المحرر موضوع: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟  (زيارة 5449 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« في: 2013-09-12, 13:52:30 »
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟ كيف يجب أن نتعامل معه؟ كيف كانت حياة سلفنا الصالح معه ؟ كيف كان عيشهم به وله ومعه ؟

سأحاول مستعينة بالله تعالى أن أضع من هذه الحياة الفريدة التي عاشوها، سأحاول أن أطرح تساؤلاتي، وأن أطرح ما نحن عليه من حال مع القرآن، سأحاول هذا كله مستعينة بالله تعالى ثم بكم إخوتي أن نضع سويا تصورا واضحا لحياتنا مع القرآن ...

وكم أدهشني يوما قول الصحابة "أوتينا الإيمان قبل القرآن"، فجعلت أبحث عن معنى هذه العبارة، وأتدبرها هي ذاتها...

"عن ابنِ عمرَ قال لقد عشتُ برهةً من دهرٍ وإن أحدَنا يؤتَى الإيمانَ قبلَ القرآنِ وتُنزلُ السورةُ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيتعلمُ حلالَها وحرامَها وما ينبغِي أن يقفَ عندَه منها كما تعلمون أنتم القرآنَ ثم لقد رأيت رجالًا يُؤتَى أحدُهم القرآنَ قبلَ الإيمانِ فيقرأُ ما بينَ فاتحةِ الكتابِ إلى خاتمتِه ما يدرِي ما آمِرُه ولا زاجِرُه وما ينبغِي أن يقفَ عندَه منه وينثرَه نثرَ الدقلِ"   الراوي:   - المحدث:الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/170خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح .

أسأل الله العون والبصيرة وأن ينورنا بالقرآن كما يحب سبحانه ويرضى لا كما تحب أنفسنا وتهوى
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #1 في: 2013-09-12, 17:33:23 »
هل تدبر القرآن يعني الاستغناء عن تفاسير العلماء ؟ وعن دور المتخصصين في الاستنباط

من الخطورة بمكان أن نظنّ أن عيشنا مع القرآن قد يسمح لنا بالاستنباط، والفهم العميق للأحكام هكذا دون علم مسبق ولا سنوات تُقضى في علوم الدين والقرآن، وقواعده وأصوله، لا يجب الاستهانة بهذا أبدا، وإلا لأصبحت الأمة قيد الأهواء لا قيد العلم والعلماء، ولا أحب أن يقودنا ما نراه من عينات علماء سلطان إلى الإفراط في الحكم على عامتهم أحكاما عشوائية تقلل من دورهم في الأمة ...وتجعلنا رهن أهوائنا وتفسيراتنا.

وقد قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه وهو مَن هو : "أي أرض تقلّني وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي".

والاستفراد بالقرآن دون الرجوع لما قاله العلماء في التفاسير، خطر أراه كبيرا، وذلك من أبواب التفسير بالرأي، وتحضرني استفاضة أبي حامد الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" فيقول في فقرة:

"أن يكون له في الشيء رأي ، وإليه ميل من طبعه وهواه فيتأول القرآن على وفق رأيه وهواه ، ليحتج على تصحيح غرضه ، ولو لم يكن له ذلك الرأي والهوى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى . وهذا النوع يكون تارة مع العلم كالذي يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته ، وهو يعلم أن ليس المراد بالآية ذلك ، ولكن مقصوده أن يلبس على خصمه. وتارة يكون مع الجهل ، وذلك إذا كانت الآية محتملة فيميل فهمه إلى الوجه الذي يوافق غرضه ، ويرجح ذلك الجانب برأيه وهواه فيكون قد فسر برأيه ، أي رأيه حمله على ذلك التفسير ، ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه . وتارة يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلا من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به ، كمن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي فيقول : قال الله تعالى : اذهب إلى فرعون إنه طغى ويشير إلى قلبه ، ويومئ إلى أنه المراد بفرعون ; وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسينا للكلام وترغيبا للمستمع ، وهو ممنوع لأنه قياس في اللغة وذلك غير جائز . وقد تستعمله الباطنية في المقاصد الفاسدة لتغرير الناس ودعوتهم إلى مذاهبهم الباطلة ، فينزلون القرآن على وفق رأيهم ومذهبهم على أمور يعلمون قطعا أنها غير مرادة . فهذه الفنون أحد وجهي المنع من التفسير بالرأي . "

