المحرر موضوع: حول في ظلال القرآن لسيد قطب  (زيارة 30941 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

جواد

  • زائر
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #20 في: 2013-03-23, 18:26:48 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأخرت في الرد والمناقشة، وذلك لأنني كنت أريد ان يكون ردي لائقاً بقدر سيد قطب عندي، وفضله علي. ولكنني لن أتأخر اكثر من ذلك وسأبدأ مستعينة بالله، ويتناول ردي أربع نقاط:
1-   هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.
2-   هل سيد قطب سطحي في تناوله للعقيدة
3-   هل "في ظلال القرآن" مجرد كتاب خواطر، وليس كتاب تفسير مفيد من الناحية العلمية.
4-   سبب مهاجمة بعض العلماء لسيد قطب على اختلاف مستويات هذا الهجوم.

وأحب قبل  أن أنطلق مدافعة عن الإمام العلامة سيد قطب رحمه الله، أن أؤكد على استصحاب مبدئين إسلاميين أساسيين في حكمنا على أي عالم أو كتاب: " أبى الله أن تكون العصمة إلا لأنبيائه، ولكتاب إلا كتابه"
فكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم
وكل كتاب لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقص، إلا كتاب الله عز وجل.
باستصحاب هذين المبدئين ننسير على بركة الله تعالى، ونبدأ بأول نقطة.


أولاً- هل التعمق في فكر سيد قطب يقود الشباب للفكر التكفيري.


في الحقيقة لو تناولنا بعض العبارات المجتزئة من هذا السفر الضخم الذي يبلغ ثلاثين جزءا، مجموعة في ستة مجلدات، فإنه يمكن لنا بسهولة أن نتهم فكر سيد قطب بأنه تكفيري او يؤدي للتكفير.. لكننا جميعا نعلم أن هذا ليس بمنهج علمي منصف، وإنما الإنصاف هو أن نحكم على الفكر المتدفق في الكتاب ككل، ونفسر بعض العبارات المشكلة بأن نردها للعبارات المحكمة الأخرى..
والقارئ المتمعن لفكر سيد قطب، يفهم تماماً أنه لا يحكم على المجتمع بالكفر، وإن كان قد حكم عليه بالجاهلية. إنه يقول لنا أن المجتمع لا يمكن ان يسمى مجتمعا مسلما إلا إذا كان محكوما بشرع الله، لا يتحاكم الناس فيه إلا لشريعة الله، ولا يرتضون غيرها قانونا ودستورا.
والناس وإن أعلنوا أنهم مسلمين، وطبقوا كثيرا من تعاليم الإسلام في أنفسهم، كالصلاة والصيام والاخلاق، وغير ذلك، إلا ان مجموعهم لا يكون مجتمعا مسلما، تماما كما كان المسلمون في المرحلة المكية من الدعوة النبوية، مسلمين يعيشون في مجتمع جاهلي، ولم يكن ذلك المجتمع إسلاميا أبدا..
وإن كان هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في المجتمع الجاهلي، يسعون لتعبيد الناس لله، وتغيير هذا المجتمع ليصبح  محكوما بشرع الله وحده دون شرائع البشر، فهم مسلمون حقاً، وإن كان مجتمعهم مازال جاهلياً.
وإن كانوا يرضون بالتحاكم لتلك القوانين، ولا يرون في ذلك بأسا، ولا يسعون لإقامة شرع الله في المجتمع والناس، فهم ليسوا مسلمين حقا.
هل قولنا (ليسوا مسلمين حقا) يعني أننا نكفرهم؟ بالطبع لا.. ولم يقل بذلك أبدا سيد قطب رحمه الله، رغم انه كرر معنى تلك العبارة بأشكال مختلفة.. إنه قال أن هذا نوع من أنواع الشرك بالله، لأن الحاكمية يجب ان تكون لله وحده، وهذا من مقتضيات توحيد الألوهية، ومن يشرك مع الله مشرعين وحكاما آخرين، او يرتضي شرائعهم، فإنه يشرك بالله..
ومع هذا فإن هذا علميا لا يعتبر تكفيرا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى النفاق بأنه شرك، وسمى الرياء بأنه شرك، واستعاذ بالله من الشرك الخفي.. وليس معنى ان يصاب الانسان بهذه الامور انه كافر، (يهدر دمه، ويستحل ماله، ولا تقبل صلاته، وتبين منه زوجه، ويعامل معاملة الكفار).. ولكن معناه أنه بعيد عن حقيقة الإيمان المطلوبة من المسلم، فعليه ان يتوب من هذه الذنوب ويصحح مساره.
وقد عرفت اجيالا واجيالا ممن تتلمذت على فكر سيد قطب وكتبه، وتربت عليها، ولم يصب أي منها بلوثة التكفير.. اللهم إلا بعض جماعات ارهابية تكفيرية نشأت في مصر وربما في الجزائر او غيرها، زعموا أنها تعتزل المجتمع، وتؤسس لنفسها امارات اسلامية في قفار اصحراء او كهوف الجبال، وتحكم على المجتمع بالكفر وتعلن عليه الجهاد.. وهذه الجماعات التكفيرية الارهابية، هي لا شك جماعات ملوثة فكريا، جاهلة شرعيا، وجهلها يحسب عليها لا على مؤلفات سيد قطب، وان زعمت أنها استمدت منه منهجها، فسيد قطب كان يخاطب العقلاء المؤمنين بالوحي والقرآن، والكتاب والسنة، ولم يكن يكتب لمجانين او متخلفين عقليا، وبالتالي لا يصح ان نحمله وزر هؤلاء وفهمهم السقيم
هذا ان صح ادعاء الحكومات الفاجرة التي لا نثق في اقوالها ابدا، ان استمدادهم الفكري كان من مؤلفاته، ولم تكن تلك دعوى باطلة منهم، لمنع مؤلفاته الثمينة وحرمان الاجيال من كلماتها الصادقة المشعة، التي تعيد الروح لهذه الامة، وتنفض عنها غبار الاستعباد والذل والاستسلام، وتعيد لها حقائق الدين ناصعة جلية متكاملة، عصية على التجزئة والتحريف والعلمنة.
ولو أننا تأملنا ما يحدث الآن في بلاد الثورات: تونس ومصر، حيث زال الحكم المستبد، وترك الناس ليختاروا حكما يناسبهم، ووجدنا حجم الرافضين ممن يعتبرون مسلمين، ولعلهم صائمين مصلين، لكل حكم إسلامي، وخوفهم الشديد والمعلن من ان تحكمهم شريعة الله، فتطبق الحدود، وتمنع المايوهات، وتغلق السينمات، وتأملنا خجطوات المسلمين القلقة المترددة في محاولة اقناعهم بتطبيق منهج الله، وتزينه لهم، وتحبيبه لهم، لفهمنا عمق فكر سيد قطب وسداد رأيه، وبعد نظره، وصحة تشخيصه لأحوال المجتمعات.
عندما أرى مسلما مصليا صائما يعطي صوته بكل قناعة لرجل علماني مجاهر بالعلمانية والفجور، قائلا بأن ما تحتاجه البلاد هو التقدم والعلم والكفاءة، وليس الأمانة والدين، وانه لا يهمه صلاة الرجل فصلاته لنفسه، ولكن يهمه ما سيقدمه من خدمات للبلاد.. وهو يعلم ان هذا الرجل سيقود البلاد للعلمانية... فهل يعتبر هذا مسلما حقا؟ الا يحتاج لأن نعلمه من جديد معنى الاسلام ومعنى الخضوع لله، وان التحاكم الى شرع الله ليس نافلة بل واجبا وهو من صميم الدين؟؟
في ضوء هذا الذي بينته، لعلنا الآن نعيد قراءة اقتباس أسماء، ونرى براءة كلام سيد قطب من تهمة التكفير.. حتى قوله:

اقتباس
" . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية ، وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله ، وتخلص له الولاء . .
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!"

ألا تجدون كيف أن كلامه ينطبق على طائفة كبيرة من علماء السلطان، الذين يرددون على المآذن والمنابر  ليل نهار "لا إله إلا الله" ثم هم يسعون بكل قواهم لتعبيد الناس لسلاطينهم، واخضاعهم للطاغوت البشري، واقناعهم بالرضا بما ينالونه من بعض الحريات العبادية الدينية، ويحذرونه من الخروج على هذا الحاكم لأنه ظل الله في الأرض..
ألا ترون كيف ينطبق كلامه على هؤلاء المسلمين الحريصين على الصلاة والتراويح والحج والعمرة، ثم هم يناهضون بكل قوة جميع التيارات الإسلامية، ويؤيدون بكل قوة دعاة العلمانية والليبرالية، ولا يجدون في ذلك أي تناقض ولا خروج عن شرع الله.؟
كلامه ينطبق عليهم بكل تأكيد.. وليس الهدف منه تكفيرهم لاستحلال دمائهم، بل الهدف منه كشف زيفهم وعوار منهجهم، والدعوة إلى فهم حقيقي لطبيعة هذا الدين وهذا المنهج، الذي لا تنفصل العقيدة فيه عن الشريعة بأي حال من الأحوال.
ألا تعلمون كيف كان الفقهاء دوما يفرقون بين من يترك الصلاة ومن ينكر وجوب الصلاة؟ وبين من يشرب الخمر، ومن يستبيح شرب الخمر؟ فالأول فاسق عاص، والثاني كافر؟؟
أحب أن أسمع تعليقاتكم على هذه النقطة قبل أن أنتقل للنقاط الأخرى.


أتفق معكم تماما علي ذلك. :)

جزاكم الله خيرا كثيرا.

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #21 في: 2013-03-23, 20:48:20 »
كلام دقيق ومنضبط
جزاك الله خيرا

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #22 في: 2013-03-24, 08:19:57 »
بارك الله فيك يا هادية، ولكنني سأكون صريحة، ولن أخفي رأيي، برغم ما يعلمه الله وحده من تقديري العميق العميق جدا لسيد قطب، ومن حبي لكتابه، ومن تعلمي الكثير جدا منه، ومن تشرّب نفسي لفكرِه لاشعوريا، إذ كنت أردد كلماته، وقناعاته التي أقنعتني واستسغتها أيما استساغة في ظل ما نعايش، وما نرى....

لن أترك بنفسي شيئا يحيك فيها.ويعلم الله أنني لا أريد الانتصار لنفسي، فإن كنت أريد الانتصار لها لفعلت مع مَن خالف فكرُه ميولي، ولكان ذلك أحرى بها، ولكنني اليوم قبالة مَن أحب، ومن أوالي فكرا، إلا أن الأمر رغم كل ذلك لا يخلو من أن يكون أخذ ورد كما ذكرت يا هادية .

ولتعلموا إخوتي أنني وأنا أبدي رأيي هذا -الذي أقبل أن يكون خطأ كما أقبل أن يكون صوابا- لا أتأثر بكلام أحد عن سيد قطب، بل هذا ما رأيته خالصا عن كل رؤية .

