المحرر موضوع: ألغـــــــــــــــــــــــــــاز قرآنية  (زيارة 175995 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
من اولها حتى "إلا ما ذكيتم"؟

صحيح من أولها إلى "إلا ما ذكيتم" تمام
إذن فتفوزين بالجائزة بجدارة واقتدار يا هادية  ::cong: ::cong:  والكل فائز حقا بالمناسبة فهنيئا للجميع وفيما يلي هديتنا هذه المرة ...

أم عبد الله جميل جدا ما ذكرت من تلك الرحلة في رحاب القرآن ::)smile: هذا ما نريده، ووالله إنّ النفس لتستشعر راحتها بمجد أن تمسك به، فكيف وهي تجوب رحابه، وتطوف في حِماه ....
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

في الحقيقة سورة المائدة من السور الرائعة الرائعة، وهل يحقّ لي أن أصف سورة من القرآن بالرائعة؟ ، فكيف حال غيرها ؟! أهي الأقل روعة؟ أهي الأقل جمالا ؟!

حاشا وكلا .... بل كلها جمال ورونق، وبهاء، وعلم ، ونور، وشفاء وخير عظيم لا يضاهيه خير ...
وهكذا فعلا إخوتي وجدت حالي وأنا بين حنايا القرآن العظيم، وفي ظلاله الوارفة، وجدتني مع سورة البقرة أعايشها، وألامس لآلئها، وأتحسس جواهرها، وأملّي قلبي بنورها، وأسعد بمعايشتها ... بل إنني وأنا أنهي فترة مكوثي في رحابها من تدبّر وعيش، وكأنني أغادر حبيبا،غاليا، أعزّي نفسي بأنني الملازمة قراءتها كلما مررت بها في ختمة من الختمات، فكنت كلما عدت إليها وجدت الحنين والشوق والحب يغمرني، وهي التي تغدق كلما مررتَ بها....

ونزلت على آل عمران ضيفة،وأطلت المكوث، وفي قلبي حب عميق للبقرة، وأنس عظيم كان لي بها، وحلاوة ولذة ما بعدها لذة كنت أقضيها مع آياتها العظيمات، نزلت على آل عمران وأنا أحمل الحب الأول ولا أراني سأحبّ مثلما أحببت .... ولكنْ تُلقي المعجزة الإلهية العظيمة "القرآن" التي كانت معجزة محمد صلى الله عليه وسلم فكفت ووفت وزادت، تلقي بظلالها على نفسي فأجد الحب يتجدد، والتعلّق يتجدد، والنور يتجدّد وأجد الحبّ الأول وقد أضيف له حب ثان .... emo (30):

وهكذا من آل عمران إلى النساء، القصة ذاتها والحال ذاتها ..... وصولا إلى المائدة ....
يااااه يالهذه المائدة العظيمة ..... وأنا الآن على مشارف توديعها بعد مكوث دام طويلا .... نعم على مشارف الوداع وأنا أجهّز نفسي ليوم عظيم، إنه يوم الصفحة الأخيرة .... وأي صفحة أخيرة هي صفحة المائدة وما أدراك ما المائدة ..... emo (30):

تلك التي كنت كلما مررت بها قراءة أبكتني، أبكتني بكاء حب عظيم، بكاء إجلال، بكاء ذل أمام عظمة الله تعالى وجلاله وصدق أنبيائه وحُسن أدبهم مع ذي الجلال والإكرام ، بتقديرهم الله حقّ حقّ حقّ قدره فهم إذا سئلوا عرفوا كيف يجيبون، وإذا قال الله لهم عرفوا أنه علام الغيوب يقول ويسأل، فكيف يكون لهم مِن علم وهم في حضرة علام الغيوب، وكيف وهم الصادقون الصدّيقون الذين يعلمون أنه يعلم ما في أنفسهم ولا يعلمون ما في نفسه .....!!

كنت ومازلت تلك حالي مع صفحتك الأخيرة أيتها المائدة العظيمة .... يا كل إحسان..... كيف لا ؟ و: "لأنها عطية من قول العرب: ماد فلان فلانا يميده ميدا إذا أحسن إليه، فالمائدة على هذا القول، فاعلة من الميد بمعنى معطية"....!

هي المائدة إذن يا إخوان ....  emo (30):

فهي إذن سورة العقود، لورود الأمر بالوفاء بالعقود في أولها .....
فهل تعلمون أن اسمها أيضا   "سورة الأخيار"،ذلك أنّ الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمّونها سورة الأخيار أي الذين يوفون بالعهود .

وهل تعلمون أنها سورة مدنية إلا آية واحدة منها "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً".  -من الآية 3- نزلت ف يحجة الوداع .

وهل تعلمون أن في وقت نزولها روايات مختلفة، أغلبها القول بنزولها عام الحديبية (06 للهجرة) ، بعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إلى المدينة، وذلك بعد سورة "الممتحنة".

وهل تعلمون أن عائشة رضي الله عنها روت أنها من آخر ما نزل قال جبير بن نفير : دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت : هل تقرأ سورة " المائدة " ؟ فقلت : نعم ، فقالت : فإنها من آخر ما أنزل الله ، فما وجدتم فيها من حلال فأحلّوه وما وجدتم فيها من حرام فحرّموه.

