المحرر موضوع: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....  (زيارة 11728 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
" وجاء رمضان مرة أخرى .."

قلتها لصديقي حسام ونحن ننظر إلى الزينات المعلقة في كل مكان حولنا ..

- " وهذه هي استعدادات المسلمين له "

كانت هذه إجابته التي بدا فيها متهكما .. فقلت له :
- " يا صديقي .. كل إنسان يستعد حسب ثقافته وتفكيره ودينه .. المهم ! ماذا ستفعل الليلة ؟ "

مط شفتيه وقال :
- لا شيء سوى المزيد من تلاوة القرآن وقيام الليل ومتابعة المواضيع في المنتدى .. وأنت ؟!

قلت له :
- عندي مهمة إضافية أحتاج إلى تصميمها قبل أن يبدأ رمضان .. حرب محمد الفاتح مع ألبانيا ..

ابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول :
- إنك لن تترك هذه الألعاب الاستراتيجية أبدا .. أحيانا أشعر أنك تعيش داخل هذه الألعاب وفي العصور التاريخية القديمة .. ولن أندهش إذا أخبرتني غدا أنك كنت تقوم طوال الليل بفتح القدس مع صلاح الدين ..

ابتسمت أنا أيضا وودعته متوجها إلى البيت .. وظللت لبعض الوقت أعد هذه المهمة ثم دخلت المنتدى لأنظر في المواضيع الجديدة الخاصة برمضان .. وبعد فترة من التصفح ...

- لا جديد .. نفس الأفكار والمواضيع في كل عام .. أين التجديد يا شباب ؟!
قلتها لنفسي وأنا أغلق صفحات المنتدى وأتوجه إلى الفراش .. ثم رددت أدعية النوم وأنا أدعو الله أن أستيقظ قبل الفجر ..

وكالعادة تتابعت الأفكار ما بين الجامعة ورمضان والمنتدى والفتوحات الإسلامية وغير ذلك من الأفكار ثم .... ظلام .. لقد جاء النوم ...

لا أذكر شيئا مما حدث أثناء النوم سوى أصوات غريبة متتابعة تعلو وتهبط مع أضواء بجميع الألوان وإحساس بانعدام الوزن .. هذا حلم جديد ..

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
استيقظت على آذان الفجر .. كنت مرهقا ولذا لم أستطع أن أفتح عيني في البداية وأنا أشعر بنسمات الهواء الباردة تداعب وجهي .. كنت أتمنى لو أقوم قبل ذلك .. بعد ثواني بدأت أشعر بالموجودات من حولي .. وفتحت عيني لأرى النجوم في السماء فوقي .. كم هي جميلة في هذا الوقت ! الفراش من تحتي باردا أيضا .. من أين تأتي كل هذه البرودة ؟! ثم فجأة عاد إلى ذهني صفائه مرة أخرى ....

الفراش تحتي باردا لأنني أنام على الرمال والنجوم تظهر في الأعلى لأنه لا سقف هنالك ...

وأدركت الحقيقة .. أنا أنام في الصحراء !

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كانت مفاجأة قاسية جدا ظللت معها دقائق لأتأكد أنني لست أحلم وأنني متيقظ حقيقةً ...

لم أسمع من قبل عن إمكانية أن تنام في فراشك ليلا لتستيقظ الفجر في الصحراء .. هل وصلت تقنية الانتقال الآني إلى منزلنا ؟!

لم أر حولي أي طرق رئيسية .. فقط طريق ممهد يخترق الصحراء .. يأتي من اللابداية ليذهب إلى اللانهاية .. هل يمكن أن يمر أحد من هنا ..

وآذان الفجر ؟! من أين آتى وأنا لا أرى أي مآذن حولي ؟!

سأنتظر الإقامة لأحدد الاتجاه بدقة ... ومع كلمات المؤذن ظللت أمشى حتى وصلت إلى ساحة متسعة بجوار بعض الخيام يصطف فيها الناس لأداء الصلاة ... فوقفت بجوارهم حتى انتهت الصلاة .. وعندما التفت الإمام نظر لي بدهشة ثم نادي أحد الرجال وهمس له ببعض كلمات في أذنه وبصره لا يتحول عني .. ما جو المخابرات هذا الذي وقعت فيه ؟!

قمت لأذهب للإمام ولكن هذا الرجل أوقفني وقال لي بهدوء :
- يبدو أنك غريب عن هذه الأرض !

قالها بعربية فصيحة أذهلتني .. لولا أن تذكرت أن هناك بعض القبائل لازالت تتحدث الفصحى ولم تؤثر عليهم الحضارة بسلبياتها .. فقلت له :
- نعم .. أين نحن الآن ؟

نظر لي في دهشة أكبر عندما نطقت هذه الكلمات بالعامية التي يبدو أنه لا يفهمها .. ثم فجأة أمسك بتلابيبي ورفعني بضع سنتيمترات عن الأرض .. وقال لي في شراسة :
- من أنت أيها الفتى ؟! تلبس الثياب الإفرنجية ولا تجيد التحدث بالعربية وجئت لنا فجأة في الفجر !

ثم أخرج خنجرا من ثيابه وقربه من عنقي وقال بحدة :
- تكلم فورا وإلا أعدتك بدون رأس إلى أهلك ..

قاطعه الشيخ قائلا :
- دعه يا ناصر .. لقد قلت لك أن تسأله من أين آتى لا أن تقطع رأسه .. ما هذا التهور ؟!

ودعاني للجلوس إلى جواره ثم قال لي :
- لا تغضب .. هكذا هو ناصر علمته الحروب الشدة وخاصة أنه فقد أفراد أسرته العشرين كلهم في الحرب ..

ثم قال وهو يتأملني بصوت منخفض ظن أنني لن أسمعه :
- يبدو أن لك شأن عظيم عند الفرنجة .. سيسر السلطان صلاح الدين عندما يراك ..

ولم ألبث ثواني حتى أستوعب هذه العبارة ثم سقطت مغشيا عليَ ..
« آخر تحرير: 2009-10-10, 15:40:33 بواسطة elnawawi »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أهلا ومرحبا بك يا أحمد في ايامنا الحلوة

وعسى يطيب لك المقام بيننا هذه المرة...

ممتع أن نقرأ قصتك مع صلاح الدين مجددا.... ترى؟ هل عاودك الإلهام وأكملتها؟ أم تنوي استكمالها أثناء النشر هذه المرة؟

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

تمارا

  • زائر
" وجاء رمضان مرة أخرى .."

