أيامنا الحلوة

الساحة الإسلامية => :: قرآن ربي :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-06-20, 11:15:36

العنوان: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-06-20, 11:15:36
بسم الله الرحمن الرحيم

أحببت أن أخصص هذا الموضوع لما أجده نافعا من صفحات الكتب، أو من على مواقع الأنترنت لتدبّرنا القرآن الكريم، وذلك حتى نعرف قيمة التدبر من جهة، وحتى نعزز في أنفسنا معنى تدبر آيات قرآننا العظيم، ومن ثمّ العمل به، والعيش به،وحتى لا نبقى في دائرة القراءة المجردة، أو الحفظ المجرد. هنا سأضع بإذن الله تعالى ما يرشدنا إلى أهمية التدبر، وإلى طرق التدبر . أسأل الله تعالى النفع لي ولكم .
العنوان: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-06-20, 11:18:21
أبدأ بهذا الفيديو القصير والمهم، تابعوه بارك الله فيكم وهو عن الضوابط التي يجب أن نعرفها قبل خوضنا تدبر القرآن .

قبل أن تبدأ بالتدبر.. اعرف الضوابط | د.محمد الربيعة (http://www.youtube.com/watch?v=EE46Y3zMyBw#)

وهذا فيديو عن بداية طريق التدبر

كيف تبدأ طريقك نحو التدبر؟ | د.محمد الربيعة (http://www.youtube.com/watch?v=LREondA-TFc#)
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2013-06-20, 15:27:48
ونعم التخصيص يا فراشتنا

جميل فعلا ومفيد بارك الله لك
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-06-20, 18:39:02
أهلا بك يا سيفتاب، تسعدني متابعتك  . ولك بارك الله  emo (30):

---------------------------------

تحب أن تتدبر القرآن، ولكن عندما تقرأ القرآن تنشغل، ينشغل قلبك، ينشغل عقلك، تنشغل جوارحك ... كيف سيتأتى لك التدبر وأنت على هذه الحال ؟؟

تريد أن تعرف موانع التدبر؟ ما يحول بينك وبين تدبر قرآننا العظيم ... تابعوا إخوتي هذا الفيديو المفيد عن موانع التدبر

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=iKbORPLbboE#at=477 (http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=iKbORPLbboE#at=477)

العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-06-26, 18:20:04
عاشوا بالقرآن وللقرآن

د.فريد الأنصاري   

لقد أجمع العلماء والدعاة على أن هذا الدين - كتابًا وسنةً - مِنْهَاجُ حياة.

وإنه لن يكون كذلك في واقع الناس، أفرادًا وجماعات ومؤسسات إلا باتخاذه مَشْرُوعَ حَيَاةٍ، تُفْنَى في سبيله الأعمار.

وهذه قضية منهجية أساسٌ لتلقي موازينه الربانية، والتخلق بحقائقه الإيمانية؛ حتى يصبح هو الفضاء المهيمن على حياة المسلم كلِّها دِينًا ودُنْيًا.

إن هذا الهدف العظيم لا يمكن أن يتحقق للإنسان، إلا بعقد العزم على الدخول في مجاهَدات ومكابَدات مستمرة للتحقق بمنازل القرآن ومقاصده التعبدية، من الاعتقاد إلى التشريع، إلى مكارم الأخلاق وأشواق السلوك، سيرًا بمسلك التلقي لحقائق القرآن الإيمانية، والمكابدةِ الجَاهِدَةِ لتكاليفها الشرعية، والسير إلى الله من خلال مِعراجها العالي الرفيع.

 ثم تتبع آيات القرآن، من أوله إلى آخره، آيةً آيةً؛ حتى يختم كتاب الله على ذلك المنهاج.

وإننا لَنَعْلَمُ أن الكمال في هذه الغاية هو مما تفنى دونه الأعمار، ولكن ذلك لا يلغي المقاربة والتسديد، وإن أحق ما توهب له الأعمار كتاب الله.

وفي مَثَلٍ بليغ حق بليغ: أن نملة انطلقت في طريقها، عاقدةً عزيمتَها على حج بيت الله من أقصى الأرض! فقيل لها: "كيف تدركين الحجَّ وإنما أنت نملة؟ إنَّكِ ستموتين قَطْعًا قبل الوصول!" قالت: "إذن أموت على تلك الطريق".

وإنَّ القرآن لهو بحق مشروع العمر، وبرنامج العبد في سيره إلى الله حتى يلقى الله.

وما كان تنجيم القرآن، وتصريف آياته على مدى ثلاث وعشرين سنةً، إلا خدمةً لهذا المقصد الرباني الحكيم.