لذلك لا يمكن لنا الاستغناء عما ترك العلماء، فذلك يهذب فينا ألا نعتد بآرائنا وبفَلَتاتها عندما نتدبر القرآن .
« آخر تحرير: 2013-09-12, 17:35:37 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #2 في: 2013-09-13, 00:19:16 »
بسم الله

خلق الله عز وجل الإنسان ليعبده بالغيب .. ومن رحمة الله عز وجل أن أنزل القرآن ليهديه به إلى النجاح في هذه المهمة.

فالمقصد الأعظم من نزول القرآن أنه "هدى للناس" "يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام..."

في الفصلين الأول والثاني من هذا الكتاب: العودة إلى القرآن .. لماذا وكيف؟
شرح لمعنى الهداية وبيان موجز بجوانب الهداية في القرآن.

وأعظم هذه الجوانب هو التعريف بالله والعبودية الواجبة له سبحانه، والتذكير والتثبيت الدائم للإيمان باليوم الآخر، والتحذير من الشيطان والدنيا، والتعريف بالنفس وشهواتها..

فأكثر القرآن عن: الرضا بالله ربا، والتسليم لله الواحد القهار، وإخلاص الاستعانة بالله، والتوجه إلى الله بالقصد والنية، واليقين في الله، والصبر بالله، وحب الله وخشيته والطمع في رحمته..
والأدلة على البعث والنشور والمشاهد التربوية من أحداث يوم القيامة..
والتحقير من شأن الدنيا وقصص المغترين بها
والتحذير من عداوة الشيطان والتذكير بإهلاكه من قبلنا ..
والتبيين التفصيلي لدسائس النفس من كبر وعجب وغرور وشح وطمع وأثرة .....

أما الأحكام الشرعية التي تدرس اليوم تحت اسم الفقه وهي الأحكام التي تختص بالحلال والحرام والواجب والمندوب .. فهي جزء من التعريف بحق الله سبحانه من السمع والطاعة ومراعاة حقوق الآخرين.

وهذه لم تأخذ من آيات القرآن على أوسع عد لها أكثر من ثمانمئة آية من أكثر من ستة آلاف آية في القرآن. بل هناك شواهد لطيفة على عدم الإطالة في هذا الموضوع في القرآن.

والعلم بهذه الأحكام يكفي المسلم منه معرفة ما يخصه كالعلم بأحكام الصلاة والوضوء ونحو ذلك ومتى احتاج لشيء متخصص رجع فيه إلى المتخصصين .. أما العلم الذي يمدح كل إنسان على التوسع فيه هو العلم بالله بمعنى التعرف إلى أسمائه وصفاته وآثارها في الكون والحياة وما يترتب عليها من عبودية لله، ومعرفة هوان الدنيا وخطر الشيطان ودسائس النفس واليقين في البعث والحشر والحساب والجزاء والعمل لهذا اليوم..

وقد كان كل الصحابة علماء بالله بهذا المعنى .. أما العلماء بالأحكام بمعنى ما يطلق عليه مصطلح "الفقه" اليوم فما كانوا يزيدون عن عشرة من الرجال وامرأتين أو ثلاث.

وفي الفصل الخامس من الكتاب السابق بعنوان "عقبات في طريق العودة" والفصل الأخير من هذا الكتاب: إنه القرآن سر نهضتنا وفي الفصل السادس من هذا الكتاب بعنوان"لماذا لا ننتفع بالقرآن؟" تحقيق الوصال بين القلب والقرآن
في هذه الفصول الثلاثة ردود على تساؤلات وشبهات كثيرة تطرح في طريق العودة إلى القرآن من مثل:
ضعفنا في اللغة العربية يمنعنا من الانتفاع بالقرآن.
وجود النبي صلى الله عليه وسلم وسط الصحابة هو السبب في التغيير.
من قال في القرآن برأيه؟
وغير هذا..

وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #3 في: 2013-09-13, 14:00:32 »
كم أنا سعيدة بمشاركتك الثرية يا أحمد  emo (30):بارك الله فيك وجزاك الجنة على الكتب القيمة التي أشرت إليها...
وقد قمت بتحميلها ولله الحمد والمنة.
جزى الله الدكتور مجدي خير الجزاء، وأعانه في دربه الذي يسلكه لإعادة الأمة للقرآن عود حياة وحركة على الأرض وبارك بجهوده وبجهود من فقه هذا المعنى . هذا ما كنت دوما أتمناه وأدعو له، أن حالنا والأمة تُعدد حفاظها، وتكرمهم ليس بالذي يبشر بخير ومن هؤلاء الحفاظ من سلوكه خالف كل المخالفة ما يحفظ .فكل تركيزنا كان على الحفظ اللفظي.

كم في قولهم رضوان الله عليهم جميعا : "أوتينا الإيمان قبل القرآن" من سر عظيم ...!!

ثبتنا الله تعالى على الحق وأراناه حقا ورزقنا اتباعه وأبعدنا عن الباطل وأراناه باطلا ورزقنا اجتنابه .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #4 في: 2013-09-14, 08:13:24 »
ليست الأقوال شيئا، ما لم تكلل بفِعال...

ليس التعلق بالقرآن شيئا ما لم يكن حياة تدب على الأرض وحركة تملأ الحياة، سلوكا وأفعالا واتقاء لكل شبهة ...واستعلاء عن الدنيا وإدبارا عن غرورها وانحناء للآخرة و إقبالا على حقائقها السنيّة...

ليس القرآن موغلا في الأعماق ما لم يرقَ بصاحبه فيشبعه مروءة وعزة وترفعا عن كل دنيّة... ما لم يبعد صاحبه عن كل ما يخرم المروءة ويُحني الجبهة ...
ليس في النفس موغلا ما لم يتحلَّ صاحبه بالرضى بكل ما قُسِم له...
ليس القرآن روحا للروح ما لم يُصغّر النفس عند صاحبها، ما لم يجعل لها وردا للمحسابة على كل ما يبدر منها، ما لم تكن في حركاتها وسكناتها كما يحب الله ويرضى...فلا كذب...ولا خداع... ولا التواء...ولا اختلاق أعذار للنفس .....

القرآن حياة ...حياة بكل ما تحمل الكلمة من إشراقة شمس النهار، ومن سكون الليل الهادئ المطمئن ... ومن غذاء وزاد يبقي القوة ويجدد العزم ويُعلي الهمّة ....ومن هواء يحفظ نبض الحياة... ومن ماء يروي ظمأ الطريق، ومن رقيّ بمعناها إلى خالص معناها بأن يرنو الإنسان بروحه إلى مصدر نفختها، ويرتفع بها عن دركات تربتها ..... ومن حركات وسكنات تجعل كلماته للروح روحا...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #5 في: 2013-09-14, 11:52:47 »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا الموضوع الجميل، وعلى كل ما تقدمين
ورزقنا الله وإياك الإخلاص والاستقامة

ان كان لي ان اضيف، فالقرآن ليس دعوة للاستعلاء، ولا للانعزال، ولا للتكفير وإلقاء أكبر عدد من الناس في الجحيم
من فهم القرآن بهذا الشكل فهو لم يفهم القرآن
القرآن دعوة هداية
دعوة لإخراج الناس من الظلمات إلى النور
دعوة لمنهج قويم يضمن سعادة  الإنسان في الدنيا والآخرة
هكذا ينبغي ان نفهمه، ونتلقى تعاليمه، وهكذا ينبغي ان نحبه، ونحبب الناس  فيه
إنه رحمة مهداة للبشرية


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }  (النساء:174-175)
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #6 في: 2013-09-14, 12:49:35 »
جزاك الله خيرا يا هادية، وعلمنا الله ما ينفعنا على الوجه الذي يرضيه سبحانه لا على الوجه الذي يرضي أهواءنا .ونورنا بنور القرآن الكريم.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #7 في: 2013-09-15, 07:33:35 »
ما المقصود بتدبر القرآن؟

هو التفكُّر والتـــــأمل في آيـــــــــات القرآن من أجل فهمه، وإدراك معانيــــه، وحكمه، والمراد منه.

