثيري كانت محتقنة أو مصابة وهي الآن تمتلئ بالطاقة الكونية؛ و لذلك ينصحون بعدم أخذ أدوية لعلاج هذه الآلام لأنها ستزول تدريجياً مع المواظبة على التأمل.

3-   مستوى النفس: عندما يجتاز المتأمل المستويين السابقين (الجسد والفكر) فإنه يصل إلى النفس، وعندها يستقبل جسده كمية أكبر وأوفر من الطاقة، فيصل المتأمل إلى معرفة حقيقة نفسه وذاته (3)، وبالمتابعة يتحقق التداخل والاتحاد مع كل مظهر من مظاهر الحياة، فينكشف له خواصها و تركيباتها؛ بحيث يحوي علومها ويحيط بها؛ فتزداد المعرفة، ومن ثم يزداد الفهم والحكمة، وندرك حينئذ أننا لسنا مجرد أجساد وعقول بل نحن كائنات خارقة.

4-   مستوى العين الثالثة: في هذا المستوى يكتسب المتأمل حاسة جديدة تضاف إلى حواسه الأخرى، هي العين الثالثة، وهي أداة قوية جداً ولكنها تخص الروح، وهي تمكن المتأمل من رؤية وسماع وشعور الترددات العليا للحقيقة التي لا تدرك بالحواس الفطرية؛ ويقول بعضهم أنه بمجرد تفعيل العين الثالثة يشعر المتأمل بثقل أو سحب في منطقة الجبهة ثم يبدأ في رؤية ومضات للألوان تدور من حوله، مع سماع أصوات همهمات أو أصوات مشي أقدام، ثم يشعر كأنه مسافر في نفق مظلم. ومع مزيد من التأمل تصل العين الثالثة لمرتبة الكمال؛ بحيث يصير كل ما لا يدرك بالحواس الخمس مشاهداً أو معلوماً، فيسمع أصواتاً من الأبعاد الأخرى. ومع الممارسة المستمرة يرتقي المتأمل فتنكشف له أمور جديدة، فيتمكن من رؤية السادة والجراند ماسترز الذين كان لهم اليد الطولى في هذه العلوم، كما يستطيع المتأمل أن يستمع لرسائل وتعاليم الماسترز القدامى، ويحصل على جميع الإجابات، ويجد الحلول لجمع مشاكله.

5-   مسستوى الجسد النجمي: Astral Body  : يعرِّفونه بأنه جسد آخر مشابه لجسدنا المادي ويرتبط به عن طريق خيط فضي رفيع، و يعتبر الجسد النجمي مصدراً غير واعٍ خلال النوم يتلقف الأحلام؛ ومن صفات الجسد النجمي أنه لا يخضع لقوانين جسدنا المادي، فيستطيع على سبيل المثال السفر والتنقل بحرية والطيران في الفضاء والغوص في أعماق البحار والتنقل عبر المجرات بسرعة خيالية تعادل سرعة الضوء، بل يمكنه التحرك بحرية مطلقة تتعدى المكان والزمان، كل هذا وجسدك المادي في مكانه غارق في تأمله، وبالتأمل في هذا المستوى يكتسب المتأمل المعارف التي اكتسبها الجسد النجمي خلال تنقله عبر الزمان والمكان، فتتضح له حقائق الأشياء ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

6-   مستوى السفر النجمي: Astral Travel : يعرفونه على أنه السفر بالجسد النجمي إلى الأماكن المعلومة والمجهولة سواء، و بهذا السفر نحصل على أعلى معرفة ووعي (4)، وفهم للنفس وحقيقتها؛ ويستطيع الجسد النجمي النفاذ والعبور من خلال كل المواد المادية والعناصر الخمسة (الأرض/ الماء/ النار/  الرياح/ الأثير) والتنقل بكل حرية خلال الأبعاد الأخرى؛ وبهذه المعرفة اللامحدودة يصل للحكمة، ويعلم المتأمل أنه غير محدود بهذا الجسد المادي وأنه ليس هناك موت وإنما نحن كائنات أبدية.(5)

7-   مستويات التأمل العليا:  وهي التي تعمل في زعمهم على تطوير الوعي على مستوى الحمض النووي أو ال DNA بحيث يزعمون "أن الاكتشافات الأخيرة في طبيعة الحمض النووي قد أطاحت بفكرة أن الإنسان ثابت وراثياً، بل على عكس المتوقع فإن الإنسان كطاقة حية يمكنه أن يغير من بنية جسمه الداخلية عن طريق التغيير في جسده العاطفي وترددات المعلومات التي حوله، والتي يمكنه جمعها من العالم الخارجي والداخلي و التوحد معها؛ الأمر الذي يؤدي بالتأكيد إلى إحداث ثورة في تكوين جسم الإنسان".

ولهذه المستويات المتقدمة في التأمل مراحل عديدة، تبلغ 18 مرحلة، لها علاقة مباشرة بالكواكب والأبراج، آخر مرحلة منها على سبيل المثال قالوا فيها للمتأمل: "تدور حول سفرك إلى البعد التاسع للإدراك لتصبح الفوق- نفسانى المسيحي النوراني، وتندمج مع الأب الإلهي/الأم الإلهية (الشمس العظمى المركزية، مصدر كل كون)، وتصبح عندك القدرة لتفعيل جسدك النوراني إلى سرعة الضوء وأكثر. ومن خلال نسق القانون الكوني للإرادة الحرة، ستفعل الجسم النوراني لأرضنا الأم وتساهم فى الارتقاء الكوكبي لأرضنا الأم وكل جزيء وذرة على هذا الكوكب خلال حزمة الفوتون (التى ينغمس فيها كوكبنا فى هذه الفترة الانتقالية) إلى العصر الجديد الذهبى، عصر الدلو. هذه هى مهمتك الحياتية".

____________________________
(1) يخلط مقدمو هذه البرامج في عالمنا الإسلامي بين مفهوم التأمل في خلق الله، والخلوة التعبدية، وبين جلسات التأمل، والفرق بينهما هو الفرق بين الكفر والإيمان، فالاعتكاف في مسجد ليس كالاعتكاف في دير، والتأمل في خلق الله تعالى وتسبيحه، ليس كالتأمل في طاقة الطاو وطلب المدد منها.
 (2) يعللون ذلك بأن الاستفادة من الطاقة الكونية يعتمد تماماً على أفكارنا، فعندما نفكر يتم إعاقة جهاز الطاقة الموجود بداخلنا من امتصاص الطاقة الكونية. ويزعم أصحاب مدارس التأمل أن المواظبة على التأمل بهذه الصورة بشكل يومي سيزيد المتأمل حكمة؛ فيحصل على الإجابات على جميع الأسئلة.
  (3) يستخدم المتأملون في هذه المرحلة المصطلح الآتي: "التأمل يصل بك لنطاق معرفة أعلى، المعرفة لا شئ سوى التجربة، التجربة لا شيء سوى أن تتداخل في نفسك تماماً – تفهم حقيقة ذاتك – "
(4) يدندن أصحاب هذه النظريات دوما بمصطلح الوعي، وهم لا يقصدون به المعني اللغوي الذي هو: حفظ الشئ وإدراكه، بل يستخدمون معنى باطنياً له فهو عندهم "أعمق صلة لنا مع الكون ومع قوانين الطبيعة كلِّها؛ فهي تتجاوز تجربتنا العقلية لتشمل كلِّية الحياة"، ويعبرون عنه أحياناً بالعقل اللاواعي ويعتقدون أنه الجزء الداخلي في الإنسان اللامحدود القدرات، والذي هو جزء من كلي واحد له صفات و قدرات لا محدودة. إنها نفس أصول فلسفة وحدة الوجود على اختلاف أزمانها وأماكنها.
 (5) تجد هذه المراحل بترتيبها على موقع www.spiritual-reality.com

العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-21, 07:58:31
فيديوهات مفيدة


 1- مستوى سكون العقل والفكر [/right]
https://youtu.be/MIu7QDxIPME

https://youtu.be/iEY4q9KsFAc

2- مستوى السفر النجمي
https://youtu.be/tjuy9wy8Otc

 3- تأمل القلبين التوأمين

https://youtu.be/bMVb3OEg4D0

4- تحريف مها هاشم لمعنى تأمل القلبين التوأمين وترويجها لهما
https://youtu.be/C9eW4CBcJNo
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-01, 06:38:46
خامساً- هل الطاقة الكونية أو الحيوية أو طاقة الحياة من علم الغيب أو علم الشهادة؟
    

المروجون للطاقة الكونية والاستشفاء بالطاقة ومعالجة المشاكل النفسية والحياتية بها، وما يبنونه عليها من قوانين الجذب وممارسات التأمل والعلاج والاستشفاء، يقولون أنها من العلوم الحديثة والاكتشافات التي أثبتها العلم الحديث، ويستخدمون للتعبير عنها مصطلحات علمية كثيرة، وكذلك يدعمون أقوالهم ببعض الأبحاث العلمية.
وهذا يعني أنهم يقرون بأن طاقتهم هذه هي من علم الشهادة الذي يمكن أن تجرى عليه الأبحاث ويقاس بالأجهزة المختلفة، ويناقش وفق منهجية علمية رصينة. وبالتالي فهو أمر بعيد عن الاعتقاد والإيمان، بل علاقته بالبحث العلمي.
فإن أثبت العلماء التجريبيون أن هذه الطاقة لا وجود مادي لها، سقط بالتالي ادعاؤهم، فوجب نبذ كل ما يقولون والتعامل معه على أنه خرافة. 

وأما إن زعموا أنها قوى غيبية، لا علاقة لها بالمادة والعلوم التجريبية، فيقال لهم إن المصدر الوحيد الصحيح لمعرفتنا بعالم الغيب هو الوحي، وإن الله تعالى لم يترك لنا في ديننا شيئا من أمور الغيب له صلة أو تأثير بحياتنا إلا وعرفنا عليه وعلمنا ما نحتاجه منه، وأي ادعاءات غيبية لم يأتي بها الوحي هي محض باطل وخرافة.


فما حقيقة هذه الطاقة الكونية أو الحيوية؟ وما قول علماء الفيزياء والعلماء التجريبيين في موضوع الطاقة.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-01, 06:47:07
سادساً- رأي علماء الفيزياء في الطاقة المذكورة


الطاقة الكونية غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة، وإنما يُدّعى قياسها بواسطة  أجهزة خاصة مثل "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي  أو التصوير "الثيرموني" ، أو تصوير شرارة "الكورونا" ، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد !! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية؛ لتلبس لبوس العلم ، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس . (1)

        كتب الأستاذ المهندس طلال عيد العتيبي(2)  عدداً من المقالات القيمة في مدونته، فنّد فيها دعاوى أهل الطاقة من الناحية العلمية، أقتبس منها ما يلي:

أولاً- بعض ادعاءات أهل الطاقة وقانون الجذب:
الطاقة (Energy): إن أسهل تعريف للطاقة المثبتة علميا (وليس ما يزعمه المتخصصين في ما يسمى بـ"قانون الجذب"): هي المقدرة على القيام بشغل يحدث تغييرا، لا نعلم ماهيتها ولا جوهرها ولكن نرى أثرها في التحولات من شكل الى آخر (طاقه حركية ، طاقة وضع .. وهلم جرى).

1-     يقول أهل ما يسمى بقانون الجذب: "هناك الطاقة الموجبة والطاقة السالبة":
الرد: علميا الطاقة واحدة لا سالبة (-) ولا موجبة (+) ، إن استخدام الإشارات (سالب وموجب) هي للتمثيل الرياضي فقط ، كأن نقول الطاقة الخارجة من الجسم سالبة والداخلة اليه موجبة ، كما نستطيع أن نفرض العكس تماما وهو صحيح أيضا. لذا فتغيير الإشارات لا يغير في المدلول الفيزيائي شيئاً.

2-    يقول أهل ما يسمى بقانون الجذب:" نستطيع قياس طاقة جسمك من جهاز معين":
الرد: إن الطاقة لا تقاس كما تقاس الكتلة، فعلى سبيل المثال: كتلتك وأنت على الكرة الأرضية هي نفسها كتلتك لو كنت على سطح القمر ، أي أن قياسها مطلق غير نسبي (absolute)، ولكن الطاقة تقاس بقياس نسبي (Relative) لمرجعية معينة، فالطاقة الحركية (Kinetic Energy) على سبيل المثال تعتمد على الكتلة والسرعة، لكن أي سرعة نقصد؟ أهي السرعة بالنسبة لسطح الأرض أم السرعة بالنسبة لمركزها أم السرعة بالنسبة لمركز الشمس، كل تنوع هذه المرجعيات يقودنا لنتائج مختلفة وجميعها صحيح في نفس الوقت. وحتى وإن حددنا المرجعية فإننا لانستطيع قياس الطاقة لجسم ما إلا فقط من خلال حسابات رياضية تقوم على قياسات مختبرية أخرى (كقياسنا للكتلة والسرعة في حال الطاقة الحركية) ، لذا لا يمكن من خلال جهاز معين قياس طاقة انسان وهو مجموع طاقات مختلفة (حركية ووضع وحرارية وغيره) معقدة في بعضها بدون مرجعية متفق عليها.


3-   يقول أهل ما يسمى بقانون الجذب: ارفع مستوى طاقة جسمك هذا أفضل":
الرد: من المعلوم بالضرورة في الفيزياء أن رفع مستوى الطاقة يبعد المادة عن وضع الاستقرار ، وأن المادة دوماً تسعى للبقاء في أقل وضع طاقة "Low Energy State" وهو وضع الاستقرار. لذا فارتفاع مستوى الطاقة اضطراب مؤقت وعدم استقرار يجعل المادة تسعى للرجوع لوضع طاقة منخفض، ومن يحاول أن يقول أن رفع مستوى الطاقة جيد دوماً، كمن يقول أن ارتفاع حرارة جسم الإنسان (طاقة حرارية) شيء جيد وهذا مخالف لأبجديات الطب.