وعن تركيباتها البلاغية المعجزة تأملوا معي هذا الذي قيل في آياتها الأولى:

ذكروا عن أصحاب الفيلسوف الكندي إذ قالوا له: "أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن، فقال: نعم، أعمل مثل بعضه، فاحتجب أياماً كثيرة ثم خرج فقال: والله ما أقدر، ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو قد نطق بالوفاء، ونهى عن النكث، وحلل تحليلاً عاماً، ثم استثنى استثناء، ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في إجلاد (أي مجلدات) !  emo (30):

-------------------------------------------------------------------

والمائدة حينما نتأمل فموضوعها وجوّها كله حول الوفاء بالعقود، وفيها تربية ربانية راقية لأسس المجتمع الإسلامي وخصائص حضارته، كما جاء في ذلك وفي خصائصها الحضارية كتاب بعنوان : "خصائص الأمة الإسلامية الحضارية كما تبينها سورة المائدة" لمؤلفه عبد الرحمن النجدي...

فيها ستة عشر نداء بـ "يا أيها الذين آمنوا"، فيها كلها أوامر ونواهٍ للمؤمنين تؤسس لمجتمع قوامه الوفاء بالعهود، هو مجتمع الأخيار، مجتمع خير أمة أخرجت للناس، فيها كيف يتدرّج الله سبحانه مع نفس المؤمن، فيريده مؤمنا موفيا بعهوده، وهي عهده مع الله تعالى وعهده مع نفسه وعهده مع الناس، وكلها تنبثق عن عقد هو بين الله وعبده الذي أقر أنه به مؤمن، فكان بإقراره بإيمانه بالله ربا ملزَما أن يوفي بشروط ذلك العقد الذي طرفُه الأعلى هو الله سبحانه وتعالى الذي لا يخلف الميعاد ولا يخلف عهده ....

وهذا المؤمن الذي يوفي بعهوده هذه، مؤمن يؤمر أن يعظم شعائر الله، وأن يعرف لها حرمتها على الوجه الأكمل لا على الوجه الذي كان مشوّها في جاهلية أبقت على جلال المكان وأحاطته بخرافاتها.... مؤمن يحلّ له الله ما يحلّ لجسمه لإشباع غريزة جوعه، في حدود من طيبات أحلها، ومحرمات حرمها، وأنه ما أحل للمؤمنين إلا الطيبات، وما بقي محرما فخبيث لا يرقى أن يكون للمؤمن غذاء .... نعم يشبعه، يطعمه من جوع، أولا لأن مؤمنا جوعانا مؤمن همّه بطنه، همّه جوعه، همّه ما يسدّ رمقه ورمق عياله .... -ولننظر لمجتمعاتنا وهي التي لم تعد تأكل مما تزرع !-

ثم يشبع غريزة فيه خلقه الله عليها بحدود ...بطرق بيّنها، فأحل له المحصنات ، المحصنات، تأملوا كيف أنهنّ حتى من المؤمنات محصنات ولسن أي مؤمنات! ليحصنّهم، ويحفظنَهم ...وهو ذا مشبع الغرائز بما حدد الله له من طيب غير خبيث، يتوجّه إلى روحه ليمنحها الغذاء كما منح جسمه الغذاء.... ولبى حاجته البشرية ....
يعدّه للقاء روحي عظيم ليس أعظم منه لقاء، لقاء ربه بصلواته، فيعلّمه التطهر للارتقاء، يعلّمه أن يطهر جسده وهو يتوجه لتطهير روحه ...فإذا المؤمن طاهر ظاهرا وباطنا ....

وهذا المؤمن الآن... المُشبع جسدا وروحا ... بما أحل الله وبما يحب الله، كيف لا يكون مؤهلا لأن يؤمر بأن يكون قوّاما لله، كما ينبغي أن يقوم لله، شاهدا بالقسط، بالعدل، عادلا فلا يجور ولا يظلم ، فرد عادل، لإقامة مجتمع عادل....فإذا اهتماماته قد خرجت الآن من دائرة نفسه إلى دائرة غيره ...إلى مجتمعه ...إنه الفرد الذي يؤهل لأن يؤسس المجتمع القويم، المجتمع الراقي، المجتمع العادل ....

وفي خلال هذا وذاك، ها هو العلي القدير العظيم، يذكر  هذا المؤمن بنعمه عليه بأن كف أيدي المريدين سوءا به عنه...كيف دفع المشركين عن رسوله صلى الله عليه وسلم بالرعب يلقى في قلوبهم، بالعزة في وجوه المؤمنين، إنه يذكره بنعمة العزة وكيف كان جزاء من صدق الله، كيف أرعب أعداءه منه، إنه يذكره بعزة المؤمن وهي تلقي بظلال القوة والمنعة .... ليعلّمه أن يكون عزيزا وأن يعدّ لهذه النعمة نفسه ...وتأتيه دروس وأمثلة من ناس نقضوا ما عاهدوا الله عليه فباؤوا بالخسار والبوار، وحتى لا يكون المؤمن على نهجهم .... ليعدّه، ليؤهله أنما سبيل عزته تقوى الله وابتغاء الوسيلة إليه والجهاد في سبيله ....