وقد يطلق التدبر على العمل بالقرآن؛ لأنه ثمرته وللتلازم القوي بينهما ..

كما في قول علي بن أبي طالب "يا حملة القرآن أو يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم"، وقول الحسن بن علي " اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فليست بقراءة".

علامـــــــات تدبُّر القرآن

وهي سبــــع علامــــــات كما ورد في كتـــــاب الله عزَّ وجلَّ :

1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا .. يقول سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} [الفرقان: 73]

2) البكاء من خشية الله .. يقول الله تعالى {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]

3) زيادة الخشوع .. يقول الله عزَّ وجلَّ {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107,109]

4) زيـــادة الإيمان، ودليله التكرار العفوي للآيات .. يقول تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2]

5) الفرح والاستبشار .. قال تعالى {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124]

6) القشعريرة خوفا من الله تعالى ثمَّ غلبة الرجاء والسكينة .. يقول تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]

7) السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ .. يقول جلَّ جلاله {.. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]

فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر،

أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره ..

د/خالد بن عبد الكريم اللاحم -من على صفحة الإبداع في إتقان حفظ القرآن -
« آخر تحرير: 2013-09-15, 07:45:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #8 في: 2013-09-18, 09:00:59 »
قال ابن القيم رحمه الله:

"فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بتدبر، فإذا قرأه بتفكّر، حتى إذا مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مئة مرة، ولو ليلة، فقراءة آية بتفكّر وتفهّم خير من قراءة ختمة بغير تدبّر وتفهّم،وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن "

قال مالك بن دينار:

"ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض"

وفي ثناء الله سبحانه على من يتدبر القرآن :

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ(4)

زادتهم إيمانا، مؤمنون تزيدهم تلاوة آيات الله إيمانا، وما الإيمان إن لم يكن مراقبة الله تعالى في الصغيرة والكبيرة، وما الإيمان إن لم يكن خشية الله تعالى وخوف غضبه وعقابه، ومراعاته في كل تصرف وتعامل مع الناس، وما الإيمان إن لم يكن صاحبه صادقا لا يكذب، أمينا لا يخون، مستقيما لا يراوغ ولا يحقق مآربه من وراء ستار الدين والعياذ بالله... وما أشد وطء هذه !!

وما القرآن في النفس إن لم يزد صاحبَه إيمانا ؟!!

لله دركم يا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوتينا الإيمان قبل القرآن"
فكانت نفوسهم بإيمانهم برب العزة ربا، وبرسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من ربه، مهيأة لأن تتقبل أوامر القرآن فتأتمر بها كلها، وتتقبل نواهيه فتنتهي عنها كلها .... لله درهم ونفوسهم قد بسطت وفُرشت بالإيمان، فوجد فيها القرآن متكأه ومكانه الوثير، ونصب له عليها عرشه العزيز الأثير، فكان محل ذلك العرش القلب ... القلب المؤمن الذي لما جاءه القرآن، وجد طاعة وسمعا وفعلا على الأرض وحركة ولم يجد حروفا، تُنثر نثرا فلا يرى لها من أثر  ...

