أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: أسيرة الصفحات في 2008-11-18, 10:10:21

العنوان: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2008-11-18, 10:10:21
(http://i38.servimg.com/u/f38/11/38/04/26/book10.jpg)

صفحة من كتاب العمر

صفحة ...
ذابلة ...
متربة ...
يكاد الناظر إليها يفقد بصره من محاولاته لقراءتها , ليس لأنها مكتوبة بلغه من كوكب المريخ , بل على العكس فهي حروف عربيه كثيرة متلاحقة ... يتغلغل إليها بعض الإنجليزية الهشة
لكن عسر قراءتها لسبب غاية في البساطة ...
فحروفهامكتوبة بخط صغير جدا , متقاربة ملتصقة لا يكاد يفصل بين كلمة و أخرى إلا هبابة ...
و لكن
مع التركيز الشديد , و بإستخدام المجهر الميكروسكوبي
تجد المرء أخيرا يتبين معنى المكتوب
و هو كثير في كلماته قليل في معانيه
إنها لحظات العمر المحفوظة في كتاب الحياة ...
--------------
و لكن ذات يوم
و بينما الزمن يكتب لحظات العمر في كتاب الصفحات كعادته ...
بينما الزمن يكتب بخط صغير منمنم
بينما الزمن يحاول جاهدا أن يقرب بين الحروف حتى لا تمتلئ الصفحة
يحدث ما كان يجب أن يحدث منذ زمن
بالرغم من كل محاولات الماضي المستميته
و رجاء الحاضر
بالرغم من كل هذا
تنتهي الصفحه
يبحث الزمن عن مكان ... و لو أدنى مسافة في الصفحة يودع فيها بقايا ما يكتب
لكن هيهات
فالحبر كثير
و الفراغ قليل
و كان لابد
أن يقلب أحد هذه الصفحة البالية ...
أن يطويها للأبد ...
في كتاب العمر ...
------------------------------------------------
و نظر إلى الزمن نظرة لكم خشيت مجيئها ...
هي نظرة إنتظار ...
و فهمت المطلوب مني ...
صعدت بلا إرادة ...
أتسلق كتاب الحياة ...
و قد تدرجت ورقات كثيرة مشكله سلما سهل الصعود أحيانا , و أحيانا كثيرة يجعلني ألهث من فرط التعب ...
وجدت نفسي أمر على لحظات ولادتي ... أتخطاها بلا إكتراث
ثم طفولتي ... أحداث كثيرة... متراكمة غير مقروءة ...
و لكنها مذكورة ..
تسلقت و تسلقت ...
و الزمن يحثني
و الكتاب عملاق لا ينتهي
حتى أخيرا وصلت إليها
إلى هذه الصفحة من عمري ...
ثم ...
أمسكت بكلتا يدي بالورقة العملاقة
و
رفعت بكل قوتي
بكيت
ترجيت الزمن ألا تمر
أن تتركني في الحاضر
أو تتوقف و تنسى معنى المستقبل و الماضي
لكن الساعة ظلت تدق
رفعت
و الحروف تزداد ثقلا
رفعت
و الكلمات تتحرك هاربة خائفه
رفعت
و الجمل تتصادم
و أخير
بعد طول عناء
إنقلبت الصفحة
و الحروف و الجمل تتدحرج , تقع ,  تصرخ
و تنادي
حتى إستقرت تماما
منبسطة على ظهرها تلك الصفحة
فتكتم أنين الحروف الصارخة ... و إختنقت ... ثم ماتت جميعها
و صارت من الماضي ...
كنت أشيعها
بعين دامعه .. تلك اللحظات التي  فارقتها بعد أنس
و التي كانت عشرة فترة طويلة من العمر
أطرقت برأسي نادمة
فوقعت عيني على الأرض
فإذا هي بيضاء لا تشوبها شائبه
تلمع ... تنتظر
إنها صفحة المستقبل 
و جاء كالعادة
مداد الزمن ..........

تمت بحمد الله

العنوان: رد: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: نور الهدى في 2008-11-18, 11:55:57
  أنا أعلم أنك تعلمين أن الموضوع رائع ولكني أريد أن أقول لك أنا أن الموضوع رائع   سلمت يداكِ ^_^
العنوان: رد: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: ♥ أرزة لبنان ♥ في 2008-11-18, 12:59:26
جمييل ما شاء الله

مؤثر بصراحة
العنوان: رد: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2008-11-19, 07:19:59
أخواتي الغاليات جزاكن الله خيرا على ردودكن المشجعه
و يا رب صفحاتكم كلها تكون أمل و خير و حسنات
العنوان: رد: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2008-11-19, 07:49:25
 emo (30): emo (30):
العنوان: رد: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2008-11-19, 13:52:49
ما شاء الله يا اسيرة ::ok::

كلام يدخل للقلب بسرعة ::happy:

تسلم ايديكي :good:
العنوان: رد: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2008-11-19, 14:23:05
السلام عليكن و رحمة الله و بركاته

جزاكن الله خيرا ,
أسماء , أرى تعليقا يتردد , ناقشيني أختاه , فأنت لك بصمة في هذا الكلام أكثر مني بكثير و لآمل أن أستفيد من كلامك إن شاء الله , ذلك من خبرتي في نبض الكلمات  emo (30):
 
ريحان مسك تسلميلي أختي الكريمة على ردك الطيب  ::)smile:

و لأكمل ...

العنوان: رد: صفحة من كتاب العمر
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2008-11-19, 14:25:29
(http://getpasystem.files.wordpress.com/2007/11/write.jpg)


الصفحات مثلنا لها شخصيات
تتصف بوصف المكتوب فيها
فمن يريد أن يصلح نفسه فليصلح صفحته أولا
و من يريد أن يسعد فليكتب بمداد الطموح و الرقي لا بمداد الكسل و الخمول

أحيانا من الصعب أن نودع الصفحات الماضيه
مراحل العمر حتى لو كانت فانيه
لكن لابد للجميع في أكثر من مرحله
أن يقلبوا الصفحة

لنكتب بحكمة
فليس كل المداد ينمحى
و لإن كتبنا بالرصاص لظللنا كما طفل الإبتدائي
الذي لا يثق في قدرته على الكتابة

دمتم سالمين