علوم وتكنولوجيا > ::عبقري زمانه::

عالم الخلايا

<< < (2/3) > >>

زينب الباحثة:
تستمر خلايا الجنين الأولى في الانقسام وفي الحقيقة كلما انقسمت أكثر كلما بدأت هذه الخلايا الجنينية تختص أكثر.

فمثلا في البداية سنجد أن خلايا الجنين ستتقسم لقسمين: قسم مسؤول عن إنتاج الأنسجة الخارجية للجنين (المشيمة) وقسم آخر سيكون مسؤولا عن إنتاج أنسجة الجنين نفسه.

هذين القسمين من الخلايا أيضا مازالوا خلايا جذعية لكنهم في هذه الحالة أصبحوا متخصصين أكثر وأصبحت قدرتهم التخصصية محددة أكثر. فالخلايا المسؤولة عن إنتاج المشيمة لا تنتج أنسجة الجنين وكذلك الخلايا المسؤولة عن إنتاج الجنين لا تنتج المشيمة.

تٌصنف الخلايا الجذعية إلى أنواع حسب قدراتها التخصصية. فهناك الخلايا الجذعية التي يُمكنها إنتاج كل أنواع الخلايا وعلى رأسها البييضة كما ذكرنا مسبقا. وهناك خلايا جذعية مختصة أكثر لا يمكنها إنتاج سوى سلالات معينة من الخلايا أو خلايا ذات اختصاصات معينة فقط.

تنقسم الخلايا الجذعية أيضا لخلايا مصدرها الجنين (ولا توجد في غيره) وهي التي تحدثنا عنها مسبقا ولخلايا مصدرها الإنسان البالغ. أما عن مكان تواجدها فهي توجد في أنسجة الجسم المتنوعة وتقوم بتجديد تلك الأنسجة وإصلاحها في حالة حدوث عطب كجرح مثلا فكما ذكرنا وظيفة الخلايا الجذعية هي توفير الخلايا المختصة التي يحتاجها النسيج باستمرار.


--- اقتباس ---صورة طريفة:



جنين بشري في مرحلة ال16 خلية فوق دبوس
16-cell stage
--- نهاية الإقتباس ---

زينب الباحثة:
لماذا كل هذا الاهتمام بالخلايا الجذعية؟

قدرة هذه الخلايا الانقسامية وقدرتها على تجديد النسيج قد تكون طريقا لحل الكثير من المشاكل الصحية.

مثلا في حالة الفشل الكلوي: الأمل هو أن نستطيع استخدام الخلايا الجذعية وتوجيهها لإنتاج كلية جديدة للمريض. وهذا سيحل مشكلة رفض جهاز مناعة المريض لكلية المتبرع لأننا سنستخدم خلايا من جسم المريض نفسه لن يرفضها جهاز مناعته، وسنحل أيضا مشكلة عدم توفر متبرعين كفاية.

وهكذا يمكننا حل الكثير من المشاكل التي تكون بسبب انعدام نسيج معين أو عطبه كالألزهايمر، ومشاكل القلب، والحروق، والعمى ووووو كل ما يمكن أن يخطر بالبال من أعطاب تصيب أعضاء وأنسجة الإنسان المختلفة.

فالحل الذي يأمل الباحثون أن يصلون له هو تعويض النسيج أو العضو المعطوب عن طريق الخلايا الجذعية!

لكن البحث العلمي الآن يحتاج لإيجاد طُرق فعالة لتوجيه هذه الخلايا لتُنتج الأنسجة التي نريد منها.

وأيضا مازال الكثير من الغموض يحيط بالخلايا الجذعية نفسها فنحن لا نعرف كم أنواعها الموجودة في جسم الإنسان؟ وهل كل أنسجة جسم الإنسان لديها خلايا جذعية؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة . . .

زينب الباحثة:
كيف نتحصل على الخلايا الجذعية؟

1) من أجنة الأنابيب:
- والتي يتم إنتاجها في المعمل بغرض استخدامها في البحث العلمي.

- أو التي تأتي من أجنة التلقيح الإصطناعي الاضافيين والذين سيُرمون.

وفي كلتا الحالتين يتم اتلاف الجنين بعد أخذ الخلايا الجذعية.

2) من أجنة تم اجهاضها.

3) من المشيمة بعد عملية الولادة.

