المحرر موضوع: حول في ظلال القرآن لسيد قطب  (زيارة 30933 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« في: 2013-03-06, 09:47:30 »
إخوتي، هناك أمر يشغلني هذه الأيام نوعا ما، وأحاول أن أجد له في نفسي تفسيرا، وأن أتهرب منه ولكن يظل يطاردني، هذا الأمر يخص كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب

هذا الكتاب أقرأ فيه كثيرا، ولا أنكر أنني أعجب جدا جدا بطريقة سيد قطب في تحليل الأحداث وإسقاط القرآن على واقعنا، وما آلت إليه حال الأمة ....

ولكن بدأت ألاحظ بعض المبالغة لسيد قطب في بعض النقاط، من مثل ان يحكم على عدم وجود الأمة المسلمة، ومن مثل كلام له لا أجده على النسخة الإلكترونية من كتابه، ويتجلى كيف أنهم حذفوه حذفا...بينما هو كائن على الكتاب الأصلي الورقي، بين يديّ، من مثل قوله :
---------------------------------
"لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية؛ وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزل هذا القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويوم جاءها الإسلام مبنياً على قاعدته الكبرى : « شهادة أن لا إله إلا الله » . . شهادة أن لا إله إلا الله بمعناها الذي عبر عنه ربعي بن عامر رسول قائد المسلمين إلى رستم قائد الفرس ، وهو يسأله : « ما الذي جاء بكم؟ » فيقول : « الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام » . . وهو يعلم أن رستم وقومه لا يعبدون كسرى بوصفه إلهاً خالقاً للكون؛ ولا يقدمون له شعائر العبادة المعروفة؛ ولكنهم إنما يتلقون منه الشرائع ، فيعبدونه بهذا المعنى الذي يناقض الإسلام وينفيه؛ فأخبره أن الله ابتعثهم ليخرجوا الناس من الأنظمة والأوضاع التي يعبد العباد فيها العباد ، ويقرون لهم بخصائص الألوهية - وهي الحاكمية والتشريع والخضوع لهذه الحاكمية والطاعة لهذا التشريع - ( وهي الأديان ) . . إلى عبادة الله وحده وإلى عدل الإسلام .
لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله . فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، وإلى جور الأديان؛ ونكصت عن لا إله إلا الله ، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن : « لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها»؛  ، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها ، ودون أن يرفض شرعية « الحاكمية » التي يدعيها العباد لأنفسهم - وهي مرادف الألوهية - سواء ادعوها كأفراد ، أو كتشكيلات تشريعية ، أو كشعوب .فالأفراد ، كالتشكيلات ، كالشعوب ، ليست آلهة ، فليس لها إذن حق الحاكمية . . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله ، وتخلص له الولاء . .
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلاً أمام هذه الآيات البينات!".
--------------------------------
فأجدني من ناحية أتمثل معه مقدار ما وصلت إليه حالنا من نكوص على الأعقاب، ومن فشوّ الفساد بين المسلمين، ومما يندى له الجبين، ومما يوصف ولا يوصف من حال مزرية، ومن ناحية أخرى أراه مبالغا، فاتحا الباب للتكفيريين، مسهلا عليهم أن يروا في أنفسهم الصواب وفيمن عداهم الكفر والارتداد عن الدين ....
صرت أستشف نفسيته وهو من خلف القضبان وهو يقارع الطاغوت، وهو ثابت يجاهد بكل قوه، وكأنّ نفسيته تلك هي التي تحدثنا، ولا يحدثنا بنفسية غيرها ....
فهو وهو يذوق الظلم علقما ويتلقاه ممن كان يوما في صفوف الإخوان ثم ينقلب عليهم انقلابا جذريا .... فيصيغ مفاهيمه من منطلق المقهور المظلوم الذي يجاهد الطاغوت فيمرّرها عبر الأجيال في كل حال ....
لا أراه ينفصل عن نفسيته تلك وهو يسوق هذه العبارات المبالغ فيها، والتي تنطوي على تكفير وإجمال وشمولية في التكفير .... وأرى الأمر خطيرا ....