ولقد استغرقَ القرآنُ عُمْرَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأعمارَ صحابته الكرام جميعًا، فكان منهم مَن قَضَى نَحْبَه قبل تمام نزوله، ومنهم مَنْ لم يزل ينتظر، حتى جاهد به على تمامه في الآفاق بَقِيَّةَ عمره، إلى أن توفاه الله.

لقد عاشوا بالقرآن وللقرآن، وما بدلوا تبديلًا، فكانوا هم الأحق بلقب: "جيل القرآن"، أو "أمة القرآن".

لقد كان الواحد منهم إذا تلقى الآية أو الآيتين أو الثلاث.. يَبِيت الليالي يكابدها، قائمًا بين يدي ربه - عز وجل - متبتلًا يبكي ضعفه تجاه حقوقها، وبُعْدَ المسافة بينه وبين مقامها، فلا يزال كذلك مستمرًّا في صِدْقِهِ الصَّافِي ونشيجه الدامي؛ حتى يفتح الله له من بركاتها، ما يرفعه عنده ويزكيه، فإذا كان النَّهَارُ انطلقَ مجاهدًا بها نَفْسَهُ، في أمورِ مَعَاشِهِ ومَعَادِهِ، وداعيًا بها إلى الله مُعَلِّمًا ومُرَبِّيًا، أو مقاتلًا عليها عدوًا، شاهدًا عليه أو مستشهدًا.

ولم يكن ينـزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من القرآن آيٌ جديد؛ حتى  يكون الآيُ السابق قد ارتفعت له في نفوس أصحابه أسوارٌ عالية وحصونٌ، على قَصْدِ بناء عُمْرَانِ الروح العظيم، الذي بِلَبِنَاتِهِ الفردية ارتفع صَرْحُ الأمة وتألَّف.

ولم يزل التابعون وأتباعهم على هذا المنهاج القرآني، في التربية والدعوة والجهاد؛ حتى فَتَحَ الله لهم الأرض، ومَكَّنَ لهم فيها قرونًا.

إنَّ الدخول الجماعي المؤلَّف مِن المؤمنين الربانيين، في هذا المشروع القرآني العُمْرِيِّ، هو أساس تجديد الدين، واستنبات جيل الفتح المبين.

وإن أغلب أفراد أمة الإسلامية في شغل شاغل عن هذا المنهاج.

ولقد سجلنا في غير ما ورقة وكتابٍ، تشخيصَنا لأزمة العمل الإسلامي المعاصر، وبيانًا لانحرافه عن الميزان الشرعي لمسلك الوحي، برنامجًا ومنهاجًا، ومخالفته لمراتب الأولويات الدعوية، كما هي مقررة في الكتاب والسنة.

إننا في حاجة إلى الدخول في ابتلاءات الآيات القرآنية والكلمات الربانية؛ تلقيًا لحقائقها الإيمانية، ومكابدة لهداها المنهاجي؛ حتى يُشَاهِدَ كُلٌّ منا عبوديتَه لله خالصة نقية، ويَشْهَدَ عبوديتهُ له تعالى، على أتم ما يكون الوقوف على باب الخدمة والطاعة.

إن الأمة اليوم في حاجة ماسة إلى مَن يُبَلِّغُهَا هذه الرسالات، على سبيل التجديد لدينها، والخروج بها من أزمتها، وتوثيق صلتها بكتاب ربها؛ عسى أن تعود إلى احتلال موقعها، من شهادتها على الناس كل الناس، على منهاج النبوة الحق، ووظائفها الكبرى: تلاوةً للآيات بمنهج التلقي، وتزكيةً للنفوس بمنهج التدبر، وتَعَلُّمًا وتعليمًا للكتاب والحكمة بمنهج التدارس.

وإن يقيننا راسخٌ في أن الانخراط العملي الصادق المخلص في هذا المنهاج؛ يجعل الأمة تترقى بمدارج العلم بالله، والتعرف إلى مقامه العظيم؛ ما يجعلها تستأنف حياتها الإسلامية، على وزان جيل القرآن الأول: الصحابة الكرام. وإن ذلك لهو السبيل الأساس لتحرير الأمة من الأهواء والأعداء.

وإن يقيننا راسخ في أن أول من سيخضع لعمليات هذا المنهاج القرآني، وجراحته العميقة هو حامل رسالاته أولًا، فنور القرآن لا يمتد شعاعه إلى الآخرين؛ إلا باشتعال قلب حامل كلماته، وتوهجه بحقائقه الإيمانية الملتهبة.

المصدر: مقالة هذه رسالات القرآن فمن يتلقاها ـ الرسالة الأولى: في تحديد الوجهة

http://www.tadabbor.com/article.php?id=114 (http://www.tadabbor.com/article.php?id=114)
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: رحيمة في 2013-06-27, 12:58:22
رائع الفيديو الذي يتكلم فيه الشيخ عن ضوابط التدبر...