أنا شخصيا أبرأ بسيد قطب، وبفكر سيد قطب، وببعد نظر سيد قطب من أن يعمّم، ومن ألا يتحذر ويتحسّب وهو يعمّم، ومن ألا يختار الألفاظ الأكثر وقعا ومناسبة لما يريد، من غير مغالاة، ولا مبالغة . والله تعالى يقول: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ "

والمغالاة هنا، كما جاءت بلفظ "غير الحق"، توجب وجود مغالاة في الباطل ومغالاة في الحق، كما ذهب إليه معظم علماء التفسير،والمغالاة في الباطل من مثل الإتيان بما لم يأتِ من عند الله، من مثل العقائد الفاسدة للمسيحيين مثلا ... أما المغالاة في الحق، فهي مبالغة وشطط وتجاوز للحدود ونحن نتحدث عن حق، كأن أقول في ساعة غضب وأنا لا أراقب دقة ألفاظي "ما بال الأمة قد هلكت"، وهنا طبعا كلام الغضب هذا مني، لا أستطيع بشكل من الأشكال أن أضعه في كتاب وأروجه للناس، فإن كانت قد هلكت فأي أمل بقي للأمة ولمن يعمل ويرنو للعمل للأمة، إن كنت قد أقررت أنها قد هلكت و الصحيح والسليم ألا أنشر كلامي هذا وألا أكون سببا في أن يتبناه غيري وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا قال الرَّجلُ : هلك النَّاسُ ، فهو أهلكُهم -رواه مسلم-.

فكيف أرضى من سيد قطب بمثل هذه الجملة ذاتها يا هادية :
البشرية بجملتها ، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : « لا إله إلا الله » بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!

وأنا هنا لا أفهم "الذين يرددون لا إله إلا الله" على أنهم علماء السلطان، وحتى إن أراد هذا فكان عليه أن يجليها لا أن يبقيها عرضة للتأويل، ولفهم وفهم آخر ....
بل إن الذين يرددون لا إله إلا الله هم كل بلاد الإسلام، وكل بلاد ليست بلاد إسلام وتسمح بترديد الأذان . إنه يريد جملة المسلمين ... بينما الواقع يقول أن المسلم العاصي المخطئ لا يمكن أن أحكم عليه أنه "أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة"

صدقوني أنا أتفهم حسن نية سيد قطب، وما حمله على مثل هذا التعميم باستخدامه الألفاظ المعمِّمة، ولكن ولتقديري لعقل سيد قطب ولبعد نظر سيد قطب، وأن من سيقرأ له هم فئات مختلفة حتى ممن أحبوه، وأحبوا فكره، هم بين قارئ شاب لم تعلّمه الصروف أن يضع حدودا لنفسه وهي تتقبل، فهو في عهد الحماسة والتلقي والإعجاب المفرط الذي لا يجد معه في نفسه نقدا، وبين مَن سيقرأ له وقد علمته الحياة كيف يقبل سَوْرة غاضب لله وهو يكتب، فلا يجعلها قناعة راسخة يذهب فيعمّمها هو الآخر ويدعو لتعميمها ويقولها في مقامات القول وفي مقامات الصمت سواء بسواء، وفي مقامات السامع منه الواعي كما في مقامات السامع الذي لا يعي سواء بسواء ....
المسلم الذي يعصي، المسلم الذي يغفل، المسلم الذي لا يطبق حق التطبيق، ولا يفي بالعقود حق الوفاء، قد يأتي عليه حين من الأحيان يكون فيه بموقف من المواقف غاضبا لله حق الغضب أكثر من مناد لنصرة الدين عاش ينادي لنصرته، وفي مواقف الحسم والعزم كان خوّارا ....

المسلم الذي شرب خمرا، أو مخدرا، ودخل مغارات الهوى، قد يأتي عليه حين من الأحيان يكون فيه أتقى من تقي، أو قد يمنّ الله عليه فيختم له بخير يفعله ويأتيه يكفّر له سيئاته، أو قد يكون أشد غيرة على حرمة من حرمات الله من مناد لتعظيم شعائر الله أكثر القول وقلّل العمل .....

فكيف لمن بعقلية سيد قطب، وفكره، -وهو يعلم كل هذا الذي قلتُه أكثر مني- يترك العنان للألفاظ لتغلبه ولتضعه موضع الذي يعمّم ما لا يُعَمَّم ....
هذا ما أعيبه على بعض فقرات سيد قطب، وأنا أرى الألفاظ فيها غير مبرأة من النقد، ولا نستطيع أن نبرئها إلا إذا ذهبنا مذهب قراءة الغضبة التي هي في ثنايا الكلمات، ولكن هذا ليس محل تفكير كل من يقرأ .... ولا محلّ تأويل كل من يقرأ ... وحتى إن كانت النية حسنة، فالتحسب في اختيار الألفاظ أحوط عند العالم منه عند العادي مثلي ....