قلتها لصديقي حسام ونحن ننظر إلى الزينات المعلقة في كل مكان حولنا ..

- " وهذه هي استعدادات المسلمين له "


..
جذابة هذه المقدمة.. تأخذنا إلى الحوار وبدون مقدمات
استمتعت بالقراءة.. تبدو الأحداث مشوقة!

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
:emoti_133:

 emo (18): emo (18): emo (18):

أحمد عندنا يا مرحبا  :emoti_282:

نعم يا تمرة مشوقة جدا وجميلة وممتعة

وإن شاء الله يا هادية سيكملها هنا في أيامنا
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

امينة

  • زائر
 emo (18): emo (18):

الاخ نووري عندنا  :emoti_210:

مرحبا بعودتك لبيتك اخي الكريم اطلت الغيبة   sad:(

نأمل ان تكون عودتك هذه أبدية ان شاء الله  :emoti_282:

رائعة بالفعل ومشوقة احذات القصة  emo (23): emo (23): emo (23):

نأمل ان تكملها  ::ok:: ::ok:: ::ok::

« آخر تحرير: 2009-10-08, 20:52:30 بواسطة أمينة »

غير متصل محمد أنصاري

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 89
  • اللهم ارزقنا الإخلاص
اقتباس
ولم ألبث ثواني حتى أستوعبت  هذه العبارة ثم سقطت مغشيا عليَ ..

و ماذا بعد يا أحمد ؟
"إن لم تَزِدْ شيئا على الدنيا، كنتَ أنت زائدًا عليها"

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماما هادية ..
بالفعل أنا أستكمل القصة هذه الأيام .. نشرت حلقتين جديدتين في موقعها القديم ..

الأخت الفاضلة تمرة ..
أرجو أن تخبرينا برايك في القصة كلما سنحت الفرصة ..

الأخت الفاضلة أمينة ..
جزاك الله خيرا على الترحيب ..

أخي الحبيب جدا محمد أنصاري ..
سعدت جدا برؤية اسمك هنا أخي الحبيب .. اشتقت لك ..

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
أفقت بعد دقائق قليلة وذهني متعكر ... بعد قليل بدأت أستعيد التفكير المنطقي من جديد ..
أستيقظ وأجد نفسي في الصحراء + الناس يسكنون في الخيام ويتحدثون العربية الفصحى بل ولا يعرفون العامية + الفرنج وصلاح الدين = أنا انتقلت عبر الزمن !

ما هذا التخريف الذي أعيش أفكر فيه ؟!
الانتقال عبر الزمن جزء من الخيال العلمي .. هل أنا في حلم ما ؟!
عموما .. لقد تعودت على أن أغرب الاحتمالات هو دائما أقربها للصواب ..
إن كنت انتقلت عبر الزمن فلا مشكلة هناك .. ولنذهب إلى صلاح الدين ..

ناديت على من يدعي ناصر وقلت له :
- في أي زمن نحن الآن ؟!

نظر لي فاندهاش ثم قال :
- نحن في سنة ثمان وستين بعد الخمسمائة من الهجرة ..

قالها وكأنه لا يريد أن يخبرني تاريخ اليوم ، ومن يهتم أصلا بتاريخ اليوم ؟!
فكرت ثواني ثم قلت له :
- هل غزا السلطان صلاح الدين الكرك والشوبك ؟!

نظر لي نظرة قلقة ثم قال :
- وكيف عرفت وجهتنا أيها الفرنجي الهلجامة ؟

يا للكارثة .. إذن فهم يعتقدون الآن أنني أحد جواسيس الصليبين وسيذهبون بي إلى صلاح الدين وأنا في آخر موقف كنت أتخيل أن أقابل فيه هذا الرجل .. سأقابله بصفتي جاسوس فرنجي ..
بالطبع لم أرد على ناصر ووضعت وجهي في الأرض وجلست أفكر ..
من سوء الحظ أنني انتقلت عبر الزمن – إن كان هذا حقيقيا – بدون أي أوراق شخصية أو مستقبلية .. فقط الملابس العصرية التي ألبسها والتي تشبه ملابس الفرنجة بالتأكيد .. ولا أعرف التفاصيل التاريخية بدقة ، فقط الخطوط العريضة .. وإن تحدثت عن أشياء مستقبلية بالنسبة لهؤلاء الناس لن يتم اعتباري إلا منجم جديد ... لابد من وجود طريقة أخرى ..

بعد وقت قليل أشرقت الشمس وبدأت تتضح الموجودات أكثر وأكثر .. نحن الآن في سيناء .. ربما في نفس موضع المنزل الذي أسكن فيه في المستقبل .. وهؤلاء الناس أحد فصائل جيش صلاح الدين الذاهب إلى فلسطين لحصار الكرك والشوبك ( هذه هي أسمائهم حتى عصرنا الحالي ) .. للدقة فنحن الآن في لحظات تاريخية سيسجلها التاريخ لدهور .. فهذا الجيش هو أول جيش يخرج من مصر لقتال الصليبين خارج الحدود .. وهذا الجيش يعني نهاية مرحلة الدفاع وبداية مرحلة الهجوم .. هذا الجيش هو النواة الأساسية التي تكونت وتجمعت حولها بقية الجيوش الإسلامية التي فتحت في النهاية القدس .. ما أجمل أن تعيش لحظات مثل هذه وإن كانوا يعتبرونك جاسوسا ..

سارت القافلة شرقا أيام ، وفي خلال هذه الأيام كان المسلمين يحسنون معاملتي على الرغم من أنني أمثل لهم خطرا كبيرا كما يعتقدون .. وكنت أحصل كل يوم على أفضل الأطعمة والتي تعد أفضل من الطعام الذي كنت أحصل عليه في منزلي في الواقع .. والغريب أن أغلبهم كان لا يقرب هذه الأطعمة أو يأكلون منها أقل القليل ... وعندما سألتهم عن هذا قال أحدهم أن كثرة الطعام والشراب تملئ الجوف فينامون عن قيام الليل .. هذا الرجل يتحدث عن نظريات علمية ستأتي بعد قرون !

بالطبع كنت أصلي معهم جميع الصلوات في جماعة وكانوا لا يجدون في هذا مشكلة .. مسلم ويعمل مع الفرنجة ..!