أي معنى للقرآن في نفوسنا ونحن إذا خالطنا الأرض... والدنيا وجدنا أنفسنا تفتعل لأنفسنا العلل والحجج وربما الفتاوى افتعالا لتنسجم وما نفعل، لتنسجم وأهواءنا، لتنسجم وتخبطاتنا.... أي وقع للقرآن في القلب وفي النفس وهي إذا خالطت أمور الدنيا، نسيت نصا أمرها، أو نصا نهاها، بل ربما لوت عنق النص لترى النفس المتعللة العليلة التي تريد أن تقنع نفسها وتريح شيئا من ضمير بالكاد له نأمة أنها المأتمرة المنتهية، وأن في الدين يا هذا سعة وأي سعة !!
« آخر تحرير: 2013-09-18, 10:06:48 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟
« رد #9 في: 2013-10-30, 13:25:45 »
ويمرّ العام الحادي عشر من البعثة على النفر الستة من الأنصار وهم في مدينتهم دُعاة، نشَرَة لخبر الإسلام بين دور يثرب، حتى يعودوا لرسول الله في العام الموالي وهم اثنا عشر نفرا، يأخذ عليهم صلى الله عليه وسلم البيعة الأولى عند العقبة ،وعادوا أدراجَهم من مكة وهم على عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبينهم مصعب بن عُمَير يعلمهم الإسلام ويزرع في نفوسهم نور القرآن، ويربيهم على منهجه
 حتى نشأ في عام واحد رجال صنع نفوسَهم القرآن، فإذا هم ثلاث وسبعون من خيرة رجال الإسلام، بل من أعظم من عرف التاريخ الإنساني كله، ييمّمون وجوههم شطر مكة حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتفقون على أنه لا مجال بعدُ لتركه بين أيدي كفار قريش خائفا على رسالته، يلقى في سبيلها وصحابته كل ألوان التعذيب والتكذيب ... وأنّ عليهم أن ينصروه ويحموه ويمنعوه من كل من يريد به وبرسالته سوءا وأذية ....
 ويجتمع الرجال، وكل منهم بوزن الرجل كما ينبغي أن يكون الرجال، ويجتمع رأيهم ولا يتفرق، ويعقدون العزم على لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والائتمار بأمره ...فيكون ذلك اللقاء الليلي، وكم لليل الحالك من أسرار، وكم في الليل الحالك من أنوار لا تُدركُها كل الأبصار ....!يجتمع الرجال المؤمنون الصادقون بسيّدهم وسيّد الأبرار، برحمة الله للعالَمين... يسمعون منه شروطه، فيُقدِمون وهُم لا يَلوون على شيء،لا يتأخرون...يفتحون معه كل المغاليق، ويُجْلُون له كل مُبهَم في أنفسهم حتى لا يبقى بأنفسهم خوف أو مبرّر لخذلان ....
 ويبايعُ القومُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرجال -وهُم الرجال- على السمع والطاعة في النشاط والكسل،والنفقة في العسر واليسر،وعلى الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر،وأن يقولوا الحق لا يخافوا في الله لومة لائم،وعلى أن ينصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمنعوه إذا قدِمَ عليهم مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم وأبناءَهم...وأنّ لهم الجنة ........
 وقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حماسة لا تقدّمها العاطفة ويؤخرها العقل، بل يُقدم عليها العقل والعاطفة معا،ويستسيغها العقل مع العاطفة، في غير تراجع ولا تخاذل...
 لقد أقبلوا وهُم قد حزموا أمرهم، وهم على أهبة أن يحاربوا في سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته الأحمرَ والأسود، وأن يضحوا في سبيله وسبيل الإسلام بالنفس والنفيس لا يستكثرون ولا يبالون، فقد عرّفهم القرآن بالجنة وهم يتدارسون آياته مع مصعب بن عُمَير من قبل أن يسمعوها مِن فِي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
 إنهم رجال رباهم القرآن قبل أن يعرفوا صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام.
 إنهم عاشوا مع القرآن عاما كاملا يتدارسونه ويفهمونه، ويعرفون حق المعرفة مكانه وقدره وأنّه الحق لا مراء ولا جدال .... لقد عاشوا مع القرآن، فرباهم القرآن ونورهم القرآن، فدفعهم القرآن للنصرة..... وهكذا يفعل القرآن بأصحابه ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب