أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: جواد في 2008-07-17, 01:31:05

العنوان: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-07-17, 01:31:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

قريبا بإذن الله،

على شاشة .. قصدى على صفحات أيامنا الحلوة.  emo (30):


(من مصادر أخري بتصرف)
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2008-07-17, 16:32:39
 emot (2):
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-07-19, 15:16:36
المشهد لما يكتمل ..
والعيون بالثأر لما تكتحل..
ومراسيل العشاق بمداد أحمر تكتب قصة مجد يشكو الهجر والنسيان.

وهناك على تل قريب وقف أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك الأندلس يبكى وينتحب ..

نعم فلتبكي كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال، قالتها له أمه عائشة الحرة بعدما طردوا جميعا من الأندلس.

ومضت الأعوام والقرون وانتهى ذكر الأندلس من على ألسنة المسلمين،

بل لعل الكثير لا يعرف أصلا ما هى بلاد الأندلس أعظم حضارة قامت فى بلاد أوروبا كلها.

وبمرور الوقت تحولت الأندلس الى أسبانيا والبرتغال وتحول مسجد قرطبة أكبر مساجد العالم فى ذاك الزمان الى كنيسة.

لكن المصيبة الأفدح أن هذه البلاد الآن لا تحوى الا أقلية قليلة من المسلمين  وهو درس لا يجب ان ننساه!

احتلت مصر والعراق والجزائر وكثير من البلاد الإسلامية، الا أن غالبية الشعوب ظلت على الإسلام ،

ذلك أن احتلال الأندلس كان احتلالا احلاليا استيطانيا يبيد الشعب الأصلى للبلاد ويهجرهم ويأتي بغيرهم ،

وهكذا تطمس هوية المدينة وأهلها، ورويدا رويدا تطمس الذكرى عن قلوب الغافلين ..

وما أبشع الواقع حين تتكرر المأساة ولا ينتبه لها أحد،

نعم، نفس الأمر يحدث هناك فى فلسطين..

مستوطنات ومذابح وتهجير لأهل فلسطين، ونحن نشاهد الصورة بعيون مغمضه.

لنعد الى الوراء قليلا وهناك كانت البداية..
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-07-20, 12:16:03
1860

صرخ الوليد فى تلك الليلة من ذلك العام وتلقطه الشيطان مهللا فرحا

بطفل آخر من ورثة القتلة.

ولم يخيب الطفل ظنون الشيطان فيه، بل ربما لم يتوقع الشيطان نفسه ما استطاع الوصول اليه بعد ذلك.

فبعد خمسة وثلاثين عاما صدر كتاب الدولة اليهودية لليهودى المجري الذى كان يعمل فى صحيفة فى النمسا آنذاك تيودور هرتزل ،
يتحدث فيه عن فكرة تكوين دولة لليهود يحثهم على الإلتقاء مرة أخري بعدما عانوا الشتات سنوات عديدة،

وهكذا كان حال اليهود دائما وما زال مكروهين من كل أجناس الأرض،
يورثون طباعهم الدنيئة وصفاتهم الخسيسة بعضهم البعض،
ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله.

ولنرى العجب العجاب فى مذكرات هذا الرجل الذى بدأ بفكرة فى كتاب تحدث عنها الكثير من قبل حتى جاء وجد فى تنفيذها
حتى غير مجري الأحداث فى العالم كله بعد ذلك.

بدأ تيودور هرتزل فى البحث عن مكان مناسب يصلح لإقامة دولة اليهود ففكر فى ليبيا حيث كانت منفصلة عن الدولة العثمانية آنذاك.

ذهب الى ملك ايطاليا وعرض عليه ان يساعده فى اقامة دولة يهودية فى ليبيا الا أنه رفض،
ولم يدر تيودور هرتزل أن لإيطاليا اطماع فى ليبيا القريبة منها.

فكر فى موزمبيق !
وكانت مستعمرة برتغالية وقتها فذهب الى ملك البرتغال وعرض عليه الفكرة الا أنه أيضا رفض،
فلقد تناقصت أراضى مملكة البرتغال ولم يعد لدية الكثير.

فكر فى أوغندا !
وكانت احتلالا انجليزيا، فوافق الإنجليز ضمنيا الا انه وجد الحل غير مثالى،
فأوغندا فى وسط أفريقيا ليس لها اتصالات بالبحار ومناخها حار جدا.

فكر فى سيناء،
فوافق الإنجليز وأقنع اللورد كرومر فى مصر بالفكرة،
وبالفعل ذهبت حملة تنقب عن المياة فى سيناء فتعذر حصولهم عليها ،

وهكذا خرجت سيناء أيضا من دائرة الإقتراحات المثالية.

فكر فى قبرص !
الا أنه وجدها جزيرة محدودة تحيطها الماء من كل جانب وليس فيها أحلام توسعية.

وهكذا لم يبق أمام تيودور هرتزل الا الأرجنتين وفلسطين..

وعلى الرغم أن الأرجنتين يحتلها الأنجليز أيضا الا أنه وجدها بعيدة جدا جدا وستكون هناك مشقة كبيرة فى الهجرة اليها.

وربما نتعجب الآن لماذا لم يفكر فى فلسطين من البداية وكبد نفسه هذه المشاق الكثيرة فى اختيار مكان آخر،

لكنه لم يكن يتخيل أن يصطدم بالخلافة العثمانية حتى فى لحظات ضعفها لإتساعها وطبيعتها كخلافة اسلامية كبيرة.

ولما ضاق به الأمر فكر أن يشرك معه علماء وقادة اليهود وقد كان.

ففى 1897 دعي الى عقد مؤتمر (بال) في سويسرا ولبي دعوته 197 عضوا من رجال الدين والسياسة والمال والفكر.

وخرجت توصيات المؤتمر على عكس ما تخرج توصيات مؤتمراتنا هذه الأيام،

كانت أولى القرارات هى اختيار فلسطين كوطن لليهود،

ففلسطين
ارض المثوى لداوود وسليمان عليهما السلام وأرض الميعاد كما فى جاء فى توارة اليهود،

وكم أسالت هذه النقطة لعابهم فهكذا يستطيعون اعلان القضية من المنطلق الدينى،
ويستطيعون ايجاد أسباب قوية لحث اليهود الى الهجرة الى فلسطين،
وفى ذات الوقت تكون الحجة امام المسلمين والنصارى أنه أمر دينى لا يستطيعون مخالفته !!

كما أن فلسطين تتوسط العالم، ولطالما راودهم حلم السيطرة على العالم أجمع،
كما أنه من السهل الهجرة اليها لموقعها ومناخها المعتدل.

كان فى فلسطين آنذاك 4500 يهودي فقط يعيشون تحت رعاية الدولة العثمانية التى ما وجدوا دولة غيرها تعاملهم بالعدل
 بعدما طردهم النصارى من الأندلس مع المسلمين وأقاموا محاكم التفتيش الدموية لغير النصارى كما كانت تضطهدهم الدول الأخرى وتبغضهم بشده.

فكروا فى كيفية توصيل الفكرة الى اليهود فى مختلف البلاد
 فذهبوا الى أشهر جريدة فى لندن واشتروها بالمال وغيروا اسمها الى (جيويش كرنكل) أو أخبار اليهود.

ثم أنشأوا جريدة ثانية أسموها (فويس اوف جاكوب) أو صوت يعقوب.

وهكذا بدأو خطتهم الإعلامية منذ اللحظة الأولى وبرعوا فى تطويع الإعلام بعد ذلك مع خططهم وحتى يومنا هذا.

لكن رغم كل هذا لم يكن الدين مشجعا قويا لليهود على الهجرة الى فلسطين فبدأوا فى تحميسهم بطرق أشد تأثيرا عليهم من الدين والعقيدة.

فماذا فعلوا وكيف كان موقف الدول الآخرى منهم وهل تركتهم الخلافة العثمانية ينفذون مخططتهم؟

نتعرف على ذلك بإذن الله فى الجزء الثانى.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ذات النطاقين في 2008-07-21, 01:41:40
بارك الله فيك ............. الموضوع رائع .
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-07-21, 16:44:36
جزاكم الله خيرا كثيرا،

نفعنا الله واياكم بكل خير..
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: أورورا في 2008-07-21, 17:39:12
الصراحة موضوعك حلو جدا خاصة طريقة وصل المواضيع ببعضها
بس للاسف احنا ديما ما بنشوفش ان الحاجة بتضيع الا بعد متضيع
وجزاك الله خيرا على الموضوع
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-07-23, 12:29:27
الصراحة موضوعك حلو جدا خاصة طريقة وصل المواضيع ببعضها
بس للاسف احنا ديما ما بنشوفش ان الحاجة بتضيع الا بعد متضيع
وجزاك الله خيرا على الموضوع

جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة،

والحديث للعبرة والتعلم حتى لا نقع فى نفس الأخطاء. وحتى نعرف عدونا ونقاط ضعفنا وقوتنا
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-07-23, 12:30:14
هل عاملت يهوديا من قبل ؟

ان لم تكن عاملته فمؤكد قد سمعت !

وان كنا نشكو استفحال الحياة المادية من حولنا، فهناك بشر يعبدون المال ويلهثون وراء فتاته ولو كان فى ذلك ذلهم ومهانتهم.

وهكذا حرص مؤتمر بال من أول لقاء على اقامة بنك خاص للتشجيع على الهجرة وتمويل نفقاتها،

قام على تمويل البنك روتشيلد أثري اليهود فى بريطانيا وافتتحه برأس مال 2 مليون استرلينى تم رفعها الى 5 مليون استرلينى بعد ذلك..

هل مازلنا نستصعب دفع بضع جنيهات لإخواننا فى فلسطين ؟!

كل هذا ولم يكتفى زعماء اليهود،

وفى حين يصر المسلمين الآن على تسمية كل مسلم ببلده ولا يجدون غضاضة من ترك كل مسلم لظروف بلده نجد المؤتمر اليهودي فى تلك السنة
يعمل على تنظيم وتكرار المؤتمر مرة فى كل عام، لربط اليهود بعضهم ببعض والعمل على تنظيمهم !

بل وبدأوا فى انشاء الجمعيات الماسونية اليهودية التى حملت أسماء أخرى فيما بعد كالروتارى واللايونز وغيرها لنشر الأفكار اليهودية،

وفى حين يتهافت المسلمين الآن لتعليم أبنائهم اللغات الأجنبية بل ويتفاخر البعض بعدم قدرة أبنائه على تحدث اللغة العربية ،
نجد المؤتمر اليهودي يوصى بتعلم اللغة العبرية لجميع اليهود حتى يستطيعوا التواصل بيسر فيما بينهم ، واستعدادا لإجتمعاهم فى دولة واحده.

سعى اليهود بعد ذلك الى أن يسندوا ظهرهم الى دولة عظمى تضمن لهم الإعتراف الدولي وبدأوا على الفور فى التحدث الى بريطانيا،
عرض تيودور هرتزل على الإنجليز أن يكونوا لهم عونا ضد تحالفات أعدائهم فى الشرق،
فروسيا قد تحالفت مع الأرثوذكس النصارى فى فلسطين والشرق الأوسط وتحالفت فرنسا مع الموارنة ،

وكما يزين الشيطان لأوليائة، عرض تيودور هرتزل على انجلترا ان يكونوا أيديهم وخادمهم المطيع فى فلسطين،
وهكذا يتم تأمين طريق مستعمرات الهند الإنجليزية عن طريق فلسطين،
كما انه استراتيجيا مكان رائع قريب من قناة السويس ومضيق الدردنيل -البسفور-فى الشمال عند تركيا،

وقال هرتزل حينها انه من أجل أوروبا سوف نبنى هناك حاجزا فى مواجهة اسيا وسنكون حراس المقدمة للحضارة فى مواجهة البربرية، بالطبع يقصد الإسلام.

وعلى الرغم من موافقه انجلترا الا أن هرتزل لم يعتمد فقط على انجلترا، بل سعى للتطفل على أكثر من طرف فى آن واحد،

ذهب الى ألمانيا،
قابل قيصر المانيا فى فلسطين وعرض عليه الفكرة، لكنه لم يجد حماسا كافيا منه،
خشى قيصر ألمانيا انه ان ساعد اليهود يشعرون انهم تحت حمايته ولا يستطيع اخراجهم من المانيا بعد ذلك !

ذهب الى روسيا،
وعلى الرغم من أنها من أشد البلاد اضطهادا لليهود، الا انه دائما يجد فى أجندته طريقه لجلب المصلحه لبنى دينه،
ففى روسيا فى ذلك الوقت يوجد سبع ملايين يهودى يرغب هرتزل فى تهجيرهم أو تهجير معظمهم الى فلسطين،

قابل وزير المالية -وت- الذى كان معروفا بكراهيته الشديدة لليهود،
طلب منه تيودور هرتزل ان يخلصه من يهود روسيا،
لكن جواب -وت- كان برغبته فى اغراق كل اليهود فى البحر الأسود ولا يمنعه فقط الا ملكيتهم لنصف الإقتصاد الروسى !

ولم ييأس هرتزل ولم يستحى من كل هذه الإهانات فلعب على وتر آخر،
قال له ان جندا من الأتراك المسلمين يحرسون قبر المسيح عليه السلام فى فلسطين، وأنهم قد يسيئون رعايته،
فكان الرد بأنه ربما يكونوا أعظم سوءا لو كان اليهود هم حراسه،
واختتم كلامه بقوله انهم يشجعون اليهود على الهجره من روسيا بركلات الأقدام.

ولما فشلت كل هذه المحاولات طلب منه هرتزل أن يطلب من السلطان عبد الحميد اعطاء شركة امتياز لليهود فى فلسطين،
وأن يقوم بفرض ضرائب على اليهود فى روسيا تضييقا عليهم حتى تقوى لديهم أسباب الهجرة من البلاد !!

الا أن -وت- لم يمهل تيودور هرتزل كثيرا بل قام بطرده وأقام  بعدها مذبحة لليهود فى روسيا،
ومن ساعتها واليهود يدبرون لقلب نظام الحكم فى روسيا لأنها لم تقف معهم.

وبعد محاولات هرتزل الفاشلة مع المانيا وروسيا كان على موعد مع أهم الدول لمصلحته على الإطلاق،

الدولة العثمانية.
لقد احتوت الدولة العثمانية اليهود المشردين بعد سقوط الاندلس على أيدي النصارى وطردهم لجميع المسلمين واليهود واقامتهم لمحاكم التفتيش الدموية لهما،
وتركز اليهود فى بلدة -ثلونيك- التركية وعاشوا تحت رعاية الدولة العثمانية وكونوا ما يعرف بإسم يهود الدونمة.

وبدلا من العرفان بجميل الدولة العثمانية بدأ اليهود يتقدمون بطلبات متكررة لشراء اراض فى فلسطين،وللسماح لهم بالهجرة اليها،
وقوبلت جميع هذه الطلبات بالرفض.

ولما شعرت الدولة العثمانية ان اليهود يريدون الإستيطان فى فلسطين عينوا  رجلا شديدا عليها اسمه رؤوف  باشا،
الذى قام بتعيين قوة تبحث عن اليهود المقيمين بطريقة غير قانونية فى فلسطين ويطردوا خارجها ليعيشوا فى أى مكان آخر فى الدولة العثمانية.

وفى عام 1888 أصدرت الدولة العثمانية قانونا يوجب على الأجانب الزائرين لفلسطين حمل جوازات سفر توضح عقيدة حامليها !
وكانت هذه المرة الأولى التى يطلب فيها تسجل العقيده فى جوازات السفر.
وهكذا رفضت السلطات العثمانية دخول اليهود الذين لا يحملون سمات دخول الى فلسطين.
حتى الزيارات كانت تعطى لفترة محدودة لأغراض دينية وكان اليهود يوقعون على تعهد بمغادرة البلاد بسرعه.

وصل الأمر ان منعت الدولة العثمانية نائب القنصل الإنجليزى فى انطاكية من دخول فلسطين مالم يفى بالتعهد المطلوب.
لأنه كان يهوديا.
ولنقارن فى خزى حالنا اليوم بحالنا مع الخلافة العثمانية حتى فى لحظات الضعف..

حاول هرتزل أكثر من مرة مقابلة السلطان عبد الحميد الثانى حتى نجح بعد عدة محاولات فى مقابلته ليدور بينهم حديث عجيب..

عرض  تيودور هرتزل بصراحة مبلغ 150 مليون ليرة انجليزية لجيب السلطان الخاص بالإضافة الى:

- وفاء جميع ديون الدولة العثمانية البالغة 33 مليون ليرة ذهبية انجليزية،

- بناء اسطول لحماية الإمبراطورية العثمانية بتكلفة 120 مليون فرنك ذهبى،

- قرض بقيمة 35 مليون ليرة ذهبية بدون فوائد لإنعاش مالية الدولة،

- بناء جامعه عثمانية اسلامية فى القدس !!

- تهدئة الأوضاع فى الغرب حول قضية اضطهاد العثمانيين للأرمن والتى اثيرت فى فرنسا وانجلترا !!

وان كانت  العروض السابقة متوقعه فإن العرضين الأخيرين يكشفان لنا دهاء اليهود ومكرهم الشديد،
فالجامعة العثمانية كان الغرض منها تهدئة الشعوب الإسلامية والتغرير بها ومحاولة التغطية على الصفقة المشبوهة،

وأما العرض الثانى فيكشف حقيقة النصارى الارمن الذين ثاروا على الدولة العثمانية وتذرع انجلترا وفرنسا بهم للدخول الى الدولة العثمانية،
ويكشف فى الوقت نفسه مدى سيطرة اليهود على الإعلام وقدرتهم على تزييف الحقائق لإبتداع أوراق ضغط أو مساومة لكثيرمن الدول..

وقبل أن نعرف رد السلطان عبد الحميد الثاني، يجب ان نستحضر علاقات الدول الإسلامية الآن بإسرائيل وأمريكا وانجلترا ،
ولنستحضر أيضا التاريخ المزور الذى أشربناه فى مدارسنا عن الدولة العثمانية،

ولنتدبر عظمة الخلافة الإسلامية ووحدة المسلمين حتى فى أوقات ضعفهم بدلا من تشرذمهم وتقطعهم كما هو الحال فى أيامنا..
ولنسمع الرد على لسان السلطان عبد الحميد الثانى خليفة المسلمين،

على هرتزل الا يتقدم خطوة واحده فى هذا الشأن..
لا أستطيع بيع بوصة واحدة من البلد لأنه ليس ملكى بل ملك شعبى،
لقد أوجد هذه الإمبراطورية وغذاها بدمة وسنغطيها مرة أخرى بدمائنا قبل أن نسمح بتمزيقها
يستطيع اليهود أن يوفروا ملايينهم، فحين تقسم الإمبراطورية قد يأخذون فلسطين مقابل لا شئ.
لكن لن تقسم الا على جثثنا لأننى لن أسمح أبدا بتشريحنا ونحن أحياء.

وقرر رفض مقابلة تيودور هرتزل بعد ذلك.

ويعلق هرتزل على ذلك فى مذكراته بقوله،
فى حال استمرار رفض السلطان عبد الحميد للمطالب الصهيونية فإن تحطيم الإمبراطورية العثمانية شرط اساسى لقيام حكومة صهيونية فى فلسطين.

رحم الله السلطان عبد الحميد الثانى وجزاه خير الجزاء على موقفه العظيم.

لكن ترى ماذا كان يريد تيودور هرتزل مقابل كل تلك العروض السخية من اليهود؟
نتعرف على ذلك بإذن الله فى الجزء القادم.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ذات النطاقين في 2008-07-24, 04:09:34
جزاك الله خيرا . لقد ذكرتنيي بموقف احداهن من الخلافة العثمانية ( طبعا  يتضح من رأيها الجهل بالحقائق ) وهي تقول : ان سبب التخلف الذي تعاني منه البلاد الاسلامية هو بالطبع يعود الى الحصار الفكري والاضطهاد الذي كانت يفرضه الاحتلال العثماني !!!!!!!!!!!!!!! وتسميه احتلالا حسب الكتب التاريخية المدرسية التي غذت عند الاجيال الكثيرة (الا ما رحم ربك) أن هذا كان احتلالا وووووووووو وما الي ذلك من تشويه مؤلم للتاريخ وكما تفضلتم  طمس لعظمة تلك الخلافة حتي في أحلك أيامها مما استدعاني لتوضيح بعض الموقف لها والعودة للوراء بعيدا مع ألمي الشديد في مثل هذه المواقف واحساسي بالتقصير والمسؤولية ! مرة أخرى أخ جواد شكرا لفتح الموضوع وطريقتك السلسة . نحن متابعون وسأدعو تلك الانسانة للدخول الى هنا بنية النفع ان شاءالله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-07-24, 15:25:18
وجزاكم بمثل وزيادة،

وللأسف ما تعلمناه فى كتب التاريخ المدرسية هدم فينا الكثير من الأمور وشوة لدينا صورا عظيمة،

كنا ندرس مساوئ الإحتلال العثماني ومزايا الحملة الفرنسية !! ولا حول ولا قوة الا بالله..

المشكلة انه ليس من السهل أن يغير الإنسان قناعاته وما تربي عليه منذ صغره،

وليت الآباء والأمهات يعملون على تصحيح هذه المفاهيم لأطفالهم منذ الصغر.


ملحوظه: الموضوع مقتبس من مصادر أخرى بتصرف،
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ذات النطاقين في 2008-07-28, 00:25:35
أعرف أني بنيت أفكاري وعقائدي من والدي الحبيب انه ثروة حقيقية كان يقول يابنتي لا تصدقي هذا الكلام هؤلاء كاذبون الحقيقة كذا وكذا وكذا  . ضعي خطا تحت هذه المعلومة اكتبيها كما يريدون من أجل الدرجات ولكن هذه ليست الحقيقة انتبهي ! صدقت يا أخ جواد للأهل الدور الأكبر في جذور الانيان وما يؤمن به . قوانا الله على متابعة السير ال سليم  مع الا جيال القادمة  وجعلنا من عباده الذين اصطفي
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: أحمد في 2008-08-01, 10:03:34
:emoti_133:

ماشاء الله

موضوع تمام

جزاكم الله خيرا
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-08-03, 09:58:47
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع قيم جدا، وأفكار هامة، وأسلوب سلس... أتمنى أن يقرأه جميع أعضاء المنتدى، وألا تتوانى عن متابعته حتى النهاية..
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2008-08-25, 13:05:10
أين الجزء القادم يا جواد؟
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-08-29, 21:01:51
مادام قادم لسه فبالتأكيد فى الطريق ان شاء الله !!  :emoti_26:
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-09-02, 15:32:39
اذكر بالتفصيل مزايا الإحتلال الفرنسي ومساوئ الخلافة العثمانية !

لا تتعجبوا فقد يكون هذا سؤالا اجباريا لطلبة التعليم الأساسي فى مصر.

ولا حول ولا قوة الا بالله.

وكأن اللبن المغشوش ليس كافيا ليقتل براءة أطفالنا فى مهدها ولابد أيضا ان نسمم افكارهم ونصنع لهم الخزى الذى نريد.

ولا يحز فى القلب اكثر من أن يكون ذلك بأيدى اناس من بيضتنا يتكلمون بألسنتنا.

ولنرجع الى السلطان عبد الحميد الثانى رحمه الله بعد ان رفض عروض تيودور هرتزل التى قد يسيل لعاب الخائنين بأقل من نصفها،
ورفض ما كان يطلبه من مستعمرة صغيرة خارج القدس يستوطن فيها اليهود و السماح لهم بالهجرة الى فلسطين.

ولم يفلح خبث هرتزل امام اخلاص وذكاء السلطان عبد الحميد الثاني.

تحرك اليهود فى سرعة وحاولوا أخذ الطريق الأسرع بإغتيال السلطان عبد الحميد الثاني لكنهم فشلوا.
ثم اعادوا التفكير فى اغتياله لكنهم وجدوا ان ذلك قد يغير من السلطان لكنه لن يغير من واقع الدولة وسياستها.

وبدأ حفدة شاس بن قيس فى طريق آخر قوض الخلافة العثمانية سريعا رغم بساطته وطريقته التقليدية القديمة،

وكأنهم به يمر على نفر من الأوس والخزرج وهم يتسامرون بعد أن آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم
وجمعهم على الإسلام والأخوة فى الله، فيأكل الحقد قلبه ويقول: قد اجتمع ملء بنى قيله فى هذه البلاد،
لا والله ما لنا معهم اذا اجتمع ملؤهم بها من قرار.

وأدرك شاس بن قيس أن اجتماع المسلمين يعنى نهاية اليهود،
وما كان منه الا امر شاب كان معه، أن اعمد اليهم واجلس معهم ثم ذكرهم يوم بعاث، وانشدهم بعض ما قالوا فيه من الأشعار !
ويوم بعثاث هذا كان يوم تصارع فيه الأوس والخزرج فى جاهليتهم وكان فيه قتلى كثر.

فتكلم القوم وتفاخروا حتى تواثب رجلين وتصارعا،
قال أحدهم ان شئتم رددناها مرة اخرة،
فغضب الفريقان وقالوا قد فعلنا،
موعدكم الحرة، السلاح السلاح..

ولنلمس بوضوح آثار القومية والقبلية، والفرق بين رباط العنصر ورباط الإسلام،

وجاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد شارفت المدينة على أزمة مروعة نشبت بكلمات قليلة خبيثة، فصاح فيهم،

يا معشر المسلمين، الله الله،
ابدعوى الجاهلية وانا بين أظهركم،
بعد ان هداكم الله للإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم.

وبكلماته الموجزة القليلة داوى الجرح فى حكمة وأيقظ القلوب التى امتلأت بالإيمان لتعود الى رشدها،

ذكرهم بالرباط الأساسي بينهم فكان نداؤه، "يا معشر المسلمين" ولم يقل يا معشر العرب او يا معشر الأوس والخزرج،
ذكرهم بالله الذى من أجله اجتمعنا على الإسلام،
قبح الفرقة والقتال على العنصر،
وذكرهم بالنعمة العظيمة من الله والتى تستوجب شكرا لا ينقطع، نعمة الإسلام.

صادفت الكلمات قلوبا مؤمنة فأصابت الخير فيها وانهمرت العيون بالدموع وتلاقى الأخوة بالأحضان يعتذرون.

ولا نعلم ان كان هرتزل قد استحضر كل هذا فى مخيلته ام تحركت صفاته اليهودية بتلقائية تعرف طريقها وأساليب مكرها ودسائسها.
 
ما علمناه انه اعطى أوامره الى جمعيات الماسونية السرية الموجوده فى تركيا تحت ستار جمعيات خدمة البيئة والمجتمع وغيرها
بالبدء فى العمل والبحث عن  مجموعة من الشباب المتحرر الإنتهازي ليبدأوا الفتنة فى قلوبهم ويقتلون الإسلام فيهم،
يدعونهم الى الخروج عن المألوف ونبذ الواقع والبعد عن العنصريات الداعية للتخلف يقصدون عنصريات العرب..

وشارك فى المؤامرة قنصليات كبرى كإنجلترا وفرنسا وإيطاليا والنمسا.

أوعزوا اليهم، لماذا تشغلون أنفسكم بالعرب!،
لماذا تتحملون مشاكل الأوطان العربية وتعادون القوى العظمى وتسبحون ضد التيار!،
اى العناصر أشرف،
هل انتم البشوات والبكوات الفاتحين ، ام العرب البدو الرحل ؟

اتركوهم لشأنهم وانشغلو بأنفسكم،
انطلقوا الى تحديث تركيا والحضارة الغربية والتحرر من التخلف والقيود..

وبدأوا يلمعون هؤلاء الأفراد ويرفعون من قدرهم ويضعون صورهم فى الصحف والمجلات العالمية ويغدقون عليم بالجوائز والتقديرات الدولية،
ركزوا على ضباط الجيش التركي، الذين وجدوا أنفسهم فى يوم وليلة ملئ السمع والبصر،
فى كل يوم يقابلون سفيرا أو وزيرا او ملكا غربيا،
وزاد الترغيب حينما وعدوا بحكم تركيا ان هم تخلصوا من العرب واكتفوا بالأتراك فقط.
وسال لعاب المخدوعين، فقد وعدوا بجزء من الدنيا فباعوا الدين بكامله.

وجاءت التوجيهات بإنشاء جمعية الإتحاد والترقى،
تهدف فى ظاهرها الى اعلاء شأن الأمة ورعاية مصالحها، وأن ضموا اليها من استطعتم من رجال الجيش والحكم والمال والفكر.

اعلنوا مبادئ،
الحرية - العدالة - المساواة
عظموا من القومية التركية وذكروهم بأجدادهم الأتراك دون العرب،
ارفعوا من الغرب ورجال الغرب وحضارة الغرب،
انتقدوا بهدوء افعال السلطان ولا مانع ايضا من انتقاد الإسلام بحذر،

ولم تفرغ جعبة هرتزل عند ذلك،
ذهب الى العرب عن طريق الجمعيات السرية والقنصليات والعملاء ليفعلوا ما فعلوه مع الأتراك،
تحدثوا الى العرب،

انتم ايها العرب أصحاب الشرف والمجد، انتم أبناء الصحابة،
ويا سلالة قريش، مالكم والأتراك الذين احتلوا بلادكم واستغلوا ثرواتكم وبددوا طاقاتكم وحكموا اباءكم وأجدادكم،
اتريدون أن تتركوا لهم أرضكم وأبنائكم ؟

ووجدوا آذانا صاغية بلا عقول..

وانتشرت افكار القومية العنصرية المفرقة فى ارجاء العالم الإسلامي بأسره،

ردة حديثة الى جاهلية قديمة،
وعمت الفتنة الأرض.

وأبي الله أن يريه نتائج عمله فمات تيودور هرتزل ولم يتجاوز الرابعة والأربعين من عمره.

فهل توقف الأمر على ذلك ؟


نتعرف علي ذلك فى الجزء القادم ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-09-07, 08:01:23
والتاريخ يعيد نفسه

ولكننا لا نحب مادة التاريخ، وننام في حصصه.... فلا نفهم دروسه وعبره.... وتلك هي الكارثة

ولهذا نعود للسير في نفس الطريق ونقع في نفس الحفر مرات تلو المرات

وهذا يذكرني بالنكتة التي كتبتها مرة ارزة لبنان.. عن الاحمق الذي أبصر حفرة في طريقه فقال: يوه علينا... رح نوقع مرة تانية

وشر البلية....................
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-09-08, 23:53:27
والتاريخ يعيد نفسه

ولكننا لا نحب مادة التاريخ، وننام في حصصه.... فلا نفهم دروسه وعبره.... وتلك هي الكارثة

ولهذا نعود للسير في نفس الطريق ونقع في نفس الحفر مرات تلو المرات

وهذا يذكرني بالنكتة التي كتبتها مرة ارزة لبنان.. عن الاحمق الذي أبصر حفرة في طريقه فقال: يوه علينا... رح نوقع مرة تانية

وشر البلية....................



وماذا عمن يستحون من تاريخهم ؟

هل يمكن أن نغير قناعات مسلمين عاشوا وتربوا على أفكار ملوثة ومبادئ مقلوبة ؟

صدقونى الأصعب ان يعلم الإنسان ذلك ثم لا يفهمة على حقيقته اما كبرا واما .....

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2008-09-17, 04:29:48
اقتباس
وهذا يذكرني بالنكتة التي كتبتها مرة ارزة لبنان.. عن الاحمق الذي أبصر حفرة في طريقه فقال: يوه علينا... رح نوقع مرة تانية

لكن ظاهر الأمر أننا نبحث عن طرق جديدة !! ..أقصد حفرا جديدة !
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2008-11-19, 04:08:18
ما شاء الله , موضوع في منتهى الأهميه !
و الله إستفدت كثيرا

و معك حق في موضوع كتب التاريخ

لو قلنا أن فصلا فيه 40 طالبا
منهم 25 كسالى و 15 مجتهد
الكسالى ليس لديهم وجهة نظر
و ال15 عسلوا عقولهم
فماذا يبق لنا ؟

أكمل الموضوع متابعة إن شاء الله
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-01-23, 16:25:35
الجزء التالى قريبا ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-01-23, 18:49:19
ما شاء الله تبارك الله emo (30):

موضوع جميل اخ جواد بارك الله فيك ::ok::

لفت نظري كلامكم عن كتب التاريخ , الان فقط عرفت ان كتب التاريخ في البلاد الأخرى تدرس جهود المسلمين بطريقة سلبية

الحمدلله كتب التاريخ التي ادرسها تدرس كل مجهودات المسلمين و تعرضها بطريقة ايجابية جدا مع انتقاد الكفار و المستعمرين


جزاك الله خيرا

و متابعة , موضوع قيّم جدا  
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: وليد قطب في 2009-01-26, 19:30:25
(بدأ تيودور هرتزل فى البحث عن مكان مناسب يصلح لإقامة دولة اليهود )
مشاء الله موضوع جميل
لكن أعتقد أن فكرة إقامة وطن قومى لليهود ليست مجرد فكره لتجميع اليهود فى مكان ما
إنما هى عقيده فى الارض المقدسه التى ستقوم عليها مملكة داوود كما يزعمون
وهرتزل لم يكن سوبر مان أنشاء وطن قومى لليهود الذين ظلو مشردين ألاف السنين
ما هكذ تفسر أحداث التاريخ
أنما كان مجرد دميه فى يد الصهيونيه العالميه
واختيار فلسطين تلاقت فيه عقيدة اليهود مع مطامع الاستعمار الذى اراد غرس جسم غريب
فى جسد الأمه لإجهاض اى محاولة توحد عربى ثم إسلامى
أخى ألقضيه أكبر من مجرد صحفى طامح أو مجموعة يهود يريدون وطن قومى
وإلا لألقوهم فى أحد مجاهل أفريقيا حيث لا سكان ولا عقيده قويه تناوئهم
أرجو أن تقبل ملاحظاتى البسيطه بصدر رحب
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-01-27, 23:56:55
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم "مهند"

وأهلا بك فى منتداك ، ننتظر مزيدا من المشاركات والتفاعلات..

والصدر رحب والحمد لله، فهات ما بدا لك..  emo (30):

بخصوص العقيدة المقدسة لليهود فأعتقد أن هؤلاء لا يتحركون من منطلق دينى وانما لا يعرفون الا الأطماع والمصالح ويسخرون اى شئ ذلك حتى الدين.

أما تيودور هرتزل فهو الذى سعى فى الامر بجدية وتوالت الجهود فيما بعد لأن الفكر موجود من قبله.

أما القضية فهى فى نظرى الحرب الدائمة بين الحق والباطل.

والمعروف أنه وان تعددت صور الباطل فإنه يتعاون دوما عندما يكون العدو هو الإسلام..

لكن فى المقابل، ما انتصر الباطل ابدا الا بتخاذل أهل الحق فى الدفاع عنه.

العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-02-09, 22:10:23
1904

يموت تيودور هرتزل بعدما أرسي دعائم قويه لأفكاره ومعتقداته وخططة،
وخلفه حاييم وايزمان الزعيم الصهيونى المشهور.

وعلى الرغم من شدة المكر والكيد الا أن السلطان عبد الحميد الثانى دعا لإنشاء الجامعة الإسلامية والإلتفاف حول رابطة الإسلام وليس العنصر
مقتديا بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حادثة شاس بن قيس من قبل،

جامعة إسلامية ضخمة تضم المسلمين فى  أنحاء العالم يتبادلون الرأى والمشورة، لكن اعترضوا عليه،

وازداد الموقف سوءا سواء فى تركيا او فى البلاد الإسلامية الاخرى،
وبدأت جمعية الإتحاد والترقى تشيع فى الناس أن السلطان عبد الحميد الثاني هو سبب التخلف والرجعية وأن أخطاؤه كثيره وأفعالة ذميمة،
وحرصوا ألا يطعنوا فى الخلافة ، بل قالوا من الأنسب أن يعزل ويأتى غيره،

وانساق الشعب ورائهم.

ولا شك ان الكلمات التى ألقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة بعد حادثة شاس بن قيس وقعت فى تربة طيبة فأنبتت نباتا حسنا،
ولو كان كلامه لأناس اشربوا الدنيا فى قلوبهم وتحكمت فيهم اهواءهم وأطماعهم لما سمع أحد نصحه أو انصاع لكلامه صلى الله عليه وسلم،

و تشبع المسلمون بالأفكار الإنفصالية  وقامت ثورات عدة على السلطان عبد الحميد الثانى رحمه الله،
أشهرها ثورة فى عام 1908 ثم ثورة أخرى فى عام 1909

وفى هذه الأخيره طالبت بعزله مؤيدة برجال جمعية الإتحاد والترقى وبقنصليات غربية وشعب مغيب،

وفى سنة 1909 تم عزل السلطان عبد الحميد الثانى وولى الأمر محمد الخامس السلطان الضعيف،
وليت عمرى الى متى لا نفرق بين الثورات والإنقلابات،
وإلى متى سنظل عاجزين عن التفرقة بين المظاهر الخادعة والمحتوى الخبيث.

وأصبحت مقاليد الحكم الرئيسية فى يد حزب الإتحاد والترقى أو بمعنى آوضح فى يد اليهود.
حتى ان الوفد الذى سلم السلطان عبد الحميد الثانى خطاب عزله كان مكونا من ثلاثة رجال أحدهم كان يهوديا.
ولعله درس واضح لنعلم الحرب على حقيقتها.

تفاقم الأمر حتى ظهر اليهود بشده فى حزب الإتحاد والترقى حتى أن السفير البريطانى فى تركيا قال لوزير خارجيته فى سنة 1910
أن لجنة الإتحاد والترقى تبدوا فى تشكيلها اليهودي تحالفا تركيا يهوديا مزدوجا،

وبدأت قرارات جمعية الإتحاد والترقى والتى يجب ان تظهر تحت عناوين الإنفتاح والحضارة والمصلحة والقومية،
وبالطبع كان أول هذه القرارات الغاء الحظر المفروض على اليهود فى دخول فلسطين والسماح لهم بالهجرة اليها.
وعزل حكام فلسطين العثمانيين الذين كانوا معروفين بكرههم لليهود وتولية آخرين يتفهمون السياسة الجديدة،

ولم يمر الكثير من الوقت حتى بدأت نذر الحرب العالمية الاولى فى الظهور وتحالفت انجلترا وفرنسا وروسيا ضد المانيا،
ثم دخلت ايطاليا فى التحالف الإنجليزى على وعد اطلاق يد ايطاليا فى ليبيا ووجدت جمعية الإتحاد والترقى الفرصة سانحة للإجهاز على الخلافة العثمانية
فدفعوها دفعا للدخول فى الحرب العالمية الأولى الى جانب المانيا،

كل هذا ومازال هناك خليفة يحكم فى الظاهر بينما تدار الأمور فى الخفاء بيد اليهود عن طريق جمعية الإتحاد والترقى.

وبدأت الحرب العالمية الأولى فى سنة 1914 واستمرت الى سنة 1918
وفى هذه السنوات الأربع وضعت علامات بارزة وأسس قوية لإنشاء دولة اليهود فى فلسطين،

أولا، توالت الهزائم للخلافة العثمانية بعد ان تولى قيادتها العلمانيون الأتراك وانشغلت بنفسها تماما،

فى منطقة البلقان وشرق أوروبا تأثرت الخلافة العثمانية بتحالف صربيا وبلغاريا واليونان والجبل الأسود واستطاعوا هزيمتها والإستقلال عنها،
على الرغم أنها كانت مجرد ولايات فى الخلافة العثمانية الإسلامية.

الجيش الروسي يأكل آسيا الوسطي ويسيطر على القوقاز،

انجلترا وفرنسا وايطاليا يهاجمون تركيا،

وإيطاليا تفترس فى ليبيا،

ومع ذلك فقد وجهت الخلافة العثمانية ثلاثة جيوش لحماية منطقة الشام وفلسطين.

الا أن اليهود لم يكن ليستطيعوا ذبح الخلافة العثمانية وحدهم حتى وان استعانوا بالإنجيز وغيرهم من الحلفاء،

وبدا واضحا أننا على موعد بخيانة كبري تفتح الطريق أمام اليهود و كل من يكره الإسلام والمسلمين.

ففى عام 1915 يفاجئنا الشريف حسين حاكم مكة العربى بإتفاقية مع ماكماهون الزعيم الإنجليزى
تعرض فيها انجلترا على الشريف حسين الذى يريد الإستقلال بقوميته العربية ما يلى،
 
1- انشاء مملكة للعرب يكون الشريف حسين ملكا عليها تضم الحجاز والعراق وسوريا والأردن وعاصمتها مكة المكرمة.

2- استثناء بعض الأماكن لا تعطى فى المملكة،
استثناء الأسكندرونة من سوريا لأنها سوف تهدى الى تركيا وحزب الإتحاد والترقى نظير المساعدة فى هدم الخلافة العثمانية،
- لبنان المسلمة تستثنى لأنها ستحول الى دولة موارنة تحت رعاية فرنسية
- فلسطين المسلمة تستثنى أيضا لا تدخل فى المملكة العربية لأنها تجهز لتكون وطنا لليهود

3- التعاون الإقتصادى بين المملكة العربية التى سوف تقوم والمملكة البريطانية، أو بمعنى أدق تصبح المملكة العربية سوقا كبيرا للمنتجات البريطانية.
4- التعاون العسكرى بين المملكتين ، وبمعنى اوضح الحماية الإنجليزية للملكة العربية فى نظير حماية المصالح الإنجليزية فى المنطقة الإسلامية

كل هذا فى مقابل أن يضرب الشريف حسين الخلافة العثمانية فى ظهرها بينما هى منشغلة بالحرب فى الغرب والشمال ضد أوروبا الشرقية وانجلترا وفرنسا وايطاليا
وبينما تحارب فى الشرق روسيا القصرية،
والجدير بالذكر ان هذه الإتفاقية تمت بترتيب من ضابط المخابرات الإنجليزى اليهودى "لورانس".

وليأتى الشريف حسين ليطعن فى الجنوب ويهاجم الجيش التركى المسلم فى الشام وفلسطين.
ولكن يجب أولا ان نطلق على هذه الخيانة اسما جميلا،

الثورة العربية الكبرى كما يقولون ثورة على الظلم واحتلال الأتراك للعرب !

وتحركت الجيوش العربية بقيادة الامير فيصل ابن الشريف حسين الى الشام لحرب الجيوش العثمانية المسلمة.
وتحركت الجيوش الإنجليزية والفرنسية لتساعد الثورة العربية الكبرى على زعمهم.

الا أن حزب الشيطان دوما خاسر فى الدنيا قبل الآخرة،
ففى سنة 1916 وقعت معاهدة سايكس بيكو  فى بترسبرج فى روسيا بين انجلترا وفرنسا،
وذلك بعد شهور قليلة من معاهدة الشريف حسين مع ماكماهون.

مثل فيها انجلترا مارك سايكوس المندوب السامى لشؤون الشرق الأدنى،
ومثل فيها فرنسا جورج بيكو قنصل فرنسا السابق فى بيروت.

واتفق الطرفان على تقسيم أملاك الخلافة العثمانية بينهم بعد ان يتم النصر عليها،
اتفقوا على أن تحتل إنجلترا العراق والاردن وتحتل فرنسا سوريا ولبنان.
بينما تصبح لفلسطين إدارة دولية بإستشارة روسيا.

وليعلم الجميع عاقبة بيع الدين بالدنيا،

كانت المعاهدة سرية الا أن روسيا قامت بتسريب أخبارها،
وانزعج الشريف حسين وقام بالتحدث مع الإنجليز فطمأنوه وأخبروه انهم على عهدهم معه فنام واستراح.
فلا يعقل أن تخون الدولة العظمى عهودها والمشهد يتكرر أمامنا ولا اعتبار.

وتأتى سنة 1917 لتحمل ضربات متلاحقة تمهد بها الطريق لتدمير الخلافة العثمانية تماما وإرساء دعائم الدولة اليهودية فى فلسطين.

ففى يوم 2 نوفمبر سنة 1917 يرسل وزير خارجية بريطانيا "بلفور" خطابا الى اللورد اليهودي "روتشيلد" الممول اليهودى المشهور يقول فيه،
إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف الى إقامة وطن قومي فى فلسطين للشعب اليهودي وسوف تبذل خير مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية،
وليكن معلوما انه لا يسمح بإجراء شئ يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة فى فلسطين.

وهكذا فى استهزاء واضح بعقول الجميع يتظاهر بلفور بالرحمة والعطف فيرسل الطائرات والبوارج تقصف وتدمر والجنود تقتل وتذبح،
ثم لن ينسي بعض الدواء والكساء،

وهكذا بجرة قلم يتحول أهل فلسطين أصحاب البلد والذين يمثلون 92 % من السكان الى أقلية ويتحول اليهود الى أصحاب حق.

هذا فضلا عن ان إنجلترا لم تكن قد دخلت فلسطين بعد ولم تكن لها السيطرة عليها حتى تاريخ هذا الخطاب !

ووافقت فرنسا على هذا الوعد المقيت فى سنة 1918 ووافقت أمريكا عليه أيضا فى 1922

وهكذا سريعا حاولت بريطانيا أن تطمأن اليهود الى سياستها معهم لما رأته من محاولة ألمانيا والنمسا التقرب من اليهود وبالذات من يهود روسيا
التى تشترك فى الحرب مع انجلترا وفرنسا ضدهما،
خاصة وان الوضع فى روسيا آنذاك كان حرجا جدا، حيث انتشرت الجمعيات السرية بكثرة وبدا التوجة الشيوعي يظهر والإنجليز يعلمون
أن اليهود وراء ذلك كله، فإذا قامت الثورة الشيوعية فإنها ستسمع وتطيع لليهود فيجب ضمان ولائهم حتى لا يخسرونهم فى وقت حرج.

كما أن اليهود استطاعوا التأثير على أمريكا لتدخل فى الحرب الى جانب الحلفاء وضمان ولائهم يضمن استمرار أمريكا فى الحرب الى جانب بريطانيا وحلفائها،

أما العرب فإن رجال الإنجليز منهم يعرفون دورهم جيدا،
وليس من الصعب اقناع الشعوب أن بريطانيا انما تفعل ذلك لمصلحة العرب وحفاظا على أمنهم وحياتهم.
ومادام الشعب جاهلا وساذجا وجبانا فسيقبل بأى كلام وأى تصريحات.

وبدأ اللمسات النهائية لخطة تقويض الخلافة العثمانية والإجهاز عليها تماما،

ولهذا أيضا ترتيب خاص نتعرف عليه فى الحلقة القادمة ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2009-02-20, 22:27:49
موضوع مفيد جدا ومهم .. لم أعلم كثيرا من ما كتب هنا
جزاكم الله كل خير على مجهودك فيه ..
أكمل بارك الله فيك فنحن متابعون بإذن الله ..
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-03-17, 14:03:18
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة.

يتبع قريبا ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-04-07, 18:51:57
إنا لله وإنا اليه راجعون.

عجزت أن أجد نعيا لائقا لخلافة إسلامية حملت الراية لسنوات طوال وصمدت طويلا فى وجه الدسائس والمكائد.
الا أن الحديث يزداد صعوبة وألما حين يكون الغدر من أبنائها دون حياء من الله أو من الناس.

وبعد مرور أكثر من ثمانين عاما على سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية مازلنا لم نع الدرس، هذا ان كنا نذكر أصلا أنه كانت لنا يوما خلافة واحدة جامعة ينعم المسلمون فى رحابها يعتزون بإسلامهم وشريعة ربهم ويجاهدون لنشر الهداية وتبليغ الرسالة التى أئتمنهم الله عليها.

بل لعل ما يدمى المقل ويقطع القلب أن نرى المسلم وقد ترجل عن جواده وتخلي عن مجده وبخس حق نفسه فصار يلهث وراء فتات الخنازير يلتمس منهم ما يجودون عليه به من فتات الموائد يأخذها فى مذله ومهانة.

وكذا الدنيا لا تعطى طالبها الا سرابا، ثم لا يصيب منها الا ما قدره الله له.

وبدأ معول كبير ينخر فى بناء الخلافة العثمانية على مسمع ومرأى من المسلمين أجمعين،
 فقد اتفق الإنجليز مع مصطفى كمال الملقب بأتاتورك أو "أبو الأتراك" قائد الجيوش العثمانية فى فلسطين وعضو جمعية الإتحاد والترقى المشبعة بالأفكار العلمانية ونعرات القومية على أن ينسحب القائد التركي من فلسطين تاركا اياها للإنجليز ومعرضا مائة ألف جندي تركي للوقوع فى يد الإنجليز الصليبيين على أن تعطى تركيا لمصطفى كمال أتاتورك بعد سقوط الخلافة.

وهكذا أصبحت فلسطين بلا جيش سواء من الأتراك أو من العرب.
نعم هكذا صار المسمي بعد أن تعصب كل فريق لقوميته وأصبح الدين آخر ما يذكر أو يلتفت له.

ودخلت الجيوش الإنجليزية أرض فلسطين محتلة لها فى 16 نوفمبر 1917 بعد اسبوعين فقط من وعد بلفور وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 إلا أن اللافت للنظر أن الأمر لم يكن مجرد مؤامرة من مصطفى كمال اتاتورك مع الإنجليز، بل كان عميقا بما فيه الكفاية ليعتقد أهالى فلسطين فى قوميتهم العربية مطمئنين الى الإنجليز الذين جاءوا يخلصونهم من حكم الأتراك الغاصبين حتى وان فضحت تصريحات بلفور النوايا الإنجليزية الخبيثة.

ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد، بل تكونت قبل الإحتلال الإنجليزى لفلسطين بأيام قليلة جمعية كبيرة فى فلسطين تجمع الشخصيات الفلسطينية الكبيرة وعلى رأسهم مفتى القدس الشيخ أمين الحسينى الذى انخدع فى البداية هو الآخر بوساوس الشياطين ليكونوا الجمعية الإسلامية المسيحية على أساس قومي بحت.
بل وبعد مرور سنة على الإحتلال الإنجليزى لفلسطين أصدرت الجمعية بيانا تحتفل فيه بذكرى دخول الإنجليز أرض فلسطين وتبارك لها جهدها فى تحرير العرب الضعفاء من بطش الأتراك الظالمين.
واستفحلت الفتنة القومية وازداد المسلمون فرقة وتخاذلا.

وما أشبة الليلة بالبارحة،
ألم يصفق الناس لأمريكا وهى تدخل العراق رافعة شعارات العدل والحرية ثم عاثت فيها خرابا !
ألا يظل الناس يعتقدون فى نصرة أمريكا للفلسطينين وادعائها الرغبة فى تسوية عادلة شاملة للفلسطينين والعرب حتى ولو على حساب اليهود !

ولم ينتهى عام 1917 الا وقد اشتعلت الثورة البلشفية الشيوعية فى روسيا القيصرية النصرانية،
فلم ينس اليهود موقف روسيا الأرثوذكسية من اضطهاد لليهود على أراضيها ومن موقف وزير المالية "ويت" مع تيودور هرتزل الزعيم الصهيوني، وأدار اليهود الثورة على أبشع ما يكون،

عملوا أولا الى نشر أفكار كارل ماركس اليهودي عن الشيوعية وحرضوا الفقراء للثورة على الأغنياء،
ونادوا بشيوع كل شئ، بدءا بالمال والأملاك وانتهاءا بالنساء وقادوا ردة عظيمة أنكروا فيها بالكلية وجود الله.

 وحدث الإنقلاب الرهيب الدامي، وقاد لينن الشيوعي تلميذ كارل ماركس الثوار وأسس الإتحاد السوفيتي على أنقاض روسيا القيصرية وتكون المجلس الشيوعي الأول من سبعة من الأفراد أربعة منهم من اليهود والخامس استالن متزوج من يهودية والسادس لينن والسابع رجل روسي نصراني.
وكونت اول وزارة شيوعية تضم بين أفرادها سبعة عشر وزيرا يهوديا من أصل اثنين وعشرين وزيرا.

وانفتحت الدنيا لليهود فى روسيا وتحكموا فى المال والإعلام وفتحوا باب الهجرة اليهودية الى فلسطين.

وبدأ لينن حكمه بقتل ثمانية ملايين معظمهم من المسلمين، ثم قتل استالن فى فترة حكمة ما يقرب من عشرين مليونا معظمهم أيضا من المسلمين.

ولم تنتهى المصائب عند هذا الحد، فلقد بدأت الأفكار الشيوعية والإشتراكية تنتشر فى كثير من بلدان العالم بل وفى بعض بلدان المسلمين التى خرج فيها من حكم بهذه الأفكار وحاول نشرها واشاعتها بين المسلمين.

وانتهى عام 1917 وقد ماجت الأرض بتغييرات جمة وخطيرة تشابكت كثيرا لتفصح فى النهاية عن وجة قبيح ملطخ بدماء المسلمين.


يتبع ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: امينة في 2009-04-08, 17:53:15
جزاك الله خيرا اخي جواد  جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك

ما شاء الله معلومات قيمة  و ان كانت مؤلمة

فعلا التاريخ يعيد نفسه  sad:(
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: شيخ العرب في 2009-04-08, 18:58:01

جزاك الله خيرا اخي جواد  موضوع جميل.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-04-29, 22:18:42
جزاكم الله خيرا إخوتى الكرام،

وعسانا نعتبر ونأخذ العبرة.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-04-29, 22:24:17
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت الأمور تتضح فى المنطقة وانتصرت انجلترا وأمريكا وفرنسا وروسيا على ألمانيا والخلافة العثمانية، وبدأ كل منهم يسن سكينه ليقتسموا بينهم كما قالوا تركة الرجل المريض.

وبدأ الإنجليز والفرنسيون فى تطبيق معاهدة سايكس بيكو وتقسيم المملكة العربية التى وعدوا بها الشريف حسين.

فأخذت إنجلترا الأردن والعراق وأخذت فرنسا سوريا ولبنان.

وطلبت انجلترا من فرنسا الغاء البند الخاص بفلسطين حيث كان مقررا أن تكون تحت حماية دولية بإستشارة روسيا لتصبح تحت الإنتداب البريطاني فقط فى مقابل أن تطلق يد فرنسا فى الجزائر وتونس.

ولا عجب من صفاقة الوجوه فأصحاب الحق مستسلمون أو لعلهم كانوا "يربون العيال" !!

وبالطبع وافق الفرنسيون على ذلك، لتصبح فلسطين محتلة رسميا من الإنجليز، لكن لا بأس من استبدال لفظة الإحتلال بالإنتداب وأن تجعلة الى أجل ينتهى فى 14 مايو 1948، فالإنجليز الرحماء لا يستطيعون تسليم فلسطين لليهود دون أن تشتد شوكتهم ويضمنون تفوقهم العسكرى على الفلسطينيين الإرهابيين الذين سيقومون للدفاع عن أرضهم.

ولما كانت الخطوط واضحة فى ذهن الإنجليز واليهود فلم تقم انجلترا بتعيين حاكم فلسطيني على فلسطين كما كان متعادا فى تلك الظروف، حيث تضع فى الصورة حاكما أو خديويا ثم تحكم هى من وراء الستار أو حتى من أمامة فلن يكون الفرق كبيرا.
وذلك حتى لا يجد الفلسطينيون أى رمز يلتفون حولة ولو كان عميلا.

وهنا يثور الشريف حسين ويسأل عن وعود انجلترا له، وكان الجواب معدا مسبقا،

إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم.

زاد فى اعتراضه وبكى ملكه الضائع، فاعتقلوه ونفى الى قبرص، وفقد كل شئ.

وليعتبر أولوا الألباب.

الا أن بريطانيا أمعنت فى السخرية من العرب وجاءت بأبناء الشريف حسين ليكونوا صورة الحاكم فى البلاد التى تم تقسيمها.

وضعوا الأمير فيصل بن الحسين قائد الجيوش العربية ضد الخلافة العثمانية على العراق.
وضعوا الأمير عبد الله بن الحسين على الأردن.

أما فلسطين فشكلوا فيها ادراة عسكرية وأصبحت تابعة لمكتب الإدارة الإنجليزى بالقاهرة.

وفى سنة 1919 عقد مؤتمر للسلام العالمي فى باريس حضره الأمير فيصل بن الشريف ممثلا عن العرب، وفى المرة الوحيدة التى سمح له فيها بالكلام قام وقال:
أطالب بإستقلال البلدان العربية مع ترك فلسطين جانبا بالنظر الى طابعها العالمى.

وبعدها أرسل رسالة الى فرانكفورتر الزعيم الصهيونى الأمريكي قال فيها:
نحن العرب وبخاصة المثقفين، ننظر برغبة شديدة الى النهضة الصهيونية ولسوف نعمل ما فى وسعنا لمساعدة اليهود أبدا ونتمنى لهم وطنا ينزلون فيه على الرحب والسعة، وإنى اتطلع وشعبى الى مستقبل نستطيع فيه أن نتبادل التعاون لتصبح البلاد التى نشترك فى الإهتمام بها ذات مركز بين الامم المتمدنة فى العالم.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أما بريطانيا فلم تهدأ أبدا،
دسائس ومكائد على كل المستويات،
توجهت الى تركيا الجريحة ترسم الخطوات الأخيرة للنهاية.

تدبر انجلترا معركة بين تركيا واليونان ثم تدخل انجلترا الى جانب اليونان ليأتى مصطفى كمال أتاتورك ليحارب اليونان والإنجليز المنتصرين فى الحرب العالمية الاولى فتنسحب انجلترا من أمامه ويفر اليونانيون فى معركة هائلة كما صوروها.

هذه المعركة الهائلة ليس فيها قتيل واحد من الطرفين.

وتبدأ صناعة الزعيم الذى يجب أن يجد تفسيرا لصعود ضابط صغير نسبيا مثله الى منصب الخليفة.

وتنتشر أخبار المعركة فى الصحف اليهودية والإنجليزية التى تكتب عن الهزيمة المرة لإنجلترا وانتصار البطل المقدام مصطفى كمال أتاتورك الذى اعاد لتركيا كرامتها.

وبين عشية وضحاها تصبح صور البطل فى كل مكان وترتب اللقاءات مع كبار الساسة فى العالم، ولا ينسون أن يلتقى بكبار رجال الدين الإسلامي.
ويقف الزعيم الجديد فى تضرع ويضطر لدخول المسجد ليصور وهو يصلى فى خشوع كما اضطر من قبله تيودور هرتزل للصلاة فى المعبد اليهودى تمثيلا وتصنعا.

ويفتن به المسلمون، ويتمنون ان لو يتنازل فيتولى قيادتهم، حتى ان أحمد شوقى أمير الشعراء ظن فيه خيرا فشبهه بخالد بن الوليد رضى الله عنه وشتان ..

ودبرت مظاهرات ومؤتمرات فى الشرق والغرب ليصعد فى النهاية مصطفى كمال اتاتورك فى 3 مارس 1924 الى كرسي الحكم  بعد اقصاء الخليفة العثماني آنذاك عبد المجيد بن عبد العزيز.

وأعلن الزعيم الجديد استقلال تركيا لتعترف به انجلترا مباشرة وتتحسن العلاقة بينهما الى أقصى حد.
واستلم مصطفى كمال أتاتورك الحكم مؤيدا بحزب الإتحاد والترقى وفعل مالا يستطيع ان يفعله الإنجليز فى سنوات عديدة.

أولا ألغى الخلافة الإسلامية بالكلية.
وهى اول مرة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلغى فيها الخلافة الإسلامية تماما،
فحتى وان كانت الخلافة تضعف أحيانا الا أنها كانت دوما رمزا قويا يلتف حوله المسلمون ليقوموا من جديد.

ثانيا، فصل تركيا بالكامل عن العالم الإسلامي وفصل الدين عن الدولة.

ثالثا، ألغى لبس الحجاب الإسلامي وفرض الأزياء الأوروبية.

رابعا، ألغى لعدة سنوات الإحتفال بعيدي الفطر والأضحى.

خامسا، منع المسلمين من أداء فريضة الحج.

سادسا، اغلق عددا كبيرا من المساجد وحول مسجد آيا صوفيا الى كنيسة ثم الى مخزن بعد ذلك.

سابعا، منع تعدد الزوجات وأباح زواج المسلمة بغير المسلم.

ثامنا، ألغى عطلة الجمعة واستبدلها بالأحد.

تاسعا، منع الأذان باللغة العربية وأصر أن يكون باللغة التركية.

عاشرا، ألغى الحروف العربية من الكتابة واستبدلها باللاتينية وألغى التقويم الهجرى.

الحادى عشر، ألغى من الدستور التركى المادة التى تنص على أن دين الدولة الإسلام، ونص فى الدستور على ان تركيا دولة علمانية وألغى الشريعة الإسلامية تماما واستبدلها بالقانون الإيطالي والسويسرى.

الثانى عشر، ألغى منصب شيخ الإسلام، وأجبر أئمة الدين على ارتداء القبعة بدلا من العمامة.

الثالث عشر، أباح الردة عن الإسلام وساوى بين الذكر والأنثى فى الميراث.

أخيرا، أعدم أكثر من مائة وخمسين من علماء المسلمين وألغى من اسمه كلمة "مصطفى" واكتفى بكمال أتاتورك، وأوصى فى وصيته قبل موته ألا يصلى عليه.

وهكذا سقطت الخلافة العثمانية وقامت الدول العلمانية وضاعت هيبة الدين.

أما فلسطين فقد تركت لمصيرها، بل ولم يكتف من حولها من الزعماء بتركها لحالها، بل شاركوا فى تضييعها واستباحة أهلها وأرضها.



يتبع ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: أحمد في 2009-04-29, 22:41:33
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا أخي الكريم

استوقفتني هذه العبارة



أولا ألغى الخلافة الإسلامية بالكلية.
وهى اول مرة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلغى فيها الخلافة الإسلامية تماما،
فحتى وان كانت الخلافة تضعف أحيانا الا أنها كانت دوما رمزا قويا يلتف حوله المسلمون ليقوموا من جديد.



فقد سقطت الخلافة العباسية بقتل التتار الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد وظل المسلمون بلا خلافة مدة ثلاث سنوات حتى هزمت التتار وتولى الظاهر بيبرس حكم مصر فاستجلب وريث الخليفة المقتول وبقي حكم المسلمين في يد سلاطين المماليك مع التبعية الاسمية للخلفاء العباسيين.

العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-04-29, 22:56:03
وجزاكم بمثل وزيادة،

وأعتقد ان قتل الخليفة لا يعنى الغاء الخلافة، خاصة أن العالم كله كان يعانى من وباء التتار هذا،

والخلافة وقتها لم يتم الغاؤها بدليل أن الخلافة العباسية بقيت ولم يعلن الغاء الخلافة أو وضع حدود بين المسلمين كما هو الحال الآن.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: امينة في 2009-04-29, 22:56:53
لا حوله ولا قوة الا بالله

جزاك الله خيرا اخي الكريم
و جعل الله كتاباتك في ميزان حسناتك
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-04-29, 23:21:06
اقتباس
وفى سنة 1919 عقد مؤتمر للسلام العالمي فى باريس حضره الأمير فيصل بن الشريف ممثلا عن العرب، وفى المرة الوحيدة التى سمح له فيها بالكلام قام وقال:
أطالب بإستقلال البلدان العربية مع ترك فلسطين جانبا بالنظر الى طابعها العالمى.

وبعدها أرسل رسالة الى فرانكفورتر الزعيم الصهيونى الأمريكي قال فيها:
نحن العرب وبخاصة المثقفين، ننظر برغبة شديدة الى النهضة الصهيونية ولسوف نعمل ما فى وسعنا لمساعدة اليهود أبدا ونتمنى لهم وطنا ينزلون فيه على الرحب والسعة، وإنى اتطلع وشعبى الى مستقبل نستطيع فيه أن نتبادل التعاون لتصبح البلاد التى نشترك فى الإهتمام بها ذات مركز بين الامم المتمدنة فى العالم.

لا حول ولا قوة إلا بالله
لا يمكن للمرء ان يتصور هذا الحضيض من الخيانة...
ربما لو لم نعايش أحداث غزة من قريب.. وردود الأفعال العلنية المتخاذلة، والتي بلغت درجة الفضيحة.... لما صدقنا هذا ...



1919 هو العام الذي أعيد فيه سعد زغلول لمصر ليحول الثورة فيها من إسلامية إلى قطرية، وليحولها لاحقا من ثورة تسعى لجلاء المحتل البريطاني، إلى مفاوضات مع الخصم (وليس العدو المحتل) البريطاني

وتلاه بعد ذلك بفترة قصيرة نزع الحجاب، ثم الخطوات الحثيثة لإفساد الشعب وإلهائه بالشهوات
فافتتحت بيوت الدعارة رسميا وصار لها تصريحات حكومية... وساد الاختلاط، وشغل الناس بقضية تحرر المرأة، بدلا من تحرر البلاد..


ربما يجدر بكم أخي الكريم أن تشرحوا قليلا معنى (انتداب) والفرق بينه وبين الاحتلال

العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: غريب الدار في 2009-04-30, 18:45:09
بسم الله الرحمن الرحيم

أسجل المتابعة

و أعود لأقرأ الموضوع بعناية

و نصيحة للأعضاء للحصول على مصادر جيدة فى هذا الموضوع 

سلسلة

" حتى لا تكون أندلساً أخرى "

د. راغب السرجانى

أظنها من أحسن المسموعات فى هذه القضية و خصوصاً أن صاحبها اسلامى الإتجاه . معتدل الفكرة . سليم المنهج

عن نفسى قد سمعت 5 حلقات فى هذه السلسلة و أجدها رائعة

و دة رابط لها كمان من موقع د.راغب السرجانى و هو يتيح عملية التحميل للنسخة الأصلية منها ( هيصة بقى )

http://www.islamstory.com/pagination.php?type=multimedia&cat_id=3

(للأخ جواد : " ايه الحلاوة دى")

 emo (30):
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-04-30, 19:03:21
جزاكم الله خيرا أخوتى الكرام،

والحلقات مقتبسه بالفعل من سلسلة فلسطين للدكتور راغب السرجانى بتصرف.

وأنصح الجميع بتحميلها والإستماع اليها.

بارك الله لكم.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-06, 12:49:54
عجيب أمرها حقا اذ الدنيا بها تشقى
ومازالت لهاوية بكل غبائها ترقى
وساستها أرى القطران من نياتهم أنقى
ضلالات تراودهم وقد هاموا بها عشقا
وصاروا طوع قبضتها عبيدا أدمنوا الرق
قلوبا لا تعي شيئا وأرشد من بهم حمقى
وبات الخرق متسعا وما اسطاعوا له رتقا
وتحسبهم على علم وهم فى جهلهم حمقى
وفى التاريخ من لعبوا بنار عوقبوا حرقا
ومن لفوا على الأعناق حبلا غالهم شنقا
وقيل لمثلهم بعدا وقيل لمثلهم سحقا

وها قد مرت السنوات ومات أتاتورك وحكمت تركيا من بعده بغير شرع الله فماذا تراها جنت؟

تحولت تركيا من خلافة كانت تحكم 20 مليون كيلومتر مربع الى دولة تستجدى الغذاء والكساء من الإتحاد الأوروبي وتلهث وراء الإنضمام اليه، ويتم مساومتها كل لحظة على التنازل عن ما تبقى من ذر الحق والكرامة،

ولولا أن من الله عليهم مؤخرا برجال يحاولون العودة الى الإسلام ما كنا سمعنا لهم دورا ولا عرفنا لهم شأنا ذا قيمة.

وهكذا كانت الخلافة بالإسلام كل شئ ثم تحولت تركيا بغيره الى لا شئ،
كانت بالإسلام تقود العالم ثم بغيره تحول القائد الى مقود وتحول المتبوع الى تابع.

وهكذا خلى الطريق لليهود وانتهت مرحلة الخطة والتدبير لتبدأ مرحلة التهويد.

وتبدأ فعاليات المرحلة الثانية سنة 1918 ولمدة 30 عاما تنتهى بقيام دولة إسرائيل على الأراضى الفلسطينية المغتصبة عام 1948.

ويبدأ الأمر بأن يدعى الجنرال اللمبي الحالكم البريطاني فى فلسطين رجلا من بريطانيا ليساعدة فى إدارة أمور فلسطين،
يستدعي من بريطانيا هربرت صموئيل أول وزير يهودى فى الحكومة البريطانية.

وهكذا جلس الإنجليز مع اليهود امام الستار يضعون خطة تحويل فلسطين المسلمة الى اسرائيل اليهودية.
ولا عجب فلم يعد فى الأرض من قوة للمسلمين الذين انشغلوا بالقبليات والدنيا وتركوا الدين بلا مدافع او نصير.

وحري بنا ونحن نستنكر موقف أجدادنا آنذاك أن نتذكر موقف الشعوب المسلمة من الحرب على غزة، حينما أعلن الكثير منهم فى صفاقة أنهم لا هم لهم الا أنفسهم وأن فلسطين شأن الفلسطينيين فقط.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كان المخطط الكبير الذى وضع لتهويد فلسطين يشمل نواعى عديدة وأمورا شتى تتركز حول أربعة محاور رئيسية.

أولا، الهجرة اليهودية الى فلسطين.
وجدير بالذكر أن عملية احلال شعب مستعمر بأهل البلاد الأصليين عن طريق تهجيرهم أو قتلهم لم تتكرر كثيرا فى التاريخ لبشاعتها الشديدة،
حدثت فى الاندلس حين قام الأسبان بذبح ما أهل الاندلس المسلمين واحلالهم بالأسبان فيما عرف بمحاكم التفتيش الوحشية.

حدث أيضا فى أمريكا، حيث قام الأمريكان بذبح عشرين مليونا من الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين ليقوموا ما زعموا أنها حضارة.

حدث فى استراليا حيث سلك الإنجليز النهج نفسه فى أستراليا.

ولنراجع اذن خطوات هذه العملية فى فلسطين.

بداية كان عدد اليهود فى فلسطين أيام حكم الخليفة عبد الحميد الثاني 4500 يهودي.
كان ذلك حتى عام 1909 حين عزل الخليفة عبد الحميد الثاني.

وفى الفترة التى تولى فيها الحكم الحقيقي حزب الإتحاد والترقى مع وجود صورة خليفة فى الظاهر وحتى عام 1917 والإحتلال الإنجليزى لفلسطين وصل عدد اليهود فى فلسطين الى 50 ألف يهودى يمثلون 8% فقط من عدد السكان فى فلسطين فى ذلك الوقت.

ولنعلم قيمة الخليفة والخلافة مقابل قوميات الدول المنفصلة والمتناحرة.

ثم أنه منذ سنة 1918 وحتى أوائل سنة 1948 وصل تعداد اليهود فى فلسطين الى 600 ألف يهودى يمثلون 32% من تعداد السكان فى فلسطين.
ومنذ سنة 1948 وحتى يومنا هذا لاتزال الهجرة اليهودية قائمة حيث وصل عدد اليهود فى فلسطين الى خمسة ملايين ونصف مليون يهودى، أصبحوا يمثلون حوالي 50% من تعداد سكان فلسطين،
فى حين تم تهجير ما يزيد عن خمسة ملايين فلسطينى من أرضهم.

ومازال هناك رغم كل هذه الخطوات الواضحة من يعتقد بأن اسرائيل كيان صديق وأن الفلسطينيين هم من يرفضون العيش فى سلام.
ولا بأس من قطع الرقاب واستباحة الأعراض واغتصاب الأراضى والممتلكات وهتك حرمات الله وتضييع دينة.

ولنتدبر مرة أخرى فى نوعية اليهود الذين يهجرون فى ذاك الوقت الى فلسطين،
فمعظم المهاجرين اليهود كانوا من الشبان الذين كانوا ينضمون الى معسكرات التدريب فى بولونيا وايطاليا والنمسا أو دول أوروبا الشرقية.

أى ان طليعة المهاجرين اليهود الى فلسطين كانوا عبارة عن جيش مدرب.

اليهود كانوا يرفضون هجرة المعاقين او من يحتاجون الى إعانة اجتماعية،
ولم يكن لهم اهتمام بيهود العالم الا هؤلاء الذين يريدون الذهاب الى فلسطين.

ويوضح بنجوريون هذه النقطة فيقول،
لو عرض علي انقاذ كل أطفال ألمانيا من اليهود الى انجلترا أو انقاذ نصفهم الى فلسطين لإخترت الحل الثاني.

بل وصل الأمر الى تعاون اليهود مع هتلر الزعيم النازى فيكشفون له عن أماكن اليهود فى المانيا وفرنسا وبولندا ليقتلهم فى نظير ترحيل الشخصيات اليهودية المرموقة الى فلسطين.

مع العلم أن عدد اليهود الراغبين فى الهجرة الى فلسطين فى تلك البلاد آنذاك كان أقل من 5 % ولذلك قتل عدد كبير منهم.

وهكذا تشكل اليهود المهاجرين فى عصابات دموية تكون البنية الأساسية التى تشق جماجم المسلمين لتقوم على أشلائهم الدولة الإسرائيلية المحتلة.
أكبر هذه العصابات كانت "الهاجانا" التى بلغ عدد جنودها فى سنة 1948 62 الف جندي وأصبحت بعد ذلك نواة لجيش الدفاع الإسرائيلي.
ثم عصابة "أرجون" 6 الاف مسلح.
ثم عصابة "شتيرن" 300 مسلح.

وسعت انجلترا بكل ما تملك الى تثبت أقدام هذه النواة وتطويرها عن طريق امدادها بالسلاح الحديث والتدريب فى معسكرات الإنجليز.
قامت انجلترا بإيوائهم أيضا فى المستوطنات التى كانت تبنى على ارض فلسطين،
أهدت اليهم قطع ارض فلسطينية ليقيموا عليها المشاريع.
ثم الدفاع عنهم وحمايتهم من الإرهابيين الفلسطينيين أصحاب الأرض والبلاد والمدافعين عنها !

وهكذا فى محور التهجير كانت ولا تزال الأعداد فى زيادة دوما وكانت النوعية من المحارين دوما وكانت انجلترا مساعدة دوما.


يتبع ان شاء الله
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-06-06, 00:10:34
"الفلسطينيون لا يستحقون النصرة فهم من باعوا أرضهم لليهود"

هكذا يبرر المتقاعسون والمغيبون قعودهم عن نصرة إخوانهم فى فلسطين،
وهكذا أيضا يبدأ الكثير فى البحث عن أسباب ومبررات يسكتون بها ما بقي لديهم من ضمير، أو يخفون بها طبائع النفس الخبيثة.

ولما كان المحور الثاني فى عملية التهويد يتعلق بالأرض فلابد من الوقوف على حقائق الأمور لنعلم الى أي مدى تم تشويه الحقائق وتزييف الواقع.

حرص اليهود منذ البداية على إمتلاك الأراضي فى فلسطين، بدأ هذه المحاولات تيودور هرتزل مع السلطان عبد الحميد الثاني وعرض عليه أموالا طائلة لشراء قطعة أرض صغيرة فى فلسطين وقوبل طلبه بالرفض.

وفي زمن الخلافة لم يكن يمتلك اليهود أى شئ فى فلسطين التى تبلغ مساحتها الإجمالية (26000 كيلومتر مربع) وكان محظورا عليهم التملك فى فلسطين و كان عددهم آنذاك 4500 يهودي.

في سنة 1909 والى سنة 1917 فى ظل حكومة الإتحاد والترقي تملك اليهود 2% من مساحة أرض فلسطين عن طريق الرشوة للحكام العلمانيين.

من سنة 1918 والى سنة 1948 أى فى ثلاثين عاما فى حين زاد عدد اليهود فى فلسطين من 8% الى 32%  لم يمتلك اليهود من أرض فلسطين الا 5.7 % فقط من أرض فلسطين.