فأنا بين حالَيْن معه، بين مَن يقرأ له الأعذار ويصدّقه فيما يستشعره من قوة الظلم والطغيان، وفشوّ الفساد وضمور الأخلاق، فأجدني أصدقه وأراه قويا في تقرير الحقائق، واحاول الموازنة وأنا اتلقى حتى لا أكون بنفسية تكفيرية تستسهل التكفير والحكم على الناس بالارتداد،ومن ناحية أخرى لا أجد لتسهيله التكفير وتمريره للأجيال من مسوّغ .

ثم إنني أحيانا أقرا له ضرورة اضطلاع الأمة بأمر الدعوة بشكل من أشكال التخلي عن الدنيا بطريقة شبه كليّة، وأنّ مجاراتنا للعلم وللتقدم التكنولوجي لن توصلنا ونبقى في دائرة مجاراة من سبقونا بأشواط كبييييرة، وبالتالي فمهمتنا الأساسية هي العمل التربوي والدعوي أكثر من التركيز على "إعمار الأرض"، بمعنى الخلافة فيها.

وأعود لأقرأ له في فقرات أخرى ما يخالف هذا المنطق منه، بما معناه أن المسلم مسؤول عن إعمار الأرض . وخاصة خاصة ما وجدت من خواطر له  في تفسيره لسورة الأنعام .

لا أدري، أحببت أن أُخرج جملة المتناقضات التي تكونت فيّ وأنا أقرأ "الظلال" -الذي ما زلت أراه رائعا بجملته-، ولكنني لا أحب أن أغفل تردّد نفسي بين هذه الحالات وأنا أقرأه، فلا أجد لها مستقرا، وأحب أن تستقر نفسي على حكم معين .

فما قولكم ؟
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #1 في: 2013-03-06, 13:55:32 »
يعني ليس كل نسخ الكتاب مثل بعضها  :emoti_17:

هناك الكثيرون ممن عارضوه في فكره هذا.. ربما لو قرأت لهم سيساعدك ذلك.. ليس بالضرورة أن نأخذ من شخص معين كل شيء.. فمن الممكن أن نرفض بعض الأفكار لذلك الشخص ونأيده ونعجب به في غيرها..

وأنا لا أرى تناقضا بين التربية وعمارة الأرض.. المفروض أنهما يمشيان معا.. المشكلة هي بأن عمارة الأرض أغلبنا لا يستطيع المساهمة فيها بشكل كبير.. يعني في كل الأحوال نجد أنفسنا محصورين في مجال التربية والدعوة..


غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #2 في: 2013-03-07, 10:44:36 »
يعني ليس كل نسخ الكتاب مثل بعضها  :emoti_17:

هناك الكثيرون ممن عارضوه في فكره هذا.. ربما لو قرأت لهم سيساعدك ذلك.. ليس بالضرورة أن نأخذ من شخص معين كل شيء.. فمن الممكن أن نرفض بعض الأفكار لذلك الشخص ونأيده ونعجب به في غيرها..

وأنا لا أرى تناقضا بين التربية وعمارة الأرض.. المفروض أنهما يمشيان معا.. المشكلة هي بأن عمارة الأرض أغلبنا لا يستطيع المساهمة فيها بشكل كبير.. يعني في كل الأحوال نجد أنفسنا محصورين في مجال التربية والدعوة..



مفروغ منه يا زينب أنّ الأخذ لا يكون من مصدر واحد، إذا عنينا الكتابات والمؤلفات، والأفكار البشرية، وطبعا المصدر الواحد الأساسي الذي هو كتاب وسنة هو الذي يجعلك تنفرين من نقاط وتقبلين نقاطا أخرى من هذه المصادر المتفرعة عنهما ...

نعم يا زينب قرأت من قبل عن المعارضين للظلال ولفكر سيد قطب، وعن القطبيين الموالين لفكره، وعن فكرهم المتشدد، ولكنني لم أكن أرعي اهتماما كل هذا، فالفرق كبير بين أن نقرأ عن شيء لم نعرفه بعد بالطريقة الجيدة، وبين أن نسمع عنه وعن قول فيه بعد أن نقرأه ونعرفه عن قرب، قراءتي للظلال كونت عندي هذه التصورات والانطباعات والتناقضات مجرّدة عن آراء المعارضين له ...