وكانوا يعطوني قدرا كبيرا من الحرية في الحركة والتجول في أنحاء الكتيبة ورؤية تدريباتهم ولكنني لم أستطع أن اقترب من قيادات هذا الجيش أبدا .. فقد كان ناصر هذا يتبعني من بعيد دون أشعر به .. وإذا اقتربت من منطقة محظورة أجده أمامي فجأة ينظر لي نظرة تأنيب عابرة ثم يشيح بوجهه عني وكأنه يثق أنني لن أعصى هذا الأمر الحسي الذي خرج من سياله العصبي وانتقل إلى سيالي العصبي الخاص بطريقة ما لا أدري كنهها ..

السير أيام طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة كان يجعل قدمي تنهار أو عقلي يغيب .. وفي هذه الحالة كنت أجدهم يرفعوني على جواد قوي ناصع البياض لم أر مثله في عصري في أي مكان في العالم ... وإن هذا الجواد ليس أفضل الموجودين في هذه الكتيبة التي تعد فقيرة في أعداد الفرسان بها أساسا !

كل هذه الفترة وأنا لا أعلم متى سأقابل صلاح الدين ؛ ووصلنا لحصار المدينة المنشودة وضيق الجيش على أهلها وخرب الكثير من أماكن معاملاتها .. ولكننا لم ننل شيئا منها في هذا العام ..

وعدت مع الجيش والأيام تنقضي ولا أعرف ما مصيري ؟! أسير في أيدي المسلمين باعتباري أجنبيا دخيلا .. فماذا هم فاعلون ؟!

المهم ...

وصلنا إلى الديار المصرية ولم يخبرني أحد أيضا متى سأقابل السلطان .. وظللنا الأسابيع الطوال حتى كان كل همي أن أقابل صلاح الدين .. ليفرج عني أو يضعني في السجن أو يقوم بإعدامي .. أي شيء غير هذه الحياة الرتيبة التي لا أعرف ما معناها ؟! دعك بالطبع بالكثير من الأشياء الالكترونية التي أفتقدها ..
لا توجد ألعاب استراتيجية .. ولا توجد منتديات .. ولا يوجد حاسوب .. بل .. لا توجد كهرباء أساسا ..
كأنني أعيش في الجحيم .. ولا يعزيني إلا المعاملة الحسنة التي أتلقاها ...

حتى جاء اليوم الموعود وأخبرني ناصر بأنني اليوم سأقابل السلطان ...

امينة

  • زائر

حتى جاء اليوم الموعود وأخبرني ناصر بأنني اليوم سأقابل السلطان ...



 ::ok:: ::ok:: ::ok:: ::ok:: ::ok::

واصل اخي سرد ممتع ومشوق يجعلك تعيش بالفعل مع القصة

في انتظار الباقي  :good: :good:

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
 :emoti_133:

ما شاء الله قصة جميلة و سرد ممتع  ::ok:: ..لكنه سريع إلى حد ما  ... :emoti_138:

في انتظار الباقي  متشوقين... emo (30):
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل أبو بكر ..
ما الذي تعنيه بأن السرد سريع إلى حد ما .. هل تعني أن الأحداث تتلاحق وتتسابق في القصة نفسها بسرعة أم تعني أنني أضع الحلقات متتالية وسريعة في الموضوع ؟ أم شيء آخر ؟

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
أعني بأن الأحداث تتلاحق بسرعة في القصة ... emo (30):

أما وضعك للحلقات بسرعة فهذا هو المطلوب و المرغوب و المحبوب .... ::)smile:
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
تهللت أساريري وأنا أسمع منه هذا الخبر .. حقا سأقابل السلطان !
واصطحبني مع رجلين أشداء وذهبنا إلى مقر السلطان ، وهناك وجدت ذلك الرجل العظيم الذي أنشده ، لن أصف لكم الكثير عن الصفات الشكلية للرجل لأن هذا لا يهم أحدا .. كل ما يمكنك قوله هو أنك أمام سلطان .. وليس أي سلطان بل هو سلطان وقائد جيوش المسلمين التي ستحرر القدس قريبا .. نظرت له في ذهول وتعظيم ..
يا للمفارقة !
أنا الشاب من القرن الحادي والعشرين أقف أمام صلاح الدين بنفسه .. صلاح الدين الذي طالما ظللت ألعب به وبجيوشه في الألعاب الالكترونية .. صلاح الدين الذي عاش حياته مدافعا عن أراضي الإسلام والمسلمين .. وأنا الذي عشت حياتي ألعب هذه الحروب ..
لقد اكتشفت الآن كم أحب هذا الرجل .. وهويت على الأرض لأقبل قدمي هذا القائد رائع ولكنه أشار بيده أن لا فأمسك بي الرجلان بقوة قبل أن أصل للأرض .. ثم نظر لي صلاح الدين وقال :
- لقد علمت أنك أحد جواسيس الفرنجة .. لحساب من تعمل يا رجل ؟!

نظرت له بعين مملوءة بدموع الفرح وقلت :
- والله ما عندي تجاه الفرنجة غير العداء والكره لله ..

تمعن النظر في وهو يدور حولي مفكرا ثم أردف :
- إذن بماذا تفسر معرفتك لأمر الكرك والشوبك ؟!

آه .. هذا ما كنت أخشاه ولا أدري كيف أخبره به .. يا له من مأزق ! كيف يمكن أن أقنع قائد عظيم مثل هذا الرجل بأنني قادم من المستقبل ؟! أساسا أنا غير مقتنع بهذه الفكرة حتى الآن !
قلت له :
- فلنقل أنني عرفته مصادفةً .

بدا عليه عدم الاقتناع ثم قال :
- حسنا ... اعطني وسيلة لأتأكد بها من صدقك ..

تعجبت .. ما هذا التفكير ! يطلب مني أن أختار وسيلة القياس التي سيستخدمها معي .. يا للروعة !
- إذن .. ماذا لو قلت لك أنني رجل من آخر الزمان وجئت إلى هنا وأنا أعرف كل التفاصيل لأنها تعد تاريخا بالنسبة لي ؟!

نظر لي صلاح الدين بطرف عينه في حين تعالى الهمس بين حاشيته وقال أحدهم :
- أقل ما يوجد في أمتي في آخر الزمان درهم حلال وأخ يوثق به .

نظرت له باستغراب وقلت :
- ولكن هذا الحديث ضعيف جدا ..

التفت صلاح الدين في حركة لولبية لم أرها إلا في عروض الباليه العالمية في زمننا وقال بحدة :
- وما أدراك أنتَ بالضعيف والصحيح ؟!

ألتفت له بدوري وقلت بحدة مماثلة :
- لأن هذا عملي .. هو تخريج الأحاديث ..