4-         يقول أهل ما يسمى بقانون الجذب: "طاقتك تجذب لك الأشياء":
الرد: هذه مغالطة كبيرة لأن الطاقة ليس لها خاصية الجذب.

5-     يقول أهل ما يسمى بقانون الجذب: "إرفع مستوى ذبذباتك ترتفع طاقتك":
الرد: ليس بالضرورة أن تنتج الترددات العالية طاقة عالية، فبجانب التردد (Frequency) هناك مايسمى سعة التردد (Amplitude)، فمثلاً: الكرة التي ترتطم بالأرض بحركة ترددية لها مقياسان: الأول كم مره ترتطم بالأرض في وحدة زمن محدد (Frequency) ، بالإضافة الى مقدار ارتفاع الارتطام (Amplitude) . قد تكون هناك ترددات منخفضة لكن طاقتها أعلى لأن سعة التردد لديها عاليه." (3)

__________________________________

 (1) د. فوز كردي، علم الطاقة الباطني http://www.alfowz.com/topic.php?action=topic&id=36
 (2) طلال عيد العتيبي: عضو هيئة تدريس/ (قسم القوى المحركة - كلية الدراسات التكنولوجية - الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب)/ بكالريوس جامعة الكويت 2005 – تخصص هندسة ميكانيكية/ ماجستير جامعة تكساس أوستن 2012 – تخصص نانوتكنولوجي (Nano-mechanics)
  (3)طلال عيد العتيبي، الرد العلمي على خرافة قانون الجذب والذبذبات والطاقة. https://4talal.blogspot.com/2014/01/blog-post.html

ويتبع إن شاء الله
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2018-03-03, 21:18:38
جزاك الله خيرا..بعد اذنك نسخته في ملف وورد للاحتفاظ به للقراءة  لاحقا والرجوع إليه وقت الحاجة ؟؟
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2018-03-03, 21:21:15
لا ادري لماذا لا تظهر لدي الفيديوهات  ؟؟ يظهر مكانها فراغ !!
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-04, 09:57:33
لا ادري لماذا لا تظهر لدي الفيديوهات  ؟؟ يظهر مكانها فراغ !!
وأنا كذلك لا تظهر عندي عندما أدخل من الهاتف
لكن عندما دخلت من الكمبيوتر العادي ظهرت
لعل إيمان تفيدنا في هذا الأمر

وبالنسبة لنسخ الموضوع في ملف وورد، فهو موجود فعلا على الرابط التالي:
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=6827.msg115685#msg115685

فلا تتعبي نفسك
 
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-06, 08:02:38
بسم الله الرحمن الرحيم
الفقرات التالية مقتبسة أيضا من مدونة الأستاذ المهندس طلال عيد العتيبي، أكثرها من مقال له بعنوان:
فوضى "علوم الطاقة".. بين مادية الغرب وروحانية الشرق!
http://4talal.blogspot.com/2014/
___________________

ثانياً- كشف المغالطات في مصطلحات علمية أخرى:

1-   قانون حفظ الطاقة القائل بأن "الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم" (ويستند إليه أهل الطاقة في الزعم  بوجود طاقة كونية خالدة لا تفنى ولم تأت من عدم هي التي يستمدونها بممارساتهم).
الرد: أوجد قانون حفظ الطاقة لضرورة رياضية (رياضيات) عند دراسة نظام فيزيائي مغلق، وذلك ليتمكن المهندس مثلاً من حساب الطاقة المتراكمة داخل النظام من خلال قياس الطاقة الداخلة والطاقة الخارجة. فلا سبيل لبناء التكنولوجيا من دون هذا القانون. لكن! ماذا عن الكون ككل هل هو نظام مفتوح أم مغلق لكي تنطبق عليه المعادلة؟ أليس هناك احتمال عدم دقة هذا القانون في حدود صغيرة جدا ليست مدركة بأدوات القياس الحالية. يجب أن يفهم بأن هذا القانون أوجد لدواعٍ رياضية وفيزيائية محدودة لا بعد إلمام بكافة الأنظمة الكونية. إنها فرضية علمية مادية نجحت نتائجها في حدود قياساتنا الحالية.

2-   قياس ذبذبات النية والفكرة والتصور: إن القوانين الفيزيائية تتناول الظواهر الكونية من أربعة أبعاد: ثلاثة للمكان (طول، عرض، ارتفاع) ورابعها الزمن. إن القوانين الفيزيائية لا تحكي بالضرورة واقع قوانين الطبيعة لكنها تمثل أفضل تصوراتنا عنها. إن القوانين الفيزيائية تتناول السلوك المادي فقط "الأبعاد الأربعة" دون الأخذ بعين الاعتبار البعد الخامس "الروح". إن أدوات القياس الحالية لا يمكنها قياس (الفكرة، التصور، النية... إلخ) بطريقة يستطيع معها الباحث التعبير عنها في صورة رياضية (رياضيات) على هيئة قوانين فيزيائية.

3-   فيزياء الكم (Quantitative Physics) ومبدأ هايزنبرج: تهتم فيزياء الكم (Quantum Physics) بدراسة الظواهر الفيزيائية التي تحدث على المستوى الذري وعن ازدواجية السلوك الجسيمي-الموجي للمادة والطاقة.
مبدأ عدم اليقين (مبدأ هايزنبيرج) ينص على أنه لا يمكن قياس كميتين ثنائيتين إلا ضمن دقة معينة (خواص كمومية على المستوى الذري) ، أي لا يمكن قياسهما بدقة 100% .
 يشرح الفيزيائي هايزنبيرج هذا المبدأ فيقول: إذا أردنا أن نقيس موضع إلكترون وسرعته في آن واحد، فإننا بمجرد ملاحظتنا له (من خلال تسليط ضوء الذي هو عبارة عن فوتونات تحمل طاقة كمومية) ، فإن قياسنا لموضعه حين تسليط الضوء عليه يكسبه طاقة كفيلة بتغيير سرعته واتجاهه. أي أن قياس دقة الموضع سيؤثر على دقة قياس السرعة والعكس أيضا. الأمر الذي يجعل نتائج فيزياء الكم احتمالية والتنبؤ دون الجزم بمعرفة المستقبل.
وخلاصة ما تقدم هو أن المراقب يؤثر بسبب مراقبته على سلوك الأشياء (التي يراقبها).
لجهل أهل الطاقة قفزوا إلى التعميم فقالوا بكل جرأة ودون تحرّز ولا حتى استثناء: "أن الإنسان يؤثر في الكون كله" بينما ما فهمناه من مبدأ هايزنبرج أن التأثير على الأشياء سببه المراقبة المباشرة وليس الأمر مفتوحاً على مصراعيه.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2018-03-08, 08:22:27
لا ادري لماذا لا تظهر لدي الفيديوهات  ؟؟ يظهر مكانها فراغ !!
تظهر عندي على الهاتف عادي ولا ادري لماذا لا تظهر لديك
لعل جواد يفيدنا
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-11, 09:47:52
ثالثاً- الإثبات أم التحقق:
ينبهنا أ. طلال العتيبي إلى الفرق المهم بين إثبات فكرة ما بجمع الأدلة عليها، وبين التحقق من صحتها.
يقول: إن الأزمة الحقيقية تقع حينما يخلط طالب العلم مفهوم الإثبات (Confirmation) مع مفهوم التحقق (Verification). البعض لديه اعتقادات مسبقة ويبحث لاحقاً في دهاليز العلم والتاريخ عما يعززها ويثبتها، مع الأسف سيجد ما يدعمه أياً كانت فكرته عوجاء وهذا ما نعنيه بـ"الإثبات". لكن الصحيح هو العمل بمفهوم "التحقق" أن نتحقق من الأفكار المسبقة بحيث يكون هناك منهج استقرائي للتاريخ أو منهج تجريبي أو إحصائي موسع لكافة دلائل الإثبات والنفي المتنوعة، فيتم فهم كل حالة فردية في ضوء الحالات الأخرى ليخرج بتصور أكثر نضجاً وأكثر تكاملا. بالمختصر: الصحيح هو أن نجمع الأدلة لتكوين قناعة وليس الاقتناع أولاً بفكرة ثم البحث لاحقاً عن ما يعززها! من أخطاء التفكير التي يقع فيها البعض الأخذ بالحالات الاستثنائية أو الفردية الشاذة وتعميمها على النظام ككل، إن حدوث حالات استثنائية في قضية ما يمكن أن يستعان بها كدلائل للتطوير من الفهم العام ، وإن الغاية بعد إدراك الحالات الفردية هي أن يكون هناك فهم لنظام تكاملي يحتوي الجميع. من هنا يتضح عدم منطقية الاستدلال بالحالة الفردية وكأنها هي النظام العام وليست حالة خاصة منه.
__________________
مقتبس من:   طلال عيدد العتيبي، فوضى علوم الطاقة بين مادية الغرب وروحانية الشرق. https://4talal.blogspot.com/2014/07/
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-11, 09:53:18
رابعاً- متى بدأت الدراسات الروحية في الغرب:

ويقال لها الماورائيات، أو ما وراء النفس: Parapsychology وهي التي تهتم بالبحث عن الظواهر الكونية مثل الاستبصار والتخاطر والقدرات الخارقة.

•   بداية علم الروحانيات في الغرب: تأسست في لندن عام 1882 جمعية الأبحاث الروحية ((Society for Psychical Research، وبالرغم من إلحاد المجتمع الغربي إلا أنه حاول اتباع طريقة بحثية منهجية للاستفادة من هذه الأفكار والفلسفات التي يقدمها المجتمع الشرقي والتي تركز على أهمية تأثير الأفكار على السلوك المادي. لذا فإن البحث في هذا الموضوع ليس حديث عهد كما يتوقعه البعض بل إنه أقدم حتى من أينشتاين ونظريته النسبية.
•   لقد شاب مجال البحث في علم ما وراء النفس الكثير من الشكوك طالت مصداقية التجارب التي تم نشرها والأمانة العلمية للقائمين بها.
 ففي شهر مارس من عام 1974 نشر راين (J. B. Rhine) بحثا بعنوان (الأمن ضد الخداع في خوارق اللاشعور: Security versus deception in parapsychology) في مجلة (Journal of Parapsychology). ورغم أن راين يُعد من أهم المهتمين والمنافحين عن علم ما وراء النفس، إلا أنه يذكر في صدر بحثه أنه تم توثيق 12 حالة خداع في تجارب بحثية تم نشرها بين عام 1940 وعام 1950، حيث تعمد الباحثون التدليس في نتائج البحث بما يخدم الفكرة العامة التي يريدون إيصالها.

•   في عام 1979 قامت جامعة برينستون بتأسيس مركز أبحاث باسم (The Princeton Engineering Anomalies Research (PEAR) program)، المعني ببحث المواضيع ذاتها من تخاطر وغيره، وتوالت الانتقادات على المركز، ففي عام 1996 تم نشر بحث في مجلة خوارق اللاشعور أو ماوراء النفس (Journal of Parapsychology) بعنوان (CRITIQUE OF THE PEAR REMOTE-VIEWING EXPERIMENTS) يؤكد تناول المركز للأبحاث بشكل غير مهني لمدة عشر سنوات سابقة وأن المناهج العلمية التي تمت من خلالها أبحاثهم مهلهلة وغيرها من الانتقادات الحادة. لقد شكل هذا الأمر إحراجا لجامعة عريقة والذي حدا بها إلى إغلاق المركز عام 2007.

•   فضيحة مشروع ألفا (Project Alpha):
في عام 1979، قدم جيمس مكدونل  الشهير في صناعات الطيران وأحد المؤمنين بخوارق اللاشعور، مبلغ نصف مليون دولار كمنحة لجامعة واشنطن في سانت لويس لإقامة مختبر يعتني بالأبحاث الروحية. في هذه الأثناء دبر جيمس راندي : الذي عرف بأنه محترف ألعاب خدع سحرية ومن المكذبين للقدرات الخارقة) مع شابين ستيف وميشيل (محترفي ألعاب سحرية لكنهما مغمورين) مكيدة لهذا المختبر، حيث قدم الشابان نفسيهما لمركز الأبحاث على أنهما يمتلكان قدرات خارقة كـ( ثني الملعقة، والاستبصار وغيره). قام المركز بأبحاث عليهما وبحضور مختلف الباحثين حتى خرجوا بنتائج مذهلة!، لكن الفرحة لم تستمر. ففي عام 1983 أعلن جيمس راندي ورفاقه ستيف وميشيل أنهم خدعوا مركز الأبحاث وأنهم فقط يمارسون خفة اليد والخداع ولا يمتلكون قدرات خارقة. نشر الخبر في مجلة نيويورك تايمز تحت عنوان مجهود ساحر فضح العلماء ليثير قضايا أخلاقية.

