المحرر موضوع: خواطر في تربية الأولاد  (زيارة 366329 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
خواطر في تربية الأولاد
« في: 2013-02-11, 09:30:40 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد كل هذا الضياع والتوهان في معارك السياسة والثورات والاعلام ووو...
أفكر ان أعود لقواعدي سالمة، وأركز على المواضيع التربوية ، وأساليب تنشئة أبنائنا وبناتنا.. لعل ذلك يكون أجدى وأنفع، ولو على المدى البعيد

كثير من ممارساتنا الخاطئة، ما هي الا نتاج تربية خاطئة، ومفاهيم تشربناها منذ الصغر، كونت افكارنا ومعتقداتنا وسلوكياتنا بهذا الشكل المعوج المنافي لما ينبغي ان يكون عليه المسلمون والمجتمع المسلم.. لعلي اتناول كل مرة احد هذه المفاهيم بالتصحيح.. وألفت النظر الى اسلوب غرسه في الاطفال من الصغر..
لقد كانت كثير من اخواتي في الله يحثثني على الكتابة عن موضوع التربية، وكنت لا أجد في نفسي الكفاءة لذلك، لاني اخشى ان اكون دعية، اتشدق بما لا احسن، خاصة ان ابنائي كانوا في طور التكوين، اي انني كنت اخوض غمار التجربة ولم اكن اعلم إلام ستنتهي..
اما وقد بلغ جميع ابنائي مبلغ التكليف (الا مريومة) .. وحققت معهم ربما 70% مما كنت اصبو إليه.. فأستطيع ان اشارك الاخوات والاخوة في تجاربي، بصوابها وخطئها، بعد ان اكتشفت مواطن القوة ومواطن الضعف فيها، نقاط الصواب ونقاط الزلل... وما ادى اليه كل من هذا..
لعل الله تعالى ينفع بهذا الأمر ... فيكون لي نصيب من الاجر والثواب..

هذا وكلمة "أولاد" التي اخترتها للعنوان، تشمل الأبناء الذكور، والبنات الإناث. قال تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم، للذكر مثل حظ الانثيين}

وليست لدي منهجية او خطة واضحة حتى الآن للموضوع.. لكنني سأكتب فيه كل يوم بما يفتح به الله علي من خواطر، مقتصرة على خاطرة واحدة او فكرة واحدة في كل مشاركة، تسهيلا للمتابعة
ربما ان وفقني الله وتابعت واستمريت، اعود لترتيب الافكار وتنسيقها ترتيبا منهجيا..
من يدري..
لكن مالا يدرك كله لا يترك جله..

على الله توكلت وبه استعنت..
دعواتكم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #1 في: 2013-02-11, 09:38:35 »
أذكر كان هناكموضوعان في المنتدى، بدأنا فيهما بكتابة خواطر تربوية، احدهما من انشاء الاخت فتاة مسلمة، والاخر من انشاء الاخ احمد
ولكني بحثت عنهما الان فلم اجدهما
ارجو ممن يعثر على اي منهما ان يوافيني برابطه.. اذ يمكن ان نقتبس بعد الافكار منه بدل تكرارها
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #2 في: 2013-02-11, 17:51:05 »
 good::)(
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #3 في: 2013-02-11, 18:35:09 »
فكرة رائعة يا ماما هادية... ::ok::
وأنا متابع لك بكل نظر وإمعان...وسأتلقف ما تقولينه واعيا :emoti_278:

وسأشارككم بما أقف عليه في تربية الأولاد إتماما للفائدة بإذن الله..
ووفقكم الله لكل خير، وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم..ونفعكم الله بالخير في الدنيا والآخرة..
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #4 في: 2013-02-11, 20:27:43 »
 :good: :good: ::cong: ::cong: :emoti_428: :emoti_428: ::happy: ::happy:

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #5 في: 2013-02-11, 20:34:16 »
كيف نربي أبناءنا لفتاة مسلمة
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3611.msg50245#msg50245

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #6 في: 2013-02-12, 02:13:10 »
بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا وفتح عليك . متابعون بإذن الله.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #7 في: 2013-02-12, 05:59:38 »
جزاكالله خيرا يا زينب..
أعدت قراءة الموضوع السابق، وهو مكتنز بالأفكار والمشاركات القيمة
وسنستفيد من الاشارة الى ما فيه في نقاط كثيرة ان شاء الله

