أيامنا الحلوة

الساحة الإسلامية => :: قرآن ربي :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-06, 09:47:30

العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-06, 09:47:30
إخوتي، هناك أمر يشغلني هذه الأيام نوعا ما، وأحاول أن أجد له في نفسي تفسيرا، وأن أتهرب منه ولكن يظل يطاردني، هذا الأمر يخص كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب

هذا الكتاب أقرأ فيه كثيرا، ولا أنكر أنني أعجب جدا جدا بطريقة سيد قطب في تحليل الأحداث وإسقاط القرآن على واقعنا، وما آلت إليه حال الأمة ....

ولكن بدأت ألاحظ بعض المبالغة لسيد قطب في بعض النقاط، من مثل ان يحكم على عدم وجود الأمة المسلمة، ومن مثل كلام له لا أجده على النسخة الإلكترونية من كتابه، ويتجلى كيف أنهم حذفوه حذفا...بينما هو كائن على الكتاب الأصلي الورقي، بين يديّ، من مثل قوله :
---------------------------------
"لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية؛ وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزل هذا القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويوم جاءها الإسلام مبنياً على قاعدته الكبرى : « شهادة أن لا إله إلا الله » . . شهادة أن لا إله إلا الله بمعناها الذي عبر عنه ربعي بن عامر رسول قائد المسلمين إلى رستم قائد الفرس ، وهو يسأله : « ما الذي جاء بكم؟ » فيقول : « الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام » . . وهو يعلم أن رستم وقومه لا يعبدون كسرى بوصفه إلهاً خالقاً للكون؛ ولا يقدمون له شعائر العبادة المعروفة؛ ولكنهم إنما يتلقون منه الشرائع ، فيعبدونه بهذا المعنى الذي يناقض الإسلام وينفيه؛ فأخبره أن الله ابتعثهم ليخرجوا الناس من الأنظمة والأوضاع التي يعبد العباد فيها العباد ، ويقرون لهم بخصائص الألوهية - وهي الحاكمية والتشريع والخضوع لهذه الحاكمية والطاعة لهذا التشريع - ( وهي الأديان ) . . إلى عبادة الله وحده وإلى عدل الإسلام .
لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله . فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، وإلى جور الأديان؛ ونكصت عن لا إله إلا الله ، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن : « لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها»؛  ، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها ، ودون أن يرفض شرعية « الحاكمية » التي يدعيها العباد لأنفسهم - وهي مرادف الألوهية - سواء ادعوها كأفراد ، أو كتشكيلات تشريعية ، أو كشعوب .فالأفراد ، كالتشكيلات ، كالشعوب ، ليست آلهة ، فليس لها إذن حق الحاكمية . . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله ، وتخلص له الولاء . .
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلاً أمام هذه الآيات البينات!".
--------------------------------
فأجدني من ناحية أتمثل معه مقدار ما وصلت إليه حالنا من نكوص على الأعقاب، ومن فشوّ الفساد بين المسلمين، ومما يندى له الجبين، ومما يوصف ولا يوصف من حال مزرية، ومن ناحية أخرى أراه مبالغا، فاتحا الباب للتكفيريين، مسهلا عليهم أن يروا في أنفسهم الصواب وفيمن عداهم الكفر والارتداد عن الدين ....
صرت أستشف نفسيته وهو من خلف القضبان وهو يقارع الطاغوت، وهو ثابت يجاهد بكل قوه، وكأنّ نفسيته تلك هي التي تحدثنا، ولا يحدثنا بنفسية غيرها ....
فهو وهو يذوق الظلم علقما ويتلقاه ممن كان يوما في صفوف الإخوان ثم ينقلب عليهم انقلابا جذريا .... فيصيغ مفاهيمه من منطلق المقهور المظلوم الذي يجاهد الطاغوت فيمرّرها عبر الأجيال في كل حال ....
لا أراه ينفصل عن نفسيته تلك وهو يسوق هذه العبارات المبالغ فيها، والتي تنطوي على تكفير وإجمال وشمولية في التكفير .... وأرى الأمر خطيرا ....

فأنا بين حالَيْن معه، بين مَن يقرأ له الأعذار ويصدّقه فيما يستشعره من قوة الظلم والطغيان، وفشوّ الفساد وضمور الأخلاق، فأجدني أصدقه وأراه قويا في تقرير الحقائق، واحاول الموازنة وأنا اتلقى حتى لا أكون بنفسية تكفيرية تستسهل التكفير والحكم على الناس بالارتداد،ومن ناحية أخرى لا أجد لتسهيله التكفير وتمريره للأجيال من مسوّغ .

ثم إنني أحيانا أقرا له ضرورة اضطلاع الأمة بأمر الدعوة بشكل من أشكال التخلي عن الدنيا بطريقة شبه كليّة، وأنّ مجاراتنا للعلم وللتقدم التكنولوجي لن توصلنا ونبقى في دائرة مجاراة من سبقونا بأشواط كبييييرة، وبالتالي فمهمتنا الأساسية هي العمل التربوي والدعوي أكثر من التركيز على "إعمار الأرض"، بمعنى الخلافة فيها.

وأعود لأقرأ له في فقرات أخرى ما يخالف هذا المنطق منه، بما معناه أن المسلم مسؤول عن إعمار الأرض . وخاصة خاصة ما وجدت من خواطر له  في تفسيره لسورة الأنعام .

لا أدري، أحببت أن أُخرج جملة المتناقضات التي تكونت فيّ وأنا أقرأ "الظلال" -الذي ما زلت أراه رائعا بجملته-، ولكنني لا أحب أن أغفل تردّد نفسي بين هذه الحالات وأنا أقرأه، فلا أجد لها مستقرا، وأحب أن تستقر نفسي على حكم معين .

فما قولكم ؟
العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-03-06, 13:55:32
يعني ليس كل نسخ الكتاب مثل بعضها  :emoti_17:

هناك الكثيرون ممن عارضوه في فكره هذا.. ربما لو قرأت لهم سيساعدك ذلك.. ليس بالضرورة أن نأخذ من شخص معين كل شيء.. فمن الممكن أن نرفض بعض الأفكار لذلك الشخص ونأيده ونعجب به في غيرها..

وأنا لا أرى تناقضا بين التربية وعمارة الأرض.. المفروض أنهما يمشيان معا.. المشكلة هي بأن عمارة الأرض أغلبنا لا يستطيع المساهمة فيها بشكل كبير.. يعني في كل الأحوال نجد أنفسنا محصورين في مجال التربية والدعوة..

العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-07, 10:44:36
يعني ليس كل نسخ الكتاب مثل بعضها  :emoti_17:

هناك الكثيرون ممن عارضوه في فكره هذا.. ربما لو قرأت لهم سيساعدك ذلك.. ليس بالضرورة أن نأخذ من شخص معين كل شيء.. فمن الممكن أن نرفض بعض الأفكار لذلك الشخص ونأيده ونعجب به في غيرها..

وأنا لا أرى تناقضا بين التربية وعمارة الأرض.. المفروض أنهما يمشيان معا.. المشكلة هي بأن عمارة الأرض أغلبنا لا يستطيع المساهمة فيها بشكل كبير.. يعني في كل الأحوال نجد أنفسنا محصورين في مجال التربية والدعوة..



مفروغ منه يا زينب أنّ الأخذ لا يكون من مصدر واحد، إذا عنينا الكتابات والمؤلفات، والأفكار البشرية، وطبعا المصدر الواحد الأساسي الذي هو كتاب وسنة هو الذي يجعلك تنفرين من نقاط وتقبلين نقاطا أخرى من هذه المصادر المتفرعة عنهما ...

نعم يا زينب قرأت من قبل عن المعارضين للظلال ولفكر سيد قطب، وعن القطبيين الموالين لفكره، وعن فكرهم المتشدد، ولكنني لم أكن أرعي اهتماما كل هذا، فالفرق كبير بين أن نقرأ عن شيء لم نعرفه بعد بالطريقة الجيدة، وبين أن نسمع عنه وعن قول فيه بعد أن نقرأه ونعرفه عن قرب، قراءتي للظلال كونت عندي هذه التصورات والانطباعات والتناقضات مجرّدة عن آراء المعارضين له ...

فقد كنت أعجب جدا بأسلوبه، حتى تنبهت أخيرا-وربما بعد قراءتي في الكتاب الورقيّ وخاصة سورة الأنعام- إلى ما أستطيع أن أسميه سببا من الأسباب الرئيسة في الإعجاب، وهي أنني بطبعي أميل للأدبيات وللتعابير الحسنة المنسابة التي تأخذ الوجدان وترحل بك إلى حيث الجمال البياني، وهذا مما شدني في الظلال، وهو يمتاز بجزالة التعبير وبالخواطر المنسابة كما المياه العذبة من يد أديب أريب ....

هذا -أقول- سبب من الأسباب، فقد استنتجت، ووصلت إلى أن كتاب الظلال يليق أن نصفه بخواطر قرآنية، ولا يليق أن يسمى تفسيرا للقرآن ...ذلك أن الخواطر هي التي ينساب فيها صاحبها بفكره، برؤيته، بحريته، فيغوص ويطرق أبوابا من باب إلى باب، وهو يأخذ القارئ في سياق "السيّ بالسيّ يذكر"....

أما التفاسير، فكما عرفت من تفسير ابن كثير، وتفسير التحرير والتنوير، وصفوة التفاسير للصابوني، والكشاف للزمخشري، وتفسير القرطبي، وتفسير الطبري وغيرهم كلها تشترك في استنادها  إلى ،إلى تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالأحاديث،وإلى الرواية عن الصحابة بشكل كبير،الذين عايشوا القرآن في أول تنزّله وعايشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،وإلى أقوال العلماء بعضهم عن بعض،وإن أراد أحدهم الإدلاء بدلوه الخاص بيّن وجه مخالفته لما قاله غيره، وغالبا في غير نقض لما قاله الآخر على أساس أن الآية تحتمل هذا وتحتمل ذاك ... وإلى تعريف سبب النزول، وشرح المبهم والغريب من الألفاظ بالعودة إلى أصل المنطوق به بين العرب القدامى، وإلى قواعد اللغة...
وإلى الإعجاز اللغوي في القرآن وهكذا....وبالتالي يحصل النفع في فهم القرآن وفهم حيثياته وما أحاط بآياته من أحداث عند نزولها، كما يحدث الانتفاع بسبب ورود لفظ ذاته دون آخر لغويا، ويحصل النفع في حال الغوص في المعاني ....


أما ما عدا ذلك من خواطر أدبية منسابة فهي في إطار الخواطر ولا تعدّ تفسيرا .... وهذا ما أرتاح له الآن بخصوص الظلال، والذي جعلني أتنبّه إلى ما لا أراه يستساغ فقهيا وعند علماء الدين المتخصصين الذين إذا ضربوا في هذا البحر ضربوا بمعرفة للحدود، فلا يتعدّونها، ويبقى القارئ في إطار الاستفادة وهو يعلم أنه يقرأ ليفهم القرآن ولا يقرأ ليغوص في فكر واحد من الرجال...وبالتالي فأنا الآن مع مَن ينصفون سيد قطب فلا يمدحون الظلال مدحا مطلقا بل يبينون مساوئه وأخطاءه، ومع مَن لا يصنفه كتاب تفسير، وفي الوقت ذاته مع مَن لا يجنح لتكفيره، كما يفعل المبالغون في الحكم عليه . رحم الله صاحبه وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الشهداء

وهذا فيديو أرى صاحبه منصفا موضوعيا عن الظلال:

حكم كتاب سيد قطب "في ظلال القرآن" (http://www.youtube.com/watch?v=D0bSCvI0Iq4#)
العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-03-08, 02:40:54
شكرًا بارك الله فيك على المقطع..

رأي الشيخ نعم الرأي..
العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-10, 10:12:32
أعود لأكتب ها هنا، وعن الموضوع نفسه، عن الشخص نفسه، عن سيد قطب رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته  emo (30):

وكأنني اقترفت جرما وأنا من أكون أنا ؟ لأتحدث عمّن باع نفسه لله، مات ورأسه مرفوعة، مات شهيدا، اتخذه الله شهيدا ....

قبل لحظات، كنت مع صديقة لي أخت عزيزة في الله،-أحسبها على خير كبير والله حسيبنا وحسيبها-،جاءت مستبشرة فرحة بما رأت في منامها البارحة، تقول أنها رأت الشهيد سيد قطب، وكأن من أتاها بجهاز استقبال خاص لجهاز تلفازها، وفيه بطاقة ذاكرة خاصة وضعها لها فإذا بسيد قطب، يبدأ عظاما، ثم يُكسى لحما، ثم يتمثل بشرا سويا شابا يفسر القرآن، تقول وهي التي لا تعرف صورته الحقيقية، أنه تمثل رجلا هادئا، ولكن مع هدوئه نفاذ... نفاذ من نوع خاص  استشعرته في ملامحه....

تقول أنها لم تعقل حين رأته أنه وإن كان ميتا فهو صورة على تلفاز، بل إنها استغربت أيما استغراب، كيف للميت أن يبدو حيا شابا بهذا الشكل !!وهي تتابعه يفسر القرآن العظيم ...

وبينما هي كذلك، إذ بشرذمة ممن يعرف عنهم فساد يقطعون عنهم الكهرباء بقطعهم لخيط الكهرباء الرئيسي بالحي، فينطفئ الجهاز،ويعمّ الظلام، ولكن يعود ذلك الشخص الذي وضع لها جهاز سيد قطب وبطاقة ذاكرته، ولا يأبه بفعلتهم، وهو واثق من نفسه كل الثقة، ويضع بطاقة الذاكرة تلك، ويعيد تشغيل الجهاز من جديد، ويعود سيد قطب بدءا بعظام، ويعرف عندها واضع البطاقة أن سيد قطب سيعود ويتمثل بشرا من جديد، ويشرع بتفسير القرآن من جديد ....

حكتها لي، وأنا أتذكر حبي للظلال، وموقفي الأخير من الظلال، لأعود هنا، فأقول من أكون لأقول ما أقول عن سيد قطب، حتى وإن كانت مجرد ملاحظات، إن هو إلا سيد قطب الشهيد بإذن الله الحي عند ربه يرزق بإذن الله ......رحمه الله وجعل الفردوس مثواه، فكم علمني، وكم سيعلمني بإذن الله .
العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-10, 12:59:16
نعم يا أسماء
أفهم ما تشعرين به
من تقدير لمكانة هذا الرجل رحمه الله وجعله في الشهداء
ولا بأس أن يكون لك ملاحظات واعتراضات
فهناك من العلماء من يعارضونه مع تقديرهم له

بالنسبة لي
أفهم أن تكفيره لأحوال المجتمع إن صح التعبير لا يعني تكفيرا للأفراد
بل هو كما أفهمه تأصيل لازم من أجل الدعوة
الدعوة من أصولها
من لا إله إلا الله
هو يحكم على نمط الحياة الذي نعيشه

وقد فهمت ما يقصده أكثر عندما قرأت لأخيه محمد قطب
كتاب لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة
فهو عندما يقول أن المجتمع يعيش ردة فهو لا يعني تكفير الناس
فالناس معذورون بالجهل الذي تراكم عبر السنين

صحيح أن هناك من يستغل هذا الفهم ليكفر الناس ويعاملهم معاملة الكفار
ولكن هذا لا يغير من حقيقة ما قاله الأخوين قطب وما نعيشه
والله أعلم
العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-10, 13:03:21
سؤال أختي أسماء لو سمحت
هل كنت تكلمت من أيام مع صديقتك بشأن اعتراضاتك ؟
أقصد قبل منامها

العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-10, 13:27:11
نعم يا أم عبد الله، في الحقيقة ملاحظاتي تلك مازلت عليها، وأرى أنّ التنبه لها أفضل، ولكن طبعا هذا لا يلغي أبدا دور سيد قطب، ولا جهاده، ولا فوائد جمة نحصلها من كتابه من ناحية أخرى، إلا أنه ككل عمل بشري سبحان الله لا يخلو من أخذ ورد، ومن مقبول وغير مقبول ...

سؤال أختي أسماء لو سمحت
هل كنت تكلمت من أيام مع صديقتك بشأن اعتراضاتك ؟
أقصد قبل منامها



لا يا أم عبد الله لم تكن تعلم البتة برأيي فيه، ولا ما قلت في الكتاب . فهل لك في تأويل الأحلام من شيء ؟  emo (30):

العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-10, 15:50:03
 emo (30):

كل ما في الأمر أني تأثرت بالمنام
اقشعر بدني
واستبشرت خيراً
مع أن المنام قد يكون خاصاً بصاحبته
ولكن أمر التلفاز أورد خاطر علي لحظة قرأت وهو :

بأننا ربما عما قريب وفي ظل الهجمة الشرسة على ديننا من القوى الغربية
ومحاولة طمس الحق والتدليس من قبل الليبراليين والعلمانيين
قد نشهد من يصدع بالحق بقوة تشفي صدورنا
ربما يأتي من يحيي مشروع سيد قطب العقائدي والتربوي
بدون دخن ولا مداهنة
ويأخذ بيد الناس الحيارى

جميل منامها
وما كتبته مجرد خاطر
بارك الله فيها وفيك ونفعنا بك يا أسماء
العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-03-10, 18:58:10
طبعا يا أسماء أية ملاحظات لا تنقص من قيمة سيد قطب أبدا..

أول مرة تعرفت عليه حين وصلني الظلال كهدية.. أتذكر أني أعجبت به وأحببته من أول قراءة.. وقرأت له المزيد من الكتب وزدت اعجابا به.. وفي الحقيقة مثلما قالت أم عبد الله أنا شخصيا لا أرى فكره تكفيرا كليا للمجتمع والله أعلم.. لكني لم أقرأ الظلال كاملا بعد..