•   تجربة الحكومة الأمريكية:
منذ عام 1970 والحكومة الأمريكية لديها اهتمام كبير بدراسة ظواهر "الإدراك فوق الحس" لغرض استخدامها في خدمة ترسانتها الاستخباراتية والعسكرية. حيث ادعى الكثيرون قدرة الإنسان على النفع والإيذاء بأفكاره وبالتركيز والتخاطر وغيرها من الظواهر الكونية. من هذا الاهتمام، أنشأت مشروع ستارغيت (Stargate Project)، وبعد العديد من الدراسات التي أثيرت حولها الشبهات، انقسم الباحثون بين مؤيد ومعارض مما أدى لتردد الحكومة الأمريكية حول هذا المشروع، فتارة يتم إيقاف هذه البرامج البحثية وتارة يتم إعادة فتحها مع تغيير بروتوكولات البحث، إلى أن أوكلت المهمة في عام 1995 لوكالة الاستخبارات الـ(CIA) والتي بدورها أوكلت المهمة للمعهد الأمريكي للأبحاث (American Institutes for Research)، ولقد خلص المعهد، بعد تحقق شامل لكافة التجارب والدراسات، الى أن هذه الدراسات قد شابها الكثير من الخلل في المنهجية وقفزت لنتائج دون مسوغ علمي لها، إضافة الى عدم ثبوت وجود هذه القدرات وعدم نفعيتها في العمل الاستخباراتي. وفي أواخر عام 1995 خرج الخبر في التايم TIME تحت عنوان (Ten Years And $20 Million Later, The Pentagon Discovers That Psychics Are Unreliable Spies)، عشر سنوات وعشرين مليون دولار، ليكتشف البنتاغون أن أصحاب القدرات الخارقة جواسيس لا يعتمد عليهم!
لكن الجدير بالذكر أن قصة مشروع ستارغيت الذي فشل على المستوى البحثي العلمي، كانت الملهم لخيال صاحب كتاب وفيلم (The Men Who Stare At Goats) الرجال الذين يحدقون في الماعز.

•   تجربة الحكومة البريطانية:
 في عام 2001 قامت وزارة الدفاع البريطانية بدراسة ظاهرة الاستبصار وقدرة الإنسان على رؤية الأمور عن بعد. وفي عام 2007 كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن الدراسات وخلصت النتائج الى أنه لا يوجد ما يدعم وجود هذه الظاهرة أو إمكانية الاستفادة منها. لقد حاولت الحكومة البريطانية القيام بتطبيق أعلى درجات المهنية وتطبيق المنهج العلمي في البحث حتى لا تكرر فضيحة الحكومة الأمريكية، ولكنها خلصت الى ذات النتائج.

•   بالرغم من إلحاد المجتمع الغربي إلا أنه أراد فهم ظواهر التخاطر والإبصار وغيرها (التي يدعي امتلاكها أهل ما يسمى بعلوم الطاقة) وفق منهجية علمية ودون تقبل تفسيرات دينية مسبقة؛ فنتج عن ذلك إنشاء العديد من مراكز الأبحاث في جامعات مختلفة، ولكن أغلب هذه الجامعات أوقفت البرامج التي تدرس هذه الظواهر لعدم جدواها بحثياً، أما بعض المراكز فاستمرت بدعم مالي خاص من بعض المؤمنين بها.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-05-06, 11:19:51
خامساً- إشكاليات التجارب والدراسات:
إن وجود تجربة وحيدة ليس دليلا كافيا على إثبات فكرة معينة، وإن نشرها في مجلة علمية لا يعطيها الحجية ما لم تكن هذه المجلة العلمية محكمة، فهناك مئات المجلات العلمية غير المعتمدة وذلك لإخلالها بشروط التدقيق على الأبحاث التي تنشرها. ليس هذا فحسب بل أيضا يجب فهم دور التجربة وحدود حجيتها في العمل الأكاديمي من خلال فهم هذه العوامل الرئيسية الأربعة:

الأمانة العلمية للقائم بالتجربة/  المنهج العلمي الذي قامت عليه التجربة/ التأثير الأيديولوجي على صاحب التجربة/ كيفية تفسير التجربة.

يقودنا هذا للحديث حول تجارب غريبة أحدثت تساؤلات لدى مجتمعاتنا العربية والإسلامية وعن مدى نفعية ومصداقية ما يسمى بعلوم الطاقة.


1-   تجربة كليف باكستر حول إدراك النبات:
•   لم يكن كليف باكستر عالم نبات كما يتوقع البعض، بل كان ضابط تحقيق في وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA والذي يعمل على أجهزة كشف الكذب. أسس باكستر معهده الخاص عن كشف الكذب في سان دييغو، وكانت له تجارب حول النبات وادعاء وجود إدراك حسي له. ففي بدايات 1960 خرج بنظرية (Primary perception) والتي أحدثت ضجة في الوسط العلمي. فهو يدعي أن للنبات إدراكا ووعيا بما حوله، فإذا فكر الإنسان في إيذاء النبات أو سقايته بالماء مثلا فإن النبات يتفاعل معه. ويحاول مؤيدو هذه التجارب أن يؤكدوا على تأثير الأفكار على الآخر بما في ذلك التأثير على الإنسان والنبات والجماد.
•   حدث جدل واسع بين علماء من داخل المؤسسات العلمية الراقية. فمنهم من يشكك في منهجية باكستر العلمية باعتباره غير متخصص ويفتقر لأسس علم النبات (ضابط تحقيق)، ومنهم من يشكك في مصداقيته وأمانته العلمية. ومنهم من هو منفتح على الجديد ويدعمه بشده، إلا أن الجميع كانوا على اتفاق أن يكون هناك موقف حاسم في هذا الأمر بالتأكد أولا من مصداقية التجربة قبل الخوض في أي تفسير، وأن تتولى هذه المهمة مؤسسة علمية تحظى باحترام الجميع. ونتيجةً لذلك وفي عام 1975، أوكلت الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم (The American Association for the Advancement of Science) الناشرة لإحدى أرقى المجلات العلمية على الإطلاق، مجلة (Science)، مهمة لعلماء نبات من جامعة كورنل الشهيرة (Cornell University) للتأكد من صحة تجارب باكستر باعتبار أنها إن صدقت ستكون بداية تحول علمي جديد. وبعد أن تواصل هؤلاء العلماء مع باكستر نفسه وقاموا باتباع منهجيته ذاتها في التجربة التي نشرها، وبعد تكرارها تحت أعين مؤيديه ومعارضيه، أصدر هؤلاء العلماء تقريرهم والذي خلص إلى أنه لم تنجح أي تجربة مكررة لتجارب باكستر التي يدعيها ولا يوجد أي ارتباط بين نية الإيذاء أو النفع وبين تفاعل النبات مع ذلك.

ويتبع مع
2- تجربة أثر الكلمات والموسيقى في الماء:
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-12-13, 09:26:02

2- تجربة أثر الكلمات والموسيقى في الماء:


ماسارو إموتو (Masaru Emoto) ياباني حاصل في عام 1986 على بكالوريوس في العلاقات الدولية (وليس في الكيمياء مثلا!) من جامعة يوكوهاما (Yokohama Municipal University)، وعلى الدكتوراه من جامعة في الطب البديل (International Alternative Medicine University) في الهند عام 1992.
أثار إموتو بتجاربه حول وعي الماء جدلاً واسعاً في الوسط العلمي، ونشرها سنة 2000 في كتابه رسائل من الماء (Messages from Water)، ومنذ ذلك الحين وإيموتو مستمر في أبحاثه التي تتمحور حول تأثير الكلمات والموسيقى على طريقة تشكل كريستالات الماء وأتبعها بتجارب على الأرز، يدعي من خلالها تأثر الأرز بالكلمات الطيبة وغيرها.