والله أعلم  

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #23 في: 2013-03-24, 08:39:46 »
معك حق يا أسماء
عبارته المجتزأة هذه يفهم منها أنه يتحدث عن عامة الناس الذي "كانوا في دين الله" ثم ارتدوا فكان العذاب لهم مضاعفا
ولكن كما قالت الأستاذة هادية فحتى يفهم كلامه لا بد أن يتم النظر له ككل
أليس يقوم نفر من المسلمين من اقتطاع آيات قرآنية مجيدة وبناء عليها يقتلون ويقومون بالفظائع
هو ولا بأي حال يجعل المعاصي أو الكبائر سببا في ردة مسلم وتكفيره

بالمقابل الأستاذ سيد قطب ركز كثيرا على مسألة الحكم بغير ما أنزل الله
وركز على علماء السلاطين والعلماء الذين يكتمون الحق

بكل الأحوال ما أعرفه بأن هناك زلات لسانية للأستاذ سيد قطب
وهو بشر نقبل منه الزلل
وهذا ما دفع حتى بعض من المدافعين عنه للقول بأن هذه خواطر قرآنية أدبية

ولكني ما زلت أرى بأنه من الظلم أن يتم اقتطاع عبارة أو فقرة وتفسيرها بعيدا عن كلامه المحكم
حتى لو أخطأ فيها
لم لا نقبل الخطأ في الصياغة ؟؟ أليس هو ببشر ؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #24 في: 2013-03-24, 08:51:50 »
أختي العزيزة... أقدر ما قلتِه.. وقد بينتُ في مداخلتي أمرين:

الأول:

اقتباس
فكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم
وكل كتاب لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقص، إلا كتاب الله عز وجل.
باستصحاب هذين المبدئين ننسير على بركة الله تعالى،

والثاني:

اقتباس
في الحقيقة لو تناولنا بعض العبارات المجتزئة من هذا السفر الضخم الذي يبلغ ثلاثين جزءا، مجموعة في ستة مجلدات، فإنه يمكن لنا بسهولة أن نتهم فكر سيد قطب بأنه تكفيري او يؤدي للتكفير.. لكننا جميعا نعلم أن هذا ليس بمنهج علمي منصف، وإنما الإنصاف هو أن نحكم على الفكر المتدفق في الكتاب ككل، ونفسر بعض العبارات المُشْكِلة بأن نردها للعبارات المحكمة الأخرى..

إذن يا أسماء.. انا لم أنكر ان هناك عبارات في كتابه يمكن ان يساء تفسيرها، ولكنني قلت انه يجب ان تفهم هذه العبارات في ضوء الانطباع العام لكل افكاره، لهذا لا يجوز أن نقتبس مثل هذه العبارات وننشرها لنسفه فكر سيد قطب، كما يفعل بعض الشباب المتعصب، ولكن تقتبس العبارات المحكمة، واما هذه العبارات المشكلة فنتركها لمن يقرأ الكتاب، يقرؤها في سياقها الكلي، ليجدها مغمورة في بحار من الفقرات والصفحات التي تجلي فكره وتوضحه، فلا يتأثر القارئ بهذا الغبش الذي قد يخيم على بعض الفقرات او العبارات

اما قولك " كيف لسيد قطب وهو اعلم واعلى واتقى منا الا ينتبه لاشكالية مثل هذه العبارات وخطورتها" فأرد عليه بأن السبب ان الله تعالى ابى ان تكون العصمة الا لكتابه.. وهذا الشطط الموجود في بعض العبارات، لم يكن من نصيب سيد قطب وحده، بل هو قدر مشترك بين جميع العلماء والفقهاء والدعاة
فكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الشيخ محمد الغزالي
وكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الطاهر ابن عاشور.. وانا كما تعلمين ادرسه دراسة عميقة الان.. واشكاليته تأتي في التفسير وتأتي في الفقه وتأتي في التحليل التاريخي، رغم موسوعيته في هذا كله
بل كم وكم من كتابات مشكلة لأئمة اعلام من كبار أئمة الدين: كالامام الدهلوي وابن القيم وابن تيمية وابن كثير والطبري وابن حزم، بل والإمام احمد والإمام الشافعي والإمام مالك وابي حنيفة، وغيرهم وغيرهم ...
بل حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل من الانصاف ان نأخذ هذه الاخطاء منهم، ونشيعها ونلومهم عليها ونصد الناس عنهم بسببها؟ أو ننزع عنهم صفة العلم او عن كتبهم صفة المراجع العلمية؟
ام يقال فيهم ما يقال في كل عالم : كل يؤخذ منه ويرد.. لكن بالدليل وبالعلم والانصاف.. ولا يقدح هذا في احدهم، ولا يبرر ان يقال : ابن تيمية شيخ الاسلام لولا انه أخطأ في كذا وكذا وكذا فانتبهوا!!!
لا يقال هذا.. وانما عندما نجد من يتابعه على خطأ ما، عندها نلفت نظره الى التنبه ان العلماء ردوا عليه في هذه المسألة او ناقشوه، وان عليه ان يعرض عنها بالذات، او يتنبه عند تناولها.. وهكذا..



*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #25 في: 2013-03-24, 08:53:22 »
اختي ام عبد الله، جزاك الله خيرا
ولكن ارجو ان تتريثوا قبل ان تتبنوا فكرة ان الظلال هي خواطر ادبية قرآنية.. فالحقيقة انها ليست كذلك، بل هي من اهم واحسن كتب التفسير في العصر الحالي، بشهادة العلماء المتخصين كما سنرى في المداخلات اللاحقة ان شاء الله

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #26 في: 2013-03-24, 09:03:33 »
أنا يا أستاذة لا أقول أنها خواطر قرآنية أدبية
أنا فقط نقلت بعض ما قيل حتى من قبل المدافعين عنه
للدفاع عن بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب ضد من كفروه
مثل قوله (الله مهندس الكون) أو (القرآن صنعة الله) وغيره

على أية حال بانتظار ما ستكتبين يا أستاذة
بارك الله فيك ونفعنا بك

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #27 في: 2013-03-24, 09:48:02 »
جزاك الله خيرا

اخوتي الكرام.. ظفرت بكتاب قيم جدا على الشبكة.. ارجو ان تحملوه وتقرؤوه

http://www.archive.org/download/fzqdwt/fzqfm.pdf

العنوان: في ظلال القرآن في الميزان
المؤلف: د. صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر: دار عمّار - الأردن

وأنا سأقتبس فقرات كثيرة لنفس المؤلف الخالدي، ولكن من كتابين آخرين له في مكتبتي..

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #28 في: 2013-03-24, 15:44:31 »
إليكم إخوتي تعريف بمؤلف الكتاب السابق.. لتعرفوا أنه يعد من العلماء الباحثين، فتحملوا كلامه محمل الجد والثقة

صلاح عبد الفتاح الخالدي:
ولد بفلسطين في مدينة جنين في 18 محرم 1367هـ ،1/12/1947م ودرس في جنين في المدارس حكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجه إلى الدراسة الشرعية، وانتقل إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر وقد تيسر له الحصول على البعثة ثم سافرإلى القاهرة سنة 1965م.
وهناك أخذ الثانوية الأزهرية، ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج فيها سنة 1970م، ثم عاد إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م
وسجل لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحصل عليها عام 1980م
ثم حصل على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها،

وكانت الرسالة بعنوان (في ظلال القرآن دراسة وتقويم ) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات وناقشه في الرسالة عالمان مشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف.

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #29 في: 2013-03-24, 15:50:25 »
هل سيد قطب سطحي في تناوله للعقيدة.

في الحقيقة.. ومن وجهة نظري كطالبة علم شرعي، فسيد قطب كان عميقا أشد العمق، في تناوله لمباحث العقيدة.. سيد قطب ابتعد عن المناقشات العقائدية القديمة التقليدية التي تطفح بها كتب العقيدة من قرون، من نحو: هل الميزان يوم القيامة يوزن به الانسان ام اعماله ام صحائف اعماله، وهل الجنة التي امتحن فيها آدم وحواء هي جنة الخلد ام جنة أرضية، وهل والدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة ام في النار، هل لله تعالى صوت كلم به موسى ام لا؟  هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وهل يجوز التوسل بغيره من الصالحين أم لا؟ وما طبيعة الروح واين هي من الجسم، وصفات الله تعالى هل نثبت المعنى ونفوض الكيف، ام نفوض الكيف والمعنى جميعا، ام نؤول... وغير ذلك من مباحث فرقت المسلمين وأذهبت ريحهم على مدى الأيام ... لقد أعرض عن هذا كله، وتوجه إلى حقيقة الإيمان بالله الواحد الاحد الفرد الصمد، المتفرد بالخلق، وباستحقاق العبودية، وبالحاكمية، والسلطان، العقيدة المستمدة من القرآن الكريم وحده، كما تلقاها وآمن بها الصحابة رضوان الله عليهم والمسلمون الأوائل، دون جدال ومماحكات ومناظرات.. وأراد غرس هذه العقيدة الصافية غرسا عميقا تضرب جذوره في أعماق النفس، فتثمر أفعالا وسلوكا وخلقا اسلاميا صحيحا.. ورأى ان المقياس الصحيح لصحة العقيدة، ليس في موافقتها او مخالفتها لقول فلان او علان من آحاد الناس أو جماعاتهم، بل في صحة ثمارها ومدى اقترابها او ابتعادها مما أثمرته عندما غرسها الرسول صلى الله عليه وسلم في عهد الصحابة.
إنه يريد عقيدة صحيحة تحرك الإنسان نحو طاعة الله وامتثال امره وحده، وخلع كل من سواه، ولا يريدها مباحث لاهوتية باردة، تصلح لتأسيس قناعات عقلية، لكنها لا تحرك في الإنسان شعرة واحدة نحو العمل او التطبيق..
وافتحوا أي كتاب في العقيدة او التوحيد مما يدرس في اي مدرسة شرعية، واقرؤوا فيه قليلا، ثم قارنوه بما يكتبه سيد قطب عن العقيدة ... ولاحظوا الفرق الشاسع في التأثر والفهم الذي ينشئه كل منهما..

وانظروا ما يقوله د. صلاح عبد الفتاح الخالدي في هذا
فلتقرؤوا ما كتبه عن عقيدة سيد قطب، التي أخذت فصلا كاملا من رسالته، وأقتبس لكم منها هذه الصفحات في الملف المرفق
وقد كنت أريد أن اضيف لكم بعض الاقتباسات التي توضح كلام سيد قطب عن العقيدة، إلا أن الدكتور صلاح في هذا الفصل قد أغناني عن هذا، إذ شحنه بالاقتباسات.. وبعد أن تقرؤوها جيدا أخبروني.. هل شعرتم أن سيد قطب فعلا ضعيف في العقيدة؟ او لديه أخطاء في العقيدة؟ ام ان له نظرة جديدة عميقة شاملة للعقيدة الإسلامية، تستعلي على مباحث علم الكلام، رغم اطلاعه الكامل عليه، واتقانه لها، وتريد ان تعود بالمسلمين الى عصر ما قبل الخلاف وعلم الكلام والرد عليه، الى عهد السلف الصالح من الصحابة والتابعين، فتستقي العقيدة الإسلامية صافية نقية من نفس المنبع الذي استقوه منه: الكتاب والسنة الصحيحة.. وحسب.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #30 في: 2013-03-24, 16:25:18 »