~ أعجبني قوله عن القارئ أنه يجب أن لا نتوقف عند معاني اللغة و جمالياتها بل نتعدى ذلك إلى المقاصد... فعلا..

مع أنه جماليات اللغة و خصوبة المعاني و معجزات الحرف و الكلمة تجعلنا نقبل أكثر على القرءآن ولا نملّ من التدبر ..
لكن ربما ما قصده هو أنه لا يكون التدبر كاملا إذا ما نجحنا في الورود إلى ما خلف اللغة..

..~ لا أكاد أصدق إنه في هيئة عاااالمية لتدبر القرءآن الكريم... سبحان الله... و الحمد لله ...
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: رحيمة في 2013-06-27, 13:02:34
و لو ممكن عندي اقتراح ... لا أدري إن تم تطبيقه في موضوع  منفصل في المنتدى... لكن لم لا نخصص صفحة لتدبرنا نحن.. يعني نتواصل مع بعض و نسأل بعض و نتشارك في ما نجده من تدبراتنا الخاصة... و يبقى موضوعك هنا لما جاء به المشايخ و العلماء... و احنا في موضوع منفصل... ما رأيك أسماء؟
لو تم من قبل أخبروني عن مكان الموضوع عشان اجده و ما يصير في تكرير لنفس الموضوع..
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-06-27, 21:52:59
أهلا بك يا رحيمة . أكتب من الجوال،لذلك لا يسعني أن أفصل.فقط عن موضوع التدبرات الخاصة نعم كنت قد فتحت موضوعا لهذا تجدينه بساحة ساعة حلوة لقلبك بعنوان"في ظلال القرآن".هذا ولي عودة يا رحيمة بإذن الله من الحاسوب:) جزيت خيرا أختاه.
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-06-28, 00:21:45
Asma, I need to find time to read all of these. Jazaki Allaho 5ayran :)
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: رحيمة في 2013-06-29, 19:45:25
أهلا بك يا رحيمة . أكتب من الجوال،لذلك لا يسعني أن أفصل.فقط عن موضوع التدبرات الخاصة نعم كنت قد فتحت موضوعا لهذا تجدينه بساحة ساعة حلوة لقلبك بعنوان"في ظلال القرآن".هذا ولي عودة يا رحيمة بإذن الله من الحاسوب:) جزيت خيرا أختاه.
ماشاااااء الله تبارك الله... سأذهب إليه.... الله يفتح عليك أسمــاء~
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-15, 09:58:22
مضى وقت طويل منذ آخر مشاركة في هذا الموضوع... سأحاول بعون الله وضع الجديد من خلال مطالعات في هذا الموضوع...
--------------

نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، لغة القرآن العظيم، لغة أهل الجنة ...
وليت شعري أين تقدير أهلها لها ؟! وهي التي شرفت أن كانت لغة آخر كتب الله تعالى نزولا، وأتمّها،والذي حفظه الله بحفظه ...

هذا اللسان العربي، تنقسم فيه الحروف إلى قسمين: حروف مباني، وحروف معاني

فأما حروف المباني: فهي الحروف التي بها تبنى الكلمات، من مثل الميم "م" من محمد، والراء"ر" من قرآن ....وبهذه الحروف تتكون الكلمات، التي تكوّن بدورها الجمل، ومن الجمل تتكون الآيات الكريمة.

وأما حروف المعاني: فهي التي تربط بين الكلمات لتعطي دلالة معينة يقصدها المتحدث،وفي القرآن ذلك من مثل "الباء" في "بسم الله" والتي تعني الاستعانة بالله، ومن مثل "اللام" في "يريدون ليطفؤوا"، ودلالة حرف "على" على الظرفية في قوله سبحانه : "ودخل المدينة على حين غفلة ".

فحروف المباني تكوّن الكلمات، وحروف المعاني تربط بين هذه الكلمات، والكلمات تكون الجمل، ومن الجمل يتكون الكلام التام .وهذا ما ينطبق على كلام الله تعالى، حروف مباني، تكون الكلمات، والكلمات ترتبط بعضها ببعض بحروف المباني، لتوكن الجمل، والجمل تكون الآيات، وقد ارتبط كل هذا في كتاب الله تعالى على أدق وأكمل وجه ."الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1)" -هود-


العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-15, 16:15:30
ما شاء الله لغتنا العربية غنية جدا للاسف كل هذا لم يدرس في المناهج  sad:(
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-16, 08:56:19
ما شاء الله لغتنا العربية غنية جدا للاسف كل هذا لم يدرس في المناهج  sad:(


طبعا يا أسماء هي أثرى اللغات على الإطلاق. لغة القرآن الكريم. أما مناهجنا فلم تهتم بعلاقة اللغة بالقرآن وببلاغة القرآن بالشكل المطلوب.

العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-16, 08:57:45
وفي باب تدبر القرآن ، ينصح أول ما ينصح، وكخطوة أولى ضرورية ولا مناص منها بضرورة الاطلاع على أقوال السلف في تفسير القرآن من صحابة وتابعين وأئمة التابعين.
---------------

قول السلف في تفسير القرآن الكريم ...
تفاسير السلف...
لكم يتجرأ المتجرؤون من المحدثين، ومن أهل هذا العصر، فيصفون تفاسير السلف بالتي عفا عليها الزمن، أو إن تأدبوا وتهذبوا قالوا أنّ لها ما لها وعليها الكثير مما عليها ....

وراحوا ينادون ويتنادون بنشر هذا الكلام وما شابهه، حتى انتشر بين أجيال الأمة اليوم تسفيه هذه التفاسير، والنظر لها على أنها القديم الذي لا يجب تقديسه، وكأن مَن عرف كنوزها وخبرها بما فقِه من أسرار اللغة و تيسر له فهمه لأسلوبهم القديم الذي يصفه المحدثون بالصعب.... كأن هؤلاء أصبحوا عَبَدة للسلف وتفاسيرهم مخلصين لهم الدين !!

وفات هؤلاء(المتجرؤون) أنّ قلة فهمهم للغة ولأسلوب ما أراده القدماء، أدى بهم لنبذ ما كتبوه، أو لوصمه بما ليس فيه، فكان العطب في قلة فهمهم لكلامهم وليس في كلامهم ذاته، كما فاتهم أنه مجهود بشري لا يخلو من خلل بشري يدعو لأن يؤخذ منه ما يؤخذ، ويرد منه ما يرد، ولكن وفق أسس وقواعد نقد علمية بناءة، لا الدعوة لنبذه إجمالا وتفصيلا لا معنى له إلا شمولية الحكم الجائر التي لا تقنع عاقلا متدبرا، مترويا، مستخدما لعقله،باحثا عن الحقيقة ....

وعلى هذا أحب أن أذكر لفتة كريمة لأحد الأساتذة في محاضرة له عنيت بالمنهجية في قراءة كتب أهل العلم، إذ أشار إلى أن طالب العلم قبل أن يقرأ في كتب التفسير المتنوعة، من المهم له والأولى به أن يطالع قول السلف في التفسير، يعلل لذلك بقوله :
"من المتقرر عند أهل العلم بعامة أنه لا يجوز أن يُعتقد أن صوابا في مسألة من مسائل التفسير يُحجب عن الصحابة والتابعين، ويُدرك هذا الصواب من بعدهم، لأنهم هم الذين نزل عليهم التنزيل، فنقلوه إلى من بعدهم، فكل تفسير يضاد، -وهنا يؤكد على "يضاد" وليس "يخالف"- تفسير السلف فإنه قطعا غلط، لأنه لا يجوز أن يعتقد أنه ثمة صواب في التفسير يحجب عن سلف هذه الأمة،كما لا يجوز أن يظن أن كلمة من القرآن جهلها الصحابة وأدركها مَن بعدهم،أي فسرها الصحابة بأمر، ويأتي من بعدهم ليفسرها تفسيرا مضادا، وهنا يركز على "مضاد"... انتهى قول الأستاذ صالح بن عبد العزيز.

وإنى لأرى هذا جليا، ليس في مضمار الإعجاز العلمي الذي علمه المتقدمون، ولكن في مجال فهم المبنى اللغوي، والمعنى العام للمراد من الكلمات والآية...

وعلى هذا وجب ألا نقلل من قيمة رأي السلف وهُم من تنزّل عليهم القرآن، بل وهُم كانوا أول وأكثر من طبق القرآن عملا على الأرض... ولا يجوز بأي حال أن نسفّه ما تركه القدماء من أئمة التابعين، إذ إنّ هذا لمن دواعي حرماننا من كنز عظيم يذهب عنا خيره إذا ما تشدقنا بما لسنا له أهلا.... فلنقرأ أولا، ولنحاول الفهم، قبل أن ننضم إلى زمرة الداعين للبعد عن كلام القدماء والسلف أولئك الذين عاشوا بالقرآن حياة، ولم يكونوا قراء لحروفه كما هو حالنا اليوم ....
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: Asma في 2013-11-16, 20:06:51
سلام عليكم استاذتي
اود ان استفسر منكي عن عن الكتب التي نستطيع ان نطلع من خلالها على تفسير السلف الصالح
شئ اخر استاذتي اود ان اطرحه اين هي اجتهادات العلماء في التفاسير و ماذا عن الاعجاز العلمي كيف يمكن ان نجاوب من يسال هكذا اسئله كقول احدهم ان الاعجاز العلمي يتماشى مع التطورات التي نراها اليوم.
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-17, 10:02:38
سلام عليكم استاذتي
اود ان استفسر منكي عن عن الكتب التي نستطيع ان نطلع من خلالها على تفسير السلف الصالح
شئ اخر استاذتي اود ان اطرحه اين هي اجتهادات العلماء في التفاسير و ماذا عن الاعجاز العلمي كيف يمكن ان نجاوب من يسال هكذا اسئله كقول احدهم ان الاعجاز العلمي يتماشى مع التطورات التي نراها اليوم.