العنوان: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-10, 19:26:16
اريد ان اتكلم كثيرا عن الظلال واعلق على ما اوردته يا اسماء

لكن الان لا يسعني الوقت.. ولم يسعفني اول ما قرأت ما كتبته
واقترح ان نفصل هذه المداخلات ونتركها في موضوع مستقل لنوفيه حقه ان شاء الله
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-11, 08:53:21
استمعت لتعليق الشيخ حول الظلال، وهو بعيد كل البعد عن الانصاف، وهذا ليس تحيزا مني لسيد قطب، بقدر ما هو حكم موضوعي على كلام الشيخ
وقد بدا لي الشيخ منتميا للتيار السلفي، لذا يغمز في تناول سيد قطب للعقيدة وخاصة في باب الصفات، ذلك لأنه كسائر السلفية يظن ان عقيدة اهل السنة هي ما قرره ابن تيمية، وان الاشاعرة والماتريدية وهم غالبية اهل السنة والجماعة، يخرجهم السلفية من اهل السنة

لذا وجب التنبيه
اذا اردتم ان تستمعوا لرأي منصف في سيد قطب وظلاله، فليكن من عالم سني من غير الاخوان المسلمين (لنضمن عدم التحيز) ومن غير السلفيين (لنضمن عدم التحامل) ومن غير المنبطحين للسلاطين (لنضمن عدم الاتهام بالتكفير)

وسأعود لاحقا لهذا الموضوع المهم إن شاء الله
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-12, 17:22:32
بانتظار ملاحظاتك يا أستاذة هادية بارك الله فيك

أنا بصراحة حزنت لسماع الشيخ يقول أن ما قدمه الأستاذ سيد قطب رحمه الله يندرج تحت الأدب والخواطر الأدبية
 sad:(
وشعرت أن هذا فيه انتقاص من حقه وإن لم يقصده الشيخ

صحيح أن أسلوبه في التفسير مختلف ومصاغ بشكل أدبي بليغ وجميل
ولكن ما كتبه مستند أصلاً على تفسيرات أمهات الكتب
أقصد أنه من الواضح أنه مر على الكلمات والألفاظ ومناسبات السور وكل هذا مما تقدمه التفاسير الأخرى
وبالنتيجة وضع فهمه المبني على أسس متينة واطلاع لما سبق بصياغة أدبية راقية

والله أعلم
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-12, 18:09:20
بعد أن قرأت ما نقلته لنا أسماء
سألت قريب لي عن رأيه في في ظلال القرآن
فقال نعم ممكن أن يقال خواطر أدبية ولكن يجب أن تتم العبارة للانصاف

فيقال: خواطر أدبية مبنية على أسس علمية ولكن الألفاظ غير منضبطة شرعياً

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-12, 18:17:29
صدقت يا أم عبد الله في تعقيبك الاول
إن من يقول عن سيد قطب أنه أديب، كمن يقول عن الشيخ علي الطنطاوي انه أديب
إن كان يقصد وصفا زائدا على العلم، ومميزا لكتاباتهما الجميلة الرائعة، فهذا جميل
وان كان يقصد انتقاصا من علمهما، ونسبتهما إلى الجهل بعلوم الشريعة وقصر معرفتهما على الأدب، فقد أساء وظلم
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-03-13, 00:30:20
شخصيا لم أفهم من رأي الشيخ أنه انتقاص في قدر السيد قطب والله أعلم
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-13, 08:20:48
شخصيا لم أفهم من رأي الشيخ أنه انتقاص في قدر السيد قطب والله أعلم

ربما لأنك لم تعيشي في ظلال سيد قطب يا زينب.. فلا تعرفين قدره الحقيقي.. وبالتالي لن تشعري ان قدره انتقص بهذا الكلام

اخواتي الكريمات.. يبدو انه لن تتاح لي فسحة من الوقت لاكتب كلاما منظما ومرتبا في هذا الموضوع كما نت اتمنى
فهل تأذنَّ لي ان اكتب هكذا عفو الخاطر، وعلى سجيتي، مع ان الكلام بهذا الشكل لن يكوون بالدقة والموضوعية المطلوبة والتي اتمناها
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-13, 08:35:30
متابعة اخواتي، وبانتظار ما تريدين كتابته يا هادية


فيقال: خواطر أدبية مبنية على أسس علمية ولكن الألفاظ غير منضبطة شرعياً



أراه وصفا منصفا جدا.

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-13, 10:38:04
اكتبي لنا بالطريقة التي تريحك وتناسب ظروفك
يهمنا راحة الزبون وأنت زبون لقطة  :emoti_282:

وأنا بالنسبة لي أستفيد كثيراً من الخواطر القصيرة المتفرقة
أستوعب كل واحدة على حدا بشكل أكبر

بوركت
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-23, 18:14:12
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأخرت في الرد والمناقشة، وذلك لأنني كنت أريد ان يكون ردي لائقاً بقدر سيد قطب عندي، وفضله علي. ولكنني لن أتأخر اكثر من ذلك وسأبدأ مستعينة بالله، ويتناول ردي أربع نقاط:
1-   هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.
2-   هل سيد قطب سطحي في تناوله للعقيدة
3-   هل "في ظلال القرآن" مجرد كتاب خواطر، وليس كتاب تفسير مفيد من الناحية العلمية.
4-   سبب مهاجمة بعض العلماء لسيد قطب على اختلاف مستويات هذا الهجوم.

وأحب قبل  أن أنطلق مدافعة عن الإمام العلامة سيد قطب رحمه الله، أن أؤكد على استصحاب مبدئين إسلاميين أساسيين في حكمنا على أي عالم أو كتاب: " أبى الله أن تكون العصمة إلا لأنبيائه، ولكتاب إلا كتابه"
فكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم
وكل كتاب لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقص، إلا كتاب الله عز وجل.
باستصحاب هذين المبدئين ننسير على بركة الله تعالى، ونبدأ بأول نقطة.


أولاً- هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.


في الحقيقة لو تناولنا بعض العبارات المجتزئة من هذا السفر الضخم الذي يبلغ ثلاثين جزءا، مجموعة في ستة مجلدات، فإنه يمكن لنا بسهولة أن نتهم فكر سيد قطب بأنه تكفيري او يؤدي للتكفير.. لكننا جميعا نعلم أن هذا ليس بمنهج علمي منصف، وإنما الإنصاف هو أن نحكم على الفكر المتدفق في الكتاب ككل، ونفسر بعض العبارات المشكلة بأن نردها للعبارات المحكمة الأخرى..
والقارئ المتمعن لفكر سيد قطب، يفهم تماماً أنه لا يحكم على المجتمع بالكفر، وإن كان قد حكم عليه بالجاهلية. إنه يقول لنا أن المجتمع لا يمكن ان يسمى مجتمعا مسلما إلا إذا كان محكوما بشرع الله، لا يتحاكم الناس فيه إلا لشريعة الله، ولا يرتضون غيرها قانونا ودستورا.
والناس وإن أعلنوا أنهم مسلمين، وطبقوا كثيرا من تعاليم الإسلام في أنفسهم، كالصلاة والصيام والاخلاق، وغير ذلك، إلا ان مجموعهم لا يكون مجتمعا مسلما، تماما كما كان المسلمون في المرحلة المكية من الدعوة النبوية، مسلمين يعيشون في مجتمع جاهلي، ولم يكن ذلك المجتمع إسلاميا أبدا..
وإن كان هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في المجتمع الجاهلي، يسعون لتعبيد الناس لله، وتغيير هذا المجتمع ليصبح  محكوما بشرع الله وحده دون شرائع البشر، فهم مسلمون حقاً، وإن كان مجتمعهم مازال جاهلياً.
وإن كانوا يرضون بالتحاكم لتلك القوانين، ولا يرون في ذلك بأسا، ولا يسعون لإقامة شرع الله في المجتمع والناس، فهم ليسوا مسلمين حقا.
هل قولنا (ليسوا مسلمين حقا) يعني أننا نكفرهم؟ بالطبع لا.. ولم يقل بذلك أبدا سيد قطب رحمه الله، رغم انه كرر معنى تلك العبارة بأشكال مختلفة.. إنه قال أن هذا نوع من أنواع الشرك بالله، لأن الحاكمية يجب ان تكون لله وحده، وهذا من مقتضيات توحيد الألوهية، ومن يشرك مع الله مشرعين وحكاما آخرين، او يرتضي شرائعهم، فإنه يشرك بالله..
ومع هذا فإن هذا علميا لا يعتبر تكفيرا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى النفاق بأنه شرك، وسمى الرياء بأنه شرك، واستعاذ بالله من الشرك الخفي.. وليس معنى ان يصاب الانسان بهذه الامور انه كافر، (يهدر دمه، ويستحل ماله، ولا تقبل صلاته، وتبين منه زوجه، ويعامل معاملة الكفار).. ولكن معناه أنه بعيد عن حقيقة الإيمان المطلوبة من المسلم، فعليه ان يتوب من هذه الذنوب ويصحح مساره.
وقد عرفت اجيالا واجيالا ممن تتلمذت على فكر سيد قطب وكتبه، وتربت عليها، ولم يصب أي منها بلوثة التكفير.. اللهم إلا بعض جماعات ارهابية تكفيرية نشأت في مصر وربما في الجزائر او غيرها، زعموا أنها تعتزل المجتمع، وتؤسس لنفسها امارات اسلامية في قفار اصحراء او كهوف الجبال، وتحكم على المجتمع بالكفر وتعلن عليه الجهاد.. وهذه الجماعات التكفيرية الارهابية، هي لا شك جماعات ملوثة فكريا، جاهلة شرعيا، وجهلها يحسب عليها لا على مؤلفات سيد قطب، وان زعمت أنها استمدت منه منهجها، فسيد قطب كان يخاطب العقلاء المؤمنين بالوحي والقرآن، والكتاب والسنة، ولم يكن يكتب لمجانين او متخلفين عقليا، وبالتالي لا يصح ان نحمله وزر هؤلاء وفهمهم السقيم
هذا ان صح ادعاء الحكومات الفاجرة التي لا نثق في اقوالها ابدا، ان استمدادهم الفكري كان من مؤلفاته، ولم تكن تلك دعوى باطلة منهم، لمنع مؤلفاته الثمينة وحرمان الاجيال من كلماتها الصادقة المشعة، التي تعيد الروح لهذه الامة، وتنفض عنها غبار الاستعباد والذل والاستسلام، وتعيد لها حقائق الدين ناصعة جلية متكاملة، عصية على التجزئة والتحريف والعلمنة.
ولو أننا تأملنا ما يحدث الآن في بلاد الثورات: تونس ومصر، حيث زال الحكم المستبد، وترك الناس ليختاروا حكما يناسبهم، ووجدنا حجم الرافضين ممن يعتبرون مسلمين، ولعلهم صائمين مصلين، لكل حكم إسلامي، وخوفهم الشديد والمعلن من ان تحكمهم شريعة الله، فتطبق الحدود، وتمنع المايوهات، وتغلق السينمات، وتأملنا خجطوات المسلمين القلقة المترددة في محاولة اقناعهم بتطبيق منهج الله، وتزينه لهم، وتحبيبه لهم، لفهمنا عمق فكر سيد قطب وسداد رأيه، وبعد نظره، وصحة تشخيصه لأحوال المجتمعات.
عندما أرى مسلما مصليا صائما يعطي صوته بكل قناعة لرجل علماني مجاهر بالعلمانية والفجور، قائلا بأن ما تحتاجه البلاد هو التقدم والعلم والكفاءة، وليس الأمانة والدين، وانه لا يهمه صلاة الرجل فصلاته لنفسه، ولكن يهمه ما سيقدمه من خدمات للبلاد.. وهو يعلم ان هذا الرجل سيقود البلاد للعلمانية... فهل يعتبر هذا مسلما حقا؟ الا يحتاج لأن نعلمه من جديد معنى الاسلام ومعنى الخضوع لله، وان التحاكم الى شرع الله ليس نافلة بل واجبا وهو من صميم الدين؟؟
في ضوء هذا الذي بينته، لعلنا الآن نعيد قراءة اقتباس أسماء، ونرى براءة كلام سيد قطب من تهمة التكفير.. حتى قوله:
اقتباس
" . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله ، وتخلص له الولاء . .
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!"

ألا تجدون كيف أن كلامه ينطبق على طائفة كبيرة من علماء السلطان، الذين يرددون على المآذن والمنابر  ليل نهار "لا إله إلا الله" ثم هم يسعون بكل قواهم لتعبيد الناس لسلاطينهم، واخضاعهم للطاغوت البشري، واقناعهم بالرضا بما ينالونه من بعض الحريات العبادية الدينية، ويحذرونه من الخروج على هذا الحاكم لأنه ظل الله في الأرض..
ألا ترون كيف ينطبق كلامه على هؤلاء المسلمين الحريصين على الصلاة والتراويح والحج والعمرة، ثم هم يناهضون بكل قوة جميع التيارات الإسلامية، ويؤيدون بكل قوة دعاة العلمانية والليبرالية، ولا يجدون في ذلك أي تناقض ولا خروج عن شرع الله.؟
كلامه ينطبق عليهم بكل تأكيد.. وليس الهدف منه تكفيرهم لاستحلال دمائهم، بل الهدف منه كشف زيفهم وعوار منهجهم، والدعوة إلى فهم حقيقي لطبيعة هذا الدين وهذا المنهج، الذي لا تنفصل العقيدة فيه عن الشريعة بأي حال من الأحوال.
ألا تعلمون كيف كان الفقهاء دوما يفرقون بين من يترك الصلاة ومن ينكر وجوب الصلاة؟ وبين من يشرب الخمر، ومن يستبيح شرب الخمر؟ فالأول فاسق عاص، والثاني كافر؟؟
أحب أن أسمع تعليقاتكم على هذه النقطة قبل أن أنتقل للنقاط الأخرى.
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: جواد في 2013-03-23, 18:26:48
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأخرت في الرد والمناقشة، وذلك لأنني كنت أريد ان يكون ردي لائقاً بقدر سيد قطب عندي، وفضله علي. ولكنني لن أتأخر اكثر من ذلك وسأبدأ مستعينة بالله، ويتناول ردي أربع نقاط:
1-   هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.
2-   هل سيد قطب سطحي في تناوله للعقيدة
3-   هل "في ظلال القرآن" مجرد كتاب خواطر، وليس كتاب تفسير مفيد من الناحية العلمية.
4-   سبب مهاجمة بعض العلماء لسيد قطب على اختلاف مستويات هذا الهجوم.

وأحب قبل  أن أنطلق مدافعة عن الإمام العلامة سيد قطب رحمه الله، أن أؤكد على استصحاب مبدئين إسلاميين أساسيين في حكمنا على أي عالم أو كتاب: " أبى الله أن تكون العصمة إلا لأنبيائه، ولكتاب إلا كتابه"
فكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم
وكل كتاب لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقص، إلا كتاب الله عز وجل.
باستصحاب هذين المبدئين ننسير على بركة الله تعالى، ونبدأ بأول نقطة.


أولاً- هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.


في الحقيقة لو تناولنا بعض العبارات المجتزئة من هذا السفر الضخم الذي يبلغ ثلاثين جزءا، مجموعة في ستة مجلدات، فإنه يمكن لنا بسهولة أن نتهم فكر سيد قطب بأنه تكفيري او يؤدي للتكفير.. لكننا جميعا نعلم أن هذا ليس بمنهج علمي منصف، وإنما الإنصاف هو أن نحكم على الفكر المتدفق في الكتاب ككل، ونفسر بعض العبارات المشكلة بأن نردها للعبارات المحكمة الأخرى..
والقارئ المتمعن لفكر سيد قطب، يفهم تماماً أنه لا يحكم على المجتمع بالكفر، وإن كان قد حكم عليه بالجاهلية. إنه يقول لنا أن المجتمع لا يمكن ان يسمى مجتمعا مسلما إلا إذا كان محكوما بشرع الله، لا يتحاكم الناس فيه إلا لشريعة الله، ولا يرتضون غيرها قانونا ودستورا.
والناس وإن أعلنوا أنهم مسلمين، وطبقوا كثيرا من تعاليم الإسلام في أنفسهم، كالصلاة والصيام والاخلاق، وغير ذلك، إلا ان مجموعهم لا يكون مجتمعا مسلما، تماما كما كان المسلمون في المرحلة المكية من الدعوة النبوية، مسلمين يعيشون في مجتمع جاهلي، ولم يكن ذلك المجتمع إسلاميا أبدا..
وإن كان هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في المجتمع الجاهلي، يسعون لتعبيد الناس لله، وتغيير هذا المجتمع ليصبح  محكوما بشرع الله وحده دون شرائع البشر، فهم مسلمون حقاً، وإن كان مجتمعهم مازال جاهلياً.
وإن كانوا يرضون بالتحاكم لتلك القوانين، ولا يرون في ذلك بأسا، ولا يسعون لإقامة شرع الله في المجتمع والناس، فهم ليسوا مسلمين حقا.
هل قولنا (ليسوا مسلمين حقا) يعني أننا نكفرهم؟ بالطبع لا.. ولم يقل بذلك أبدا سيد قطب رحمه الله، رغم انه كرر معنى تلك العبارة بأشكال مختلفة.. إنه قال أن هذا نوع من أنواع الشرك بالله، لأن الحاكمية يجب ان تكون لله وحده، وهذا من مقتضيات توحيد الألوهية، ومن يشرك مع الله مشرعين وحكاما آخرين، او يرتضي شرائعهم، فإنه يشرك بالله..
ومع هذا فإن هذا علميا لا يعتبر تكفيرا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى النفاق بأنه شرك، وسمى الرياء بأنه شرك، واستعاذ بالله من الشرك الخفي.. وليس معنى ان يصاب الانسان بهذه الامور انه كافر، (يهدر دمه، ويستحل ماله، ولا تقبل صلاته، وتبين منه زوجه، ويعامل معاملة الكفار).. ولكن معناه أنه بعيد عن حقيقة الإيمان المطلوبة من المسلم، فعليه ان يتوب من هذه الذنوب ويصحح مساره.
وقد عرفت اجيالا واجيالا ممن تتلمذت على فكر سيد قطب وكتبه، وتربت عليها، ولم يصب أي منها بلوثة التكفير.. اللهم إلا بعض جماعات ارهابية تكفيرية نشأت في مصر وربما في الجزائر او غيرها، زعموا أنها تعتزل المجتمع، وتؤسس لنفسها امارات اسلامية في قفار اصحراء او كهوف الجبال، وتحكم على المجتمع بالكفر وتعلن عليه الجهاد.. وهذه الجماعات التكفيرية الارهابية، هي لا شك جماعات ملوثة فكريا، جاهلة شرعيا، وجهلها يحسب عليها لا على مؤلفات سيد قطب، وان زعمت أنها استمدت منه منهجها، فسيد قطب كان يخاطب العقلاء المؤمنين بالوحي والقرآن، والكتاب والسنة، ولم يكن يكتب لمجانين او متخلفين عقليا، وبالتالي لا يصح ان نحمله وزر هؤلاء وفهمهم السقيم
هذا ان صح ادعاء الحكومات الفاجرة التي لا نثق في اقوالها ابدا، ان استمدادهم الفكري كان من مؤلفاته، ولم تكن تلك دعوى باطلة منهم، لمنع مؤلفاته الثمينة وحرمان الاجيال من كلماتها الصادقة المشعة، التي تعيد الروح لهذه الامة، وتنفض عنها غبار الاستعباد والذل والاستسلام، وتعيد لها حقائق الدين ناصعة جلية متكاملة، عصية على التجزئة والتحريف والعلمنة.
ولو أننا تأملنا ما يحدث الآن في بلاد الثورات: تونس ومصر، حيث زال الحكم المستبد، وترك الناس ليختاروا حكما يناسبهم، ووجدنا حجم الرافضين ممن يعتبرون مسلمين، ولعلهم صائمين مصلين، لكل حكم إسلامي، وخوفهم الشديد والمعلن من ان تحكمهم شريعة الله، فتطبق الحدود، وتمنع المايوهات، وتغلق السينمات، وتأملنا خجطوات المسلمين القلقة المترددة في محاولة اقناعهم بتطبيق منهج الله، وتزينه لهم، وتحبيبه لهم، لفهمنا عمق فكر سيد قطب وسداد رأيه، وبعد نظره، وصحة تشخيصه لأحوال المجتمعات.
عندما أرى مسلما مصليا صائما يعطي صوته بكل قناعة لرجل علماني مجاهر بالعلمانية والفجور، قائلا بأن ما تحتاجه البلاد هو التقدم والعلم والكفاءة، وليس الأمانة والدين، وانه لا يهمه صلاة الرجل فصلاته لنفسه، ولكن يهمه ما سيقدمه من خدمات للبلاد.. وهو يعلم ان هذا الرجل سيقود البلاد للعلمانية... فهل يعتبر هذا مسلما حقا؟ الا يحتاج لأن نعلمه من جديد معنى الاسلام ومعنى الخضوع لله، وان التحاكم الى شرع الله ليس نافلة بل واجبا وهو من صميم الدين؟؟
في ضوء هذا الذي بينته، لعلنا الآن نعيد قراءة اقتباس أسماء، ونرى براءة كلام سيد قطب من تهمة التكفير.. حتى قوله:
اقتباس
" . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله ، وتخلص له الولاء . .
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!"