وكل ما ذكرت يا إخوتي  لو تتأملون هي انتقالات من الله عز وجل في نداءاته للذين آمنوا بــ :"يا أيها الذين آمنوا" فعُدّوا وانتقِلوا بمعانيها، لنرى هذا الزخم الرائع الراقي السامي من التربية الربانية للفرد المؤمن وللأمة المؤمنة المسلمة، ولتأسيس حضارتها على هذه الأسس العظيمة ...... وتتوالى الأوامر، وتتوالى متسلسلة تسلسلا منطقيا يعدّ المؤمن ويعلمه ويأتيه بالأمثلة من قصص الغابرين  .....

ولو نكمل  مع 16 نداء، كلها سلسلة لؤلئية من التربية العظمية والتأسيس العظيم لحضارة الأمة المسلمة ..............فمن ذا يأتينا منكم بهذه النداءات المتسلسلة التي ذكرناها في كلامنا أعلاه ....وليكن لغزا بسيطا جديدا ... ::)smile:  وبعدها إن أحببتم نكمل .







« آخر تحرير: 2013-05-22, 11:19:50 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمد عبد ربه

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر


 الله الله الله ..

لو لم يكن بهذا المنتدى إلا هذا الموضوع .. لكفى !


                :: بارك الله فيك ::

وكأني لم أقرأ هذه السورة الكريمة من قبل !
أحمق .. من ترك يقين ما في نفسه ، لظن ما عند الناس !

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

فعلا سبحان الله

لا تحرمينا يا فراشتنا من فتوحاتك وجولاتك في أيات وسور القرآن الكريم

بارك الله لك وزادك من فضله
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
فتح الله عليك يا أسماء وجعلك من احبابه
واستخدمك في طاعته ونصرة شريعته

فعلا سلسلة لُؤلُؤيَّة
نفعنا الله بها وجعلنا من المشمولين بنداءاتها
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
جزاك الله خيرا..لله درّكم اهل القرآن :)

هل تصدقين بأنني لم أقرأ من الألغاز إلا آخر لغز ...وقررت الآن ان أرجع للموضوع من اوله ...فإذا بي أقرأ اللغز الاول..فكرت بحله .. فوجدته سورة المائدة أيضا :)

إن شاء الله سأذكرك اختي أسماء وأدعو لك كلما قرأت   هذه السورة :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
 ::ok:: ::ok:: ::ok:: ::ok::

ما شاء الله تبارك الله

بارك الله فيك أسماء

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
اقتباس
وهذا المؤمن الآن... المُشبع جسدا وروحا ... بما أحل الله وبما يحب الله، كيف لا يكون مؤهلا لأن يؤمر بأن يكون قوّاما لله، كما ينبغي أن يقوم لله، شاهدا بالقسط، بالعدل، عادلا فلا يجور ولا يظلم ، فرد عادل، لإقامة مجتمع عادل....فإذا اهتماماته قد خرجت الآن من دائرة نفسه إلى دائرة غيره ...إلى مجتمعه ...إنه الفرد الذي يؤهل لأن يؤسس المجتمع القويم، المجتمع الراقي، المجتمع العادل ....

كلامك جميل جدا يا أسماء
ما شاء الله!

أغبطك يا أسماء وأسأل الله أن يؤتينا مما أتاك

كنت أتابع كلام طبيب عن كون الجهاز الهضمي بيت الداء والدواء, وأثر المأكولات السيئة على النفسية وعلى صحة الجسد وطاقته
فتذكرت قرآننا العظيم وكلمات رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام

سبحان الله, حتى الطعام جعله مولانا العظيم دين لنا يؤثر في أنفسنا وأرواحنا

بوركت وجوزيت الجنة يا أسماء  ::happy:



غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
تعقيبا على كلامك يا ام عبد الله
قد يفطن الاطباء الى نفع بعض المأكولات، وضرر بعض آخر.. ويتوافق هذا مع ما حلله الله تعالى وحرمه

لكن التشبع بالحلال، والذي يتحدث عنه كثيرا المربون، ويؤكدون أنه اهم ما يعين السائر في درب الله، ليس المقصود به فقط الأكل من الطعام الحلال.. بل أكل المال الحلال ايضا.. وهو ما لا يتحدث عنه اطباء الاجساد ابدا.. لكنه حديث وديدن اطباء القلوب والارواح
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أخي أحمد وسيفتاب وهادية وبنت نابلس وزينب وأم عبد الله جزاكم الله كل خير، وتقبل دعواتكم، وجزاكم بالمثل ونوّركم بالقرآن الكريم وجعله لكم ولنا نَفَسا به نحيا وعليه نموت ... emo (30):

مازالت هديتنا لم تكتمل ويطيب لي يا إخوتي أن أكملها معكم ....هي النداءات، وأي نداءات، هي التربيات الإلهية، هي العقد النظيم من يد رب البريّة يلبسه المؤمنين فلا حلة على الأرض أبهى من حلة مصدرها رب السماء ....

ونكمل مع السلسلة اللؤلؤية  ::)smile:


وبعد أن أصبح هذا المؤمن الذي يؤمر أول ما يؤمر أن يوفي بالعقود ، مشبع حاجة الجسد والروح، الطاهر ظاهرا وباطنا، العادل المقيم للعدل، الذي لا يحمله بغضه لأحد على أن يظلمه، فهو العادل مع مَن أحب ومع مَن كره، المتذكر لعزة المؤمنين وسؤددهم وكيف كان الله ناصرهم، باعث الرعب في قلوب أعدائهم، هذا المؤمن العامل على أن يبقى سليل هؤلاء الأعزة باتخاذهم مثالا له وقدوة، حتى إذا ما حاكت في أمته صروف الدّهر لم ينقطع الأمل ولا العمل على استرجاع تلك العزة على نهج السلف الصالح الذي مضى قبلهم، هذا المجتمع المؤمن، هذا المجتمع المسلم الموصول بربه، فهو متّقيه، ومبتغي الوسيلة إليه المجاهد في سبيله...في سبيل أن يمنع الدين من صدّ الصادّين والمبتغين تحكيم أهوائهم في الأرض بمحاربة شرع الله وحُكمه وأهله ...