أى أنه فى ثلاثين عاما لم يستطع اليهود الا تملك 3.7 % فقط من الأرض.
منها 1.2 % اهداء من حكومة الإنتداب البريطاني الى اليهود بدون ثمن.
1.5 % بيع من عائلات نصرانية لبنانية وسورية مثل عائلات سرسق والمطران وتيان كانوا يتملكونها على سبيل الإستثمار فى فلسطين ثم باعوا بعدما أحسوا بخطر الإنجليز واليهود فى فلسطين وأن ما لن يبيعوه اليوم سيأخذه اليهود منهم عنوة فى الغد، فباعوا الأرض ورجعوا الى بلادهم.

لم يبق الا 1% فقط هو ما باعه الفلسطينيون أصحاب البلد لليهود، على الرغم من الفتاوى التى حرم فيها بيع الأرض الى اليهود، بداية من فتوى الشيخ أمين الحسيني مفتى القدس سنة 1922 ومرورا بعدد كبير من الفتاوى فى السنوات التالية.

ومن هو الشعب الذى ليس فيه خائنون ومفرطون وأصحاب مصالح؟
ومع هذا كانت النسبة قليلة جدا فى فلسطين.

ولا يجب أن نتعجب كثيرا هنا من انتشار فرية بيع الفلسطينين لأرضهم،
فلقد روج اليهود وكثير من العرب لهذه الفرية الخبيثة وأعملوا اعلامهم فى ترويجها لتشيع وتنتشر بين العالمين.

أما اليهود فكانوا يقصدون بذلك أن يثبتوا لأنفسهم حقا زائفا وأنهم اشتروا الأرض من أصحابها، ليصبح من يطالبهم بها ظالم ومعتد أو ارهابي.

أما العرب فقد عملوا أيضا على نشر هذه الفرية التى أعجبتهم كثيرا حتى أصبح منهم من يعتقد وعن يقين أن حقيقة صحيحة،
فى حين أن الهدف لم يكن الا اسكات الضمير واراحة البال وتفريغ المال والجهد والعرق لمصالحهم الخاصة.

ثم أنه لو افترضنا جدلا أن الفلسطينين باعوا أكثر من ذلك، فهل يملك الفلسطينيون حق حكم الله للأرض حتى يبيعوه؟
فإنه حتى لو حدث ذلك فعلى المسلمين تحرير البلاد وإخراج اليهود مما أغتصبوا من الأرض ثم يقرونهم على ما اشتره بالمال مادامو معاهدين دافعين للجزية يحكمون بشرع الله.

وهكذا فشل اليهود فشلا ذريعا فى عملية شراء الأرض من الفلسطينين وان كانوا مهدوا لإغتصابها فى سنواتهم القادمة.

وكان المحور الثالث فى عملية التهويد هو السيطرة على الإقتصاد فى فلسطين.

وبدأ استقطاب الأموال اليهودية فى العالم لتأتي وتقيم المشاريع فى فلسطين،
فى حين يظل المسلمون حتى الآن يبحثون عن الإستثمار في غير بلادهم لا هم لهم الا نسبة الربح بأي طريق كان.

ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
فما إن دخل صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وآخى بين المهاجرين والأنصار وبين الأوس والخزرج وأصبحت له دولة الا وشرع مباشرة فى سد الثغرة الإقتصادية.
أمن الماء أولا فأمر بشراء بئر روما الذى كان مملوكا ليهودي،

ثانيا أمر ببناء سوق خاص بالمسلمين حتى يستغني به عن أسواق الآخرين ولم يضرب عليه خراج للتشجيع على التجارة فى السوق الإسلامية.
ثم شجع صلى الله عليه وسلم على الزراعة والصناعة والعمل الشريف مهما كان بسيطا، وهكذا ظهر التجار والزراع والصناع وأصحاب الحرف المختلفة يعملون جميعا على تقوية الإقتصاد الإسلامي الناشئ وتحريره من سيطرة اليهود فى المدينة.

وما أعجب حال المسلمين اليوم حين تخلوا عن دينهم الكامل المحكم الذى ينتظم أمور الحياة جميعا فتخبطوا فى المسير وتسابقوا الى الدخول تحت سيطرة أعدائهم والتعسير على أي فكرة من شأنها أن تجمع شملهم.

وهكذا بدأ اليهود فى السيطرة على الإقتصاد الفلسطيني بمساعدة انجلترا التى سنت لهم قوانين تمكن لهم بها،

أولا، قامت انجلترا بفرض ضرائب كبيرة على البضائع المستوردة والتى تشابه البضائع المحلية اليهودية لتعطى فرصة أكبر لتسويق الناتج اليهودي الداخلي.
ثانيا، قامت انجلترا بتخفيض الضرائب جدا على المواد الخام المستوردة التى يستخدمها اليهود فى صناعتهم.
ثالثا، قامت بتسليم اليهود المشاريع الضخمة المؤثرة ومشاريع البنية التحتية، كشركات الكهرباء وإستغلال أملاح ومعادن البحر الميت وغيرها،

وهكذا بنظرة الى ما تحول اليه واقع الإقتصاد فى فلسطين آنذاك نجد أنه،

فى القدس كان يوجد 19 مصرف بنكي يمتلك منها اليهود 14 مصرفا.
كان عدد الشركات التى تبيع أدوات البناء 42 شركة لليهود 30 شركة منها.
شركات شراء الأراضي (سماسرة أراضي) كانت 62 شركة لليهود 60 شركة منها.
كان بالقدس 6 شركات يبيعون الآلآت الزراعية كان لليهود منهم 5 شركات.
كان بها 55 شركة للمقاولات الهندسية منها 54 شركة مملوكة لليهود.
كان بالقدس 65 شركة طباعة كانت كلها لليهود.
شركات الأدوية والأملاح والمعادن والبالغ عددها 16 شركة، كانت كلها لليهود.

وهكذا مع اجتماع محاور التهجير والأرض والسيطرة على الإقتصاد بقى رأس الحربة فى المحور الرابع والذى كان السيطرة على التعليم والإعلام.

كل هذا والمسلمون فى العالم غارقون فى مشاكلهم الشخصية يتفننون فى توسيع الهوة والخلافات فيما بينهم.

كان من الواضح والجلي أن اليهود جعلوا همهم هو ارساء دعائم دولتهم والتمهيد لها وبذل الغالي والنفيس من أجلها، بل وجعلها هدفهم الذي يتحركون اليه فى مختلف نواحي حياتهم.

ولا أظننا بحاجة الى مقارنة أو توضيح لحالنا.




يتبع ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-06, 11:46:23
جزاك الله خيرا يا جواد

متابعون
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-06-07, 02:20:32
جزاك الله خيرا يا جواد

متابعون


بارك الله بكم وجزاكم بمثل وزيادة.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-06-07, 02:26:01
إذا أردنا تغيير حال أمة على أى وجه من الوجوه فإن الطريق يبدأ دوما بالفكر.

حين يتغير فكر المجتمع فإن الحياة برمتها تتغير ويختلف المنظور الذي ينتهجه الناس فى الحكم على مختلف القضايا والأمور.

والطريق الى الفكر يكون دوما فى التربية والتعليم والإعلام،

بدأ إهتمام اليهود بالتعليم مبكرا جدا لدرجة أنه في سنة 1921 بعد أقل من أربع سنوات من دخول الإنجليز لفلسطين جاء وينستون تشيرشل بنفسه من انجلترا وكان آنذاك وزير المستعمرات البريطانية، ليضع حجر الأساس للجامعة العبرية فوق جبل الزيتون فى فلسطين.

ثانيا أنشأ اليهود دائرة تعليم خاصة بهم دون الفلسطينيين يكون التدريس فيها بالعبرية.
فمنذ الخطوات الأولى لتيودور هرتزل واليهود يسعون الى تعليم اللغة العبرية ليس فقط لتكون رابطا يجتمع اليهود حوله، وإنما أيضا لإدخال الإعتزاز بها وبالدين اليهودي فى قلب اليهود.

ولنتوقف هنا لنصارح أنفسنا بحالنا،
كم منا يعارضون تعريب التعليم ويتفاخرون أنهم لا يتقنون لغة القرآن فى حين يحرص اليهود كل الحرص أن يكون تعليمهم بلغتهم العبرية التى كتبوا بها التوراة.

كم منا يحرص على تعليم أبنائه الإنجليزية كلغة أولى يستخدمها فى المدرسة والعمل بل وحتى فى حياته الشخصية،

كل هذا واليهود الآن وهم يدرسون ويتحدثون العبرية فى شتى نواحي حياتهم أكثر علما وتقدما من المسلمين الذين ارتموا فى أحضان الإنجليزية أو الفرنسية أو أى لغة أخرى،
وكأنما نهرب من هويتنا وكأنما نريد أن ننفي عن أنفسنا ارتباطنا بهذه الأمة وهذا الدين.

عرف اليهود أن الأهم فى حياتهم وحياة أبنائهم أن يكونوا متصلين بثقافتهم ودينهم ومجتمعهم يعتزون بهم ويسعون الى تثبيت جذوره ولو حتى فى أرض مغتصبة.

أما نحن  فنظل نختلق المبررات ونكثر الجدل لنهرب من واقع أنفسنا والتخلف الذي لحق بأمتنا وشاركنا فى صنعه بأيدينا.

بدأ اليهود فى مدارسهم يزرعون الكراهية للمسلمين فى قلوب أطفالهم ويدخلون فى عقيدتهم أن الفلسطينيين معتدين ارهابيين يريدون إخراجهم من أرضهم بإرهابهم.
هذا فى حين قامت بعض البلاد الإسلامية بحذف الآيات والأحاديث التي تحض على قتال اليهود من منهاج أطفالها فى المدارس.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وعلى الرغم مما كان عليه الفلسطينيون فى بداية الأمر من تغييب وغفله الا أن الأمر بحمد لله تغير سريعا حين أدركوا أن اليهود إن تركوا سيأكلون الأرض ويقتلون الأهل،
أدركوا أن الإنجليز أصحاب مصالح وان النصر لا يستورد من الخارج وأن الحق لا بد له من قوة تحميه.

وهكذا بدأ الأمر بثورات متعددة فى سنة 1919 و 1920 و 1921 ثم ثورة البراق سنة 1929 قاد معظمها الشيخ أمين الحسيني مفي القدس والذي غير تماما من فكره القومي ورجع الى رشده بعدما رأى واقع اليهود والإنجليز وما حدث للخلافة فى تركيا وما ظهر من أوراق المؤامرة للجميع.

الا أن هذه المظاهرات وحتى سنة 1931 كانت تتسم بطابع سلمي حتى طارد الإنجليز الشيخ أمين الحسيني فهرب الى لبنان،
هذا على الرغم من أن الكلام كان كثيرا يجامل الإنجليز على أمل أن يوقظ عدلهم وهيهات، فعدل الإنجليز لم يكن نائما، بل كان ميتا، والموتى لا يعودون الى الحياة الى يوم القيامة.

وفى هذه الظروف ينعم الله على الأمة بشيخ عالم مجاهد أرسى دعائم الجهاد في فلسطين وصاغ القضية على حقيقتها الإسلامية المحضه.
ولد الشيخ عز الدين القسام فى سوريا سنة 1871 ودرس فى الأزهر الشريف فى مصر، ثم عاد الى سوريا ليجد الإحتلال الفرنسي قد بدأ، فقاومه ببسالة حتى حكم عليه بالإعدام، وهرب الى فلسطين.

وهناك قاد الشيخ عز الدين القسام المقاومة ضد الإنجليز واليهود، فهو يعلم أن كل أرض المسلمين أرضه وكل أعداء المسلمين أعداؤه.
نشأ الشيخ عز الدين القسام فى بيت بسيط فى سوريا، يعيش هو وأبوه وأمه وأخوته الكثر جميعا فى غرفة واحدة، بل في ركن من أركانها، وتعيش فى الركن الآخر من ذات الحجرة بقرة يمتلكونها.

نعم فلم تكن العبرة يوما بالفقر أو الغنى، بل كانت دوما بالإخلاص وحسن التربية على مفاهيم الإسلام الصحيحة وغاية المسلم فى هذى الحياة.

وصل الشيخ عز الدين القسام رحمه الله الى أرض فلسطين سنة 1922 وبدأ فى أناة وصبر يربي جيلا جديدا يؤمن بالجهاد فى سبيل الله طريقا للتحرير، وظل خلال ثلاث سنوات عمل فيها مدرسا وخطيبا يربي ويعلم ويرتب وينظم واتصل بكل طوائف الشعب الفلسطيني.
كان الشيخ القسام مثال العالم المربي المجاهد الذى تخلى عن سفاسف الأمور واهتم بمعانيها، علم من كان معه أن الحقوق انما تؤخذ بالقوة ولا تمنح تفضلا أو إحسانا.