فيما يخص كتب التفسير التي فيها من كلام السلف في التفسير، فتسمى كتب التفسير بالمأثور، ومن أحسنها يا أسماء:
** تفسير الطبري (جامع البيان)
**تفسير ابن كثير
**تفسير الدر المنثور في التفسير بالأمثور للسيوطي.

بخصوص سؤالك الثاني يا أسماء فإن كنت تقصدين كتب التفاسير فهي كثيرة وموجودة ومتنوعة بتنوع تخصصها يعني نفاسير بالمأثور كما ذكرنا، وتفاسير تركز على الناحية اللغوية والبلاغية من مثل تفسير ابن عاشور، وغيرها...

أما الإعجاز العلمي فله متخصصوه أيضا في المجالات العلمية المختلفة، ثم يجدون في القرآن ما يؤيد نظرية بين النظريات أو نتيجة علمية بين النتائج، ولكن طبعا هذا المجال دقيق ويجب أن يؤخذ منه ما يكون دقيقا بحيث لا يجب أن يكون التركيز وكأن القرآن كتاب علمي جاء ليكشف أسرار الكون... فالعلم له نظريات، بين الحين والحين تفند وترفض لتأتي مكانها فرضيات أخرى، ونتائج جديدة، فلا يعني ذلك مثلا أن نؤيد بالآية اليوم، ليختلف الأمر غدا... القرآن يحوي إعجازات في مجالات مختلفة ولكن لا يجب أن يؤخذ على أنه كتاب علمي .
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-17, 11:25:33
في موضوع التدبر، أقٍرأ هذه الأيام كتابا قيما عن مراحل ثمان لطالب فهم القرآن..
وسأحاول كتابة زبدة ما فهمته، مع ما يذكّرني به مفهومها من مفاهيم أخرى .

والمرحلة الأولى هي : الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته رضوان الله عليهم وأئمة التابعين في الآيات، سواء ما تعلق بفضائل السور أو أسباب النزل أو التفسير
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-17, 11:27:29
خلل كبير أن نقرأ القرآن، ونبحث عن فهم القرآن في التفاسير المختلفة، ونسعى لأن نحيا بالقرآن تدبرا وفهما من أجل العمل، ونكون مع هذا جاهلين بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نعرف عن حياته وتفاصيلها... !
خلل كبير أن نبحث في القرآن وفهمه ونغفل عن السيرة .... ولا أرى إلا أن دراسة كليهما خطان متلاقيان كل التلاقي ليفهم القرآن كما أراده الله تعالى منهجا للحياة...

ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما وصفته عائشة رضي الله عنها، "كان قرآنا يمشي على الأرض"، وصنع بذلك رجالا كانوا القرآن يمشون على الأرض ....

فكان أول من يجب أخذ معاني القرآن عنه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(64) -النحل-

يقول الإمام الشافعي: "كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن".

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "يجب أن يُعلم أن النبي بين لأصحابه معاني القرآن كما بيّن لهم ألفاظه، فقوله تعالى:"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44) -النحل- يتناول هذا وهذا "

وفي أخذ تفسير القرآن وفهم معانيه ومراميه من رسول الله صلى الله عليه وسلم طرق ثلاثة:
أولا: الأخذ المباشر عنه صلى الله عليه وسلم أي ببيان مباشر منه، من مثل قوله "الكوثر نهر اعطاني الله إياه في الجنة" فكان بيانا مباشرا منه لمعنى "إنا أعطيناك الكوثر"... ومن مثل تفسيره لأصحابه معنى الظلم في قوله سبحانه "الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ(82)" -الأنعام-، لما قدم عليه الصحابة مستفسرين وهم يقولون ما منا إلا وقد ظلم، فأجابهم صلى الله عليه وسلم بقوله: "ألم تقرؤوا قول الرجل الصالح : "يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" لقمان من الآية 13. ليتبين أن الظلم في هذه الآية قد عنى الله به الشرك .

ثانيا: الأخذ عن أعماله صلى الله عليه وسلم، فحينما علم الناس الصلاة فسر لهم عمليا معنى قوله تعالى : "وأقيموا الصلاة"، وفسر لهم عمليا إقامة حد الزنا ،وإقامة حد السرقة وغيرها .