وفي ثنايا هذا كلّه، بين النداء والنداء،تأتي من الله الدروس للمؤمنين، بذكر أحوال الأمم السابقة، والذين اختصوا بالرسالات من قبلهم وبالأنبياء، وكيف كان مآلهم لما نقضوا العهود واستكبروا وعاندوا،حتى لا يكونوا على خطاهم،ثم يُعلّم المجتمع المسلم كيف يقيم الحدود، كيف يطهّر نفسه من الأدران، كيف يحارب الخبائث التي لا جَرَم من وجودها مع الأنفس الضعيفة،يعلّمه كيف يحافظ على سلامته، بالأمر الحاسم والحدّ الرادع الذي يكون فيه الردع والتخويف لمن تسوّل له نفسه أن يزيد الفساد على الفساد فيستسهل المجتمع الفساد فينكر المعروف، ويعرف المنكر...فهذا السارق تقطع يده...

وكما حافظ على الإسلام وبقائه وسؤدده وانتشاره بالدعوة للجهاد في سبيل الله،وبدفع من يريد بالإسلام والمسلمين أذى من الخارج، كذلك بالموازاة يحافظ على المجتمع المسلم من أذى داخله بإقامة الحدود،هذا المجتمع الذي هو قوام هذه الأمة القائدة الرائدة، وهو هو  قوام الحفاظ على الإسلام .

وفي الثنايا أيضا يعلم المسلمين أحوال أعداء متربصين منافقين يتغلغلون في أوساط المجتمع ويعيشون معه، وهم مريدون به السوء، يعلّمهم حال اليهود وطباعهم وكيدهم بالإسلام والمسلمين، ويعلّمهم أنهم كانوا أهل كتب وبعثت فيهم الرسل، وكيف أنهم لم يحكّموا أمر الله ولا حكمه،وكيف تذبذبوا وبدّلو وحرّفوا،ليعلّمهم بكل هذا أنّ كتابهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم هما النور الذي يجب اتباع هديه، وأنّ ما عداه هوى وحكم جاهلية...

وهو سبحانه يعلّمهم من أحوالهم وتقلباتهم ونكوصهم وتمردهم على أمر خالقهم حتى يصل بهم إلى الأمر منه سبحانه ألا يتخذوهم أولياء، ليكون سبحانه وتعالى بما عرض عنهم وعن أحوالهم قد استوفى الحجة والأسباب فلا يكون لهم بعد الله حجة ....

فهذا دفاع عن الدين من أعدائه بالجهاد، وهذه حماية للمجتمع المسلم من داخله بإقامة الحدود، وهذه الآن حماية للعقيدة من أن تنالها أهواء المضطربين، وإذا ما دقّقنا وتأملنا لوجدنا كل تبنٍّ لقوانين الوضع الهوائية نابع من نفث أهل الكتاب في عقول المتبنّين من أبناء الأمة ...وبهذه الحمايات، وهذه الحصانات كلها تتكون الحضارة الإسلامية بخصائصها النقية ...

ويا لهذا القرآن العظيم ...ويالإعجازه وعلاجه لكل حالة من حالاتنا..! ويالعلم العليم الخبير بما كان وبما هو كائن اليوم، وبما سيكون .... فإذا النداء الموالي للمؤمنين يخصّ الذين يرتدّون عن دينهم، عن الإسلام ،وأن الله مقيّض لهذا الدين من سيدافع عنه وأنه غنيّ عنهم، وما ارتدادهم ونحن نتأمل إلا من تلك الموالاة، ومن ذلك الذوبان الذي يأخذ صاحبه كل مأخذ حتى يأخذ منه دينَه ... وهل يرضى اليهود والنصارى عن المسلم إلا إذا اتبع ملّتهم ؟!!....

وينادي الله المؤمنين من بعدها يدعوهم ألا يوالوا المستهزئين بدينهم ليعلّمهم الاعتزاز به، والذود عنه ذود الروح عن الروح ....وكم هي حال كثر من أبناء أتنا اليوم حالهم كحال من يستحي بدينه فهو متبع كل ناعق من الغرب على أنه التمدن والرقي والتحضر...

فماذا بعد كل هذا التعليم والتوضيح والتبيين مِن تعليم ؟!! وأي حجة لنا بعد كل هذا؟  والواحد من أبناء الإسلام ينصهر فيهم ويواليهم أكثر من موالاة بعضهم بعضا ...!!

هي إذن الحضارة الإسلامية بخصوصيتها، بتفرّدها، بكمالها، بعزّتها، وبمعرفتها مواطن النقص والعيب والعوار فيما سواها، وبأستاذيتها على هذا العالم كلّه...