فقد كنت أعجب جدا بأسلوبه، حتى تنبهت أخيرا-وربما بعد قراءتي في الكتاب الورقيّ وخاصة سورة الأنعام- إلى ما أستطيع أن أسميه سببا من الأسباب الرئيسة في الإعجاب، وهي أنني بطبعي أميل للأدبيات وللتعابير الحسنة المنسابة التي تأخذ الوجدان وترحل بك إلى حيث الجمال البياني، وهذا مما شدني في الظلال، وهو يمتاز بجزالة التعبير وبالخواطر المنسابة كما المياه العذبة من يد أديب أريب ....

هذا -أقول- سبب من الأسباب، فقد استنتجت، ووصلت إلى أن كتاب الظلال يليق أن نصفه بخواطر قرآنية، ولا يليق أن يسمى تفسيرا للقرآن ...ذلك أن الخواطر هي التي ينساب فيها صاحبها بفكره، برؤيته، بحريته، فيغوص ويطرق أبوابا من باب إلى باب، وهو يأخذ القارئ في سياق "السيّ بالسيّ يذكر"....

أما التفاسير، فكما عرفت من تفسير ابن كثير، وتفسير التحرير والتنوير، وصفوة التفاسير للصابوني، والكشاف للزمخشري، وتفسير القرطبي، وتفسير الطبري وغيرهم كلها تشترك في استنادها  إلى ،إلى تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالأحاديث،وإلى الرواية عن الصحابة بشكل كبير،الذين عايشوا القرآن في أول تنزّله وعايشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،وإلى أقوال العلماء بعضهم عن بعض،وإن أراد أحدهم الإدلاء بدلوه الخاص بيّن وجه مخالفته لما قاله غيره، وغالبا في غير نقض لما قاله الآخر على أساس أن الآية تحتمل هذا وتحتمل ذاك ... وإلى تعريف سبب النزول، وشرح المبهم والغريب من الألفاظ بالعودة إلى أصل المنطوق به بين العرب القدامى، وإلى قواعد اللغة...
وإلى الإعجاز اللغوي في القرآن وهكذا....وبالتالي يحصل النفع في فهم القرآن وفهم حيثياته وما أحاط بآياته من أحداث عند نزولها، كما يحدث الانتفاع بسبب ورود لفظ ذاته دون آخر لغويا، ويحصل النفع في حال الغوص في المعاني ....


أما ما عدا ذلك من خواطر أدبية منسابة فهي في إطار الخواطر ولا تعدّ تفسيرا .... وهذا ما أرتاح له الآن بخصوص الظلال، والذي جعلني أتنبّه إلى ما لا أراه يستساغ فقهيا وعند علماء الدين المتخصصين الذين إذا ضربوا في هذا البحر ضربوا بمعرفة للحدود، فلا يتعدّونها، ويبقى القارئ في إطار الاستفادة وهو يعلم أنه يقرأ ليفهم القرآن ولا يقرأ ليغوص في فكر واحد من الرجال...وبالتالي فأنا الآن مع مَن ينصفون سيد قطب فلا يمدحون الظلال مدحا مطلقا بل يبينون مساوئه وأخطاءه، ومع مَن لا يصنفه كتاب تفسير، وفي الوقت ذاته مع مَن لا يجنح لتكفيره، كما يفعل المبالغون في الحكم عليه . رحم الله صاحبه وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الشهداء

وهذا فيديو أرى صاحبه منصفا موضوعيا عن الظلال:

حكم كتاب سيد قطب "في ظلال القرآن"
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #3 في: 2013-03-08, 02:40:54 »
شكرًا بارك الله فيك على المقطع..

رأي الشيخ نعم الرأي..

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #4 في: 2013-03-10, 10:12:32 »
أعود لأكتب ها هنا، وعن الموضوع نفسه، عن الشخص نفسه، عن سيد قطب رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته  emo (30):

وكأنني اقترفت جرما وأنا من أكون أنا ؟ لأتحدث عمّن باع نفسه لله، مات ورأسه مرفوعة، مات شهيدا، اتخذه الله شهيدا ....