سكنت حركته فجأة واتسعت عيناه وهو يتأملني ثم قال ببطء :
- ومن شيوخك أيها الفتى ؟!

انتبهت في هذه اللحظة لما قلته .. ومن شيوخي ؟! أنا لا أعرف سوى الكتب والبرامج الحديثية .. ماذا سأقول الآن ؟! فكان الصمت ردي ..

بعد برهة قال لي السلطان :
- لماذا لا تتحدث ؟! ألا تريد أن تذكر من هم شيوخك ؟!

رفعت رأسي تجاهه وقلت متألما :
- يمكنك أن تقول أنه ليس لي شيوخ تقريبا .

وما أن قلت ذلك حتى أحمر وجهه غضبا وتحسست يده مقبض السيف الذي يحمله وقال في ذهول :
- ليس لك شيوخ وتجرؤ أن تقول أنك تخرج الأحاديث ؟!

وفكر لحظات ثم استطرد :
- قل لي .. ما هي علة هذا الحديث الذي قلت عنه ضعيف جدا ؟

ظللت أفكر هنينة ثم قلت :
- لا أذكر
 
اتسعت عيناه على اتساعهما فأصبحتا بئرا عميقة وقال :
- عجبي ! لا تذكر العلة وتقفز بالحكم ! إذن من رواة هذا الحديث ؟

رددت قائلا :
- بالطبع لم أحفظهم .

مط شفتيه قائلا :
- إذن ما أنت إلا مدعي كذاب تتطاول على علم الحديث وتتطفل عليه ، والذي نفسي بيده إن هذا لأقبح ذنبا وأشر أثرا من العمل مع الفرنجة ..

في هذه اللحظة تذكرت .. بل انتبهت للطامة الكبرى التي وقعت فيها .. فصلاح الدين محدث .. وبالطبع ما كان لي أن أفعل مثلما أفعل في المنتدى ... فشتان ما بين أن تخرج الأحاديث بالبرامج وتعرضها على أعضاء المنتدى وأن تتحدث في هذا من ذاكرتك مع أحد محدثي عصره السلطان صلاح الدين .. هذا يفسر غضبه في هذا الموقف على الرغم من حلم صلاح الدين وعفوه المعروفين  .. كم كنت أحمق في هذه اللحظات الأخيرة ..

حاولت أن استدرك وقلت له :
- معذرة سيدي .. ولكن يمكنك أن تسألني في قواعد وعلم المصطلح وإن شاء الله أجيبك ..

كان ينظر إلى المدينة من الشرفة ولم يرد علي بل ظل ماكثا هناك يفكر وكأنه يراجع كل ما حدث .. وبعد دقائق التفت لي ببطء وعيناه تلمع ببريق لم أره في حياتي من قبل .. بريق من ذلك النوع الذي يؤكد لك أنك أمام إنسان عبقري ندر أن يجود الزمان بمثله .. وأنه يفكر في أمر عظيم .. وبدأ يتحدث قائلا :
- إذن فأنت تقول أنك تعرف بأمر الكرك والشوبك لأنك من آخر الزمان ويعد هذا تاريخا بالنسبة لك .. ثم تلقي بالأحكام على الأحاديث مدعيا أنك تخرج الأحاديث على الرغم من عدم حفظك للرواة أو للعلة .. وقبل ذلك لا تقوم الليل إلا شذرا ولا تعرف المعالم الجغرافية للبلاد .. ربما تكون صادقا .. فهل قلت لي ما هي وجهة الجيش القادمة ؟

فكرت بسرعة وقلت لنفسي أن هذه سهلة .. فأنا أحفظ تاريخ هذه الحقبة جيدا وابتسمت قائلا :
- إلى بلاد النوبة .. وسترسل أخاك شمس الدين .

اتسعت ابتسامته وقال كأنه يتأكد من معلوماته :
- صدقت .. وهل تقول لي لماذا عدت بالجيش عن حصار الكرك السنة الماضية ؟

آه صعب أن أتذكر هذا السبب ..
وقال أحد أعوان صلاح الدين :
- عدنا بالجيش لقلة الظهر والخوف من اختلال الأمور إذا بعدنا عن مصر ..

ابتسم صلاح الدين والتفت لي قائلا :
- أليس كذلك ؟!

فكرت بسرعة ... لا ليس كذلك .. ليس هذا تفكير صلاح الدين .. وتذكرت أخيرا ... فقلت له في ثقة :
- بل توهمت من طلب نور الدين وخفت أن يكون الأمر غائلة يزول بها ما حدث من التمكن من بلاد مصر ..

حاول أن يخفي السلطان دهشته ولكنها كانت أعظم من أن تٌخفى .. وبعد تفكير لبرهة أخرى قال :
- إذن هل تقول لي ماذا أنا أنوي أن أفعل بك ؟

قلت له :
- ومن أين لي أن أعرف ؟!

هز رأسه موافقا وسألني :
- كم درهما يلزم لإعداد ناقة تسير بك من هنا حتى بلاد الترك بدون توقف ؟

هززت رأسي أن لا ....

ألتفت صلاح الدين إلى من حوله وقال لهم :
- هكذا أنتم ترون هذا الفتي الخطير الذي يعرف أسرارا من داخل البلاط السلطاني ما كان لها أن تخرج أبدا .. وهذا الرجل جاسوس خطير .. فليزج به في السجن ...

قالها وانصرف في خطوات واثقة تاركا الرجال يمسكون بي ويجروني جرا إلى السجن ..........

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....
« رد #13 في: 2009-10-13, 23:48:58 »
محملا بالهموم جلست أنا في تلك الزنزانة المنفردة التي وضعوني فيها .. كان هذا نوعا من ( الحجز على ذمة التحقيق ) فما كان صلاح الدين سيسجن أحدا بدون محاكمة .. لكن الغريب في الموضوع هو لماذا سجنني السلطان أساسا ؟! هل أخطأت في شيء وأنا أحاوره ؟ أم تراه قد أخذ الحيطة والحذر حتى يتأكد ؟ الأمر صعب ..

وظللت لساعات طوال أضرب أخماس في أسداس وأتذكر كلماته وكيف نهرني بشدة على تخريج الأحاديث .. بصراحة شديدة معه حق .. ولو كنت مكانه لفعلت ذلك .. هذا منطقي جدا لأنه لا يعرف الوسائل الحديثة المستخدمة في هذا الموضوع ولا يعرف الكيفية التي يحدث بها الأمر ..