وفي الثنايا أيضا وقبل الوصول بالمؤمنين إلى أمر آخر وإلى نداء آخر، سبحانه جلّ في علاه  وبعدما عرّف المؤمنين ببعد أهل الكتاب عما أنزل إليهم في الكتاب، يعرّفهم بشناعة أباطيلهم وتجرئهم على ذات الله تعالى، وباعتقادهم المحرّف، وتقرير من الله حاسم وقوي بأن من اعتقد ذلك فهو كافر، "لقد كفر"، مع تقرير الحق من الله تعالى بتبيين حقيقة سيدنا عيسى عليه السلام،والحديث عن مغالاتهم في دينهم غير الحقّ، وتقرير من الله عن عداوة بعضهم وشدة عداوة بعضهم الآخر للمسلمين...

ومع تبيين مغالاتهم في دينهم غير الحق، يأتي الأمر من الله سبحانه بعدها للمؤمنين بألا يحرموا ما أحل الله من الطيبات، وفي ذلك منهم مغالاة هي من جنس مغالاة أهل الكتاب التي بينها سبحانه، وتعدٍّ على أمر هو لله الذي يحلل ويحرّم، وليس للعباد.

ثم يأتي التحريم النهائي لأكثر ما كان سائدا بين العرب وعرفوا به، ولأكثر ما كان له سلطان عليهم، ذلك التحريم النهائي للخمر في مرحلته الأخيرة الحاسمة،والذي تشرف به سورة المائدة. هكذا ليكتمل حال المؤمنين على أكمل وجه، هكذا ليتبيّن رشد المؤمن من بعد ما كان التدرج معه في هذا الأمر، وقد آن الأوان لأن يصبح التحريم كليا ونهائيا وبلا شروط ... وقد كان من الصحابة من سأل عمّن كان ممن معهم واستشهد في أحد وفي بطنه من الخمر، والذين بيّن سبحانه أنه لا جناح عليهم وقد امتثلوا لأمر الله بالشكل الذي كان وعايشوه، وهم لم يحيَوا لأمر التحريم النهائي ....
وبهذا يكمل للمؤمن حاله في هذه السورة، تكمل صفاته، وتمتد سلسلته الؤلؤية الربانية فيها الحسم والكمال ...

والآن وقد اكتمل حال المؤمن وصفاته، هل على هذا لم يبقَ له من تتبّع ولا امتحان ولا اختبار؟!
كلا ... بل إنّ اجتماع الصفات الحميدة واكتمال الحال من دواعي التأهيل للاختبار، هل من ثبات على تلك الحال، أم أنها حال عابرة خفيفة سرعان ما تهزها الرياح ....
فيأتي ابتلاء الله سبحانه للمؤمنين، يبلوهم بشيء من الصيد الذي حرمه عليهم وهم حُرُم، يقربه منهم، يزينه لهم، وهُم في ذلك الزمان كان عَيشهم كله من صيد يصطادونه ، يتكبدون لأجله الصعاب، ويشقون لأجله الصحاري، وهو اليوم بين أيديهم ييسره الله لهم وهم حُرُم ، تناله أيديهم ورماحهم بلا مشقة ولا عذاب....

فكيف سيكون حالهم ؟ وكيف سيكون مدى امتثالهم، وكيف هو وفاؤهم بالعقود، وكيف هو تعلّمهم من أحوال أهل الكتاب الذين نقضوا من قبلهم، وما كانوا موفّين، وهل من فرق بينهم وبين أهل الكتاب حين ابتلوا بالسبت، والحيتان الشرّع ؟!  هكذا كان الدرس من قبل وبالابتلاء يأتي التطبيق

نعم إنه أوان الاختبار، وإنها الأهلية للاختبار .... ومفتاح الامتثال خشية الله بالغيب، والتوفية بالعقد كما قُبلت من قبل شروطه ....وهكذا حال المؤمن مع كل اختبار، حاله مع فتن الدنيا، ومع أبواب فتنتها المفتّحة... هكذا هو من امتحان لامتحان .... وهكذا هو زيادة كماله كلما نجح في امتحان يقدّمه لامتحان أصعب ...

ويعلمنا الله فيما يعلمنا بهذا، كيف بدأ السورة بتحريم، ثم جاء عليه بسلسلة من التربيات والتأهيل، ثم جاء ليختبر مدى استيعاب عبده لما أمره به ...

ومما سبق، فلننظر فإذا العقيدة السليمة رأس الحفاظ على المجتمع المسلم والأمة المسلمة .....فلننظر وإذا التحذير من أن تنالنا سَموم المبطلين، أو أن ننجرف مع المنجرفين، أو أن ننصهر فنصبح بلا هوية بل نصبح شراذم هويات ليست منا وليست لنا.........

قد تعمدت ألا أذكر الآيات في سياق ما كتبت، حتى يعود كل منا للسورة فيجد النداء المقابل لما هو هنا ... emo (30):

ولم يبقَ من النداءات "يا أيها الذين آمنوا" إلا القليل القليل، فمن ذا يا إخوتي يا أيها الذين آمنوا  يكملها لنا ؟ emo (30):
« آخر تحرير: 2013-05-23, 12:31:50 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمد عبد ربه

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر
ومن ذا يستطع ان يكمل على نهجك .. ؟!

لقد أتعبت من يأتي بعدك ..

الله يعينه بقى
أحمق .. من ترك يقين ما في نفسه ، لظن ما عند الناس !

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
أسلوبك جميل يا أسماء ويحرك القلوب
أكملي أنت من فضلك, بارك الله فيك
نحن معك إن شاء الله  emo (30):

تعقيبا على كلامك يا ام عبد الله
قد يفطن الاطباء الى نفع بعض المأكولات، وضرر بعض آخر.. ويتوافق هذا مع ما حلله الله تعالى وحرمه

لكن التشبع بالحلال، والذي يتحدث عنه كثيرا المربون، ويؤكدون أنه اهم ما يعين السائر في درب الله، ليس المقصود به فقط الأكل من الطعام الحلال.. بل أكل المال الحلال ايضا.. وهو ما لا يتحدث عنه اطباء الاجساد ابدا.. لكنه حديث وديدن اطباء القلوب والارواح


100% صحيح
بل إني خبرت كيف لا ينفع الطعام الصحي مع أهل المال الحرام , فتدب في أبدانهم الأمراض وفي أنفسهم الاضطرابات

ثم, أي طبيب أبدان أو طبيب أنفس وأعصاب ممكن أن يتكلم عن بركة الطعام ؟

لا أمل وأنا أسمع من أبي عن قصة لأحد أجدادي, كان الناس يقصدونه من بلدان شتى في قريته عندما يحصل الجدب من أجل القمح
وكانوا يضعون القمح في حفرة ويسدونها
كان يعطي ويعطي بدون مقابل وبدون أن ينظر لما تبقى وبدون ان يخشى النقص والفقر
وكان له أقرباء يقسمون أنه في عام أعطى الكثير من القمح وعندما فتحوا الحفرة ليروا ما تبقى وإذ بالحفرة مملوءة حتى آخرها بالقمح!!!!
رحمه الله وغفر له

جدتي رحمها الله وغفر لها كانت تقول لأمي إياك أن تنظري في الطعام وتستنقصيه إذا جاء ضيوف
وذلك حتى لا تذهب البركة

ياه يا أستاذة.... أين نحن الآن من هذا
كثر الطعام وكثرت الموائد ولكن طعام بلا بركة وموائد للشيطان

أذكر في هذا السياق أيضاً, أنه جيء بشاة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام, فأمر أهله بإعدادها
واجتمع القوم حولها, فجثا رسول الله عليه الصلاة والسلام على ركبتيه
فسأله أعرابي كان يجلس معهم "ما هذه الجلسة يا رسول الله
فقال عليه الصلاة والسلام بأنه بعد فتح الروم وفارس سيكثر الطعام حتى لا يذكر اسم الله عليه!!!

كم أحب هذا الحديث.. الصلاة والسلام عليك يا رسول الله



غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
سبحان الله قارني ذلك بابتلاء أصحاب السبت

ومن يستطيع أن يكمل غيرك :)

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
الشعب الصديق يريد تفسير الالفاظ في اللغز كلمة بكلمة  ::)smile:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
الشعب الصديق يريد تفسير الالفاظ في اللغز كلمة بكلمة  ::)smile:

 :emoti_416: :emoti_416: :emoti_416:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
ما رأيكم أن يحاول كل شخص تفسير اللغز قبل أن تفسره أسماء

 :emoti_278:

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
والآن مع اللغز :

مشارطة واكتمالُ فقَبُولٌ رأسه الامتثالُ...صفا لكم ولنا ما لا يعرف الأنا ... وما لا يصفو يُجَلّى وإن صفا لمَن دربُهم كَدرُ...  ولا يصفو بالحِمى ما قد صفا لمَن بالحِمَى قد احتمَى
وألا ينتهِك الضيوف المعالِمَ، ولا جيرة المضيف المؤمّن الضارب باثنَيْن والضارب بالأربع الحِمَى...ومن جانب الحِمى فقد صفا له ما قد صفا ...
وليغلِب الكدَرَ الصفاءُ لمن أراد صفا الصفا....وليتواصَ المتواصون بالصفا، وبالكَدَر لا يكون تواصِيَا ...
فما مات لم يكن سببا لحياة، وما لم يمت كان للحياة سببا ...
ولا كلّ ما جَرى يُشرِك الذي بالممتثِل يجري، ولا ما أُريدَ موتُهُ باسم من الأسماء لحياة اسم من الأسماء، ولا ما قُطِع حبل هوائِه أو انقطَعَ، ولا ما وُصِل حبل إيذائه وصلا ...ولا ما قد خانَه طَوقُهُ فهوى...ولا ما خانَهُ رَوْقُهُ فما دفع رَوْقا وما حمى....
ولا ما سامَ عُودَهُ ملِكُهُم ذوقا ونَهَما فذوى .... إلا أن يُمنَع الهواء بما لا يعقل فلا دَهر عنده ولا صُروف ولا هوى ...




