بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
(الأنعام: 153)
مقدمة:
انتشر في السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها ، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أوالحركية أو الموجية ، وليس كذلك ما يعبر عنه بـ" الطاقة الحيوية الإنتاجية" أو "الطاقة الروحية" التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك".
إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" Cosmic Energy حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام ، وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة: "العقل الكلي، الوعي الكامل، الين واليانج". أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا، ومنهجنا في الحياة !(1)
فما هي حقيقة هذه الطاقة، وما موقف العلم منها؟ وما موقف الدين؟
_____________________________
(1) د. فوز كردي، وقفات مع الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، ص 73.
فيديوهات مفيدة
1- مستوى سكون العقل والفكر [/right]
https://youtu.be/MIu7QDxIPME
https://youtu.be/iEY4q9KsFAc
2- مستوى السفر النجمي
https://youtu.be/tjuy9wy8Otc
3- تأمل القلبين التوأمين
https://youtu.be/bMVb3OEg4D0
4- تحريف مها هاشم لمعنى تأمل القلبين التوأمين وترويجها لهما
https://youtu.be/C9eW4CBcJNo
الخاتمة:
لقد حثنا ديننا الحنيف في مواضع كثيرة أن نتفكر ونعمل العقل، ولا نكون أسرى عادات الجاهلية والفكر القديم، ولا ضحية خرافات أهل الزيف، نأخذ ما ينفع، ونترك ما لا ينفع. إن المعلومات تنتج فكرة والفكرة تنتج سلوكا والسلوك ينتج مستقبلك. فإذا لم تتحقق من صحة المعلومة تركت مستقبلك رهن مخططات الآخرين. لا نبيع الوهم، نقول الحقيقة ولو تحطمت عندها أوهام الآخرين. نؤمن بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ. نؤمن بأنه من تراخى في التحقق من صحة المعلومة ونشرها لغاية في نفسه فكانت خلاف الحقيقة، تحمل وزرها ووزر من نشرها بسببه، قال تعالى: "سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ".
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.