قبل لحظات، كنت مع صديقة لي أخت عزيزة في الله،-أحسبها على خير كبير والله حسيبنا وحسيبها-،جاءت مستبشرة فرحة بما رأت في منامها البارحة، تقول أنها رأت الشهيد سيد قطب، وكأن من أتاها بجهاز استقبال خاص لجهاز تلفازها، وفيه بطاقة ذاكرة خاصة وضعها لها فإذا بسيد قطب، يبدأ عظاما، ثم يُكسى لحما، ثم يتمثل بشرا سويا شابا يفسر القرآن، تقول وهي التي لا تعرف صورته الحقيقية، أنه تمثل رجلا هادئا، ولكن مع هدوئه نفاذ... نفاذ من نوع خاص  استشعرته في ملامحه....

تقول أنها لم تعقل حين رأته أنه وإن كان ميتا فهو صورة على تلفاز، بل إنها استغربت أيما استغراب، كيف للميت أن يبدو حيا شابا بهذا الشكل !!وهي تتابعه يفسر القرآن العظيم ...

وبينما هي كذلك، إذ بشرذمة ممن يعرف عنهم فساد يقطعون عنهم الكهرباء بقطعهم لخيط الكهرباء الرئيسي بالحي، فينطفئ الجهاز،ويعمّ الظلام، ولكن يعود ذلك الشخص الذي وضع لها جهاز سيد قطب وبطاقة ذاكرته، ولا يأبه بفعلتهم، وهو واثق من نفسه كل الثقة، ويضع بطاقة الذاكرة تلك، ويعيد تشغيل الجهاز من جديد، ويعود سيد قطب بدءا بعظام، ويعرف عندها واضع البطاقة أن سيد قطب سيعود ويتمثل بشرا من جديد، ويشرع بتفسير القرآن من جديد ....

حكتها لي، وأنا أتذكر حبي للظلال، وموقفي الأخير من الظلال، لأعود هنا، فأقول من أكون لأقول ما أقول عن سيد قطب، حتى وإن كانت مجرد ملاحظات، إن هو إلا سيد قطب الشهيد بإذن الله الحي عند ربه يرزق بإذن الله ......رحمه الله وجعل الفردوس مثواه، فكم علمني، وكم سيعلمني بإذن الله .
« آخر تحرير: 2013-03-10, 10:21:09 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #5 في: 2013-03-10, 12:59:16 »
نعم يا أسماء
أفهم ما تشعرين به
من تقدير لمكانة هذا الرجل رحمه الله وجعله في الشهداء
ولا بأس أن يكون لك ملاحظات واعتراضات
فهناك من العلماء من يعارضونه مع تقديرهم له

بالنسبة لي
أفهم أن تكفيره لأحوال المجتمع إن صح التعبير لا يعني تكفيرا للأفراد
بل هو كما أفهمه تأصيل لازم من أجل الدعوة
الدعوة من أصولها
من لا إله إلا الله
هو يحكم على نمط الحياة الذي نعيشه

وقد فهمت ما يقصده أكثر عندما قرأت لأخيه محمد قطب
كتاب لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة
فهو عندما يقول أن المجتمع يعيش ردة فهو لا يعني تكفير الناس
فالناس معذورون بالجهل الذي تراكم عبر السنين

صحيح أن هناك من يستغل هذا الفهم ليكفر الناس ويعاملهم معاملة الكفار
ولكن هذا لا يغير من حقيقة ما قاله الأخوين قطب وما نعيشه
والله أعلم

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #6 في: 2013-03-10, 13:03:21 »
سؤال أختي أسماء لو سمحت
هل كنت تكلمت من أيام مع صديقتك بشأن اعتراضاتك ؟
أقصد قبل منامها


غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #7 في: 2013-03-10, 13:27:11 »
نعم يا أم عبد الله، في الحقيقة ملاحظاتي تلك مازلت عليها، وأرى أنّ التنبه لها أفضل، ولكن طبعا هذا لا يلغي أبدا دور سيد قطب، ولا جهاده، ولا فوائد جمة نحصلها من كتابه من ناحية أخرى، إلا أنه ككل عمل بشري سبحان الله لا يخلو من أخذ ورد، ومن مقبول وغير مقبول ...

