أيامنا الحلوة

الساحة الإسلامية => :: قرآن ربي :: => الموضوع حرر بواسطة: جواد في 2009-05-10, 23:31:20

العنوان: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-10, 23:31:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ترى ما وضع القرآن فى حياتنا ؟

وما الغاية من قرآته؟

وماذا بعد الحفظ؟

لماذا رغم كثرة حفظة القرآن لا نرى الكثير من الأمثلة القرآنية الحية؟

هل يكفى أن نحفظ القرآن ونعمل على تحفيظه لغيرنا دون الوقوف على العمل والتطبيق ؟

العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-11, 00:20:19

اسمح لي يا جواد أن أضع - على استحياء - رأيي المتواضع باعتباري مبتدئة في العمل في هذا الطريق

وكالعادة سأبدو شديدة التفاؤل  emo (30): ولكن هذه المرة تفاؤلي نابع من واقع فعلي أعيشه

فإن كنت تعيش غيره فانقل لنا ما لاحظت وأنقل لك ما لاحظته

بداية إن كان تساؤلك دعوة لإعلاء الهمة والحث على العمل بالقرآن وليس فقط الاهتمام بحفظه فأنا أؤيدك في هذا تماماً ومازلت أذكر داعية فاضلة قالت في درس لها :

لا نريد نسخاً إضافية من المصحف فلدينا الكثير مطبوعاً .. وإنما نريد قرآناً يمشي على الأرض

أما لو كان حديثك شكوى من واقع فعلي نعيشه فسأختلف معك وأتفق معك في نفس الوقت

هناك نوعان من حفظة القرآن

النوع الأول من حفظه قسراً أو باعتباره مقرراً عليه في منهجه الدراسي

وهؤلاء لا يزيد القرآن في حياة بعضهم عن مقرر ضمن المقررات الدراسية يسعون فيه لدرجات في امتحانات نهاية العام ثم تنتهي علاقتهم به

أعرف واحداً منهم حفظ القرآن صغيراً ثم مع انغماسه في اللهو امتنع حتى عن الصلاة

ومنهم من يأخذه وسيلة للتكسب أو المباهاة لا أكثر ومنهم للأسف علماء يشرفون على مؤسسات تعليمية

النوع الثاني
  من يسعى إليه راغباً مختاراً باذلا في سبيله كل طاقته

وهؤلاء رأيت بعيني نماذج منهم احتكاكي بهم عن قرب كشف لي عن جوانب في شخصياتهم أعظم كثيراً مما كنت أتوقع وأعرف عنهم

وكثيرين غيرهم في درجة أقل قليلا أو كثيراً من ذلك - شهدت بعيني كيف تتغير شخصياتهم وتصرفاتهم ونظرتهم للحياة أثناء رحلتهم مع حفظ القرآن ولو بغير تخطيط منهم وإنما هو نور القرآن يطغى على أولوياتهم رغماً عنهم


العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-11, 07:26:40


هل يكفى أن نحفظ القرآن ونعمل على تحفيظه لغيرنا دون الوقوف على العمل والتطبيق ؟




نعم يكفي وبل ويجب من جهة حفظ التواتر لكتاب الله

حتى لو توقف كل المسلمين عن العمل بكتاب الله لن يتوقف حفظ القرآن لنقله من جيل لجيل لأنه لا ينتقل إلا بهذه الطريقة

وفي هذه الحالة يأثم المسلمون بترك العمل ولكن يبقى التواتر للقرآن ليصل لمن بعدهم ثابتاً موثقاً فيكون الجيل غير العامل مستخدماً في حفظ الذكر رغماً عنه كما يستخدم غير المسلمين اليوم في خدمة كتاب الله دون أن يشعروا بابتكارهم وتحديثهم المستمر لوسائل التسجيل والعرض والطباعة

ربما لو حولت سؤالك لدعوة للعمل بالقرآن لكان أحوط

فلنقل : يا مسلمون اعملوا بما وفقكم الله لحفظه فيكون القرآن نوراً في القلوب وهادياً على الدرب

وجزاك الله خيراً على التنبيه لهذه النقطة الهامة فقد نزل القرآن ليكون منهجاً للعمل
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-12, 14:50:22
جزاكم الله خيرا كثيرا يا ماما فرح،

وكالعادة أختلف معكم بعض الشئ  emo (30):

القرآن محفوظ من قبل رب العالمين

يقول تعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"

وانا هنا لا أتخيل مثالا بشريا لا يخطئ ابدا،

انما أدعوا الى المجاهدة الحقيقية للعمل بمحكمه بفهم وسطي سليم.

وحفظ القرآن دون العمل به فتنة كبيرة للمسلمين وغير المسلمين،

وفى وقتنا هذا يظن الناس فى حفظة القرآن ومعلمية خيرا،

فإذا ما وجدوا تصرفاتهم فى اغلبها تنافى القرآن، فتحدثهم أنفسهم انه ما نفعهم القرآن والعياذ بالله، وهذه فتنة كبيرة.

كالإمام الذى يصعد على المنبر ويخطب عن الحجاب ثم تخرج بناته وزوجته دون حجاب.

وحينما يرى غير المسلم تصرفات المسلم عامة والحافظ لكتاب الله او العالم به خاصة ثم يجد تعارضا كبيرا بين الإثنين،

فإن ذلك شبهة كبيرة ، فقد يعتقد أن القرآن كلام نظرى غير قابل للتطبيق.


أخشي وأرجوا المعذرة فى ذلك، أن حفظ القرآن الآن أصبح والعياذ بالله عند البعض "موضة"، أو مجرد مسكن للنفس أنها فعلت ما عليها للدين !!
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-12, 16:56:25

لا بأس بالخلاف الهاديء لنصل لنقطة اتفاق

الآن أنت تقول حفظ القرآن صار عند البعض موضة ومجرد مسكن للنفوس بأننا أدينا ما علينا

طيب ما هي رؤيتك؟

هل يترك الناس حفظ القرآن حتى تتزكى أنفسهم أولا ويعملون به ثم يحفظونه بعد ذلك؟

أم يستمرون في الحفظ خوفاً من دنو الأجل مع مجاهدة النفس للعمل بالقرآن؟

أم لا أهمية لحفظهم للقرآن والأولوية للعمل به؟

اعطني اختياراً من هؤلاء أو أضف اختياراً غيرهم لتتضح لي وجهة نظرك

العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-05-12, 17:05:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحجز مكانا ...ولي ما أقول بإذن الله تعالى
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-12, 17:23:40
اقتباس
هل يترك الناس حفظ القرآن حتى تتزكى أنفسهم أولا ويعملون به ثم يحفظونه بعد ذلك؟

ومن يستطيع أن يصل لتمام تزكية النفس؟

كلا بالطبع ما قصدت هذا.



اقتباس
أم يستمرون في الحفظ خوفاً من دنو الأجل مع مجاهدة النفس للعمل بالقرآن؟

نعم، مع التركيز على ما تحته خط،
فقد يكون التقصير فى العمل وقد يكون فى الحفظ أيضا.
غفر الله لنا ولكم.


اقتباس
أم لا أهمية لحفظهم للقرآن والأولوية للعمل به؟

لا يقول ذلك عاقل،

وان كنتم فى مجال التحفيظ فربما تحتاجون دوما الى تغيير النظرة الى التعامل مع القرآن،

فالقراءة والحفظ خطوة يكتمل بهاؤها بمجاهدة النفس على العمل.


يعنى تخيلوا كم حافظ للقرآن فى أحداث غزة الأخيرة أنكر على المجاهدين هناك مقاومتهم ؟


من المؤسف حقا أن يتحول القرآن الى مجرد كتاب نتناقله أو نتبارك به،

ثم اذا نحن فى حياتنا الشخصية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية والعلمية لا علاقة لنا بما نحفظه أو بما قرأناه.
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-12, 18:20:33
اقتباس
أم يستمرون في الحفظ خوفاً من دنو الأجل مع مجاهدة النفس للعمل بالقرآن؟

نعم، مع التركيز على ما تحته خط،
فقد يكون التقصير فى العمل وقد يكون فى الحفظ أيضا.
غفر الله لنا ولكم.


كلام جميل

هكذا نحن متفقون

وأضيف - وهذا يؤيد وجهة نظرك  emo (30): - أن العمل بالقرآن أولوية والحفظ يأتي ثانياً

فالعمل بالقرآن فرض

وحفظ القرآن سنة أما الفرض فهو تلاوته
 
ستقول لماذا لم تقولي هذا من البداية لنتلافى الاختلاف ؟

أقول لك لأن دعوتك بالصيغة التي أوردتها قد تكون - دون أن تدري - مقدمة لشيء خطير جداً ضاع الحجاب والصلاة بأفكار أقل منه كثيراً فخشيت أن نضع لبنة ضياع إقبال الأمة على حفظ القرآن دون أن نشعر

من لا يصلي يقول لك : المهم الأخلاق .. الدين المعاملة .. انظر للمصلين كيف يتعاملون مع الناس وانظر لهذا المصلي القاطع لرحمه آكل مال اليتامى.....إلخ

وطبعاً قل في الحجاب مثل هذا وأكثر

فلو أعلينا قيمة العمل بالقرآن - وهي فرض لا نختلف حول هذا - مقابل حفظه - وهو سنة .. فإننا نقول كلمة حق ولكنها قد تؤخذ لنشر باطل

((فعلينا أن نحث على الفرض ولكن بشرط ألا نضيع هذه السنة لأن أهميتها تفوق كثيراً كونها سنة وسأعود في مداخلة منفصلة لتوضيح قصدي))

فهل نتحمل أمام الله إثم ذلك؟

فالأحوط كما قلت لك ألا نتعرض لجزئية الحفظ ونركز فقط على الحث على العمل للكل .. لمن يحفظ ولمن يكتفي بالتلاوة .. بل ولمن لا يحفظ ولا يتلو ولكن دون أن نربط ذلك بمقارنة بين العمل والحفظ

تأمل هذه الآيات:

 {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44

 44 - (أتأمرون الناس بالبر) بالإيمان بمحمد (وتنسون أنفسكم) تتركونها فلا تأمرونها به (وأنتم تتلون الكتاب) التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل (أفلا تعقلون) سوءَ فعلِكم فترجعون ، فجملة النسيان محل الاستفهام الإنكاري


 {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }آل عمران79

79 - ونزل لما قال نصارى نجران إن عيسى أمرهم أن يتخذوه رباً ولما طلب بعض المسلمين السجود له صلى الله عليه وسلم (ما كان) ينبغي (لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم) أي الفهم للشريعة (والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن) يقول (كونوا ربانيين) علماء عاملين منسوبين إلى الرب بزيادة ألف ونون تفخيما (بما كنتم تَعْلَمون) بالتخفيف والتشديد (الكتاب وبما كنتم تدرسون) أي بسبب ذلك فإن فائدته أن تعملوا

الخطاب كأنه يقول : اعملوا بما تعلمون .. مادمتم علمتم فاعملوا .. علمكم حجة عليكم فانتبهوا

ولا يقول : هل هناك فائدة من علمكم ما دمتم لا تعملون؟

هل الفرق ملحوظ ؟

الأول يترك من يريد العلم والحفظ لا يتعرض لهذه النقطة ولكنه يقيم عليه الحجة ليرده للصواب

الثاني يبث اليأس ويفت في الهمم

وهذا ما قصدته من اعتراضي




العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-12, 18:53:55
اقتباس
أم يستمرون في الحفظ خوفاً من دنو الأجل مع مجاهدة النفس للعمل بالقرآن؟

نعم، مع التركيز على ما تحته خط،
فقد يكون التقصير فى العمل وقد يكون فى الحفظ أيضا.
غفر الله لنا ولكم.


كلام جميل

هكذا نحن متفقون

وأضيف - وهذا يؤيد وجهة نظرك  emo (30): - أن العمل بالقرآن أولوية والحفظ يأتي ثانياً

فالعمل بالقرآن فرض

وحفظ القرآن سنة أما الفرض فهو تلاوته
 
ستقول لماذا لم تقولي هذا من البداية لنتلافى الاختلاف ؟

أقول لك لأن دعوتك بالصيغة التي أوردتها قد تكون - دون أن تدري - مقدمة لشيء خطير جداً ضاع الحجاب والصلاة بأفكار أقل منه كثيراً فخشيت أن نضع لبنة ضياع إقبال الأمة على حفظ القرآن دون أن نشعر

من لا يصلي يقول لك : المهم الأخلاق .. الدين المعاملة .. انظر للمصلين كيف يتعاملون مع الناس وانظر لهذا المصلي القاطع لرحمه آكل مال اليتامى.....إلخ

وطبعاً قل في الحجاب مثل هذا وأكثر

فلو أعلينا قيمة العمل بالقرآن - وهي فرض لا نختلف حول هذا - مقابل حفظه - وهو سنة .. فإننا نقول كلمة حق ولكنها قد تؤخذ لنشر باطل

((فعلينا أن نحث على الفرض ولكن بشرط ألا نضيع هذه السنة لأن أهميتها تفوق كثيراً كونها سنة وسأعود في مداخلة منفصلة لتوضيح قصدي))

فهل نتحمل أمام الله إثم ذلك؟

فالأحوط كما قلت لك ألا نتعرض لجزئية الحفظ ونركز فقط على الحث على العمل للكل .. لمن يحفظ ولمن يكتفي بالتلاوة .. بل ولمن لا يحفظ ولا يتلو ولكن دون أن نربط ذلك بمقارنة بين العمل والحفظ

تأمل هذه الآيات:

 {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44

 44 - (أتأمرون الناس بالبر) بالإيمان بمحمد (وتنسون أنفسكم) تتركونها فلا تأمرونها به (وأنتم تتلون الكتاب) التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل (أفلا تعقلون) سوءَ فعلِكم فترجعون ، فجملة النسيان محل الاستفهام الإنكاري


 {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }آل عمران79

79 - ونزل لما قال نصارى نجران إن عيسى أمرهم أن يتخذوه رباً ولما طلب بعض المسلمين السجود له صلى الله عليه وسلم (ما كان) ينبغي (لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم) أي الفهم للشريعة (والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن) يقول (كونوا ربانيين) علماء عاملين منسوبين إلى الرب بزيادة ألف ونون تفخيما (بما كنتم تَعْلَمون) بالتخفيف والتشديد (الكتاب وبما كنتم تدرسون) أي بسبب ذلك فإن فائدته أن تعملوا

الخطاب كأنه يقول : اعملوا بما تعلمون .. مادمتم علمتم فاعملوا .. علمكم حجة عليكم فانتبهوا

ولا يقول : هل هناك فائدة من علمكم ما دمتم لا تعملون؟

هل الفرق ملحوظ ؟

الأول يترك من يريد العلم والحفظ لا يتعرض لهذه النقطة ولكنه يقيم عليه الحجة ليرده للصواب

الثاني يبث اليأس ويفت في الهمم

وهذا ما قصدته من اعتراضي






جزاكم الله خيرا كثيرا،

ولا أظننى أختلف معكم فى كلامكم هذا،

نسأل الله أن يعيننا على تلاوة القرآن وتدبره وحفظه والعمل به علي الوجه الذى يحبه ويرضاه.
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: أبو بكر في 2009-05-12, 19:06:22
موضوع رائع بارك الله فيك و بك و عليك أخي جواد و جزاكم الله خيراً ماما فرح ... بجد سعدت بقراءة هذا النقاش و هذا التنبيه ...لي عودة إن شاء الله تعالى لطرح بعض الأفكار و المناقشة
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-12, 19:21:40


القرآن محفوظ من قبل رب العالمين

يقول تعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"

!


هذا صحيح طبعاً مع تعليق بسيط

حفظ القرآن سنة

ولكن ليس كأي سنة أو فرض كفاية لأنها تتعلق بكتاب الله ولأنها من الوسائل التي يتحقق بها وعد الله تعالى بحفظ كتابه

الله تعالى تكفل بحفظ كتابه ولم يكله للبشر

لا يختلف اثنان على ذلك

عرف هذه الحقيقة وأيقن بها أبو بكر وعمر وزيد بن ثابت رضوان الله عليهم فلماذا جمعوا القرآن الجمع الأول ولم يتركوا الأمر لله وحده المتكفل بحفظ كتابه ؟

وعرفها وأيقن بها عثمان وحذيفة رضوان الله عليهما وجماعة الصحابة فلماذا جمعوا الأمة على مصحف واحد فكان الجمع الثاني ؟

وعرفها وأيقن بها الأئمة العظام- الداني والشاطبي وابن الجزري وكثيرون غيرهم قبلهم وبعدهم -  الذين اجتهدوا وأفنوا عمرهم في تتبع أسانيد حفظة القرآن وتخيروا من القراءات ما ثبت أنه قرآن لم ينسخ وأثبتوها ووضعوا القواعد وأسسوا علماً كاملا يهتم بكل ما يتعلق بنقل القرآن لفظاً ورسماً من جيل لجيل إلى أن يشاء الله .. فلماذا لم يتركوا الأمر لوعد الله ؟

لأن وعد الله بالحفظ قدر الله تعالى أن يتحقق بالأسباب

وأسباب حفظ القرآن هي استخدام الله لأناس يقومون به

وهؤلاء الأناس يصطفيهم الله من بين كثيرين يحفظون القرآن ويدرسونه ويتدارسونه إلى أن يصل بعضهم إلى التأهل لشرف استعماله في خدمة كتاب الله

طيب لو قلنا للناس العمل بالقرآن أولى من حفظه مع ما نحن فيه من ضعف همم وانتشار فتن وعموم بلوى .. كم يبقى من الحفظة ليصطفي منهم الله من يقوم على خدمة كتابه؟

ولو أمعنا في التشاؤم وقلنا لم يبق من المسلمين من يصلحون لهذا الأمر .. ألن تأثم الأمة كلها؟

هذه هي الضرورة الأولى لحفظ القرآن

--------------------------------------

نقطة ثانية : حفظ القرآن له أهمية كبيرة لأنه من أهم سبل تزكية النفس

وهذا عن تجربة : السورة من القرآن التي تحفظها يختلف إحساسك بها وفهمك لها وتشعر أنها صارت في القلب حقيقة

وهذه العبارة أخبرت بها إحدى معلماتي ووافقتني عليها

تلاوة المحفوظ من القرآن أمر آخر يختلف كثيراً عن القراءة لغير المحفوظ - ولكن طبعاً تلاوتها بقلب حاضر لا باللسان فقط

وليس كل الحفظة كبعض في عمق الإحساس بالقرآن بالطبع

هناك من يستفيد استفادة كبيرة ويسير على طريق تزكية النفس بخطى سريعة  وهناك من تبطيء به الخطى وهناك من يتعثر

وهذا ليس خطأ الإقبال على الحفظ وإنما هو غياب الاستعداد الصحيح لتلقي القرآن

وهذا وارد طبعاً وعلاجه تصحيح مسار تلقي القرآن كما قلت




وان كنتم فى مجال التحفيظ فربما تحتاجون دوما الى تغيير النظرة الى التعامل مع القرآن،

فالقراءة والحفظ خطوة يكتمل بهاؤها بمجاهدة النفس على العمل.


يعنى تخيلوا كم حافظ للقرآن فى أحداث غزة الأخيرة أنكر على المجاهدين هناك مقاومتهم ؟


من المؤسف حقا أن يتحول القرآن الى مجرد كتاب نتناقله أو نتبارك به،

ثم اذا نحن فى حياتنا الشخصية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية والعلمية لا علاقة لنا بما نحفظه أو بما قرأناه.


كلامك صحيح تماماً ولكن هذه تخصصات

يعني ما يخصني أنا تصحيح التلاوة فقط وليس من تخصصي تفسير الآيات وربطها بالواقع

ولكن ما يمكنني عمله - وأحاول المداومة عليه - هو أن أذكرهم ونفسي أن القرآن منهج حياة وكتاب عمل لا يجب أن ننغمس في تحسين تلاوته ودراسة تجويده حتى ننسى الغرض الأساسي من حفظه وتدارسه

أما ما اقترحته فهذه مسؤولية الدعاة ولن تجد داعية يمكنه تحمل مسؤولية الاتجاهين معاً في وقت واحد إلا ما ندر فالأمر إذن يتطلب تضافر جهود الكل وتكاملها

دعوة مكثفة لتذكير الناس بأن القرآن منهج حياة أي منهج عمل - تتوازى هذه الدعوة مع الإقبال على الحفظ التي هي نعمة تستوجب الشكر ولا يجب أن نقلل من قيمتها ولو لم يصحبها عمل أو إخلاص بل نحاول ترميم الصدع ليرتفع البناء من الجانبين معاً في وقت واحد

العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: أحمد في 2009-05-12, 20:10:41
بسم الله الرحمن الرحيم

ماشاء الله تبارك الله

ماذا أرى

جواد وماما فرح يتفقان

أبشر يا غريب الدار ويا علومجي.. فمن وفق بينهما قادر أن يعيدكما للكلية مرفوعي الرأس قريبا جدا
إنه على كل شيء قدير

::happy:


تعليقات سريعة

أولا
حفظ القرآن فرض كفاية لا سنة
وفرض الكفاية يتعين بالشروع عند الجمهور، ويتعين على من اختير له
فهو متعين على كل أزهري

ثانيا
يقول الصحابة رضوان الله عليهم في أحاديث صحيحة:
أوتينا الإيمان قبل أن نؤتى القرآن
وقد حفظ بعضهم السورة في عشر سنين
والحفظ عند العلماء الاستذكار والوعي

سئل الإمام أحمد هل كان يحيى بن معين يحفظ؟(يعني الحديث)
قال: لا، كان يعرف
قيل فهل كان علي بن المديني يحفظ؟
قال: نعم!

رغم أن كلاهما محدث لا يشق له غبار، بل بلغت محفوظات كل منهما ألف ألف سند!
إلا أن يحيى كان يحفظ الحديث ويستذكره فقط
أما علي فكان يحفظ ويعي مواضعه وأبوابه وطرقه ورجاله
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-12, 23:53:49

 :emoti_282:

أنا كمان مش مصدقة

أظن حد فينا فاهم غلط وهراجع الكلام يمكن ألاقي سبب للإختلاف
  emo (30):


تعليقات سريعة

أولا
حفظ القرآن فرض كفاية لا سنة
وفرض الكفاية يتعين بالشروع عند الجمهور، ويتعين على من اختير له
فهو متعين على كل أزهري


جزاك الله خيراً على التصحيح

أطمع أن تعطينا بعض التفاصيل عندما تجد وقتاً

لكي أحتفظ بالحكم ودليله والقائل به

جزاك الله كل خير


العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-05-13, 09:19:28
بارك الله فيكم إخوتي وجزاكم خيرا ....

موضوع في غاية الأهمية والحساسية والوقع والواقعية ... وأسئلة ذات بال وثقل وتلقي على النفس ظلالا من التأمل والتثبّت والبحث بين ثنايا هذه المأمورة الأمارة ...

في الحقيقة تفهمت رأيَي كل منكما، ونستشف في القراءة أنه لا اختلاف بينكما أخويّ في الواقع لأننا لا ننكر على أحد منكما ما أورده طبعا، فحفظ القرآن وتعلم تلاوته وأحكامها، والسعي لأن يحفظ في الصدور أمر لا ندعو البتّة لإيقافه من أجل تحقيق التطبيق العملي أولا  ، ولكن طبعا هنا في هذه الجزئية يجب أن نتوقف قليلا لنتأمل دور الموكَلِ بهم هذه المهمة الصعبة، هذه المسؤولية، هذه الدعوة...

يقول صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "

لم يقل صلى الله عليه وسلم "من حفظ" وهنا ندقق ونتأمل مليا هذه العبارات الدقيقة الموزونة لنستشفّ منها أنه صلى الله عليه وسلم لم يدعُ لحفظ الحروف دون إقامة الحدود، وإنما تشمل العبارة الشقين معا، فمن تعرض لتفسيرات سورة، وتعمق وتأمل وتدبر هذه التفسيرات، وجعل يوغل في تبحّره وفي تنقيبه عن أغوارها ومراميها وأبعادها وهو غير حافظ أفلا يكون عند نقله لما عرف ولما فهم معلما للقرآن؟؟

ودعونا أيها الإخوة نقرّ واقعا مؤلما –مع التأكيد أننا متفقون في جزئية تلقي القرآن حفظا ونقله من جيل لجيل – وليس إقرارنا هذا من باب التثبيط أو الدعوة لإبطال شيء لقاء شيء ، وإنما هو إقرار بواقع نريد أن نلمس أطرافه والسعي لفهم أسبابه، لنتعرف أسباب التحسين  والسعي لإيجاد الحلول ... فالانتقال من أزمة الفهم إلى فهم الأزمة أمر ضروري جدا ومهم جدا وله وزنه في الانتقال التسلسلي السلس من مرحلة إلى أخرى في مراحل الفهم .

هذا الواقع أنقله لكم أيضا من خلال تجربة لي في عالم العيش مع القرآن أقول العيش مع القرآن ليس كتجربة مسّتني وحدي وإنما كتجربة نحن بصددها منذ زمن ليس بالقريب وليس بالبعيد، نحاول العيش مع القرآن وملامسة القرآن واقعا نحياه إلى جانب الحفظ وتعلم التلاوة وأحكامها .
نعم هناك ظاهرة هي في تصاعد، ظاهرة حفظ القرآن وتحفيظه، عندنا هنا تأسست مدارس على مستوى كل ولاية من ولايات الوطن تحفظ القرآن وتخرّج الحَفَظة، المساجد تفتح أبوابها لتحفيظ القرآن أيضا.... يعني هناك تزايد في عدد الحفظة وهناك تصاعد في عملية التحفيظ ........وهذا لا غبار عليه بل نراه نعمة من نعم الله سبحانه ورحمة من رحماته.....ولكن؟؟؟؟؟

ومن باب الطمع فيما هو خير، وفيما هو أبعد وفيما هو أدق وفيما هو أبقى للقرآن محفوظا لا في الصدور فحسب وإنما مشيا على الأرض، وواقعا معاشا وحياة هو منهاجها ....من باب أن الإنسان مع هذا الخير العظيم لا يقف عند حدود، وإنما يطمع فيما هو أكبر وأكثر نفعا ....وأجدى فعليا وعلى أرض واقع بناء الأمة.

إذن مع نماء هذه الظاهرة وانتشارها، نلاحظ بحق  وبنظرة واقعية أنّ عدد المتدبرين للقرآن المتحسسين لمعانيه العاملين به قليل، قليل قلة رؤية القرآن متحركا في دنيا الناس ...

من تجربتي الخاصة ومعاينتي لحالات الكثيرات من المقبلات على الحفظ وطبعا دون دخول في النوايا ، إقبالهن وأقوالهن غير ما نرى من واقع أسرهنّ ، من واقع بناتهنّ وهيئات بناتهنّ، من واقع تربيتهنّ لأبنائهنّ على أسس دينية التي لا نقاش فيها ولا جدال ولا رأي يُرى .... واقع مغاير في أحيان كثيرة لحالتهنّ كحافظات يتقدمن في عالم الحفظ، بل ويحفظن حفظا حسنا ويتعلمن التجويد بإتقان ....

أيضا في المدرسة المفتوحة لهذا الغرض الحال كثير مما ذكرت .... أعرف حافظات للقرآن بعيدات عن تطبيقه الفعلي بُعْدَ فكرهنّ عن النهل والتشرّب من مَعينه الصافي تشرب أفعال لا تشرب أقوال، فعند القول تسمع ما لذ وطاب وتسمع ما تستبشر به، أما عندما يجدّ الجدّ ويأتي أوان الفعل تصدم في هذا الذي كان قبل قليل يعطي رأيا حكيما ويعلّم .

إذن بعد هذا المختصر(مختصر جدا emo (30):) الذي ذكرت من واقع الحال....لا نقف عند البكاء على الأطلال وإنما نسأل ما الحل ؟؟؟

في هذا الباب بالذات باب الحل سأذكر أيضا واقعا ربما أراه عاملا أساسيا في تكوين ما تكوّن وكون ما هو كائن ...

يا إخوتي أسألكم أن تسافروا معي قليلا إلى واقع غيرنا، فلنحاول قدر استطاعتنا أن نخرج من واقع أنفسنا –ولا نزكي أنفسنا- واقع أنفسنا الذي بفضل من الله سبحانه هي تبحث عن تفهم للقرآن، وعن تدبر معانيه وعن الغوص في بحره العذب الفرات والنهل من زُلاله....واقع أنفسنا  ونحن بفضل من الله سبحانه نقف مع لغة القرآن العظيم ، موقف من يحبها ويمارسها، ويحب أغوارها ويستمتع بفيض معانيها، ولا يقف عند الغَيض منه .... لنحاول أن نخرج من هذه الحالة لنسافر حيث حالات الناس عامة، دعونا أيها الإخوة نخرج من صفة النخبوية التي أمقتها في حال أصبحت حكرا وقصرا ونظرا محدودا لا يتجاوز تخوم الأفراد المكونين للنخبة ....

دعونا نخرج لدُنيا الناس ، لدنيا الأمة ....لدنيا أفراد هذه الأمة صغيرهم وكبيرهم، مطيعهم وعاصيهم، متقنهم للغة وضعيفهم فيها، عاملهم وقاعدهم بكل فئاتها هذه الأمة ....

واقع الحال يقول أنّهم يحبون القرآن ويوقّرونه أيما توقير، ويجعلون المصحف أعلى شيء في البيت لا يُعلى عليه، ويقبّلونه كلما لمسته أياديهم، ويستبركون به، وإذا ما جاء الحديث عليه رأيت الرؤوس وقد طُأطئت والأصوات وقد خفتت والأعين وقد أغمضت إقرارا بعظمة القرآن ....نعم وقد يقرؤون منه، نعم وقد لا يهجرون قراءته، نعم وقد يقبلون على حفظه، وإن لم يفعلوا سعوا لأن يدفعوا بأبنائهم لحفظه ....

ولكن ....... !!!؟؟؟
 واقع عامة الأمة أيها الإخوة لا يفهمون القرآن..... طيب حاولوا أن تبقوا معي في الرحلة، لا تغادروا، لا تنزلوا عن مركبنا هذالا شعوريا  ::)smile:، لتحكموا بفوقية من يفهم اللغة مثلا ....ابقوا معي هنا .... ليس لنبقى هنا ونطيل البقاء وإنما لنستقرأ الواقع كما ينبغي ... emo (30):

طيب لا يفهمون القرآن، يرتلون آياته، وقد يكون الصوت شجيا تستطيب الأذن سماعه ....وبعدُ ....؟؟

أين الحل لتمكين القرآن من القلوب؟؟ أين الحل لترسيخ معى منهاجية القرآن للحياة؟؟ أين الحل لتجسيد معاني القرآن واستجاشة مكامن النفس العاملة به، أين الحل لدفع عجلة المجاهدة به ؟؟؟ أين الحل لتمكينه من الأسر ؟؟؟

بحكم تجربتي أرى قصورا فيمن يتصدرون للتحفيظ، ليس هنا حكما على عملهم فعملهم يثيبهم الله عليه ولا يضيع، ولكن أرى أنه يتوجب إدخال تفهيم القرآن... شرح القرآن ...تفسر القرآن للناس ....
نعم تفسيره أساس أيها الإخوة ....عندما تتضح معالم الآيات القرآينة وتتجلى معانيها للنفس يبحان الله ما أجمل فعل ذلك في النفس....
عندما نخاطب الناس بمقدار ما يفهمون، فنوصل لهم معاني القرآن بطريقة يفهمونها ، عندما نسقط القرآن ومعانيه على حياتنا ، عندما تتفتح لنا آفاق مناقشات أمور حياتية من وحي آية نتدارسها مع الناس ....
عندما ندرس شؤون الحياة في ظلال وارفة من القرآن الكريم ..... أراه أساااااااااسا ....أرى الناس يزداد تعلقهم بالقرآن وانبهارهم بمعانيه وهم تتفتح لهم وكأنهم لم يكونوا يعرفونه ....
عندما يعرفون حكمة الله سبحانه في استخدامه لذاك اللفظ دلالة على أمر وراء الأمر ....عندما يفهمون محور السورة وما تدور حوله، عندما يفهمون مرامي القَصَص ، عندما تتفتح لهم آفاق معرفة بمن كانوا يظنون أنفسهم يعرفونه ....

عندما يتعرفون إلى حقيقة أنّما كانوا يعرفون منه الجسد ولم يتعرفوا إلى الروح فيه .... عندما يعرفون أنهم بحفظهم المجرد كانوا بعيدين وعندما فهموا اكتشفوا الحقائق ....

إخوتي بارك الله فيكم ...ابقوا معي على المركب لا تنزلوا  ::)smile:....  لنلتفت قليلا خلفنا ونحن على هذا المركب الاستقرائي، نلتفت إلى الوراء حيث العرب الحديث بينهم القرآن، حيث الذين أخرجهم الله من الظلمات إلى النور ... كانوا قوم عربية ولغة وتمكن منها، سليقتهم كانت مركب نجاة لهم جعلت من القرآن بنزوله رفيقا بالمعنى لتفهمهم الألفاظ وتفهمهم الكبير لها، وقد نزل فيهم بلغاتهم المختلفة أقصد بلهجاتهم المختلفة....
تأملوا ودققوا معي إخوتي لهجاتهم كانت العربية الفصحى ....بينما لهجاتنا اليوم .... لهجات هجينة، هي اللسان المستعجَم من اللغة الأم ، وأي استعجام !!!  لهجات ولهجات وكم من اللهجات أصحابها لا يفهمون من لهجات غيرهم جل ما يقال ...

أرى عاملا أساسيا اللغة .... وتفهيم معاني اللغة في القرآن للناس، تفسير القرآن للناس هو روح القرآن هو أساس يبنى عليه تدبرهم الحياتي لمعانيه من بعدها ...
وعن تجربة أقول هذا ....
لكم أن تنزلوا عن مركبنا إلى حين رحلة جديدة بإذن الله تعالى  emo (6):
بصَرنا الله بالحق وبما يرضيه وعلمنا القرآن ورزقنا العيش به وله ومعه . emo (30):
وتبقى عوامل أخرى ، لي عودة بإذن الله تعالى
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-13, 14:43:56
بارك الله فيكم إخوتي وجزاكم خيرا ....

موضوع في غاية الأهمية والحساسية والوقع والواقعية ... وأسئلة ذات بال وثقل وتلقي على النفس ظلالا من التأمل والتثبّت والبحث بين ثنايا هذه المأمورة الأمارة ...

في الحقيقة تفهمت رأيَي كل منكما، ونستشف في القراءة أنه لا اختلاف بينكما أخويّ في الواقع لأننا لا ننكر على أحد منكما ما أورده طبعا، فحفظ القرآن وتعلم تلاوته وأحكامها، والسعي لأن يحفظ في الصدور أمر لا ندعو البتّة لإيقافه من أجل تحقيق التطبيق العملي أولا  ، ولكن طبعا هنا في هذه الجزئية يجب أن نتوقف قليلا لنتأمل دور الموكَلِ بهم هذه المهمة الصعبة، هذه المسؤولية، هذه الدعوة...

يقول صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "

لم يقل صلى الله عليه وسلم "من حفظ" وهنا ندقق ونتأمل مليا هذه العبارات الدقيقة الموزونة لنستشفّ منها أنه صلى الله عليه وسلم لم يدعُ لحفظ الحروف دون إقامة الحدود، وإنما تشمل العبارة الشقين معا، فمن تعرض لتفسيرات سورة، وتعمق وتأمل وتدبر هذه التفسيرات، وجعل يوغل في تبحّره وفي تنقيبه عن أغوارها ومراميها وأبعادها وهو غير حافظ أفلا يكون عند نقله لما عرف ولما فهم معلما للقرآن؟؟

ودعونا أيها الإخوة نقرّ واقعا مؤلما –مع التأكيد أننا متفقون في جزئية تلقي القرآن حفظا ونقله من جيل لجيل – وليس إقرارنا هذا من باب التثبيط أو الدعوة لإبطال شيء لقاء شيء ، وإنما هو إقرار بواقع نريد أن نلمس أطرافه والسعي لفهم أسبابه، لنتعرف أسباب التحسين  والسعي لإيجاد الحلول ... فالانتقال من أزمة الفهم إلى فهم الأزمة أمر ضروري جدا ومهم جدا وله وزنه في الانتقال التسلسلي السلس من مرحلة إلى أخرى في مراحل الفهم .