وعندما أخذني النوم كانت الأحداث التاريخية تترائى أمامي كأنها شريط مسجل .. عجبي كيف أقول أحداث تاريخية وهي لم تحدث بعد في هذا العصر ! أمر مربك جدا السفر عبر الزمن .. وخطرت ببالي فكرة خطيرة .. مادمت أعرف التاريخ الذي هو مستقبل هنا فهل أستطيع أن أقوم بتغيير فيه ؟ أي تغيير بسيط سيجعل الكثير يتغير على مدار سنوات وقرون .. فلأجرب إذن ... وأنا مستغرق في الأحلام أيقظني صوت هامس يناديني .. فقمت مفزوعا وأنا أبسمل فإذا بهذا الصوت يهمس لي ألا أصدر ضجيجا .. نظرت إليه فوجدت شابا وسيما يشير لي أن أخرج من هنا وأتبعه .. لم أفكر كثيرا في هوية هذا الشخص فكل ما أفكر به هو الهرب .. وظللت أتبعه وهو صامت لا يتكلم عبر دروب وسلالم خلفية وأبواب سرية وممرات وأنفاق حتى وصلنا في النهاية إلى صف من الغرف الفاخرة موجودة بمعزل عن القلعة وكأنها مجهزة للاختباء أثناء الهجوم ..

وأمام عيناي المندهشتين وجدته يفتح باب أحد الغرف ويشير لي قائلا :
- هذه غرفتك التي ستقيم بها ...

عما يتحدث هذا الرجل وأي تخريف هذا ؟!!! أتريدني أن أقيم هنا في القلعة وأنا هارب من سجن صلاح الدين ؟!! كلا بالطبع لن أفعل هذا .. وليزيد من دهشتي قال :
- السلطان صلاح الدين سيكون هنا خلال دقائق ..

وأخرج لي بعض الملابس التي يرتديها رجال الحرب وأشار بأن أقوم بارتدائها !
ما هذا العالم الغريب المملوء بالألغاز ؟! ما معنى كل هذا ؟! لقد وصل تفكيري إلى مرحلة خطرة وكاد عقلي أن ينفجر .. لكنني ارتديت الملابس وأمري إلى الله .. ربما أجد التفسير قريبا ..

وبالفعل ما هي إلا دقائق وكان السلطان صلاح الدين بنفسه في الغرفة وابتسامته تملأ وجهه وهو يقول :
- ماذا ظننت أني فاعل بك أيها المستقبلي الشجاع ؟!

ماذا ؟!!!!
بما أنني لا أفهم شيء فقد قررت أن أعيش في دور ( الاستهبال والاستعباط ) فقلت له :
- عما تتحدث أيها الرجل ؟!

اتسعت ابتسامته قائلا :
- ألم أقل لك أنك شجاع ؟

لم أرد وهززت رأسي في عدم فهم فاستطرد :
- دعك مما تفكر به وقص علي قصتك من البداية ..

نظرت له وقلت بحدة :
- أنا لم أر إلا الغرائب منذ أن دخلت إلى هذه القلعة .. هل لك أن تفسر لي ماذا يحدث من البداية أولا ؟

جال بعيناه في جسدي ثم سألني :
- هل تسمح لي بأن أجلس ؟

هذا الرجل يصمم على أن يتلاعب بأعصابي فقلت :
- بالتأكيد .. هيا تحدث ..

جلس بهدوء وأشار إلي أن أجلس أيضا .. وهنا نفذ صبري فصرخت فيه :
- فلتتكلم ولننتهي من هذا الموضوع ..

قال بهدوء شديد :
- لن أتكلم وأنت بهذه العصبية .. لابد أن تهدأ أولا .. ولكي تهدأ عليك أن تجلس إن كنت قائما وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .. وهكذا .. أنت بالتأكيد تعرف هذه الأمور ..

أغمضت عيناي وأخذت شهيقا عميقا وكتمته للحظات ثم أخرجته وفعلت ما قال لي .. وأخيرا بدأ يتحدث وقال :
- حسنا .. بالتأكيد أنت تحتاج إلى إجابات على كل ما حدث .. أقترح أن تبدأ بالأسئلة ..

قلت له :
- بل ربما عليك أن تسرد لي الأحداث كما رأيتها أنت ..

هز رأسه موافقا وقال :
- عندما علمت أن هناك جاسوسا للفرنجة يعلم بأمر حرب الكرك الأخيرة من قبل أن نذهب إلى هناك لم يكن الأمر يمثل لي شيئا .. فهذا جيش كامل متجه إلى مكان ما .. ومهما فعلت فلن تخفي وجهته .. هذا الأمر لم يحدث إلا مرة واحدة في التاريخ .. أتعرفها ؟

أجبت قائلا :
- كان هذا في غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم .. أعتقد في فتح مكة ..

أستطرد قائلا :
- وعندما رأيتك للمرة الأولى استبعدت تماما أن تكون جاسوسا من أي نوع .. هذه أشياء واضحة جدا .. على الأقل الجاسوس لن يقفز الشوق للقائي من عينيه وهو يعرف أنني ربما أقوم بقتله .. تلك اللحظات التي نظرت إلي فيها وسرحت بعيدا أنبأتني بأنك تعرفني جيدا ومتشوق لمقابلتي .. وأنا أقدر هذا جيدا ..

بصراحة أكثر ما أدهشني هو تضعيفك للحديث الذي قاله أحد الرجال وأنا أتحدث معك .. فلم أر أحدا من قبل يتجاهل السلطان الذي يقف أمامه ليتحدث مع أحد الحراس حتى لو كان في حديث نبوي شريف .. على الأقل كان سينتظر الانتهاء مع السلطان أولا ثم يصحح لمن دونه بعد ذلك .. وما يؤكد ذلك الحدة التي كانت في صوتك وأنت تحدثني .. هذا كان كفيل بأن يجعلني أفكر بأنك من عالم آخر غير عالمنا .. ربما قد تكون آتيت من بلاد لم نعرفها بعد ..

ثم هذه العربية العجيبة التي تتحدث بها .. قد يقتنع العامة أن هذه العربية بسبب كونك أجنبي أو تتعامل أو تعيش مع الأجانب .. ولكن بالنسبة لي فأنا أعرف الأجنبي حين يتحدث العربية .. أما ما تقوله أنت فهو خليط من العربية مع المصرية القديمة مع الكثير من اللغات الأجنبية والفارسية والتركية وغيرها .. هذا المزيج لم أر مثله من قبل أيضا ..

دعك طبعا من موضوع شيوخك هذا .. فجميع الأطفال عندنا لهم شيوخ .. فكيف بطالب علم ليس له شيوخ ؟! هذا كلام من الخيال ..

