المحرر موضوع: قصائد دمشقية  (زيارة 26139 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #20 في: 2012-05-21, 12:01:23 »
وقفة على طلل
محمود غنيم


مالي وللنجم يرعاني وأرعاه =أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك يا ليل آهات أرددها =أواه لو أجدت المحزون أواه
لا تحسبني محباً أشتكي وصباً = أهون بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرت والذكرى مؤرقة =مجداً تليداً بايدينا أضعناه
ويح العروبة كان الكون مسرحها = فأصبحت تتوارى في زواياه
أنى أتجهت إلى الإسلام في بلد =تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها =وبات يحكمنا شعب ملكناه
هل تطلبون من المختار معجزة =يكفيه شعب من الأجداث أحياه
من وحد العرب حتى صار واترهم =إذا رأى ولد الموتور اخاه
وكيف ساس رعاة الشاة مملكة =ما ساسها قيصر من قبل أو شاه
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا =ان الإخاء وأن العدل مغزاه
يا من رأى عمر تكسوه بردته =والزيت ادم له والكوخ ماواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً =من بأسه وملوك الروم تخشاه
هي الحنيفة عين الله تكلؤها =فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
سل المعالي عنا إننا عرب = شعارنا المجد يهوانا ونهواه
هي العروبة لفظ إن نطقت به =فالشرق والضاد والإسلام معناه
استرشد الغرب في الماضي فأرشده =ونحن كان لنا ماض نسيناه
إنا مشينا وراء الغرب نقتبس من =ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب = بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب =فسائل الصرح أين المجد والجاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها= عمن بناه لعل الصخر ينعاه
وطف ببغداد وابحث في مقابرها =عل امرءاً من بني العباس تلقاه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به =فحين جاوزا بغداد تحداه
هذي معالم خرس كل واحدة =منهن قامت خطيباً فاغراً فاه
الله يشهد ما قلبت سيرتهم =يوماً وأخطأ دمع العين مجراه
ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أمماً =ونستمد القوى من وحي ذكراه
لا دردر أمرئ يطري أوائله =فخراً ، ويطرق إن سألته ما هو ؟
إني لأعتبر الإسلام جامعة =للشرق لا محض دين سنه الله
أرواحنا تتلاقى فيه خافقة =كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
دستوره الوحي والمختار عاهله = والمسلمون وإن شتوا رعاياه
لا هم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً =فامنن علينا براع أنت ترضاه
راع يعيد إلى الإسلام سيرته = يرعى بنيه وعين الله ترعاه 
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: قصائد دمشقية
« رد #21 في: 2013-08-19, 02:04:50 »
مرثية حلم
فاروق جويدة



دعني وجرحي فقد خابت أمانينا
هل من زمان يعيد النبض يحيينا
يا ساقي الحزن لا تعجب ففي وطني
نهر من الحزن يجري في روابينا
كم من زمان كئيب الوجه فرقنا
واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
جرحي عميق خدعنا في المداوينا
لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا
كان الدواء سموما في ضمائرنا
فكيف جئنا بداء كي يداوينا

* * *

هل من طبيب يداوي جرح أمته
هل من إمام لدرب الحق يهدينا
كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا
واليوم نبكي على الماضي ويبكينا
من يرجع العمر منكم من يبادلني
يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا
إنا نموت فمن بالحق يبعثنا
لم يبق شيء سوى صمت يواسينا
صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا
ليل تخفى طويلا في مآقينا
صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت
أنا قطعنا بأيدينا أيادينا

* * *

يوما بنينا قصور المجد شامخة
والآن نسأل عن حلم يوارينا
أين الإمام رسول الله يجمعنا
فاليأس والحزن كالبركان يلقينا
دين من النور بين الخلق جمعنا
ودين طه ورب الناس يغنينا
يا جامع الناس حول الحق قد وهنت
فينا المروءة أعيتنا مآسينا
بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت
ونحن في العار نسقي وحلنا طينا
بغداد تبكي وطهران يحاصرها
بحر من الدم بات الآن يسقينا
هذي دمانا رسول الله تغرقنا
هل من زمان بنور العدل يحمينا
أي الدماء شهيد كلها حملت
في الليل يوما سهام القهر تردينا
القدس في القيد تبكي من فوارسها
دمع المنابر يشكو للمصلينا
حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا
باعوا المآذن والقرآن والدينا
حكامنا أشعلوا النيران في غدنا
ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا
مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا
ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟
أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا
وأودعونا سجون الليل تطوينا

أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا
والأرض تسبى وبيروت تنادينا
أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا
وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا
قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..
فكيف نأمل في يأس يمنينا

* * *

أي الحكايا ستروى عارنا جللا
نحن الهوان وذل القدس يكفينا
من باعنا خبروني كلهم صمتوا
والأرض صارت مزادًا للمرابينا
هل من زمان نقي في ضمائرنا
يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينا
يا ساقي الحزن دعني إنني ثمل
إنا شربناه قهرا ما بأيدينا
عمري شموع على درب المنى احترقت
والعمر ذاب وصار الحلم سكينا
كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا
حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا
العمر في الحلم أودعناه من زمن
والحلم ضاع ولا شيء يعزينا
كنا نرى الحق نورا في بصائرنا
والآن للزيف حصن في مآقينا
كنا إذا ما توارى الحلم عانقنا
حلم جديد يغني في روابينا
كنا إذا خاننا فرع نقطعه
وفوق أشلاءه تمضي أغانينا
كنا إذا ما استكان النور في دمنا
في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا
كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسرت
منا السيوف ونادانا.. منادينا
عدنا إلى الله عل الله يرحمنا
والآن نخجل منه من معاصينا
الآن يرجف سيف الزور في يدنا
فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا
هل من زمان يعيد السيف مشتعلا
لا شيء والله غير السيف يبقينا
يا خالد السيف لا تعجب ففي زمني
باعوا المآذن والقرآن راضينا
هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا
ثأر طويل لهيب العار يكوينا
قم يا بلال وأذن صمتنا عدم
كل الذي كان طهرا لم يعد فينا
هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا
في القدس يوما فيحييها.. و يحيينا
هل من صلاح يداوي جرح أمته
ويطلع الصبح نارا من ليالينا
هل من صلاح الشعب هده أمل
ما زال رغم عناد الجرح يشفينا
هل من صلاح يعيد السيف في يدنا
ولتبتروها فقد شلت أيادينا


* * *

حزني عنيد وجرحي أنت يا وطني
لا شيء بعدك مهما كان.. يغنينا
إني أرى القدس في عينيك ساجدة
تبكي عليك وأنت الآن تبكينا
آه من العمر جرح عاش في دمنا
جئنا نداويه يأبى أن يداوينا
ما زال في العين طيف القدس يجمعنا
لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينا
لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت
وقد نموت وتحيينا أمانينا
ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطن..
ولا أمان ولا سيف... ليحمينا..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: قصائد دمشقية
« رد #22 في: 2013-08-24, 20:06:40 »


ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطن..
ولا أمان ولا سيف... ليحمينا..


نعم
ما أثقل العمر
لا حلم ولا وطن

فهل ثمة سيف؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*