سؤال أختي أسماء لو سمحت
هل كنت تكلمت من أيام مع صديقتك بشأن اعتراضاتك ؟
أقصد قبل منامها



لا يا أم عبد الله لم تكن تعلم البتة برأيي فيه، ولا ما قلت في الكتاب . فهل لك في تأويل الأحلام من شيء ؟  emo (30):

« آخر تحرير: 2013-03-10, 13:37:51 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #8 في: 2013-03-10, 15:50:03 »
 emo (30):

كل ما في الأمر أني تأثرت بالمنام
اقشعر بدني
واستبشرت خيراً
مع أن المنام قد يكون خاصاً بصاحبته
ولكن أمر التلفاز أورد خاطر علي لحظة قرأت وهو :

بأننا ربما عما قريب وفي ظل الهجمة الشرسة على ديننا من القوى الغربية
ومحاولة طمس الحق والتدليس من قبل الليبراليين والعلمانيين
قد نشهد من يصدع بالحق بقوة تشفي صدورنا
ربما يأتي من يحيي مشروع سيد قطب العقائدي والتربوي
بدون دخن ولا مداهنة
ويأخذ بيد الناس الحيارى

جميل منامها
وما كتبته مجرد خاطر
بارك الله فيها وفيك ونفعنا بك يا أسماء

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #9 في: 2013-03-10, 18:58:10 »
طبعا يا أسماء أية ملاحظات لا تنقص من قيمة سيد قطب أبدا..

أول مرة تعرفت عليه حين وصلني الظلال كهدية.. أتذكر أني أعجبت به وأحببته من أول قراءة.. وقرأت له المزيد من الكتب وزدت اعجابا به.. وفي الحقيقة مثلما قالت أم عبد الله أنا شخصيا لا أرى فكره تكفيرا كليا للمجتمع والله أعلم.. لكني لم أقرأ الظلال كاملا بعد..




غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #10 في: 2013-03-10, 19:26:16 »
اريد ان اتكلم كثيرا عن الظلال واعلق على ما اوردته يا اسماء

لكن الان لا يسعني الوقت.. ولم يسعفني اول ما قرأت ما كتبته
واقترح ان نفصل هذه المداخلات ونتركها في موضوع مستقل لنوفيه حقه ان شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #11 في: 2013-03-11, 08:53:21 »
استمعت لتعليق الشيخ حول الظلال، وهو بعيد كل البعد عن الانصاف، وهذا ليس تحيزا مني لسيد قطب، بقدر ما هو حكم موضوعي على كلام الشيخ
وقد بدا لي الشيخ منتميا للتيار السلفي، لذا يغمز في تناول سيد قطب للعقيدة وخاصة في باب الصفات، ذلك لأنه كسائر السلفية يظن ان عقيدة اهل السنة هي ما قرره ابن تيمية، وان الاشاعرة والماتريدية وهم غالبية اهل السنة والجماعة، يخرجهم السلفية من اهل السنة

لذا وجب التنبيه
اذا اردتم ان تستمعوا لرأي منصف في سيد قطب وظلاله، فليكن من عالم سني من غير الاخوان المسلمين (لنضمن عدم التحيز) ومن غير السلفيين (لنضمن عدم التحامل) ومن غير المنبطحين للسلاطين (لنضمن عدم الاتهام بالتكفير)

وسأعود لاحقا لهذا الموضوع المهم إن شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #12 في: 2013-03-12, 17:22:32 »
بانتظار ملاحظاتك يا أستاذة هادية بارك الله فيك

أنا بصراحة حزنت لسماع الشيخ يقول أن ما قدمه الأستاذ سيد قطب رحمه الله يندرج تحت الأدب والخواطر الأدبية
 sad:(
وشعرت أن هذا فيه انتقاص من حقه وإن لم يقصده الشيخ