ثالثا: الأخذ عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وقد وصفته أمنا عائشة رضي الله عنها بقولها :"كان خلقه القرآن"

بهذا يكون قد فسر صلى الله عليه وسلم القرآن بقوله وفعله وتقريره. فكيف يتأتى للمؤمن أن يفهم القرآن كما ينبغي أن يعيش به ويتخذه منهج حياة دون أن يعرف عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا القشور ولا العناوين، بل أدق التفاصيل ...؟!
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: زهراء في 2013-11-17, 19:39:48
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اود ان اقول ان قدر القران عطيم و يجب ان نعطيه قدره فالقران هو الدستور الاعظم للنجاح في الدنيا و الاخرة ويجب علينا قراءته اكثر من اي كتاب و لكن القراءة يجب ان تقرن بالتدبر فقد شبه احد الكتاب من يقرا القران دون تدبر كمن اعتق رقاب اناس لا رسالة لهم و من قرا القران بتدبر كمن اعتق نفسا ثمينة قد تاخذ بيد البشرية الى طريق النور و هذا لا ينفي ان قراء القران دون تدبر يزيدهم الله في ميزان حسناتهم و لكنهم يحرمون حلاوته التي كلما استقينا منها لا تنفد و الذي ذاق حلاوته فلا يستطيع العيش بدونها فاللهم اروقنا حلاوة القران و العيش بالقران .
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-18, 09:00:12
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اود ان اقول ان قدر القران عطيم و يجب ان نعطيه قدره فالقران هو الدستور الاعظم للنجاح في الدنيا و الاخرة ويجب علينا قراءته اكثر من اي كتاب و لكن القراءة يجب ان تقرن بالتدبر فقد شبه احد الكتاب من يقرا القران دون تدبر كمن اعتق رقاب اناس لا رسالة لهم و من قرا القران بتدبر كمن اعتق نفسا ثمينة قد تاخذ بيد البشرية الى طريق النور و هذا لا ينفي ان قراء القران دون تدبر يزيدهم الله في ميزان حسناتهم و لكنهم يحرمون حلاوته التي كلما استقينا منها لا تنفد و الذي ذاق حلاوته فلا يستطيع العيش بدونها فاللهم اروقنا حلاوة القران و العيش بالقران .

أهلا وسهلا ومرحبا بأختي الحبيبة زهرة  ::happy:نورت المنتدى يا زهروتة بارك الله فيك. سعيدة جدا بتواجدك بيننا  ::)smile:
يا جماعة زهرة أختي في الله قد جمعنا الله على حبه وعلى لقاءات فيه سبحانه وتعالى، وكانت الجمعية ملتقانا وما تزال، ليس من عهد بعيد، ولكنّ الأخوة في الله بميزان الصدق لا بميزان السبق . نسأل الله أن يديمها علينا نعمة.
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-18, 13:00:26
ودائما ومع المرحلة الأولى من مراحل التدبر،ونحن نتدرج فيمن يؤخذ عنهم تفسير القرآن الكريم، وقد عرفنا أول الأمر ضرورة الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآن نعرِض لمن يؤخذ عنهم بعده.
--------------
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(100)" -التوبة-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خيرُ أُمَّتِي قَرْنِي ، ثُمَّ الذين يَلُونَهُمْ ، ثمَّ الذين يَلُونَهُمْ - قال عِمْرانُ : فلَا أَدْرِي أذَكَرَ بعدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثلاثًا"-صحيح البخاري-

لا أجد أقوى من شهادة القرآن العظيم ومن بعده شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم حتى نعرف فضل هؤلاء الكرام المصطفين الذين اختارهم الله تعالى أصحابا لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعايشين للتنزيل نديّا ينزل عليهم من رب العزة، سببا بعد سبب، فكانوا يبيتون الليلة على خبر بين الأخبار، تشرق عليه شمس الغد وقد نزل فيه وفي صاحبه قول من الله تعالى يتلى إلى يوم القيامة...!!

أي شرف قد نالوه، وأية حُظوة، وأي خير عظيم !!
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه :
"أولئك أصحاب محمد كانوا أفضل هذه الأمة،أبرّها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلّها تكلّفا،قوم اختارهم الله لصحبة نبيّه وإقامة دينه،فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم"...

أبَعْد هذا كله مجال لأن ننكر ضرورة أخذ الدين عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد الأخذ عنه ؟
أبعد هذا لا تتبدّد غيوم الشك في أخذ تفسير القرآن الكريم عنهم فيما لا نجده في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وقد أعجبتني إجابة المجيب عن سؤال سُئِله : "هذه النصوص تدل على الفضل لا على العلم بالقرآن !"
فردّ قائلا : "إنّ العلم الحقّ بالقرآن هو رأس الفضائل ، فمن أدركه سبق سبْقا عظيما،ومن فاته سُبق سبقا بعيدا "...

