المحرر موضوع: أبــــــــي الحبــــيب........  (زيارة 13532 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
أبــــــــي الحبــــيب........
« في: 2007-11-21, 09:00:14 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخت لي في الله توفي والدها الأسبوع الماضي تغمده الله بواسع رحمته وجعله من أهل الجنة المنعّمين بنعيمها ، هي من بلد شقيق ، أرسلت لنا رسالة عبر البريد الإلكتروني في عزّ فجيعتها في والدها الحبيب تقول :

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
 
لا أعرف كيف أقولها .. لأني لا أريد أن أقولها .. سأبدأ بقول الحمد لله .. ليخفف الله عنّا .. ويلهمنا الصبر ..
خسرت أبي الحبيب .. توفي أبي الحبيب .. إنه أبي ..
توفّى البابا..
لكنه لن يتركنا .. سيبقى معنا .. سيبقى يرعانا بحبه .. أنا متأكدة ..
الحمد لله دائماً وأبداً ..

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: أبــــــــي الحبــــيب........
« رد #1 في: 2007-11-21, 09:12:57 »
وبعد ردودنا عليها إخوةً لها في الله أحبوها فيه وحزنوا لحزنها ، ترد عقب حوالي ثلاثة أيام من وفاته

ردت تقول :
 
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
 
الحمد لله على كل حال .. والحمد لله على الصحبة الطيّبة .. والحمد لله على رحمة الله الواسعة .. ففي عزّ الشدة الله رحيم بعباده ..
أحبكم في الله .. وأحتاجكم إلى جانبي .. أنتم رحمة رب العالمين
شكراً على فكرة الختمة لأبي الحبيب .. وادعوا له أيضاً .. عندما تتذكرونني أدعوا لأبي أيضاً ..
نعم  .. أنا وإخوتي صنيعة ذلك الرجل .. ما أروع أن تسمع الذكر الطيب .. ما أروع ما ترك أبي من ذكر في أذهان الجميع .. الحمد لله السميع البصير..
أبي الحبيب .. لن أوفّيك حقك شكراً .. الله يوفّيك ..
أشكركم على ذكركم الطيب لأبي حتى لو لم تعرفوه ..
أبي هو القائد .. الملك .. أبي هو العلم والحب .. أبي هو الإيمان .. هو الصدق والتواضع والتسامح ..
أبي العظيم اشتقت إليك .. أبي .. أنت أبي بكل فخر .. أنت عزّتنا .. أنت أبي الحبيب
بحياتك ووفاتك نحن أعزّاء بذكرك ..
توفي أبي ظهرالجمعة .. وفاة هادئة .. وبعد أن دفنّاه .. غمرتنا رحمة الله بأن امتلأت غرفته برائحة طيّبة .. لم ندرِ في البداية هي من أين .. ولكن أحداً لم يضعها في الغرفة .. هي رائحة روحه الطيّبة .. ما أطيبها ...
كم ترك ذلك في قلوبنا من طمأنينة .. هي رحمة الله في كل حين وفي كل وقت
مطمئنون على أبي بأنه بين يدي الله الرحيم ..
ويبقى ألم الفراق .. والشوق للقاء ..
لا أملك إلا أن أسأل الله أن يلاقيني بأبي في المنام ..
اشتقت إليك يا أبي
اللهم ألهمنا الصبر .. وألهم أمي الصبر .. واجمعنا بأبي وبكل الأحباء في الفردوس الأعلى بصحبة نبيك الكريم عليه أطيب الصلاة ..
اللهم لقّنا بالأحبة في جنات النعيم .. وأنعم علينا بالنظر إلى وجهك الكريم
والحمد لله دائماً وأبداً
 

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: أبــــــــي الحبــــيب........
« رد #2 في: 2007-11-21, 09:21:25 »
ثم وبعد حوالي يومين تكتب تحت عنوان : عندما يتوقف الزمن

بلحظة توقف الزمن .. توقفت الحياة .. لا أرغب بشئ ولا طعم لأي شئ .. لأول مرة في حياتي أرغب بعودة الزمن إلى الوراء .. لطالما عشت سنوات عمري بكل جمالها وأعطيتها حقّها ومللتها وطلبت التجدد .. طلبت المستقبل واستكشاف ما ينتظرني من حياة .. اما الآن فلا أرغب بالسير إلى الأمام .. أريد العودة .. أريد أبي .. لأني لا أرى شيئاً أمامي ..