4) من أشخاص بالغين من أنسجة الجسم المختلفة كنخاع العظم.

5) من خلايا عادية تمت إعادة برمجتها لتتحول إلى خلايا جذعية!

زينب الباحثة:
الاستنساخ

قام العلماء باستنساخ الكثير من الكائنات الحية بنجاح وربما أكثرهم شهرة هي النعجة دولي.

ويُمنع استنساخ الإنسان بهدف التكاثر reproductive cloning (أي بهدف إنتاج إنسان آخر) . . . ولكنه مسموح به بهدف التحصل على الخلايا الجذعية كما ذكرت مسبقا ويُقتل الجنين قبل أن يَصل لمراحل متطورة في نموه.

أما عن طريقة الاستنساخ فهناك الطريقة التي ذكرتها مسبقا والتي تشابه ما يحصل للتوائم المثالية.

وهناك طريقة أخرى هي أكثر شيوعا وتكون كالآتي:

نحتاج لبييضة غير ملقحة.

نحتاج لخلية من المخلوق الذي نريد أن نستنسخه، لنسميها خلية المستنسخ منه.

معلومة مهمة للفهم: الشفرة الجينية لأي مخلوق هي المسؤولة عن تحديد صفات ذلك المخلوق ونحن نحصل على نصف شفراتنا الجينية من الأم والنصف الآخر من الأب*.

البييضة الغير ملقحة بها نصف الشفرات الجينية من الأم وهي تحتاج للنصف الآخر من الأب والذي يأتي متمثلا بالحوين المنوي.

ما يقام به في عملية الاستنساخ هو نزع النواة من البييضة الغير ملقحة (الشفرة الجينية موجودة بالنواة)، ثم نزع نواة خلية المستنسخ منه وادخالها بالبييضة.

الآن أصبحت لدينا بييضة شبيهة بالبييضة الملقحة لاحتواءها على شفرة جينية كاملة (وليس نصفها). وفي الحقيقة هذه العملية تخدع البييضة فتعتقد أنه تم تلقيحها من الحوين المنوي فتبدأ بالإنقسام وإنتاج جنين جديد!

بعدها يُوضع الجنين في رحم مستقبل لينمو وينتج كائن هو نسخة طبق الأصل** من الكائن المستنسخ منه.

معدل نجاح هذه العملية صغير جدًا فمثلا لإنتاج النعجة الشهيرة دولي تم اتسخدام 277 بييضة وواحدة فقط منهم كبرت للبلوغ وهي دولي.  

وبالتالي بهذه الطريقة، نعم يُمكن –نظريا- أن تنجب المرأة بدون الحاجة لرجل، ولكن التكاثر بهذه الطريقة للإنسان غير قانوني ولم يقم به أحد بعد. وكل الأجنة التي تم انتاجها بهذه الطريقة تم اتلافها قبل أن تتطور.

معلومة ظريفة: بعض الحشرات تستطيع إناثها التكاثر لاجنسيا بدون الحاجة إلى تلقيح من الذكر.  


هل نتائج الاستنساخ جيدة؟

الجواب المختصر هو لا!

كما ذكرت مسبقا معدل نجاح عمليات الاستنساخ متواضع مما يضفي طبقة أخرى من الصعوبة لعملية هي أصلا صعبة وتحتاج لكثير من الدقة والخبرة من الباحث الذي يقوم بعملية الاستنساخ.

هذا من جهة أما من جهة أخرى فهناك مشاكل صحية كثيرة يُصاب بها الجنين الناتج عن هذه العملية، بعض هذه المشاكل معروف السبب أما بعضها الآخر فمجهول.


---

* في الحقيقة نحن نحصل على أكثر من النصف بقليل من جهة الأم!

** في الحقيقة الكائن الذي ينتج من عملية الاستنساخ هذه ليس نسخة مثالية طبق الأصل لأن النواة ليست موقع الشفرة الجينية الوحيد في الخلية، فالمايتوكندريا تحتوي على شفرة جينية خاصة بها ولا يتم نزعها من البييضة.

زينب الباحثة:
أتمنى أن يكون هذا فيه إجابة على أسئلتك أخي الفاضل، أتمنى أن الشرح كان واضحا وأعتذر عن الإطالة

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

[*] الصفحة السابقة

الذهاب الى النسخة الكاملة