السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم ان اردت فتنة بقوم فاقبضنا اليك غير مفتونين ولا ضالين ولا مضلين.
آمين
ولكن أخانا الكريم جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتمن أحدكم الموت إما محسناً ، فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله يستعتب" وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لاَ يتمن أحدُكم الموت، ولا يدعُ به من قبلِ أن يأتيهُ، أنهُ إذا مات انقطع عملهُ، وإنهُ لا يزيدُ المؤمنَ عمرهُ إلا خيراً "
وإن كان دعاؤكم الأول قد ورد بحديث أيضا، لكنه آخر ما يقوله المؤمن..
فاستهد يا (جواد) ربك والتمس .. منه المعونة فهو نعم الهادي
emo (30):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست أدعو إلى حب الدنيا، أو الإخلاد لها، وإنما ديننا جاء يعالج النفس البشرية ويزكيها لا يبترها، ويستأصلها. وفي حديث البخاري المشهور:
إن الله تعالى قال من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها، وإن سألنى لأعطينه، ولئن استعاذنى لأعيذنه، وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته
وفي حديث بالصحيحين:
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت وكلنا يكره الموت قال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه
والعلماء يقولون: لا يتأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن بيان الصواب مع وجود ما يقتضيه.
فلو كان قولها: وكلنا يكره الموت. خطأ لنهاها عنه. بل في الحديث الأول نص على أن العبد المؤمن الذي يحبه الله عز وجل الموصوف بالولاية له جل شأنه "يكره الموت" حتى إن الله عز وجل ليكره أن يأتيه بما يكره.
وحل الإشكال: - والله أعلم - إن كراهية الموت إن كانت للتعلق بالفانيات من متع الدنيا والقعود عن واجبات الدين، فهي كراهية مذمومة محرمة. وكذلك حب الموت إن كان يأسا من الدنيا، أو هربا من همومها، ورغبة في الدعة والكسل فهو حب مذموم محرم أيضا.
أما كراهية الموت كأمر فطري في نفس الإنسان كالذي يفر من حيوان هاجمه، أو يصرخ من نار تهب في وجهه، فهذا خوف فطري لا شأن له بالجبن والشجاعة، ولا يلام المؤمن على هذا.