صحيح أن أسلوبه في التفسير مختلف ومصاغ بشكل أدبي بليغ وجميل
ولكن ما كتبه مستند أصلاً على تفسيرات أمهات الكتب
أقصد أنه من الواضح أنه مر على الكلمات والألفاظ ومناسبات السور وكل هذا مما تقدمه التفاسير الأخرى
وبالنتيجة وضع فهمه المبني على أسس متينة واطلاع لما سبق بصياغة أدبية راقية

والله أعلم

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #13 في: 2013-03-12, 18:09:20 »
بعد أن قرأت ما نقلته لنا أسماء
سألت قريب لي عن رأيه في في ظلال القرآن
فقال نعم ممكن أن يقال خواطر أدبية ولكن يجب أن تتم العبارة للانصاف

فيقال: خواطر أدبية مبنية على أسس علمية ولكن الألفاظ غير منضبطة شرعياً


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #14 في: 2013-03-12, 18:17:29 »
صدقت يا أم عبد الله في تعقيبك الاول
إن من يقول عن سيد قطب أنه أديب، كمن يقول عن الشيخ علي الطنطاوي انه أديب
إن كان يقصد وصفا زائدا على العلم، ومميزا لكتاباتهما الجميلة الرائعة، فهذا جميل
وان كان يقصد انتقاصا من علمهما، ونسبتهما إلى الجهل بعلوم الشريعة وقصر معرفتهما على الأدب، فقد أساء وظلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #15 في: 2013-03-13, 00:30:20 »
شخصيا لم أفهم من رأي الشيخ أنه انتقاص في قدر السيد قطب والله أعلم

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #16 في: 2013-03-13, 08:20:48 »
شخصيا لم أفهم من رأي الشيخ أنه انتقاص في قدر السيد قطب والله أعلم

ربما لأنك لم تعيشي في ظلال سيد قطب يا زينب.. فلا تعرفين قدره الحقيقي.. وبالتالي لن تشعري ان قدره انتقص بهذا الكلام

اخواتي الكريمات.. يبدو انه لن تتاح لي فسحة من الوقت لاكتب كلاما منظما ومرتبا في هذا الموضوع كما نت اتمنى
فهل تأذنَّ لي ان اكتب هكذا عفو الخاطر، وعلى سجيتي، مع ان الكلام بهذا الشكل لن يكوون بالدقة والموضوعية المطلوبة والتي اتمناها
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #17 في: 2013-03-13, 08:35:30 »
متابعة اخواتي، وبانتظار ما تريدين كتابته يا هادية


فيقال: خواطر أدبية مبنية على أسس علمية ولكن الألفاظ غير منضبطة شرعياً



أراه وصفا منصفا جدا.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #18 في: 2013-03-13, 10:38:04 »
اكتبي لنا بالطريقة التي تريحك وتناسب ظروفك
يهمنا راحة الزبون وأنت زبون لقطة  :emoti_282:

وأنا بالنسبة لي أستفيد كثيراً من الخواطر القصيرة المتفرقة
أستوعب كل واحدة على حدا بشكل أكبر

بوركت

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #19 في: 2013-03-23, 18:14:12 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأخرت في الرد والمناقشة، وذلك لأنني كنت أريد ان يكون ردي لائقاً بقدر سيد قطب عندي، وفضله علي. ولكنني لن أتأخر اكثر من ذلك وسأبدأ مستعينة بالله، ويتناول ردي أربع نقاط:
1-   هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.
2-   هل سيد قطب سطحي في تناوله للعقيدة
3-   هل "في ظلال القرآن" مجرد كتاب خواطر، وليس كتاب تفسير مفيد من الناحية العلمية.
4-   سبب مهاجمة بعض العلماء لسيد قطب على اختلاف مستويات هذا الهجوم.

وأحب قبل  أن أنطلق مدافعة عن الإمام العلامة سيد قطب رحمه الله، أن أؤكد على استصحاب مبدئين إسلاميين أساسيين في حكمنا على أي عالم أو كتاب: " أبى الله أن تكون العصمة إلا لأنبيائه، ولكتاب إلا كتابه"
فكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم
وكل كتاب لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقص، إلا كتاب الله عز وجل.
باستصحاب هذين المبدئين ننسير على بركة الله تعالى، ونبدأ بأول نقطة.


