المحرر موضوع: رمضان... بين شوقي وقميحة!  (زيارة 7644 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أحمد

  • زائر
رمضان... بين شوقي وقميحة!
« في: 2008-02-26, 13:32:17 »
:emoti_133:

كتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة جابت الآفاق، واشتهر ذكرها والناس بين مترنم بها، ومتندم عليها، أنقلها لكم من بوابة الشعراء، بعد أن قرأت معارضة لها من الدكتور جابر المتولي قميحة مصري. ولد عام 1934 في مدينة المنزلة - محافظة الدقهلية. حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة 1957, وماجستير في الأدب من جامعة الكويت 1974, ودكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة القاهرة 1979, كما حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1965, ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967. عمل مدرساً وموجهاً للغة العربية, ثم مدرساً للأدب العربي الحديث في عين شمس, ثم أستاذاً مساعداً. ويعمل حاليّاً أستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران. دواوينه الشعرية : لجهاد الأفغان أغني 1992 - الزحف المدنس 1992. مؤلفاته : له في الأدب والنقد: منهج العقاد في التراجم الأدبية - أدب الخلفاء الراشدين - التقليدية والدرامية في مقامات الحريري - أدب الرسائل في صدر الإسلام - الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود - التراث الإنساني في شعر أمل دنقل صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم - الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف, إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية.

ورغم براعة الشاعرين وجمال القصيدتين، إلا أن تعسف الدكتور جابر في وجه شوقي باد واضح لمن يمعن النظر في قصيدة شوقي المظلومة!
وذلك أن الرجل لم يرد شيئا مما بدأ به قصيدته، وإنما افتتحها بما نرى تمهيدا ليتكلم فيما خاض فيه بعد من أبيات القصيدة.