سأحل ما عرفته
مشارطة واكتمالُ فقَبُولٌ رأسه الامتثالُ...
ظننت هذه العبارة تلخيصا للغز، وان المشارطة هي الامر بالوفاء بالعقود، والاكتمال هو (اليوم أكملت لكم دينكم) والامتثال هو طاعة المسلمين للأمر، خاصة تحريم الصيد وهم حرم، حيث كانت الغزلان تجوب بينهم فلا يقربونها..
لكن تبين لاحقا ان هذه العبارة خارج اللغز  :emoti_138: ... على اية حال ساعدتني من حيث لا تدري على الحل وتحديد موقعه من القرآن الكريم .. سبحان الل
ه  emo (15):

صفا لكم ولنا ما لا يعرف الأنا ... أحلت لكم بهيمة الانعام.. صفا لكم = احل لكم.. (ولا اعرف الباقي)
 وما لا يصفو يُجَلّى .  : إلا ما يتلى عليكم.. يعني مالا يحل لكم سيبين لكم ويجلى.
وإن صفا لمَن دربُهم كَدرُ..   :emoti_138:
 ولا يصفو بالحِمى ما قد صفا لمَن بالحِمَى قد احتمَى: غير محلي الصيد وانتم حرم... فلا يحل في الحرم (لا يصفو بالحمى) للمحرمين (من بالحمى احتمى)  ما كان حلالا سابقا (ما قد صفا)
وألا ينتهِك الضيوف المعالِمَ، " يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله" شعائر الله هي المعالم، والضيوف هم الحجاج الذين ينبغي ان يحرموا شعائر الله ويعظموها فلا ينتهكوها
ولا جيرة المضيف المؤمّن الضارب باثنَيْن والضارب بالأربع الحِمَى  : "ولا الشهر الحرام وَلاَ الهَدْيَ وَلاَ القَلائِدَ وَلاَ آمِّينَ البَيْتَ الحَرَامَ " المضيف هو الله تعالى، وهو الذي اجار الناس الآمين البيت الحرام (الضارب باثنين) في هذه الاشهر فحرمها، واجار البهائم (الهدي والقلائد) (الضارب بالأربع في الحمى) فأمنها
...ومن جانب الحِمى فقد صفا له ما قد صفا ... من خرج من حدود الحرم او تحلل من احرامه فقد عاد كل شيء له حلالا (فإذا حللتم فاصطادوا)


تعبت.. وحان وقت صلاة المغرب
واترك الفرصة للآخرين ليدلوا بدلوهم.. وللأستاذة لتصحح لنا
emo (30):

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
جميل جدا منك هذا يا هادية  :good: ولي عودة بإذن الله للتفصيل بعد عودتي إلى البيت  emo (30):
« آخر تحرير: 2013-05-25, 11:37:38 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
ونعود اليوم إخوتي  emo (30):

سأكتب تباعا تكملة النداءات الإيمانية المتبقية من سورة المائدة، لأنه يعزّ عليّ ألا نكملها، ثم نكمل  تفصيل المعاني اللفظية للغز للشعب الصديق لئلا تقوم ثورة لا قِبل لنا بها  :emoti_282:

-------------------------------------------------
أين وصلنا من النداءات الربانية للذين آمنوا من عباده ؟ إلى اختبار الله تعالى لعباده بالصيد تناله أيديهم ورماحهم، فلا يجهدون في الحصول عليه، ليرى أين هم من وفائهم بالعقود والعهود، ومن امتثالهم، ومن غيرهم ممن سبقهم من أمم لم يكن إيمانها بالقوة التي وفوا بها بعهد أو أبقوا بها على ميثاق، بل كانوا الناقضين ...وليس الصيد وحده هو الذي عُني ،بل إن الكثير من أبواب الفتن التي تَعرِضُ للمؤمن في هذه الدنيا  على هذا تقاس ....

ومن بعد الإخبار بذلك البلاء، وأنه اختبار لقوة الإيمان ولمدى الوفاء بالعهد،ولمدى خشية الله بالغيب، يأتي الأمر من الله تعالى مرة أخرى ألا يصطاد المؤمن وهو مُحرم، من شدة تأمين الله تعالى في ذلك الحِمى لمخلوقاته كلها، وتأكيدا على أنه سبحانه إذا قضى بتحريم أمر فإنما هو عقد بين العبد وربه ألا يقربه، وألا يأتيه وفي هذه المرة نصَّ سبحانه على العقوبة تقابل تعمّد إتيان هذا الفعل المحرّم ، عقوبة تلقي بظلال الحزم والقوة والفصل، والحد، الحدّ الذي يعلي شأن حرمات الله تعالى، ويخوّف من تسول له نفسه التعدي عليها، وتلقي في المجتمع ظلال تعظيم حرمات الله ...

وإذا تأملنا العقوبة والحد  emo (30):  فلنتأمل  emo (30):  : أن يقدم مثل ما قتل من النّعم، أو إطعام مساكين أو عدل ذلك صياما، فأما العقابان الأولان، فكل منهما يعود نفعه على المجتمع، في صورة توحي بأن ما هو عقوبة للفرد منفعة للجماعة، توحي بأن الفرد في خدمة الجماعة، توحي بأن الفرد جزء من الجماعة وأنّه ملزَم بها .... وبأنه لا يعيش فردا، بل يعيش مع جماعته مواليا لها، مصدرا لخيرها ونفعها حتى وهو في مقام العقوبة والحد ...."وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(179)"-البقرة-....ليأتي في المقام الأخير عقوبة تخص نفسه ولا يتعدى خيرها لغيره، إنها الأخيرة .... emo (30):

وحتى نصل النداء الموالي، يعقب سبحانه ما حرّم بما أحلّ، وبتعظيم حِماه، الكعبة، والأشهر الحرم في تثنية وإعادة لتعريف جلال مقام حِمى الله تعالى وشعائره ....وسبحانه الذي عرّفنا أنه يحلّ الطيبات، يعلمنا كيف أن كثرة الخبيث ولو أعجبتْ لا تستوي والطيّب،وهو سبحانه يحرم الخبيث ويحلّ الطيب، يعلّمنا كيف نرى بعين البصيرة...