إذن يا أسماء.. انا لم أنكر ان هناك عبارات في كتابه يمكن ان يساء تفسيرها، ولكنني قلت انه يجب ان تفهم هذه العبارات في ضوء الانطباع العام لكل افكاره، لهذا لا يجوز أن نقتبس مثل هذه العبارات وننشرها لنسفه فكر سيد قطب، كما يفعل بعض الشباب المتعصب، ولكن تقتبس العبارات المحكمة، واما هذه العبارات المشكلة فنتركها لمن يقرأ الكتاب، يقرؤها في سياقها الكلي، ليجدها مغمورة في بحار من الفقرات والصفحات التي تجلي فكره وتوضحه، فلا يتأثر القارئ بهذا الغبش الذي قد يخيم على بعض الفقرات او العبارات

اما قولك " كيف لسيد قطب وهو اعلم واعلى واتقى منا الا ينتبه لاشكالية مثل هذه العبارات وخطورتها" فأرد عليه بأن السبب ان الله تعالى ابى ان تكون العصمة الا لكتابه.. وهذا الشطط الموجود في بعض العبارات، لم يكن من نصيب سيد قطب وحده، بل هو قدر مشترك بين جميع العلماء والفقهاء والدعاة
فكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الشيخ محمد الغزالي
وكم وكم من فقرات مشكلة في كتب الطاهر ابن عاشور.. وانا كما تعلمين ادرسه دراسة عميقة الان.. واشكاليته تأتي في التفسير وتأتي في الفقه وتأتي في التحليل التاريخي، رغم موسوعيته في هذا كله
بل كم وكم من كتابات مشكلة لأئمة اعلام من كبار أئمة الدين: كالامام الدهلوي وابن القيم وابن تيمية وابن كثير والطبري وابن حزم، بل والإمام احمد والإمام الشافعي والإمام مالك وابي حنيفة، وغيرهم وغيرهم ...
بل حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل من الانصاف ان نأخذ هذه الاخطاء منهم، ونشيعها ونلومهم عليها ونصد الناس عنهم بسببها؟ أو ننزع عنهم صفة العلم او عن كتبهم صفة المراجع العلمية؟
ام يقال فيهم ما يقال في كل عالم : كل يؤخذ منه ويرد.. لكن بالدليل وبالعلم والانصاف.. ولا يقدح هذا في احدهم، ولا يبرر ان يقال : ابن تيمية شيخ الاسلام لولا انه أخطأ في كذا وكذا وكذا فانتبهوا!!!
لا يقال هذا.. وانما عندما نجد من يتابعه على خطأ ما، عندها نلفت نظره الى التنبه ان العلماء ردوا عليه في هذه المسألة او ناقشوه، وان عليه ان يعرض عنها بالذات، او يتنبه عند تناولها.. وهكذا..





نعم يا هادية هذا بالضبط، أبى الله سبحانه أن تكون العصمة إلا لكتابه، وبالتالي، فليس نقد شيء من أشياء سيد قطب رحمه الله بانتقاص من قدره ولا من قدر علمه، ولا من أهمية كتابه، ولكنه شكل من أشكال الاحتراز، وأن نقبل ونرفض، وليس معنى أن نرفض جزءا أننا نرفض الكل ...أو أن يصل بنا الحال إلى استساغة تسفيه فكر من أرقى ما عرفنا من الفِكَر ، ولا تكفيره ولا وصف كتابه بالضلال .فكل هذا غلوّ ومبالغة وظلم .

وبكل الأحوال نتفق على أنّ لسيد قطب ما له، وعليه ما عليه، ليس نقد نقض لغزله من بعد قوة أنكاثا، بل نقد تصفية وغربلة لما يُقبل وما لا يُقبَل ...رحمه الله وجعل الفردوس مثواه، فكم علمنا، وما زال يعلمنا .

بإذن الله تعالى متابعة، والكتاب الذي وضعتِ أقرأ منه بعد فراغي مما بين يدي بإذن الله، ولم أقرأ بعد مداخلتك الأخيرة عن تناوله للعقيدة، وهذه أستفيد منها لأنها لم تكن من ملاحظاتي على ما قرأت له.

جزاك الله خيرا يا هادية .

« آخر تحرير: 2013-03-24, 16:28:31 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #31 في: 2013-03-24, 16:46:54 »
بارك الله بك يا أسماء
ولعل ملاحظاتك كانت فاتحة خير
لندعو الناس للاستفادة من هذا النبع الصافي العذب
ولننبه من يعتمد في ثقافته وفكره على شخص واحد او تيار واحد ان يحذر، لأن العصمة لا تكون الا للانبياء.. فلا يقرأ الا بتعقل وانتباه
ولنذب عن سيد قطب ايضا كثيرا من الافتراءات التي لطالما طالته
عسى يكتب الله تعالى لنا بذلك أجرا حسنا

ونتابع بعون الله.. لكن اترك لكم فرصة مطالعة الورقات التي ارفقتها.. هذه استعجلوا في مطالعتها.. وبعد ذلك وعلى مهل.. طالعوا بقية الكتاب لأنه قيم ومفيد
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #32 في: 2013-03-25, 13:05:12 »
كل الشكر للأستاذة أولا على هذا الفكر المستنير بهذا الشأن
وثانيا على تقديمها لنا هذا الكتاب القيم

نعم تلك الاختلافات العقائدية فرقت كثيرا بكل أسف
وكلما جاء أحد بالأدلة والبراهين ليثبت صحة ما هو عليه زادت هوة الخلاف أكثر وابتعدنا أكثر وأكثر عن مشكاة النبوة