يمتنع إيموتو دائما عن مشاركة الوسط العلمي تفاصيل تجاربه التي يقوم بعملها والمنهجية التي يتبعها، ولا ينشر تجاربه إلا في كتبه أو في مجلات علمية غير معتمدة.
ليس هذا فقط، بل في عام 2003 عرض جيمس راندي صاحب مؤسسة جيمس راندي (المهتمة بكشف ادعاءات أصحاب القدرات والخوارق غير الطبيعية) مبلغا وقدره مليون دولار على إيموتو في حال أعاد بنجاح تجاربه تحت أعين الكاميرات والمتخصصين. ومنذ ذلك الحين (انقضى أحد عشر عاما) وحتى هذه اللحظة لم يتجرأ إيموتو على إقامة التجربة في مؤسسة راندي، مما يجعل مصداقيته محل تساؤل.

--------------------------

بكل أسف استضافت بعض الجامعات السعودية هذا الشخص وقام بعرض مسرحي أثر في الكثيرين، دون مراجعة علمية دقيقة من القائمين على هذا الحدث .. وكأن أي اسم أجنبي هو تأشيرة مرور لأي زيف أو خزعبلات دون تمحيص، بل وغرسها في عقول الطلاب وكأنها حقائق تم إثباتها

لهذا فشائعة تأثر الماء بالكلام والموسيقى رااااائجة جدا وكأنها أمر مسلم به

العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-12-13, 09:30:42
3- تجربة ويليام تيلر حول تأثير النية في قلوية الماء:

ممن يُستشهد أيضا بهم في علوم الطاقة د. ويليام تيلر (William Tiller) وهو بروفيسور متقاعد منذ 1992 من جامعة ستانفورد الشهيرة (Stanford University) تخصص هندسة – علم مواد، بعد تقاعده أسس مؤسسة خاصة به (لا تتبع جامعة ستانفورد) وفي سنة 1999 نشر بحثاً أثار جدلاً كبيرا ادعى فيه قدرة استحضار النية على تغيير حموضة وقلوية الماء (PH).
 لقد نشر تيلر كتبا عن دور النية في التأثير على العالم المادي، وقدرتها على إرسال طاقة خفية (Subtle Energy) غير قابلة للقياس في حدود أدوات قياس العلم الحالي.
 من المؤكد أن جميع أبحاث د. ويليام تيلر عن النية ودورها في التأثير على الخارج تمت خارج أروقة جامعة ستانفورد وخلافا لطبيعة أبحاثه فيها سابقاً.
في حقيقة الأمر، وبعد اطلاعي على هذا البحث بالتحديد والذي يستند إليه كثيرا د. ويليام تيلر، لم أستغرب سبب رفض المجلات العلمية المعتمدة نشره لما شابه من الخلل في المنهجية وفي التفسير،
ولم تنشره إلا مجلة (Journal of Scientific Exploration) غير المعتمدة والتي تدعم أبحاث دور الأفكار في التأثير على الآخرين، وفي سياسة نشرها لا تحرص على التمييز بين العلم الزائف والعلم الحقيقي لعدم تحققها من البحث وأدواته ومنهجيته.
 قد يتوقع القارئ بعد سماع استنتاجات تجربة د. وليام تيلر، أنه قام بتركيز نية شخص ما على الماء حتى تغيرت حموضته أو قلويته، بينما الحقيقة أن ويليام تيلر(على حد قوله في بحثه) قام بطباعة النية (منهجية ابتدعها لتحويل النيات المختلفة لشحنات!!) المرسلة من أربعة أشخاص: رجلين وامرأتين، على جهاز إلكتروني من خلال شحن هذا الجهاز بشحنات وترددات معينة، ومن ثم تعريض الماء لهذه الشحنات والترددات، والتي تارة رفعت حموضة الماء وتارة خفضتها.
 كارثية هذا البحث أن منهجيته يشوبها خلل كبير، والأجهزة المستخدمة يحيطها الكثير من الغموض وتحوم حولها علامات استفهام كثيرة، وطريقة طباعة النية عليها لغز آخر!
 يلي ذلك كله قفزة لتفسيرات غير مبررة.
وجميع ما نشره بخصوص هذه المواضيع لم يتم إلا في كتبه الخاصة أو في مجلات علمية غير معتمدة ذات سمعة رديئة.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-12-13, 09:33:47
النتيجة العلمية:

لقد رأينا بالدليل والمصدر الخلل المتراكم الذي يعتري ما يسمى بعلوم الطاقة.
وبالرغم من عدم صحة الإستدلال بالفيزياء وأدواته المادية البحتة لأجل إثبات ماهو مدرك بالمشاعر والروحانيات غير المادية (كمبدأ عام)، إلا أنه وعلى وجه الخصوص لا مناهج علمية متبعة لهذا العلم المزيف، ولا شفافية في كشف تفاصيل التجارب ولا مصداقية للقائمين بها، أضف لذلك التفسيرات العلمية المغلوطة والقفز لنتائج دون مسوغ علمي.
 إن الإيمان بتأثير الحسد على المحسود وإحساس الأم بإبنها المنكوب في سفره وغيرها من الظواهر المهمة، لا يعني قبول أي تفسير علمي دون تحقق.
فإما أن تكون هذه التفسيرات دينية فحينها لا يصح قبولها إلا بالدليل الشرعي (له طرقه ومناهجه)، أو أن تكون تفسيرات دنيوية فيكون الدليل العلمي التجريبي والمنهج هو المحك.

-------------------------------
ويتبع مع : سابعاً- مصطلح الطاقة في الدين وهل يقصد به الطاقة الكونية المذكورة
قريبا إن شاء الله
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2019-09-25, 10:25:48
سابعاً- مصطلح الطاقة في الدين وهل يقصد به الطاقة الكونية المذكورة
جاء لفظ الطاقة في القرآن الكريم في المواضع التالية:
-   "قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ"(البقرة 249)
-   "رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ" (البقرة: 286)
وهي في الموضعين تعني القوة البدنية على تحمل التكليف، ولا علاقة لها بالطاقة الحيوية ولا بالطاقة الكونية.