كنت أريد أن أتأكد من عدة أشياء .. فكان لابد أن أعرف إذا كنت قارئا للأفكار مثلا .. فسألتك عن خطط مستقبلية أفكر بها ووجدت عندك إجابة صحيحة وإن كنت لم أفكر في إرسال شمس الدين بالذات من قبل ... وسألتك عن سر خطير لا يعلمه إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد فإذا بك تعرفه بدقة متناهية .. ولكن عندما سألتك عما أفكر به في هذه اللحظة لم تعرف شيء ... فبالتأكيد لست قارئا للأفكار ...

وأردت أن استبعد أيضا أنك تتعامل مع الجن أو أي شيء من هذا القبيل .. فقلت لك لغزا بسيطا جدا يتداوله العامة .. ولا أعتقد أن هناك جني لا يعرف إجابته ... ولكنك لم ترد أيضا ..

لم يبق لي سوى أن أقتنع بكلامك الغريب عن أنك جئت من آخر الزمان .. وهذه الإجابة على الرغم من غرابتها الشديدة إلا أنها تجيب على جميع الأسئلة وتفسر معرفتك للأحداث التاريخية بدقة وتفسر اختلاف اللغة وبقية الأشياء .. ولقد أعتدت دوما أن أغرب الاحتمالات هو أصحها .... لكن أكثر ما أحزنني هو أن طلاب العلم في زمنك لا يتلقوا العلم من الشيوخ ...

بالطبع كل من كان حاضرا لم يستوعب فكرة المستقبل التي تتحدث عنها .. أساسا الناس دائما تقول أننا أصبحنا في آخر الزمان ... وعند قدوم الفرنجة في أول الأمر أعتقد الكثير أن هذه هي نهاية الإسلام والمسلمين .. حتى جاء القائد العظيم نور الدين حفظه الله للإسلام والمسلمين ... وبالطبع كان من المستحيل أن أبدي تفهمي لك أمام الناس لذا قمت بهذا العرض وألقيت بك في السجن لأخفيك عن الأنظار حتى ألتقي بك هنا .. ولا يعلم أحد أي شيء عنك الآن سوى محمود الذي أتى بك إلى هنا .. وهو رجل مخلص ويثق كثيرا بسلطانه وينفذ الأوامر بدون نقاش .. والآن دورك لتتحدث .. فماذا عندك ؟!

وتأملني صلاح الدين وأنا أبدو كالمعتوه الذي تدلى فكه السفلي وخرجت عيناه من محجريهما وتدلي لسانه انبهارا بعبقرية ذلك السلطان التي ليس لها مثيل .. أي تفكير منطقي هذا وأي مرونة فكرية تجعل الرجل يتقبل بمنتهى البساطة فكرة السفر عبر الزمن !! أنا لم أقتنع أنني سافرت عبر الزمن فعلا إلا بعد أن سمعت هذا الرجل ..
تفكير منظم جدا ذلك الذي قاده على هذه الاستنتاجات العظيمة ... وأحمد الله تعالى أنني لم أقع في يد أي سلطان أو ملك آخر غير صلاح الدين .. ذلك القائد المسلم الذي آتي ليعطي الأمل للمسلمين من جديد بعد أن كانوا فقدوه إلى الأبد ....

وفكرت قليلا حتى استوعبت كل ما قال ثم بدأت أقص عليه الحكاية من البداية ...
وكان صلاح الدين يستمع بكل حواسه وينتبه لكل كلمة أقولها ... وفي النهاية قال لي :
- هذا الموضوع خطير ... خطير جدا ...

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....
« رد #14 في: 2009-10-14, 00:28:29 »
رائع يا أحمد

أستمتع وكأنني أقرأها للمرة الأولى.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....
« رد #15 في: 2009-10-16, 22:39:57 »
انقضت الأيام سريعا ومرت الشهور حتى انقضى هذا العام ودخل العام التالي .. وكان صلاح الدين يمر عليّ أكثر من مرة في الأسبوع .. يجلس معي وأحكي له عن عصرنا هذا .. بعض المخترعات وآلات الحرب والخطط الاستراتيجية !
تخيلوا !
ولكنني أشهد له أنه كان على درجة مخيفة من الذكاء .. فكنت أقص عليه حكاية في أحد الحروب وحدثته عن خدعة قام بها أحد الجنود .. فوجدته يفكر قليلا .. ثم أخبرني أن هذه الطريقة غير ممكنة واقعيا .. بل يمكن أن تنفذ عن طريق كذا وكذا ... وقال أنني لم أفهم الرواية جيدا ...
قائد من العصور الوسطى يعدل على خطط القرن العشرين ... عجبي !
وكان في كل مرة يجلب لي كتب علوم الحديث المختلفة .. من مصطلح ورجال ... إلخ .. كان عنده بعض النسخ الأصلية من كتب لم أسمع عنها من قبل .. ولكنها كانت قيمة جدا ... المشكلة الوحيدة كانت في القراءة .. فالصحائف هذه كتبت بخطوط يدوية عجيبة لا أعرف كيف أقرأها وأنا الذي أعتاد على القراءة من خلال شاشات الحاسوب مع إمكانية تغيير الخط كما أريد ...
وكان يأتي ليختبرني كثيرا فيما قرأت أو درست .. وطبعا النتيجة كانت مخيبة دوما للآمال .. حتى أنني ذات مرة استوعبت بعض القواعد وقمت بتطبيقها والتدريب عليها أكثر من مرة وكنت واثقا تماما من فهمي لهذا الموضوع .. فهرولت إليه عندما جاءني قائلا :
- لقد فهمت هذه تماما .. لك أن تختبرني ...
وبعد أن قام بالاختبار وجدت أنني لم أفهم إلا 50 % بطريقة صحيحة ...
وقال لي صلاح الدين كلمات هي خبرة سنوات في الحياة وفي الاشتغال بالعلم الشرعي :
- يا بني .. اعلم إن هذا العلم دين .. فانظر من أين تأخذ هذا الدين .. وإياك إياك أن تقرأ بعض الكتب فتظن نفسك عالما وتكفر هذا وتعارض هذا وترد رأي هذا .. فلعلك لم تقرأ رأي هذا ولم تفهم رأي هذا وتعصبت لرأي هذا .. العلم الشرعي يا بني لا يؤخذ إلا من علماء .. أما من يكفر ويفسق ويبدع كل من يخالفه فهذا ليس بعالم .. واعلم أن في كل كتاب فائدة .. فلا تلقي بكتاب فلان حتى تفرغ منه تماما وتفهم مقصده وتجني فوائده حتى لو كان فلان هذا معارضا لك ..