شكرا لكم جميعا اخوتي وجزاكم الله خيرا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #8 في: 2013-02-12, 06:29:37 »
ما هي التربية


بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ بتعريف التربية
والتعريف الذي حفظته قديما وكان مرشدا لي هو ما يلي:

" التربية هي عملية انتقال بالمُربى من واقعه الحالي إلى المستوى المأمول أو المستقبل المنشود"

وهذا التعريف يحدد لنا خمسة عناصر أساسية للتربية:
1- موضوع التربية وهو الشخص المُربَّى.. وقد يكون ولدا صلبيا، او مكفولاً (كولد الزوج او ولد الزوجة، او ولد الاخ او الاخت ان مات والداه.. وهكذا)، او تلميذاً.... الخ
 
2- القائم على التربية: وهو الذي سينتقل بالمُربَّى من حال الى حال: وهو إما الوالد، او الوالدة، او كلاهما، او الشيخ، او المعلم، او الكفيل أيا كان (زوج أم ، او زوجة اب، او عم، او خال، او جد، .. الخ)
وقد اختار ربنا تبارك وتعالى سيدنا زكريا عليه السلام لتربية سيدتنا مريم العذراء عليها السلام. قال تعالى: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا}
وبقدر عظمة المربِي تكون عظمة النتائج.
ولأن جيل الصحابة رضوان الله عليهم كانوا تربية النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فقد كانوا خير الأمم، وكانوا خير القرون، وكانوا هذا الجيل الفريد الذي لن يتكرر في التاريخ
ولأن جيل التابعين تربى على أيدي الصحابة، لذا فقد كان تاليا لهم في الخيرية، وكان خيرا من كل القرون التي تلته.. وهكذا..

3- الواقع المعاش: وهو الواقع الحالي الشخصي والمحيط بالمُربَّى، بكل تأثيراته وملابساته وتحدياته، سواء كان صفات شخصية او ظروفاً اجتماعية او بيئية او ثقافية... الخ
إذ لا يمكن لعملية التربية ان تكون ناجحة وفعالة الا اذا كان المربِي على علم تام ووعي كامل بهذا الواقع.

4- المستوى المأمول أو المستقبل المنشود: وهو المحطة التي نريد الوصول إليها بعملية الانتقال هذه، وبعبارة أدق هو الهدف المرجو من هذه العملية. وبقدر ما يكون هذا الهدف واضحا ومحددا، تكون عملية التربية ناجحة وتؤتي أكلها. وبقدر ضبابية الأهداف او تناقضها أو اضطرابها، تكون العملية التربوية مشوشة مضطربة.
وهذا العنصر يعد أهم عناصر هذه العملية. ووضوحه وعدم زوغان الأبصار عنه، يمثل المفتاح لنجاح العملية التربوية.

5- العملية التربوية: او عملية الانتقال من الواقع المعاش للمستقبل المأمول، وهذا العنصر يشمل الطرق والأساليب المختلفة، التي سيستخدمها المربي من أجل تحقيق أهدافه، والوصول بالمربَّى الى حيث يريد ويهدف.

-----------------------------

موضوعنا هذا موجه للمربين الذين يهدفون إلى الوصول بمن يربون إلى أن يكونوا مسلمين حقيقيين، مؤمنين صادقين، صالحين ومصلحين إن شاء الله

إذا وضعنا هذا الهدف نصب أعيننا، وركزنا عليه، ولم نحد بأبصارنا عنه أبدا، سيوفقنا الله تعالى للوصول إلى ما نصبو إليه بإذنه.
أما إذا زاغت أبصارنا عنه، فتارة ننظر للمناصب الدنيوية، واخرى لمباهج الحياة.. وغير ذلك من امور، فسنتخبط في تربيتنا، وستكون النتائج بالتالي متسمة بهذا التخبط والاضطراب.. وهو ما نراه في حال المسلمين اليوم بكل أسف.. بل وفي حال انفسنا ايضا

لاحظوا أن العناصر الثلاثة الأولى مختلفة تماما بيننا (نحن من نتابع الموضوع)، فنحن (المربين)  لسنا على درجة واحدة من الالتزام والثقافة والعلم، ومواضيع التربية عندنا تختلف من ابناء اخوة الى تلاميذ الى اولاد إلى إخوة صغار.. الخ.. والواقع المعاش يختلف بدرجات متفاوتة بحسب بيئاتنا وظروفنا وبلداننا..

لكن تبقى بيننا قواسم مشتركة سنستند إليها في حديثنا
ويبقى الهدف المأمول واحدا ومشتركا بيننا..
ولكي نسير الى هدف واحد من أماكن متعددة، فلا شك أننا سنسلك طرقا مختلفة، لكنها ستتقارب في النهاية حتى نصل جميعا الى نفس المكان بعون الله.
ولهذا ستختلف اساليب وطرق التربية كثيرا من شخص لآخر، ولا بد ان نعي هذا.. فعملية التربية لن تكون ناجحة إلا اذا اتسمت بكثير من المرونة والقدرة على التكيف بحسب المتغيرات، ولا يمكن ان تكون قواعد وقوالب صلبة ثابتة ،ندخل فيها الطفل من جانب فتخرجه متشكلا لنا وفق ما نريد من الجانب الآخر....

على هذا فسيكون موضوعنا عن مفاهيم ثابتة وقيم محددة يجب ان نغرسها في نفوس اطفالنا .. وهي ثابتة لأنها مستمدة من عقيدة الاسلام الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل. وهي فروع من العنصر الرابع (المستقبل المنشود) وهو عنصر كما أسلفنا مشترك وثابت ومحدد.
وستكون الطرق والاساليب المتبعة لغرس هذه القيم والمفاهيم مجرد اقتراحات، وتجارب فردية، نناقشها، ونتبادل الرأي فيها، ويدلي كل منا بدلوه، فيفيد ويستفيد ان شاء الله.

ملاحظة: يفترض أن يتم تناول المفاهيم بشكل منظم، ومرتب بحسب الأولوية، ولكن التزام هذا سيعوقني عن متابعة الموضوع لأنه سيحتاج كثيرا من الاعداد والتأمل .. لذا فاسمحوا لي أن أتناول المفاهيم كما يعن لي، او كما يعرض لنا بسبب الأسئلة والاحوال.. وعسى يأذن الله تعالى لنا ان نرتبها في وقت لاحق.

 
« آخر تحرير: 2013-02-12, 19:56:06 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #9 في: 2013-02-12, 10:21:37 »
جزاك الله خيرا يا هادية، أحببت أن أسال عن نقطة مدى تقاسم الزوجين لتربية الأولاد ودور كل منهما في التربية، وكيف يجب على كل طرف الالتزام بجانبه الذي يخصه أكثر من الآخر، لانني كثيرا ما أتعرض لشكاوى أخوات مفادها أنّ أزواجهنّ لا يقدمن في تربية أولادهم شيئا، خاصة إذا وجد الزوج أن زوجته أهلا للتربية مثلا بحكم تدينها، أو ثقافتها أو مستوى رجاحة عقلها وما إلى ذلك، يعني يصبح هناك نوع من التواكل من طرف الزوج، ويتعلل كثيرا بعمله خارج البيت وأن هذا وحده يأخذ منه جل الوقت... وبالتالي نجد دائما فجوة وفراغا يحدث بسبب تقصير الأب، ونجد تململا كبيرا من الأم، وحتى أن منهنّ من تندم لأنها ترى جانبا من الذنب في تعويدها زوجها على ذلك، وبعد مرور سنوات تجد نفسها قد تعبت فعلا وهي التي تهتم بقضاء شؤون البيت الكثيرة،وبالتربية داخل البيت، وبالهش والنش، وبالتدريس داخل البيت، وبمتابعتهم خارج البيت وبالسؤال عنهم في مدارسهم وووو ....يعني ترى بعد مرور وقت كبير أنها تحملت مسؤولية الاثنين الأب والأم، فيأتي عليا وقت تنوء فيه بهذا الحمل .

وبالتالي يا هادية أحببت أن أصل إلى نقطة ألا يجب بالموازاة تقديم ما يجب الاتفاق عليه بين الوالدين في موضوع التربية ؟
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #10 في: 2013-02-13, 16:31:46 »
عزيزتي أسماء
سبق ان تكلمنا عن مشاركة الأب للأم في تربية الأبناء في موضوع الاخت فتاة مسلمة.. وإن شاء الله نعود للتفصيل فيه ثانية

لكنني الان قفزت للحديث عن الحجاب لسببين: الاول ظاهر معلن، وهو طلب الاخت ايمان على الفايسبوك
والثاني خفي، وهو تلبية لرغبة ابنة عزيزة، راسلتني على الخاص، فوعدتها ان اتحدث عن الموضوع بشكل عام ليصل لمن يهمه الامر .. او يهمها  emo (30):

تابعوا المداخلة التالية، وأسأل الله تعالى ان اكون قد وفقت فيها لما يحبه ويرضاه
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #11 في: 2013-02-13, 16:35:43 »

تربية البنات على الحجاب متى؟ وكيف؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بناء على سؤال إحدى الاخوات الكريمات   
 سأتحدث اليوم عن تربية البنات على الحجاب.

أحب أن الفت النظر هنا الى حقيقة مهمة جدا، وهي ان الحجاب ليس مجرد ستر العورات بالملابس، بل هو قبل ذلك سلوك متحفظ تلتزم به الفتاة المسلمة. وهذا السلوك نابع من مفهوم لا بد ان يترسخ لديها وهو مفهوم الستر.

لعلكم تلاحظون ان كثيرا من شاباتنا (المحجبات) حجابهن يحتاج لحجاب، فمن ألوان صارخة، الى موديلات عجيبة في لف الطرحة، الى ملابس ضيقة تصف تفاصيل الجسم.
ثم هناك السلوكيات التي لا تميز المحجبة عن غير المحجبة، ولعلي اضرب مثالا بسلوك استوقفني عند زيارتي لأحد اطباء الجامعة، حيث التفت حوله الطبيبات المتدربات، فكانت احداهن غير محجبة، لكنها محتشمة في ثيابها وسلوكها، تحافظ على المسافة بينها وبينه، وتتكلم معه بنبرة جدية عملية، وكانت متدربة اخرى، يفترض انها محجبة، لكنها كثيرة الضحك، نبرة كلامها فيها ميوعة، تقترب كثيرا من الدكتور دون اي حاجة، بل وتميل وتتكئ على مكتبه بحيث يصبح وجهها مباشرا تماما لوجهه.. !!

لا شك انكم رأيتم نماذج كثيرة كهذه، وهي –بكل اسف- موقع تهكم وانتقاد غير الملتزمين، وتكئة لهم في ادعاء أفضليتهم، وان الحجاب لا يعني شيئا.
ومن هذه السلوكيات الخاطئة ايضا المواعدات مع الشباب، والجلوس معهم جلسات خلوية في رحاب الحدائق وممرات الجامعات، وربما تعدى الامر الى امساك باليد او غير ذلك من مخالفات شرعية، والفتاة مازالت تغطي رأسها وتظن انها محجبة حق الحجاب. والشاب يظن نفسه ملتزما محترما، ما دام لم يخلو بها في غرفة مغلقة، ولا تجاوز حدود لمسات عفوية، او احاديث (يسمونها: بريئة) .. الخ ..

فكيف نربي بناتنا ، بل وأبناءنا على معاني الحجاب الصحيح؟ ومتى؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع"
وقد قاس العلماء سائر الفرائض الشرعية على الصلاة، فقالوا انه يجب ان يدعى لها الاطفال من سن السابعة، فيفهمونها ويعون حكمها وضوابطها، ويبدؤون بالتدرب عليها، ثم تزيد نبرة الطلب في العاشرة، ثم تفرض عليهم في سن البلوغ، وهو سن التكليف.

ويشمل تعليم أحكام الحجاب: تعليم أحكام الاستئذان، ومعرفة المحارم، وتمييزهم عن غيرهم، وضوابط الاختلاط، وحدود إبداء الزينة المسموحة أمام كل من المحارم وغير المحارم، وصفات الحجاب الشرعي الصحيح، وغض البصر.
وهذه المفاهيم كلها، يتم غرسها في الأطفال منذ نعومة أظفارهم، سلوكا من الوالدين أولا، ثم من الإخوة والاقارب الكبار، ثم تشرح لهم عند السابعة، ثم يتوسع في شرحها ويتم التأكيد على حدودها الشرعية، في العاشرة، مع التدريب على التنفيذ، بالتدريج.. إلى ان تصل الطفلة إلى سن البلوغ، وهي مهيأة ومعتادة على أداء هذه العبادة والالتزام بأحكامها. وكذلك الطفل الذكر كما سنرى.

وهنا ملاحظات شرعية مهمة، يخطئ كثيرون فيها، لابد من التنبيه لها.
1-   البلوغ له ثلاث أمارات، وعامة الناس يحسبون ان البلوغ له علامة واحدة. فالطفل يبلغ إذا أنبت الشعر في مواضع الابطين وما شابه، أو إذا احتلم الصبي أو حاضت البنت، أو إذا بلغ خمسة عشر عاماً ولم تظهر عليه العلامات الاخرى.
ودلالة الإنبات على البلوغ وبدء المؤاخذة والمحاسبة بالتكاليف الشرعية، يغفل عنه كثيرون.

2-   الحجاب يفرض على البنت وتحاسب عليه إذا بلغت، وبالمقابل فإن الصبي يحاسب على عدم غض البصر، والاطلاع المتعمد على عورات النساء إذا بلغ. لكن احتجاب المرأة أو الفتاة من الصبي يكون عند بلوغها هي، وليس بلوغه هو، بمعنى أن الاحتجاب لا يكون عن أعين الصبيان البالغين فقط، بل المميزين أيضا، وهذا ما يجهله كثيرون او يتجاهلونه، فتراهم يتكشفون امام ابن الثانية عشرة والثالثة عشرة ويقبلونه ويتباسطون معه، بحجة انه لم يبلغ.. مع ان الآية صريحة واضحة في وجوب الاحتجاب، ليس ممن بلغ الحلم، بل ممن ظهر على عورات النساء، اي صار مميزاً، له قدرة على تقدير محاسن المرأة ومفاتنها. قال تعالى:
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لبعولتهن أو.... أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ... }(النور: 31)
فالمؤمنة تتحجب عندما تبلغ، وتتحجب من كل غير ذي محرم عليها، منذ سن تمييزه وحتى الوفاة.. (فليس هناك قواعد من الرجال :) )

3- وكما علينا أن نربي الطفلة على سلوكيات الحجاب منذ الطفولة، قبل ان تلتزم به فعليا عند البلوغ، فعلينا أيضا ان نربي الطفل الذكر على ذلك،، فينشأ حييا مؤدبا، يحجم عن الاختلاط بالنساء، ويتأذى من كاشفات عوراتهن، ويفهم معنى الخلوة والمحرم والغيرة وآداب الاستئذان سواء على أهل بيته، أو الغرباء.
 قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلاةِ الفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ العِشَاءِ ...}(النور: 58)
{وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(النور 59)


لاحظوا أن الاستئذان واجب على الاطفال الصغار قبل الدخول على الوالدين او غيرهم ثلاث مرات في اليوم، وهي الاوقات التي يُظن فيها التكشف وحدوث العلاقات الزوجية،
لكن إذا بلغوا الحلم، اي سن البلوغ، وجب عليهم هم الاستئذان مطلقا في أي وقت.
فإذن التكليف يتعلق بالفتى عند بلوغه، لكن الاحتجاب منه، والذي تكلف به المرأة او الفتاة يكون عند وصوله سن التمييز.

بهذا أكون قد فصلت في إجابة: متى نأمر البنات بالحجاب.
وأؤجل للمداخلة التالية إن شاء الله إجابة: كيف نعلمهم الحجاب ونربيهم عليه.
وجزاكم الله خيرا على حسن المتابعة.


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #12 في: 2013-02-13, 17:09:31 »
أي عمر يعتبر سن التمييز للطفل وكيف نعرفه؟

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #13 في: 2013-02-13, 17:31:09 »
سبحان الله وأنا أطالع صفحة "ذكريات عائلة الشيخ علي الطنطاوي" في الفايسبوك كان آخر منشور لهم هو:

كيف ربيت بناتي ..
لما جاوزت بنتي الأولى التاسعة، ومشت في طريق العاشرة، فكرت وطلبت العون من الله فقلت لأمها اذهبي واشتري لها خماراً (إشارباً) غالياً نفيساً..

وكان الخمار العادي يباع بليرتين اثنتين، وإن ارتفع فثلاث، فقالت: إنها صغيرة، تسخر منها رفيقاتها إن غطت شعرها، ويهزأن منها.

قلت: لقد قدرت هذا وفكرت فيه، فاشتري لها أغلى خمار تجدينه في السوق مهما بلغ ثمنه، فكلمتني في الهاتف من السوق، وقالت: لقد وجدت خماراً نفيساً جداً من الحرير الخالص، ولكن ثمنه أربعون ليرة، وكان هذا المبلغ يعد يومئذ أكثر من ثلث راتبي في الشهر كله، فقلت لها: اشتريه، فتعجبت، وحاولت أن تثنيني عن شرائه، فأصررت، فلما جاءت به ولبسته البنت، وذهبت به إلى المدرسة، كان إعجاب التلميذات به أكثر من إعجابهن منها بارتدائه، وجعلن يثنين عليه، وقد حسدها أكثرهن على امتلاكه، فاقترن اتخاذها الحجاب وهي صغيرة بهذا الإعجاب، وهذا الذي رأته من الرفيقات، وذهب بعضن في اليوم التالي، واشترين ما يقدرن عليه من أمثاله.

إن ابنتي بدأت اتخاذ الحجاب وهي فخورة به، محبة له، لم تكره عليه، ولم تلبسه جبراً، وإذا كان العامة يقولون: «الشيء الغالي ثمنه فيه» فإن هذا الخمار بقي على بهائه وعلى جودته حتى لبسه بعدها بعض أخواتها، وهو لا يزال جديداً، فنشأن جميعاً بحمد الله متمسكات بالحجاب تمسك اقتناع به وحرص عليه.

علي الطنطاوي رحمه الله - فصول اجتماعية..


 emo (30):

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #14 في: 2013-02-13, 17:33:17 »
وهذا منشور آخر وإن كان خارج موضوع الحجاب:

كيف ربيت بناتي ..
لقد بكرت في تعليم الأولاد حمل التبعات، فلما كانت بنتي الأولى تدرج (أي تتعلم المشي ولا تحسنه) وكنا نأكل في صحن الدار، أخذت طبقًا فيه بقية طعام، وقلت لها: لقد صرت كبيرة فاحملي هذا إلى المطبخ.

فصاحوا جميعًا: إنها تكسره، فقلت: إنها كبيرة، ووضعته في يدها، ووضعت الثقة في نفسها، فحملته ومشت وعيني عليها، وكنت متأهبًا حتى إذا رأيتها مالت إلى السقوط، وثبت فأمسكت بها..

علي الطنطاوي رحمه الله- فصول إجتماعية..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #15 في: 2013-02-13, 21:27:24 »
جزاك الله خيرا يا زينب على هذه المشاركات الجميلة

سن التمييز هو سن تعلم الصلاة، وهو السابعة، على الرأي الراجح
وسن الظهور على عورات النساء هو العاشرة الى الثانية عشرة.. تختلف بحسب الطفل وتنبهه لهذه الأمور.. ويبدو عليه هذا التنبه عندما تشعرين انه يهتم بمراقبة ثياب النساء، ويعلق على اشكالهن، او يفهم التلميحات المتعلقة بهذه الامور... او يخجل من البنات ويحاول الابتعاد عنهن قليلا..

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #16 في: 2013-02-14, 09:12:09 »
جزاك الله خيرا كثيرا يا هادية.هذا ما نحتاجه حقا، هذا ما يؤسَّس به ويحتاجه الكثيرون . ::ok::

هادية بصراحة لا أدري إن كان الوقت مناسبا ولكنني أجد الحاجة ملحة أيضا لموضوع التأهيل الأسري، بمعنى تأهيل الفتاة المقبلة على الزواج، والفتاة حديثة عهد بالزواج لحياتها الزوجية، فهذا مطلب ملح جدا، وليتك تفكرين بالموضوع بالموازاة مع تربية الأولاد .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #17 في: 2013-02-14, 20:38:01 »


هادية بصراحة لا أدري إن كان الوقت مناسبا ولكنني أجد الحاجة ملحة أيضا لموضوع التأهيل الأسري، بمعنى تأهيل الفتاة المقبلة على الزواج، والفتاة حديثة عهد بالزواج لحياتها الزوجية، فهذا مطلب ملح جدا، وليتك تفكرين بالموضوع بالموازاة مع تربية الأولاد .