هذا الواقع أنقله لكم أيضا من خلال تجربة لي في عالم العيش مع القرآن أقول العيش مع القرآن ليس كتجربة مسّتني وحدي وإنما كتجربة نحن بصددها منذ زمن ليس بالقريب وليس بالبعيد، نحاول العيش مع القرآن وملامسة القرآن واقعا نحياه إلى جانب الحفظ وتعلم التلاوة وأحكامها .
نعم هناك ظاهرة هي في تصاعد، ظاهرة حفظ القرآن وتحفيظه، عندنا هنا تأسست مدارس على مستوى كل ولاية من ولايات الوطن تحفظ القرآن وتخرّج الحَفَظة، المساجد تفتح أبوابها لتحفيظ القرآن أيضا.... يعني هناك تزايد في عدد الحفظة وهناك تصاعد في عملية التحفيظ ........وهذا لا غبار عليه بل نراه نعمة من نعم الله سبحانه ورحمة من رحماته.....ولكن؟؟؟؟؟

ومن باب الطمع فيما هو خير، وفيما هو أبعد وفيما هو أدق وفيما هو أبقى للقرآن محفوظا لا في الصدور فحسب وإنما مشيا على الأرض، وواقعا معاشا وحياة هو منهاجها ....من باب أن الإنسان مع هذا الخير العظيم لا يقف عند حدود، وإنما يطمع فيما هو أكبر وأكثر نفعا ....وأجدى فعليا وعلى أرض واقع بناء الأمة.

إذن مع نماء هذه الظاهرة وانتشارها، نلاحظ بحق  وبنظرة واقعية أنّ عدد المتدبرين للقرآن المتحسسين لمعانيه العاملين به قليل، قليل قلة رؤية القرآن متحركا في دنيا الناس ...

من تجربتي الخاصة ومعاينتي لحالات الكثيرات من المقبلات على الحفظ وطبعا دون دخول في النوايا ، إقبالهن وأقوالهن غير ما نرى من واقع أسرهنّ ، من واقع بناتهنّ وهيئات بناتهنّ، من واقع تربيتهنّ لأبنائهنّ على أسس دينية التي لا نقاش فيها ولا جدال ولا رأي يُرى .... واقع مغاير في أحيان كثيرة لحالتهنّ كحافظات يتقدمن في عالم الحفظ، بل ويحفظن حفظا حسنا ويتعلمن التجويد بإتقان ....

أيضا في المدرسة المفتوحة لهذا الغرض الحال كثير مما ذكرت .... أعرف حافظات للقرآن بعيدات عن تطبيقه الفعلي بُعْدَ فكرهنّ عن النهل والتشرّب من مَعينه الصافي تشرب أفعال لا تشرب أقوال، فعند القول تسمع ما لذ وطاب وتسمع ما تستبشر به، أما عندما يجدّ الجدّ ويأتي أوان الفعل تصدم في هذا الذي كان قبل قليل يعطي رأيا حكيما ويعلّم .

إذن بعد هذا المختصر(مختصر جدا emo (30):) الذي ذكرت من واقع الحال....لا نقف عند البكاء على الأطلال وإنما نسأل ما الحل ؟؟؟

في هذا الباب بالذات باب الحل سأذكر أيضا واقعا ربما أراه عاملا أساسيا في تكوين ما تكوّن وكون ما هو كائن ...

يا إخوتي أسألكم أن تسافروا معي قليلا إلى واقع غيرنا، فلنحاول قدر استطاعتنا أن نخرج من واقع أنفسنا –ولا نزكي أنفسنا- واقع أنفسنا الذي بفضل من الله سبحانه هي تبحث عن تفهم للقرآن، وعن تدبر معانيه وعن الغوص في بحره العذب الفرات والنهل من زُلاله....واقع أنفسنا  ونحن بفضل من الله سبحانه نقف مع لغة القرآن العظيم ، موقف من يحبها ويمارسها، ويحب أغوارها ويستمتع بفيض معانيها، ولا يقف عند الغَيض منه .... لنحاول أن نخرج من هذه الحالة لنسافر حيث حالات الناس عامة، دعونا أيها الإخوة نخرج من صفة النخبوية التي أمقتها في حال أصبحت حكرا وقصرا ونظرا محدودا لا يتجاوز تخوم الأفراد المكونين للنخبة ....

دعونا نخرج لدُنيا الناس ، لدنيا الأمة ....لدنيا أفراد هذه الأمة صغيرهم وكبيرهم، مطيعهم وعاصيهم، متقنهم للغة وضعيفهم فيها، عاملهم وقاعدهم بكل فئاتها هذه الأمة ....

واقع الحال يقول أنّهم يحبون القرآن ويوقّرونه أيما توقير، ويجعلون المصحف أعلى شيء في البيت لا يُعلى عليه، ويقبّلونه كلما لمسته أياديهم، ويستبركون به، وإذا ما جاء الحديث عليه رأيت الرؤوس وقد طُأطئت والأصوات وقد خفتت والأعين وقد أغمضت إقرارا بعظمة القرآن ....نعم وقد يقرؤون منه، نعم وقد لا يهجرون قراءته، نعم وقد يقبلون على حفظه، وإن لم يفعلوا سعوا لأن يدفعوا بأبنائهم لحفظه ....

ولكن ....... !!!؟؟؟
 واقع عامة الأمة أيها الإخوة لا يفهمون القرآن..... طيب حاولوا أن تبقوا معي في الرحلة، لا تغادروا، لا تنزلوا عن مركبنا هذالا شعوريا  ::)smile:، لتحكموا بفوقية من يفهم اللغة مثلا ....ابقوا معي هنا .... ليس لنبقى هنا ونطيل البقاء وإنما لنستقرأ الواقع كما ينبغي ... emo (30):

طيب لا يفهمون القرآن، يرتلون آياته، وقد يكون الصوت شجيا تستطيب الأذن سماعه ....وبعدُ ....؟؟

أين الحل لتمكين القرآن من القلوب؟؟ أين الحل لترسيخ معى منهاجية القرآن للحياة؟؟ أين الحل لتجسيد معاني القرآن واستجاشة مكامن النفس العاملة به، أين الحل لدفع عجلة المجاهدة به ؟؟؟ أين الحل لتمكينه من الأسر ؟؟؟

بحكم تجربتي أرى قصورا فيمن يتصدرون للتحفيظ، ليس هنا حكما على عملهم فعملهم يثيبهم الله عليه ولا يضيع، ولكن أرى أنه يتوجب إدخال تفهيم القرآن... شرح القرآن ...تفسر القرآن للناس ....
نعم تفسيره أساس أيها الإخوة ....عندما تتضح معالم الآيات القرآينة وتتجلى معانيها للنفس يبحان الله ما أجمل فعل ذلك في النفس....
عندما نخاطب الناس بمقدار ما يفهمون، فنوصل لهم معاني القرآن بطريقة يفهمونها ، عندما نسقط القرآن ومعانيه على حياتنا ، عندما تتفتح لنا آفاق مناقشات أمور حياتية من وحي آية نتدارسها مع الناس ....
عندما ندرس شؤون الحياة في ظلال وارفة من القرآن الكريم ..... أراه أساااااااااسا ....أرى الناس يزداد تعلقهم بالقرآن وانبهارهم بمعانيه وهم تتفتح لهم وكأنهم لم يكونوا يعرفونه ....
عندما يعرفون حكمة الله سبحانه في استخدامه لذاك اللفظ دلالة على أمر وراء الأمر ....عندما يفهمون محور السورة وما تدور حوله، عندما يفهمون مرامي القَصَص ، عندما تتفتح لهم آفاق معرفة بمن كانوا يظنون أنفسهم يعرفونه ....

عندما يتعرفون إلى حقيقة أنّما كانوا يعرفون منه الجسد ولم يتعرفوا إلى الروح فيه .... عندما يعرفون أنهم بحفظهم المجرد كانوا بعيدين وعندما فهموا اكتشفوا الحقائق ....

إخوتي بارك الله فيكم ...ابقوا معي على المركب لا تنزلوا  ::)smile:....  لنلتفت قليلا خلفنا ونحن على هذا المركب الاستقرائي، نلتفت إلى الوراء حيث العرب الحديث بينهم القرآن، حيث الذين أخرجهم الله من الظلمات إلى النور ... كانوا قوم عربية ولغة وتمكن منها، سليقتهم كانت مركب نجاة لهم جعلت من القرآن بنزوله رفيقا بالمعنى لتفهمهم الألفاظ وتفهمهم الكبير لها، وقد نزل فيهم بلغاتهم المختلفة أقصد بلهجاتهم المختلفة....
تأملوا ودققوا معي إخوتي لهجاتهم كانت العربية الفصحى ....بينما لهجاتنا اليوم .... لهجات هجينة، هي اللسان المستعجَم من اللغة الأم ، وأي استعجام !!!  لهجات ولهجات وكم من اللهجات أصحابها لا يفهمون من لهجات غيرهم جل ما يقال ...

أرى عاملا أساسيا اللغة .... وتفهيم معاني اللغة في القرآن للناس، تفسير القرآن للناس هو روح القرآن هو أساس يبنى عليه تدبرهم الحياتي لمعانيه من بعدها ...
وعن تجربة أقول هذا ....
لكم أن تنزلوا عن مركبنا إلى حين رحلة جديدة بإذن الله تعالى  emo (6):
بصَرنا الله بالحق وبما يرضيه وعلمنا القرآن ورزقنا العيش به وله ومعه . emo (30):
وتبقى عوامل أخرى ، لي عودة بإذن الله تعالى


بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا، وفى انتظار التكملة.



اقتباس
كلامك صحيح تماماً ولكن هذه تخصصات

يعني ما يخصني أنا تصحيح التلاوة فقط وليس من تخصصي تفسير الآيات وربطها بالواقع

ولكن ما يمكنني عمله - وأحاول المداومة عليه - هو أن أذكرهم ونفسي أن القرآن منهج حياة وكتاب عمل لا يجب أن ننغمس في تحسين تلاوته ودراسة تجويده حتى ننسى الغرض الأساسي من حفظه وتدارسه

أما ما اقترحته فهذه مسؤولية الدعاة ولن تجد داعية يمكنه تحمل مسؤولية الاتجاهين معاً في وقت واحد إلا ما ندر فالأمر إذن يتطلب تضافر جهود الكل وتكاملها

دعوة مكثفة لتذكير الناس بأن القرآن منهج حياة أي منهج عمل - تتوازى هذه الدعوة مع الإقبال على الحفظ التي هي نعمة تستوجب الشكر ولا يجب أن نقلل من قيمتها ولو لم يصحبها عمل أو إخلاص بل نحاول ترميم الصدع ليرتفع البناء من الجانبين معاً في وقت واحد

الحقيقة استوقفتنى هذه العبارة وشعرت انها تحتاج الى زاوية مهمة،

فالكلام الذى طرحتموه نظرى جدا وليس من السهل تطبيقه على الواقع،

ربما لو كان الدارس متخصصا فى العلوم الشرعية كما فى المدارس والجامعات فربما نعول على أن هناك من سيفتح له آفاق المعنى،

وفى الحالتين سيبقى التطبيق راجعا الى الشخص ذاته ومدى استعداده واخلاصه،

لكن الذى يحدث فى حلقات التحفيظ سواء فى المسجد أو فى كثير من دور التحفيظ، أن نجد الفهم والمعنى بعيدا عما يحدث،

فى الغالب ينكب الناس على الحفظ اللفظى لمشاكل اللغة الكثيرة، ويهملون كثيرا جانب الفهم والتطبيق،

وكلام حضرتك ان تخصصكم تصحيح التلاوة فقط لى مآخذ كثيرة عليه،

ففى خضم الإنتباه الى تصحيح اللفظ يجب أن يكون هناك توجيه دائم بقدر الإستطاعه الى بعض المعانى والى أنه لا أقبح من أن نحفظ القرآن ثم نترك العمل به عن عمد أو تكاسل،

وأعلم أننا سندخل فى جدل حول الفهم والرؤية وتحليل المعنى،

لكن لا ينبغى بأى حال ان اصمت عن رجل جاء يحفظ القرآن ثم هو يأكل الربا فى البنوك الربوية،

أو أما تأتى لتحفظ القرآن وتترك ابنتها البالغة عند باب المعهد او البيت ومعها صديقها أو زميلها كما يقولون،

بل انه من العجيب مثلا أن يعرف المحفظ أن فلانا يدخن وان أهل بيته لا يلتزمون بالحجاب ثم يأتى ليحفظ القرآن ولا يعلق على هذا،

ولعلكم لاحظتم كيف ان بعض الفتيات تذهب لحفظ القرآن ثم هى غير ملتزمة بحجاب صحيح،

لاحظوا أنا لا أقول هنا أن نخبر الناس أنكم مادمتم على معصية فلا تحفظوا القرآن،

انما أقول أنه ما يجب السكوت عن التعليق عن ترجمة القرآن فى حياتنا، واظهار هذه المتناقضات دون خجل،

لابد أن يعلم الناس ان القرآن منهج حياة، وأنهم ان لم يسعوا للتطبيق فهم بهذا يشوهون الصورة لأن حافظ القرآن قدوة لغيرة،

وهكذا فى كل حادثة سياسية أو اقتصادية او اجتماعية نبين للناس كيف انه لا خلاص الا بتحكيم القرآن وتطبيقة فى كل حياتنا،

لا ان نجد حفظة للقرآن يعارضون العمل لأسلمة الحكم فى البلاد، أو يتهمون اى جماعة تعمل لتحكيم الدين فى الدولة وأمورها ، فيظهر الدين وكأنه داخل المسجد فقط،

بل والأصعب من ذلك،

أن نجد محفظا للقرآن يعانى من كثير مما ذكرت وربما أكثر، ثم هو لا يغير ساكنا،

خاصة فى أمور يستطيع أن يتدخل فيها،

فلا يعقل ابدا ان أبا أو أما يحملون كتاب الله ويدرسونه ثم تخرج بناتهم و زوجتة سافرة أو بحجاب مودرن يجسد من الجسم أو يصف ما تحته،

أو أن تصمت الزوجة على تعامل زوجها بالربا أو أكله أموال الناس بالباطل ،

فهذه الامور وما على شاكلتها تعتبر حدا ادنى لا يجب التهاون فيه، حتى يمكننا ان نتحدث عن الأسرة المسلمة التى تعمل جميعا كمشعل كبير ينشر الهدى بين الناس.

هدانا الله واياكم الى ما يحب ويرضى.

العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-13, 17:44:26

مداخلتان دسمتان جزاكما الله خيراً

وأبدأ بأسماء

كلامك سليم وجميل ولفت نظري لأمر غاب عني

اللغة

الصحابي والتابعي من العرب كان متذوقاً للبيان القرآني بالفطرة ومع ذلك كان ربما يستغرق سنوات لحفظ سورة واحدة

فلم تكن المشكلة إذن فهم معاني أو مفردات أو أسباب نزول وغيرها من العوائق التي تقف الآن بيننا وبين العيش في القرآن ومن ثم العيش به ثم العيش له

فلماذا كان الصحابي يأخذ هذا الوقت في الحفظ ؟

لأنه كما قلتم وقال الكثيرون : كان يؤتى الإيمان قبل القرآن .. كان لا يجاوز آية حتى يتعلمها ويعرف المراد منها ويعمل بها

هذه هي الصورة المثالية - والتي يجب أن تكون - لتلقي القرآن

ولكن هل يمكن تطبيقها فعلياً الآن ؟

الواقع حولي أن تحفيظ القرآن له أشكال منها :

1 - معهد خمس سنوات يتم حفظ القرآن خلالها بمعدل ستة أجزاء في العام : أي جزء في الشهر بواقع مرتين أسبوعياً

وطبعاً الوقت لا يكفي فيتم التهاون قليلا وتقليل الكمية الأسبوعية قليلا

مع مواد شرعية إلى جوار القرآن مثل التجويد والتفسير وأسباب النزول وأحياناً تضاف العقيدة والنحو وغيرها

وهنا يقوم متخصصون بإلقاء محاضرت التفسير والمواد الأخرى ويقوم بالتحفيظ والإقراء معلمو قرآن فقط أغلبهم أو بالأصح كلهم غير دارسين للعلوم الشرعية

والوقت وتأهيلهم لا يسمح إلا بتصحيح التلاوة ودروس التجويد فقط

2 - مسجد يتم فيه التحفيظ وتعليم التجويد لمدة ساعة ونصف مثلا ثم درس بعده في التفسير أو قضايا الساعة

ووقت التحفيظ يكفي بالكاد للحفظ والمراجعة والتجويد

وأيضاً المحفظون في الحلقات مختصون بتصحيح التلاوة فقط

3 - مسجد آخر  يعلم التلاوة والتجويد فقط وغير مسموح فيه بالكلام في أي علوم شرعية لأسباب ولكني لا أعلمها تحديداً

4- مسجد يهتم بالتفسير والفقه والتربية الإيمانية وتحفيظ القرآن ولا غبار عليه ولكن لا يركز على الجزء النظري من التجويد وهو كالحفظ فرض كفاية وبه تتأكد استقامة التلاوة دراية لا رواية فقط

فكيف نحقق الصورة الصحيحة المثالية في هذه الحالات ؟

الوقت قليل والمنهج كبير والخلفية الشرعية لمحفظ القرآن لا تؤهله إلا لتعليم التلاوة الصحيحة أي تعليم اللفظ دون المعنى

ومحاضروا التفسير مؤهلون لتعليم المعنى دون اللفظ وقد لا يتطرق أحدهم إلى إيمانيات تعمق الصلة بالقرآن وإنما يلقى العلم جافاً صرفاً

وهذا ما قصدته من قضية التخصصات

فحماسنا للدعوة لا يجب أن يدفعنا للتكلم في الشرع بلا تأهيل

والمؤهلون للتصدي للتفسير ليس لديهم الوقت ولا هم بالعدد الكبير الذي يغطي عدد الحلقات

وإنما يمكن ترتيب الجهود لتتكامل

ولكي نحقق الصورة المنشودة للعيش مع القرآن وقتاً كافياً أثناء حفظه اقتداءً بالصحابة الكرام نحتاج لمط هذه الخمس سنوات إلى ثلاثين سنة مثلا

فهل يمكننا تحقيق ذلك؟

هل يمكننا إقناع الحافظات بذلك وبينهن نساء كبيرات في السن يردن المبادرة بالحفظ قبل أن يحين الأجل

ومنهن فتيات يطمحن للسير خطوات واسعة في الحفظ قبل الانشغال بالزواج والأبناء

ومنهن من انبهرن بالحفظ السريع في أيام .. فهل نقول لهم اجعلوها عشرات السنين

أنا لا أعترض على ما أوردت بالعكس فهو الصحيح ولكني أفكر معكم بصوت عال لعلكم تفيدوني بما يمكن عمله



العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2009-05-13, 18:23:13
مناقشات دسمة فعلا واتفاق تاريخي بين فرح وجواد  :emoti_282:

أوافق أسماء في مقالتها الهامة فعلا وقد عايشتها مع صديقة بل أخت لي حافظة للقرآن وتعلمه عندما كانت تشرح لي بعض تصرفاتها وتدلل عليها بآية من القرآن، لأن أستطيع أن أصف لكم وقع معنى الآية لدي بعد أن شعرت بها فعلا في تصرف صديقتي وكيف جعلاتي أستوعب هذه الآية أو تلك بطريقة مختلفة تماما عن أي تفسير قد أقرأه في كتب التفاسير. مثال بسيط جدا، كنت أتكلم معها عن الربا وأسألها في بعض الأمور المالية حتى لا أقع في الحرام دون أن أدري وتطرقنا إلى البنوك الإسلامية وفي النهاية قالت لي:  "فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ"
وأردفت هل نتحمل أو نقوى على ذلك! يا الله، وكأني أول مرة أقرأ الآية، حرب من الله ورسوله والعياذ بالله! تخيلت فعلا من يتعامل بالربا كيف يجرؤ على أن يدخل في حرب من الله ورسوله! كاد يغشى علي!

نعم يا أسماء هذا هو الفهم والوعي الذي ينقصنا، كيف نعي المعنى وكيف يصل للقلب والعقل ولا تكون الآيات مجرد تلاوة أو فهم معاني الكلمات.
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-13, 19:16:29

جواد

كالعادة أشعر من ردك أني كائن نظري قادم من كوكب آخر  :emoti_282:

لم أفهم ما تقصده بأن كلامي نظري لا يمكن تطبيقه على الواقع

ما قلته :

هناك طائفة متخصصة في تعليم التجويد وتصحيح التلاوة وتنفيذ مناهج حفظ القرآن

وهناك دعاة في المساجد والفضائيات يقومون بتصحيح الفهم

هؤلاء متخصصون لا يجاوزون تخصصهم وأولئك كذلك

فقلت الحل تكامل جهود هؤلاء وهؤلاء

طيب سأطرح لك صورة للمطلوب مني في هذا المجال وأخبرني عن خطة أحقق بها ما تطلبه
وطبعاً لا أتكلم عن نفسي كفرح وإنما كمثال لكثيرات مثلي يعملن بنفس المجال في نفس الظروف

مطلوب مني في مكان معين في وقت محدد تحفيظ جزء تبارك وشرح منهج نظري ومراجعة الحفظ القديم ( مجموعة قليلة العدد - حوالي 8 بعضهن يأتين محبطات لأن الأهل يمانعون في ذهابهن للمسجد - وبعضهن لديهن الرغبة في التعلم ولكن كبر السن يحول دون التحصيل مهما حاولن - وبعضهن متميزات جداً : ومطلوب مني أن أشجع المحبطات وأن أهتم بالمتميزات حتى لا يصبن بالتراخي بسبب المحبطات وتطييب خاطر المتأخرات قدراً بسبب السن وتعويض الغائبات شرح ما فاتهن...........إلخ )
بأمانة لا يتبقى وقت ولا عندي علم يكفي لإسقاط الآيات على الواقع وإنما هو درس كدروس النحو يتخلله كلمات لتعلية الهمة لمتابعة الحضور وعدم الانقطاع عن المسجد فما بالك بتعلية الهمة للعمل للإسلام  sad:(

وفي مكان آخر مطلوب مني تحفيظ سورة البقرة وآل عمران والنساء وشرح منهج نظري ومراجعة الحفظ القديم ( مجموعة متميزة  - حوالي 10 ومع سورة البقرة كنا نتوقف أحياناً عند آيات التحذير لبني إسرائيل ونتبادل الحديث حول أن هذا التحذير لنا من باب أولى إن لم نأخذ الكتاب بحقه ونعمل بما فيه وكنا في كلمات قليلة مختصرة نتشرب المعنى بصدق بل أدى هذا إلى أن أفقت وراجعت نفسي في موضوع خاص ورجعت فيه إلى الحق وكنت متجاوزة فيه بعد استشعاري معنى أخذ الكتاب بحقه - ولكن هذا لا يمكن أن يصير منهجاً ثابتاً لا من ناحية الوقت المتاح ولا ناحية تأهلي له فما السبيل لما تريد؟ )

ومطلوب استكمال حفظي الخاص على أكثر من معلمة في مواضع مختلفة من القرآن وقراءة تفسير ما أحفظ ( نصف جزء على الأقل في الأسبوع حفظ جديد وجزء إلى ثلاثة مراجعة ) والنتيجة طبعاً أني أفتح تفسيراً مختصراً جداً وأنا ألهث خلف استكمال الحفظ قبل النزول للدرس

ومطلوب مني مذاكرة مستمرة للتجويد النظري والقراءة في كتب متعددة لأبقى جاهزة لأي سؤال من الطالبات أو من المعلمات وللتمهيد لدراسة أعمق في هذا المجال أطمح إليها

ومطلوب مني الاهتمام ببيتي وبناتي والتحاور معهن وعيش تفاصيل حياتهن

ومطلوب مني التواصل على النت مع إخواني وأخواتي

هل يمكنك أن تقترح على ما يمكنني عمله ؟

ضع البيت وشؤونه وتربية بناتي والطموح العلمي جانباً وأعطني فقط مشروعاً أنفذه لتحقيق تواصل أكبر مع كتاب الله وتوصيله للطالبات بالشكل المثالي الذي نرجوه جميعاً


العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-13, 19:19:35

مناقشات دسمة فعلا واتفاق تاريخي بين فرح وجواد  :emoti_282:

.


شكلها هتقلب غم قريب  ::)smile:

  :emoti_282:

أوافق أسماء في مقالتها الهامة فعلا وقد عايشتها مع صديقة بل أخت لي حافظة للقرآن وتعلمه عندما كانت تشرح لي بعض تصرفاتها وتدلل عليها بآية من القرآن، لأن أستطيع أن أصف لكم وقع معنى الآية لدي بعد أن شعرت بها فعلا في تصرف صديقتي وكيف جعلاتي أستوعب هذه الآية أو تلك بطريقة مختلفة تماما عن أي تفسير قد أقرأه في كتب التفاسير. مثال بسيط جدا، كنت أتكلم معها عن الربا وأسألها في بعض الأمور المالية حتى لا أقع في الحرام دون أن أدري وتطرقنا إلى البنوك الإسلامية وفي النهاية قالت لي:  "فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ"
وأردفت هل نتحمل أو نقوى على ذلك! يا الله، وكأني أول مرة أقرأ الآية، حرب من الله ورسوله والعياذ بالله! تخيلت فعلا من يتعامل بالربا كيف يجرؤ على أن يدخل في حرب من الله ورسوله! كاد يغشى علي!