نعم أؤمن بإرادة الله .. وحكمته ورحمته .. لا أشعر بالهدوء إلا وأنا أصلي وأقرأ القرآن .. لم يعد من لغة حوار بيني وبين أبي إلا الدعاء له .. وأنا أدعو له أشعر برحمة  الله .. أشعر بأن أبي أنهى امتحانه في الدنيا .. ربّانا وتعب لأجلنا وحان وقت راحته .. أشعر بالطمأنينة وبالسعادة لأجله .. أبي أنت بين يدي الله .. فاسعد .. أسعدك الله يا أبي دائماً وأبداً .. ولكني اشتقت إليك .. ولوجودك .. ولإطلالتك .. ولكلماتك ..
 ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

هي كلمات الله سبحانه وتعالى .. يعد الصابرين بالرحمة والهداية .. وقول الله حق .. اللهم اجعلنا منهم
اللهم ساعدنا وابق إلى جانبنا وطمئنا بأن أبي بخير .. وارسل له سلامنا وحبنا
تبقى حكمتك وإرادتك هي الخير المطلق فلك الحمد .. ونبقى نشعر بالدفء والحب بقربك .. حتى لو فارقنا من نحب .. وفارقنا من أحاطنا بالأمان والدفء والطمأنينة .. ولكنك حيّ لا تموت .. باق معنا دائماً .. لك الحمد والشكر .. اللهم احفظنا واحمنا واحم أبي وارحمه واحفظه ..

ونعود .. لأنه يجب أن نعود .. الحزن يبقى في القلب .. يُثار غصباً عنا مع أي كلمة .. مع أي "قصة .. مع أي لمحة
هالمرة لا أدري متى سأعود .. أعود لأن للآخرين حقا علي .. ولكن قلبي واقف مكانه .. وزمني واقف .. إذا ضحكت او ابتسمت فلا طعم لضحكتي .. أو ابتسامتي ..

ولكني على يقين بأن الله سيخفف عني وعن أهلي .. نعم على يقين كبير بذلك .. فهو الرحيم الذي على كل شئ قدير ..
الحمد لله على رحمته الواسعة التي أشعر بها رغم ألمي .. هي رحمة جميلة تشعرني بأن الله يهتم لأمرنا ويريد الخير لنا ويريد أن يخفف عنا .. ولكنها سنّة الحياة والطريق الذي سنسير إليه جميعنا ولكن لكل شئ أوانه بحكمة مطلقة ..

غير متصل ali whdan

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 185
رد: أبــــــــي الحبــــيب........
« رد #3 في: 2007-11-21, 09:28:38 »
الحمد لله و كفى و صلاة و سلاما على عباده الذين اصطفى ثم اما بعد :

يقول الحق جل فى علاه ( انك ميت و انهم لميتون ) صدق الله العظيم

فان الموت مكتوب على العباد قبل ان يولدوا ( و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام ) فلما هذا الحزن العميق اذا كان على الفراق

فلا باس اما ان كان لانه مات فهو اعتراض غير مقبول على الله لانه سبحانه و تعالى قد كتبت الموت على جميع عباده حتى رسله

فكيف نتهم من هو منزه عن النواقص بالظلم و لكنى ساسرد قصة تلك المراة المؤمنه التى توفى ابنها و زوجها بالخارج فلما عاد

لبست احسن الثياب و قابلته بوجه باسم و ارتاح الزوج من عناء السفر و اجتماعا فى غرفتهما و بعد ان انتهيا قالت له اذا ائتمنك

شخص ما على امانه و طلبها منك استردها له ام لا قال بلى اردها قالت اذا توفى ولدنا و كان العجب من الرجل الذى اسرع الى

 المصطفى صلى الله عليه وسلم يروى له ما حدث فلم يزد عليه المصطفى صلى الله عليه و سلم الا ان ابتسم و قال

لقد بارك الله لكما فى ليلتكما هذه .

لو كانت الدنيا تدوم لاهلها لكان رسول الله حيا و باقيا

صدقونى الدنيا دار لها بابان ندخل من احداها و نخرج من الاخر

اسال الله ان يجعلنا و اياكم ممن كانت اخرتهم حسنه

و اخيرا اقول الدنيا ساعه فاجعلها طاعه و النفس طماعه علمها القناعه

لقد راعيت الاختصار الشديد و اسال لها و لاهلها الصبر و السلوان و اسال الله ان يرحم والدها و ايانا

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: أبــــــــي الحبــــيب........
« رد #4 في: 2007-11-21, 09:32:21 »
أثارت كتابتها شجوني وذكرياتي فرددت عليها :

نعم هو هذا ما يحدث في قمة لحظات الفراق ، نرى وكأن الزمن قد توقف ، وكأن الحياة لن تستمر ، هو ذلك الإحساس لا بد أن يكون ، ولا يستطيع أحد أن يبعده عنك ، ولكن الحمد لله على نعمة الإيمان التي تجعلنا على يقين من أنها إرادة الله التي لا مرد لها

حينما توفي أبي كذلك صارت حالي ، قضيت وقتا طويييييييييلا طويلا بعد وفاته وأنا كلما استيقظت في الصباح مشيت على أطراف أصابعي مختمرا بذهني أن أبي نائم بغرفته ، فعليّ ألا أوقظه بتحركاتي ، وخاصة إذا قاربت خطواتي غرفته ، وجدتني أفعل ذلك ، مغيّب فيّ الوعي بأن والدي ميت وما من داع لأن أفعل ، وإنما اختمر بعقلي الباطن أنه نائم كعادته ، وقد نسيت موته نسيانا تاما ، صورته أصبحت وحدها نصب عيني ولا صورة غيرها من صور الحياة ، كلما رأيت شيخا بالشارع ، أطلت التأمل فيه ، وأخذني الحنين إلى صورة أبي ....

قبّعته التي تعودت أن أكون أول من يخلعها عن رأسه مستقبلته بالباب ، ما تزال حتى يومنا مخبأة بعدما احتدمت بداخلي براكين الحزن والذكريات وانفجرت وأنا أصرخ بهم جميعا : إلا هذه ، لن أقبل أن تعطوها ، إلا هذه ، وشعراته البيضاء ما تزال تسكنها إلى يومنا ....

لا ننسى أختي الحبيبة ، ولكن الله سبحانه يتغمدنا برحمته ، فنعود للضحك وللمزح وللحياة من جديد رغم كم الحب الذي نحبهم  ، ورغم  كم الشوق الذي نشتاقه ، ورغم الحنين....

ما زلت كلما آلمني أمر تحدثني نفسي ، وماذا لو كان أبي حيا لكان مِنعتي وعزتي وحصني الذي ألوذ به ، فيغمرني الدمع ويفيض الحنين والشوق ،
مازلت كلما استجد من مهم الأمور حدثٌ بأسرتنا أرى صورته وأتخيل هيبته وهيأته التي تسد هيأة الجميع وتغطي على مكانة الجميع بالقلب وبالبيت
 ، وبشجاعة أبي ، وبحب أبي ، وبصدق أبي وبطيبة أبي ، وببياض صفحة قلب أبي مازلت لا أرى بين الرجال رجلا مثل أبي ....

واليوم هل نسيتُ أختاه ؟؟؟ لا لم أنس ولن أنسى وسأذكر دائما ، ولكن الله يمن علينا بعودة الأمل والحياة ، وهي ذي سنة الحياة
سترينه قبالة عينك في كل عمل تعملينه ، ستودين لو أنّ كل عمل تحتسبين به وجه الله يقتسمه معك أبوك
ستعملين لأجله ، ستلحقين له الحسنات إلى قبره ، ستقرئين له القرآن ما حييت ، سيكون أول من تتذكرين كلما رفعت يدك داعية مبتهلة ،
سيمنّ الله عليك من واسع فضله ، وستبلّغين له عمرة أو حجة...
 
ستكونين ابنته البارة التي رباها على كل خلق حسن ، وسيتعزّز بداخلك العهد لتقطعيه مجددا بينك وبينه على أنك ابنته التي ستكون وستظل كما أحبها أن تكون
طائعة لله محبة له ، ساعية في سبيله ، ، ضاحكة مبتسمة لأن الله ربك
سترين أخيّتي ، سترين كل ذلك عما قريب  بإذن الله تعالى...

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: أبــــــــي الحبــــيب........
« رد #5 في: 2007-11-21, 18:55:00 »
رحم الله موتانا وموتي المسلمين وأسكنهم فسيح جناته وأعاننا على تقواه.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