ويشير شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه"مقدمة في أصول التفسير"، إلى ضرورة التدرج في أخذ تفسير القرآن الكريم، فبعد أن يذكر بحر رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاخر في علمه بالقرآن وعمله به، يذكر أصحابه الذين كانوا على أثر هداه، لا سيّما علماؤهم وكبراؤهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة...

فأما أعلم الأمة بالتفسير بعد هؤلاء العظماء فـ"ابن مسعود"، و"أبيّ بن كعب"، و"زيد بن ثابت" و"ابن عباس" رضي الله عنهم .

وأما مَن يلي كل هؤلاء في أخذ تفسير القرآن عنهم، -وكلهم ضمن تلكم الدائرة التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرنه وبمن يلونهم ثم بمن يلونهم-، فهم أئمة التابعين ومن أبرزهم مجاهد بن جبر،وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس،و الحسن البصريّ، وعطاء بن أبي رباح،وأبو العالية، وسعيد بن المسيّب، وقتادة والضحاك بن مُزاحم وغيرهم .

العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-19, 10:34:54
والآن نحاول معرفة الأوجه التي جاء عليها تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين للقرآن الكريم، نذكرها ها هنا وهي ثلاثة:

1- ما ورد في فضائل الآيات أو السور:

وقد صنّف العلماء في هذا الكثير نقلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أهم فوائد معرفة فضل الآية أو السورة معرفة قدرها عند الله تعالى، فليست أم القرآن كغيرها، وليست أواخر البقرة التي أعطيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى كغيرها...

2-ما ورد في أسابب النزول:

وسبب النزول هو ما نزلت الآية من أجله شريطة أن يوافق السبب وقت نزولها، ويشمل الحوادث التي صاحبت الذي نزل من القرآن، سواء كانت زمانية أو مكانية أو حالية أو عينية. فمثلا نزول سورة الفيل ليس سببها حادثة الفيل، بل إنّ السورة نزلت بعد حدوثها وللتذكير بها .

ومن أهم فوائد معرفة أسباب النزول:
** بيان أن القرآن نزل من الله تعالى، إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُسأل عن أمر فيتوقف، حتى ينزل عليه الوحي بشأنه فيجيب.
**بيان عناية الله سبحانه برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه من مثل قوله سبحانه : "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً(32)" -الفرقان-

**بيان عناية الله بعباده في تفريج كرباتهم وإرشادهم لما ييسر أمورهم، من مثل نزول آية التيمم .

**معرفة سبب النزول سبب في فهم الآية على وجهها الصحيح، فقوله تعالى : "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ(158)"-البقرة- فنفي الجُناح هنا ليس المراد منه بيان حكم أصل السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرونه من أمر الجاهلية، أما أصل الحكم فتبين من قوله تعالى : "من شعائر الله".

أما الوجه الثالث في المأثور عن تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأئمة التابعين للقرآن الكريم، فإنه يحتاج أن نفرد له حديثا وحده، لأنني قد رأيته يُجلي غامضا من الصورة التي دأب المشككون على نشرها حول تفاسير السلف،من غير نظر علمي أمين... وهو التفسير المسنَد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة التابعين، وفيه ضرورة الوقوف على أمرين اثنَيْن :
أولهما : النظر في طرق الرواية
ثانيهما : النظر في فهم الدراية.

فنفصل في المرة القادمة بإذن الله حول هذا الوجه .
العنوان: رد: تدبر القرآن طريق إلى العيش به...قواعد وإرشادات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-11-19, 13:00:03
ونعود للتفصيل في الوجه الثالث الذي بلغنا في مجال تفسير القرآن الكريم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأئمة التابعين، من بعد ما عرفنا ما أثِِر عنهم من فضائل الآيات والسور، ثم أسباب النزول وفوائد الإحاطة بها ...

الوجه الثالث هو التفسير المسنَد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة التابعين:
وفيه ضرورة الوقوف على أمرين اثنَيْن :
أولهما : النظر في طرق الرواية
ثانيهما : النظر في فهم الدراية.

يجدر بي هنا أن أعرّف نفسي وأنا أطالع في هذا المجال، وأحب أن أسبر أغواره، وأجدني أستفيد أيما فائدة من هذه المنهجية في الأخذ بالتفاسير، أنّ ما نقرأه في كتب التفسير من مثل "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير، و تفسير الطبري،فنقف على تلك العنعنات، فنجد أنفسنا كثيرا ما نحب تلافيها، وتعدّيها إلى الموضوع نفسه، إنما تلك هي هي ما يطلق عليه "أسانيد التفاسير"، والتي هي محور حديثنا هنا، وكيف كان التعامل معها... ومن أهمها وأشهرها طرق عن كل من ابن عباس وعن ابن مسعود، وعن أبيّ بن كعب.

