المحرر موضوع: من الماضي والحاضر.  (زيارة 300618 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #40 في: 2021-01-14, 13:01:27 »
بين الغدر والخذلان

انتشرت في الأيام الماضية دعوات لمقاطعة تطبيق واتساب بعد قرار شركة فيسبوك توسعة مشاركة بيانات المشتركين لتشمل بيانات الواتساب، مما يزيد من اختراق خصوصية المستخدم.

وانتشرت الدعاوى في تركيا لاستخدام تطبيق مراسلة تركي اسمه bip ، حتى أن الرئيس أردوغان قام بعمل دعاية للتطبيق التركي وصرح بالانتقال إليه.

المؤسف والمحزن في الأمر، أن تطبيق bip التركي أشد اختراقا لخصوصية المستخدم من تطبيقات الفيسبوك، وأكثر منها خطورة أيضا من الناحية التقنية.
وللأسف تم استغلال الهجمة الإعلامية على واتساب لخداع الناس ودفعهم بخطاب عاطفي للوقوع في فخ أسوأ، وهناك بالطبع استفادة مادية ضخمة من وراء إغراء الناس بالانتقال إلى تطبيق bip

الأمر وإن كان أقل نسبيا في دعاوى الإنتقال إلى تطبيق تليجرام، إلا أن أصحاب تلك الدعاوى لم يبينوا للناس أن الخيار التلقائي للمحادثات في تليجرام غير مشفر، وهو اسوأ من واتساب في هذه النقطة!
وأنه حتى يمكن استخدام تليجرام بأمان، يجب أولا اختيار انشاء محادثة سرية، وهو ما لن يفطن له المستخدم البسيط فيقع في فخ المحادثات العادية التي يمكن لشركة تليجرام قراءتها بسهولة.
مع الأخذ بالاعتبار أن المقر الرئيسي لشركة تليجرام هو دولة الإمارات.

ويظل الخيار الامن للمحادثات حتى الان هو تطبيق سيجنال المفتوح المصدر.

ذكرتني هذه الأحداث السريعة بحال قطاع البنوك الإسلامية، وكيف يستغلون حاجة الناس لمعاملات حلال فيجتهدون في إيجاد المخارج الشرعية التي تعظم أرباح البنك وتستغل العميل بأكبر قدر.

فإذا ما كان الهدف من تقديم حل إسلامي سواء في قطاع البنوك أو غيره، هو تعظيم الربح بأي طريقة كانت، فإننا في مأساة حقيقة أكبر مما نتخيل!
فالعقلية الرأسمالية التي تجعل الربح المتزايد غايتها العظمى وهدفها الأساسي لن تقبل على أي خيار فيه مصلحة للأمة إلا إذا كان هذا الخيار هو الأكثر ربحا لهم.
وهذا بالطبع غير متحقق.

فمصالح الأمة تحتاج إلى قناعة بالربح المعقول والتضحية أحيانا بالدخول في مغامرة قد تؤدي لخسارة، لكنها ضرورية من أجل تحقيق مصالح الأمة.
وغياب هذا المفهوم يفسر لنا لماذا رغم كل العقول المسلمة والأموال الغزيرة لم تثبت الأمة أقدامها في أي مجال دنيوي يعود على الأمة بالقوة!
فهذا الطريق الثاني غير مرغوب، ومادام هناك طريق أكثر ربحا وراحة فلماذا نشغل أنفسنا إذن بالمخاطرة والربح الأقل؟!

لهذا أيضا تؤثر النوابغ المسلمة العمل في شركات عالمية رأسمالية على العمل في مشاريع صغيرة لها هدف إسلامي، فالأولى أكثر استقرارا ووجاهة اجتماعية وأكثر ربحية.

المشكلة هنا، أنه مع الوقت تختفى الكفاءات التي تحمل هم المسلمين، فلا يعود لنا إلا الشجب والاستنكار والتحسر على حالنا بين من يتربص الغدر بنا، وبين من يخذل أمته لأجل راحته.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #41 في: 2021-01-17, 18:35:41 »
الأخيرة

ولكل شيئ نهاية، ولكل قلب وعاء ما يلبث أن يمتلئ.
وإن كنت أود أن أتذكر شيئا مما قرأت فهو ما كتبه محمد يوسف موسى في تقديم كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي..

إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ، ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار ، بل خلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة ،
ويفرض على البشرية اتجاهه ، ويملي عليها إرادته ، لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين .
ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه . فليس مقامه مقام التقليد والإتباع إن مقامه مقام الإمامة و القيادة ومقام الإرشاد والتوجيه ، ومقام الآمر الناهي .

وإذا تنكر له الزمام ، وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة ، لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر ، بل عليه أن يثور عليه وينازله ، ويظل في صراع معه وعراك ، حتى يقضي الله في أمره .

إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة ، ولاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام . أما المؤمن القوي فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد.

اسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يعيذنا من شر أنفسنا.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي.
« رد #42 في: 2021-02-25, 19:23:53 »
السلام عليكم ورحمة الله
شعرت ان مداخلتي السابقة أسيء فهمها، هذا ما ظهر لي من تساؤل جواد الذي تلاه.
بالتأكيد العمل للمجتمع والأمة واجب على كل فرد، وينبغي ان تترافق رحلة الافاق مع رحلة الاعماق. ولكنني كنت اتحدث عن الحساب يوم القيامة انه فردي، فيوم القيامة يأتي النبي ومعه الرهط وياتي النبي ومعه رجل ورجلان وياتي النبي وليس معه أحد ، ولا ينقص ذلك منهم شيئاً،  واستشهد كثير من المسلمين تحت وطأة التعذيب ولم يروا نصرا ولا تمكينا، واستشهد المؤمنون في الأخدود ولم يغيروا ( بحسب الظاهر) من حال الأمة شيئاً. ولكنهم فازوا يوم القيامة .
فالمؤمن يعمل على اصلاح نفسه وعائلته ومجتمعه وامته، لا يكل ولا يمل  ولا ييأس وان لم ير نتيجة، وان هدم الاخرون عمله وبدا له انه لا فائدة ترجى. لان الثمار الحقيقية عند الله وحده،. يظهرها متى شاء، ويحجبها اذا شاء،. وكل شيء عنده بمقدار.
هذه المفاهيم ينبغي ان نعززها في هذه الاجيال التي اصيبت بالاحباط نتيجة للهزائم المتوالية،  حتى ننتشلها من حال القنوط، والذي قد يتحول ببعضهم الى اعتراض وسخط ومن ثم كفر والعياذ بالله.