الأستاذ سيد قطب حقيقة قدم لنا الحل للخروج من مأزق الفرقة العقائدي
وما زال العرض قائما
لعلنا ننتظر يا أسماء من يخرج بهذا العرض فيتحقق منام صديقتك  emo (30):
وقدم فهما يرجع بنا للنبع الأول رافضا الخوض فيما من شأنه أن يبعدنا عن ذلك ويزيد في فرقتنا

كم نحتاج في هذه المسألة خاصة الى فهم سيد قطب
أذكر كم كان درس العقيدة من كل أسبوع يقسي من قلبي ويرهق عقلي
في حين رأيت أن من لديهم لغة عربية مقبولة دخلت كلمات سيد قطب الى قلوبهم ووصلتها لخالقهم
وهذا هو ما نحتاجه
فليبقى علم الكلام للعلماء في مواجهة الشبهات أو في المناظرات
ولكن فلتكن عقيدتنا على ما كان عليه الأولون بكل يسرها وجمالها

تحية للشيخ صلاح الخالدي
هو من الذين أقدموا على تفسير القرآن الكريم بدون أحاديث ضعيفة وبدون اسرائيليات وبدون شطط
ذكرتيني به يا أستاذة
يجب أن أقرأ له في أقرب فرصة فقد سمعت عنه كلام طيب جدا
وها أنت تقولين ذات الشيء

شكر الله لك يا أستاذة على هذه الاضاءات القيمة
ورحم الله الأستاذ والشيخ سيد قطب وأسكنه فسيح جناته وعفا عن سيئاته

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #33 في: 2013-03-25, 17:38:13 »
يقول الشيخ علي الطنطاوي:
"سيد قطب وقع على كنز من كنوز القرآن،كأن الله ادخره له، فلم يعط مفتاحه لأحد قبله، حتى جاء هو ففتحه"

يقول الخالدي: " إن الله وهب سيد قطب مفتاحين فتح بهما كنوز القرآن المذخورة فيه:
الأول: المفتاح الجمالي: المتمثل بنظرية "التصوير الفني في القرآن"، وقد أصدر من هذه المكتبة كتابين: "التصوير الفني في القرآن" و "مشاهد القيامة في القرآن"
والثاني: المفتاح الحركي: الذي تعرف فيه على طبيعة القرآن ومهمته ومقاصده الأساسية، وأبعاده الجهادية والدعوية، وهو متحقق في "الظلال"، و "معالم في الطريق".
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #34 في: 2013-03-25, 17:46:45 »
فى_مثل_هذا_اليوم من التاريخ الهجرى الموافق يوم 13 جمادى الأولى 1386 هـ -

تم اعدام الاستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى ،

من أروع كلماته ما قاله حين طُلب منه أن يكتب استرحاماً وطلبا للعفو من الطغاة فقال في عزة وإباء

"إن السبابة التى ترتفع لهامات السماء موحدةً بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذى شرعه لعباده"

منقول
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #35 في: 2013-03-25, 17:56:11 »
قصة تأليف "الظلال":

ذكر الخالدي مراحل تأليف الظلال، ولكن استرعى انتباهي هذه المرحلة بالذات.. فلننتبه لها:

((بعدما أصدر سيد قطب ستة عشر جزءا من الظلال، وقعت محنته الأولى، حيث أودع السجن في نهاية عام 1954م، مع الآلاف من أعضاء الإخوان المسلمين، وعذب تعذيبا رهيبا، وتوقف عن الكتابة بسبب ذلك، ولم يصدر شيئا من الظلال في هذه الفترة.
ويسر الله لسيد قطب الكتابة في السجن، وإكمال تفسير الظلال فيه بطريقة عجيبة!
كان سيد قطب قبل إدخاله السجن قد تعاقد مع دار إحياء الكتب العربية -لعيسى البابي الحلبي وشركاه- على كتابة تفسير كامل للقرآن، اسمه: "في ظلال القرآن"، فلما أدخل السجن، منعته الحكومة من الكتابة؛ لأن لوائح السجن تمنع السجين من الكتابة واقتناء أدوات الكتابة.
فرفعت الدار الناشرة دعوى ضد الحكومة، تطالبها بدفع تعويض مالي كبير لها، يقدر بعدة آلاف من الجنيهات؛ لأنها تضررت من منع سيد من الكتابة! واختارت الحكومة أن تأذن لسيد بالكتابة، بدل أن تدفع التعويض المالي الكبير.
واستغلت الحكومة سماحها لسيد بالكتابة وإكمال الظلال لإبطال دعاوى الإخوان المسلمين عن الاضطهاد والتعذيب الذي يلاقونه، وزعمت الحكومة أن سيد في بيته يتمتع بحريته، وليس مسجوناً.
وعينت الحكومة الشيخ محمد الغزالي –أحد كبار موظفي وزارة الأوقاف في ذلك الوقت- رقيباً دينياً؛ تعرض عليه أصول الظلال قبل نشره، فأجازه، ولم يمنع منه إلا صفحات معدودة، عقب فيها سيد على قصة أصحاب الأخدود من سورة البروج، أشار فيه سيد إلى التعذيب الذي كان يلاقيه هو وإخوانه في السجن، فنشر سيد هذا التعقيب في آخر فصول كتاب: "معالم في الطريق". وأكمل سيد قطب تأليف الظلال في نهاية الخمسينيات.))