ألا تجدون كيف أن كلامه ينطبق على طائفة كبيرة من علماء السلطان، الذين يرددون على المآذن والمنابر  ليل نهار "لا إله إلا الله" ثم هم يسعون بكل قواهم لتعبيد الناس لسلاطينهم، واخضاعهم للطاغوت البشري، واقناعهم بالرضا بما ينالونه من بعض الحريات العبادية الدينية، ويحذرونه من الخروج على هذا الحاكم لأنه ظل الله في الأرض..
ألا ترون كيف ينطبق كلامه على هؤلاء المسلمين الحريصين على الصلاة والتراويح والحج والعمرة، ثم هم يناهضون بكل قوة جميع التيارات الإسلامية، ويؤيدون بكل قوة دعاة العلمانية والليبرالية، ولا يجدون في ذلك أي تناقض ولا خروج عن شرع الله.؟
كلامه ينطبق عليهم بكل تأكيد.. وليس الهدف منه تكفيرهم لاستحلال دمائهم، بل الهدف منه كشف زيفهم وعوار منهجهم، والدعوة إلى فهم حقيقي لطبيعة هذا الدين وهذا المنهج، الذي لا تنفصل العقيدة فيه عن الشريعة بأي حال من الأحوال.
ألا تعلمون كيف كان الفقهاء دوما يفرقون بين من يترك الصلاة ومن ينكر وجوب الصلاة؟ وبين من يشرب الخمر، ومن يستبيح شرب الخمر؟ فالأول فاسق عاص، والثاني كافر؟؟
أحب أن أسمع تعليقاتكم على هذه النقطة قبل أن أنتقل للنقاط الأخرى.


أتفق معكم تماما علي ذلك. :)

جزاكم الله خيرا كثيرا.
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-23, 20:48:20
كلام دقيق ومنضبط
جزاك الله خيرا
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-24, 08:19:57
بارك الله فيك يا هادية، ولكنني سأكون صريحة، ولن أخفي رأيي، برغم ما يعلمه الله وحده من تقديري العميق العميق جدا لسيد قطب، ومن حبي لكتابه، ومن تعلمي الكثير جدا منه، ومن تشرّب نفسي لفكرِه لاشعوريا، إذ كنت أردد كلماته، وقناعاته التي أقنعتني واستسغتها أيما استساغة في ظل ما نعايش، وما نرى....

لن أترك بنفسي شيئا يحيك فيها.ويعلم الله أنني لا أريد الانتصار لنفسي، فإن كنت أريد الانتصار لها لفعلت مع مَن خالف فكرُه ميولي، ولكان ذلك أحرى بها، ولكنني اليوم قبالة مَن أحب، ومن أوالي فكرا، إلا أن الأمر رغم كل ذلك لا يخلو من أن يكون أخذ ورد كما ذكرت يا هادية .

ولتعلموا إخوتي أنني وأنا أبدي رأيي هذا -الذي أقبل أن يكون خطأ كما أقبل أن يكون صوابا- لا أتأثر بكلام أحد عن سيد قطب، بل هذا ما رأيته خالصا عن كل رؤية .

أنا شخصيا أبرأ بسيد قطب، وبفكر سيد قطب، وببعد نظر سيد قطب من أن يعمّم، ومن ألا يتحذر ويتحسّب وهو يعمّم، ومن ألا يختار الألفاظ الأكثر وقعا ومناسبة لما يريد، من غير مغالاة، ولا مبالغة . والله تعالى يقول: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ "

والمغالاة هنا، كما جاءت بلفظ "غير الحق"، توجب وجود مغالاة في الباطل ومغالاة في الحق، كما ذهب إليه معظم علماء التفسير،والمغالاة في الباطل من مثل الإتيان بما لم يأتِ من عند الله، من مثل العقائد الفاسدة للمسيحيين مثلا ... أما المغالاة في الحق، فهي مبالغة وشطط وتجاوز للحدود ونحن نتحدث عن حق، كأن أقول في ساعة غضب وأنا لا أراقب دقة ألفاظي "ما بال الأمة قد هلكت"، وهنا طبعا كلام الغضب هذا مني، لا أستطيع بشكل من الأشكال أن أضعه في كتاب وأروجه للناس، فإن كانت قد هلكت فأي أمل بقي للأمة ولمن يعمل ويرنو للعمل للأمة، إن كنت قد أقررت أنها قد هلكت و الصحيح والسليم ألا أنشر كلامي هذا وألا أكون سببا في أن يتبناه غيري وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا قال الرَّجلُ : هلك النَّاسُ ، فهو أهلكُهم -رواه مسلم-.

فكيف أرضى من سيد قطب بمثل هذه الجملة ذاتها يا هادية :
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!

وأنا هنا لا أفهم "الذين يرددون لا إله إلا الله" على أنهم علماء السلطان، وحتى إن أراد هذا فكان عليه أن يجليها لا أن يبقيها عرضة للتأويل، ولفهم وفهم آخر ....
بل إن الذين يرددون لا إله إلا الله هم كل بلاد الإسلام، وكل بلاد ليست بلاد إسلام وتسمح بترديد الأذان . إنه يريد جملة المسلمين ... بينما الواقع يقول أن المسلم العاصي المخطئ لا يمكن أن أحكم عليه أنه "أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة"

صدقوني أنا أتفهم حسن نية سيد قطب، وما حمله على مثل هذا التعميم باستخدامه الألفاظ المعمِّمة، ولكن ولتقديري لعقل سيد قطب ولبعد نظر سيد قطب، وأن من سيقرأ له هم فئات مختلفة حتى ممن أحبوه، وأحبوا فكره، هم بين قارئ شاب لم تعلّمه الصروف أن يضع حدودا لنفسه وهي تتقبل، فهو في عهد الحماسة والتلقي والإعجاب المفرط الذي لا يجد معه في نفسه نقدا، وبين مَن سيقرأ له وقد علمته الحياة كيف يقبل سَوْرة غاضب لله وهو يكتب، فلا يجعلها قناعة راسخة يذهب فيعمّمها هو الآخر ويدعو لتعميمها ويقولها في مقامات القول وفي مقامات الصمت سواء بسواء، وفي مقامات السامع منه الواعي كما في مقامات السامع الذي لا يعي سواء بسواء ....
المسلم الذي يعصي، المسلم الذي يغفل، المسلم الذي لا يطبق حق التطبيق، ولا يفي بالعقود حق الوفاء، قد يأتي عليه حين من الأحيان يكون فيه بموقف من المواقف غاضبا لله حق الغضب أكثر من مناد لنصرة الدين عاش ينادي لنصرته، وفي مواقف الحسم والعزم كان خوّارا ....

المسلم الذي شرب خمرا، أو مخدرا، ودخل مغارات الهوى، قد يأتي عليه حين من الأحيان يكون فيه أتقى من تقي، أو قد يمنّ الله عليه فيختم له بخير يفعله ويأتيه يكفّر له سيئاته، أو قد يكون أشد غيرة على حرمة من حرمات الله من مناد لتعظيم شعائر الله أكثر القول وقلّل العمل .....

فكيف لمن بعقلية سيد قطب، وفكره، -وهو يعلم كل هذا الذي قلتُه أكثر مني- يترك العنان للألفاظ لتغلبه ولتضعه موضع الذي يعمّم ما لا يُعَمَّم ....
هذا ما أعيبه على بعض فقرات سيد قطب، وأنا أرى الألفاظ فيها غير مبرأة من النقد، ولا نستطيع أن نبرئها إلا إذا ذهبنا مذهب قراءة الغضبة التي هي في ثنايا الكلمات، ولكن هذا ليس محل تفكير كل من يقرأ .... ولا محلّ تأويل كل من يقرأ ... وحتى إن كانت النية حسنة، فالتحسب في اختيار الألفاظ أحوط عند العالم منه عند العادي مثلي ....

والله أعلم  

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-24, 08:39:46
معك حق يا أسماء
عبارته المجتزأة هذه يفهم منها أنه يتحدث عن عامة الناس الذي "كانوا في دين الله" ثم ارتدوا فكان العذاب لهم مضاعفا
ولكن كما قالت الأستاذة هادية فحتى يفهم كلامه لا بد أن يتم النظر له ككل
أليس يقوم نفر من المسلمين من اقتطاع آيات قرآنية مجيدة وبناء عليها يقتلون ويقومون بالفظائع
هو ولا بأي حال يجعل المعاصي أو الكبائر سببا في ردة مسلم وتكفيره

بالمقابل الأستاذ سيد قطب ركز كثيرا على مسألة الحكم بغير ما أنزل الله
وركز على علماء السلاطين والعلماء الذين يكتمون الحق

بكل الأحوال ما أعرفه بأن هناك زلات لسانية للأستاذ سيد قطب
وهو بشر نقبل منه الزلل
وهذا ما دفع حتى بعض من المدافعين عنه للقول بأن هذه خواطر قرآنية أدبية

ولكني ما زلت أرى بأنه من الظلم أن يتم اقتطاع عبارة أو فقرة وتفسيرها بعيدا عن كلامه المحكم
حتى لو أخطأ فيها
لم لا نقبل الخطأ في الصياغة ؟؟ أليس هو ببشر ؟
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-24, 08:51:50
أختي العزيزة... أقدر ما قلتِه.. وقد بينتُ في مداخلتي أمرين:

الأول:
اقتباس
فكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم
وكل كتاب لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقص، إلا كتاب الله عز وجل.
باستصحاب هذين المبدئين ننسير على بركة الله تعالى،

والثاني:

اقتباس
في الحقيقة لو تناولنا بعض العبارات المجتزئة من هذا السفر الضخم الذي يبلغ ثلاثين جزءا، مجموعة في ستة مجلدات، فإنه يمكن لنا بسهولة أن نتهم فكر سيد قطب بأنه تكفيري او يؤدي للتكفير.. لكننا جميعا نعلم أن هذا ليس بمنهج علمي منصف، وإنما الإنصاف هو أن نحكم على الفكر المتدفق في الكتاب ككل، ونفسر بعض العبارات المُشْكِلة بأن نردها للعبارات المحكمة الأخرى..

إذن يا أسماء.. انا لم أنكر ان هناك عبارات في كتابه يمكن ان يساء تفسيرها، ولكنني قلت انه يجب ان تفهم هذه العبارات في ضوء الانطباع العام لكل افكاره، لهذا لا يجوز أن نقتبس مثل هذه العبارات وننشرها لنسفه فكر سيد قطب، كما يفعل بعض الشباب المتعصب، ولكن تقتبس العبارات المحكمة، واما هذه العبارات المشكلة فنتركها لمن يقرأ الكتاب، يقرؤها في سياقها الكلي، ليجدها مغمورة في بحار من الفقرات والصفحات التي تجلي فكره وتوضحه، فلا يتأثر القارئ بهذا الغبش الذي قد يخيم على بعض الفقرات او العبارات

اما قولك " كيف لسيد قطب وهو اعلم واعلى واتقى منا الا ينتبه لاشكالية مثل هذه العبارات وخطورتها" فأرد عليه بأن السبب ان الله تعالى ابى ان تكون العصمة الا لكتابه.. وهذا الشطط الموجود في بعض العبارات، لم يكن من نصيب سيد قطب وحده، بل هو قدر مشترك بين جميع العلماء والفقهاء والدعاة
فكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الشيخ محمد الغزالي
وكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الطاهر ابن عاشور.. وانا كما تعلمين ادرسه دراسة عميقة الان.. واشكاليته تأتي في التفسير وتأتي في الفقه وتأتي في التحليل التاريخي، رغم موسوعيته في هذا كله
بل كم وكم من كتابات مشكلة لأئمة اعلام من كبار أئمة الدين: كالامام الدهلوي وابن القيم وابن تيمية وابن كثير والطبري وابن حزم، بل والإمام احمد والإمام الشافعي والإمام مالك وابي حنيفة، وغيرهم وغيرهم ...
بل حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل من الانصاف ان نأخذ هذه الاخطاء منهم، ونشيعها ونلومهم عليها ونصد الناس عنهم بسببها؟ أو ننزع عنهم صفة العلم او عن كتبهم صفة المراجع العلمية؟
ام يقال فيهم ما يقال في كل عالم : كل يؤخذ منه ويرد.. لكن بالدليل وبالعلم والانصاف.. ولا يقدح هذا في احدهم، ولا يبرر ان يقال : ابن تيمية شيخ الاسلام لولا انه أخطأ في كذا وكذا وكذا فانتبهوا!!!
لا يقال هذا.. وانما عندما نجد من يتابعه على خطأ ما، عندها نلفت نظره الى التنبه ان العلماء ردوا عليه في هذه المسألة او ناقشوه، وان عليه ان يعرض عنها بالذات، او يتنبه عند تناولها.. وهكذا..



العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-24, 08:53:22
اختي ام عبد الله، جزاك الله خيرا
ولكن ارجو ان تتريثوا قبل ان تتبنوا فكرة ان الظلال هي خواطر ادبية قرآنية.. فالحقيقة انها ليست كذلك، بل هي من اهم واحسن كتب التفسير في العصر الحالي، بشهادة العلماء المتخصين كما سنرى في المداخلات اللاحقة ان شاء الله

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-24, 09:03:33
أنا يا أستاذة لا أقول أنها خواطر قرآنية أدبية
أنا فقط نقلت بعض ما قيل حتى من قبل المدافعين عنه
للدفاع عن بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب ضد من كفروه
مثل قوله (الله مهندس الكون) أو (القرآن صنعة الله) وغيره

على أية حال بانتظار ما ستكتبين يا أستاذة
بارك الله فيك ونفعنا بك
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-24, 09:48:02
جزاك الله خيرا

اخوتي الكرام.. ظفرت بكتاب قيم جدا على الشبكة.. ارجو ان تحملوه وتقرؤوه

http://www.archive.org/download/fzqdwt/fzqfm.pdf (http://www.archive.org/download/fzqdwt/fzqfm.pdf)

العنوان: في ظلال القرآن في الميزان
المؤلف: د. صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر: دار عمّار - الأردن

وأنا سأقتبس فقرات كثيرة لنفس المؤلف الخالدي، ولكن من كتابين آخرين له في مكتبتي..

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-24, 15:44:31
إليكم إخوتي تعريف بمؤلف الكتاب السابق.. لتعرفوا أنه يعد من العلماء الباحثين، فتحملوا كلامه محمل الجد والثقة

صلاح عبد الفتاح الخالدي:
ولد بفلسطين في مدينة جنين في 18 محرم 1367هـ ،1/12/1947م ودرس في جنين في المدارس حكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجه إلى الدراسة الشرعية، وانتقل إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر وقد تيسر له الحصول على البعثة ثم سافرإلى القاهرة سنة 1965م.
وهناك أخذ الثانوية الأزهرية، ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج فيها سنة 1970م، ثم عاد إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م
وسجل لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحصل عليها عام 1980م
ثم حصل على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها،

وكانت الرسالة بعنوان (في ظلال القرآن دراسة وتقويم ) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات وناقشه في الرسالة عالمان مشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف.

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-24, 15:50:25
هل سيد قطب سطحي في تناوله للعقيدة.

في الحقيقة.. ومن وجهة نظري كطالبة علم شرعي، فسيد قطب كان عميقا أشد العمق، في تناوله لمباحث العقيدة.. سيد قطب ابتعد عن المناقشات العقائدية القديمة التقليدية التي تطفح بها كتب العقيدة من قرون، من نحو: هل الميزان يوم القيامة يوزن به الانسان ام اعماله ام صحائف اعماله، وهل الجنة التي امتحن فيها آدم وحواء هي جنة الخلد ام جنة أرضية، وهل والدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة ام في النار، هل لله تعالى صوت كلم به موسى ام لا؟  هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وهل يجوز التوسل بغيره من الصالحين أم لا؟ وما طبيعة الروح واين هي من الجسم، وصفات الله تعالى هل نثبت المعنى ونفوض الكيف، ام نفوض الكيف والمعنى جميعا، ام نؤول... وغير ذلك من مباحث فرقت المسلمين وأذهبت ريحهم على مدى الأيام ... لقد أعرض عن هذا كله، وتوجه إلى حقيقة الإيمان بالله الواحد الاحد الفرد الصمد، المتفرد بالخلق، وباستحقاق العبودية، وبالحاكمية، والسلطان، العقيدة المستمدة من القرآن الكريم وحده، كما تلقاها وآمن بها الصحابة رضوان الله عليهم والمسلمون الأوائل، دون جدال ومماحكات ومناظرات.. وأراد غرس هذه العقيدة الصافية غرسا عميقا تضرب جذوره في أعماق النفس، فتثمر أفعالا وسلوكا وخلقا اسلاميا صحيحا.. ورأى ان المقياس الصحيح لصحة العقيدة، ليس في موافقتها او مخالفتها لقول فلان او علان من آحاد الناس أو جماعاتهم، بل في صحة ثمارها ومدى اقترابها او ابتعادها مما أثمرته عندما غرسها الرسول صلى الله عليه وسلم في عهد الصحابة.
إنه يريد عقيدة صحيحة تحرك الإنسان نحو طاعة الله وامتثال امره وحده، وخلع كل من سواه، ولا يريدها مباحث لاهوتية باردة، تصلح لتأسيس قناعات عقلية، لكنها لا تحرك في الإنسان شعرة واحدة نحو العمل او التطبيق..
وافتحوا أي كتاب في العقيدة او التوحيد مما يدرس في اي مدرسة شرعية، واقرؤوا فيه قليلا، ثم قارنوه بما يكتبه سيد قطب عن العقيدة ... ولاحظوا الفرق الشاسع في التأثر والفهم الذي ينشئه كل منهما..