هذا وقرأت بقية الموضوع واستفدت منه. جزاكم الله خيرا
« آخر تحرير: 2022-09-26, 20:09:32 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #43 في: 2021-02-26, 05:59:20 »
السلام عليكم ورحمة الله
شعرت ان مداخلتي السابقة أسيء فهمها، هذا ما ظهر لي من تساؤل جواد الذي تلاه.
بالتأكيد العمل للمجتمع والأمة واجب على كل فرد، وينبغي ان تترافق رحلة الافاق مع رحلة الاعماق. ولكنني كنت اتحدث عن الحساب يوم القيامة انه فردي، فيوم القيامة يأتي النبي ومعه الرهط وياتي النبي ومعه رجل ورجلان وياتي النبي وليس معه أحد ، ولا ينقص ذلك منهم شيئاً،  واستشهد كثير من المسلمين تحت وطأة التعذيب ولم يروا نصرا ولا تمكينا، واستشهد المؤمنون في الأخدود ولم يغيروا ( بحسب الظاهر) من حال الأمة شيئاً. ولكنهم فازوا يوم القيامة .
فالمؤمن يعمل على اصلاح نفسه وعائلته ومجتمعه وامته، لا يكل ولا يمل  ولا ييأس وان لم ير نتيجة، وان هدم الاخرون عمله وبدا له انه لا فائدة ترجى. لان الثمار الحقيقية عند الله وحده،. يظهرها متى شاء، ويحجبها اذا شاء،. وكل شيء عنده بمقدار.
هذه المفاهيم ينبغي ان نعززها في هذه الاجيال التي اصيبت بالاحباط نتيجة لله ائم المتوالية،  حتى ننتشلها من حال القنوط، والذي قد يتحول ببعضهم الى اعتراض وسخط ومن ثم كفر والعياذ بالله.

هذا وقرأت بقية الموضوع واستفدت منه. جزاكم الله خيرا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أنا أسأل لأني لا أعرف الإجابة!. لم يكن سؤالي استنكارا أو فهما بطريقة معينة. إنما محاولة للاستفاضة في تفاصيل السؤال.

جزاكم الله خيرا.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #44 في: 2022-05-29, 16:24:08 »
بعد الأخيرة !

حاولت كثيرا ألا أكتب مرة أخرى، لكن المشاهد التي أتعرض لها من يوم لآخر لا تدع لي مجالا للاستكانة، ولا تتركني أمضي في هدوء.

تسيطر علي هذه الأيام -ربما بحكم التقدم في العمر- خواطر البحث عن أصول الأشياء. فمعرفة أصل الداء أدعى في معالجته وعدم تضييع الجهد مع أعراض ثانوية.

أما الأعراض الثانوية، فهي موجة عنيفة من إنكار قواعد الدين ورفضها عقليا وطرح قواعد أخرى بديلة منسجمة مع توجهات المجتمع والحياة في زماننا.
وعلى مدى سنوات طويلة كان يتم التعامل مع هذه القضايا من باب الشبهات. فإذا عجز صاحب الشبهة عن الرد أو مواجهة المجتمع الذي يهدده بوصم الكفر، لم يجد بدا من الصمت أو السخرية مع أقرانه من هؤلاء المتشدقين بالدين!

وفي الوقت الذي يظهر فيه أن المحاور قد انتصر على صاحب الشبهة وأفحمه بالحجة، يتكون جيب جديد في المجتمع لهؤلاء الذين لا يستطيعون المواجهة ولا يقبلون منطق الدين!

إلا أن المشكلة هنا ليست في بغض الدين بشكل مباشر، فلو تابعت أحدهم في حياته لوجدته حريص على الصيام أو الصلاة !
فما الذي يحدث ؟!

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: من الماضي.
« رد #45 في: 2022-07-16, 05:52:21 »
هل قواعد الدين يضعها الإنسان لكي يغيرها كيفما شاء ووقتما شاء..؟

"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #46 في: 2022-07-16, 08:32:42 »
أهلا بك أخي فارس الشرق
للأسف لا نملك المثابرة، وإلا فهذه جمعة إخوة مباركة، ونحن بحاجة لأن يفرغ أحدنا ما بجعبته، لأن يتساءل، لأن يستشير، ما رأيكم في محاولة العودة ؟ emo (30):

أخي جواد، لم أفهم جيدا طرحك الأخير، هل عن نفسك تتحدث أم عن تلك الفئة التي تخاف وصم الكفر. وعلى قولك "ما الذي يحدث"
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #47 في: 2022-07-16, 18:59:05 »
هل قواعد الدين يضعها الإنسان لكي يغيرها كيفما شاء ووقتما شاء..؟



هلا ومرحبا أخي فارس. تساؤل هذا أم استنكار؟ :)

كنت قد بدأت هذا الموضوع لتسجيل مجموعة من المشاهد التي مررت بها بشكل مباشر لما لها من تأثير مباشر علي بشكل شخصي أو على الأمة بشكل عام.

ومداخلتي الأخيرة فيها تحول لمناقشة وجهة نظر شائعة في دائرة أبعد بعض الشيء عن دائرة الأخوة الأقرب في الفهم والتصور، ولكنها أكثر تأثيرا في محيطها للأسف..

أهلا بك أخي فارس الشرق
للأسف لا نملك المثابرة، وإلا فهذه جمعة إخوة مباركة، ونحن بحاجة لأن يفرغ أحدنا ما بجعبته، لأن يتساءل، لأن يستشير، ما رأيكم في محاولة العودة ؟ emo (30):

أخي جواد، لم أفهم جيدا طرحك الأخير، هل عن نفسك تتحدث أم عن تلك الفئة التي تخاف وصم الكفر. وعلى قولك "ما الذي يحدث"


أتحدث عن تلك الفئة أختي أسماء التي إما انغمست في الحياة الغربية حتى تطبعوا بطباعهم وطرق تفكيرهم، أو تعرضوا لصدمات عنيفة من أحداث عامة أو خاصة أدت لعداوة غير مباشرة مع الإسلام نفسه،
أو الذين حققوا نجاحات مادية كبيرة في مجالاتهم فانخدعوا في عقولهم وصارت هي المقياس الأوحد لكل شيء.

الملاحظ هنا أن هذه الفئة تظهر كثيرا عندي على تويتر، خاصة حين يعجب بها من في قائمة المتابعة من أصدقاء العمل بشكل عام.
واللافت للنظر أنهم غادروا فيسبوك لشدة المراقبة عليه من أهلهم وأصدقاء طفولتهم، في حين أن تويتر غالبا للصداقات المباشرة والاهتمامات المشتركة.

لهذا أحاول أن أفهم لماذا هذا التحول العنيف في مهاجمة الدين من معارف لم يكونوا من المتفلتين يوما!

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #48 في: 2022-07-18, 11:51:09 »
نسأل الله العافية والسلامة أخي جواد..

هذه الأيام الأخيرة، تعرضت أخت لنا في الله لأزمة كبيرة، وهي من المواظبات على القرآن، ومن الساعيات لتحقيق أمر الله في أولادها، لنقل بما يسعها مع هذه المغريات والفتن والتحولات، لها ثلاث بنات من زواج ثان بعد طلاقها، تفطّنت اثنتان منهنّ لأختهنّ وهي تكتب مدحا في نوال السعداوي، حدّ قولها أنها ولدت من جديد يوم عرفتها، تدرس علم نفس في الجامعة، وكان التخصص الذي جاهدت لأجله، توغلت في الفلاسفة وفي دعاوى التحرر، وكان حبها لدعاواهم دافعا لخوضها في الشبهات؛ وتقدّم حالها شيئا فشيئا، رغم أن تفطن أختيها كان داعيا لتأليب الأب والأم عليها، والبحث في سرّ ما كتبت، ومع ظهور علامات عليها، أهمها الثورة على "الذكورية"، بتحرئها على والدها حتى لو سألها أن تناوله شيئا، رفضت وقالت انها ليست له خادمة!!

وقد عقدتُ معها جلسة حوارية، بدت فيها مستمعة أكثر منها متكلمة، وكل ذلك تبين أنه كان ادعاء منها وتمويها، تبيّن منذ حوالي شهر حينما استغلت خروج أمها من البيت وبقاءها مع أصغر أخواتها لتهرب، وقد اقتتلت معها أختها حتى تمنعها، ولكنها هربت قفزا من سور البيت ! ... هربت وقد تبيّن بشكل يقارب الجزم أنها قد ألحدتْ، مما عرف من كلمات لها، وكذا من مخلّفات ملفات على الحاسوب وجدوها لها، كلها شبهات وطعن في الدين وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشدان للتحررمن ربقة المجتمع"الذكوري"  -عياذا بالله وسؤال الثبات على دينه-

حاولت اختصار قصتها...ما أردت قوله، وما استنتجته أسرتها، أنها كانت مهيأة منذ سنوات بعيدة لهذه الحال، كانت تنظر لنمط عيشنا على أن فيه من التقييد والكبت وعدم التحرر ...خاصة من ناحية ما يسمونه التسلط الذكوري، فقد غدت "نسوية" حتى النخاع.. تقول أمها أنها كانت خلاف أخواتها، كانت بتصرفات مختلفة تماما عنهن، كانت تعرف بالانزواء وبالتكبر على مفاهيمهم. وبنقدها للكثير من أمور الدين..وبوصفها لحالهم وفكرهم بالجمود(رغم انهن مثقفات ومتخرجات، الطبيبة والكيميائية ) حالة امها وأبيها تبعث على الشفقة...  صدمة غشت الأسرة...  ذهول وحيرة وحالة من العجز...  !

أقول... دور الأنترنت، دور مواقع الشبهات، ودعاوى التحرر، حبّ الانعتاق من المألوف ومن الموروث إلى فضاء التحرر دون قيد ولا شرط ... تكاثر هذه الدعاوى، وتكاثر منابرها، وتشجيعها لكل من لديه استعداد في نفسه بأقل المقدرات  ... الجهل بالدين وبمقاصده مع الظلم الذي لحق بالأصفياء والرصينين من أهل الدعوة، وتكبيل وتقييد حريات الحركات الدينية(مع كل مساوئها وهفواتها) ... 
إذن دعاة الفساد انتشروا ووجدوا لهم مساحات للانتشار وموارد للدعم المادي للتشجيع على استقطاب الشباب المسلم، بمعنى أن مغناطيس الفساد والإلحاد كبرت مساحة استقطابه، وصارت دعوى الانعتاق من الموروث والانطلاق في فضاء الحريات كلها، المعقولة وغير المعقولة، المؤطرة بالفطرة والخارجة عن الفطرة، كلها صارت ذات وزن في ظل انكماش كبير للعمل الدعوي الرصين الذي كبّل وقيّد وكُمّم ...

قبل سنوات من الآن كنت اقول للأخوات،  لا تستبعدن خطر دور الانترنت في التشبيه على الشباب، تحذرن وتوقّين أن يطال اولادكن شيء، لا تقلن أن الأمر بعيد عنكن،  فالموجة هادرة وتتمدد...  وبالفعل اليوم صرت أعاين حالات إلحاد قريبة،  كانت تعد من المستبعد والذي لا يخطر بالبال..
« آخر تحرير: 2022-07-18, 12:22:24 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #49 في: 2022-07-19, 07:24:27 »
نسأل الله العافية والسلامة أخي جواد..

هذه الأيام الأخيرة، تعرضت أخت لنا في الله لأزمة كبيرة، وهي من المواظبات على القرآن، ومن الساعيات لتحقيق أمر الله في أولادها، لنقل بما يسعها مع هذه المغريات والفتن والتحولات، لها ثلاث بنات من زواج ثان بعد طلاقها، تفطّنت اثنتان منهنّ لأختهنّ وهي تكتب مدحا في نوال السعداوي، حدّ قولها أنها ولدت من جديد يوم عرفتها، تدرس علم نفس في الجامعة، وكان التخصص الذي جاهدت لأجله، توغلت في الفلاسفة وفي دعاوى التحرر، وكان حبها لدعاواهم دافعا لخوضها في الشبهات؛ وتقدّم حالها شيئا فشيئا، رغم أن تفطن أختيها كان داعيا لتأليب الأب والأم عليها، والبحث في سرّ ما كتبت، ومع ظهور علامات عليها، أهمها الثورة على "الذكورية"، بتحرئها على والدها حتى لو سألها أن تناوله شيئا، رفضت وقالت انها ليست له خادمة!!

