(1)
أنت لست الحقيقة الوحيدة!
من أكثر الأسباب التي تزيد العلاقات توترا، هي نظرة الإنسان الى نفسه فقط، أو اعتقاده دوما أنه هو الصواب وأنه متيقن من كل ما يشعر به أو يستنتجه مما يحدث حوله،
فهذا النوع من التفكير يعزل الإنسان عن أسرته، لأن علاقة الدم تحتاج الى المشاركة أيضا، لا أن ينظر كل فرد دوما الى ما يحصله وما يخرج به،
سواء كان هذا التحصيل ماديا أو وجدانيا،
وكما عليه أن يدرك هذا، فيجب ان يدرك أيضا أنه قد تكون للحقيقة عدة أوجه، وأنه كما يرى نفسه على صواب فإن اﻵخر يرى نفسه هكذا أيضا،
ولن يقبل أحد منهما اﻵخر الا اذا تقبلا الإختلاف بلين الجانب والرغبة الحقيقية في رؤية الصورة الأخرى،
ثم إنه لابد ان يعلم كل فرد في الأسرة أن لكل شخصية طباعها وأن لكل شخصية مفتاحها، فهناك من تجرحه الكلمات، وهناك من لا يؤثر به العقاب !
أما بين الزوجين، فالأمر يكون أكثر وضوحا، فلقد جبل الأبوان على العطاء لأبنائهما، لكن الكثير من الأزواج لا يرى الا نفسه وما يأخذه..
لذا كان الخروج من نطاق الذات الى استشعار أفراد الأسرة وتقبل اختلاف شخصياتهم هو الخيط الأول والأساس والذي بدونه لا يمكن ان تجتمع الخيوط الأخرى...