 ::ok:: ::ok:: موافقة وبشدة

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #18 في: 2013-02-16, 09:17:43 »
جزاك الله خيرا كثيرا يا هادية.هذا ما نحتاجه حقا، هذا ما يؤسَّس به ويحتاجه الكثيرون . ::ok::

هادية بصراحة لا أدري إن كان الوقت مناسبا ولكنني أجد الحاجة ملحة أيضا لموضوع التأهيل الأسري، بمعنى تأهيل الفتاة المقبلة على الزواج، والفتاة حديثة عهد بالزواج لحياتها الزوجية، فهذا مطلب ملح جدا، وليتك تفكرين بالموضوع بالموازاة مع تربية الأولاد .
[/color]


 ::ok:: ::ok:: موافقة وبشدة

جزاكما الله خيرا.. والموضوع الذي اقترحتماه مهم جدا.. ولكنني لا املك الوقت الكافي لأسير في موضوعين بالتوازي
فلأركز الان على موضوع التربية، عساني اوفق فيه لقطع شوط جيد
وبعد هذا.. اذا أنهيته، او اوشكت ألتفت للموضوع الاخر بعون الله

وان احب احد ان يتولى هو البدء بذلك الموضوع وادارته فيا حبذا


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر في تربية الأولاد
« رد #19 في: 2013-02-16, 10:19:13 »

كيفية تربية الأطفال على الحجاب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكرت في المشاركة السابقة ان التربية على الحجاب تبدأ منذ نعومة الأظفار بغرس مفاهيم الحجاب والستر في نفوس الأطفال. ولنضرب بعض الأمثلة العملية على هذا:

1-   منذ سن الحضانة، في السنتين الأولى، يجب ان تكون الأم واعية ألا تكشف عورة ابنها او ابنتها أمام أحد الا للضرورة القصوى.. وذلك لعدم تشويه فطرة الطفل التي فطره الله تعالى عليها، من حب الستر، والخجل من إبداء العورة. قال تعالى مخبرا عن أبوينا آدمم وحواء، أننهما بمجرد ان بدت لهما عوراتهما، أسرعا بسترها بما وصلت له أيديهما، فكان أن استترا بورق الجنة: { فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ} (الأعراف: 22)

ومن المُشاهد اليومي بكل أسف ان تقوم الأم بتغيير الحفَّاظ (الدايبر) لطفلها أمام الناس ولا تبالي، او تخلع له ملابسه وتتركه يجري في البيت وامام الناس وهي منشغلة بترتيب الحقيبة واخراج الثياب النظيفة، ثم تلتقظه لتلبسه بعد ان يكون قد رآه الجميع وهو على تلك الحال.. وكل هذه التصرفات تخفف من فطرة الحياء لديه تدريجيا..

•   يجب هنا أن الفت النظر الى الا تكلف الفتيات غير المتزوجات بتغيير او تغسيل الاطفال الذكور ولو كانوا محارم، كأن تكلف الاخت الكبيرة او الخالة الصغيرة بمثل هذا.. لعدم خدش حيائها هي.
ويزداد الحرص على هذا الستر كلما كبر الطفل واقترب من العامين، حيث انه في هذه السن التي يلتقط فيها اللغة ويبدأ بالكلام بجمل قصيرة، يكون متفتحا لالتقاط المفاهيم والقيم والاخلاقيات ونحن لا نشعر.

2- بعد سن الحضانة، وفي سني الطفولة غير المميزة (من عامين الى سبعة) ينبغي الانتباه إلى تعليم الطفل والطفلة عدم خلع الملابس او تغييرها حتى امام الاخوة والاخوات في البيت، بل يستتر عند القيام بهذه العملية، ومن هذا ان نعلمهم تهيئة الثياب البديلة قبل القيام بخلع ثيابهم، لئلا تطول فترة التكشف، وبالبسملة قبل الخلع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستر ما بين أعين الجن و عورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول : بسم الله" رواه السيوطي وحسنه، وصححه الألباني.

 ونصيحتي أن يتم تعليم الاطفال البسلمة وتأجيل التعليل لحين البلوغ؛ لعدم اثارة الذعر فيهم في هذه السن الصغيرة، فالمطلوب تحصينهم لا اخافتهم.

وهذا ينسحب على الاستحمام او الاغتسال أيضا، فيستحسن الا يكشف الطفل عورته اثناء الاستحمام، والا يعهد بهذه المهمة لغير الام، او أخ أكبر (للطفل الذكر) او اخت كبرى (للطفلة).. على الا يخلع الطفل لباسه الداخلي الذي يستر عورته المغلظة الا في نهاية الاغتسال، ويتم تطهير وتنظيف تلك المنطقة قبل الاستحمام، وبعد قضاء الحاجة والاستنجاء، كما هي السنة.

ونحاول التعجيل في تعليم الطفل الاستحمام والاستنجاء بنفسه دون تباطؤ، ليعتاد على ستر عورته وعدم كشفها أمام أحد، حتى امه. وعادة يتقن الطفل الاستنجاء قبل الرابعة من عمره، ويتقن الاستحمام بنفسه في السادسة. والأمر يختلف من طفل لآخر بحسب الاستعداد، كما هي سائر امور النمو والادراك.

2-   في هذه السن الصغيرة (من عامين لسبعة) يجب تعويد الاطفال على الثياب المستورة، وتجنب الثياب العارية، اي تجنب الشورتات القصيرة للأولاد، والفساتين القصيرة التي تكشف الركبة، او العارية التي تعري الاكتاف او الظهر او البطن بالنسبة للطفلة. والابتعاد عن ثياب البحر الغربية المكشوفة، وتعويدهم على المايوه الاسلامي الساتر للعورة. لأن الطفل وان كان غير محاسب في هذه الفترة، ولكن كما قال الشاعر: "وينشأ ناشئ الفتيان فينا.. على ما كان عوده أبوه"
ومن العجيب في هذا العصر انك ترى الام منتقبة والاب ملتح، والطفلة تسير بينهما على شاطئ البحر بالمايوه البكيني!!. أو ترى الام والاب ملتزمين، وحريصين اشد الحرص على تحفيظ الطفل القرآن، دون ادنى التفات الى غرس مفاهيم الستر والتحفظ فيه .. بل بالأصح، يعملان على قتل فطرة الحياء التي اودعها الله فيه، بتعويده على السير متكشفا والسير متكشفة امام الخلائق!!

3-   التعود على التحفظ في القبلات والاحضان مع غير الوالدين، وذلك بالتنفير من ممارسة هذا مع الغرباء والتخويف منه، وفي هذا حماية للاطفال من الاعتداءات الجنسية، حين نعودهم على النفور ممن يقترب منهم جسديا وهو غريب عنهم، ولن أدعي ان هذا الاحتياط واجب فقط عند من يعيشون في البلدان الغربية حيث ينتشر الاعتداء على الاطفال في الحضانات والروضات، ولكنه واجب حتى في بلادنا لأن عدوى هذه الاوبئة الاخلاقية  قد اصابها بكل اسف . ولا تخافوا من الجفاف العاطفي، لأن العواطف المهمة التي تغذي نفسية الطفل هي التي تأتيه من والديه، واسرته، لا من الغرباء والأبعدين.

وجدير بالتنويه هنا الانتباه الى ان الخادمة او المربية المنزلية، التي تكثر الاستعانة بها، خاصة في دول الخليج، هي غريبة تماما عن الطفل، وينطبق عليها ما قلناه عن الغرباء.

4-   وهذا التحفظ ينسحب على بقية الاقارب والمعارف من غير المحارم ايضا.. خاصة كلما اقترب الطفل او الطفلة من سن التمييز، ليبدأ بتقبل فكرة الفرق بين المحرم وغيره.. وهذه فكرة مهمة جدا، وسأفرد لها المشاركة التالية بإذن الله

اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*