وقد عقدتُ معها جلسة حوارية، بدت فيها مستمعة أكثر منها متكلمة، وكل ذلك تبين أنه كان ادعاء منها وتمويها، تبيّن منذ حوالي شهر حينما استغلت خروج أمها من البيت وبقاءها مع أصغر أخواتها لتهرب، وقد اقتتلت معها أختها حتى تمنعها، ولكنها هربت قفزا من سور البيت ! ... هربت وقد تبيّن بشكل يقارب الجزم أنها قد ألحدتْ، مما عرف من كلمات لها، وكذا من مخلّفات ملفات على الحاسوب وجدوها لها، كلها شبهات وطعن في الدين وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشدان للتحررمن ربقة المجتمع"الذكوري"  -عياذا بالله وسؤال الثبات على دينه-

حاولت اختصار قصتها...ما أردت قوله، وما استنتجته أسرتها، أنها كانت مهيأة منذ سنوات بعيدة لهذه الحال، كانت تنظر لنمط عيشنا على أن فيه من التقييد والكبت وعدم التحرر ...خاصة من ناحية ما يسمونه التسلط الذكوري، فقد غدت "نسوية" حتى النخاع.. تقول أمها أنها كانت خلاف أخواتها، كانت بتصرفات مختلفة تماما عنهن، كانت تعرف بالانزواء وبالتكبر على مفاهيمهم. وبنقدها للكثير من أمور الدين..وبوصفها لحالهم وفكرهم بالجمود(رغم انهن مثقفات ومتخرجات، الطبيبة والكيميائية ) حالة امها وأبيها تبعث على الشفقة...  صدمة غشت الأسرة...  ذهول وحيرة وحالة من العجز...  !

أقول... دور الأنترنت، دور مواقع الشبهات، ودعاوى التحرر، حبّ الانعتاق من المألوف ومن الموروث إلى فضاء التحرر دون قيد ولا شرط ... تكاثر هذه الدعاوى، وتكاثر منابرها، وتشجيعها لكل من لديه استعداد في نفسه بأقل المقدرات  ... الجهل بالدين وبمقاصده مع الظلم الذي لحق بالأصفياء والرصينين من أهل الدعوة، وتكبيل وتقييد حريات الحركات الدينية(مع كل مساوئها وهفواتها) ... 
إذن دعاة الفساد انتشروا ووجدوا لهم مساحات للانتشار وموارد للدعم المادي للتشجيع على استقطاب الشباب المسلم، بمعنى أن مغناطيس الفساد والإلحاد كبرت مساحة استقطابه، وصارت دعوى الانعتاق من الموروث والانطلاق في فضاء الحريات كلها، المعقولة وغير المعقولة، المؤطرة بالفطرة والخارجة عن الفطرة، كلها صارت ذات وزن في ظل انكماش كبير للعمل الدعوي الرصين الذي كبّل وقيّد وكُمّم ...

قبل سنوات من الآن كنت اقول للأخوات،  لا تستبعدن خطر دور الانترنت في التشبيه على الشباب، تحذرن وتوقّين أن يطال اولادكن شيء، لا تقلن أن الأمر بعيد عنكن،  فالموجة هادرة وتتمدد...  وبالفعل اليوم صرت أعاين حالات إلحاد قريبة،  كانت تعد من المستبعد والذي لا يخطر بالبال..

إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا واﻵخرة.

هذا عين ما أتحدث عنه اﻵن، وإن كانت المشاهد من حولي لم تصل بعد لهذه المرحلة الخطيرة، وإن كنت لا أستبعد أن الفارق ربما فقط بسبب اختلاف الجيل!
فمهما كان لا يزال جيل الثمانينات يحاول المحافظة على خيط رفيع بينه وبين أقاربه وأهله، في حين الأجيال الصغيرة أكثر جرأة وعنفا في مواجهة مجتمعاتهم.

لكني أتساءل هنا، هل ما يحدث فعلا هو بسبب الإنترنت والشبهات الملقاة عليه؟
أحسب أن هذه هي الحلقة الأخيرة، وأن الأمر أكثر عمقا بكثير. كذلك لم أعد أحسب أن الجلسات الحوارية والحلول التي ألفنا عليها سابقا تناسب التغييرات الضخمة التي نعيشها في السنوات الأخيرة.

والأمر كما قلتم ليس ببعيد عن أي بيت، فالمجتمع كله في حالة من التحول والانتقال لتبني قناعات جديدة، والإنترنت ما هو إلا عامل حفاز لا أكثر..

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #50 في: 2022-07-19, 10:46:29 »
الأنترنت عامل محفز ودافع كبير بنظري، وليس صغيرا، نعم الخميرة موجودة، كما قلت عن حال الشابة، وهي التي كانت أصلا ذات استعداد، ثم الأنترنت سهّلت بشكل كبير، من بيتك تتصل وتُشحَن، وتؤيَّد على ما تفعل، وتتصل بالهيئات الدولية للإلحاد ولتشجيع الملحدين واستقطابهم، من البيت يتصل الشاب بهذه الهيئات، وتيسّر له الانطلاق، وقد تفتح له باب الهجرة ليكون واحدا من أيقونات الخروج عن الموروث في البلاد الإسلامية، وتفتح له القنوات أبوابها، كما تفعل قناة france24 مثلا، وهي التي تستدعي هؤلاء الشباب وتصوّرهم أبطالا انعتقوا من ربقة الفكر الجامد في البلاد الإسلامية، ولتصوّرهم بصورة المتحدّين لجمود الدين وظلم الدين...! كل هذا تفعله الأنترنت في بيت بسيط لأسرة بسيطة في مجتمع مسلم ما يزال يحافظ على أساسيات وإن كانت شرارات التفتح بدأت تنتشر فيه !

الجلسات الحوارية لم تعد تنفع ... نعم هذا ما أريد حقا البحث عنه، ما الذي أصبح يُجدي مع هذه الحالات، أو لنقل مع استباق لها في أنفس الشباب، ما الذي يجب علينا فعله ؟ ماذا نستطيع نحن أن نفعل معهم ؟؟ هناك منصات تكوين جادة من مثل منصة "المُحاور" ومنصات شبيهة، تعمل بجدّ في تكوين شباب محصّن ضدّ الشبهات، وقد ازداد عددها، وهو انتشار محمود مبارك، وألاحظ عددا من الشباب الذي أعرفه ويتابع صفحتي، متابعة لهم وتكوّنا، ولكن تبقى غير كافية.. ما الذي نستطيع فعله حقا ؟؟ أسأل بجِدّ ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #51 في: 2022-07-19, 15:33:02 »
السؤال الأهم هنا من وجهة نظري هو "ما الذي يحدث؟"
فهمنا لما يحدث على الحقيقة وليس ما تسبقنا إليه خبراتنا المسبقة هو التحدي الأكبر، والله أعلم. فجهودنا قد تأتي برد فعل معاكس لأنها قد تغذي النار دون أن ندري!

ما توصلت إليه -حتى اﻵن- أن الإنترنت وفر خيارات أكثر إيجابية وتماشيا مع أهواء النفس أو صادف جروحا تنزف ولم يلتفت لمداواتها أحد! لكنه الحلقة الأضعف بين الأسباب المختلفة.