نعم يا أسماء هذا هو الفهم والوعي الذي ينقصنا، كيف نعي المعنى وكيف يصل للقلب والعقل ولا تكون الآيات مجرد تلاوة أو فهم معاني الكلمات.


 emo (30):

أعرفها  ::ok:: وأشهد أنها بين طالباتها أجمل من ذلك أيضاً .. حفظها الله

العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-13, 21:34:21
بسم الله الرحمن الرحيم،

أولا أرجوا المعذرة ان كنت تكلمت بشكل أزعجكم،

ثانيا ما طرحتموة من أمور يستحق التخطيط الجيد الرشيد، ولا أقول اننى أهل لهذا التخطيط، انما أجتهد معكم بقدر ما أعرف،

بداية، لا شك أننا متفقون أن الكيف أهم من الكم،
وأولى العقبات التى ستواجهكم هى أنكم تسيرون على نظام تم وضعه مسبقا من قبل غيركم،
لكن لو خرجيتم خارج إطار الدائرة قليلا وحاولتم التطوير بما يتناسب معكم فستجدون الأمر أفضل كثيرا ان شاء الله.

ولا تغتروا ابدا بطاقتكم وحماستكم لتعليم أكبر قدر ممكن من الناس،
وأن تركزوا على حلقة واحدة تعطونها جرعة كاملة مناسبة أفضل بكثير أن تشتتوا أنفسكم بين حلقتين أو ثلاث،
ولا تنظروا الى من تعطى خمسة أو ستة حلقات، فلكل سياسة، ولا ضير ان نتكاتف وان اختلفت سياساتنا مادمنا متفقون على المبدأ،
لو جعلتم همكم أن تصلوا بهذه الحلقة الى المرحلة التى تكلمنا عنها هنا من مجاهدة على فهم القرآن بالطريقة الصحيحة والعمل به فهذا أفضل من الكم الكبير.
ولا تتعجلوا الحفظ ولا تقبلوا ضغوط الحفظ فى فترات زمنية بعينها، فهذه الطريقة تجرد الحفظ من معناه بدرجة كبيرة جدا،

واما عن بعض العلم الذى يساعدكم على نقل هذه المعانى القرآنية وترجمتها الى واقع عملى، فأوصيكم بالظلال للشهيد سيد قطب،
ومع تأملكم فى النص القرآنى وما كتبه الشيخ سيد قطب مع تفسير ميسر سترون الصورة أصبحت اوضح كثيرا وأقوى أثرا ان شاء الله.

بهذه الطريقة تتحول حصة التجويد الى حصة قرآن، ويظل المعنى ضميرا حيا وحكما على ما تقابله الطالبات من مواقف فى الحياة.

لاحظوا أيضا أن دعاة الفضائيات ربما يتأثر بهم الإنسان لبعض الوقت لكن شتان بين من الداعية الذى أعايشة واراه وجها لوجه وبين داعية فى الفضائيات،
خاصة أنكن نساء وهذا يزيل الكثير من حواجز التفاهم بينكن،
والمسلم داعية فى كل أحوالة، وحياته ذاتها دعوة لله سبحانه وتعالى، فكيف اذا كنتم تعلمونهن القرآن؟

هناك واقعة تتكرر أمامى كثيرا ويزعجنى جدا طريقة عرضها،

فى خطبة الجمعة يحرص الخطيب على تذكرة الناس بتقوى الله ومخافته، لكنه لا يحاول تفسير مفهوم هذه التقوى للناس.
فيسهل على الناس أن تتخدر ضمائرهم اكثر،
فى حين أنه لو قال أن المرتشى هذا لا يتقى الله وان آكل الربا عليه حرب من الله ورسولة، وان الرشوة تكون صفتها كذا وكذا، وأن الربا من صورة كذا وكذا،
فيعدد للناس الأمثلة من الواقع الذى يتعاملون فيه يوميا ويمس كل واحد منهم لإختلف الأمر كثيرا،

تماما مثلما يحدث فى الحجاب،
الكثير يتكلم عن الحجاب ويقول صفاته وشروطه، لكن الناس دوما تميل الى تصديق نفسها أكثر،
فى حين أنه لو قال مثلا ان التى تلبس البادى أو البنطال الجيينز أو التى شيرت الضيق فى حجابها خلل كبير لكان الكلام أكثر وقعا وتأثيرا،

وهكذا الأمر بالنسبة للقرآن،
لا نستطيع ان نقول للناس يجب ان تعملوا بالقرآن وتطبقوه فى حياتكم ثم نصمت على هذا،
بل نحاول الا ندع موقفا يمر علينا الا ونبين فيه صفة أهل القرآن معه،
سواء كان الموقف مشكلة شخصية او اجتماعية او حتى سياسية أو تمس الأمة جميعا.

أخيرا، استوقفتنى عبارتكم الآخيرة عن الأسرة،

ويجب أن أخبركم هنا أيضا أنكم لو قصرتم مع أسرتكم لتتعلموا شيئا فى طموحكم العلمى أو تزيدوا من عدد الحلقات أو كمها فقد اختل ميزانكم كثيرا،
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،
والأبناء والزوج أولوية عن الحلقات والطموح العملي،
وإذا تعارض احدهما مع الآخر او كان أحدهما سيأتى على حساب الآخر فيجب أن تأتى الاسرة كأولوية أولى،

أقول هذا لانه فى زمننا هذا أصبحت التربية من أشق الأمور على النفس وأصعبها،
خاصة كلما تقدم سن الأبناء وزاد انفتاحهم على المجتمع واختلاطهم به.
فيحدث لا اراديا أن يقلل الأب أو الأم من اهتمامة بتقويم سلوك أبنائه والمثابرة على محاربة المفاهيم التى يلتقطونها من التلفاز او المدرسة أحيانا،
ويشعر انه ربما هناك من يستجيب له أسرع، فإذا وجد ذلك فى الحلقات يبدأ بتقليص دوره كثيرا مع الأبناء حتى يتحول فى النهاية الى مجرد تعليقات عابرة.
بل إن الأمر يتعدى ذلك الى الزوج أو الزوجة،

فأحيانا لا تهتم الزوجة مثلا بأمور العمل للدين أو الدعوة، وتكتفى بالمحافظة على الصلاة وقرآة بعض القرآن،
واذا ما حاولت الفتيات تقليد قريناتها فى اللبس او الحديث مع الفتيان كان ردها أنها تثق فى بناتها ولا بأس أن يعشن سنهن كما تعيش الفتيات،
فهنا يتوجب على الزوج أيضا أن يعمل على الإهتمام بتقويم سلوك زوجته ومفاهيمها وليس الأبناء فقط،
والعكس صحيح أيضا، مع توخى الإسلوب والوقت المناسب طبعا.

وكلما زاد نجاح الأم أو الأب فى أبنائة كلما كانوا دعوة فى ذاتها وقدوة لغيرة،
فنحن الآن نعانى من دعاة او خطباء او أناس يحسنون الحديث فى الدين، ثم اذا نظرا الى أهلهم تعجبنا من الحال والمقال.

فيحدث عن الناس انفصال لا شعورى بين الدين والتطبيق، ويبدأ مفهوم العلمانية فى التوغل فى حياة الداعية ذاته !

مرة أخرى، لا أحسب ان التطبيق سهل كالحديث، خاصة أنكم ستبدون مختلفين كثيرا عمن يسعين الى كثرة الحلقات وإنجاز الحفظ فى اوقات قصيرة،

لكننا اذا لم نضع لبنة لتغيير النظام بأكملة مع تحاشى التصادم المنفر قدر الإمكان فلن يتغير الحال،

وسيظل هم الكثيرين حفظ القرآن فى اسرع وقت ممكن لا أكثر، وهذا فى حد ذاته قتل للمعنى الذى نتحدث عنه هنا،

ولو أنجزنا الحفظ فى عشرين عاما بفهم واجتهاد فى العمل فهو خير من الحفظ فى عام واحد دون فهم صحيح او عمل واضح،
وأما من يشعرن انه فاتهن الكثير، فيجب أن تعلمونهن ان العبرة لم تكن يوما بالكم،

بل رأينا فى غزوات المسلمين كيف أن الكم يكون وبالا عليهم، فى حين الكيف القليل ينتصر بفضل الله ومنته.

غفر الله لنا ولكم.
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-13, 21:41:33
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة سريعة
لا اعتقد ان جواد يعني ان ينقلب درس التجويد لدرس تفسير وعلوم شرعية
بل انتقاده ينسحب حتى على الدروس الشرعية في كثير من المعاهد.. فكثير من هذه المعاهد يخرج لنا متشدقين متفيهقين لا يمثلون الاسلام الا اسوأ تمثيل..
ما يطلبه جواد –بحسب ما فهمته- أن يهتم الانسان بأن يكون قدوة للاخرين، فالناس تتشرب السلوك كما تتشرب العلم، وان لم يتكلم الاستاذ أي كلمة.
عفلى من يتصدى للحفظ والتحفيظ أن يحاسب نفسه حسابا شديدا بلا هوادة ويسألها:
كيف أتصدى لتحفيظ القرآن أو حفظه وبناتي حجابهن ترللي؟
كيف اتصدى لتحفيظ القرآن أو حفظه وانا اعلم ان ابني مصاحب واحدة بنت؟
كيف أتصدى لتحفيظ القرآن أو حفظه وانا اعلم ان زوجي يجني ماله من مصادر بها شبهة؟
كيف أتصدى لتحفيظ القرآن أو حفظه وأنا لا احافظ على صلاتي؟
كيف أتصدى لتحفيظ القرآن أو حفظه وأنا لا احفظ لساني عن الخوض في اعراض الناس؟
كيف أتصدى لتحفيظ القرآن أو حفظه وبيتي فيه علاقات محرمة، او تصرفات غير طاهرة....!!!!!!!!

كمثال: أرسلت أحد أبنائي لمسجد لحفظ القرآن، فعلمت ان الاستاذ يتلفظ بألفاظ بذيئة؟؟
ارسلت ابنا آخر لبيت يحفظ القرآن، فعلمت ان الاستاذ كان يتغيب ويعهد برعاية الابناء في عدة مرات لطالب لديه في المتوسط، وكان ابني في الابتدائي، ولم أكتشف الامر الا لأن ابني عاد للبيت مرة ووجهه مشلفط، لأنه دخل في عراك مع ولد آخر، وسألت اين كان الاستاذ فقيل لي انه كان متغيبا يومها، وطلب من الولد الذي في ثالث اعدادي ان يستمع لهم؟
مثال اخر عن امرأة اعرفها حفظت القرآن وصارت استاذة الان، ولكن اعلم ان زوجها ماله حرام وهي .. الله اعلم تعلم ام لا تعلم
فاحت رائحة شيخ محفظ للقرآن في منطقتنا، عرفنا أنه يطالب زوجته بعلاقات محرمة في الفراش والعياذ بالله؟؟!!!

هذا كله.. يجعل حفظ القرآن كأنه موضة، أو مصدر للتباهي، أو مصدر للرزق، ويفقد معناه الحقيقي لدى كثيرين بكل أسف

والحل:
القدوة، الصدق، الاخلاص، تقوى الله في السر والعلن،  ثم كلمات وعظية بسيطة من نفس مؤمنة صادقة، وروح مجاهدة، مفعمة بالقرآن، ستدخل قلوب المتلقين، وتحدث فيهم تغيرا قلبيا وسلوكيا عميقا
لأنه ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر..
وما يخرج من القلوب يدخل للقلوب، وما يخرج من اللسان لا يجاوز الآذان
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من قوم مهرة بالقرآن، يحقر أحدنا قراءته إلى قراءتهم، ولكن القرآن لا يجاوز تراقيهم



والله أعلم
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-14, 04:53:16

جميل بارك الله فيكما

أتفق معكما إلا في نقطة واحدة

كون الداعية مقصراً إن لم يلتزم أهله كما يجب

هو عليه البلاغ والمثابرة على زرع المفاهيم الصحيحة والحوار والإلحاح ولكن قد يخرج من كل هذا بلا نتيجة فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء

ولا يمكن أن نعتبر ذلك قدحاً في نيته وإخلاصه أو ازدواجاً في شخصيته فهذا التخبط دخن أصاب الكل ولو توقف كل داعية أو محفظ عن عمله حتى يصلح من شأن أهله أولا ويخرج بنتيجة محققة لما وجدتم واحداً على الساحة
والسلبيات الباقية في أهله لا تعني إهماله دعوتهم والمثابرة عليها وإنما قد تعني أن عليه السعي والمثابرة على هداية الدلالة أما هداية التوفيق فمن الله وحده ولا يملكها بشر

جواد

لم أقصد بعبارة : " دع شؤون البيت والأبناء والطموح " أني أقصد إهمال ذلك للاهتمام بغيره وإنما قصدت أني سأرتب هذا بنفسي
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-14, 10:22:03
اقتباس
كون الداعية مقصراً إن لم يلتزم أهله كما يجب

هو عليه البلاغ والمثابرة على زرع المفاهيم الصحيحة والحوار والإلحاح ولكن قد يخرج من كل هذا بلا نتيجة فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء

لا شك أن الهداية من الله وحده وأننا لا نملك فى النهاية أن نجبر أهلنا أن يصلوا لدرجة معينة من الإيمان،

لكن فى ذات الوقت أخشي أن يكون الكلام مطاطا جدا،

وسامحونى فى ذلك، فأغلب الحالات يكون التقصير فيها من الأهل منذ البداية ثم اذا انتبهوا الى التقصير بعدما كبر أولادهم حاولوا تغييره فوجدوا صدودا،
ومع بضعة مرات يبدأ مفهوم أن الهداية من الله يترجم الى واقع عملي بأن يقلل الأهل جهودهم مع أبنائهم، ويظنون انه لا فائدة.

فى حين انه لو تدبرتم العبارة لوجدتم أنها تحمل معانى أكبر مما ذكرتم،

فحين نسلم أن الهداية من الله فإننا نتوجه الى الله بالدعاء أن يهدى أبنائنا خاصة اذا وجدنا منهم صدودا فى مسألة ما،
وهكذا فنحن نتصدق ونبتهل الى الله اذا عجزنا عن تحريكهم من معصية، بل واذا كنا نقدر أن نذهب للعمرة خصيصا للدعاء لهم أن يعينهم على أمر ما من أمور الدين فهذا أولى من أن تزيد حلقاتنا.

لاحظوا أيضا أن هناك حدا أدنى هو الذى أتكلم عنه ولا يجب النزول عنه مع الأبناء والأهل،
فالإلتزام بالفروض حد أدنى منهم، لا يجب السكوت عنه مهما كان، ولو تطلب ذلك التفرغ لهم ليل نهار،

ولاحظوا أيضا أن الأهل قد لا يلتزمون الا عن كبر، فيشب الأبناء على تربية افتقدت كثيرا من عناصرها الإسلامية،

فهل نأتى بعد أن هدانا الله ونسلم بالأمر الواقع لتصبح المحاولات معهم مجرد امر ثانوى بسيط لا يقارن بما نبذله فى الحلقات ؟

وأضرب لكم مثالا بسيطا،

الفتاة التى لم يعودها أهلها على الحجاب الصحيح منذ الصغر أو تهاونوا فى لباسها فى مرحلة الإعدادى والثانوى لأنها صغيرة كما يقال فى مجتمعاتنا،
على الرغم أنها فى هذه السن تكون قد بلغت وأصبحت مكلفة،

ماذا تتوقعون منها فى الجامعة وفى حياتها بعد ذلك؟
لاشك أنها لن تقتنع بسهولة أن تغير من شكل حجابها، فهل نسلم بالأمر الواقع ونقول انه لو شاء الله لهداها الى الحجاب الصحيح ؟

أرجوا المعذرة،
تقصيرنا مع أنفسنا وتأخرنا فى الإلتزام ليس عذرا يبرر لنا افتقاد أبنائنا الى التربية الصحيحة،
فلاشك أننا قبل الزواج رأينا المثال الصحيح للحجاب مثلا، اما فى الشارع او الكلية او بالقرب من المسجد،
فلماذا لم نفكر فيه لأنفسنا أول مرة رأيناه فيها ؟ ولماذا لم نفكر فيه لبناتنا بمجرد بلغوهن ؟

ولو كان الإنقطاع عن احدى الحلقات وتوجيه الجهد الى ابنة غير محجبه او بحجابها خلل سيكون عاملا أقوى لحثها على التغيير فالإنقطاع أولى.

وهكذا فى النهاية الأمر متروك لضمير الداعية ومدى صدقه مع نفسه وحسن تقديره للجهد المطلوب مع الأبناء واذا ما كانوا حقا يتحاجون الى الوقت الذى يقضيه فى الحلقة، أم لا. ففى النهاية الإلحاح والضغط الشديد فى التربية قد يسببان نفورا، فيجب مراعاة هذا أيضا.

جزاكم الله خيرا كثيرا، و وفقنا واياكم الى ما يحب ويرضى.
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-14, 12:22:19
كلامك يا جواد صحيح

ولعلي أفرق بين داعية يقر أبناءه على معاصيهم على اساس انه لا يملك لهم شيئا والهداية من الله، وبين من يعتزل معاصيهم هذه

يعني مثلا
حضرت حفل زفاف لابنة داعية مشهور يظهر على التلفاز
الحفل مشترك لابنه وابنته

ووقفوا على الكوشة معا، مع العريس والعروس الاخرى

ووقف الداعية وسطهم يبتسم ويتصور

هل تخيلتم المنظر؟
زوجة ابنه العروس في كامل زينتها على المنصة مع زوج ابنته العريس الاخر

وهو يتصور بينهم
عدا عن الموسيقى، والرقص (slow ) للازواج الاربعة معا.. الخ الخ

طيب لنفرض ان الداعية لم يستطع هداية ابنه ولا ابنته
اما كان يستطيع اعتزال الفرح؟ او تهديدهم انه ان لم يكن منضبطا اسلاميا فلن يشهده؟

مثال اخر:
تعرفت في كندا الى فتاة، يعتبر ابوها علما من اعلام الدعوة وعلمائها
الفتاة غير محجبة، ترتاد النادي، ولها شلة شباب وبنات في النادي، وهذا الكلام من عشرين عاما

قالت لي انها لما سألت ابوها لماذا لا يوليها شيئا من اهتمامه، اجابها بأنه اختار أمها صغيرة، ورباها على يده، لتتولى تربيتهم، ثم تفرغ بعد ذلك لتلاميذه ودعوته

فما رأيكم؟

هذه الحالات مختلفة تماما عمن يحاول تربية ابنائه ووعظهم فيرفضون، ويشذون، فيدعو لهم بالهداية، لكن لا يقرهم على معاصيهم، ولا يشهدها، بل يعتزلهم اثناءها، او يمنعهم عنها ان كانت له ولاية عليهم كالأب على بناته والام على المراهقين مثلا


العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-05-17, 11:35:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقطاع للأنترنت دام أياما حبسني عن الموضوع لي عودة بإذن الله تعالى لاستكمال قراءة ما وضعتم
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-05-23, 08:00:57
نويت العودة لهذا الموضوع المهم،ولم يشأ الله بعد، إلا أنني قد قرأت مداخلاتكم، وهي ذات أهمية بالغة جدا بارك الله فيكم

ولكن وأنا في عيش مع تفسير بعض الآيات الكريمات، أنقل لكم إخوتي هذا المعنى العميق من ظلال القرآن :

ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يومنا وفي غدنا ; كما كانت الجماعة المسلمة الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر في شؤون حياتها الواقعة . . وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد . وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي ! سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق ; وتقول لنا:هذا فافعلوه وهذا لا تفعلوه . وتقول لنا:هذا عدو لكم وهذا صديق . وتقول لنا:كذا فاتخذوا من الحيطة وكذا فاتخذوا من العدة . وتقول لنا حديثا طويلا مفصلا دقيقا في كل ما يعرض لنا من الشؤون . . وسنجد عندئذ في القرآن متاعا وحياة ; وسندرك معنى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). . فهي دعوة للحياة . . للحياة الدائمة المتجددة . لا لحياة تاريخية محدودة في صفحة عابرة من صفحات التاريخ .  
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-23, 13:56:39

كلامكم كله جميل ولا أختلف معكم فيه ولكني مازلت متوقفة عند زاوية أراها مهمة

بعض غير المحجبات إن سألتها عن سبب التأخر عن هذه الخطوة المفروضة تقول :

لأني إذا تحجبت أريد أن ألتزم مائة في المائة ولا أفعل شيئاً يغضب الله وألتزم بحجاب صحيح وليس كما ترتدي بعض المحجبات الآن

طيب يا ستي ولماذا لا ترتدينه وتفعلين هذا : تقول : أخشى أن أتراجع .. عندما أشعر أني يمكنني تحقيق هذا الشكل المثالي سأرتدي الحجاب

نقطة " الفرض كما يجب " قد يراها البعض ثقيلة إلى درجة تجعله يترك الأمر بالكلية حتى لا يقع في تقصير عن المثالية ولا ينتبه أنه في نقطة المعصية التي هي أسوأ من التقصير

وهذا لو خففنا عليه الأمر قليلا ودعوناه لأن يخطو خطوة بسيطة في البداية لعلها تقوده إلى ما هو أفضل بالتدريج قد يفلح هذا معه خاصة أن الأمر فيه نقطة تغيب أحياناً عنا وهي أن من يخطو إلى الله خطوة يكافئه الله بأفضل منها

لو قلنا لشخص ما فائدة حفظك للقرآن دون أن تسقطه على واقع حياتك وتعمل به لربما ترك الحفظ والقراءة كليهما فيرتد إلى أسوأ مما كان

بينما لو تركناه وربه مع حرصنا على توجيهه كلما حانت فرصة لربما ترقى إلى ما شاء الله له من الهداية

انظروا قول ابن المبارك :

طلبنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا

وفي صيغة أخرى :

طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله

( لا أدري أي الصيغتين هي الأصح ولكن المعنى واحد على كل حال )

وعن تجربة في ارتياد حلقات القرآن كطالبة لمدة تزيد عن عشرة أعوام يمكن أن أقول أن التواجد وسط صحبة تحفظ القرآن ولو بغير فهم تغير في الشخصية وترفع الحافظ وتؤثر على رؤيته للأمور وتلقيه لقدر الله بل ويرى من كرم الله في كل خطوة يخطوها على الطريق ما لم يكن ليجده من طريق آخر

رأيت بعيني وعرفت فتيات وسيدات تغيرت أفكارهن وشخصياتهن بشكل ملحوظ خلال رحلة حفظ القرآن بل وعملن بالقرآن دون حتى أن يلاحظن - أو يتعمدن - أن هذا تطبيق لما حفظوه

مازلت أرى ضرورة الفصل بين النقطتين

الدعوة إلى العمل بالقرآن لابد أن توجد وتستمر سواء للحافظ أو غير الحافظ ولكن دون ربطها بالحفظ ذاته حتى لا نخذل عنه فيترك الحافظ الحفظ والعمل معاً


العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-05, 14:59:07
هو كائن حي متحرك . ونحن نراه في ظل هذه الوقائع يعمل ويتحرك في وسط الجماعة المسلمة ; ويواجه حالات واقعة فيدفع هذه ويقر هذه ; ويدفع الجماعة المسلمة ويوجهها . فهو في عمل دائب , وفي حركة دائبة . . إنه في ميدان المعركة وفي ميدان الحياة . . وهو العنصرالدافع المحرك الموجه في الميدان !

ونحن أحوج ما نكون إلى الإحساس بالقرآن على هذا النحو ; وإلى رؤيته كائنا حيا متحركا دافعا . فقد بعد العهد بيننا وبين الحركة الإسلامية والحياة الإسلامية والواقع الإسلامي ; وانفصل القرآن في حسنا عن واقعه التاريخي الحي ; ولم يعد يمثل في حسنا تلك الحياة التي وقعت يوما ما على الأرض , في تاريخ الجماعة المسلمة ; ولم نعد نذكر أنه كان في أثناء تلك المعركة المستمرة هو "الأمر اليومي" للمسلم المجند ; وهو التوجيه الذي يتلقاه للعمل والتنفيذ . . مات القرآن في حسنا . . أو نام . . ولم تعد له تلك الصورة الحقيقية التي كانت له عند نزوله في حس المسلمين . ودرجنا على أن نتلقاه إما ترتيلا منغما نطرب له , أو نتأثر التأثر الوجداني الغامض السارب ! وإما أن نقرأه أورادا أقصى ما تصنع في حس المؤمنين الصادقين منا أن تنشىء في القلب حالة من الوجد أو الراحة أو الطمأنينة المبهمة المجملة . . والقرآن ينشىء هذا كله . ولكن المطلوب - إلى جانب هذا كله - أن ينشىء في المسلم وعيا وحياة . نعم المطلوب أن ينشىء حالة وعي يتحرك معها القرآن حركة الحياة التي جاء لينشئها . المطلوب أن يراه المسلم في ميدان المعركة التي خاضها , والتي لا يزال مستعدا لأن يخوضها في حياة الأمة المسلمة . المطلوب أن يتوجه إليه المسلم ليسمع منه ماذا ينبغي أن يعمل - كما كان المسلم الأول يفعل - وليدرك حقيقة التوجيهات القرآنية فيما يحيط به اليوم من أحداث ومشكلات وملابسات شتى في الحياة ; وليرى تاريخ الجماعة المسلمة ممثلا في هذا القرآن , متحركا في كلماته وتوجيهاته ; فيحس حينئذ أن هذا التاريخ ليس غريبا عنه . فهو تاريخه . وواقعه اليوم هو امتداد لهذا التاريخ . وما يصادفه اليوم من أحداث هو ثمرة لما صادف أسلافه , مما كان القرآن يوجههم إلى التصرف فيه تصرفا معينا . ومن ثم يحس أن هذا القرآن قرآنه هو كذلك . قرآنه الذي يستثيره فيما يعرض له من أحداث وملابسات ; وأنه هو دستور تصوره وتفكيره وحياته وتحركاته الآن وبعد الآن بلا انقطاع
 

سيد قطب -الظلال-
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-02, 17:34:21
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعله يبدو من الغريب أن أعقب على كلام قيل في موضوع كان آخره قبل عام كامل

ولكنني أحيانا اتذكر امرا ما فأبحث عن الموضوع الذي قيل فيه، فأعود لقراءته والاستمتاع بما فيه من جديد
وأحيانا اجد زوارا أثناء مراقبتي للمنتدى يقرؤون موضوعا ما، فأجد نفسي قد نسيت فحوى هذا الموضوع ولدي فسحة من الوقت فأرغب في تذكره
وهذا ما حدث الآن...

وعدت وقرأت الموضوع من جديد
واستمتعت بكل ما جاء فيه من مداخلات قيمة
وحقيقة كلها قيمة بلا استثناء، وان بدا فيها بعض الاختلاف لكن كلها تصب في مصب واحد... السعي الحثيث لنصرة الاسلام وطاعة الله عز وجل

وبدا لي أن أكتب بعض التعقيبات التي ربما تلخص فوائد الموضوع وتجمع وجهات النظر المختلفة بشكل منسجم ان شاء الله


ويتبع
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-02, 18:06:20
أساس الاختلاف في الموضوع كان بين اتجاهين: الأول يرى ضرورة زرع العمل بالقرآن جنبا الى جنب مع السعي لحفظه او تحفيظه، ويرى خطورة كبرى في مخالفة السلوك الواقعي لدى حافظ القرآن لمنهج القرآن
والثاني يرى حفظ القرآن بحد ذاته هدفا، لا بد من السعي لتحقيقه، دون ان يعطل هذا السعي لتطبيق القرآن، ولا أن يعطله السعي لتطبيق القرآن..
كانت هناك نقاشات كثيرة فرعية ادت لتكبير شقة الخلاف مع انها لو نوقشت بهدوء لوجدنا انها يمكن استبعادها لأنها ليست محل
نزاع

من الفوائد التي تعلمناها في مادة الفقه المقارن أنك حين تريد مقارنة فقه مذهبين في مسألة ما، فلا تشتت نفسك في خلافات فرعية كثيرة، ولكن ركز على نقطة الخلاف واحصرها، لتحسن دراستها وأدلة كل اتجاه فيها، ومن ثم الترجيح ان كان ممكنا

طيب.. لنطبق هذا هنا:
- كلنا متفقون على أهمية حفظ القرآن وتحفيظه لكي نحقق فرض الكفاية في نقل القرآن بالتواتر من جيل لجيل
- كلنا متفقون على أن القرآن منهج حياة، وأن الله تعالى ما أنزله ليكون نصوصا تتلى ويتبرك بها، بل لتكون دستوار للمؤمنين يحكم حياتهم ويضبطها ويوجهها

نخلص من هاتين المقدمتين الى أن حفظ القرآن وسيلة إلى بناء الحياة على منهجه، وليس غاية بحد ذاته
والدليل على ذلك أن الله تعالى ذم قوما لأنهم حفظوا كتبهم ولم يعملوا بما فيها ووصفهم بأنهم كالحمير
قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
وقد فسرها ابن كثير بقوله:
"يقول تعالى ذامًّا لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها، فلم يعملوا بها، مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا، أي: كمثل الحمار إذا حمل كتبا لا يدري ما فيها، فهو يحملها حملا حسيا  ولا يدري ما عليه. وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه، حفظوه لفظا ولم يفهموه  ولا عملوا بمقتضاه، بل أولوه وحرفوه وبدلوه، فهم أسوأ حالا من الحمير؛ لأن الحمار لا فهمَ له، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها"

طيب.. نأتي الآن لاعتراض قوي أثارته ماما فرح ولم أجد ردا شافيا عليه، مع أنها قالت أنها تبحث معنا عن حل له وتفكر بصوت عال
وفحوى الاعتراض أننا لو طلبنا من الطالب في معاهد او حلقات تحفيظ القرآن الا يحفظ الا ما يفهم تفسيره وأحكامه ويطبقها في واقع حياته، فهذا سيصده عن الحفظ ويثبطه ويعرقله...
وماذا عن تحفيظ الأطفال الذين لا فهم لهم بعد؟
وكثير من السلف الصالح كان يتم الحفظ ولما يبلغ سن التمييز بعد ولا سن الأمر بالصلاة، أي دون السابعة
والأمر نفسه بالنسبة لمن يقومون بالتحفيظ او التدريس
واعترضت كذلك بواقع ضرورة التخصص، فمتخصص التجويد لا يشترط له التخصص في الفقه او الحديث او التفسير
واعترضت كذلك بواقع الزمن... فالإلمام بالحفظ والتجويد والتفسير والاحكام يحتاج لعشرات السنين

والاجابة على هذه الاعتراضات في المداخلة التالية ان شاء الله
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-02, 18:22:13
الجواب على الاعتراضات السابقة، ان علينا ان نميز بين نوعين من العلم
علم هو فرض عيني على كل مسلم أن يعلمه، ويلتزمه في حياته
وعلم هو فرض كفائي، ان قام به من يكفي لحمله وأداء حقه من المسلمين سقط الاثم على الباقين، وهذا النوع قد يتعين في حق البعض من طلبة العلم الشرعي المؤهلين لذلك

العلم المطلوب تدريسه في كل حلقة من حلقات العلوم الشرعية، سواء كانت حلقات وعظ او فقه او حديث او تحفيظ .. هو النوع الاول من العلوم .. مطلوب تدريسها ومتابعة تطبيقها ايضا
وهي ليست كثيرة، ولا مجهولة ، ولا تحتاج تخصصا لنشرها، بل تحتاج مسلما صادقا مخلصا يعظ الآخرين ويبلغهم ويذكرهم

يعني لا يمكن ان تكون محفظة القرآن غير محجبة.... مرفوض رفضا قاطعا، ولو كانت متقنة كخليل الحصري او مشاري العفاسي..
لا يقبل ان تكون محفظة القرآن غير محافظة على صلاتها او صيامها او متهاونة في شؤون الطهارة او غض البصر
لا يقبل ان تكون غير متأدبة بآداب القرآن من توقيره واحترامه، والالتزام بآداب مجالسه
لا يقبل ان تكون سريعة الغضب او سليطة اللسان او مغتابة او نمامة
لا يقبل ان يكون لها عمل تتكسب منه ماله فيه شبهة.. او زوجها او من يعولها ماله فيه شبهة
او زوجها أو والداها غاضبان عليها

هذه اساسيات في الدين لا تحتاج فقه أبي حنيفة ولا علم الجزري ولا تحديث العسقلاني لكي ندركها ونعرفها

وعندما تكون معلمة التحفيظ ملتزمة جيدا بحدود الحلال والحرام في نفسها واهلها، وقافة عند حدود الله، فإن حالها هذا سينتقل لطالباتها دون ان يشعرن
ثم هي لن تألو جهدا في لفت انظارهن للأخطاء الشرعية في سلوكياتهن، والاستشهاد على أقوالها بآيات من كتاب الله لتترسخ هذه المفاهيم لديهن
مثلا: لاحظت تعثرا عند احدى الطالبات في الفهم او الحفظ.... تعظها حول الطهارة، وتلفت نظرها أن القرآن كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون، فلا يمكن أن تتمكن منه ما لم تكن على طهارة
فإن تأكدت من احسان الفتاة وتقيدها بشروط الطهارة الشرعية الحسية، انتقلت معها للطهارة الروحية، وطهارة المال من الحرام والشبهات، وطهارة القلب من الضغائن والحسد، او التعلق غير الشرعي بشاب لا يحل لها سواء عبر التشات او الهاتف او في الجامعة او العمل او غيره

ولو أنها في يوم شعرت بثقل في الجلسة او ضوضاء وعدم سكينة، لفتت النظر الى ضرورة السكينة واعطاء كتاب الله حفه من التوقير، ثم تطرقت الى ان التوقير يكون بالدرجة الاولى الا نجعل هذا القرآن مهجورا، وأكبر مظاهر هجر القرآن هو هجر العمل به

ولو في يوم عرفت ان احدى الحاضرات مصرة على معصية معينة ، او ارتابت في ذلك.. خوفتهن من أن أول من تسجر به النار يوم القيامة عالم وقارئ وشهيد.. وتذكرهن الله تعالى .. وأمانة هذا الكتاب وحمله ... وهكذا..

تتطرق للمواضيع التي تعرف ان البيئة المعاصرة تعاني منها وتلفت النظر لها

اما على شكل فردي مع كل طالبة على حدة
او بموعظة تستفتح بها الدرس كل يوم او تختتمه ولا تزيد عن عشر دقائق او ربع ساعة

نحن كنا نطبق هذا حتى في تدريسنا المدرسي والجامعي، سواء كنا ندرس علوم او رياضيات او انجليزي او عربي او دين... مع أن وقت الدرس او المحاضرة محدود، وهناك منهج معين لا بد من انجازه.. لكن هذه الاتجاهات والمفاهيم لا بد من غرسها والتأكيد عليها باستمرار، وهذه الدقائق المقتطعة ان اتقينا الله تعالى فيها سيبارك الله بها وببقية الدرس بشكل غير مسبوق

وبهذا نربي ونعلم معا، ونحقق الغاية مع إتقان الوسيلة، ولا تنقلب الوسائل عندنا الى غايات وتضيع الاهداف

ولا بأس من أن تشمل خطة المعهد او المسجد او ايا كان سلما سلوكيا معينا اضافة للسلم التعليمي
فلا تترفع الطالبة للمستوى الاعلى ولا يقبل منها تسميع مزيد من الاجزاء ما لم تكن قد ارتقت سلوكيا بشكل معين.. على الاقل في الابتعاد عن المعاصي الظاهرة الواضحة .. كالتهاون في الحجاب او الاختلاط او المال او العلاقات او بر الوالدين او الزوج او غيرها ..

ومن يتوكل على الله يوفقه ويسدده

وما قل وكفى خير مما كثر وألهى
والله أعلم
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: أبو بكر في 2010-07-03, 15:26:24
و لو اني قرأت المشاركات الجديدة بشكل سريع إلا أنها -ما شاء الله- جميلة و جيدة و تحتاج لبعض التطبيق حسب استطاعة المحفظ و أعرف من المحفظين من يفعلون مثل هذا و هم بفضل الله ناجحون جداً emo (30):
العنوان: رد: القرآن بين الحفظ والتدبر والعمل.
أرسل بواسطة: حلم في 2010-12-09, 19:46:36
للمتابعة