قصيدة شوقي..
رَمَضانُ وَلّى هاتِهـا يـا   ساقـي        مُشتاقَـةً تَسعـى إِلـى    مُشتـاقِ
مـا كـانَ أَكثَـرَهُ عَلـى   أُلّافِهـا        وَأَقَلَّـهُ فـي طـاعَـةِ   الـخَـلّاقِ
اللَـهُ غَفّـارُ الذُنـوبِ    جَميعِهـا        إِن كانَ ثَمَّ مِـنَ الذُنـوبِ   بَواقـي
بِالأَمسِ قَد كُنّـا سَجينَـي طاعَـةٍ        وَاليَـومَ مَـنَّ العيـدُ    بِالإِطـلاقِ
ضَحِكَت إِلَيَّ مِنَ السُرورِ وَلَم   تَزَل        بِنتُ الكُـرومِ كَريمَـةَ   الأَعـراقِ
هاتِ اِسقِنيها غَيـرَ ذاتِ   عَواقِـبٍ        حَتّى نُـراعَ لِصَيحَـةِ    الصَفّـاقِ
صِرفاً مُسَلَّطَـةَ الشُعـاعِ    كَأَنَّمـا        مِـن وَجنَتَيـكَ تُـدارُ وَالأَحـداقِ
حَمراءَ أَو صَفـراءَ إِنَّ    كَريمَهـا        كَالغيـدِ كُـلُّ مَليحَـةٍ    بِـمَـذاقِ
وَحَذارِ مِن دَمِها الزَكِـيِّ    تُريقُـهُ        يَكفيـكَ يـا قاسـي دَمُ  العُشّـاقِ
لا تَسقِنـي إِلّا دِهـاقـاً    إِنَّـنـي        أُسقى بِكَأسٍ في الهُمـومِ    دِهـاقِ
فَلَعَلَّ سُلطانَ المُدامَـةِ    مُخرِجـي        مِن عالَمٍ لَـم يَحـوِ غَيـرَ   نِفـاقِ
وَطَني أَسِفتُ عَلَيكَ في عيدِ   المَـلا        وَبَكَيتُ مِن وَجـدٍ وَمِـن   إِشفـاقِ
لا عيـدَ لـي حَتّـى أَراكَ   بِأُمَّـةٍ        شَمّـاءَ راوِيَـةٍ مِـنَ الأَخــلاقِ
ذَهَبَ الكِرامُ الجامِعـونَ   لِأَمرِهِـم        وَبَقيتُ في خَلَـفٍ بِغَيـرِ   خَـلاقِ
أَيَظَـلُّ بَعضُهُـمُ لِبَعـضٍ   خـاذِلاً        وَيُقالُ شَعبٌ في الحَضارَةِ    راقـي
وَإِذا أَرادَ اللَـهُ إِشقـاءَ   الـقُـرى        جَعَلَ الهُـداةَ بِهـا دُعـاةَ   شِقـاقِ
العيدُ بَينَ يَدَيكَ يـا اِبـنَ  مُحَمَّـدٍ        نَثَرَ السُعودَ حُلـىً عَلـى   الآفـاقِ
وَأَتى يُقَبِّـلُ راحَتَيـكَ    وَيَرتَجـي        أَن لايَفوتَكُمـا الزَمـانَ    تَــلاقِ
قابَلتُـهُ بِسُعـودِ وَجهِـكَ   وَالسَنـا        فَاِزدادَ مِن يُمـنٍ وَمِـن   إِشـراقِ
فَاِهنَـأ بِطالِعِـهِ السَعيـدِ   يَزينُـهُ        عيـدُ الفَقيـرِ وَلَيـلَـةُ    الأَرزاقِ
يَتَنَزَّلُ الأَجرانِ فـي    صُبحَيهِمـا        جَزلَينِ عَن صَومٍ وَعَـن    إِنفـاقِ
إِنّي أُجِلُّ عَنِ القِتـالِ    سَرائِـري        إِلّا قِتـالَ الـبُـؤسِ   وَالإِمــلاقِ
وَأَرى سُمـومَ العالَميـنَ    كَثيـرَةً        وَأَرى التَعـاوُنَ أَنجَـعَ   التِريـاقِ
قَسَمَت بَنيهـا وَاِستَبَـدَّت    فَوقَهُـم        دُنيـا تَعُـقُّ لَئيـمَـةُ   الميـثـاقِ
وَاللَـهُ أَتعَبَهـا وَضَلَّـلَ    كَيدَهـا        مِـن راحَتَيـكَ بِوابِـلٍ    غَيـداقِ
يَأسو جِراحَ اليائِسينَ مِنَ   الـوَرى        وَيُساعِدُ الأَنفـاسَ فـي الأَرمـاقِ
بَلَغَ الكِرامُ المَجدَ حينَ جَرَوا    لَـهُ        بِسَـوابِـقٍ وَبَلَغـتَـهُ    بِـبُـراقِ
وَرَأَوا غُبارَكَ في السُها وَتَراكَضوا        مَن لِلنُجـومِ وَمَـن لَهُـم   بِلَحـاقِ
مَولايَ طِلبَةُ مِصرَ أَن تَبقى    لَهـا        فَـإِذا بَقيـتَ فَكُـلُّ خَيـرٍ    بـاقِ
سَبَقَ القَريضُ إِلَيـكَ كُـلَّ   مُهَنِّـئٍ        مِـن شاعِـرٍ مُتَـفَـرِّدٍ سَـبّـاقِ
لَم يَدَّخِر إِلّا رِضـاكَ وَلا    اِقتَنـى        إِلّا وَلاءَكَ أَنـفَـسَ   الأَعـــلاقِ
إِنَّ القُلوبَ وَأَنتَ مِـلءُ   صَميمِهـا        بَعَثَـت تَهانيهـا مِـنَ  الأَعمـاقِ
وَأَنا الفَتى الطائِـيُّ فيـكَ  وَهَـذِهِ        كَلِمي هَزَزتُ بِهـا أَبـا   إِسحـاقِ


قصيدة دكتور جابر
رمضانُ ودَّع وهو فى الآماق  *  يا ليته قد دام دون فراقِ(1)
ما كان أقصَرَه على أُلاَّفِه   *  وأحبَّه فى طاعةِ الخلاق
زرع النفوسَ هدايةً ومحبة  *  فأتى الثمارَ أطايبَ الأخلاق
«اقرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها  *  عطرًا على الهضبات والآفاق
ولِليلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها  * عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّاق
فيها الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا  *  حتى مطالعِ فجرِها الألاق
فى العامِ يأتى مرةً .. لكنّه ..  *  فاق الشهورَ به على الإطلاق
شهرُ العبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى   *  شهرُ الزكاةِ، وطيبِ الإنفاق