أولاً- هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.


في الحقيقة لو تناولنا بعض العبارات المجتزئة من هذا السفر الضخم الذي يبلغ ثلاثين جزءا، مجموعة في ستة مجلدات، فإنه يمكن لنا بسهولة أن نتهم فكر سيد قطب بأنه تكفيري او يؤدي للتكفير.. لكننا جميعا نعلم أن هذا ليس بمنهج علمي منصف، وإنما الإنصاف هو أن نحكم على الفكر المتدفق في الكتاب ككل، ونفسر بعض العبارات المشكلة بأن نردها للعبارات المحكمة الأخرى..
والقارئ المتمعن لفكر سيد قطب، يفهم تماماً أنه لا يحكم على المجتمع بالكفر، وإن كان قد حكم عليه بالجاهلية. إنه يقول لنا أن المجتمع لا يمكن ان يسمى مجتمعا مسلما إلا إذا كان محكوما بشرع الله، لا يتحاكم الناس فيه إلا لشريعة الله، ولا يرتضون غيرها قانونا ودستورا.
والناس وإن أعلنوا أنهم مسلمين، وطبقوا كثيرا من تعاليم الإسلام في أنفسهم، كالصلاة والصيام والاخلاق، وغير ذلك، إلا ان مجموعهم لا يكون مجتمعا مسلما، تماما كما كان المسلمون في المرحلة المكية من الدعوة النبوية، مسلمين يعيشون في مجتمع جاهلي، ولم يكن ذلك المجتمع إسلاميا أبدا..
وإن كان هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في المجتمع الجاهلي، يسعون لتعبيد الناس لله، وتغيير هذا المجتمع ليصبح  محكوما بشرع الله وحده دون شرائع البشر، فهم مسلمون حقاً، وإن كان مجتمعهم مازال جاهلياً.
وإن كانوا يرضون بالتحاكم لتلك القوانين، ولا يرون في ذلك بأسا، ولا يسعون لإقامة شرع الله في المجتمع والناس، فهم ليسوا مسلمين حقا.
هل قولنا (ليسوا مسلمين حقا) يعني أننا نكفرهم؟ بالطبع لا.. ولم يقل بذلك أبدا سيد قطب رحمه الله، رغم انه كرر معنى تلك العبارة بأشكال مختلفة.. إنه قال أن هذا نوع من أنواع الشرك بالله، لأن الحاكمية يجب ان تكون لله وحده، وهذا من مقتضيات توحيد الألوهية، ومن يشرك مع الله مشرعين وحكاما آخرين، او يرتضي شرائعهم، فإنه يشرك بالله..
ومع هذا فإن هذا علميا لا يعتبر تكفيرا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى النفاق بأنه شرك، وسمى الرياء بأنه شرك، واستعاذ بالله من الشرك الخفي.. وليس معنى ان يصاب الانسان بهذه الامور انه كافر، (يهدر دمه، ويستحل ماله، ولا تقبل صلاته، وتبين منه زوجه، ويعامل معاملة الكفار).. ولكن معناه أنه بعيد عن حقيقة الإيمان المطلوبة من المسلم، فعليه ان يتوب من هذه الذنوب ويصحح مساره.
وقد عرفت اجيالا واجيالا ممن تتلمذت على فكر سيد قطب وكتبه، وتربت عليها، ولم يصب أي منها بلوثة التكفير.. اللهم إلا بعض جماعات ارهابية تكفيرية نشأت في مصر وربما في الجزائر او غيرها، زعموا أنها تعتزل المجتمع، وتؤسس لنفسها امارات اسلامية في قفار اصحراء او كهوف الجبال، وتحكم على المجتمع بالكفر وتعلن عليه الجهاد.. وهذه الجماعات التكفيرية الارهابية، هي لا شك جماعات ملوثة فكريا، جاهلة شرعيا، وجهلها يحسب عليها لا على مؤلفات سيد قطب، وان زعمت أنها استمدت منه منهجها، فسيد قطب كان يخاطب العقلاء المؤمنين بالوحي والقرآن، والكتاب والسنة، ولم يكن يكتب لمجانين او متخلفين عقليا، وبالتالي لا يصح ان نحمله وزر هؤلاء وفهمهم السقيم
هذا ان صح ادعاء الحكومات الفاجرة التي لا نثق في اقوالها ابدا، ان استمدادهم الفكري كان من مؤلفاته، ولم تكن تلك دعوى باطلة منهم، لمنع مؤلفاته الثمينة وحرمان الاجيال من كلماتها الصادقة المشعة، التي تعيد الروح لهذه الامة، وتنفض عنها غبار الاستعباد والذل والاستسلام، وتعيد لها حقائق الدين ناصعة جلية متكاملة، عصية على التجزئة والتحريف والعلمنة.
ولو أننا تأملنا ما يحدث الآن في بلاد الثورات: تونس ومصر، حيث زال الحكم المستبد، وترك الناس ليختاروا حكما يناسبهم، ووجدنا حجم الرافضين ممن يعتبرون مسلمين، ولعلهم صائمين مصلين، لكل حكم إسلامي، وخوفهم الشديد والمعلن من ان تحكمهم شريعة الله، فتطبق الحدود، وتمنع المايوهات، وتغلق السينمات، وتأملنا خجطوات المسلمين القلقة المترددة في محاولة اقناعهم بتطبيق منهج الله، وتزينه لهم، وتحبيبه لهم، لفهمنا عمق فكر سيد قطب وسداد رأيه، وبعد نظره، وصحة تشخيصه لأحوال المجتمعات.
عندما أرى مسلما مصليا صائما يعطي صوته بكل قناعة لرجل علماني مجاهر بالعلمانية والفجور، قائلا بأن ما تحتاجه البلاد هو التقدم والعلم والكفاءة، وليس الأمانة والدين، وانه لا يهمه صلاة الرجل فصلاته لنفسه، ولكن يهمه ما سيقدمه من خدمات للبلاد.. وهو يعلم ان هذا الرجل سيقود البلاد للعلمانية... فهل يعتبر هذا مسلما حقا؟ الا يحتاج لأن نعلمه من جديد معنى الاسلام ومعنى الخضوع لله، وان التحاكم الى شرع الله ليس نافلة بل واجبا وهو من صميم الدين؟؟
في ضوء هذا الذي بينته، لعلنا الآن نعيد قراءة اقتباس أسماء، ونرى براءة كلام سيد قطب من تهمة التكفير.. حتى قوله:

اقتباس
" . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله ، وتخلص له الولاء . .
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!"

ألا تجدون كيف أن كلامه ينطبق على طائفة كبيرة من علماء السلطان، الذين يرددون على المآذن والمنابر  ليل نهار "لا إله إلا الله" ثم هم يسعون بكل قواهم لتعبيد الناس لسلاطينهم، واخضاعهم للطاغوت البشري، واقناعهم بالرضا بما ينالونه من بعض الحريات العبادية الدينية، ويحذرونه من الخروج على هذا الحاكم لأنه ظل الله في الأرض..
ألا ترون كيف ينطبق كلامه على هؤلاء المسلمين الحريصين على الصلاة والتراويح والحج والعمرة، ثم هم يناهضون بكل قوة جميع التيارات الإسلامية، ويؤيدون بكل قوة دعاة العلمانية والليبرالية، ولا يجدون في ذلك أي تناقض ولا خروج عن شرع الله.؟
كلامه ينطبق عليهم بكل تأكيد.. وليس الهدف منه تكفيرهم لاستحلال دمائهم، بل الهدف منه كشف زيفهم وعوار منهجهم، والدعوة إلى فهم حقيقي لطبيعة هذا الدين وهذا المنهج، الذي لا تنفصل العقيدة فيه عن الشريعة بأي حال من الأحوال.
ألا تعلمون كيف كان الفقهاء دوما يفرقون بين من يترك الصلاة ومن ينكر وجوب الصلاة؟ وبين من يشرب الخمر، ومن يستبيح شرب الخمر؟ فالأول فاسق عاص، والثاني كافر؟؟
أحب أن أسمع تعليقاتكم على هذه النقطة قبل أن أنتقل للنقاط الأخرى.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*