ويستعمل أهل التربية والتزكية في الإسلام مصطلح "شحن الطاقة" أو "استمداد القوة" عن طريق العبادة والذكر، وهم يعنون بذلك الاستعانة بالله تعالى القوي القادر وطلب المدد منه من خلال العبادات الشرعية، كما جاء في وصف الصحابة رضوان الله عليهم: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" (آل عمران: 173-174)
"وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ"  (البقرة: 250-251)
من ذلك ما رواه ابن القيم عن شيخه ابن تيمية حيث قال: "صليت مرة الفجر خلف شيخ الاسلام ابن تيمية، فظل يذكر الله حتى انتصف النهار، ثم التفت إلي وقال: هذه غدوتي، لو لم أتغدى غدوتي سقطت قوتي"
وهذا أيضا مختلف تمامًا عن ممارسات أهل الطاقة الذين يعتقدون بوجود طاقة في الكون، ليست قوة الله ولا عونه، بل عند الوثنيين هي جزء منبثق من الكلي الواحد، وعند المؤسلمين هي مخلوق خلقه الله،  فأهل الإيمان استمدادهم واستعانتهم من الله وحده لا شريك له، وممارساتهم لاستمداد هذا العون هي العبادات الشرعية على منهج الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 تقول د. فوز كردي: "هذه الطاقة المسماة "الطاقة الكونية" لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون فليست هي الطاقة التي يعرفون، ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية ونحوه، إذ كلا الطاقتين لاعلاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل "الطاقة الكونية"، وهي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت، وهي ما يروج له حكمائهم الروحانيين وطواغيتهم قديماً وحديثاً".
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2019-09-25, 10:33:11
ثامناً- حقيقة الطاقة في الفلسفات الشرقية
تحتل الطاقة الكونية مكانة هامة بين العقائد الطاوية، وهي ترتبط ارتباطاً كلياً بتصورهم الفلسفي للوجود، فهي المرحلة الأولية من مراحل نشأة الكون. لقد مر العالم الوجودي -وفقا لهذه الفلسفة- بأطوار متعددة قبل أن تتحدد معالمه التي نألفها اليوم. كان الطور الأول متمثلا في الوجود الفوضوي أو العدم، ثم تولد من العدم -ومن خلال حركات تحولية تلقائية-  أول شكل من أشكال الوجود، هذا الوجود الأولي هو ما يعرف بالطاقة الكونية ( تشي )، والتي بدورها انفصلت وتمايزت إلى الـ ( ين / يانغ )، ومن خلال تفاعلات الـ ( ين / يانغ ) ومن بعدها العناصر الخمسة ظهر هذا الكون إلى الوجود .
وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة وتمرين الاستمداد؛ فهي طاقة "التشي"، وطاقة "الكي"، وتسمى "البرانا" و"مانا".
 ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيساً-  أنها المقصودة بمصطلح "البركة" عند المسلمين!! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته. وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها "بركة" ليست خاصة بدين معين، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم، بل إن حظ "المستنيرين" من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن "جهاز الطاقة" في "الجسم الأثيري"، وعدم اهتمامهم بـ"شكراته ومساراته" !! 

وتشرح د. فوز كردي المزيد عن فلسفة الطاقة في شرحها لنظام الماكروبيوتيك، فتقول: وهو نظام شامل وفلسفة فكرية للكون والحياة، تفسّر ماهية الوجود، ومن الموجود الأول؟ وكيف وجدت الكائنات؟ وهي فلسفة الديانة الطاوية والفلسفة الإغريقية القديمة وبوذية زن، التي تعتقد بكلي واحد فاضت عنه الموجودات بشكل ثنائي متناقض متناغم "الين واليانغ"، وعلى أساس فهم هذه الفلسفة، وكيفية تكون الكائنات واطراد "الين واليانغ" في سائر الموجودات، وأهمية الوصول للتناغم ليعود "الكل"واحداً، ويتناغم الكون في وحدة واحدة؛ لا فرق بين خالق ومخلوق ولا بين إنسان وحيوان أو نبات وجماد، ولا بين جنس وجنس ودين ودين، في عالم يحفه السلام والحب، ويحكمه فكر واحد يعتمد فلسفة "تناغم الين واليانغ "من أجل وحدة عالمية !!
وتتغير قوى "الين واليانغ" بحسب قوى العناصر الخمسة: الماء والمعدن والنار والخشب والأرض، والتي تتغير بحسب تأثيرات الكواكب وروحانياتها؛ فيصبح الذكر أنثى والأنثى ذكراً، ويتحول الموجب سالباً والسلب موجباً! (1)

------------------------------
(1) فوز كردي، وقفات مع الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، ص 74.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2019-09-25, 10:36:09
تاسعاً- موقف الإسلام من فلسفة الطاقة:

بما أن هذه الطاقة لا علاقة لها بعالم الشهادة، وليست مما يقع في نطاق العلم التجريبي، فلا يجوز الاشتغال بها إلا إن توافقت مع هدي الوحي الذي هو مصدرنا الوحيد لعلوم الغيب، وحيث أنه ثبت مناقضتها لهدي الوحي الإلهي، وثبتت أصولها الوثنية والفلسفية الباطلة، فلا بد من رفضها جملة وتفصيلاً.
وتتمثل المآخذ الشرعية على الاشتغال بعلوم الطاقة في الأصول لا في الفروع، فإذا كان الأصل يعتمد على الإيمان بوجود طاقة منبثقة من الإله، وأن الاتحاد معها واستمدادها يرفع الإنسان إلى مرتبة الإله، فأي شرك أو كفر أعظم من هذا.
ويقول المؤسلمون، نأخذ التطبيقات المفيدة وندع الأصول العقائدية الشركية، وهذا غير ممكن، لأن ما بني على باطل فهو باطل، ولأن بعض المنافع الموجودة في هذه التطبيقات مستمدة من علوم الأغذية والرياضة والصحة، ويمكن طلبها نقية من تلك المصادر، وأما طلبها من أهل هذه التطبيقات، فلا بد أن يشوبه كثير من الخلل الديني والشرعي هذا إن سلم من الأبعاد الشركية الكفرية. وذلك للأسباب التالية:

1-   من حيث تنقية القلب من الطاقات السلبية ومن مشاعر الكره والبغض:
 
تقول د. فوز كردي: "الأمر لدى المسلم في غاية الوضوح - بفضل الله الذي تكفل بحفظ الدين فتربت الأمة على نصوص الوحيين - فلا يمكن أن يقوم إيمان إذا انتهت هذه العواطف الإيمانية من قلوب المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: "وما الإيمان إلا الحب والبغض " وكيف تقوم العقيدة بلا ولاء وبراء، وكيف ترفع راية "لا إله إلا الله" بلا جهاد! وكيف تتحقق الخيرية في الأمة بلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر؟!"
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2019-09-25, 10:37:26

2-   من حيث الانتفاع بالنظام الغذائي الماكروبيوتيك:

وهو يتضمن –بلا شك- عادات غذائية وحياتية نافعة كالاهتمام بنوع الغذاء ومحاربة الشره، وأهمية مضغ الطعام جيداً ( وفيه مبالغة عجيبة حيث تقام دورات للتدريب على المضغ فلا تبلع اللقمة من إنسان صحيح قبل مضغها 40-60 مرة، بينما يجب على المريض بأي مرض أن يمضغها مالا يقل عن 200 مضغة قبل بلعها!! ) وشكلت هذه المنافع لباس الحق الذي على جسد الباطل فاشتبهت على كثيرين ممن فتنوا بها فحاولوا دراستها وتفسير النصوص والهدي النبوي في الغذاء على ضوئها، غافلين أو متغافلين عن المصادمات الفلسفية لأسسها "الين واليانغ" مع معتقد المسلمين، وما يتبع ذلك من عقيدة "العناصر الخمسة" و"الأجسام السبعة" و"جهاز الطاقة" و"الشكرات" ، بالإضافة لوصايا تجنب الألبان واللحوم والعسل!! التي تتعارض مع منهج الإسلام في التغذية المبني على الحلال والحرام وفق الشريعة الغراء، فاللحوم طيبة والألبان مباركة، والعسل نافع فيه شفاء، مع قاعدة لا إفراط ولا تفريط و"ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه "وسائر آداب الطعام في هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام .
وتتعدى دورات "الماكروبيوتيك " الحميات الغذائية والتوعية الصحية لتشمل كل الحياة ، فتقدم تمارين التنفس التحولي، وتمارين الاسترخاء والتأمل التجاوزي، وتدعو لتعلم مهارات وتدريبات التعامل مع "جهاز الطاقة" و"شكراته" من خلال "الريكي" و"التشي كونغ" و"اليوجا" وغيرها مع الاهتمام بالخصائص الروحانية المزعومة والطبائع لجميع الموجودات. فالماكروبيوتيك فلسفة شاملة يدخل تحتها أنواع الشرك والوثنية والسحر والدجل من الوثنيات القديمة والحديثة. ومع هذا يروج لها كثير ممن ظاهرهم الخير والصلاح في هذه البلاد مفتونين ببعض نفع حصل لهم باتباع حميته الغذائية، مع أن دراسات علمية كثيرة أثبتت ضرر التزامه على الصحة والعقل لعدم وجود توازن صحيح في الحمية بين المجموعات الغذائية التي يدل العقل السليم على أهميتها.

3-من حيث الاستفادة من جلسات الاسترخاء ورياضات التأمل في إراحة الأعصاب ومعالجة النفس وتحقيق الخشوع:

التأمل الارتقائي مسجل عالمياً باسم "المهاريشي يوجي" ، ولهذا صنفته محكمة مقاطعة نيوجيرسي الأمريكية في شهر اكتوبر 1977م كممارسات وعلوم دينية ومنعت تعليمه والتدريب عليه  في المدارس العامة .
والتأمل الارتقائي ممارسة تهدف – عند أهلها - إلى الترقي والسمو ، والوصول للاسترخاء الكامل، ومن ثم النرفانا، فالارتقاء المقصود هو الارتقاء عن الطبيعة الإنسانية، وتجاوز للصفات البشرية إلى طبيعة وصفات الآلهة "الطواغيت" – كما يزعمون - ، ودوراته  تعتمد على إتقان التنفس العميق مع تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية والرموز والنجوم (رموز الشكرات) وتخيل الاتحاد بها مع ترديد ترانيم، أو سماع أشرطة لها بتدبر وهدوء وتتضمن كثير من هذه الترانيم استعانة بطواغيت عدة مثل :” أوم ...أوم...أوم .) وصورة التأمل الارتقائي المقدمة في بلاد التوحيد لاتختلف عن ذلك إلا في بعض محاولات "الأسلمة" فتستبدل الترانيم بكلمة لا معنى لها نحو :"بلوط ..بلوط ..بلوط" ، أو كلمة لها معنى روحي عند المسلم : "الله ..الله ..الله " "أحد ..أحد .." ويزعمون تدليساً أو جهلا  – هداهم الله – أن هذه "مانترا" إسلامية عرفها الرسول والصحابة وكان يرددها بلال بن رباح رضي الله عنه في بطحاء مكة فأمدته بطاقة كونية جعلته يتحمل البلاء الشديد في تلك الفترة !!
فهل تجوز هذه الأسلمة بما فيها من خداع؟ وكيف يحصل الخشوع بناء على اعتقاد باطل واستمداد من آلهة وثنية ومدربين وثنيين؟ وكيف يقبل الإنسان أن يسترخي ويسلم عقله لمن لا يعرف دينه ولا أخلاقه ليعبث به ؟ وقد رأينا كيف تتطور مستويات التأمل حتى تصل إلى الشرك الصريح.
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2019-09-25, 10:38:42
4. من حيث الاستفادة من تدريبات وطب الطاقة :

وهي دورات تقدم إما بتقنيات "البرمجة اللغوية العصبية" أو مستقلة عنها، تحتوي دوراتها على شرح مفصّل للجسم الأثيري وجهاز الطاقة وللدماغ وتقسيمات الواعي واللاواعي. وتتضمن تدريبات التخيل والاسترخاء والتركيز على العين الثالثة"بين الحاجبين" واستمداد "طاقة الطبيعة الإيجابية "من الكون والشعور بها تتدفق في الجسم ويمكن –حسب ما يدعون- إرسالها من شخص لآخر من بُعد بنفس التركيز وتخيلها شعاعاً أبيضاً ينساب منه إلى من يريد مع أهمية إلغاء كل ماحول الشخص المرسل من أفكار أو أصوات أو أشخاص !! ويدّعون أنه يمكن تجميع الطاقة الإيجابية بين راحتي اليد لصنع "كرة المحبة" وقذفها على من نشاء برفق، وسنجده ينجذب إلينا بقوة طاقة المحبة الإيجابية‍‍ ‍‍‍‍؟! وهم يؤكدون على ضرورة التدرب على يد مدرب طاقة خبير، وفي مكان ترتاح له النفوس لأنها تقنيات خطيرة، قد تصيب المتدرب بأضرار صحية ونفسية إذا زادت كمية الطاقة عن حدود تحمله ! ويزعمون أن هناك من أصيبوا بشلل من جراء التدفق غير المتوازن للطاقة الكونية في جسدهم !! ‍‍

إن طب الطاقة لم يؤسس على علم الأمراض، إنما أسس على التساؤلات التالية:
 ماهي رسالتك في الحياة ؟ لماذا وجدت في هذه الحياة وفي هذا الجسد؟ ماهي آمالك وكيف يمكنك تحقيقها؟ " مما يبين أن التسمية بطب وعلاج واستشفاء ماهي إلا تسمية باطنية ظاهرها ما يعرفه الناس وباطنها فلسفات الشرق والغرب .
العنوان: رد: الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2019-09-25, 10:40:13
الخاتمة:

لقد حثنا ديننا الحنيف في مواضع كثيرة أن نتفكر ونعمل العقل، ولا نكون أسرى عادات الجاهلية والفكر القديم، ولا ضحية خرافات أهل الزيف، نأخذ ما ينفع، ونترك ما لا ينفع. إن المعلومات تنتج فكرة والفكرة تنتج سلوكا والسلوك ينتج مستقبلك. فإذا لم تتحقق من صحة المعلومة تركت مستقبلك رهن مخططات الآخرين. لا نبيع الوهم، نقول الحقيقة ولو تحطمت عندها أوهام الآخرين. نؤمن بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ. نؤمن بأنه من تراخى في التحقق من صحة المعلومة ونشرها لغاية في نفسه فكانت خلاف الحقيقة، تحمل وزرها ووزر من نشرها بسببه، قال تعالى: "سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ".

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.