وانظروا ما يقوله د. صلاح عبد الفتاح الخالدي في هذا
فلتقرؤوا ما كتبه عن عقيدة سيد قطب، التي أخذت فصلا كاملا من رسالته، وأقتبس لكم منها هذه الصفحات في الملف المرفق
وقد كنت أريد أن اضيف لكم بعض الاقتباسات التي توضح كلام سيد قطب عن العقيدة، إلا أن الدكتور صلاح في هذا الفصل قد أغناني عن هذا، إذ شحنه بالاقتباسات.. وبعد أن تقرؤوها جيدا أخبروني.. هل شعرتم أن سيد قطب فعلا ضعيف في العقيدة؟ او لديه أخطاء في العقيدة؟ ام ان له نظرة جديدة عميقة شاملة للعقيدة الإسلامية، تستعلي على مباحث علم الكلام، رغم اطلاعه الكامل عليه، واتقانه لها، وتريد ان تعود بالمسلمين الى عصر ما قبل الخلاف وعلم الكلام والرد عليه، الى عهد السلف الصالح من الصحابة والتابعين، فتستقي العقيدة الإسلامية صافية نقية من نفس المنبع الذي استقوه منه: الكتاب والسنة الصحيحة.. وحسب.
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-24, 16:25:18

إذن يا أسماء.. انا لم أنكر ان هناك عبارات في كتابه يمكن ان يساء تفسيرها، ولكنني قلت انه يجب ان تفهم هذه العبارات في ضوء الانطباع العام لكل افكاره، لهذا لا يجوز أن نقتبس مثل هذه العبارات وننشرها لنسفه فكر سيد قطب، كما يفعل بعض الشباب المتعصب، ولكن تقتبس العبارات المحكمة، واما هذه العبارات المشكلة فنتركها لمن يقرأ الكتاب، يقرؤها في سياقها الكلي، ليجدها مغمورة في بحار من الفقرات والصفحات التي تجلي فكره وتوضحه، فلا يتأثر القارئ بهذا الغبش الذي قد يخيم على بعض الفقرات او العبارات

اما قولك " كيف لسيد قطب وهو اعلم واعلى واتقى منا الا ينتبه لاشكالية مثل هذه العبارات وخطورتها" فأرد عليه بأن السبب ان الله تعالى ابى ان تكون العصمة الا لكتابه.. وهذا الشطط الموجود في بعض العبارات، لم يكن من نصيب سيد قطب وحده، بل هو قدر مشترك بين جميع العلماء والفقهاء والدعاة
فكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الشيخ محمد الغزالي
وكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الطاهر ابن عاشور.. وانا كما تعلمين ادرسه دراسة عميقة الان.. واشكاليته تأتي في التفسير وتأتي في الفقه وتأتي في التحليل التاريخي، رغم موسوعيته في هذا كله
بل كم وكم من كتابات مشكلة لأئمة اعلام من كبار أئمة الدين: كالامام الدهلوي وابن القيم وابن تيمية وابن كثير والطبري وابن حزم، بل والإمام احمد والإمام الشافعي والإمام مالك وابي حنيفة، وغيرهم وغيرهم ...
بل حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل من الانصاف ان نأخذ هذه الاخطاء منهم، ونشيعها ونلومهم عليها ونصد الناس عنهم بسببها؟ أو ننزع عنهم صفة العلم او عن كتبهم صفة المراجع العلمية؟
ام يقال فيهم ما يقال في كل عالم : كل يؤخذ منه ويرد.. لكن بالدليل وبالعلم والانصاف.. ولا يقدح هذا في احدهم، ولا يبرر ان يقال : ابن تيمية شيخ الاسلام لولا انه أخطأ في كذا وكذا وكذا فانتبهوا!!!
لا يقال هذا.. وانما عندما نجد من يتابعه على خطأ ما، عندها نلفت نظره الى التنبه ان العلماء ردوا عليه في هذه المسألة او ناقشوه، وان عليه ان يعرض عنها بالذات، او يتنبه عند تناولها.. وهكذا..





نعم يا هادية هذا بالضبط، أبى الله سبحانه أن تكون العصمة إلا لكتابه، وبالتالي، فليس نقد شيء من أشياء سيد قطب رحمه الله بانتقاص من قدره ولا من قدر علمه، ولا من أهمية كتابه، ولكنه شكل من أشكال الاحتراز، وأن نقبل ونرفض، وليس معنى أن نرفض جزءا أننا نرفض الكل ...أو أن يصل بنا الحال إلى استساغة تسفيه فكر من أرقى ما عرفنا من الفِكَر ، ولا تكفيره ولا وصف كتابه بالضلال .فكل هذا غلوّ ومبالغة وظلم .

وبكل الأحوال نتفق على أنّ لسيد قطب ما له، وعليه ما عليه، ليس نقد نقض لغزله من بعد قوة أنكاثا، بل نقد تصفية وغربلة لما يُقبل وما لا يُقبَل ...رحمه الله وجعل الفردوس مثواه، فكم علمنا، وما زال يعلمنا .

بإذن الله تعالى متابعة، والكتاب الذي وضعتِ أقرأ منه بعد فراغي مما بين يدي بإذن الله، ولم أقرأ بعد مداخلتك الأخيرة عن تناوله للعقيدة، وهذه أستفيد منها لأنها لم تكن من ملاحظاتي على ما قرأت له.

جزاك الله خيرا يا هادية .

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-24, 16:46:54
بارك الله بك يا أسماء
ولعل ملاحظاتك كانت فاتحة خير
لندعو الناس للاستفادة من هذا النبع الصافي العذب
ولننبه من يعتمد في ثقافته وفكره على شخص واحد او تيار واحد ان يحذر، لأن العصمة لا تكون الا للانبياء.. فلا يقرأ الا بتعقل وانتباه
ولنذب عن سيد قطب ايضا كثيرا من الافتراءات التي لطالما طالته
عسى يكتب الله تعالى لنا بذلك أجرا حسنا

ونتابع بعون الله.. لكن اترك لكم فرصة مطالعة الورقات التي ارفقتها.. هذه استعجلوا في مطالعتها.. وبعد ذلك وعلى مهل.. طالعوا بقية الكتاب لأنه قيم ومفيد
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-25, 13:05:12
كل الشكر للأستاذة أولا على هذا الفكر المستنير بهذا الشأن
وثانيا على تقديمها لنا هذا الكتاب القيم

نعم تلك الاختلافات العقائدية فرقت كثيرا بكل أسف
وكلما جاء أحد بالأدلة والبراهين ليثبت صحة ما هو عليه زادت هوة الخلاف أكثر وابتعدنا أكثر وأكثر عن مشكاة النبوة

الأستاذ سيد قطب حقيقة قدم لنا الحل للخروج من مأزق الفرقة العقائدي
وما زال العرض قائما
لعلنا ننتظر يا أسماء من يخرج بهذا العرض فيتحقق منام صديقتك  emo (30):
وقدم فهما يرجع بنا للنبع الأول رافضا الخوض فيما من شأنه أن يبعدنا عن ذلك ويزيد في فرقتنا

كم نحتاج في هذه المسألة خاصة الى فهم سيد قطب
أذكر كم كان درس العقيدة من كل أسبوع يقسي من قلبي ويرهق عقلي
في حين رأيت أن من لديهم لغة عربية مقبولة دخلت كلمات سيد قطب الى قلوبهم ووصلتها لخالقهم
وهذا هو ما نحتاجه
فليبقى علم الكلام للعلماء في مواجهة الشبهات أو في المناظرات
ولكن فلتكن عقيدتنا على ما كان عليه الأولون بكل يسرها وجمالها

تحية للشيخ صلاح الخالدي
هو من الذين أقدموا على تفسير القرآن الكريم بدون أحاديث ضعيفة وبدون اسرائيليات وبدون شطط
ذكرتيني به يا أستاذة
يجب أن أقرأ له في أقرب فرصة فقد سمعت عنه كلام طيب جدا
وها أنت تقولين ذات الشيء

شكر الله لك يا أستاذة على هذه الاضاءات القيمة
ورحم الله الأستاذ والشيخ سيد قطب وأسكنه فسيح جناته وعفا عن سيئاته
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-25, 17:38:13
يقول الشيخ علي الطنطاوي:
"سيد قطب وقع على كنز من كنوز القرآن،كأن الله ادخره له، فلم يعط مفتاحه لأحد قبله، حتى جاء هو ففتحه"

يقول الخالدي: " إن الله وهب سيد قطب مفتاحين فتح بهما كنوز القرآن المذخورة فيه:
الأول: المفتاح الجمالي: المتمثل بنظرية "التصوير الفني في القرآن"، وقد أصدر من هذه المكتبة كتابين: "التصوير الفني في القرآن" و "مشاهد القيامة في القرآن"
والثاني: المفتاح الحركي: الذي تعرف فيه على طبيعة القرآن ومهمته ومقاصده الأساسية، وأبعاده الجهادية والدعوية، وهو متحقق في "الظلال"، و "معالم في الطريق".
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-25, 17:46:45
فى_مثل_هذا_اليوم من التاريخ الهجرى الموافق يوم 13 جمادى الأولى 1386 هـ -

تم اعدام الاستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى ،

من أروع كلماته ما قاله حين طُلب منه أن يكتب استرحاماً وطلبا للعفو من الطغاة فقال في عزة وإباء

"إن السبابة التى ترتفع لهامات السماء موحدةً بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذى شرعه لعباده"

منقول
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-25, 17:56:11
قصة تأليف "الظلال":

ذكر الخالدي مراحل تأليف الظلال، ولكن استرعى انتباهي هذه المرحلة بالذات.. فلننتبه لها:

((بعدما أصدر سيد قطب ستة عشر جزءا من الظلال، وقعت محنته الأولى، حيث أودع السجن في نهاية عام 1954م، مع الآلاف من أعضاء الإخوان المسلمين، وعذب تعذيبا رهيبا، وتوقف عن الكتابة بسبب ذلك، ولم يصدر شيئا من الظلال في هذه الفترة.
ويسر الله لسيد قطب الكتابة في السجن، وإكمال تفسير الظلال فيه بطريقة عجيبة!
كان سيد قطب قبل إدخاله السجن قد تعاقد مع دار إحياء الكتب العربية -لعيسى البابي الحلبي وشركاه- على كتابة تفسير كامل للقرآن، اسمه: "في ظلال القرآن"، فلما أدخل السجن، منعته الحكومة من الكتابة؛ لأن لوائح السجن تمنع السجين من الكتابة واقتناء أدوات الكتابة.
فرفعت الدار الناشرة دعوى ضد الحكومة، تطالبها بدفع تعويض مالي كبير لها، يقدر بعدة آلاف من الجنيهات؛ لأنها تضررت من منع سيد من الكتابة! واختارت الحكومة أن تأذن لسيد بالكتابة، بدل أن تدفع التعويض المالي الكبير.
واستغلت الحكومة سماحها لسيد بالكتابة وإكمال الظلال لإبطال دعاوى الإخوان المسلمين عن الاضطهاد والتعذيب الذي يلاقونه، وزعمت الحكومة أن سيد في بيته يتمتع بحريته، وليس مسجوناً.
وعينت الحكومة الشيخ محمد الغزالي –أحد كبار موظفي وزارة الأوقاف في ذلك الوقت- رقيباً دينياً؛ تعرض عليه أصول الظلال قبل نشره، فأجازه، ولم يمنع منه إلا صفحات معدودة، عقب فيها سيد على قصة أصحاب الأخدود من سورة البروج، أشار فيه سيد إلى التعذيب الذي كان يلاقيه هو وإخوانه في السجن، فنشر سيد هذا التعقيب في آخر فصول كتاب: "معالم في الطريق". وأكمل سيد قطب تأليف الظلال في نهاية الخمسينيات.))


أحببت فقط أن أنقل لكم هذا المقطع، لتروا عناية الله سبحانه وتعالى، وإذنه لهذا الكتاب أن يخرج للوجود، من وسط غياهب السجن، مع أن أفكار صاحبه التي بثها فيه كانت هي أشد ما يخافه الطواغيت، وسجنوه بسببها.. لكن ما يرسل الله للناس من رحمة فلا ممسك لها... وإذا أراد الله تعالى ان يظهر شيئا فلن يقف أحد في طريقه.
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-03-25, 18:14:08
لماذا منع الغزالي تلك الصفحات؟؟
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-25, 18:30:06
لماذا منع الغزالي تلك الصفحات؟؟

لأن فيها وصفا للتعذيب الذي يلاقيه الاخوان في سجون الطاغية، وهو كموظف في الاوقاف لا يستطيع ان يجيز شيئا فيه مهاجمة مباشرة للحكومة، او خوفا من ان يمنع الكتاب من النشر بسبب هذه الصفحات
هذا ما فهمته من السياق.. والله أعلم
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 18:05:52
إخوتي الكرام
أحاول ان انهي ما في جعبتي لهذا الموضوع الليلة وغدا ان شاء الله، فسامحوني ان اثقلت عليكم بمداخلات طويلة
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 18:08:42
هل سيد قطب أديب وليس عالماً بالشريعة؟


ما يحزنني أن أكثر من يتشدقون بهذا الكلام، يحسبون أن العالم هو من يحصل على شهادة دكتوراة من كلية من الكليات الشرعية، او يتتلمذ على بعض الشيوخ في منطقته، ثم يتصدر لعقد حلقة  في احد المساجد
وإنما العالم هو الذي يتكلم في العلم فينصت له العلماء... فهل أنصت العلماء لسيد قطب؟
في الحقيقة منذ صدرت كتابات سيد قطب وهي مثار حديث العلماء، وما من عالم يكتب في خصائص الاسلام، او في إحيائه، او في تفسير القرآن، الا ويقتبس من كلام سيد قطب، ويستشهد بما قاله، سواء نسبه له وأقر بذلك أو لا.. ولا يمكن لشخص ان يتخصص في مجال الدعوة الإسلامية، او يتصدى لتفسير القرآن دون ان يستعرض ابداع سيد قطب في هذا المجال..
بل إن السيرة الذاتية لبعض العلماء المشهورين في عصرنا تتضمن انه درس "في ظلال القرآن" ضمن ما يعددونه من دراسته لكتب التفسير وعلوم القرآن..

ولنلق نظرة سريعة على تاريخ سيد قطب الدراسي:
-   أتم حفظ القرآن الكريم كاملا وهو في العاشرة من عمره. وكان يعقد المباريات، يسمِّع فيها القرآن، ويتفوق في حفظه على طلاب الكتّاب (اي مدارس تحفيظ القرآن).. وقد كان لحفظ القرآن كله بإتقان، أثر إيجابي في استقامة لسانه، وقوة لغته، وحيوية واستقرار حقائق القرآن في لاشعوره. 
-   نشأ على محبة المطالعة والقراءة
-   نشأ على التدين والعبادة، واعتاد ارتياد المساجد لأداء صلوات الجماعة.
-   كان يحضر أحيانا دروس الوعظ التي يلقيها المشايخ في المساجد، وكان يقف أحيانا ليناقش الوعاظ وهو الطفل الصغير.
-   التحق بمدرسة المعلمين الأولية، عام 1922، وتخرج منها عام 1924 حاملا إجازة الكفاءة للتعليم الأولي
-   التحق بتجهيزية دار العلوم سنة 1925، وتخرج منها 1929. وعمره 27 عاماً، ومن المواد التي درسها هناك: الدين الإسلامي، التفسير، الحديث، اللغة العربية، الفقه، التاريخ، الجغرافيا، الرياضيات، علوم الحياة، علوم الطبيعة، نظام الحكومات.. الخ
-   التحق بكلية دار العلوم صيف عام 1929 وتخرج منعا عام 1933 هاملا الإجازة العالية "الليسانس" في اللغة العربية وآدابها. ومما درسه هناك: " العلوم الشرعية، علوم العربية، المنطق، علم الكلام، الفلسفة، التاريخ ، الاقتصاد السياسي... الخ.
(لاحظوا ان علم الكلام هو اسم آخر لعلوم التوحيد او العقيدة، كما تدرس في الكليات الشرعية حول العالم الاسلامي وفي الازهر)

مما سبق، يتبين لنا انه درس بشكل منهجي سائر العلوم الشرعية، كما لو كان طالبا أزهريا، وكانت كلية دار العلوم قد تأسست من اجل تخريج دفعات من الشباب العالم بالدين، مع اخذه بعلوم عصره ايضا، مقابل الازهر الذي كان حتى ذلك الوقت لا يدرس الا العلوم الدينية واللغوية فقط.
وقد اتجه سيد قطب بعد تخرجه، واستجابة لميوله الأدبية الى المجال الأدبي، لكن هذا لا ينفي وجود ذخيرة علمية شرعية ضخمة لديه، تؤهله للانشغال بالتدريس الشرعي لو أراد.. لكنه في ذلك الوقت لم يرد، واشتهر كأديب، إلى أن منَّ الله عليه واختاره، ليتحول الى الكتابات الإسلامية..
وبقيت هذه الذخيرة مختزنة لديه، حتى أذن الله تعالى له ان يتوجه للدعوة الإسلامية والكتابات الإسلامية، فأخذت تتدفق تدفقا طبيعيا وتفيض على من حولها

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 18:11:57
فيما يلي اقتباسات من مقدمة "في ظلال القرآن" لسيد قطب، تعكس لنا أسلوب تناول سيد قطب لتفسير القرآن ومقصده منه:

    "الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها. نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه. والحمد لله.. لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.

    لقد عشت أسمع الله - الله - يتحدث إلي بهذا القرآن.. أنا العبد القليل الصغير.. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل ؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟

    وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة.. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال.. وأعجب.. ما بال هذا الناس ؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟

عشت أتملى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود.. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني.. وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب.. وأسأل.. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك المرتقى العالي، وذلك النور الوضيء ؟

    وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله.. ثم أنظر.. فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها. وأقول في نفسي:أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم ؟ يا حسرة على العباد !!!

    وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود.. أكبر في حقيقته، وأكبر في تعدد جوانبه.. إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وإنه الدنيا والآخرة، لا هذه الدنيا وحدها.. والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول كله إنما هو قسط من ذلك النصيب. وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك. فلا ظلم ولا بخس ولا ضياع. على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود. كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع: ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال .. تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده .. أي راحة، وأي سعة وأي أنس، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح ؟

    وعشت - في ظلال القرآن - أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد.. إنه إنسان بنفخة من روح الله: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين .. وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض: وإذ قال ربك للملائكة:إني جاعل في الأرض خليفة.. وسخر له كل ما في الأرض: وسخر لكم ما في الأرض جميعا.. ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والسمو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة. جعلها آصرة العقيدة في الله.. فعقيدة المؤمن هي وطنه، وهي قومه، وهي أهله.. ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج !..

    والمؤمن ذو نسب عريق، ضارب في شعاب الزمان. إنه واحد من ذلك الموكب الكريم، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم:نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب ويوسف، وموسى وعيسى، ومحمد.. عليهم الصلاة والسلام.. وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون.. هذا الموكب الكريم، الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه - كما يتجلى في ظلال القرآن - مواقف متشابهة، وأزمات متشابهة، وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكر الدهور، وتغير المكان، وتعدد الأقوام. يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى، والاضطهاد والبغي، والتهديد والتشريد. ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر الله، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا. فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم. ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد.. موقف واحد وتجربة واحدة. وتهديد واحد. ويقين واحد. ووعد واحد للموكب الكريم.. وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف. وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد..

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 19:38:06
نتابع:

"وانتهيت من فترة الحياة- في ظلال القرآن- إلى يقين جازم حاسم.. إنه لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة.. إلا بالرجوع إلى الله..

والرجوع إلى الله- كما يتجلى في ظلال القرآن- له صورة واحدة وطريق واحد.. واحد لا سواه.. إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم.. إنه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها. والتحاكم إليه وحده في شؤونها. وإلا فهو الفساد في الأرض، والشقاوة للناس، والارتكاس في الحمأة، والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله:
«فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ. وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ؟ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» ..

إن الاحتكام إلى منهج الله في كتاب ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار، إنما هو الإيمان..

أو.. فلا إيمان.. «وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ» ..
«ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً، وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ، وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ» ..


والأمر إذن جد.. إنه أمر العقيدة من أساسها.. ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها"
..

وبعد استعراض هذه المقتطفات من المقدمة.. هل تشعرون انها بقلم شخص منعزل عن الحياة، كاره لها، ماض في تكفير من حوله .. ام انها صيحات محب وقف على الحقيقة فهب كالنذير العريان يحذر قومه ويأخذ بحجزهم عن النار ليعيدهم الى طريق الحق والنور؟؟
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 19:39:55
إخوتي الكرام أتعبني ثقل النت هذه الليلة
وقد اضطررت لقسم المداخلة السابقة لجزئين، وعدلت المداخلة الاخيرة في الصفحة السابقة، واضفت لها فقرة مهمة جدا، وهي عن دراسة سيد قطب للعلوم الشرعية رغم تخصصه في الآداب، فأرجو ان تطالعوها
وجزاكم الله خيرا
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 19:47:27
هل "في ظلال القرآن" مجرد كتاب خواطر، وليس كتاب تفسير مفيد من الناحية العلمية.