والنظر في طرق الرواية يكون على على نوعين
1-آثار يُراد إثبات عموم معناها لا دقائق ألفاظها
2- آثار يراد منها الاحتجاج بها أو إثبات دقائق ألفاظها.

1-آثار يُراد إثبات عموم معناها لا دقائق ألفاظها: والإسناد هنا لا يُهتمّ به كما هو الشأن في علم الحديث، إذ إنّ كل علم له خصوصياته، يقول في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية : "معلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحم،ويُروى ليس لها أصلٌ (أي إسنادٌ) لأن الغالب عليها المراسيل"

ويُخلَص إلى أن العبرة عند المحررين في مجال التفسير بالمأثور في المعاني ودلالاتها، لذا فإنه يقبل المعنى الصحيح وإن كان الناقل ضعيفا...
كما أنّه من زبدة القول في عدم الاهتمام بالإسناد في مجال التفسير بالمأثور، أنّ التساهل مع أسانيد التفسير مردّه أن كثيرا من روايات التفسير روايات كتب،وليست روايات تلقين وحفظ،زيادة على أن التفسير له مقاييسه التي يُعرف بها، عدا مقاييس الجرح والتعديل التي تعرف في مجال الحديث مثلا،من بينها النظر في السياق والنظر في اللغة، والنظر في عادات القرآن، والنظر في السنة.

وفي ذلك أعجبني قول مُجمل شامل لصاحب كتاب "الأصول الثمان لطالب فهم القرآن" : "فمن المتقرر عند جميع أهل الفنون أن العلوم تختلف،فإثبات السنة النبوية وإلزام الناس بها ليس كإثبات اللغة،فاللغة تثبت بما لا يثبت به الحديث،وكذا الحال في التفسير فإنه يثبت بما لا يثبت به الحديث،والاعتماد على هذه الروايات جزء أصيل من منهجه لا ينفكّ عنه، ومن اطّرحها فقد مسخ علم التفسير".

ويُخلص إلى أن الاعتماد على منهج أهل الحديث في نقد الروايات لا يكون بالشكل التام الذي لا يليق بعلم التفسير بالمأثور، وقد يؤدي إلى إلغائه، بل يجب أن يُرجى الاستفادة منه بحيث لا يستغنى عنه بالكلية، ولا يعتمد عليه بالكلية، لأن نقد الرواية يكون له دور في حال لمس غرابة أو نكارة أو شذوذ في التفسير المروي.

ويُشهد للإمام ابن كثير فعله ذلك وعمله به، حين يعمَد إلى نقد النص المنقول، بتتبعه أسانيد المرويات عندما يجد شذوذا أو نكارة، بينما يروي ويذكر السند من غير نقد في حالات أخرى.

والآن نكون قد عرفنا في إطار "النظر في طرق الرواية" ما يراد منه إثبات عموم المعنى لا دقائق الألفاظ، وكيف هو الاختلاف بين طرق أهل الحديث وطرق علم التفسير في مجال الإسناد.

يبقى أن نتعرف إلى:
2- آثار يراد منها الاحتجاج بها أو إثبات دقائق ألفاظها
هنا يؤكَّد على ضرورة التمحيص والتدقيق، باعتماد طريقة أهل الحديث في النظر في الإسناد، ذلك أنه يوجد طرق مختلفة بألفاظ مختلفة للمنقول عنه التفسير من الصحابة مثلا في تفسير آية معينة، فإن كان المراد الوقوف على المعنى العام اكتُفي بالأخذ بالمعنى العام الوارد من الطرق مختلفة الألفاظ، أما إن كان المراد الاحتجاج بها، أو إثبات دقائق ألفاظها فهنا يجب الاعتماد على التمحيص والتدقيق ...

وسأذكر مثالا لنفهم المراد من هذا:

جاء في تفسير ابن عباس لقوله تعالى:"وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ " -من الآية 31 من النور-
في بعض الروايات عنه: "الزينة التي يبدينها لهؤلاء قرطاها وقلادتها وسوارها،فأما خلخالاها، ومعضداها، ونحرها، وشعرها، فإنه لا تبديه إلا لزوجها"

ومعناه أنه لا يجوز للمرأة أن تبدي شعر رأسها أمام أولادها،وهذا مشكِل، وهذه الروايات ونحوها تحتاج إلى دراسة حديثيّة متأنية، بمعنى النظر الدقيق في الإسناد .

وبعدما عرفنا عن نقطة "النظر في طرق الرواية"يبقى أن نفصل في نقطة : "النظر في فهم الدراية." المرة القادمة بإذن الله تعالى.