أيامنا الحلوة

الساحة العامة => :: كشكول الأيام :: => الموضوع حرر بواسطة: أسيرة الصفحات في 2011-06-21, 16:03:55

العنوان: أكذوبة الساعة المنسية ...
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2011-06-21, 16:03:55
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تبارك و تعالى , الله الوهاب الذي وهب لي قلبي الجديد , حياتي , ياسين , إبني
اللهم أعنني على تربيته على حب الإسلام
....

(http://mehanyon.net/doc/upLoadedFiles/images/original/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1_1dho4.jpg)
1-
أكذوبة الساعة المنسية ...

قالوا عنها أنها ساعة
و قالوا أيضا أنها منسيه

لكنها ليست ساعة , فهي ساعات طوال و أيام تلي شهور , و تليها أعوام و أعوام
و هي ليست أبدا منسية , فمن يمكن أن ينسى أكبر ألم في الوجود ؟
لكنها ببساطة
معجزة
تحدث مع كثير من البشر و بالتحديد النساء , و قد حدثت هذه المعجزة معي , و لذلك جئت أروي لكم تجربتي مع هذه المعجزة , لكن هذه القصة بالرغم أنها تتمحور حولي إلا أني لست بطلتها , فبطلة هذه القصة هي أحب مخلوق إلى قلبي في هذه الحياة , و أحن مخلوق علي , هي البسمة التي تنير ظلمة أفكاري , و العين التي تسهر على راحتي , و الروح التي تهفو الى قلبي , الى التي لا أتحمل البعد عنها أبدا
أمي
العنوان: رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2011-06-21, 16:09:45

2

كاذب ...
هل هي ولادة ؟ سألني زوجي هذا السؤال للمرة العاشرة في تلك الليلة من ليالي الأربعاء , و قد كنت ساهرة لا أستطيع النوم من الم ألم بي منذ منتصف تلك الليلة و لكني أجبته كما العادة , لا
فموعد ولادتي لا يمكن أن يكون الآن , فقد حدده الأطباء بعد ثلاثة أسابيع , و قد كان هذا الألم خفيفا لكنه أبقاني ساهرة , إنه حتى أخف من ألم الحموضة التي كنت أصرخ منها ليلا حتى أن زوجي كان يسأل لماذا تصرخين هي جاء موعد الولادة و كنت أجيبه بأنها الحموضه فقط !! !
أمضيت الليل في ألم و أنا أتساءل
هل هذا ما يسمونه بالطلق الكاذب ؟

الألم و غسل الصحون ...
جاء الصباح و لم يزل الألم , و كان زوجي قد ذهب الى العمل , أدركت أمي تعد إفطارا فجلسنا نشرب الشاي , و أثناء ذلك وصفت لها ذلك الألم , فوجدت أمي تترك كوبها و تهرع الى المطبخ تغسل الصحون و تجهز طعاما للغداء ! فقلت لها ماذا تفعلين , فقالت : أغسل الصحون ألا ترين , أنت على ولادة ,
فضحكت منها , لأن أمي الحبيبة كانت معتاده دوما قبل أن تذهب الى المشفى من أجل ولادتها أن تغسل الصحون و تعد الطعام و هي تعاني من آلام الطلق , فتركت هذه العادة عندها أثرا و ها هي تنفذه في ولادتي
أقنعتها أن تترك الصحون و نذهب الى المشفى , فالى هذا الحين لم أكن أظن حقا أن الطفل سوف يأتي و اجزمت أنه مجرد ألم بسيط , حضرت أمي حقيبة للإحتياط و ضعت فيها ملابسا و أغراضا للمولود , ثم ذهبنا بالسيارة الى المشفى و في اعتقادي أني أذهب الى أي كشف عادي




------------------------------

3
الطريق الى المشفى ...
كنت أضحك و أقول: هنروح مشوار عالفاضي دي لا ولاده و لا حاجه ,
لسه بدري
ظللت هكذا أسخر من الموقف , حتى جاءتني ضربة قوية من حيث لا أدري في ظهري , حينها طلبت من أمي أن تقف بالسيارة , و طلبنا زوجي على الهاتف فوافانا الى مكاننا و قاد السيارة الى المشفى , و في الطريق الى المشفى كنت أشعر بالألم يزيد و بدأت أشعر بجدية الموقف شيئا فشيئا , لكني أخذت أكذب نفسي و أقول لهم : هذا ما يسمونه بالطلق الكاذب

-----------------------------


4
إنهيار عصبي رقم 1

في المشفى و جدت نفسي في غرفة الطوارئ و قد دخلت علي طبيبة هندية قصيرة , و قد كنت حينها في غاية الهدوء , فحصتني ثم قالت
ولادة
و كأنها دمرت سد سيل عرم , فحين سمعت هذه الكلمة جاءتني صدمة عصبية , و أخذت أبكي بكاء كثيرا و أنا أصرخ : مش عاوزه أولد مش عاوزه أولد أنا مقدرش أولد
حاولت أمي أن تهدئ من روعي بلا جدوى , فقد تمكن مني الإنهيار تماما بالرغم من أني لم أكن أشعر حينها بألم شديد , لكني فكرة الولادة نفسها سيطرت على نفسي كليا و و أخذت صور من أفلام قديمة و حديثة تمر أمام ناظري عن ممثلات يلدن و يصرخن بكل ما أوتين من أحبال صوتيه , فهلعت و أصابتني نوبة انهيار , حتى أن ضغط دمي ارتفع , و كان هناك خطر على الطفل
و من وراء الستار سمعني طبيب ما , فقال لي : بتعيطي ليه ؟ فصرخت فيه بلا وعي و قد وجدت ضالتي التي سوف أصب عليها غضبي  : و أنت مالك أنتا إنتا مين أساسا فاكر نفسك مين ؟
فهرب بجلده

--------------------------



5
غرفة الولادة الجزء الأول
أدخلوني غرفة الولادة , و ارتديت زي المشفى ذلك الأخضرالباهت المقيت , و كانت الغرفة حاره , ليس بها إلا سرير أبيض به كثير من الأزرار, قامو بتكبيلي بالأجهزة و المحاليل في هذا السرير الذي يحيط به بضع مناضد عليها مقصات و أدوات جراحية و أخرى غريبة , و أمام السرير هناك كرسي تجلس عليه ممرضة تشبه السجان المراقب  ترتدي زيا أخضرا أيضا لكنه داكن اللون , تكتب في كراستها كلمات كثيرة , و تبتسم لي بين الفنية و الفنية , جاءت ممرضة أخرى , تقيس ضغط دمي و تضع أجهزة لقياس نبض الجنين , و سمعت هذا اليوم نبضه سريعا , فإذا جاءني الألم كان نبضه يعلو و أجد صغيري يتحرك بسرعه حتى يوقع الجهاز الذي وضعوه فو قي ... كانت أمي تجلس بجواري محاولة أن تخفي ملامح القلق عني و تفتعل الضحك تارة و تمسك يدي تارة , أما زوجي فكان ممنوعا عليه أن يأتي الى تلك الغرفه فظل في الخارج ينتظر ...


---------------------

العنوان: رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
أرسل بواسطة: أسيرة الصفحات في 2011-06-21, 16:12:55



6
إنهيار عصبي رقم 2
لم تكن صرخة بشرية تلك التي اخترقت أذني و أنا مكبلة في سريري الأبيض في غرفة الولادة , فقد كان في الغرفة التي تجاورني سيدة أخرى على مشارف الولادة تراسلني بصرخاتها التي تنم عن ألم رهيب , ألم شعرت به من صراخها المتقطع الذي أفقدني صوابي لمدة ثلاث ساعات , تصرخ و تصرخ , حتى أصابتني بانهيار عصبي مرة أخرى , و أخذت أصيح في الممرضات : عاوزه أولد قيصري , مش عاوزه أولد طبيعي , خدروني و طلعو البيبي , ربنا يخليكو ,
بكيت و بكيت حتى زارتني الطبيبة التي قالت أني لا أحتاج الى الولادة القيصريه و أن الطبيعي أفضل , ثم أفهمتني أني لازلت في بداية الولاده و أن الأمر سيأخذ وقتا لهذا سوف تنقلني الى غرفة أخرى بعيدة عن جو الولادات المرعب



7
غرفة في الطابق الأول
و في غرفة في الطابق الأول تم تهريبي لكي أرى زوجي الذي كان مسموحا له بالدخول , و كانت هناك ساعات طوال من الإنتظار , تأتيني فيها الطبيبه تراقب تقدم الألم , ظل زوجي يواسيني و يصبرني و أنا اقول له أني أعرف نفسي و أعلم أني لست بمقدوري أن أتحمل هذا الألم الرهيب , و كانت أمي الحبيبه تقول أن كل النساء يلدن و هذه طبيعة الحياة , فكنت أشعر ببعض اللإطمئنان و هم يشدون من أزري , و اخذ زوجي يشجعني على المشي تسهيلا لهذه الولادة , و ظللنا نمشي في طرقات المشفى كأننا في فترة شهر العسل نتمشى على الكورنيش , نسيت خلال مشينا تلك السيده التي تصرخ و ذلك المشفى الرهيب




8
على سرير بعجلات
حان الوقت , جاءت ثلاثة ممرضات و حملنني على سرير بعجلات , و شعرت بنفسي أتجول في المشفى تحركني الأيادي , و ناظري الى سقف يجري , و رأيت شريط حياتي يجري معه ,و زوجي و أمي ينسحبان بعيدا بعيدا ,
 في تلك اللحظه شعرت أني مودعة الحياة , و فكرت , يا ترى إذا أخذ الله أمانته فهل أنا مستعده لمغادرة الدنيا ؟ ووجدتها في قلبي , تلك الدنيا , قابعه راسخة , و شعرت بأني غير مستعده لأن أقابل وجه الله تعالى , و دعوت ربي حينها أن ينجيني و يمهلني ... فقد شعرت بخوف أكبر هذه المرة من الألم
إنه
الخوف من لقاء الله تعالى ..


يتبع إن شاء الله
العنوان: رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-06-21, 20:23:16
 emo (30):

عادة تصب الزوجات جام غضبهن على الزوج يا سلمى لانه السبب في المصيبة التي يخضنها

يبدو ان زوجك كان محظوظا وأكلها الطبيب بدلا منه  ::)smile:
العنوان: رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-06-21, 20:59:46
هههههههههههه  :emoti_282: ::)smile:
رحم الله نساء قريتي، ربما كانت تلد الواحدة منهن دون أن يعلم بعض الذين يعيشون معها في البيت فضلا عن الجيران :emoti_64: :emoti_138:
ربنا يهديهم بتوع الأفلام.... :emoti_404:
كلماتك تؤسِر يا أسيرة...بدايتها ومنتهاها،....حب الأم واستلهام حنانها وعطفها، وحب الله والخوف من لقائه...
ينتظر....
العنوان: رد: أكذوبة الساعة المنسية ...
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-06-21, 21:58:16
مبارك عليك ياسين يا سلمى ::roses2::
 مشوقة جدا هذه التفاصيل ::)smile:
ما أعظمها وما أهمها لحظات البحث عن مدى استعدادنا للقاء الله.... بانتظار المزيد