أحببت فقط أن أنقل لكم هذا المقطع، لتروا عناية الله سبحانه وتعالى، وإذنه لهذا الكتاب أن يخرج للوجود، من وسط غياهب السجن، مع أن أفكار صاحبه التي بثها فيه كانت هي أشد ما يخافه الطواغيت، وسجنوه بسببها.. لكن ما يرسل الله للناس من رحمة فلا ممسك لها... وإذا أراد الله تعالى ان يظهر شيئا فلن يقف أحد في طريقه.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #36 في: 2013-03-25, 18:14:08 »
لماذا منع الغزالي تلك الصفحات؟؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #37 في: 2013-03-25, 18:30:06 »
لماذا منع الغزالي تلك الصفحات؟؟

لأن فيها وصفا للتعذيب الذي يلاقيه الاخوان في سجون الطاغية، وهو كموظف في الاوقاف لا يستطيع ان يجيز شيئا فيه مهاجمة مباشرة للحكومة، او خوفا من ان يمنع الكتاب من النشر بسبب هذه الصفحات
هذا ما فهمته من السياق.. والله أعلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #38 في: 2013-03-28, 18:05:52 »
إخوتي الكرام
أحاول ان انهي ما في جعبتي لهذا الموضوع الليلة وغدا ان شاء الله، فسامحوني ان اثقلت عليكم بمداخلات طويلة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حول في ظلال القرآن لسيد قطب
« رد #39 في: 2013-03-28, 18:08:42 »
هل سيد قطب أديب وليس عالماً بالشريعة؟


ما يحزنني أن أكثر من يتشدقون بهذا الكلام، يحسبون أن العالم هو من يحصل على شهادة دكتوراة من كلية من الكليات الشرعية، او يتتلمذ على بعض الشيوخ في منطقته، ثم يتصدر لعقد حلقة  في احد المساجد
وإنما العالم هو الذي يتكلم في العلم فينصت له العلماء... فهل أنصت العلماء لسيد قطب؟
في الحقيقة منذ صدرت كتابات سيد قطب وهي مثار حديث العلماء، وما من عالم يكتب في خصائص الاسلام، او في إحيائه، او في تفسير القرآن، الا ويقتبس من كلام سيد قطب، ويستشهد بما قاله، سواء نسبه له وأقر بذلك أو لا.. ولا يمكن لشخص ان يتخصص في مجال الدعوة الإسلامية، او يتصدى لتفسير القرآن دون ان يستعرض ابداع سيد قطب في هذا المجال..
بل إن السيرة الذاتية لبعض العلماء المشهورين في عصرنا تتضمن انه درس "في ظلال القرآن" ضمن ما يعددونه من دراسته لكتب التفسير وعلوم القرآن..

ولنلق نظرة سريعة على تاريخ سيد قطب الدراسي:
-   أتم حفظ القرآن الكريم كاملا وهو في العاشرة من عمره. وكان يعقد المباريات، يسمِّع فيها القرآن، ويتفوق في حفظه على طلاب الكتّاب (اي مدارس تحفيظ القرآن).. وقد كان لحفظ القرآن كله بإتقان، أثر إيجابي في استقامة لسانه، وقوة لغته، وحيوية واستقرار حقائق القرآن في لاشعوره. 
-   نشأ على محبة المطالعة والقراءة
-   نشأ على التدين والعبادة، واعتاد ارتياد المساجد لأداء صلوات الجماعة.
-   كان يحضر أحيانا دروس الوعظ التي يلقيها المشايخ في المساجد، وكان يقف أحيانا ليناقش الوعاظ وهو الطفل الصغير.
-   التحق بمدرسة المعلمين الأولية، عام 1922، وتخرج منها عام 1924 حاملا إجازة الكفاءة للتعليم الأولي
-   التحق بتجهيزية دار العلوم سنة 1925، وتخرج منها 1929. وعمره 27 عاماً، ومن المواد التي درسها هناك: الدين الإسلامي، التفسير، الحديث، اللغة العربية، الفقه، التاريخ، الجغرافيا، الرياضيات، علوم الحياة، علوم الطبيعة، نظام الحكومات.. الخ
-   التحق بكلية دار العلوم صيف عام 1929 وتخرج منعا عام 1933 هاملا الإجازة العالية "الليسانس" في اللغة العربية وآدابها. ومما درسه هناك: " العلوم الشرعية، علوم العربية، المنطق، علم الكلام، الفلسفة، التاريخ ، الاقتصاد السياسي... الخ.
(لاحظوا ان علم الكلام هو اسم آخر لعلوم التوحيد او العقيدة، كما تدرس في الكليات الشرعية حول العالم الاسلامي وفي الازهر)

مما سبق، يتبين لنا انه درس بشكل منهجي سائر العلوم الشرعية، كما لو كان طالبا أزهريا، وكانت كلية دار العلوم قد تأسست من اجل تخريج دفعات من الشباب العالم بالدين، مع اخذه بعلوم عصره ايضا، مقابل الازهر الذي كان حتى ذلك الوقت لا يدرس الا العلوم الدينية واللغوية فقط.
وقد اتجه سيد قطب بعد تخرجه، واستجابة لميوله الأدبية الى المجال الأدبي، لكن هذا لا ينفي وجود ذخيرة علمية شرعية ضخمة لديه، تؤهله للانشغال بالتدريس الشرعي لو أراد.. لكنه في ذلك الوقت لم يرد، واشتهر كأديب، إلى أن منَّ الله عليه واختاره، ليتحول الى الكتابات الإسلامية..
وبقيت هذه الذخيرة مختزنة لديه، حتى أذن الله تعالى له ان يتوجه للدعوة الإسلامية والكتابات الإسلامية، فأخذت تتدفق تدفقا طبيعيا وتفيض على من حولها

« آخر تحرير: 2013-03-28, 19:33:27 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*