أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2009-05-07, 22:17:04

العنوان: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-07, 22:17:04

 :emoti_133:

هل تتمنى أن يبلغ العلماء المسلمون يوما من النزاهة والقوة والمهابة، ما يمكنهم من الجهر بالحق، لا يخافون في الله لومة لائم ولا غياب مصلحة ولا بطش سلطان؟

هل تتمنى لو أن العلماء المسلمين يبلغون من الاستقلالية ومخافة الله وحده درجة تمكنهم من أن يصدعوا بالحق في وجه السلطان الظالم، ويردونه عن ظلمه، ولا يرونه أمامهم بعساكره وجنوده إلا كالقط؟

هل تحلم أن يصدر يوما من الأيام عالم مسلم فتوى بإسقاط عدالة وزير، فيستبعده الحاكم ويعزله بناء على الفتوى؟

ماذا لو كنت تحلم أن يبلغ الشعب، كل الشعب، درجة من الصلاح والتقوى والالتفاف حول العالم المسلم، تجعله يحتج على الحاكم إذا ظلمه، ويقرر أن يهاجر بأجمعه معه إذا نفاه؟ حتى يخشى الحاكم على ملكه، فيضطر بهذا الاحتجاج السلمي إلى العفو والاعتذار من العالم؟
(واسعة شوية؟)


ماذا لو كنت تحلم أن يبلغ العالِم المسلم من الهيبة والنزاهة والإخلاص ما يجعله يمسك الأمراء فيبيعهم في السوق لصالح الشعب، ويقبض ثمنهم وينفقه على مصالح المسلمين؟

(أوسع من الأولى؟؟)

هذه الأحلام الواسعة العريضة، كانت حقائق عاشها الشعب العربي المسلم في مصر في القرن السادس الهجري

وإن كنتم لا تصدقون، فتعالوا أحكي لكم
 الحكاية
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: حائر في دنيا الله في 2009-05-07, 22:24:49
تفضلي  يا ماما هادية
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-05-07, 22:27:44
بالإنتظار  ::ok::
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-07, 22:32:48
تفضلي  يا ماما هادية

 emo (30):


زادك الله فضلا وخيرا ، وأسعدك ويسر لك أمورك بما يرضيه عنك


العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-05-08, 09:33:38

 :emoti_133:

هل تتمنى أن يبلغ العلماء المسلمون يوما من النزاهة والقوة والمهابة، ما يمكنهم من الجهر بالحق، لا يخافون في الله لومة لائم ولا غياب مصلحة ولا بطش سلطان؟

هل تتمنى لو أن العلماء المسلمين يبلغون من الاستقلالية ومخافة الله وحده درجة تمكنهم من أن يصدعوا بالحق في وجه السلطان الظالم، ويردونه عن ظلمه، ولا يرونه أمامهم بعساكره وجنوده إلا كالقط؟

هل تحلم أن يصدر يوما من الأيام عالم مسلم فتوى بإسقاط عدالة وزير، فيستبعده الحاكم ويعزله بناء على الفتوى؟

ماذا لو كنت تحلم أن يبلغ الشعب، كل الشعب، درجة من الصلاح والتقوى والالتفاف حول العالم المسلم، تجعله يحتج على الحاكم إذا ظلمه، ويقرر أن يهاجر بأجمعه معه إذا نفاه؟ حتى يخشى الحاكم على ملكه، فيضطر بهذا الاحتجاج السلمي إلى العفو والاعتذار من العالم؟
(واسعة شوية؟)


ماذا لو كنت تحلم أن يبلغ العالِم المسلم من الهيبة والنزاهة والإخلاص ما يجعله يمسك الأمراء فيبيعهم في السوق لصالح الشعب، ويقبض ثمنهم وينفقه على مصالح المسلمين؟

(أوسع من الأولى؟؟)

هذه الأحلام الواسعة العريضة، كانت حقائق عاشها الشعب العربي المسلم في مصر في القرن السادس الهجري

وإن كنتم لا تصدقون، فتعالوا أحكي لكم
 الحكاية



بل أصدّق ....فأنا الصديقة  ::)smile:

ننتظر يا ماما هادية emo (30):
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-08, 11:27:43

متابعون بارك الله لك
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-12, 21:32:21
سارة وأسماء وماما فرح
جزاكم الله خيرا على متابعتكم وتشجيعكم، وعذرا على التأخير

وقبل أن نبدأ في حكاية الحكاية، دعونا نتعرف إلى بطل القصة بترجمة بسيطة مختصرة له:


هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السلمي

ولد بدمشق عام 577هـ/1181م ، ونشأ بها ودرس العلوم الشرعية والعربية، وتولى الخطابة بالجامع الأموي، والتدريس في زاوية الغزالي فيه، وقصده الطلبة. وله الفتاوي السديدة التي قادته للحبس، ثم للهجرة إلى مصر، فعين هناك قاضيا للقضاة، ومارس التدريس والإفتاء، وعين للخطابة بجامع عمرو بن العاص، وحرض الناس على ملاقاة التتر، وقتال الصليبيين، وشارك في الجهاد، وعمر حتى مات بالقاهرة سنة 660هـ/ 1262 م ودفن بها.
وهو سُلمي، أي منسوب إلى بني سُليم، إحدى القبائل المشهورة من مضر، والتي ينسب إليها كثير من الصحابة والتابعين.
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-12, 21:35:22
طلبه للعلم ونشأته:

عاش العز بن عبد السلام في أسرة متدينة فقيرة مغمورة، وهذه تربة صالحة للنبوغ والتفوق، وابتدأ العلم في سن متأخرة.
يروي السبكي قصة ذلك عن والده: "كان الشيخ عز الدين في أول أمره فقيرا جدا، ولم يشتغل إلا على كبر (أي في العلم)، وسبب ذلك أنه كان في بيت في الكلاَّسة –وهي الزاوية والبناء والمدرسة عند الباب الشمالي للمسجد الاموي- من جامع دمشق، فبات بها ليلة ذات برد شديد فاحتلم، فقام مسرعا، ونزل في بركة الكلاسة، فحصل له ألم شديد من البرد، وعاد فنام، فاحتلم ثانية، فعاد إلى البركة، لأن أبواب الجامع مغلقة، وهو لا يمكنه الخروج، فطلع فأغمي عليه من شدة البرد، أنا أشك (والد السبكي يتكلم) هل كان الشيخ الإمام يحكي أن هذا اتفق له ثلاث مرات أو مرتين فقط، ثم سمع النداء في المرة الأخيرة: يا ابن عبد السلام، أتريد العلم أم العمل؟ فقال الشيخ عز الدين: العلم لأنه يهدي إلى العمل، فأصبج وأخذ التنبيه –وهو أهم كتاب مختصر في الفقه الشافعي للشيرازي، ويعتبر الكتاب الأول للمبتدئين- فحفظه في مدة يسيرة، وأقبل على العلم حتى صار أعلم أهل زمانه، ومن أعبد خلق الله تعالى."

وتدل هذه القصة على أن العز نشأ في أسرة دينية ومجتمع إسلامي، ومحيط علمي، يقدر العلم ويجل شأنه، كما أنها تدل على الورع والتقوى، وصرامة العز في دينه وقوة شكيمته، وتحمله الصعاب والشدائد في سبيل مرضاة الله.
(ليس كبعض شبابنا الملتزم اليوم، يجري وراء الرخص من هنا وهناك، سواء كانت بدليل راجح او مرجوح، وسواء كان ممن تجوز لهم هذه الرخص أم لا)
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-12, 21:37:49
قصد العز العلماء، وجلس في حلقاتهم، ينهل من علومهم، ويكب على الدراسة والفهم والاستيعاب، فاجتاز العلوم بمدة يسيرة. يقول عن نفسه: "ما احتجت في علم من العلوم إلى أن أكمله على الشيخ الذي أقرأ عليه، وما توسطته على شيخ من المشايخ الذين كنت أقرأ عليهم إلا وقال لي الشيخ: قد استغنيت عني، فاشتغل مع نفسك، ولم أقنع بذلك، بل لا أبرح حتى أكمل الكتاب الذي أقرؤه عليه في ذلك العلم."
(ليس كالمغرورين من شباب هذه الأيام، لا يكاد أحدهم يقرأ كتابا أو كتابين، حتى يبدأ في تأليف الرسائل والمقالات في ضلالات الداعية الفلاني، وأخطاء العلامة العلاني)

واختار العز فطاحل العلماء العاملين، فأخذ علمهم وتأثر بهم وبأخلاقهم الفاضلة، وسلوكهم الرفيع في الحياة، فجمع بين العلم والأخلاق والسلوك والعمل، حتى صار أعلم أهل زمانه ومن أعبد خلق الله تعالى كما قال السبكي.

وجمع العز في تحصيله بين العلوم الشرعية والعلوم العربية، فدرس التفسير وعلوم القرآن، والفقه وأصوله، والحديث وعلومه، واللغة والتصوف، والنحو والبلاغة وعلم الخلاف.
وكان أكثر تحصيله للعلم في دمشق، ولكنه ارتحل أيضا إلى بغداد للازدياد من العلم، فقد كانت الرحلة لطلب العلم قد أصبحت قاعدة مستقرة في الحضارة الإسلامية، وتعتبر منقبة ومفخرة ومزية لصاحبها. وقد رحل إلى بغداد في ريعان شبابه عام 597هـ وأقام بها أشهرا، يأخذ العلوم والمعارف، ثم عاد إلى دمشق.

ترك الشيخ تراثا علميا ضخما في علوم التفسير والحديث والسيرة والعقيدة والفقه وأصول الفقه والزهد والتصوف وتلاميذ جهابذة، وحارب البدعة وأحيا السنة، وكانت له فتنة مع الحشوية من المنتسبين للحنابلة في أمور العقيدة



المشاركة المقبلة بإذن الله، ستبدأ بها الحكاية، ونعرف لماذا سمي بطلنا بـ (بائع الملوك)
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: جواد في 2009-05-13, 15:02:16
بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا،

اقتباس

وتدل هذه القصة على أن العز نشأ في أسرة دينية ومجتمع إسلامي، ومحيط علمي، يقدر العلم ويجل شأنه، كما أنها تدل على الورع والتقوى، وصرامة العز في دينه وقوة شكيمته، وتحمله الصعاب والشدائد في سبيل مرضاة الله.

هذه العبارة لخصت لنا الداء والدواء،

فمن أشد مصائب اليوم أن تنكر المجتمع للعلماء وأضاع قدر العلم الشرعي وأهمل العلوم الحياتية وجعل الهدف منهما اما وجاهة اجتماعية او كسبا ماديا،

وكلمة حق، ما كان ذلك ليحدث الا بتهاون العلماء أنفسهم، وتركهم القدوة وانشغالهم بأنفسهم أو بالمكانة العلمية على حساب التطبيق فى النفس والواقع.

نسأل الله التيسير والسداد،
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-13, 20:32:46
صدقت يا جواد
لكن طبعا لا يمكننا ان نعمم، فلا زال هناك علماء مخلصون مجاهدون، لكنهم قلة في وسط هذه الكثرة الكاثرة من المسلمين غثاء السيل

على أية حال القصة مليئة بالعبر. بل لولا أنها قصة موثقة تاريخيا، لظنناها ضربا من الخيال أو الأساطير

وستبين لنا القصة دور العالم، ودور الأمة أيضا في إعلائها للعلماء وائتمارها بأمرهم

تابعونا
 ::)smile:
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-14, 20:39:54
ونبدأ الان بالحكاية  ::)smile:
أرجو الانتباه لأسماء الملوك، فبطل قصتنا عاصر عددا  من الملوك المختلفين والمتباينين جدا في مواقفهم... فلا تختلطن عليكم الأسماء والشخصيات


العز بن عبد السلام في دمشق:

عاش العز بن عبد السلام في دمشق في ظل الملك الأشرف، ثم بعد وفاته في ظل أخيه الملك الصالح إسماعيل، وكان الملك الأشرف ميالاً إلى الحشوية من الحنابلة، لذلك حدثت للعز فتنة عظيمة.

وذلك أن العز بن عبد السلام زمن الملك الأشرف كان يدعى مفتي الشام، حتى أصدر الحشوية من الحنابلة فتياهم في مسألة كلام الله تعالى،  ووافقهم الملك الأشرف موسى، وصار يعتقد أن من يخالف ذلك كافر حلال الدم، فدس الحشوية إلى الملك أن العز أشعري العقيدة، فأوقعوا بينه وبين الملك.

وهنا عزله الملك من مناصبه وحبسه في بيته، وأمره ألا يجتمع بأحد من الناس، وألا يفتي، ولما جاء أستاذ الدار الغِرز خليل (أي سعادة السيد خليل) برسالة الملك الأشرف بدمشق للشيخ العز بعزله عن الإفتاء وعدم الاجتماع بأحد ولزوم بيته، تقبل الأمر بصدر رحب، واعتبرها :
"هدية من الله تعالى، أجراها على يد السلطان، وهو غضبان، وأنا بها فرحان، والله يا غِرز، لو كانت عندي خِلعة تصلح لك على هذه الرسالة المتضمنة لهذه البشارة، لخلعت عليك، ونحن على الفتوح، خذ هذه السجادة صلِّ عليها"
فقبلها وقبَّلها، وودعه وانصرف إلى السلطان، وذكر ما جرى بينه وبينه، فقال السلطان لمن حضره: قولوا لي ما أفعل به؟ هذا رجل يرى العقوبة نعمة، اتركوه، بيننا وبينه الله.

وبقي الشيخ على تلك الحال ثلاثة أيام، حتى تدخل العلامة جمال الدين الحصيري شيخ الحنفية في زمانه، وأنكر على السلطان عمله، وأيد كلام العز وقال: "هذا رجل لو كان في الهند أو في أقصى الدنيا، كان ينبغي للسلطان أن يسعى إليه في بلاده، لتتم بركته عليه وعلى بلاده، ويفتخر به على سائر الملوك، وقال عن عقيدته: "هذا اعتقاد المسلمين وشعار الصالحين ويقين المؤمنين، وكل ما فيها صحيح، ومن خالف فيها وذهب إلى ما قاله الخصم فهو حمار."

فعندها تراجع الملك الأشرف واعتذر واسترضى الشيخ، وأوصى به حكام دمشق خيرا، وطلبه في مرض موته لنصحه والدعاء له.
وعاد العز إلى الإفتاء، وتجاوزت شهرته بلاد الشام، وقُصد بالفتاوى من الآفاق.

ثم جاء الملك الكامل من مصر، وانتزع سلطنة دمشق من أخيه الملك الأشرف، وأكرم الشيخ العز وأوصى به خيرا، ثم حل الود والصفاء بين الشيخ العز والملك الأشرف الذي استطاع ان ينفرد بسلطان دمشق من جديد، ومرض بعد ذلك، وكان يطالب العز بالزيارة والنصح والدعاء، فأشار عليه العز بإبطال المنكرات ورد المظالم، وتطبيق الشرع، والالتزام بالقرآن والسنة، فأمر السلطان المريض نائبه وأخاه الصالح إسماعيل بتنفيذ أوامر الشيخ، ثم توفي الأشرف وخلفه الصالح إسماعيل.





----------------------------------

ما رأيكم في هذه العلاقة بين الملوك والسلاطين من جهة، وبين العلماء من جهة أخرى

لاحظوا أسلوب كلام شيخ الحنفية القوي، وتعريضه بالسلطان ... !!

هل رأيتم مثل هذا؟

وما تعليلكم؟؟

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-20, 21:34:12
طيب... لا يوجد تعليلات وتعليقات  :emoti_64:

نتابع اذن
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-20, 21:46:16
العز بن عبد السلام في دمشق (2)

ولم يكن الصالح إسماعيل على وفاق مع الإمام العز منذ حياة الأشرف، لأنه كان يعتقد برأي الحشوية، كما أن الملك الكامل –سلطان مصر- لما زار الشيخ العز وتودد إليه وأكرمه وقربه، استفتاه قائلاً: إن هذا –مشيرا إلى الصالح إسماعيل- له غرام برمي البندق، فهل يجوز له ذلك؟ فقال العز: "بل يحرم عليه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال: إنه يفقأ العين ويكسر السن"، فسخط عليه الصالح.

ولما ولي الصالح إسماعيل سلطان دمشق بعد أخيه، كان سلطان مصر قد آل إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب، ابن الملك الكامل، وكان قويا مهيبا جبارا بطاشا، مع صلاح وتقوى، فملك الديار المصرية، وسار في أهلها السيرة المرضية، واتجه بنظره إلى بلاد الشام، وعزم على ضمها إلى ملكه، لأنها في الأصل ملك والده الكامل.

هنا خاف الملك الصالح إسماعيل خوفا منعه الطعام والشراب والمنام، وطاش عقله وخاب رأيه، وجبن قلبه، فلم يلجأ إلى المواجهة والمنازلة مع ابن أخيه نجم الدين، ولم يسع إلى المصالحة والمهادنة، وإتما التجأ إلى أعداء الله من الفرنجة الصليبيين، فاصطلح معهم وتحالف معهم ضد نجم الدين، وسلم إليهم لقاء ذلك صيدا والشقيف وصفد، وأذن لهم بدخول دمشق لشراء السلاح لقتال المسلمين في مصر، وهذه خيانة عظمى، واستسلام ذليل، وخروج عن الدين والشرع.

هنا أفتى العز بن عبد السلام: "يحرم عليكم مبايعة الفرنجة السلاح، لأنكم تتحققون أنهم يشترونه ليقاتلوا به إخوانكم المسلمين."
ثم صعد منبر المسجد الأموي الكبير، وذم موالاة الأعداء، وقبّح الخيانة، وشنع على السلطان، وقطع الدعاء له بالخطبة، وصار يدعو أمام جماهير المسلمين بما يوحي بخلعه واستبداله فيقول: "اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً، تعز فيه وليك، وتذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك"، والناس يبتهلون بالتأمين والدعاء للمسلمين، والنصر على أعداء الله الملحدين.


وكان الملك الصالح إسماعيل خارج دمشق، فلما وصله الخبر، أحس بالخطر، وأصدر أمرا كتابيا بعزل الشيخ من الخطابة والإفتاء، وأمر باعتقاله، واعتقال الشيخ ابن الحاجب المالكي الذي شارك في الإنكار على السلطان.

ولما قدم إسماعيل إلى دمشق أفرج عنهما، وأمر الشيخ بملازمة داره، والامتناع عن ملاقاة الناس، ومنعه من الفتيا.


يتبع ان شاء الله
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ازهرية صغيرة في 2009-05-20, 21:48:23
تابعى والله المعين
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-27, 21:01:30
ارتحاله من دمشق إلى مصر :

ضاق العز بن عبد السلام بالإقامة الجبرية في منزله، وتعطيل العمل الدعوي المسؤول عنه شرعا، فقرر مغادرة دمشق، والهجرة إلى أرض الله الواسعة، فاتجه إلى مصر عن طريق القدس.

ولكن السلطان الصالح إسماعيل خشي من هجرة الشيخ، وأراد مساومته بالتراجع عن رأيه والاستسلام للسلطان، ليستغل فيه نقطة الضعف البشري بعد عزله وأثناء غربته وهجرته.
فجاءه الملك الناصر داود، أخو إسماعيل، فأخذه وأقام عنده بنابلس مدة، ثم انتقل إلى بيت المقدس واقام به مدة، ثم جاء الصالح إسماعيل والملك المنصور صاحب حمص، وملوك الفرنج بعساكرهم وجيوشهم إلى بيت المقدس، يقصدون الديار المصرية، فسير الملك الصالح إسماعيل بعض خواصه إلى الشيخ بمنديله، وقال له: تدفع منديلي إلى الشيخ، وتتلطف به غاية التلطف، وتستنزله، وتعده بالعود إلى مناصبه على أحسن حال، فإن وافقك فتدخل به عليّ وإن خالفك فاعتقله في خيمة إلى جانب خيمتي.
فلما اجتمع الرسول بالشيخ، شرع في مسايسته وملاينته، ثم قال: " بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وماكنت عليه وزيادة، أن تنكسر للسلطان، وتقبل يده لا غير". فقال العز: يا مسكين، ما أرضاه أن يقبل يدي فضلاً أن أقبل يده، يا قوم! أنتم في واد وأنا في واد، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به"
فقال له: قد رسم لي إن لم توافق على ما يطلب منك، وإلا اعتقلتك، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فأخذه واعتقله في خيمة إلى جانب خيمة السلطان.

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-27, 21:06:22
فقال له: قد رسم لي إن لم توافق على ما يطلب منك، وإلا اعتقلتك، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فأخذه واعتقله في خيمة إلى جانب خيمة السلطان. :emoti_411:

وكان الشيخ يقرأ القرآن، والسلطان يسمعه، فقال يوماً لملوك الفرنج: تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟ قالوا: نعم، قال: هذا أكبر قسوس المسلمين، وقد حبسته لإنكاره عليّ تسليمي حصون المسلمين، وعزلته عن الخطابة بدمشق، وعن مناصبه، ثم أخرجته فجاء إلى القدس، وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم.(عم يبيض وش)
فقالت له ملوك الفرنج: لو كان هذا قسيسا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها.(كسفة)

ثم جاءت العساكر المصرية،  :emoti_389: ونصر الله تعالى الأمة المحمدية، :emoti_389: وقتلوا عساكر الفرنج، emo (11): ونجى الله سبحانه وتعالى الشيخ، فجاء إلى الديار المصرية. :emoti_316:
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-30, 09:23:27
:emoti_209:  يريد أن يبيع الملوك  :emoti_209:

وصل الشيخ العز إلى مصر سنة 639هـ ، ولقيه في مصر الملك الصالح نجم الدين أيوب، الذي كان يعرف مكانة العز وعلمه وتاريخه، فاستقبله بحفاوة، وبالغ في إكرامه، عينه في أعلى المناصب: خطابة جامع عمرو بن العاص، وقضاء القضاة.

وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب شديد المراس، صلباً، قوياً، طموحاً، وله أطماع واسعة، فأراد أن يقوي جيشه، ويصطفي قواده، ويحمي نفسه، فاشترى من مال الدولة (بيت المال) المماليك الأتراك، واستجلبهم من أواسط آسية وغربها، ودربهم على الفروسية والفتوة والقتال، حتى نالوا ثقته، فاتسع نفوذهم، حتى صاروا أمراء وقادة الجيش، وبلغ أحدهم أن صار نائب السلطان مباشرة.


ولما تولى العز منصب قاضي القضاة، باشر بإصلاح الأمور، وإقامة العدل، ومنع الانحراف والخطأ، وهنا اكتشف أن القادة الأمراء لا يزالون في حكم الرق لبيت مال المسلمين، ولم يثبت عند الشيخ أنهم أحرار، وبالتالي فإن الحكم الشرعي هو عدم صحة ولايتهم من جهة، وعدم نفوذ تصرفاتهم العامة والخاصة من جهة أخرى.

ولم يُشهِّر بهم الشيخ، ولم يرفع راية العصيان المسلح، وإنما بلغهم ذلك أولاً، وأوقف تصرفاتهم ثانياً، ولم يصحح لهم بيعاً ولا شراءً ولا نكاحاً، فتعطلت مصالحهم بذلك...   ::)smile:


وكان من جملتهم نائب السلطان.. (بسيطة خالص)

 فلما بلغهم ذلك، اضطرب أمرهم، واستشاطوا غضباً، (لم يعد أحد من الشعب يبيع لهم ولا يشتري منهم، ولا ينفذ أوامرهم، على اعتبار انهم فاقدو أهلية بموجب فتوى الشيخ) ... انظروا الفتوى وقيمتها في ذلك الزمن...

ولكن أمراء المماليك كبحوا جماح غضبهم، وجاؤوا للشيخ بالحسنى والمساومة، واجتمعوا به للاستفسار عن مصيرهم في رأيه، فصمم على حكم الشرع، وأنه يجب بيعهم لصالح بيت المال، ثم يتم عتقهم ليصبحوا أحراراً، ثم يتولوا تصريف الأمور، وقال لهم بصراحة: "نعقد لكم مجلساً ويُنادى عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعي". (بسيطة يعني)

بالله عليكم تخيلوا ذلك..
وزراء وأمراء الجيش ونائب السلطان يتوسلون للشيخ أن يرفع حكمه عنهم، ويغير فتواه التي جعلت الناس لا يبيعونهم ولا يشترون منهم، ولا يزوجونهم، والشيخ يأبى..
وماذا تريد أيها الشيخ..
يقول ببساطة شديدة: تنفيذ حكم الشرع، تنزلون لسوق النخاسة أيها الأمراء والوزراء، وأقرع فوق رؤوسكم بالجرس وأنادي... أمراء للبيع!!... ملوك للبيع!!... ونعقد عليكم مزادا علنيا، ومن يدفع أكثر نبيعكم له، ونضع ثمنكم في بيت مال المسلمين، فإن أعتقكم الشاري صرتم أحرارا، وعندها تجوز ولايتكم وإمارتكم...

أحقيقة هذه أم خيال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بل حقيقة ورب الكعبة، تناقلتها كتب التاريخ بالروايات الموثقة، وانبنى عليها جملة من الأحكام الفقهية، وأحكام نظام القضاء والسياسة...

لا يسعني إلا أن أقول وبالعامية (متل هلأ فرد شكل)

لكن هل سينجح الشيخ؟ أم سيُقتل؟ أم يُعتقل؟؟

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: الميماس في 2009-05-30, 22:00:06
والله شوقتينا أختي ، مع أني قرات كثيرا عن الشيخ الجليل العالم البار ولكن أسلوبك تحسدي عليه ، بارك الله فيك وأمدك بالعلم
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-30, 22:32:36
والله شوقتينا أختي ، مع أني قرات كثيرا عن الشيخ الجليل العالم البار ولكن أسلوبك تحسدي عليه ، بارك الله فيك وأمدك بالعلم

جزاكم الله خيرا اخي الكريم على هذا التشجيع

وتابعونا
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-05-31, 05:36:58

سبحان الله

تربينا على قصص الشاطر حسن وست الحسن وألف ليلة وليلة فكبرنا ونحن نظن أن الدنيا ما هي إلا شاطر وست حسن وشوية عفاريت

بارك الله لك يا هادية على إخراج هذه الكنوز ونفض التراب عنها 

أكملي بارك الله لك وجعله في ميزان حسناتك

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: nader في 2009-05-31, 10:03:01
ماما هادية

صدقينى الموضوع ده أكتر موضوع نفسى أقراه  ::ooh::

على قمة قائمة المواضيع اللى هاقراها إن شاء الله عز وجل بعد الامتحانات

دعواتكم كده..

وجزاكم الله خيرا
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-31, 10:48:35

سبحان الله

تربينا على قصص الشاطر حسن وست الحسن وألف ليلة وليلة فكبرنا ونحن نظن أن الدنيا ما هي إلا شاطر وست حسن وشوية عفاريت

بارك الله لك يا هادية على إخراج هذه الكنوز ونفض التراب عنها  

أكملي بارك الله لك وجعله في ميزان حسناتك



معك حق يا ماما فرح
في تاريخنا قصص أغرب من الخيال، ومع ذلك هي حقيقية وواقعية

أذكر مرة كنا في دورة لتحفيظ القرآن، وتأخرت سيارات البنات، ولم ينصرفن، وبدأ الضجيج والهرج والمرج بينهن، فلم أجد إلا ان أجلس بينهن وأعمل حكواتي

فقلت لهن سأحكي لكنّ قصة
فصحن لا نريد من السيرة او الصحابة... الدورة انتهت
قلت طيب ماذا تردن؟
قلن يردن قصة مضحكة
فقلت لهن سأحكي لكنّ قصة مضحكة ولكن من السيرة

فراق لهن الأمر، فبعدها قلن لي أنهن يردن قصة رعب
فاخترت لهن قصة رعب فيها تشويق واثارة وقصصتها

فواحدة اتشاطرت جدا وطلبت قصة رومانسية

فاخترت لهن قصة رومانسية رائعة أيضا وقصصتها

فدهشن لتنوع الكنوز التي تحويها السيرة
فما بالك لو وسعنا الدائرة الى قصص الفتوح وسير العلماء والقواد والتاريخ الاسلامي؟؟

وعلى ذكر الشاطر حسن

من عامين وأنا أتمنى أن أكتب قصة بعنوان الشاطر حسن
أسأل الله تعالى ان يوفقني يوما لإنجازها

 ::)smile:
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-05-31, 10:52:11

تابعى والله المعين

شكرا لك يا أزهرية
ياترى لسه متابعانا؟



ماما هادية

صدقينى الموضوع ده أكتر موضوع نفسى أقراه  ::ooh::

على قمة قائمة المواضيع اللى هاقراها إن شاء الله عز وجل بعد الامتحانات

دعواتكم كده..

وجزاكم الله خيرا

طب بس حاسب الحيطة يا نادر.. دي آخر حيطة فاضلة في المنتدى


 ::)smile:

يسعدنا ويشرفنا ان تتابع قصتنا
نسأل الله أن يوفقك في امتحاناتك ويفتح عليك، ويجعلك من الناجحين الفالحين الصالحين

وبانتظارك
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-05-31, 13:12:51
انقلبت الأدوااااار  :emoti_209:

اعتقد الآن الشيخ ليس له سلطة الأمراء و الوزراء للأسف

متااااااااابعة
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-06-01, 16:25:25

فدهشن لتنوع الكنوز التي تحويها السيرة
فما بالك لو وسعنا الداشرة الى قصص الفتوح وسير العلماء والقواد والتاريخ الاسلامي؟؟

وعلى ذكر الشاطر حسن

من عامين وأنا أتمنى أن أكتب قصة بعنوان الشاطر حسن
أسأل الله تعالى ان يوفقني يوما لإنجازها

 ::)smile:

طيب أنهي هذه القصة لتسمعينا ما عندك  :good:

وعن أي شيء تتحدث قصة الشاطر حسن؟ 
:emoti_17:


العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: جواد في 2009-06-04, 01:02:43
متابع وفى انتظار المزيد،

بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا..

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-04, 07:51:41
ماما فرح، سارة، وجواد
بارك الله بكم وشكرا لمتابعتكم

وإلى حلقة جديدة
::)smile:
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-04, 08:14:33
من هو السلطان؟؟




رفض أمراء المماليك واستكبروا، ولم ينفردوا باتخاذ القرار بشأن الشيخ، بل رفعوا الأمر إلى السلطان، فطلب منه الرجوع عن الحكم والفتوى...  ::hit::(عادي، كل العلماء تتراجع عن فتاوها عندما تدرك أنها أخطأت، لا علميا، بل سياسيا، ثم لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)... :emoti_64:

فلم يرجع الشيخ..  :emoti_209:
(دماغ ناشفة، عدم مرونة، افتقار لفقه الواقع)...  :emoti_144:
فغضب السلطان نجم الدين  :emoti_25:وقال: هذا ليس من اختصاصه :emoti_25: (يعني بلغة عصرنا ما دخل الدين بالسياسة، الدين لله والوطن للجميع) emot (4):


فثار العز بن عبد السلام لحكم الله تعالى :emoti_6:، (عزة العالم الرباني) وعزل نفسه عن القضاء، وقرر الرحيل من مصر...
 وخرج من القاهرة..
 حاملاً متاعه على حمار، وأهله على حمار..

 :emoti_209:
(يااااااااااااااااااااه قاضي القضاة، ومفتي الدولة، لا يملك من متاع الدنيا إلا حمولة حمار؟؟
.. بالله عليكم... أهؤلاء رجال ونحن رجال؟....
وفعلاً.. متل عنا فرد شكل)




وما إن انتشر الخبر في الشعب والأمة المسلمة حتى أعلنت كلها الوقوف بجانب الحق والشيخ والشرع..
 والتخلي عن الحكام المستبدين..
لقد قالت الأمة كلمتها
 قالت إن بلدا ليس فيها أمثال العز هي بلد لا تستحق أن يعيش فيها المسلم، emo (22):
وقرر الشعب العصيان غير المسلح بالالتحاق بالعز، والخروج من مصر....
فلم يصل العز إلى خارج القاهرة حتى لحقه غالب المسلمين من العلماء والصلحاء والتجار، حتى النساء والصبيان.
( شعب كهذا، يستحق عالما كهذا..
وعالم متجرد نزيه زاهد في الدنيا، لا تساوي كلها في عينه جناح بعوضة، يكتسب بزهده قوة يغلب بها قوة السلطان،
فليست القوة دوما بالسلاح، بل بالصدق والتمسك بالحق)


ورزق الله السلطان بناصح أمين قال له: "أدرك ملكك وإلا ذهب بذهاب الشيخ"   :emoti_257:  
(أي تصبح ملكا بلا شعب، فمن تحكم؟؟)

فركب السلطان بنفسه، ولحق بالشيخ العز واسترضاه، وطيّب قلبه، وطلب منه الرجوع والعودة إلى القاهرة.. :emoti_257:

 فوافق العز على شرط.. emot (3):

أن يتم بيع الامراء بالمناداة عليهم.
:emoti_389: :emoti_389:

فما رأيكم في سلطان كهذا؟  emo (14):
وما رأيكم في عالم كهذا؟ emo (14):
وما رأيكم في شعب كشعب مصر هذا؟ emo (14):

وأيهم يا ترى كان السلطان الحقيقي وسيد الموقف؟ الشعب أم العالم أم الملك؟ :emoti_17:


وماذا كان موقف أمراء المماليك
إنهم أمراء الجيش، وقواد مسلحون، ولهم سلطة وسطوة، ومهابة وعزة...
فهل سيرضخون؟
أم العز بن عبد السلام يقتلون؟ emot (1):
أم على السلطان -الذي خذلهم- ينقلبون؟؟؟

 emo (5):

هذا ما سنراه في الحلقة المقبلة إن شاء الله  emo (6): emo (30):
،
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-09, 20:41:01
 :emoti_133:

هيا بنا نرى موقف الأمراء المماليك، وقادة الجيش، وعلى رأسهم نائب السلطنة
وهؤلاء ليسوا بالقواد الخائرين.. إنهم قواد معارك منصورة ضد الصليبيين..  emo (11):
دحروا فيها الجيوش الصليبية وعادوا مظفرين..

فانتبهوا...


اغتاظ نائب السلطان في مصر غيظا شديدا مما حدث، :emoti_25: لأنه كان من هؤلاء الأمراء المماليك، وموافقة السلطان على شروط الشيخ تعني أن يُباع ويُنادى عليه في السوق كسائر العبيد، فأرسل للعز بالملاطفة، فلم يُفِد فيه.
فانزعج النائب وقال:  :emoti_25: كيف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا، ونحن ملوك الأرض؟ والله لأضربنه بسيفي هذا،

وركب في جماعته بنفسه، وجاء إلى بيت الشيخ، والسيف مسلول في يده،  emot (1):فطرق الباب طرقا عنيفا،

فخرج ولد الشيخ "عبد اللطيف"، فرأى من نائب السلطنة ما رأى، فعاد إلى أبيه فزعاً،  emo (5):
وشرح له الحال،
فما اكترث الشيخ لذلك وما تغير،  em12::
وقال: يا ولدي أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله،
ثم خرج شامخ الرأس، وكانت له هيبة ووقار، :emoti_316:
فكأنه قضاء الله نزل على نائب السلطنة، فحين وقع بصره على النائب، يبست يد النائب، وسقط منها السيف، وأرعدت مفاصله، emo (7):
فبكى، ::cry::
وسأل الشيخ أن يدعو له،
وقال يا سيدي خبِّر، إيش تعمل؟  :emoti_64:
قال: أنادي عليكم وأبيعكم،
قال: ففيم تصرف ثمننا، :emoti_64:
قال: في مصالح المسلمين،
قال فمن يقبضه؟
قال: أنا.

 ::cry::

وأعلن المزاد العام، ووقف العز ينادي على أمراء الدولة واحداً واحداً ويغالي في ثمنهم،
وتدخل الشعب في المزايدة،
حتى إذا ارتفع السعر إلى أقصى غايته، وعجز الأفراد عنه،
قام السلطان نجم الدين بدفع الثمن من ماله الخاص، ليتملك الأمراء الأرقاء،
ثم أعتق رقابهم فصاروا احراراً، واحتفظ بهم قادة.



والله أطبع لكم هذه الكلمات وأنا تارة أضحك، وتارة أبكي... ويبدو أنني سأصاب بالجنون...
لماذا؟
(لك لأنه متل عنا فرررررررررررررد شكل)

وقبض الشيخ العز الثمن، ووضعه في بيت مال المسلمين، ليصرف في شؤونهم العامة ووجوه الخير...

ولهذا لقب الشيخ بسلطان العلماء، وببائع الملوك.


ولا زالت لدينا بقية، من هذه السيرة الزكية
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: الميماس في 2009-06-12, 11:57:30
متابع أختي ، والكتابة بالون الاصفر تزيغ العيون (عذراً)
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-12, 12:24:30
متابع أختي ، والكتابة بالون الاصفر تزيغ العيون (عذراً)

شكرا لمتابعتكم أخي الكريم
والكتابة بالأصفر مقصودة لبعض التعليقات الشاطحة

يمكنك أخي الكريم تظليل الكتابة بوضع المؤشر قبل العبارة، ثم ضغط زر الفأرة الايسر وسحبها فوق الكلام، ثم قراءته بوضوح
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-06-13, 10:09:10


أردت فقط أن أسجل قراءتي ومتابعتي

أما التعليق .. فلا أجد ما يستحق أن يوضع بجوار سيرة هذا الرجل وهؤلاء الرجال

حقاً رجل .. وحقاً رجال

(لا أقصد بالرجال : الذكور .. بل أقصد الكل رجال ونساء .. فمن ربين أمثال هؤلاء هن من أكابر الرجال )

اللهم اغفر لنا
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-15, 10:11:57
شكرا لمتابعتكم يا جماعة

والآن لنر موقفاً للعز مع وزير السلطان


 ::ok::
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-15, 10:22:24
العز ووزير السلطان


لم تمض سنة على الحادثة السابقة، حتى وصل إلى علم الشيخ أن أستاذ الدار عند السلطان، قد تجرأ على منكر كبير، فبنى فوق أحد مساجد القاهرة طبلخانة، :emoti_209: (أي قاعة لسماع الموسيقى والغناء)، سنة 640 هـ.
وأستاذ الدار منصب يعادل منصب كبير أمناء الملك أو الرئيس (أي السكرتير الأول) ، وهو معين الدين بن شيخ الشيوخ،
وكان يجمع إلى منصبه اختصاصات الوزير وقائد الجيش في المعارك وفتح دمشق، ولكنه كان متحللا عابثا، ومعتدا بقوته ومنصبه.

وما إن ثبت ذلك عند الشيخ -وهو قاضي القضاة- حتى غضب لله تعالى، وأصدر أمره بهدم البناء،  :emoti_291:
ولكنه خشي من الجبن في التنفيذ، أو المعارضة في الهدم، فقام بنفسه، وجمع أولاده والموظفين عنده، وذهب إلى المسجد، وحمل معوله معهم، وقاموا بإزالة المنكر، وهدم البناء المستحدث. ::hit::

ولم يكتف الشيخ بإزالة المنكر، ولكنه أسقط عدالة الوزير، بما يعني عدم قبول روايته وشهادته، (لا تظنوا ذلك أمرا سهلا.. سترون بعد حين)... وعزل نفسه عن القضاء للمرة الثانية في مصر، حتى لا يبقى تحت رحمة السلطان، وتهديده بالعزل، أو غير ذلك.

ولم يجرؤ أحد أن يمس الشيخ العز بسوء، بل تلطف السلطان معه للعودة للقضاء، فرفض.

وحسب الوزير أن الحادثة غيمة صيف، وأنه لن يتأثر رسميا وشعبيا بذلك،
 ولكن الخبر طار في الآفاق، حتى وصل إلى الخليفة في بغداد،
وأخذ صداه في العالم الإسلامي. (الرأي العام العالمي)

قال ابن السبكي: [واتفق أن جهز السلطان الملك الصالح رسولا من عنده إلى الخليفة المستعصم ببغداد،
فلما وصل الرسول إلى الديوان، ووقف بين يدي الخليفة، وأدى الرسالة، خرج إليه وسأله:
-"هل سمعت هذه الرسالة من السلطان؟"
فقال: "لا، ولكن حملنيها عن السلطان معين الدين بن شيخ الشيوخ، أستاذ داره"
فقال الخليفة:" إن المذكور أسقطه ابن عبد السلام، فنحن لا نقبل روايته."

فرجع الرسول إلى السلطان بمصر، حتى شافهه بالرسالة، ثم عاد إلى بغداد وأداها].

وأمضى السلطان عزل العز لنفسه، ولكنه أبقى جميع نوابه من الحكام والقضاة، وولاه تدريس الصالحية بالقاهرة المعزية.



---------------------------


ياسلاااااااااااااااااااام

تخيلوا لو أن هذا الوزير العربي الذي تحدث عن الحجاب مرة مسفهاً له ساخرا منه :emoti_6:، أسقط المجمع الفقهي عدالته مثلا، :emoti_6: ثم سافر لدولة إسلامية فلم يقبلوا منه حلا ولا عقدا لأن عدالته مجروحة...
أما كان كل واحد فكر ألف مرة قبل أن يتفلسف ويتشدق ويتمنطق؟؟... :emoti_144:

ترى... هل نحن بحاجة إلى نجم الدين أيوب؟ :emoti_17:
أم بحاجة إلى العز بن عبد السلام؟؟
أم بحاجة لشعب كشعب مصر في ذلك الزمان، يخرج بخروج العالم.. ويعود بعودته؟؟
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-06-15, 10:31:20
أظننا بحاجة لرحمة ربنا أولا لنتمكن من استيعاب القصة دون أن تطير عقولنا حسرة على حالنا

 sad:( sad:(
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-18, 15:46:50
العز بن عبد السلام.... والسلطان نفسه هذه المرة


نقل ابن السبكي عن والده عن الشيخ الباجي أحد تلاميذ العز قوله:
"طلع شيخنا عز الدين مرة إلى السلطان نجم الدين أيوب في يوم عيد إلى القلعة، فشاهد العساكر مصطفين بين يديه، ومجلس المملكة، وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة، وقد خرج على قومه في زينته، على عادة سلاطين الديار المصرية، وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان، (يدعون انهم يقبلون الأرض حتى يهربوا من حقيقة أنهم يسجدون لغير الله، ويهرب الملوك من حقيقة أنهم نصبوا انفسهم ليُسجد لهم من دون الله)
فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه:
يا أيوب، ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك مالك في مصر، ثم تبيح الخمور؟
فقال: هل جرى ذلك؟ (بيستعبط يعني)
فقال: نعم، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور، وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة!!
يناديه هكذا بأعلى صوته والعساكر واقفون.
قال: يا سيدي، هذا أنا ما عملته، هذا من زمان أبي. (الملك الذي يسجدون له، يقول للعالم: يا سيدي)
فقال: أنت من الذين يقولون: "إنا وجدنا آباءنا على أمة"؟؟
فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة. (أي أصدر مرسوما سلطانيا بإبطالها)

قال الباجي: سألت الشيخ لما جاء من عند السلطان، وقد شاع الخبر: يا سيدي كيف الحال؟ فقال: يا بني رأيته في تلك العظمة، فأردت أن أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه.
(يعني ليس هدفه التكبر على أولي الامر، لكن علاجهم وصلاح آخرتهم، وهكذا هي النفوس العظيمة المتصلة بربها، الناس تخشى على دنياها، وهي تخشى على آخرة الناس)

فقلت: يا سيدي أما خفته؟
فقال: والله يا بني استحضرت هيبة الله تعالى، فصار السلطان قدامي كالقط"



وهذا يا إخوتي هو التوحيد الخالص.. وهذه آثاره... وليس تسويد الصفحات في جدالات لا تنتهي... إنه إيمان قلبي ينعكس على السلوك، فلا يرى المرء إلا الله، ولا يخاف إلا الله...

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-18, 15:54:34
مع وعودي الكثيرة  بالعودة هذه الأيام  :blush::...سأعود لهذا الموضوع الذي وددت لو أنني قرأته، بإذن الله سأعود
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-23, 18:28:19

لمحة تاريخية


بعد موت نجم الدين أيوب أثناء معركة المنصورة ضد الجيوش الصليبية للحملة السابعة، أخفت شجرة الدر موته، وبقيت تدير أمور الحكم والمعركة، واستدعت ابنه "توران شاه" من حصن كيفا، بالقرب من الحدود العراقية لكي يعتلي عرش السلطنة.
 ودُحرت الحملة الصليبية بفضل الجيش المصري، (أعاد الله أمجاده وعزه) بقيادة ركن الدين بيبرس.
 وبعدها وصل المعظم توران شاه ابن الصالح نجم الدين أيوب وتسلم مقاليد الحكم وقيادة الجيوش، وتم النصر الساحق على الصليبيين.
 ولكن توران شاه بدأ يدبر للتخلص من شجرة الدر وكبار أمراء المماليك، فتآمروا على قتله، واعتلت شجرة الدر عرش السلطنة، وكانت جارية تركية، أعتقها السلطان ثم تزوجها، ولكن الشعب والخليفة العباسي لم يقبلوا بها لأنها امرأة، فتزوجت من أحد أمراء المماليك الصالحية، وهو عز الدين أيبك، وتنازلت له عن عرش السلطنة بعد ثمانين يوما، وهي تظن أنها ستستطيع مزاولة الملك والسلطان من خلاله، لكنه بدأ ينفرد بالسلكة ويبعدها، ثم قرر أن يتزوج بغيرها. عندها قامت شجرة الدر بقتله بمعاونة بعض الموالين لها من المماليك. 

وكان سيف الدين قطز، أكبر مماليك أيبك، فلما قَتلت شجرةُ الدر أيبك،  قام قطز وأعوانه باعتقالها وتسليمها لضرتها أم علي، التي قتلتها رميا بالقباقيب في الحمام، (والتي احتفلت بقتل شجرة الدر، فصنعت حلوى "أم علي" المشهورة في مصر، ووزعتها على الناس... أكلة لذيذة، لكن تاريخها مصبوغ بالدم والقباقيب)

وصار ابن عز الدين أيبك ، وهو صبي في الخامسة عشرة من عمره، واسمه نور الدين علي، هو السلطان، وصار قطز وصيا عليه ونائب السلطان.


كان هذا تمهيداً للموقف التالي الذي سيكون بين السلطان المظفر قطز، وبين سلطان العلماء العز بن عبد السلام
 

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-06-26, 11:58:57
العز والسلطان سيف الدين قطز

عندما كان الشيخ بمصر عام 657 هـ ، تقدم التتار بعد سقوط بغداد إلى بلاد الشام، واستولوا على بعض مدنها ليواصلوا الطريق إلى مصر، وكان على عرش مصر شاب صغير، هو ابن عز الدين أيبك، والمدعو نور الدين علي.

ولما تفاقم الخطر التتري، بعث صاحب حلب والشام الملك الناصر يطلب النجدة على قتال الكفار، فجمع قطز العلماء والاعيان، والفقهاء والقضاة، لمشاورتهم في الامر لمواجهة التتار، وحضر الشيخ العز، وعمره ثمانون سنة، وطرحت المشكلة في استيلاء هولاكو على البلاد، وأن بيت المال خال من الاموال، والسلطان صغير السن، وأفاضوا في الحديث، وكان الاعتماد على ما يقوله ابن عبد السلام..

وسكت الأمراء والقضاة والعلماء، ولم يجرؤ أحد على الاعتراض على عزم الملك الجديد "قطز" فرض الضرائب على الشعب دون الأمراء وبيت السلطان، وهنا ظهرت نصيحة العز الجريئة والحازمة:
فأفتى بخلع السلطان الصغير، وجواز تعيين ملك قوي مكانه، وهو قطز، ثم أفتى بخصوص الضرائب فقال:

: إذا طرق العدو بلاد الإسلام، وجب على العالم قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، (كما يفتي أي مفت رسمي.. أليس كذلك؟؟... لكننننننن.... )
بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء من السلاح والسروج الذهبية والفضية، والكبابيس المزركشة ، وأسقاط السيوف والفضة وغير ذلك، وأن تبيعوا مالكم من الحوائص الذهبية والآلات النفيسة، ويقتصر كل الجند على سلاحه ومركوبه، ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الاموال من العامة مع بقايا في أيدي الجند من الاموال والآلات الفاخرة فلا".

بعد ذلك كانت معركة عين جالوت الحاسمة، التي كسرت شوكة التتارـ ورفع فيها سيف الدين قطز شعار    {{{{وااااااااااااااإسلامااااااااااه}}}}




 emo (11): emo (11):
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: جواد في 2009-06-26, 13:33:20
اقتباس
فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه:
يا أيوب، ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك مالك في مصر، ثم تبيح الخمور؟

ليس الأمر هنا مجرد جرأة أو شجاعة،

الأمر يعتمد على حال الشيخ مع الله أولا وأخيرا.

جزاكم الله خيرا كثيرا ...

في انتظار البقية.
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: جواد في 2009-07-02, 17:49:59
اضطررت في الأيام السابقة لإنجاز بعض الأمور التي جعلتني أحتك بالشارع المصري.

كم أحزن حين أتخيل أن هؤلاء الناس هم أحفاد أولائك الذين وقفوا مع سلطان العلماء ضد رئيس الدولة.

أصبحنا نرى اليوم في شوارعنا عجبا،

فمن سلبية مقيتة الى جشع واستغلال، الى أنانية وجهل ثم انحدار خلقي شديد، ولا حول ولا قوة الا بالله.

الآن أصبح من الطبيعي أن نجد أبا المفروض أنه متدين تمشي الى جوارة ابنته بالجينز والبلوزات الضيقة،

أو نفس المنظر مع أم محجبة أو حتى منتقبة ، وقد يكون هناك الإبن أيضا لابسا عقدا في رقبته ويمشي متمايلا يتغنى بأحد الألحان الهابطة.

أما الأخلاق،

فجولة واحدة في مول أو سوق او بجانب حديقة عامة لنعرف الى أين وصلت الأخلاق.

الأشد ألما، أنه قد يكون من بين هؤلاء المتسكعون أو هؤلاء اللائي يديعين الحجاب أولاد وبنات علماء أو شيوخ أو ملتزمون يدرسون الدين ويحاضرون في الحلقات.

لا شك أن مثل هذه الصورة تنم عن قصر شديد في الفهم ومحاولات دائمة بالضحك على النفس تحت مسميات الدعوة و واجباتها..

ولا حول ولا قوة الا بالله.

معذرة على الخروج عن الموضوع، لكن المقارنة قاسية حقا، ويجب أن نواجه واقعنا المر بدلا من الهروب منه.
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-07-02, 20:38:06
كلامك صحيح يا جواد، وينطبق على كل بلداننا الإسلامية بكل أسف بنسب متقاربة

نسأل الله تعالى ان يهدي الجميع إلى صراطه المستقيم

لكننا لا زلنا مقصرين جدا في إبراز هذه النماذج الرائعة من تاريخنا الإسلامي لأبناء هذا الجيل، ليجدوا لأنفسهم قدوات تستحق الاتباع عوضا عن نجوم التلفزيون والسينما، وعلينا أن نجتهد في هذا أكثر

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-07-02, 20:51:28
زهده وكرمه:

- حكى قاضي القضاة بدر الدين بن جُماعة –رحمه الله- أن الشيخ لما كان بدمشق وقع مرة غلاء كبير حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل، فأعطته زوجه مصاغا لها، وقالت: اشتر لنا بستانا نصيف فيه، فأخذ ذلك المصاغ وباعه وتصدق بثمنه، فقالت: يا سيدي اشتريت لنا؟ قال: نعم، بستانا في الجنة، إني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه. فقالت: جزاك الله خيرا.


- وقد رأينا كيف لما جاء أستاذ الدار الغِرز خليل برسالة الملك الأشرف بدمشق للشيخ العز بعزله عن الإفتاء وعدم الاجتماع بأحد ولزوم بيته، تقبل الأمر بصدر رحب، واعتبرها :"هدية من الله تعالى، أجراها على يد السلطان، وهو غضبان، وأنا بها فرحان، والله يا غِرز، لو كانت عندي خِلعة تصلح لك على هذه الرسالة المتضمنة لهذه البشارة، لخلعت عليك، ونحن على الفتوح، خذ هذه السجادة صَلِّ عليها" فقَبِلها وقَبََّلها، وودّعه وانصرف إلى السلطان، وذكر ما جرى بينه وبينه، فقال السلطان لمن حضره: قولوا لي ما أفعل به؟ هذا رجل يرى العقوبة نعمة، اتركوه، بيننا وبينه الله.


- وحكي عنه أنه كان كثير الصدقات رغم فقره، وأنه ربما قطع من عمامته وأعطى سائلا إذا لم يجد غيرها.


-------------------------
مارأيكم في موقف الزوجة؟؟
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: جواد في 2009-07-02, 21:25:45
زهده وكرمه:

- حكى قاضي القضاة بدر الدين بن جُماعة –رحمه الله- أن الشيخ لما كان بدمشق وقع مرة غلاء كبير حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل، فأعطته زوجه مصاغا لها، وقالت: اشتر لنا بستانا نصيف فيه، فأخذ ذلك المصاغ وباعه وتصدق بثمنه، فقالت: يا سيدي اشتريت لنا؟ قال: نعم، بستانا في الجنة، إني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه. فقالت: جزاك الله خيرا.


- وقد رأينا كيف لما جاء أستاذ الدار الغِرز خليل برسالة الملك الأشرف بدمشق للشيخ العز بعزله عن الإفتاء وعدم الاجتماع بأحد ولزوم بيته، تقبل الأمر بصدر رحب، واعتبرها :"هدية من الله تعالى، أجراها على يد السلطان، وهو غضبان، وأنا بها فرحان، والله يا غِرز، لو كانت عندي خِلعة تصلح لك على هذه الرسالة المتضمنة لهذه البشارة، لخلعت عليك، ونحن على الفتوح، خذ هذه السجادة صَلِّ عليها" فقَبِلها وقَبََّلها، وودّعه وانصرف إلى السلطان، وذكر ما جرى بينه وبينه، فقال السلطان لمن حضره: قولوا لي ما أفعل به؟ هذا رجل يرى العقوبة نعمة، اتركوه، بيننا وبينه الله.


- وحكي عنه أنه كان كثير الصدقات رغم فقره، وأنه ربما قطع من عمامته وأعطى سائلا إذا لم يجد غيرها.


-------------------------
مارأيكم في موقف الزوجة؟؟


ربما لم أجد تعليقا الا أن أسأل الله أن يمن علي بمثلها وأن يجعلني أهلا لها.

وهكذا البيت المؤمن يغرد لحنا واحدا..

اللهم اجل بيوتنا عامرة بطاعتك واستعملنا في خدمة دينك واعف عنا وتولنا برحمتك.
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: الشيخ محمود الأزهري في 2009-07-03, 17:15:05
السلام عليكم
هل للحكاية بقايا أم انتهت هنا يا سيدتي؟
بارك الله لكم ونفعكم ونفع بكم
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-07-03, 17:25:33
السلام عليكم
هل للحكاية بقايا أم انتهت هنا يا سيدتي؟
بارك الله لكم ونفعكم ونفع بكم

أهلا ومرحبا بكم أخي الكريم

بقيت مداخلتان فقط إن شاء الله... ثم ننتقل لحكاية القائد المظفر بعون الله


العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-07-03, 17:28:23

ربما لم أجد تعليقا الا أن أسأل الله أن يمن علي بمثلها وأن يجعلني أهلا لها.

وهكذا البيت المؤمن يغرد لحنا واحدا..

اللهم اجل بيوتنا عامرة بطاعتك واستعملنا في خدمة دينك واعف عنا وتولنا برحمتك.


آمين آمين emo (30):

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-07-15, 21:13:05
هيبته وتواضعه:


- رأينا كيف جاءه نائب سلطان مصر غاضبا من فتواه ببيع الأمراء المماليك، فأتى داره مصلتا سيفه يريد أن يقتله،
فحين وقع بصره على الشيخ ، يبست يده ، وسقط منها السيف، وأرعدت مفاصله، فبكى، وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال يا سيدي خبِّر، إيش تعمل؟ قال: أنادي عليكم وأبيعكم، قال: ففيم تصرف ثمننا، قال: في مصالح المسلمين، قال فمن يقبضه؟ قال: أنا.
وتم ما أراده الشيخ.


- وعندما عزله سلطان دمشق الملك الصالح إسماعيل من مناصبه، وأمره بلزوم بيته والامتناع عن ملاقاة الناس، ومنعه من الفتيا، استأجر بستانا متطرفا من البساتين، وكان مخوفا، وذات يوم قصده جماعة من المفسدين في ليلة مقمرة وهو في جوسق عال، ودخلوا البستان، واحتاطوا بالجوسق (قصر عال)، فخاف أهله خوفا شديدا، فعند ذلك نزل إليهم، وفتح باب الجوسق وقال: أهلا بضيوفنا، وأجلسهم في مقعد حسن، وكان مهيبا، مقبول الصورة، فهابوه، وسخرهم الله له، وأخرج لهم من الجوسق ضيافة حسنة، فتناولوها، وطلبوا منه الدعاء، وعصم الله اهله وجماعته منهم بصدق نيته وكرم طويته ، وانصرفوا عنه.


- ورأينا قصته مع السلطان المصري نجم الدين أيوب في يوم عيد القلعة، وكيف خاطبه بكل قوة وخوفه من ربه، فتعهد بإزالة المنكرات وهدم الخمارات، وقال العز بن عبد السلام: "رأيته في تلك العظمة، فأردت أن أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه. " ولما سئل الشيخ: " يا سيدي أما خفته؟
قال: والله يا بني استحضرت هيبة الله تعالى، فصار السلطان قدامي كالقط"

- ولما أراد الظاهر بيبرس أن يستلم السلطة والحكم، واستدعى الامراء والعلماء لمبايعته، وكان بينهم الشيخ العز، الذي فاجأ الظاهر بيبرس بكل جرأة وشجاعة وقال:
- "ياركن الدين!! أنا أعرفك مملوك البندقدار"
أي لايصح مبايعتك لاستلام السلطة لأنك مملوك.
فأحضر بيبرس ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح أيوب، وأن الصالح أيوب قد أعتقه.
هنا تقدم الشيخ العز، وبايعه على الملك، ليكون من أعظم ملوك العالم في هزيمة الصليبيين ومطاردة التتار,
وكان يعظم الشيخ العز ويحترمه، ويعرف مقداره، ويقف عند أقواله وفتاواه.

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-07-15, 21:15:59
العز في جهاد الفرنجة:

وقد شارك العز عمليا في جهاد الفرنجة، عندما توجه الصليبيون لاحتلال دمياط وسائر مصر، بعد أن وصلوا إلى المنصورة، عام 648 هـ ، وهب الجيش المصري لمواجهة الغزاة، وكان الشيخ مع العسكر، وقويت الريح، فلما رأى الشيخ حال المسلمين نادى باعلى صوته مشيرا بيده إلى الريح، "ياريح خذيهم" عدة مرات، فعادت الريح على مراكب الفرنج فكسرتها، وكان الفتح، وغرق أكثر الفرنج، وصرخ من بين المسلمين صارخ: "الحمد لله الذي أرانا في امة محمد رجلا سخر الله له الريح"...
وكان النصر المبين للمسلمين..



وفاة العز بن عبد السلام:

توفي العز بن عبد السلام عام 660 هـ عن عمر يناهز الثالثة والثمانين، ودفن بسفح المقطم، وحضر جنازته الخاص والعام من أهل مصر، وشارك في الجنازة خلائق لا تحصى، وصلى عليه ملك مصر والشام الظاهر بيبرس، وأقيمت صلاة الغائب على الشيخ في جميع الديار المصرية وبلادها، وبلاد الشام والحجاز واليمن.


إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ*
نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ*
نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ*
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ*
وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
(فصلت 30-35)


اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه،
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: الشيخ محمود الأزهري في 2010-04-30, 13:12:25
كلما أحببت أن أتذكر امجاد أهل العلم  أفتح هذه الصفحات
جزى الله ساطرتها نعيما مقيما
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-04-30, 13:17:09
كلما أحببت أن أتذكر امجاد أهل العلم  أفتح هذه الصفحات
جزى الله ساطرتها نعيما مقيما

بارك الله بكم يا شيخ محمود وأعلى مقامكم

ليتكم لا تنسون منتدانا من إسهاماتكم القيمة
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-12-17, 09:48:46
 emo (25):
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-04-02, 12:45:38
للرفع لهذا الموضوع الرائع
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2013-05-15, 10:54:36
للمتابعة..وصلت إلى منتصف الصفحة الثانيةونتكلم عن الديمقراطية وكانها (صُنِع في الغرب ) وللغرب فقط ...
فعلا نحتاج لمثل هذه القصص نرويها لهذا الجيل ليعرفوا ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ... ليعرفوا عظمة ديننا وحضارتنا ... ليفتخروا بانتمائهم لهذا الدين...
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-15, 11:12:32
للمتابعة..وصلت إلى منتصف الصفحة الثانيةونتكلم عن الديمقراطية وكانها (صُنِع في الغرب ) وللغرب فقط ...
فعلا نحتاج لمثل هذه القصص نرويها لهذا الجيل ليعرفوا ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ... ليعرفوا عظمة ديننا وحضارتنا ... ليفتخروا بانتمائهم لهذا الدين...

تاريخنا يزخر بنماذج رائعة كهذه النماذج.. لكنها تحتاج من يخوض فيها بتمكن، ويخرجها قصصا شيقة جذابة
كثير من القصص التي كنت اشتريها لابنائي عن الصحابة والتابعين والفاتحين كانت تشبه السرد التاريخي، وابعد ما يكون عن الاسلوب القصصي المشوق.. فيملون منها ولا يكملونها

هذه ثغرة مهمة... نسأل الله تعالى ان يسخر لها الاكفاء الذين يسدونها
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: محمد عيد في 2013-05-15, 13:00:37
ونبدأ الان بالحكاية  ::)smile:
أرجو الانتباه لأسماء الملوك، فبطل قصتنا عاصر عددا  من الملوك المختلفين والمتباينين جدا في مواقفهم... فلا تختلطن عليكم الأسماء والشخصيات


العز بن عبد السلام في دمشق:

عاش العز بن عبد السلام في دمشق في ظل الملك الأشرف، ثم بعد وفاته في ظل أخيه الملك الصالح إسماعيل، وكان الملك الأشرف ميالاً إلى الحشوية من الحنابلة، لذلك حدثت للعز فتنة عظيمة.

وذلك أن العز بن عبد السلام زمن الملك الأشرف كان يدعى مفتي الشام، حتى أصدر الحشوية من الحنابلة فتياهم في مسألة كلام الله تعالى،  ووافقهم الملك الأشرف موسى، وصار يعتقد أن من يخالف ذلك كافر حلال الدم، فدس الحشوية إلى الملك أن العز أشعري العقيدة، فأوقعوا بينه وبين الملك.

وهنا عزله الملك من مناصبه وحبسه في بيته، وأمره ألا يجتمع بأحد من الناس، وألا يفتي، ولما جاء أستاذ الدار الغِرز خليل (أي سعادة السيد خليل) برسالة الملك الأشرف بدمشق للشيخ العز بعزله عن الإفتاء وعدم الاجتماع بأحد ولزوم بيته، تقبل الأمر بصدر رحب، واعتبرها :
"هدية من الله تعالى، أجراها على يد السلطان، وهو غضبان، وأنا بها فرحان، والله يا غِرز، لو كانت عندي خِلعة تصلح لك على هذه الرسالة المتضمنة لهذه البشارة، لخلعت عليك، ونحن على الفتوح، خذ هذه السجادة صلِّ عليها"
فقبلها وقبَّلها، وودعه وانصرف إلى السلطان، وذكر ما جرى بينه وبينه، فقال السلطان لمن حضره: قولوا لي ما أفعل به؟ هذا رجل يرى العقوبة نعمة، اتركوه، بيننا وبينه الله.

وبقي الشيخ على تلك الحال ثلاثة أيام، حتى تدخل العلامة جمال الدين الحصيري شيخ الحنفية في زمانه، وأنكر على السلطان عمله، وأيد كلام العز وقال: "هذا رجل لو كان في الهند أو في أقصى الدنيا، كان ينبغي للسلطان أن يسعى إليه في بلاده، لتتم بركته عليه وعلى بلاده، ويفتخر به على سائر الملوك، وقال عن عقيدته: "هذا اعتقاد المسلمين وشعار الصالحين ويقين المؤمنين، وكل ما فيها صحيح، ومن خالف فيها وذهب إلى ما قاله الخصم فهو حمار."

فعندها تراجع الملك الأشرف واعتذر واسترضى الشيخ، وأوصى به حكام دمشق خيرا، وطلبه في مرض موته لنصحه والدعاء له.
وعاد العز إلى الإفتاء، وتجاوزت شهرته بلاد الشام، وقُصد بالفتاوى من الآفاق.

ثم جاء الملك الكامل من مصر، وانتزع سلطنة دمشق من أخيه الملك الأشرف، وأكرم الشيخ العز وأوصى به خيرا، ثم حل الود والصفاء بين الشيخ العز والملك الأشرف الذي استطاع ان ينفرد بسلطان دمشق من جديد، ومرض بعد ذلك، وكان يطالب العز بالزيارة والنصح والدعاء، فأشار عليه العز بإبطال المنكرات ورد المظالم، وتطبيق الشرع، والالتزام بالقرآن والسنة، فأمر السلطان المريض نائبه وأخاه الصالح إسماعيل بتنفيذ أوامر الشيخ، ثم توفي الأشرف وخلفه الصالح إسماعيل.





----------------------------------

ما رأيكم في هذه العلاقة بين الملوك والسلاطين من جهة، وبين العلماء من جهة أخرى

لاحظوا أسلوب كلام شيخ الحنفية القوي، وتعريضه بالسلطان ... !!

هل رأيتم مثل هذا؟

وما تعليلكم؟؟




هذه قصة رائعة أثرت فيّ، وأوقفتني على أشياء .. العلماء كانوا على قدرٍ عالٍ من الشجاعة، وقول شيخ الحنفية للملك خير دليل على عدم خضوعهم، وانكسارهم أمام الحكام.. وسكوت الملك عنه دليل على احترام الملوك لهم.

سأقرأ باقي القصص، ورحلات الفهد، وأنا متابع.
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ابنة جبل النار في 2013-05-15, 18:46:16
للمتابعة..وصلت إلى منتصف الصفحة الثانيةونتكلم عن الديمقراطية وكانها (صُنِع في الغرب ) وللغرب فقط ...
فعلا نحتاج لمثل هذه القصص نرويها لهذا الجيل ليعرفوا ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ... ليعرفوا عظمة ديننا وحضارتنا ... ليفتخروا بانتمائهم لهذا الدين...

تاريخنا يزخر بنماذج رائعة كهذه النماذج.. لكنها تحتاج من يخوض فيها بتمكن، ويخرجها قصصا شيقة جذابة
كثير من القصص التي كنت اشتريها لابنائي عن الصحابة والتابعين والفاتحين كانت تشبه السرد التاريخي، وابعد ما يكون عن الاسلوب القصصي المشوق.. فيملون منها ولا يكملونها

هذه ثغرة مهمة... نسأل الله تعالى ان يسخر لها الاكفاء الذين يسدونها

آميين.... ألا تلاحظين ماما هادية انك قد تكونين من الاكفاء الذين يسدونها !
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: the knight في 2013-06-01, 22:22:07
اين حكاية القائد المظفر
العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-06-02, 15:10:52
اين حكاية القائد المظفر


بكل أسف لا اذكر حتى انني قطعت هذا الوعد على نفسي
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

العنوان: رد: حكاية بائع الملوك
أرسل بواسطة: the knight في 2013-06-02, 22:46:20
اين حكاية القائد المظفر


بكل أسف لا اذكر حتى انني قطعت هذا الوعد على نفسي
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا


اللهم امين
ها فين بقي القصة

 emot:: emot:: emot::