حين ننظر للصورة الكبيرة نجد أن هناك عوامل رئيسية كلما اجتمع أكبر عدد منها كلما زادت احتمالية الإنحراف في العقيدة -عافانا الله وإياكم-.
وليست لدي صورة واضحة بعد، لكني أحاول أن أكتب كلما اتضح لي جزء منها.

وربما أبدأ بالعامل الأول وهو تفكك الأسرة.
وتفكك الأسرة لا يعني بالضرورة الطلاق، بل له صور كثيرة، إحداها الطلاق بملابسات معينة.

يتبع إن شاء الله.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #52 في: 2022-07-22, 08:52:29 »
على الرغم من أن مشكلة تفكك الأسرة تبدوا كلاسيكية للغاية، إلا أنني أرى أثرها دوما في كل حالة عاصرتها فيمن حولي.

المشكلة تبدأ من ضعف الرابط الحقيقي بين الأبوين وأبنائهما، فالعلاقة إما أشبه بحمل ثقيل على الأبوين يحاولان صرفه في أسرع وقت والعودة لاهتماماتها الشخصية،
وإما علاقة سيطرة وابتزاز لعاطفة الطفل -الذي يبحث عن حب الأبوين- بفرض الإملاءات والأوامر وصرف اهتمامات الطفل وأفكاره مهما كانت. فيشعر وكأنه لا قيمة لذاته وإنما لما يحققه من إنجازات يباركها أبويه.

في الحالتين يجد الطفل نفسه كاﻵلة التي يتم تغذيتها وتشغيلها لغرض المنتج الذي يريده أبواه -بوصاية المجتمع- دون أدنى اعتبار لحاجة الطفل النفسية أو الفكرية.

تبقى هنا حالة فريدة لم أجد لها تفسيرا سهلا، وهي الطفل الذي نشأ في بيت متدين يجهتد فيه أبواه في تربيته بأفضل ما يستطيعون، فهذا لا يشكل الحصانة اللازمة أيضا ضد الانحرافات العقدية العنيفة!
تبقى هذه الحالة الأقل انتشارا، لكننا لا نعرف بعد كيف سيكون الأمر في جيل الأحفاد إذن ! فصعوبة المشاكل الفكرية في أنها خادعة في توقيتها، وما زرع اليوم قد يأتي حصاده بعد عقود..

على كل حال، فما تمر به المجتمعات العربية في اﻵونة اﻵخيرة يظهر بوضوح أن فترة الحصاد قد حانت، وأن مرحلة جديدة من الفتن تحتاج لما هو أكثر من دروس الدين.

كذلك فإن نموذج الأسرة القائم حاليا في مجتمعاتنا يتحول تدريجيا للنظام الغربي بشكل متسارع! فالهم الأوحد للتربية والتعليم وحتى الأنشطة والهوايات هو تحصيل المادة والمركز الإجتماعي المرموق.
والأسرة التي يقوم رباطها على ذلك المبدأ هي في خطر عظيم، لأن تحصيل المال الحلال يزداد صعوبة مع الوقت، وتوجهات المجتمع صارت تدفع بالشباب من الجنسين لتبني أفكار معينة ليزداد قبولهم في الدوائر المرموقة ماليا واجتماعيا.

ومع الوقت يصبح التمسك بأفكار وقيم إسلامية معينة صعب للغاية، فيشعر الشباب بالغربة وبأن شيء ما خاطئ في الأفكار نفسها. ولا أحد لديه الوقت ليقدم الجواب الإيجابي على هذا السؤال.
ثم ما الفارق بين الأبوين المتدينين وغيرهما من اﻵباء؟
بعض الأخلاق والعبادات؟ هذه صار ينظر لأصحابها على أنهم يخفون ضعفهم وراءها، ومع محاربة الدعاة المخلصين وتلميع صور الناجحين في المال والشهرة، ينصرف الناس عن دعوة الدين وإجلال أصحابها.

ثم ماذا فعل أصحاب الدين لمجتمعاتهم؟ وماذا فعل الدين لهم؟
ألم يصبحوا منغلقين على أنفسهم في دوائر ليس لها أثر فعال في المجتمع؟ ألا يعيشون حياتهم كأي شخص آخر يبحث عن رغد العيش؟! بل إن وظائفهم قد تكون في أعمال ومؤسسات تعمل لحرب الدين بطريقة غير مباشرة في كثيرمن الأحيان.

تفكك الأسرة هنا يأخذ بعدا آخر غير الذي ألفناه من مشاكل بين الزوجين وسوء معاملة وإهمال.
البعد اﻵخر هنا هو غياب القدوة والقضية التي تشكل رابطا بين الأجيال المختلفة، فلا تفتر علاقتهم ولا يتحول التواصل بين جيل اﻵباء والأبناء لمجرد زيارات روتينية تقل مع مرور الوقت وازدياد مشاغل الحياة.

العامل المشترك الذي وجدته في أغلب دعوات التحرر من الدين هو وللمفارقة رفع راية الإيجابية والعمل لقضية كبرى!
وهو ما يستثير حس الشباب المولع بالتغيير، الباحث عن الإنتماء الذي افتقده في أسرته ومجتمعه، والراغب في أن يشعر بأهميته في الحياة بالعمل لشيء ما أكبر من تحصيل الطعام والشراب.

..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي.
« رد #53 في: 2022-09-26, 20:22:53 »
نسأل الله العافية والسلامة أخي جواد..

هذه الأيام الأخيرة، تعرضت أخت لنا في الله لأزمة كبيرة، وهي من المواظبات على القرآن، ومن الساعيات لتحقيق أمر الله في أولادها، لنقل بما يسعها مع هذه المغريات والفتن والتحولات، لها ثلاث بنات من زواج ثان بعد طلاقها، تفطّنت اثنتان منهنّ لأختهنّ وهي تكتب مدحا في نوال السعداوي، حدّ قولها أنها ولدت من جديد يوم عرفتها، تدرس علم نفس في الجامعة، وكان التخصص الذي جاهدت لأجله، توغلت في الفلاسفة وفي دعاوى التحرر، وكان حبها لدعاواهم دافعا لخوضها في الشبهات؛ وتقدّم حالها شيئا فشيئا، رغم أن تفطن أختيها كان داعيا لتأليب الأب والأم عليها، والبحث في سرّ ما كتبت، ومع ظهور علامات عليها، أهمها الثورة على "الذكورية"، بتحرئها على والدها حتى لو سألها أن تناوله شيئا، رفضت وقالت انها ليست له خادمة!!