بدل أن اسهب في النقولات المتعلقة بهذا الأمر لأثبته، سأحيلكم إلى هذا الكتاب المتخصص، وقد أعطيتكم فكرة عن كاتبه سابقا..

بطاقة الكتاب:
العنوان: مدخل إلى ظلال القرآن
المؤلف: د. صلاح عبدالفتاح الخالدي
للتحميل:
http://www.archive.org/download/fzqdwt/mezq.pdf (http://www.archive.org/download/fzqdwt/mezq.pdf)

جاء فيه:
" الفصل السادس: "الظلال نقله بعيدة في التفسير":

وقف فيه وقفة مطولة بين منزلة الظلال بين كتب التفسير وناقش فيه من يزعم أنه ليس تفسيراً، وأثبت بالأدلة الموضوعية الكثيرة أنه تفسير، وأنه لون جديد في التفسير وأنه نقلة بعيدة في التفسير وأنه يعتبر مدرسة جديدة في التفسير هي مدرسة التفسير الحركي-وأنه لا يغني عنه أي تفسير.. وأنه تحققت فيه الشروط المأمولة لتفسير خاص يلبي حاجات الناس في هذا العصر... ثم أبرز الأمور التي يعتبر بها الظلال نقلة بعيدة في التفسير وأورد أدلة من الظلال يعتبر سيد خلاله تفسيراً للقرآن، ثم اختار آيات من سورة الأنعام وقارن بين أربعة مفسرين في تفسيرها، وهم السادة الأعلام: الطبري والزمخشري، ورشيد رضا، وسيد قطب.."

أعتقد انكم ان طالعتم هذا الكتاب، فسيتبين لكم الحق من الباطل
وتعلموا أن اعتبار الظلال كتاب خواطر ادبية لا كتاب تفسير هو قول ظالم بعيد كل البعد عن الانصاف، أيا من كان قائله

وأنا أفهم ان يقول بعض العلماء انهم يفضلون عليه كتب تفسير اخرى، او انهم لم يكترثوا بمطالعته لوجود مراجع اخرى تغنيهم عنه، او أنهم يحبذون العودة لأمهات الكتب، ولا يحبذون التعامل مع الكتب المعاصرة
أما ان يقال هكذا انه ليس بكتاب تفسير، وان صاحبه ليس من علماء الشريعة بل هو أديب.. فلعمري انه لظلم وتنطع.. عسى الله تعالى ان يغفره لهم ..


العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 19:53:56
مفهوم التفسير عند سيد قطب:

يقول الأستاذ محمد قطب عن الظلال:
 " الكتاب الذي عاشه صاحبه بروجه وفكره وشعوريه وكيانه كله، وعاشه لحظة لحظة، وفكرة فكرة، ولفظة لفظة، وأودعه خلاصة تجربته الحية في عالم الإيمان"

"وللتفسير فهم خاص عند سيد قطب، فليس هو التفسير النظري القائم على تقديم معلومات ثقافية نظرية في النحو واللغة والبلاغة والفقه والاحكام والحديث المأثور، والتوسع في هذه المطولات. إنما هو حسن فهم وإدراك القرآن، وتذوق معانيه.
لنقرأ هذه الفقرة الكاشفة التي دلت على منهجه الحركي في فهم القرآن وتفسيره:
 " الناس بعدوا عن القرآن، وعن أسلوبه الخاص، وعن الحياة في ظلاله، عن ملابسة الأحداث والمقوّمات التي يشابه جوُّها الجوُّ الذي تنزّل فيه القرآن ‏.‏‏.‏
 وملابسةُ هذه الأحداث والمقوّمات، وتَنسُّمُ جوها الواقعي، هو وحده الذي يجعل هذا القرآن مُدرَكاً وموحياً كذلك‏.‏
فالقرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكان الجهد والجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقة، ومن معاناة هذا الأمر العسير وجرائره وتضحياته وآلامه، ومعاناة المشاعر المختلفة التي تصاحب تلك المكابدة في عالم الواقع، في مواجهة الجاهلية في أي زمان‏!‏

إن إدراك مدلولات هذا القرآن ليس مجرد فهم ألفاظه وعباراته، ليس هو ‏"‏تفسير‏"‏ القرآن- كما اعتدنا أن نقول‏!‏
المسألة ليست هذه‏.‏ إنما هي استعداد النفس بالمشاعر و الأحاسيس و المدركات والتجارب التي صاحبت نزوله، وصاحبت حياة الجماعة المسلمة وهي تتلقى القرآن في خضم المعترك ‏.‏‏.‏ معترك الجهاد ‏.‏‏.‏ جهاد النفس وجهاد الناس‏.‏. جهاد الشهوات وجهاد الأعداء‏.‏. والبذل والتضحية‏..‏ والخوف والرجاء‏..‏ والضعف والقوة‏.‏. والعثرة والنهوض‏.‏‏.‏

جو مكة، والدعوة الناشئة، والقلة والضعف، والغربة بين الناس ‏.‏‏.‏ جو الشَّعب والحصار.. والجوع والخوف.. والاضطهاد والمطاردة.. والانقطاع إلا عن الله‏.‏‏.‏

ثم جو المدينة‏:‏ جو النشأة الأولى للمجتمع المسلم، بين الكيد والنفاق، والتنظيم والكفاح ‏.‏‏.‏
جو ‏"‏بدر‏"‏ و ‏"‏أحد‏"‏ و ‏"‏الخندق‏"‏ و ‏"‏الحديبية‏"‏‏.‏ وجو ‏"‏الفتح‏"‏، و ‏"‏حنين‏"‏ و ‏"‏تبوك‏"‏‏.‏ وجو نشأة الأمة المسلمة ونشأة نظامها الاجتماعي والاحتكاك الحي بين المشاعر والمصالح والمبادئ في ثنايا النشأة وفي خلال التنظيم‏.‏

في هذا الجو الذي تنزلت فيه آيات القرآن حية نابضة واقعية‏.‏‏.‏ كان للكلمات وللعبارات دلالاتها وإيحاءاتها‏.‏
وفي مثل هذا الجو الذي يصاحب محاولة استئناف الحياة الإسلامية من جديد يفتح القرآن كنوزه للقلوب، ويمنح أسراره، ويشيع عطره، ويكون فيه هدى ونور ‏.‏‏.

والذين يعانون اليوم وغداً مثل هذه الملابسات، هم الذين يدركون معاني القرآن وإيحاءاته‏.‏ وهم الذين يتذوقون حقائق التصور الإسلامي كما جاء بها القرآن‏..‏ لأن لها رصيداً حاضراً في مشاعرهم وفي تجاربهم، يتلقونها به، ويدركونها على ضوئه‏.‏‏.‏ وهم قليل‏.‏‏.   
(عن كتابه : خصائص التصور الإسلامي ومقوماته)

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 19:55:15
أرجو ان تلاحظوا اخوتي ان المداخلات التي تحتوي على اقتباسات من الكتب، ألون فيها كلامي بالاخضر، لأميزه من الاقتباسات
 emo (30):
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-28, 19:58:57
"هذا الفهم الخاص لتفسير القرآن وحسن إدراك مدلولاته وحقائقه جعل للظلال أهدافا خاصة، فلم يرد سيد قطب من تفسيره ان يكون مجرد كتاب في التفسير يضاف الى التفاسير الكثيرة السابقة، إنما اراد ان يكون كتاب دعوة وحركة وتربية، يربي المسلم من خلاله نفسه على اساس القرآن ويتحرك بعد ذلك بالقرآن ويقف امام أعداء القرآن.
أراد سيد قطب من "الظلال" أن يكون وسيلة يقرب بها المسلمين إلى القرآن، ليتعرفوا من خلاله على كنوزه المذخورة، ويلتزموا به، ويتحركوا به في عالم الواقع، ويزيلوا الفجوة العميقة بينهم وبين القرآن.
 المنهج الحركي التربوية في الظلال:
"بهذا المنهج الحركي الدعوي التربوي كان الظلال تفسيرا رائدا في حياة المسلمين المعاصرين، وكان سيد قطب مفسرا رائدا، أضاف الكثير الضروري النافع غلى ما قاله المفسرون السابقون." (الخالدي، سيد قطب، الأديب الناقد والمفسر الرائد)

فأنت كمسلم إن أردت أن تعرف الأحكام الفقهية المستنبطة من الآية، واختلاف العلماء حول هذا الحكم، واختلاف نظرتهم في الاستدلال من الآية.. فلن تجد بغيتك في الظلال
وإن اردت ان تعرف إعراب الكلمات في القرآن فلن تجد بغيتك في الظلال
وان اردت ان تعرف جميع الروايات المتعلقة بالآية، من أحاديث على مختلف درجاتها من صحيح وحسن وضعيف، والروايات من صحيح واسرائليات واقوال المفسرين المختلفة وتوجيهاتهم.. فلن تجد بغيتك في الظلال
وان اردت ان تعرف جوانب الاعجاز اللغوي اللفظي، والقراءات المختلفة للآية، والمعاني التي تفيدها كل قراءة.. فلن تجد بغيتك في الظلال
وكل هذه الاغراض لها كتب تفسير متخصصة فيها وزيادة
لكن ان كنت كمسلم تريد ان تفهم معنى الآية، وسبب نزولها، والحكم الإجمالي لها، ودورك الشخصي في تطبيقها في واقع حياتك.. فعليك بالظلال
فصاحب الظلال قد اطلع على جميع تلك التفاسير، واستخلص الزبدة منها، وترك المناقشات والاختلافات التي تثير اهتمام طلاب العلم والتخصص، وتناول المعنى المتفق عليه للآيات، والذي ينبغي ان يعرفه كل مسلم عموما، وكل متحرك بالدعوة خصوصا، مبتعدا عن كل معلومة مصدرها الاسرائيات او الروايات الضعيفة، او اجتهادات المفسرين غير المحققة، ومقتصرا على ماكان معناه مستقى من الكتاب والسنة الصحيحة، او مدلولات اللغة العربية....ومركزا على أسباب النزول، وفهم الصحابة وتفاعلهم مع هذه الآيات..  ثم يحرك قلبك حين يبين لك موقعك انت من هذه الآيات، ودورك في تلقيها وتطبيقها والعيش بها في واقعك.. وهذا ما لا يفعله اي تفسير آخر في نفس الإنسان ..
وكلما خاض الانسان اكثر في مجال الدعوة، وعانى في تربية النفوس وتقلباتها، وفي محن الطريق الى الله وابتلاءاته، تجلت له مرام جديدة ومواعظ جددة ، بثها له سيد قطب في ظلاله، وبين له مواضعها من القرآن.. حتى يصير المؤمن كلما تلا آيات الكتاب، استشعر تلك المعاني، واحسها، فهزته هزا عنيفا، وصار له حال مختلف مع القرآن.. قد يغنيه بعد ذلك تماما عن تلمس العون من الظلال مستقبلا.. لكن يبقى الفضل لصاحب الظلال انه قربه من القرآن، وعلمه كيف يفهمه وكيف يتعامل معه.. لا تعامل طالب العلم الذي يبحث عن الدقائق والتفاصيل ليغوص بها، بل تعامل المؤمن الذي يتلقى رسالة ربه ليتمثلها وينفذ ما فيها، او المحب الذي يشتاق لكلام به، ولا يجد راحته وطمأنينته وواحته الا بين رحابه وفي ظلاله.

وفي المداخلات التالية، سأحاول ان اختار آية أو بضع آيات، ونقارن تفسيرها بين الظلال وغيره، لتلمسوا بأنفسكم حقيقة ما ذكرناه
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 15:04:46
والآن نقدم نموذجا من تفسير سيد قطب للقرآن، ونقارنه بتفسير ابن عاشور، وتفسير ابن كثير.. وهما من اعظم كتب التفسير
وسأختار نموذجا مصغرا، وهو الآيتان التاليتان :

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (البقرة: 243-244)


التفسير التربوي الحركي يتمثل في التالي:

"هذه تجربة لا يذكر القرآن أصحابها ويعرضها في اختصار كامل، ولكنه واف. فهي تجربة جماعة «خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ» .. فلم ينفعهم الخروج والفرار والحذر وأدركهم قدر الله الذي خرجوا حذراً منه.. فقال لهم الله: «مُوتُوا» .. «ثُمَّ أَحْياهُمْ» .. لم ينفعهم الجهد في اتقاء الموت، ولم يبذلوا جهداً في استرجاع الحياة. وإنما هو قدر الله في الحالين.
وفي ظل هذه التجربة يتجه إلى الذين آمنوا يحرضهم على القتال، وعلى الإنفاق في سبيل الله، واهب الحياة.
وواهب المال. والقادر على قبض الحياة وقبض المال.
لا أحب أن نذهب في تيه التأويلات، عن هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت.. من- هم؟ وفي أي أرض كانوا؟ وفي أي زمان خرجوا؟ .... فلو كان الله يريد بياناً عنهم لبين، كما يجيء القصص المحدد في القرآن. إنما هذه عبرة وعظة يراد مغزاها، ولا تراد أحداثها وأماكنها وأزمانها. وتحديد الأماكن والأزمان لا يزيد هنا شيئاً على عبرة القصة ومغزاها..
إنما يراد هنا تصحيح التصور عن الموت والحياة، وأسبابهما الظاهرة، وحقيقتهما المضمرة ورد الأمر فيهما إلى القدرة المدبرة. والاطمئنان إلى قدر الله فيهما. والمضي في حمل التكاليف والواجبات دون هلع ولا جزع، فالمقدر كائن، والموت والحياة بيد الله في نهاية المطاف..
يراد أن يقال: إن الحذر من الموت لا يجدي وإن الفزع والهلع لا يزيدان حياة، ولا يمدان أجلاً، ولا يردان قضاء وإن الله هو واهب الحياة، وهو آخذ الحياة وإنه متفضل في الحالتين: حين يهب، وحين يسترد والحكمة الإلهية الكبرى كامنة خلف الهبة وخلف الاسترداد. وإن مصلحة الناس متحققة في هذا وذاك وإن فضل الله عليهم متحقق في الأخذ والمنح سواء:
«إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ. وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ» .
إن تجمع هؤلاء القوم «وَهُمْ أُلُوفٌ» وخروجهم من ديارهم «حَذَرَ الْمَوْتِ» .. لا يكون إلا في حالة هلع وجزع، سواء كان هذا الخروج خوفاً من عدو مهاجم، أو من وباء حائم.. إن هذا كله لم يغن عنهم من الموت شيئاً:
«فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ.. مُوتُوا» ..
كيف قال لهم؟ كيف ماتوا؟ هل ماتوا بسبب مما هربوا منه وفزعوا؟ هل ماتوا بسبب آخر من حيث لم يحتسبوا؟ كل ذلك لم يرد عنه تفصيل، لأنه ليس موضع العبرة. إنما موضع العبرة أن الفزع والجزع والخروج والحذر، لم تغير مصيرهم، ولم تدفع عنهم الموت، ولم ترد عنهم قضاء الله. وكان الثبات والصبر والتجمل أولى لو رجعوا لله..
«ثُمَّ أَحْياهُمْ» ..
كيف؟ هل بعثهم من موت ورد عليهم الحياة؟ هل خلف من ذريتهم خلف تتمثل فيه الحياة القوية فلا يجزع ولا يهلع هلع الآباء؟ .. ذلك كذلك لم يرد عنه تفصيل. فلا ضرورة لأن نذهب وراءه في التأويل، لئلا نتيه في أساطير لا سند لها كما جاء في بعض التفاسير.. إنما الإيحاء الذي يتلقاه القلب من هذا النص أن الله وهبهم الحياة من غير جهد منهم. في حين أن جهدهم لم يرد الموت عنهم.
إن الهلع لا يرد قضاء وإن الفرع لا يحفظ حياة وإن الحياة بيد الله هبة منه بلا جهد من الأحياء..
إذن فلا نامت أعين الجبناء! 244- «وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» ..
هنا ندرك طرفاً من هدف تلك الحادثة ومغزاها وندرك طرفاً من حكمة الله في سوق هذه التجربة للجماعة المسلمة في جيلها الأول وفي أجيالها جميعاً.. ألا يقعدن بكم حب الحياة، وحذر الموت، عن الجهاد في سبيل الله. فالموت والحياة بيد الله. قاتلوا في سبيل الله لا في سبيل غاية أخرى. وتحت راية الله لا تحت راية أخرى.. قاتلوا في سبيل الله:
«وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» .. يسمع ويعلم.. يسمع القول ويعلم ما وراءه. أو يسمع فيستجيب ويعلم ما يصلح الحياة والقلوب. قاتلوا في سبيل الله وليس هناك عمل ضائع عند الله، واهب الحياة وآخذ الحياة.

أما التفسير الجمالي التصويري فيتمثل في قوله:

"إن في التعبير استعراضاً لهذه الألوف ولهذه الصفوف استعراضاً ترسمه هاتان الكلمتان : { ألم تر؟ } . . وأي تعبير آخر ما كان ليرسم أمام المخيلة هذا الاستعراض كما رسمته هاتان الكلمتان العاديتان في موضعهما المختار .
ومن مشهد الألوف المؤلفة ، الحذرة من الموت ، المتلفتة من الذعر . . إلى مشهد الموت المطبق في لحظة؛ ومن خلال كلمة : { موتوا } . . كل هذا الحذر ، وكل هذا التجمع ، وكل هذه المحاولة . . كلها ذهبت هباء في كلمة واحدة : { موتوا } . . ليلقي ذلك في الحس عبث المحاولة ، وضلالة المنهج؛ كما يلقي صرامة القضاء ، وسرعة الفصل عند الله .
{ ثم أحياهم } . . هكذا بلا تفصيل للوسيلة . . إنها القدرة المالكة زمام الموت وزمام الحياة . المتصرفة في شؤون العباد ، لا ترد لها إرادة ولا يكون إلا ما تشاء . . وهذا التعبير يلقي الظل المناسب على مشهد الموت ومشهد الحياة .
ونحن في مشهد إماتة وإحياء . قبض للروح وإطلاق . . فلما جاء ذكر الرزق كان التعبير : { والله يقبض ويبسط } . . متناسقاً في الحركة مع قبض الروح وإطلاقها في إيجاز كذلك واختصار ."


العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 15:18:34
ننتقل الآن لتفسير آخر من التفاسير الشهيرة، وهو تفسير ابن كثير، ولقد تعمدت أن انقل التفسير بكامله دون اي اختصار من المصادر الثلاثة لنقارن:

روي عن ابن عباس أنهم كانوا أربعة آلاف وعنه: كانوا ثمانية آلاف. وقال أبو صالح: تسعة آلاف وعن ابن عباس: أربعون ألفًا وقال وهب بن منبه وأبو مالك: كانوا بضعة وثلاثين ألفًا
روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كانوا أهل قرية يقال لها: داوردان. وكذا قال السدي وأبو صالح وزاد: من قبل واسط. وقال سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل أذرعات، وقال ابن جريج عن عطاء قال: هذا مثل. وقال علي بن عاصم: كانوا: من أهل داوردان: قرية على فرسخ من واسط.
وقال وكيع بن الجراح في تفسيره: حدثنا سفيان عن ميسرة بن حبيب النهدي، عن المنهال بن عمرو الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ } قال: كانوا أربعة آلاف خرجوا فرارًا من الطاعون قالوا: نأتي أرضًا ليس بها موت حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم (2) موتوا فماتوا فمر عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم فأحياهم، فذلك قوله عز وجل: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ } الآية.
وذكر غير واحد من السلف أن هؤلاء القوم كانوا أهل بلدة في زمان بني إسرائيل استوخموا  أرضهم وأصابهم بها وباء شديد فخرجوا فرارًا من الموت إلى البرية، فنزلوا واديًا أفيح، فملأوا ما بين عدوتيه فأرسل الله إليهم ملكين أحدهما من أسفل الوادي والآخر من أعلاه فصاحا بهم صيحة واحدة فماتوا عن آخرهم موتة رجل واحد فحيزوا إلى حظائر وبني عليهم جدران وقبور [وفنوا]  وتمزقوا وتفرقوا فلما كان بعد دهر مَرّ بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له: حزقيل فسأل الله أن يحييهم على يديه فأجابه إلى ذلك وأمره أن يقول: أيتها العظام البالية إن الله يأمرك أن تجتمعي فاجتمع عظام كل جسد بعضها إلى بعض، ثم أمره فنادى: أيتها العظام إن الله يأمرك بأن تكتسي لحمًا وعصبًا وجلدًا. فكان ذلك، وهو يشاهده ثم أمره فنادى: أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره. فقاموا أحياء ينظرون قد أحياهم الله بعد رقدتهم الطويلة، وهم يقولون: سبحانك [اللهم ربنا وبحمدك] لا إله إلا أنت.
وكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة ولهذا قال: { إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } أي: فيما يريهم من الآيات الباهرة والحجج القاطعة والدلالات الدامغة، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ } أي: لا يقومون بشكر ما أنعم الله به عليهم في دينهم ودنياهم.
وفي هذه القصة عبرة ودليل على أنه لن يغني حذر من قدر وأنه، لا ملجأ من الله إلا إليه، فإن هؤلاء فروا  من الوباء طلبًا  لطول الحياة فعوملوا بنقيض قصدهم وجاءهم الموت سريعًا في آن واحد.
ومن هذا القبيل الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى أخبرنا مالك وعبد الرزاق أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد [ابن أسلم]  بن الخطاب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس: أن عمر بن
خطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد: أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام فذكر الحديث فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبًا لبعض حاجته فقال: إن عندي من هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان بأرض وأنتم فيها  فلا تخرجوا فرارًا منه، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه" فحمد الله عمر ثم انصرف.
وأخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري به  .
طريق أخرى لبعضه: قال أحمد: حدثنا حجاج ويزيد العمِّي قالا أخبرنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر، وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها  فلا تخرجوا فرارًا منه" قال: فرجع عمر من الشام.
وأخرجاه في الصحيحين من حديث مالك عن الزهري بنحوه  .
وقوله: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } أي: كما أن الحذر لا يغني من القدر كذلك الفرار من الجهاد وتجنبه لا يقرب أجلا ولا يباعده، بل الأجل المحتوم والرزق المقسوم مقدر مقنن لا يزاد فيه ولا ينقص منه كما قال تعالى: { الَّذِينَ قَالُوا لإخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [آل عمران:168] وقال تعالى: { وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا * أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } [النساء:77، 78] وروينا عن أمير الجيوش ومقدم العساكر وحامي حوزة الإسلام وسيف الله المسلول على أعدائه أبي سليمان خالد بن الوليد رضي الله عنه، أنه قال:-وهو في سياق الموت: لقد شهدت كذا وكذا موقفًا وما من عضو من أعضائي إلا وفيه رمية أو طعنة أو ضربة وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير!! فلا نامت أعين الجبناء"  يعني: أنه يتألم لكونه ما مات قتيلا في الحرب ويتأسف على ذلك ويتألم أن يموت على فراشه.
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 15:24:16
ومع الطاهر ابن عاشور، وتفسيره "التحرير والتنوير":

استئناف ابتدائي للتحريض على الجهاد والتذكير بأن الحذر لا يؤخر الأجل ، وأن الجبان قد يلقى حتفه في مظنة النجاة . وقد تقدم أن هذه السورة نزلت في مدة صلح الحديبية وأنها تمهيد لفتح مكة ، فالقتال من أهم أغراضها ، والمقصود من هذا الكلام هو قوله : ( وقاتلوا في سبيل الله ( الآية . فالكلام رجوع إلى قوله : ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ( ( البقرة : 216 ) وفصلت بين الكلامين الآيات النازلة خلالهما المفتتحة ب ) يسألونك ( ( البقرة : 217 ، 219 ، 220 ، 222 ) .
وموقع ) ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ( قبل قوله : ( وقاتلوا في سبيل الله ( موقع ذكر الدليل قبل المقصود ، وهذا طريق من طرق الخطابة أن يقدم الدليل قبل المستدل عليه لمقاصد كقول علي رضي الله عنه في بعض خطبه لما بلغه استيلاء جند الشام على أكثر البلاد ، إذ افتتح الخطبة فقال : ( ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها أنبئت بُسْراً هو ابن أبي أرطأة من قادة جنود الشام قد اطلع اليمن ، وإني والله لأظن أن هؤلاء القوم سيدالون منكم
اجتماعهم على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم ) فقوله : ( ما هي إلا الكوفة ) موقعه موقع الدليل على قوله : ( لأظن هؤلاء القوم إلخ ) وقال عيسى بن طلحة لما دخل على عروة بن الزبير حين قطعت رجل ( ما كنا نعدك للصراع ، والحمد لله الذي أبقى لنا أكثرك : أبقى لنا سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، وعقلك ، وإحدى رجليك ) فقدم قوله : ما كنا نعدك للصراع ، والمقصود من مثل ذلك الاهتمام والعناية بالحجة قبل ذكر الدعوى تشويقاً للدعوى ، أو حملاً على التعجيل بالامتثال .
واعلم أن تركيب ( ألم تر إلى كذا ) إذا جاء فعل الرؤية فيه متعدياً إلى ما ليس من شأن السامع أن يكون رآه ، كان كلاماً مقصوداً منه التحريض على علم ما عدي إليه فعل الرؤية ، وهذا مما اتفق عليه المفسرون ولذلك تكون همزة الاستفهام مستعملة في غير معنى الاستفهام بل في معنى مجازي أو كنائي ، من معاني الاستفهام غير الحقيقي ، وكان الخطاب به غالباً موجهاً إلى غير معين ، وربما كان المخاطب مفروضاً متخيلاً .
ولنا في بيان وجه إفادة هذا التحريض من ذلك التركيب وجوه ثلاثة :
الوجه الأول : أن يكون الاستفهام مستعملاً في التعجب أو التعجيب ، من عدم علم المخاطب بمفعول فعل الرؤية ، ويكون فعل الرؤية علمياً من أخوات ظن ، على مذهب الفراء وهو صواب ؛ لأن إلى ولام الجر يتعاقبان في الكلام كثيراً ، ومنه قوله تعالى : ( والأمر إليك ( ( النمل : 33 ) أي لك وقالوا : ( أحمد الله إليك ( كما يقال : ( أحمد لك الله ( والمجرور بإلى في محل المفعول الأول ، لأن حرف الجر الزائد لا يطلب متعلقاً ، وجملة ) وهم ألوف ( في موضع الحال ، سادة مسد المفعول الثاني ، لأن أصل المفعول الثاني لأفعال القلوب أنه حال ، على تقدير : ما كان من حقهم الخروج ، وتفرع على قوله : ( وهم ألوف ( قوله : ( فقال لهم الله موتوا ( فهو من تمام معنى المفعول الثاني أو تجعل ( إلى ) تجريداً لاستعارة فعل الرؤية لمعنى العلم ، أو قرينة عليها ، أو لتضمين فعل الرؤية معنى النظر ، ليحصل الادعاء أن هذا الأمر المدرك بالعقل كأنه مدرك بالنظر ، لكونه بين
الصدق لمن علمه ، فيكون قولهم : ( ألم تر إلى كذا ( في قوله : جملتين : ألم تعلم كذا وتنظر إليه .
الوجه الثاني : أن يكون الاستفهام تقريرياً فإنه كثر مجيء الاستفهام التقريري في الأفعال المنفية ، مثل : ( ألم نشرح لك صدرك ( ( الشرح : 1 ) ) ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ( ( البقرة : 106 ) . والقول في فعل الرؤية وفي تعدية حرف ( إلى ) نظير القول فيه في الوجه الأول .
الوجه الثالث : أن تجعل الاستفهام إنكارياً ، إنكاراً لعدم علم المخاطب بمفعول فعل الرؤية والرؤية علمية ، والقول في حرف ( إلى ) نظير القول فيه على الوجه الأول ، أو أن تكون الرؤية بصرية ضمن الفعل معنى تنظر على أن أصله أن يخاطب به من غفل عن النظر إلى شيء مبصر ويكون الاستفهام إنكارياً : حقيقة أو تنزيلاً ، ثم نقل المركب إلى استعماله في غير الأمور المبصرة فصار كالمثل ، وقريب منه قول الأعشى :
ترى الجود يجري ظاهراً فوق وجهه
واستفادة التحريض ، على الوجوه الثلاثة إنما هي من طريق الكناية بلازم معنى الاستفهام لأن شأن الأمر المتعجب منه أو المقرر به أو المنكور علمه ، أن يكون شأنه أن تتوافر الدواعي على علمه ، وذلك مما يحرض على علمه .
واعلم أن هذا التركيب جرى مجرى المثل في ملازمته لهذا الأسلوب ، سوى أنهم غيروه باختلاف أدوات الخطاب التي يشتمل عليها من تذكير وضده ، وإفراد وضده ، نحو ألم ترَيْ في خطاب المرأة وألم تريا وألم تروا وألم ترين ، في التثنية والجمع هذا إذا خوطب بهذا المركب في أمر ليس من شأنه أن يكون مبصراً للمخطاب أو مطلقاً .
وقد اختلف في المراد من هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم ، والأظهر أنهم قوم خرجوا خائفين من أعدائهم فتركوا ديارهم جبناً ، وقرينة ذلك عندي قوله تعالى : ( وهم ألوف ( فإنه جملة حال وهي محل التعجيب ، وإنما تكون كثرة العدد محلاً للتعجيب إذا كان المقصود الخوف من العدو ، فإن شأن القوم الكثيرين ألا يتركوا ديارهم خوفاً وهلعاً صفحة رقم 478 "
والعرب تقول للجيش إذا بلغ الألوف ) لا يغلب من قلة . ( فقيل هم من نبي إسرائيل خالفوا على نبي لهم في دعوته إياهم للجهاد ، ففارقوا وطنهم فراراً من الجهاد ، وهذا الأظهر ، فتكون القصة تمثيلاً لحال أهل الجبن في القتال ، بحال الذين خرجوا من ديارهم ، بجامع الجبن وكانت الحالة الشبه بها أظهر في صفة الجبن وأفظع ، مثل تمثيل حال المتردد في شيء بحال من يقدم رجلاً ويؤخر أخرى ، فلا يقال إن ذلك يرجع إلى تشبيه الشيء بمثله ، وهذا أرجح الوجوه لأن أكثر أمثال القرآن أن تكون بأحوال الأمم الشهيرة وبخاصة بني إسرائيل .
وقيل هم من قوم من بني إسرائيل من أهل داوردان قرب واسط وقع طاعون ببلدهم فخرجوا إلى واد أفيح فرماهم الله بداء موت ثمانية أيام ، حتى انتفخوا ونتنت أجسامهم ثم أحياها . وقيل هم من أهل أذرعات ، بجهات الشام . واتفقت الروايات كلها على أن الله أحياهم بدعوة النبي حزقيال بن بوزى فتكون القصة استعارة شبه الذين يجبنون عن القتال بالذين يجبنون من الطاعون ، بجامع خوف الموت ، والمشبهون يحتمل أنهم قوم من المسلمين خامرهم الجبن لما دُعوا إلى الجهاد في بعض الغزوات ، ويحتمل أنهم فريق مفروض وقوعه قبل أن يقع ، لقطع الخواطر التي قد تخطر في قلوبهم .
وفي ( تفسير ابن كثير ) عن ابن جريج عن عطاء أن هذا مثل لا قصة واقعة ، وهذا بعيد يبعده التعبير عنهم بالموصول وقوله : ( فقال لهم الله  ).  وانتصب ) حذر الموت ( على المفعول لأجله ، وعامله ) خرجوا  ).
والأظهر أنهم قوم فروا من عدوهم ، مع كثرتهم ، وأخلوا له الديار ، فوقعت لهم في طريقهم مصائب أشرفوا بها على الهلاك ، ثم نجوا ، أو أوبئة وأمراض ، كانت أعراضها تشبه أعراض الموت ، مثل داء السكت ثم برئوا منها فهم في حالهم تلك مثَل قول الراجز :
وخارجٍ أَخرجه حب الطمع
فَرَّ من الموت وفي الموت وقع
ويؤيد أنها إشارة إلى حادثةٍ وليست مثلاً قولُه : ( إن الله لذو فضل على الناس ( الآية ويؤيد أن المتحدث عنهم ليسوا من بني إسرائيل قوله تعالى بعد هذه ) ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى ( ( القرة : 246 ) والآية تشير إلى معنى قوله تعالى : ( أينما تكونوا يدرككم الموت ( ( النساء : 78 ) وقوله ) قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ( ( آل عمران : 154 ) .
فأما الذين قالوا إنهم قوم من بني إسرائيل أحياهم الله بدعوة حزقيال ، والذين قالوا إنما هذا مثَل لا قصةٌ واقعةٌ ، فالظاهر أنهم أرادوا الرؤيا التي ذكرت في كتاب حزقيال في الإصحاح 37 منه إذ قال : ( أخرجَني روحُ الرب وأنزلني في وسط بقعة ملآنة عظاماً ومرَّ بي من حولها وإذا هي كثيرة ويابسة فقال لي يابن آدم أتحيا هذه العظام ؟ فقلت يا سيدي أنت تعلم ، فقال لي تنبأْ على هذه العظام وقُل لها أيتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب ، فتقاربت العظام ، وإذا بالعصَب واللحم كساها وبُسط الجلدُ عليها من فوق وليس فيها روح فقال لي تنبأْ للروح وقل قال الرب هلم يا روح من الرياح الأربععِ وهِبِّ على هؤلاء القتلى فتنبأْتُ كما أمرني فدخل فيهم الروح فحيُوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً جداً ) وهذا مثل ضربهُ النبي لاستماتة قومه ، واستسلامهم لأعدائهم ، لأنه قال بعده ( هذه العظام وهي كل بيوت إسرائيل هم يقولون يبست عظامنا وهلك رجاؤنا قد انقطعنا فتنبأْ وقل لهم قال السيد الرب هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم منها يا شعبي وآتي بكم إلى أرض إسرائيل وأجعل روحي فيكم فتحيَوْن ) فلعل هذا المثل مع الموضع الذي كانت فيه مرائي هذا النبي ، وهو الخابور ، وهو قرب واسط ، هو الذي حدا بعض أهل القصص إلى دعوى أن هؤلاء القوم من أهل دَاوَرْدَان : إذ لعل دَاوَرْدَان كانت بجهات الخابور الذي رأى عنده النبي حزقيال ما رأى .
وقوله تعالى : ( فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ( القَولُ فيه إما مجاز في التكوين والموت حقيقة أي جعل فيهم حالة الموت ، وهي وقوف القلب وذهاب الإدراك والإحساس ، استعيرت حالة تلقي المكوَّن لأثر الإرادة بتلقي المأمور للأمر ، فأطلق على الحالة المشبهة المركبُ الدال على الحالة المشبَّه بها على طريقة التمثيل ، ثم أحياهم بزوال ذلك العارض فعلموا أنهم أصيبوا بما لو دام لكان موتاً مستمراً ، وقد يكون هذا من الأدواء النادرة المشْبِهة داء السكت وإما أن يكون القول مجازاً عن الإنذار بالموت ، والموتُ حقيقة ، أي أراهم الله مهالك شموا منها رائحة الموت ، ثم فرج الله عنهم فأحياهم . وإما أن يكون كلاماً حقيقياً بوحي الله ، لبعض الأنبياء ، والموتُ موت مجازي ، وهو أمر للتحقير شتماً لهم ، ورَماهم بالذل والصغار ، ثم أحياهم ، وثبتَ فيهم روح الشجاعة .
والمقصود من هذا موعظة المسلمين بترك الجبن ، وأن الخوف من الموت لا يدفع الموت ، فهؤلاء الذين ضُرب بهم هذا المثلُ خرجوا من ديارهم خائفين من الموت ، فلم يغن خوفهم عنهم شيئاً ، وأراهم الله الموت ثم أحياهم ، ليصير خُلُق الشجاعة لهم حاصلاً بإدراك الحس . ومحل العبرة من القصة هو أنهم ذاقوا الموت الذي فروا منه ، ليعلموا أن الفرار لا يغني عنهم شيئاً ، وأنهم ذاقوا الحياة بعد الموت ، ليعلموا أن الموت والحياة بيد الله ، كما قال تعالى : ( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل ( ( الأحزاب : 16 ) .
وجملة : ( وقاتلوا في سبيل الله ( الآية هي المقصود الأول ، فإن ما قبلها تمهيد لها كما علمتَ ، وقد جعلت في النظم معطوفة على جملة ) ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ( عطفاً على الاستئناف ، فيكون لها حكم جملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً ، ولولا طول الفصل بينها وبين جملة ) كتب عليكم القتال وهو كره لكم ( ( البقرة : 216 ) ، لقُلنا : إنها معطوفة عليها على أن اتصال الغرضين يُلحقها بها بدون عطف .
وجملة ) واعلموا أن الله سميع عليم ( حث على القتال وتحذير من تركه بتذكيرهم بإحاطة علم الله تعالى بجميع المعلومات : ظاهرها وباطنها . وقدِّم وصف سميع ، وهو أخص من عليم ، اهتماماً به هنا ؛ لأن معظم أحوال القتال في سبيل الله من الأمور المسموعة ، مثل جلبة الجيش وقعقعة السلاح وصهيل الخيل . ثم ذكر وصف عليم لأنه يعم العلم بجميع المعلومات ، وفيها ما هو من حديث النفس مثل خلُق الخوف ، وتسويل النفس القعودَ عن القتال ، وفي هذا تعريض بالوعد والوعيد . وافتتاح الجملة بقوله : ( واعلموا ( للتنبيه على ما تحتوي عليه من معنى صريح وتعريض ، وقد تقدم قريباً عند قوله تعالى : ( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه ( ( البقرة : 223 ) .
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 15:29:07
والسؤال الآن.. ليس أي التفاسير خير، ففي كل منها علم وخير كثير.. لكن هل وجدتم بالمقارنة ان تفسير سيد قطب، مع تركيزه على النواحي الجمالية والتربوية الحركية، قد أغفل المعلومات المهمة التي تفيد القارئ في فهم الآية ومعانيها الأصلية، قبل ان يتجول في ظلالها؟
وهل شعرتم أن سيد قطب لم يكن دارسا ومتعمقا في تلك التفاسير قبل ان يؤلف ظلاله، ليتساهل المتساهلون فيزعمون أنه ليس عالما بالتفسير، وان كتابه لا يعتبر من كتب التفسير؟
وأي التفاسير شعرتم أنه أقرب للمسلم العادي غير المتخصص في طلب العلوم الشرعية، وأكبر تأثيرا عليه وأكثر جذبا له؟ 

هذا ويعد تفسير الظلال من مدرسة التفسير الموضوعي، الذي يتجاوز التفسير اللفظي والتحليلي للآيات، إلى الوحدة الموضوعية التي تجمع بين الآيات، والمغازي والدروس المستفادة منها كوحدة موضوعية
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 15:36:35
تقول اختي أسماء:

اقتباس
فقد كنت أعجب جدا بأسلوبه، حتى تنبهت أخيرا-وربما بعد قراءتي في الكتاب الورقيّ وخاصة سورة الأنعام- إلى ما أستطيع أن أسميه سببا من الأسباب الرئيسة في الإعجاب، وهي أنني بطبعي أميل للأدبيات وللتعابير الحسنة المنسابة التي تأخذ الوجدان وترحل بك إلى حيث الجمال البياني، وهذا مما شدني في الظلال، وهو يمتاز بجزالة التعبير وبالخواطر المنسابة كما المياه العذبة من يد أديب أريب ....