* * *

لا يا أمير الشِّعر ما ولَّى الذى  *  آثاره فى أعمقِ الأعماق
نورٌ من اللهِ الكريمِ وحكمةٌ   *   علويةُ الإيقاعِ والإشراق
فالنفسُ بالصوم الزكى تطهرتْ   *  من مأثم ومَجانةٍ وشقاقِ
لا يا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ   * مَن صامَ فى رمضانَ صومَ نفاقِ
فإذا انتهتْ أيامُه بصيامِها   *   نادى وصفَّق (هاتها يا ساقى)
(الله غفار الذنوب جميعها   *   إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقى)(2)
عجبًا!! أيَضْلَع فى المعاصِى آثمٌ    *   لينالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟
أنسيتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه    *    حينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟
وترى المنافقَ فى ثيابِ مهانةٍ    *   ويُساقُ للنيرانِ شرَّ مساقِ
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذى   *  رمضانُه فى زُمْرة الفسَّاق
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذى   *  منع الطعام، وهمه فى الساقى
من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها   *  وكأنه عبدٌ بلا .. إعتاق
الصومُ تربيةٌ تدومُ مع التُّقَى   *   ليكونَ للأدواءِ أنجعَ راقى(3)
هو جُنةٌ للنفس من شيطانِها    *    ومن الصغائرِ والكبائرِ واقى(4)
الصومُ - يا شوقى إذا لم تدْرِه –   *   نورٌ وتقْوى وانبعاثٌ راقى(5)
واسمع - أيا من أمَّروهُ بشعره –    *  ليس الأميرُ بمفسدِ الأذواق
إن الإمارةَ قدوةٌ وفضيلةٌ   *  ونسيجُها من أكرمِ الأخلاق
والشعرُ نبضُ القلبِ فى إشراقِهِ  *  لا دعوةٌ للفسقِ .. والفسَّاق
والشعر من روح الحقيقة ناهلٌ   *   ومعبِّرٌ عن طاهرِ الأشواقِ
فإذا بَغَى الباغى بدتْ كلماتُه    *  كالساعِرِ المتضرِم .. الحرَّاق
وإذا دعتْه إلى الجمال بواعثٌ   *   أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ(6)
لكنه يبقى عفيفًا .. طاهرًا ..   *  كالشّهدِ يحلو عند كلِّ مذاق

* * *

رمضانُ - يا شوقى - ربيعُ قلوبنا  *   فيها يُشيعُ أطايبَ الأعباق(7)
إن يمْضِ عشنا أوفياءَ لذكِره  *  ويظلُّ فينا طيّبَ الأعْراق


- قصيدة مفعمة... بورك كاتبها -
emo (30):
« آخر تحرير: 2008-02-26, 15:57:57 بواسطة ماما هادية »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: رمضان... بين شوقي وقميحة!
« رد #1 في: 2008-03-01, 23:12:16 »
معارضة جميلة وأؤيدها، ولم تظلم شوقي ابدا ::ok::
فالشاعر لم يتهم شوقي في نواياه، فنحن نعلم ان شوقي من الذين يقولون ما لا يفعلون، لكن الشاعر وجّهه للقدوة الواجبة ممن تقلد امرة الشعراء...

وما من حاجة لوضع مقدمة يترنم بها الفساق ويطربون لها لنصل الى افكار جيدة

ما اشبه هذا بمن يقدم لنا فيلما به راقصة وخمور وووووو............ ثم ياتي البوليس اخر الفلم يلقي القبض على الفساق واذا بمغزى الفلم اخلاقي!!!!!!! :emoti_209:

هذا مع حبي واحترامي لشعر شوقي عادة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: رمضان... بين شوقي وقميحة!
« رد #2 في: 2012-11-11, 11:07:02 »
انتقل الدكتور جابر قميحة إلى رحمة الله يوم الجمعة الماضي: 23 ذي الحجة 1433هـ الموافق ل 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012

وكتب الدكتور عصام العريان على صفحته :

إنا لله وإنا إليه راجعون.صلاة الجنازة على فقيد الدعوة واﻹخوان واﻷدب العربى شاعرنا الكبير ا.د.جابر قميحة عقب صلاة الجمعة مسجد صلاح الدين المنيل.

ثم كتب:

عزاء أستاذنا وفقيدنا الراحل الكريم ا.د.جابر قميحة اﻷحد بمسجد على بن أبى طالب بالدقى.غفر الله له.

ولله ما اخذ وله ما اعطى وكل شي عنده بمقدار
رحمه الله وغفر له وجعل الجنة مثواه

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*