وقد عقدتُ معها جلسة حوارية، بدت فيها مستمعة أكثر منها متكلمة، وكل ذلك تبين أنه كان ادعاء منها وتمويها، تبيّن منذ حوالي شهر حينما استغلت خروج أمها من البيت وبقاءها مع أصغر أخواتها لتهرب، وقد اقتتلت معها أختها حتى تمنعها، ولكنها هربت قفزا من سور البيت ! ... هربت وقد تبيّن بشكل يقارب الجزم أنها قد ألحدتْ، مما عرف من كلمات لها، وكذا من مخلّفات ملفات على الحاسوب وجدوها لها، كلها شبهات وطعن في الدين وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشدان للتحررمن ربقة المجتمع"الذكوري"  -عياذا بالله وسؤال الثبات على دينه-

حاولت اختصار قصتها...ما أردت قوله، وما استنتجته أسرتها، أنها كانت مهيأة منذ سنوات بعيدة لهذه الحال، كانت تنظر لنمط عيشنا على أن فيه من التقييد والكبت وعدم التحرر ...خاصة من ناحية ما يسمونه التسلط الذكوري، فقد غدت "نسوية" حتى النخاع.. تقول أمها أنها كانت خلاف أخواتها، كانت بتصرفات مختلفة تماما عنهن، كانت تعرف بالانزواء وبالتكبر على مفاهيمهم. وبنقدها للكثير من أمور الدين..وبوصفها لحالهم وفكرهم بالجمود(رغم انهن مثقفات ومتخرجات، الطبيبة والكيميائية ) حالة امها وأبيها تبعث على الشفقة...  صدمة غشت الأسرة...  ذهول وحيرة وحالة من العجز...  !

أقول... دور الأنترنت، دور مواقع الشبهات، ودعاوى التحرر، حبّ الانعتاق من المألوف ومن الموروث إلى فضاء التحرر دون قيد ولا شرط ... تكاثر هذه الدعاوى، وتكاثر منابرها، وتشجيعها لكل من لديه استعداد في نفسه بأقل المقدرات  ... الجهل بالدين وبمقاصده مع الظلم الذي لحق بالأصفياء والرصينين من أهل الدعوة، وتكبيل وتقييد حريات الحركات الدينية(مع كل مساوئها وهفواتها) ... 
إذن دعاة الفساد انتشروا ووجدوا لهم مساحات للانتشار وموارد للدعم المادي للتشجيع على استقطاب الشباب المسلم، بمعنى أن مغناطيس الفساد والإلحاد كبرت مساحة استقطابه، وصارت دعوى الانعتاق من الموروث والانطلاق في فضاء الحريات كلها، المعقولة وغير المعقولة، المؤطرة بالفطرة والخارجة عن الفطرة، كلها صارت ذات وزن في ظل انكماش كبير للعمل الدعوي الرصين الذي كبّل وقيّد وكُمّم ...

قبل سنوات من الآن كنت اقول للأخوات،  لا تستبعدن خطر دور الانترنت في التشبيه على الشباب، تحذرن وتوقّين أن يطال اولادكن شيء، لا تقلن أن الأمر بعيد عنكن،  فالموجة هادرة وتتمدد...  وبالفعل اليوم صرت أعاين حالات إلحاد قريبة،  كانت تعد من المستبعد والذي لا يخطر بالبال..




السلام عليكم ورحمة الله
هذه القصة المؤلمة يا أسماء.. هل شعرت أنه كان ثمة تقصير من الأبوين نحو هذه الابنة أدى لهذه النتيجة المرة؟ أم أنه كابتلاء سيدنا نوح بابنه؟؟

 يؤرقني هذا السؤال كثيرا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي.
« رد #54 في: 2022-09-26, 20:33:38 »
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أردنا أن نركز على السبب الجوهري، لا على الأعراض الجانبية ومعالجتها، فأنا بت أعتنق شيئا فشيئا الرأي الذي لفت نظري له لأول مرة الاستاذ محمد إلهامي.. وهو أن التغيير الصحيح النافع يأتي من القمة لا من القاعدة.. فإذا صلح الرأس صلح الجسد.. وإذا بقي الرأس فاسدا، فمهما أصلحنا من الأطراف، فسرعان ما سيدب لها الفساد... وقد استشهد بسورة النصر (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فالدخول في دين الله افواجا يعقب النصر والتمكين لجند الله... ويدل على ذلك من السيرة النبوية المطهرة ارتداد العرب بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين ظنوا أن الدين صار بلا رأس.. فلما ظهرت عزيمة الصديق وقوته وحزمه، عادوا بالقوة إلى حظيرة الدين، ثم حسن اسلام اكثرهم وصار من الفاتحين والمجاهدين والشهداء..

ولكن... ماذا علينا أن نفعل؟
 في ظل عصر الاستضعاف والفتن، فلعلنا نعذر إلى الله تعالى بأن ننقذ من نستطيع انقاذه من افراد، كل بحسب طاقته ووسعه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وقد ضرب الله تعالى لهذا مثلا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكرفي القرية التي كانت حاضرة البحر (قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) فقبل الله تعالى منهم هذا ونجاهم من عذابه بجهدهم هذا الذي لم يثمر شيئا في الدنيا (أنجينا الذين ينهون عن السوء) لكنه نجاهم يوم المعاد.
ولئن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم

نسأل الله تعالى السلامة والنجاة


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #55 في: 2022-09-27, 14:07:28 »
السلام عليكم ورحمة الله
هذه القصة المؤلمة يا أسماء.. هل شعرت أنه كان ثمة تقصير من الأبوين نحو هذه الابنة أدى لهذه النتيجة المرة؟ أم أنه كابتلاء سيدنا نوح بابنه؟؟

 يؤرقني هذا السؤال كثيرا

[/quote]

لا أظنّ أن هناك ذاك التقصير الذي يؤدي إلى حالها، بل هو ابتلاء، فأمّها بفضل الله محبة للدين وللقرآن، وبنتاها الأخريان سالمتان بفضل الله؛ وقد قدّر الله تعالى أن أقرأ من وِردي اليوم قوله تعالى : "وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17)"