ثم عقب بعد ذلك :
- أما بالنسبة لعلم الحديث فأرى أنه أمامك مشوار طويل أدعو الله أن يوفقك فيه .. وإن كنت أرى منك المهارة في تخريج الأحاديث ومعرفة درجة صحتها ..

وكان أكثر ما يسألني عليه صلاح الدين هو حال المسلمين في عصري ... وفي كل مرة كنت أتهرب من الإجابة على هذا السؤال .. وكنت لا أدري ماذا أقول له .. ولكنني كنت أعلم أنني حتما في يوم من الأيام سأضطر أن أقص عليه الواقع – المستقبل في هذه اللحظة – المرير .. لا أتخيل ماذا سيكون رد فعله لو قصصت عليه ما يحدث في أغاني الفيديو كليب مثلا !!

في هذه السنة التي مرت توفى والد صلاح الدين الأمير نجم الدين أيوب .. وفي هذه الفترة انقطع عن زيارتي السلطان .. ولكن عندما عاد لم يبد عليه التأثر .. فكأنها محنة وانتهت ولم تترك أثرا على هذا الرجل الصلب ..

وكنت أسمع الأخبار تأتي من الشام عن نور الدين وفتوحاته ومعاركه في سبيل الحق .. وفي أثناء ذلك كان السلطان صلاح الدين قد بعث أخوه شمس الدين في مهمة أخرى - وكأنه رجل المهمات الصعبة – إلى اليمن ليفتتحها من أيدي بعض المفسدين الذين كانوا استولوا عليها .. وبعد اكتمال النصر زف إلينا شمس الدين الخبر وسعد له السلطان جدا ..

وعندما أتت رسالة نور الدين علمت أن السلطان بعث مع من يسمى بابن القيصراني هدية سنية وتحف هائلة هنية ، فمن ذلك خمس ختمات شريفات مغطات بخطوط مستويات ، ومائة عقد من الجواهر النفيسات خارجا عن قطع البلخش واليواقيت والفصوص والثياب الفاخرات والأواني والزباريق والصحاف الذهبيات والفضيات والخيول المسومات والغلمان والجواري الحسان والحسنات ومن الذهب عشر صناديق مقفلات مختومات مما لا يدري كم فيها ، مئتين ، ألوف ، مئات من الذهب المصري المعد للنفقات ...
فلما فصلت العير من الديار المصرية ، لم تصل إلى الشام حتى أن نور الدين مات ، عليه رحمة الله رب الأرض والسماوات ....

كان موت نور الدين فاجعة كبرى وطامة عظمى للسلطان وللمسلمين أجمعين .. يومها رأيت صلاح الدين والدموع تملئ عيناه وصوته يرتجف وهو يقول :
- أعلمت ؟! أصبحت أحمل هم المسلمين كلهم وحدي ..

كان يعتبر أن هذه مسئولية أكبر من قدراته وإمكانياته ..
ونور الدين للأسف لا يعرفه الكثير ولا يعرفون فضله ولا مكانته في تلك العصور .. فنور الدين جاء في العصر الفاطمي .. وكانت المساجد في عهد أبيه وجده لا يؤذن فيها بـ " حي على الصلاة .. حي على الفلاح " .. بل كانوا يقولون : حي على خير العمل .. شعار الرافضة هداهم الله .. فأحيى السنة وأمات البدعة ..
وبنى مستشفى في دمشق لم يبن في الشام قبله مثله .. وبنى المدارس والمساجد ووسع الطرقات وبنى عليها الرصافات ووسع الأسواق ..
وأسس نظاما اقتصاديا قويا وأعتنى بالأوقاف ..
وكان أول من أسس دارا لسماع ورواية الحديث ..
وكان يعقد مجالس العدل ويتولاها بنفسه ويجمع القاضي والفقهاء والمفتيون من سائر المذاهب ..
كل هذا قبل أن يشرع في حرب الفرنجة .. مما يؤكد لنا أن أي نهضة أو أي إرادة استقلال تحتاج إلى نهضة معمارية .. نهضة علمية .. نهضة حضارية .. نهضة شاملة بجميع جوانب الحياة أولا ..

ولو تحدثنا عن خلقه وحياته الشخصية فيكفينا أنه قد قيل أنه لم يوجد بعد عمر بن عبد العزيز ملكا على المسلمين مثله إلا نور الدين ...

ثم أن نور الدين يعتبره التاريخ أول من وقف وقفة حاسمة مع الفرنجة وكسرهم وفتح حصونهم مرات ومرات .. وكان إذا اجتمعوا على صلاح الدين خرج إلى ديارهم فحاصرها .. فإما فتحها وأما أجبرهم على العودة سريعا وترك صلاح الدين .. فكانوا بين المطرقة والسندان تتلاعب بهم جيوش المسلمين في الديار الشامية تارة وفي الديار المصرية تارة أخرى .. ولكن الآن .. من يتولى أمرهم غير سلطاننا صلاح الدين ؟! وهذا كان همه ..

واغتم صلاح الدين كثيرا بهذا الأمر أكثر ما اغتم بموت أبيه .. واستغرب هذا الأمر حاشيته ورجاله .. واستغربته أنا أيضا .. فإن كان نور الدين قد مات .. فقد مات من قبله ملوك وخلفاء عظام ومازال الإسلام باقيا .. ولكن السلطان كان بعيد النظر .. وكان حاد الذكاء بحيث أنه رأى ما لم نره نحن ..

فبعد أن مات نور الدين بويع لولده الصالح إسماعيل وكان صغيرا واختلف بعدها الأمراء وحادت الآراء وظهرت الشرور وكثرت الخمور وانتشرت الفواحش وعاث بعضهم بالفساد في جميع الأنحاء ..

بالطبع هذه الأمور كلها جعلت الصليبين يفرحون كثيرا وعزموا على فتح دمشق وخرج إليهم جيش من الشام وضعف عن مقاومتهم .. وبالتالي اضطروا إلى الهدنة ودفعوا لهم الأموال الجزيلة ..

وصلاح الدين لم يسكت عن هذا .. فكان يضع في اعتقاده - كما قلت لكم – أنه تحمل مسئولية المسلمين ومسئولية حرب الفرنجة .. لذا عزم على فتح بلاد الشام وبعث لهم يخبرهم بأنه قادم ليحمي هذه البلاد من الفرنجة ...