وبالعودة لكلام الدكتور الخالدي، عن المفتاحين اللذين خبأهما الله تعالى لسيد قطب حتى فتح بهما نوز القرآن المخبوءة، نكتشف أن الذي شدها هو المفتاح الجمالي للقرآن.

أما أنا فكان سبب اعجابي هو أني كنت أجده مرشدا لي في تجاربي الدعوية المتواضعة، ومخالطتي الناس والمجتمعات المختلفة.. وكلما عملت في الدعوة اكثر، فهمت كنوز الظلال اكثر.. ولقد علمني سيد قطب نوعا جديدا من تدبر القرآن.. فرغم دندنة كثير من الدعاة والعلماء حول وجوب تدبر القرآن.. الا ان احدا منهم لم يقربني من ذلك مثل سيد قطب
واذن فالذي شدني إلى الظلال كان  المفتاح الثاني: وهو: المفتاح الحركي التربوي.
أما الجمالي فلم أنتبه له كثيرا، لأنني افتقد للحس الأدبي وليست لي ممارسات في هذا المجال
والله أعلم
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2013-03-29, 15:50:14
جزاكم الله خيرا كثيرا على هذا الموضوع فقد جعلني أطير وأحيا بين هذه السطور وانقطعت عن العالم حولي خلال قراءتي هذه

هادية بما تنصحين بالقراءة أولا مدخل إلى الظلال أم الظلال في الميزان؟
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 15:52:18
ومن كتاب الخالدي أيضا، ص 463

قواعد هذا المنهج الحركي الدعوي التربوي

أما منهج سيد قطب الحركي الدعوي التربوي في التفسير، فقد برز في القواعد المنهجية التالية:

1- النظرة الكلية الشاملة للقرآن، باعتباره كتاب حياة ودعوة وجهاد وتربية.
2- التأكيد على المقاصد الأساسية للقرآن
3- بيان المهمة العملية الحركية للقرآن
4- المحافظة على جو النص القرآني
5- استبعاد المطوّلات التي تحجب نور القرآن
6- تسجيل إيحاءات النص وظلاله ولطائفه
7- دخول عالم القرآن بدون مقررات سابقة
8- الثقة المطلقة بالنص القرآني والتسليم التام بدلالته
9- غنى النصوص القرآنية بالمعاني والدلالات
10- بيان أهمية العقيدة وأثرها في الحياة
11- إزالة التعارض الموهوم بين النصوص القرآنية
12- بيان الوحدة الموضوعية للقرآن
13- الإشارة إلىالبعد الواقعي للنصوص القرآنية وعموم دلالتها
14- بيان حكمة التشريعات وتعليل الأحكام
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 16:03:05
جزاكم الله خيرا كثيرا على هذا الموضوع فقد جعلني أطير وأحيا بين هذه السطور وانقطعت عن العالم حولي خلال قراءتي هذه

هادية بما تنصحين بالقراءة أولا مدخل إلى الظلال أم الظلال في الميزان؟


الله اكبر   ::happy:

وخرجت سيفتاب عن صمتها وعزلتها   ::happy: ::happy:

فينك يا ابنتي

مش عارفة فرحانة ان اي حد عبرني في الموضوع ده، ولا انك انتي بالذات طليتي علينا

أرى يا عزيزتي ان تبدئي ب (مدخل إلى الظلال) لأنه يتحدث عن الظلال وقيمته من بين كتب التفسير

وإن كنت أرى ان الاحلى والاجمل ان تبدئي بكتاب (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) وهو لنفس المؤلف، ومتوفر على الشبكة ايضا

 ::)smile:

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 18:55:00
سيد قطب وعمارة الأرض

اضيف نقطة مهمة: أيهما أولى التربية ام عمارة الأرض
دار نقاش في هذا الموضوع، وفي موضوع سابق، وتم الاستسشهاد فيه بكلام لسيد قطب، وظهر كأن سيد قطب يدعو إلى ترك عمارة الأرض، للتفرغ للدعوة والتربية، لانها هي مهمة الأمة المسلمة الأولى.. وقد جانب فيه الطرفات الصواب في التعبير، مما جعل الافكار تبدو متناقضة ومتضاربة، ولعلنا لو أزلنا اللبس لزال هذا التناقض..
فلنقرأ  كلام سيد قطب في الموضوع، وأنا أحسبه واضحا جدا...

"ينبغي أن ندرك - على وجه التحديد - مؤهلات هذه الأمة للقيادة البشرية ، كي لا نخطىء عناصرها في محاولة البعث الأولى .
إن هذه الأمة لا تملك الآن - وليس مطلوبًا منها - أن تقدم للبشرية تفوقًا خارقًا في الإبداع المادي ، يحنى لها الرقاب ، ويفرض قيادتها العالمية من هذه الزاوية . . فالعبقرية الأوروبية قد سبقته في هذا المضمار سبقًا واسعًا. وليس من المنتظر - خلال عدة قرون على الأقل - التفوق المادي عليها !
فلابد إذن من مؤهل آخر ! المؤهل الذي تفتقده هذه الحضارة !
إن هذا لا بعني أن نهمل الإبداع المادي . فمن واجبنا أن نحاول فيه جهدنا . ولكن لا بوصفه " المؤهل " الذي نتقدم به لقيادة البشرية في المرحلة الراهنة . إنما بوصفه ضرورة ذاتية لوجودنا . كذلك بوصفه واجبًا يفرضه علينا " التصور الإسلامي " الذي ينوط بالإنسان خلافة الأرض ، ويجعلها - تحت شروط خاصة - عبادة لله ، وتحقيقًا لغاية الوجود الإنساني .
لابد إذن من مؤهل آخر لقيادة البشرية - غير الإبداع المادي - ولن يكون هذا المؤهل سوى " العقيدة " و " المنهج " الذي يسمح للبشرية أن تحتفظ بنجاج العبقرية المادية ، تحت إشراف تصور آخر يلبِّي حاجة الفطرة كما يلبيّها الإبداع المادي ، وأن تتمثل العقيدة والمنهج في تجمع إنساني . أي في مجتمع مسلم . "
معالم فى الطريق - سيد قطب

إذن سيد قطب لا يقول أن نهمل العلم والتعلم، والسعي المادي لاكتساب الرزق، لأنه واجب إسلامي، نحقق من خلاله رسالتنا في الخلافة وعمار ةالأرض، كما انه ضرورة ذاتية لوجودنا، لأننا لا يمكن أبدا ان نصل للاستقلال عن التبعية إلا اذا صرنا نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع..
لكن سيد قطب يرتب الأولويات
فعمارة الأرض وسيلة وليست غاية
والتربية الصحيحة وفق منهج القرآن وسيلة أيضا
لكن التربية كوسيلة تفوق في اهميتها الوسيلة الاخرى، فلا بد ان تحظى بالأولوية في اهتمامنا، دون اهمال بقية الوسائل الاخرى..
فعندما اقول ان اتقان اللغة العربية اهم من اتقان اللغات الاجنبية، فهذا لا يعني ان نهمل تعلم اللغات الاخرى.. ولكنه يعني ترتيب الاولويات
واما لماذا رتب سيد قطب الاولويات بهذا الشكل، فلأن تعليم الانسان حسن التربية، بعد اقناعه ان هذا العلم وهذا العمل سيفيد امته، سيجعل كل علمه وعمله مسخرا لخدمة وطنه وامته
اما تعليم الانسان دون تربية، فسيجعل علمه وعمله عائدا عليه بالنفع وحده، وقد يعود بالنفع على امته وقد لا يعود، بحسب الاغراءات والممكاسب التي سيحققها
ونظرة بسيطة لحال العلماء المتفوقين في امتنا، وترفعهم عن العودة لخدمة اوطاهم بهذا العلم، بحجة انهم لا يلقون التقدير الكافي في اوطانهم، او لا يجدو المجال المناسب لممارسة تخصصاتهم .. او غير ذلك من اعذار..  تبرهن على هذا
هذا ان لم ينقلبوا بعلومهم هذه خنجرا في خصر امتهم، كما نرى من ال (مثقفين) وال (مفكرين) وال (فنانين) وغيرهم وغيرهم ممن صاروا معاول هدم لنهضتنا ومقومات ثقافتنا..
ناهيكم عن ان يكون المتدين تدينه ظاهري، غير مبني على اسس تربوية حقيقية صحيحة، فيحسب ان الدين منفصل عن مجالي العلم والعمل، فيقدم صورة سيئة عن الدين من هة، ولا يخلص في عمله، ويختار ما ينفعه واسرته ولو عاد بالضرر على امته، دون ان يشعر ان في هذا تعارضا مع الدين
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-03-29, 19:27:21

سبب مهاجمة بعض العلماء لسيد قطب على اختلاف مستويات هذا الهجوم.

لن أسهب في هذه النقطة، لأنها صعبة على النفس
لكن معظم من هاجم سيد قطب كان هجومة لأحد الأسباب التالية:
1-   عالم منتم للتيار السلفي، فيهاجمه من حيث أنه أشعري العقيدة.. وهذه النقطة تسبب شرخا كبيرا في جسم أهل السنة والجماعة، ولن أناقشها، لوجود موضوع متكامل في المنتدى مخصص لهذا الأمر.. ولكنني فقط أحب ان الفت النظر الى ان ابن كثير، وابن عاشور، والطبري، وهم أشهر المفسرين كلهم أشاعرة
ناهيك ان الغالبية العظمى من علماء الامة الاسلامية عبر التاريخ هم من الاشاعرة..
والغريب ان هؤلاء يشجعون طلابهم على دراسة تراثه، لكنهم ينهون عنه العامة ويحذرونهم مما يسمونه (انحرافات عقيدية) في كتبه!!
2-   عالم من علماء السلطان، او علماء الوسطية والتعايش والحلول الرمادية.. وهؤلاء يتناقض منهجهم تماما مع منهج سيد قطب ودعوته المتجلية في كل كلمة من كلمات مؤلفاته...
3-    الساخطون على دعوة الإخوان المسلمين، فهم يسخطون على كل علمائهم ومفكريهم لأسباب سياسية او شخصية او تنافسية
4-    أدعياء العلم، من الذين يحسبون انهم اذا تطاولوا على القامات الكبيرة فإن هذا سيوهم الناس بأنهم بنفس الحجم أو أكبر.
تلك تقريبا أهم القطاعات.. وكلها حقيقة لا وزن لها إلا القطاع الأول، الذي لا حل معه إلا في أن يأذن الله بأن تنتهي هذه المشكلة بين السلفية والأشعرية.. وماذلك على الله بعزيز .

بهذا تنتهي ردودي على هذا الموضوع.. أسأل الله تعالى ان يتقبلها الله تعالى مني، وأن ينفعني وينفع بها..
ولا تنسونا من دعائكم الصالح.. 
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-03-30, 00:43:03
نعتذر يا ماما هادية على عدم قراءة مداخلاتك وأنت تعبت من أجلها بعد.. المنتدى كان ثقيلا جدا..

إن شاء الله لي عودة
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-03-30, 13:16:12
رائع يا ماما هادية بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك ونفعنا الله بك دوما..

ورحم الله سيد قطب وجازاه عنّا خير الجزاء..

وأعانني الله على إكمال قراءة الظلال  :emoti_351:
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: جواد في 2013-03-30, 15:34:17
جزاكم الله خيرا كثيرا يا "تيتة" هادية :)

وأود أن أعلق أيضا على ما يشدني في الظلال،
وهو مفهوم "العلم النافع" بالنسبة لي،

فأنا لست بمتخصص في العلوم الشرعية، وكنت أجد دوما في تفسير ابن كثير صعوبة بالغة، وكنت اشعر بالملل سريعا منه بكل أسف،

فأنا أريد أن أفهم القرآن ما الذي يخاطبني به القرآن مباشرة وما الذي يمليه علي هذا الخطاب، وكيف يغير هذا الخطاب من فكري وعملي او ثبت فكرة أو عملا،

فلأن حياتي التربوية لم تتشبع بهذه الأمور ولأن حرب الشيطان علينا لابعادنا عن القرآن وممارساتنا الخاطئة معه، جعلت على قلوبنا صدءا،

فأحيانا أمر على اﻵية فلا أجدني أفهم الا جزءا قليلا من المعنى او لا أفهم المعنى ، ولا حول ولا قوة الا بالله،

ويساعد الظلال بشدة على الدخول في القرآن، ويركز كثيرا على وضوح المفاهيم دون مواربة ولا تدليس،

خاصة مع انتشار فكر التمييع المنبهر بالغرب الذي قلب الوسائل اهدافا وغير في ترتيب الاولويات ليحقق صورة المسخ المطلوب الذي يريده الغرب.

ولهذا فمن يبدأ مع الظلال لابد أن يبدأ مع القرآن ذاته، والا فلن يصيب الهدف الذي من أجله كتب الظلال.. وهذا حال كل مؤلفات سيد قطب التي وقعت في يدي.
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-04-01, 11:35:16
الظلال...
علاقتي بالظلال علاقة قوية، علاقة صداقة، علاقة اطمئنان ، علاقة فرحة كلما وجدت فيه ما يشبع نهمي،ويلاقيني بضالتي المنشودة...
الظلال ظلال وارفة من القرآن الكريم، تشعر معه كم أنّ القرآن حياة وحركة وفعل وملامسة للواقع حتى يصبح الواقع تنفيذا لما جاء به القرآن من أمر وانتهاء عما نهى عنه...

ولأنني لا أستغني عن الظلال، إذ يرافقني في أيام حياتي منذ أن عرفته منذ سنوات بعيدة، وكما يحدث بين الصديق وصديقه تصالح ثم عتاب يعقبه تصالح وقرب أقوى... فلا غنى لنا عن ظلال الظلال  شغلني أمر عن القراءة المركزة، ولي بإذن الله عودة .
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-14, 12:49:43
جزاكم الله  خيرا جميعا اخوتي على تعليقاتكم ومشاركتكم
أتمنى ان تكونوا قد قرأتم كل ما كتبته.. وقد تركتم لكم وقتا طويلا كافيا لذلك
واليوم أعود لكم وفي جعبتي درس رائع من دروس القرآن الكريم، يشرحها لنا سيد قطب رحمه الله بأسلوبه الرائع
ولقد وجدت نفسي سطرت على هامش تفسيره للآيات عبارة (رحمك الله يا سيد) من شدة سروري وانفعالي بما كتبه

وإليكم أولا الننص القرآني كاملا.. من سورة البقرة، الأيات: 246-252

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم


أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بَالظَّالِمِينَ *
 وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ *
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ*
 فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ *
تَلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ*
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-14, 13:06:38
الدرس المستفاد من الآيات بإجمال:


هذه تجربة في حياة بني إسرائيل من بعد موسى . . بعدما ضاع ملكهم , ونهبت مقدساتهم , وذلوا لأعدائهم , وذاقوا الويل بسبب انحرافهم عن هدي ربهم , وتعاليم نبيهم . . ثم انتفضت نفوسهم انتفاضة جديدة ; واستيقظت في قلوبهم العقيدة ; واشتاقوا القتال في سبيل الله . فقالوا: (لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله).

ومن خلال هذه التجربة - كما يعرضها السياق القرآني الموحي - تبرز جملة حقائق , تحمل إيحاءات قوية للجماعة المسلمة في كل جيل , فضلا على ما كانت تحمله للجماعة المسلمة في ذلك الحين .

والعبرة الكلية التي تبرز من القصة كلها هي أن هذه الانتفاضة - انتفاضة العقيدة - على الرغم من كل ما اعتورها أمام التجربة الواقعة من نقص وضعف , ومن تخلي القوم عنها فوجا بعد فوج في مراحل الطريق - على الرغم من هذا كله فإن ثبات حفنة قليلة من المؤمنين عليها قد حقق لبني إسرائيل نتائج ضخمة جدا . . فقد كان فيها النصر والعز والتمكين , بعد الهزيمة المنكرة , والمهانة الفاضحة , والتشريد الطويل والذل تحت أقدام المتسلطين . ولقد جاءت لهم بملك داود , ثم ملك سليمان - وهذه أعلى قمة وصلت إليها دولة بني إسرائيل في الأرض , وهي عهدهم الذهبي الذي يتحدثون عنه ; والذي لم يبلغوه من قبل في عهد النبوة الكبرى . . وكان هذا النصر كله ثمرة مباشرة لانتفاضة العقيدة من تحت الركام ; وثبات حفنة قليلة عليها أمام جحافل جالوت !

وفي خلال التجربة تبرز بضع عظات أخرى جزئية ; كلها ذات قيمة للجماعة المسلمة في كل حين:

1- من ذلك . . أن الحماسة الجماعية قد تخدع القادة لو أخذوا بمظهرها . فيجب أن يضعوها على محك التجربة قبل أن يخوضوا بها المعركة الحاسمة . .
فقد تقدم الملأ من بني إسرائيل - من ذوي الرأي والمكانة فيهم - إلى نبيهم في ذلك الزمان , يطلبون إليه أن يختار لهم ملكا يقودهم إلى المعركة مع أعداء دينهم , الذين سلبوا ملكهم وأموالهم ومعها مخلفات أنبيائهم من آل موسى وآل هارون . فلما أراد نبيهم أن يستوثق من صحة عزيمتهم على القتال , وقال لهم: (هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا !)استنكروا عليه هذا القول , وارتفعت حماستهم إلى الذروة وهم يقولون له: (وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ?). . ولكن هذه الحماسة البالغة ما لبثت أن انطفأت شعلتها , وتهاوت على مراحل الطريق كما تذكر القصة ; وكما يقول السياق بالإجمال: (فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم). . ومع أن لبني إسرائيل طابعا خاصا في النكول عن العهد , والنكوص عن الوعد , والتفرق في منتصف الطريق . . إلا أن هذه الظاهرة هي ظاهرة بشرية على كل حال , في الجماعات التي لم تبلغ تربيتها الإيمانية مبلغا عاليا من التدريب . . وهي خليقة بأن تصادف قيادة الجماعة المسلمة في أي جيل . . فيحسن الانتفاع فيها بتجربة بني إسرائيل .