تأملي كيف أنهما يستغيثان الله له، ويدعوانه أن يؤمن، فيصوّرهما سبحانه في كرب عظيم بما كان من ابنهما، ولا أحسب إلا أن أمثال هذين الأبوين يتكرران عبر الزمن، فهما على إيمانهما قد ابتُليا بابن كافر، نسأل الله الثبات والسلامة حتى نلقاه سبحانه.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #56 في: 2022-09-27, 20:01:16 »
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أردنا أن نركز على السبب الجوهري، لا على الأعراض الجانبية ومعالجتها، فأنا بت أعتنق شيئا فشيئا الرأي الذي لفت نظري له لأول مرة الاستاذ محمد إلهامي.. وهو أن التغيير الصحيح النافع يأتي من القمة لا من القاعدة.. فإذا صلح الرأس صلح الجسد.. وإذا بقي الرأس فاسدا، فمهما أصلحنا من الأطراف، فسرعان ما سيدب لها الفساد... وقد استشهد بسورة النصر (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فالدخول في دين الله افواجا يعقب النصر والتمكين لجند الله... ويدل على ذلك من السيرة النبوية المطهرة ارتداد العرب بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين ظنوا أن الدين صار بلا رأس.. فلما ظهرت عزيمة الصديق وقوته وحزمه، عادوا بالقوة إلى حظيرة الدين، ثم حسن اسلام اكثرهم وصار من الفاتحين والمجاهدين والشهداء..

ولكن... ماذا علينا أن نفعل؟
 في ظل عصر الاستضعاف والفتن، فلعلنا نعذر إلى الله تعالى بأن ننقذ من نستطيع انقاذه من افراد، كل بحسب طاقته ووسعه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وقد ضرب الله تعالى لهذا مثلا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكرفي القرية التي كانت حاضرة البحر (قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) فقبل الله تعالى منهم هذا ونجاهم من عذابه بجهدهم هذا الذي لم يثمر شيئا في الدنيا (أنجينا الذين ينهون عن السوء) لكنه نجاهم يوم المعاد.
ولئن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم

نسأل الله تعالى السلامة والنجاة


مداخلة دسمة على قصرها !

بداية، كما تعلمون فهناك فارق كبير بين معنى التغيير من القمة وبين أن القائد الصالح الذي يجمع الناس هو من أسباب النصر والتمكين.
وقد رأينا في تجربة مصر أن د. مرسي والذي نحسبه من الصالحين لم يستطع أن يقيم الأمر في مصر لأن المجتمع قد ألف الفساد وافتقد لدعم القاعدة.
كذلك، فإن القمة الفاسدة تحيط نفسها بمستويات عديدة من الفاسدين، فلا يصل للسلطة الحقيقية والتأثير إلا من على شاكلتهم في غالب الأمر،
ومن يكتشف صلاح أمره بينهم إما تلفيق التهم والسجن، او الإرغام على التقاعد أو التنحي بشكل أو بآخر. وهذا أيضا شواهده حولنا في كل مكان.

إذن فافتراض أن التغيير لن يتم إلا من القمة هو حكم باستحالة التغيير! فحتى مع افتراض الوصول لها، فلا قيمة لهذا الوصول دون أدوات سلطة حقيقة.
أدوات السلطة هنا لا تتوقف عند جيش وشرطة فقط، بل تتعداهما للإعلام والاقنصاد، وبعد كل هذا قد ينهار كل شيء إذا لم تصمد القاعدة أمام التحديات التي سيأتي بها التغيير!

وأما سورة النصر، فهي حقيقة اثبات على عكس ما يقول الأستاذ محمد إلهامي! فسورة النصر تصف موقفا سبقه الكثير من العمل على القاعدة وأدوات السلطة.

نأتي لسؤال ماذا علينا أن نفعل،
بالتأكيد لا توجد إجابة نموذجية لهذا السؤال! فكل منا له شخصيته وظروفه والكثير من المتغيرات التي تؤثر على هذا الجواب.
لكني لم أتوقف عن التفكير في هذا السؤال طوال العشرين سنة الماضية! وكل ما استطعت أن أخرج به أن النجاة الفردية لا تقل صعوبة عن العمل لنجاة الجماعة!

وقد أصابتني حيرة شديدة في العامين السابقين وأنا أحاول أن أقنع نفسي بأن النجاة الفردية هي الحل في هذا الزمان، وأن الإنسان يسعه بيته واجتهاده في النجاة بنفسه.
لكني فوجئت أنني أتحدث عن النجاة الفردية وكأنها إرادة شخصية محضة!
وحين تفكرت في الأمر لشهور عديدة، أيقنت ان النجاة هي منحة وكرم من الله تعالى، وأنه مهما كان المسار الذي أسير فيه فلا ضمان للنجاة ولا أمان للنفس أمام الفتن!

ما خلصت إليه في النهاية هو أن الله تعالى كتب لكل إنسان وسعه، وأن العبرة هو أن يستنفذ كل منا وسعه في العمل لدين الله، متجردا من هوى نفسه ومخلصا لله وحده.
« آخر تحرير: 2022-09-27, 20:02:49 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #57 في: 2022-10-14, 09:14:52 »
بذور الدنيا

استكمالا للنتائج التي تترتب على التفكك الفكري والعملي للأسرة، وحيث أني عاصرت كثيرا منها مؤخرا، فقد تأكدت ظنوني السابقة منذ سنوات قبل أن أخوض معركة الأسرة.

لا أدري لماذا يعترينا جبن شديد تجاه مكاشفة أنفسنا والإقرار بما برهنت عليه بالفعل رغباتنا الدفينة على مر السنين! فصوت الشهوات والانغماس في الدنيا لا يعلوه صوت في مجتمعاتنا!
لماذا إذن الاصرار على أن مساراتنا الحياتية التي سلكناها هي مسار الدين والتدين، وأن أي ادعاء بإمكانية الوصول لما هو أفضل هو مجرد كلام نظري غير قابل للتطبيق؟!

لا أجد تفسيرا منطقيا غير أن بذور الدنيا داخلنا أعمق مما نظن، وأن نباتها وإن اختلف لونه عن بذور الدنيا الأخرى من حولنا، إلا أنها تحتفظ بعوامل الانهيار في داخلها نورثها لأبنائنا من بعدنا.

شاءت الأقدار أن أجد نفسي في مسار لا أجد لأطفالي فيه غير مدارس الانترناشيونال (الإسلامي على حد زعمهم)، فهم على الرغم أنهم في بلد مسلم، إلا أنه لا يتحدث العربية ولا يعتبرها لغة يعتد بها.
وعلى الرغم أن القائمين على المدرسة من العرب أصحاب الفكر الديني، إلا أن ما شاهدته من طرق التواصل مع الأطفال أصابني بهم وغم شديدين..