وكنت في هذه الأثناء متشوقا للأحداث القادمة .. فأنا أعرف الخير الكثير الذي سيجنيه المسلمين لو تولى صلاح الدين أمر الشام بالإضافة إلى مصر على الرغم من صغر سنه ( 37 عام فقط ) ..

وسألته ذات مرة :
- هل يمكن أن تخبرني كيف تبيح لنفسك أن تغزو بلاد المسلمين وتقاتلهم وتقتل منهم ؟!

ابتسم ابتسامة واسعة وقال لي :
- وهل يمكن أن تخبرني أنت ما المشكلة في ذلك ؟

قلت له متعجبا :
- تحارب إخوانك من المسلمين .. وتسألني ما المشكلة ؟

اتسعت ابتسامته وهز رأسه :
- ليسوا كلهم إخواني .. فمن يضع يده في يد الفرنجة ويتحالف معهم ضد المسلمين فهو خائن للمسلمين ..

قلت له :
- ومن قام بعقد هدنة معهم وأعطاهم الأموال ضعفا من جيشه لا تحالفا مع الأعداء ؟

رد قائلا :
- إن كانوا ضعافا فلماذا تولوا الحكم ورضوا به وحملوا أمانة الدفاع عن أراضي المسلمين ؟؟ .. لابد أن يعزلوا ويتولى من يستطيع حماية بلاد المسلمين ..

فكرت وقلت :
- يكفيك نصحهم ...

عقد حاجبيه وقال :
- نصحتهم كثيرا وفي كل مرة يسيئون الأدب عليّ ويكتبوا لي ما فيه غلظة وبشاعة في القول ..

أغمضت عيني وقلت في عدم اقتناع :
- هذا ليس كافيا ...

ابتسم مرة أخرى وقال :
- ولكنهم حبسوا شمس الدين بن الداية أخو مجد الدين الذي كان رضيع نور الدين .. حبسوه هو وإخوته في الجب بدلا من أن يعطوه ابن نور الدين ليربيه وهو أولى به .. وحذرتهم أيضا .. ولكن ما من مجيب .. وقد أعذر من أنذر ..

لم أجد ما أقوله سوى :
- حسنا ... ليس من تخصصي الفتوى .. اذهب فاسأل الفقهاء لعلك تبرأ ذمتك باستشارتهم ..

صمت قليلا وبدا عليه التعجب ثم قال :
- اذهب وسلهم بنفسك ..

وتركني وانصرف ...
وعزم صلاح الدين على دخول بلاد الشام .. وكنا ننتظر الوقت الذي يعلن فيه عن بداية تحرك الجيش ولكن شغلنا أمر عظيم .. هول جديد قادم ...
فتركنا كل شيء وانشغلنا به ..
انشغلنا بالهول القادم من البحر .

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....
« رد #16 في: 2009-10-16, 23:34:23 »
أتابع معك... حلقات مشوقة وممتعة، بارك الله بك  emo (30):

ولكنني أتساءل.. هل تعيد قراءة هذه الحلقات قبل ان تنشرها؟ ام انك تنسخها وتلصقها وحسب؟ :emoti_138:

فقد ادهشني أنك في هذه الحلقة تناقض ما ستنشره لاحقا في آخر حلقة عرضتها علي...

كذلك تذكرت اهتمامك الشديد الذي كان بعلوم الحديث، والذي عكسته في قصتك.... ترى مافعل الله به؟

تساءلت كذلك لماذا لم يستشهد صلاح الدين بقوله تعالى {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}؟

هذا وأود لو أنك لا تستخدم كلمة (فتح) إلا للفتح الإسلامي، وأما احتلال الفرنجة لبلادنا فهو احتلال وإعادة احتلال، وليس فتحا على الإطلاق...


وبانتظارك
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل محمد أنصاري

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 89
  • اللهم ارزقنا الإخلاص
رد: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....
« رد #17 في: 2009-10-17, 01:32:01 »
اقتباس
انشغلنا بالهول القادم من البحر .

و ما الهول القادم من البحر  يا نووي ؟
"إن لم تَزِدْ شيئا على الدنيا، كنتَ أنت زائدًا عليها"

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....
« رد #18 في: 2009-10-22, 08:50:11 »
أين بقية الحلقات يا أحمد؟؟


لا تتأخر بها علينا
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: هذه قصتي مع صلاح الدين العظيم ....
« رد #19 في: 2016-05-01, 09:47:48 »
بحثت في ملفاتي القديمة أكثر من مرة، ويبدو أن أصل هذه القصة قد ضاع من عندي. وبالطبع كل محتويات منتدى عمرو خالد والوعد الحق قد ذهبت بلا عودة ..
حقا لا أريد تصديق أنه لم يعد يوجد أثرا لهذه القصة سوى هذه الحلقات القليلة هنا ..

استدراك:
يبدو أن بعض محتويات منتدى عمرو خالد لم تضع، فأثناء بحثي اليائس وفي محاولة أخيرة للوصول إلى أي جزء من قصتي، استعنت بالله عز وجل ووضعت أول سطر من القصة في جوجل.
ولمفاجأتي وجدته قد قادني إلى هذا الرابط : http://forum.amrkhaled.net/printthread.php?t=400&pp=20&page=25
حيث وجدت صفحات القبيلة كاملة، ووجدت عدد لا بأس به من الفصول كنت قد نشرتها هناك. فيما يبدو أنها منقوصة، ولكن أفضل من لا شيء.

أتذكر الآن تلك الايام وتلك الوقائع، وأتذكر الحاح المنسق علي لكي أقوم بإنهاء هذه القصة كي يقوم بنشرها في الموقع.
حسبما اذكر فأنا لم أقم بذلك في تلك الفترة، وفي لحظة من اللحظات قمت بهجر منتدى عمرو خالد كليا وظللت بمنتدى الوعد الحق، وأظن أنني كتبت فصولا لاحقة هناك.

آخر ما وجدته في القبيلة كان فصل فتوح الشام وأخذها من بين أيدي الانقلابيين الذين اختطفوا السلطة من بعد وفاة نور الدين.
وآخر ما أذكر كتابته كان هدنة بين صلاح الدين والصليبيين، وقتها قمت بتشبيه الأمر بقصة السادات وكامب ديفيد وقوبلت بعاصفة من الاعتراض ولم أكمل منذ ذلك الحين.
إذن فهناك فصول ضائعة بعد، ولكن فقط القليل
« آخر تحرير: 2016-05-01, 11:12:03 بواسطة elnawawi »