بسم الله الرحمن الرحيم
أول موضوع لي معاكم :emoti_419:
يعني تردو علي ومش تكسفوني :blush::
هو كلمة صغيرة كده كتبتها بالليل وأنا - مفروض - باذاكر :emoti_281:
"
أربع سنوات مضين هكذا ولا أقول كحلم أو في غفلة أو انشغال بما هو أهم، بل مضين في إدراك ووعي تامين واضحين يكللهما وسام الذل ونيشان الخزي والعار. بل ومحق أنا عندما منحت نفسي مرتبة الشرف على تكرار أوسمتي وكثرة نياشيني إلا أنني على غاية من الفخر والتيه بهذا التكريم الأخير!! نعم سادتي،.. إذ لم أعِ ألفا وأربعمائة عام من التكبير والتهليل وارتفاع المآذن يوميا بصوت الحق، بل لم أعِ أن بيضة ديني وزهرة دنياي كانت يوما هناك، كانت يوم قلت لعظيم الروم لآتينك في جيش أوله عندك وآخره عندي؛ غير أن الولوج في موال من البكاء والبحث عن صنوف المذلة والانكسار يأبى إلا أن يبتعد إلى ما هو أقصى وينظر إلى ما هو أبعد، هناك حيث كانت البداية !
أذهلني ما أرى وأدهشني ما أسمع فما كدت أدرك إلا صيحات القوم ولهيب النار التي لم تلبث ان انطفأت،.. انطفأت كما اشتعلت على يد القدير وتحت علمه وعزته فلا حطب الجهال سعّرها ولا نسمات الهواء برّدتها وبين هذا وذاك عاش الخليل منعما كأسعد ما يكون بين جنبات هذه الدنيا ليخرج قاهرا شياطين الإنس والجن معلنا في ثبات ورفعة أن لا راية تعلو راية التوحيد وألا حقيقة تخالفها أو علم يضاهيه، وينطلق نور النبوة في جلال ورقي داعيا الكريم المنان بالهداية لمن ألقاه في النار مكتوفا وأبى الحق مشدوها واستمرأ الباطل ظلما وعدوانا. هذه نتف ذكرياتي تنبت في رقة على وقع خطوات الخليل عليه السلام تنحني على همس كلماته"إني ذاهب إلى ربي سيهدين" إنها موطئ أبي الأنبياء ومنبت رسل الله الأكرمين من بعده؛ فحيث كان الوالد ينسب الولد، تنكأ عاطفتي الدينية وسريرتي الإسلامية قلبي بجرح لا أراه يلتئم فمهد النبوة صار اليوم بين يدي ضالين أو مغضوب عليهم!
غير أن ثمة أسف بدا على ملامحي رسمته أذن ملت حديث الأخوة الانسانية وحقوق الانسان وحوار الحضارات، أسف وألم ربما حق لي أن يشوبه غير قليل من استخفاف وتهكم على من لم تتجاوز مبادئهم تراقيهم، يمرقون من الحق كالسهم من الرمية- ان ابتنت حياتهم على مبادئ أصلا أو تشكل للحق في أذهانهم محلا !
فلكأني أجلس على ضفاف الفرات تظللني حدائق علقت وتبهرني قصور شيدت وتحفل الحركة من حولي بين بيع وشراء ولهو وجد فيمر بي الفيلسوف ولا ينقطع عني صوت الشادي، أمشي فأتعثر في الكتب وتصافحني وجوه باسمات لقيان حسان، والناس بين العلم والمال يبنون حضارة ذهل الغرب أيما ذهول وسقط في أوحال ظلامه وهلك في مهاوي الردى والتيه إبان كان هؤلاء هؤلاء !
غير أنه لا عزاء لمن طبع على الجهل ومكابرة الحق إن أضاع تراثا أو حرق متحفا أو هدم معمارا !
وعجبت من بدوي جلف لا يفقه ما يقول فضلا أن يعقل من حوله شيئا - على حد وصف أوعية العلم والحضارة اليوم - أتى يوم أتى مهد النبوة وأرض الحضارات كاتبا على سيفه لا تقتل طفلا ولا شيخا ولا امرأة، لا تحرق صومعة ولا تهدم بيتا على اهله او تأخذ ارضا من صاحبها! عربي جاهل أتى يوم اتى فمهد الطريق للدابة ووكل الخادم بالاعمى وضرب الوالي انتصافا للرعية !
وهدأت نفسي قليلا ووقفت أشاهد عن كثب عراق اليوم وعراق الأمس، ولأكن صريحا بعض الشيء فهي ليست بين الأمس واليوم وحسب، انها - وبتعبير أصدق - عراق الإسلام وعراق الكفر ، عراق ابن مسعود وأبي حنيفة واحمد وعراق هدمت مآذنها ودنست مساجدها، عراق سعد والقعقاع ثم أبي جعفر والرشيد بعراق هتكت فيه أعراض الرجال قبل النساء.
وقفت أبكي تارة ويلجمني الصمت تارات فماذا أصنع بكل ما أذكر؟ !
أتاريخ أستجلب به مزيدا من العار والذل والسخرية؟ أم تاريخ أدنس به أسماء من أذكر بين أطلال اليوم وظلمات الغد؟
إن تاريخا لا يتمه أصحابه بعزة اليوم ومجد المستقبل، وأجدادا لا نبرهم بإبدال فضتهم ذهبا ودرهمهم دينارا لا نستحق أن نحكيه، كما لا يجوز منا ذكر مناقبهم وبكاء آثارهم ، فإن لم نحسن إلا النوم فليس لنا في البكاء حق أو سبيل!
"
انطفأت كما استعلت
ليس لي أن أتكلم فالأخطاء مني قبل أي شيء، ولكن هكذا بقيت تلك الكلمة دون تعديل :blush:: :blush::
سارة/
جزاكم الله خيرا، وبعيدا عن هذا المديح أقول لك:
بخصوص الكلمات الغريبة بعض الشيء تلك فقد ذكر لي أحدهم أن الأستاذ محمد الغزالي كرم من قبل مجمع اللغة العربية من قبل لا لشيء الا لاستخدامه كلمات كاد الناس أن يميتوها وكان الرجل بارعا في استخدامها بصورة تحقق احيائها ولا توقع غرابة او شذوذا في الكلام بحيث لا يفهم مقصده منها لقليل الاطلاع
ولست طامعا في تلك الجائزة ولكنها محاولات يائسة للنهضة بكلمة او كلمتين قل استخدامهما الى حد ما، ولا يخفى ما ضيفيه مثل ذلك من رونق على النص لايجيده إلا أمثالي من العباقرة :emoti_389:
والفكرة كانت من بنات رأسي عندما دونتها غير أني اكتشفت حقا أنها قديمة جدا، ولم أعي ذلك إلا متأخرا لقلة او ندرة اطلاعي على الكتابات السياسية او المتعلقة بشكل كبير بواقعنا الممتع
والعذر ثم العذر في الاخطاء الاملائية :blush::
وبانتظار نقدكم وحبذا لو كان لاذعا .. جدا
وللكتابة معي طقوس ربما لا يليق بمقام المنتدى ذكرها فيه :blush::
بل وحتى الكتب الدسمة أقرؤها أثناء المذاكرة..
نعم هذه إحداهن !
ولكن كتبي مثلي جافة لا دسمة
.. أخشى ان يأخذ الموضوع من أوقاتكم أكثر ما يستحق ..
:emoti_133:
تراودني عادة في المنتديات التي أشترك بها رغبة غريبة، في الذهاب لآخر صفحة ومطالعة ما بها من مواضيع، تحمل كثيرا من تاريخ المنتدى وتاريخ اعضائه كذلك..
لكن الذهاب لآخر صفحة في ساحة من ساحات أيامنا الحلوة له طعم آخر... إذ تحمل كل كلمة ذكرى معينة، تثير مشاعر مختلفة..
سبحان الله!!
هذا الموضوع، ليس فقط أول موضوع للأخ أحمد هنا، بل أول مشاركة له في منتدانا... وكم أدهشتنا وقتها..
مدهش كيف بدأ أحمد بهذه المشاركة، واستمر بعدها إلى أن أصبح الآن صاحب أكبر كم من المشاركات في المنتدى، وعضوا من أبرز أعضائه...
استمتعت بقراءة هذه الخاطرة من جديد، وقراءة كل تعليق أو رد جاء فيها...
------------------------
ملاحظة :
استعلت واشتعلت..
لم أصحح وقتها الخطأ لأنني ظننته صوابا، وظننت المقصود أن النار استعلت من الاستعلاء... كما يستعلي الباطل زمنا، ثم ما يلبث أن يخمده الله
لكن تم التصحيح الآن emo (30):
قرأت الخاطرة الآن أول مرة، و لا أملك إلا أن أقول: ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله
جميلة جدا خاطرتك أخي، و أسلوبك أيضا
بارك الله بك
يـــــــــــــــا الله !
سامحك الله يا أبا إبراهيم