أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: أبو دواة في 2011-04-17, 17:37:39

العنوان: وحي صورة.......
أرسل بواسطة: أبو دواة في 2011-04-17, 17:37:39
حينما وقعتْ عيني على هذا الرسم، سألتُ نفسي: أيّ وجه هذا؟ وأي ألم لحقه؟ وفيمَ بلي شبابه؟

إنّها السيّدة زينب الغزالي الجبيلي...... رئيسة جمعيّة السيّدات المسلمات...... وأحد الوجوه الإخوانية الطيبة...... التي ذاقت الويلات في سجون الطاغوت جمال عبد الناصر.......

رفضتْ زينب الغزالي عرض الإمام البنّا بضمّ (السيدات المسلمات) إلى (الأخوات المسلمات) الفرقة النسائية الأدبية من جمعية الإخوان المسلمين...... وما لبثتْ أن ندمتْ ندمًا شديدًا حين حلّتْ جمعية الإخوان المسلمين في سنة 48م..... ثم اغتيل مرشدها في سنة 49م..... فأحسّتْ زينب تفريطها في مبايعة البنّا الذي استحقّ إمامة المسلمين الذين دالت دولتهم وزالت خلافتهم........

ثمّ قامت حركة يوليو 52م.... واستبشر الناس خيرًا... ثم إن عبد الناصر لم يلبث أن كشف عن مخلبه للإخوان وأعمل فيهم السوط والسيف....... في محنة 54م..... ثم في محنة 65م التي كانت زينب الغزالي جزءً منها.........

دخلتْ زينب الغزالي السجن الحربي في سنة 64م وحتى صيف سنة 71م بعد رحيل الطاغوت بسنة تقريبًا........

وعن السبع الشداد كتبتْ زينب كتابها (أيام من حياتي)...... بمداد من دم وصحائف من الغار..... فأي صبر وأي مصابرة!.... لقد أخذتْ زينب بالعزيمة وأبتْ أن تكتم إيمانها عن جلاديها الذين لم يتورعوا عن سبّ الله عز وجل وجحد اليوم الآخر غير مرة..... ثمّ العدوان على امرأة ضعيفة في نفر من المؤمنين (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شهيد * ).......

وتعالج زينب المحن تترى فحبس عن الطعام والشراب وقضاء الحاجة أسبوعًا.... ثم الجود بقطعة خبز ملطخة بالروث...... ومن العذاب المهين إلى العذاب الأليم بالسياط وتسريح الكلاب تنهش الجسد وتخمش الوجه........ ثم المبيت في حوض معبإ بالماء القذر....... ثم السبّ بأقذع ما عرف ابن آدم من الشتائم تنال الشرف والأب والربّ..... وتروي زينب أسماء من باشروا عذابها وشهدوا عليه وفيهم شمس بدران وحمزة البسيوني وصفوت الروبي.... ثم الطاغوتان الأكبران عامر وناصر...... وكيف تكرّرت على سمعها عبارات الملاحدة (أين ربك؟!..... لو كان موجودًا لأغاثك!..... قولي يا عبد الناصر يدخلك عبد الناصر جنّته!)

ثم تروي رؤى مواسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم........ يعزّر بها زينب وينصرها... وترى إخوانها مع النبي وأمهات المؤمنين.......

حاول الجناة حمل زينب بالحديد والنار على الاعتراف بما لم ترتكب يداها هي وأيدي إخوانها من مؤامرات إرهابية..... فأبتْ وكان جزاء إبائها ألوان العذاب المذكورة أعلاه...... فخمسمئة جلدة وألف وتعليق ورمي من علٍ..... والكلاب وما أدراكها!...... ثم محاولة وغد أن يعتدي على عرضها لولا أن قواها الله عليه فأردته مقتولا على ضعف منها شديد..... ثم محاولة عشرة من زبانية السجن تكرار الواقعة فسلط الله عليهم جند المرض فأقعدهم.......

ثم تكون المحاكمة المهينة..... فتنال زينب حكما بربع قرن سجينة في سبيل الله.... وتنال حميدة عشرًا.....

ثمّ يقتل الطاغوت رجلَ وحدِه.... الأستاذَ سيّد قطب...... الشهيد السعيد بإذن الله...... ويقتل معه نفرًا من المجاهدين...

ويشاء الله أن تكون حميدة أخته جارةً لزينب في زنزانتها بعد السيدات المجاهدات علية الهضيبي وغادة عمّار.... النسوة اللاتي اجتمعن على برّ اليتيمات والفقيرات اللاتي انتهبهن المرض وأقعدهن العوز وغالهن المنصّرون......

ويضرب الله على يد الظالم فينكسه على رأسه في يونية 67..... وبعدها تنتقل زينب وحميدة إلى سجن النساء لتحل محلهن عصابة عبد الناصر التي أوردته وجيش مصر المهالك.....

ويموت ناصر في سنة 1970..... ليلقى الله الحكم العدل........
وتخرج زينب في صيف 1971..... لتباشر جهادها في سبيل الله......

فما أحرى هذا الكتاب بالقراءة!..... وحُقّ لكل داعية أن يصطبر بصبر امرأة تجدّدتْ فيها ذكرى امرأة فرعون إذ قالت (ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنة* ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)........
العنوان: رد: وحي صورة.......
أرسل بواسطة: elnawawi في 2011-04-17, 17:54:54
ما هو الكتاب ؟
العنوان: رد: وحي صورة.......
أرسل بواسطة: جمانـة القدس في 2011-04-17, 17:56:21
أيام من حياتي....

ذكريات!...

في أيام الثانوية -إن لم أخطئ التقدير- اعتزلتُ كي أعيش مع السيدة زينب الغزالي أياماً من حياتها... لكنّي ما إن وصلتُ الصفحات التي تروي أساليب تعذيبها بإطلاق الكلاب ثم بالماء القذر والسباب، ألقيتُ الكتاب من يدي أبكي... فما عرفتُ البقية... وما استطعت أن أعوده حتى الآن!

أبكي أنا لقصتها، وتحياها هي... قوية، صابرة، مرابطة!

من أين لنا عزيمتهم وعزمهم!

 
العنوان: رد: وحي صورة.......
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-04-17, 20:25:49
وماتوا وخلّفوا كتابات عن أيامهم زادا لنا ولمن خلفنا ...........
العنوان: رد: وحي صورة.......
أرسل بواسطة: أبو دواة في 2011-04-18, 16:07:20
"أولئك الذين هدى اللهُ فبهداهم اقتدهْ"
العنوان: رد: وحي صورة.......
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2011-04-24, 03:02:52
ما نحن فيه الآن أو ما أتمنى أن يصير أمسا من قهر و ظلم و ديكتاتورية هو ما بدأه عبد الناصر , و لكن الوجوه تنفضح يوما بعد يوم , لا حول و لا قوة إلا بالله
بارك الله فيكم