تأكد لي ما كنت أخشاه من قبل، فكثير مما يوصف ب (إسلامي) من منتجات في زماننا، لا يعدوا كونه علامة تسويقية لفئة من الناس تهتم بأن تريح ضمائرها حين ترى العلامة على المنتجات التي تشتريها.
ولا أدري هل هناك من يهتم حقا بالمعنى وراء تلك العلامة ومدى تحققه أم لا، لكني لم أعد أستغرب ما يحدث اﻵن، فنحن أنفسنا نستخدم نفس العلامة على أفكارنا لنهرب من حقيقة أننا لا نستطيع مقاومة الدنيا وشهواتها. ودوما هناك طريق ملتوي نستطيع منه الوصول لتلك العلامة مع تحصيل ما تهواه أنفسنا دون نقصان.

وقد علمنا يقينا أن من تكون هذه صفتهم، فاستبدالهم قادم لا محالة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي.
« رد #58 في: 2022-11-20, 16:27:55 »


مداخلة دسمة على قصرها !

بداية، كما تعلمون فهناك فارق كبير بين معنى التغيير من القمة وبين أن القائد الصالح الذي يجمع الناس هو من أسباب النصر والتمكين.
وقد رأينا في تجربة مصر أن د. مرسي والذي نحسبه من الصالحين لم يستطع أن يقيم الأمر في مصر لأن المجتمع قد ألف الفساد وافتقد لدعم القاعدة.
كذلك، فإن القمة الفاسدة تحيط نفسها بمستويات عديدة من الفاسدين، فلا يصل للسلطة الحقيقية والتأثير إلا من على شاكلتهم في غالب الأمر،
ومن يكتشف صلاح أمره بينهم إما تلفيق التهم والسجن، او الإرغام على التقاعد أو التنحي بشكل أو بآخر. وهذا أيضا شواهده حولنا في كل مكان.

إذن فافتراض أن التغيير لن يتم إلا من القمة هو حكم باستحالة التغيير! فحتى مع افتراض الوصول لها، فلا قيمة لهذا الوصول دون أدوات سلطة حقيقة.
أدوات السلطة هنا لا تتوقف عند جيش وشرطة فقط، بل تتعداهما للإعلام والاقنصاد، وبعد كل هذا قد ينهار كل شيء إذا لم تصمد القاعدة أمام التحديات التي سيأتي بها التغيير!

وأما سورة النصر، فهي حقيقة اثبات على عكس ما يقول الأستاذ محمد إلهامي! فسورة النصر تصف موقفا سبقه الكثير من العمل على القاعدة وأدوات السلطة.

نأتي لسؤال ماذا علينا أن نفعل،
بالتأكيد لا توجد إجابة نموذجية لهذا السؤال! فكل منا له شخصيته وظروفه والكثير من المتغيرات التي تؤثر على هذا الجواب.
لكني لم أتوقف عن التفكير في هذا السؤال طوال العشرين سنة الماضية! وكل ما استطعت أن أخرج به أن النجاة الفردية لا تقل صعوبة عن العمل لنجاة الجماعة!

وقد أصابتني حيرة شديدة في العامين السابقين وأنا أحاول أن أقنع نفسي بأن النجاة الفردية هي الحل في هذا الزمان، وأن الإنسان يسعه بيته واجتهاده في النجاة بنفسه.
لكني فوجئت أنني أتحدث عن النجاة الفردية وكأنها إرادة شخصية محضة!
وحين تفكرت في الأمر لشهور عديدة، أيقنت ان النجاة هي منحة وكرم من الله تعالى، وأنه مهما كان المسار الذي أسير فيه فلا ضمان للنجاة ولا أمان للنفس أمام الفتن!

ما خلصت إليه في النهاية هو أن الله تعالى كتب لكل إنسان وسعه، وأن العبرة هو أن يستنفذ كل منا وسعه في العمل لدين الله، متجردا من هوى نفسه ومخلصا لله وحده.

كلام جميل
يستحق التفكير والتدبر
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي.
« رد #59 في: 2022-11-20, 16:31:30 »
بذور الدنيا

استكمالا للنتائج التي تترتب على التفكك الفكري والعملي للأسرة، وحيث أني عاصرت كثيرا منها مؤخرا، فقد تأكدت ظنوني السابقة منذ سنوات قبل أن أخوض معركة الأسرة.

لا أدري لماذا يعترينا جبن شديد تجاه مكاشفة أنفسنا والإقرار بما برهنت عليه بالفعل رغباتنا الدفينة على مر السنين! فصوت الشهوات والانغماس في الدنيا لا يعلوه صوت في مجتمعاتنا!
لماذا إذن الاصرار على أن مساراتنا الحياتية التي سلكناها هي مسار الدين والتدين، وأن أي ادعاء بإمكانية الوصول لما هو أفضل هو مجرد كلام نظري غير قابل للتطبيق؟!

لا أجد تفسيرا منطقيا غير أن بذور الدنيا داخلنا أعمق مما نظن، وأن نباتها وإن اختلف لونه عن بذور الدنيا الأخرى من حولنا، إلا أنها تحتفظ بعوامل الانهيار في داخلها نورثها لأبنائنا من بعدنا.

شاءت الأقدار أن أجد نفسي في مسار لا أجد لأطفالي فيه غير مدارس الانترناشيونال (الإسلامي على حد زعمهم)، فهم على الرغم أنهم في بلد مسلم، إلا أنه لا يتحدث العربية ولا يعتبرها لغة يعتد بها.
وعلى الرغم أن القائمين على المدرسة من العرب أصحاب الفكر الديني، إلا أن ما شاهدته من طرق التواصل مع الأطفال أصابني بهم وغم شديدين..

تأكد لي ما كنت أخشاه من قبل، فكثير مما يوصف ب (إسلامي) من منتجات في زماننا، لا يعدوا كونه علامة تسويقية لفئة من الناس تهتم بأن تريح ضمائرها حين ترى العلامة على المنتجات التي تشتريها.
ولا أدري هل هناك من يهتم حقا بالمعنى وراء تلك العلامة ومدى تحققه أم لا، لكني لم أعد أستغرب ما يحدث اﻵن، فنحن أنفسنا نستخدم نفس العلامة على أفكارنا لنهرب من حقيقة أننا لا نستطيع مقاومة الدنيا وشهواتها. ودوما هناك طريق ملتوي نستطيع منه الوصول لتلك العلامة مع تحصيل ما تهواه أنفسنا دون نقصان.

وقد علمنا يقينا أن من تكون هذه صفتهم، فاستبدالهم قادم لا محالة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

هلا تكرمت بشرح فكرتك هنا بشكل أكثر تفصيلا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*