وفى سنة 1925 كون الشيخ عز الدين القسام جماعة سرية مسلحة لتحرير فلسطين وجعل فيها اختصاصات متعددة، مابين فدائية جهادية وتعليمية إرشادية وتمويلية إقتصادية وسياسية وجماهرية تفاعلية واجتماعية تعاونية حتى وصل عدد المنضمين الى جماعته فى سنة 1930 الى أكثر من ألف رجل، قسمهم الى مجموعات صغيرة كل مجموعة مكونة من خمسة أفراد عليهم رجل.
ولعله كان يقتدي بنسق مجموعات الأرقم بن أبي الأرقم أو مجموعات بيعة العقبة الثانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخذ أعداد الأعوان فى تزايد حتى رغب البعض فى إعلان الثورة المسلحة مبكرا، الا أن الشيخ القسام كان قد استفاد من تجربة التسرع فى إعلان الثورة المسلحة فى سوريا فلم يسمح بذلك، وصبر حتى يأتي المناخ المناسب لإعلان الثورة المسلحة وتطوير الجهاد فى فلسطين من مجرد مظاهرات ومؤتمرات الى جهاد وسلاح وشهداء.

وبين سنتي 1933 و 1935 هيأ الله المناخ المناسب للثورة الجهادية المسلحة لما تزايدت الهجرة اليهودية جدا فوصلت فى سنة 1933 الى ثلاثين ألف يهودي وفى سنة 1935 هاجر الى فلسطين ستون ألف يهودي.

وهكذا أتضحت الأمور جدا وأيقن الشيخ القسام أنه لو قام الآن لقام معه أهل فلسطين من غير جماعته يدعمونه ويؤيدونه، فقام الشيخ القسام بإعلان الجهاد المسلح فى اكتوبر سنة 1935.

 وبدأ القتال فى أماكن مختلفة وبالذات فى حيفا حين كان يسكن الشيخ القسام رحمه الله، وكان الهدف استعادة دوائر الشرطة والميناء وإعلان حكومة وطنية، واشترك الشعب فى القتال وشارك الشيخ القسام بنفسه رغم أنه كان يبلغ من العمر 64 عاما.

وبعد أقل من شهر وفى 20 نوفمبر سنة 1935 لقي الشيخ المجاهد عز الدين القسام ما كان يتمنى، لقي الشهادة فى سبيل الله صابرا محتسبا حاملا لسلاحه رافعا لرأسه معلما لأمته.
استشهد رحمه الله فى موقعة قرب جنين بأيدي الإنجليز.

ويخطئ من يظن أن الشيخ قد جاهد أياما فقط، فقد جاهد سنوات يربي فيها الشعب ويعدل من مساره فكان استشهاد الشيخ القسام شرارة أشعلت الجهاد فى قلوب الفلسطينيين ليضع القضية علي طريقها الصحيح.

رحم الله الشيخ عز الدين القسام وكل من سار على درب الجهاد فى سبيل الله واعلاء كلمة الله وجزاهم عنا خيرا كثيرا ورزقنا الإقتداء بهم والعمل على نهج الله ونهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.



يتبع ان شاء الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-07, 12:53:17
اقتباس
إذا أردنا تغيير حال أمة على أى وجه من الوجوه فإن الطريق يبدأ دوما بالفكر.

حين يتغير فكر المجتمع فإن الحياة برمتها تتغير ويختلف المنظور الذي ينتهجه الناس فى الحكم على مختلف القضايا والأمور.


صدقت

فإما ان نغير نحن
أو يغيرنا أعداؤنا

والثانية بكل أسف هي السائدة الان
وهذا مكمن الداء




العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2009-06-23, 18:29:32
تسجيل الحضور للعودة وقراءت مافاتني ...
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2009-09-08, 22:26:10
اعتذر ممن يتابعون هذا الموضوع على التقصير في تكملته،

ادعوا الله أن يفك أسري من التجنيد هنا فهو وقف وتدمير للحياة بلا أدنى فائدة.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2009-09-08, 22:32:04
وفقك الله وسهل عليك
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2010-05-31, 06:55:13
 emo (25):
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2010-05-31, 11:14:58
ما أصدقه من موضوع
من المهم جدا أن يسمع الجيل الجديد هذا الكلام و و يا حبذا لو استطعنا نشره في كتاب مثلا ,
فبارك الله فيك سرد هذه الحقائق لنا
من المهم جدا ان نعرف الحقيقه و أن نجد تفسيرا منطقيا , ألا نخدع بزيف الشعارات

لمحت ذكر دور الماسونيه في الموضوع و أدعوكم الى زيارة موضوع ( المؤامرة الكبرى ) عن الماسونيه و خطرها على الإسلام و علاقتها بالصهيونيه

 كنت أرجو إكمال الموضوع
و الإتيان بحكايه باقي المدن العربيه ( القاهره أيام ثوره 19 مثلا )

جزاكم الله خيرا
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2010-07-22, 16:10:57
ليبع أحدكم كل شيئ يملكه وليشتري السلاح،

هكذا عاشت كلمات الشيخ القسام كما نحسبه بعيش في جنات الخلد..

عاشت كلماته وعاش لواؤه يحمله من بعده الشيخ فرحان السعدي الذي دعا الى الجهاد المسلح ضد الإنجليز واليهود، ليلقى هو الآخر قدره سريعا على ذات الطريق، صائما في رمضان، معدما على يد الإنجليز وقد بلغ من العمر ثمانين عاما.

اشتدت الثورة المسلحة وحمل اللواء الشيخ عبد القادر الحسيني رحمه الله.

وفي سنة 1937 قام المجاهدون من أهل فلسطين ب 506 عملية فدائية.
وفي سنة 1938 قام المجاهدون من أهل فلسطين 5708 عملية فدائية.
وفي سنة 1939 قام المجاهدون من أهل فلسطين 3315 عملية فدائية.

بلغت خسائر بريطانيا من هذه العمليات 10 الآف قتيل ومن اليهود مثلهم.

وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 12 ألف شهيد و50 ألف معتقل و146 محكوم عليهم بالإعدام و 5 آلآف منزل مدمر.

وهكذا وجدت بريطانيا نفسها أمام أنفس مشتاقة للشهادة وصدور مفتوحة لا ترهب الرصاص فتحولت مباشرة الى التفرقة والوقيعة والمكر والكيد..

شجعت انجلترا بعض الفصائل الفلسطينية الموالية لها على تكوين ما يعرف بفصائل السلام، بزعامة رجل اسمه فخري النشاشيبي،

وسبحان الله، ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشد وضوح الحقائق لمن أراد أن يعتبر.

ترى ماذا كانت حجتهم أولائك الذين حملوا السلاح بإسم السلام وضربوه في وجوه إخوانهم،
أو وضعوا أيديهم في أيدي عدوهم يدلونهم عن المجاهدين.

ولا عجب، فمؤكد قد ظهروا بمظهر لامع يتحدثون عن حقن الدماء الفلسطينية وتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ولا عجب فجذور الصراع الفلسطيني الداخلي متأصلة من زمن بعيد، وما أحداث محمود عباس وزبانيته بجديدة على فلسطين.

وفي أواخر عام 1939، ابتلي العالم بالحرب العالمية الثانية لتستمر الى سنة 1945 بين معسكر الحلفاء الذي يضم انجلترا وفرنسا وأمريكا وروسيا ومعسكر دول المحور الذي يضم ألمانيا وإيطاليا واليابان.

وكانت حربا دامية فقد العالم فيها 50 مليونا من البشر في واحدة من أشد حروب العالم ضراوة.

والجدير بالذكر أن اليهود أداروا أزمة الحرب العالمية الثانية كأحسن ما تدار الأزمات، حتى أنهم استطاعوا أن يوظفوا المصائب التي نزلت عليهم لصالحهم،

بينما لم يرقي العرب للمستوى المطلوب في إدارة هذه الأزمة، وأقول العرب وليس المسلمين، فقد انهارت بالخلافة الوحدة الإسلامية وتشرذمت بلاد المسلمين، وسقطت كل صبغة اسلامية بالقضية، ولم يبق من ينادلي بإسلامية القضية الا أفرادا معدودين وجماعات صغيرة داخل وخارج فلسطين..

ترى كيف تعامل اليهود مع الحدث؟ وكيف حققوا مكاسبا لا توصف ؟ وكيف كانت طريقتهم في الوصول الى غاياتهم ؟


يتبع بإذن الله.
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2010-10-12, 05:38:29
إسلاميه القضية ...

حقا , لم تعد قضية إسلاميه , تشتت القية بين العروبه و الإنسانيه , و الشرق أوسطيه

متابعه
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-10-21, 06:13:33
لي فقط تعليق صغير على عبارة منشورة في أول الموضوع تتحدث عن أن ما أشبه الليلة بالبارحة وأن الاحتلال الإحلالي يعمل في فلسطين الآن .. إلخ ..

أود فقط أن اذكركم أن الاحتلال الصليبي كانت على نفس الدرجة .. بل إنه كان يقتل أهل المدينة أجمعين ولا يبقى فيها أحدا .. حتى أن صلاح الدين الذي حرر أكثر من مدينة قبل فتح القدس اضطر إلى تخريب بعض المدن بيده (عسقلان مثلا) لأنه لم يجد فيها مسلم ولا يستطيع أن يترك المدينة للصليبيين ليعودوا إليها ثانية .. وكذلك لا يستطيع أن يقسم جنوده إلى فرق متشعبة هنا وهناك ..
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: جواد في 2010-11-21, 03:03:10
لي فقط تعليق صغير على عبارة منشورة في أول الموضوع تتحدث عن أن ما أشبه الليلة بالبارحة وأن الاحتلال الإحلالي يعمل في فلسطين الآن .. إلخ ..

أود فقط أن اذكركم أن الاحتلال الصليبي كانت على نفس الدرجة .. بل إنه كان يقتل أهل المدينة أجمعين ولا يبقى فيها أحدا .. حتى أن صلاح الدين الذي حرر أكثر من مدينة قبل فتح القدس اضطر إلى تخريب بعض المدن بيده (عسقلان مثلا) لأنه لم يجد فيها مسلم ولا يستطيع أن يترك المدينة للصليبيين ليعودوا إليها ثانية .. وكذلك لا يستطيع أن يقسم جنوده إلى فرق متشعبة هنا وهناك ..

وهل إسرائيل كالصليبيين ؟
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-11-21, 10:16:34

وهل إسرائيل كالصليبيين ؟

كلا .. اسرائيل والاسرائليين أجبن وأضعف بكثيييييييييييييير من الصليبيين .. المشكلة لم تكن أبدا في العدو نفسه .. بل المشكلة في ضعفنا الشديد واستسلامنا وخيانة الكثير جدا من القيادات والزعماء ..

وقبل أن ندخل في جدل حول ضعف اسرائيل سأقول لك قارن بين حصار غزة الآن وبين حصار عكا أيام الصليبيين وستدرك الفارق الذي أتحدث عنه .. عكا حاصرتها جيوش قارة بأكملها وجيوش المسلمين وقتها تحت قيادة صلاح الدين لم تكن في أعداد يمكن مقارنتها بجيوش الصليبيين .. بل إن جيوش بارباروسا ملك ألمانيا لم تجد في شفن ومراكب أوربا كلها سعة كافية لنقلها من أوربا للشرق لذا اتخذوا الطريق البري ولكن من رحمة الله عز وجل أهلكهم في الطريق ولم يصل منهم سوى ألفا وهلك قائدهم معهم ..

قارن بين تحرير جنوب لبنان في 2000 أو انتصار المقاومة في 2006 أو الصمود الأسطوري لغزة في 2009 وبين أي حرب خاضتها جيوش صلاح الدين ضد الصليبيين وستعرف الفارق .. الصليبيين كانوا يحتاجوا جيوش مجهزة على أعلى مستوى للتصدي لهم .. أما اسرائيل الآن فيمكن مواجهتها والانتصار عليها بحفنة من الأفراد مسلحين بتسليح بسيط جدا وقد حدث أكثر من مرة ..

بالتأكيد اسرائيل أمرها سهل جدا فوق ما تتخيل .. ولو رأيت بكاء وصراخ وعواء جنود الصفوة الذين قاموا بمذبحة أسطول الحرية أمام مدنيين لا يحملون اي نوع من أنواع الأسلحة لعرفت حقا ما هي اسرائيل وما هو جيشها وما هو حجمها الحقيقي الذي تضخمه وسائل الإعلام العربية قبل الغربية للأسف ..

ولكن كما قلت لك .. المصيبة في المسمين أنفسهم في حكومات الدول المسلمة .. فيمن يسجد للغرب دوما مستبدلا قبلته ..

واعلم أن نهاية اسرائيل ستأتي سريعة ودرامتيكية لو أن الإسلاميين وصلوا للحكم في مصر وفي السعودية وفي الأردن .. وسأذكرك إن شاء الله يوما لو كتب الله لنا العمر لنرى هذا اليوم ..
العنوان: رد: حكاية مدينة..
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-11-21, 15:17:53
نسأل الله عز وجل أن نرى هذا اليوم قريبا