2- ومن ذلك أن اختبار الحماسة الظاهرة والاندفاع الفائر في نفوس الجماعات ينبغي أن لا يقف عند الابتلاء الأول . . فإن كثرة بني إسرائيل هؤلاء قد تولوا بمجرد أن كتب عليهم القتال استجابة لطلبهم . ولم تبق إلا قلة مستمسكة بعهدها مع نبيها . وهم الجنود الذين خرجوا مع طالوت بعد الحجاج والجدال حول جدارته بالملك والقيادة , ووقوع علامة الله باختياره لهم , ورجعة تابوتهم وفيه مخلفات أنبيائهم تحمله الملائكة . . . ! ومع هذا فقد سقطت كثرة هؤلاء الجنود في المرحلة الأولى . وضعفوا أمام الامتحان الأول الذي أقامه لهم قائدهم: (فلما فصل طالوت بالجنود قال:إن الله مبتليكم بنهر:فمن شرب منه فليس مني . ومن لم يطعمه فإنه مني - إلا من اغترف غرفة بيده - فشربوا منه إلا قليلا منهم). . وهذا القليل لم يثبت كذلك إلى النهاية . فأمام الهول الحي , أمام كثرة الأعداء وقوتهم , تهاوت العزائم وزلزلت القلوب: (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا:لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده). . وأمام هذا التخاذل ثبتت الفئة القليلة المختارة . . اعتصمت بالله ووثقت , وقالت: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين). . وهذه هي التي رجحت الكفة , وتلقت النصر , واستحقت العز والتمكين .

3- وفي ثنايا هذه التجربة تكمن عبرة القيادة الصالحة الحازمة المؤمنة . . وكلها واضحة في قيادة طالوت . تبرز منها خبرته بالنفوس ; وعدم اغتراره بالحماسة الظاهرة , وعدم اكتفائه بالتجربة الأولى , ومحاولته اختبار الطاعة والعزيمة في نفوس جنوده قبل المعركة , وفصله للذين ضعفوا وتركهم وراءه . . ثم - وهذا هو الأهم - عدم تخاذله وقد تضاءل جنوده تجربة بعد تجربة ; ولم يثبت معه في النهاية إلا تلك الفئة المختارة . فخاض بها المعركة ثقة منه بقوة الإيمان الخالص , ووعد الله الصادق للمؤمنين .

4- والعبرة الأخيرة التي تكمن في مصير المعركة . . أن القلب الذي يتصل بالله تتغير موازينه وتصوراته ; لأنه يرى الواقع الصغير المحدود بعين تمتد وراءه إلى الواقع الكبير الممتد الواصل , وإلى أصل الأمور كلها وراء الواقع الصغير المحدود . فهذه الفئة المؤمنة الصغيرة التي ثبتت وخاضت المعركة وتلقت النصر , كانت ترى من قلتها وكثرة عدوها ما يراه الآخرون الذين قالوا: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده). . ولكنها لم تحكم حكمهم على الموقف . إنما حكمت حكما آخر , فقالت: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله , والله مع الصابرين). . ثم اتجهت لربها تدعوه: (ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين). وهي تحس أن ميزان القوى ليس في أيدي الكافرين , إنما هو في يد الله وحده . فطلبت منه النصر , ونالته من اليد التي تملكه وتعطيه . . وهكذا تتغير التصورات والموازين للأمور عند الاتصال بالله حقا , وعندما يتحقق في القلب الإيمان الصحيح . وهكذا يثبت أن التعامل مع وعد الله الواقع الظاهر للقلوب أصدق من التعامل مع الواقع الصغير الظاهر للعيون !

ولا نستوعب الإيحاءات التي تتضمنها القصة . فالنصوص القرآنية - كما علمتنا التجربة - تفصح عن إيحاءاتها لكل قلب بحسب ما هو فيه من الشأن ; وبقدر حاجته الظاهرة فيه . ويبقى لها رصيدها المذخور تتفتح به على القلوب , في شتى المواقف , على قدر مقسوم . .
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-14, 13:08:22
يا سلام

ياسلام

رحمك الله وأعلى درجاتك يا سيد.... سيد انت فعلا
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-05-14, 13:36:01
جميلة حقاً هذه الظلال لهذا الآيات الكريمة
بارك الله فيك يا أستاذة لما نقلته من قبل حول الظلال وما نقلته الآن

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
كم بصمته مميزة
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-05-14, 22:46:12
جزاكِ الله كل خير على هذا النقل القيّم

تُرى هل لو كنا مكانهم لثبتنا أم كنا مع من فشلوا من أول امتحان؟؟
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2013-05-15, 05:11:38
المشكلة أننا في مكانهم الآن فالجهاد ليس دوما حرب وقتال وثبات فيه.

اللهم ثبتنا على الحق وثبت ولاة أمورنا ولا تزيغ قلوبهم
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-15, 11:18:44
جزاكِ الله كل خير على هذا النقل القيّم

تُرى هل لو كنا مكانهم لثبتنا أم كنا مع من فشلوا من أول امتحان؟؟

سؤال يحتاج لوقفة صدق قوية مع النفس

لم افكر انني سأسقط من اول امتحان.. لكنني فكرت في امتحان النهر.. هذا امتحان صعب جدا.. لكن ايضا هناك مراعاة للاحتياجات البشرية الضرورية فيه.. اذ أذن لهم ان يغترفوا غرفة بأيديهم... هل كنتُ سأكتفي بها؟ ام أسقط مع الذين تساقطوا؟
اذا نظرنا الى ما نتقلب به من نعم الدنيا ورفاهيتها.. في الوقت الذي تمر فيه أمتنا بكل هذه المآسي.. سيكون هناك جواب واحد .. لا يرضينا.. بكل أسف
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-05-15, 15:02:02
فعلا حتى أن قلت إن كنت سأسقط لسقطت في امتحان الماء وبعده امتحان الفئة القليلة أيضا شديد

الحمد لله أن القتال لم يكتب على النساء  :emoti_282:
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-15, 16:57:40
العبرة اوسع واعم يا زينب من ان تشمل خصوص القتاال فقط... فكلنا مطلوب منا الجهاد بأشكال مختلفة وبحسب الظروف
وكلنا علينا ان نتحسس دوما مواقع اقداممنا، ونتنبه لمنزلقات الطريق حتى لا نزل
وكلنا علينا ان نعالج انفسنا باستمرار حتى لا تستمرئ الراحة ولا تركن للحياة الدنيا وزينتها وتقنع منها بحياة الذلة والهوان
وعلينا ان نعرف ان الذلة هي ذلة الامة.. وان حسب الافراد انهم بما حصلوه من علم او انجزوه من مكانة اجتماعية قد عزوا
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-05-15, 17:53:51
نعم

كنت أمزح فقط  sm::))(
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: جواد في 2013-05-15, 19:33:11
وحين أقرأ هذا الكلام العميق أشعر أن الله ضرب لنا المثل في كل ما أمرنا به بتلك القصة،

فبعد ما ابتلينا به من ذل في مصر خاصة إبان سقوط الخلافة وبعد مرور حكم الطاغوت جمال عبد الناصر ومن بعده السادات ومبارك،
كم كنا ندعوا الله أن يمكن لنا لنقيم شرعة ونعلي راية دينة ونحرر أراضي المسلمين ومقدساتهم.
هي نفس دعوة بني إسرائل، وحماستهم،

فلما كتب علينا القتال "أي تكرم الله بالملك على من طلب كثيرا وتمنى التمكين"
فكانت النتيجة ان تولينا عن الشريعة وتولينا عن إخواننا في سوريا، وبالطبع لن نتحرك لفلسطين، وأكيد لن يخطر ببالنا أسبانيا ولا البرتغال ولا سائر بلاد المسلمين المغتصبة.

ولما سار الركب وجاء الاختبار الأول في تسيير أمور الدولة، وقع الغالبية في الفتنة، فاستحلوا الربا وتركوا الظلم يتفشى بين الرعية بل وهادنوا العدو ودعوه الى الاستثمار في بلادنا.

لكن المشكلة هنا أنه لا توجد القيادة التي كانت موجودة مع بني اسرائيل، بل ان المشكلة جاءت من القيادة نفسها.
ولهذا كان من الطبيعي أن يسقط الغالبية في الابتلاءات بسهولة مطلقة.

وبالطبع لا ننسى التحجج بالأسباب وبأننا ضعفاء غير ممكن لنا وبأن هناك فتن داخلية وبأن هناك تربص خارجي وأننا لا نستطيع أن نعرض الناس لحصار اقتصادي !

وسبحان الله، ألم يكن بنوا اسرائيل ضعفاء غير ممكن لهم؟ ألم يكن عندهم فتن داخلية لمن تولى ولمن اعترض على الرئيس ؟ ألم يكن هناك تربص خارجي من أعدائهم؟
ورغم كل هذا جاء ابتلاء الماء،
وهو حقيقة أوقفني كثيرا، اذ لماذا يختار الله مثل هذا الإبتلاء؟
لماذا يختار أمرا حيويا "الطعام والشراب" ليكون الابتلاء فيه؟

الإجابة ببساطة أنها سنة الله فيمن سيقبل معلنا رغبته في نصرة الله، وقد مر بها المسلمون أكثر من مرة، سواء في بدايات الدعوة في شعب أبي طالب أو في المدينة فيما بعد في الأحزاب وغيرها.

إنه المثال الواقعي لمن يتحجج بأقوات الناس وأنه عليه التنازل حتى يطعمهم أو يسقيهم، فيفضح الله هذا الإدعاء في كلمات معدودة.

نعم، مازال الطريق طويلا ...
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-05-17, 09:16:25
الآن فقط أتممت قراءة ما فاتني من "حول في ظلال القرآن"، الآن فقط شاء الله تعالى ذلك وقد كنت دوما أحرص على ألا أفوّت قراءة ما فاتني إلا أنّ ما بين يديّ كان ينسيني، والحمد لله أن تذكرت فاستدركت ....

كخلاصة، ماذا أقول؟ أقول أن سيد قطب كان دائما وأبدا، كلما قرأت له وجدته وكأنه يخاطب حالا أنا فيه، أو وضعا وضعت فيه، كنت أجده بمثابة رسالة من الله إليّ في حالة من حالات ضيقي أو جزعي أو حزني لما يحيط بنا سواء ذلك في مجال الدعوة أو مجال التربية أو مجال المخالطة العامة، كنت أقول سبحان الله وكأن الرجل يعيش زماننا، ويعيش أحداثنا، ويتأكد فعلا لي قوله وتكراره لعبارات أن هذه التجربة أو هذه الحادثة مما يتعرض له الجيل المسلم في كل زمان، فأرى القرآن حقا ملامسا لواقع الحياة في كل زمان، أرى نزوله منجّما خلال ثلاث وعشرين عاما حكمة عظيمة عظيمة من الله الحكيم الخبير وهو ينزّله سبحانه على المصطفى صلى الله عليه وسلم بأسباب نزول وبحوادث مواتية، ينفعنا جداااا جدا أن نذكر تلك الحادثة لأنها عبارة عن صورة من صور ما يتكرر حدوثه عبر الأزمان، لأنها نموذج تربوي يجب أن يُجعل المرجع لنا في أيامنا وقابل أيامنا لنبحث وِفقَه عن حلولنا، عن حلول وفق ما اقتضاه الدستور الرباني والعلم الرباني بخبايا النفوس، وبأنجع الحلول لهذه البشرية ....

نعم وألف نعم سيد قطب في ظلاله فتح مدرسة جديدة من مدارس التفسير، المدرسة الحركية المدرسة الإسقاطية -إن صحّ التعبير-، وربما ودون شعور مني وجدت نفسي أميَل لهذه المدرسة حينما أقلّب في نفسي آية من آيات الله تعالى فأجدني أبحث عن مُرادها منّا، وعن إسقاطاتها عليناو على حالنا مع ثبوت ورسوخ اليقين أن هذا الكتاب لم يجعل ليكون صفحات سطرت فيها كلمات، بل جعل ليكون كلمات تدعو للعمل، كلمات ترشد وتربي وتعلم كيف تكون حياة المؤمن في كل شاردة وواردة، وكيف هي رسالته في الحياة الدنيا وهدفه والمُراد منه ...

نعم هكذا هي هذه المدرسة الواقعية الحركية في القرآن الكريم، وهكذا هي الدعوة إلى الحياة به، ومع حاجتنا الماسة لهذا الإسقاط ولهذا الفهم الحركي لقرآننا، نحتاج أيضا لغيره من التفاسير،التي في اختلافها في منهجها منفعة أيضا وخير، نحتاج أن نُبحِر في قرآننا مع كل عالم عرف قيمة ومعنى أن يفسّر القرآن وأن نعيش بتفسيره مع روحه لا مع الجسد وحسب، نحتاج أن نتدبّر وأن نسال الله أن ينوّرنا بالفهم،وقد يسّر سبحانه القرآن للذكر، وعسى الواحد منا يكون المدّكر... وأيضا نحتاج لمن نهج نهج سيد قطب في معرفة إسقاطات القرآن وواقع القرآن فينا، وهم اليوم على دربه في هذه المدرسة.

أما الآيات الأخيرة عن بني إسرائيل، فالتفسير الحركي فيها يأتينا بإسقاطات نعايشها في مجال الدعوة، ونعرفها في طريقها الوعرة، ونعرف حماسة الناس التي مع الزمن ومع التجربة تعلمك أنها الحماسة التي لا تدعو للتصديق الكلي إلا بعد رؤية العمل على الأرض، إلا بعد رؤية ذلك المتحمس ومدى صبره، ومدى ثباته أمام الرياح المختلفة التي تعرض له .

أسكن الله سيد قطب الفردوس الأعلى من الجنة وجعله رفيق المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها، ونوّر الله دروبنا بالقرآن وبفهمه للعيش به، وعلمنا حركته في حياتنا كما يحب الله لهذه الحركة أن تكون . وجزاك الله خيرا كثيرا يا هادية وبارك فيك ونفع بك .ويبقى الظلال ظلال وارفة أتفيؤها في كل حين، وأنا أشعر وكأن سيد رحمه الله قد عبّر عن حالي في ظلال القرآن في مقدمته الأثيييييرة إلى قلبي، فلا أجد لموضوعي على المنتدى كلما تفيأت تلك الظلال  من عنوان أليق من عنوان سيد قطب "في ظلال القرآن"  emo (30):
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-17, 11:22:23
بوركت يا اسماء

ولا استطيع الا ان اعبر عن اختلافي مع جواد، ورأيي في خطأ قياساته واسقاطاته

انا ارى ان ما تمر به مصر الان ليس شبيها بقصة طالوت ابدا... بل هو شبيه بعهد سيدنا يوسف عليه السلام.. الذي قال: "اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم"
لقد تصدى سيدنا يوسف لولاية أمور مصر، تحت ظل ملك مشرك، وكان الشعب غير موحد.. فبدأ بتنظيم اقواتهم وطعامهم ليكفيهم حاجاتهم.. ولما رأوا شفقته عليهم وحسن تدبيره لهم، وعدله فيهم، كان هذا خير دعوة للدخول في دين الله افواجا
ثم عم خير مصر على ما جاورها من بلاد وشعوب، حتى صار اهلها يأتونها ليأخذوا منها ميرتهم

ان اعتقاد ان الشعب المصري بكافة اطيافه شعب مؤمن مستعد لخوض الصعاب وتحمل الجوع والفقر والعطش من اجل نصرة شعوب اسلامية اخرى، وبالتالي فالخلل في القيادة التي لا تقوده نحو هذا الجهاد..
او اعتقاد ان الرئيس الاخواني هو الان صاحب السلطة الاعلى في مصر، وبالتالي فهو مقصر في عدم السير بها نحو نصرة الاسلام والمسلمين.. متجاهلين سلطة جهاز امن الدولة والجيش والسيطرة الخارجية المحكمة..
هو رؤية خيالية منفصلة عن الواقع
هذا لا يعني عدم وجود اخطاء
لكنني اتحدث عن الصورة العامة الشاملة..

القرآن الكريم
وقصص الانبياء
وسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
مليئة بالقصص والعبر التي توضح لنا سنن الله تعالى في خلقه

المهم ان نحسن اختيار الدرس الملائم للواقع.. واكتشاف السنة المنطبقة على مرحلتنا .. لان خطأ القراءة هنا وخطأ الاعتبار يبعدنا عن هدفنا ولا يقربنا منه

والله اعلم

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2013-05-17, 19:03:29
لم أتم قراءة الموضوع بل لم أغادر بعد صفحته الأولى ولكن أود إضافة هذه المعلومة

منقول

إنما الحياة عقيدة وجهاد
Like This Page · April 11

رسالة بخط الأستاذ محمد قطب حفظه الله يوضّح فيها الكتب التي نصح الأستاذ سيد قطب رحمه الله بعدم قراءتها، وهي ما كتبه قبل كتاب "في ظلال القرآن"، ومنها كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام".
((يرجى النشر والمشاركة للأهميّة))

النص:

الأخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الهرفي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتني عن كتاب " العدالة الاجتماعية " فأخبرك أن هذا أول كتاب ألفه بعد أن كانت اهتماماته في السابق متجهة إلى الأدب والنقد الأدبي وهذا الكتاب لا يمثل فكره بعد أن نضج تفكيره وصار بحول الله أرسخ قدماً في الإسلام . وهو لم يوصِ بقراءته إنما الكتب التي أوصى بقراءتها قبيل وفاته هي الظلال ( وبصفة خاصة الأجزاء الإثنا عشرة الأولى المعادة المنقحة وهي آخر ما كتب من الظلال على وجه التقريب وحرص على أن يودعها فكره كله ) معالم في الطريق ( ومعظمه مأخوذ من الظلال مع إضافة فصول جديدة ) و"هذا الدين" "والمستقبل" "لهذا الدين" ، "خصائص التصور الإسلامي" ، ومقومات التصور الإسلامي ( وهو الكتاب الذي نشر بعد وفاته ) "والإسلام ومشكلات الحضارة" ، أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظلال ، ومن بينها " العدالة الاجتماعية ".
أما كتاب "لماذا أعدموني " فهو ليس كتاب إنما هو محاضر التحقيق التي أجريت معه في السجن الحربي ، حذفت منها الأسئلة التي وجهها إليه المحقق وبقيت الأجوبة ، وقد استخرجها محمد حسنين هيكل من ملفات السجن وباعها لجريدة الشرق الأوسط فنشرتها في جريدة المسلمون مجزأة ثم نشرتها في صورة كتاب ، ولما كنا لم نطلع على أصولها فلا نستطيع أن نحكم على مدى صحتها ومن المؤكد أنهم حذفوا منها ما يختص بالتعذيب (وقد اعترفت الجريدة بذلك) أما الباقي فيحتمل صدوره عنه ولكن لا يمكن القطع بذلك وفضلاً عن ذلك فهذه التحقيقات كلها كانت تجري في ظل التعذيب .
هذا جواب ما سألتني عنه . وبالله التوفيق .

محمد قطب
Unlike ·  · Share


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=5821.0;attach=10661;image)
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2013-05-17, 19:07:25
كما ترون من الرسالة أن  سيد قطب رحمه الله قام بتنقيح الأجزاء الـ 12 الأولى من الظلال فلعل الاختلاف بين النسخة الورقية عند أسماء والنسخة الالكترونية يرجع مثلا إلى أن الورقية مأخوذة عن الظلال قبل التنقيح

العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-05-17, 21:52:57
أنا عندي ورقية كيف أعرف أي النسخ هي؟
العنوان: رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2013-05-18, 02:48:44

لا أدري يا زينب ربما بمقارنة الورقية بالالكترونية كلما كان هناك موضع عليه مآخذ