ثم ينادي الله عباده المؤمنين، يربّيهم تربية ربانية في مقام من مقامات هذه الحياة، يعلّمهم  واقعية هذا الدين العظيم، و معالجته لحاجات الناس الواقعية بعيدا عن الخيال، وعن التنطّع، وعن التعنيت الفارغ الذي ليس إلا مضيعة للوقت، يتعلم المؤمن كم أنّ دينه يذهب عنه كل حيرة، ويُجلي له الحقيقة كما تستوعبها طاقته العقلية والقلبية، ويوفّر عليه إهدار طاقته فيما لا يُجدي نفعا...
دين حق وحقيقة، دين لا يحب الخُرافة، ولا يحب الخوض فيها، ويبيّن فراغات الخوض في الخُرافة، وأن كل ما هو ليس من واقع حياة الإنسان خُرافة وجهد ضائع هباء، وديننا لا يحبّ تضييع الجهد هباء، بل كل دقيقة من حياة المؤمن ثمينة، غالية، ما ذهب منها لن يعود ....وعلى هذا دعاهم ألا يسألوا عن أشياء مقام الصمت فيها أحرى، حتى لا يكونوا على خطى من سأل وسأل فيما يجب وما لا يجب فلم يجدِ سؤاله نفعا له، بل جعله يمضي في غيّه واستكباره وعناده لا يعرف فرقا بين علم الله تعالى المحيط بكل شيء وبين علمه المحدود ....

والآن هذا المؤمن الذي رباه ربه، الذي اختار له منهجه، الذي أعطاه وأغدق عليه، ليؤهله أن يكون فردا يخدم مجتمعه وينفعه وقد هيأ له نفسَه، هذا المؤمن الذي ينبّهه ألا يكون على خطى من سبقوه من المستكبرين الخائضين، السائلين ما لا يُسأل، هذا الموفي بعهوده، العادل، القوّام لله، الذي يعرف خبط السابقين وخلطهم، الذي له سَمته وميزته وخصوصيته، الذي يعلم أن ما بين يديه كمال في كمال ليس فيه عوار ولا تعروه شائبة ولا شِية فيه،المجاهد في سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمته، الذي يعيش من أجل رسالته في الأرض، الذي يخشى ربه بالغيب، الذي يُبتلى على قدر إيمانه فينجح في امتحاناته ويرتقي، وعندما يرتقي كل هذا الارتقاء، يعلّم ألا يضيع طاقته هباء بل فيما هو واقعي بين يديه، في حياته، فلا يلهو بعقله ذات اليمين وذات الشمال لأن وجهته قد حددت، وقد حددها، وهي محددة لا تغيير فيها ولا تقليب لها، ولا تبديل.... وبعد كل هذا، ماذا يضرّه من ضلال الضالين إن هو ثبت على حاله، وأيقن أنه الحال الصحيح وأنه الحق، وملأ قلبَه اليقين، لا يضره من ضلّ، ولا تأخذه رياح الهوى، ورياح الفساد ورياح المفسدين، ولا يلهو بعقله لاهٍ، ولا يأخذه عن الحق آخذ ....

ثم هو المؤمن العادل، المنصف المرتقي في رحاب الله، القوّام لله، هو الذي يوصَى ألاّ يضيّع الحق حتى والموت مقبلة عليه، وهو عليها مقبل، عن الحياة مدبر، يعلّمه أن يوصي لمن خلفه بحقوقهم، وكله بشروطه، وبآدابه، وبالشهادة،يعلّمه أن يوفّي بالعقود حتى مع آخر رمق له في الحياة ....وكما أوصى بحق العبد على العبد، يسأل سبحانه رسله عن وصيّته سبحانه لهم ان يبلغوها لعباده، فتلك كانت وصية بين العبد والعبد، وهذه وصية الله لرسله، "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ "-الشورى-

وتنتهي النداءات ... وبانتهائها يتبين الحق من الباطل، يتبين صدق الصادقين بين يدي الله تعالى يوم ينفع الصادقين صدقهم، يتبين مآل الموفين بعقدهم مع الله، يتبين الحق، يتبيّن كيف يعرف الإجابةَ من وفّى بعهده مع الله .... يتبيّن علمه المحيط بالشواهد وبالغيوب ...

وهكذا تنبني خصائص المجتمع المسلم وخصائص الحضارة الإسلامية، من هذه السورة التي تربي المؤمن وتعدّه وتبين له معالم الطريق، وتعطيه غذاءه وسلاحه الذي عليه أن يتوشحه في معركة الحياة وفي وجه المعتدين ...عزيزا غير ذليل، قويا غير ضعيف، متيقنا غير متذبذب، ثابتا غير متزعزع ...يعلم علم اليقين أنه حامل الشعلة والراية وليس الذي ينتظر من ينير له دربا أو يعلمه مسلكا بين المسالك ....! فهل بعد تعليم الله من تعليم ؟!! وهل بعد تربية الله من تربية ؟!

---------------
سنكمل معاني الألفاظ في المداخلة المقبلة بإذن الله .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
 ::cry::  ::cry::

لي عودة لقراءة ما فاتني بعد أن أنتهي من اللعب في ساحة الأطفال  ::happy:

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم