أيامنا الحلوة

الساحة العامة => :: كشكول الأيام :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:17:17

العنوان: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:17:17
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا موضوع إخوتي سأضع فيه مجموعة خواطر لي كانت على منتدى عمرو خالد، ولأنني هجرت المشاركة عليه، أجدني بين حين وحين أتفقد موضوعي هذا لأرفعه خوفا من حذفه، وعلى هذا سأنقله هنا في بيتنا الآمن بإذن الله،من أجل حفظه من جهة ومن جهة أخرى أسال الله تعالى أن ينفع بما كتبت ولو واحدا من الناس.  emo (30):

سأضع تاريخ الكتابة، وهناك في البدايات تاريخ موحد لمجموعة من الخواطر لأنني نقلت بعضها من موضوعي على منتدى عمرو خالد القديم الأول إلى الثاني، بعضها في يوم واحد.وبعضها في أيام متتالية.
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:18:42
طَب... طَب... طَبْ... طَبْ ......
مَن الطارق ؟؟ !!

آه... ادخلي تفضلي أمثلك يستأذن عليّ بالدخول ؟؟

طَب... طَب... طَب... طَب .....

أمِنْ هذا الباب أيضا تطرقين ... آه إنكِ تطرقين منه وحده غير أنني أسمع صوت الطرق من كل حدب فخلتُ أنكِ تطرقين من أبواب متفرقة... !!!

لا أملك إلا أن أفتح لكِ ... تفضلي سيدتي ...تفضلي فما اعتدت منكِ أن تستأذني لتدخلي ومنكِ فقط أرضى بهذا… بل أنتِ سيدتي حينها وليس لي عليكِ حينها أمر ولا نهي ...

نعم من هذا الباب تطرقين ولا أفتح إلا منه ....أنا لا أفتح إلا منه ...

باب حيّ مادام ربّي مُحييني ... باب من دم وشرايين وحياة تدبّ ...

منه وحده أفتح لكِ سيدتي ولا أفتح من سواه

ها أنت ذي ِ ترفلين في أبهى حلّة سيدتي ، ماشاء الله أنت دوما صادقة المحيّا ، بحزنكِ ، بفرحك ، ِ بقوتكِ بضعفكِ ، بآهاتكِ وبزفراتكِ بضحكاتكِ وبدمعاتكِ ، بلفتاتكِ وحتى بفلتاتكِ دائما صادق محياكِ ...

سيدتي أنتِ مادام الصدق قسمات وجهكِ وعنوانه ...

سيدتي أنتِ ما دمتِ تطرقين كما أحبّ أن تطرقي بابي ذاك الوحيد بابي الذي لن أفتح لكِ إلا منه ....

سيدتي أنتِ ما دمتِ مني وأنا منكِ ، مادمتِ صوتي وما دام صوتي أنتِ

سيدتي أنتِ ما دمتِ عنواني وما دام عنواني أنتِ ...

سيدتي أنتِ ما دمتِ صادقة المحيّا ... كما أحبّ أن تكوني ...


طَبْ ...طب... طب... طب ...

هي ذي طرقاتك على بابي الوحيد ... هو ذا صوتكِ في دمه وبين الشرايين

ومع كلّ انقباض له يقبض عليكِ بين ثناياه ومع كل انبساط يبسطكِ لتأتيني وآتيكِ ... وعلى عجل آتيكِ لأفتح... لأفتح لكِ من بابي ... بابي الوحيد

تفضلي سيدتي خذيني إلى حيث تريدين ، إلى حيث تريدين خذيني مادمتِ صادقة المحيّا كما أحبك أن تكوني ، مادمتِ من بابي ذاك تريدين الدخول ...خذيني

أحزينة أنتِ ؟؟؟ لا عليكِ ... سأفتح لكِ بابي ، سأفرّج ما بين خطّ حزن على وجهكِ وخطّ... سأترككِ تحكين ، تبوحين ، تبكين سأسمع بكاءكِ ، سأبكي لبكائكِ ما دمت ِصادقة المحيّا ... حتى وإن كان محياكِ خطوطا من حزن عميق غارت فيه كل ملامحك...سأمسح دمعاتكِ ... سأضمك لصدري سأقضي وإياكِ ساعات الحزن التي تكفيكِ وتكفيني ... سأصدقكِ كما ستصدقينني ... سأسمعكِ ستجدينني أنتِ مثلما سأجدني فيكِ ...

سأبكي سأبكي ما دمتِ صادقة المحيّا ... سأبكي مادمتِ صادقة الحزن والآه ...

أسعيدة أنت ِ؟؟؟ بخ بخ ... بخ بخ ... ماأجمل ملامحكِ كلها ... ما أبهى صورتكِ ...ما أرقّ صوتكِ ، ما أحلى أساريركِ ... !!!

يالوجهكِ الوضّاح الصبوح ... يال ابتسامتكِ العريضة الحنونة ... يالسحر عينيكِ البراقتين المختزلتين عالما كاملا من الفرح والرضى ...يال تلألئ الدنيا بما فيها بين جفونك ... يال تمثل الصبح الصبوح على وجنتيك ورديا من دم الحياة ...سأضحك لضحكاتك الصادقة ... سأرد على ابتسامتكِ الراضية بابتسامة الرضى ... سأنشد معكِ :ما أجملكِ أيتها الحياة عندما أراك بعين الرضى

أحائرة أنتِ ؟؟؟ لا تقلقي ... لن تبقي على حيرتك طويلا ... سأدلك ِعلى سبيل الاطمئنان والطمأنينة ... سبيل عرفته وعرّفني به ربي ومولاي ومليك أمري وأمرك ... لن يطول بكِ الحال ...لا تقلقي ...هوني عليكِ فإذا ما بدأتِه لا بدّ ستزول عنكِ كل حيرة ... وستطمئنين وتهنئين ...

سيدتي أنتِ ما دام صادقا محيّاكِ ... مادام صادقا صوتك ... مادام أصيلا لونك ... أنتِ أنا وأنا أنتِ إن كنتِ كما عرفتك وأحببتكِ صادقة المحيّا والسريرة ...

سيدتي أنتِ مادمتِ لن تكوني إلا كما يحب لكِ الله أن تكوني ...
سيدتي أنتِ ما دمت أمته المطيعة مثلما أنا أمته المطيعة ...
سيدتي أنت ما دمت ِستصدقينني ...ما دمتِ ستقبلين ألا تكوني أولى عندي من كلمات ربّي وما يحبّ ربي ورسولي حبيبي

سيدتي أنتِ ما دمت ِمهما بدوتِ قوية عالية صادقة مدوّية عدتِ لتسألي هل تراني كما يحبّ ربي ورسولي حبيبي

أما إذا ما ظننتِ وهما أنكِ من فضلي ومن عطائي ومن جودي ومن قوتي ومن تميزي فثقي أنكِ لن تكوني يوما سيدة عليّ

أما إن ظننتِ وهما أنكِ الأقوى ، أنكِ الأكمل .... فلن تكوني يوما سيدة عليّ...
سيدتي أنتِ ما دام صادقا محياكِ كما أحببتكِ ...وما أحببتكِ إلا لأنكِ من فضل ربي ...وما أحببتكِ إلا وأنتِ من قبس نور كلمات ربي ورسولي حبيبي

أنتِ يا كلماتي يا طارقة بابي الوحيد ...ويا كل كلمة ليست من كلماتي ولكنها تطرق بابي... بابي الوحيد ... يا كلمات أتعلم كيف أنك أبدا لن تكوني سيدتي إلا إذا وافق هواكِ كلمات ربي ورسولي حبيبي.

 18-11-2005, 08:52 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:22:04
كتبت الغاليتان سيفتاب وهدى (ماما فرح) بكلمات نابضة :

اقتباس
سيفتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الغالية أسماء

ما لهذه الكلمات إلا أن تطرق بابك. وكيف لا وقد أنعم الله عليك بترتيبها وتنميقها وصياغتها بأصدق وأجمل الطرق.

سأتابع مع كلماتك ولكن لن أعلق كثيراً، فتلك الكلمات تعصى علي وتأبى ولا تطرق بابي.

 
اقتباس
هدى أهلاً بك وبالسيدة صادقة المحيا إن لم تفتحي لها فرجاء أخبريها بأن في قلوبنا متسع لها ولكل أخواتها


فأوحيتا لكلمات أن تنبض :


قد تكون قليلة يا سيف ولكنها تعني الكثيييييييييييييييير ، بل قد نصمت أحيانا ويحلّ الفعل محلّ الكلام ... نظرة حانية ...بسمة صادقة ... لفتة نبيلة ... سؤال متلهّف ... موقف لا ينسى ويطبع بالذاكرة وشما من نور ...

وكلها أيضا تطرق ذات الباب فأنا لا أفتح إلا منه ... وكلها صادقة المحيّا .

وما أجمل أن نكرّم جميل الفعال واللفتات بتلك السيدة الصادقة *****************
وهل يطرق باب القلوب إلا ما جاء من القلوب فلتفتحي لها يا هدى فهي بنات قلبي ولتفتحي لغيرها إن كانت بنات القلوب ، وليخضع جبينها لكلمات ربي ورسولي ولتسألها الرضى والقبول فإن رضيت عنها وقبلتها فلا تخشي على قلبك إذا ما أصبح لها مرااااااااااااااااحا...

 18-11-2005, 08:58 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:26:57
قالت هدى (ماما فرح)في خاطرتها -متوازي المستطيلات-
اقتباس
أين السماء؟ والقمر والنجوم؟والسحابات الرقيقة التي طالما داعبتنا في طفولتنا بقطرات رقيقة على وجوهنا الصغيرة ..
وأين الهواء الندي الذي طالما داعب أنوفنا الصغيرة وكساها لوناً أحمر كثيراًما أضحكنا إذا ما طالعنا وجوهنا في المرآة..

فقلت :
شعرت بتلك الضوضاء المحيطة بنا من كل جانب بأشكالها الهندسية التي في جوهرها هي اللاانتظام وإلغاء قانون الطبيعة المجردة الحرة الطليقة ...شعرت أنني أختنق حتى بلغت هذا الغدير الذي ترقرقت مياهه في جملتك أعلاه .... شعرت بالراحة وأنا أجلس أخيرا إلى ضفاف هذا الغدير أرقب العصافير وهي تعانق السحابات الرقيقة وهذا الهواء النقي الذي تنسمت ذراته لتيعث فيّ أريج الحرية وروحها الصافية النقية ...

وقالت :


اقتباس
وأين العصافير؟ هل يعرف أحدكمأين ذهبت؟

فقلت :
إنها لم ترحل من مخيلتي أبدا ... أرى العصافيرمحلقة سابحة في السماء ، وأهرع إلى الشجر وأتفيؤ ظلاله ... وأنتشي بمنظر الزهرالبديع وأقتبس لروحي من ألوانه الزاهية ...


وأمشي بين المروج الخَضِرة ، أغرق في بحرمن السنابل التي تكاد تغمرني وأنا من سنبلة إلى أخرى أرمق في أعينها التحدي أن أيتها التي ترتع بين أطرافي ........إنني سأفوقك طولا !!!


أفرّ إلى عالمي هذا في كل مرة ...في كل مرة أجدني أفرّ إليه ...عالم أحياه دائما مع كل كلمة أتنسمها من وحي هوائه ...
لا أستطيع العيش من غير هذا العالم في خيالي ... ما لم أحظ بجوارحه في حقيقتي فكيف إن قدّر وغادرت المدينة وصخبها وكل متوازيات المستطيلات فيها ...


يااااااااااااااااااه !!! هناك أدعو عالمي ذاك الحبيب ليعانق الحقيقة في شوق مستعر للقاء موعود ينتظره ويعيش بين جنباتي على أمل حصوله


وأغدو طفلة صغيرة وكل ما يحيط بي عظيم ، عظيييييييم بحقيقته وبصدقه وبروحه وبأصله وبتجرده من لباس الزيف والمدنية القاتلة التي تسعى جاهدة لأن تسرق من قلوبنا الإحساس بحقيقة الحياة لتسلب منا حياة الحقيقة ...

وقالت أيضا :

اقتباس
هل تبدو مفارقة مضحكة أن نحبسالطيور في أقفاص من حديد .. ونطلق الحديد ليطير في السماء؟

فقلت :
هي المدنية التي لم تكتفِ بسرقة الطبع من المطبوع لتصبغ به المصنوع بل راحت بعد سرقتها تحبس المطبوع أسيرا بين قضبانها كماحبست الإنسان بين قضبانها الحديدية المقيتة...




فمتى ؟؟؟؟متى؟؟ متى تعود يا من خلقت حرا طليقا إلى أحضان أمك ؟؟؟ أم أنك قد ألفت حياة السبي والأسر فلم تعد تقوى على الانطلاق وأصبحت كسيحا لا تمشي إلابأرجل من حديد !!!!!


يااااااااااااااااااه ما أثقل أرجل الحديييييييد!!!!!!!!!!!!!!

 18-11-2005, 09:03 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:52:13
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!! (1)

يا واحد ...يا أحد ... أنت وحدك ... وحدك ...وحدك

كل شيء يشهد أنك واحد ...كل شيء يسبح بحمدك فأنت الواحد

كل ذرة ، كل نقطة ، كل حبة تشهد أنك واحد ...

كل ما في الكون ينحني لك وحدك ، لجلالك ، لعظمتك ، صاغرا موحدا ، منيبا ...

كل ما في نفسي ينحني إجلالا لعظمتك ، مقرا بوحدانيتك ... أنك الواحد وأنك الواجد وأنك الماجد...

مولاي سيدي حبيبي ، مليكي ومليك أمري ... كيف تعمى أبصارهم وهي تبصر وكيف تعمه قلوبهم وهي تنبض ؟؟ كيف؟؟
كيف تتقاذفهم أمواج الحيرة والضياع والتيه لتلقي بهم بعيدا ، بعيدا ، بعيدا عنك وأنت القريب القريب الأقرب من حبل الوريد إليهم ؟؟؟

كيف ؟؟؟؟؟؟؟ كيف؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!

كيف تتلاعب الأهواء بهم ، كيف تصيرهم دمى تحركها كيفما شاءت ، كيف تقتلع أعاصير الهوى والضلال الإيمان من سويداء قلوبهم وهم أحياء يتنفسون ؟؟؟

كيف يتنازعهم الكبر والعناد والظنّ الذي لا يغني من الحق شيئا ، إن يتبعونه إلا هو وما تهوى أنفسهم وقد جاءهم الهدى...

كيف تُغشى قلوبهم قطعا من الليل مظلما والنور أبلج يصيح بهم أنّى لا تؤمنون !!!!

لك في كل الكون آية تشهد أنك واحد ...تشهد أنك المليك ومليكها ، تشهد أنك القدير والقادر عليها ، تشهد أنك موجدها ومحييها وأنك الواجد ، تشهد أنك البصير ومبصرها ، تشهد أنك السميع وسامعها ، تشهد أنك العليم والعالم بسرها وعلانيتها ، تشهد أنك الحكيم المدبر أمرها ...

لك في نفسي آيات وآيات وآيات ....وكل ما فيها يسبح بحمدك ، كل ذرة من جسدي تسبح بحمدك وكل ما فيه يخضع لك ذليلا ، ضعيفا ...منكسرا ، راجيا رحمتك ...

سمعي ، بصري ، يدي ، قدمي ، لساني ، كل جوارحي ، كلها ملك يمينك ، ملكك وحدك ، وحدك وحدك ...

كلها تسبح لك وحدك ، تشهد أنك الواحد ، أنك الواجد أنك الماجد ...

كيف يتساءلون ، أنّى يتخبطون ؟؟؟ أنّى يتفلسفون ... أفلا يبصرون ؟؟

قلبي ... أيا قلب ... أيا قلب ... أتسمعني ... أفي شغلك أنت لاه عني ؟؟ إنني أسمع تسبيحك ... ليتني كنت مثلك وليت صنيعي كان صنيعك ... إني لربي لكنود ...

قلبي اسمع سؤالي ، أجبني بالله عليك أجبني ... أيّ يد من يديّ أقالت لك عثرة ؟؟ أيهما ضخت لك دما ؟؟؟ أيهما أنبضت لك عرقا ؟؟ أيهما هدهدتك لتنام ساعة ؟؟ !!! مشفقة عليك من فرط ما تعمل ؟؟أيهما أمسكت بك لئلا تميد بجسمي وأنت تخفق ؟؟

أيهما جعلتك على راحتها وحملتك تخاف عليك أن تزيغ أو أن تفتر أو تفرّ ؟؟؟

أي عين من عينيّ سهرت تحرسك يا قلب وأنا في غيايات النوم والزمن مغيّب من خارطتي وغـُـيّبت الساعات والدقائق والثواني ورحلت من عالمي إلى غير عالم ...

أيهما سهرت تحرسك يا قلب مستبدا بها الخوف من أن تقف فجأة !!!!! يقتلها الهلع من وقوفك فجأة ...

أيهما يا قلب أيهما صنعت لك أمرا ؟؟؟
أترى ؟؟ أترى كم أنت عني لاه ، مشغول تعمل ولا تفتر وفي صمتك كل إجاباتي ، عذرا أزعجتك يا قلبي بسؤالي سأتركك فمثلك يعمل ويسبح ومثلي تلهّى عن العمل وتفرغ للكلام وليتها كانت لا تفتر عن الذكر ... كم تعلمني يا قلبي الناطق عملا الصامت حديثا ... عفوا سأتركك .... فقد أجبتني بصمتك

يا عروقي ، ياعروقي ويا كل شراييني ...أجيبيني ، هل تسمحين ؟؟ هل تفرغين لي برهة ؟؟ أيّ من يديّ أجرت بمسالكك قطرة من دم ؟؟ ...
أيهما مهدتك سبلا ذللا تقلّ لكل جسمي دما يسقيها الحياة ؟؟؟ أيهما امتدت لك بعون ؟؟ أيهما أعارتك معولا وشقت معك الدروب وهدتك السبيل ؟؟؟
أيهما من يديّ فعلت أو ستفعل ؟؟؟؟؟ أجيبيني يا شراييني ؟؟؟ لله درك فمسالكك تجري دما وتشقّ الدروب وتعرف أين ستصب ومن أين تملأ ... أي يدي هاتين هدتك السبيل ؟؟؟؟ أيهما ... عذرا أزعجتك ، عذرا أنت تعملين لا تفترين وأنا !!! ويحي أفرغ للحديث والكلام وأغفل عن الذكر والشكر ... وأنت !!! تعملين ولا تفترين ...

عفوا سأتركك فقد أجابني صمتك وليتني ليت صنيعي كان صنيعك وليت لساني كان يلهج كلسانك أيتها الكادحة المسبحة ...

ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا

 18-11-2005, 09:05 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:53:30
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!! (2)

أيتها المعدة سلام عليك ...

ما أجمل ترانيم التسابيح التي ترددين !!!! يا سلام يا سلام...
كم تذكرين ، وكم أغفل يا معدة ، كم أغفل وكم أذنب وكم أحتاج أن تعلميني فنفسي ضعيفة تزين لي أمورا وأمورا وتجعلني أغفل وتصرفني عن الذكر
فهلا علمتني ، هلا ربيتني ؟؟؟ هلا أدبتني ؟؟؟؟ سأسألك يا معدة ؟؟؟ هل تقبلين السؤال ؟؟؟ هل لي بلحيظة من وقتك الثمين ؟؟؟ اعذري تطفلي فلا بدّ لي من التطفل بين الحين والحين ... يكفيني اعتدادا بنفسي وغفلة عنكم وعما تصنعون ...أشكو إليك غفلة كل غافل عنك وعن أصحابك يا معدة ... أشكو إليك عمى الناس... أذرف الدمع بين يديك فهل تسمعين ؟؟؟

أذرف دمعا حراقا يحرقني على ظلمي نفسي وعلى ظلم الناس أنفسهم وعلى ما يفتـــَــرون ...
أي يد من يديّ امتدت إليك ؟؟؟ أيهما أدارت رحاك وحركتها أيهما جعلت ترمي لك ما تطحنين وتجمع ما تعصرين ؟؟ أيهما يا معدة أجيبيني ...

ما أروع ترانيم التسابيح التي ترددين !!!!!! يااااااه ما أروعها
عذرا قد أزعجتك ... كم عندي من الفراغ لأتحدث وكم لا أملك منه شيئا لأذكر كما تذكرين ولأسبح كما تسبحين ... معذرة فقد أجابني صمتك ... سأبتعد عنك وسأبث همي ودمعي على نفسي وعلى غفلة نفسي لله ربّ العالمين ...

ربي إلهي ، مولاي وسيدي ...كيف يتساءلون ؟؟ كيف يشككون ؟؟؟ كيف يترددون وكيف تتمايل رؤوسهم بين أين الله ؟؟ وكيف هو الله ؟؟ !!! ومن هو الله !!
كيف يظنون أن ما بهم من أنفسهم ؟؟؟ أتراهم ملكوا النفس التي بين جنباتهم ليملكوا ما دونها ؟؟؟ أتراهم ملكوا العين التي تطرف والقلب الذي ينبض ليملكوا ما دونهما ؟؟؟

كيف يكفرون ، كيف يكفرون ؟؟؟؟؟ كيف يجحدون ؟؟؟ كيف تعمى أبصارهم كيف؟؟
حنانيك ... حنانيك يا نفسي ... حنانيك يا جسدي ، حنانيك يا جوارحي ، حنانيك يا كل أحشائي وأعضائي ... حنانيك فالدمع يسقي المقل ..................
حنانيك فأمرك عظيم عظيم ولا أملك إلا أن أسبح ...

حنانيك... رفقا بي فلقد عريتني أمام نفسي ، ذكرتني بعظيم ذنبي ، جعلتني أذكر ضعفي وفقري وهواني ... رفقا بي ارحميني ....جعلتني أمقت كل لحظة غرتني فيها نفسي ... تبت يداك يا لحظة ساقتني وعبّدتني للهوى ... تبت يداك يا لحظة ألْهتني عن الذكر ...تبت يداك يا لحظة استصغرت الذنب فيها ولم أكترث لهوله ...تبت يداك يا نفسا غفلت وغفلت وما تزال تغفل ...ويحي إلى أين ستهوين بي ؟؟؟
حنانيك فلا أملك غير دمعي أسحّه على نفسي على غفلتي على لهوي وعلى لعبي .......................
هذه سقياي من دمعي لعلّها تروي شيئا فيك

حنانيك .... حنانيك ورحماك.

ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:54:20
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!! (3)

كيف يلحدون ؟؟؟ كيف ؟؟ كيف يكفرون كيف ، كيف يتساءلون ويتشدقون بالعقل ؟؟ وأين العقل الذي لا يدرك ما هو ماثل لعينيه !!!

أيتها الشمس المشرقة أيتها الشمس الساطعة ، يا مضيئة ، يا مشعة ، أعمّيت عليهم ألم يروك صاغرة ذليلة له وحده ، أيتها المنصاعة المطيعة المأتمرة بأمره ...

تشرقين وتغيبين وتبزغين وتذهبين بأمره وحده وحده ...وحده ... يال تسابيحك التي لا تفتر ، يال إشراقتك الشاهدة أنه واحد ... يالعظمتك تعمّين الكون كله ، تهدهدين بجدائلك الكون كله ، تتفقديننا كما الأم الرؤوم تحنين علينا فلولا ضياؤك ما كانت لليالينا نهار ... ألم يعودوا يبصرونك أم أنهم ملكوا لأمرك زماما فأصبحت طوع أيديهم ؟؟؟ !!!

سلام عليك يا مشرقة تشرق لتغيب ويا غائبة تغيب لتعود وتشرق يا أيتها العظيمة الآفلة ما لربك العظيم من أفول فليس سواه ربي ومولاي وحبيبي
أيها القمر ... أيها السراج المنير ... يا بديع الحسن والجمال يا آية من آياته العظام ، يا زينة السماء المظلمة ، يا أيتها النجوم ...يا مرصعة جبينها ... أتسمعينني هلا أجبتني

بالله عليك أجيبيني ألهم عليك أمر أو نهي ... هل ارتقوا إليك ولمسوك وهمسوا إليك أن كوني طوع أيدينا ولتتركي أمرك إلينا ولتتركي سرك بين أيدينا فإنا على أن نخلق مثلك لقادرون ، هل هددوك وتوعدوك بالنكال والتعذيب إن عصيت لهم أمرا ؟؟؟؟

أجيبيبني بالله عليك أجيبيني ...أنت صامتة ...أنت أيضا صامتة
يا الله!!!!! كم تتلألئين وكأنك ابتسامة دريّة تعلو وجه السماء الصافية ... طوبى لكِ طوبى ...طوبى لك وأنت تسبحين بحمده ولا تفترين ، طوبى لك أيتها الحسناء ... شكرا لك على نظراتك الصادقة بعينيّ شكرا لك على إجاباتك الوافية ... شكرا لك ...

لا تفزعي فأنت تتعبدين وتحمدين وتسبحين لا تفترين وتنغضين رأسك لزعمهم فلا تهديد ولا وعيد ولا نكال ولا تعذيب فأنت الموحدة المؤمنة به وحده وكل ما عداه عبد مثلك وقليل من عباده الشكور...
تتحسرين عليهم وعلى عمى أبصارهم التي لا تبصرك ولا تسبر غوركِ ...ليتني يا ليتني كنت مثلك ...طوبى لك طوبى ففي صمتك كل إجاباتي ...

أيتها السماء العالية ، يا أيها الأفق البعيييييد ، أيتها القائمة المرفوعة ...كم من يد من أيديهم هي لك العمَد ؟؟ كم من يد من أيديهم هي لك المستند ...كم من يد فقد أعييت أياديهم !!! كم فقد كلت أياديهم كم فقد هزلت أجسادهم ونحلت وذهبت كل قواهم وأنت مرفوعة على أياديهم تستندين إليها ولا تبالين !!!!!!!!!

كم بالله عليك أخبريهم كم ؟؟...بالله عليك أطلقي سراحهم وأشفقي عليهم وليرقّ لحالهم قلبك ...
ألا ترين كم يتعبون !!!!... كم يشقون !!!!... كم تعذبينهم ولا تبالين ...أفّ لك كم تعذبينهم ولا تبالين
أخبريهم يا مرفوعة بلا عَـــــــــــمد ليزيحوا أيديهم ويرتاحــــوا أخبريهم فقد قضوا العمر باسطي أيديهم لك عمادا !!!!
أيتها السماء المطيعة المنصاعة القانتة لمولاها ...لله درك فلو شاء لأسقطكِ عليهم كِسفا ولأذاقهم بك ويلات العذاب ولأراهم ما كانوا به يكذبون ....

ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا

 18-11-2005, 09:09 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:55:29
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!! (4)

لا يا حبات المطر أما أبصروك رذاذا و غيثا و صيبا و سيلا و وابلا ...لعلهم هم المنزلون ...لعلّهم هم الواهبون الرازقون ...لعلهم اتبعوا سببا فكنت بفضلهم مدرارا ... لعل بأيديهم مفاتيح عيون السماء ومغاليقها !!!
أين أبصارهم ؟؟ أين ؟؟ أين رحلت أين ؟؟؟ أين توارت واحتجبت أين ؟؟؟

أين غابت أين؟؟؟ أغابت في دجى سرمد هواهم ؟؟؟ لا بل غيّبوها أسكّرت ؟؟؟ لا بل قد سكّروها ...
أحسبوا عقولهم مانعتُهم وكافيتهم وكفى بها لهم دليلا وإلاها ومعبودا ...
يا عبيد أهوائكم ...يا عبيد ضلالاتكم ، يا عبيد عنادكم ، يا عبيد كبركم يا عبيد سفاهاتكم ... حذار ...حذار ...حذار أن ترموا الحرية إذ تسمون أنفسكم أحرارا !!!!! حذار حذار أيها العبيد فالحرية منكم برااااااااااااااء براء منكم ومن غيّكم ومن زعمكم ....

أيتها الحجارة الصماء البكماء ... علميهم كيف يسمعون ...علميهم كيف ينطقون علميهم كيف يبصرون ...علميهم كيف يفهمون ...علميهم أيتها المتشققة عن الحياة ...علميهم كيف يخرج من صلبك ومن جلمودك سر الحياة لقنيهم كيف يكون الإيمان بالله وحده ...لقنيهم تسابيح اليقين ، لقنيهم أبجديات الخشوع والسمع والطاعة لله وحده ...علميهم أيتها الصماء البكماء ...عذرا إن قلوبهم أشد قسوة ...وقلبك ألين من صخور عقولهم وقلوبهم... قلبك مؤمن موحد يهبط من خشية الله وحده ...
سلام عليك يا حجارة ناطقة غير بكماء سامعة غير صماء...ولتكملي تسابيحك سلام عليك وليتني ليت لساني يلهج كلسانك ...

يلحدون ويكفرون ويقرّون بإلحادهم ويشيعون ويمشون في الأرض مرحا وفرحا وبطرا ...بم عساكم تفرحون ؟؟ بم عساكم تمرحون ؟؟ دسوا وجوهكم في التراب دسوها لعلّ حباته تنطق وتسمعكم تسابيحها ...لعلّكم ترون سجودها للقهار الواحد ... لا ... لا لا تلوموا حبات التراب إن عافتكم وأبت أن تعفّر وجوهكم ففيها قلب يشهد أنه واحد ولسان يسبح بحمده ويشكر لا يفتر...

ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا

 18-11-2005, 09:14 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:57:05
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!! (5)

أيتها الأشجار ، أيها الخَضار، أيتها الأوراق ويا حفيفها المسبّح... أيتها الأزهار أيتها الألوان ، أيتها البُسُطُ المبثوثة المترامية المزينة وجه هذه الأرض...أيها العشب ، أيها الكلأ ، ويا خدود الورود ، أيتها الثمار ويا ذوات الأكمام ...

أيتها البرتقالة المحفوظة الملفوفة ، يا أيتها التفاحة الفواحة ، يا أيها التمر الرطب الجنيّ يا منسدلا على أطراف النخلات الباسقات أكماما ويا حبات الرمان المتراصة ويا أغشية رقيقة تلفها ويا قشرا سميكا يأويهم جميعا!!!!

يا أيها العنب ، يا أخضرا ، يا أسودا يا مختلفا لونا وطعما ...
يا أيها الزيتون يا كلمة من كلمات ربي ...ما أكرمك ، ما أنفعك يا معصورا زيتا فيه الشفاء ومنه الضياء
يا أيها الجمع الغفير!!!!!!!!!!!!
أنّى لي أن أحصيك عددا ، يا أيها المنشغلون المسبحون بجلاله وحمده ، يا أيتها المخلوقات الحية التي تتغذى وتشرب يا مطيعة يا منصاعة ومن ماء واحد أنت تشربين والأُكل منك اختلف !!!!!...

من ماء واحد تشربين ومنك الجذور ضاربة في بطن الأرض تمتص غذاءها وماءها فيختلط الماء بعناصر الغذاء وكل منك تحصّل غذاء ليس ذاته غذاء الأخرى فتأتي هذه وتأتي تلك وتؤتي هذا وتؤتي ذاك وكلها كلها من ماء واحد تشرب ...

مَن هدى الجذور لتأخذ ما يجب لك وتترك ما يجب لغيرك ؟؟ من هداها ؟؟من بيّن لها التراكيب والخليط الذي يناسبها غذاء ؟؟؟ من ؟؟

ربما من عطاء أيديهم يا أيتها الجذور !!!!!!!!!! ربما اتخذوا من الأرض أكنانا ومدّخلا ومسارب تأويهم وهم يهدونك السبيل !!! ربما كان هذا دأبهم وشغلهم ، فاعذريهم لربما كانوا بك منشغلين وعلى هديك حريصين لا يغفلون ولا تأخذهم سنة من نوم !!! ربما يا جذور ...!!!!!!!!!

يا أيتها الورود والأزهار يا زينة الأرض وبهرجها يا ديباجها وحُلاها ... أنت أنت سحر وحدك ، أنت أنت آيات وآيات وآيات ... أنت أنت الجمال والحسن وقطرات الندى على خدودك تنساب دموع خشية وحب له وحده وحده...

يالحسن الحسناوات يذرفن دمع الخشية والحب ...
يااااااااه كم أنت فاتنة قانتة كم أنت موقنة ... علميني علميني يا زهرات علميني يا ورود وعلميهم ولقنيهم أنّه الجميل محب الجمال من خلقك وعدلك وسواك... لقنيهم أن الجميل وحده لا إله غيره هو خالق هذا الجمال ومبدع هذا الجمال وما من إله غيره ...الواحد الواجد الماجد
يالدمعاتك المنسابة على الخدود ...يالصوت الحق فيها مجلجلا أن أشهد أن لا إله إلا ربي خالقي وواهبي حسني ...

حنانيك حنانيك حنانيك يا خدود الفاتنات الطائعات حنانيك يا دمعاتها المذرفات ، حنانيك يا عيونها الساحرات الباكيات ...
حنانيك فلست أملك غير دمعي الحراق المشتاق ... لا أملك غيره أسحّه ندما على تقصيري ولهوي ولعبي
لا أملك غيره ...
تعلمي أيتها النفس ... تعلمي من قلب الجمال والحسن والزينة أنّ ما تزيّنين لي زيف وكذب وافتراء ، أنّ ما تزينين لي سمّ زعاف يهوي بي صريعة الخطيئة والهوى ... تعلمي أنّ ما تزينين زيف وخداع ما يلبث يلهو بك ساعة ليتركك طريحة الندم يوم لا ينفع الندم ويوم لا يجديني لحاف يصدّ عني قشعريرة حمّى الهوى ...
تعلمي كيف تثوبين وتنيبين وترددين ويحك إن تبغي يا هواي إلا أن تردين
تعلمي من الجمال المطيع المنيب كيف لا يغرك جمال الوجه لتطغي فما وهبكيه إلا الجميل خالق الجمال ، تعلمي كيف يخضع الجمال وينيب ويتوب وينصاع ذليلا موقنا أنه إلى زوال .

ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا

 18-11-2005, 09:16 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 09:58:57
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!!(6)

    تكاد الأرض تنشقّ عن صيحة لا إله إلا هو... لا إله إلا هو ...وحده وحده وحده فكيف أحملكم وأنتم لا تؤمنوووووون ؟؟؟ كيف لا تؤمنون؟؟؟ كيف ؟؟؟ لولا أمر ربي لو لا أن لم يحن وحي ربي لحدثت أخباركم ولما حملتكم أف لكم فقد عفتكم تُحملون عليّ وتكفرون بربي

    كيف كيف أقطع ورقة من شجرة أمرّ بها ؟؟ كيف أفصلها عن أخواتها وهنّ في شغلهن فاكهات يسبحن لا يفترن وأنا ...أنا أنا لاهيةً أقطعها ولا أبالي ...

    أنا غافلة أقطعها ولا أبالي ... لأقْطَعنّ عهدا على نفسي ألا تمتدّ لك يدي لتقطعك إلا وتذكرت أنك المسبحة التي سأقطعها...!!!

    سأقطعها بلهوي ولعبي غير مبالية لعلي إن وفيت بعهدي تذكرت فسبحت معك وذكرت وشكرت ...
    سلاما يا أيتها النباتات ففي صمتك كلّ الإجابات ...

    ومع كل واحدة منك كلام وفي كل واحدة منك كلام وكلام وكلام يقال وفي كل واحدة منك عالم فسيحة أرجاؤه ممتدة أطرافه يعلّم الرضيع تسابيح التوحيد والخضوع .

    اعذريني أيتها النباتات اعذريني أيتها الكائنات الحية المؤمنة الموحدة ، أخذت من وقتك وشغلتك وأزعجتك وأنت تعملين ...وتتعبدين ...تحمليني فما جئتك إلا لأتذكر ، وما سألتك إلا عن حزن دفين بداخلي على حال من يلحد ويكفر ويتخبط ومع كل آيات الموت في نفسه ينسج أباطيل أهوائه ليدفع بها الحق ، و هيهات هيهات لما يزعم فالحق دامغ والباطل مدموغ زهوق ...

    ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا

 18-11-2005, 09:21 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:09:35
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!!(7)

ألا أيتها الرواسي الشامخات ... عليك مني السلام ... ألا أيتها الأوتاد الممتدة في جوف الأرض تنتصب عليها فتُرسيها


جئتك أحمل همّ الجاحدين جئتك أحمل همّ نفسي وهواها وما تصنع
جئتك أسألك العون جئتك أسألك فصل الخطاب ...فهلا أسمعت صدى صوتي كل من اهترأ لسانه فجعل يردّد : أيّ إله وأين الله وكيف هو الله؟؟


لا تغضبي ...لا تزمجري ... لا تغتاظي ...

أخبريهم أخبريهم أنّ نور ربك إذا تجلّى دكّك دكا يا أيتها العظيمة فكيف بضعفهم يسألون أن يروه جهرة ؟؟؟ ...أتراهم يمسكون بك في جوف الأرض حتى تبرزي وتشمخي وتثبتي ؟؟ لعلّهم بجوف الأرض قابعون يمسكون لا يطلقون أيديهم عنك... لعلّهم اختاروا من بينهم أولي القوى من يرفعك من تحتها ...وما تنوء بك أيديهم ولا قواهم ... ياااه إنهم الأقوياء فما أنت يا جبال لتستعصي عليهم ؟؟؟ !!!! ما أنت يا جبااااال لتستعصي عليهم ... !!!

لعلهم من أوحى للنحل أن تتخذك بيوتا وترعى على سفوحك لتعسل فيها ... لعلهم من أنبت الأخضر على سفوحك ...وأنبت الزهر ...

لكأني بك تريدين أن تنطبقي عليهم تغيظا... لكأني بك تريدين أن تنفجري عليهم حمما وبراكينا ...
لكأني بك ترددين : كيف تكفرون كيف ؟؟ كيف أثبّت لكم أرضا تحمل غيكم وتتحمل كفركم ؟؟ لو لم يحن أمر ربي لنسفت نسفا ولصرت قاعا صفصفا ولارتحت من أهوالكم وكفركم ... أيها الجاحدون المنكرون العُمي المتخبطون... أفي الله شك ؟؟؟ أفي الذي يمررني مر السحاب ما دارت الأرض شك وتراني فتحسبني هامدة لعلك من أدار الأرض وأبقاها تدور ؟؟ لعلك من قدر كل ذرة من ذراتها وهي تدور وتتحرك وسهر على سلامتها وأمنها وبقائها أرضا أرسيها لتحملك ؟؟
أفي الذي جعلني جبالا شك ؟؟ أفي الذي جعلك إنسانا شك؟؟ أفي الذي رحمك وما تزال رحمته بك شك؟؟

ألا سحقا لكم أيها المكذبون ... المتفلسفون العَمون الفرحون بعماهم... الدائبون على نشر ضلالهم ... العاملون بلا هوادة على نشر موتهم بين الأحياء ...إنهم يصدحون بها جهارا نهارا ...لن نكون وحدنا الموتى لا بد أن يأتي موتنا على من كان حيا ...أي كبر وأي عناد وأي هوى أرداكم يا عبيد أهوائكم وهيهات هيهات لما تتمنون فمن كان بصيرا لم يرَ ضلالاتكم ومن كان قلبه حيا نابضا لم يزده تخبطكم إلا تمسكا بالحق واعتصاما بحبل الواحد الأحد ...

لا تلومي غضبي يا جبال لا تلومي حنقي ...فلعمري إن غضبك لأشد ... ولكن طاعتك أكبر وإن غضبي لأقل ولكنّ طاعتي أصغر ...
فويح نفسي ولهف نفسي على نفسي ...

ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا

 18-11-2005, 09:22 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:10:26
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!! (8)

علميني علميني ...

علميني كيف أردع نفسي عن اللهو... علميني كيف أردعها عن الهوى ... .علميني كيف لا يغرني الشكر والثناء ... علميني كيف أطرد الغرور ليغرب عن وجهي ...علميني كيف لا أغتر بضعفي وكيف لا أرى القشّ قوة ... علميني كيف لا أعتد بنفسي علميني كيف لا أعتدّ بعمادها الواهية ... علميني أن أنزع الغرور من قاموس حالاتي

علميني كيف أذكّرها أن ما بي كله من فضله وحده وأن ما مني كله من فضله وحده ...
علميني... علميني كيف لا يفعل بي الشكر والثناء والمدح فعل الساحر بأعين الناس ... علميني كيف أصمّ أذني عما تسارُّني به نفسي مزهوّة : انظري كم أنت مميزة ...!!!

علميني كيف أعمي عيني عن الكدر ملفوفا بأوراق الزينة تحملها لي نفسي بكلمات الشكر والثناء علميني حتى لا يسري مخدرها في دمي ...علميني حتى لا أعمَد للبحث عنها كلما غابت عني ...علميني حتى لا تكون هي غايتي ومبتغاي من كل ما أقول وما أصنع ...

علميني كيف أبحث عن كلمات النقد والتقويم... علميني كيف أحبها ...
علميني كيف لا أغض الطرف عنها وكيف أبحث بين حروفها وكيف تكون لنفسي الريّ والسقاء وكيف لا بدّ لها من جلسات أفتح لها فيها ملفات عيوبها ونقائصها ...علميني كيف أحبب لنفسي سماع كلمات النقد والتقويم والنصح ...علميني كيف أعلمها ألا تنأى عن طعم المرار وألا تظنّ به السوء دوما ...علميني كيف أعلمها أنّ المرّ كثيرا ما كان لها الدواء وأنّ الحلو ما أكثر ما كان لها الداء...

ولحديثي معهم بقية شجون بإذن الواحد الأحد فابقوا معنا

 18-11-2005, 09:25 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:12:03
عـــــــــــــــــــــــــــم يتساءلون؟؟؟!!! (9)

علميني يا جبال علميني ... ولا تضجري من سؤالي ... فما أحوجني لأن أعرّي نفسي أمامك ... ما أحوجني لأن أقرّ بضعفي أمام قوتك ...

ما أحوجني لأن أذكر بطري وفرحي على ضعف حيلتي وأنا أمام خضوعك وانصياعك على شدة قوتك ...

علميني كيف أؤوب معك كما أوبت مع داوود .... كان مسبحا ذاكرا شكورا حتى أوحى إليك ربك أن أوّبي معه ...


أما أنا ما أنا؟؟؟ لاهية غافلة ... تسألك أن تعلميني كيف أؤوّب وكيف أقمع سلطان هواي وأكبّل معصميه بقيود من حديد وأجعله مبعدا عني طريدا شريدا ...وكيف أقول لنفسي كلما ركنت إليه أو حاولت يا ضعيفة يا أمة هواها عودي عودي قبل أن تأكل عقارب الساعة كل الساعات ...عودي قبل أن يسرق منك الزمن وأنت أمة للهوى ...

علميني كيف أعبّد هواي قبل أن يعبّدني ...


علميني كيف أمقت الرياء مقت الشيطان المريد ... كيف أمقت الغرور مقتي لألسنة اللهيب المستعرة النهمة التي تأكل الأخضر واليابس من نفسي ... علميني كيف قبل أن أقول أبحث عن فعل قولي بين جنبات نفسي فإن وجدته حيا فيها قائما قلته لغيري وإن وجدته ميتا مقبورا فيها أحييته فيّ قبل أن أدلي به نصحا لغيري ...

علميني كيف لا يغرني الشكر والثناء كيف لا يغرني الشكر والثناء كيف لا يغرني الشكر والثناء ...

علميني كيف تكون أحبّ الهدايا لقلبي مرآة عيوبي وكيف أكرم من يهدينيها وأجعل منها مرآتي الحبيبة أميط بفضلها خبثي ودنسي

علميني فلا أحب أن تقبض عليّ الكلمات الوردية بين أحابيلها المزينة ...علميني فما أحوجني لأن أتعلم ...

ومع كل ما يصنعون يا ربي ما تزال تسقيهم ماء وما تزال ترزقهم غذاء ... يكفرون ويجحدون وترحم وتعطي ... سبحانك ما أعظمك ، سبحانك ما أرحمك ...



 18-11-2005, 09:27 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:13:52
يــــــــــــــــــا صاحب اللحية البيضاء

لحيته البيضاء الكثة وابتسامته المرتسمة على وجهه وشما لا يغادره تمتد من الشدق إلى الشدق عريضة تصدع أنا على الحق أنا على يقين ...فلمَ عساي أحتجب أو أستتر ؟!!

منتصب القامة عزا وفخرا بما يحمل ، بسترته التي ماأزال أذكر حتى لونها الأزرق القاتم ومن تحتها قميص أبيض وعلى رأسه الأصلع طاقية بيضاء منمنمة

اهتزت القاعة بتصفيقات الحضور الذين غصت بهم حتى لا يكاد يخفى الصوت في أكثر اللحظات انسجاما وتركيزا وانتباها... توالت التصفيقات ، وتلاطمت كلمات الإعجاب من هنا ومن هناك تمدح وتثني على ذاك الذي قابل صاحب اللحية البيضاء من الطرف الآخر لهذه الخشبة العريضة التي تحملهما لقد أخذ وقتا تحدث فيه عن كلمة الرب رافعا إنجيله بين الحين والحين يتمطى ويلوي رأسه مرددا : إنه كلمة الرب

وجاء دوره الآن ، دور صاحب اللحية البيضاء... وأمهل الحاضرين إلى حين برد حرّ تصفيقهم وإلى أن أخذت أصواتهم وكلمات إعجابهم تتناقص شيئا فشيئا وإلى أن بدأت رؤوسهم المنغضة لكلام مناظره إعجابا تتخذ لها مستقرا ...

أمهلهم حتى قضوا وطرهم ...وتلك الابتسامة الوشم لا تغادر وجهه ، ورأسه الشامخ لا ينكّس ولا يطأطأ ولا يهزّ فيه هزَّ مناظره كتفيه عُجبا وتفاخرا مثقال ذرة ...

ولا يزعزع قلبه السليم ونفسه الهادئة الواثقة ما امتلأت به نفس مناظره من ثقة زائدة وشعور بالنصر القريب وهو يعود لمقعده ممتلئا منتفخا ...يعود مثقل الخطى من الهتاف والتصفيق الذي ترامي على كتفيه أثقالا طاب له حملها وبات يرى صاحب اللحية البيضاء كمن سيذهب ليصارع طواحين الهواء من مكبر الصوت ذاك الذي لن يجديه ولن ينفعه بعدما تعالت أصوات المناصرين ولن تترك لصوته منفذا !!!

بات يراه كمن سيضرب الريح بعصاه إلى أن يكلّ متنه ويلقي بها أرضا ليعود ذليلا منكسرا مهزوما ...
ويمهلهم صاحب اللحية البيضاء ويمهل مناظره حتى يأخذ مكانه ، ثم .............
ثم وبابتسامته العريضة المتلألئة كنجمة لا تأفل يبدأ مرفوع الرأس منتصب القامة فيقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
ويواصل الحديث بعدها بلغة إنجليزية طلقة ... وبثقة وعزم أكثر طلاقة ...وأنا بين هذا وذاك ومع كل الصور المتعاقبة عليّ أقرأ الترجمة التي تمرّ على شريط أدنى الصور ... ألاحق الكلمات وأتتبعها حرفا بحرف وأعود لألقي نظرة على وجه هذا الشيخ الذي يفتر ثغره عن الابتسامة ذاتها ...

وهذا سِفر !!! وهذا إصحاح !!! وهذا إنجيل لمتَّى !! وآخر للوقا !!! وهذا ليوحنّا !!!!وصاحب اللحية البيضاء يذكرها واحدة بواحدة ويذكر مصدرها ومكان ورودها ويردّ مقالة المناظر ويبين له وجه التناقض الصارخ بينها هنا وبينها هناك ... وبدا عارفا بكل ما عندهم بل دارسا لكل ما عندهم ولضروب ما عندهم من الأناجيل وتضارب ما فيها ...

كلها مصطلحات أسمعها وتبدو لي ضبابية غير واضحة المعالم ... سفر !!! ، إصحاح !!! ...التثنية !!! كنت ما أزال في صف المتوسط ... ما أزال صغيرة بعد ولم أكن أعلم عن أمور معتقدهم تفاصيلا ... وكان شريط فيديو أحضره شقيقي هذا الذي حوى ما حوى
ولكنّني فهمت كم أنّ صاحب تلك اللحية البيضاء محيط بما لديهم خبرا ... وتتبعت التناقضات التي ذكرها واحدة بواحدة ...

ويزداد ثقة وهو يتحدث ويزداد ثقة وهو يأتي بآيات القرآن الكريم مترجمة للغة الإنجليزية ويقارن توحّدها وقوة مدلولاتها بوهن ما كان في تضارب الكلمات بين أناجيلهم العديدة ...
ويتعالى التصفيق من القاعة شيئا فشيئا ... يتعالى ويتعالى من قوة النور الذي بدا من كلمات صاحب اللحية البيضاء ومن ثقته التي كانت وحدها مصدر إعجابهم وحيرتهم معا ...
ويتعالى التصفيق وهم يسمعون كلمات لم يكونوا يعرفونها وقد عرّى لهم تناقضا غفلوا عنه ولم يعلموه ...واهتزت القاعة بكلمات القرآن مدوية ...

ويبدو ذلك الذي ظنّ قبل قليل أنه المنتصر بلا منازع وقد انتفخت أوداجه غيظا وكأنما انفجرت شرايينه عن دماء ناءت بحملها فألقتها على وجهه ليصبغ بلونها القاني طاغية عليه فاضحة ما به ...
كم كان عارفا ...كم كان صاحب حجة ، كم كان على حق ...
كنت ما أزال صغيرة بعد ...ولكنني حفظت اسمه وحفرته بذاكرتي نقشا دريّا لا تأتي عليه الأيام لينمحي ...ولا السنون ليتسنّه

لم أنس اسمه كما لم أنس اسم مناظره ولم أنس ملامحه ولا لحيته الكثة البيضاء الناصعة ...
لم أنس ابتسامته العريضة المتيقنة الواثقة التي لم ترتسم على محيّاه عبثا ...
لم أنسه ...ومن يومها وأنا أذكر هذا الرجل وأذكر كل ما رأيت منه وأذكر قوة ما سمعته ... ومن حينها وأنا أسأل عنه ...وأحب أن أعرف عنه المزيد

ومرت الأعوام ...ودخلت الجامعة ومعرض للكتب يقام فيها بين المناسبة والأخرى
وبينما كنت خطوة خطوة أرمق الكتب وأقرأ عناوينها إذا بصاحب اللحية البيضاء والابتسامة الواثقة يتراءى لي على صفحة كتاب ...

أجل إنه هو ... هو لا أحد غيره ... كيف لي أن أنساه ... مازلت أذكر اسمه ...مازلت أذكر لحيته وابتسامته وطاقيته ...مازلت أذكر عزمه وتميزه ومناظرته ...

أجل إنه هو ... كيف لي أن أنساه أو أن أنسى صورته
وهمّت يدي إلى الكتاب تتناوله في شغف ليكون أول ما أبتاعه من معرض الكتب... لقد كان عنوانه :
أحمد ديدات بين الإنجيل والقرآن (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء)
لم أنس اسمه وكل حركاته وكل ما كان منه ... كما لم أنس حتى اسم مناظره جيمي سواغرت القس والمنصّر الأمريكي الشهير ...

وها نحن اليوم نسمع خبر رحيلك ... يا صاحب اللحية الكثة البيضاء ... يا صاحب الابتسامة الواثقة المتيقنة ... يا صاحب العلم الغزير بما عندهم وبما عندنا ... يا داعيا للحق أسلم على يديه النصارى من كل أرض ...

يا من جاب البلاد والأمصار يقاوم التنصير وينشر نور الإسلام في أدغال لم يكن ليلتفت لها أحد لولا إرادة الله الذي سخر لها مثلك ...

يا من مرضت وأعياك مرض سكت إثره صوتك الذي جلجل بالحق سنينا ...
أقعدت عن الحركة طويلا على فراش المرض وشلّت قدماك يا من انتصبت قامتك دفاعا عن الإسلام ودحضا للأكاذيب بعقل العالم الداعية الصبور الجلِد ...
رحمك الله يا عالما بموته خسرت الأمة رجلا عظيما ذاد عن حياضها وعن حياض الإسلام ...
كيف لي أن أنساك وقد عرفتك منذ صغري يا صاحب اللحية البيضاء
وإنا لله وإنا إليه راجعون

 18-11-2005, 09:13 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:15:52
وكان للدكتور صالح كلمات في نبض الكلمات :

اقتباس
نبض الكلمات....


نبض الشرايين...
وما الحياة...!!!!...
وهل هي إلا نبضات.... وكم من القلوب النابضة فارغة من كل حياة.. وكم من اللوحات الجامدة تتفجر بالحياة...

نبض الكلمات... كلمات تتنقس وتدق وتنبض... فتتدفق دماؤها لتدخل القلوب...

كلمات فيها الحياة.. وفيها الهدوء والجمال...

وشرايين قلبي تنبض مع الكلمات فترد الحياة لأعضائي الواهنة المدنفة... مع كل كلمة تمر في خاطري.. أو تعيش في كياني... مع كلمات ربي وحديث رسولي... مع الأحرف التي تخرج من السطور والحناجر... فتعيد لقلوبنا الدقات ولشراييننا النبضات...

 18-11-2005
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:17:07
من السهل أن .... نعم... ولكن من الصعب أن...

آآآآآآخ ممّ تيقنت آآآآآآآآآخ

من السهل أن تتكلم إن كنت وحدك من يتكلم لكن الصعب والأهمّ أن تُـــسمِع صوتك بين ضوضاء المتكلمين

من السهل أن تشهر سلاحك و تبدأ الحرب لكن الصعب هو أن تكملها

مهم أن أعطي رأيي لكن الأهم أن أقبل رأي غيري

جميل وسهل أن أقول نعم لكل ما هو مقبول ومستساغ لكن الأجمل أن أقول لا لما لا يستساغ ولا يقبل

ضروري أن أطرد مغتصب أرضي ولكن الضرورة الأكبر أن أطرد مغتصب عقلي

جميل أن أقرأ لأتعلم لكن الأجمل أن أقرأ وأبحث فيما قرأت لأرى إن كنت أقبل أو أرفض .

 18-11-2005, 09:34 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:18:57
نثرت عنوانك من على جناحاتي...

هي كلمات قديمة كتبتها ولكنها لم تكن تحمل معناها الذي رأيت أنه الأجدر بها فأصبحت على ما هي عليه أمامكم

على جناحاتي حملت معناك العظيم ...
ومن قلبها الخافق نثرت عنوانك الجديد القديم

أجوب بها الخمائل والوديان ... تداعب على أنغام هوى فؤادي هواءَ السماء ...يخالط صفاءَ قلبي صفاؤُها...
أحطّ تارة على حافّة وادينا .... أشتمّ عليل نسيمه و أرتوي من رقرق مائه و أدلّل السمع بعذب خريره .....يلاعبني حينا برذاذ منه. ..و أداعبه حينا بهزّات جناحاتي ....وبعد حين أودّعه لأحلّق وقد رواني فأظمأته لبهاء ألواني ....

سألت نفسي ترى مال وادينا يملأه ماء حسير ... ؟؟
مال وادينا يرمقني بعين الكسير؟؟


حططت مطرقة على فَنَن من الأفنان .... اهتزَّ بي فرحا و بألواني ....
وما عرف أنني قد حملت همّ الوادي وماء الوادي ونظرة الوادي ...
لعلّه بعد حين سيستثقل همي فينوء بحملي !!!!
و بين حلّي و ترحالي و صمتي و إنشادي .... و ضمئي و ارتوائي ....أسمع لصحبي و خلاني نشيد شوق و أشجان ...
سألت :من الحبيب؟؟.... و علامَ النحيب؟؟؟
قيل : إنّا نُنشد عساهم يسمعون النشيد .... و نَنـشُد قربهم وقد طال نأيهم عسى منهم من يجيب...
قلت : ماذا ألمّ بصحبي ؟؟.... فداكم روحي و قلبي .....
قالوا : إنّا نبكي جارة الوادي... :cry: .بسمة الوادي .....

فما تبيّنت من النبأ لأن صحبي أهل لثقتي ....ولأنّ نفسي بكتْها وماتنفك تبكيها وإن خدعتُها ورسمتها على الشفتين الباهتتين كذبا وتلفيقا...

فمثلها لا تنخدع بزائف الألوان ...

ويحي من كاذبة ... ويحي من هاربة ... ويحي من لاهية !!!

قد عشقت الحديث عنك قبل رؤياك و الأذن تعشق قبل العين أحيانا....
بسمة وادينا .... آه يا بسمة وادينا ... ثم آه يا بسمة وادينا!!!

الآن تبيّنت سرّ الماء الحسير ..... و فقهت نبرة الوادي الحزينة....
غفوت إغفاءة مَن أثقلته الحقيقة حتى غار في عالم النسيان والخيال...عالم الأحلام ... عالم الهروب ............................................


غفوت فإذا الوادي يبتسم ...وإذا الشمس تحتضن أرضنا احتضانا لتغمرها نورا وضياء ....
وإذا الأزهار... تبعث أريجا يملأ الأفق عطرا...
تشرئبّ .... تتزاحم ... تتساءل... إنها العروس قد أقبلت ...
تُرى مَن مَن من يظفر برؤياها؟؟؟؟؟؟؟ ...
احتدمت نار فضولي ... وتُقت لأن أفوز وما طِقت أن أزاحم ... حملت المعنى ونثرت العنوان فحلقت في الأفق .... أتوق لمعناها بسعة الفضاء ولا أطيق الزحام في ضيق الأرض....
عرّجت على الوادي لأسأله فإذا مياهه تتطاير وتتراقص فرحا...............
... فعدَلت عن السؤال
يااااااه الوادي حقا يبتسم .....يا صحبي إنّ الوادي يبتسم...
ألقيت بطرف خفيّ حوله فإذا البسمة جارته ....

اقتربت منها مشدوهة الفاه بائحة : ما خلتك بهذا الجمال و الحسن يا بسمة وادينا ..... أنت خلابة باهرة....ساحرة .....ما أبهاك ... فلتنتظريني هنيهة سآتيك ... لا تخذليني وتذهبي من جديد ...
ألا أيها الصبيان بثّوا الزرابي ... صففوا النمارق ...
يا أيها الرجال أعدّوا هودجا ...فجارة الوادي قد لبست ثوبها الأبيض

أيتها الزغرودة المتحشرجة الغابرة انبعثي من جديد ...
أيتها الثكالى حرّرن الدمع الذي كبلوه بمقلكنّ ...
اسكبن منه على الأحفان أحفانا فما للدمع أن يكفكف قبل أن ينسكب
اجبرن القلب الذي كسروه بصدوركنّ...
ماذا ؟؟ بماذا تتمتمن ؟؟ لاااااااااااااا ليست صدوركنّ معتقلا ...آآآآآه... لقد وطّنوا فيكنّ الوهم قبل أن يشوهوا بمستوطناتهم وجه أرضي

ماذا ؟؟ بماذا تتخافتن ؟؟لا ليس على أبوابها جلاد وسياط وأكمّة ...آه لتكِلْنَ بأيديكنّ للقلب ألوان العذاب قبل عذاب أيديهم
هيا انبعثن...انبعثن من جديد ... فالبسمة جارة وادينا ...
يا أيها اليتماى أحيوا الرؤوس التي وأدوها في أجسادكم حتى مشيتم في الأرض بلا رؤوس ...
يا أيها اليتماى أحيوها وارفعوها أو ذروها بقبرها فلهو أرحم بها منكم إن لم ترفعوها ...
هيا انبعثوا من جديد ... فالبسمة جارة وادينا .....................
يا أيها الحي تحت الثرى طب نفسا على طيبها فريح المسك من دمك قد عطّر الوادي ...وحسن مبسمك الوضاح قد أعاد بسمة الوادي
يا أيها الميت فوق الثرى سق أشلاءك وهذيانك فما عاد يحتملك أويحتملها الوادي

يا أيها الفحيح قُبرتَ فما عدت تُسمع... يا أيها الحفيف عانق النسيم واصدح
يا أيها التغريد يا أيها النشيد تعالَ فقد بَليت الأكمّة ...
يا أيها الخرير اعزف ألحانك فقد مُحيتْ من جدولك النوتات الحزينة
يا أيها الغضب الرشيد ارتق عرشك ...
يا أيها الصمت المميت لم تعد الأرض أرضك ....
يا أيتها الكلمات المغتصبة تمردي واثأري ...
يا أيتها الكلمات المتحجرة اضربي وتفتتي بوجه عدوّك
يا أيتها الكلمات المتيبسة اعشوشبي وعودي لون الأرض
هبوا وانبعثوا من جديد فالبسمة جارة وادينا ... هبوا ولا تدعوها تهاجر
وأفقت ...أفقت من غفوتي ولساني يردد
هبوا وانبعثوا من جديد فالبسمة عادت لوادينا
أفقت على آذان الفجر يردد .............الله أكبر الله أكبر ..............................
فقلت وليس هناك أكبر ...ولأنثرنّ العنوان ولأحملنّ المعنى ولأنعمنّ بالوادي وجارته والله الله الله أكبر...

 18-11-2005, 09:36 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:20:04

حينما تجد نفسك حيال صنوف العقول و ضروب السلوكيات ...مواجها لهذه الاختلافات في قلب التجربة تقف من كل هذا موقف الذي عليه الخروج بقرار وعليه أن يرسو على حال بين الأحوال وإن كان الخطأ أو كان الصواب يبقى أن نقرر أيضا بين أن نرضى بخطئنا فلا نعدو عنه أو نثور عليه فلا نعود إليه

لا بد أن تعضّ على مبادئك بنواجذك وأن تجعل كتاب الله وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم نبراسك وهديك وسبيلك التي أبدا لا تتقطّع بك ...
وأهم ما في الأمر الثبات على الحق وإن أحاط بك الباطل من كل حدب وصوب فالحق وإن بدا غريبا وحيدا ، ظاهر أبلج والباطل وإن بدا معضدا مؤزرا ، زاهق لجلج

 18-11-2005, 09:38 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:20:56
بنت الحـــــــــــــــــــــــرية

لطالما أحببتها... ذات الأجنحة والألوان المزركشة ...
لطالما أحببت حريتها وحبها للأغصان وحب الأغصان لها ومعانقتها للأزهار وهي ترنو للعلى ...
لطالما أحببت ألوانها الزاهية ...

حتى وجدت يوما من كناني باسمها ...
ففرحت ووجدت لي مراحا وصارت لي جناحاتها ...وصارت لي حكاياتها وألوانها ....
فرحلتُبي بعيدا إلى حيث أحب أن أرحل
وحللت وارتحلت وحلقت وحططت ... وأنا أرى بعالمها سر عالمي...
و...و....و.....و....و

حططت على غصني الحنون ...

و عند ذات الغصن اطمأننت... و لذات الغصن شكوت بثي و حزني ...
و ذات ذات الغصن سقيت بمياه ليست كالمياه...
ما بخل بها عليّ من قبل فما بخلت بها عليه من بعد ...
فرح الغصن بحطّي ... و يالوارف ظلّي و يالوافر حظي ...
سألني : فـــراشتي ما خطبكِ ... ما لي أراكِ مطبقة... مرهقة ؟؟
قلت : غصناه جناحاتي منهكة ...منهكة... و لكنني اشتقتُ لسمائي و لصفاء هوائي خالطه صفاء قلبي و نقاء حبّي ...
غصناه اشتقت لروابيّ الحبيبة ...و لحــــافّة واديّ القريبة...

منذ زمن ما رقصت على مياهه الصافية بجناحاتي... و ما رسمت على سطحه حلقات رقصاتي ...
منذ زمن ما واسيته لغياب البسمات ....
و مابلّلتُ جناحاتي بمياهه لأرحل من عنده بعد كافي ارتوائي ...

غصناه اشتقت لجبالي الشواااااامخ العواااالي الضاربة بقلب أرضي أوتادا لئلاّ تميد بنا ...
اشتقت لحجري المتفجّر عيونا كلما استسقينا ...
غصناه اشتقتُ لخمائلي الفواحة شذى و عطرا ... و لعبق زهري ... لأقحواني الحبيب ...، لبنفسجي ...، لنسريني ، لياسميني ، لفلّي ...و لكلّ ضروب زهري ...

بالله عليكَ يا صاح ألقِ ببصركَ هناكَ ... هناك... إلى حيث هي ...أتراكَ تسمعها تناديني ؟؟
أتراكَ تفقه حنينها إليّ كما فقهتُ حنيني إليهــا ؟؟؟

يا إلاهي إنّ ريحها الطيّب يجتثّ من أعماق أعماقي ما قد أنهك جناحاتي ...
غصناه أتفقه تسبيحها لواهبها سحرها و جمالها ؟؟ لكأنّي بها لا تفتر ذكرا و تسبيحا و لا تملّ و لا تكلّ ... لكأني بتسبيحها هو هو ذاته جمالها ...

لن أشيح بوجهي عنها فمنها نتعلّم أن سبحانكَ اللهمّ و بحمدكَ و لكَ الحمد ربّي ما وهبتنا من أنفاس و ما أغدقت علينا من آلاء لا بها كذّبنا و لا بها سنكذّب...
غصناه اشتقت لحبيبتي التي قذف ربّي حبها بقلبي ...

ازداد شوقي لوعة إليها و فاض حنيني لمسحة من يديها ...
لكأني بمبسمها استحال بعينيها لتغمرني بنظرة منها تجتثــّني من وهني إلى كلّ قوتي و تشفيني من علّتي لتبثّ في أوصالي صحّتي و عافيتي ...

أتراني يا غصني سأرفرف بسمائي بجناحاتي الطليقة لأنثر من زهري ؟؟؟
ما قولكَ فيما رأيتُ يا عالما بما جاس في نفسي ؟؟
أجابني الغصن الحنون كعادتي به يفيض خيرا و عطاء و حكمة و جلاء :
فراشتي رفرفي ... رفرفي... فالسماء سماؤكِ و صفاء هوائها قد خالط صفاء قلبكِ و صدقكِ ...
و الوادي واديكِ و بسمته بسمة ثغركِ و قلبكِ ...
أما الجبال فهاتك نار على رؤوسها ستجدين عليها هداكِ و إن شئتِ منها بقبس أتيتكِ ...
رفرفي فراشتي فالروابي روابيكِ و عيون الحجر الكريم تسقيكِ و ترويكِ ...

فراشتي ألقي بسمعكِ إلى ألحان صحبكِ ... أليست تناجيكِ ؟؟؟ أليست تناديكِ؟؟؟
تبسّم الثــغر مني و افترّ قلبي ببسمة وسعت سمائي و أرضي ...
تحسست بين جنباتي حركة لجناحاتي ...
التفتُّ إليها فإذا هي تلك التي أعرف.... و لألواني فإذا هي تلك التي آلَف ...
فرحتُ بعودها لسابق عهدها

وقلت لها متبسّمة مستبشرة : ما عهدتُكِ إلا جناحاتي و لن تكوني إلا جناحاتي ...

ترى أأنت عالمها أم عالمي ؟؟ أتراني أراك أم أنني أرى غيرك ؟؟
وحتى وإن أصبحت يا عالمي بلا ألوان وبلا سعة .... وإن ضقت وضقت بي فأعلم أننا نحن من محى الألوان وضيق الأفق وأنك براء من جرمنا

وحتما ستعود يا عالمي كعالمها ...حتما ستعود يا ابن الحرية لأعود وأرتع وأنا ابنة الحرية

 18-11-2005, 09:40 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:21:55
شــــــــــــــــــــــتاااااان بين هذا وذاك

شتان بين ذاك الزمان وبين هذا الزمان وبين رجال ذاك الزمان وبين رجال هذا الزمان


أهل الثقة والمسؤولية فيه كانت ترتعد أوصالهم وتصطك أسنانهم وتميد الأرض بهم وكأنهم في إقبال من الموت وإدبار من الحياة إذا ما عُهِد إليهم بتولي زمام أمر بين الأمور من هول الأمانة وثقلها تلك التي أشفقت من حملها الجبال

يقينهم بيوم الدين كان حقّ اليقين بل كاد يكون عين اليقين فلا تراهم إلا وهم يحسبون للكلمة حسابات وللفعل حسابات وأخشى ما يخشونه حيادا عن الصواب في أفعالهم أو غضاضة في أقوالهم ...

كان عمر بن الخطاب مع قمة عدله ذلك الفيصل بين الحق والباطل يقضي الليالي الطوال ساريا بين بيوت المسلمين متواريا ، مشنَّف الأذن مقلّب العين بين أزقتها علّ من يشكو عَيلة أو علة أو جَورا

يحدّث منهم من يحدّث وهم منكرون له ، فيصلح من حال هذا ويغيث تلك ويشدّ من أزر ذاك يأبى أن يغمض له جفن وواحد من رعيّته عصيّ النوم سلبه من بين جفنيه خطب ألمّ به

وتلك الأرملة التي غاب معيلها ومعيل صغارها فلم تجد غير قدر تضعه على النار يغلي ما به من ماء مع حجر توهم الصغار أنّ بها غذاء يسدّ رمقهم ، فهاله أمرها وقد غاب عنه حالها وهي من رعيّته ....فيهرع ليأتيها بكيس به مؤونة تكفيها وعيالَها يحمله ثقيلا على ظهره ، يسأله الغلام أن يحمل عنه فيأبى وهو يقول ويح عمر ومن يحمل عني ذنوبي وتقصيري بحق هذه المرأة يوم القيامة ؟؟ ويردد ويح عمر ومن يحمل عني ذنوبي يوم القيامة

وعليّ بن أبي طالب يجلس إلى نفسه يعلمها ويؤدبها ويسمعها مقالته للدنيا : يا دنيا غرّي غيري غرّي غيري... غرّي غيري وهي ديدنه ...

وعمر بن عبد العزيز ذلك الفتى المترف الذي لم يكن يضع من الثياب إلا أفخرها وأثمنها ولم يكن يتطيب إلا بأغلى الطيب وأندره يزهد في الدنيا ويضع الرداء الصوفيّ الخشن الخَلَق على ظهره وهو وليّ أمر المسلمين وراعيهم

كانوا أهلها وأصحابها ورجالها وحُمّالها بل قد خلقوا لها وصنعوا لها ولم تكن تليق إلا بهم...

ولم تكن تحقّ إلا لهم ... كل واحد منهم ضرغام حمل الأمانة وأداها ونصح وأخلص وتفانى واستمات حاميا حمى الإسلام ذائدا عن حياضه ...ومع كل هذا كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع لا يهدأ لهم بال ، ولا يستقر لهم حال فقد كانت المسؤولية والأمانة تثقل كاهلهم وتبكي مآقيهم وتضنيهم وتلعج النيران في صدورهم

ولذلك صلح بهم الحال وبأمثالهم ممن بعدهم ممن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم الذي هو نهج النبوة وهديها ... وكانت الأمانة تأتيهم تتمثل إليهم مستجدية أن يحملوها وهم منها مشفقون ... متأبون ...

وإذا ما حملوها كانت الأعلى وعلى ثقلها حملوها وتحمّلوها وهلكوا دونها وهي المستوية على عرشها

أما اليوم.....فآه من اليوم

يتقاتلون ويتناحرون على المسؤولية وعلى تولي المهام العُلى ... وليتهم !!!يا ليتهم !!!يا ليتهم كانوا أهلا لها ...

بل هي منهم براء ...براء تستصرخ تستنجد تكاد تهبّ من تحت الأنقاض حيث ألقوها : ألا موت يباع فأشتري فقد ألقوني وحطموني تحت كراسيّهم الفاخرة ...وليتني متّ قبل هذا أو كنت نسيا منسيّا ... الموت أرحم منهم ومن أن تلقي بي أيديهم القذرة تحت الأنقاض... أنقاض المسميات الرنانة والألقاب البراقة ... ألا موت يباع فأشتري ... لقد ذهب عني أهلي ورجالي ووكلوني لعاشقي الكراسي والأسماء والأشرطة الحاملة لألقابهم على مكاتبهم الفاخرة ، قرب هواتفهم المترامية يمينا وشمالا ، على أكوام الورق الممضيّ بأسمائهم الحامل للأمة أرزاءها لا أفراحها ، قرب أكوام الورق النقديّ الذي أخذ منهم اللبّ والقلب ولم يأتوا إلا لأجله .... آه ذلك الورق ...لم يأتوا إلا لأجله وحده ...

أما أنا فيا ليت موتا يباع فأشتري ... الموت أرحم من أشلائي وحُطامي وبقاياي وأرجلي الكسيحة
أين رجالي ؟؟؟ ذهب عني رجالي هلك عني سلطاني... ذهب من كانوا أهلي وأصحابي وحُمّالي

وبقي المتنطعون المدعون سعيهم لحملي والملقون بي تحت كراسيهم فور جلوسهم عليها وتمكنهم من مساندها الفاخرة ...فمتى ؟؟ متى يعود أهلي ؟؟؟ فهل من موت أشتري ...

آآآآه ... لم أقنع بالعيش حطاما تحت أنقاض المسميات الزائفة ...


 18-11-2005, 09:41 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:22:41
كم نحتـــــــــــــــــــــــــــــــــــاج



    "يا نفس وقع أمر ، إن سكتِّ فأنت شريكة"

    كم نحتاج أن نذكر أنفسنا ونؤديها ونعودها على الحق بركوب الصعب أما أن نركن للسهل ونتجنب جَلَل المواقف عن خوف وجبن فذلك داء الأدواء يستعصي معه الدواء ...

    كم نحتاج أن نعودها النطق بالحق وإنصاف الحق وإحقاق الحق وأنّ السكوت عنه مشاركة باطلة لا طائل منها إلا البوء بالخسران المبين في الدنيا والدين

    كم نحتاج أنفسا لا تطيق كتمان كلمات الحق كما لا تطيق السمكة العيش من غير بحرها
    كم نحتاج أنفسا يقينها هو عين اليقين أنّها ستسأل ... فلا ترضى أن تسأل عما سكتت عنه يوما من الحقّ
    كم نحتاج أنفسا لا تجد الدنيا برحبها وسعتها ولا الوفر بتليده وجديده ولا السلطان بصولجانه وجاهه شيئا تقاس به كلمة حقّ تكتمها ...

    كم نحتاج أن نجعل من أنفسنا هذه الأنفس



 18-11-2005, 09:42 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:27:32
أيها ساحة الوغــــــــــــــــــى؟؟؟؟


حدثتني عن سر حزنها وأساها وأنّ أراضينا تنهش قطعة إثر قطعة ونحن لا نحرك ساكنا و أنّها ما تنفك ترن بأذنيها -لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم- كلما همت تدعو أن يهلك الله المعتدين وأن ينصرنا

فأجبتها :

أنا معك أخيتاه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وهذا لعمري هو بيت القصيد وهو المرمى والمرتجى ...
ومن غيره لن نفلح أبدا ولن نرى خيرا ولن ننعم بنصر ولا بظفر ...
الإنسان أختاه ، الإنسان المسلم هو رأس المال الذي ندير به دولاب الحضارة... أصعب ما في الأمر وأهم ما في الأمر كله أن نصنع إنسانا ولا تنجح حضارة تقوم أفكار بنائها على الأشياء والمادة ظانة أنّها الأساس وأن الحل فيها وإنسانها غامر راكد لا يحرك فيه ساكنا ...
أما الإنسان المتغير المتحرك الذي تدب فيه روح الحياة والحركة وحب التغيير وتتنازعه من الداخل كوامن شررات الثورة على الواقع الكسيح المرير ، فهو في الحقيقة تباشير صناعة الحضارة ...

الإنسان هو مصنع الأفكار والمادة والأشياء وليس العكس ، لم تصنع المادة يوما إنسانا ، بل الإنسان هو صانعها وصائغ كينونتها ، المتحكم بها المخضعها لأفكاره وتصوراته والناصب أوجه تصريفها ...

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .... وماذا علينا نحن أخيتاه ؟؟
علينا ألا نيأس مهما رأينا من حولنا من واقع لا تبدو على وجهه إلا تقاسيم المرارة والانهزامية ولا تبدو قدماه إلا كسيحة تُقعده على كرسي اليأس والأسى
مهما بدا لنا من الأمر وظلمته ...
علينا أن نبدأ من أنفسنا ، من محيطنا الصغير الذي لنا عليه سطوة وأمر ونهي ... نثور على كل ما لا يمت للعقل وللمنطق بصلة وعلى كل ما لا ينبع من الإسلام وعلى كل ما لا يصبّ فيه ...

قد تكون ثورتنا على عادات وتقاليد ومعتقدات اجتماعية رسخت طويلا وتمكنت من العقول وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون شطحة من شطحات اختراعاتنا ولا تمت للإسلام بصلة ولَلتمسك بها أعود بالضرر منه بالفائدة والنفع ...
أن نثور على كل من يريد اغتصاب عقولنا أختاه بدعوى الداعين الناعقين أن الحل يأتينا من هناك... من عندهم ومن قوانينهم الوضعيّة البشرية التي صاغوها وابتدعوها وليس من لب إسلامنا ...ومن لبّ عقيدتنا القوية المتماسكة
أن نثور على من يريد أن يتحكم بعقولنا وبخلايا دماغنا خلية إثر خلية كأنما أحكموا قبضتهم على آلة التحكم فصار حسبهم من الأمر دَوس على أزرار بعينها تجيئ بنا حيث شاؤوا وتذهب بنا حيث شاؤوا ...

أن نثو رعلى كل من يريد تحكيم شريعة هواه فينا لنصبح عبيدا لأهوائهم ، وأن نصبح طوع أيديهم ، فصوابٌ كل ما رأوه سواء بسواء فيه خطؤهم وصوابهم ...
كُثر هم مرضى الهوى من إذا تمكنوا من مقاليد مسؤولية على تفاوت درجاتها ، صغيرة كانت أو كبيرة عاثوا في أرض الطائعين الخاضعين فسادا وأمرا ونهيا عن عمى الهوى وحب التسلط وجنون العظمة ....

أن نثور على عقولنا وهي تتعود شيئا فشيئا بتراكم القشة على القشة ، تتعود الخضوع والاستكانة والخنوع والخمول ...رويدا رويدا تتعود أن تقبل كل شيء ، الغث والسمين ، جار المنطق ومجانبه ، المستساغ والواقف غصة بالحلق ... وه يأهم أهم الثورات ، الثورة على مغتصبي عقولنا وعلى عقولنا القابلة للاغتصاب ...

كل هذه أختاه دواعي العمل لصناعة الإنسان فينا ، الإنسان المسلم صاحب الفكرة المسلمة ، صانع الحضارة الإسلامية

نعم أنفسنا هي ساحة جهادنا الأولى ، هي أرض الوغى الأولى هي من يجب أن نبني قبل أن ندعي بناء ما لا يبنى إلا وهي قائمة العِماد ...

فهل يقوم البيت والعماد سراب ؟؟
كذلك أمر حضارتنا وكذلك أمر نصرنا وكذلك أمر عزّنا ...
وفي هذا أمامنا العمل الكثير ، وتحضرني هنا حكمة نطقت بها النفس في حوار لها مع الرافعي وهو يجادلها إذ تقول له :

وأنت ما شأنك بالناس والعالم ؟ يا هذا ليس لمصباح الطريق أن يقول : "إن الطريق مظلم " إنما قوله إذا أراد كلاما أن يقول : "ها أنا ذا مضيء"

فانظري مغزى هذا أخيتاه لتعلمي أنّه مهما أحاط بنا من محبطات لا بدّ أن نولّيها الدبر وأن نمضي قدما فيما نحن عليه من جهاد لأنفسنا وثورة على كل ما لا نقبله لدفع كل مفسدة ولجلب كل منفعة ...تماما كعمل التيار والتيار المضاد ، كلما دفع هذا صدّ ذاك ...كلما دفع صدّ حتى تتوسع دوائر الخير وتغلب لأنّ سنة الله في الخلق وفي الأرض
ّالعاقبة للمتقين"...
وهذا هو اليقين الذي يبقينا وعلى تعبنا وعلى عيائنا وعلى تكالب الأنواء والأرزاء والهموم علينا وعلى تكالب مظاهر الصدود لدينا نعمل ونعمل بل وتزداد قوتنا ويتضاعف عملنا ...

أما توحيد المسلمين وقتال المحتلين ، فلن تقوى له شوكة ولن يشتد له عود ولن تسطع له شمس إلا إذا عملنا مع أنفسنا أولا كلّ من جهته وكل بسعيه وكل من مكانه الذي وضع به ، الجهاد هو جهاد أنفسنا أولا ، القتال هو قتال الضعف فينا أولا ، هو قتال المعتقد الفاسد ، هو قتال العقل الخامل ، هو قتال الطفيليات المستشرية في عقولنا أولا ، هو اتخاذ الحرية عنوانا ومعنى وهدفا ...هو قتال الأهواء المتحكمة فينا بدء بأهواء أنفسنا إلى أهواء عاشقي التسلط والتحكم الأعمى في عقولنا ...

وصدقيني أختاه إذا ما نجحنا في هذا وهي أصعب مراحل الجهاد ، حتما ستتكتل القوة الكافية لطرد كل مغتصب بعدها عن أراضينا ...
فهم لم يقدروا علينا إلا عندما ضعفت أنفسنا وتهاوت علاقاتنا وتناثرت أواصرنا وتفلتت عُرانا
ألا تأتي النار من صلد الحجر، ألا تنبجس المياه من يَبِيس المَدَر ؟

وكذلك حالنا كلما اشتد بنا الحال وتناءت الديار وشحط المَزار كلما دنا جَنَى فرجها وتدلّت عناقيد حلّها

ونعم هو عين ما قلت الدعاء مع القعود والركون والاستسلام جُفاء وغُثاء أما الدعاء مع العمل والسعي والأمل الدائم فجدارة بالاستجابة وجلاء همّ وذهاب كرب وقرب نصر ودنوّ عزّ ...

أعلم أنني أطلت ولكن كطول الهموم والأحزان وعلى اشتداد الخطب وتعاظم الجَلل فاليقين أختاه بأنّنا إذا سعينا على أكثر من صعيد أمامنا وقبالة أعيننا كنا أهلا للنصر وأهلا لعودة العزّ لا ريب ولا مرية ...

ربنا لا تجعلنا ممن يقولون ما لا يفعلون كبر مقتا عندك أن نقول ما لا نفعل



 18-11-2005, 09:45 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:28:30
فكيف لا أعشقـــــــــــــــــــــــــــــــــــك؟؟؟؟!!!!

لكل صوت ثائر يصدح بالحق لا يخشى لومة اللائم أنا عاشقة....


لكل مُعانٍ أبىّ لا يبيت عانِيا طاويا صاديا للحق ويَظَــلُّهُ لا يروم باطل المعاني أنا عاشقة ...

لكلّ نفس ثائرة لا تهزّها أهوال ولا تطيح بها خطوب أنا عاشقة ...
لكل صوت من بين الأصوات المتعالية يسرا يصدح عسرا
أنا الحق ...أنا الحق وأنتم الباطل ...
وإن كنتم جميعا على رأي واحد وإن كان رأيي وحده غير آرائكم وكان حقا وكان في آرائكم باطل فلست مستسلما ...

أنا الحق...أنا الحق كثير وإن بدوت قليلا ، عال وإن بدوت مخرَصًا ، ظاهر وإن بدوت مغمورا
ثابت وإن بدوت متتبَّعا مهزوزا...راسخ وإن بدوت متزعزِعا
قوي وإن بدوت ضعيفا ... شديد وإن بدوت مستكينا ...
قويّ الشكيمة ، مشتدّ العود وإن ظنوا أنهم قد محوا من قواميس الحياة اسمي ومرادفاتي ...

لكل صوت يجتثّ أوصاله كلها من بين طيات الباطل وفي هزيع الليالي الظلماء السرمدية ...مجلجلا تالد الوَفـْــر ، لا يهاب طارفَه ... قديم السلطان لا يهاب مستحدَثَه ، وجيه العزّ لا يخشى مبتدعَه ...أنا ......عاشقة
لكل كلمة حقّ قريضةٍ لا تأبه لجريض طروبة لا يحول دونها جَرَب ...
عَروبة سليلة الأنفة والعزة لا تخشى إدراكَ المدرِكين المتنطعين مقنعي الرؤوس منغضيها لأهوائهم ....أنا ............عاشقة

لكل صاحب حق لا يسكت عن حقّه ولا يسكت عنه غضب الحق حتى يأتيه ، وحتى وإن شحَط عنه المَزار وتناءت الديار فيقينه أنّه الحق لا يتزعزع ولا يهتز ولا تحيك فيه الليالي ....أنا ......عاشقة

عاشقة للحق ، طالبة للحقّ ، مستميتة على الحق ...
يقولون أنك يا كلمة الحق قد صرت غصة في الحلق ...لا تالله لن تكوني إلا ابنة الحق سليلة الصدق


آه ....إنه صوتك !!!! :
أنا الحق حيٌّ هَتونُ الحَيا وإن بدوت ميتا صريع المنايا
فكيف لا أعشقك يا قبسا من نور ربي ويا اسما من أسمائه العوالي

 18-11-2005, 09:46 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:29:26
كما شرفني أخي مصعب الشهيد بنبض كلماته :

محوا من قواميس الحياة اسمي ومرادفاتي ...
..............
ساعتها ساضع لهم من نسج الخيال الف الف اسم يحيرهم ويبهتهم ويخيفهم
لكنه لن يغيرنى ...
فقط سيكون رمزا لجندى مجهول ...
ساعتها ... لن اهتم بالاسماء ماداموا قد اظهروا الغباء..
ساعتها ... سانزع من قلبى كل خوف واهمس بصوت مجلجل يصعق اسماعهم ويمها انا ابن الاولين...
ساذيقهم من حر لظى قلبى جحيما تستعر به هشيم اجسادهم..
ساعتها ... سيبحثون عن المجهول بيد انهم لن يجدوا سوى صوت الايمان يهتز اهتزاز الحسام .. ويجلجل جلجلة الصوارى .... انا ابن الاولين !!
ساعتها ... سيعضون الانامل ندما وكمدا ان حاولوا مسح اسمى من قواميس الحياة ...
وسيعلم الذين ظلموا انهم حاولوا نحت الصخر فاعياهم ... فذهبوا ينقشون على الماء صورة القهر فلم تظهر سوى حركات الماء يهزا بافكار البلهاء!!
ساعتها ... يفرح المؤمنون بنصر الله .... وسيرى الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون....
.............
ابن الشهيد

 18-11-2005, 09:48 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:30:23
وقال مصعب الشهيد:

اقتباس
ساعتها ساضع لهم من نسج الخيال الف الف اسم يحيرهم ويبهتهم ويخيفهم
لكنه لن يغيرنى ...
فقط سيكون رمزا لجندى مجهول ...
ساعتها ... لن اهتم بالاسماء ماداموا قد اظهروا الغباء..
ساعتها ... سانزع من قلبى كل خوف واهمس بصوت مجلجل يصعق اسماعهم ويمها انا ابن الاولين...
ساذيقهم من حر لظى قلبى جحيما تستعر به هشيم اجسادهم..
ساعتها ... سيبحثون عن المجهول بيد انهم لن يجدوا سوى صوت الايمان يهتز اهتزاز الحسام .. ويجلجل جلجلة الصوارى .... انا ابن الاولين !!
ساعتها ... سيعضون الانامل ندما وكمدا ان حاولوا مسح اسمى من قواميس الحياة ...
وسيعلم الذين ظلموا انهم حاولوا نحت الصخر فاعياهم ... فذهبوا ينقشون على الماء صورة القهر فلم تظهر سوى حركات الماء يهزا بافكار البلهاء!!
ساعتها ... يفرح المؤمنون بنصر الله .... وسيرى الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون....

فقلت:

ذهبوا ينقشون على الماء صورة القهر فلم تظهر سوى حركات الماء يهزأ بأفكار البلهاء

كل ما في الكون سيهزأ بهم ... وسيهزأ بأفكارهم وبأمانيهم وبأمانـــــيـــّهم ...
كل ما في الكون سيعرف أنّ صوت الحق أبدا سينغّص عليهم عيشهم وسيقلب أفراحهم الشرسة أتراحا أكثر شراسة

أما الماء فآه من الماء ...بصفائه وعلى صفحاته الشفافة سيفضح صورة باطلهم الأسود ...
وسيمحق الله دأبهم ويثبّط سعيهم الأعته المخبول الوَله المتعطش للنيل من عزّ الشرفاء ولكن أبعد من البعد عنهم وأنأى من النّوَى عنهم ما يرومون نيله ويرمون إليه للظفر به

سيعيش الحقّ ما دامت الحياة تزهو بطالبيه

والقلم الحرّ سلاح حرّ ينطلق بالحق وإن كبلوا الأيادي ...ستثور على الأغلال أناملُها لتقطّعها إربا وتحتضن القلم المكسور فتجبــُـره ليعود ويقطع دروبه على صفحات الحقّ وتميط عن فمه الأكمام لينطق

بارك الله فيك أخي مصعب وجزاك كل خير على كلمات الحق التي كتبت وجعلك للحق طالبا ، له ساعيا ، به ظافرا مظفرا

 18-11-2005, 09:49 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:31:40
مـــــــــــــــــَـــعين السعادة

السعادة ...
لم أجد مبلغا منها يماثل مبلغها عندما أعود لرحاب القرآن الكريم وظلاله ولنوره ورحماته
كلما ابتعدت عنه وجدت خريفا بقلبي وظلمة بصدري ، وحزنا يتتبّع خطاي كما ظلي وهمَّا يخالج نفسي ، أبحث وأبحث وأبحث عن مبعثه ، فلا أدركه إلا عندما أعود ...
كلما عدت لظلاله الوارفة وأنواره اللامتناهية التي تلقَى على نفسي شعاعا إثر شعاع ...

كلما عدت......... أحسست بطعم السعادة
أحسست بطعمها مع تلك العَبرات التي تنساب وأنا أردّد آخر ما حفظت في طريقي إلى عملي أو وأنا أحتضن المصحف بقلبي وأقبّله وأحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا ...

كلما عدت تعود لي تلك الفرحة الطفولية والإشراقة الوضيئة ودقات القلب المتسارعة غبطة واطمئنانا وأنا أردد ما حفظت من آيات وأحمد الله أن قد يسّر لي حفظها فأسأله بلهفة المشتاق الشّغوف الكلِف أن ييسر لي حفظ المزيد...

وأن يغلِّبني على نفسي لأبقى مستظلة بظلاله ... بظلال حفظ آياته الكريمة

كلما وضعت رأسي على الوسادة أردّد آيات حفظتها محترسة ، أهدهدها كما الأم الجزِِعة التي تحرس رضيعها في مهده تقرّ عينها بالنظر لعينيه وغاية أمانيها أن يبقيه الله مستوطِنا قلبها وعقلها ووجدانها وروحها وحياتها سالما غانما

كلما عدت للحفظ عاد لي الشعور يالسعادة ، وكلما ابتعدت عاودتني تلك الغمة التي صرت أفقه أسبابها فلا أملك إلا أن أتوسل للعلي القدير أن يعينني على نفسي لأغلبها وأغلب كسلها وتهاونها وتفريطها وأعود

عندما عاد زميل لي من إجازته السنوية والذي لطالما اشتكى لي تكالب مسؤولياته وشؤون أبنائه وأنواء الحياة عليه ليبتعد عن القرآن وعن حفظه فيسحَّ من قلبه آهات وزفرات وحسرات على نفسه المفرّطة ... وحينما عاد...عاد وأخبرني بفرح الأطفال أنه قد عاد للقرآن وعاد يحفظ وكرّس وقت إجازته فحفظ من السور الطوال ما أسعده ولا ينفكّ يردّد الآيات حيثما حلّ وكلما سنحت له فرصة في يومه وليلته ...

عندما أخبرني وجدتني مع فرحي له ، أزداد ألما على نفسي وحسرة على ضعفي وبعدي عن مصدر سعادتي وأحسست بسعادته وبمبلغها لأنني لطالما تجرعت من مَعينها صافي الكؤوس

عندما عادت صديقتي الغالية من إجازتها وقد أتمت الحفظ عن آخره وقد نالت الإجازة تغمرها السعادة بأن قد حققت حلمها ...
ازداد شوقي لمسببات السعادة ... وتأجج بقلبي الحنين للعَود ...ومع كل لحظة أذكر لحظات سعادتي عندما كنت أحفظ ...فيتوقّد لهيب شوقي ، ويزداد حنيني وتهفو نفسي ...

عندما أذكر أيامي الخوالي يوم حفظت ما حفظت بمنّ من الله وفضل وكيف كنت أنتظر لقائي بدفتي المصحف يتفتّح لقلبي عن صفحات الحياة ومنهاج الحياة وإكسير الحياة كالمحبّ المتلهّف للحظات الوصل بمحبوبه ... أعود لنفسي لأجعلها تُقــِــرّ بسوء حالها وهي بعيدة نائية عن مبالغ السعادة ومراميها ، فلا تـــقَــرّ إلا بعودها ...

وعدت ...!!!!!!!!!

فعاد لي ذلك الإحساس ...وعاد قلبي كقلب طفل صغير لا يرى أسعد من لحظات الحفظ والترديد والمراجعة والبحث في التفاسير والتفكر والتدبّر ، فلا أجد أسعد من ساعة رددت فيها آيات حبيبات فوجدتني أقرأها بقلبي قبل شفتيّ ... ومع كل ركعة من ركعات صلواتي أرى آيات جديدة تزيد صلاتي جمالا وحسنا ... فأراها على مخرج شفتيّ أغلى من أنفاسي التي تلج وتخرج فأعرج حيث أعرج مرتقية سلم السعادة درجة إثر درجة...

وعدت وقد تزيّنت لي طريق عملي ذهابا وإيابا بترديد كلمات ربي الحبيبات ...
عدت وأنا أفرح بلحظات الفراغ من عملي لأخلو إلى مصحفي الصغير مغلقة دوني باب مكتبي في لحظات من الصفا لأرى إن كانت الآيات الحبيبات ما تزال بصفحات صدري كما هي بصفحات مصحفي أو ربما فتحت صفحة جديدة لعهد جديد بآيات أخَر أسعد معها بمعرفة جديدة أهُمّ أن أمكّن قلبي من شذى زهراتها وصدري من سنا أنوارها ...أقطع على نفسي عهدا وذمة أن تلحق بأخيّاتها عندي

وعدت وأنا لا أقبل أن أشغل وقت لقائي بمصحفي وبحفظ آياتي بغير شغل ، ولا أن يأتي على ساعاته أمر من أمور الدنيا إلا وجعلته دونها ...

وعدت ...وعدت لسعادتي ... وعادت لي سعادتي ...وعدت أفرح بدموع تسقي وجنتيّ حبا لتلك الآيات ومعانيها
وعدت أدعو الله أن يمنّ عليّ بالاستمرار وبالمثابرة وبأن أغلب نفسي ويجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وأن يجعله رفيقي في الدنيا وأنيسي في قبري وشفبعا لي بوم القيامة
عدت وأنا أسأل ربي ألا أترك الأمر بعدها ...
وربّ بعد ألهب شوقي وأجج حنيني للعودة فعدت

ربي اجعله لنا مــَــعين السعادة

 18-11-2005, 09:51 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:33:25
فكان من كلمات أخي مصعب الشهيد العميقة في قولي :
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. *.**


وأن يغلِّبني على نفسي لأبقى مستظلة بظلاله ... بظلال حفظ آياته الكريمة
.....................

اقتباس
وكم هى امنية كبيرة...
فمن تغلب على نفسه التى بين جنبيه ملك زمام امره واقر الله باله وهداه وما اجملها من نعمة!
كم يحيا المؤمن ابيا اذ تحرر من عبودية الاغيار وخضع لعبودية الجبار !!
كم يتحرر من ذلل الايسار ويعيش شامخا كجبال تهامة لا يقرع قلبه خوف ولا يهز كيانه قهر ثابت كالرواسى الشامخات .... يهزأ بالطغاة لا يبالى بما يدبرون وما ينسجون من بيوت المكر الواهنة
ولما لا؟
ولما لا وقد غلب نفسه وذاته فى معركة الوجود واثبات كيانية المؤمن ذلكم الصناعة الربانية ؟
ولما لا .. وقد تحرر من حب الذات الى حب اسمى من كل حب وخضوع هو فى ذاته قمة العز
ولما لا وهو يعفر وجهه بتراب الارض ليخط شهادة الخضوع لخالقه كل يوم ويشهد الحصى انه ما ذل نفسه الا للمعز !!
انه النصر..
ذلكم النصر الذى خاله الناس هينا اذ انه على النفس وهو لعمر الله اعظم نصر اذ ان المؤمن خاض لاجله معركة من اشرس المعارك ... المعركة مع النفس..
هى اجمل عودة...
ولكأنى به ذلكم العائد يهتف سرورا ليتنى لم اكن ذكرا ولا فكرا فى زمن الضياع القديم
لكأنى به (بعد عودته ) يشدو بنشيده العذب (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ....... )
لكأنى بالله والله يهتف بصوت شجى رب قد اتيتنى من الملك.....
انها وأيم الله فرحة النصر... النصر على النفس..
أجمل بها من فرحة!!!

 18-11-2005, 09:54 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:35:14
هي الــــجهاد وعليها النصر الأكبر

قال مصعب الشهيد:

اقتباس
لكأنى به (بعد عودته ) يشدو بنشيده العذب (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ....... )
لكأنى بالله والله يهتف بصوت شجى رب قد اتيتنى من الملك.....
انها وأيم الله فرحة النصر... النصر على النفس..
أجمل بها من فرحة!!!

فقلت:

ليس أروع من أن ننتصر عليها تلك المتسحّبة ، المتسلِّلة بين الجنبين المتخفية المخافِتة التي تنفث هواها بين الضلوع ، كسمّ يعرف المسارب والمسالك كلَّها ولا يبدو إلا بوجه المحبّ المحبّب ولا يرضى بغير فتك وإهلاك ...إنها تلك التي لا تريد إلا ما تحبّ ...وكم تحبّ وكم تهوى وكم تتلذذ ، وكم تستطيب الأمر وتستسيغ الهوى ، ولا ترضى إلا وهي آمرة هاوية وإن أوردت صاحبها الهاوية ...

كم حلو مذاق الفوز عليها ، كم هي غامرة نشوة النصر عليها ، ...
هي حرب ولا أصعب ، هي ساحة ووغى والفارس الدارع النابل الهُمام مَن غشي ساحها ، ولم يأبه لنقع ولا لأتربة ولا لجَلَبة الحرب فيها ، فحزم أمره وشدّ رَحله وعقد عزمه على أن يبارز ، ويقارع ويقرض تجرؤها وتجنّــِـيــها وقوة هواها بقوة التصدي والنهي و النهنهة لتكفّ عن الإذعان والتسليم كما دأب المـُعنّى وصفاته ...

كم تأمر ، كم تشمّر ، كم تلحّ ، كم من الدمع تسحّ ....!!
كم تهوى ، كم تتلوّى ، كم تكـّــِـر ، كم تصرّ ....!!
كم تزيّن كم تلوّن ، كم تهيّئ ، كم تفيّئ ....!!
كم تلعب كم تثقّف لُدّ المأرب ، كم تسفع بالناصية ، كم ترتع باللاهية ...!!
كم تصرّ على أمرها كاشفة إن أمكنها أو من وراء حجاب إن حِيل دونها ...!!
تسلك كل السبل ، تلبس أحلى الحُلل ، لا تنثني ... لا ترعَوي ، لا ترتدع ...!!
وساعةَ يطاع أمرها ،ويُنصت لبنات هواها ، ويلبّى نداؤها ............. يَبلى عِزّها ... !!!

آآآآآآآآه ...ما أبغض تلك الساعة ، ما أضيق تلك الساعة ...وما أكثر أضعافها ساعة نصرها إذ أنها بساعات من العمر وساعات تأكل منه كما تأكل النار الهشيم ...

ما أسرع ما توقع بالشَرَك ، وما أصعب سجنها تلك السجّانة ... وما أحكم قضبانه وما أذلّ حال صاحبها الخانع الخاضع المنصاع وإن فتحت له من العزة الكاذبة أبوابا ذوات مصاريع ،.. ما أخطر التلذذ بسجنها ، وما أشدّ كرب وكسر ذلك الأسير ، حاملها وحامل هواها ، طائعه المصطلي بلظى ثلجه الوهميّ الزائف ابن الساعة صريع الساعة ...

إي وربّي إن جهادها لأرفع جهاد ، ولَلنّصر عليها أجمل نصر ، ولَردعها وإذلالها وإخضاعها للملك العزيز أسمى درجات العزة ...
فكيف لا يفشو بين الجنبات سرّ الفرح بعد أن نوليها الدبر ، وكيف لا يشفي غليل المغلول على ساعات الخضوع إليها ساعات إخضاعها ...

ما أثمن النصر عليها ، وما أجمل النأي عن هواها ، وما أبدع مخالفة هواها...
وكم تجتثّ تلك القوة المخالِفة كل جذورها من أعماق أعماق الأعماق لتفرغها في لحظة مخالَفة لهوى ، وتصدّ لإصرار وحَول دون إلحاح ، لتشعر براحة الخلاص من براثنها والفِكاك من أغلالها والحِلّ من إصرها ...
فيا ربي غلبنا عليها وانصرنا على أهوائها واجعلنا ممن ينهونها عن الهوى ولا تجعلنا من الذين يصيرون عبيدا لها ولأهوائها...


 18-11-2005, 09:57 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:36:37
فكان من روائع ما خطّ أخي مصعب الشهيد أيضا وشرفنا به من نبض صادق في قولي:  "وساعةَ يطاع أمرها ،ويُنصت لبنات هواها ، ويلبّى نداؤها ............. يَبلى عِزّها ... !!! "

ولن يتغير حالها يوما ما اذ هى نفس انسانية تستمد سلوكها من بشرية صاحبه ذلكم المتقلب مزاجه تقلب الافاعى..
فحاله لا يعرف الاستقرار ولا يهتدى الى الثبات المطلق..
فتارة تصل به نفسه الى المعالى والقمم واخرى تهوى به فى مكان سحيق فى اعماق الاعماق ... انها بشريتها!!
هى ساعة وساعة...
والذكى ساعتها من يستغل ساعة الاقبال فيجعل منها زادا لساعة ادباره والاذكى من يحفظ نفسه ساعة الادبار حتى لا تدبر فاذا هو حافظ للحدود ضابط للهوى ليس الا ثمة تقصير فيما لا يضر التقصير فيه..
فقط هى النية..
فمن صحت نيته اعانه ربه ووفقه وثبته ولات حين ثبات!!
والاخر..... ذلكم المتخبط فى دروب الخداع والمبحر فى الرياء فما هى الا نفخة واحدة ويذهب سدى حيث يذهب ريش الطيور فى يوم عاصف مصطحبا اوراق الشجر البالى فى رحلة الى الفناء!!!
انه لا اصل له .... فلا ثبات يقيه زعزعة النفس واضطرابها ولا زاد قديم يوصله الى مراده فى محاربة النفس..
ثمة بون شاسع بين الفريقين..
فريق ثابت متاصل واخر لا يعرف للثبات اسما ولا رسما..
فريق احب الله وذل له واخر اذل نفسه ليقال ذل لله فذل ... لكن لغيره!!
فريق توشح الاخلاص وعمل بمنطلق الشريعة ومنهجها واخر لبس مسوح الرياء وتخبط فى عشوائية التكاليف ..
فريق فى الجنة .... وفريق فى السعير!!!
انها نتيجة العدل الالهى ... فمن صحت نيته اقام الله اعوجاجه والاخر لم يبال الله باى اوديته اهلكه.
وتبقى قانون العدل الالهى ... الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء..
(افمن اسس بنيانه على تقوى من الله خير امن اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم...)
وويبقى الصراع...
صراع النفس مع ذاتها مادامت تستمد سلوكياتها من بشريتها التى تمت الى الطين بصلة..
ويبقى الخير والشر مناط حرب فيها وصراع فمكن كثر خبثه دخل النار!!!
...........
مصعب احمد الشهيد

 18-11-2005, 10:00 PM

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:38:17
لأسائلنّك أيــــــــــــــــــــتها النــــــــــــــــية

قال مصعب الشهيد :
اقتباس
والذكى ساعتها من يستغلساعة الاقبال فيجعل منها زادا لساعة ادباره والاذكى من يحفظ نفسه ساعة الادبار حتىلا تدبر فاذا هو حافظ للحدود ضابط للهوى ليس الا ثمة تقصير فيما لا يضر التقصيرفيه..
فقط هى النية..

فقلت:

وتلكم أطراف المعادلة ، أن نأخذ من ساعة قوتها لساعة ضعفها ، وأن نجمع من القمم التي اعتلتْها بعض حجارة نخبئها لنرتقيها ساعة يشحّ حجر نطّلع به إلى العُلى...

فما أحوجنا لأن نُحصِن من أعوام الغوث والعصر شيئا لسنوات القحط والجدب ، شيئا من سنبلاتنا الخضر لسنوات السنبلات اليابسات ...

النية والإخلاص ، وما أدراك ما الإخلاص ثم ماأدراك ما الإخلاص ... فلا يكون العمل والقول إلا لوجهه تاما ، كاملا واسقا متسقا ...

ما أحوجنا لأن نجددها ، فلعَمري إنه يأتي عليها حين تبلى ويظنّ صاحبها أنها خالصة محضة وهي مختلطة ممزوجة بشيء من هنا وشيء من هناك ...فلا بدّ من تجديدها في نفسٍ خلقها الله ضعيفة ...

ولكَم يغمّ القلب ويفجعه ويقضّ المضاجع وتتجافى لهوله عنها الجنوب تخيّلك أن يذهب العمل يوم القيامة هباء منثورا وإن بدا جبالا ،فإذ هي جبال نُثـــَــارٌ تذهب مع الريح ... تلكم أعمال الرياء وفساد النية ...

شتان بين وشاح الإخلاص ومسوح الرياء ، ربماأدت أعمال هذا وأعمال ذاك لذات النتيجة ولكن ماذا عن منطلقها ومقرّ ابتدائها ، ماذا عن قلب لايرنو لغير الله ورضاه ولايبتغي غير وجهه ولا يأمل غير لقائه راضيا ، وعن قلب يبحث بين الوجوه المتعددة عن كلمات الشكر والثناء والإطراء وعن عبارات المدح وعن مراكز الدنيا ودرجات الدنيا ...ألا شتان بين الثرى والثريا ...


ما أقوى من يخاطبكِ قائلا :

ألا أيتها النية لأسائلنَّكِ في كل حين عن حالك ، عن صفاتك ، عن جذورك كما عن أوراقك ... أتراك صافية أم تراكِ مَشوبة ؟؟؟ أتراكِ تنصبين لعينيّ وجها واحدا غير كل الوجوه أم أنك تجعلينها تتقلّب بين الوجوه المتعددة...
عذرا يا نيّتي فلن يُقبل مني غير ما كان من صفائك وكل ما كان من درَنِك معفَّر به وجهي مردود عليه ...فويحي عندها إذ حسبت أنكِ أحسنتِ بي صنعا


فلتعملي يا نفس ليوم ينادي فيه بكِ المنادي : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ...

 18-11-2005, 10:02 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:39:32
فردّ أخي مصعب عن قولي : "عذرا يا نيّتي فلن يُقبل مني غير ما كان من صفائك وكل ما كان من درَنِك معفَّر به وجهي مردود عليه ...فويحي عندها إذ حسبت أنكِ أحسنتِ بي صنعا ":

ساعتها...
ستكون الحسرة والندامة (يوم يعض الظالم على يديه ) وستعلو الاصوات وترتفع الهمسات وتصبح تلكم الاصوات شطرين
فهناك من يقول : هذا كتابى يفوح برائحة الصلاح والفلاح فكله عمل صالح.
وهناك من يقول : ياحسرتى على مافرطت فى جنب الله
فريق فى الجنة وفريق فى السعير
وبينما يرتفع صوت يهتف للفائزين الطائعين :
( يا عبادى لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون )
فيخترق الافاق نديا شجيا ليصل الى قلوب الطائعين قبل اسماعهم فتسرى فى نفوسهم فرحة النصر ...
تسمع هاتفا ينادى :
( قل أأنبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
فيصل النداء الى قلوبهم فيصعقها ويبهتها ويصمها فيكون شر نذير !!
انها لعمر الله شعرة بين الحق والباطل والصلاح والفساد
هى شبهات فمن اشربها قلبه سمع يوم الحسرة ما يخزيه ..
فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء ....

مصعب الشهيد

 18-11-2005, 10:10 PM

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:41:04
ولا أمان لكِ وإن كانت بيننا المواثـــــــــيق والعهود

قال مصعب الشهيد:
اقتباس
فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء ....

فقلت:

بلى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء وما آمنها وإن قطعت معها العهود ووَكيد الأذمة والمواثيق
والله إنني لأنتبه إليها أحيانا كثيرة وأمسكها على عِلّتها متلبّسة ، متسللة ، وهي تهمّ أن تتمكّن مني ... أمسكها في أوج لحظات التلبّس وهي تأمر وتزيّن ... تهمّ أن تأخذني على حين غرّة ، تهمّ أن تذهب بي إلى حيث تحبّ أن تذهب

كثيرا ما تبتعد النفس عن صاحبها ويبتعد صاحبها عنها فيما يـــُــظَنّ أنهما الملتقيان ... لكثرة ما قهر صاحبها وجه الهوى فيها واستأنس منها بوجه الثبات على النهج المستقيم حتى لكأنّ هواها لم يعد يأتي إلا بما يحبه الله ويرضاه
فما تراها دواعي البعد بينهما ؟؟؟

النفس ها هنا جعلت تُلبِس الموقف أو الحدث أو الأمر الذي تريد أن تهم به ، من ثياب يعرفها صاحبها وليست بالغريبة عنه ولكنها في الحقيقة ليست تلك التي تليق به ...لربما كانت ضيقة فتوهمه إيهاما أنها على مقاسه ...

لربما كانت غير لائقة به ولكنها على غير عادته منها إزاءها توغل في إيهامه أنْ بــَـــل تليق ... ولمَ لا تليق!!!! وكيف لا تليق !!!! وحتامَ لا تليق؟؟؟
انظر كيف أنّ السواد الأعظم منهم يلبسها وينعم بها بينما تحرم نفسك منها بدعوى أنك لن تجرّبها يوما وإن أصبحت في منطقهم ذلك العاديّ الطبيعيّ الذي لا ضير منه ولا ضَرر ولا ضِرار ، حتّامَ تقيّد نفسك بما تسميه مبادئا وأسسا وسبيلا لا تحيد عنه ، وفيمَ ضررها وهي ذلك الأمر العاااااااااااااااااديّ ......!!!!

أفّ لك يا صاح كم تضيّق عليّ !!!!!!!!!!!!!
آآآآخ ...ما أصعب منطق اليوم ، منطق العااااادي ...
وما أسهل ما ينطق بها الناطقون ، هذه الكلمة -العاديّ- وما أشدّ وجوب الاحتراس منها فهي لَعَمري حافة الجبّ السحيق الذي لا يسمع منه الصدى...

وقد يذهب معها صاحبها إلى حيث تريد أن تأخذه في لحظة ظنّ فيها أنها هي التي يعرفها ، في لحظة ظنّ فيها أنه لا تثريب عليه إذا أخذته معها بعيدا حيث لم يكونا يلتقيان، وأوهمته أنهما ملتقيان لا محالة ملتقيان ...
ويذهب معها وتأخذه ... وتأخذه ويذهب معها ...

وآآآآخ لا أمان لكِ أيتها النفس والمخطئ من أمن مكرك ولُدَّ هواك ومأربك

من منهما ساعتئذ على صواب ومن منهما ساعتئذ معصوب العينين ...من منهما ساعتئذ القيود بمعصميه ومن منهما ساعتئذ قد كبّل بها الآخر ...؟؟

وفي غمرة المسايرة .......................
في غمرة المسايرة .......
في غمرة المسايرة .................


ما أجمل أن يلوح نور ....ما أجمل أن تتبدّد غيوم ، ما أروع أن تسقط العِصابة من على العينين ...

ما أجمل أن يلتقيا على أطراف الهوة التي بدت هي المآل ...
على أطرافها يلتقيان ...على أطرافها يصيح بها : لا انتظري لا تكملي ........ وعلى أطرافها تصيح هي به :.... لا انتظر أريد أن أعود حيث كنت ألقاك فها هنا ليس مكان لقيانا ...!!!

ما أجمل أن يلتقيها وهو يقول لها هلمي بنا نعود فتقول : هيا دعنا نعود أدراجنا يا صاحْ ...

قمة الجمال والحسن أن يلتقيا ، على أطراف الهوة... على شفاها... المهم أن يلتقيا وألا يتركها تَهلَك وألا تُهلِك ...

ياااااااه ما أجمل أن يلتقيا ...هو النصر أيضا وإن بدا متأخرا إلا أنّه يحمل فرحة الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الغرق ، ولكنّه نجا قبل أن يدنو أكثر ...



وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء وما آمنها وإن قطعت معها العهود ووَكيد الأذمة والمواثيق ....وإن التقينا من جديد فلا أمان


فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء

 18-11-2005, 10:14 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-14, 10:42:27
ردت أختي الحبيبة سيفتاب فقالت :

*.*.*.*.*.*.**.*.*.*.*.*.**.*.*.*.*.*.**.*.*.*.*.*.*


اقتباس
ما أجمل أن يلوح نور ....ما أجمل أن تتبدّد غيوم ، ما أروع أن تسقط العِصابة من على العينين ...

فقلت :

ما أجمله من نور يزيل الغشاوة ويرينا حقيقة الأسود الذي كنا نعتقده أبيض فيا لهول ما كانت تحجبه الغشاوة وتلبس فيه الأبيض بالأسود.
الحمد لله لنور السماوات والأرض الذي يسبب الأسباب ويسدد الخطوات.
ومع ذلك:
فاتهم نفسك ولا تكن يوما معينا لها واعصها تطعك واحذرها تأمنها واتق الله ما استطعت
واحذر ان يكبو بك فرسك فتذل قدم بعد ثبوتها
وما أبرىء نفسى ان النفس لأمارة بالسوء

 18-11-2005, 10:17 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:37:01
فرد أخي مصعب معقبا :
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*. *.*.*.*.*.*.*


ويوم يستبين الابيض من الاسود والنور من الغشاوة يتضح الفجر جليا ويتبين النور من الظلام
ويتضح من بكى ممن تباكى
عندها...
تقام موازين الحق لتثيب المحسن وتعاقب المسىء
والحسرة كل الحسرة ... والندم كل الندم لمن يصر على الضلال بعد اذ تبين له الهدى
ومن يصر على المعصية بعد ان يتيقن بخطأه
ماأجمل _والله _ ان نسير على طريق الحق!!
اعلم انها طريق شائكة ... صعبة... وعرة..
لكنها تؤدى بسالكها الى الجنة وما اعظم الجنة!!
فقط نحتاج الى سلاح الصبر لنخوض به المعركة فما بين المعصية والطاعة صبر ساعة ...
والذكى من لا يهنأ بمتعة لحظة ليضيع متعة الدهر..
ومن لاح له فجر الاجر هان عليه ظلام التكليف ..
والنفس كالطفل .... او هى لعمر الله كالحمار اعزنا الله كما قالوا
فلو ان لك دابة تريد ان تدخل الدار مسرعة فلو ابعدتها قيل الوصول الى الباب كان لك ذلك اسهل وايسر..
اما اذا اقتربت من الباب كان دخولها اسهل..
فاذا دخل نصفها حاولت ان تخرجها بمسك ذيلها فاما ان تصيبك باذى واما ان تفشل فى مهمتك!!!
اليس اجدى بك ان تمنعها قبل الوصول ؟؟؟؟!!!
فكر..... قرر.... حتى لا تندم ولات حين لا ينفع الندم!!


مصعب الشهيد

 18-11-2005, 10:20 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:38:31
أختي الحبيبة الغالية سيفتاب سعدت جدا برؤية اسمك مرة أخرى يزين هذه الصفحات ، وكعادتك مقلة في الكلمات ، مدرّة في معانيها
أخي الكريم مصعب بارك الله فيك وجزاك كل خير على كلماتك الهادفة النافعة وجعلها في ميزان حسناتك.
اقتباس
اليس اجدى بك ان تمنعها قبل الوصول ؟؟؟؟!!!
فكر..... قرر.... حتى لا تندم ولات حين لا ينفع الندم!!

من أجل ذلك نسأله سبحانه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

من أجل ذلك نسأل العلي القدير أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا وأن يكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان
من أجل ذلك نسأل مقلب القلوب والأبصار أن يثبت قلوبنا على دينه
من أجل ذلك نسأله أن يعيننا على أنفسنا ويغلبنا عليها وأن يزكيها لنا وهو خير من زكاها

من أجل ذلك نسأله ألا يجعلنا ممن يقولون ما لا يفعلون وأن يجعلنا سباقين للخيرات مقبلين عليها ، مدبرين عن المعاصي

من أجل ذلك نسأله أن يجعل القرآن لنا رفيقا في الدنيا وأنيسا في القبر وشفيعا يوم القيامة وأن ينير لنا به الدروب والمسالك فنقبل سِراعا على الخير وندبر سِراعا من الشرّ

ونسأله فنقول : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ، اللهم إنك القوي ونحن الضعفاء إنك الغني ونحن الفقراء ، فارحم ضعفنا واجبر كسرنا وقوّ إيماننا واجعله راسخا بقلوبنا رسوخ الجبال الراسيات لا يتزعزع ولا يلين وأنر لنا دروبنا وبصائرنا بنور الحق والإيمان واليقين
وأحينا عى الحق وأمتنا على الحق ، أحينا مسلمين وتوفّنا مسليمن وألحقنا بالصالحين

أما أنت يا زهير فأهلا وسهلا ومرحبا بك بعد غيبة
ولي عودة ف يالمداخلة الموالية بإذن الله لأكتب بعض ما ألهمتني كلماتك كتابته

جزاكم الله كل خير

 18-11-2005, 10:25 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:41:07
ردا على أخينا زهير ذكره الله بخير حيث هو الآن  emo (30):

ولا بدّ لنا معها من وقــــــفات

حقا يا زهير إن ما تسأله لنفسك ، لَهو ما نسأله لأنفسنا أيضا ولَهو ما يجب أن نبحث له عن ردّ وننقّب عن مردوده وعن جدواه فينا ، هل نحن من السباقين للخيرات ، المتنافسين على الفوز بالحسنات ، الخائضين غمار كل ما من شأنه أن يكون سببا في منفعة لديننا ، المولين الدبر عن كل ما من شأنه أن يكون مفسدة لديننا
هل نحن ممن يحسنون صرف أوقاتهم ويعرفون أوجه صرفها ، ويحاسبون أنفسهم على تضييعها وهم يعلمون أنهم لا جَرَم مسؤولون عنها ...

نعم أخيّاه ، إلى أين نسير ، هل إلى حيث يريد منا ربّ العاليمن ؟؟؟
من نطفة خلقه فقدّره ، ثم السبيل يسّره ثم أماته فأقبره ، ثم إذا شاء أنشره ، كلا لما يقضِ ما أمره ... !!!

محاسبتنا لأنفسنا وبحثنا في ثناياها وتقليبنا لها ذات اليمين وذات الشّمال ضرورة قصوى ، ودعوة ملحّة للنهوض بها من الدّركات وانتشالها من براثن التكاسل والخمول واللامعنى من أجل أن نغذّي بها السير قُدما فقدما فقدما لترنو للعُلى وحتى نقضي ما أمَرنا ...

هل ساعتي هذه فيما يرضيه ، هل عملي فيها بما يرصيه وكما يرضيه ؟؟؟
هل وقتي هذا منه جدوى وله جَنى ؟؟ هل أنا على حقّ وأنا أؤديه أم أنني على هَوى ؟؟؟
هل هو ما من أجله خلقت أم أنّه نافلته ...والأجدر أن يضيع وقتي في فروضي وألا تكون حياتي كلها ساعات نافلات .... وربما كانت ساعات خاويات تافهات تائهات ...

نعم أخيّاه حقّ لك أن تسأل وحق لك أن تبحث وحقّ لك أن تذكّر نفسك في كل حين ...
فإذا جاءت الصاخة ، يوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة

فإن نحن ركنّا لما نعمل ولم نسأل واطمأننا له وظننا به الكمال وعدم النقصان فمتى سنشقى إن لم يكن في دار التعب والشقاء ، دنيانا هذه ؟؟؟، حتى تسفر وجوهنا في أخرانا ونضحك ضحكة استبشار من القلب لا دَخَل فيها ولا عيب إنما هي الضحكة النابعة من الأعماق الصافية الهانئة المطمئنة الواثقة من خيرها ونعيمها فلم يبقَ لها من خوف ولا حَزَن وإنما هي السعادة بحقيقتها ووزنها ولحمها ودمها وكل معانيها وحقّ معانيها ..

الذين يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أخيّاه ...
فهم مع كل ما زرعوه من خير وما حصدوه من حسنات وثواب جزيل ، لا يفترون ولا ينفكّون يسحّون الدمع المطير على أنفسهم ، أتراك يا ربّي قبلت منا أم أنك لم تقبل ، يا ربّي هل قبلت منا أم لم تقبل ، فالوجل صاحب لهم لا يفارقهم ولا يهجرهم ، ما لم يروا عين اليقين وما لم يأتِهم اليقين ، عابدون لربهم سائحون ، ساجدون ، متمسحون برحمته إلى أن يأتيهم اليقين ...

يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبوا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا ....

فمن سرّ في دنياه وقنِع بعمله وركن إليه شقي في أخراه ومن شقي في دنياه وتعب وحاسب النفس ولم يأمنها ونهاها عن الهوى فإنّ الجنة هي المأوى

أما ما ذكرت من مظاهر الفتنة يا زهير ومن تبدّل الأوجه على غير وجه وتلونها كما الحرباء وما ذكرت من تهافت الناس على الدنيا وتكالبهم عليها ، فإنما هي فتنة أخيّاه

أحسب الذين آمنوا أن يتركوا وهم لا يفتنون ، فتلكم اختبارات لنا وامتحانات وتناقضات ومفارقات تحيط بنا من كل حدب وصوب من فوقنا ومن تحت أرجلنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ليرانا الله أنصبر أم نجزع ، أنثبت أم نضطرب ونتزعزع ...
فمتى جعلتها قبالة عينك سببا لزيادة صبرك وزيادة ثباتك على الحق ومن ثمة زيادة ثوابك وزيادة رصيد حسناتك قررت عينا ، وسعدت ولم تحزن ، وعلمت أنّك مبتلى ، ممتحن فإما مُكرم أو مهان ... ولا بدّ أن من ابتغى الدار الآخرة ووجه ربه الأعلى لا يرضى عن الإكرام حِوَلا ولا بَدلا

ثبتك الله على الحق يا زهير فأنت مع كثرة آلامك ومشاكلك مأجور ومَزيد لك في ثوابك مع ثباتك ، فلا تبتأس واعلم أنّ الله قد ابتلاك ليمحّص ما بقلبك ويجزيك خير الجزاء...

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين...

 18-11-2005, 10:26 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:43:22
وتـــــُــكشطين لتُطوَي بينما تنشر صحفنا لتقــــــــــــــرأ !!!

عندما نبحر مع الجزء الثلاثين من القرآن الكريم
ننتقل في رحابه الطاهرة وبين ثناياه الكريمة وفي ظلاله الوارفة من مشهد إلى مشهد إلى مشهد ، وكم تكثر مشاهد يوم البعث ذلك اليوم العظيم ، كم تتمثل للعيان صور من نسج العقل الذي يأخذ مادته من صور القرآن وتعابيره وأوصافه القوية الدقيقة ، عن ذلك اليوم وأهواله

يدعونا رب السماء لأن ننظر إلى السماء كيف رفعت ، ويسألنا أنحن أشد خلقا أم هي إذ بناها ، رفع سمكها فسواها ، فيقسم بها وبليلها إذا عسعس ،وبه إذا يسرِ وبه إذا يغشى وبه إذا سجى وبفجرها وبصبحها إذا تنفس ، ويقسم بها وبنجمها الثاقب ، ويقسم بها منعِتَها بذات البروج ، و بها وبما بناها ...
ثمّ بحالها يومها إذا انشقت ، وإذا انفطرت ، وإذا نجومها انكدرت ، وإذا كواكبها انتثرت ، وإذا شمسها كورت!!!


سماؤنا هذه التي تظلنا ، هذه التي نرنو إليها...
هذه التي نتطلع لنورها إذا أضاءت ونملّي العين بنجومها وقمرها إذا ما أظلمت

سماؤنا هذه التي تمطرنا ماء تحيي به بإذن ربها الأرض بعد موتها ،وتنبت به حبا ونباتا وجنات ألفافا ، وتنبت به عنبا وقضبا وحدائق غلبا وزيتونا ونخلا ، تلك سماؤنا ذات الرجع ...

سماؤنا هذه التي تنير بسراجها الوهّاج ، وينزل من معصراتها ماء ثجاج ...

سماؤنا هذه التي هي واحدة من سبع شداد ، رفعن بلا عماد

هذه التي نراها اليوم ، بسحاباتها السابحات فيها ، بشمسها ، بقمرها ، بنجومها ، بضيائها ، بظلامها ، بكل ما ينزل منها ويعرج إليها ... بكل ما فيها

سيأتي عليها يوم لتصبح غير السماء ، ستنشقّ ...!!!
ستنفطر ...!!!!، ستفتح لتكون أبوابا !!!، ستكوّر شمسها فيختفي نورها ، ستنكدر نجومها فتتناثر وتتساقط ...

ستكشط فتقتلع لتطوى طيا ...
هل رأينا السماء يوما كما ستكون يومها ؟؟ هل رأيناها منشقة ، منفطرة مقتلعة مطوية كطي السجل ؟؟

نظرت إليّ وإلى الناس من تحتها وآيات انشقاقها وانفطارها تتردّد من فمي لترتدّ إلى قلبي ... نظرت إلى هذا يمشي يغذّ السير إلى حاله مسارعا ، وإلى ذاك متثاقل الخطى يرتكز إلى منسأته يأخذ من بعض قوتها إلى كثير من وهَنه ، وإلى تلك تمشي متأنية تحادث مرافقة لها ، وهذا بسيارته وأولئك وقد ضجت بهم حافلة بين قاعد وواقف كل في شغله ، كلّ لاه عنك أيتها السماء ، كلهم يرونك كما تعودوا دوما أن يروك
ولكنني جعلت أراكِ منشقة ، مقسمة أبوابا أبوابا ، منفطرة فما رأيت أحدَهم حينها على حال من تلك الحال ، إذ لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، كلّهم خاشع ، كلّهم ينتظر ، ونحن يومها على وجهين فإما سفور واستبشار وإما غَبَرة وقَترة ...

قد عنت وجوههم للحيّ القيوم الذي بدّل حالكِ أيتها السماء

أيتها الطئعة التي أوحى لها ربها أن تأتيه طوعا أو كرها فقالت مع الأرض أتينا طائعين ...
وكذلك ستنصاع لأمره يومها ، ستصبح غير السماء ، ستتفتح أبوابا
ستطيع أمر بارئها ، خالقها ، بانيها ، رافعها ، رافع سَمكها ومسوّيها ، وكما استوى إليها فسواهنّ سبعا شدادا ، سيأمرها لتطيع فتنشقّ وتتفتّح وتنفطر وتتهاوى نجومها وتتوارى شمسها ....

تلك هي سماؤنا يومها ، سماء لطالما أظلتنا وتحمّلتنا وأنزلت من خيرها علينا بإذن ربها ، لا تملك يومها إلا أن تطيع إذ هي مأمورة ...مثلما أطاعت دوما أمره ...
ليس لها من شأن يلهيها ، ولا من خطب يلمّ بها .... ولا من نَصَب يضنيها ...
لن تتحسّر ولن تتذمّر ولن تتأوّه أو تجزع .... لن يكون لها قلب واجف ....
لن يكون لها من صحيفة تنشر فيغنيها ما فيها عن طاعته يومها كما أطاعته يوم خلقت وأطاعته بعدما خلقنا لتظلنا ، وإنما هي مطيعته يومها كما كانت له دوما مطيعة ...

مرحى لك أيتها المطيعة ، مرحى لك ولن يشغلك ذنب ولا وَِزَر ... مرحى لك وأنت قائمة بلا عَمَد مستوية مرفوعة ، ومرحى لكِ وأنت منشقة ، منفطرة ، مفتّحة أبوابا

وتـــــُــكشطين لتُطوَي بينما تنشر صحفنا لتقــــــــــــــرأ

 18-11-2005, 10:30 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:46:19
وأصبحنا وشمسنا تتــــــــــــــــــــوارى

الثالث من أكتوبر 2005

وأصبحنا وشمسنا تتوارى ، وتحتجب شيئا فشيئا...
وكأنما استحت من القمر ، فجعلت تعطيه ساعة من ساعاتها ...
شيئا فشيئا بدأ يخبو ضوؤها
والقمر بعد أن كان عليها ضيفـــنــــًا أصبح ضيفها ... وشاحا أسودا يواريها ، وهي تختفي عنا على غير عادتها في ساعة من محض ساعاتها

شمسنا الحسناء وقمرنا البهيّ يلتقيان ، يتعانقان ...

إلى............. أن غابت .... استترت ... ويا الله!!!!!!! هل للمتكلم عندها من كلمات
يا الله هل يغيث الشاعر عندها سحر بيان يغنيه عن سحر العَيان

هل للعين الجَمود عندها أن تضِنّ بدمعِها ، و القلب يردد سبحانك اللهم غفرانك اللهمّ ...
شمسي حبيبتي ضوئي ونوري ودفئي وأمّ الشَفــــَق ...
احتجبتِ فأظلم نهارك ، وجئتنا يا زائر الليل يا سراجه المنير فغدوت وشاحا أسودا غطاها

وفي ذروة اللحظات أصبحتِ يا شمسي حلقة في كبد السماء ، خاتما من لهب ...
وكما زينتها كاملة متسقة ، فقد زينتها خاتما ألبسهُها العليّ القدير وأهداه لأعيننا ، عسانا نتعظ و نذّكّر ، ويا قرب يوم تكوّرين فيه وفيه النجوم تنكدر ...
ربنا ما خلقتَ هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار


 18-11-2005, 10:32 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:47:49
قالت لي : قد غمني ما أرى وأسمع فقلت :

قالت لي :

لم أشعر أنّ الجو جو رمضان ، فمازالت كؤوس من المظاهر الدخيلة نتجرعها ولا نكاد نسيغها ، وذهبت تعدد لي ما أضناها وأحزنها

فقلت :

أخيتاه ، إن الذي تذكرين من هذه المظاهر التي وجب أن تكون شاذة في سائر أيام السنة ، فمابالك بها في أيام الرحمة والمغفرة والعتق ، أيام جعلها الله لنا بين الأيام منقذا ومنتشلا لنا من أنقاض متهاوية علينا تباعا أغبرتنا وأشعثتنا ،
هي تلك الفرصة التي يهديناهاَ العلي القدير بوافر كرم منه وجزيل عطاء ، الودود الرحيم الذي هو أرأف بنا من آبائنا وأمهاتنا ، ربنا الذي مع عصياننا وغفلتنا وطغياننا نحن البشر ، يتكرم علينا بالعطاء إثر العطاء ...!!!

تلك الآفات ، تلك السلوكيات العقيمة التي كما الحية تنفث سمها بين نسمات العطاء الرباني الرقيقة الودودة المحمّلة بالرحمات ....

أخيتاه لست وحدك من ترى دخيل السلوك ، على هذا الضيف الكريم الذي يأتينا محملا بالخير والبركات ، فنمطره بوابل من سوء التصرفات وبغيض السلوكات قولا وفعلا
مازلنا نسمع السِّباب في غمرة هذا الجوّ المفعم بالإيمانيات ...
مازلنا نرى خُيلاء المتكبرين ، وعجرفة المتعجرفين ، وما زالت مجالس الغيبة ، ومجالس النميمة ، ومجالس اللهو واللغو الذي لا يأتي بجدوى ولا يدرّ نفعا كتلك الأرض المجدبة القاحلة التي لا تنبت ولا تزهر ، ولا ترى فيها غير الصدوع المتأوهة الصارخة أن قد أهلكني الظمأ ...

مازالت الخصومات بين الإخوة ، مازال ذلك السبب التافه الذي لا يعد ولا يذكر شيئا بين الأشياء يفرّق بين الإخوة ، يفرق بين بني الرحم الواحدة ويفرق بين بني الأمة الواحدة ....

مازالت تلك الشابة اليافعة المتخذة خدنا تبحث عنه وتحادثه وتزيد كلما التقت به إلى ميزان سيئاتها أحمالا وأثقالا وما زال هو يفعل بالمثل

مازال ذاك الذي أكل مال اليتيم يلقي بالحطب على بطنه لتزداد نار ما يأكل اضطراما فيه ...

مازال ذاك الذي تعود أخذ ألباب التائهات بمعسول قوله يفتري الكذب على الكذب على الكذب

مازال ذلك الذي يبيت شبعانا ولا يعطي من فضل الله عليه جاره الطاوي شيئا

مازال كل هذا ... وما زال أكثر من هذا .............!!!!!

ولكن .................

ورغم كل هذا وذاك أخيّتاه ، رغم كل ما ترين وما سترين ، فإنما ذلك كله ، كله فتنة،
ومثلكِ كنت ،
كثيرا ما صدمت من هول ما رأيت وسمعت ، وكثيرا ما تملّكني الحزن العميق ، وكثيرا ما أبكاني ضعفنا ونحن أثرى الأمم وأغناها بمنهاجنا السماوي المنزه عن كل عيب أو دخَل

،وبعدها صرت كثيرا ما أسأل نفسي إذا ما تذمرت مما جعلك تتذمرين ، يا ربي أترانا لا نريد اختبارا منك وامتحانا بالفتن ؟؟


أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت:2)

كلها فتن ، كلها حفر ومستنقعات قبالة أعيننا ، وكريهٌ من الريح قبالة أنوفنا ليرى الله أنصبر أم نجزع ، ليرى أنثبت أم نتزعزع ، ليرى أنجاهد ونعمل ونسعى أم نركن لأنفسنا فلا نكون من المصلحين

وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (هود:117)

لا يكفي أن نكون صالحين ، بل لزام علينا أن نكون مصلحين قدر وسع أنفسنا ، لا ينبغي أن يعترينا اليأس من حال ما نرى ومن هول ما نرى ، ومهما رأينا ومهما صدمتنا المشاهد والشواهد ، ومهما سمعنا ومهما بدا لنا من دخيل وغريب ومستعجم مقيت بغيض مهلك

كل ذلك فتنة ، كل ذلك مدعاة لأن نعمل أكثر ونسعى أكثر ...
رؤية الفساد في الأرض مدعاة لأن أبحث عن صحبة صالحة وكلي يقين أنني واجدتها، ... لاجَرم واجدتها ، مــَثــَلها كمثل اللؤلؤ المكنون في قلب تلك الصدفات في قاع ذلك البحر المترامية أطرافه ، شأنها شأن كل غال ونفيس

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)(الرعد: من الآية17)

فما أجمل أن أحوز لآلئًا وأفوز بها

ليس أروع من ذلك ولا أبهى ولا أقرّ للعين ولا أسعد للنفس التواقة لما هو درّ كامن مكنون تعلم أن لن تجده إلا بعد لأي وأن لن تفوز به إلا بعد جهد وعناء غذاؤها الصبر وزادها السعي ...واليقين بوعد الله سبحانه أنفاسها التي تلج واهبة لها الحياة

أجل أخيتاه ، ليس أجمل من أن تنبعث الروائح الطيبة الفواحة العطرة على قلتها ، فقليلها كثير ، وأصيلها بارز يغشى ويبقى أجمل بقاء وأخلد بقاء

رغم كل ما ترين وما تسمعين وما ينزل على قلبك صاعقة محزنة ، فلتولِّ وجهك شطر القلة الصالحة ، القلة التي تفهم الإسلام على حقيقته وتعطي أحسن صورة بتعاملاتها وسلوكياتها ، فلعمري هي القلة الباقية والقلة الغاشية لأن أصالتها وطيب ريحها أبقى وأوقع وأشمل بعد حين ، تعطي للقاصي والداني للمخطئ وللمصيب ، تنير الدرب وتذهب العتمة ، وتأخذ بيد الغافلين المغمضة بصائرهم تعطيهم من نورها العميم ...

ومثلما ترين من أولئك ما لا يسر فإنك سترين من هؤلاء ما يسر ويثلج الصدر ويدعوك لأن تحثي النفس على أن تأتي ما يأتون
ما أجمل ما نسمعه عن إحسان المحسنين في هذا الشهر الكريم ، ما أجمل ما نسمعه من تخفيهم وإخفاء أسمائهم إذ يحسنون ،
ما أجمل ما نرى في هذا الشهر من أفواج المصلين المتوافدة على المساجد زمرا زمرا
ما أجمل ما نرى ونسمع عن أولئك المتخاصمين الذين عادوا إخوة كما كانوا بإطلالة هذا الشهر الكريم ، بل خيرا مما كانوا

ما أروع ذلك الفقير الذي تأتيه الصدقة وتصل بيته الذي بالكاد تأوي جدرانه الواهية صغاره فيؤثر أن يقسمها مع جاره الفقير ولا يستأثر بها لنفسه دونه ...

ما أكثر ما يعطي هذا الفقير من دروس للأغنياء البخلاء المقترين عبدة أموالهم

ما أبهى ذلك الخمار الذي غطى رأس فتاة لطالما تبرجت بكل زينة ، فلم يأت عليها الشهر إلا وقد سقت نفسها العطشى بدموع التوبة والعودة مسارعة تخشى أن تسبق الموت يدها فلا تمتد لرأسها فتغطيه بخمار ولجسمها فتزينه بحجاب

ما أجمل ذلك الشاب الذي يحفظ القرآن ويجتمع بأتراب له ليعرضوا ما قد حفظوا
ما أجمل ذلك الأب المؤمن وهو يسوق ابنه الصغير معه إلى المسجد يعلمه أن يا بنيّ هذا بيت الله فأحبّه كما أحبّه

ما ااااااااااااااااا أروع ذلك المؤمن وهو يتعرض لثارات من الغضب أو الظلم فلا تجده إلا قائلا : اللهم إني صائم ويحتسب
ما أروع تلك الشابة المراهقة الصغيرة وهي تسارع لتخرج من مصروفها اليومي بل كل مصروفها الذي خبأته نقدا على نقد لتتصدق وهي تسأل الله القبول

ما أروع خطوتك يا ابنة العم الغائبة ، يا من أطلت الغياب فتهمين بزيارة لبيت عمك وبنيه الذين لم تعودي تزوريهم أو تصليهم منذ زمن بعيييييييد ، فتدخلي السرور على القلوب وتعيدي تلك اللحمة التي أوشكت أن تنقطع

أجل أخيتاه ، كل هذا نراه مع ما نرى من سوء
ولله الحمد والمنة ، كل هذه الأنفس نجدها مع ما نجد من أنفس لاهية غافلة
فلتنظري حولك وسترينهم ، سترينهم ، وستفرحين إذ ترينهم

وهكذا نرى الخبيث كما نرى الطيب ، ونسعد بالطيب بعد أن نغتمّ بالخبيث

والأصل أننا مفتونون ، فإما صابرون مجاهدون ساعون مصلحون وإما جَزِعون، متزعزعون يائسون

اللهم أنت الغني ونحن الفقراء ، نحن اللاهون العابثون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، أنت القوي الودود الرحيم ونحن الغافلون الساهون

تغمدنا برحمتك وانصرنا على أنفسنا وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

 18-11-2005, 10:34 PM

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:49:34
إي وربي ذاك هو النعيم وتلك هي الحياة وتلك هي السعادة!!!!


قال أخي المسلم (Al-Muslim)

اقتباس
اللهم اجبر كسرنا بفراق شهرنا، وأعنا على فتنة الحياة الدنيا خيرها وشرها، فما النعيم والله إلا نعيم الروح، ولا الحياة إلا حياة القلب بذكر الله، ولا السعادة إلا بالقرب منه جل وعلا.


فقلت :


والله ما يدري الواحد منا أيهنئ بحلول العيد ، وهو ينعي إلينا رمضان وأيام رمضان وليالي رمضان ونسمات رمضان وهي تهدهد أرواحنا وتأخذها في رحلة سماوية بعيدة بعيدة بعيدة............ ، لكم ترنو الروح إليها ولكم ترثيها إذا ما ولت عنها لحظاتُها ولكم تستجديها وتنشد قربها وعودها كلما ذاقت منها ، وتمنت لو أن تلك الحلاوة بقيت وظلت ودامت وما انقطعت ولا مُنعت

ما يدري الواحد منا أيفرح بالعيد ، أم يحزن بحلوله وهو الذي يأخذ منا آخر رمق من نفحات رمضان الحبيب ، وطيب رمضان الحبيب ...

أدري .......
أدري أنّه وإن كان ما كان من حال وإن عاد بما عاد من حال عيدنا ، فسيلبس الأطفال الجديد ، وستفترّ ثغورهم الصغيرة عن ضحكات بريئة ، وستقرّ أعينهم بنقود تزين راحات أيديهم يُحكمون عليها القبضات ليجمعوها فيشتروا بها ما حلا وما يُشتَهَى ...

أدري .......
أدري أنه أيا ما كان الحال ، وأيا ما عاد به من حال ، فستحضّر الأم قطع الحلوى وسيحملها الصغار للأفران في جو من المنافسة والتسابق على حملها ، وإن كانت رؤوسهم الغضة عاجزة عن حملها إلا أنّ الحماس والفرح سيمدّهم بقوة إلى ضعفهم فيحملوها ... وستبكي تلك الصغيرة التي كانت بين الصغار أصغرهم ، فما ألقوا ليديها الصغيرتين بالا ولا أقاموا لجسمها الصغير وزنا يعدونه قبالة أجسامهم قادرا ويتحمّل .... ستبكي ... سترى نفسها أصغرهم وأقلهم حيلة وأقلهم قدرة على المشاركة بين جيئة وذهاب وقضاء حاجات ماما التي تبتغي من الصغار يدا مساعِدة تمتد إليها لتحضير الحلوى وأخذها لفرّان الحي كما هي جرت وتجري العادات...

ولكنّ ماما وقلبها الحاني وعيناها اللمّاعتان حبا وحنانا وعطفا ورقة ، لن تترك تلك الصغيرة الصغيرة ، أصغر الصغار كلهم دون أن تجد لها حيلة أو أن تكلها لضعفها ودمعاتها وانكسار قلبها الصغير ، ستناديها : حبيبتي هلمي إليّ فساعديني هاكي قطعة من العجينة ، فاصنعي بها ما ترينني بها صانعة ، شكليها مثلي بأصابعك الصغيرة قطعا صغيرة ، فصففيهنّ متجاورات من صنع يديك الحبيبتين ، تعبتُ وحدي حبيبتي وإليك أبث حزني وهمي وإخوتك يسارعون لحمل ما أصنع جاهزا إلى فرّان الحي ، ويتركونني لتعبي ، أفتتركين ماما مثلهم وحيدة ؟؟؟

وتهبّ الصغيرة من فورها إلى أمها ، تسعد بمقالتها وبمدحها إياها وبدور أعطتْـــهُها أغناها عن كل تذلل وصَغار ودمع تريقه في غير ما اكتراث منهم بحالها ...

ما أسرع ما تكفكف دمعاتها تلك الصغيرة ، كما الأرواح التي وجدت البلسم في لياليك يا رمضان ، كما الأعين التي بقدر ما أراقت دمعا بقدر ما استشعرت حلاوة وسموا وصفاء ، كما الأرواح التي هفت لبارئها ولرحمة من بارئها مولاها وسيدها وطبيبها ، والعالم بضعفها وبسرها وعلانيتها ، كما الأرواح التي ناجته وكلما ناجته ، هفت لأن تستزيد فتناجيه أكثر ...

كما الأرواح التي بين يديه تذللت ، والوجوه التي إليه عنت ، والعيون التي سكبت وأسحّت من الصميم ما فاضت به مكاييل النفس فأفاضته رقراقا ، منسابا
مثلك أيتها الصغيرة ، مثل دموعك التي لم يأبه لها غيرها تلك ال ماما ، مثلك تلك الأرواح التي لا يداويها غيره ، ولا يشفي عليلها سواه ولا يستطبّ لدائها بغير دوائه

وكما لا أدري ما الصنيع بين يدي يوم عيد قريب ، أدري ...وأدري أنه وأيا ماكان الحال ، وأيا ما عاد به من حال ، فسيلبس الأطفال الجديد ، وسيبيت وليد كما ستبيت سمية ، كما ستبيت رنا ، كل منهم سيرقب الشعاع الأول منك يا شمس ذلك اليوم الموعود العائد بأي حال ، وستذهب بهم أعينهم في رحلة نوم قطعوا عهدا مع ساعاتها ألا تكون إلا قليلة ، لئلا يطول بهم الانتظار والترقب ، ولئلا تطول بهم الأحلام فتأخذهم عن حقيقة يومهم فما يرونه إلا قريبا قريبا قريبا ....
ومثلكم يا أيها الصغار أريد أن أراه مثلكم أريد أن أراه ............ إن ترونه إلا قريبا ، ومثلكم أريد أن أراه

أدري.... نعم أدري
أنهم سيستيقظون باكرا على غير عادتهم في أيام لا مدرسة فيها ، فسمية لن تصبر على فستانها الجديد ،المكويّ المرتب المعلق زاهيا ينبض حياة جديدة ، كما وليد يسارع لذلك القميص وذلك السروال يلبسه كأن لم يلبس قبله سراويلا ، يرى نفسه بالمرآة وهو يدللها ، يقلب حاله ذات اليمين وذات الشمال ويمرر يديه على شعرات رأسه النظيفة البراقة حديثة العهد بالحلاقة ، يجعل منها شيئا ذات اليمين وشيئا ذات الشمال في حركات متمرسة بارعة متناسقة ، يعلم أنه بها يجعل من شعره مع لباسه مع قَوامه الممشوق مع وجهه الوضاح وبشرته الوضيئة أكثر الفرسان وسامة ، ليكملها بابتسامة رضى ، وإعجاب ليس أصفى منها ولا أجمل ....

ومثلك يا وليد أريد أن أبتسم ، مثلك يا وليد أريد أن أشعر بفرحة العيد .... مثلك وأنّى لي أن أكون مثلك
وكما لا أدري ما الصنيع بين يدي يوم يأخذ منا أجمل الساعات وأصفاها وأنقاها وأكثرها صدقا للنفس مع النفس ، كما لا أدري ما يصنع الواحد أيحزن أم تراه يفرح

أدر ي ..............
أدري أنه ومع كل حال وبأي حال وأيا ما كان الحال فستعود يا عيد ، أدري أنّ رنا ستفاخر صويحباتها وأترابها بفستانها وبحذائها الذي تخاف عليه عبث الغَبرة أو رهَق القترة ، فتراقبه مراقبة الحريص على شيئه الغالي ذي المقام العالي وإن كان مقامه قدمها والأرض !!!.... ولكنّ أترابها لن يغضضن الطرف عنها ، ولن يسمحن بأن تبدو وحدها الملكة في هذا اليوم ، فكلهنّ ملكات ، وكلهم ملوك وما لأحد منهم فضل على آخر وما لأحد منهم أمر ولا نهي على أحد منهم
ومثلكم ، ومثلكم ............. مثلكم أيها الملوك ، نريد أن نكون ، وأن يكون يوم عيدنا ، ليس لأحد منا فضل على أحد ، ولا فرق بين فقيرنا وغنينا إلا بالتقوى ،... إلا بالتقوى ........... مثلكم أحب أن نكون

ومثل عيدكم أحب أن يكون عيدنا ......
لم يأخذكم ذنب او وَزَر ، لا شية في قلوبكم ، ولا شَوب ، ولم يلهكم عن الفرحة وجل قلب على ما أتى وعلى ما أفرغ من خطايا ، وعلى ما أوعى من رحمات ، قلب وجِل وإن أتى ما أتى ، قلب يخاف ألا يكون من المقبولين ، ويد تمدّ وتخشى أن تردّ خائبة ، وعين توجس خيفة ألا ينظر إليها ربها بعين رحمته وعفوه وكرمه ورضاه ، ودمع يسكب تخشى مآقيه أن توصد دونها أبواب رحمته غضبا ، فلعلّ بين الذنوب ذنبا حال دون رحمة، أو مغفرة أو عفو أو قبول ..........

فطوبى لكم أيها الملوك وطوبى لفرحتكم بالعيد التي لا يشوبها نقص ولا يعتريها دَخَل ، طوبى لكم أيها الملوك وطوبى لمملكاتكم
أنتم أيها الملوك ، أنتم وجه الفرحة فيه ـ وابتساماتكم وجه النور منه ، وصفاؤكم ونقاؤكم وطهركم سماؤه التي لا تتلبد بغيوم

وبين خوف ورجاء ، نبقى.... بين خوف ورجاء نبقى ...بينهما لا نتزحزح عنهما ، فكلما أخذنا الخوف بعيدا انتشلنا الرجاء وأعاد لنا الأمان والسلام ، وكلما أخذنا الرجاء بعيدا بعيدا انتشلنا من الإفراط فيه خوف لا بد منه ...
يا ربنا أنت رجاؤنا ، ورحمتك نرتجي ، ومن غضبك خوفنا ورضاك غاية ما نبتغي
فأسعدنا بالعيد سعادة مَن أكبر رجائه القبول والرضى وأكبر خوفه الصدود والقِلى ...ورحمتك وسعت كل شيء وعفوك شمل كل مخطئ ومسيئ فاجعلنا ممن شملهم عفوك ووسعتهم رحمتك فائزين بالعتق من نيرانك أجمعين
اجعلنا ملوكا سواسية على عر ش مملكات العدل والسلام والحق وراية الأرض كلها لا إله إلا الله محمد رسول الله
وهي هي وإن كنا ندري أو لا ندري ، وإن كنا ندري أو لا ندري


اللهم اجبر كسرنا بفراق شهرنا، وأعنا على فتنة الحياة الدنيا خيرها وشرها، فما النعيم والله إلا نعيم الروح، ولا الحياة إلا حياة القلب بذكر الله، ولا السعادة إلا بالقرب منه جل وعلا.


 18-11-2005, 10:37 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:51:38
وطوبـــــــــــــــــى لكل عائد بعودته

كل آت قريب وما من غائب إلا ويعود ...والحق وإن تكبّدنا لأجله لُدَّ الصعاب وذقنا لأجله المرّ والعلقم فمذاقه الأحلى ينسينا كل لحظات المرار وكل دمعات الأسى وطول الليالي وحزن نجمات السماء وبُهوت نور القمر وتثاقل عقارب الساعة وانقلاب اليوم أياما وأياما والليلة ليالي وليالي طوالا

وكما ينسى الغريق المسعف غصّته بالماء وإقباله على الموت وإدباره من الحياة ساعة يغاث وتنفَخُ بفيه أنفاس تهبه الحياة بعدما شارف على الهلاك ...

وكما ينسى الطفل ساعات النحيب المرير لفراقه حضن أمه إلى وجوه لم يألفها وأصوات لم يعهدها فور رؤية وجهها الصبوح وابتسامتها العريضة وعينيها المختزلتين عالما من الأمل والحب والعطاء وسماع نغمات صوتها الرقيق الحبيب وكأنما لا تعقل أذناه غيره ولا تصنف مما تسمع صوتا إلاه يخترقهما بنبراته الحنونة فيأسر القلب الصغير ويسعده بأسر لطالما تاق إليه واشتاق ...

وكما يسفر وجه الزهر لشعاع الشمس الأول فتسيل على خدوده البهية قطرات الندى مؤذنة بعودة الحياة وبروح الحياة وبعطاء الحياة ، فتهدهد النسائم وجهها المسفر المستبشر كأنما تغازلها بقولة ما أكرم شعاع الشمس وما أبهى ثريات الندى تزين وجهك الحسَن فتزيد الحسن حسنا

وكما يغدو الطير مغردا مع سربه فرِحا بعودته بعدما ظنّ أنه مفارقه أبدا ، فتتعالى تغاريده وأناشيده تطغى على تغريد صَحبِه كأنما صار لها القائد والعازف والملحّن وكأنما دمع من فرح الطير يُسمعه صحب سربه ، فيقبله الصحب ويفقهه ويزداد اللحن لحنا ويزداد الفرح فرحا

وكما تتنزّل حبات المطر شوقا لضمّ حبات التراب وحنينا لسقياها ، تبتدرها بالعطاء اعتذارا عن طول الغياب لتترك بها الفعل أثرا أبلغ من الأقوال ، فترأب كل صدع بريّها وتحيي كل ميت... فيعلو الغثاءَ الأحوى لونُ الخضار وتهتزّ وتربو بعدما ظنّ أنه الهلاك والفراق ، وبعدما تشقّق وجهها وانفطر قلبها حزنا وكمدا يفترّ ثغر الأرض مبتسما ...

وكما يخرج الحي من الميت ، يخرج الأمل من قلب اليأس ويخرج الفجر من قلب الظلام

فطوبى لكل عائد بعودة الحقّ الذي أقسم أنه لا بدّ عائد وإن أقسموا أيمانا وأغلظوا أخرى أنهم مردوه صريعا ، وهازِموه وطارِحوه في جوف جوف الغابرة من الغبراء

 19-11-2005, 10:35 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:52:30
حبيبتي التي أشتاق إليهــــــــا........

حبيبتي التي أشتاق إليها وأنتظر اليوم الموعود الذي أعفّر فيه وجهي بترابها ، وأركض بين مروجها ، وأطاول بحبي مآذنها

وأتفيؤ ظلالها التي تلقي في قلبي ظلال الأمان ، وأنعم بصافي مياه غدرانها صفاء الحب فيها ، وأتسلق جبالها الشامخات الراسخات رسوخ الحقّ فيها ، وأحلّق مع فراشاتها الزاهيات ألوانا كما زهوّ ألوان حقيقتها

حبيبتي التي أشتاق إليها وأحلم بها ولا أنفكّ أحلم بها ... هي أرض واحدة تجمع الغرباء ، كل الغرباء ، غرباء لا يرون العودة والطمأنينة ولا يهنأ لهم بال ما رأوها بعيدة المنال ....

حبيبتي هي أرض تجمع آمال الآملين وتكفكف دموع الحَزانَى الباكين وتلملم جراحات المظلومين وإن لم يكن للجرح نَدَبات ظاهرة فهي تفقه أنّ الجراح على أشكالها تقع وليس أوقع ولا آلَمَ من جراح القلب ، تحصد ما يزرعه الساعون المخلصون المجاهدون الباذلون أرواحهم رياحينا فداء لنور عينيها ...

حبيبتي هي أرض تُبكيني فرحا ، تُسيلُ دموع فرحي برؤية أحلامي حقيقة وأحلام الشهداء حقيقة ، وأحلام المظلومين حقيقة ، وأحلام أصحاب الحقّ حقيقة ، وأحلام المكسورين حقيقة

فتظهر الحقّ وتزهق الباطل وتجبر كل كسير

حبيبتي هي من تلفَح وجوه الظالمين بنارها ، وتقبّل جباه المظلومين بنورها
هي عروس كل عريس ترفرف روحه التي زفّت للجنة فوق خَضارها ومياهها وتنعم بنعيمها ، هي التي لأجلها هبّ كل حرّ أبيّ ينشدها ....

حبيبتي هي أمتي وأرض أمتي الموحدة بالإسلام.... الممجدة بالإسلام السائدة على الأرض بالإسلام ...وتراب أرضها التِــبْريّ الحرّ الأبيّ ، وهي حلم كل المخلصين الأباة الصادقين ...

 24-11-2005, 09:03 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:53:43
رسالة في كلـــــــــــــــــــــــمة!!!!!!!!

ظرف زينته بقلوب مصفوفة مبثوثة متجاورة ...
ترى حروفا بعينها وقد كان لها القلب قالَبا ... وخطوطا متعرجة مزيّنة تحف الظرف ، وبين أزرق وأحمر وأصفر ...، وبين زهر وكلمات تملأ ركنا فيه من هنا... وتملأ آخر من هناك ...

فلا ترى مكانا من الظرف إلا وقد شغله حرف أو لون أو خط
كلها عبارات حب معطّر بعبق الطفولة ...وكأنها الورود المشرئبة أعناقها تتباهى بحسنها أن يا هذا أما شممت ريحي ؟ أيا هذا أما تنسمت أريجي ؟ ...!!!


تعرجات ..وميولات ...وانحرافات عن صحيح المسار إذ ترى بعينيك ،
تنبؤك أنّ الذي يَكتب ، ويَملأ، ويَخطّ ، ويُميل ويُعرّج .....طفل .......
وأن الذي يُملؤ ، ويُخَطُّ ، ويُمال ويَتعرّج.... صنيع طفل!!! ... وما الطفل إلا الصدق وما فعله إلا الصدق ، والحبّ والعفوية والتلقائية المطلقة ، والحرية في وضع خلجات القلب ألوانا وخطوطا وزهورا تنطق على ورق ، فلا تنطق إلا صدقا...

فتحتُ الظرف بعد إذن صاحبته معلمة الأطفال ...
فتحت وبه رسالة منطوية على كلمات كما تنطوي على الكلمات الرسائل ...
بدأت أقرأ... فإذا كلمات بسيطة وفي بساطتها الجمال والحسن ، كلمات عفوية وفي عفويتها البهاء والصدق ، كلمات رقيقة ورقتها ترجمان قلب يترقرق ...


معلمتي .................
إليها كانت تبث دواخل حبّ ، وتسفر عن مكنون قلب ...
وضعتْ بين يديها سرّ قلبها بعذوبة وطلاوة وبلسان صدق أمرد ، لا شيَةَ فيه وما عليه من شائبة ...

معلمتي ...............
وصِفَاتٌ من أحلى الصفات بها قد رأتها فذكرتها ويالانتشائها إذ تذكرها وتعددها
معلمتي ..............
وكلمات حب وتعلُّق وتقدير بها قد رصعتها...
بقلبها الصغير الذي رأى في نظراتها الحانيات بحرا غاص فيه لينهل وما خشي غرقا ، رأى في صدقها وتفانيها أرضا معطاء فجاب ربوع خمائلها وما خشي زلقا... وفي حرصها على أن يغدو خميص الفكر منهم بطينه سماء مدرارا ونورا فيها واسقا متسقا...

معلمتي ..............
كم أحبك !!!!!!!!... هكذا قالت ... وهكذا أرادت أن تقول ...ويا لعِظم ما أرادت ويالصدق ما تقول
ليت كلماتي مرآة تسع صورة حبي ، وليت قلبك معلمتي يفقه وسع حبي ... ليتك تعلمين يا معلمتي .......كم أحبك...!!!


ومن قفزة لأخرى كانت تقفز عيني... وبصدق الصادقين ...وبروح طليقة غير أسيرة ، صريحة غير موارية ... مسفرة غير مستترة ...وبكلمات يهرع لها الدمع عبر المآقي ، ويخضع لها القلب ويستكين وتسكن منها الجوارح تقول :
معلمتي أريد أن يصبح لي مستقبل زاهر... لأحارب... الفقر...!!!!


وقفت عندها ... ولم أعد أحسن المسير ، وقفت ولم أعد أطيق الاستمرار
وقفت عندها وكل شيء فيّ قد توقف... وكل القسمات من وجهي قد تبدلت
حتى عيني التي كانت تتابع قفزات الكلمات الحية ، مع هذه الكلمات المتضاربة المتصارعة الباهتة بهتت ولم تعد تحسن القراءة ...وأنّى لها أن تقرأ أكثر مما قرأت في هذه الأخيرة أيتها الصغيرة ؟؟!!!!

التفتّ إليها ...
إلى معلمتها أسائلها بعين صامتة غير متكلمة ... أنبأتني وقد علمت ما استوقفني ، وقد فقهت ما بعيني قد سأل وناب عن صوتي ...
أخبرتني أن أمها عاملة تنظيف وأنها ..........................فقيرة معوزة ...

فعرفت أنها ...تلك الصغيرة تذوق من فقرها مرارا ، وتتجرع من كؤوسه ما لا يطيق فمُها الصغير ...!!!
وأنها قد عرفت طعمه على صغر سنها ...
تراءت لي زهرات عمرها الوردية يعلوها شحوب... وبدت لي كلماتها المتقافزة مختنقة عندما تاخمت حروفه القاتلة، وأنها تمقته مقت المحارب خصمه في حرب دخلها مرغما ...ولم يكن بمَلكه إلا دخول وغاها ...
تريد أن يزهر مستقبلها لتحارب بزهره جلمود الفقر ، فذاك سلاحها وتلك حربها وذاك محارَبُها الذي عليها أن تحارب ...!!!!


وأواه.......... لطفل يذوق الفقر ومراره ، فيبيت جائعا وغيره شبعى ، وعريانا وغيره كساة ، وبردانا وغيره يتأفف من بطانية تثقله مع دفئ يعم بيته المرفّه .....!

ومن قلب الأسى يخرج الجمال... ومن رحم البؤس يلد الحسّ المرهف

يا لحسن كلماتك الرقيقة صغيرتي ... ويالغِنى قلبك أيتها الفقيرة ...
قلب كسير حسير عَمَرَه حبّك لعيون حانية غمرته رفقا وحنانا... ولابتسامة منها جمعت شتات نفسك المتألمة فسرت في أوصالك الباردة حرا وفي حياتك المعتمة نورا ....

أواه لك يا عيون الطفولة البائسة ... أواه لك يا قلوبا لا تعرف الكره والحقد ...ولكنها !!!!!!!!عرفت كيف تكره الفقر إذ تتضوّر وترتعد ...ولكنها لم تفقد معنى الحبّ ...!!!!!

فعرفت أنني قد قرأت رسالة في كلمة!!!!!!!!

 29-11-2005, 06:09 PM

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 08:54:49
وينقض غزله بعد قوة أنكـــاثــــا

دخل قاعة الانتظار على حين غرّة ...

قاعة مخصصة للنساء ...
طفل يعدّ من سنوات عمره ما بين التاسعة والعاشرة ... سلّم على الجميع وجال ببصره القاعة يمنة ويسرة ، أحاط بمن فيها نظرا ، ثم تقدم يصافح الواحدة تلو الأخرى ... وبنبرة متوددة يلقي سلاما وتحية ... ويردف بنبرة أعلى يحدّث بها الجمع مع حركة من يده عنت كل من بالقاعة ....يسلم ويؤكد السلام وتمنيه الشفاء والعافية والسلامة !!!
وكل واحدة منا لم تملك في غمرة استغراب وحَيرة ، وخبر لم يُسفَر بعد عنه إلا أن تمدّ له اليد مصافحة مع ردود سلام باهتة بنظرة سائلة ونبرة حائرة ... !!!!
ومن بين المقاعد الشاغرة راح واتخذ له مقعدا ...
و لوّح ببضع كلمات حسيرا حزينا أنّ المرض قد أخذ منه كل مأخذ فحال دون مواصلته دراسة أو مواضبته على عمل ...!!!
وثقته بنفسه صوت يعلو على صوته وثوب يربو على ثوبه ...

وبعد قعوده جعل يلفت له الأنظار ، وما كان له من حاجة ليفعل فإنما هي كلها صوبه تريد أن تكشف سرّ هذا الزائر الغريب ، وجرأته في اقتحام قاعة المنتظرات ثم سلامه عليهن... ثم قعوده بينهنّ يبتغي أن يكون راويا لقصة حزنه وآلامه ...

وها هي الأعين إليه ناظرة ، محدّقة ، باحثة ، وها هي الآذان مشنّفة مرتقِبة
وزائرنا على غير عادة أترابه ، يصبح الراوي المحدّث ، بين جمع نسوة أصغرهنّ جاز أن تكون من سنّ أمه

وبكلمات مهذبة منمّقة مرتبة .... وبثقة غير مقطوعة ولا مهزوزة ، جعلتْني أسائل نفسي أتراه طفلا أم أنّه شيخ عجوز يلقي علينا ذكرا من حكيم ذكر الشيوخ إذا ما حدّثوا ...

ألفاظ ليست ببنات سنّه ولا هي ببنات عقله ....
وإنّما راحت تَشي بشيء من سرّه أن يا أيتها السامعات الحائرات إنّما كلماته نقل حرفيّ عن كبار لقنوهُها ، وإنما هي كلماتهم هم ، وبنات عقولهم ووليدات أعمارهم جعل عقلُه الذكي يلتقطها فيرصفها رصقا واحدة تلو أخرى فتجعل من أذن منصته وعين رائيه تجدّدان النية وقد خالطهما بعض تكذيب وشيء من ريب فلعلّ الأذن لم تعد تحسن التمييز بين صوت كبير وصوت صغير و لعلّ العين لم تعد تفرق بين كبير وصغير ...

زائرنا وقد أحكم قبضة سرّه على كل من ينتظر ويترقب ...
وبثقة الواثقين بدأ يتحدث وبقوة لا تعرف التلعثم ولا التردد ، كأبرع ممثل يفتكّ اهتمامك افتكاكا فلا تجد نفسك إلا وقد أسِرت بقوة تعبيره ونطق حركاته ، فلا حجة لك عليه ولا مأخذ ...
يقول زائرنا الصغير ، بل الكبير ، لا بل الصغير ، لالا بل الكبير ... :emoti_209:

عجبا له من زائر  emo (15):، كيف لي أن أصفه صغيرا وقد غابت من وجهه وكلماته وحركاته كل ملامح الطفولة إلا من صوت ما يزال شاهدا على سنّه الذي لم يبلغ مبالغ الرجولة ....
يقول وقد أصبح زائرنا راوينَا : آآآآآآآآآه لو تدرون بقصتي ، آه لو علمتم تفاصيل مرضي وعيائي لتخبطتم في أوحال الحيرة دهرا لا تملكون منها فِكاكا ولا تعرفون فيها عين خلاص توصوص ....

ذهلت عن دفتر كان بين يدي وقلم كنت أخط به عليه شيئا أقطع به حبال وقت انتظار يطول لدور يأتي على شقيقتي تلاقي به طبيبتها
ذهلت عما كنت أكتب   emo (15):، وعرفت أنّ بأمره سرا دفينا ما يزال شقيق الأسرار ...
بدأت الأسئلة تترى على راوينا وتتوالى من هذه التي تجلس قربه ومن تلك التي تقابله ومن شقيقتي ومني ...، كل منا تسأل وتستفسر ، وراوينا ربما حلّقت به اهتماماتنا عاليا فزادت إلى ثقته ثقة وزادت إلى قوته قوة ،
قال راوينا:

آه يا أخواتي شفاكن الله جميعا وأبعد عنكن كل سوء ، إنني مذ كنت رضيعا كنت مصاحبا للمرض وكان لي المرض مصاحبا ...
كنا نعيش ببيت .......... و....و....و
وكلمات لها من الخرافة بعد ، ومن متداول الخزعبلات مدّ ... تنبؤك أنّه قد أتى بها من عندهم ولم يأتِ بها من عنده ...

وألفاظ تبلغ من الكبر عتيا ، لو قضيتُ أعمارا فوق عمري لما استطعت إليها سبيلا ، ألفاظ شيوخ وعجائز كما دأبهم حينما يحيط بهم الصغار والكبار فيروون ويفصّلون ويعزفون من الحكمة ألحانا ويلقون من القصص ألوانا وألوانا

وأشارت إلي من كانت تجلس قربه بحركة من يديها أنّه مصاب في عقله
فأومأت لها برأسي منكِرة ، لم أصدق ذلك ولم أره مَلمَحا فيه

قاطعته إحداهنّ سائلة : إلينا بقصة مرضك ، ترى ما خبرها ؟
أجاب أنه يتعرض لنوبات صرع لا تنفكّ تزوره .... وآه ثم آه ثم آه يطلقها بزفرات ، يرجف منها رأسه ويرتجّ لها كل عضو من أعضائه

سألته عندها ، كيف يصيبك الصرع ؟؟ أين يأتيك تحديدا ؟؟
فأجابني أنّه آلام ببطنه ، كلما أكل من الأكل شيئا ألمّت بأحشائه فلا يتخلص منها إلا إذا جاء عليه حينٌ تخلّص فيه مما أكل
دهشت  emo (15):!!! ولكنّ دهشتي حينها كانت شفاء حيرتي الأولى ، كانت جواب سؤال عيني وسؤال أذني ، وكانت خلاصي من حيرتي وفِكاكي وكانت عينا وصوصت لي بحقيقته

أجبته : ولكن هذه ليست أعراض الصرع ... كيف للصرع أن يصيبك ببطنك؟
إنما هو شيئ مصيب أمعاءك ...
وكذلك كان رد جمع النسوة السابر غور راوينا الحاذق...وقد تجلّى الأمر وبدأ يسفر عن كنهه ...
وغلبتني ضحكات وأنا أرقب لسانه المتأتئ ، ذاك الذي كان قبل قليل يغزل بقوة ولا تثنيه نظرة ولا يتلكأ ...
وتعالت ضحكات النسوة وتوالت ، في شيء بين إسرار وإعلان
واختفت نظرات راوينا الراسخة وحركاته الواثقة خلف ما أصابه ، بنقض غزله الذي غزل ...
وتدخل الممرضة ضاحكة ، تسأله :
هل أنهيت حكايتك ؟ هيا انصرف الآن فما عاد لك من داع للبقاء !!!

وانصرف راوينا مطأطئ الرأس وقد انتهت مسرحيته بفصل أبطل بطولته المزعومة ...
ولكن .....وما أكد لي ذكاء الطفل هو إصراره على أن يسلم علينا حتى وهو مطرود مهزوم داعيا لنا بالشفاء والعافية ....!!!! ::)smile:
وقد بدت الممرضة له عارفة ، سألتها فأخبرتني أن ذاك دأبه وهذا حاله وأنّه قصاص يلفق القصص ، و رغم طرده مرارا إلا أنه لا ينقطع عن زيارة العيادة ، ويتسلل بين المرضى ليدخل قاعات الانتظار ويصبح بينهم راوي الزمان ........
سألتها إن كانت تعرف سكناه ، فأخبرتني أن له أما وأبا ومسكنا وأنه يعيش عيشة عادية لا يشوبها عسر أو ضيق
وأنه يسلك هذا كسبيل لجمع المال ممن يشفقون لحاله بعدما يصدقون قصصه
ذلك كان زائرنا وراوينا المريض الذي أقعدته علته المزعومة عن دراسة وعن عمل وعن حياة يحياها كباقي الناس ...
وأي عمل هذا الذي يعمله من كان في سنه ؟؟!!! وأية علة تلك التي خانته طفولته وشحُّ معرفته فلم يلفِ لها من الخيوط ما لا يظهرها منقوصة أو يترك بها فراغا لم يسدّ
وبقدر ضحكي من قصته ومسرحيته ، ومن خزي حاله إثر كشف كذبه ،مع بقائه على عهده بوداع رسم به آخر خطوط الرجولة المهزومة والحكمة المزعومة يرثي به عهدا منها زاهرا قبل قليل قد ولى ... بقدر ما دقت نواقيس الحزن في نفسي على هذا الطفل الذي لم أعرف لعمله سببا غير أب غافل وأم تلهت !!!!!!!!!

وأحزنني ذكاء نما ببيئة فاسدة فما طرح إلا فسادا ولن يطرح إلا فسادا يؤيده الفساد كلما مرت به السنون ....


وقصة كانت غزله القويّ ....فنقضته الطفولة أنكاثا أنكاثا ........
وآه ثم آه ...ما عساه ينقض غزله عندما يكبر....


 11-12-2005, 05:59 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:03:00
أي قلــــــــــب هذا الذي يطيق لولاك يا رحمة ربي

قال الدكتور صالح

أيحميك الله يا بلادي.. رجاء في القلب

فقلت :

جثم على صدري شيء وأطبق لم أعد أعرف منه خلاصا إلاّ الأمل في رحمة ربي يأبى أن يفارقني إلى أن تفارق هذه الروح مني هذا الجسد

أسمع اسما عزيزا غاليا لطالما أحببناه وأحببنا أهله ...

أسمع عناوين النشرة يتصدرها خبره ، وأرى الصحافيّ إذ يلقي علينا من ذكره المرير يشدّد على حروفه فيملأ ذكره الحلق والقلب مرارا ، وينكأ جراحا لا ضِماد لها ، ويلهب حرقة ما تلبث عبثا عبثا..... عبثا أن تهدأ حتى تعود ألسنتها فتستعر فينا...


شعرت بثقل الجاثم على صدري حتى كاد يخنقني ...
أردت أن أسمع القاصي والداني صوت بكائي وتملأ الأرجاءَ آهاتي ...
كفانا تحسبا لمشاعر من لا يحبّ ذكر الأحزان ويفرّ ليتناسى الحقيقة بجرعاتٍ مخدراتٍ موهماتٍ مسكراتٍ ملهيات من لهو الحياة


أحببت أن أسمع القاصي والداني صوت بكائي ....
لم أعد أطيق البكاء سرا ، لم يعد يشفيني بكائيي سرا ، فبقدر ثقله بقدر حبّي الخلاص من أغلاله وأصابعه القابضة على عنقي تريد أن تذهب أنفاسي ...
خوفي من أن يسطو على صوتي فلم أعد أملك إلاه...
خوفي من أن يخرص آهتي فلست أحسن غير ترديدها
خوفي من أن يبهتني الهول فلا أعود أعرف للبكاء ولا للصراخ ولا لقول الآه سبيلا ...
أفتصبح الآه نسيا منسيا بعدما عودونا ... !!!
ليت الآه تبقى والدمع يبقى ، خوفي من أن يأخذوه من أعيننا بعدما عودونا وتعودونا!!!!

ماذا أخي ؟؟ ألا تحبّ أن تقرأ كلمات حزينة ؟؟؟

ماذا؟؟؟
هل تحبّ الرتْعَ بين جِنان اللهو والترف حتى وإن فررت من أصقاع الأرض كلها تبحث في أرجاء الفضاء الآخر عن مهرب لك ،؟؟؟!!!

آآآآآه مسكين أنت ، مسكينة أنا كم محزن حالي وحالك
تخشى أن تجد الفضاء وقد ملأه ما قد ملأ الأرض من حقيقة ...
من يدري لربما صادروا ذرات الهواء الذي تستنشقه !!!


أجل أحببت أن أفعل ....
ولكن ما عساه يجدي بكائي ؟؟

من قلب بلدي الجريح ، من قلب علقم ما ارفضّت له الأكباد وتقطعت له القلوب ....

من هول نار أتت على الأخضر واليابس فينا إلا من إيمان قابع بأعماق الأعماق شأنه شأن ذلك العملاق الذي لا يقهر وإن تكالبت عليه الأرزاء وعليه صانعوها


من جزائر جريحة مازالت ندبة بالقلب مسمومة قتلَ الأخ فيها أخاه ...
من فلسطين الأسيرة ، من قلب الأمة الأسير ...من عينها الدامعة أبحرا من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان

من عراقنا الحبيبة ، وقد حطّم فيها صنم الاستبداد وعنوانه ليحلّ بأرجائها تقاتل الإخوة يغذيه ويسمنه ويضرم ناره ويؤججها طغاة حملوا السلاح وأصبحوا يسمون السلاح إذا ما أمسكته أيديهم سلاما ...

آهْ لا ضير !!!..فكل ما في الأمر أن قد تبدلت الحاء ميما وحبا وعطاء وخيرا عميما !!!

وتتوالى الآلام على ذات الجسد .... وبمصاب كل عضو يتداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ...
فالمرض عدوى تنتشر وعلة تستشري ، وليت القوم يفقهون ...
آه ليتهم يفقهون .......


وآه من سهام تصيب القلب ولا تطيش أو تزيغ ...


سوريا ...أيها الاسم الحبيب بين الأسماء الحبيبة
أيا كل أسماء بلادي..... وتعددت الأسماء وبلادي واحدة
-أيحميك الله يا بلادي.. رجاء في القلب-

وتجف الأقلام أوتريق من دمع القلب ما تريق ...


رجاء في القلب ورحمة من الله لن يضيع بها الحق ولن يعرف الباطل بها له مستقرا ومقاما

*يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون*

حفظ الله سوريا من كل شر وسوء وجعلها حصنا للإسلام منيعا كما هي حصن الإسلام المنيع

 16-12-2005, 11:25 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:09:49
ضعف قــــــــــــــــــــــــــــــوة


آه من ذكريات الامتحانات  ::what::

وما أكثرها ،
لا أدري لم يكن يعتريني خوف حينما أقدم عليها ، بل كنت دائما أخاف من نسياني شيئا مما قد حضرت ولكن ما أن أندمج في قراءة السؤال حتى أنسى مخاوفي تلك ، وأوليها الدبر مقبلة على موقف مسؤولية لن أجني من خوفي معه إلا التبار والخَسار ...


حتى أنني أذكر حينما أقدمت على الامتحان النهائي لشهادة البكالوريا ، حسبتني في تلك الأيام سأقضي ليلتي أعدّ النجوم ، والدقائق والثواني والنوم مجافيني والعين لا تعرف سبيلا لمصالحته والتودّد إليه ، إلا أنني لا أدري كيف نمت ليلتها والطمأنينة دثاري والهدوء إزاري !!

حتى أن شقيقتي هي من تولت إيقاظي مبكرة استعدادا لأهم امتحان على الإطلاق تُستنفَر لأجله قوى كل البلاد وتجد الأسر كلها من عناه أمر فرد منها أو من لم يعنها تترقب أيامه وأيام نتائجه بلهفة واهتمام فائقين


استيقظت كعادتي ، ولسان حالي يستعجم أمري ...!!!
إذ أن سعادة قد غمرتني يومها لم أعرف لها سببا ، فيما تملّك الكثير من أترابي خوف وهلع وضربات قلب صارمة قوية لا تهدأ ولا تني ولا تنثني تضرب بقسوة وكأنما هي الجلاد الذي لا يرحم والسّياط التي لا تُرى ولكنها تسمع !!!


ابتدرتني والدتي الحبيبة بشيء من العسل المصفى ليكون أول عهد لي بذلك اليوم ، ووجدتني أهرع للمذياع ويقيني لا يساوره ريب أن حديث الصباح أخبار الامتحان المصيري ، وأخبار الاستعدادات وأخبار الممتحنين الميممين شطر مقاعد الامتحان جماعات وفرادى ...


وهلّت تلك الأغنية الشهيرة التي باتت أحد لوازم تلك الأيام من أهم امتحان
–جاي منين من الثانوية رايح فين... عَ الكلية.... من الثانوية للكلية -

فلم أدرِ كيف تسارعات دمعات طفح بها قلبي حينها فانكشف منها شيء فكَشَفَ وأسفر عما كان سرا حتى عني !!! ...

عرفت منها أنني وإن بدوت قوية فإنما بداخلي شيء قوي ما يلبث يتحسس مني ومن قوتي النقطة الأكثر حساسية وضعفا حتى يصرّح الدمع مني وينوب عني فيصدح أن قد استبثيتَ أيها الشيء سري حتى كشفته !!! فآه منك يا كاشف الأسرار


ما سر تلك الدموع ؟؟ ؟؟!!!

سرها واحد ...... شعور قويّ بقوةِ ما كنت مقبلة عليه ، وشعور بالضعف رغم كل القوة كحاجة الفارس المغوار لجميل الدعاء ورقة الكلمات وإن بدا مفتول العزيمة وضاح القسمات وهو مقبل على معركة مصيرية من أهم معاركه ليس ضعف خوف منه وإنما هو ذلك الضعف قوة القوة فيه !!!!!!

 27-12-2005, 11:04 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:11:46
ويحك نفسي أفيقي !!!!!!!!!!

خوتي هذا عام يودعنا وهذا عام على أبواب الأقدار يطرق ملحا ...ولا تفصلنا عنه إلا سويعات قليلة

ولا ملجأ منك ربنا إلا إليك ، لا مهرب من ظلمة البعد عنك إلا إلى نور القرب منك ، لا نور يعمّ هذه النفس المذنبة اللاهية الأمارة المزيّنة إلا نور العودة إليك ولا يطفئ لهيب الصادي إلا دمع يسحّه بين يديك ........

وما أثقل اليد التي ترتفع إليك ضارعة مرتعدة خجلا وحياء منك يا ربها ...
تخجل وقد أذنبت واستغفرت وأنت تغفر وتعفو وتصفح وأذنبت واستغفرت وأنت تغفر وتعفو وتصفح ثم عادت لتذنب وقد أغراها الرجاء في سعة رحمتك ...

ما أثقل اليد التي تمتد بالدعاء وقد استصغرت ذنبها في ساعة غفلة عنك ...
ما أثقلها من يد تلك التي تمتدّ إليك ولا تمتدّ لسواك ...وما أخجله من صوت ذاك الذي يدعوك فتغلبه دموع الندم لتخرصه فتنوب ...

ما أعظم الذنب الذي رأيته في ساعة الغفلة صغيرا ، ما أقبح الذنب الذي زينته لي نفسي في ساعة عبث ولهو ولغو
ما أعظمه يا ربي .... وما أرحمك بنا وما أحلمك عنا

كل كلمة...
كل حرف خطته هذه اليد الممتدة إليك المتثاقلة الخجلى وحسبته هينا وكان ظلمة تمتدّ لقلبي فيما زينته نفسي لي نورا يشعّ في عالم هواها .........اغفره لي يا ربي ... فما لي إلا رجائي في مغفرتك ولن يجيرني منه إلا عفوك وصفحك....

كل كلمة ......
كل حرف فرحت به نفسي وقد جاورَتْه للحرف ، وازدهت به ورأته نصرا وفوزا وعبقرية وحسنا وسحرا وصياغة وصناعة فانتشت به وزهت وازدهت ، وكان في حقيقته سببا لغضبك يا ربي فاغفره لي واعف عني فما لي رجاء إلا في مغفرتك وسعة رحمتك

كل كلمة ...
كل حرف أرتْنيه نفسي أمرا عاديا ...عاديا ...عاديـــــــــــــــا يقال أو يكتب أو يرسل ، وصار في لحظة ولادته ربي مَعْبَدي فكان عنك مُبعدي ........
وقد صار في لحظة ولادته ربي مُرضي هوى نفسي فكان عن رضاك مزحزحي وبات بعدها سقمي ومَرَضي وعلتي وكان يا ربي وليد زينة نفسي وبهرجها فرأيته هينا وهو عندك العظيم... فاغفره يا ربي لي ............
فما لي رجاء إلا في مغفرتك وعفوك

كل كلمة
كل حرف ... كان لهوا ولعبا وعبثا واقتطع من عمري قطعة لو كانت في مروج رضاك لزادتها مروجا خُضرا ورياضا غناء وحدائقا غلبا ولكنها زيدت إلى صعيد سخطك عليّ وجُرُز غضبك مني وكأنني الراضية المرضية ....!!!
فويح نفسي .... ويح نفسي ماذا تصنع بي نفسي ...........

كل كلمة
كل حرف خطته هذه المتثاقلة يا ربي ولم ترَ قبله وجهَ ما يرضيك ولا وجه ما يرضي حبيبك ....
فاغفره لي يا ربي ، فهل لي غنى عن يده تمتدّ إليّ بكأس يسقينيه لا أعرف بعده ظمأ ؟؟؟، وهل لي غني عن نظرة من عينه ترمقني راضية فرحة مستبشرة ،
وهل لي غنى عن رؤية وجهه الحبيب ، وهل لي غنى عن سماع صوته الحبيب يسميني ....
ما عساه يغني عيني عن الاكتحال بعينه ؟؟؟ !!!!

وليس لي ربي إلا رجائي في مغفرتك وعفوك وصفحك .... وليس لي غيرك يغفر ويصفح ويعفو .... ولا ملجأ لي منك إلا إليك ربي ...
فارحم ...........ارحم ....... ارحمني يا رحيم
اغفر لي يا غفور.... واعف عني وإن تثاقلت يدي ولكنّ دمعي ما توانى ولا تثاقل عسى شيء منه يشفع لي فينجيني ........
فهل تراه يفعل ؟؟؟؟؟؟

 01-01-2006, 09:33 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:13:32
يا طيبة يا دوا العيان

طيبة .............الحبيبة طيبة وهل مثل طيبة ؟؟
وهل مثل ما تستشعره بطيبة تلك المدينة التي نورها الحبيب بطلعته عليها بدرا منيرا ، ... كل من زارها أسأله هل رأيت فيها ما رأيت ؟؟ هل استشعرت فيها ما استشعرت ؟؟

تستشعر فيها حنانا ومحبة ورأفة تغمرك أينما ذهبت فيها وحيثما يممت ...
وأنت تصلي بالمسجد النبوي ، وأنت قبالة مقام الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وأنت تزور موقعة أحد وأنت ترمق جبل أحد بعين المحب ... وأنت تسمع الصخور وهي تحدث منبعثة بأريج البطولة والثبات والرجولة الفذة
وأنت يعزّ عليك أن تطأ التراب الذي وطأته قدماه الشريفتان ، وددت لو تحتضنه وتقبله حبة حبة لا أن تطأه بأقدامك !!!

وأنت تسير بشوارعها وأنت بغرفة الفندق المجاور لمسجده الحبيب حيث قبره والقبة الخضراء ، تطل من نافذة الغرفة تذكّر نفسك وتؤكد لها أنكِ يا نفس في قلب الحقيقة ولست غارقة ببحر أحلام وردية وأن عينك اليوم عين يقين
وتستمدّ من إطلالتك تلك أنوارا تستنشقها هواء لروحك أن يا نفس إنك بجوار الحبيب تصبحين وتمسين فتنام وملء جفونك جواره وقربه

من تلك النافذة تطل العين ، تسلم عليه من بعيد كما سلمت عليه من قريب وأنت أمامه والعين تجود والقلب يحلق والمُهَج حبا تترقرق، وتخال نفسك بحضرته في كل ركن وكأنك بين يديه ، فتغض من الصوت وتحترم ، وتطأطئ الرأس إجلالا وحبا
في كل زاوية من تلك المدينة المنورة التي ما تزال تستمد أنوارها منه ميتا كما استمدتها منه حيا ...

أجل هذا ما كان خلاصة السبب من ذلك الذي كان فيها وحدها ميزها دون غيرها من بقاع الأرض ، جو من حب وحنان ورحمة محمدية غمامة تعمر تلك السماء وتغمرها وتظلل تلك الأرض الحبيبة

)لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)
كم وكم وكم تستشعر السكينة والهدوء يظلّان المدينة بأكملها ، فتمر السيارات وكأنها بلا أصوات ، ويمشي الناس وكأنهم أمضوا معاهدة الهدوء والسكينة فما تخلفوا وما أخلفوا ...
سبحان الله وكيف لا تكون تلك مدينة أشع فيها نوره حيا كما يشع فيها ميتا
واعذروني إخوتي فإنّ الذكرى عندي ما تفتأ تجد فتيلا حتى تضيئ بقلبي قنديلا ،
وهل لكلماتي المسكينة أن تحدّث بخبر المدينة وأنوارها ؟؟؟!!!
لا حرم الله أحدا من أنوارها ولا حرم المشتاق الملوّع من العودة

 06-01-2006, 05:55 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:14:20
وامـــــــــــــــــــــــــــحمداه .......لنبحث عن الخطأ فينا قبل أن نبحث عنه فيهم

إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

إذا أردنا أن ننصر رسولنا وحبيبنا وقدوتنا ورمزنا الأسمى محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام فلنعش على خطاه وللنشئ من حولنا على خطاه ولنربّ أبناءنا على خطاه ، ولنكن أهلا للانتساب له بالفعل قبل القول

ولنعط صورة إسلامنا الصحيحة التي يدخل بها الناس في دين الله أفواجا
لنكن يدا تبني صرح الإسلام المنيع ، ولنكن لبنات في بنيانه المرصوص .....
يومها لن يجرأ أحد على التعدي والتطاول والاستهزاء
شخص الحبيب صلى الله عليه وسلم لن تنال منه يد متطاول مخطئ لم يعرف له ذرة من قدره.... وإنما نحن أيدي البناء ونحن الملاط ونحن كل الأدوات ....ونحن الأكمّة التي تقف دون هيبتها ألسنة المتطاولين

فلنبن ......... ولنرسم خطوط نهضة أمتنا ............ ولننعم برؤية شمس إسلامنا مشرقة متبسمة على الأرض بأكملها

وهذا ثغر الإسلام ، فلنرسم عليه بأيدينا ابتسامة القلوب ، المتوردة من مهجها المبتهجة بعودة الحياة لجسد الأمة
وإن ظنّ أنها الميتة ، فهي حية تنتظر من يجتثها من غيابات غيبوبة ألقيت فيها قهرا وغصبا

 29-01-2006, 10:32 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:15:08
كم تقول لنا ونحن لا نســـــــــــمع ........!!!

وهذه الدنيا ......... مهما أخذتنا ومهما شدتنا إليها إلا أنها كثيرا ما تقول لنا :

اذهبوا عني ....... التفتوا إلى ما هو باق فأنا الزائلة.....أنا متاع ولست متاع صدق وإنما متاع غرور
مقاعدي مقاعد ......... ولكنها ليست مقاعد صدق وإنما مقاعد ذاهبة زائلة وملكي ملك ولكنه إلى زوال .....

انظروا لملوك الأرض وهم يتركونني ويذهبون إلى حيث حقيقة ملكهم ، إلى حفرة في الأرض التي أنبتوا منها نباتا وقد أعيدوا فيها ليخرَجوا منها إخراجا ........
أفلا تنظرون .........أفلا تبصرون ؟؟
إذهبوا عني ......
إنني بقدر ما أغركم بمتاعي بقدر ما ترون فيّ من حقيقة أمري ..........

انظروا إلى من ظلّ يأخذه بريقي وينشد منه المزيد والمزيد حتى لم يعد يرضى بغير البريق .........انظروا إليه.........وهم يحثون عليه التراب ذرات على ذرات تقبره.......
أفدام له ما قد حسبه دائما ؟؟؟؟ أفأخذ من البريق ومضة تكون له الأنيس؟؟

إنني مع ما أغركم به من متاعي يبدو من حقيقة أمري ، ومميطِ لثام زيفي ما يجعلني بقبضة أيديكم لا بين نياط قلوبكم تشدني لا ترى لي ندا ولا بديلا وتنبض بي لا ترضى عن قبلتي حِولا وتستصرخني لا تجد لي بين المغيثين قَبيلا

انظروا إلى من لم يرضَ بحاله وبات الليل سهرانا ، يعدّ بدل نجوم السماء أيادي حيلة يرى أنه قد أوتيها على علم عنده غارقا بلجج الأنا وظلماتها ناسيا مشيئة بارئه ومدبر الأمر كله
انظروا إليه وقد أصبح بعد ليله المبيضّ من بياض عينه التي لم تطرف يهمّ أن يفعل كَيْت وكيت ......... وإذا بيد غير أياديه التي عدّها تمتدّ إليه في طرفة عين تحبس أنفاسه فلا تسرحها مرة أخرى ...، وتمتدّ إلى عزمه قاطعة زمامه وإلى ما قد نوى فيقطع ما بيني وبينه النَّوَى........
يصبح وقد هم أحب وأقرب الناس إليه بحنوط وقماش أبيض مسارعا غير مبطئ إكراما..........إكراما له ......!!!!

انظروا إلى من رآني حقيقته وتشبّث بحبالي الواهية ، انظروا إليه إذ لم أكن له منقذا ولا منفذا ولا سندا ولا ظهيرا .....
انظروا إليه وقد غرته الأمانيّ حتى جاء أمر الحق ......

انظروا إلى من أخذ وأخذ وأخذ ولم يعطِ مما أخذ شيئا ظانا أنّ ما حازه هو ملكه ونسي أنما قد استخلِفَ فيه ، ولو أنفق منه لردّ إليه أضعافا فهو مستخلَف منفق من غير ملكه ومردود إليه ما أنفقه أضعافا ....
انظروا إليه وقد طاش سهمه فما أصاب الحقيقة ، انظروا إليه وقد قلب أطراف المعادلة وبها سيخطئ الهدف و ظنّ أن قد أصاب ........

انظروا إليه وهو ذاهب عني ........أتراه سيأخذ مما أخذ شيئا يدسه معه في التراب يؤنسه ويجالسه بين عدّ وزيادة وزيادة وعدّ؟؟؟؟!!!

انظروا إلى من تعالى فلم يرَ الجبال الراسيات عليّ إلا شيئا من الأشياء الصغيرة لا تكاد عينه تراها ، أفتراه قد بلغها طولا ؟؟؟

انظروا إليه ينظر للأرض من علُ فيقول لها :إني أقوى من أن تحمليني أنتِ ....فمثلي لا تحمله أرض .....لا لا لاااااااااااا إنك لست أهلا لحملي ............
أتراه قد خرقها تلك التي لم يعد يحسب لها حسابا وودّ لو لم يهن لتحمله هي !!!!

انظروا إليه وبجوفها قد بات لا حول له ولا قوة .... يعلوه ترابها ......آه عليه من ظنّ أنه قد علا كل شيء وقد بات التراب يعلوه !!!!

انظروا إلى من كفر وألحد واستهزأ وضحك وفكِه وتغامز ......
انظروا إلى عقله الجبار الذي قرّر أن لا خالق ولا آمر ولا ناهي لأشياء كل ذرة فيها تنطق بأمر آمرها ونهي ناهيها

انظروا إلى من أخذت ألسنة اللهب ولظى نيران أضرمها حقده وغله وكرهه وسَفَهه أخذت منه كل مأخذ حتى حمل ريشة شقيّة ، ما أشقاك من ريشة حملتك يد ملطّخة بسفَه عقل ظنّ أنه فاعل ليس به يوما مفعولا تسرّب إلى الأنامل تأمر أمر السفيه لتنصاع الريشة فتخط رسوما ليست تغنيه الدنيا وما فيها وما في ما فيها عن نجاته شيئا
انظروا إليه حين يصبح ريشة تخط بجوف الأرض التي تعافه أثر حفرة بين أخزى الحفر

انظروا إليه وقد أصبح بعد ضحك واستهزاء وقد أرداه إلهه ، وما إلهه إلا هواه وقد أصبح تحت التراب لا صوت ولا أثر ولا ظنّ بقاء وخلد قد أطغاه

أين كل أولئك فيّ أيها الأحياء ؟؟؟ ماذا سأغني عنهم ؟؟؟ وهل سأغني عنهم ..........
فإنّي بقدر ما أغرّ بمتاعي بقدر ما سيريكم ربي فيّ حقيقة أمري...
فسارعوا واعرفوني وتعرفوا إليّ قبل أن يغركم فيّ غَرور.........
سارعوا واعرفوا كم أنّني إذا صرت بقبضة أيديكم فقد ملكتم الحقيقة وإن صرت بين نياط القلب وصار صوتي فيكم نبضه فقد ملكتم الوهم والخيال وأيّ ملك هو ملك الوهم والخيال!!!!!!

 11-02-2006, 08:37 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:15:49
اللهم صل وسلم على الحبيب ما سحّت العيون وما رقأ الدمع في المآقي
صل وسلم عليه ما أجهش الصادقون الباكون إلى رؤياه شوقا
صل وسلم عليه ما تسابق المتسابقون بالفعال إلى لقياه توقا
صل وسلم عليه ما غرد البلبل الصدّاح وما ترقرق الماء في السواقي
صل وسلم على طب القلوب ودوائها ،
وعافية الأبدان وشفائها ،
ونور الأبصار وضيائها
وقوت الأرواح وغذائها وعلى آله وصحبه وسلم ،
في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علمك يا الله
صل وسلم عليه يا الله...... ما ذكره الذاكرون وما غفل عنه الغافلون
صل وسلم عليه عدد حبات التراب وعدد ذرات الهواء
صل وسلم عليه عدد ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها
صل وسلم عليه عدد الحروف وعدد ما كتبت وعددما تكتب وعددما ستكتب
صل وسلم عليه عدد الكلمات وعدد ما قيلت وعددما تقال وعددما ستقال
صل وسلم عليه عدد ما عددنا وما نعد وما سنعد
وصل وسلم عليه عدد ما لا نعد وماوحدك تعد
صل وسلم عليه ما نبضت قلوب محبيه وما توقف على ذكر اسمه بعد اسمك نبض قلوب محبيه شهادة أنه رسولك وحبيبك وحبيبه الذي لا يرجو من غيره شفاعة
صل وسلم عليه يا باعثه للعالمين رحمة وللمؤمنين رؤوفا رحيما

وصل وسلم عليه ما خط القلم وقدر ما استحى إذ يخطّ
وقدر ما لن يقوى على أن يخطّ وقدر ما لا يقوى أن يخطه عنه بين الأقلام قلم
وقدر ما لا يقوى أن يعرب عنه بين القلوب قلب
وارحم يا ربنا كل من بكى يرجو لقاءه ونظرة من عينه الحبيبة تشفيه وتنجيه وتأخذه إلى عرض الجنان حيث صحبته


 03-03-2006, 11:17 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:16:35
من سواك أضحكه ؟؟!!

ذلك الملاك حديث العهد بالولادة وقد ذهب في نوم عميق.... هنيئ ...
هادئ... ناعم نعومة أطرافه وجلده وعينه وفمه وأنفه وكل شيء من أشيائه الصغيرة ، الصغييييرة ....التي تدعوك مع كل نظرة إليها ومع كل تأمل فيها أن تسبح بحمده وتنزهه ، وتقر له بالعبودية ربّ ذلك الذي لا يكاد يفوق طول ذراعك طوله أو ربما من ذلك كان أدنى ، وقد صار يوما إثر يوم إثر يوم إلى ما صرت إليه يا من كنت بحجمه يوما ، وببراءته ، وبنعومته ، وبفطرته التي عليها ولد....
أواااه لك وسقيا يا أيتها السليمة !!!!!

تلك الابتسامة التي كلما رأيتها ترتسم على شفتيه الورديتين المضمومتين وكأنهما وردة خجلى تلوذ بأكمامها لتطبق أطرافها بعضها على بعض في ساعة تسكن فيها الدنيا مع سكونه وتخضع هادئة مع هدوئه ، وتنصاع انصياع عينه المستسلمة لأمر ينسدل له أعلاها فيغطي نهارها الساطع في كبد سمائه شمسها المبثوث في قرصها أشعة ذوات لون من الألوان ...مؤذنا بحلول ليلها ، وإن كانت شمسنا ذات الشعاع المنير في كبد سمائنا بعد قابعة ... !!!
على شفتيه ترتسم ...وهو في إدبار من الواقع وإقبال من الأحلام ......وبذهني يمرّ السؤال ... يتلوه السؤال ...

أي عقل هذا الذي بيومه الأول أو الثاني أو الثالث ...أو العاشر أو الأربعين أو أو ............ يجعله يدرك فيبتسم ؟؟؟

ماذا تراه يرى ؟؟؟ ما تراه يضحكه ؟؟؟ ما الذي يجعله يعلن عنوان سعادته ويصدح به ابتسامة في غيابات النوم ومع أطياف الأحلام ؟؟
أحلام؟؟؟ !!!!
وأي أحلام ؟؟؟ !!! سعيدة أو تعيسة تلك التي قد يراها ابن أيامه الأولى؟؟؟
ماذا عرف من حياته ؟؟ ماذا أدرك من أشكالها ؟؟؟ ماذا علم عن أحوالها حتى يضحك وهو نائم غير صاح ؟؟؟

سبحانك اللهمّ... أي عقل هذا الذي لتوه قد أدرك معنى الضحك ليبتسم حتى تنفرج زاوية ابتسامته أحيانا أكثر فأكثر فأكثر لتصبح قهقة عالية سعيدة تملأ البيت والأرجاء كلها ورحب الفضاء بهجة وفرحة وتبعث في القلب قبل الشفتين ابتسامة حبّ لابتسامته ؟؟؟
أيها يا ربي قد أدرك بين كل هذا ؟؟؟ ليضحك ذلك الملاك حديث العهد بالدنيا وقد كان قريبا جار أحشاء لائذا بجدار من لحم أمه وبدماء من دمائها ...يتنفس ويأكل ويتغذى بأمر مصوره ....ونافخ الروح فيه من حبل يمده بأسباب الحياة كلها ...؟؟؟
أيها قد أدرك حبيس الأحشاء مفكوك الأسر الحبيب إلى الحرية الكريهة؟؟؟ !!! مكرها... إذ فك عنه كان لا بطل !!!
ومدَّ الابتسامات المتواليات يمتد الحوار بيني وبينها ...لترتسم مرة تلو مرة فتسائلها عيني مرة تلو مرة ....
فأقول ..........بعد رحلة معها طويلة وتأمل بها عميق ....

سبحانك ...فمن سواك قد أضحكه ؟؟ يا من تضحك وتبكي!!!
*****

 06-03-2006, 04:20 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:17:29
وبعــــــــــد يا نفس ؟!!

وبعد يا نفس ........
ماذا بعد الذي كان؟؟؟ ماذا بعد الذي تحقق ؟؟ ماذا بعد الذي تيسّر؟؟؟ ماذا بعد الذي حلما كان وحقيقة أصبح ؟؟؟
ماذا بعد أطياف وردية كنت تستشرفين منها الأمل المشرق؟؟
ماذا بعد رجاء وأمل وأمنيات غاليات كنّ قريبا أبعد المنال وغدون تتحسسهنّ اليد وترمقهنّ العين بفرحة وحب وشكر لله لا ينقضي ...

وبعد يا نفس .......
أبحث فيك ......وفي ثناياك عن مآل الحال ...عما بعد الفرحة ورقرقات مياهها الجارية المنسابة الطليقة المتحررة الفيّاضة إذ طفحتِ بها عارمة تشقّ لها دربا بين الدروب المجاوزة تخومك.....

وبعد يا نفس..........
أبحث عما بعد ...........أبحث عما سيأتي...ويأتي منك ويأتيك
أبحث عنك وعن حالك ...عن أصلك وعن مآلك ... عما تغير فيك أو يهم أن بفعل ...
نعم سيتغير فيك الكثير .......نعم أدري ...
ولكن إلى أين المسير ؟؟؟؟.......وأيها وجهة التغيير ؟؟؟
أإلى غرور ؟؟؟ أم إلى فتور؟؟؟أم إلى قصور؟؟؟ أم إلى ظنّ بلوغ الغاية إذ فتح الباب؟؟؟ ...........
إلى أين المسير .....وأيها وجهتك أيتها المتبدلة ....المتحينة للفرص حتى تغلبي وما أكثر ما تتحينين وما أحبّ أن تنتصري لك عليّ ...آه عليك
ما أكثر ما تتمايلين ....

إلى أين ؟؟؟ وماذا بعد؟؟؟
أمن باب قد فتح تظنين أنك قد بلغت المرام ....؟؟؟ وأن قد شيّدت لك ذوات العماد فلا خوف ولا فوت .......؟؟
حذار .........حذار أن تطغي في بلاد مازلت تطلين عليها من زاوية مصراعيه إذ تفرقا فكشفتْ عن شيء من فضاء خلفه ظنّك بها كل الفضاء محض هراء ...فحذار ......حذار فليس يغني الظن من الحق شيئا ......

وماذا بعد يا نفس؟؟؟؟.....

وماذا بعد الأمل والأمنيات ؟؟؟ وماذا بعد أسارير تفتح لها القلب ؟؟وماذا بعد الحقيقة ملك الأيادي؟؟؟

سأبحث فيك ...... سأبحث في ثناياك التي تريد أن تخفي الكَدَر عني والشوب وتخلطه بالنقي على أنّه لا ضرر منه يلحق ولا ضير إذا كان ، فبعض منه لن يفسد على الصافي شيئا من صفائه ...!

سأبحث فيك ....يا من تتحينين فرصة أن أتركك وشأنك ....وأن أكلني إليك ....... يا من لا مأمن لي منك إلا بحرصي على البحث في ثناياك ومشاربك وفي مصبك من بعدها .....وقبل كل ذلك وبعده رجاء في رحمة من ربي تتغمدك.....

وماذا بعد يا نفس ؟؟؟؟؟
إنها البداية .........إنه الأمل المشرق يطلق أشعته فليس يعني بلوغ شيء منها إليك أنّ الشمس قد تبسمت وما عاد للغيوم من بعدها سطوة على جمع شعاعها المنتصر ......

ما هي إلا البداية يا من توهمينني أنّ كل أمر بها تيسر وتحقق وبات ملموسا سهل المنال .......

وماذا بعد يا نفس ؟؟؟؟......
سأبحث لك عن الدواء.........لن أتركني لعلتك ......لن أتركني لبلواك سأبحث لك عن الدواء

آه تذكرتك.......
تذكرتك ......ما أنجعك ...
ما أنجعك من دواء ...........ما أنجعك أيها المسعف في كل حالات المتمايلة المتبدلة المتقلبة.......وفي أصعب حالاتها......
قرأت اسمك أيها الدواء الشافي في تصرفاتهم .......في صدق أعينهم .....فيها إذ تفيض من الدمع شوقا لرضى منه وحبا للعمل على نيل رضاه ....وابتغاء وجهه وحده......وحده ...وحده
في بريق أعينهم إذ يرون الباب يفتح .....بريق قلوب صادقة كانت أعينهم لها المرايا .........
قرأت اسمك أيها الدواء في يد تمتد من غير ما احتساب ولا احتراس ولا تأويل إلى أقرب ما تبلغه بعون ............قرأته في تسابقهم للخير وإن قلت في نفسي ما أكبره عليهم ...... فكانوا يكذبون مقالتي بصدق فعالهم وبإثباتهم أنهم لها وأن أنفسهم وصدقهم أكبر ....

قرأته في سجدة منها تفرّ إليها وتهرع وهي تسحّ الدمع الصادق المستحي يتورّد من إجهاشته الصامتة وجهها وتتلألؤ على الخدين درر منه تزيد الحسن بالصدق حسنا

قرأت لك اسم الدواء يا نفس فيها تلك الساجدة الخاشعة الباكية..........

قرأته لك في دموع الأخرى وهي تشيح عني بوجهها ليس غضبا ولا غيضا ولكنها تبذل أقصى ما بقي من قواها لتخفي عني دمعا يغلبها ، دمع فرح وشوق
فرح بالباب إذ فتح ، وشوق لخطى حبيب ترنو لأن تقتفي أثرها فيكون دربها دربه حينما سمته على نغمات أغنية تسكن لها وتهدأ وتخشع ختام كلماتها
"نسألك يا الله يا ملاذ كل غريب أن ترزقنا الحياة على خطى الحبيب "
فكان أول ما رأت -والباب يتفتّح- خطاه وأول ما تمنت أن تخطوها ...

هذا ما بعد يا نفس ............
فقد قرأت لك اسم الدواء في أمثالهم ...........في عينيها وفي عينيه .......

وسأقرأ المزيد .....وسأبحث لك عنه كلما رأيت بك علّة تريد أن تفتك بي .....

سأعرف اسمه ......فقد حفظته .......لن يتوه عن بالي ولن أنساه......فقد حفظته

ومازلت أقرأه .......لآتيك به .........فانتظريني................


 25-03-2006, 10:02 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-16, 09:21:40
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قد تبتعد رؤوس الأنامل عن رؤوس تعودت ضربها ... وقد تبتعد الحروف ...
    ولكن أصواتا أقوى تدق ناقوسا من غير ما انقطاع ولا امتناع .... تدق بالقلب... تصاحب النبضات ، تسري مع الدماء المتدفقة بالشرايين... تسير في كوكبة واحدة مع الخطوات...تخطّ معها رسوما من رسوم الحياة... ترقص على نغمات الفرح بتبيّن خيط الحقيقة من خيط الخيال...


    كثيرة ...كثيرة هي الأصوات التي تبلغ المسامع .... وكثيرة تتشنف لها الآذان... وقليلة آذان تحسن الاستماع ... وقليلة قلييييلة أصوات تستحق الاستماع... ، والأقل بكثير في عالَم أبكم عن الحق أصمّ عن الحقيقة أصوات يبقى دويّها ويدوّي بقاؤها ورَجع صداها قويّ وكأنما لتوّها تصدح ولتوّها تعـــلِّم إذ بالحق تصدح...


    آه كم تعلمنا تلك الأصوات ...تلك الكلمات... تلك الحروف التي تقفز بالحياة فيما تدبر عنها عقول تدّعي أنّ قوامها موطن نبضات لجسد يتحرك...
    آه كم تتردد مع الحقيقة تلك الأصوات ....تلك الكلمات....
    آه كم تشمّر عن ساعد الجدّ في قلب الحياة لتريك أين تلقي بذرتك وكيف ترعاها وتتعهّدها بالريّ والسقيا لتكبر ...


    آه كم يرى المرء العقم في عقر دار الولادة...!!! وقد يرى غيره علامات الحمل في دار العقماء

    آه كم تجعلنا تلك الأصوات نـُـعِدّ لعلامات الحمل ونستبشر بتباشيره لنَــعُدّ أياما تفصلنا عن وضع الوليد المنتظَـر ...وتتهيأ الشفاه المتشققة من أثر الحزن لزغرودة تروي بالفرح عطش القلب الصادي ....
    آه لعين تذرف دمعا تحجّر في المقل ...تطلقه بعد إذ ترسّب حجرا على حجر ...!!
    بشراكِ يا عينا تفتّتَتْ فيها رواسب الحجر ... وها هو إذ يشَقّق فيخرج منه الماء ليبعث من جديد معنى الحياة....
    آه كم تعلّمنا تلك الأصوات ...تلك الكلمات .......كم يتكسّر جلمود الوهم أمام شلالات الحقيقة.....كم نرى في كلمات الحق صعوبة وقسوة .... وكم نرى في كلمات الباطل مرونة وسلوى...!!! والدرّ في جوف البحر كامن عن سطحه يعفّ ...فهل يأتي بالدرّ غوّاص أم يأتي به من يطفو ؟؟


    آه من سحر الأصوات المدويّة ... وآه وآه من فعلها تلك الكلمات ...


    وكذا أصواتكم وكلماتُكم أيها المصاحبون مع الخطوات بين تلك الأصواتِ
    تلازمني والكلماتِ وإن غاب صوتي عنكم وكلماتي ...

 06-05-2006, 06:45 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 08:48:09
مشاركة لأخي مصعب الشهيد

حقا انها ارادة القدير ....
واى شىء فى كونه يسير بلا ارادته؟!
لا شىء... لا شىء
اليوم حرب وقتل وتعذيب... وغدا نسمات النصر تلفح وجه الارض المنتصرة..
اليوم ضيق وعسر وكرب.... وغدا اشراقة شمس فوق جبين الامل
اليوم حزن وغربة وضياع..... وغدا لقاء حب فى فؤاد العائدين..
انها ارادة القدير..
هكذا دنيانا شقاء وسعادة وسعادة وضجر وضجر ورضا مفارقات ومتقابلات واضداد تجتمع لتكون الحياة
انها بحق دنيا العجائب..
وليس اجمل من ان تمتزج المتناقضات فترسم صورة السعادة!
وما اجمل ان يعيش المرء منتظرا السعادة‍‍‍‍..
ولكن اى شعادة فى الدنيا؟‍‍
لا سعادة فى الدنيا الا فى رضا الله عز وجل
فالدنيا هى فى مجملها الم
الم كلها الحياة فما تضحك سنا الا لتبكى عيونا‍
ومن هنا اصبح المها وشقاؤها اذ ان الحياة فيها مصحوبةبالالم بعد السعادة والسعادة بعد الالم.
لكنه الرضا..
الرضا فحسب هو الذى يجعل الم الحياة سعادة بلا الم..
....
مصعب

 31-05-2006, 06:05 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 08:48:57
عصاهـــــــــــــــم المكسورة

نعم هي الحياة أضداد ومفارقات ...
نعم هي الحياة فرحة وأمل وضيق وملل ...، هي الحياة غضب ورضى... وقرب وقِلى ... ، هي الحياة حب سعي أو حب ركون
هي عين تدمع وثغر يتبسم...
نعم هي الحياة....
كلها تلك المتناقضات تلتئم لتفسر الحياة ...
كلها معا معنى الحياة...
قال لي هو ...وقالت لي هي... وقال لي آخر... ، وقال لي غيرهما ، وقال لي غيرهم جميعا ، وغير غيرهم قال ويقول ، أنّ المعاني قد تبدلت ، وأن الآيات قد انقلبت وأنّ الأمور قد تقلّبت ، وأن الحق قد غدا باطلا وأن الباطل قد غدا حقا ...
قالوا لي : فأي بصيص هذا الذي ترين ولا نرى؟؟ أي أمل هذا الذي يغمرك شعاعه ويبخل علينا فيهملنا ؟؟ أي هدف ذاك الذي تحددين وتصوبين لتصيبيه ولا نكاد نرى للهدف مرمى؟؟ وأي مصير ذاك الذي ترقبين ونحن لا نجد مِرقابا ولا ما نرقب ؟؟!!!
أي أحلام تلك التي تحلمين ؟؟ وأي حق هذا الذي تشْدين أنه ظاهر وهو المهزوم المخذول المُوَلَى ؟؟وأي أياد تشدّين عليها تلك التي نراها لا تفعل شيئا يعدّ بين الأشياء الصحيحة!!!؟؟ وأي باطل ذاك الذي ترددين أنه زاهق ونراه السيد المتملك والسائد؟؟

أيها ؟؟!!! فلم يبقَ من حيلة وما بقي من حلّ ...
قالوا لي الكثير ... وسمعت أقوالهم ولكنّي ما استمعت لها يوما ...
فتلكم أصوات تتردد ولكنها ترتدّ إلى منطلقها تنبئ النبأ اليقين أنّ أذني عنها صماء ...

قالوا ، ويقولون ، وسيقولون ...
كلهم يبيعون الكلام بأزهد وأبخس الأثمان ، بل ربما وهبوه منحة من غير ما مقابل ... كلهم يلهثون بكلماتهم خلف الآذان ...وكم غرها أن قد وجدت لها مسربا إليها !!!

لكم غرها أن قد دخلت إليها بلا تعب ولا كلل ولا عناء ...
ولكن تلك الآذان كانت النفوس لها أبوابا ، فما أن فتحت الأبواب حتى دخلوا الديار واستوطنوها كما يستوطن المحتلّ أرضا سليبة ...
نعم هي الحياة أضداد ... وهل تكون إلا كذلك؟؟
وهل تــُـعرف إلا بأضدادها الأشياءُ ؟؟

فإن كانت دار الفناء دار أضداد وتقلبات أحوال ، فلنعرِفَ دار الاستقرار على ذات حال ... فإما نعيم مقيم لا يزول وإما شقاء دائم لا ينقطع ...

وبائعو الكلام ، وواهبوه المتخذون من تلك الأنفس ديارا ، طابت لهم مستقرا ومقاما ... يلومون الحال وهم أول الملومين ويرمون بالتهم جزافا ...وهم أول المجرمين ، ويقدحون الرجال وكان أولى أن يبحثوا في أنفسهم عن معنى الرجولة ...ويسفهون الأفعال وكان أحرى بهم أن يبحثوا عن فعل يستر عُرْيَ أقوالهم...

كم يقولون ...وكم يلومون وكم يلقون باللوم !!! وكم يحاولون ، وعبثا يحاولون أن يجدوا لهم عند الصُمّ في معتقداتهم أذنا تسمع ...
هي هذه الحياة أضداد نعم ...
هي فيها ، وما فيها ... هي أرزاء وهموم ...
هي واقع مرّ ... نعم
ولكن أي خطب أرزء من مصيبة الإنسان في نفسه ، من مصيبة المؤمن في إيمانه ؟؟ من مصيبة العقل في وعيه؟؟
أي هم أشد وطءا من يد كبلتها أناملها ..ومن فم ألجمته فرائص ارتعدت خوفا ،
أي واقع أمرّ من مؤمن يحسب على الأمة فردا حيا منها وهو ذو مفعول مزدوَج نائم منوّم ...بل قاتل قتيل !!!، قتيل يأسه ، وجموده وفراغه من ثقة بالنصر وأنه أداته ...
وأي أداة يكون من فعلت به سلعته فعل العصا التي يتوكؤ عليها لتحمل معه شيئا من موته ؟؟

قالوا لي ، ويقولون ... وما عرفوا أنني لا أملك أذنا يبحثون عنها بين الآذان ...وأنني لا أعلّق على حائطي ساعةً عقاربُها تعكس اتجاه الزمن لتبلغ أدغال الماضي ، وأي ماض؟؟ ماض لا تنتهي الطريق إليه حتى ينتهي عمر المؤمن في ساعة، أو ربما في أقل من ساعة.
على حائطي لا أعلق ساعاتهم ...أولئك الذين لم يعرفوا بين الحِرَفِ غير بيع الكلام ...
وليس كلّ الكلام الذي يقال...وليس كل الكلام الذي يسمع

كثر هم الذين قالوا وإن لم يقولوا... أن أحلامكِ أيتها الحالمة مع الحالمين لن تدبّ يوما بالحياة...فهل بقي في جسد الأمة شريان يخفق؟
وكثر هم بائعو الكلام أمثالهم ، وإن لم يقولوا ...تكفي منهم نظرات تتعجّب وإمالات أفواه تستهزئ ...
وعلى كثرتهم فهم الغثاء بعيني ...
وعلى قلة الآملين فهم بعيني شعاع النور الذي سيغشى الأرض ...

ونعم هي الحياة مفارقات ، وأضداد ...
ونعم هي الأمة في أصعب حالاتها ...ولكنّه بعيني مخاض ،زيادة الألم فيه وتداعيه على الجسم قرب موعد خروج الحيّ للحياة ....
ونعم رضى الله فيها تلك الحياة غاية الغايات وقمة السعادة فيها بلوغه غاية....

 31-05-2006, 06:39 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 08:50:30
قلتها لمن كانوا معي قبل ساعات :
أشعر أن الله يفتح لنا الباب تلو الباب ، وأنه يقول لنا ... ها قد فتحت لكم ، فاصبروا واشكروني أزدكم ...
أشعر أن نعمه علينا تزداد وتزداد وتتضاعف أضعافا وأضعافا ...أشعر بعظيييييييييييم نعمه
فقط نصبر ونشكر وفضله أبواب تتفتّح الواحد تلو الآخر ، أراها رأي العين أفضاله....
فقط لنحرس نوايانا ، ولنراقبها ، ولنزد من الإخلاص قربا وقربا وقربا ولنحرص على دوام قربه ، بل على ملاصقته ...وليكن توأم النّفَس الذي نتنفسه ...
فقط لنخلص ، لنصبر ، لنشكر ... وسيزيدنا من فضله

قلتها لهم منذ ساعات وقلبي تغمره فرحة لا تعادلها أكبر الفرحات
فدمعت عين أحدهم وقد أغنى الدمع عن الكلمات...

 03-06-2006, 03:21 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 08:55:20
تلك التي أصبحت من الروح وأصبحت الروح منها ، حينما تقرر غيابي عنها لأيام وجدت القلب قد ابتدر مع العين لحنا من أحزن الألحان وأقرب الألحان :

راحلة عنك ....كم من الأعوام سأرحل ؟؟
كم منها سأغيب ؟؟؟ كم من الأيام سأعد نأيا عنك ؟؟؟
راحلة عنك .... وكم يضنيني الرحيل ...كم يتعبني ، .... كم يثقلني ... كم يجثم على صدري ثقله ...
راحلة عنك ...
أي صباح هو صباح غدي البعيد عنك ... أي يوم ذاك الذي أقضيه لا أسمع فيه أصواتا صارت ألحاني ونغماتي التي يرقص على ترانيمها نبض قلبي...
أي نور لشمسي ذاك الذي لا يدغدغ مع حنين خطواتي الأولى بداخلها جدرانها وأبوابها ونوافذها التي لا تنفك تدعو شعاع الشمس ليكون أول ضيف يبث نوره بالقلب إشراقا وكأنما من جودها تلك المضيئة تأبى إلا أن تكون لها القلوب مرايا ترى فيها حسنها ، ثم تترك في كل واحدة صورة منها لا تنمحي ....
راحلة عنك ....
آه كم يثقلني هذا الرحيل ... كأن بعضا من الروح بعده ستبقى ... بل هي الروح .
أيا ضحكاتي التي أعود معبأة بها ، نبعٌها القلب .... أيا ضحكات فرح بما كان ملء يومي فيك...
حتى لحظات الغضب فيك والغيظ والأسى ....كلها ...كلها لها في القلب طيب العود الذي يحترق ليبعث أطيب الريح وأزكى العطر ...
راحلة عنك ...

سألوني ... مالك اليوم حزينة ؟؟؟ مالعينك اليوم كسيرة ؟؟ ما خطب لونك وكأنك عن الدنيا راغبة ...وكأن الدنيا راغبة عنك ؟؟
طأطأت رأسي ... وأحجمت عن الجواب ... ما عساي أقول ؟؟؟ كيف عساهم يفهمون ؟؟ هل أقول أن رحيلي سبب حزني ؟؟؟ وإن قلت ... ممّ عساي أستحي ؟؟؟ ولكن أهو رحيل الدهر الذي لا عود بعده ؟؟ أهو هجرة لا رواح منها ولا انقلاب إلى أهل بعدها حتى أفصح ؟؟
لو كان كذلك لفقهوا الأمر دونما حاجة منهم لسؤال ....ولا حاجة مني لاستحياء من جواب...
راحلة عنك...
نعم هي في عداد الأيام ثلاثة ....ولكنّها في عداد القلب المعلّق بك نأي لم أعد عليه أقوى...
تلك الوجوه الغريرة ، تلك الصيحات الصغيرة وتلك الضحكات المتعالية الأميرة .... كلها سأشتاق إليها
كل باسمه صرت أعرف .... كلّ من نبرات صوته صرت أفقه ما يريد ...
كل منهم بشقاوته ، بما تمليه عليه الطفولة ليكتب على صفحاتي ...بطرائفها ولطائفها بشكواها ، ببكائها ...بيد تمتد لتفقأ عينا من أعين أترابه غيظا منه سرعان ما ينقلب إلى رضى ...
بتأتآت المتّهَم عندي خوفا وجزعا وكأنه الذي أتى أبشع الجرم وبغضب المتّهم المتعالي صوته يروي قصة ظلمه ، وما هي إلا كلمات تخشع فيها أسماعهم ويعمّهم خزي ويلين فيها جانبهم حتى تعود مياههم إلى مجاريها ...

بهذا وذاك كله .... بكل المتناقضات ، وبكل المفارقات ، وبكل الأحوال المتقلبة ، هم هم الأحرار ... هم الفلاسفة الكبار الذين لا يعرفون الانحراف والالتواء إلا كما يعرفون الاستقامة والاستواء ...كل ذلك عندهم سواء ....

إلى كل هذا منهم سأشتاق .... وبكل هذا بات القلب معلّق ...

راحلة عنك...
لثلاثة من الأيام عدّا يقال ....وهل هذا رحيل ؟؟؟
كم أصبحت تعنين لي ؟؟ كم أصبح وزنك عندي ؟؟ ربما لن يفهموا ....وإن فهموا ربما لن يحسنوا التقدير
أصبح يومي بعدد أنفاسك يستطيل ... أنت عندي لست ككل الأسماء ، ولست ككل الأشياء ، إنما أنت كل الأسماء عندي وكل الأشياء .
راحلة عنك...
ووجهها تلك العجوز الشابة التي ينضح قلبها المرتوي على قسمات وجهه لينقلب بعينيّ وجه حسناء يبحث الحسن فيه عن معناه ...
وجهها تلك التي علمتني أن الإرادة تصنع المعجزات ... تلك التي محت من قاموس معتقداتي أن العلم حكر على الصغر وأنه عندها نقش على حجر .... لتبدّله حقيقة أن الإرادة والعزم وقود الفعل ومشعله
تلك هي الأم الفاضلة التي حرمت نعمة العلم ، فظلت بالقلب حرقة وبالحلق غصة ، ما أن وجدت لها سبيلا لتدركها حتى هرعت تستجدي لها بين الأمكنة مكانا ...وكأنما عثرت على كنزها الذي اندثر تحت الثرى وتكدّست على وجهه أكوام التراب ...ولكن هيهات هيهات أن يفسد التراب ما صنع الجمال في الجوهرة ...فما تلبث أن أن ينفض من عليها الغبار وتنفضّ من حولها سنون الجدب والقحط حتى تعود متلألئة تبعث من بريقها في نفس المنقّب عنها المنشد قربها حسنها وبهاءها .

وجوهكن أيتها الطيبات ، قلوبكنّ التي غدت صغيرة ترتع في دنيا الأمل والشباب كأكثر الشباب قوة وأفتلهم عضلا ...
إليها سأشتاق ....
إلى نظراتك المتلألئة يوما بعد يوم حاملة في ثناياها البراقة معنى الفرح بالفوز ، وبأن الباب الذي كان حلما طرقه ، يتفتح على مصراعيه ليحمل لها من معاني الحياة أجمل الحياة ...
الحرف في شريعتها كان كنزا دفينا وقد أصبح اليوم ملك اليمين .
إلى وجوههنّ وأعينهنّ سأشتاق .... وبهنّ القلب معلّق .

راحلة عنك ...
وأي معنى للرحيل...وأي معنى للغربة ؟؟ إن لم تكن في معناها نأيي عنهم...عنهم جميعا ... عنك وعن كل من فيك ...

سألتني يوما فقالت : أيتها الفراشة متى تشعرين بالغربة؟؟
أجبتها : كلما عشت لهم ولأجلهم وقلت وفعلت ولم أيأس شعرت بالقرب ، حتى إذا اعتراني شيء من ضعف نفس بيأس ، ساعتها شعرت بالغربة ...
راحلة عنك .... وكم يثقلني معنى الرحيل ....
وإن عدت أو لم أعد .... وإن طال هذا القصير الطويل .... فكم يضنيني معنى الرحيل عنك ....

 05-08-2006, 12:02 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 08:58:32
هو الأعظم وإن قالوا وإن رسموا

يقولون ...يفترون...يتقوّلون...يلفّــقون...يستهزئون...يضحك ون ... يرسمون...يسمون...يضحكون ...
ممن تراهم يضحكون ؟؟!! أمنه ؟؟ لا ...لا وألف ألف لا ...
لن يستطيعوا طولا أن يفعلوا ....لن تمسه أقاويلهم ، لن تضيره افتراءاتهم ، لن تؤذيه رسوماتهم ... لن تفعل به شيئا ... مما به يحلمون ...
كلها صفعات ... لطمات... لكمات... في كلمات كانت واليوم هي في رسومات ... كلها وإن تعددت أوجهها فوجهتها وجه واحد ، وجه واحد ...شاحب علامات الموت عليه تكاد تقتل علامات الحياة ...
كلها لوجه واحد يوجهونها ... لوجه واحد ...اسمه أمة الإسلام
ويضحكون وتهز ضحكاتهم العالم ، ويتفرجون ، وينتظرون ...ماذا تراهم سيصنعون أصحاب محمد ؟؟ !!
آه...آه... لن تعي أيها العقل فينا ...لن تتعب ...لن تتكبد الصعاب وأنت تترقب وترقب ما سيصنعون ....
ما تراه يخيفنا فيهم ؟؟ إنهم لن يخيفونا ... لن يرهبونا... ما عادت لهم أياد تبذر فينا بذور الفزع والهلع لتنمو وتكبر كما كانوا منذ زمن بعيد يفعلون...
ياه ... لم يعودوا يقدرون ...لم تعد أياديهم تقوى ...
وبعد؟؟ وماذا بعد؟؟
وإن رسمنا ...وإن لفقنا ... وإن تقوّلنا ... وإن اتخذنا الأرض مرسما ومرتعا فماذا سيصنعون ؟؟
آه ... لحظة ... ربما سيفعلون شيئا بين الأشياء يعد ... ربما سيثورون ، سيجتمعون، سيملؤون الساحات ... سيشعلون الرايات ...سيزمجرون ...سيسبون... سيكسرون...سيدمرون....
وبعد؟؟ وماذا بعد؟؟
وهل تخيفكم أفعال كهذه الأفعال؟؟؟ دعونا نتفرج ....دعونا نتتبع أحداث مسلسل لم تعد له نهاية ....
آخ.... ياللركاكة !!! ياللبلادة !!! أحداث هي ذاتها الأحداث ... أمن جديد ؟؟ أمن مزيد؟؟ ..عرفنا البداية وعرفنا النهاية ... سئمنا التفرج على ما قد حفظنا ... ما لهم لا يحسنون حتى فن التشويق والإثارة ... اجلس وسأحكي لك كل الأحداث من أولها إلى آخرها ... لقد تعودوا ، ولقد تعودنا بالكلمات ، بالرسومات ، بالضحكات المتعاليات ... تعودوا ... تعودوا
وبعد وماذا بعد؟؟
ماذا بعد يا أصحاب محمد ؟؟ أما آن لنا أن ننتبه لما يحيكون ؟؟ أما آن لأعيننا أن تميز خيوط المؤامرة التي بها ينسجون ...
أصحاب محمد .... نعم نحن أصحاب محمد... وهل صحبته انتساب به نتشرف ؟؟ أم أن صحبته كلمات بها نعرف؟؟ أم أن صحبته ثورة وليدة الموقف وئيدة الموقف ؟؟ أم أن صحبته ذكر إليه الآذان تشنّف ؟؟
نعم نحن أصحاب محمد ...فإن رسموا ، وإن ضحكوا ... وإن سخروا ...فإنما هي أيادينا التي أتت قبل أياديهم ، وإنما هي ريشتنا قبل ريشاتهم ....
ريشة حمقاء جعلت تنصاع لأمر الذل فينا وهل للذل أمر أو نهي إلا فينا ؟؟
ريشة بليدة جعلت تتفنن في رسم الهوان بألوان ...تضع له صفحات المرادفات في قاموس الأمة حتى لكأني بقاموسها على سمكه لم يعد يتسع لغير صفحات الهوان ...

ريشة سقيمة عليلة ....تتأوه ولكنها ترسم ، ترسم بتعرجات أنات الآلام ، وتباريح الآهات ، آلام من يسأل الدواء من غير صيدلية الدواء ، ومن يسأل الترياق من غير بائع العقاقير ، ولو أنها تحملت سقمها لكان أشرف لها من سؤال غير ذي الإجابة...

نعم نحن الفاعلون ... نحن المخطئون ، نحن المجرمون
وبعد ؟؟ وماذا بعد؟؟ يا أصحاب محمد ؟؟
كم تراها تزن العقول عندهم ؟؟ وكم تراها تبلغ السواعد طولا عندهم ؟؟ كم تراهم يعيشون فوق ما نعيش؟؟ وبم تراه قد حباهم رب السماوات والأرض ومن فيهنّ ؟؟ ولم تراه قد أعوزنا ؟؟

رسولنا الأعظم شاؤوا أم أبوا .... أبوا أم شاؤوا ، كان ويظل وسيظل الأعظم ...!!

رسولنا الأعظم بأربعة حروف بدأ تغيير العالم ...بأربعة حروف رسم معالم العالم وسطرها ، وعدلها وقومها ، وكانت الريشات من صنعه أحذق الريسات ... من أذكى الريشات ....من أنجح الريشات ...
بأربعة حروف سماوية نزلت عليه ...
محمد جاء باقرأ ... وأين نحن من حروف اقرأ ... إنهم بها يتجرؤون بمعانيها قد ملكوا الدنيا من بعد ما كنا فيها المماليك ....
يا أصحاب اقرأ هي تلك الأسرار في تلك الرحوف بدلت وستبدل من حال إلى غير حال إن وجدت من يعتنقها فينا ليسترد أسرارها
وبعد ؟؟ وماذا بعد؟؟ ...
هل شلّت أيادينا ؟؟ أم كلت سواعدنا ؟؟ أم خارت قوانا ؟؟؟
ألم تعد لتلك الحروف أياد تقبل أن تشد على أيادينا ؟؟
بلى يا أصحاب محمد ... آن الأوان وجاء الموعد وأذنت العقارب أن المجد الذي وأدنا لا بد سيعود من جديد ليولد ....
لن تجدي مع التراهات التي يرددون ، ولا ينفكون يرددون إلتفاتات ... وتضييع لأوقات
بل إن المجدي معانقة لأحبة هجرناهم وطال نأينا عنهم ، وشحط المزار ...
حروفنا الأولى التي نزلت على محمد
فنحن أهلها الأول ....ونحن أول من عانقها ، ونحن أول من اكتشف أسرارها ، وأفشى للعالم أسرارها ...أسرار اقرأ....
وهل يحاربوننا إلا لما نأينا عنها وبعدنا ؟؟؟
أمة اقرأ .... نعم نحن أمتها وكدأب سنن هذه الحياة ... الشمس تغرب ...نعم ولكن تعود لتشرق ...
وبعد ...وماذا بعد يا أصحاب محمد ؟؟؟
لم يعد من بعد ...إلا أن نصمّ الآذان عن أقاويلهم ، ونعمي الأبصار على ريشاتهم إذا أعقمنا ريشاتنا العليلة ، فلا تعود تلد ريشات أخر بها ما بها من العلل...
فلا سقم ،و لا علة ...ولا هوان يحتل صفحات القواميس ولا ذل يأمر وينهي ....
وإن قالوا ...وإن رسموا ....
وبعد ؟؟؟ بـــــــــــــــــعد إذ نتفطن
وبعد ؟؟ بـــــــــــــــــعد إذ نتنبه
سيعود لنا السلاح الذي سلبونا إياه ... سيعود الذي نهبوه منا
سلبوه ونهبوه يوم غفلت العين عنه ، فصار ملكا لهم
يوم نسترد السلاح وما السلاح إلا علم مع إيمان .....
يومها لن ينطق البابا .... ولن تتجرأ الريشة ... ولن تتعالى الضحكات لأننا طوعنا ريشاتنا حتى ذهب عنها السقم وذهبت عنها العلة ...

 15-10-2006, 07:33 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:01:14
على خـــــــــــــــــــــــطاك

على خطاك....

أيّ وزن ؟ أي قيمة؟ أي معنى ؟ أي صدى؟ أي وقع؟ أي ثقل؟ أي حمل أيها
كلها لتلك الكلمات ؟؟
على خطاك
نريد أن نكون ، نريد أن نحيا ، نريد أن نتنفس ،ونريد أن نكون حينما تودعنا الأنفاس...
على خطاك...نرفعها شعارا ، نحملها رسما على أظهرنا خطَّ على قمصان...

على خطاك ...
نرددها كلمات ، ونرددها ... نحب أن نرسّخها في غيرنا ، نسعى حثيث السعي لأن نرسخها في غيرنا ، ونحن مبتسمون ، فرحون ....ونحن نتوجه بالحديث إليهم ، نستهلّه بتلك الكلمات ....

على خطاك...........

نحب أن نسمعها تتردّد بلحنها المميّز ، يذكّرنا اللّحن ، يهزّنا ، يتناغم مع الكلمة ، فتغرورق العين ، ويقشعر البدن ، ونحن نسمع اللحن يتردد ...

على خطاك ...
تقولها ، يقولها ، أقولها ، يقولونها ، يقلنها ....على خطاك...
وبعد.... ماذا بعد القول ؟؟
هل على قدر الأقوال تأتي الفِعال ؟؟ هل على وزن الكلمات توزن الفِعال ؟؟ هل كما يتشدق اللسان وتتزين الحروف وتنمّق لتخرج فصيحة ، واضحة ، صادحة تصدر كذلك الأفعال ؟؟
هل نقدرالوزن ؟؟ هل نعرف القيمة ، هل نفهم المعنى؟؟ هل نستثقل الحمل أم أننا نستخفّه؟؟ هل نسمع في أنفسنا الصدى ؟؟ هل نرى فيها الأثر؟؟ هل نبصر المدى ؟؟ هل نبلغه؟؟
في أنفسنا أفلا نبصر ؟؟

خطاك ....خطاك أيها الحبيب ...
خطاك آثار نورانية ، تضيئ الدروب ، يستنير كل من اقتفاها ، خطاك شعاع ينبعث من أثر ليلقى على الأنفس فيتجلى وله الغلبة على كل ظلمة فيها ، يصرع الظلام ، يقهره ، يرديه ليشعّ نورا ، شعاع هو ولا يرضى أن يكون إلا شعاعا ، شعاع لا يقهر ، وإن سعت جناحات الظُلَم أن تغمره ليرزح تحت نيرهاويغدو في عداد الظلمات ...

خطاك أنفاس تتصاعد لتجلب للنفس الهواء والحياة والماء ، المعنى الذي لأجله جعلت ، أنفاس بها تنجو ، لا مقطوعة ولا ممنوعة ، تمتد من أول الزمان إلى آخ رالزمان ، إلى ما بعد الزمان ، تمنحها معنى الحياة في الدنيا وتنعّمها بأريج الأخرى ...
تدخل للنفس هواء نقيا ، نديا يحيي كل ذرة ويقويها وينعشها ويغذيها ،

خطاك وأي خطى هي خطاك أيها الحبيب ، أيها الطبيب ، أيها القريب ....
وهذه الألسن ترددها كلمات ... وهاتك الأفعال غير ما نردد ...
على خطى الحبيب تجري بألسنتنا ، والنفس تصنع صنيع النفس ، فتأمر ، وتنهي ، وتسوّل ، وتزيّن ، ولا ترضى أن تبقى عين القلب على أثرها تلك الخطى بل تسعى لأن تحيد به عنها ...
على خطى الحبيب نحن أيها السامعون ....
أيها الحاضرون ....
أيها السائلون .....
ويا ....أيها الغائبون ....!!




للحديث أهم بقية إخوتي إن كان بالعمر بقية....

 09-02-2007, 11:55 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:03:45
طوبى للأغــــــــــــبياء



    على غير عادتها اليوم محلات الهدايا ...حركة غير عادية ، ازدحام واكتظاظ
    البائع لم يعد يقوى وحده على الإيفاء بالطلبات المتهافتة...
    يضع معه معينا واثنين وثلاثة...والازدحام قائم ، والعدد في ازدياد مستمرّ ...

    الأصوات يمتزج بعضها ببعض ، حتى لا تكاد تَمِيزُ الكلمات من الضحكات من الصرخات ...

    الابتسامة مرسومة على أوجه الباعة بإتقان رغم شدة تعب اليوم ...
    رسم اصطلحوا واتفقوا أن يحافظوا عليه وإن غدا بعد لأي وعناء مسخا ممسوخا ....فهو الزيادة إلى قيمة ما يبيعون اليوم ، بل هو رأس قيمته ومجلبتها ليصرفوه ويحصّلوا ثمنه الغالي ...
    فاليوم يوم كبير ، ، يوم من الغباء بمكان أن يبقى صندوق النقود فيه على حاله ...!
    من الغباء بمكان ومن السذاجة والبلاهة ألا يفيض الصندوق فيه ويطرح خارجا قطعا وأوراقا ، تقرع القطعة القطعة وتحتك الورقة بالورقة ...

    حافظوا على تلك الابتسامة فهي عنوان نجاحنا اليوم ، ارسمها من جديد إن خانك الرسم الأول ...ارسمها من جديد إن راودتك عنها أنواء وأتعاب هذا اليوم ...
    حذار أن تبتسم لك فتاة منهنّ -وعددهنّ اليوم أضعاف وأضعاف- ولا تردّ على اتسامتها الحلوة بأخرى أحلى وأحلى!!

    حذار... وهنّ اليوم كثيراااات كثيرات ...عدَدَ المحبّين والمحبوبين ... وكل واحدة منهنّ اليوم بقلبها عشرة من المحبوبين ويزيد... !
    حذار أيها البائع الحاذق ...ماذا ؟؟ !!! أوَتقول أنك تعب ؟؟ تقول أن قد مللت ...؟؟ تقول أنك من صبيحة اليوم بل من ليلة هذا اليوم المباااااارك وأنت قائم لا تعرف راحة ولم تأخذ عينَكَ سنة من نوم ؟؟؟ !!!!
    مالك ؟؟ أتريد أن يمرّ اليوم وقد وقّع بسجلّ أيامك كم كنت فيه غبيا ...بختم الأغبياء !!
    اصبر فاليوم يومك ...

    اليوم يوم المحبين والمحبّات ، والمحبوبين والمحبوبات ، اليوم يوم عظيم....خرجَتْ فيه الوفود ... تورّدت فيه الخدود ، تفتّحت فيه القلوب ...ويالروعة القلوب إذا تفتحت ...يالكثرتها
    اليوم يوم عظيم يا أبا الأغبياء ... !

    الأيادي تشرئبّ كما الأعناق لتأخذ كل واحدة ما قد غُلّف لها في ورق زينة بألوان ...
    بالزهري ...بالبنفسجيّ ...بالأزرق البحريّ لون السماء الصافية صفاء وصدق قلب يحب عشرة ويزيد...
    بالأحمر القاني لون القلب المُدْمَى من ضنى حبّ عشرة وعشرين ويزيد... !!!
    آه ...ذلك القلب المسكين ...كم يحبّ وكم يضنيه حبّه ... !!
    آه قلبها تلك المسكينة ...لكم تحبّ ولكم يشقيها حبّها ، واليوم هو يومه ويومها....


    تشرئب الأيادي كما الأعناق ...كما الأصوات ...كما الأعين ...كلُّها ترنو لما قد غلّف بأوراق لمّاعة برّاقة ...وروائح فواحة...شذية تغزو الأنوف ...
    فذلك يعطّر مغَلَّفَه ...عفوا بل مغَلَّفاته الموجهة لعدد منهن لا لواحدة... !
    وتلك تعطّر مغَلَّفَها ...عفوا بل مغَلَّفاتها الموجهة لعدد منهم لا لواحد...!

    آخ..........وتلك المسكينة القابعة بين الأيادي والأجسام والأصوات المزدحمة ...إنّ حالها هذا العام كما شموع أعياد الميلاد تزداد كل عام واحدة ...لا لا بل تزداد أعدادا ...!

    منذ أعوام ثلاثة كانت تقتني هدية أو اثنتين ، وهذا العام ستقتني الكثيييير من الهدايا ....!!
    آخ...تلك المسكينة ....أيّ ميزانية ستفي بقضاء حوائجها اليوم ؟، وكلُ حساباتها واحتياطاتها باءت بالفشل الذريع ...
    فالهدايا كل عام تزداد غلاء .... !!!

    وآخ ذلك المسكين ...أيضا .... من أين له بهدايا لكل محبوباته ؟؟؟... لمَن يُسمعها صباحا كلمة ، ولمَن يسمعها مساء كلمة من قاموس الكلمات ...التي يوزعها ها هنا وها هناك ...
    مسكين أيها المحب ...حقا مسكين ...
    ومسكين هو قاموس كلماتك اليتيم ...، وكلما حال عليه الحول رحت تبحث عن أجدّ نسخة منه...من الكلمات المتطايرات الخفيفات التي لا تلبث إلا قليلا لتبحث بعدها عن غير كلمات ...
    حذار أيها البائع ...حذار أن تتذمّر ...أن تشكو من عدد مرتادي محلّك اليوم...
    حذار أن ينقضي اليوم لتزيد إلى عدد الأغبياء واحدا ...قلّة هم أولئك الأغبياء ولا نريد أن يزداد عددهم وإن كانوا قلة وإن بواحد....فحذار

    وحديث الساعة ...حديث الشارع ...حديث المحلات ...حديث المحبين والمحبات والمحبوبين والمحبوبات اليوم هو حَدَث اليوم ...
    اليوم عيد ، عيد سعيد ...وأفراح وقلوب متفتحة تقفز فرحا وحبًّا ...وتهان وتبريكات ومعايدات ....
    وتلك تهنئ تلك ...وتلك تهنئ ذاك...وذاك يهنئ تلك...
    يصدح بالتهنئة ، وتصدح بها هي والكلّ يسمع ...على قارعة الطريق يقول ...وعلى قارعتها تقول بكلمات ربما لم ينطق غيرها بتلك اللغة ولم تنطق بغيرها هي الأخرى : happy valentine
    لغة هي ....لغة المحبين والمحبات ، المحبوبين والمحبوبات ...وكيف لغيرهم أن يفهم لغتهم ؟؟ كيف لغيرهم أن يذوق فرحتهم ؟؟ كيف لغيرهم أن يفهم كل الأبجديّات ؟؟ وقد عَدّوا جاهلا بل أميا من لم يعرف لغتهم ....!

    مسكينة أنت أيتها الصغيرة... كم عمركِ؟؟ ما بال تقاسيم وجهك تنبئ عن أقل ما تدعين أنك تحوزين من السنوات ؟؟ أهي الكاذبة أم أنت؟؟؟ أم أنك وأدت تلك الملامح الصغيرة؟؟ وإن بقي فيها ما يشي بالحقيقة ....عبثا تحاولين الإنكار ... عبثا أيتها الصغيرة التي عاثت بها أكذوبة التقدم والتفتح فسادا ...عبثا تحاولين وإن سحقتِ الملامح الصغيرة بالمساحيق ...
    وإن ابتعت لشعرك تسريحة من تسريحات النساء...

    مسكينة أنت أيتها الصغيرة المنكرة عمرَها ، المزهوّة بأفظع جرائم القتل إذ تقتلين فيك مع أياد مجرمة قبل يدكِ ملامح النقاء والطهر والصفاء...
    مسكينة يا من تتخذين لك بين الأشياء المحمولة محمولا !! وبين أشياء تتجول جوالا يحمل عنك أعباء معنى من المعاني الثقال...معنى وجودك في الحياة...

    يأخذك إلى عالم يغيَّب فيه عقلك مع كل المغَيَبات...
    عالم أعطوه كل الجميل المبهر من المسمّيات ... سموه عالم الحبّ والهُيام ...فمددت له يدا وارتميت بالبحر غوّاصة ، فما بخل البحر على الغواصة بأسراره وأغواره وأخطاره....!
    ذلك الجوال المحمول أينما تجولت وجلت حملته ليحملك من معنى الوجود إلى كذب الهوى ...ونفثات الهوى ...

    مسكينة أنتِ وفي هذا اليوم محمولك وحاملك إلى عالم الأحلام والنسيان شاهد على أيام اشتَرَيتِ فيها الأوهام بحقيقة المعنى ....
    كلمات متطايرات تعبره دقت بوابة مسمعيك ففتحت لها البوابة وصُمّت عما سواها ...
    أحبُّكِ ....كانت كافية لأن تجعل منك الهائمة الملَوَّعَة ، فصرت بين أحرفها مسكينة...

    حذارِ أيها البائع ...حذار من قولة : إن ورق الزينة قد نفذ ....فمازال أمامك الكثيييييير الكثير من الزبائن والطلبات كثيييييييرة كثيرة هي اليوم ...
    والبائعون اليوم قد شدوا الأحزمة واستعدوا وأعدّوا من البسمات أطباقا بأذواق عدَدَ المحبين والمحبات...

    الأجواء وردية كلها بلون الورد والزهر ، والموسيقى بلون الورد والزهر، وكلمات الأغنيات المتعالية بلون الورد والزهر...فاليوم يومها كلها
    وبطاقات المعايدة قد تفنّنت فيها أيادي صانعيها ...صنعوها لهم ، فإذا بنا وكعادتنا نحن الأوفياء أكثر من يستهلك صناعاتهم ما غثّ منها وما سمن... ما صلح منها وما طلح...ما نفع منها وما ضرّ يكفي أن التوقيع : صنع عندهم

    وقد استهلكنا أفكارهم ما شَقَّ علينا أن نستهلك مصنوعاتهم ...
    نحن الذين جعلنا من عقولنا قدورا تحركها أياديهم ...فليحركوا وليطهوا فما عاد عندنا ما نرمي بقدورنا اليتيمة ...فليطهوا فما عاد لدينا ما نعدّ لأمتنا الجائعة ...
    وليتَ شعري.......هل يزيدك طهوهم بقدورنا أمّتي إلا جوعا على جوع... !!!!
    بطاقات المعايدة من صنعهم ويدك التي تكتب اسم زينب وأمينة وعائشة وكل أسماء بنات أمتي على ما قد صنعه إخوة جاكلين وسوزان وإليزابيث...
    لهم قد صنعوها وأرادونا وهم يصنعون وعلموا أننا الأكثر وفاء لما يصنعون ...وكان لهم منا ما أرادوا ويريدون ...
    فلتطيبوا نفسا ولتهنؤوا يا إخوة جاكلين وعائشة توقّع باسمها علىالبطاقات المسوّمة بقلوب ملوّعة وبقطرات الدم المنحدرة منها انحدارها من قلب أمتي عليك يا عائشة.........

    قال لي وهو يرى هول اليوم وهو يرى جهر اليوم ، وقلبه مدمى يسألني : كيف أصبح الحال على ما هو حال اليوم؟؟؟ حريّ بهم أن يسموه عيد المعصية ...عيد الجهر بالمعصية والعلاقات غير الشرعية ....

    سألني : ما الذي أوصل الأمر إلى معايدات وتبريكات وإلى جهر بما كان يوما من الأيام ضربا من ضروب العيب والحرام الذي لا سبيل للجهر به ؟؟؟؟ !!!
    من أجل كل ذلك أيها البائع حذار ثم حذار أن تزيد إلى عدد الأغبياء ...ذلك العدد القليل وإن بواحدا !!!!

    طوبى للغباء والأغبياء في عالم هم أولاء أذكياؤه..... !!!!!

 22-02-2007, 03:55 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:04:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعن الماء والهواء لي غنى ؟ أعن الأرض والسماء لي بدل ؟
أم عن شهادتي وصلاتي لي حِول ؟أفعن حياتي بنبض الكلمات لي غنى أو بدل أو حِول ؟؟؟!!!

لكم إليكِ أحنّ يا نبضاتي ...!!!

 11-05-2007, 12:23 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:05:52
رســـــــــــالة إلى شعيب

رسالة إلى شعيب
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة والسلام على خير الأنام ...وبعد تحية أرجو أن أجدك بها في خير حال إليك بنيّ شعيب قصة جمالها أنْ قد بلغت حكمتها مبلغ الحسن الجمال ...

يحكى عن طفل يدعى شعيب ، اسمه على اسم نبي من أنبياء الله وأصفيائه ....سيدنا شعيب عليه السلام
يا سلااااااام...... أي اسم هذا الذي لك أيها الطفل المهذب وأي مجد وأي ذكر هو ذكر من سمّوك باسمه ، هنيئا لك الاسم قبل كل شيء أيها الفائز به وقد فزت بالشيء الكثير إذ هو اسمك .
نبي الله شعيب كسائر الأنبياء كان صابرا محتسبا ، يرضى بما قسمه الله له لقاء رضى ربه سبحانه ...
كذّبوه ... ، رموه بالسّفَه وبقلة العقل ... اعتبروه مجنونا يهذي حينما دعاهم لعبادة الله الواحد القهّار وترك آلهة لا تضرّ ولا تنفع .... حينما أمرهم ألا يبخسوا الناس أشياءهم وأن يوفوا الكيل والميزان .... اختاروا أهواء أنفسهم على الحق الذي إليه دعاهم .... فلاقى منهم ما لا يحتمله إنسان ....

نبيّ الله شعيب لم تكن معه ومع دعوة الحق التي جاء بها إلا النفر القليييييييل القليل ...ولكنّه صبر وتحمّل ودعاهم مرة ومرة ومرة وأخرى ولم ييأس ... لم يقل إنّ الذين أسمعهم كلامي لا يسمعون ولا يعون ولا ينفع معهم دعوة ولا إعراض فكفاهم ذلك مرة .... بل استمرّ يدعو وثقته بصدق دعوته وقوتها لا تهزها نائبة من النوائب ولا الجَلَـل من الأمور ...

هكذا هم أنبياء الله تعالى ...ولهذا كانوا القدوة والمثال الذي به يحتذى ، وعلى نهجهم الأكمل كان لزاما علينا أن نصبر ونحتسب ونثق بالله سبحانه الذي لا يترك عباده الواثقين الصابرين ...

أي بنيّ شعيب ....
أتعلم أن نبينا شعيب عليه السلام كان عربيا في عِداد الأنبياء العرب القلائل ، وقد نزل في قوم مَدْيَن ... وكانوا لا يخشون الله في تجارتهم وفي بيعهم وشرائهم... إلى حدّ كبير... فأنزل الله فيهم رجلا صالحا مصلحا ينبههم إلى بشاعة الجرم الذي يقترفون ويهديهم إلى عبادة الله الحق الذي لا يأمر إلا بالحق ...

أي بنيّ شعيب ....
أتعلم أنّ الله يحبّك ... نعم إنه يحبّك ...بل أكيد أنّه يحبك ...
احسب معي ... ولتنظر بعد حسابك إن كان يحبّك ...
خلقك مسلما وتحيا مسلما .... وتلك أكبر النّعم ، فيما غيرك من الأطفال بلا دين أو أنهم على دين غير الإسلام الذي هو الدين عند الله ... أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

تنعم بوجود والِدَيْن مُحِبـَّــيْن عطوفَين يحبانك ويخشيان عليك نسمة الهواء أن تضرّك ، فيما غيرك من الأطفال فقد أحدَهما أو كليهما أو ربما لم تنعم عينه يوما برؤيتهما وبحنانهما الذي لا ندّ له ولا نظير .... أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

ولتتأمّل يا شعيب ولتدبر في كل عضو من أعضائك ...وفي كل جزء من أجزاء جسمك ...
في عينك المبصرة ويزيدها نورا أن يمنّ عليك الله برؤية الجميل الحسن ويعفّها عن رؤية ما يكره ويغضبه يا شعيب .... وغيرك كثيرون هم أطفال عُمْي لا يبصرون ، لا يعرفون من الدنيا إلا العَتْمَةَ والظّلام ...

أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟
في فمك النّاطق ... الذي فاحت منه أطيب روائح الدنيا بأحلى الكلام وأنت تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ... وفوق النعمة يا شعيب نِعمٌ ويزيد ، إذ جعل صوتك من أجمل الأصوات التي تشجي الآذان... وماتراك منشد به ؟؟ أغير كلمات يحبها الله في حبّه وحبّ رسوله الأكرم ... وغيرك لغته إشارات فلا يسمع له صوت ولا يعد له حرف يُنطَق ...
أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

تأمّل يا شعيب وابتسم مع كل تأمل ... فوالله حقّ لك أن تبتسم ومع كل ابتسامة فلتقل :
لك الحمد يا رب كل النعم ....لك الحمد على كل النعم ....
أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

في أنفك الذي يشمّ يا شعيب ....في قلبك الذي يدقّ وينبض بالحياة ...
في مصنع لا تراه عينك ولكنه بداخلك يعمل ولا يفتر عن العمل ...تأمل ...تأمل... أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟
في شرايين تنقل الدم إلى كل جسمك والطرق إليها ممهدة ...أفأنت من يراقب أو يحرس العمل و النقل ؟؟؟ لا ...إنك لا تفعل ...أنت الآن تبتسم ...أراك تبتسم والعمل قائم بكل جسمك ...يكفيك أدنى جهد وعناء.
من أمر كل من يعمل بداخلك غير خالقها وخالقك ؟؟؟

أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟
شعيب تأمّل ...بالغرفة التي أنت فيها ... بالفراش الذي عليه أنت مستلق ...بأمك وابتسامتها الحنونة ونظرتها المحبة وهي ترمقك الآن تقرأ ...فيما يبيت غيرك من الأطفال بالعراء فراشهم الأرض ولحافهم السماء ...ما كل هذا إلا من نعم ربك ؟؟؟

تأمل بصَحبٍ هم الآن حولك .... ابتسم فكل واحد منهم يحبك ...ويتألم لألمك ...
أما هذا إلا لأنه يحبّك ؟؟

ياااااااااااه يا شعيب ....يااااااه كم كثيرة هي النعم ...كم جليلة هي ... هل استطعت أن تحسب أوتحصي أو تعدّ ؟؟ لا لم تستطع ولن تستطيع أن تفعل ...

ولا أنا أستطيع أيضا ولا مَنْ مَعَكَ وحَوْلَكَ ولا كلنا نستطيع أن نفعل ...

كم أنت محظوظ أيها المسلم الصغير ...كم أنت محظوظ بإسلامك وتوحيدك وبنبيك الذي من أجلك وأجلنا جميعا تعذّب وتحمّل وتحمّل وتكبّد ألوان الصّعاب حتى يبلغك الإسلام أنت هنا ويبلغ غيرك في كل مكان على الأرض ...

وأنت اليوم يا شعيب مصاب في كتفك... شفاك الله وعافاك ، وسبب إصابتك خير كنت تفعله ، صدٌّ لمن أراد شرا بصغير كان بالشارع يلعب ويلهو ...
من مثلك ؟؟ وقد هيأ الله لك سبيلا من سبل الخير وفعله ؟؟

من مثلك وقد كنت بمقام المدافع المنافح الذي بعدما صدّ شرا راح يسترضي صغيرا يـبكي ؟؟
وتأتي يد لم تكن تحتسبها تظنّ بك ظنّ السَّوء...تظنك من ضرب أخاه الطفل الصغير الباكي الذي أنت منكب عليه تسترضيه وتمسح دمعه فينكسر جراء ضربتها الوحشية ضلع بكتفك ...
ألا بُعْدا لقوم يتسرعون ويقدمون على الشر قبل إقدامهم على السؤال وفهم الموقف
كم كنت ستجمع من حسنات ؟؟ وكم أنت جامع من حسنات الآن بعد مصابك ؟؟
سبحان الله يا شعيب... المؤمن إن أصيب بسراء صبر وشكر وإن أصابته ضراء صبر وشكر

وحالك لن يكون إلا حال المؤمن الصابر المحتسب الشاكر ...وفعل الخير دائما محمود...فنحن أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولن نكف عن هذا وإن أصبنا وإن تعذبنا ...فالجنة أغلى وأثمن وحقّ لأجلها أن نتحمّل ...

ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة
هنيئا لك فعل الخير الذي فعلت يا شعيب الخير ....هنيئا لك حسناتك ... هنيئا لك أن ضربت ظلما ولم تـُــضْرَبْ ظالما ...
والخير وفعله دائما حيّان لا يموتان ... فلا تقل يوما كان ما لقيت جزاء خير فعلته وأنّ الخير وفعله بات فهمهما ضربا من المحال، ولكن ثق دوما أن ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ...


 21-05-2007, 07:31 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:15:34
هذه مسرحية كتبتها لمجموعة أطفال عندنا بالجمعية أدوها :

قسم به مجموعة من التلاميذ وأستاذهم ملتفت عنهم إلى السبورة يكتب ...الفوضى العارمة تملأ القسم ....

المعلم بنبرة خافتة غير مبالية : سكوت !!!....

وهكذا تمر الحصة بلامبالاة وبفوضى عارمة لا يحصّل معها الأطفال شيئا ، وبعد مدة يخلو القسم من الأطفال ...ويجلس الأستاذ إلى نفسه وهو يتمتم :
يالهؤلاء الأطفال الذين لا يعرفون غير الفوضى والتشويش... سحقا لهم ، لن ألتفت إليهم ، ولن أشغل رأسي بحالهم كثيرا ....فهؤلاء هم عينات جيل آخر زمان ...
آخ على أيام زمان وعلى من قال : قم للمعلم وفّه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا!!! أين هذا من أفعال جيل آخر زمان ...؟؟
وما الذي يجعلني أكلف نفسي كل هذا ؟؟ وماذا يعنيني من حالهم .؟؟ هم والبحــــر !! في لَمــــان ....(في لمان عبارة عامية عندنا تقال عند اللامبالاة بأمر ما)
الضمير : لا ...لا ...لا ... أنت مخطئ !!!
لا ...لا ...لا ... أيها المعلم !!!
يرد المعلم حائرا مستغربا وقد فزع من كرسيه:
المعلم : من؟؟؟ من ؟؟؟ من يتكلم ؟؟ لمن هذا الصوت؟؟
يا إلهي أهي تهيؤات ؟؟؟ آآآآه يبدو أن الألم الذي ألمّ برأسي جعلني أتخيل وأسمع ما لا وجود له ...
يدخل الضمير ويظهر للمعلم بعدما كان مختفيا...
الضمير :لا أيها المعلم بل أنا موجود ولا تستطيع تغييبي مهما حاولت ...لا تستطيع أن تخرص صوتي ولا أن تكمم فمي عن الكلام ...

المعلم : من ؟؟ من أنت ؟؟
الضمير : أنا ضميرك الذي ما يزال مستيقظا يأبى أن ينام ...
أنا أسس تربيت ونشأت عليها ترفض أن تمحى أو أن تندثر ...
أنا كلمات لقنك إياها والدك الطيب ومعلمك الفاضل ما تزال حية في قرارة نفسك ، تأتيني كل حين تشكو لي ما آل إليه حالك ولا مبالاتك بتصرفات أطفالك ...
هم بين يديك أمانة مقدّسة لا أغلى ولا أثمن ...
وبنبــــــــــــــــــرة مؤنبة...
أتذكر كلمات تعلمتها أنارت لك دربك؟؟ القرآن ....المثل العليا ...السلوك الحسن ...أسس الإسلام الكامل المكتمل ....الإنسان أغلى أمانة... الإنسان أغلى أمانة... الإنسان أغلى أمانة...

المعلم مستهزئا : ماذا تقول ؟؟ ما هذا الهراء ؟؟ أنت تهذي ...لم يعد لهذا الكلام وزن في عصرنا ...انقلبت الموازين وتاهت المعاني الفاضلة في دوامة الواقع المرير الذي لم يعد يعترف بالحق ولا بالمثل التي تتشدق بها...
يرد بنبرة أقوى معنفا...
الضمير : بل أنت تعلم أنه الكلام الحق ، وتحاول عبثا إنكاره ...مهما انقلب الحال يا صديقي ومهما قيل وقيل فلا بقاء إلا للأصح والأكمل ولا خلود إلا للفضيلة ، وكل ما عداها يذهب جفاء ، كفّ عن هذه الحجج الواهية ....
تعال معي في رحلة إلى مستقبل قريب حيث تجد تلاميذك وقد بلغوا مبلغ الشباب ...هيا معي لترى كل واحد فيهم وقد أصبح لبنة من لبنات بنيان مرصوص ، تراهم وهم عِماد وطنهم الغالي ، وأساس نهضة أمة الإسلام التي تفخر بهم ... هيا تعال معي ...انظر كيف حال أطفالك في ذلك اليوم لو حافظت عليهم وطرحت لا مبالاتك ...
يدخل الراوي مقابلا للجمهور ويقول :

الراوي : وبعــــــــــــــــد عشرين سنة ....

فصل مسرحي يمثل طبيبا بعيادته
الراوي :
هذه عيادة أحدهم ، يرتادها المرضى من كل مكان لما سمعوا عنه من طيب الحديث ...
المريض : السلام عليكم ورحمة الله يا دكتور
الطبيب رضا : وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ...أهلا بك يا أخي طهورا إن شاء الله ...تفضل ...تمدد على السرير لأفحصك بارك الله فيك ...
رضا يفحص بدقة بعد قول بسم الله ، ثم يربّت على كتفه ويقول مبتسما:
قم يا أخي شفاك الله وعافاك ....
يصف له الدواء اللازم ويقول :
لا تنس بسم الله قبل شرب الدواء ...
المريض : أتعلم يا دكتور ...؟؟ لقد شعرت بالراحة وأنت تفحصني ، سبحان الله ، إن وجهك وجه الخير يبشر بالخير ، وإن معاملتك لأطيب معاملة ...
الطبيب : إيييه يا أخي ... الحمد لله لن أنسى بعد فضل الله تعالى ثم والديّ ، فضل معلم درسني كان يوصيني دوما ، وقد علم حبي للطب أن أكون طبيبا حاذقا مطلعا على كل جديد في علم الطب ، وأن أكون مثالا للمسلم المتعلم الخَلوق الذي يبعث في مرضاه الراحة بحسن المعاملة قبل شربهم للدواء ، فإنّ في راحتهم النفسية نصف العلاج إن لم يكن كله أحيانا ...
جزاه الله عنا كل خير ...معلمنا كان يهتم بكل واحد منا ، ويضع نصب عينيه نصائح أغلى من الذهب ...كم هم أولو فضل علينا أولئك المعلمون ...وأنا اليوم بدوري ألقن نصائحه الغالية للطلبة عندي بالكليّة ...

المريض : حقا صدق من دلّني عليك وقد سمعت عنك طيّب الأحاديث التي تشيد بحسن خلقك ، وباطمئنان المرضى إليك وبحذاقتك في علم الطب التي يشهد لها في البلدة كلها ...

يأخذ الضمير بيد المعلم إلى المهندس وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر :

فصل مسرحي يمثل مهندسا في مؤتمر
الراوي : وهذا مهندس شهير في مؤتمر هندسي جامع يعرض أهم مشاريعه الضخمة

المهندس عبد الحق : بسم الله الرحمن الرحيم ...يسرني في هذا المؤتمر الهندسي الجامع أيها الإخوة المهندسون ...أن أعلن عن التصميم النهائي الذي وضعته لقرية العلوم التي خططت لإنجازها ،وقد حاز التخطيط بفضل الله إعجاب هيئة كبار المهندسين في قارة أفريقيا وفي العالم العربي ، وقد تقرر أن يكون مقرها الجزائر ، بحكم أن الفكرة نبعت من ربوعها ...وبإذن الله ستمتدّ لها فروع في باقي البلاد العربية والإسلامية ، وإن أهم ما يميز هذه القرية إحتواءها إلى جانب مراكز البحث العلمي بمختلف فروعه على مركز الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ...

ويقف المهندس ليوضح للحاضرين مشروعه المصمم على ورق الرسم الكبير

المهندس الصغير(من بين الحاضرين) : كم شرفني يا أستاذي أن أكون أحد المحظوظين بالتقرب من علمك الغزير ، ومن هذا المشروع الذي يعدّ أحد أهم معالم النهضة العلمية المرسّخة بالرِّكز الإيماني في العالم الإسلامي ...

المهندس عبد الحق : أخجلت تواضعنا أخي ...فالفضل كله لله ومن بعده لمعلم لطالما زرع في عقولنا كما تزرع النبتة الطيبة ، أن العلم والإيمان توأمان لا ينفصلان ، وأن قوام نهضة الأمة علم مع إيمان ، فأحببنا العلم وحرصنا على إيمانيات وروحانيات عالية تجعله عملا رشيدا مرشّدا...وكان يسهر على تجريعنا تلك النصائح يوما بعد يوم ...جزاه الله عنا كل خير...
ولست وحدي الذي تتلمذ على يديه وكان له كبير الأثر بحياته ، ولكن أصدقاء كثرا لي كانوا أيضا تلاميذه ....لا أظن ذكر الأستاذ الباحث الكيميائي الشهير جابر يغيب عنكم ...

المهندسة (من بين الحاضرين):وهل يخفى القمر؟؟ الأستاذ الباحث الكيميائي المعروف جابر بن حيان عصره الذي فتح للكيمياء والبحوث العلمية أبوابا على مصراعيها من جديد للأمة الإسلامية ...

يأخذ الضمير بيد المعلم وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر ...
فصل مسرحي يمثل الأستاذ جابر في مخبره ....وبين أدوات علمه ...

الراوي : وهذا الباحث الكيميائي الشهير في مختبره يقوم بتجاربه

فترة صمت تمثل بعض حركاته بأنابيب الاختبار


الأستاذ جابر : ....وأخييييييييييرا .... الحمد لله الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله...يرحمك الله يا معلمي حيا أو ميتا ...كم كنت نبراسا أضاء لي في الظلمات ...كم كنت تحثنا على تذكر الشكر والحمد امتثالا لوعد العلي القدير : لئن شكرتم لأزيدنّكم ولا تنفكّ تشجعني بقولك : يا جابر كن ابن حيان عصرك ،يا جابر كن ابن حيان عصرك.... فما كان جابر بن حيان إلا من عزم وإصرار وعمل ....وأهديتني كتبا تذكر أمجاد العرب والمسلمين في علم الكيمياء وقد عرفتَ حبي لها ولعالمها ...حقا أيها المعلم الفاضل كنت شمعة تحترق في سبيل أن تضيئ لنا وكان حلمك النهضة الرشيدة وها هي بوادرها وعلاماتها الجلية تلوح قوية قوية ...والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...


يأخذ الضمير بيد المعلم وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر ...
فصل مسرحي يمثل دار المحكمة بقاضيها ومستشاريها ومحامية وموكل متهم ترافع عنه ...

الراوي : أما هذه فمحامية شهير ترافع في أكثر القضايا تعقيدا ...

المحامية :سيدي القاضي .... السادة المستشارون الأفاضل ...إن موكلي القابع خلف القضبان إنسان نزيه ....شريف لم يقدم على سرقة الخزنة حيث يعمل وإنما هو تدبير بليل من مديره الذي اتخذ من منصبه المرموق غطاء يستر عنه كل أفعاله المشينة وسرقاته التي بينّا خلال أيام المرافعة الماضية كلها ثبوتها بالدليل والحجة المقامة ....وعليه تنتهي هذه القضية الشائكة بثبوت براءة موكلي ووضوحها بعدما كانت طيّ الغموض التام لما حيك حولها من دسائس وأكاذيب وتلفيقات ...وإدانة مديره المتستر خلف منصبه وزجه بالسجن جزاء وفاقا لجرمه وتلفيقه إياه بريئا بسيطا يعيش على قوت يومه الذي بارك له الله فيه على قلته ....والحمد لله على عصر نعيشه لا يضيع حق الضعفاء ....عصر نهضة لم تقم إلا والعدل قائم...
وجزاه الله خيرا معلم درسني كان يقول إن مهنة المحاماة من أشرف المهن إن كان صاحبها شريفا مقيما لما يرضي الله على الأرض ...فليعش نزيها شريفا صاحبها وليمت على ذلك ...
القاضي : بارك الله فيك أيتها المحامية ....الحكم بعد المداولة
وتعود هيئة القضاء ليعلن القاضي : حكمت المحكمة حضوريا على المتهم حسام بالبراءة وبالسجن ثلاثين سنة لمديره الذي ظنّ واهما أنّ منصبه سيمكنه من الفرارا من عدالة القانون ...

وتتعالى صيحات البريئ الفرح : يحيا العدل يحيا العدل....

يأخذ الضمير بيد المعلم وقد سرهما ما قد رأيا وترك بهما كبير الأثر ...
فصل مسرحي يمثل معلمة بقسمها ...
قسم هادئ مرتب ، منظم ....نظيف كل من فيه وما فيه ....

الراوي : أما هذه فمعلمة فاضلة مع تلاميذها ....


المعلمة : بنبرة واثقة ناصحة هادئة :
أيها الأبناء الأحبة ...إنهم قد زرعوا لنأكل فأكلنا ...وإنّا نزرع لتأكلوا من بعدنا ...ولتزرعوا فيأكلوا من بعدكم ...إنكم عِماد بنيان مرصوص لا تباعد بين لبِناته ...هي ذي نهضة أمتنا قد قامت بأيدينا ، وبأيديكم ستزداد شموخا ...فحافظوا عليها ما حييتم ...وبلغوها أمانة مصونة لمن بعدكم ....هي ذي أمتنا ترفع الرأس عاليا بكم ...تفخر ولا تخجل ...
إن تصدقوا الله يصدقكم ""كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ""
فإني أقولها لكم اليوم وكل يوم لا تنسوا أن الأمة أمانة بين أيديكم وتذكروا دوما أنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...بكم أنتم ستنتقل من حسَنِ الحال إلى الأحسن
بك أنت يا حسام ....يا وسيم ....يا أكرم ....يا شيماء ويا سارة ...
بالطبيب المسلم الذي يضاهي بعلمه كبار العلماء ...بالمهندس الكفء المميز الذي يُعلي بنيان حضارتنا الشماء....بالمعلم الصادق الصدوق الأمين على تلاميذه ....بالقاضي العدل الذي يقيم العدل ويمحق الباطل ويحكم بما أنزل رب السماء ... بالمفكر الذي يضع للعقول نورا ينبعث من القرآن أصل السناء ....بكم جميعا معا سيظل بنيان نهضتنا المرصوص مرصوصا يخرص أفواه الأعداء ...

ويأخذ الضمير بيد المعلم ويعودان سويا إلى كرسيه وهو يقول له بحزم وقوة وثقة :

الضمير
اتخذ قرارك الآن يا صديقي ....اتخذ قرارك فأنت صاحبه ...

المعلم : اتخذته حتما ...وهل في ذلك من شك أيها الضمير الصاحي كم أسعدني أن قد بقيتَ حيا رغم محاولاتي المستمرة في وأدك.... اتخذته وسأقطع معك عهدا هذا هو (مصافحا إياه بقوة وفرح) ألا أفرط في حق تلاميذي بعد اليوم وأن أكون لهم محرضا على بناء حضارة وقيام نهضة ...وذلك دوري الذي لن أحيد عنه ما حييت ....ولن أزيد على حكمة المعلمة خاتمة رحلتنا الغراء ....

بقوة وبنبرة مصرة
لن أخون الأمانة بعد اليوم ...لن أخون الأمانة ..لن أخون الأمانة

 25-08-2007, 03:41 PM

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:18:24
الجزء الأول

لم يجد ما يقول .... عجبا لم يجد ما يقول ....
طرقت الباب ....، فُتح ...ولجتْ ....كالعادة سألتْه أن يسمح لهم باستغلال القاعة التي هي -قااااااانونيا- في متناول كل ناشط لا غبار على صفته القااااانونية ....
إنه المدير ....إنه المسيّر ....إنه صاحب الأمر والنهي بذلك المركز الثقافي الإسلامي .... والقاعة بدت لهم كما العادة قريبة المنال .... طبعا فما من غبار ولا شية ولا أتربة تعلو مسمّاهم تغيّب أو توشّح بالضباب أو تدخل في سراب .....

رمضان ....مركز ثقافي إسلامي .... عنوانان ما أن يلتقيا حتى يتعانقا ....هكذا هو البادي وذاك هو الجليّ الواضح ....ولكن كيف هي تقاسيم وجهه في ذلك اليوم من مرآهم ؟؟؟ كيف هي حاله التي ليست على حال في ذلك اليوم من مرآهم؟؟؟
كيف هو أمره ونهيه ؟؟؟ بل أين هو أمره من نهيه وهو على ذاك الكرسي ؟؟
لا يجد ما يقول ... ينظر بعينين كسيرتين حسيرتين والفُطور في كل ما يقول ...
لماذا يا سيدي ؟؟؟ ما السبب ؟؟؟ ما الداعي ؟؟؟ ما المانع ؟؟؟ أين القانون الذي ينص واللائحة التي تحظر والخطر الذي يحدق ؟؟ !!!!!

لماذا يا سيدي أفهمني بالله عليك فلست ممن تغض الطرف عن مبهم وتقبل بالضباب تجلية للسراب ولا بالمبهم توضيحا للغامض ولا بالعمى إبصارا للأعشى
لا يا سيدي .... لست على باطل حتى أدس رأسي بالتراب وأدبر بعد إذ أقبلت، وأرضى بغريب الحال بعد إذ شددت الهمة وأكدت العزم على المضيّ ....

أخبرني يا سيدي ما الخطب ؟؟؟ ما الجديد ؟؟؟ مال الغريب في الأمر وأمرنا قااااانوني .......

قال وقد أجاب حاله قبل مقاله : لا أعلم لكم من مخالفة للقواعد ولا خروج عن القوانين واللوائح ....ولكن هذا الذي جاءني وهذا الذي به قد أمرت ....

ومن أين أتتك الأوامر يا سيدي وأنت صاحب الأمر والنهي وقد قعدت على هذا الكرسي في هذا المكان الذي أسألك قطعة منه نقدم فيها للناس ما قد أعددنا في شهر هو شهر العمل الذي يوافق عنوان هذا المكان ؟؟؟
من أين هي هذه الأوامر ؟؟؟ وكيف جاءت ؟؟؟ وأين سطرت أو كتبت ؟؟؟

لا لم تكتب يا سيدتي ولم تأت بها صفحات ممضاة ولم تؤشر من تحت ولا من علُ ولكن يا سيدتي الأمر كبير كبييييير وأكبر من كل القوانين .... والآمر يا سيدتي قد أعجزني ....فلم تصرين ؟؟ ومهما تحاولين فلن تعرفي كيف ولا متى ولا لمَ .... لن تنجحي ....فانثني وارحميني ، فليس لي من سطوة ولا قدرة ولا سلطان ....نعم قد تعودتم العمل بتلك القاعة ....وعملكم ترجمان صدقكم وإتقانكم ورقيكم وسمو أفكاركم وأهدافكم .... والكل يشهد على أنكم كنتم السباقين لكل عمل مفيد وطرح جديد فيه الإبداع والجودة عنوان ....
ولكنني ضحية بين الضحايا مثلكم أيها الضحايا ، نعم أنا المدير ...أدري ....نعم أنا المسيّر هنا أدري ....ولكن ...ولكن....ولكن....!!!!
وتأتآت وإيماءات وتقريبات وتلويحات تريد أن تشي وتفضح ولا تقدر .... لم تحب أن يكون ما كان ولكنها لا تقدر ....

هي ذي هذه الطريق أخيتي ملأى بالصعاب ...بالأشواك ...بالعوائق ....وليست أبدا كسائر الطرق ....فأعدي نفسك لها ولما فيها ...وشمري فهي ذي هذه الطريق ....بارك الله بجهودكم وأيدكم بنصره وأعانكم ...فاصبروا ....

ولكن يا سيدي ... كيف ؟؟؟هل تريد مني أن أنسحب ...أن أرضى ...أن أكتفي وأعود أدراجي خائبة مسلّمة؟؟؟ ولمَ تراني أسلّم وبمَ تراني أسلّم ؟؟؟؟
أبالسراب؟؟؟ أبالعجب العُجاب ؟؟؟ أبالظلم الذي لا أعرف له سببا ولا مصدرا ؟؟؟
أخبرني بالله عليك ....مخطئ إن ظننت أني هكذا فاعلة ....مخطئ يا سيدي إن ظننت أنني سلكت الطريق وأنا العازمة وما أن يعترضني الشوك منها والحجر والعَثَر ولّيتُ وعدت لا ألوي على شيء خائفة فازعة أقسم ألا أسلك وعر الدروب مرة أخرى............... أخبرني....
كنت قبل أيام بالإدارة الرئيسة لمركزنا بالعاصمة وقد شددوا عليّ ألا أدع مجالا للجمعيات تنشط مرة أخرى وتقدم وتعرض عروضها الثقافية والفكرية والتنويرية ....هكذا كان الأمر ...وقد بقيت بين مد وجزر معهم وبين جزر ومد ولكن لم تمدّ لي بين أياديهم يد بعون ، يبدو أن الخبر قد بلغهم ....ويبدو أن تقاريرا بدل الواحد قد صعدت بمصعد كهربائي سريع سريييع سريييييع أسرع مما تظننين أو تحسبين أو تقدّرين ....

تقارير تحذر وتنذر بشؤم العقاب وسواد العاقبة إن لم تحبس القاعة دون تلك الجمعية بعينها ودون أعمالها ....تلك الجمعية التي لديها بين كل حين وحين ما تعرض وتقدم .... وقد بدأت الجموع تلتف حولها بعدما غيّبت عنها أمثال تلك الأعمال لأزمنة وأحقبة مديدة ....لقد صار الاسم مذكورا ، وقد ذاع الصيت ، وقد برز للنور ما لم نكن نتوقع ولا نحسب له حسابا .... فلتحبس دونها تلك القاعة

تقارير ؟؟ ومناشير ؟؟؟ وإنذار ووعيد وتهديد ؟؟؟؟ من أين يا سيدي كل هذا ؟؟؟ ومتى ؟؟؟ وكيف ؟؟؟ وعلامَ ؟؟؟ أمِن عمل نريد به وجه الله تعالى وتنويرا للفكر الذي علته الغَبَرة وأرهقته القَتَرة ؟؟؟ لماذا ؟؟؟ هذا ماكنت عنه أقرأ ...وأقرأ
هذا هو الصراع الفكري الذي كنت عنه أقرأ ...وهذه غَيَابَات جبّه التي لا يُعرف لها قرار ...اليوم أراها بأم عينيّ وأسمعها بشاهد أذنيّ .... وأرى أسبابها التي هي مجاهيل أسباب ....التي هي أكاذيب أسباب وما هي إلا الحجج المتقنة المعدّة بإحكام ....

عار علينا أي عار يا سيدي أن نسكت ....عار علينا أي عار يا سيدي أن نستسلم ....أنت بمركزك هذا لست فيه إلا لتتضح معالم مبادئك وقيمك التي سمعنا عنك وعرفنا أنك تتخذها منهجا ونبراسا ....
ألأننا لا نعلي موسيقى للرقص والطرب ؟؟؟ ألأننا لا نتشرف بدعوة فنان أو فنانة تعتلي المنصات لتلقي بشرَر كالقصر يلقفه الشباب عن غير وعي ولا دراية ولا معنى مخدرا يذهب بهم في النومة الواحدة بعد التسع مائة والتسع وتسعين وتسعين وتسعين وتسعييييين نومة ................!!!!!!

ألأننا يا سيدي لا نحمل لواء الثقافة الرقصية ولا الثقافة التهييجية أو التهريجية ولا الثقافة الإضحاكية السمجة السامدة الفارغة ؟؟؟
ألأننا يا سيدي نقول للناس كونوا على درجات من الرقي والسمو ولترنُ أرواحكم دوما لما يغذيها طهرا ونقاء وصفاء ولترنُ عقولكم دوما لما يزيدها نورا من الفكر ........!!!!
أخبرني من أين جاء الأمر ؟؟؟ ألهذا الآمر أمر على القانون ونحن وفق اللوائح القانونية نعمل ؟؟؟

 11-10-2007, 04:46 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:23:43
الجزء الثاني

نعم يا سيدتي إن له لسطوة على أهل القرار ...........رغم أن أمره لا يمت للقانون بصلة ....ولتعلمي أن التقارير من هنا قد صعدت ، مصدرها محلي ، ربما عن غيرة وعن حب عرقلة وتثبيط ...ولكن ما أعلمه أن مجموعة من الموظفين هنا بالمركز ممن لديهم مآرب أخرى يريدون الظهور ولا يريدون لغيرهم الظهور وأنني أتخبط معهم فيما لو تدرين به لرفعت يديك فيما ترفعين لله سائلة لي العون والسداد وأن يخرجني الله من مآزق وأحابيل وضعوني بشراكها لا أسأل غير الله أن يخلصني منها ....فلتسألي لي الله فيما تسألين أن يمدني بالعون من عنده .....

وحاله ينبئ عن صدق مقاله وقد عرفوا عنه سمو الهدف ووضوح الرؤية ....
أخبرني من تكون هذه المجموعة ؟؟؟من هؤلاء وكيف لهم أن يسيطروا على القرار ؟؟؟ ويغيروا المجرى والمسار؟؟
لن تجني من معرفتك لهم شيئا يذكر ، فدعيني وتخبطي ، ودعيني معهم لعل الله يحدث بعد لأي أمرا ، ويحكم بيني وبينهم ....
اسمعي يا سيدتي لتكتبي طلبا خطيا بما تريدين ، وببرنامج عملك بالقاعة وسأرسله للإدارة المركزية وننتظر الجواب ....
ولكن حسب ما ذكرت فسيقابل بالرفض لا محالة..........
ولكن دعينا نخطو هذه الخطوة لعل الخطيَّ منهم يجزم ويقطع في الأمر ، فيذهب ريبنا ويزيل شكنا وتتضح الأمور أكثر ....
وكتب الطلب ........وأرسل .........ولم يعد من رد ،والأيام يأكل بعضها بعضا كما ألسنة النار ....
فعادت إليه .................
لن أسكت يا سيدي صدقني سأبلغ بالأمر أعلى مبلغ ....لا كنت بهذا الموقع الذي وضعني به الله وقدره لي إن لم أكن طالبة للحق ساعية له سعيي .....لن أسكت
معك كل الحق أخيتي ، وأنا الآخر قد سئمت من هذه العتمة فلتصدحي فإني أريد صدحا لينفجر المكبوت وينكشف المستور وأخرج من عنق هذه الزجاجة المقيتة وأنفجر أنا أيضا وأعرف رأسي من قدميّ ....

لن أسكت يا سيدي.... كن على يقين أنني لن أسكت ما دام فيّ عرق ينبض ، فما دخلت هذا المدخل وما سلكت هذا الدرب إلا ودمي إصرار وعروقي مسالك للحق ومحطات قلبي ثبات عل الحق
كن على يقين سيدي ....
وقد خرجت من مكتبه ... تزور مكتب إحدى الموظفات المسؤولات عن العمل الثقافي هناك ، وإذا بها وهي ترحب ....تبتدر بالحديث مسترسلة عن هذا المدير الجديد ....وكيف أنه يمنع كل عمل ، وكيف أن صراعا وتشاحنا وتقاتلا قائم بينه وبينهم ، يا حسرتى على مديرهم القديم تقول ، إذ كان يسامح الجميع من عمل منهم ومن لم يعمل ........ !!!!! أما هذا فيترصد للغائبين منهم والغائبات ويراقب العمل ، ويرفض التقصير فيه ، وينقص لهم من رواتبهم جزاء تأخرهم وتقصيرهم ....أف له إنه مهدد بالإقالة من منصبه ......لقد ضيق على الجميع !!!!!!!!! إييييييييه كنت أحق بالمنصب منه وكنت أظنه يستحق فزكيناه فيمن زكاه وليتنا ما فعلنا .....ولكننا لم نسكت على هذا الوضع وأبلغنا تقاريرنا ، وإن معنا فلااااااااااااان وهو الذي لن يقدر معه على حركة ولا سكنة ....وسيرى أي منقلب ينقلب ........ إنني بمكالمة هاتفية له صاحب الفضل علينا المغدق على هذا المركز منذ أسس يقضي لنا من الحوائج الكثير ....ولن يرضى لنا مذلة أو هوانا فقد كنا ساعدا أيمن له أيام الانتخابات ....

...يتبع....

 12-10-2007, 05:48 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:24:28
الجزء الثالث (الأخير)

آآآآآه....
لقد عرفتْه وعرفت السبب ......... إنه ذلك الملياردير الذي جعل يغدق على البلاد والعباد من ماله يشتري الذمم بماله ، ويشتري كل ما لذ له وطاب حتى فاز بمقعد بين المقاعد العليا في الدولة ....
لقد فهمتْ واستوعبت ...........
وفي صبيحة الغد من ذلك اليوم بدأت رحلة جديدة وإن كانت تعلم أن الأمر بات واضحا لا غبار عليه وأنه كان على حق إذ قال أن المتدخل صاحب سطوة .......أجل وقد كانت له بقروشه قبل منصبه ...... !!!!!

من مقام إلى مقام ومن مسؤول إلى مسؤول .....ومن لقاء إلى لقاء ....والسؤال ذاته تردد : أي قانون يمنعنا ولمَ المنع والصدّ؟؟

ومن تأتآت إلى تأتآت ...إلى ردود هي مجاهيل الأسباب بين من يدعي الثقة بالنفس وهو يرد ويقطع الطريق أمام سؤال يجر سؤالا ، ويقطع الطريق دون محاولة استفسار ، وبين من يتحير ويتساءل معها ، ويعزم على إماطة اللثام بمكالمة هاتفية ، وما أن يرد عليه الذي دونه مرتبة والذي كانت عنده قبل قليل حتى ينقلب حال كل انقلاب ويرد عليها بدوره قاطعا أن الحظر موجود والمنع قد ورد وأن السبب .......................
لا مجال لمعرفة السبب ولا داعي لمعرفة السبب .....!!!!! يكفي أنه أمر من مقام أعلى بالمنع والصد ....وكفى بذلك سببا ...........!!!!!!!
ولما تيقنت أنها تلك المجاهيل من الأسباب وأنه حبك وإعداد بإحكام وأنه ذاك الذي كنت عنه أقرأ ،عرفت أنّ الهدف تغييب كل تنوير ومتابعة كل محاولة لإقلاق النوم العام !!!!!!
وأن هذا الدرب الذي يسلكون لن ينفك يكشف لهم أوجه الصراع الفكري مهما حاولت التستر والتواري ...

ولكن الثقة بالله أكبر والصبر أكبر ، والإصرار على المضيّ أقوى ....
وكما فتح علينا من قبل لا بد سيفتح علينا كرة أخرى ، فحُبِسَت دونهم القاعة بأمر من الأوامر العُلَيا ، فكانت لهم قاعة بإرادة من الآمر الأعلى بعدما ظنوا أنّ الشهر سينقضي ولن يعرضوا من أعمالهم شيئا ............إنها من أجمل القاعات في البلدة يسخرها لهم صاحبها مبتغيا أجرا وثوابا ، فهو يعرفهم ويعرف سعيهم ونقاء ما ينشدون وهو بدوره يريد أن يسدي خدمة من قبيل قدرته مبتغيا رضى الله ....
وعملوا وعرضوا والتف الناس من حولهم وسمعوا وحضروا ....فكان أمر الله أعلى

وهكذا هي هذه الدرب وعرة المسالك ، ومع كل حجر أو تعب أو نَصب درس يلقن أن سلعة الله غالية وأن الثقة به يجب أن تكون أكبر من كل كبير ......
وأما الصراع فهو على أوجه وأوجه ....وما زالت ترى منه العجب العُجاب وتنتظر العجب العُجاب .....ولكن ليس بقدر ما تترقب نصر الله وتأييده ....ومنه هي الواثقة ........

 12-10-2007, 05:49 PM 
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:25:10
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلون المنتدى اليوم أسأل الله أن يجعل أيامكم ، وأن يبعث هذه الأمة الحبيبة إلى قمتها وهمتها من جديد
أعاد الله علينا العيد ونحن من صحوة إلى صحوة ومن إفاقة إلى إفاقة حتى تذهب عنا كل الغفوات وكل السِّنات من النوم ، وحتى نري الله منا ما يحب ....
أعاد الله علينا العيد ونحن نلبس من خير هذه الأمة كل جديد ، ونحن لا نعيش لأنفسنا ولا نكتفي بأنفسنا وإنما الأمة نصب أعيننا ونبض قلوبنا وإنما الأمة ترجف لعودتها ولعودة عزها ومجدها أوصالنا ............

أعاد الله علينا العيد ونحن على الخطى الطاهرة لمعلمنا الأعظم سائرون ولهديه مقتفون ....ونحن على طيّب ذاك الأثر وإن كان ما كان من حجر ....فلعمري لهو حجر قد ظنه واضعوه أقوى من أن يزاح وغاب عنهم أنّ قوة الإيمان إذا تمكنت من نياط القلوب فباتت الدم الذي يسري والعرق الذي يقل ويحمل ، والنبض الذي يصدح لم تعد أمامها كل القوى إلا قشا وهشا .....

أعاد الله علينا العيد ونحن جماعات وفرادى لا نعيش إلا لهدف أوحد إعلاء كلمة الله الواحد .....
أعاد علينا العيد ونحن نعيش للأمة ولخير الأمة ولثغر بسام فيها ، ولدمع مكفكف من مآقيها ولنور يسكن محاجرها ينبئ أن العزّ بنا قد عاد وأنّ الرضى منها علينا قد حلّ وأنها قد طوت كل الآلام والأحزان إلى غير رجعة

أعاد الله علينا العيد ونحن لا نعيش لأنفسنا وإنما كل ذرة فينا تسعى للأمة وإن كان ما كان من حجر .............

أعاد علينا العيد وأمتنا إن نامت فنومتها نومة العروس الهانئة التي قرّت عينها بأسعد أيامها ...........

تحية معطرة بشذى العز والمجد وسلاما حارا من قلب أمة لن تموت إليكم يا كل الأحبة

 14-10-2007, 05:07 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:30:33
هي............هي......

هي هي لا تحوير ولا تبديل ...حسناء يغار من حسنها الحسن ، بهية يستحي من بهائها البهاء... ثرية قوية ، عزيزة مصطفاة لتحمل أغلى الكلام وأعز الكلام وأبين الكلام ، هي له الوعاء ومنها له الولاء ....
أحببتها فأحسست بقصر الكلمة عن الأداء والوفاء ، فبحثت فيها فقلت أعشقها ، فأحسست أنّ ما بي يقول بل هي أغنى وإحساسك من ذلك أقوى ، فبحثت فيها فقلت أهيم بها ....فردّت وقالت ظلموني وأعيوني وعيروني ورموني وقبحوني ، فقلت : بل سحرك فوق ظنونهم ، وحسنك فوق مرامهم ، وبحرك أوسع من أن يصيروه بأوهامهم قطرة ، وألوانك أشع وأنضر من أن يبهتوها بأضغاث أحلامهم ....

وكلماتي وإن بدت كلمات ...تقف دون شاطئها متأملة قد تحسب نفسها غواصة ببحرهاوعلى الرمال ما تزال أقدامها....

 03-12-2007, 05:15 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:31:19
النهضة ودعاوى النهوض (1)

سأفرغ شيئا مما بجعبتي عن النهضة ...
النهضة ودعاوى النهوض ، واختلافها ، -هنا أنا لا أقصد الدعاوى الغربية للنهضة - ، وإنما أقصد الدعاوى الداخلية التي نبعت من قلب أمتنا ، من مفكرين مسلمين ومن رواد مسلمين ، من قواد حركات إسلامية مختلفة ....
فمنهم من رأى أن العمل السياسي الإسلامي نهر وباقي الحركات الإسلامية التي تنأى عن السياسة روافد له ، أعني مجموع الأحزاب الإسلامية النشطة في الدول الإسلامية ، والتي منها ما له مقاعد في البرلمانات وحقائب وزارية في الحكومات ، وإن كان نصيبها ضئيلا وسهمها زهيدا إذا قورن بغير حركات ، ولكنهم يعطونها عظما تتلهّى به ...!!!

منهم من يرى أن نجاح العمل الإسلامي والسبيل الموصل للنهضة لا بد أن ينأى عن السياسة لأن السياسة ملأى بالأقذار والأقذاء ولن ينال المتقرب منها غير القذى والوسخ ولن يمر وقته إلا بالصراعات من أجل كراس منها ما كان فاخرا يسيل له اللعاب ، ومنها ما هو من حديد ، ومنها ما هو من خشب وإن كانت الدُّسُرُ تطل من كل جانب منه ....!!!

منهم من رأى أن القاعدة هي الحل ، فكما كنتم يولى عليكم ،وعليه أن يعمل مع القاعدة حتى ينشأ منها جيل يكون بعد تنشئته صالحا لأن يحكم ، ويكون من الحاكمين ، لأن غلبة الخير وغلبة الوعي الصحيح ، وغلبة المبادئ السامية سوف تفرض نفسها من غير ما حيلة ، فقد زرع الخير الكثير ويئين عندها أوان حصاد الخير الأكبر ....

ومنهم من يرى أن القمة لايجب أن تترك لمن لا يستحقها فيعيث فيها فسادا ، ولا يجد من يردع ولا من يمنع ....وأن البطل الهمام هو الذي يصعد معهم القمة على ظاهر نواياهم ولكنه المتقمص دورا بين أدوارهم وحقيقته هي الوفاء لأصله ولدعوته ، وحينما يعتلي القمة معهم سيكون له شأن آخر وسيعمل على أن يطهر ما قد اتسخ ونال منه القذى ...إنه صاحب الدور الخطير الذي لا يتفطن له أحد ، وربما ظنّ به السوء أقرب المقربين إليه ، وربما فقد ثقة الكثيرين ممن معه لشدة ما صار يبدو مختلفا ، وكأنه واحد من علية القوم أولئك الذين تصدروا القمة وعاثوا في الأرض من تحتها فسادا ....إنه أذكى الأذكياء ، الذي لا يكاد يبوح بنواياه الصادقة الطيبة حتى لنفسه ربما ...يريد خدمة الإسلام بذكاء متقد ...فيبين أنه منهم وما هو منهم ....!!!

منهم من يرى أن النهضة لن تقوم لها قائمة إلا إذا كان جليا بينا النهج المتبع -أقصد هنا النهج الفكري - فمَن يقول أن النهج إخواني يرى في الشهيد حسن البنا القدوة والمثال وفي نهجه ونهج الإخوان دربا أسلم ، ومنهم من يقول أن النهج الأسلم نهج السلفية -بالمعنى المغلوط لهذه التسمية السائد في ّأوساطنا الإسلامية - ، ومنهم من يقول أن النهج الصحيح هو نهج صناع الحياة ، ومنهم من يرى أنه نهج مالك بن نبي المفكر الإسلامي الذي تعمق في مشاكل الحضارة ودرسها دراسة منهجية معمقة وكون نظريات فكرية اجتماعية عن المجتمع المتحضر ، وعن شروط النهضة ، وعن القابلية للاستعمار ، وعن الصراع الفكري في البلاد المستعمرة وعن الفاعلية في المجتمع ....

منهم ومنهم ....، كلها نبعت من قلب الأمة ، وكلها ترى أن القرآن والسنة نهجها وليس سواهما ، ولكن كل ثلة تابعة ترى في نفسها الصواب وفي طريقها منتهى الخلاص ، والطامة الكبرى أن كل فريق صار مزهوا بنفسه يشيح بوجهه عن الفريق الآخر ...وتفرّق الجمع الواحد إلى جماعات جماعات ترى أنها الأصوب بين أفراد المجتمع وأن باقي الفرق وباقي الأفراد التي لا جماعة لها مرضى ، سِقام معتلون ، وهم الأصحاء الأقوياء ...وهذا وحده ولّد عندهم -وإن كان أصل منهجهم قرآنا وسنة- عقدة الإحساس بأنهم الأفضل والأحسن خُلُقا والأنضج عقلا والأوعى فكرا ...!

وعند الوقوف عند كل موقف منها ماذا نرى ّ؟؟؟؟ على أرض الواقع ماذا نرى؟؟؟ ماذا نعاين ؟؟؟ ماذا نستنتج ؟؟؟

هل من نتيجة محسوسة ملموسة أعطتنا بوارق غد أفضل ؟؟؟ -لا أقصد أن الليل دامس الظلام وما من بريق أمل أو بصيص نور- ولكن أين الفعل ، أين الفعل المنظم الحضاري الذي يفرض نفسه على أعلى مستويات الأفعال ؟؟؟

لن أنصب نفسي هنا محللة أو منتقدة أو متفرجة ، فإنما هلكت أعمالنا إلا من كثرة المنتقدين الذين لا عمل تستبين فيه قوتهم وكفاءتهم أكثر من الانتقاد والتحليل الذي يأخذ الصفحات الطوال والليالي الأطول من عمر الأمة ...!!

ولكن سأكتفي بإعطائكم مثالا : إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر فشت الأمية في أوساط الشعب مع ما فشا فيه من أسباب التخلف وأسباب القابلية للاستعمار ، مع ما سعى الإستعمار لترسيخه وقد وجد الشاة حانية الرأس مطأطئته لمن يريد ذبحها ، فهل يضر بعد الذبح سلخها ؟؟

وقررت الطبقة المفكرة التي تريد أن تنهض بالشعب بطرقها الجهادية المختلفة -وهذه واحدة منها- القضاء على الأمية ، أو على الأقل التقليص منها ، فإذا المجلات الناطقة باللغة العربية تكتب وإذا المفكرون يكتبون ، وإذا أصوات المحاضرين تتعالى في كل مناسبة ، في كل زمان ، وفي كل مكان .... وفي الأخير ما من نتيجة ترجى وما من أثر فعليّ تركته تلك المساعي الصادحة ...إذ بقيت الأمية من أصعب الأدواء الفتاكة بجسد الشعب .... وعلى حاله بقي الحال ....!!!

ومن الناحية المقابلة وفي ذات الحقبة من عمر الشعب الجزائري ومجريات الأحداث المتعاقبة عليه ، لا حظ اليهود المستوطنون آنذاك بالجزائر أن الأمية أيضا تنهش بجسد اليهود ....فماذا فعلوا ؟؟؟؟

أخذ كل متعلم منهم على عاتقه مسؤولية تعليم من هو بحاجة لعلم ....يساعده على محو أميته ....كل واحد منهم تجند في بيته ودرس العدد من الأميين اليهود حصصا متوالية ...وفي ظرف زماني قياسي انتصر اليهود على الأمية وقضوا على شبحها بينهم .....

ما الفرق بين الفريقين يا ترى ؟؟؟ ما الفرق ؟؟؟؟

أليست الفاعلية ؟؟؟؟ أليس الفعل الفاعل بدل التنظير الذي لا جدوى منه ؟؟؟

هو ذاك سعيهم إذ نجحوا ....يعملون ....يجسدون...يطبقون ....أما نحن فلا نكثر إلا من التنظير ..............

أسألكم بالله عليكم أليس قياسا إلى كل أمورنا ....هو ذاك داؤنا ؟؟؟؟

فلو شغلنا بالعمل وبالفعل والتجسيد على أرض الواقع رغم كل صعوبة ولو بالقليل الأقل أما كان لقليلنا من غد يطرح فيه حصائد أكبر وغنائم أكثر ؟؟؟

أليس وقتنا ضائعا بين القعود والتعليق والانتقاد ؟؟؟ وإن ظننا بأنفسنا عمل نهضة جعلنا نـُــنظّر .........!!!!
أما هم فهم في شغل مشغولون منهمكون ، يعملون لا يفترون ....

وبين أيدينا الوسطية الجميلة ....فلا دنيا تأخذنا عن دين ولا إفراط في مفاهيم مغلوطة ننسبها للدين فإذا الدنيا سراب أمام أعيننا لا نملك أن تكون ملك أيماننا !!!!

أين العمل ؟؟؟ أين العمل ؟؟؟ أين خوفنا من ضياع الوقت في التنظير والانتقاد والبحث عن نهج سليم بين المناهج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 03-12-2007, 05:22 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:32:34
النهضة ودعاوى النهوض(2 )

أمر الأمة فيه جنوح إلى طرف دون طرف ، يعني لا وسطية في الأمر ، ولتلاحظا معي دائما أن الوسطية هي التي تكسب جمالا كل ما تحلى بها ، أي أن التنظير دون عمل تطرف والعمل دون تنظير تطرف ....
الغالب هو التنظير ، وكثيرة هي التنظيرات ، وما ذكرت لكم ما ذكرت إلا من فرط ما رأيت في فئة الشباب من حيرة وتخبط ....

هذه طفرة التنظير قد طفت على السطح ، وإذا بشباب هم في ريعان الشباب يتخذونها لحنا جديدا يعزفون عليه في كل حين ، وبعد مدة تطفو على السطح طفرة أن النهضة لا تقوم إلا إذا أقحمت الأنوف في السياسة ، وبعد مدة تظهر أخرى ، وإذا هم في حيرة وتخبط ، يجعلك مع كل موضة جديدة تقاسي الأمرين ، فإذا أنت بين نارين ، تلك التي تحرقك لأنك لا تجد فيهم استقرارا ووضوح رؤية ، وتلك التي تمضّك من شدة ما تعيد وتكرر ، وتوضح وتبين والخوف يتملكك من ظهور موضة جديدة .... وتعمل على بعث روح الاستقرار بالحديث إليهم مرارا وتكرارا -ولا ننكر أنك كثيرا ما تسأم التكرار-
وترجع الأمر إلى نقص تجربة ونقص نضج وأن الحياة ودواليبها كفيلة بإعطاء الدرس تلو الدرس ...

ويتساءلون ، ويتحيرون ، ويفكرون ، هل هذه الطريق الموصلة أم هي تلك ؟؟ هل هؤلاء كانوا على صواب أم هم أولئك ....؟؟؟
لماذا لا نرى أن فيما وضعوا جميعا الصحيح والمراد وإن اختلفت الأساليب ، ولا نعتد بواحد منهم دون الآخر ....
كل أولئك القادة والرواد الذين أعطوا للإسلام أعطونا الكثير ، ولكن مهما أعطوا فالتجربة العملية أقوى من كل ذلك وتعطي هي بدورها الشيء الكثير إن لم نقل الأكثر ، فكل مجتمع له ما يميزه دون غيره وإن كانت كلها مجتمعات إسلامية ، وكل مجتمع فيه من الأدواء ما يطغى فيه هذا على ذاك لكل مقياسه ، وأهل مكة أدرى بشعابها ....فهل إذا تعالت صيحات زراعة الأسطح وإذا وجدت سبيلا في مصر ، هل من الضروري أن تجدها في الجزائر ....-وهي في الجزائر ضرب من ضروب اللهو والعبث لعدم ملائمة الفكرة المعمار الجزائري وعدم جدواها وصداها بين الناس - ذلك ما نعيشه ، تقيد الشباب حرفيا بالمنهج حتى لا تكاد تدرس معه خصوصية كل مجتمع ، وما يلائم كل مجتمع وما يتعطش إليه كل مجتمع بترتيب الأولويات ....

ذلك ما يجعلك توجس في نفسك خيفة من أن يبقى الحيران حيرانا ، وما من طريق بيّنٍ يسلكه ، وذلك ما يجعلك ترى أنّ العمل خير ترجمان على صدق النوايا ، وهو الباب الذي نطرقه لنجني الثمار ونحصّل النتيجة ....

نضيع من الوقت الكثير ونحن نبحث عن المناهج ، والنهج بيّن ، ونضيع منه الأكثر ونحن نحكم على هذا أو ذاك ونصوب هذا ونخطئ ذاك ....

وكل حركة تبدأ قوية ، ولما لم تجمع أفرادها وحدة فكرية ضاعت الجهود وضاعت النوايا وفسدت ، وصار الفرد منها يطعن في الآخر ، وضاع مع ما يضيع من وقت الأمة الكثير ....

من هذا هو الخوف ....فإن لم تكن الحركات والمناهج مكملة بعضها للبعض أصبحت وبالا على الأمة ....ورأى كل منها أنه الصحيح
أما استجداء النهضة من أعدائنا فلعمري إن تلك وحدها طامة كبرى .....!!!!

نريد شبابا قد وقر الإيمان في قلبه وصدقه عمله ، نريد شبابا راشدا لا توحي ملامحه الفكرية بقلة وعي فكري وعدم استقرار على رأي .... نريد شبابا ثابتا يعلم ما يقول وما يفعل ولا يخشى في الحق لومة لائم ، مادامت نواياه مخلصة ووجهته مخلصة ....

وحقا نحن بحاجة لمنهج يوحد المناهج .... منهج يوضح الأهداف بقوة ويوضح الوسائل المتبعة لبلوغها بقوة أكبر حتى لا نرقع دنيانا بتقطيع ديننا فلا الدين يبقى ولا ما نرقع !!!

حقا إخوتي إن التجربة خير ترجمان والعمل الميداني أكبر رهان ... والواقع على الأرض أصعب من الكلام ، ولكن رغم كل صعوبته فهو يعلم الكثير الكثير ، ويعطي من الخبرة والتجربة ما يزيدنا يقينا أن الأمة في حاجة ماسة ماسة ماسة إلى من يسير على نهج أولئك الذين كانت قوة الإيمان بداخلهم أكبر حافز ، كانت قوة ذللت أمامهم كل الصعاب ، كانت قوة حملوا معها اللواء بيد واليد الأخرى مبتورة ، ولما بترت الثانية لم يسقط اللواء وإنما احتضنه الصدر والقدمان تحملان نصف جسد ،ولكنها تحمل روحا كاملة متأهبة متوثبة للجنة .....

الأمة تريد شبابا ثابتا لا شبابا مع كل ميلة يميل ، ويفكر ويخمن ويسأل ربما الأخرى الطريق الأسلم ، فإذا الساعات تأكل الساعات وعداد العمر يزيد وأرقامه تكبر ....


فهل نحن حقا بحاجة لمنهج يوحد المناهج ؟؟؟؟ لو كنا أمة عاشت بالقرآن ومع القرآن وللقرآن وأحسنت التدبر والتفكر فيه ، لكفينا التخبط والحيرة ....
ولكانت كل الروافد تصب في نهر واحد هو نهر خير الإسلام والأمة ....

 03-12-2007, 05:27 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:33:40
النهضة ودعاوى النهوض(3)

علقت أخت لي في الله على :

أخذ كل متعلم منهم على عاتقه مسؤولية تعليم من هو بحاجة لعلم ....يساعده على محو أميته ....كل واحد منهم تجند في بيته ودرس العدد من الأميين اليهود حصصا متوالية ...وفي ظرف زماني قياسي انتصر اليهود على الأمية وقضوا على شبحها بينهم .....

فقالت :
هذه الفقرة هي أكثر ماشدني في المقال
صورة أفراد يفهمون الأمر ببساطة وينفذون ببساطة دون كلام

ألم يكن هذا مافعله أبو بكر عندما أسلم ثم بدأ مباشرة في الدعوة للإسلام ببساطة ؟
لماذا الكلام الكثير والتنظير
وهل يعني ذلك أن القاعدة البسيطة شبه المتعلمة أو الأمية من المسلمين ليس لها مكان في قطار النهضة لأنها غير قادرة على استيعاب نظريات النهضة؟

من نهضوا بالدولة الإسلامية الأولى كانوا بدوا بسطاء أغلبهم أميون فكيف نجحوا دون تنظير؟
إن قال قائل كان لديهم قرآنا يتنزل وقائدا يوحى إليه من السماء
فها هو القرآن محفوظا كما أنزل
وهاهو القائد تراثه من سنة مطهرة بين أيدينا
فكيف نجحوا

اتقوا وعلموا فعملوا بما علموا مباشرة بلا تعقيد

 03-12-2007, 06:04 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:36:57
النهضة ودعاوى النهوض4

وفعلا نحتاج إلى شيء من البساطة في سلوك الطريق والبساطة المقصودة ليست هي السذاجة طبعا ولا الانقياد الأعمى ولا العمل دون تمحيص ولكن هي البساطة المنبعثة من اليقين ، نستطيع أن نعتبرها التسليم بما هو واضح جليّ لا يحتاج لتوضيح ، ولا يحتاج لتعقيد ، أحيانا وهذا ما جربته في بعض الشباب تجدهم يعقدون أبسط الأمور ، فيينقلب العادي إلى غير عادي والسهل إلى صعب ....

جرى على لساني ذات مرة تعبير أن الحياة لا تحتاج إلى مسطرة نقيس بها بالملمتر كل خطوة ، وإلى كتاب يقرأ عن كل أمر فيها .... أحيانا كثيرة ما تلعب الموهبة والحس القوي والتجربة الحياتية والمخالطة الميدانية دورا أكبر من الكتب والمراجع والتخصصات ...

نقدم أحيانا عروضا ثقافية منوعة في مناسبات مختلفة، جاءني أحدهم يقترح علي أن يكون فلان منشطا للحفل بحكم أنه دارس إعلام واتصال ومن ذوي الاختصاص ، وأنا أعلم بحكم حديثي مع ذلك الشخص أنه ممن ترى بوجوههم ذات الملامح ، وملامحه فيها من الجد المتصل الكثير ، وابتسامته صعبة وإن كانت فتبدو كأنها مرسومة وسرعان ما ترحل ، فأجبته أنه ما من داع لإحراجه ، فرغم دراسته إعلام واتصال إلا أن ذلك لا يغني عن أن مقابلته للجمهور وحديثه ليس فيه من الموهبة ما يجذب ويبعث الأنس وينثر الابتسامات خلال التنشيط ...

ومن الناس من يظن أن كل شيء ، كل شيء كل شيء يحتاج إلى كتاب ، وإلى معلم ، بينما هناك من البشر من أوتي موهبة وملكة تسمح له أن يكون له تميز واضح في أمر من الأمور -رغم كونه غير ذي اختصاص -، وغيره وإن كان ذا اختصاص إلا أنه ليس من الموهوبين ولا من أصحاب الملكات في ذلك الأمر فلا يأتي عمله بوزن عمل الأول ....

القراءة أمر ضروري ومنمّ للفكر ، وموسع للمدارك في كل ما يقدم عليه الإنسان ولكن هناك من الأمور ما يكون وليد حب وموهبة وذكاء فيأتي قويا محبوكا جذابا ، مؤثرا ولا تنفع مع من يفتقر فيه لحبه وموهبة أوتيها وذكاء يخول له حسن التصويب الكتب المصفوفة ...

رأيت إخوتي أنه كثيرا ما لا تنزل المفاهيم منازلها ، فمن يستمسك برأي ما وهو غير مراع لحيثياته التي ربما تجعله في موقف ما يحتاج إلى حكم معين وفي غير موقف يحتاج إلى حكم آخر .... إنزال المفاهيم منازلها رأسها الوسطية وقراءة الأحداث بجلاء وبمعرفة للأسباب والظروف المحيطة ....

والاستمساك برأي أو حكم لا يلائم الظروف من أكثر نتائج اعتبار أن الحياة مقاسة بمسطرة مليمترية لا يجوز تحريكها بملمتر زائد أو آخر ناقص وإلا وقعت الواقعة !!!
إننا نعاني وبحق من مشكلة عدم إنزال المفاهيم منازلها ....

 03-12-2007, 06:08 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:40:38
إلامَ نحتاج حقا ......؟؟

منذ أيام قمنا بجولة عبر الثانويات والإعداديات (ونسميها عندنا المتوسطات) نقود حملة للتحسيس بمخاطر مرض الأيدز ، وماتزال الحملة متواصلة ، إذ ارتأينا أن تكون الحملات التي نقودها طويلة المدى نسبيا حتى نتمكن من إفادة أكبر عدد ، ولا يستوجب الأمر العمل وفق المناسبات بل إن التوعية لها في كل زمان ومكان دور ، كان معنا أطباء ومتخصصون ، ولا أخفيكم سرا إخوتي فإن مثل هذه الحملات التحسيسية إنما هي إلا وسائل نريد أن نصل بها إلى عقول شبابنا وإلى مخاطبتهم والاحتكاك بهم من باب طرق باب الواقع والولوج منه ، وقدمنا عرضا سمعيا بصريا من إنتاجنا عن هذا المرض وكل حيثياته الصحية والنفسية ، ثم تطرقنا مع الطلبة إلى نقاشات وأسئلة وأخذ ورد ، وذلك أهم ما في الأمر ، جعلت أستكشف أفكارهم وهم يتحدثون ، وهم يسألون وهم يواجهون ، وهم متخوفون ، وأخذنا الشيء إلى شيء غيره ، إذ أننا شئنا أم أبينا هناك علاقات وثيقة تربط أمرا بأمر ، فأخبرتهم فيما أخبرتهم وعن سؤال طرحه أحدهم هل لهذا المرض من علاج ؟ أجبته أن العلاج الوحيد حتى الساعة هو الوقاية ثم الوقاية ، ولكن من يدري ربما كان بينكم من يكتشف للمرض علاجا ........ تعالت بعض الضحكات ، وقال أحدهم صراحة : لا لا يمكن .... فاستوقفني وصوبت نحوه نظراتي ، ووجهت له حديثي في اهتمام : ولكن كيف لا يمكن ؟؟ وما الفرق بينك وبينهم ؟ أجاب : هم لديهم امكانيات أما نحن فلا نملك إمكانياتهم لنكتشف ونخترع

جواب يتكرر وحجة تتكرر ، ولحن لقناه أبناءنا منذ صغرهم بأحاديثنا أمامهم بطرق لا تأتي في طياتها بذرة أمل في إمكانية أن يصبح من عقل ذلك المسلم الصغير عقل عالم مكتشف مخترع ، التربية ثم التربية ، أحاديث أمام الأطفال عن حالنا وعن سلبية مطلقة ألقى عليها كلامهم أنواع الظلال ، سلبية نحن السبب فيها وبدل أن نتحرك ونبدّلها إذا بنا نزيد على استيطانها بالعقول استيطانا وعلى ركزها ركزا .......

أخبرته : يا بنيّ لم تقول هذا ؟؟ إسلامك أولا وثقتك بأنّ أقوم المناهج بين يديك ثانيا وثقتك بعقلك وبمكانيات عقلك ثالثا وإصرارك على العمل وعلى أن تحقق بإذن الله شيئا كل تلك إمكانيات عظيمة عظيمة فوق ما تتصور أو تظنّ تجعل منك ذلك العالم إذا أحببت ، والمادة يا بني والإمكانيات المادية تأتي باجتماع كل ذلك فيك في الدرجة الثانية حقا ، وستفتح لها أبواب، ولكنّ الإصرار والعزم والثقة بعظمة الدين الذي تدين به أكبر مقوماتك ...
إن مخ رأسك ليس بأقل طولا من مخ رأس الأمريكي أو الأوروبي الذي يخترع ، بل إنك أكمل منه بإسلامك وأقوى منه بإسلامك .... كن قويا ولتتجذر بك تلك القوة الإيمانية وسترى ما ستحقق ....

ساد بعض الصمت نتيجة انتباههم لما أقول ثم سألتهم : أليس كذلك قالوا بابتسامات تعلو محياهم : بلى بإذن الله تعالى نستطيع .

ربما يقال أنّ العاطفة تحركني وأن كلامي محض عاطفة جياشة لا يغذيها واقع ، ولكن أنا على يقين من أنّ تربية أبنائنا هي الأساس وما نزرع فيهم هو الأساس ، يا إخوتي إنّ نقص المال وشح المادة صار ذريعة بين الذرائع التي نعلق عليها ضعفنا وخَوَر عزائمنا ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .
إنّنا نحتاج لخطاب قويّ يستمدّ قوته من الثقة التي لا تدانيها ثقة بعظمة الدين الذي بين جنبينا وبوجوب خدمته ومساواة حب خدمته لضرورة الدم الذي يسري بعروقنا .... إننا بحاجة لأمهات يرضعن صغارهنّ مع الحليب حبّ الإسلام وحب الذود عنه وحب إعلاء كلمته بين الأمم ، نحتاج لشباب وشابات إذا أقبلوا على الزواج فإنّهم مقبلون على زيادة عدّة الإسلام وخَدَمَته ....

حلولنا في حب متأصل لديننا لا يزعزعه من واقعنا جَلَل من الأمور والمصائب فإن كل مصيبة عدا مصيبة الدين تهون ، حلولنا في إيمانيات عالية نبثها بقوة بقوة فينا أولا ونزرعها في أبنائنا وأبناء هذه الأمة التي لا تحتاج مع ما هي فيه من وَهَن إلى كلام يزيد من وَهَنها وإلى بكاء على الأطلال ، وإنما إلى يد تمدّ لتنزيح عن الدرب ما يعيق المسير وتدعو يدا أخرى فيدا أخرى لتصبح اليد أيادي .......

حلولنا في آياء وأمهات سعيهم لأسرة ليست غايتها القصوى أن يعيش أفرادها في كنف الهدوء والطمأنينة والمظاهر الدنيوية بأوجهها العديدة وكفى ، بل بأسرة تحمل هم الأمة على عاتقها أكبر ما تحمل وتعيش وهي تحسب أيامها بعدد ما عمل أفرادها للإسلام ولخير الإسلام ، يعيش نبضا حيا بين نبضاتها بل زادا لنبضاتها وغذاء

كم من الواقع الذي يمضّنا يقابلنا في كل يوم ؟؟؟ كم من السلبيات ؟؟ كم من الخمول والتسليم والاستسلام لكل صعب ؟؟؟ العديد والعديد والعديد .....نحتاج لنفوس قوية قوية قوية ثقتها بالله وبأن الله يختبر الصادقين من عباده بصعوبة الحال وصعوبة الطريق الذي يسلكون ، نحتاج لمن يصبر صبرا شديدا ويقاوم ويغذي كل ضعف فيه بزاد إيماني يستمده من قدواته من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار .

"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"

 07-12-2007, 09:10 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:42:33
إثنان في واحد ......وهل يعقل أن يكونا في واحد؟؟؟



    العادي normal الذي لا يمت للعادي بأدنى صلة ، ولكن شكلا من أشكال البرمجة يحدث ليحصل في الأذهان أنه ويوما بعد يوم بعد يوم يصبح عااااااديا مقبولا مستساغا ....

    فصار شبابنا يجمع في سلوكه بين المتناقضات التي يُشْدَه لها عقل العاقل ...........
    المصادقة بين الجنسين .........وكيف أصبحت ....بل كيف تفشت ، واستشرت وطبعت بختم العادي

    آآآآآخ كم أخاف على الشباب من هذا الختم المزيف المقيت !!! مخدر ، منوم أخذ يستفحل بين الناس ، بين المؤمنين ، يأخذ من ألبابهم الشيء الكثير ، فيتخذ له مكانا بين أمكنة المستساغ عندهم ... المقبول ، ويأخذ من الأسماء الوديعة الكثير....

    فمَن يقول إنه منطق العصر........ومنهم من يقول كفاكم رجعية وتخلفا .... لماذا نحكم بالضبابية بين الجنسين ؟؟؟!!!، ولماذا الإجحاف في حق دعاوى التحرر ؟؟؟؟ يقولون أن دعاة الاحترام والضوابط الشرعية هم أدعياء الكبت .....والتزمت في عصر الانفتااااااااااح !!!!

    والطامة الكبرى أن من الأمهات والآباء من صار يرى في ذلك عاديا مستساغا ، وأن ابنته مع صديقها ، فأين الضرر ؟؟؟!!!! , وأن ابنه مع صديقته ، فأين الضرر ؟؟؟

    والشباب والشابات أصبحوا لا يتحرجون من التفتح بينهم ، ويبدأ الشيطان بأخذهم في أحابيله شيئا فشيئا حتى يصطادهم .....وكلما أخذهم إليه وإلى خطواته كلما خبا نور الإيمان بقلوبهم المتبعة خطواته ، وهكذا هي الدائرة .....

    خانة العادي ....هذه الكلمة التي ألصق بها ما ليس لها ، وكم بتنا حاذقين في إلصاق أمور بغير مسمياتها !!!

    ترتاد مدرسة قرآنية لتحفيظ القرآن الكريم ، تحضر الدروس بغية حفظ القرآن الكريم .... ومن يوصلها إلى باب المدرسة ؟؟؟ إنه صديقها .....
    إلى باب المدرسة يوصلها ....وتنتبه المشرفة إلى حالها وتتأكد من أمرها وأن الذي يرافقها ليس أباها ولا أخاها وإنما هو صديقها ، فتقصد الأقسام واحدا واحدا وهي في أوج غضبها وبنبرات آسفة مشربة بحزن عميق تنشر أمرها بيننا من غير ذكر لاسمها وتقول أنها ستعرف نفسها ، وتتوعد أنها ستخبر أهلها الذين أرسلوها لحفظ القرآن ولا يدرون عن جرمها ....
    والعلم لله وحده أتراهم حقا لا يدرون ؟؟؟؟ أم أنهم يدرون .........وعاااااادي !!!!
    تصادق وتحفظ القرآن ولا تستحي من قداسة القرآن الكريم ، بل تحاول أن تجعله أيضا ضمن خانة العااااادي ارتيادها للمدرسة رفقة صديقها .....

    هذه هي .... واحدة منهن .....
    أما هو فواحد منهم ..... قد يكون مواضبا على صلاة التراويح ، ويعود ليهاتف صديقته ....وعاااااادي

    الجمع بين المتناقضات ......إثنان في واحد ......وهل يعقل أن يكونا في واحد؟؟؟
    نعم صرنا نعايش هذا الجمع المقيت البغيض بين متناقضات ..... فتنة.... خلط للمفاهيم وعدم إنزالها منازلها ؟؟؟ فيصبح الحرام والمكروه والذي لا يليق مستساغا مقبولا ....
    مقبولا وليس على مضض ....وإنما هو مخدر يسري مفعوله رويدا رويدا ، شيئا فشيئا في أوصال الأمة ، في عقول أفرادها حتى إذا بالخطأ قد اعتلى منصبا وقد أزاح الصواب عن مكانه وإذا بالنظارات المزيفة قد ركبت لترى الخطأ صوابا .....

    كيف الخلاص من هذا الداء الذي ينهش بجسد الأمة ؟؟؟ كيف الخلاص من أرزائه ؟؟؟
    لهث وراء ما ليس لنا وتشبث به واستجداء له ليبقى وهو لغيرنا ليس لنا .... مسوح نلبسها نتمسح بها وغصبا نقول أنها بنا تليق وهي بغرينا أليق ...... ولباسنا أين ؟؟؟ أين ألقيناه ؟؟؟؟
    ألم نعد نملك ما نلبس ؟؟؟؟ لا بل هو التمسح بغيرنا في غير ما داع ......وانبهار بكل ما يصدر عنهم ....
    نلقف ما يفعلون ، وليتنا كنا نحث عقولنا على أن تخترع وتبتكر وتطور كما عقولهم ....
    ولكننا بمنطق العاجزين نستهلك وتتكدس صناعاتهم بأسواقنا ونقول عندها أننا نعيش ببلد كل شيء فيه متوفر ، فهو بلد مستورد ...............!!!
    وليس التكديس إلا شكلا من أشكال التخلف الخفي ........
    أما ما يحكم به منطق الحضارة المستعارة فنحن أول من يتبناه ويطبقه ويدرجه في خانة العادي ...وديننا وثقافتنا وكل موروثاتنا منه براء .....

    كيف الخلاص من هذا التمسح ؟؟؟؟؟

 20-12-2007, 04:31 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 09:43:30

في أول لقاء كان بيننا ، رحت أوضح لهم قوانين النادي وشروط العضوية فيه ومبادئ العمل ، فكان من بينها حب العمل التطوعي ، والإحسان والأخوة بين أعضائه ، وأنّ كل عضو بهذا النادي العلمي الذي شعاره علم + إيمان = نهضة رشيدة محققة سيكون عنصرا بارزا قويا يحمل الشعار قلبا وقالبا حروفا ومعنى قولا ، وفعلا ... مميزون وتعمدنا أن يكونوا متميزين ، الأوائل عل مستوى مدارسهم ، المتفوقون المكرمون عنوانهم التميز ويتوقن دوما للتميز ولكل ما هو مميز ....

من هذا الباب أردناهم حملة للمشعل وللشعار لتنتقل العدوى الطيبة المحمودة منهم إلى غيرهم ،ليحملوا الرسالة ويتحملوها ويمرروها لأنهم المؤثرون المبالون ، فمن لا يبالي لا يقوى على حمل رسالة ولا على أن يمررها ...
فرحوا ، وافقوا ، أحبوا الفكرة وأعلوا رايات تبنيها ، علم ثقافة علمية ، تجارب ، مساحات للإبداع ، دفع لهم ، تشجيعهم على العطاء ، استخراج ما بهم من طاقة ، وإنفاذها في كل مفيد ، تحفيز ، تنمية موهبة ، الوقوف بجانب الموهوبين ، تأييدهم ، تثمين مواهبهم وتقديرها .... كلها كانت خططا للعمل معهم ولتنشيطهم وتفعيلهم ....

وكان اللقاء الأول ... توضيح للفكرة ، لمبادئها ، لأهدافها ، للأسس والمنطلقات ، لشروط العضوية ولدور العضو في أن يصبح بدوره وقد غرس به حب العلم الذي كثيرا ما صاروا يتجرعونه ليدرّ علامات تعلي معدلاتهم أكثر مما يأخذونه عن حب وحب غوص في بحره ، يصبح ناقلا لهذا الحب ، محببا فيه ، وقد جرب وبحث ونقب وطبق ، ولا يستهين بقدراته العقلية في إمكانية أن يفكر في اختراع آلة صغيرة يصورها خياله العلمي ....أملنا في أن يصبحوا علماء هذه الأمة الذين تنتظرهم ، وتنتظر منهم فكرا منطلقا متحررا من كل قيود اليأس وأغلال الإحباط وأسر الاعتقاد بالدونيّة وعدم القدرة على الإبداع والعطاء....

أنتم أيها المميزون معوّل عليكم ، أنتم تعملون لأنفسكم ولغيركم ، لأمتكم التي أضناها سخر الساخرين وهزء الهازئين وضحك الضاحكين ملء أشداقهم
أنتم متعلمون ، محبون للعم ، محببون فيه ، ناشرون له ، أنتم الباحثون المحبون للجديد ، ولمواكبة كل جديد ، القادرون على العطاء ، على البذل ، على الاختراع والاكتشاف والإبداع .... أنتم الذين سيعلمون عن أغوار العلم الكثير ، وسيعلمون بدورهم من حولهم ، ولن يبخلوا بما علموا ، أنتم الموعّون المنيرون للسالكين دروبا ، المزيحون عن الناظرين ضبابا ، الفاتحون للعلم أبوابا وأبوابا ....

نظرت بعينيه فإذا هو يشيح بهما بين الحين والحين ، يتصيّد بسمعه الكلمات ، ولكنّ عينيه ونظراته تبوحان بسرّ لامبالاته ، فرأسه تغذو وتروح يمنة ويسرة والعينان الالفاضحتان الشاردتان تنبئ بأنّ الكلمات لا تتعدى مسرى الأذنين لتتخذ إحداهما مدخلا والأخرى مخرجا سرعان ما يفتح ، فلا تجد لها عنده مكانا آخر تمكث فيه ....
دنتْ منه وهي مكملة حديثها ، تراقب عينيه الفاكهتين ونظراته الحادة وإن لم تستقر والتي تكاد تصرخ : كفى ....كفى
وانتهى الحديث وقد استرعى اهتمام هؤلاء الأعضاء اليافعين الذين يفهمون الكلمات ومبناها ومعناها ، وقد علمتْ أنه هو على الوجه الأخص لم يأبه لكلمة منه ولا لملامح الجدّ في قائلته ولا لاستجداء عينيها خيرهم لهذه الأمة التي أنجبتهم ....
وبدأت هي ومرافقتها تتجمع بكل ثلة منهم وحدها فتلك مع عدد وهي مع آخر ، وتتحيّن فرصة وجوده بين عدد من أترابه وأصدقائه لتتقرب وتنكبّ على طاولةجمعهم تصيّر طولها من طولهم في تودّد وملاطفة ومعايشة لأعمارهم الفتيّة تسألهم وتحاورهم وتسمع إلى حلو حديثهم والحماسة المنبعثة من أصواتهم المتلهفة للعمل والعطاء والأخذ والعلم والتعلّم ....
هه ما رأيكم ؟؟ أليس برنامجا ثريا ؟؟ أليس عملا إبداعيا تأخذون منه وتعطون لغيركم ؟؟ ومن يصير لكم ندّا إن أصبحتم الموعين الذين ينتشلون رفاقا لهم من خطر يتهدّدهم ومن سوء يحكم عليهم قبضته ؟؟ من مثلكم وقد عرفتم ما للتدخين من أضرار وما للمخدرات من وبال على الجسم فتأبون إلا أن تكونوا أوفياء لعهد النادي الذي تحفظونه وتقطعونه يقضي بأن تأخذ بيد كل من استطعت من أصدقائك وأقربائك وجيرانك ولا تتركهم لنار الحيرة والضياع تأكلهم كما تأكل النار الهشيم ....

يعقد حاجبيه مع عينيه ونظراته الحادة ويشيح برأسه ويعيده غصبا ، ويرد في غير ما صبر على لغة صامتة :
لن أضيّع وقتي مع أحد .... لديّ ما هو أهمّ ...أعلم أنّ من لم يهده الله فلن أهديه أنا بكلماتي ، تكفيني نفسي ، ودراستي ومشاغلي ...لا أحد يسمع لك في هذا الزمان ، لا أحد ولا أحد يحبّ الحق ويصغي إليه ويتبعه ، غباء مني أن أصرف وقتي في الحديث إليه واستجدائه ليعود إلى جادة الصواب ، لن يهتدي ....
حادة نظراته ، كما كلماته كما ملامحه ، واثق صوته كما صمته ، عال رأسه كما نبرته الثائرة ....لعمري إنّ ثقته بكلماته لو كانت عند أولي العزم من الرجال لكفتهم ...

تعجبت من ثقته البالغة بكلماته ، ورغم عجبها لم تَعْدَم السبب ولا الوسيلة في الرد عليه ، وإن كانت حسرة توثبت إلى قلبها من سماع صوت قنابل مدوية تحطم النفس الصغيرة المنطوية بين الجنبين ، المنكسرة الناطقة بلغة اليأس باهتة الحروف ، خاطئة التركيب ، عديمة المعنى ، فتحاول أن تذهب عنه شيئا من يقينه وثقته بخطأ صيٍّوه بعقله وقلبه صوابا

أي مقال هو مقالك أيها المميز ، أي حال هو حالك؟؟ أدري أنّها كلمات لا تتعدى عتبات فمك الناطق ، وكم من قائل ما قلت عند الفعل نجده أكثر الناس خيرا للناس ، لن أحكم عليك من كلمات ، ما الداعي لكل هذا اليأس من حال الناس يا (ما اسمك؟) بابتسامة تحاول إنقاذ مكا يمكن إنقاذه في طفل لم يتعدّ الزهرة الرابعة عشر من زهرات عمره

علاء

علاء....كم من الناس نظنّ بهم سوءا ، وأنّ حالهم إلى ضياع وأنّ الكلام لا يزيد معهم ولا ينقص ، ولكنّ لحظات تجمعهم بأنفسهم قد تكون في وقت غير الذي تتمناه أنت وغير الذي أتمناه أنا ، يستذكرون فيها كلمات ربما كانت بعضها من كلماتك ، تغيّر من حالهم ... فازرع ولا تبخل ولا تدري متى يؤتي زرعك أكله ولا متى يزهر ويورق ....

علاء لا تكن يائسا يا بنيّ ولا تجزم بحال أحد ، فالناس لا يتمحضون ملائكة ولا يخلصون شياطين .... ولا يظننّ الواحد منا الخير بنفسه وحدها ، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون ، ورحمة ربنا تتغمدنا وتتغمد قلوبنا ولولاها ولولا سؤالها منه وبتثبيت القلوب لما دام حال خير على حاله...

يسمع لكلامها ، وتخطئ عينه المتعالية أحيانا فترمقها ، وكأنه يسمع مع الكلمات صوت صدق وثقة تفوق ثقته الواهية ، ولكنه يصرّ في شيء من الاحترام والحياء أنه واثق مما قد قال ....

ومرت الأيام.....

يتبع

 03-01-2008, 05:19 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-02-21, 11:50:56
ياه!!!!!!!! ما أجمل هذه الكلمات

كيف فاتني هذا الموضوع وهذه التسجيلات

بوركت أختي أسماء وبورك نبض قلمك

سأرجع لأقرأ المزيد ان شاء الله
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-02-21, 12:09:15
إلامَ نحتاج حقا ......؟؟

وقال أحدهم صراحة : لا لا يمكن .... فاستوقفني وصوبت نحوه نظراتي ، ووجهت له حديثي في اهتمام : ولكن كيف لا يمكن ؟؟ وما الفرق بينك وبينهم ؟ أجاب : هم لديهم امكانيات أما نحن فلا نملك إمكانياتهم لنكتشف ونخترع

جواب يتكرر وحجة تتكرر ، ولحن لقناه أبناءنا منذ صغرهم بأحاديثنا أمامهم بطرق لا تأتي في طياتها بذرة أمل في إمكانية أن يصبح من عقل ذلك المسلم الصغير عقل عالم مكتشف مخترع ، التربية ثم التربية ، أحاديث أمام الأطفال عن حالنا وعن سلبية مطلقة ألقى عليها كلامهم أنواع الظلال ، سلبية نحن السبب فيها وبدل أن نتحرك ونبدّلها إذا بنا نزيد على استيطانها بالعقول استيطانا وعلى ركزها ركزا .......

 07-12-2007, 09:10 AM

نعم نعم
نحن نلقن أطفالنا ماذا يفكروا
ولا نعلمهم كيف يفكروا وكيف يستخدموا عقولهم

في الغرب يعلمونهم كيف يفكروا
ولا يهمهم ماذا يفكروا

فلنلقن أولادنا ماذا يفكروا , نغرس فيهم المعتقدات الحق
إنما بنفس الوقت نعلمهم كيف يفكروا

ربما تساعدنا الاستاذة هادية في مسالة التربية على التفكير هذه

مشكلتنا يا أسماء أننا لا نعرف كيف نطبق ما نؤمن به
فنقع في ذات النمط الذي ورثناه
نظن أننا نحمي أولادنا لما نلقنهم بدون تسليحهم بطرق التفكير القويم
وربما نفعل هذا لأننا لا نعرف طريقة أخرى
وربما نفعله لأنه أيسر طريقة للتربية
أوامر نواهي وحشو معلومات

رائعة يا أسماء
ما شاء الله
لا كلمات تفيك حقك
كنوز مدفونة في هذا المنتدى

مستمرة في القراءة
من النهاية للبداية
 emo (30):
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:07:58
أهلا وسهلا ومرحبا بك يا أم عبد الله، نورتِ صفحتي نوّر الله دربكِ... emo (30):
تسعدني متابعتك، وأؤيدك فيما قلتِ، التربية على التفكير وعلى طرق التفكير والتفكّر....بل ليتنا يا أم عبد الله توقفنا عند حدّ التقصير في التربية على التفكير، بل إنّ منا -سامحهم الله- من يسعون غير واعين إلى التثبيط وإلى الانهزامية، وإلى التقليل من شأن الفكر عندنا بحجة أننا لم نعد أهل علم ونحن نستورده من أهله .

 سننبّه إليها هادية بإذن الله في قابل الأيام لتتعرض لها .

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:10:37
هل من المناسب ؟؟ هل من الحكمة ؟؟ هل من الصواب ؟؟؟ هل من المجدي؟؟؟؟

يا إلهي أين أصيح ؟؟؟ أين أصرخ ؟؟؟ بل كيف أصرخ ؟؟؟؟
هل هو الوقت المثالي لمثل هذا؟؟؟
برنامج على الجزيرة عرف بعنوانه وبصراعاته التي لا تكاد تخرج معها بنتيجة ترجى من فرط إصرار كل اتجاه على معاكسة الاتجاه الآخر.....

يأتينا الليلة وفي ظل هذه الأزمة المتواصلة والمتفاقمة لتجرء الدنماركيين وتكرر تجرئهم ، ولست هنا في مجال لأن أشجب أو أندد وإنما .....
يأتون بمن؟؟؟ يستضيفون من ؟؟؟؟
وفاء سلطان الدكتورة وفاء سلطان التي تنادي في أمريكا وهي العربية ذات الجذور الإسلامية سابقا إلى أنّ المسلمين لا خلاص لهم إلا بطرح قرآنهم جانبا ، وهي التي تقول وتقول وتقول عن رسولنا أكثر مما قاله الدنماركيون رسما.....
تستضاف هذه وتسأل ويتاح لها المجال في ظل هذه الظروف لتتحدث فتقول سمومها وتنفثها بقوة على قناة من أشهر القنوات .... يا إلهي تزداد شهرتها وتزداد دعوتها الخبيثة ظهورا وهي تتحدث من خلال هذا البرنامج وهذه القناة
ويترك لها المجال ..............لتقول وتقول .........
أية حكمة من دعوتها ؟؟؟ أي وقت تستدعى فيه مثلها ؟؟؟؟ أي إعلام نريده وأي علاج نطرحه ؟؟؟ ونحن نزيد الطين بلة فنسمح لهؤلاء بالتطاول عبر شاشات عالمية ليكبر عدد العارفين بهم ويزداد.................

كيف أصرخ ؟؟؟؟ كيف أصرخ بوجه إعلامنا ؟؟؟؟؟؟ وبوجه مبرمجينا وبوجه فورة حماسية قولية هي جعجعات بلا طحين ....

وماذا سيكون بعد استضافة هذه الخادمة الوفية لللوبي الصهيوني ، هذه الملحدة التي تصدح بدعوتها الخبيثة في كل ساح ، وتؤسس جمعيات عالمية لنصرة وفاء سلطان التي حوربت حينما حاربت القرآن !!!!!!

ماذا يجدي المسلمين استضافتها وفسح المجال لتراهاتها وكلماتها المسمومة بحق الرسول صلى الله عليه وسلم والتي هي أشد وطء من كل رسم .............................

فإذا كان تداول المسلمين لتلك الرسومات بنوايا طيبة بدافع أن يشاركوا بالتصويت ضدها أو كتابة ما يدينها ، تزيد من نشرها عن غير قصد منهم ، فهل لاستضافة هؤلاء نفع أيضا يجنى إلا زيادة عدد العارفين بهم والسامعين لسمومهم والتي تفوق مرات ومرات أزمة الرسومات ........

متى نستفيق فنزن الأمور بميزان الجدوى والنفع قبل أن نزنها بميزان الضجة الإعلامية التي لا تؤتي من الأكل إلا ما هو عكس ما أريد!!!!!!!!!!!!!!


كتبت من شدة غيظي والحالة التي انتابتني لم أعد أملك حيالها ما أصنع إلا أن أسمع أحبة لي أوجاعي ....ورغم ذلك خفت أن أعطي تلك المجرمة فوق ما تستحق وأنا أكتب ..

لا أريد أن أعطيها أكثر من هذا .... وحلنا في عملنا وجدنا واجتهادنا ، وصدقنا في العطاء وأن نعطي لهذا الدين بلا منّ ولا أذى ، أن نعطيه وكلما تعبنا أحببنا أن نتعب لأجله أكثر ...

حلنا في أمهات وآباء يرضعون أطفالهم حب هذا الدين وحب العمل لأجله ، العمل لأجله ثم العمل لأجل عزته ، لأن يتميزوا ويتفوقوا من أجل الإسلام ومن أجل إعلاء كلمته

حلنا في التخلق بأخلاق الإسلام على أرض الواقع ....على أرض الواقع ....وليس على ورق وإعلاء لشعارات ، حلنا في أن نتمثّل أحاديث حبيبنا صلى الله عليه وسلم حياة نحياها ونتمثل قرآننا مدارجا نسلكها ....وليس في حفظ حروفه وبعد تصرفاتنا وسلوكياتنا عن معناه ....ويحضرني ما قاله الإمام الغزالي "هل يستفيد القرآن نفسه من هذه الأشرطة التي استوعبت ألفاظه وحفظت آياته في الصدور حفظا لا تدبر معه ولا فقه فيه ؟؟"

حلنا في أن نصدق الله ليصدقنا .... وفي أن ننصره لينصرنا ويثبت أقدامنا .... في أن ننهض بحالنا ، بأفعالنا .... حلنا في تربية عامة تشملنا تهزنا جميعا سواء بسواء لنهضة تربوية إسلامية راشدة تفهم تعاليم الإسلام حق الفهم وتجذرها بأعماق الأعماق دما يجري بالعروق ونبضات تخفق بها القلوب وعملا يترجم قبل كل قول ....

حينما نبلغ هذه المبالغ من تجسيدنا الحقيقي لقرآننا ولهدي نبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه ، حينها سيلقى الرعب في قلوب أعدائنا من جديد كما كان يلقى بقلوبهم ذات أعزّ زمان .

 06-03-2008, 05:42 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:12:18
قال صلى الله عليه وسلم :

عن خباب بن الأرَتّ قال: « شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسِّد بردةً له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يُحفَر له في الأرض فيُجعَل فيه، فيُجاء بالمنشار فيُوضَع على رأسه فيُشَق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه، من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون » (رواه البخاري).

مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2493


حديثان فيهما إذكاء لكل شعلة عطاء وعمل في هذه الأمة كما أرى منهما اليقين الذي يَمْنحُنيه يقيني من أنّني أقرأ حديث من لا ينطق عن الهوى ، فيقويني ويجعلني بوجه كل الأعاصير أقف وقفة المتبسّم الذي يقول لها: ولكنني لن أسمع لصوتك ولن أبحث عن اسم صوتك في القواميس ، ولن يرتدّ إلا سرابا عندي... كيف لا وقد أقسم الحبيب صلى الله عليه وسلم أنّ الله متمّ هذا الأمر ، ولن أستعجل ولكنني سأسعى وسأعمل ولن أركَنَ لسماع صوتك والتوجس من هولك وقوتك أيتها الأعاصير ، وإنما سأقف بوجهك شمّاء شامخة سامقة .....

ستعتريني لحظات من التساؤل والتعب والكلل والملل ولحظات من الحزن على الحال ، مؤكد أنها ستعتريني لأنني بشر ، ولكنني سأقف من جديد ، ووقودي الأدوم والأقوى فقه معاني ما قال وترك لي من مقال وفِعال ، تلامس شغاف القلب وتدغدغ صولات العقل فتعطي كليهما حتى يشبع ...

نعم ستعتريني كل تلك الحالات وستمر بي كل تلك اللحظات لأنني بجواب بسيط "بشر" ولكن لن يبقى ذاك حالي ولن يدوم لأنّ أصل حالي ومعنى وجودي فقه قرآني وفقه ماترك الحبيب من درر متناثرات أغنت حياتنا وأثرت عقولنا وقلوبنا سواء بسواء

نعم يقيني هو النصر ، ووجهتي مشكاتها صبر وعدم استعجال ، مع عمل دؤوب دؤوب دؤوب ، وسؤال مستمر أطرحه على نفسي : ما دوري ، عليّ دور أكبر ، عليّ دور أكبر علي دور أكبر ....
عليّ أن أفعل شيئا حتى إن داهمني الحقّ ورفعت الروح مني وجدت دربين أحدهما خلفي تركته لمن بعدي وأحدهما أمامي أول الورود على حوافّه ما أقطفه فواحا زكيا يساوي فرحي بالجواب عن سؤال :
ماذا فعلت لأمتك؟؟؟؟؟

أسأل الله أن يستخدمنا جميعا ولا يستبدلنا وأن يسخر لنا من الطرق ما يكفل لنا العمل والعطاء وأن يقبل منا ، وأن يعم خير الخيّرين أوسع الدوائر .....

وصل اللهم وسلم على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين ، وفي ذكرى مولده الأغر نسأل الله إجابة الدعاء وأن يقوينا للعمل أكثر فأكثر ....


 20-03-2008, 05:49 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:13:09
إنها الحرب .... فأنّى ومتى يتسلح العزّل-1-

إن الكثير من استخداماتنا لاختراعاتهم ووسائل الإعلام والاتصال التي اخترعوا ضمن ما اخترعو مفيد وعميم النفع والتي يستحدث فيها كل يوم جديد وتطوير وتسريع ، ....ولكنّ الحضارة كانت حضارتهم ولمسوها بأيديهم ووضعوا أساسها وأعلوا بنيانها وتنسموا عبيرها وتعبوا فيها وقضوا الأوقات الطوال ويقضون ليخرجوا بنتائج جديدة مذهلة مطوّرة تحاكي لغتها لغة عصر التكنولوجيا الحديثة وتواكب تطلعات النفس البشرية والعقل البشري الذي يملك من الطاقات الكثير التي أودعها فيه الخالق جل وعلا وميزه بها دون سائر مخلوقاته ....

لمسوا الحضارة ، أنتجوها ، ملكوا زمام أمرها .... أظهروا منها ما أظهروا وأخفوا منها ما أخفوا ، وعمّ منها ما عمّ الأرض قاطبة واحتكروا منها لأنفسهم ما احتكروا ، وسيطروا على العالم بما قدمت أيديهم وعقولهم ....أما نحن فلا نملك روح الحضارة وإنما نملك هيكلها ، فلا نحسن غير استهلاكها واستغلالها ....وفيمَ غالبا ؟؟!!!

تَنَادَى الناس عندنا بتصاعد الصعوبة في المناهج الدراسية العلمية وأنها أصبحت فوق طاقات استيعاب التلاميذ وفوق ما يقدرون ، فتساءلت بدوري ، فيزياء ، رياضيات ، تكنولوجيا ، علم أحياء دقيقة ، علم إلكترونيات وصناعات ذكية ، كمبيوتر وشبكات وووو....من طرفهم وضرورة وحتمية مواكبة لما هو جديد من طرفنا ... فعدم قدرة على المواكبة الحقّة وتثاقل واستثقال وعسر هضم سريع .... الطفل عندهم يلمس الحضارة بيده ، يراقب مراحل التصنيع ، يتعرف عليها ، يراها ....ربما كانت مصانع الإلكترونيات في منطقة صناعية محاذية لبلدته ، فعلى مسافة قصيرة يجد نفسه داخل المصنع ، وهذا جهاز يركب ، وتلك بطاقات ذكية تركب ، وذاك يأخذ بيده ليريه آخر مرحلة من مراحل التصنيع التي يخرج بها تلفاز وعلى أشكال ، ومحمول على أشكال ، ومستقبلات فضائيات على أشكال وأجهزة كمبيوتر على أشكال.... وتحفيز من الصانع المهندس المبتكر أو المركّب ودعوة منه لذلك الطفل أن يصبح يوما ما مثله فيخترع أيضا ويبتكر لأنه هو بدوره كان يقطن بيتا من بيوت تلك البلدة ، وكان طفلا من أطفالها وعلى أثر خطاه يستطيع أن يكون ، وعلى غرار آماله الصغيرة التي كبرت تكبر آمال ذلك الطفل الصغيرة أيضا وهو يرى رأي العين آليات الحضارة ومبادئها ومبتَدَءَاتها ونهاياتها ومنتَهَيَاتها ....

عاينوا المراحل ، وعايشوا العلم حقيقة وتطبيقا ،.... أما أطفالنا وكبارنا سواء بسواء فأقصى ما يعاينون ويرون ويعايشون ميناء ترسو عليه بواخر ضخمة تحمل لنا منتجاتهم لنعبئها في مغلفات نفرح حينما نفتحها ونراها وصبغتها أحدث التقنيات وسَمْتُهَا عنوان آخر جديد ، وبأدق طريقة قد أخذ في الحسبان أدق سلك فيها وغلف هو الآخر واحتفظ به ووضع احتياطا في حالة فقدان أخيه الذي يأخذ موضعا بين الأسلاك والأجزاء المكوِّنة .... حتى لَيتساءل اللبيب إنهم يتقنون إلى آخر لحظة ولا يملون الإتقان في المُصَنَّع الكبير كما في أدق دقائقه ....

أو ربما علقنا ببعض الكلمات فقلنا : الصناعة الصينية واليابانية هشة وقصيرة العمر وكل أجزائها سريعة التلف ....الصناعة الأوروبية أكثر جودة وأطول عمرا !!!

هل لمسنا الحضارة ؟؟؟ هل عايشناها بين جنبات حياتنا ؟؟؟ هل نبدأ المصنوع من أوله إلى آخره؟؟ وهل نحول أفكارنا إلى ابتكارات ثم إلى نسخ لا تعد ولا تحصى من ذلك الابتكار الذي يغزو السوق لعلو جودته ؟؟؟ ومن ثمة ننتقل إلى مراحل التطوير والتسريع والتحسين لذات المنتج المصنّع ذي الجودة العالية والذي ازداد طلبه بالسوق؟؟؟

هل يطبق أطفالنا ؟؟؟ هل يلامسون العلم لمس اليد ويرون تطبيقاته رأي العين ؟؟؟؟ إن المميز بينهم ليتحرّق شوقا لأقل التطبيقات العلمية التي يتلقاها نظريات وقواعد على ورق ....!!! ويمنّي نفسه بعد أحلامه بمختبرات التجارب والتطبيق بأنه سيأتي اليوم الذي يغادر فيه وطنه إلى بلد آخر يحقق فيه أحلامه العلمية ، فيذهب ونادرا ما يعود ............وإن عاد بعدما ألف اللمس والنظر وأصبحت حواسه تعمل باستمرار وتفعّـَــــل وتفعِّل يرى أنّ حله الأوحد في عودته من حيث أتى لأنه لم يجد ما يلمس ولا ما يرى .....

فكيف لا نشعر بثقل المناهج الحديثة علينا وكيف لنا أن نصل ونسارع خطى التلقي والفهم والاستيعاب وقد سبقونا بمئات السنين ، وحتى وإن لهثنا ولهثنا فإن الأمر سيبقى صعبا علينا ....

هذه نتيجة من نتائج الحضارة الوهمية التي نوهم أنفسنا بها فنقول أنّ كل شيء أصبح ملك أيدينا ، ما عليك إلا أن تملك الثمن أما الأتشياء فهي بين يديك على كل شكل ولون ...... حضارة كدست فيها المصنوعات فرحنا نستهلكها .....وحتى إن أحسن عدد منا استغلالها وسخرها لما يفيد وينفع ، فإنّ مكاييل العمل التي تأتي من ملامسيها وأصحابها وموجديها ومُتْقِنِيها تفوق أضعاف أضعاف ما يستخدمه مُقْتَنُوهَا بأموالهم .... هذا ما أرى والله تعالى أعلى وأعلم

 21-04-2008, 06:20 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:13:58
إنها الحرب .... فأنّى ومتى يتسلح العزّل -2-

أوعز تأخرنا إلينا أولا وإلى تقاعسنا ولا أرمي سبب ما نحن فيه على كاهل ملامسي الحضارة والصائلين الجائلين بين ثناياها ، وإنما هوواقع معاش بأبجدياته التي تنطق... كون أنّهم تمكنوا من لغتها وراحوا يصنعون منها البيان صناعة واختراعا وابتكارا وتقدما مذهلا .... لست إذ أقول هذا أجزم باستحالة أن يكون منا ما يكون منهم أو ربما أحسن وإنما لا أحب أن أبقى في بوتقة التشدق بالكلمات والأمنيات ، وأضع المشكلة على أصعب أشكالها وأعصى تركيباتها حتى لا نغتر ولا نمني أنفسنا بالكلمات ....

فلننظر إلى جامعي يرنو أكثر ما يرنو إلى مجموع يؤهله للنجاح لا أكثر ولا أقل ولكنّ حبا للعلم وللتعلم ولإبراز قدرات عقلية وفكرية عنده يحفزها الأمل والعزم والإصرار على المضي قدما رغم كل معوّق لا وجود له على أرض الواقع وسرعان ما يجد المبررات لمن ينذره بشؤم تطلعه لما لن يغني عنه ولن يسمن من جوع وهو يصيّر العلم عنده وتلقيه هدفا لا ينقلب إلى وسيلة أبدا وإن ظنّ أنه انقلب يوما ما عنده إلى وسيلة كان وسيلة غير صحيحة ولا أكيدة وربما صنع الكوارث وهو يحمل عنوان شهادة وروح العلم موؤودة بنفسه .....

كما أنّ تعلم المبادئ الأولى من العلم مهما تطور هو أساس المعرفة المؤسسة والمبنية على عطاء من بعدها متين الأساسات ، أذكر عندما درسنا تخصص الكمبيوتر بالجامعة كانت لدينا مادة البرمجة بلغة باسكال ولغة كوبول وفورترون pascal ,cobol , Fortron ، وحتى يومنا تدرس هذه اللغات القديمة في البرمجة ، وتساءلت ترى ما الداعي لتدريس لغات قديمة لم تعد على أرض الواقع ذات أثر ولا مفعول ولا دور هام فهناك من البرامج الحديثة واللغات الأسهل التي أصبحت تستخدم ما وفر صعوبات كثيرة واختصر تفاصيلا كثيرة جدا وسهل حتى عمليات البرمجة ، ولكنّ الواقع أن التعرف إلى هذه الأساسيات يكسب القاعدة العلمية ولا يجوز التغاضي عنها لأنها هي الممهدات التي تقود إلى غيرها

وكل حال نحن فيه علينا أن نقرّ أنه من صنع أيدينا حتى نتمكن من إيجاد العلاج المناسب ولا ألقي أبدا باللوم على من يقصد العين ليشرب وينهل حتى يرتوي ، وإنما نلقيه على من ترك العين وانزوى ينتظر من يأتيه بالماء منها ظنا من إملاءات نفسه أنه مرتاح وينعم ، وترك نشوة الشرب من المصدر ، وهيهات أن يبلغه الماء صافيا نقيا غير آسن ، وهيهات هيهات أن يشرب كما يطيب له ويحلو .....

زد على ذلك ما هو مصاب به شبابنا من يأس قاتل وهو لا يرى في قدراته إمكانية الانطلاق ويرى أن الآخر وحده قد استحوذ على الساحة ولم يعد له في ظل ظروفه من مكان يأخذه ، ولو أنّ أنفسنا شحذت بالهمة والعزم والإصرار والصبر والإقدام لكانت أولى القطرات من الغيث ....

صناعة الأنفس قبل صناعة الأشياء ، صناعة الأنفس الآملة العازمة التي لا تدرس لتدرس وإنما تدرس لتعطي وتبدع ولا ترى الانهزامية بل ترى النصر مع ما عندها من كنوز روحية تؤهلها لأن تكون الأقوى....

إنّ أول العلاجات وأنجع الأدوية أن نقر بأننا السبب، وتقاعسنا وخلودنا للراحة قد أمكن منا العدوّ قبل الصديق ، وأنّ هِمَمَنا تحتاج لرفعة وتسام وقاماتنا تحتاج لامتشاق ورؤوسنا تحتاج لأن ترفع من جديد ، ليس لنمشي في الأرض مرحا وإنما لنعتز بديننا وتصدّق أفعالنا أقوالنا وتصدق أعمالنا إيماننا الواقر بالقلب ، ولا يعني ذلك أنّها ما دامت مصنوعاتهم فعلينا أن ننبذها بحثا عن صفر نبدأ منه انطلاقة جديدة ، فهذا لا يعقل ولا يوزن بميزان ، وإنما علينا البحث والتعب والكلل والأمل الدائم في الوصول وإلا ................

علينا أن نتحصّن بحصننا المنيع حتى نذود عن حياض مبادئنا وقيمنا ومقوّماتنا التي تساوي ثقافتنا وألا نقبل بغزوهم الذي بات وكأنه السلعة المحتّمة علينا مع مصنوعاتهم ، فلا نستطيع اقتناءها إلا وهي مشحونة بتلك السموم التي يسمونها ثقافة وتقدما أو ربما نحن من سماها بحكم الانبهار الذي كان من أكثر الأدواء فتكا بتطلعات أنفسنا وكأنّ ما عندهم هو سنام العطاء ولا أعلى منه درجات....

علينا أن نعرف ما نقبل وما لا نقبل ، فالمصفاة تلعب دورها الأكبر في ظل ما نعايش ، وهي التي للأسف لا تعمل مع الكثير الذي لا يعمل عندنا ، فصرنا لقمة سائغة وفريسة سهلة بين أياديهم وهدفا محققا من أهداف مخططاتهم ....

هي الحرب وعلينا أن نتسلّح فأنّى ومتى ؟؟؟...........

 21-04-2008, 06:22 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:14:51
أسَرُنـَـــــــــــــــــا !!!.....

زرابي مبثوثة فاخرة ، عالية الجودة ، أو سجّاد بسيط خَشِن الملمس تترك خطوطه المجعّدة أماراتها على أطراف المستلقي عليه... ، ثريّا جميلة تزيّن السقف تتدلّى بشعاع نورها لآلئ تلمع مع طلاء الجدران البراق.... ، أو مصباح عادي معلق في وسط السقف لا يكاد يضيء نوره جزءا من الجدران الإسمنتيّة الظلماء ....أرائك تتربع في قلب ذلك الصالون المؤثث بأجمل وأبهى القطع والمنمنمات ، أو أفرشة بسيطة عادية ملقاة هنا وهناك ...

سواء كان هذا هو الحال أو ذالك أو بين هذا وذاك ، وسواء كان هذا المظهر أو ذاك أو بين هذا وذاك ، فإنّ حياةً تدبّ بين الجنبات ، وأصوات ، وحركات ، وأبناء وبنات ، وآباء وأمهات هم أصل هنا لنواة ، وفي كل مكان لأخريات .....اسمها الأسرة ....
ومع هؤلاء الأفراد أفراد أخرى ليست من لحم ودم وروح ، ولكنّها أصبحت أفرادا فوق الأفراد .....

الأب عائد من عمله الذي أخذ منه جلّ يومه ، ومع يومه أخذ جهده وقوّته ، فعاد حيث يستلقي ليستريح ويفتح جريدة أو مجلة لم يجد لها من الوقت أحسن من ذلك الوقت ، ربما اقتناها خصيصا ليتصفح جديد السياسة الدولية حيث أخبار سارة لعراق محرّر ولسوريا مهددة بالتّحرير ...!!
وقريبا منه ، غائبا عن عينه وانتباهه إبنة تحمل بين يديها جهاز التحكّم الذي سارعت لتكون أول الفائزين بحيازته بين إخوتها لتتحكم عن بعد في جهاز تلفزيون يبثّ من القنوات أعدادا وأعدادا فوق الحصر والعدّ ، فتضغط على زرّ لتعاين قناة ، وتضغط على ثان لتعاين الأخرى ، وتستمر بالضغط لتصعد أدراج الفضاء فضائية تلو فضائية وقد أصبح بين جدران بيوتنا المحصّنة !!!!

إنها تبحث عن مسلسلها المفضّل الذي لا تستطيع الاستغناء عن متابعة مجرياته ، وإن داهمها الوقت وقصّرت ولم تؤدّ ما عليها من واجبات مدرستها ...لا بأس يحقّ للواجب أن يتأخر كما يحقّ للمستقبل كله أن يتأخر ، ولا يحقّ بحال من الأحوال أن يفوتها المسلسل !!!

وقريبا من عَتبات البيت قادما ذلك المتمايل على نغمات الجهاز السحريّ ذي الحجم الجيبيّ والصوت البالغ الأذنين بمسافة خيط رفيع يتدلّى بطرفين...ويدخل البيت وهو يردّد كلمات لا شرقية ولا غربية ليتوجّه مباشرة إلى غرفته حيث شقيقه الأكبر المنكبّ على جهاز الكمبيوتر يبحث بفأرته عن كل شيء ، ففأرته جريئة لم تعد تأبه حتى للقطط المفترسة .... !!!
فيسأله : أما من نغمة أو أغنية جديدة يا أخي أثري بها فلاشي ، وإنّك لعالم بذوقي ...
المهم نغمات خفيفة رشيقة تنعش الروح وتبعث المرح والفرح في النّفس ....، يجيبه الأكبر قائلا : دعني وشأني يا أخي الآن فإنني كما ترى منهمك في محادثة عبر الماسنجر فلا تقطع عليّ حبالها .

وعلى بعد خطوات من غرفة الأخوين ، غرفة للأختين ،....
فإحداهما تُسند رأسها كله إلى يد حاملة تميل بها حيث الأذن اللصيقة بالمحمول ، تنسج عبر ذبذباته الناقلة قصة مسموعة وتتلقى بدورها عبر ذبذباته ذاتها كلمات متمّّمات لقصتها ومُحْبِكات لخيوطها ...

وأختها أيضا وقد فرشت على مكتبها كتبا وكراريس ، تلتفت إلى محمولها لتجيب على عدد من الرسائل أمطرتها بها صديقات لها يتجاذبن سويّة أطراف موقف مضحك كنّ بطلاته وثلةً من زملائهنّ بالقسم وقد نصبوا فخّا بين الأفخاخ التي تعوّدوا عليها ليضحك هو ويُضحكها وتضحك هي وتُضحكه كثيرا كثيرا ، ويدرسوا قليلا قليلا ....

وغير بعيد عنهم إنها ربة ذلك البيت بالمطبخ تتولى أمر العشاء ، وبصحبتها إبن أصغر هو أصغر الجميع عمرا ، دخل لتوّه متأخرا من الشارع الذي لا يغب عنه إلا لأوقات ثلاثة ، غداء ، عشاء وموعد متأخر من اليوم لا تمرّ بعده ساعات كثيرة حتى يرتمي على فراشه غاطّا في نوم طفولي عميق يحمل أتعاب يومه الذي يقضيه بالشارع بين ما يليق وما لا يليق ...!!!

 21-04-2008, 06:40 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:15:34
أستـــــــاذ تلفزيون .......!!!! (1)

بمدينتنا كان الجار القادر المقتدر الذي يسبق لآخر الصيحات هو الذي يتمكّن وبمعجزة من المعجزات من اقتناء تلفاز تقام لدخوله الأفراح وتقدّم التبريكات والتهاني ، ويدعى القاصي والداني من عروق العائلة لحضور جلسة التفاف حول هذا الضيف المبجّل المحاط بهالة من الإعجاب والتعجّب ....

ولما كانت أواصر الأخوة تتعدى محيط بني الأب الواحد والأم الواحدة ، وكان للجيرة معناها وقداستها ومكانتها الصادقة في القلوب ، وعندما كان الحي الواحد كالجسد الواحد بيوته أعضاؤه المتداعي بعضها لبعض في ضراء قبل سراء ، عندما كانت هذه المعاني على متربعة على عروشها وقبل أن يتزعزع حكمها ويولّي سلطانها ، ، كان ذلك الجار المقتدر يدعو كل مساء جيرانه ، وأبناء جيرانه مع أبنائه ليتعرفوا على هذا الوافد الجديد ، وليتابعوا ما يعرض فيه ، والأفواه مفغورة مشدوهة أمامه والعقول مشدودة لما فيه ، وصار حديث الخاص والعام ، هكذا كان بمدينتنا حال العائلة الميسورة التي تسنّى لها الحصول على تلفزيون ، وتلك كانت حالة الجيران الذين أولعوا بمتابعة مسلسلاته ، وصوره المتحركة ، وأفلامه عند جار واحد ، ولم يكن ذلك حلا ناجعا بعدما تعلقت القلوب بما يعرض ، وأصبح الجار المحطة جارين وثلاثة وأربعة إلى أن عمّت .... وربّ مصيبة إذا عمّت ثقلت !!!!
كانت البدايات مع لونين أساسيين أبيض وأسود ، ثم صار من السهولة بعد كثرة المقتنين وبعد التنادي بمتعة الألوان الحقيقية استبدال ذي اللونين بذي الألوان ....
وكانت القناة الملتقطة هي القناة الوطنية وحيدة يتيمة على مستوى القطر كله ، وكان لمدينتنا وهي المتاخمة للحدود التونسية ميزة التقاط القناة التونسية ، فتجد المشاهد بينهما يقلّب ويتقلّب ...
كانت الأسر بكل أفرادها لا تفوّت موعدا لمسلسل شاع الحديث عن مجرياته وهو يتطرق لواقع أسرة محافظة ، تربّى أبناءها على تقديس الأخوة والأواصر الأسرية ثم ما أحدثه المال والتكالب عليه بعد وفاة كبيرها من إفساد للعلاقات الأخوية حتى غدا الأخ عدوّ الأخ وتشتت الذي كان يوما ما لحمة واحدة ...
"الشهد والدموع" ، "أمي الحبيبة" وغيرها مسلسلات عربية اكتسح الحديث عنها ساحات الأسر والمجتمع في كل مكان وصار الالتفاف حول التلفزيون مَجلبة لمستجداتها ، وتعقب بالتعليق على ما فيها في كل مكان وقد تعلق هذا بالممثل الفلاني الذي لعب دور الخيّر الطيّب ، ويحكي هذا عن شدة كرهه وتأففه ومقته لتلك الممثلة التي تقمصت دور الشريرة الماديّة المتسلطة ....
بعض الإنتاجات الوطنية أيضا كانت تحدث أمرا ، مسلسل الحريق الذي يحكي واقع أسر جزائرية فقيرة تشترك كلها في بيت كبير يسمى دار السبيطار ، كل أسرة تتخذ لها غرفة للمعيشة بها كل شؤونها من مأكل ومشرب وجلوس ونوم ، حتى كان عمر يضيق ذرعا بظروفه التي لم تكن تسمح له حتى بالنوم الهانئ وقد لامست قدماه أخته النائمة تحتهما ، فيقوم من نومه مفزوعا هاربا منه كارها لساعاته التي أصبحت هي الأخرى مظهرا من مظاهر الحزن والأسى ، وليست أمه "عَيْني" التي تقوم عليهم بعد وفاة والدهم وحدها من تتجشّم علقم هذا المَرار ، بل لكل واحدة من جاراتها قصتها وظروفها المرة أيضا وكل هذا في ظل الاستدمار الفرنسي ....

وكذلك بعض الأفلام الجزائرية بالأبيض والأسود ، التي تحكي قصص الثورة الجزائرية وأبطالها "ريح الجنوب" ، "بطولة الجزائر" وعدد منها خلّد الأحداث وسجّلها تاريخا مصوّرا تَسكُبُ له المآقي ...

وكان موعد نشرة الأخبار اليومية الذي يراوح ساعته من كل يوم الثامنة مساء تماما بتوقيت الجزائر ، يعاين فيها الرجال أكثر من النساء أهم أخبار الوطن والعالم ، وفي مستهلّ لقاءاتهم بمقرات أعمالهم من صباح الغد يتجاذبون أطراف آخر الأخبار من موعد الثامنة لكل يوم ، وكانت أخبار فلسطين ركنا قارا لا يغادر الأخبار يوما ، وكان كل شهيد يسقط يعلم عنه في يومه أيام احتضنت الجزائر إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .................

وبدأ البث الفضائي والحديث عن أقمار تصنع يثبتونها بعَرض الفَضاء ، ينقل عبرها البثّ التلفزيوني من مختلف الأمصار إلى مختلف الأمصار ، وأخذ تعميم أجهزة استقبال الفضائيات ، وهذه نوعيات تطرح بالسوق وهذه أعداد وأعداد من المقتنين ، وهذه الأسعار تنخفض وكلما انخفضت كلما تهافت على الشراء من كان عاجزا عن ثمن الأمس ....
وعلى سبيل التفتّح على الثقافات الأخرى ، وعلى سبيل التعرف على الشعوب وعاداتها ، ويومياتها واهتماماتها ، وعلى سبيل الرقيّ المطلوب والمرغوب فيه في عصر التقارب العلميّ بالاحتكاك الإعلامي وعلى سبيل التقليد وعدم البقاء شاذا لا يقاس عليه وعدم المكوث في بوتقة القديم العتيد ، والتطلع إلى كل جديد في عصر القفزات ، وعلى سبيل ترشّف عذب الحضارة والتقدم التي أصبحت لغة عصر وضع غيرنا حروفها وصاغوا عباراتها وصنّفوا مجلداتها ....على سبيل كل هذا هبّت الناس تشتري ولا تحرم نفسها من تنسّم عبير الحضارة الذي يعطّر البيت بشذاه الفوّاح

 21-04-2008, 06:42 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:16:51
أستـــــــاذ تلفزيون .......!!!!(2)

وعلى سبيل التفتّح على الثقافات الأخرى ، وعلى سبيل التعرف على الشعوب وعاداتها ، ويومياتها واهتماماتها ، وعلى سبيل الرقيّ المطلوب والمرغوب فيه في عصر التقارب العلميّ بالاحتكاك الإعلامي وعلى سبيل التقليد وعدم البقاء شاذا لا يقاس عليه وعدم المكوث في بوتقة القديم العتيد ، والتطلع إلى كل جديد في عصر القفزات ، وعلى سبيل ترشّف عذب الحضارة والتقدم التي أصبحت لغة عصر وضع غيرنا حروفها وصاغوا عباراتها وصنّفوا مجلداتها ....على سبيل كل هذا هبّت الناس تشتري ولا تحرم نفسها من تنسّم عبير الحضارة الذي يعطّر البيت بشذاه الفوّاح ، محتفلة بجهاز الاستقبال الجديد ، منكبة عليه ملتفة حوله ، ملتفتتة إليه ، مقبلة عليه بكل ما فيها ، مدبرة عن كل ما سواه ، وفي الكثير من البيوت أكثر من تلفزيون واحد ....

التلفزيون اليوم غدا الفرد رقم 1 بين أفراد الأسرة ...
زوجان حديثا العهد بالحياة الزوجية ، غالبا ما تسبق أقدام التلفزيون قدما العروس إلى بيتها الجديد ....

"لقد وفّر ابني لابنتكم كل المستلزمات يا حاج عليّ "
التلفزيون ، السجّاد ، الثلاجة ......إلخ

أما منى فهي ترفض أن تتزوج هذه الصائفة حتى يتم عريسها أسامة كل التجهيزات ، كيف يعقل أن تتزوج وهو لم يشترِ التلفزيون وجهاز استقبال الفضائيات بعد ؟؟ هذا جنون !!! يجب أن يتم ذلك... ، ولا مشكلة إن كان وصول الماء للعمارة صعبا!!! ، أو إن كانت منطقة السكنى قرب مصرف لحرق قمامة البلدة ، فإن أصيب الأبناء بعد أعوام بأمراض ضيق التنفس لا ضرر ، فإن لكل داء أصبح هناك دواء !!! ا الأهم وصول الفضائيات .......!!!!

قبل أن تنجب المرأة طفلها الأول ، كان لطفلها أخ أكبر آنسها قبل مجيئه ...
الفتاة ، الفتى ، الأم ، الأب ....كلهم وقد أخذت كلَّ واحد منهم طريقُ الحياة بخطواتها التي تساوي الأيام وساعاتها ، يهرعون إلى متنفَّسِهم إلى ذاك الذي هو طَوع أياديهم متى أرادوه لبّى وجاء ....

وبـــــــــــــــــــــــعد ؟؟؟؟

أين نحن اليوم من تلفزيوناتنا ؟ ومما يعرض فيها ؟؟ وأين أفراد مجتمعاتنا من متابعاتنا ؟؟

إن الدول العربية وقد دخلت عالم الفضاء والأقمار الصناعية دخلته محتشمة ، إذ أنّ الأقمار الصناعية متعددة الاستخدامات ومتنوعة الغايات ، تستخدمها الدول في المجالات العسكرية والبيئية والعلمية والإعلامية ، بينما اقتصر استغلال العرب للأقمار التي أطلقتها على مجال البث التلفزي ، ، حيث أن منظمة عربسات تتولى مسؤولية تسيير خمسة أقمار عربية ولمصر عدد من أقمار النايل التي أطلقتها وفي مجملها أقمار للبث التلفزي ، بينما تشهد مشاريع خاصة بالبحث العلمي ومراقبة المناطق تماطلا وتأخرا في التنفيذ ، مثل مشروع قمر مراقبة ظهور الهلال من أجل تقويم موحّد للمناسبات الدينية للمسلمين ، بينما تركز إسرائيل في استخداماتها للأقمار الصناعية على البحوث العلمية والتجسّس !!!!!!

 21-04-2008, 06:44 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:18:20
إنــــــــــــــــــــه الفنّ ......!!!!

الفنّ ....الفنّ في حقيقته وسيلة للتسامي بالذوق في كلّ أمر ...ولإضفاء صبغة جمالية على الأشياء ، فهل هو اليوم كذلك؟؟ هل ما يعرض من غالبية الأفلام والمسلسلات والأغاني تفعل هذا؟؟؟

أمّ تنهي أعمال البيت ، يتوجه كل أولادها للمدرسة ، وزوجها بعمله ...ماذا عساها تصنع وقد بقين بين الجدران وحيدة ، لا حلّ أنجع من أن تفتح ذاك الذي لا يغادر ولا يسأم الكلام ليؤنسها ....التلفزيون ....
وبالإلف قد أخذت تواضب على مسلسل يعرض في ذلك الوقت من فراغها... ثم تقلّب قناة أخرى لتستكمل وقتها الذي لا أنيس لها فيه مع فيلم ....
وليست حالها الفريدة وإنما صور لحالها في أغلب البيوت ....
فتاة بسنّ المراهقة ، تدرس بالثانوية ربما أو بالجامعة ، ترافق أمها أيضا عند عودتها من مدرستها في رحلة مسلسلية أو فلمية ، باب من أبواب الصحبة والصلح المنعقد بين الأم وابنتها وباب للحوار أيضا الذي يتولاه الفيلم عنهما....

شاب بسنّ المراهقة ، أو بعزّ سنّ الشباب يواضب على متابعة الأفلام التي تعرضها قناة الأفلام ، عربية كانت أم غربية ، فيها من العنف ما يستميله ، وفيها من القصص ما يجتذبه وتهواه نفسه ....

وآخر أو أخرى تواظب أيضا على متابعة سلسلة كوميدية ، قد تفوّت كل شيء إلااااااااااااا هذه ...
فئات مختلفة تتابع الأفلام والمسلسلات ، والأذواق أيضا مختلفة ، فما يحبذه هذا قد يمقته ذاك ....
والسؤال الذي نطرح :

هل نتابع من أجل المتابعة أم نتابع لغرض بعينه ؟؟ هل نتابع دون مصفاة يلقى بموجبها في الرَّوع ما تفتح له الأبواب ويطرح عنه ما توصد دونه الأبواب ؟؟
هل نتابع ونحن في غنى عما لا يغني ولا يسمن من جوع ؟؟ أم نتابع بعميّة ونفتح الباب لكل وارد ولكل وافد ....


ضجت الساحات الإعلامية بالحديث عن مخرجين بارعين ، وعن تميّز أفلام لهم حطمت الأرقام القياسية في تهافت الناس على عروضها بدور السينما .... وحققت المداخيل المضاعفة والمضاعفة .... وأخيرا يتشرّف التلفزيون بعرضها بعدما حققت ما حققت واستقطبت ما استقطبت من الشباب ومن أوقاتهم ومن اهتماماتهم ، وسال لأجلها حبر الشاكرين والمغدقين بالمدح والمديح ....

ترى ماذا أحدث هذا المخرج ؟؟ ماذا فعل ؟؟ هل أثار قضية من القضايا العِظام ؟؟
هل اقترح في فيلمه حلولا لذلّ ومهانة العرب والمسلمين في العالم ؟؟؟

لا بل إنه " آيس كريم في جليم " ....
أفلام مغامرات لشباب أسماؤهم أسماء عربية وإسلامية ، قد يكون محمد وقد يكون علي وقد يكون عمر ، شباب يضحك كثيرا ويُضحك البنات كثيرا ، وبنات متمايلات ، تلبسن بغباء كبير ، إذ أنّ القليل جدا من القماش الذي يرتدينه يقتنى بأبهض الأثمان وأغلاها ....

وهذا التمايل الذي يذهب عقول أولئك الشباب المتمايلين أيضا المتخذين كل الحياة هزلا ولعبا ولهوا ولا يؤمنون بالجدّ لأنّ الجدّ ضرب من ضروب التزمّت والانغلاق والرجعية والتخلّف ....

ذلك هو الفيلم وتلك أحداثه.... والضحك والسماجة فيه أكثر من أي شيء آخر
الفتيات يبحثن عما وعمن دمه خفيف والفتيان أيضا يبحثون عما وعمن دمها خفيف ، وكله خفيف في خفيف .... حتى أصبح كل شيء يؤخذ بمأخذ الهزل لا الجدّ ...

والسعادة في ميزان هذه الأفلام تساوي السيارة والأسفار واللباس الثمينة الغالية وأجهزة بألوانها .........................

 21-04-2008, 06:52 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:19:20
على الأثر وإن كان من حجر ....


الحجر دائما بالطريق ، ولكنّا على الأثر وإن كان من حجر ....

كثيرا ما يصيب الإنسان حزن وهمّ إذا ما اعترض دربه أحجار وإذا ما عثر ، ولكن حينما تمر الأزمة وتنقشع الغمّة مع المجاهدة والصبر يفتح غير باب ، وقد يكون الباب الجديد أكبر وأكثر خيرا .... وحينما تمر الأزمة وتنقشع الغمّة يتأمل المؤمن فإذا ذاك الحجر نوع من أنواع الصقل والتربية والتدريب على الصبر والمصابرة ، وإذا به يستنتج كم أنّ طريق الجنة محفوف بالمكاره ، وحينما يتأمل لا يستكثر على الجنة نَصَبا ولا تعبا ، وحينما يتأمل يرى كم أنه يشقى من أجل فُتات الدنيا ، وكم يتحمل ويتكبّد لأجل ذاك الفتات .....

حينما يتأمل المؤمن يجد أنّ العرس الذي يفرح له فرحة العمر لا يكون إلا بإعداد وتعب وشقاء يسبقه يجهّز له ، فكيف بدرب الجنة وبعرس الآخرة الذي يستحق كل العناء يريده سهلا ميسّرا .....

والرضى بقضاء الله ليقين بحكمته إلا أن يكون به غضب علينا هو أجمل الصور التي تجعل الحَزْنَ سهلا وتجعل المؤمن شاكرا على الابتلاء راضيا محتسبا حتى يأتي الفرج وكل أمله ألا يكون المَرَدّ غضبا من الله وما عداه هيّن .....

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا فكل مصيبة سواها تهون ....

 21-04-2008, 06:54 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:21:40
ولماذا أصبح الفقر ذريعة لكل شنيعة؟؟؟؟؟؟؟-1-

الأوساخ ...القمامة .... تراكمها ، انتشار الروائح الكريهة ، تكاثر المناظر المقزّزة ....
عَفَن وأمراض وأوبئة تنتشر من كثرة الأوساخ المترامية على أطراف الطرقات......
سلوكيات غريبة ، عجيبة لا تأبه لحال ولا تظنّ ظنّا أنّ الفعل فعل سوء ولا يليق .... يلقي ببقايا السيجارة ، تلقي بكيس المكسرات ، يلقي بقارورة المشروب ، يلقي بالورق ..... بأي شيء ، بكل شيء على قارعة الطريق وكأنه الحاوية الكبيرة المفتوحة التي لا تكلّف مسيرا ولا وقتا ....

رمي من على الشرفات لأي شيء ، قد يقع على الرأس ....قد يردي المرميّ ويرميه بغَيابات الحفر التي تخبئ الجثث الهامدة...!!!

رجل ، امرأة ، طفل ...............الكل في هذا سواء .... والكل بفعله لا مبال ..... ليس لديه من المخزون السلوكي التربوي البيئي ما يجعل بينه وبين الفعل حاجزا وحائلا .....

أيها الشباب .............. إنّ ديننا لدين النظافة ....ودين الحضارة ، ودين السمو والرقي بالنفس البشرية إلى ما يجعلها مكرّمة معزّزة ولا ينزل بها إلى دَرَكات الحيوانية واللا عقلانية .... إنه دين الجمال والحسّ الجمالي في كل أمر ....في القول ، والفعل والسلوك والتفكير والتدبير .........

إنه دين علمنا كل شيء جميل وأمرنا بإتيان كل فعل جميل ، ونهانا عن إتيان كل شنيع وكل فعل قبيح ...........
جعل الكفة الراجحة من الميزان كفة الجمال والرقيّ .... وجعل ما على الأخرى قشا لا يكاد يوزن بمعيار ...................

أيها الشباب ....إن استوطن بعقولنا الجمال ....وهُجّر القبح واللامبالاة ، وإن داومنا على محاسبة الذات ، وإن استنار الفكر وحبّب إلى قلوبنا النور ، وكرّهت إليها الظلمات ..... فلا محالة النصر آت ......لا محالة سيفهم الناس الإسلام والقرآن حياة نحياها وكلمات تمشي على الأرض بحياة ، ولن تبقى ذرات تنطلق لتعبث بها يد الهواء ............

أيها الشباب ..... أي حال ؟؟؟ أي مقال ؟؟؟ أي منقلب نريد أن ننقلب وهذه حالنا ....؟؟؟؟ كيف بك ترمي كل شيء كيفما اتفق ولا تبالي ، وكيف بوالدك يفعل ، وبجارك وبأخيك ولا تتحرك بدخيلتك كوامن من ال "لا" لا فليس من الإسلام هذا ...........

إنها الصدقة تؤتيها إن أنت أمطت عن الطريق أذى ................

وتتابع الفطرة فيهم نبض الكلمات ...... وترفع الأصابع استئذانا لمشاركات ببعض الاستفسارات والتساؤلات ....ويفسح المجال للفطرة أن تتكلم وللحال أن يفصح عن حبّ التغيّر والتبدّل إلى أحسن حال ..................

نعم ......ولكن .......ما جدوى أن أبني وأنا وحدي وغيري كثير وكثير يهدّ ما أبني ؟؟؟؟؟

ومن قال لك أنك وحدك؟؟؟ ونحن اليوم إذ نحن أمامك ألسنا معك ؟؟؟؟ لمَ لم نقل أنه لا ظهير لنا فما جدوى أن نتكلم ، وما جدوى أن نأتيكم أصلا ....إنما أتيناكم ونحن نعلم أنكم ستزيدون إلى العدد عددا...... وهذه معك وذاك وتلك........ علمي أخاك .......انصحي جارتك ..... تكلمي أخرجي ال "لا" من كوامنها ......قولي كلمة حق ..... وازرعي من الورد وسيطرح الورد يوما ..... ازرعي ولا تخافي ازرعي ......وازرعي ..... عسى أن ينبت الورد ويغشى ريحه الزكيّ كريه الريح ..........

تتفتّح أساريرها ................ وتفرح وتسعد وبعينيها بريق يقول الحمد لله إذن لست وحدي ....وسأزرع .....سأزرع ......نعم سأزرع

أعلم أنّ بكم خيرا كثيرا أيها الشباب ..... أعلم أنّ النور بكم آت ...... ولكن شدوا الهمة واعزموا ولتكونوا على الدرب ولا تحيدوا ....... أنيروا ولو القليل الذي حولكم ، فإنّ كل واحد منكم سينير لعدد ..........وأنعم بها من عدوى تصيب .........

وعلى كرسي قريب أستاذ يحمل أوراقا مرتبة ...... وبنبرات أستاذ معلم ........... يستأذن ليتدخل فيقول لمعشر الشباب الذي هو بين 14 و17 ربيعا يبحث عمّن يسقي زهرات ربيعهم ، ولكم يضرهم الإنذار بالقحط والجدب !!!! ولكم يعقِم أرضهم وييبّس أشجارها المورقات .......

كلام جميل ...... ولكن أتعلمون أنّ علم الاجتماع ونصوصه تقول أنّ من لا يملك نافورة ببيته ، لم يعرف لنافورة الشارع حقّ قدرها ؟؟؟ وراح يتخبط بمياهها صيفا وكأنها البحر وحوافها الشواطئ ......... وأنّ من لا يملك الخبز ليأكل لم يهتمّ بأمر القمامة الملقاة أو التي يلقيها وتتراكم أمام بيته ؟؟؟؟ أتعلمون هذا؟؟؟؟

ويستدلّ بالغرب وحضارتهم وكأنهم أسيادنا الذين يعلموننا ...................................

ويعود الحديث عن الخبز.......................... وعن الرزق ، ليكون المِشجَبَ الذي نعلق عليه كل أخطائنا والنبع الآسن الذي نصبّ فيه كل أدراننا .......


ولكن يا سيدي وأنت تراهم أسيادا ربما نسيت أنّ نافورة إيطاليا ....والحمام من حولها يحوم ، يخلع الأسياد لباسهم ليرتموا بمياهها سابحين .....
وإن كان الخبز حائلا .................... أفليست القمامة إلا خبزا يلقى ؟؟؟ كيف لا يهتم بالقمامة وقد شغله الخبز ......؟؟؟ والقمامة أصلا خبز يرمى ؟؟؟؟؟؟



ولماذا أصبح الفقر ذريعة لكل شنيعة؟؟؟؟؟؟؟

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ -البقرة 268-

 23-05-2008, 03:10 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:25:40
ولماذا أصبح الفقر ذريعة لكل شنيعة؟؟؟؟؟؟؟-2-


إذا بحثنا عن المعنى الحقيقي للثقافة لوجدنا أنها مجموعة السلوكيات والتعاملات والأخلاقيات المتداولة بين أفراد المجتمع الواحد والمطبوعة بما يميّز ذلك المجتمع عن غيره .... فثقافتنا في الحقيقة هي محض من النهج الرباني الكامل الذي نزّل علينا يقوّم سلوكنا وتصرفنا وتعاملنا وفهمنا للحياة وفهمنا لمعنى وجودنا ....
ثقافتنا هي ترجمان فهمنا للنور الذي بين أيدينا .... ما يطبع المجتمع الإسلامي من سمات السموّ والرفعة بالنفس البشرية ، والرقي بها إلى مراتب الكمال والمثالية الواقعية والواقع المثالي .....

وحينما لم تكن سلوكيات المسلمين الأوائل إلا ترجمة فعلية على أرض الواقع للقرآن الكريم وللسنة النبوية المطهرة ، تحقق المجتمع الإسلامي المثالي الذي فتح العالم وتبيّن للناس أنّه النور المشعّ الذي جاء ليخرجهم من أتون الظلمات ....

إذن فأخلاقيات المجتمع والتي هي تراكم لأخلاقيات الأفراد وما يسود ، وما يطغى على النفوس من أهوائها واتباعها لأهوائها وشهواتها الدنيوية التي إذ لم توضع لها حدودها ولم تطهّر باللازم من المطهّرات طغت ، فتنحّت عن المنهج الرباني وجعلت تستورد الثقافات .... ظنا منها أنها تجعل لنفسها حضارة ....
وحينما استوردت الثقافات فقد استوردت النقص البشري الذي يلهث خلف المطامع والأهواء ويهبط بالنفس البشرية إلى دركات الحيوانية من فرط ما يوغل في تلبية المطامع والأهواء اللامتناهية للنفس الطماعة الأمارة ، أطلق لها العَنان ..... وكما أسلف وذكرنا ظنّت أنّ الهوى الملفوف بزينة هو منتهى الغايات ، فتاه منها المفترق ولم تفق .....

أخلاقيات المجتمع الذي لم يلزم ثقافته التي هي تطبيق فعلي على أرض الواقع لفهمه لمنهاجه السماوي ، وتحوّله إلى مستهلك يقبل بجشع ونَهَم على حضارات الغير هي السبب الرئيس في طغيان منطق المادة على كل منطق بل والإيغال فيه شيئا فشيئا حتى أصبح المادية البشعة .....

يقول صلى الله عليه وسلم :
الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله

حينما آثروا الموت في سبيل الله على الحياة ألقي الرعب في قلوب الأعداء ، فنصر صلى الله عليه وسلم بالرعب من فرط ما أحب صحابته الموت ولم يؤثروا على الشهادة ونعيمها الحياة الدنيا .... أما اليوم فقد استحببنا الحياة الدنيا ونسينا الموت .... وأوغلنا في شِراكها نلهث ونلهث ونلهث ، فأين الرعب الذي ألقي سالفا في قلوب أعدائنا ؟؟؟ ألم ينقلب سخرية وذلا ومهانة ؟؟؟

وصرنا عبيدا للكثير من الأمور الدنيوية
وكما يقول صلى الله عليه وسلم في مطلع حديث له
تعس عبد الدينار ، وعبد الدرهم ، وعبد الخميصة ،

يجيب صلى الله عليه وسلم سيدنا عمر الذي يسأله عن حال استغربه وقد رآه فيه ، عن أثر الحصير على جنبه وهو إن شاء ملك أكثر مما تملكه ملوك الأرض آنذاك وكيف أنّ كسرى وقيصر في ملكهما يتخبطان في أشكال النعم وهو النور المبعوث يلقى ما يلقى ....
فيجيبه صلى الله عليه وسلم :

مالي وللدنيا يا عمر ، وإنما أنا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها

وذلك الصحابي الذي شقّ عليه أن يستطيب التمرة التي بين يديه على ساح قتال أمامه يرفعه إلى أعلى عليين مع الصديقين والنبيين وإخوان له شهداء ، فألقى بها من غير ما اكتراث يهرع للموت على أن يقضي مزيد وقت وهو يلوك ويمضغ من زوائل الدنيا ....

كان الأغنياء من الصحابة الأطهار يقدمون نصف ما يملكون وكل ما يملكون عن حب وطواعية وعن رضى وبقلب موقن أنّ ما عند الله خير وأبقى وأن الله يعد مغفرة وفضلا وهو الواسع العليم ، ملكوا فلم ، ولكن لم يستوطن ما ملكوا قلوبهم ، وإنما لم يتعدّ حدود اليد .... وأعطوا وما خشوا فقرا ولا فاقة ولم يؤثروا دنيا ....
وتدربت أنفسهم على العطاء والبذل وعلى أنهم كما عاشوا أغنياء هم أيضا على أن يعيشوا فقراء قادرين مادامت قلوبهم ملأى بالإيمان ......

فهل أحبوا الدنيا وعبدوها ؟؟؟ وعبدوا الدينار والدرهم ؟؟؟ وخشوا الفقر إذ أعطوا؟؟؟؟

وفقراء الصحابة ؟؟؟ هل حال فقرهم دون أن يكونوا الأوائل المصدقين المتبعين المناصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .....؟؟؟ هل حال فقرهم دون حبهم للعمل من أجل دين الله ، ولتكون كلمة الله هي العليا ؟؟؟ هل ألهاهم فقرهم وعسر عيشهم على حبهم للشهادة وللتضحية في سبيل الله ؟؟؟
ألم يكن يقينهم بأنّ ما كان لهم في الدنيا إنما هو رزقهم فرضوا به قانعين شاكرين حامدين ، بل ومستغفرين وجلين وقد أتوا ما أتوا ، تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، لا يلهثون خلف الدنيا ولا يخشون الفقر بقدر خشيتهم على دينهم ومكانتهم عند رب العالمين وعلى رصيدهم عند رب العزة ، وعلى ميزانهم وما حوى وعلى قلوبهم وما وعت ؟؟؟

هل حال فقرهم دون أن يستزيدوا من الصبر والصلاة والإيمان والرضى ؟؟؟ ألم يعيشوا طيبي الصدور ، قانعين راضين حتى بورك لهم في رزقهم وكفوا بالقليل الأقل ؟؟؟
ألم يكن دينهم أول أمرهم ومبلغ علمهم ؟؟؟ .....

ما لم نعش ديننا سلوكا وحياة ، ستطغى علينا الدنيا وستدوس على قلوبنا بأقدامها .... ومتى كان بالقلب آثار لأقدام تدوس لم يعد يقدر على النظر إلى كل متحيّن دَوْس من علُ وعلى أن ينبس ببنت شفة بل يقول له "سمعنا وأطعنا" ومتى تحرر القلب وتشبّعت نياطه بنور الله لم يعد يرى للدنيا من سطوة عليه ، وبقي دوما يرمقها عالما بحقيقتها غير مغترّ بحالها الزائل ...... حينها سيتشبع بالنور وسيشعّ نورا ولن تبقى الأطماع واللهث سبيله ومبتغاه

 23-05-2008, 03:25 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 15:28:41
قال فيما كتب :

وطني -يا إخوتي القراء- عجيبة من عجائب المخلوقات...

هو على ضآلته وضيق حاراته وطفح مجاري صرفه ووعورة شوارعه -سيّما بعد المطر-... طفل يباكر الشمس، ويبتلع كوب اللبن الدافئ قبل النوم، وهو بينهما يغذو جيرانه بهدايا أمنا الأرض... وعزيز على الطفل أن يعنى بجماله -وهذا عين الجمال-... فاقبلوا طفلي الجميل على حماقته وعجزه عن تطهير نفسه بعد قضاء حاجته، وتدارك فضلات الطعام أن تصيب ثيابه... اقبلوا تضرّجه وبراءته ودلاله... وتخففوا من أنفتكم قليلًا وكلوح وجوهكم ودخان مصانعكم وصخب سياراتكم... وذوبوا في محبته...

فكتبت فيما أقول :

وكل طفل وطننا ... حيث الفطرة تعانق بقايا فطرة فينا ،
وحيث الحجر والمَدَر نهرا يتفجر والسواقي والوديان تعزف أعذب وأصدق الألحان والباسقات السامقات تدرّ عزا وشموخا وتفشي سر الحسناوات والزهر الرضيع يرشف نسمات الربيع ...وعصفور الشرق مع عصفور الغرب يسبحان باسم المبدع رب المشرق والمغرب ...ولكلها قلوب تشهد أنّ لا إله إلا الواحد وتأبى على البشر إلحاد الحديد ...وأي حديد ...!!! ذاك الذي في قلوبهم وليس الذي نزّل من السماء دَيدَنُهُ التوحيد ....

سئمنا مربعات ومستطيلات ومثلثات الكلمات كما سئمناها أشكالا للبنايات .... وشوقنا للكلمة الحرة الطليقة الموحدة المنيبة أجمل الكلمات
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 16:48:27
نظرت من حولي فإذا الأيام تنسلخ سراعا ...تخرج تباعا ، يأخذ بعضها بعضا ....يجر بعضها بعضا ....
نظرت من حولي فإذا الذي حل ضيفا منذ أيام يلوّح من بعيد بيد كريمة مودعا ....
نظرت من حولي فإذا الأيام الباقية تقسم أنها أيضا ذاهبة ...وأنها وإن طالت وإن قصرت لا بد أن تكمل العدة مع التي ذهبت ....ولا بد أن تلحق بها لتزيد تلك اليد الكريمة بعدا عن الأنظار ، وهي تلوّح مودعة ....
فإذا هذه الأخيرة الباقية القليلة حزينة ، حزينة ....حزينة لحزن المفارق على مضض ...حزينة مع حزن المفارق ....تبدو شاحبة الوجه ، منتقعة لا تكاد تتفتح الأسارير فرحا بوزنها عند الباري المتعال حتى تعود لتحزن على انسلاخها من بين الأيادي وانسحابها انسحابا ، تمني وتعزّي بعودة قافلتها بين القوافل المقبلة ....

يودعها المفارق على مضض بدمع الذي تتركه اليد الحانية وتولّي عنه وترحل
يودعها المفارق على مضض بدمع الذي تسلب من روحه العطشى فيوضات الزُّلال العذب الفرات ....
يودعها المفارق على مضض بدمع المستحي المقرّ بخيرها على مقصر جّحود مثله ....
يودعها المفارق على مضض .....على مضض ...على مضض
يودعها بدمع الذي لا يملك أن يضرب لها موعدا كما تملك هي أن تضرب ....
يودعها بدمع الذي لا يعرف إن كان سيلقاها من جديد أم أنّ لحظة فراقه الدنيا ستسبق لحظة عودتها ....

تلك الأيام الغوالي ....إنها تلوّح من بعيد مودعة .... إنها تفارق ....إنها تولي عنا لتتركنا لأيام أخَر ..... لأيام أخَر هي عدد من عدد العمر .....تلك الأيام تقول :
أيها المسافر يوما بلا كرّة ....إني مسافرة وعائدة .... أيها الراحل يوما بلا عودة إني راحلة ولكنّي حالّة يوما من جديد ...
تركتك لأيامك ....تركتك للياليك .... تركتك وهي ، فإما ذكرت عطائي لك فأقبلت على أيامك كريما تذكر عطائي وتخشى ذهابه عنك ....وإما أقبلت عليها ونسيت عطائي تخشى ذهابها عنك ....

أيها الصاحب الذي كنت له صاحبة قد نزعت ما كان عالقا بروحك من أقذاء ....قد غسلت بدمعك ما علق بها من شَوَب .... قد أبقيتك خلفي ناصعا ، ساطعا وكأنك الوليد الجديد .... فإما أبقيت على النور فيك ، وإما أطفأته بنفخ صراع الأيام تنسى ذكر الذي يذكرك بي وبرحمات غيري ، وتذكر الأيام والدنيا ذكر من يلهج القلب واللسان بأبجديتها وحروفها ويعبد شمسها المشرقة على كلماتها ينتظر شمس غدها المشرق على كلماتها .....

وداعا أيها المرافق المفارق ....وداعا أيها المفارق المرافق ...وداعا أيها المسافر يوما ....وداعا أيها الراحل يوما بلا عودة ..... فإني راحلة عنك إلى بعيد ...عائدة قد لا تجدك بين المرافقين ....

وداعا ولتحرص على ذكراي العطرة نبضات يخفق بها جنانك .... وداعا ولتحرص على نفحاتي حرص الغريق على قشة ترفعه إلى علُ إن هو بها استمسك.....

 27-09-2008, 01:07 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 16:51:40
نـــــور الحق..........

كل عام وأنتم إلى الله أقرب ....
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ....

وهكذا كان دَيدن هذا الصباح المبارك في مساجدنا ...
ذهبنا ، وجلسنا نردد مع المرددين ، تهليلا وتكبيرا وتسبيحا وحوقلة ... تهزّ النفس هزا ، وتُخشع القلوب ، وتملأ الأفق سناء وهيبة ..... ونورا .....

إنها أنوار الإسلام ... أنوار التوحيد ... أنوار الأرواح التي لا ترتاح إلا إذا سمت ، ولا تطمئن إلا إذا اتصلت بمولاها .... النافخ فيها من روحه تعالى سبحانه ........

المساجد اليوم ، والأصوات تتعالى يسمعها القاصي والداني ، تتحد أصوات هذا المسجد مع أصوات تخرج من الآخر ، مع أصوات من ذاك الآخر ...لتملأ المدينة تسبيحا وذكرا وتكبيرا ......
أصوات رقيقة ناعمة ، ليست أصوات نساء وإنما أصوات أطفال رافقوا آباءهم ، مع أصوات لرجال.... تمتزج كلها .... كأجمل ما تسمعه الآذان وبه تطرب ، فتلين النفس وتخشع وتسعد ، بل تبكي سعادة وفرحا بعيد تتعالى فيه الأصوات بذكر الخالق البارئ المصور مالك الملك الواحد الأحد .... الماجد الصمد ....

في المسجد وأنا أسمع مع السامعات وأردد مع المرددات بأصوات خافتة لا تتعدى حدود قسمتنا منه ، لا نكاد نسمع نَأمَةً بغير ما يتردّد... والمسجد بين تنظيم المنظمات ، وتراصّ الصفوف واعتدالها ...
والكتف عند الكتف ، تتسابق الواحدة مع الأخرى على أن تسد الثلمة وتكمل الصف فتنال الثواب والأجر ....

والأصوات النورانية تتعالى.... ، مع مكبرات الصوت التي تزيدها وضوحا لتخرج من حدود المسجد إلى شوارع المدينة المغتسلة بقطرات غيث الخير والنّعماء والفضل والتكرّم من رب الخلق ورحمانهم ورحيمهم .....

كيف تُراه حال الشارع خارج المسجد؟؟ ... لا بدّ أنه خال أو يكاد يكون ....لا بد أنه هادئ ساكن إلا من زخات المطر الكريمة ....أو يكاد يكون .... فجلّ أهل المدينة قد عمروا المساجد ذاكرين شاكرين ، مكبرين مهللين .....مسبحين

والأصوات النورانية تتعالى ....والقلب معها يردد ، واللسان بتلك الحروف النورانية يتحرك عاجلا بها ، مخافة أن تفوته واحدة فيتخلّف .....

وصوت ذلك الطفل البريئ أعلى من أصوات الرجال !!!...لكأني به أمامي ، لكأني أراه .....محمرّ الوجنتين ، منتصب العروق ، مستفرَغَ الأنفاس ....في تنافس مع من يكبره على من يكون الأقوى ؟؟ هل دائما هي تلك المعادلة ؟؟ الأكبر سنا أقوى.....؟؟، ومن يكون الأعجل ومن يكون الأحسن والأعلى صوتا ..... لا يريد أن تنقطع تلك الترديدات... وهو يسمع أباه قربه ، وصديق أبيه جنبه ، وجار أبيه جنب جنبه ، وأبا صديقه قبالته ، وأخا له في الله لا يعرف له من قبل تقاسيم وجه ، ولكنه رآه اليوم فعرف أنه مثله يردد ما يردد ، ويسعد كما يسعد ....

لكأني بأبيه أمامي باسم الثغر مسرور القلب من حال ابنه الذي رافقه يردد معه ويومئ له برأسه متبسما أن يا حبة القلب أكمل، يخاف عليه استفراغ قوته كلها ، ولكنه لا يستكثرها في مثل هذا الفعل ومثل هذا القول ، بل يسأل الله خفيةً أن يجعله من الذاكرين الشاكرين الصالحين المصلحين ....

الأصوات وكأنها صوت واحد .... المسجد كله تهتزّ جدرانه ، وأرضه وسقفه من أصوات هي النور المنبعث .... فيااااااه ما أقوى النور ....وما أبهى النور ....

سرحتُ لحظة وأنا أردّد ....يااااه .... ياالله .... كم هي جميلة أصواتهم ، كم هي قوية ، كم هي صادحة ، كم هي حق ، كم هي نور ، كم هي للجراح بلسم... ، كم هي خير وخير وخير للمشتاق الملوّع... ، كم هي بشائر ، كم هي علامات خير إلى يوم القيامة قائم .....

سرحت معها ومع نورها الوضّاح ،.... يااااه ....يا الله أين كل هذه القوة لخير الأمة ؟؟؟ لسيادة الأمة ؟؟ لنصرة الأمة ؟؟؟ لنصرة الدين ؟؟؟ أينَها ؟؟؟ أينَها ؟؟؟
ياااه ....يا الله لو أنَ كل هذه الأصوات قوة إلى قوة إلى قوة ، وحق إلى حق إلى حق ، وخير إلى خير إلى خير ، ونور إلى نور إلى نور .... كيف للأمة أن تعيا أو أن تشقى ، أو أن تذلَ ؟؟؟ أو أن تستباح ؟؟ أو أن تهان ؟؟؟

ياااه ... يا الله .... يا نور الله ....لو أنَ كل هذا في كل حين وفي كل آن ...في كل محنة وفي كل منحة ظهر وبان .... في كل شدة وفي كل بَسطَة تيسر واستبان .... في كل سكنة وفي كل حركة ، وفي كل قول وفي كل فعل كان ......................!!!!

يااااه .... يا الله ..... إنها القوة ، إنها قوة الحق ، وإنه لحق القوّة!!! ....
ولكن أينَها ترهب عدوَها ؟؟؟ أينَها تَعْضُدُ أخاها ؟؟؟ أينها تنصر كلمتها ....؟؟؟ وتعليها وتغنيها .....؟؟؟

أينَها تكون للأرض ترياقا ودواء وشفاء ؟؟؟ أينَها تبسُم في وجه الحق والمحقّ وتقوى في وجه الباطل والمبطل قوة الحق الظاهر الدامغ ؟؟؟
أينها تكفكف دمع الثاكلات أبناءهنّ ؟؟ والفاقدات حبيبهن ومعيلهنّ ؟؟؟
أينَها تجيب المستنجدة بالمعتصم ؟؟ وقد زاد حزنها يأسها من معتصم بعده ....؟؟؟

يااااه يا الله ......يا نور الله ....لو أنّ كل هذا كان في كل مكان من هذا ؟؟؟ وفي كل زمان من هذا الذي أصاب وألمّ بالأحباب ؟؟؟

يا الله ....يا نور ، يا حق .... يا الله يا عليم ، يا خبير ، يا غفور يا رحيم .... ارحمنا واهد الأمة ، ورجال الأمة ، ونساء الأمة ....واجعل من أصوات النور والحق في كل مكان في الأمة يستنجد بالنور والحق ......

 02-10-2008, 02:23 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 16:54:45
فــــــرحتي بالعيد............

ما أجمل التخرج في مدرسة رمضان وجني ثمرة التقوى والفوز بها ....

الحمد لله ....الحمد لله ... الحمد لله .... أنا أيضا لا أدري كيف هو شعوري هذا العام ، وكيف هو استبشاري بخير كثير .... سعادتي هذا العام بالعيد أكبر ، فرحتي به أكبر ....

مستبشرة كل خير .... فرحي بالذاكرين الشاكرين ، المستغفرين التائبين
فرحتي بعدد كبير من متجاذبي أطراف حديث الليل الرمضاني ، بين كيف كان إحساسك بليلة البارحة ؟؟ كيف كان قيامك ؟؟ كيف كان طعم الدعاء في تلك الليلة ؟؟ ، وبين ...كانت ليلة ولا أطيب ، كان النور فيها يملأ قلبي ....كان دعائي فيها قويا ، وكانت قوتي فيها فوق ما كنت أتوقع ....وكنت بها سعيدا ، وكنت فيها سعيدا أناجي ربي ، وأصلي وأقرأ قرآني .....

فرحتي هذا العام بأتقياء جدد ينثرهم رمضان على وجه الأيام كتناثر الدرر الغالية النفيسة التي لا تعرف صدءا ولا يعرف بريقها بهتا ....

فرحتي بأتقياء جدد .... كانوا من قبل غافلين لاهين فمنّ الله عليهم فإذا هم اليوم ذاكرون مستغفرون ، باكون على عتبات رحمة ربهم الرحمن الرحيم ....
فرحتي بالتائب الباكي ، وقد كاد يبدي بفؤاده لو لم تتداركه رحمة ربه ، فرحتي به وبعدد مثله ، يذكر معاصيه وأيام معاصيه كصفعات على وجهه تفيقه من غفلته ، وتستصرخ الخير الباقي في نفسه أن ينتشله من غرق محدق ....ونار محرقة تحيط به فتكاد تصيّره هشيما تذروه الرياح ....

فرحتي به يستنجد ، يسأل عما يكفر ، ولا يستعصي عليه أمر قدر استعصاء غضب الله عليه ....فرحتي به وبمن مثله يقضي الليالي الرمضانية المباركة كقنّاص يخشى ألا تتغمده الرحمات ، وأن يفوته العفو .....

فرحتي بشباب وشابات يسألون عما يستطيعون فعله في دنياهم ، حتى يروا لدنياهم وحياتهم فيها معنى ، فرحتي بمن تتمنى أن تقدم شيئا ، أي شيئ لنصرة الدين .....
فرحتي بمن محّص وبحث ونقّب بين أطراف حياته فإذا هي عادات وأشياء عادية لا تتعدى أن تكون عادة مملة ، ومعنى أقل من الحقيقة ...فيريد أن يلمس الحقيقة بيده بعد أن عرفها ، يريد أن تكون له فيها يد ، بعد أن عرف أنها الحقيقة ....

فرحتي بمساجد تعجّ بالمصلين الخاشعين ، بالشباب والشابات ....الداعين المستغفرين القانتين المنيبين ....
فرحتي بالتي تحمد الله تعالى أن أمهلها حتى بلغت رمضان هذا العام ، فعرفت له ولنهاره ولليله حق القدر ، فما ضيعت كعادتها تضيّع وما سوفت كعادتها تسوّف ، ولكنها شمّرت ، وارتقت سلم الطاعة وجعلت ترتقي وترتقي حتى خرجت وروحها بين جنبيها يعمها النور وتعمها الرحمة ويعمها الخير والاستبشار والرضى .....

فرحتي بمن كان يستثقل القيام وينعت القائمين بالمثقلين على أنفسهم في دين اليسر !!!، فرحتي به يستطيب قيام ليلة ، وقيام ليلة بعدهاوليلة وبعدها وبعدها وإذا به يواظب على قيام جل الليالي .... وإذا به ليلة العيد يقوم لا يريد أن يكون من الذين ودّعوا الطاعة بتوديع رمضان .... فرحتي بدموعه التي يخفيها ولكنها تأبى إلا أن تشيَ به وهو يجهش ....

فرحتي بالأمطار النازلة رحمة من السماء ....فينزل الغيث على مدينتنا ليومين متتاليين تقريبا دون انقطاع ، وهو حال مدن جزائرية أخرى ، فيقفز إلى رَوعي قوله تعالى :

فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يرسل السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً(12) سورة نوح

خالجني إحساس كبير جدا أنما هو جزاء استغفار الناس الكبير في هذا الشهر العظيم وهم قائمون ليلا أو سائحون ذاكرون نهارا ...أسعدني ذلك وأفرح قلبي صدق وعد ربي من جهة "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " ، وصدق الناس وتفطنهم من جهة أخرى ....

فرحتي بأخت لي تخبرني أن المطر ينزل رقيقا رفيقا على أحبتنا بالأردن ....عساه جزاء استغفار المستغفرين هناك أيضا وفي كل مكان من الأرض ....

فرحتي بكلمات الإمام الخطيب يوم العيد وهو يحث المؤمنين على الاستبشار بمن صلّى في رمضان وزار المسجد في رمضان وألا يستكبر عليه ويرى في نفسه قديم الطاعة وأن هذا الذي جاء اليوم إنما هو مصلّ من مصلي رمضان وما يفتأ يغادرنا رمضان حتى تراه يغادر المساجد ....فرحتي بدعوته المؤمنين لأن يفرحوا بالعائدين وبالجدد الذاكرين ، فلعلهم يكونون زيادة في عدد التقاة العائدين ......

فرحتي بطفلة كما البدر المكتمل في خمار تضعه على رأسها الصغير يزين تقاسيم وجهها البريئ الطاهر ، ترفع وتركع وتسجد وهي تلقي بأطرافها كلها ، ترى في فعلها الصلاة بعينها ، فلا تنسى فيها حظها من لعب أو لهو أو تلفت بعين يمنة ويسرة أو حظها من ضحكة صافية بريئة ....والسبابة الصغيرة تضرب ضربا يبلغ الآذان البعيدة في تحياتها وزكياتها .... فلا تترك مناسبة إلا وسبقت إليها مع أمها للمسجد ....

فرحتي بالمتصدقين والمتصدقات ، المسارعين للخير والمسارعات ، وبالذي تفيض من الدمع عينه حزنا ألا يجد ما ينفق ....

فرحتي للكثيرين والكثيرات الذين تشربوا معنى آفة التلفزيون في رمضان ، فما ضيعوا أوقات رمضان الغالية مع سفاسف برامجه ، وما استطاعوا ببرامجه الطيبة لحاقا من فرط لهثهم خلف ساعات رمضان الغالية وملئها صلاة وذكرا وقياما وقرآنا وتزاورا وتراحما وأعمال خير ....

فرحتي بالمتراحمين والمتراحمات ....فرحتي بالمتصالحين والمتصالحات .....
فرحتي لفرح الفرحين بالعيد لفرحتهم بطاعاتهم ، ولدعائهم أن تزيد وتزيد وتدوم وتثبت .....

فرحتي للأمة وبوادر الخير فيها ......وبوادر الصحوة في شبابها وشيبها ......
وفرحتي باستبشاري الخير ..... وببقاء الخير وبنمو الخير ....وبأن الخير بإذن الله آت ....آت ...آت

 03-10-2008, 07:05 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 16:56:46
كتبت أختي الحبيبة جمانة القدس:

ويكأن الزمان يُطوى ...
ويكأني أرى ماض بصفحات طويلات .. وشرائط مسحبات .. يشدني .. متمسكاً متشبثاً .. ثم يضرب بيننا الدهر فنفترق ..
وتصبح الأيام ذكرى .. وتصبح اللحظات كلماتٍ مسطراتٍ نعيشها مرة أخرى ولكن : على ورق!

وهكذا أنا إذ أقرأ كلماتك يا أخيتي .. "حازرلي أسماء" ..
هكذا تماماً ..
إذ تطوف بي سويعات العمر .. وأعود لما مضى وما خلا ..
وأنفض الغبار المتراكم المتراكب ..
وأنظر إلى الوراء ..

إلى كأس العمر وكف القدر .. وإلى القبيلة .. وإلى صناع الحياة ..
أنظر إلى ما استلذت به روحي من كلماتك .. وما حوّمت حوله من معانٍ ترتشفها الفراشة من الرحيق المختوم .. فتنثره ريحاناً في ساحات القلوب ..

ما أسعدني يا أختي بلقاء متجدد بك ..
وما أشدّ شوقي إليكِ وإلى نبض كلماتك ..

اقبلي مني زيارتي .. ولا تنسيني من الدعاء ..
أختك

 03-10-2008, 10:25 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 16:58:35
هلا تعلمنا من الكرام نحن الكبار ؟؟؟!!!!

أحيانا كثيرة أحسد الأطفال ....أحيانا كثيرة أتمنى لو رجع بي الزمن إلى الوراء حتى لا أفهم ....أحيانا كثيرة أحسد ذاك الذي ترضيه حبة حلوى مسكّرة يرى في طعمها طعم الحياة إذا ما بكى أو اشتكى .... ينسيه السكر مرار ألم أبكى عيونه ....

أحيانا كثيرة تمنيت لو بقيت مثل كريمة ، لا أفهم من الحياة إلا ظاهرها ....... ولا ألامُ على قلة فهمي وإنما يقابل الجميع كلماتي بابتسامة صبوحة أو بضحكة تخرج من الأعماق يدينون لي بخروجها من تلك السحيقة التي لم تعد تُخرج من الفرح الكثير ....

أحيانا كثيرة أحسدهم على صدق مقالهم في ساعات الغضب كما في ساعات الرضى ....
أحسد المتصادقَين يتراءى لك في لحظة أنهما عدوان لدودان إذ يفرغ كل منهما ما لم يرقه في الآخر عينا لعين  ومن غير مماراة ولا مواراة ، ....غير مبال بغضب منه أو برضى ....

وأرى من حولي في وجوه الكبار الناظرين إليهم من علُ يتبسمون من حالهم إن أبهوا ، أو يولون عنهم كأن لم يروا أو يسمعوا إن لم يأبهوا ....
أتملّى من حولي بحال أولئك الكبار فإذا الابتسامات عندهم ...فاقع لونها مصفرّة بلون الموت تلقي بظلاله على معنى الحياة ...........
أرى من حولي أولئك الذين يرمقون كريمة من علُ فإذا المداهنة والمراودة والمراوغة أبجديات للغتهم بدل الأبجديات ، وإذا كريمة الصغيرة وكل كريم معها يتلقى اليوم مبادئ اللغة الجديدة ، اللغة الصفراء .....يمرر قلمه الصغير المرتعش على آثار حروفها يريد أن يصنع له حرفا على أثر ....!!!
والويل له والثبور من كبيره إذا خرج عن السطر أو لطّخ ولم يحسن الاقتفاء وإدارة الحرف .... في صفحات صفراء صفار الموت تلقّن الصغار قداسة اللون وأنّه كلما بدت صفرته كلما دنت منه الدنيا ........وأيّ دنيا ؟؟؟!!!

أي بنيّ إن هذه معالم الطريق التي أحبّ لثمرة فؤادي أن يبصرها ويتحرّى المشي فيها بقوّة وثقة ........................!!!

أحيانا كثيرة أحزن .....وأحزن وأحزن من الصفرة تكدّر بياض كريمة أو أي كريم ، ويشرع كبيره أو أي كبير في التكدير ، والكريم لا يفقه من الدنيا غير أنّ الذي يلقنه كبير محب أو كبير كبير يكفيه عنده أنه كبير ......

أحيانا كثيرة أسعد ..وأسعد وأسعد ، من بقاء البياض والصفاء فيهم برحمة من ربي تعلمني أن الخير باق بعدما كاد الزمن ينسيني أنّ للصفاء والطهر وطن فيهم إن عزّ الوطن .....فتمحو سعادتي ببقاء الوطن على خريطة الزمان شيئا من حزني وتحوّلني من مساحات الحسد إلى ساحات الفرح بالبقاء .....

إنه يكذب يا خالة فلا تصدقيه ......... 

سأترصد لكم أيها الأصدقاء الثلاثة .فأنا من عثر على النقود على الأرض وتريدون ماكرين أن نقتسمها تشاركونني الغنيمة ....لن يهنأ لكم بمكركم بال ....لا تصدقيهم يا خالة إنني من وجد النقود وأنا أحق بها منهم وإنما يريدون أن يأخذوا ما ليس لهم ......... 

لا لا ....بل وجدناها جميعا .....هو رآها ، وناداني فأخذتها .....وجاء الثالث يلحقنا والرابع يشاركنا الفرحة ، فقد وجدناها جميعا ولم نكن أشتاتا .....
نعم نعم يا خالة وجدتها معهم
نعم وأنا الآخر وجدتها معهم.....................................

لا تصدقيهم يا خالة أنا واجدها وقد كنت قبل يومين أسأل الله أن يمن علي بقليل من النقود أشتري بها لوازما لدراستي وقد استجاب دعائي فكيف يريدون السطو على ما وجدت .............
لا تصدقين ؟؟؟ تريدين أن تكوني عادلة وتقسمي الإرث العزيز بيننا ......؟؟؟ طيب .........سأترصد لهم وليرجعنّ لي كل واحد منهم ما أراد مكرا وخبثا سلبه مني ...
أنا لا أفرط في حقي ، وإن لم أجد فيك نصيرا .................

لن تمروا أيها الأصدقاء الأوغاد  .........على جثتي تمرون هيا إليّ بقسمتك المزعومة من ملكي ..إليّ بالذي انتظرته وسألت الله أن يرسله لي ، فما خيّب الله سؤالي ..... 

آخ يا خالة .....لقد أخذ منا ما أردته لنا من قسمة ذلك الإرث العزيز .........إنه هكذا يأخذ من كل ذي حق حقه .... 
آخ يا خالة أنا الآخر أخذه مني وهددني وتوعدني أن يمثل بجسدي إن أنا لم أعطه 
آخ يا خالة أنا أيضا لم أسلم منه ولم يهنأ حتى أخذ مني ........................................... 

آخ أيها الصغار الكرام...................إنه صاحب حق ......وأحزنه أن تأخذوا منه حقه ذلك الصغير .................................. 

فأين الحق الذي سلبناه نحن الكبار ؟؟، وأين ترصدنا للأصدقاء المزعومين وقطعنا الطريق عليهم وإصرارنا على عودة الحق إلينا نحن أصحابه ؟؟؟ علمونا أيها الصغار الكرام .....
أحيانا كثيرة أسعد وأنا أحسد ، وأحسد وأنا أسعد ....

يا خالة أعطيني تلك المحفظة آخذها لأمي تستطلع شكلها وسعرها فإن أحبت جئتك به وإن أبت رددت عليك محفظتك ....أعطينيها يا خالة ....أعطينيها أرجوك ... 

لا يا بنيّ الصغير ، سأنتظر حتى تأتي أختك الكبيرة فتأخذها لأمك دون حرج .... 

لا بل أعطينيها أنا صاحب الأمر وليست أختي ..... 
لا أستطيع ....أنظرني إلى حين تأتي سهى ................ 
لا لن أخرج حتى تعطينيها ..........  لن أبرح هذه المكتبة حتى آخذ المحفظة معي  ........
لا أستطيع يا بني الصغير ...لا أستطيع .......... 

أعطينيها وإلا جئتك بسلاح لا قبل لك به  ، فأبي شرطي لو تعلمين ، يغير عليك وعلى مكتبتك ويرديك قتيلة  ، فأفوز بالمحفظة 

ويلي .... ومن يبيع لك بعدها لوازم المدرسة أيها الصغير إن قتلني أبوك ؟؟؟

أبي يحل محلك هذا ويجلس على كرسيك هذا ، وأبتاع منه ما أبغي وأشتهي  ..........هيا أعطينيها واسلمي وانجي بحالك من وعيدي   

ويلي من بائعة تهدّد بالقتل إن لم تعط من غير ثمن ..........يا ويلي 

ولم أنجُ من مهدّدي إلا بالحيلة  وما هي إلا سويعات حتى سمعت صوته الصغير يتردد قدام المكتبة مصاحبا أباه يريه المحفظة مشتهاه ، فيومئ لي أبوه
ألست ستجلبين الأصغر حجما من أجل أمير....؟؟ -فالمحفظة كانت بطوله ربما- 

إن شاء الله

هيا يا أمير ستجلب محفظة أصغر تكون من نصيبك هيا بنا فهذه كبيرة لا تناسبك .....

فيصر ، ويصر ويصر على أن تكون هي لا محفظة غيرها لا يرضى عنها بديلا بعيدا وهي القريبة من النوال ......وهو على هذا الحال ما هي إلا القوة تنجي أباه منه ومن بكائه الذي تعالى يتخطّفه كالريشة الخفيفة على حاملها ، يهرب به باكيا ......... 

تعلموا من الكرام أيها الكبار ..........تعلموا الإصرار وأن اليأس لا محل له من الإعراب في جمل الحياة........إلا إذا جاء الموت فيتخطّفنا كالريشة خفيفة الحمل

هلا تعلمنا من الكرام نحن الكبار ؟؟؟!!!!

 20-10-2008, 06:42 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:01:06
أحيانا كثيرة أحسد الأطفال ....أحيانا كثيرة أتمنى لو رجع بي الزمن إلى الوراء حتى لا أفهم ....أحيانا كثيرة أحسد ذاك الذي ترضيه حبة حلوى مسكّرة يرى في طعمها طعم الحياة إذا ما بكى أو اشتكى .... ينسيه السكر مرار ألم أبكى عيونه ....

أحيانا كثيرة تمنيت لو بقيت مثل كريمة ، لا أفهم من الحياة إلا ظاهرها ....... ولا ألامُ على قلة فهمي وإنما يقابل الجميع كلماتي بابتسامة صبوحة أو بضحكة تخرج من الأعماق يدينون لي بخروجها من تلك السحيقة التي لم تعد تُخرج من الفرح الكثير ....

أحيانا كثيرة أحسدهم على صدق مقالهم في ساعات الغضب كما في ساعات الرضى ....
أحسد المتصادقَين يتراءى لك في لحظة أنهما عدوان لدودان إذ يفرغ كل منهما ما لم يرقه في الآخر عينا لعين :emoti_214: ومن غير مماراة ولا مواراة ، ....غير مبال بغضب منه  أو  برضى ....

وأرى من حولي في وجوه الكبار الناظرين إليهم من علُ يتبسمون من حالهم  إن أبهوا ، أو يولون عنهم كأن لم يروا أو يسمعوا إن لم يأبهوا ....
أتملى من حولي بحال أولئك الكبار فإذا الابتسامات عندهم...فاقع لونها مصفرّة بلون الموت تلقي بظلاله على معنى الحياة ...........
أرى من حولي أولئك الذين يرمقون كريمة من علُ فإذا المداهنة والمراودة والمراوغة أبجديات للغتهم بدل الأبجديات ، وإذا كريمة الصغيرة وكل كريم معها يتلقى اليوم مبادئ اللغة الجديدة ، اللغة الصفراء .....يمرر قلمه الصغير المرتعش على آثار حروفها يريد أن يصنع له حرفا على أثر ....!!!
والويل له والثبور  من كبيره إذا خرج عن السطر أو لطّخ ولم يحسن الاقتفاء وإدارة الحرف .... في صفحات صفراء صفار الموت تلقّن الصغار قداسة اللون وأنّه كلما بدت صفرته كلما دنت منه الدنيا ........وأيّ دنيا ؟؟؟!!!

أي بنيّ إن هذه معالم الطريق التي أحبّ لثمرة فؤادي أن يبصرها ويتحرّى المشي فيها بقوّة وثقة ........................!!!

أحيانا كثيرة أحزن .....وأحزن وأحزن من الصفرة تكدّر بياض كريمة أو أي كريم ، ويشرع كبيره أو أي كبير في التكدير ، والكريم لا يفقه من الدنيا غير أنّ الذي يلقنه كبير محب أو كبير كبير يكفيه عنده أنه كبير ......

أحيانا كثيرة أسعد ..وأسعد وأسعد ، من بقاء البياض والصفاء فيهم برحمة من ربي تعلمني أن الخير باق بعدما  كاد الزمن ينسيني أنّ للصفاء والطهر وطن فيهم إن عزّ الوطن .....فتمحو سعادتي ببقاء الوطن على خريطة الزمان شيئا من حزني وتحوّلني من  مساحات الحسد إلى ساحات الفرح بالبقاء .....

إنه يكذب يا خالة فلا تصدقيه ......... :emoti_64:

سأترصد لكم أيها الأصدقاء الثلاثة .فأنا من عثر على النقود على الأرض وتريدون ماكرين أن نقتسمها تشاركونني الغنيمة ....لن يهنأ لكم بمكركم بال ....لا تصدقيهم يا خالة إنني من وجد النقود وأنا أحق بها منهم وإنما يريدون أن يأخذوا ما ليس لهم  ......... :emoti_336:

لا لا ....بل وجدناها جميعا .....هو رآها ، وناداني فأخذتها .....وجاء الثالث يلحقنا والرابع يشاركنا الفرحة ، فقد وجدناها جميعا ولم نكن أشتاتا .....
نعم نعم يا خالة وجدتها معهم
نعم وأنا الآخر وجدتها معهم.....................................

لا تصدقيهم يا خالة أنا واجدها وقد كنت قبل يومين أسأل الله أن يمن علي بقليل من النقود أشتري بها لوازما لدراستي وقد استجاب دعائي فكيف يريدون السطو على ما وجدت .............
لا تصدقين ؟؟؟ تريدين أن تكوني عادلة وتقسمي الإرث العزيز بيننا ......؟؟؟ طيب .........سأترصد لهم وليرجعنّ لي كل واحد منهم ما أراد مكرا وخبثا سلبه مني ...
أنا لا أفرط في حقي ، وإن لم أجد فيك نصيرا .................

لن تمروا أيها الأصدقاء الأوغاد  :emoti_336:.........على جثتي تمرون هيا إليّ بقسمتك المزعومة من ملكي ..إليّ بالذي انتظرته وسألت الله أن يرسله لي ، فما خيّب الله سؤالي ..... :emoti_336:

آخ يا خالة .....لقد أخذ منا ما أردته لنا من قسمة ذلك الإرث العزيز .........إنه هكذا يأخذ من كل ذي حق حقه .... ::cry::
آخ يا خالة أنا الآخر أخذه مني وهددني وتوعدني أن يمثل بجسدي إن أنا لم أعطه   emot (1):
آخ يا خالالة أنا أيضا لم أسلم منه ولم يهنأ حتى أخذ مني ...........................................    :emoti_190:



آخ أيها الصغار الكرام...................إنه صاحب حق ......وأحزنه أن تأخذوا منه حقه ذلك الصغير .................................. ::)smile:

فأين الحق الذي سُلبناه نحن الكبار ؟؟، وأين ترصدنا للأصدقاء المزعومين وقطعنا الطريق عليهم وإصرارنا على عودة الحق إلينا نحن أصحابه ؟؟؟ علمونا أيها الصغار الكرام .....
أحيانا كثيرة أسعد وأنا أحسد ، وأحسد وأنا أسعد ....

يا خالة أعطيني تلك المحفظة آخذها لأمي تستطلع شكلها وسعرها فإن أحبت جئتك به وإن أبت رددت عليك محفظتك ....أعطينيها يا خالة ....أعطينيها أرجوك ... emo (28):

لا يا بنيّ الصغير ، سأنتظر حتى تأتي أختك الكبيرة فتأخذها لأمك دون حرج .... emo (30):

لا بل أعطينيها أنا صاحب الأمر وليست أختي ..... ::what::
لا أستطيع ....أنظرني إلى حين تأتي سهى ................ emo (30):
لا لن أخرج حتى تعطينيها .......... :emoti_336: لن أبرح هذه المكتبة حتى آخذ المحفظة معي  :emoti_6:........
لا أستطيع يا بني الصغير ...لا أستطيع .......... :emoti_138:

أعطينيها وإلا جئتك بسلاح لا قبل لك به :emoti_25: ، فأبي شرطي لو تعلمين ، يغير عليك وعلى مكتبتك ويرديك قتيلة :emoti_214: ، فأفوز بالمحفظة  ::happy:

ويلي .... ومن يبيع لك بعدها لوازم المدرسة أيها الصغير إن قتلني أبوك ؟؟؟

أبي يحل محلك هذا ويجلس على كرسيك هذا ، وأبتاع منه ما أبغي وأشتهي  :emoti_282:..........هيا أعطينيها واسلمي وانجي بحالك من وعيدي ::hit::  :emoti_6:

ويلي من بائعة تهدّد بالقتل إن لم تعط من غير ثمن ..........يا ويلي  emo (5):

ولم أنجُ من مهدّدي إلا بالحيلة  :emoti_209:  وما هي إلا سويعات حتى سمعت صوته الصغير يتردد قدام المكتبة مصاحبا أباه يريه المحفظة مشتهاه ، فيومئ لي أبوه
ألست ستجلبين الأصغر حجما من أجل أمير....؟؟    -فالمحفظة كانت بطوله ربما- ::)smile:

إن شاء الله

هيا يا أمير ستجلب محفظة أصغر تكون من نصيبك هيا بنا فهذه كبيرة لا تناسبك  .....

فيصر ، ويصر ويصر على أن تكون هي لا محفظة غيرها لا يرضى عنها بديلا بعيدا وهي القريبة من النوال ......وهو على هذا الحال ما هي إلا القوة تنجي أباه منه ومن بكائه الذي تعالى يتخطّفه كالريشة الخفيفة على حاملها ، يهرب به باكيا ......... ::cry::

تعلموا من الكرام أيها الكبار ..........تعلموا الإصرار وأن اليأس لا محل له من الإعراب في جمل الحياة........إلا إذا جاء الموت فيتخطّفنا كالريشة خفيفة الحمل

هلا تعلمنا من الكرام نحن الكبار ؟؟؟!!!!




 20-10-2008, 06:42 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:02:19
أين الله في قلبك؟؟؟!!!

جلستْ ووجهها الشاحب يكاد يوشي أنّ الأصفر لون من ألوان الحياة....
حياة نلونها بأعيننا، فإن رأيناها متوردة، تشرَّب الوجه فينا حمرةبلون الدم الذي يسري في العروق فيطبع الوجنتين بختم ينبئ عن وجوده، وإن رأيناها فاقعة صفراء، محي الختم وكأنما هرب الدم من مجاريه هروب الماء المرتدّ من أنبوبه....

جلست وقد اجتمعت بعينيها أخبار الخوف والحزن والتعب، تدلي بنظراتها المضطربة المتقلبة بين الخبر والخبر قبل أن تدلي بالكلمات....
حاولتْ أن توزع بعض الابتسامات الباهتة على من حولها، وقد طال غيابها عنهم....اشتاقوا لها جميعا كما اشتاقت لجميعهم....تسلِّم على هذا بواحدة، وتسلم على الآخر بواحدة، وتسلم على الأم الحنونة بأكبرها جميعا، تلك الابتسامة التي تحمل فيما تحمل ضعفا وقلة حيلة كانت لتظهرها القوية الواثبة من الأعماق .....

جلستْ وقد لملمت شتات أطرافها إلى شتات عقلها إلى شتات قلبها، تستنجد بالحديث عن البرد وعن فعله فيها، لتبدأ الحديث...المهم أن تشقّ درب الحديث لئلا يتساءل مَن حولها عن سرّها، ولئلا يفتحوا معها ملف الأسئلة المتحيرة الخائفة القلقة على حالها....
فهم أم وإخوة، يعدّ غيابها عنهم أياما قليلة غيابا طويلا، وهي تلك التي كانت ما تنفك بين غدوّ ورواح تعود أمها المسنّة المريضة، تؤنسها إذا ما غاب باقي الأبناء، تطمئن على حالها ولا تهدأ حتى تراها بأم عينها، بمعدل كل يوم تقريبا .... فقد كبر كل أبنائها، فمن عاد جامعيا وعاد يقضي جلّ يومه بالجامعة، ومن تزوجت وأصبح لها من العيال ملاك يحوم بمشيته المتعرجة المتمايلة أرجاء ذلك البيت وكأنما يحوم حول الأرض كلها.... ومَن أصبحت تعمل فتخرج من وقت مبكر لتعود متأخرة بعد عناء يوم عمل شاق .... كل أبنائها قد كبروا، ولم تعد تجد لأْيـــاً في زيارة أمها ومؤانستها وقضاء جزء من اليوم تتجاذب وإياها أطراف شتى الأحاديث، فإن انتهت الأحاديث لم تعدَمَا وسيلة لحديث آخر وإن أوغل في القدم أو أوغل في تصوّر لم يئن بعد أوانه....

أما اليوم فلم يعد يراها الجميع إلا قليلا، ....إلا نادرا ..... سبحان الله ....كيف انقلب الحال؟؟؟ وكيف إلى هذا آل المآل؟؟؟

إنه الزوج عشير سنوات العمر وأعوامه، رفيق الدرب، الذي تزوجته وهي ماتزال بعد في ريعان ريعان شبابها، يافعة، حسناء، ربما لم تطوِ يوم زواجها الصفحة السادسة عشر من صفحات أعوامها .....تزوجته راضية مرضية، ....كان لها الزوج المحبّ وكانت له الزوجة المحبة، ذاقت معه حلاوة الحياة، كما ذرفت معه دمع مضاضة المرارة.... تساقطت عليهما أوراق الخريف الدامع كما فاح في سويداء قلبيهما شذى الربيع المزهر ....

فرح لفرحها، وفرحت لفرحه،.........حزنت لحزنه، وحزن لحزنها.... يتحاكمان لشطط الغضب حينا حتى يُظنّ أنه الفراق، ليعودا فيتحاكما لسماحة الصفح والسماح والعفو حتى يظنّ أنه أول اللقاء ....

جلستْ على غير عادتها، فكان السؤال الأول عن حالها، أُشْرب بكثير من اللوم والعتاب على تفريطها في حق نفسها حتى عادت كالعرجون القديم المتدلّي من نخلته يأبى أن ينقطع عنها فهو اسمًا بها معلّق، ورسمالم يعد يملك من النضارة ما يجعله عرجونا مرجوّا، يعوّل على تمراته لسدّ حاجةأو لتلبية رغبة، أو لطبّ سَقَم.....فحسبه نفسه، وحسبه من نفسه نَفَس بالكاد يمتدّ إلى جذع نخلته ....

وبدأت مع كلمات الوجه الكلمات.... كلمات حزينة ضعيفة،منكسرة بصوت حزين ضعيف،منكسر :
وما الذي فيّ سيبقى على حاله؟؟؟ إنه مريض، طريح الفراش، لا يملك أن يقف على قدميه.... لقد صرت قدميه، ويديه وصرت كل ما يعوّل عليه .....
إنه مريض، وحالي تزداد سوءا، وقلبي يتوجّع لأجله، ولحاله، ولعجزه بعد استطاعة كانت هي استطاعتي، يتقطع قلبي على ضعفه بعد قوة، كانت قوتي وعزّي ومنعتي، أشفق عليه حتى أراني أذوي يوما بعد يوم، تُستلّ من قلبي البسمة استلالا يوما بعد يوم..... ويختطف لون الحياة من وجهي ساعة بعد ساعة.... وأنا أرى قوتي صورة من صور ذكريات كانت حينما كان قويا، وأرى فرحتي فيه صورة من أجمل صور الذكريات الغابرات حينما كان فرحا، وأرى منعتي طيفا طاف حينما كان قائما وولّى اليوم وما عاد....

واليوم ..........هو اليوم ......اليوم هو عنوان حالي وحالي له عنوان ....كلاهما سواء، كلاهما واحد....
زيّن الثلج جسد الليل المظلم بردائه الأبيض الذي لطالما كان يعشق تملّيه، ولكنه هذه المرة عجز حتى عن الظفر بفرحته....فهو عاجز عن تجاوز حدود لم يغصب على الوقوف دونها، حدود لا يطلب منه جواز أحمر أو أخضر لعبورها، حدود ثقييييلة عليه، ثقيلة عليه ثقيلة ....لم يعد قادرا على تجاوزها وإن صنع لأجلها كل الجوازات ....................تلك حدود سريره !!!!....

صرت أرسم الابتسامة أمامه حتى لا يزيد على غمّه اغتمامُه بغمّي .... صرت أدعي القوة والجَلَد والصبر، وكلما رمقته هامدا أو متقلبا على هذا الجنب أو ذاك الجنب، أو مكثرا من الصمت مقلا في الكلام.... مطرقا، حزنت وتململت، وكدت أبدي بفؤادي لولا أنني أربط عليه بادعائي الحياة لأجله .....

لم أعد أستلذّ شيئا...لم أعد أستطيب شيئا...لم أعد أتقن فعل شيء غير التفكير، والتفكير، والتفكير العميق بمصير لا أعلمه، ولكنني وكأنني أخفيه عن نفسي، وكأنني وذلك المصير في سباق فلا هو يريد أن يتركني وشأني، ولا أنا أريد أن ألتفت إليه،..... أريد الهروب...الهروب الهروب ....لا شيء غير الهروب...........

أنا خائفة ....حزينة.... تائهة....

وأخيرا أصبح لتلك التقاسيم منها صوت فنطقت، نطقت بالمكنون الذي يلعب عليها لعبة الغُمَّيْضة، وهي تحسب نفسها العالمة بمكانه وحدها، ولكنّه يأبى إلا أن يبدو لكل من يعرفها.....
وفجأة سمعتْ صوتا قد تعالى قربها تعالى قويا مدوّيا :
لك الله ....لك الله ....هل نسيتِ الله ؟؟؟أين إيمانك؟؟؟ إنه قبله وقبلك وقبل أحب أحب الناس إلى قلبك ؟؟؟

أين الله في قلبك ؟؟؟؟؟أين الله في قلبك ؟؟؟؟؟أين الله في قلبك ؟؟؟؟؟

 06-12-2008, 05:30 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:03:15
وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات ...... (1)

وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات

وصلنا قرابة منتصف الليل إلى باب الفندق ... كتب على لافتته -اليسر- ، ذاك كان اسمه
تنازعتنا ضوضاء النازلين من الحافلة المنشغلين بمتاعهم وحقائبهم يخرجونها من الحاوية الخلفية للحافلة

كان سفرا متعبا استغرق حوالي خمس ساعات أو مايزيد من المدينة التي كانت أول مهبطنا إلى هنا حيث ذاك الفندق

أخذ منا التعب كل مأخذ ، لا نكاد نقوى على الوقوف .... ولا تكاد أعيننا تتفتح حتى يعود الجفن فينطبق على الجفن من جديد مؤذنا أن لا حيلة له وحده ولا بد له من أن يعانق أخاه في سطوة منهما على الجسم كله !!!...
ونعود لنفرقهما بشيء من أشلاء قوة ترامت ،لملمنا ما بقي مبعثرا من شتاتها هنا وهناك و أخذنا ندعوها وأخذت تأتي سعيا مرغمة لا بطلة
ولكن شيئا بدأ يتحرك ويعلن في ساح معركة آيلٌ للسقوط من غشى وغاها أن يا هذا قد أتيت فلتستعض بي عن كل ضعف فيك وخذ مني إلى وهنك...فلبيت نداءه حتى صارت لي قوة لم أعهد لها بين مقاعد نفسي مقعدا

بدأت جوارحي المنهكة تنتبه...

بدأت تنتبه ...فتنتبه أكثر ........فأكثر .............

وتنسمت روحي نسيما عليلا من وحي فجر جديد قريبا سيلقي خيطه الأول بين خيوط الوشاح الأسود الممتد امتداد السماء والأرض ...
من فجر قريبا سيلوح محملا بكلمات النسيم ، ليلتقي وروحي يتناسمان عهدا هو ملك اليمين بعدما كان وخزات شوق وحنين ...
ذاك الذي لم أكن أراه حقيقة إلا في عالم أعيشه مغيّبة خلف إطباق الجفون

كان بعييييييييييييدا...بعيدا ...

وبات الآن قريبا..... قرييييبا وإن كنت ما أزال أبحث في نفسي حتى وأنا قربه عما يؤكد لي قربه ... !!! ،
قارعت بقوتي الجديدة التعب والعياء وصارعت كل سطوة منهما ...
كنت أود اختصار الزمن الذي سيستغرقه انتظاري حلول دوري بالمصعد مع جمع المنتظرين ...
لا أستطيع تذكر تفاصيل ذلك الانتظار بل لا أستطيع تذكر تفاصيل ما أحاط بي ساعتها إلا من خيال راح يشطح هناك ...
هناك قريبا ...قريبا جدا ..............

قريبا... قريبا جدا ...........

إلا أنني لا أملك أن أذهب وحيدة وأنا الجاهلة بالمسالك والدروب،ولكنّ شوقي وتوقي كانا جناحين حملاني من عالم تلك اللحظات إلى عالمها ..............
إليها ..........حملاني ولم يطيقا صبرا على قلة صبري حتى أنني بت أراها وأنا لا أراها وأراني قربها وأنا بعد لم أقربها ، أملي ناظري ّ بحسنها وعيني بعد لم تلمحها ....!!!
هناك قريبا ....قريبا جدا حيث هي .... رحت أحلق ............

يبدو أننا نتأهب للصعود ...وهذا مفتاح لغرفة ذات رقم يقال أنها أصبحت لنا ... أخذناه .....
.............
صعدنا .....
لم نلبث فيها إلا قليلا ، وتلك الصورة لا تبارح مخيلتي وتلك الخفقات ....وهي هي ...هي ولقائي بها ما يزال بعيدا رغم قربها ....
نزلنا .......
............
تجمعنا ...
كان قبالتي لافتة زرقاء كتب عليها ما جعلني وكأنني مبتدئة تهجي الحروف وترصفها علها تبلغ بها مبلغا من المعنى !!
بت كمن لم يعرف للحروف يوما شكلا ولا سمع منها يوما صوتا ولا بلغه منها معنى ...

جعلت كل أوصالي ترتعد ...... آه... يبدو أنني قد بلغت بالحروف مبلغا من المعنى ...
من كلمتين بلغت مبلغا حوله أجمل المعاني قد تحلقت وفوق روابيه أروعها قد حلقت !!!
ياااااااااه ... أي معنى وأي مغنى... وأي وقع وأي صدى ...وأي ندى من ندى الفجر المسافر إلينا بنسيمه المتكلم ........
أي جمال... أي حسن ...أي سحر ...أي شعر أي نثر أي قول !!
أي ثغر قد تبسم يفوق سرا ثغر الرضيع البريئ المالك طوع ثغره فرح الحياة وطهر الحياة وصفاء الحياة ......
مِن ذاك الذي كتب عليها أبيضا تلك الزرقاء ... وكأنما الحروف سحابات سابحات في سماء معناها الجليل تستأنس وهي الأنيسة وتنشد القرب وهي القريبة ...
أما هي فكأنني بدأت برؤيتها منذ ذلك الحين الذي ركبت فيه عيني تلك السحابات السابحات ....
شعرت ببرودة عمت كل جسمي ، لم أصدق ...رغم أنني في قلب الحقيقة النابض ...كنت شريانا من شرايينه ولكنني لم أصدق ...!!!
أو ربما استكثرت على نفسي أن أكون في ذلك القلب الذي لطالما تحسست نبضه من بعيد ...

لا أدري إن كنت سأستطيع رصف المزيد من الحروف لأتمم معنى لا تتممه الحروف فهل تريدون ما لست أجزم أن يكون طوع يميني؟؟؟!!!!
 08-12-2008, 03:46 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:04:05
وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات ......(2)

مِن ذاك الذي كتب عليها أبيضا تلك الزرقاء ... وكأنما الحروف سحابات سابحات في سماء معناها الجليل تستأنس وهي الأنيسة وتنشد القرب وهي القريبة ...
أما هي فكأنني بدأت برؤيتها منذ ذلك الحين الذي ركبت فيه عيني تلك السحابات السابحات ....

شعرت ببرودة عمت كل جسمي ، لم أصدق ...رغم أنني في قلب الحقيقة النابض ...كنت شريانا من شرايينه ولكنني لم أصدق ...!!!
أو ربما استكثرت على نفسي أن أكون في ذلك القلب الذي لطالما تحسست نبضه من بعيد ...


تسمرت عيناي بها ، وذهلتُ عن كل ما حولي ومن حولي ، وكأنني أرى حلما حبيبا تجسد في كلمات كتبت على لافتة بل في كلمتين قد كتبتا على لافتة ...

في عتمة ذلك الليل الرافع جلّ رايات استسلامه على عتبة فجر قريب أشرقت شمس بقلبي تؤذن أن قد سبقتُك يا شمس النهار !! وهذه أشعتي ألقيها قبل أشعتك ، وهذا نهار يطلع بي على قلبها فلا حاجة لنهارك يا نائمة في خدرها لم تنتبه ولم تتزين لوَضح نهارها الجديد...

ومع السراج المتوهج بقلبي ، مازال به سرّ لم تطله أشعتها ، مازال سر دفين لن يكشف إلا بقربها تلك القريبة القريبة القريييييييبة...


ومازال السر يزرع بذور خوف تُنبت أشجار رهبة لا تنفك تنمو بصدري متتالية متسابقة عالية باسقة تلقي بنفسي ظلالا مرتجفة ،وتطرح السؤال تلو السؤال تلو السؤال ثمارا لن أذوق طعم أجوبتها إلا عندها ...
تلك القريييييييييبة القريييييبة........


مازلت أخشى ألا أكون للقياها أهلا ...........
مازال ذلك خوفا يتملكني ...........ويجعل قلبي راجفا واجفا ، وما تزال الأسئلة تخامرني... ومازلت مع توقي لرؤياها تملأ القلب رهبة أوجس منها خيفة .......
ما الذي سأفعله حينما أراها ؟؟؟!!!
كيف سأنفعل حينما أراها ؟؟؟!!!
أخشى أن يتجمد شعوري ويصير قالبا من جليد ..........
خوفي ألا أفرغ عند بلوغها كل ما بقلبي لأضعه بين يديه وأنا أنظر إليها ...بين يديه وحده ...له وحده ... له وحده ....

ماذا سيلحق بي وماذا سيحل بقلبي وباشتياقي ؟؟وما ذا سيلمّ بلوعتي ؟؟ خوفي من أن تصبح وأنا واقفة أمامها أثرا بعد عين ؟؟!!!

خوفي ألا يفعل بي النظر إليها فعلا وألا أجدني وأنا بين يديه أمامها بائحة،راجية ........
خوفي أن أكون بين يديه وأنا أمامها خَشَبا مسندا من فقْدِه الروح...........
خوفي أن تكون نفسي كما الصنم لنفسي فلا تنفع ولا تضر...................


وخرجت من عالمي الذي خالطتْه فرحة ورهبة وخوف وشوق غلبتهم فيه شمسي المشرقة قبل حينها ، مشعة بين جنباتي نورا وحقيقة إلى أيادٍ تمتد إلى شعاعها فيّ آخذة بيدي تنتشلني من الوقوف والوجوم ومن أمام تلك اللافتة إلى بدء المسير نحوها هي .......هي تلك القريبة .....!!!!



وصفوف منتظمة متتالية ساريةُ الليل إلى صبح قريب حيث هي ....
ولم يعد في العالم ولا في ذلك الليل من حولي إلا أمواجنا البيضاء الناصعة التي تنشد قرب شاطئها هي ...

ولم أعد أرى ولا أسمع من الأشياء إلا أجملها وتلك الكلمات ترتدّ من قلوبنا إلى أفواهنا دررا تتناثر من أشعة تلك الشمس التي تزداد في صدورنا توهجا لتعبّد لنا الدرب نورا إليها
وكانت كلمات ، ولكنها لم تكن كالكلمات .................
كانت ميثاق محبة وقعناه مذ كنا من أمره شيئا من بين الأسماء كان له اسم –إنسان- جئنا لنؤكد أنّا على عهده باقون وله حافظون ....
كانت كلمات ولم تكن مثلها كلمات ....................


كانت نــَـوْرا خالصا زاهيا نضِرا قطفناه من روض قلوبنا ظل مزهرا وظل شامخا لا تذبل له أوراق ما شاك القلبَ من أشواك امتدت إليه ، لنهديه له وحده ...ونحن بين يديه في دربنا إليها ...............


كانت مياها عذبة ترقرقت ، فسرَتْ جداولا ، على صفحاتها الرائقة الصافية تلمع حبات من أعيننا لؤلؤا منثورا من جود قلب باح للعين بسره ...
وتزداد شمسي سطوعا ويزداد شعاعها قوة ورقة ................
ويستعر القلب شوقا ، ليطوي الخطوات على حلاوة مذاقها خطوة إثر خطوة وكأنما هي المستخلص من الشهد المصفّى يتنزّل على قلبي قطرة إثر قطرة .............!!!
يستعر شوقا إلى الوقوف أمامها .............

وما هي يا قدم إلا خطوات فتحلَّ بها يا قلب قطرات تتصبّر بها إلى حين وقوفك أمامها............

 08-12-2008, 03:51 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:05:24
وتلك كانت سحابــــــــــــــــــــــات ......(3)

وتلك الكلمات ........ لم تبارح لها من مقاعد القلب أفخرها تنثر مع كل حرف العَبرة تلو العبرة لتتلألأ على جداولها المترقرقة حبات من ماس تذهب أشياء وأشياء من خوفي الذي كان قبل ساعة ...فيحلّ محله شوق وحنين أكبر ونفس بدأت بقوة ضعفها تمنحني القوة الأكبر والأكبر للقائها ولتتفتت بين يديه وحده وتتحلل كما حبات التراب الذي خلقت منه كل حبة فيها ترجوه وحده وتبوح له وحده وترنو لما عنده وحده .....................

وها هي الأنوار تهلّ أكثر وها هي شمسي تتبسم في قلبي ملء شدقيه ............
............................
وها هي الخطوات تقترب .................. ...........

وها هي أمواجنا البيضاء تقارب شاطئها ..............
وها هي الأنوار والأنوار والأنوار تغشى كل ما حولنا وما فينا وما أمامنا وما خلفنا وما فوقنا وما دوننا ....

ها هو المدخل وها هي الساحة تتراءى .....................
..........................
ها نحن بالباحة .... ها هي العين ترسَلُ مدرارا ............
ها هي كل الكلمات قد ذهبت إلا تلك الثريات اللامعات من قلوبنا ما زالت تتردد .........
ها هي الأصوات مع ترديدها تجهش بالبكاء فتلحنها بأجمل الألحان ........
ها هي الأرواح تتدفق لتتأرجح بين الحقيقة والحقيقة والقرب والقرب والحب والحب...
ها هي الأقدام لا تكاد تحملنا لتدخل بنا من ذلك الباب مؤدانا إليها ...................

ها هي أنــــــــــــــــــــــوارها .....................................!!!!!!!!!!!!! !

ها هو يكاد يقفز من مكانه ...ذلك القلب !!!!!!!!

ها هي كل ذرة فينا كما لم تكن يوما ......
ها هي قوة القوة فينا بخَورِها أمام سلطان ضعفنا وتذللنا وشوقنا وحبنا ....
ها هو كل شيء فينا يجهش مع الصوت معينا ............
كل ذرة فينا ، كل عضو ، كل شيء يجهش .... يجود بدمعه يمرره للعين دمعا مبينا...
و...........
و..........
و..........
وتنكفئ على نفسها الكلمات .... كلها حتى تلك الثريات التي كنا ننثر...
كلها تنكمش وتستحي ليترجمها وقوفنا ..........وقوفنا أمامها ....
................!!!!!!!!!!

وها هي العين تراها ..............إنها تراها ....تراها..... تراها يقينا !!!!!
ها هي ترتفع إليها ....إلى أعلاها ....

وها هي أسرارها .......وأسرارها وأسرارها!!! تخرج قلبي بين يديه دمعا!!! ...ودمعا ودمعا ودمعا ....!!!
ها هي أسرارها ....وها أنا لا أرى أحدا والكل بجسمه حولي ، ولا أسمع أحدا والكل بصوته حولي....
وها هي أسرارها ...وأسرارها وأسرارها ....!!!!!!!!!!!!!!!!!
وها هو جلالها أولها ......وها هي ذي نفسي دمع يترقرق ، وها أنا لا أملك على صوتي سطوة ...فيتعالى بالبكاء ............

وأنظر إليها ، أعلق العين بها وبربها القلب تعلق .....ولا أجد غير البكاء ........
تفتقت نفسي عن دمع لم تجُد به يوما مثلما جادت اليوم وكأنما كانت سماؤه رتقا واليوم تفتقت ......
وكأنّ عيني لم تعرف البكاء يوما وها هي اليوم تتعرف إليه عن كثب ....
وأنزل رأسي إجلالا لألحق نفسي بكلمات أنتشلها من خلف غمامات الدمع المتدفق من كل ذرة فيّ ، الباسط يده ولسانه عليّ في قوة وسلطان لا أجد منهما فكاكا..وما أفتأ أنزل رأسي حتى أعاود رفعه إليها لأجدني منفجرة بالدمع من جديد ، وذاك كان رسول شوقي وحبي ورجائي وتذللي وضعفي وخضوعي بين يديه أفرغها....
بين يديه وحده .....وحده........

وكلما أسعفني لساني بشيء من الدعاء ألحق به نفسي قبل أن ينتهي لقائي بجلالها وطوافي بها ...
كلما ازداد دمعي تدفقا .......................
لك وحدك يا ربي ... هذا دمعي بين يديك وحدك ولن أخجل بأبحر منه وهو يا ربي لسان حالي ......وحده لسان حالي وحده أخرص كل كلماتي وكل ما عداه
وسبحان الله .........

كلما عاودت عيني ورنت إلى أعلاها رأت غمامة سكينة وهدوء وجلال تظللها ....رأتها رؤيا العين فيصمت الكل لتنطق هي بسر جلالها !!!!

قد بددت عيني ومياهها غيوم مخاوفي التي كانت قبل ساعة ....وقد زرع جلالها وهيبتها التي لم ولن أرى لهما مثيلا ولا ندا أمنا في نفسي بانطلاق نفسي وتدفق روحي دمعا ............


..................................
..................................

وكما لم ولن ولن ولن تسعفني الكلمات فثقوا كما وثقت نفسي التي رأت بعينها أن لا لسان يصف ذاك الجلال ولا لسان يصف حال من وقف قبالة ذاك الجلال....

فذلك سر لا يدركه إلا من وقف أمامها ولن ينقله أي واقف كما استشعره مهما حاول وإن رصف أمامه كلمات الدنيا و جاءها بأبهى الحلل فألبسها ، ثم جاءها بأفخر الحليّ فزينها ......
لن يدرك سرها إلا من وقف أمامها وأمام جلالها
وذاك كان منطلق الدرب إليها ............

وعلى اللافتة كانت كلمتان :
شارع الكعبة .........

وتلك كانت الدرر التي نثرنا من قلوبنا نعبد بها الدرب إليها :
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

وتلك هي .........هي!!!! وأي وصف سيصفها وأي كاف تشبيه ستأتي لها بالشبه إلا من واحدة تقول:
هي الكعبة بجلالها كالكعبة


فلتكفّي يا كلماتي وكفاك إجحافا بحق وصف لست له أهلا ولن تكون كلمات على الأرض له أهلا
وتلك كانت قصاصة من أجمل وريقات رحلة عمري
لا حرم الله أحدا منها ومن الوقوف أمامها ليرى من أسرارها ما سيعجز لسانه ويقبر بيانه........
وهذه أيامها التي تأخذ القلب إليها ، رزقنا الله عودة إثر عودة إثر عودة

وكل عام وأنتم بخير والإسلام بخير ............

 08-12-2008, 03:52 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:08:14
تاج عَين العزة

أيها القلب القدسي طر في الأجواء …طر… طر ولا تخف فما من حصار على أجواء القلوب، وما من حصار على بحار القلوب، وما من حصار على أراضي القلوب….

    أيتها النبضات القدسية تَقَوَّيْ، تقوَّي وأسمِعي العالم دويّك ودقّك، أسمعي القنابل المتساقطة على تلك الأرض صوتك…. فلن تعدَمي الحيلة ….

    هل تخشين الحصار؟؟؟ هل تخشين النار؟؟؟
    لا لا …فالأغبياء ظنوا أنّ قطع الطريق أو قطع السماء أو قطع الماء بخيط الحصار صعب ….
    لا أيتها النبضات القوية، لا أيتها الحية، أيتها الذكية …..لا تأبهي لغباء الأغبياء ….

    طر أيها القلب القدسي، حلق ….حلق عاليا شامخا ، طر فلن يعترض دربك النوراني قطّاع الدروب
    طر وحلق عاليا ، طر وأسرع….أسرع فأنت أسرع طائر وأقوى طائر وأشجع طائر….

    طر فالسماء سماؤك، والأرض أرضك والبحر بحرك …..طر ولا تأبه للأغبياء ….
    أيها القلب القدسي احمل على جناحك القويّ دمعك مع قهقهات ضحكك البريئ، احمل حزنك مع رقرقات فرحك الجريئ ، احمل على جناحات الشوق شوقك وحبك وطر وحلق ….

    طر إليهم ….طر إليهم ….أسرع يا طائرا لن يثنيه حصار، يا طائرا تخترق أطرافه النار، يا طائرا يقول للأغبياء طبتم بالغباء وطابت أحلامكم الحمراء وطاب حسن ظنّكم بالنوم عن طيور القلوب القدسية، عن صوت النبضات الذكية ….

    طر إلى حيث أرضك، إلى مسقط رأسك يا قدسيّ النبضات يا قدسيّ القوة ، يا قدسيّ الإيمان ….
    طر ولا تخشَ الفخاخ التي تنصب للحدأة والغربان....
    طريقك بَيّن، ومسارك بيّن، والمسافة قصيرة.... قصيرة، مبتدؤها نبضك من نبض الحياة ومنتهاها نبض الحياة من نبض الشوق للأحبة والإخوان ….

    الأغبياء يقولون، إنما هي أصوات لأفواه ما تفتؤ تلجم أو تكمّم ، فقد تعودنا الأصوات …!!!
    دعهم يقولون يا قدسيّ وطِر....، دعهم يحلمون وحلق، دعهم يتعودون وحطّ هناك ….

    حطّ واغدُ يا قدسيّ طائرا يتكلم، واغدُ طائرا ينثر السلام، ينثر درر السلام ...، حطّ واقرأ مع كل شهيد يشهد حروف الشهادة....، مع كل شهيد لا يخشى الموت ولكنه يخشى ألا يشهد، فيرفع السبابة، يرقبها بما بقي من شتات الحياة،... يرقبها ويسأل الموت أن يبطئ قدر ما تعمل السبابة عملها، يتوسل الموت أن يبطئ حتى تسمع أذناه آخر ما تسمع كلماتِ التوحيد،….
    يرفع صوته ببقايا شتات الحياة وكأنما يقسم على الموت أن يترك له قدر ما يسمع …..حطّ عنده أيها القدسيّ واشهد….اشهد مع الشمس المشرقة بوجهه شمس الحياة الأخرى، شمس الحياة السرمدية، شمس الجنان والخلود، اشهد وأسمعه صوتك المدويّ بالشهادة وانقلب يا قدسيّ سبابة قدسيّة تشدّ أزر سبابته الملوّحة بالشهادة، الفرِِحة بالشهادة، لتعلو فيسمعها العالَم، فهي تلك الكلمة وهي التي وَيْح الأغبياء أرادوا محو حروفها قد سمع ذبذباتِها السماوية العالَمُ كله!!!! ....

    انحنِ أيها القلب القدسيّ ...انحنِ لهامته المرفوعة.....................
    انحنِ لحبات التراب التي اختيرت لتحمله من دنيا الناس إلى دنيا الملائكة، من عالم الحزن والفرح إلى عالم الفرح الأبديّ، من النهاية إلى بداية لا تعرف غير البداية، ما تنفك تتجدد بداية وفي كل مرة هي بداية لحياة جديدة غير الحياة،لا تتعدد ولا تتكرر، بل في كل مرة هي أخرى، في كل مرة هي الأجمل من كل مرة ....!!!

    عُبَّ أيها القلب القدسيّ من الأحمر نورا يتلألأ ....عبّ من قطراته المِسْكِيّة دررا تصنع منها عقدا لؤلئيا تزيّن به وجه السماء في نهار سوّدته أدخنة النار المحاصرة.....
    اقتبس يا قدسيّ من عينيه المدبرتين عن الدنيا المقبلتين على الخلود نورا يعبّد لك دربا ظنّ الأغبياء أنّهم قد أطفؤوا نار هداه .....

    حلّق حلق يا قلبي القدسيّ مع رَوح روحه نسيما على الجنان المتزينة له....حلق وتعلّق بأثر هامته التي ظنّ الأغبياء أنهم أركعوها للموت ....ظنوا !!!....ليت شعري أيّ ظنّ ؟؟؟ شتان بين ظنّ الكاره وشوق المحبّ ....!!!

    طر أيها القلب القدسي ....طر ...طر .......وحُطَّ حيث الباكية خمسا، والباكي خمسا، حطّ عند حيث التي تذكرهنّ وتحمد الله، حطّ عند مدمعيها وارقب تلك العبَرات المؤمنات، وترقب سيل عزّ ينهمر من هاتيك العيون، أرسل النبضات يا قدسيّ تستقي من دمعاتها الصابرات علما اسمه الصبر والاحتساب ....

    قل لها أخبرها ، أخبرها وإن غلب نبضاتك صوت النحيب قل لها أفصح ....أفصح أنك متعلم ينشد العلم المفيد.... انقلب يا قلبي القدسيّ تلميذا بين يديها يطلب الحكمة،..... انقلب تلميذا ينشد من معلمه الصبر على قلة صبره....
    حطّ يا قلبي القدسيّ هناك حيث هو، حيث الخمس الذاهبات وحيث عينه الشاردة يمنة ويسرة، ألق ما بجعبتك القلبية، وارمقه بعين الإجلال والإكبار....وقل له تشرد العين منه ويحتسب ويحمد الله ربَّه : ألا أيها الأب المكلوم علمني كيف يكون جَلْد الجلاد بسياط الحمد والاسترجاع والاحتساب والإيمان رغم آهات الفراق أوجع من متفجراته بعقر دارك التي كانت بين الديار وهي اليوم حطام وأطلال....علمني كيف يكون جَلْده بجَلَدك..........

    طر أيها القلب القدسي....طر يا طائرا حرا لا يخشى خيط الحصار ولا يخشى ضرب النار....طر وحطّ حيث الجراح أسماء وحيث الأسماء جراح....حطّ حيث كل طرف من أطراف الأبيّ على كل طرف من أطراف غزّة منهنّ جزء .....ادعهنّ يأتينك سعيا، فالبادي أنها أشلاء وأجزاء والحقيقة أنها كل يكمّل كلا ....
    ....
    احمل كل طرف عزيز وابحث عن طرفه....احمل كل كلٍّ كمّله لكلّه .... أخبره أنّ الأطراف وإن بعدت فإن لها قلوبا تلتحم بالقلوب، أنّ للقلوب قوة لا تعرفها دبابات العدو ولا تعرفها طائراته الضاربات، ولا تعرفها بوارجه الحاملات للضاربات .....

    ضمّد يا قلبي القدسي بجناحاتك المرفرفة جراحات تلك الطفلة الحبيبة التي تغيب عن آلامها بنومة ملاك مغميّ لا يقوى على الحراك....ضمّد جراحاتها فالدم يُفصح من تحت الضّماد لونِ رأسها من بعد ما صار عُرْف القنابل ألا تخطئ رؤوس الصغار كما لا تخطئ رؤوس الكبار ....!!!
    قبل جبينها الملائكي نجِيَّ الملائكة وناجِه بقبلة حرّاقة يا قلبي القدسيّ الطائر ......
    حطّ عند دمائها المفصحات من تحت الضماد وامسح على وجنتيها المبتلتين بها وقل لها : لن تَعدَمي الورد يا وردة الورد يداعب هذه الخدود....


    طر أيها القلب القدسيّ وسالم كل طير حر....طر وعادِ وفجّر كل طائر يطير للعدوّ يقذف الحرب على أرض العزة غزة
    ....
    طر واجعل فوق عين العزة تاجا لترتقي فتصير غزة ....طر يا طائري القدسيّ وحطّ حيث العين وتوجها ملكة اسمها غزة ....

    طر يا قلبي القدسي طائرا وكن صوتا لا يسمعه الأغبياء، صوت ظنوا أنّه لن يكون أو ظنوا أنه اللاقوة....طر فأنت قوة القوة، وعندما تعود ابقَ يا طائري معهم ....ابقَ معهم ورفرف على قلوب هنا وعلمها منطق الطير القدسيّ حتى إذا ما فطن الأغبياء فاتهم الأوان ووجدوا لفيفا من القلوب القدسية تستعصي على الحصار والنار، وتستعصي على كل قوة يدّعيها الأغبياء.....تدخل المسجد الأقصى أفواجا مسبحة مستغفرة مؤذنة بالفتح والنصر ......

 31-12-2008, 12:22 PM


العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:09:41
وعلى مثله فلتبك البواكي

على مثله فلتبكِ البواكي....
ألم يدعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم للبكاء على الأسد حمزة ....
تالله لكأننا رأينا من لم نَنعم برؤياهم حين رأيناه، وكأنّنا رأينا الذين كنا دوما لا نرى ذروة الرجولة إلا فيهم....برؤياه رأينا العظام، رأينا الرجال...لكأن الحلم قد تحقق إذ رأيناهم فيه، وسرعان ما أصبح الحلم كابوسا وحزنا جاثما على القلوب بخسارة عظيم مثله....

ذلك السائر بخطاه الواثقة القوية مرفوع الهامة، منتصب القامة، رافعا رأسه تخاله قد بلغ أعلى ما يُرى... ذلك السائر على خطى الحبيب القويّ العظيم الأبيّ .... ترى مشيته قبسا من نور مشيته، ترى خطواته قبسا من هدى خَطوه ....

عظيم أبى الخروج من بيت يعلم أنهم يريدونه، أبى إلا أن يخندق غير آبه بطائرة تترصد له، غير آبه بالموت آتيه.... غير آبه بالجبان الذي يقذفه من فوق السحاب، يقذفه أعزلا وكأنما يخشى وجهه وهامته وعينيه الواثقتين لا يعلم أنه إن لم ينشد نصرا وعزّا فإنما ينشد شهادة لا يرضى عنها بديلا ....

ترمقه والأحاديث المطهّرة التي يحملُ صدرهُ مجازا فيها دكتورا تمشي على الأرض، تقول احفظوني ....احفظوني بالأفعال ولا تحفظوني في الصدور أقوالا توصدون دونها باب العمل ....هكذا هي أنا في صدره ذخيرة حق تتكلم، وتفعل وتبصر وتسمع وتمشي وتحمل السلاح وتتحدى الجبابرة الطغاة ولا تهاب ولا تخشى....

الأرض من تحت قدميه وكأنها أرض له ولأمثاله، وكأني بها تهتف فرحة: هؤلاء هم من أشرُف بحملهم، هؤلاء الأشراف الذين أعتزّ بحملهم وأعتزّ بدوس أقدامهم الباسلة تهزّني بالحق....

صوته المجلجل القويّ نور لا يرتاب ولا يتردد، موقن لا تهزّه الخطوب، ولا المصائب، موقن بالنصر، موقن أنّ الشهادة مهر النصر والعزّة....

عظيما كان وبطلا وشهيدا مات... أتته الشهادة إلى عقر داره، تردّد: ألا أيها الهمام، لست أخطئ أمثالك، ولست لغير أمثالك، ألا أيها الهمام انثرني بقلبك الحيّ أوسمة ونياشينا لا يعشقها إلا كل همام ....ولا تليق إلا بكل مقدام يخشاه العدوّ الجبان حتى أنّه لا يتوانى عن حرب بكل أبجدياتها لأجل واحد واحد وحده مثلك .....أرعبهم، أرهبهم، أتعبهم، أربكهم،أضعفهم....أذهب النوم من عيونهم العاشقة لنور الحياة الباهت لا يرجون غيره كمن يرجو انتصار النهار على الليل ليظفر بالزمن كله آية مبصرة وهيهات هيهات للحالم يقبض على حلمه المستحيل حقيقة بين اليدين ....

بمَرْآه عرفت كم ترتعد أوصال العدوّ من أرض تلد من نزار عددا لا ينتهي .... بمَرْآه عرفت كيف يتأتّى للحق أن يزهق الباطل بنظرة من عينين واثقتين

 03-01-2009, 12:29 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:10:35
أنــــــــا الخــــــــــلود وأنت الفناء...



    غزة....
    في ظل حزن الحزن ودمار الدمار وألم الألم ....وبشاعة البشاعة وشناعة الشناعة.....

    في ظل كل ما يقال وما يسكت عنه لأنّ قاموس الكلمات يشحّ فلا نجد فيه ما يُستنجد به ليقال....في ظلّ عجز النعوت عن النعت، وعجز الأوصاف عن الوصف، في ظلّ عجز الكلمات....

    في ظلّ الجود بالدمع، أوفي ظلّ جفافه والموت كمدا................في ظلّ العجز ....
    في ظلّ هذا وكل هذا ....وفي ظلّ ذاك وكل ذاك .... بصياح الديك مع صوت الصواريخ الفتاكة النازلة دمارا وخرابا ....مع طلوع الفجر على ليل الضوء القاتل، على ليل الضوء المظلم، على ليل العناقيد المبثوثة في السماء خيوطا من نار تتوعد كل أرضيّ من تلك الأرض بلذة العناقيد النارية، لذة العناقيد المنساحة تبحث عن كل أرضيّ على تلك الأرض ...!!!

    مع بزوغ الشمس المشرقة على الدماء والدمار والخراب.... شمس لم تَحجُب أشعتَها عناقيد النيران، ولا دخان الضربات المتصاعد موشّحا السماء حزنا على دماء الأبرياء، ولا تسلّل الأسلحة التي تجرّب في أجساد الأحرار، قبل أن تجرّب على أجساد الفئران ....!!!

    في ظلّ عراك السحاب الأبيض المسخّر،مع السحاب الأسود المضلَّل يظلّ السحاب الأبيض وارفا لا يضيره سواد الظلم والطغيان
    في ظلّ الموت والموت مع الموت، تتعالى كلمات التوحيد والتكبير والحمد والاسترجاع نورا يرسل شعاعَه الصادق في قلب كل حرّ، يكسر العدوّ المفترس المنقضّ على فريسته فلا يجد لحوله وقوته من حيلة وكأنه لا يعرف له من حول ولا قوة، فيهرع للجنون يقتبس منه حلا يشفي غليل الحائر التائه البليد الباحث بين أطرافه عن سبب كل ذاك الصمود فلا يجد جوابا يشفي الغليل ....

    يهرع إلى الجنون يقتبس منه شفاء للغليل، يقتبس منه جوابا للحيرة.... يقتبس منه البديل عن الانكسار والاندحار في ساح الصمود وساح التكبير وساح التوحيد....

    يهرع للجنون يقتبس منه..... لكأني به يشدّ شعره الأشعث بتراب الحيرة والذهول، ويمسك بتلابيب زميله المغبرّ بعاصفة الحقد التي لا تهدأ على الصامدين قاتليهم بالصمود ....يسأله عن أنفس باتت كل واحدة منها جيشا لا يكسر ،!!!!وكأني بها تشقّ جيبها في خلوتها تنقلب ابتسامتها القاتلة نفَسا ضيقا حرجا يصعّد لا يكاد يجد المخرج والمنفذ....!!!!

    يهرع إلى الجنون ....يهرع إلى الجنون يقتبس مزيد الموت ومزيد الدمار ومزيد الهلاك يبحث عن سلاح فلا يجد السلاح، وكأنّ كل أسلحته لعب أطفال لا تُهدئ ثورة الجنون في نفسه وهو يرى الصمود يفتك به وبكل سلاح بين يديه ....

    في ظلّ دمار الدمار وموت الموت وخراب الخراب ..... شعاع من أنوار تدكّ صرح العدوّ، تلهب نار جنونه، تجعله مجنونا أخرقا يهيم على وجهه يبحث بين أبجديات قوته عن قوة تتصدى للصمود، عن قوة تدكّ الصمود، عن قوة تقتل الصمود فلا يجد إلا السراب ................!!!!

    تحت شعاع الشمس المشرقة على الدمار ومع صياح الديك المؤذن بطلوع الفجر على الأشلاء والأطلال، وبين ثنايا الشكر منطقا من صغير مودّع حبيبتيه، وفي رفرفات رسالة تحلق ولا تسقط من قلب المبتور, ساقيها تنشد يوما ترصد فيه كواليسَ القضية بقلم وكراسة صحفية أعطت للقضية!!! ....من صوت حرة أبية تحمد الله على سبق الفلذات لجنان السبق ينطلق إباؤها يدكّ قلوب المجانين ليكتشفوا حيارى حزانى أن جنونهم عقل لا بدّ له من جنون ....!!!!

    في وجه الطفل الممدّد على الأرض ينزف يعضّ على الصبر بأسنانه لقّنته طفولة فلسطين أنّ الطفل رجل لا يليق به التململ والعويل...!!!!
    في ابتسامات الأطفال يلقفون المنشورات المتهاطلة يضرمون بها نارا تقول للمجنون زد جنونا على جنون فلن يحرّك فينا جنونك ساكنا، فخلفَنا آباء وأمهات أشاوس أرضعونا حليب الصبر والرجولة... علمونا كيف نلقم العدوّ حجرا يسدّ نهمه للدماء والحجر عنده سلاح تعوّد مقابلته بالرشاشة والدبابة والدروع الواقية، أما الدم منا فضريبة ندفعها فرحين وضربة لقلوبهم وعقولهم يستنجدون من هولها بجنون الجنون ....!!!!

    يهرع للجنون يقتبس من حكاياته الحمراء سناريوهات قانية، أين أنت يا سلاحا تقتل الصمود ؟؟؟؟؟؟! خِلنا أننا استوفينا شروط الحيوانية كلها، واستوفينا شروط الهمجية كلها، واستوفينا شروط الشراسة كلها لنأتي على الصمود، وعلى بناه التحتية كلها، أنجدينا يا أسلحتنا الحيوانية ...أنجدينا يا أسلحتنا ويا حيلنا الشيطانية فلطالما كنا لك وحدك الأوفياء ....!!!

    أقبلي ...أقبلي علينا أنجدينا ... يا فسفورية الجنسية، يا كيميائية الهوية، يا شيطانية الموطن، يا أيتها التي لا اسم لك بعد بين الأسماء فقلنا نجعل لك اسما بعدما نجربك فيهم بدل الفئران ....!!!!
    فجِّري الأوردة والشرايين، تسلّلي.... اختبئي عن كل عين وعن أدق عين، اختبئي حتى عن عين الأشعة لا تراك، فليذهل الأطباء والعلماء من فعلك ومن تسللك بين جدران أجسام أولئك الفئران لن يجدوا لك أثرا ولا سببا ولكنّ الموت منك برهان .......!!!!

    حتى أنتِ يا من يتنادى الكل بأنك المحرمة لم تحرّمي الصمود على أولئك الفئران ؟؟؟ !!!
    إلي بالجنوووووون إلي بجنون الجنوووووون .....

    يهرع للجنون يقتبس منه السيناريوهات الحمراء ....
    ماء وهواء وتراب كلها مقومات الحياة ....وكلها عنده مقومات الموت ومنطلقات الموت ....من الماء يضرب، من الهواء يضرب، من على التراب يضرب ....والصمود حيّ لا يموت ....والصمود حيّ لا يموت....... قبالة البحر صمود، وتحت السماء صمود وعلى التراب صمود .....!!!!!

    وصياح الديك مع صوت الصواريخ المدمرة، وشعاع الشمس مع غمام الدخان الأسود، وفجر على غزة كل يوم يطلع، وفجر على غزة كل يوم يطلع، وفجر يطلع منها على الأرض كلها، وشمس تبزغ منها على الأرض كلها، وصمود يهتف أنّ هذه أرضي.... ولن أبرح أرضي يا سلاح العدوّ المجنون زد جنونا واقتبس جنونا وكل جنونا واشرب جنونا فأرضي هنا ولن أرحل، وأرضي هنا ولن أنزح....وأرضي هنا وأنا الخلود وأنت الفناء يا أيها المهزوم يا ابن الجنون....

    وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ القَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً

 14-01-2009, 04:16 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:12:08
على مســـرح الدنيا



    قل يا مجلس الأمن....قولي يا منظمة حقوق الإنسان...أديني!!!
    قولي يا رابطة المحامين العرب....قولي يا محكمة العدل الدولية.... قولي يا قمة عربية!!!!!!!!!....قولي حذار أن تفعلي ففي شرعك القول أقدر الأفعال وأحفظها لماء الوجه...وليت شعري هل مازال لوجهك من قطرة ماء؟؟؟أديني يا قمة عربية أديني فالدنيا مسرحك لتديني ...ولكن حذار من أن تصدمي في جمهور مسرحك، فما عاد يسارع للتصفيق والتصفير ....
    أديني يا قمة عربية يا قمة من أكوام الخذلان والخزي والعار تعتليها رؤوس لا تعرف ندى في جبين ....

    أديني فالدنيا مسرحك ولكن لا تأبهي لعزوف المتفرجين عن التصفيق، ويحي نسيت أن أخبرك لعلّ المسرح يوم تنعقدين يكون خاليا فلا تصدمي يا ابنتي الحنونة، يا ابنتي النشيطة يا وجوها عابسة حزينة على ما يحدث بغزة فلسطين .... عفوا نسيت أن الوجوه الملتقية يعلوها من السعادة باللقاء ما ينسيها هول ضربات الجوبرماء !!!

    ويحي من مخاطِبة تتحرى الأدب واللياقة واللباقة ولكنها كثيرا ما تخطئ فلا تنفك معتذرة طالبة عفو السادة الرؤساء .....!!!
    مجلس الأمن يشجب ويدين ويقرر ......!!!!!!!!!!!

    آه أنت أيضا ممثل بارع نسيت أن أهديك أسمى آيات الإعجاب بإتقان الدور وبأنك من فرط ذكائك استغنيت عن الكواليس وصرت على المباشر تقدم ما يُملَى عليك كما يليق لعظيم سلطان السلطان وجلال قدر الإبن المدلّل، ما عدتَ بحاجة لدورات تدريب أو للوحة الأكشن تعلن عن بدء أداء الدور البطولي مرة تلو مرة حتى يرفل في أحسن حلة..............

    ولكنّ أم الإدانة تصوت على ألا تصوت !!!.... لا تحزن يا مجلس الأمن يا بريئ يا إنساني القلب والوجدان، يا سِلميّ المواقف والأقوال والأفعال !!!!....

    لا تحزن يا بريئ فقد أديت ما عليك أمام جماهير المسرح وفزت بالتقدير والعرفان من سلطانك الأعظم ومن مدلّلك الآمر ولأجل عيونه الشيطانية تهون دموع الأطفال والأبرياء ....!!!!!!!!!!!!!

    لا تثريب عليك يا ساهرا على حقوق الإنسان، وعلى السلام ...لا تثريب عليك فالبرد قارص ومكيفات المجلس لا تكفي للتدفئة الكافية وأنت في عزّ البرد نددت وشجبت وقررت .....................!!

    معذرة لا تترك سلطانك يغدو ويروح على كرسي المجلس تُقعده وتقيمه، أما لك من حسّ ولا إيتيكيت ولا أدب تعامل مع السلاطين أولي النعمة؟؟؟!!!، ينهمكون في الدعم والشحن والإمداد والمدّ والتأييد لأوامر الإبن المدلّل وطلباته ورغباته في سحق شعب وفي تعويض يابسة وماء الإسلام على الخريطة ببحر جديد اسمه بحر الإسلام الأحمر ....
    إنهم يخططون لإيجاد بحر أحمر على الخريطة وأنت يا مجلس تهوّن من الشأن وتطلبه ليجلس ويقوم؟؟؟ ، سيدك المصوت بصوت حقيقة معناك يا مجلس السأم ...عفوا أعود لأخطائي يا مجلس الأمـــــــــــــن والسلااااااام .....

    عفوا تحمّل هرطقاتي ....فشريعتك تقبل البِدع أحيانا ....وهذه بدع من عندي عساها تعدّ ضمن شلالات بدعك المقبولة هرطقة مهذبة تليق بعظيم سلطان سلطانك ....ولو أنني أعلم أنّ هرطقاتك أكثر لباقة من هرطقاتي ومسمياتها أكثر ملاءمة وسحرا من سحر مسمياتي ....والسمّ في عسلها من ألذّ ما تكون السموم ....!!!!

    آخ يا مجلس يا أمن يا سلام ....خيبتَ ظني فيك ....الجمع ملتحم متحد في اثنين وباثنين وكلمته الفصل والقطع والجزم والحزم وأنت تقيم الدنيا وتقعدها على حرق النساء والولدان؟؟؟؟!!!، تقيمها وتقعدها على صمت مكيفات الهواء عربيةِ الصنع والموطن على محرقة الإنسان ....!!!
    وتقولون العرب لا يخترعون !!!....أفّ لك يا مجلس ...أف لك يا غرب... العرب يخترعون ويصنعون لكم أهم ما تحتاجون.... سلاحا أمضى من كل سلاح وجهازا أدق من كل جهاز وآلة أعظم من كل آلة اسمها الصمت وتقولون العرب لا يخترعون ....آخ يا مجلس كم أنت كنود !!!.....كم أنت جحود يا غرب... يا سلطان....يا ابنه المدلّل ....كم أنت ظلوم .........!!!!


    قل يا سيادة المجلس يا رعيّ الأمن والسلام في العالم فالناس لطالما صدقوا المسميات.... ولطالما اتخذتم المسميات قناعا تقنعون به البسطاء وتقنعون به العالم ....ولكن معذرة يا سيادة المجلس فالبسطاء لم يعودوا بسطاء ، فعليك من هنا فصاعدا اقتباس مسميات أكثر وقعا والبحث عن مسميات أكثر تأثيرا في نفوس البسطاء المتقدمين خطوات نحو الخطر ....فكل من خرج من دائرة البساطة إلى دائرة الوعي شكل لكم خطرا محدقا تهرعون لنعته بالإرهاب ............

    خوفي عليك يا مجلس وحزني عليك أن يأتي اليوم الذي تنعت فيه العالم بأسره بالإرهاب لئلا يغضب السلطان وابنه المدلّل، فالعالم بأسره على شفا حفرة من الوعي القاتل الموصِم أصحابه بالإرهاب ....!!!!
    لا عليك يا حنون لا عليك يا ساهرا على العيون يا فاديا بالروح والدم ذلك المدلّل المجنون
    عفوا يا سيدي فقد عدت لأخطائي.... ذاك المدلّل الحنون ....عجبا لحالي أنعت من فاق حنانه الحدود حتى أغلق على أهل غزة كل الحدود وقذف الصغير والكبير بقنابل الموت والدمار يقفز فرحا كلما طالت قنابله أعمق أعماق العمق الجسديّ في طفل أو أم بل كلما طارت الأطراف أشلاء وكأنها الدمى بين يديه، وأي دمى؟؟؟ دمى مقيتة يرمي بأطرافها يمنة ويسرة وذلك عنده مبلغ الفرح والحبور.... عفوا تطاولت على الحنون ....!!!!!

    يا مجلس اجلس وتربع على عرش العالم باسم السلام،فأنت لا تلام.... كن غطاء، كن رداء، كن سترا ووجاء لسلطانك وكن له خادما مطيعا منيبا أوابا فلا عاش مجلس لم يخدم عيون السلطان وبؤبؤها المدلّل...................

    يا قمة الأكوام ...يا قمة الأوهام، يا قمة الخذلان ...يا قمة السراب ....ارتفعي ...انعقدي ....انعقدي متى أتت ألسنة النار على آخر بقايا الغثاء الأحوى...هبي هبة من هباتك واجعلي يوم اللقاء يوم ينتهي المدلّل من لعبته وليت شعري لقاء ليكتب على الورق اللقاء ....

    سلم عليه يا أخاه سلم فمنذ متى لم تلتقيا، سلم ووقع حضورك قمة الرؤوس....
    اضحك، اغرق في بحور الضحك من نكتة ظريفة لطيفة يحوم طيفها على رؤوس الشهداء .....
    وغلّقوا على الصحافة أبواب القاعة في اجتماعكم المغلق لئلا تفاجؤوا بحذاء بين الأحذية الشماء ....
    اخرج وقد سجلت الحضور، اخرج ودقق بأدق نظارة تخبئها بجيبك أن اسمك مكتوب ..............!!!!
    وامر كاتبك أن ترقن آلته توصيات القمة وقرارات القمة ....واحذر....احذر وحاذر أن يكون فيها ما قد يغضب المدلّل ، فغضبه عليك عسير ، وما عدا غضبه يلمّ بك لا تبالِ...احذر وكن كعادتك ذكيا ....!!!

    واجعل كاميرات الشاشات تنقل لشعبك خطواتك نحو طائرة القمة، وخطواتك نحو قاعة الاجتماع الفاخرة البهيّة...ودعها ومرها تنقل لشعبك البسيط صورتك تجلس على كرسي من كراسيها الفاخرة البهية، وارسم بعض ملامح الحزن بين ثنايا فرحك المعتاد بالكراسي ذوات الرفعة والهيبة والأمروالنهي !!!....تجلس عليه يخالك الرائي ممددا على سرير وليت شعري من تعود النوم لم يحسن غير أوضاع النوم بين اتكاءة ونومة وغطيط وشخير...

    ارسم شيئا من الحزن يا هذا .....فشعبك البسيط العاطفي الطيب الثائر في الشوارع ...الباكي في الشوارع ...الغاضب عليك وعلى موقفك من محرقة غزة يتفرج ...دع كاميرات الشاشات تسجل ما يطفئ شيئا من ثورة شعبك الثائر على نومك وعلى خذلانك بينما أطفال غزة ونساء غزة يستشهدون ....كن كعادتك ذكيا فالشعب العاطفي الملتهبة عواطفه الغبية سرعان ما يهدأ إذا ما رسمت لهم رسما يعشقونه من رسومات البطولة .....!!!كن كعادتك ذكيا ووقع على التوصيات واحذر أن تتعدى التنديد، وإن تعدت فإنما هو الوعيد والتهديد بالورق لا بالحديد ....!!!!!!!!!

    وعد من القمة مطمئن البال، مرتااااااح الضمير ...........
    ولكن ....آخ ولكن........ لا يفوتني يا سيدي المحترم أن أسجل لك التحذير أنت أيضا ....!!
    حذار....حذار ولا تُصدم إن اكتشفت أن شعبك الطيب البسيط العاطفي الغبي قد تقدم خطوة نحو حفرة الوعي والذكاء والفطنة ، فقد تخِم من أساليب المهادنة والهدهدة والتواءات صراعك من أجل البقاء تلقمه لقمة تكفيك عناء الكلام أو السؤال والبحث عن الحقيقة ...!!!!
    احذر من شعبك فقريبا أنت أيضا توصِم كل أفراده بالإرهاب ....!!!

    نددوا ....أدينوا .....اشجبوا ..................قرروا .....قرروا .....
    جميعكم في مسرح الدنيا سواء ....جميعكم تلبسون القناع ، وتتخذون المسمّيات ملهيات تَلَهّون بها وترقصون بعصيّها رقصة الذئب الحامي ....
    نددوا أدينوا ..... مثلوا كما يحلو لكم التمثيل ........ابرعوا .... فالمدلّل لا ينصت لأمثالكم ولا لأشباهكم ....إنما هو مدلّلكم جميعا ومتى حلا له رمي اللعبة من بين يديه رماها ....هراء أن يلعب الجاني دور المقتصّ ......وهراء أن يظنّ الذكي دوام الحال وأنّ المحال انقلاب أغبياء عينه أذكياء .........!!!!

 16-01-2009, 02:06 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:14:05
ترى هل سنقوى على العهد ؟؟؟

 هل ما بعد غزة هو ما قبل غزة في قلب كل واحد منا؟؟
أليست ضربة غزة صفعة لكل واهم تذهب به الأمانيّ كل مذهب أنّ نجم الإسلام إلى أفول وأنّ المسلمين إلى زوال ؟؟؟
أليست وخزة من وخزات إبر الأمل والقوة تضخّ دماء الحياة من جديد في قلب كل حزين متململ على الحال، وإن كابر وعاند كل واقع وكل مرارة واستمر بالعمل متسلحا بالإيمان واليقين في وعد رب العالمين ....؟؟؟
ترى هل سننسى ؟؟؟ أم أننا سنضمّ صوت العزم فينا إلى صوت كل طفل غزاوي ينمو مع نموّ أطرافه ونمو جسمه وعيــُـه الذي أنضجته نيران غزة يحرسه ألا يحترق، ويحرسه أن يظلّ ناضجا لا يتسنّه ....
ترى هل سنعدّ الأيام على وقع الدقائق الخالية من صوت القضية أم سنعدّها على وقع دقائق وثواني مشبعة بصوت القضية ؟؟؟
ترى هل سنطوي السجل؟؟ أم سنفتح سجلا آخر نكتب عليه ما علينا فعله للقضية وما علينا عيشه للقضية ؟؟؟
ترى هل سنغفل مرة أخرى عن أن فلسطين وأن الأقصى وأن رجال فلسطين الأحرار هم رمز العودة وبرهان الوعد ؟؟ وأنّ علينا أن نظهر على الحق معهم لنحشر في زمرتهم، أم سنبقي في آذاننا لاقطات تلتقط كلمات من يمني نفسه اللاهية الغافلة التي لا تفعل أنّ تحرر فلسطين علامة من علامات القيامة .... !!!!


ترى هل سنبقى على وعد دموعنا التي سكبت مع أطفال غزة الرجال الأحرار الذين يروون الحقائق والوقائع الأمر من المرارة وإصرارُهم وصبرُهم وصمودُهم عنوان لحياتهم المقبلة ولبذرة الجهاد قد ألقيت فيهم فزادوا عددا لعدد المجاهدين الأشاوس الأحرار الذين تحلم إسرائيل أن ينتهي عهدهم بانتهاء ذخيرة السلاح عندهم ........


ترى هل سنعِد ؟؟؟ هل سنقوى على العهد ؟؟؟ هل سنعمل على العهد ؟؟؟ هل سنوفي ؟؟؟؟

 27-01-2009, 04:33 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-21, 17:14:25
وما بعد غــــــــــزة؟؟؟!!!!



    بعد ما حدث في غزة يجد المرء نفسه متأملا بحق وهو يرى الأمور أمام عينيه تحدث من غير احتساب منه، فهذه قوة عاتية تقتحم وتهاجم وتعتدي بكل ما أوتيت من قوة، تحشد الجيش الجرار المدرّع كل فرد منه بدروع لا تكاد تراه بها إنسانا، مسلحا بأسلحة يدوية مختلفة، متوقيا من أدنى ضربة، كل ذلك في ميزان المادة مال يصرف على كل واحد منهم.... بطائراته الموجهة الخالية من الطيارين وكأنها لعبة الأطفال التي تُأمر وتُنهى بجهاز تحكم فتراها تغدو وتروح ....
    بقنابلهم ، بصواريخهم بأسلحتهم الكيميائية المحظورة التي تعمدوا استخدامها وهم اليوم يقولون بعدما خشوا تكالب العالم عليهم يتنادى بمحاكمتهم، يدعون أن جيشهم قد وقع بأخطاء وأنهم سيفتحون تحقيقات مع أفراده بشأن ما أخطؤوا ....

    حصار بري، حصار بحري...، قنابل تقذف من كل جانب على العزّل....وهم يتنططون ويقفزون فرحا وسعادة كلما قتلوا وذبحوا وتناثر الإنسان من فعلهم أشلاء تعد بالعشرات فلا يكاد يعرف رأس هذا من رجل ذاك ....
    تهدم البيوت، تسوّى بالأرض .... تسحق تحتها أفراد العائلة برمتها ..... تحترق الأجساد ، وتتفحم، حتى أن أحد المسعفين يروي أشنع ما عايشوه أيام الضربات، فيقول أنهم التقفوا جثامين أم وأبنائها الثلاثة مفحّمة تماما يضعونها على الحمالة فإذا بالحمالة بعد حين تحترق من فعل الجثامين المفحمة ....

    قادة حركة حماس يُترصّد لهم، فهذا عميل يرشدهم إلى أمكنتهم، وهذه طائراتهم تحدد معالم أمكنتهم بالملمتر لتضربهم ضربة يسهرون لها الليالي ذوات الطرب والنشوة باصطيادهم قائدا كان يقضّ مضجعهم ....
    ومن وحشية إلى وحشية أكبر ومن حيوانية إلى حيوانية أكبر ، ومن جنون إلى جنون أعظم ....
    هكذا كانت مجريات المسلسل المرير الذي عاشه إخواننا في غزة العزة ....

    وهذه طلعات الدول علينا، وهذه المفاجآت، وهذه غير المتوقعات التي لم يكن المرء يحسب لها حسابا ولا يتوقع أن تحدث يوما تأتينا في حلة نكاد نكذبها ولا نصدقها أحيانا كثيرة من فرط إيغال زمنها بعدا عنا ومن فرط يأسنا من حدوثها ....
    هذا زعيم تركيا تفور الدماء الإسلامية العثمانية فيه، وتفور الكبرياء والعزة التليدة فيه فتورّد وجهه لتعطي قدميه الأمر بالوقوف من جلسة تجمعه بقاتل الأطفال والنساء المتباهي بجرائمه المتباكي الذي ما يزال يتشبث بمنطق إسرائيل المظلومة المضطهدة الذي كان دَيدَنهم على الأرض ولشعوب الأرض منذ غابر الأزمنة، وهرتزل صاحب كتاب الدولة اليهودية وفكرة إقامة أرض للشعب اليهودي يبرئ من أعوام ساحقة ساحة اليهود ويضعهم بدائرة المضطهدين الذين لم يجدوا متنفّسا بين الشعوب التي انتشروا بأراضيهم ضاربا كل تجرؤاتهم على أولئك وعلى أموالهم وتلاعباتهم بأموالهم وحبّ الصعود على حسابهم بأقنعة التباكي والتلبس بثوب الضحية

    وهؤلاء زعماء العرب أقصى ما وجدوا من حيلة وأقصى ما انتابهم من تأنيب الضمير أن أعلنوا قمة عربية طارئة أقوالها أكثر من أفعالها ....
    وهؤلاء زعماء أخر يطلون علينا بوجوههم الحقيقية التي سقط عنها القناع وهي تشارك راغمة في حصار غزة وفي قتل نسائها وأبنائها جوعا بحجة وجوب إقحام السلطة الفلسطينية الشرعية في الأمر لفتح المعابر لا لشيء إلا لإقحام المجرمين المتوارين أيام مذبحة غزة الملوّحين اليوم برايات عارهم تُسمع أصواتهم بعد انتهاء المذبحة ....

    وهؤلاء زعماء لا يمتون للعروبة ولا للإسلام بصلة يتحرك فيهم مارد الإنسانية فيعلنونها صارخة صادحة قوية "لا لإسرائيل المجرمة" ويطردون سفيرها من أراضيهم ذليلا مهانا غير مرغوب فيه بل ويتمادون ويصرون وهم يفتخرون بهذا الطرد ويعتزون بقائدهم الذي طرد المجرمين من أرضهم ....

    وهذه السلطة الفلسطينية الزائفة الكاذبة التي تتخذ لها المسميات الكبيرة ذات الدلالات العظيمة، وتتوارى وتختفي وتهرب وتلوذ بالفرار أيام القتل والتدمير والتنكيل، ربما لانهماكها في العمل على إلهاب نار غزة وتقوية ألسنتها بضمور ألسنتهم وعمل موت الضمائر بأنفسهم الميتة التواقة لدولارات معدودة ....

    انفجار العالم وصراخه وبكاء البشر في كل مكان مع بكاء أطفال غزة وعلى شهداء غزة، وعلى الهجمة المسعورة التي شنت على الأحرار العزّل .... انفجار الأرض بشكل لم تعهده الأرض لأسابيع متوالية ولو وجدوا أدنى حيلة تنقلهم من بقعتهم إلى غزة لما توانوا ولما تأخروا ينهشون أطراف المعتدين بأنيابهم نهش الحَمَل المنتقم من الذئب وإنّ الحمل ليتذأب منتقما ويصبح أكثر شراسة من عدوه

    اسم حماس الذي رددته كل اللغات ومن ثمة عرفوا ما هي حماس وماذا تحمل حماس وماذا تريد حماس وما شعار حماس .... تعالى شعارها بكلمة التوحيد في كل مكان وكانت كلمة الله هي العليا على الأرض شاء من شاء وأبى من أبى، رضي من رضي وسخط من سخط ، فرح من فرح واغتاظ من اغتاظ ....
    عرفوا شعار التوحيد وكلمة التوحيد التي عمل العاملون الدائبون على تكميم أفواه قائليها، على إذلال محبيها، على قتل مردديها ....والله يريد وهم يريدون ولم يكن إلا ما أراد سبحانه ....

    ونحن من هنا من أمكنتنا ....كل منا بما استطاع وبما ملك من قوة عمل بأضعف إيمانه مع القضية، عاش بأضعف إيمانه الذي ملكه مع إخوانه هناك ولو كان بمَلكه لطار إليهم طيران قلبه الخافق لهم وبهم الذي أرسله إليهم يمسح على مدامعهم ويستسمح ....

    كل واحد منا جالس ويتفرج وهذا الحدث يأتيه بصورة من هنا، وذاك الحدث يقفز إليه بصورة من هناك، وهذا التصريح يبلغه من هنا وذاك التصريح يبلغه من هناك، وهكذا عشنا أياما تفرجنا فيها على مشيئة الله سبحانه وعلى إرادته وعلى حكمته وعلى فعل إرادته في تلك البقعة الصغيرة من الأرض ....

    نتفرج فيها على ما يحدث لنا جميعا في واقع الأمر ولا يحدث لإخواننا هناك وحدهم، لأن الذي أصاب غزة إنما أصابنا جميعا وألمّ بنا جميعا ومخطئ كل الخطأ من ظن نفسه بمعزل عما جرى، وإنما العالم تتحرك أوصاله كلها بحركة طرف منه...وهكذا أمريكا وإسرائيل وأوروبا يقدّرون حركة طرف من أطراف العالم، يرون كل طرف يتحرك وكل جزء يتحرك محركا لهم لأنهم أمم شبوا عن الطوق ويقرؤون العالم بحروف أبجديات أوطانهم ولغات أوطانهم فيحرسون بلدانهم من كل متحرك في العالم بأسره و يخافون على أوطانهم من كل متحرك في العالم بأسره، وهم أمم شبوا عن الطّوق فهم يطمحون لأن يسودوا العالم كله بما ملكوا من معطيات السيادة الواقعية بين أياديهم ....فلا يغفلون متحركا واحدا
    أما نحن ففي ظل غفلتنا وفي ظل ضعفنا وفي ظل انهزاميتنا وفي ظل تمكّن حرب الهزيمة من أنفسنا وفي ظل شعورنا الملازم بالدونية فإننا بالكاد ننظر لأطرافنا إن بقي ثمة أطراف لنا حرة نستأسد للذّود عنها ....
    في ظلّ كل هذا فإنّ يقينا بداخلنا لا يتسلل لواذا ولا يهرب منا قيد أنملة، ونسأل الله الثبات عليه يملي علينا صوته العالي بأنّ الله متم نوره ولو كره الكافرون، يملي علينا أن الإسلام سائد وأنه سيد الأرض يوما لا محالة ...وإننا نرى العلامات من خلف كل الضباب العارم ومن خلف كل السواد المتعالي من أدخنة الضربات ، نرى علامات التمكين من فئة قليلة... قليلة لا تكاد تعدّ أمام قوى العالم المتبخترة في دَوسها على كل قيم الإنسانية إلا من قيمتها ومكانتها هي من منطق حضارتهم المادية التي بني صرحها على المادة وعلى منطق القوة في السلاح وفي المال فلم تُبقِ من الأخلاقيات والإنسانية شيئا ولم تذر لها موقعا وإلا لوجدت نفسها إلى اندحار وإلى سقوط وإلى ضعف لأنها حضارات قامت على المادة وتلاشت الروح في غيابَاتها ....

    وعودا لهذه الفئة القليلة التي تجابهها، وهي تعلم أنها أقوى منها في منطق السلاح وأقوى منها في منطق الاقتصاد والمال وأقوى منها في ميزان المادة، ومع وَكيد علمها بكل هذا فهي تتقدم ولا تأبه، فإن حازت النصر فهو حسنى وإن حازت الشهادة فهي حسنى وفي الحالتين رضى وفرح وسرور لا تريد غير الله غاية ولا ترى في غير رسول الله قدوة وكمالا ولا ترى في غير سبيل الجهاد والمقاومة والصدّ سبيلا لاسترداد حقها المسلوب، وأنّ ما سلب بالقوة لا يعود إلا بالقوة وأن البادي أظلم ....

    ونحن نتفرج على هؤلاء من بعيد تعود لنا تلك الصفحات المشرقة التي قرأناها بالكتب، وسالت بنات أعيننا من أوجه البطولات فيها والعزة المتوجة بالإيمان واليقين الذي لا يتزحزح في صدق الرسالة وصدق المبعوث بها وصدق وعد الله سبحانه لعباده المؤمنين ....

    ونحن نتفرج عادت تلك الأخيلة النورانية إلى مخيلاتنا وإلى أذهاننا ...وصرنا نراها متمثلة في قصص على أرض غزة العزة وفي إباء شعب غزة، في رجالهم المؤمنين الصامدين وفي نسائهم العزيزات المحتسبات الصابرات، وفي أطفالهم الذي رضعوا حليب العزة والرجولة قبل حليب الأمهات ....

    ونحن نتفرج عليهم تمنينا لو أننا كنا منهم، أو كنا بينهم أو لاقينا ما لاقَوا وتحملنا ما تحملوا، وأن رددنا الشهادتين، واحتسبنا كما احتسبوا وصبرنا كما صبروا ،وما جزعنا كما لم يجزعوا وما عجزنا كما لم يعجزوا .... وأنّنا لا قينا نصبا مما لاقوا نحتسب به الأجر عند الله ، ونحن نراهم رغم كل هول ورغم كل مصيبة يملؤون رصيد الحسنات ويثقلون موازينهم ليوم اللقاء برب العزة، كمن يخبئ من عذابات روحه لفرح روحه يوم لا يعرف موتا ولا سقما ولا نصبا ولا وصبا ...فنراهم وهم المختارون المتخَذون من الله سبحانه شهداء أو مجاهدين بصبرهم وباحتسابهم وبعملهم وبشدّ بعضهم لبعض كالبنيان المرصوص ....يراهم الواحد منا وهو يحسدهم على ما هم فيه من نعيم، نعيم يعطيهم وزن الحياة ومعنى الحياة ومعنى الرنوّ لهدف من أسمى أهداف الوجود... الوجود بعزة والوجود بكبرياء أو الفناء ....

    يراهم المرء وهو يحسدهم ويتمنى لو حمل معهم شيئا مما حملوا فالموازين والأرصدة عند رب العزة تعمل وهم على أرض العزة غزة ....
    من مات منهم شهيدا فقد التحق برضوان الله سبحانه حي يرزق عند ربه...
    وتلك الأشلاء منهم وتلك الجثامين المحترقة منهم، كلها نراها فتُبكينا وتحرقنا ولكنّهم عند الله مكتملون كاملون منعّمون يتمنون أقصى ما يتمنون من رب العالمين أن يعيدهم للدنيا ليذوقوا حلاوة الشهادة في سبيله مرات أخرى ...
    يحسدهم المرء وهم يبوؤون بربح عظيم تغفر لهم الذنوب جميعا ويرتقون إلى أعلى عليين يشفعون للعدد من أهليهم، فهم المختارون المتخَّذون شهداء ، وهم المستخدمون لنصرة هذا الدين ولإعلاء كلمته، فيخشى الواحد منا ما يخشاه ألا يكون من المستخدَمين وأن يكون أبعد من أن تناله رحمة الله باستخدامه للنصرة والتمكين .
    كلها كانت علامات بينات على وعد الله سبحانه بأنّ هذا الدين سائد رغم كل الذي حشد لإسقاطه وإذلال أهله وتمكين الهزيمة من أنفسهم وتمكين الضعف من حالهم وتيئيسهم من إمكانية العزة والسموّ والسيادة.

    وكأننا نتفرج على حلقة من حلقات مسلسل النصر والعزة والعودة ...وكأننا نتفرج على مجريات تحقق الوعد ...ولكنّ الخوف يتملكنا من أن نكون المهمّشين في هذا المسلسل، المحالين على القعود....
    هذا –برأيي- هو الدرس الذي علينا استخلاصه من واقعة غزة ومن أحداث غزة التي تكالبت على أعيننا يريد الله أن يعلمنا بها ... أنَ الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر قد لاح، وأنّ علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم.
    فلو أراد الله في لمح البصر أن يهلك اليهود ويدمرهم ويدحرهم ويسحقهم دون قطرة دم من المسلمين تهدر لفعل سبحانه ولكنه ترك لأعيننا أن ترى فعل عبده في الأرض واتخاذه الأسباب وترك لأعيننا أن ترى الدم ثمنا للحرية والنصر والعزة، وأنّ تذلل المسلمين بين أيادي العباد بدل رب العباد وارتضاء العزة فيما سوى الإسلام أكبر مذلة وأن النصر من عند الله سبحانه لعباده الذين ينصرون دينه وأن الذل والمهانة لكل من اتخذ من الكافرين أولياء دون المؤمنين .

    والسؤال الدرس : كيف علينا أن نجعل من أيدينا أيادي تستحق أن يستخدمها الله لإتمام نور الفجر القادم لئلا نبقى دوما في عداد النائمين ولا في عداد المتفرجين .؟؟؟



 02-02-2009, 05:18 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:04:07
تأملات في أسباب النصر
    بالأمس تأملت صفحتين اثنتين من سورة البقرة،وهما اللتين وردت بهما قصة طالوت وجالوت ،فخرجت من تأملي وقد مررت في السياق القرآني للقصة بمحطات تصفية ثلاث
    في عجالة أذكر أصل القصة ....ذلك أن قوما من بني إسرائيل بعد سيدنا موسى مع واحد من الأنبياء الكثر الذين أنزلوا عليهم طلبوا من نبيهم أن يسأل الله سبحانه أن يعيّن لهم ملكا يكون قائدهم للقتال في سبيل الله ....ولنتأمل جيدا عبارتهم الحرفية في سبيل الله وذلك يقينا منهم أنهم إنما يريدون القتال في سبيله من أثر إيمانهم وتصديقهم فسألهم نبيهم عندها مباشرة أنه إن كتب عليهم القتال ربما لن يقاتلوا وذلك من وحي حكمته وتمام عقله بأن الكلام أيسر بكثير من الفعل عندما يجدّ الجدّ فأجابوه من توّهم أن كيف لا يقاتلون وقد أخرجوا من ديارهم وأبنائهم
    هنا لنتأمل أنهم قوم متيقنون أنهم على حق وأن لهم كل الحق في الذود عن حقهم بعدما سلبت أراضيهم وسبي أبناؤهم
    فلما كتب عليهم القتال إذا بهم يتولون...ولنتأمل الفرق بين الموقف القولي والموقف الفعلي ، وأن نبوءة النبي بسؤاله قد تحققت وخاصة بني إسرائيل الذين عرفوا عبر التاريخ بنقضهم لكل عهد، وهذا الحال لا يخصهم وحدهم وإنما يخص كل أمة لا تقدّر مواقفها الحقيقية إلا بقدر إقدامها على الفعل وليس بمجرد التشدق القولي...

    تولوا إلا قليلا منهم وهذه محطة التصفية الأولى التي وقفتُ عندها فالعدد الذي كان قد تناقص وانتهى إلى عدد الصادقين المقبلين على الفعل...
    ثم يخبرهم نبيهم أن الله قد بعث لهم طالوت ملكا فإذا بهم يحاجون كعادة اليهود في المحاججة...ولكم أن تتذكروا معي هنا قصة البقرة إذ أمرهم الله بذبح بقرة بلا ألف ولام التعريف فإذا بهم يسألون ويمعنون في السؤال حتى شقوا على أنفسهم فشق الله عليهم ...يحاجون في اختيار الله لهم....

    ثم وبعدما يرسل لهم الله التابوت آية تحمله الملائكة وبعد تصديقهم واطمئنانهم لهذه الآية العينية يقبلون مع طالوت مقاتلين فيأتي دور محطة التصفية الثانية ها هنا وهي مع قصة النهر الذي ابتلاهم الله به فيخبرهم ملكهم أنه من شرب منه لن يكون معه ولن يتبعه وأن من لم يشرب فسيتم معه المسير إلى القتال في سبيل الله بعدما يكون قد اختبر في صدقه وإقدامه على الله تعالى باختبار شهوة نفسه وهم في أشد حالات الظمأ ولنتأمل كيف أنه سبحانه لا يسد كل منافذ الرحمة على طبيعة البشر وإنما يقول سبحانه إلا من اغترف غرفة بيده وهذه الغرفة يعني بها شربة تذهب حرارة الظمأ المستعرة ولا يراد بها أن يغرق الشارب بالماء فيشرب حتى يرتوي .....فيأتي قوله سبحانه "فشربوا منه إلا قليلا منهم" وبالعبارات القرآنية نفسها وبذات الاستثناء "إلا قليلا منهم" هم الذين نجحوا بالاختبار فكانوا في زمرة المؤمنين الصادقين المختبرين في صدقهم باختبار صعب ها نحن أمام تناقص جديد في عدد المؤمنين المكملين المسير معه.....

    أراه وكأنما هو الغربال الذي يطرح الزائد الذي لا معنى له ويبقي على الأصلح بين الأصلح ....فلما جاوز طالوت النهر هو والذين آمنوا معه بعبارة "هو والذين آمنوا معه " وكأن درجة الإيمان قد استحقت لهم بعد هذين الاختبارين وهاتين المحطتين ثم في آخر القصة يستعظم الباقون معه ، (الفئة القليلة الباقية معه) يستعظمون جيش جالوت المقبلين عليه فيقولون "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"

    فيأتي في السياق قوله سبحانه
    "فقال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"
    لنتأمل وصفه سبحانه الجديد للفئة الصادحة بهذه الحكمة وهذا اليقين
    وصفهم بالذين يظنون أنهم ملاقو الله وهنا الظن ليس بمعنى الظن وإنما هو بمعنى اليقين. يعني هذه محطة التصفية الأخيرة

    حيث نطق الذين يتيقنون من لقاء الله ومن وعد الله بالنصر للذين على حق وأنه مع صبرهم وإن كانوا قلة

    من هذه القصة ألا نستنتج أن الفئة القليلة الصادقة المختارة من فعل صدقها وتصديقها وإقبالها الفعلي لا القولي وتحملها للشدائد كلها وصبرها على كل عائق وكل شدة هي التي يكون وزن الواحد منها بوزن العشرات أو المئات ، وأن نصر الله للأمة برمتها قد يأتي على يد هذه القلة الصادقة؟؟ هذه الفئة القليلة المختبرة في صدق إيمانها وإقبالها على الله ؟؟؟

    ولكم أن تتــــــــــــأملوا


04-02-2009, 05:31 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:07:16
أقوى من الاستحمار

كان للإخوان المسلمين في مصر دور لا تنكره صفحات التاريخ المشرق مع قضية فلسطين، وكان جهادهم على أرض فلسطين مشهودا له، واختلطت دماؤهم بدماء الفلسطينيين زكية طاهرة لا تضِنّ على أرض المحشر وأولى القبلتين بطيبها

وفي حادثة من الحوادث التاريخية الناصعة التي كان هدفها تحسيس المصريين بقرب القضية منهم وبملامستها شغاف قلوبهم وأنهم العرب المسلمون الذين تحرك فلسطين في قلوبهم إيمانهم وتستنهض فيهم هبّة الأخوة ، اجتهد الإخوان في توزيع كتاب "النار والدمار في فلسطين" يميط اللثام عن جرائم الإنجليز في فلسطين وفي الفلسطينيين وفي مقداستهم حتى عمّ القاهرة وأنحاء الأقاليم في أقٌل من ثلاثة أيام فاستشاط البرلمان البريطاني والصحف البريطانية غضبا من هذا النشاط المعاكس المضادّ، وداهمت الشرطة المركز العام للإخوان في مصر، وفتشته لتحصل على القليل المتبقي من نسخ الكتاب وهو ما قدر بحوالي سبعمائة وخمسين نسخة، وسأل رئيس القوة المداهمة عن صاحب هذه الكتب فأجاب الإمام البنا رحمه الله : أنا صاحبها .

ودخلوا به غرفة الحرفـَــين سين/جيم

س: هل أنت صاحب هذه الكتب ؟
ج: نعم أنا صاحبها.
س:ألا تعلم أن هذه الكتب تهاجم السلطات وتثير الشعب ضد دولة صديقة وحليفة بحكم المعاهدة؟
ج: أعلم ذلك وقد قصدت مهاجمة هذه السلطات ومهاجمة هذه الدولة الحليفة .
س: ألا تعلم أن القانون يعاقب على هذه الجريمة؟
ج: أعلم وأنا لا أمانع في إحالتي إلى القضاء لأني معترف بهذه الجريمة ومصر عليها .

وهكذا يكون حرف الجيم عندما لا تغرّ المسميات الرنانة المتخَذة أسماء لا توافق المسمّى وليست له مرادفا ولا يصبح وقعه بوقع زورها وتزييفها ...فلا قانون ولا صداقة ولا حلف ولا أي اسم قالب للموازين يغرّ أو يخيف ما لم يكن الاسم المناسب ،وعندما تعمل العقيدة الصحيحة عملها في النفس المؤمنة القوية فتكون أقوى من كل محاولات الاستحـــمار (بحرف الحاء)

 17-02-2009, 05:41 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:08:02
من أسرار القلوب...



    لا أعرفها من قبل، ولم ألتقِها بحياتي مرة، ولكنّ من الناس من إذا قابلتهم مرة تناسمت الأرواح قبل بنات الشفاه، وهدهدت نسمات الأرواح القلوب تستوثق من الصورة بين صور القلوب لا بين صور الذاكرة
    كانت بمعية ابنتها تسأل عن محلّ يبيع بعض المستلزمات الخاصة،أرشدتها إلى واحد حذو مكان اللقاء،فأخبرتني وقلبها يرتسم على شفتيها مفترا أنّها تريد الحاجيات لسفرة العمر التي طالما انتظرتها وطالما راودتها حلما يطوف ويطوف ويطوف ولا ينفكّ حلما ورديا مزهرا يروي صدى المشتاق لأن يطوف الجسد يوما مع الروح التي تطوف

    أخبرتني أنها ستذهب للعمرة قريبا بعد أيام، وابنتها المرافقة ترمقها بعينين ذابلتين مُغْرورقتين حينا،تتصنّع التلهي عنها هاربة من وَشي العيون حينا آخر تظنّ أنّ بها عليها قوة ، إلى أن أفشتني المرأة سرّ عيني ابنتها.... إنها المريضة التي ينمّ صوتها الخافت عن قلب ضعيف، ضعيف عليل يعييها، وأبناؤها الذين فقدوا الوالد من عهد قريب يخشون عليها ويخافون فَقدَها في رحلة لن يرافقها فيها أحدهم، إلا أن شوقها، للطواف والسعي والصلاة بأعظم بيوت الله على أرض الله يفوق حاجتها لمرافق وتفكيرها في فائدة المرافق ....
    وكلما أوغلت في الحديث عن تلك البقاع كلما ازدادت ابتسامتها إشراقا وانقلب الوجه الشاحب من فعل الضعف، -وإنّ من الضعف لقوة توهِن القوة وتغلبها على أمرها-انقلب وضّاحا صبوحا ....
    ويكأنّ شمسا تطلع من الوجوه إذا كانت صورة أخرى لقلوب تنفست هواء السعادة وإن كانت قلوبا ضعيفة عليلة، ألا إنّ علة القلوب في فَقدها لمعنى الفرح بالإيمان ولنفحات الإيمان ولمذاق ثمرات الإيمان النضرة الشهية، أما قلوب مسّها وَهَن المرض ومازالت تنبض بروح الإيمان فلعمري قلوب سليمة صحيحة ندية ....... قلوب وإن خفَتَ النبض ، وإن سكت.... حية تعرف معنى الخلود وتذوق النعيم مقيما ...!!!

    اللهم ارزق قلوبنا صحة الإيمان واليقين ...



 03-03-2009, 05:25 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:08:48
ثبــــــــــــــتني....


كثيرا ما يحتاج المؤمن إلى شعلات متجددة تنير له الدرب الذي يجنّ عليه ليله في لحظات من ساعات الملل أو الكلل أو الحزن أو الركون إلى هاتف السؤال عن المآل وهاتف السؤال عن الطريق وعن جدواه وعما وراء الظاهر نجاحا كان أو فشلا ، نصرا كان أو خذلانا...
كثيرا ما نحتاج لما يغذي جذوة الإيمان في قلوبنا، نجد عليها الهدى ونتعدى لنؤتي منها غيرنا القبسات النيرات...
وأصل هذه الجذوة غير كل جذوة، فهي إذا ما هدت تعدّت وما ضنّت فآتت غيرها القبَسَ، وفي كلّ لها نور على نور

كثيرا ما نجد في أنفسنا هبوطا وخمولا وتعبا،وحزنا، هي كلها سنن الله في هذه النفس التي خلقت من ضعف، فنغدو كذاك الصبيّ الذي لا يألو جهدا إشارة أو بكاء أو إيماء أو تخبطا يبحث عما يسدّ رمقه أو يروي ظمأه وقد بلغ به الجوع أو الظمأ كل مبلغ ...

نهرع نبحث عن الريّ لنفس عطشى،نسعى سعينا بين صفا من هنا ومروة من هناك نستسقي... نستعسر جدبا وقحطا لحق بأرض أنفسنا، فلم نعد نطيق صبرا على شحّ الماء، ولم نعد نقوى على إتمام المسير والقوى إلى خَوَر....

نبحث عن الريّ وعن السقيا علنا نجد عقارا يستطبّ به لعلتنا،... فنفرّ للقرآن نقلّب صفحاته ، نناجيها...
نستجدي الحروف والكلمات والآيات، نحدثها وتحدثنا....
نبحث بين ثنايا الحروف وهي الحروف التي نعرف، غير أنّها صيغت من نور ومن حق ومن عدل فكانت غير الحروف!!!
نعتصر آلامنا بين يدي كلمات الله النورانية... نبثها شكوانا وضعف حالنا كما يبث الحبيب للحبيب سرّه وفي البث وحده دواء قبل الدواء...!

ربما جادت أعيننا رسول قلوبنا المناجية، وقد وجدت في كلماته الحبيبة قطرات نديّة تنزّل على أرض متصدعة متشققة حزنا وكمدا أن لم تلفِ ما يرويها،فانكشف باطنها بعدما أعيا البحث ظاهرها المرتقب المنتظِر....
ربما بلغت الكلمات من قلب صادٍ مبلغ الصيّب أرضا أوشكت أن تلفظ الروح بعدما أمضّها الاستصراخ وأضناها الاستسقاء...

ربما زاد على دمع الفرح بماء الأرض دمع حبّ وشوق ما يفتأ يبدأ حتى يبدأ من جديد وكأنما قصته بداية متجددة في كل حين فلا تعرف نهاية ولا تعرف حدا ولا تخوما، بداية قصة الحياة، وتجدّد الحياة بين يدي طبيب حاذق لا تعجزه علة ولا يقف دون باب طِـــبِّه الشفاء ...

ربما كانت "يا عبادي الذين آمنوا" أو كانت "يا أيها الذين آمنوا" تجتثّ من الأعماق شهقات وزفرات هي للأرض المتصدّعة المتشققة متنَفَّسُ الصُّعَداء ...هي التخلية من الموت والتحلية بالحياة....

تجتث الإماءة بالقلب قبل الرأس قبل الشفاه قبل العين قبل الجسم المنتفض : أي رباه لبيك رباه ....لبيك رباه ... لبيك عبدك بين يديك، لبيك طبيباه، لبيك عالم سري وعلانيتي، لبيك ربّ نفسي ما لكِ نفسي ربّ سواه .....

تطلق الأنفاس المتصاعدة قوية متوثبة متحفزة تلقف النداء وكأنه لها وحدها، وكأنه لها بذاتها : ألا أيتها العليلة إني ربك المنادي، إني طبيبك العليم الحي القريب أعلم حالك فهذا مني لك بدْءا نداء .......

ربما كانت "فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" فنستشعر قرب القريب ونستشعر عظمة المجيب فلا نعدَم إلحاح إلحاحِ الدعاء، ونبث الشكوى والهمّ سراعا تباعا للقريب المحيط علما... الحبيب المجيب الذي ما ردّ لعبد اليدين الممتدّتين يدين خائبتين....

نبكي بين يديه، نسأله العون والقرب والطمأنينة والسكينة ....نستأنس بقرب نافخ الروح من روحه في الجسد، نستأنس بقرب عظيم لا تخفى عليه خافية كما لا يخفى عليه حال .... ونستزيد للعطشى من الزلال مع كل قرب واقتراب ....ومع كل انتفاضة للدمع تهزّ من الروح كل ذرة....

ربما كانت "لا تقنطوا من رحمة الله" لتستدعي دمعا يشد من أزر دمع وتبعث حياة فيما ظُنّ أنه الموات ....
ربما كانت "فاصبر صبرا جميلا" فإذا بالأرض الجرداء تُنبت نخلها وأعنابها ومن كل الثمرات... وإذا الصبر يشتدّ عوده من جديد وتتألق ساقه وتتشبع جذوره من أمر الواحد الأحد بالصبر الجميل...وإذا بداء الجزع الذي ألمَّ بشجره الأخضر يفرّ من الأغصان فرارا لتعود رطيبة وتعاود أوراقَها نضارتُها ،ويعود الندى يبلّل صفحاتها البهية ....

ربما كانت "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" فهمت النفس المستطبّة تسأل الإيمان جبالا راسيات راسخات شماء لا يهزّها هزاز ولا يرجّها رجّاج ... تريد الثبات في الدنيا وفي الآخرة ...
وأن يا ربّي ما خوفي ولا جزعي إلا خوف قلة ثباتي،واهتزاز إيماني من فعل ضعفي وضعف حالي ....يا ربي ما لوعتي ولا وَلَهي إلا من قلة زادي واستسراع ميعادي... يا ربي ما ضعفي ولا وهني إلا خوف هوان يوم اللقاء على نفسي ....يا ربي ما حزني ولا وَجعي إلا خوف غضبك ينزل بساحتي مع حسباني حسن صنعِ....
يا ربي ما لهف قلبي إلا على رضاك يقرّ عيني ....
يا ربي ما لهف قلبي إلا على رحمتك تستخدمني قبل يوم اللقاء ...

ولهف قلبي على قلبي يستشعر منك الرضى وبغير غضب بك مني لا أبالي .... فأرسِ الإيمان بالقلب رواسيا شامخات وثبتها مولاي بنفسي أن تميد بنفسي ....!!

وكل خطب وكل هول وكل ما من النوازل قد نزل مالم تكن رباه غاضبا على قلبي بَرَد قد نزل ................


 06-03-2009, 11:50 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:10:07
عـــــــــــندما .....-1-


عندما تصبح الحياة في أعيننا شجرة نستظل بظلها إلى حين .... ونرى الدنيا بيتا حللنا به ضيوفا ، ولا صاحب للبيت غير موجده وموجد مَن فيه....

عندما نتشوّف لغد نراه قريبا لا بعيدا، ونحنّ ونتشوّق للعودة إلى أول منزل نحن الضيوف ....
عندما نخشى أن يكون زاد راحلتنا قليلا، وماء رحلتنا شحيحا .... ونخشى أن نكون كمن جاء فلم يفعل إلا أن بهت بالبيت وبزينته ، واغترّ بظليل الظلّ فنسي ما عليه ،وما حسب إلا أنه ضيف على صاحب البيت حسن ضيافته وشأنه هو التمدّد والراحة والدَّعة والارتخاء .... وعلى صاحب البيت القيام بأمره كله وعليه هو الأخذ والأخذ بلا أدنى عطاء....

عندما نخشى أن تأخذنا الزينة وتأخذنا الألوان ويأخذنا الأصفر البراق ويأخذنا مِن بني درهم ودينار نقد وأوراق ....
عندما نخشى أن نظنّ بأنفسنا دماثة خلق وخفّة ظلّ وأننا ضيوف كرام خِفاف ظِراف لِطاف نعرف لصاحب البيت حق قدره و نعرف قدر أنفسنا فلا نثقل ولا نستثقل عبء التكاليف والقيام بما نؤمر ونحسن الرباط على حِمى أنفسنا دون دنس أو رجس أو حياد عن درب الهدى والرشاد ....
عندما نخشى أن نظنّ بأنفسنا حسن الصنع وما حقيقتنا إلا ضلال سعي ....

عندما نخشى من قَولة : إنما أوتيته على علم عندي وإن كانت إيماءة بين الإيماءات، أو نأمة بين النأمات، وإن كان الصوت فيها لا صوت وإن كانت بين أطراف موطن السرّ دبيبا لا يكاد يحدث بين جيران جَنبه جلبة ، وإن كان سَرْيا بصفحة ظلماء لا تكاد تعرف من النور ومضة ....

عندما نرى الدنيا كما نرى القارب الذي يقلّنا من شاطئ إلى شاطئ محاذ قريب غير بعيد، نخشى أن يصيب لَوحَه نقب أو تمتدّ له أيدينا بثَقب أو يصيب دُسُرَه صدأ، فنغرق في لجّ بحره ونحسب أنّ أنفاسا مضطربات متململات متقلقلات مشرفات على النفاد تكفينا وتخلدنا وتبقينا بعمق البحر أحياء لا يعرف الموت إلينا سبيلا .... عندما نخشى أن نظنّ بيَبَس النَفَس أخضرا حيا محييا وبعِجاف الأطراف فتلا من عضل لا يُنقض .... !

عندما نرى القارب على وشك الوصول وأنه إلى هناك حيث الشاطئ القريب له مرفأ ...وأنّ الأمواج وإن تلاطمت وتضاربت وتصارعت وأرادت أن تفتّ في عضدنا وتنخر في ساعدنا المحرّك نخر الأرَضَة بالخشب العتيق فإنما هي عبثا تحاول أن تفعل... وأن قاربنا الصغير أقوى من كل قوة تزعمها لنفسها ....

عندما نقلّب الدنيا بين أيدينا فإذا هي في أعيننا لوحة تلوّح بالصدق ورسمها كاذب، وألوان تترا وتصطفّ وتعلو طباقا وهي الزائفة ما أن تُبْصَر فتُرجى فتصبح المنى حتى تمسح على القلب بلون الديجور وهيهات هيهات أن يصنّف الديجور لونا ...

عندما نقلّب الدنيا فإذا هي الساحرة لا تسحر لنا عينا ولا تسترهبنا، وإذا القلب يلقف ما تأفك، ويقول لها ملء شدقيه وغاية عرض مَبسَمه لستُ من تبحثين عنه لفعلك يا غَرور فاعدلي ، لستُ مَنْفَث سمّك يا سموم فولّي ....

عندما نحبها ليس لما في ما فيها ولكن لسلعة تعرض فيها على بعضها ختمها وعلى الآخر ختم الآخرة، فكانت ذات ختم الآخرة مشترانا وكانت هي السوق وهي الثمن الذي دفعنا ....

عندمــــــــــــــــــــــــــا ...................

 01-04-2009, 01:46 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:11:01
عـــــــــــندما (2).....

عندما يتكالب الكلّ ، وقد احدودبت ظهورهم انكبابا عليها، تكاد أحداقهم تتفجّر براكينا من لهيبها المستعر لهفة ، تكاد أوصالهم تتفرّق وتنفصل ولا بال يلقى لعسر أولعصر أو لكسر يرمقها المكسور في سبيلها بعين الولِه المتذلّل المسترضي المنكسر الذي لا يبالي بشيء من نفسه قربانا لعطيّّتها واستجداء لمرضاتها وفداء لغنجها الآخذ بمفاتح أبواب الألباب...!!
عندما ترى الجموع المصطفّة المتدافعة المحشورة إليها حشر الذباب على قطعة حلوى منظرها المستطاب وعفِن ونكِد منها اللباب...

عندما نرى هذا كرؤيتنا اللاشيء ينكبّ على اللاشيء، كرؤيتنا الفراغ يتشبث بالفراغ ، كرؤيتنا في أنفسنا ما يزيدنا ربئا بأنفسنا عن ظاهر يشدّ الأبصار ولكنّه ينفّر البصائر، يلفت الأعين ولكنه بعين القلب البصير تهافت كل الفعل معه فَوت عنه بلا عناء ولا نصب ....

عندما ننظر من حولنا فإذا من عفّ عن الزحام قلّة لا تكاد تعدّ ولا تكاد ترى بل لم تعد تراها أعين المتهافنتين المتناحرين المتسابقين، وإذا الدنيا على قدر طلبها لهم على قدر تأبيهم عليها،وعلى قدر إلحاحها عليهم على قدر قولهم لها سلاما ....وإذا هم بأعيننا كمثل الطود العظيم الأشمّ البالغ عنان السماء المستغني عما في الأرض الطامع فيما وراء الأرض وبعد الفناء ....وإذا القدسيّة تحيط بهم وترعاهم وإذا العين التي تراهم ترى بنفاذ البصيرة الحق والحقيقة وما تزيغ وما تغوي ....وإذا اللسان يلهج بسعادة الاستغناء والاكتفاء والإباء يا ليت قومي يعلمون يا ليت قومي يعلمون ....

 05-04-2009, 06:14 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:12:22
عـــــــــــندما (3).....

عندما لا تزحزحُ كلمات هزء أو سخرية أو قهقهات ضحكة تحمل أكبر علامات الوقاحة وتفتقر لأبسط آيات الحياء قيد أنملة من ثباتنا ورسوخ أقدامنا....
عندما نتلفّت من حولنا فإذا المستهزئون بعدد نسمات الهواء وبعدد حبات التراب وإذا القلب ثابت لا تزيده وقاحاتهم إلا معرفة بحقيقة الفانية التي فتحت بوجوههم مصاريع أبواب ريحها الصرصر العاتية فلم يعودوا يفقهون من أبجديات التوق لطوق النجاة الحياة الباقية حرفا ولم يعودوا يفهمون لغتها إلا كما يفهم الأعجميّ لغة لم يلمح لحروفها بحياته لمحة، فيأنس القلب الوحيد بربه ويرى في أنسه العمار .....!!

عندما يرانا أبناء الدنيا غرباء عنهم غربة حجر القمر عن حجر الأرض، غربة كائن قمريّ عن كائن أرضيّ بل أكثر من هذا وذاك ....
عندما نرى أنفسنا الغرباء وكأنّما نزلنا بوجه غير الوجه وبسَمت غير السَمت وبلغة غير اللغة وبشكل غير الشكل فإذا نفورهم منا نفور من لا يعرف ولا يألف ولا يقوى أن يألف ....فلا يَحيك ذلك فينا إلا كما تحيك ألسنة النار في صفحات الماء الجاري، أو كما يفعل الليل الطويل البهيم بخيط الفجر الأبيض الرقيق البادي، أو كما تأتي كتل الجليد وحبات الصقيع على صوت البلبل الصدّاح الشادي...

عندما نرانا في الدنيا وديعة قريبا تردّ إلى صاحبها، فلا نحزن إن تركناها فصاحبنا علينا أحنّ وعلى خيرنا أحرص...
عندما نجول بأبصارنا أطرافها فيرجع البصر هادئا مطمئنا ساكنا يلقي للقلب سرّ البسمة الواثقة فيفشي القلب سرّه أسطرا على جريدة المَبسم العريض فلم يزده تجواله إلا يقينا بحقيقتها ولم يزده كثرة بهرجها إلا زهدا فيها فعلها فينا كفعل الغويّ في من أقسم الهوى ألا يتتبّع له خطى وأقسم هو ألا يلتفت وإن رمق ظلّه يسعى ، فتخبط الدنيا خبط الخائب من خيبة إغرائه فينا ومن خواء جعبة حيلها وأمانيها ضاربة كفا بكف و عشاقها يظنون بها القوة لا تُقهر ....

 06-04-2009, 04:04 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:17:06
وأخــــــــــيرا...(1)

أبحث في أعينهنّ أول ما أبحث عن نظرة خاصة.... عن رؤية خاصة، عن بريق خاص في أعينهنّ يستجديه شيء في قلبي، يريده شيء في قلبي، يحتاجه شيء في قلبي.....
أبحث أول ما أبحث في أعينهنّ عن عنوان عريض ملء سماء دنياي يكاد زيته يضيئ ولو لم تمسسه نار، نور على نور .... تتزيّن به سمائي فهو لنهارها الشمس والضياء وهو لليلها مصابيح الدجى ترفل بها في حلة متلألئة تخطف الأبصار!! ....

أبحث في أعينهنّ.... فعيني تتبّع دقائق أعينهنّ بلا استحياء،بقوّة.... تسيح وتسبح وتغوص علّها تجد ما عنه تبحث....
أفرح ....بل يغمرني الفرح من رأسي إلى أخمص قدمي كلما وجدت في إحداهنّ  تباشير العنوان تلوّح كلسان الفجر الباسم يأتي على الظلام الحالك يقسم عليه أنّه مولّ مدبر ذاهب مادام ثغر السماء قد افترّ  عن ابتسامة الفجر الحامل رسائل موكب النور القادم ..............

إنها هي ... من بعد ما نسيت أو كدت أنسى......
من بعد ما نسيت أو كدت أنسى  أنّ بين شابات اليوم من تحمل عينُها بريق العنوان العريض...كدت أنسى أنّ بين شابات اليوم من ترنو لفهم دورها الذي لأجله خلقت بالمعنى العميق... كدت أنسى أنّ بينهنّ من تفكّر بالزواج.... نَعَم ولكنّه ليس شغلها الشاغل وسعيها الدائب، ولهثها الدائم خلف أي فُتاتٍ من ذكره، تقبض أي قبضة من أثر الحديث عنه فلا تهدأ ولا تتوقف لها حركة لسان تعجل به وتعجل، تخشى عليه غوائل الهرب من بين ثنايا الأحاديث، وتستمسك بأهون قشّة من وحي اسمه تبني بها معابد فكرها وأمنياتها، ولا تحسب حساب العِماد ولا المِلاط،ولا اللبنات ...لا تخشى على بنيانها الذي بنَتْ أن ينهار أو يسقط......!!! كل أمانيها أن تبني ولو بلبنات الأوهام وبعِماد الأحلام وبملاط الكلام ....!!!

نسيتُ أو كدت أنسى أنّ هناك من شابات هذه الأمة من تحلم.... نَعَم ولا مشنقة تنصب للأحلام...! مَن تتمنى... ، نعم ولا مقصلة تنصب للأماني العِظام، من تبني.... نَعَم ولكن على حذر وبميزان من العقل والوعي والفهم والقسط المناسب من أقساط الحياة،فلا تضيع كل أقساط الحياة في عنوان
"فارس الأحلام".... !!    

يتبع...  emo (30):


 07-05-2009,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:18:57
وأخــــــــــيرا...(2)

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات أمة الخير كله مَن تنتظر وتصبر...!!، ولا تجزع :emoti_209:، ولا تقضي الساعات والدقائق والثواني في سباق مع الساعات والدقائق والثواني تخشى أن تلقي على سواد ضفائرها –ولو أنّ زمن الضفائر قد ولّى ::cry::- بالظلّ الأبيض من قبل  أن تظفر بالفارس، الذي هو عندها جملة من الأوصاف والخيالات والاتساقات البالغة من الروعة كل مبلغ.... الفائقة في الجمال كل جميل....التي هي إلى نقصان وضمور وانكماش كلما تسارعت عقارب بنات الساعة من كبيرتها إلى صغيرتها تنبئ أنّ نهر العمر قد بدأت تغيض مياهه، وأن سوقه قد بدأت تكسد بضاعته،فالأوصاف والخيالات والاتساقات  إلى ضمور ونقصان وانكماش، تتقزّم وتتقزّم، ويذوب جليد الشروط والاشتراطات حتى يغدو ما كان بالأمس القريب فارسا مغوارا،وسيما جذّابا، مِبساما على صهوة الجواد الطائر صورة لا تمتّ للشبه بصلة.... !

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تنتظر وتترقّب بعقلانية لا بجنون، برضى لا بسخط، بطمأنينة لا بخوف، برزانة لا بخفّة الطير المهاجرمن أرض القرّ إلى أرض الحرّ، وشتّان بين الباحثَيْن!!، فذاك باحث عن دفئ متخذا أسبابه فلا محالة واجدُه، وتلك تقتل ساعات عمرها بحثا عن دفئ تظنّ أنها موجدتُه !!

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تتوكّل على ربها وتوكِل له كل أمرها....، وترضى فلا تحيك في عقلها لقطاء أفكار الصُّويحبات لا بكلماتهنّ ولا بأفعالهنّ ...توقن أنها على الحق وإن بدت أنها أعجوبة العصر وفَلتة من فَلَتات هذا الزمان.... !

توقن أنّها على الحقّ وأنّ الموت بطريقه إليها يتتبّع أثرها وأنّ لا مهرب لها منه، وأنّما تحبّ أن تبقى صحائف طهرها وعفتها بيضاء نقيّة لعلها شفيعتها يوم تعرض أعمالٌ لها قد خلطت فيها صالحا وسيئا ....!
لا تحبّ أن تشاب تلك الصحائف بشائبة، تحرص عليها....، لا تحبّ أن توصَم بشِية، لا تحبّ أن يتبدّل لونها من نقاء البياض إلى كدرة من ألوان .....لا تحبّ أن تلطّخ .... فهي عِمادها وهي رأس شخصيتها، وهي صورتها عند رب الناس قبل أن تكون صورتها عند الناس....

يتبع... emo (30):


 07-05-2009,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:20:20
وأخــــــــــيرا...(3)

نسيت أو كدت أنسى أنّ هناك بين فتيات الأمة اليوم من تكفر بليالي السمر في أوقات السَّحر عبر ذبذبات علم لم يكن لنا في صنعه حظّ الطفل بل ولا حتى حظّ الرضيع بل ولا حتى حظّ الجنين ... !!! تقوم لمحمول معبود من دون مولاها تنسج عبره خيوط قصص الهوى، وتترجم حكايات ألف ليلة وليلة بقلم العصر محمولِها رفيقها الذي تخشى عليه أكثر من خشيتها على بؤبؤ عينها ... !

نسيت أو كدت أن أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تكفر بعلاقات الصداقة بين الجنسين،تبيع كلمات الحبّ اليوم لفلان وتشتريها من علان، وتبيعها غدا لغيرهما وتشتريها من غيرهما... !! وهكذا اليوم والغد عندها سوق للبيع والشراء، بيع الكلام بأبخس الأثمان وفي جملة المبيعات سلع ...وأواه من أسمائها تلك السلع !!!شرف وعفة وشخصية ووو.................

نعم نسيت أو كدت أن أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تعدّ العلاقة والحبّ بلا رابط شرعيّ حراما لا تقربه مَن مثلها وقد توّجت بتاج العفة والعفاف بتنزيل حكيم عليم يريدها درة مصونة لا تتقاذفها أيادي اللاعبين تقاذفهم كرة في ملعب على مرأى من جمهور يصفّق ويهلل لمهارة اللاعبين...!! يريدها لؤلؤة مكنونة لا تعبث بها أهواء العابثين المبدّلين اللاهثين خلف شهواتهم لهث الحيوان خلف غريزته.... !!

نسيت أنّ بين فتيات أمة الخير اليوم من تعرف أنّ ما سيصيبها ما كان ليخطئها، وما أخطأها ما كان ليصيبها، وأنّها تحيا وتعيش وتفكر وتنمّي ساحات إدراكها، وتغذي مساحات عقلها بما ينفع ويفيد ويعلّم ويقوّي، وترى بعين الشفقة والسخط  حال كل من اتَّبَعت وحال كل من اتُّبعت تظنّ هذه وتلك أنما الخلاص وإدراك القطار بمقدار سرعة الركض، ومهارة الصيد، وحسن التخطيط لإيقاع الفريسة بالشباك والفوز بالصيد الثمين والراحة من عناء التخطيطات وتغيير المخطّطات !!!

يتبع...  emo (30):


 07-05-2009,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:21:58
وأخــــــــــيرا...(4)

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم من تؤمن بالخطبة الشرعية!!، وبخطوات الخطبة الشرعية، وبما حدّده الشارع ليبقى المحفوظ محفوظا والمصان مصانا، والمخبأ مخبأ....كدت أنسى ...نعم ولا عجب ....وإن شئتَ أن تعجب من حالي فلك أن تعجب ولا ملام ..... ولكن قبل أن تعجب أوتستغرب أو تستعجم لغتي فلتتأمل مِن حولك واصدقني بعد جولة تأمّلك إن حقّ لي النسيان أو قربي النسيان ..... !!!وإن أصريت على لومي فلك ذلك ولكن دعني أكمل أخيّ فبالجعبة أسرار  ::)smile:

نسيت أخيّ أو كدت أنسى أنّ بينهنّ من تنتظر الفارس وتحلم بالفارس وهي تسأل مولاها أن يرزقها إياه كما يحبّ هو ويرضى،فلا تنخدع بكثرة المصاحبات وكثرة المصاحبين، ولا تخشى أن يُأكل نصيبها أويُسرق من كثرة المصاحبات وكثرة المصاحبين، وكثرة المحبات وكثرة المحبّين !!! .... ليت شعري أين الحبّ الذي يقيم الأمم من صورة حبّ يوقعها في جبّ سحيق .... !!!

كدت أنسى أنّ بينهنّ من تؤثر الموت على علاقة تربطها بمن لا يتقدم لخطبتها،طارقا بابها، طالبا يدها ليده وثاقا وعروة لا يريد لها انفصاما ولا منها فِكاكا، بل يخشى أن تضيّعها منه هفوة من هفوات لهفة قلب محبّ.... يعرف قدرها ووزنها ومعناها، ويعرف طريقها الذي عنه هي لا تحيد، ويعرف رسمها الذي رسمتْ لحياتها ، ويعرف مراقبتها صحائفها البيضَ من أن تلهو بها يد لا تريد الوثاق .....كما يعرف أنّما دربه إلى الله ليس لغيره، وبها يريد أن يعبّد الدرب إليه، ومعها يرجو أن يقصر ويسهل وتزداد معالمه اتضاحا،ومصابيح نوره اتقادا .... 

يتبع...   emo (30):


 07-05-2009,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:23:37
وأخــــــــــيرا...(5)

نسيت أو كدت أنسى أنّ منهنّ من لا يغالي معها الخيال،ويفرط معها الإحساس بالحرمان وقد رأت نفسها شاذة بين الفتيات،وكأنها المقبلة من عصر الحجر على عصر صنع القمر !!! تلوم نفسها وتلوم ، حتى تقرّر.... وليْتَها لم تقرر...  !!! تقرر الانسلاخ من ثيابها الرثّة البالية الخلِقة .... تقرّر التبرؤ من قوقعة المثاليات التي ما أسمنت وما أغنت من جوع في عصر صار يعدّها تمثالا ، لم ترتقِ حتى مصافّ الحجر المعبود عرفانا بأصل اسمه ... !!
تقرر التحرّر من قيدٍ أدمى قلبها إذ طوقه باسم الحرص على بقاء وزن ألقِيت معاييره عرض المحيط...!، تقرّر التحرّر والشبّ عن الطّوق وشِعار حريتها : "أن تتحرر متأخرا خير من ألا تتحرر أبدا "... !!

نسيت أو كدت أنسى أن بين فتيات الأمة اليوم من لا تتفاخر بالحديث عن مجنونها الذي تعلم يقينا كم يأبى العَيش عاقلا بِلاها !!!! وأنّ الحبّ لا يعرف العقل، ولا يعرف المعقول، :emoti_209:وأنّه الأعمى ، وأنّه المخبول ...  :emoti_209:!! وأنّه ساحق ماحق لا يترك في عقول المحبّين حبّة إلا أتى عليها إتيان الوابل على السنبلة المتهيّّئة لعرس الحصاد ..... :emoti_25:

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمّة اليوم من تتكبر على فكر الغرب المتهالك وتفخر بثقافتها الإسلامية، فمنها طريق لباسها، ومن مشكاتها نور تفكيرها، ومن وحيها رؤيتها وطرق تخطيطها.... وأنّ الأمواج المتلاطمة الهائجة المستفزّة رمالَ الشاطئ الذهبيّة -فلا هي آخذتها وراء البحار ولا هي تاركتُها بسلام-  ما لها عليها من سطوة و لاسلطان، ولا تخشاها إذ هي حبة الرمل الصامدة الراسخة المؤثرة حياة الزوابع في قلب الأرض الأم على حياة حبة هائمة مذعنة للموج الهائج منساقة على عمى إلى لجّ البحار تظنّ أن البحر سيعدّها شيئا إليه ينظر .... !!!

نسيت أو كدت أنسى أنّ بين فتيات الأمة اليوم مَن تجد لرجع صدى كلمات المعاكسين  أنكرَ  أنكرِ الأصوات، ومن تجد لطعمها مرارا فاق العلقم مرارا.... !!!

لا تلومِنّني أخيّتي emo (30): ،ولا تغضبي مني وأنا ابنة جنسك فتدبرين في صرّة تصكين وجهك وأنت القائلة: واخجلتاه منكِ وقد جعلتِ من جَمعِنا فارغات،لاهثات ،تائهات  .... معذرة إليكِ أخيّتي وليشفع لي عندكِ نسيانيَ....فأنتِ أنا وأنا أنتِ ولكنّ وجع قلبي عليكِ مردّ شَكاتي .... !!!

ولا تلومَنّي أخيّ إن كنتَ لائمي emo (30):، فمازال بالجعبة أسرار، ولا تتحجّجنَّ بشهادة مني وأنا ابنة جنسهنّ لتبرّئ نفسك من كل جرم وكل سوء ... فلعمري ما أقمتَ صرح الرجولة والغيرة فيك إلا أذهبتَ وجع القلوب المتوجّعة عليهنّ ...

فلتصغِ إليّ  أنتَ ولتصغي إليّ أنتِ ..... وهذه أغوار جعبتي ..... emo (30):



يتبع...   e emo (30):

 07-05-2009,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:25:06
وأخــــــــــيرا...(6)

وأخيــــــــــــــرا ..... ::)smile:

من بعد ما نسيت أو كدت أنسى....وجدتها في خضمّ كل الذي كان emo (30):،وفي خضمّ كل الذي هو كائن  emo (30):،وجدتُها وما أجملها إذ وجدتها...وما أسعدني إذ وجدتُها .... ::happy:

إي وربّي ، وهي منهنّ ...من بنات أمتنا اليوم ....  emo (30):
حسناء سبحان من خَلَق لها الوجه الحَسَن .... والمَبسَم الصبوح .... حسناء وقد زادها بريق عينيها على الحسن حسنا emo (13):....ذاك البريق الذي ما أنفكّ عنه أبحث ....هو الذي من سَنَا ذاك العنوان الذي عشقتُ وما أنفكّ له عاشقة ....

حسناء ...لو لم يكن ذاك البريق بعينيها لاتّخذت من حسنها باسم العصر مِعول هدم أينما حلّت أحلّت به الفتنة، وأطاحت به من عبّاد الهوى أعدادا تترا ....ولكنّها المتّقية الراضية، الهادئة المطمئنة، المتبسّمة ابتسامة الرضى والحبّ ما أبصرتَها ... emo (30):

الساعية، العاملة الباكية بين يدي ربها ترى من نفسها تقصيرا دائما وهي العاملة الساعية ....تودّ لو أنّ لها من اليد أياد ومن القلب قلوبا بالعدد ....
ولَقلب واحد صادق يا صاح يقلب موازين الحساب فلا يعود الواحد يساوي واحدا بل يساوي المَددَ من الآحاد .....
تودّ لو أنّ لها من كل جارحة فيها  أضعافا تخدم بها المعنى الذي قد فهمتْ من سرّ وجودها وخلقها، ومرمى دينها وعظمة رسالته وثقلها في الأرض .....
المتقية الراضية ، الشابة اليافعة ترتع برياض ربيع عمرها الزاهر...تغدو وتروح راضية مطمئنّة.... emo (30):

تحيا، وتعمل بإيمانها، ولإيمانها ... تسأل الله أن يستخدمها وتبكي بمرارة كلما عادت لنفسها تحدّثها حديث المحبّ لمن يحبّ... والحبّ الصادق صدق ومواجهة ومصارحة لا يغيب فيها اللوم والعَتَب والزجر والردع وعدّ العمل ناقصا ما بدا للناس جبلا أشمّا ....والحب ّالصادق تحفيز على العطاء وزيادة العطاء وتذكّر للموت يهون بذكره كل تعب وكل شقاء وكل عناء، ويُحيل الحجر الصلد على الطريق قطنا ما أن نراه حتى يطيب لنا دَوسه بأقدام العزم والإصرار ورجاء الجزاء .... emo (30):

تفكّر بالزواج .... نَعَم ، ولكنها راضية بما قسم لها المولى ....فإن أحبّه لها كما يحبه ويرضاه زيادةً في قوة العمل له ومغذّيا للسير على دربه، أحبّته وإن لم يكن فلا أسعد عندها من أن يستخدمها ربها وهو الذي يريد emo (30):، وإرادة المحبوب كلها خير،وكل ما يعطيه ويريده الخير الذي لا تختار عليه سواه ....... emo (30):

تربأ بنفسها عن لهو اللاّهين، وعبث العابثين، وكذب الكاذبين المتلبّسين باسم الحبّ المبتغين رِيّ الهوى وليت الهوى يرتوي إنْ مشرَبُه الملح الأجاج كلما شرب منه وكأنما لم يشربِ .....!!!

كيّسة، فطنة فلا تلقي للألاعيب بالا، ولا تُفتن بكلمات الغزل التي تُلقى إليها، فإذا هي عندها عقاب لفافة التبغ الملقاة تدوسها ولا تبالي ....بل ودّت لو أنّ الأرض كُفِيت حملها وحمل قذاها ....!!

ومذ أزهر نَور ربيعها الحامل علامات الحسن، تسابق المريدون والطالبون ينشدون الفوز بها وهي الدرة المصونة التي أبت على نفسها لطخ أيادي المقلّبين وسِهام أعينهم النارية تأكل منها أكل النار الهشيم .........

مذ أزهر نَور ربيعها الحامل علامات حسناء يتمنى الرجل لو حازها، وعلامات مؤمنة مطيعة يتمنى الرجل المؤمن المطيع الفوز بها لدنياه كما لآخرته والمريدون يتقدمون كلّ بقصته ....  emo (30):
ورغم ما رأت وعاينت من تهافت المريدين وكثرتهم، إلا أنها ما اغترّت ولا اتخذ الغرور له مكانا في قلبها،والغرور إذا ما استوطن القلب ملكه وغزا كل أرضه، فحاذروا من غزوه وطفيليّات مستوطناته المسمومة .

كان كلما تقدم لها أحدهم، أخشى ما تخشاه  أن يتعدّى حدود المشروع، فيخطئ الطريق......
لم تسعَ لربط علاقة بأحدهم ولم تحسد يوما إحداهنّ على ما تراه بعينها كنزا وفوزا وكانت عين بصيرتها تراه ارتكاسا وانتكاسا ومعصية لله على أرضه على كثرة المتعلقات، وعلى كثرة الفتن، والفاتنين، وعلى قلة الصامدين .....

إنها فاطمة الحبيبة ....


يتبع...    emo (30):


 07-05-2009,

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:26:22
وأخــــــــــيرا...(7)

والدها المحبّ  وهي بِــــكره، يراها زهرة عمره التي أعلت بريحها الطيّب المنتشر ذكره ورفعت رأسه، وبين إخوتها ليس مثلها من التزم وحافظ وأحبّ الله حتى سعى بكل نبضة من نبضاته يرضيه ويسأل رضاه ....

أحسّ أخيرا -والطالبون يترددون عليه-، أنّ حبيبة قلبه مغادرته، وأنّه هو من سيعطيها بيديه إلى أكناف غيره...ويا ما أصعب فعل ذلك عليه!! ....إنها أثيرته التي أحبّته عظيم الحبّ بحبها لله، أحبّت أمها عظيم الحبّ بحبها لله، صانت عرضه وشرفه ومكانته بين الناس فصار يُنعت في زمن شحّ فيه نصير التربية القويمة بالرجل الذي أحسن التربية وأحسن الله إليه إذ منحه فاطمة ..... emo (30):

فاطمة الحبيبة emo (30):، وما أجمل الحبّ في الله ، وماأجمل حبّ من أحبّ الله ....وما أجمل حبّ من رضي بما قسم له الله، واطمأنّ وسعد، لا يسأل من حطام الدنيا الزائلة غير عمل يرضي المحبوب عن محبه ... !!

ما أجمل المرأة حينما تصون نفسها وعرضها وتنأى بنفسها عن ريح الهوى الصرصر العاتية....، ما أجمل الشابة اليافعة إذ تذكر الموت ولا تظنّ أنّ زهرتها أبعد ما تكون عن نوال يده التي تنال في كل دقيقة وفي كل ثانية من سبق عليه القدر لتسقط ورقته من على شجرة الحياة .....!

فاطمة الحبيبة دقت نواقيس تنبئ بأنّ موعد فراقها أبيها ومحبيها قد حان....، نعم دقّت تلك النواقيس وعلى قدر صعوبة ساعة فراق المحبوب.... على قدر صعوبة مفارقتي لها، على قدر سعادتي بأنها هي التي بينهنّ ما أحلى خطبتها emo (30):، وما أحلاها إذ تتزين تلك الخطبة  بكل تفاصيلها برَوح الإيمان بالله، وإرضاء الله المحبوب الأول الذي بحبه نعرف للحبّ قدره ووزنه وحقيقة معناه .....

فاطمة إنّ خاطبَيْن اثنين هذه المرة يتقدمان إليك في آن واحد، فما عساك صانعة ؟؟؟

متبسّمة راضية ناعمة الكلمات هادئة المنطق emo (30):: أمري لله وحده يعلم أنني ما أحبّ إلا ما يحبّ ...تالله لست خائفة ولا مفكرة مادمت أسأله أن يقدّم لي الطريق التي يعلم فيها رضاه عني ويعلم فيها من الخير ما لا أعلمه ، ويؤخر عني الطريق التي فيها ما يغضبه، وفيها من السوء ما لا أعلمه ....

نَعَم يا فاطمة نِعْم الكلمات الذهبيّة التي نطقتِ emo (30):....نِعْم  اليقين ....نِعم الحبّ الذي يجعلك راضية مطمئنة لا تجزعين ولا تخافين ولا تظنين أنّ بمَلكِكِ أنت تأخير ما يؤخر أو تقديم ما يقدّم ..... ياااااه يا فاطمة ما أجمل رَوح الإيمان في قلبك .... emo (30):

وذات يوم هذه إحداهنّ تأتيها :
أختي فاطمة أنا المبعوثة من عند فلان لسؤالك التقدم للخطبة .... فأرجو أن تكلميني على رقمي هذا لمعرفة ردّك...

تتلعثم فاطمة- وإن كانت  المتقدمة امرأة من بنات جنسها- ولا تعرف بمَ تردّ غير كلمات أسعفتها: سؤال كهذا يطرح على والدي قبلي  .....والوجنتان محمرّتان :blush::، والنبضات تعلو و تتسارع خجلا وكرها لهذا الموقف الذي لا تحبّ أن توضع فيه، لخجلتها منه، وهي الجريئة في الحق .... emo (30):

تعود الخاطبة بعد أيام تسلّم، ثم تلقي باللوم عليها .... أنّها لم تكلمها ولم تردّ عليها عبر رقم هاتفها ....

وفاطمة تخبئ كلمات كثيرة يمنعها حياؤها البوح بها، أن كيف لها أن تكلمها بشأن كهذا وهو الذي ترى والدها أحرى بتلقي مقدماته منها، ومن بعد تحصّنها به لها أن تبدي رأيها وهي في حياضه الآمنة ومن خلف حصنه المنيع، ولها من بعد ذلك أن ترى خاطبها وتبدي رأيها الفصل في أمره .....

وإذا بالله يقيّض لها أختا تخرجها من هذا الموقف الحرج، فتنطق مكانها عما تريد قوله: أن يا أيتها الأخت الفاضلة إنّ الأحرى أن يقدم الطلب إلى أبيها أولا  emo (30):، فهو وليها وهو الذي سيسأل عن خاطبها، ويبحث عن تفاصيله ......وما لفاطمة أن تكلم وتردّ بهذا الشأن من قبل علم والدها به

ومن بعد رحيل المبعوثة تنفجر فاطمة باكية، تجهش بالبكاء،ولا تردّ بغير أنها قد كرهت هذه المواقف الصعبة، وأنها لا تريد غير أن يرضى الله عنها، وتخشى أن تقع فيما يغضبه ولو بكلمة .....في هذا العصر الذي استسهل فيه الشباب والشابات الكلمات، والطرق الملتوية ....إنني أخشاها...أخشاها وأخشى الوقوع بها ولو خطأ ....ولذلك كم أكره هذه المواقف .....

يااااه يا فاطمة وغيرك تبكي نادبةً حظها الأسود الذي لم يأتِها بعريس رغم حثيث سعيها .....!!!  ما أتيتِ جرما أختي الحبيبة بل أنت الطاهرة العفيفة....وسترين الخير كله، وهذه سنة الله، ولن يخيبك وسيختار لك الطريقة التي ترضيه ..... وليس في هذا شيء، فالمبعوثة امرأة ... emo (30): والأجوبة صادقة واضحة

وكانت النوايا صادقة....وكان الطالب محافظا على مطلوبه emo (30):، يخشى ضياعه من بين يديه بهفوة تسرّع لا يقصد بها غير المسارعة للفوز بهذه اللؤلؤة التي أصبحت نادرة في زمانه ..... emo (30):
وصدق......، فما هو إلا يوم أو يومان حتى تقدّم لوالدها .... ومازالت فاطمة لا تعرفه ..... ومازالت لم ترَه بعد ولم تعرف له عينا في رأس .....  emo (30):

وها هي تستعدّ لمجيئ النسوة لأمها من بعد تقدّمه  لأبيها لا يتمنّى إلا القَبول والرضى emo (30):..... وها هو الوالد يسأل فلا يسمع إلا كل الخير عن الخاطب، وهو إذ يصعب عليه الفراق sad:(، يتمنى في الوقت ذاته لابنته زوجا صالحا خلوقا يعرف لها حق قدرها
فلا يجد معارضة منه، بقدر ما يحسّ في نفسه دنوّ ساعة ذهاب حبيبته عنه .... فيحزن وهو يخفي حزنه ويتأبى عليه، ولكنّ الرجال إذا حزنوا بدت علامات الحزن عليهم قويّة قوة الرجولة فيهم .........

إنها فاطمة الحبيبة ....

يتع...     emo (30):


 07-05-2009,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:34:21
وأخــــــــــيرا...(8)

بشــــــــــرى خير  :emoti_134: emo (19): emo (19):

قُبِل خاطب فاطمة، ومضى الأمر بخطوات يسرها الله سبحانه، وقد تمّ الأمر بما يحب الله ويرضى ، هكذا تحرص فاطمة على هذه الخطوات، وقد تمت الرؤية الشرعية ببيتها، بحضور والدها ..... واطمأنّ الطرفان كلّ إلى الآخر    :blush::

ولله الحمد والمنّة .......

وتزوجت فاطمة وهي اليوم أم لبراءة بارك الله فيها وبرأها من كل سوء  ::)smile:
 emo (19):


 اليوم.... 22/02/2013
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:37:10
الكتب والمكتبات 

الكتب والمكتبات في عصور النهضة الإسلامية.....
هذا اللون الزاهي من ألوان حضارتنا الزاهرة، هذا النُّور الذي لا نريد أن نقف عند حدود الافتخار به وحسب، وإنما نريد أن نحاسب أنفسنا ونتهمها، ونعلم علم اليقين أنّما حال الأمة اليوم وما آلت إليه تلك الألوان من بهوت، وكل الذي كان وغدا أو كاد أثرا بعد عين، هو من صنع أيدينا ....
إنهم كانوا أهلا لأن يروا هذه الألوان بأعينهم، فهم صانعوها، وهم من سعى إليها، وهم من لم يستأثروا بها، بل بثوها وأشاعوها، ونشروها تنير، وتزهر كفعل النَّوَر الذي يعلو على ألوان الزهر المحيط به ببهائه وحسنه ،وَرْدا ونورا مشعا ينطق بلغة بياضه ونقائه أن أنا سيدكم حقا وأنا اللون حقا .... وكل الزهر له مذعن مطيع يعلم أنّما سطوة جماله حق لا مِرية فيه ....

تلك الكتب ... لقد كانت لبّ الحضارة، تعيش بين أيدهم أحلى حياة، ويعيشون بين أيديها أجمل حياة...
ترى هل ترون مثلي رفوف تلك المكتبات ؟؟ ، وتلك الخزائن، والأروقة والمجلّدات، وتلك الحجرات التي في كل واحدة منها قد اجتمعت كتب صنف من أصناف العلوم، وأخرى اجتمع فيها النساخون، وغيرها اجتمع فيها المترجمون ؟؟ هل تراكم ترون كل هذا كما أراه ؟؟

أليست وكأنها الخَضَار والماء الجاري، والهواء النقي العليل المنبعث من الشواهق الرواسي ينسم على الأرواح وعلى العقول نسيم العلم والمعرفة ، فتتفتّح له حجرات العقل، تُنَاسِمُه وكأنها وجنات الزهر الفرِح ببسماته ، المتورّدة من دغدغاته ....

إنه الكتاب، ذلك الصديق، ذلك الجليس، ذلك الحميم... ذلك الذي يُؤثَر ولا يُؤثَر عليه...
لا تساوي الدنيا وما فيها، بمالها وبهرجها، وزينتها حكمة من حكمه المتربعة على عرش صفحاته، يشعّ نورها على العقل،وينبثّ سحرها بين جَنَبات الروح فيغدو المتعة، والأنس والفرح والسرور....

أي حال هو حال الأمة يومذاك ؟؟ والندوات والمجالس، مقاصد العلماء والأدباء والفقهاء والشعراء، فجدّهم معرفة كما هزلهم وترفيههم معرفة... !! والمكتبات دور للحكمة والعلم الغزير...
أي حال للأمة يومذاك ؟؟
أليس الخزي والعار يومها لاحق بمن فرّط في هذا وجنح لغيره ؟ أليس الغريب والبعيد والعجيب شبعان عن زاد كان يلقى للقريب كما للبعيد، لأهل البلاد وللغرباء سواء بسواء؟؟

أي فراغ يشكو منه شباب يومذاك ؟؟ وأي ملل وأي كلل وقلوبهم وعقولهم البُسُطُ الخُضْرُ، تجري من تحتها الحكمة أنهارا، والألوان الزاهية من زهر العلم تؤنس الخضرة وتزهيها، ومن مائه يورق يابس النبت، وتتجدد الحياة، وكأنّها الحياة أبدا فلا مَوات ....
أي حال هي حال نساء الأمة يومذاك ومنهن الناسخة جميلة الخط ، تخط بيمينها الأنثوي كلمات الله في أجمل حلة؟؟...
أي حال هي حالها وهي بين أمة الشعراء مرتجلة شاعرة، وهي بين اللغويين لغوية بارعة؟؟
أي حال هو حال ابن على الدنيا جديد، أول ما يُسمَعُ منها كلمات التوحيد والدعوة للصلاة والدعوة للفلاح والبشرى بالفلاح؟ ومع كلمات التوحيد وكأنها الوعد بما سيَلقَى وسيُلقِي من فلاح بيده مع أيادي العاملين ، يأتيه الوفاء بالوعد وقد شبّ في مجتمع دَيْدَنه الإيمان والعلم والتعلّم والتعليم ....
أينما حللت حديث العلم والأدب، والحكمة ، وحيثما كنْتَ مجلس من مجالسه، أو مكتبة تحوي كنوزه، وعمال يعملون في مجاله وكأنهم خَدَمُهُ المطيعون ، فعمل هذا يكمّل عمل ذاك ....

هذا خازن المكتبة عالم من علماء البلدة، يرشد الناس ويوجههم ويعلمهم ويهديهم حبّ الكتاب مع ما يهديهم من سبل العلم والمعرفة بالكتاب ...
وهؤلاء الناس على اختلاف الأعمار والمشارب، من أهل البلدة أو من الوافدين تغصّ بهم المكتبات في جوّ مهيب، ومنظر جميل بديع، يلتفّون حول الكتاب يستجدونه الزاد كما يستجدي الطاوي ما يسدّ رمقه، وكما يستجدي الصادي ما يروي ظمأه .....
هؤلاء النسّاخون ينسخون لا يفترون، وهؤلاء المناولون المنظّمون، أبجديتهم النظام والتنظيم في تنسيق واتساق لا قبيل له على وجه الأرض في تلك الأيام من أيام الأرض.....
وهؤلاء المترجمون البارعون ينقلون صنوف العلم من اللغات إلى اللغة العربية، يثرون مكتبات الأمة ويعملون في نشاط ودأب منقطع النظير....

وهؤلاء العلماء، وقريحتهم تجود بالأنوار والكنوز، يبثونها، قاضين أعمارهم يجودون لا يبخلون، يكتبون ويخلّدون حتى إذا ما ماتوا كانوا الأحياء الذين يتكلمون من وراء حجاب اسمه الكتاب .....فلا تعرف لحسناتهم موتا مع موتهم، ولا تعرف لبنات عقولهم، ولنبضات قلوبهم انتهاء مع انتهائها من ساحات الدماء واللحم والعظام ...

وهؤلاء الحكام والخلفاء يبذلون من جيوبهم ومن خزائن الدولة للكتاب، وهؤلاء منهم من يفرض الجزية كتبا، ومن يضع شرط الصلح كتبا يتركها لأبناء أمته كنزا ليس على الأرض أغلى منه ولا أثمن ....
إني وكأني أرى الأطفال تلعب وتلهو ساعة كما ترتاد المكتبات ومجالس العلم والأدب والفقه ساعات....
لكأني أسمع أصواتهم الطفولية، وقهقهاتهم البريئة والحكمة تخرج من أفواههم، والذكاء تموج به أعينهم بريقا يشرق منه سرّ الحياة ....

لكأني أسمع ذلك الطفل يحاور الخليفة حتى يفحمه ، وكأنه يخاطب المعمّر الحكيم...
وأرمق عيني تلك الطفلة التي نشأت وشبّت على الشعر حتى غدت شاعرة عصرها، ترثي كما تسترجع، وتلغز كما تفصح ....
إني أرمق ذلك الرجل بينهم، وهو المعسر الفقير يبيع كل ما يملك لقاء أن يتحقق حلمه في ولده الذي يريده عالما نافعا للأمة، ويحقق له الله حلمه، فيُنبِت الولد نباتا حسنا، ويشبّ عالما فقيها حجّة الأمة في عصره وفي غير عصره....
إني لا أكاد أرى الطرقات إلا وهي محفوفة بالمتنادين برقيّ اللغة والأدب، أو الحاملين وَرَقهم وكتبهم المحزومة إلى مجالس علمهم بمكتبة أو بندوة أو بمسجد ، يقطفون ثمار العلم اليانعة من أفواه أصحابها الذين عايشوهم وآكلوهم وشاربوهم ذَواق المعرفة وزاد الحكمة ....

إني أرى ملوك العلم من حول بلاد الإسلام تهاب المسلمين، وتقيم لهم ولحضارتهم ألف حساب من قبل أن تنبس بحقهم ببنت شفة، وأراهم وهم غاية غاياتهم أن ينعم أولادهم بالدراسة عندهم والنهل من علمهم، يبذلون لأجل ذلك غاية ما يملكون من مال ومن وسيلة ....

أي حياة هي تلك الحياة، وأي استحقاق لها، وأهلها هم الذين عاشوا أسيادا وماتوا أسيادا بقلوبهم الحية وعقولهم الحية من بعد ما عرفوا سرّ حياة القلب وحياة العقل معا ...

 06-07-2009, 11:26 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:37:54
ألهذا فقط؟؟!!



    نظرت من حولي فإذا الناس في شغل فاكهون، بين غدوّ ورواح وجيئة وذهاب، وأصوات تعلو، فساعةً تَميز كلمة من جمع كلمات، وساعةً لا تكاد تَميز كلمة على كثرة الكلمات وامتلاء الأفق بالأصوات ...

    إذا الرجل الذي تنبيك مشيته، وينبيك خُطوُه أنه يقطع الطريق قطعا يبتغي نقطة الوصول...لا ينظر إلا أمامه ...منشغل عن كل مَن حوله....مسرع....مغذّ سَيْره ، يغالب طول الطريق بعزم قَدَميه مع عزم فكره على بلوغ نقطته ....
    كم مرّةَ حدّثت نفسي مذ بدأتْ تعقل نفسي : ليت شعري ! ما أوسع خطوة الرجل قياسا إلى خطوة المرأة !!...إنها لأوسع بكثير وتظنّ المرأة المرافقة لرجل في الطريق أنه يسرع كما هي تسرع ! بل وتلهث خلف خطواته ليكونا على خط واحد ويبقيا مترافِقَين ... ! بينما إذا نظرتْ إليه وجدته يمشي الهُوَينى لا تعب ولا نَصَب... لا لهث ولا سباق ... إنه يمشي مرتاحا ... !!فقط يمشي ... !!

    ليت شعري ....ما تُراه السبب في هذه المفارقة العجيبة ؟؟ آه إنها خطوته الواسعة التي لا يبذل معها جهدا إضافيا بينما تلهث المرأة حتى تقطع مع خطواته المسافة ذاتها ....

    أتراها شيئا من الأشياء يُعرف ويقرَّر معرفة ونكتفي بصورته الظاهرة ؟؟ أتراها هي الطبيعة الغالبة في كل جنس وحسبها أن تكون الطبيعة ؟ ! أم أنها تحدّثنا بمعاني أخَر ؟؟ أم أنّها تذكرنا بلوعة وآهة حبيسة ...حبيسة كانت أم طليقة ...أسيرة كانت أم حرة بائنة عن قوة فيه ذاك الرجل لم تعد تراها المرأة المؤمنة بربها فيما يجب أن تراها فيه...لم تعد تراها إلا بين طيات الكتب في حكايات الرجال عن الرجال.... !
    أم تراها تلك العلة التي تختبئ مع جملة العلل في قلوب الصادقين حرقةً وفي أحلاقهم غصة ....؟؟
    أم تراها تلك الصرخة الحرّة التي تكبتها المؤمنة الحرّة تفتقد معتصما... ليس لها على غرار النّاشدات رجالا كيفما كان النشيد !! بل للأمة ................
    غاية أمانيها بدمعها الحرّاق المنسكب على جلباب ليلها البهيم مع شحّ من يفهم ومن يعي ومن يقدّر أن تجد من يفهم معنى دمعها أو يعي أو يقدّر ....
    أجل ....ما تزال تلك الخطوات عنده أوسع من خطواتها ...وما أراها اليوم إلا أنّها أوسع من خطواتها ...

    مازلت أرمق يد الرجل منهم فإذا هي أعرض من يدي ....أغلظ من يدي... وإذا أصابعه أكبر وأضخم من أصابعي .... مازلت أرى قبضة يده أقوى من قبضتي ... !!
    كم حدّثتني نفسي وأنا أرى أبي أو أخي يفتح ما استعصى عليّ فتحه ... أرمقه لعلّ حبّات عرق تتصبّب من جبينه وهو يفعل...أو لعلّ حمرة تعلو وجنتيه فتغمر وجهه كلّه وهو يفعل... لعلّ ما قد كان معي وأنا أخاصمها وأعاركها يحدث معه .... لعلّ قوته تخور، ويعلن الاستسلام ويعلي رايته تؤنس رايتي اليتيمة .... لعلّ شيئا من ذلك يحصل معه ...
    لا كلّ ذلك ليس بكائن، ولا حاصل معه ... وما كانت مني تلك المراقبات إلا أماني منّيت بها نفسي التي جزمت إ ذ ضعفت أن الأمر جَلَل ولن يقدر عليه كما عليه لم أقدر ....وأمانيّ ما تفتأ يفضحها اعتقادي الجديد السليم أنّ يدي هي الأضعف من يده، وأنّ يده هي الأقوى من يدي، وأنه ما استعصى عليّ ليس عليه بعصيّ ....
    أتراها مجرّد حقيقة عرفتها لا تعدو أن تكون قوة أكبر .... وساعدا أقوى.... وقبضة أحكم ... فلا تلقي بظلالها على معاني أخَر .... ؟؟ !

    كم حدّثتني نفسي في حلم مستغرق كلما جنّ الليل ووجدتُني بين جدران البيت لا أشذّ عن قاعدة اللَّوذ به كلما حاكت عقارب الساعة ظلمة الليل في سطوتها وأمرها فينا نحن بنات حواء ... !!
    كم حدّثتني بعمق الحالم الذي يرى نفسه في الحال وهو أبعد ما يكون عنه ... كم صوّرَتْني أسري بين أكفان الليل السوداء مرفوعة الهامة، واثقة لا أبالي كما لا يبالي الرجل إذ يفعل .... وحدي ليس معي أحد، كما يكون هو وحده ليس معه أحد .... لا يخشى لومة لائم ينعته بسبابة أو وصمة واصم يكبّر ما صنع فهو في اعتقاد الكلّ صغير عادي لا غبار عليه ...لا لشيء إلا لأنه الرجل، ولأنه الأقوى على أن يكون في تلك الحال .... والذي غالبا مالا يخاف على نفسه وهو يسري مع من يسري ....

    أما أنا فليت شعري...من أين لي بقوة كقوته تحقّق حلمي !!! فكل ذرة فيّ تعلن ضعفها إزاء قوة ساعات الليل ووقع دقاتها المخيف وأنا خارج حدود بيتي، وأنا بين السماء والأرض لا بين جدران بيتي ....

    لم تجرؤ نفسي على الجهر بحديثها هذا لأخي أو أبي لأنها لا تجد قوة في المحاجّة ولا الملاجّة والحال مني ضعف به أقرّ مع حديثي نفسي بالصور والأحلام ..... !!

    أتراها مجرّد حقيقة فيه لا تزيد عن كونها حقيقة ، ومجرّد أحلام عندي غثّة لا ترقى لأن تسمن حقيقة ؟؟
    أتراها مجرّد حال وطبيعة وفطرة وغالب لا يُقهَر ولا يَتحول ولا يتبدّل ؟؟
    أتراه هو الأقوى فهو الأحقّ بذلك الحق من الليل وأنا الأضعف فأنا الأبعد عن الحقّ منه والأقرب للحلم به ؟؟ فلا يزيد عن هذا بمعنى أعمق ولا يزيد عن هذا بوحي أكبر، ولا يزيد عن هذا بهدف أكبر لأجله جعل الله هذا فيه وهذا فيّ .... وجعل حقيقة القوّة فيه وحلم القوّة فيّ ؟؟؟

    ألهذا فقط أيها الرجل ؟؟؟



 23-10-2009, 06:21 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:39:43
وأيـْـمِ الله سيأتي من يفتح العُلبَة من جديد...



    لا .....لا....................
    لا نحبّ أن يكون القدس ثمنا لتفطنهم ....لا نريد أن يكون الأقصى ثمنا ليقظتهم ولينتفضوا.... القدس أغلى من ذلك ومنهم ....القدس أغلى من حَيَارى، أغلى من غافلين، أغلى من دُنيَويين لا يعرفون كيف هي الحياة التي تدوم .... لا يعرفون مذاق التََّوق لحياة حقا تدوم ....لا يعرفون إلا طعم من تخدعهم وهم بها هائمون، وتغدر بهم وهم لها أوفياء مخلصون، وتلقي بهم وهم بها مستمسكون حتى تقول لهم كفوا عني فلست لكم أيها المَخدوعون .....فإذا هم منها خارجون ........

    لا نريد الضعفاء .... لا نريد من نتسوّل ألمهم ....لا نريد من نتسول وَجَعَهم .... لا نريد من نتسوّل انتفاضتهم
    سيأتي للقدس من يحرّم على نفسه الابتسامة حتى يبتسم القدس .... سيأتي للأقصى من يعيش على نبضه، ومن يرمقه وإنْ من بعيد منْ بعيد ولكنه هو الذي منه وله ....

    سيأتي للقدس من يرفع هامته ويقيمه، سيأتيه من يقفو الخطى العُمَريّة .... ومن يقفو الخطى الصلاحيّة .... سيأتيه من يعلي الآذان من على مئذنته القدسيّة .... سيأتيه ....
    سيأتيه من يفرش ما حوله جندا لله قائمين ...من قبل أن يفرشه بزرابيّ الصلاة ....
    سيأتيه من يسحق بقدميه وبأقدام جنده كل من يقف دون بابه القدسيّ يريد أن يحلّق بأحلامه الصفراء الكاذبة في جوّ يحسبه مازال جوّه .... في جوّ هيأه أولئك النائمون الغارقون في سبات الغفلة العميييييق العمييييق ...

    سيأتي للأقصى من يقف بصوته مجلجلا وقد تبسّم .... مَن أول كلماته القدسية ....بلغته القدسية .....على الأرض القدسية .........."الله أكبر".....
    وأيم الله سيأتيه ....وحق الله سيأتيه .... والذي جعل نوره عصيّا على أفواه الكافرين سيأتيه ....والذي جعل نوره قدسيا سيأتيه ....

    سيأتيه من يهبّ ....لا هبّة ثائر سرعان ما تخمد نار ثورته ....وسرعان ما يعود لدنياه .... بل سيأتيه من يحيا على نبضه، ويحسب العمر بعدد سنوات ألمه إلى أن يأتي عامه الذي يغيثه فيه فيعصر الأقصى آخر دمعات حزنه ويعرف آخر وجع من أوجاع أضلعه .... وكما ليعرف أول فرحة من فرحات قلبه، وليعرف أول دمعة من دمعات قلبه الفرِح ..........
    سيأتيه ذاك القدسيّ وإن كان بعيدا .... وإن بدا بعيد الأرض والعهد كما أتاه صلاح الدين من بعيد ، وكما أتاه عمر من بعيد .....
    القدس له ذلك الآتي .... والأقصى له ذلك الآتي .... ولمن معه ....لمن يبتليهم الله بالنَهَر وبئلا يشربوا فيمتثلون..... لمَن يعرفون سلاح جالوت الجديد، ويعرفون أشباه رجال جالوت الجديد أولئك المتخفون خلف الحديد يغشاه الحديد يغشاه الحديد ....حديد على حديد ....
    لمن يعرفون أنّ قوة الجواليت أكبر ولكنهم يظنون أنهم ملاقو الله ..... فما كان قولهم إلا " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ....".
    نعم إنهم القليل ولكنّهم الكثير ....
    إنهم القليل الذي لا يخشى الموت فيحتمي بالحديد ....إنهم القليل الذي يلقي لريح الجنّة التي يشمّ من بعييييييد نفسه وروحه ....
    إنهم القليل الذي يقهر النفس التي لا تعرف غير الدنيا...
    إنهم القليل الذي يسأل مولاه صبرا عليه يُفرَغ ....ثباتا لأقدامه ونصرا على القوم الكافرين ....
    فيهزموهم بإذن الله .... يهزموا جالوت الجديد وأشباه الرجال المدرّعين بأكوام الحديد ...

    القليل الذي أو يرحل إلى دار القرار والنعيم أو ينتصر ويغلِب ليدخل الأقصى ويطأ عتباته القدسيه والدمع منه هطّال مدرار يوشي بحبّ الحبيب للمحبوب....يوشي بجواب الدمع حبات قلب تعانق دمعات فرح الأقصى المحرَّر ......

    نعم سيأتي من يتسوّل من بعد رضى الله رضى الأقصى الحبيب ....سيأتي من يركع ويسجد ويقنت بين يدي الله في رحاب الأقصى الحبيب ....
    سيفرشه بزرابيّ الصلاة .... وسيصلّي بمن معه صلاة هي أقوى عماده كلها.... صلاة بركعات وسجدات تقتبس من نور صلاة الإمام الأعظم بالرسل والأنبياء ساعة هبط من السماء بهدية السماء إلى الأرض .... فكان الأقصى علبة الهدية ....

    إي وأيـْـمِ الله سيأتي من يفتح العُلبَة من جديد ...... emo (30):



 15-11-2009, 03:26 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-22, 10:42:36
في نكبة كرة القدم بين مصر والجزائر

هذا حوار جمع بيني وبين إكرام ....
إكرام طفلة صغيرة ذكية وحبّوبة emoti_159 ... مازالت تتأتئ حينما تتحدث وتلهو بخصلات شعرها المنساب على وجهها وهي تحدثك ....
كان هذا قبل قليل بمكتبتي التي يرتادها الصغار والكبار ويرتادها الصغار أكثر ....

سمعَتْ أنشودة وضعتها من على اليوتيوب عن الأخوة بين الجزائر ومصر .... وهي ترى معي على شاشة الحاسوب صور الفريقين وعلَمَي البلدين
سألتني كعادتها وهي الفضولية : عمن هذه الأنشودة؟؟ عن فريقنا ؟
أجبتها : بل عن الفريقين معا عن البلدين معا مصر والجزائر .....

سألتها: إكرام من تحبين مِن بينهما ؟ أجابتني وقد وثّقت قوتها الحروف على شفتيها وحدقت في بناظريها  : دْزَايِر ...(وهي الجزائر بعاميتنا)

قلت : ومصر؟؟ أجابت بقوة أكبر: لا لا لا أحبها .....

قلت بحزن أداريه عنها : ولكن يا إكرام لماذا ؟؟

أجابت : لأنهم ضربونا ....

قلت : لا لا لا تصدقي.... من قال لك ذلك يكذب ....

ولكن إكرام ذكية ولا تستسلم بسرعة.... قالت : ألم تري لاعبنا الذي ضرب على رأسه وهو يضع الضماد، والآخر أيضا ؟؟ ألم تري الحجارة الضخمة التي ضربوهم بها  emoti_336

قلت بعد إذ لم أجد لكذبتي عليها من قوة : أتعلمين من ضربهم ؟؟ قالت : المصريون ... emoti_144

قلت محاولة الحديث بلغة سنها : لا يا إكرام.... ليس المصريون من ضربوهم بل إنهم مجموعة أناس غير مؤدبين هم الذين فعلوا بهم ذلك وليسوا كل المصريين  ...تماما كما يفعل أطفال غير مؤدبين عندنا فيضربون بالحجر 

قالت: لا لا بل هم المصريون جميعا  emoti_336.... وهي تلهو بخصلات شعرها وتتأملني بقوة أكبر مستهجنة ما أقول ....

قلت : يا إكرام هل تعلمين أن المصريين إخوتنا ؟؟ قالت : لا وكيف ذلك ؟؟ emoti_209

قلت لها: أنت تعرفين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وتقولينها أليس كذلك ؟؟ 
قالت بصوتها وأومأت برأسها : نعم ...نعم

قلت : كذلك هم يا إكرام يقولون مثلما تقولين ....نحن مسلمون وهم مسلمون ولذلك هم إخوتنا .... وإن كل من يقول لك عنهم شرا فهو يكذب ...فلا تصدقيه ...إنهم يكذبون علينا ليفرقونا ....

تسمرت عينا إكرام بشاشة الحاسوب وهي تتأمل كلماتي الجديدة عليها .... وأنا أرمقها بحزن تغلفه ابتسامة مني لوجه طفولي بريئ لا يسعني إلا أن أرسمها حتى تصدقني وتعلم أنني أحبها وأحب كل طفل جزائري وكل طفل مصري  بريئ راح ضحية ما يحدث وضحية أبوين جرفهما تيار الألم وريح الكيد السموم التي تأتي على القلوب البريئة وعلى العقول الغريرة لتأخذها معها وتحفر فيها حقدا وترضعها ضغينة .....

تباطأت يدا إكرام الصغيرة وهي تلهو بخصلات شعرها الجميل، وتتأمل ويخبو صوتها الفضولي  emoti_64وأنا أعلم بحيرتها... وجعلت أؤكذ لها أنّ كل ما يقال من أن المصريين يكرهوننا وأنهم أشرار محض كذب وافتراء .....

أكملت دورتها المعتادة بالمكتبة تتأمل الأشياء في ذهول كما لم تتأملها من قبل ....عينها عليها وعقلها بعالم تلك الكلمات الجديدة .... وذهبت من غير كلمات الوداع .....


نعم كان هذا الحوار بيني وبين إكرام الحبيبة صغيرة مازالت تتأتئ وهي تحدث وتلهو بخصلات شعر جميل يتدلى على وجنتيها الورديتين .......!!!


ليتني بقيت بعمرك يا إكرام فلا أستحي إذ يتعالى صوتي يسمع القاصي والداني  بالنحيب  .................

2009-11-22,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 09:51:30
أكذوبة الأوطان......

أتساءل لو بقينا أرضا واحدة ولم تفرقنا خطوط وهمية من نسج لعاب طمع دول استعمارية تمكنت منا فراحت تتقاسم أجزاء الأمة كما يتقاسم الأطفال الحلوى فهذا لسايكس وذاك لبيكو .....

لو بقينا أرضا واحدة لا تفرقنا الحدود، ولا يبلّغ أحدَنا الجزء الآخر جواز يجيز له التواجد في الجزء الآخر من جسد واحد ....هل كنا سنبقى على قلب واحد، على قلب رجل واحد ؟؟؟ هل كنا يومها ألغينا من قاموس الحجج ما يسمونه أمنا قوميا .... وما يستدعيه الأمن القومي ؟؟؟

بدؤوا بتقسيمنا فرضينا، وقبلنا وصدقنا .... وصرنا نعتد ونتفاخر بالحدود .... ونسمي الجزء وطنا حتى غدا الوطن جزءا ولم نعد نعرف الكل في منطقنا ولا في فكرنا، ولم نعد نعتد بالكل، بل إن كل طرف ينحاز لطرفه، ويتفاخر بطرفه، ويوالي طرفه، ويكاد الطرف الآخر في الكثير من الأحيان يعادل العدو عنده .....

لو بقينا أرضا واحدة لا تفصلنا الحدود هل كانت قلوبنا لتبقى قلبا واحدا لا تقسمه المسميات ؟؟

هؤلاء الفلسطينيون لما لجؤوا إلى لبنان والأردن بعد حرب 48 وبعد التشريد الكبير والطرد وتعويض أهل البلد بالمستوطنين، وتهديم البيوت .... هؤلاء المشردون لو أن الأرض بقيت واحدة هل كان الملك الأردني حسين في فترة السبعينيات ليضيق ذرعا بالعمليات الفدائية التي شهدت مجدها وهي تنطلق من الأردن ومن لبنان وتدوخ الكيان الصهيوني وتخيفه ؟؟ هل كان ليضيق ذرعا بهم من بعد ما نفذت كبريات العمليات الفدائية ضد إسرائيل انطلاقا من الأردن، مما أغضب إسرائيل حتى قصفت الأردن وبناها التحتية .....

هل كان ليضيق ذرعا من بعد القصف الإسرائيلي فيضطر تحت مسمى الأمن القومي لأن يشن حربا على القوات الفلسطينية المقاومة عنده ويدمر مخيمات اللاجئين ؟؟ فيسقط 3000 فلسطيني شهيدا على يد أخيه الأردني الذي ضاق به وبمقاومته ذرعا ؟؟

هل كانت لبنان لتضيق ذرعا بتحركات الفدائيين من أرضها، فتخاف على أمنها القومي من إسرائيل فتضيق على الفلسطينين المقاومين ؟؟ هل كانت مصر لتضيق ذرعا بالمقاومين يومها في غزة، وبالمصريين من حركة الإخوان الذين أقاموا للفلسطينيين بغزة معسكرات تدريبية كبيرة لتدريب الشباب الفلسطيني على القتال ومواجهة العدو؟؟

هل كان ليضيق عبد الناصر بهم ذرعا فيشن حربا شعواء على الإخوان ويضيق عليهم لأنهم يهددون الأمن القومي ؟؟؟

هل كان الجدار.... جدار التجويع والخنق ليصير اليوم حلقة أخرى في سلسلة الضيق والتضييق بحجة الأمن القومي ؟؟

لو بقينا أرضا واحدة ألم يكن وجع فلسطين يساوي وجع لبنان يساوي وجع الأردن يساوي وجع مصر؟؟؟ لو بقينا أرضا واحدة ألم يكن ليهب كل مسلم ليذود عن كل مسلم لا تفرق المسميات بين هذا وذاك ؟؟؟

أسمع صوت التي نادت معتصما من طرف فأجابها من الطرف الآخر ...............متى تعود الأطراف كلا واحدا ؟؟؟ متى تنتهي لعبة الأجزاء المفككة ؟؟ فلا تسقط الأجزاء بعد تركيبها مرة أخرى ؟؟؟ متى يعود القلب واحدا ؟؟؟ متى تمحى عبارة "الأمن القومي ومقتضياته" من قواميسنا ؟؟




متــــــــــى ؟؟

 25-02-2010, 05:11 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 09:52:13
الصعود نحو الأسفل......!!

التدرج .... ......

التدرج في سلم الرقي والصعود نحو الأعلى جميل، ومهم وخطواته ثابتة راسخة تمكّن لصاحبها، فبينما يبدو متأخرا للمستعجلين يبدو للمتريثين الحكماء مفكرا، ناظرا، معملا فكره من قبل العبور للمرحلة الأخرى، فهو لا يقفز المراحل وإنما يعطيها حقها ومستحقها، ويأخذ منها بالمقابل الرد الشافي والوعد الكافي بالوفاء لقدمه الراسخة ويُقطع العهد على الثبات له وأنها التي به لا تميد فلا تزل قدمه

التدرج في سلم الرقي والصعود إلى الأعلى هذا حاله أما التدرج في سلم الصعود إلى الأسفل ... .........!!
ما أصعبه وما أشد وطأه على متضررين مظلومين يلحقهم أذى المستسلم المتهاون المتدرج صعودا نحو الهاوية ....!!

إنه المُحدث فتنة لا تصيبنّه وحده وهو الظالم بل تصيب المظلومين بالحسرة والأسى والألم ... خاصة إن كان من ذوي الجاه والسلطان ....والحكم والأمر والنهي ......

التدرج في سلم الاستسلام ....................

كان لفلسطين السليبة الحبيبة حظ ونصيب من هذا الألم وهذه الأوجاع وهذه الضربات، التي خلفت بجسمها الندوب والكدمات
كان لفلسطين الحبيبة حظ من هذا الجرم ، من أبنائها الذين راحوا يتدرجون في سلم الصعود إلى الأسفل.... إلى القرار السحيق الذي تقع فيه المظلومة الأولى "فلسطين " ....... ويقع فيه كل من لا حيلة له من المحبين العارفين الواعين العالمين بما يخطط ويحاك .... وبما يجوز وما لا يجوز ....الذين لم تختلط عليهم الأمور، ولم يعد "زيد" عندهم كـ "جاك" ولا "عمر" كـ "مارك"

أولئك الذين ظلمهم المتدرجون في سلم الاستسلام وظلمهم وعيهم فهم يلقون من الأوجاع والآلام ما يشيب له الولدان .... وربما أكبر ظاهرة ما تزال في دائرة الصحة ظاهرة هؤلاء المتألمين للتدرج اللعين .... !

- كان الإصرار الإسلامي والعربي من قبل 48 ومن بعد 48 على تحرير كامل فلسطين وأن الأرض لأهلها وأنما اليهود مغتصبون يجب طردهم
- كان الإصرار على تحرير كل فلسطين .... ولا نقاش في الأمر .
- بعد نكسة 67 عقد مؤتمر اللاءات الثلاث في الخرطوم "لا للتفاوض مع إسرائيل، لا للاستسلام لها، لا للصلح معها"
- استولت إسرائيل على سيناء والجولان ، فأصبحت المطالب تؤكد على أراضي 67
- بعد حرب 73 بدء اللين العربي مع إسرائيل وفتح باب المفاوضات معها حول أراض أخرى تمكنت من احتلالها إلى جانب بقاء سيناء والجولان بحوزتها. ونسيان اللاءات الثلاث.
- الاعتراف بممثل شرعي واحد لفلسطين منظمة التحرير بعدما كانت قضية كل العرب وكل المسلمين ومهما بلغ الضعف إلا أن العرب كانوا يهبون لأجل فلسطين ، وانحسار القضية في ممثل واحد .
- تقدم اللين في الموقف العربي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مقابل الانسحاب الإسرائيلي




وهكذا هو التدرج في السلم صعودا نحو الأسفل .............


 25-02-2010, 05:13 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 09:53:43
وتدها.....

بقي لها هذا الوتد تعانقه وتلوذ به، وتراه مأمنها..... بقي لها هذا الوتد تعانقه وتحكي له قصة نظرة عميقة عميقة بعيدة بعيدة تلقيها على داخلها، ولا تجد لرحلتها تلك من زاد غير عيون حزينة تسبر بها الأغوار مع خوفها من تلك الأغوار ........وتسأل هل فوق هذا الحزن من حزن آخر آت ؟؟ ...................

فلسطينية أنا .................. وذاك جواز سفري إلى غَوري الحزين.....فلسطينية أنا وتلك تأشيرة مروري إلى آت يروّعني .......

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=5450;image)
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 09:55:38
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=5457;image)

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=5459;image)

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=5465;image)


ليس كل إنسان يستطيع أن يصنع من محنته منحة، أو أن يرى في محنته بصيص منحة، بل ليس كل مميز يستطيع أن يفعل ذلك، بل ليس كل صاحب قضية يستطيع أن يفعل............بل إن صاحب القضية الذي بلغ إيمانه بها كل مبلغ، فأصبحت الدم الذي يسري بالعروق، والهواء الذي به يتنفس ، والنبض الذي يُبقي القلب خادما مطيعا يعلن بضرباته أن الجسد حي، والروح تسكنه .....

عندها فقط يصبح السجن أحبّ إليه مما يدعونه إليه من خذلان لقضيته، عندها فقط تصبح سياط التعذيب على جسده النحيل وعظامه الرقيقة أطيب عنده من مذاق شهد يزول اليوم ويبقى مراره غدا .....

عندها فقط تتحول الخيمة ذات الوتد الواحد قصرا مشيدا، تهدهد فيه الأم معتصما يخلف قلبها النابض بحب قضيتها....
عندها فقط بنقلب البرد القارس على جسد بالكاد يستتر بَرَدا يغسل النفس من كل شائبة تحول دون النصر القريب......وينقلب الجوع شبعا لا تضاهيه موائد الملوك وأطاييبها مما يُشتهى ......

عندها يغدو القفار والبرد مرجا للزهور ....... فهل عرفتم مرج الزهور ؟؟


كان من عمليات كتائب عز الدين القسام المهمة الأولى مساومة الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق سراح القائد أحمد ياسين مقابل إطلاقها سراح جندي صهيوني قامت باختطافه، وأنه إن لم يحصل تجاوب من الطرف الإسرائيلي فمصير الجندي القتل، فكان أن لم تتجاوب إسرائيل، وقُتل الجندي، فردت إسرائيل بعملية اعتقال كبيرة شملت عددا كبيرا من مجاهدي كتائب القسام وعددا من حركة الجهاد الإسلامي ، مع ما يقارب 415 من قياديي حركة حماس... ثم اقتيد القياديون دون أن يعلموا إلى أين وبأساليب مموهة غريبة، وأبعدوا في شاحنات إلى الحدود بين لبنان وفلسطين، نزل المبعدون جميعا من الشاحنات وحاولوا الجلوس بالقرب من وطنهم الذي ابُعدوا عنه لكن النيران الإسرائيلية منعتهم من التقدم وكان الفجر قد بدأ في البزوغ .

فقرر المبعدون الفلسطينيون البدء بأخذ زمام المبادرة حيث باتوا على قناعة تامة الآن بأنه قد تم فعلا إبعادهم إلى جنوب لبنان وأنهم قد أصبحوا خارج الوطن ، فقرروا أن يجلسوا في اقرب منطقة يوجد بها ماء ، وفعلا وجد المبعدون أنفسهم بعد لحظات من المسير أنهم في منطقة تلّية بين نهرين من الماء ، فقرروا الجلوس بها وأقاموا تلة المبعدين .

استقر المبعدون في هذا المكان ( مرج الزهور ) ، كان البرد شديداً ، بل قارسا ، وكان الثلج هطّالا .... لم يكن لدى المبعدين أي ملابس إضافية أو خاصة تقيهم هذا البرد الثلجي الذي لم يعتادوا عليه في حياتهم ، كان المبعدون قد رحلّوا بنفس الملابس التي خرجوا بها من بيوتهم لحظة اعتقالهم ولم تكن تلك الملابس تقيهم برد هذه المنطقة القارس ، ثم أين سينامون أو يقيمون بين السماء والثلج ؟؟

كانت اللحظات الأولى في غاية القسوة مع الحالة النفسية الصعبة جدا وهي صدمة الإبعاد عن الوطن والأهل هكذا في لحظات قليلة ، دون سوابق إنذار ودون أمل أو يقين بأن هذا الأمر سيكون لفترة بسيطة ، لقد كان الأمر في غاية التعقيد .

كان الصليب الأحمر الدولي أول من وصل إلى المبعدين في مرج الزهور وقد نقل لهم الخيام والأغطية وبعض المستلزمات الأساسية الأولية للاستقرار ، وبدأت وسائل الإعلام بالتحرك لتنقل وقائعهم صورة وصوتاً وحدثا .

هناك أقام هؤلاء مخيمات قرب مدينة مرج الزهور، يقولون أنهم منها إلى فلسطين وليس إلى أي مكان آخر، بقوا فيها يكابدون البرد القارس، وبلغت أخبارهم وسائل الإعلام العالمية، فراحوا يصورون معاناتهم، وينقلون أخبارهم ، وجعلت التصريحات الفلسطينية على ألسنتهم تنتقل إلى العالم عبر وكالات الأنباء

 25-02-2010, 05:18 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 09:58:19
وأصبح للجدار أيد وأبصار...!!

عرفنا الجدار أصلا من أصول بيت يؤوينا، عرفناه أصلا من أصول مدرسة تعلمنا وتربينا،.... أصلا من أصول مسجد تتعالى فيه نداءات الرحمن أن حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح يا عباد الله المؤمنينَ ، عرفناه كما عرفنا حبنا له قطعةًَ من قطعة أحبتها قلوبنا ، كما حبِّنا لبيوتنا، كما حبنا لمدارسنا ، كما حبنا لمساجدنا ...

عرفناه كما عرفنا كُرهنا له قطعة من قطعة كرهتها قلوبنا كما كُرهِنا لكل بناء لم يقم على تقوى من الله ورضوان، لكل بناء لنا فيه من الذكريات بعض من أسى ودمع وألم وأشجان .....
عرفناه يريد أن ينقض فيقيمه حكيم أوتي من العلم والحكمة ما شاء له الله أن يؤتى........
قطعة هو من صنع الإنسان، من بناء الإنسان من فكر الإنسان ........ فمتى شاء الإنسان جعله محبوبا ومتى شاء جعله منبوذا مكروها ممقوتا .....

لم أكن أعرف أن للجدران لسعات ولدغات ولذعات وضربات أشد وطءا هي كلها من تلك التي عرفناها من لاذعة أو لاسعة أو لادغة أو ضاربة .....لم أكن أعرف أن له سياطا ذات أصوات يتردد رجع صداها في أعماقنا ألما وحسرة وأسى ....

سياط ....سياط؟؟ !! وهل للجدران من أيد، ومن أبصار؟؟ وهل للجدار من فم يتبسم تبسّم الأفعى التي تنفث السمّ ولا تنفك باسمة؟؟ ........ ما بالكِ ؟؟ ما ذنب الجدار ؟؟ ما جُرم الجدار ؟؟ هل أصبحتِ تتركين المجرم والجاني وتنقلبين على الجريمة ؟
هل صرت تتركين الفاعل ووصفه وتنقلبين على الفعل ؟؟ أي عين هي لكِ قد صارت ؟؟ وأي فكر هو لك قد جار يا جريحة الجدار... يا ضحية الجدار ؟؟

مَن ؟؟ من يدخل ساحات فكري وحكاياتي فيقطع عليّ نوبات آلامي بصفعة من صفعات العصر الحديث ؟؟ صفعة من صفعات الجدار الخبيث ............ صهٍ ...صهٍ.... فما عدت أريد أن أسمع المزيد ....

قالوا زمانا إنّ للجدران آذانا ... !! فلمَ لا يكون له اليوم من أيد ومن أبصار من ظلم ومن جَور؟؟ لم لا يكون الجدار هو الجاني والفاعل ؟؟ أتريدني أن أصدق يا لائمي، يا ضاحكا من سذاجتي أنّ الأخ الجار ذو اليد وليس الجدار ؟؟ أتريدني أن أصدّق أنّ الأخ يظلم ويجور ويقتل؟ وهو يرمق بالابتسامة ويلوّح بالشهامة ؟؟ ولا تريد مني أن أتهم الجدار ؟؟ دعني وشأني ...دعني وما أدّعي .... دعني وما يحزنني فإنه يشق صدري ويقطّع قلبي، ولا يشفيك ما بقلبي فتريد أن ترى الإرَبَ منه تتهاوى وتريد أن تراه يذوب على نار شمعة خبيثة لا نعرف منها غير النار، على غير عادة الشمع يضيء بنور ناره ؟؟

ما بالكم وعقلي؟؟ ما بالكم وفكري ؟؟ ما بالكم وهذياني ؟؟ أتريدني أن أبقى عاقلة مفكرة حكيمة بصيرة في عصر لم يعد يُعرف فيه للعقل ولا للقلب من مكان ؟؟ دعني.... فلَهَذياني وهرطقاتي خير لي من حكمة تقطّع قلبي إربا وترسله صهير نار عقولكم يا عقول عصر المجانين ...........؟؟

إذن تصرين أن الجدار هو الفاعل وفي ثنايا إصرارك حزن هو ثمرة علمك براءتَه .....هو ثمرة علمك أنه الذي تلفقين له التهم، وتلصقين به الجُرم .... وترضين على عقلك وفكرك وقلبك كل هذا التجنّي من أجل أن تبعدي عنك الحقيقة وتعيشين عيش الموهومين، عيش الأطفال الذين جعلوا من كل جماد كليمَهم وصاحبهم ورفيقهم الذي يفرغون عنده أكوام خيالاتهم البريئة .... ليتك كنت طفلة فأعقل ألا تثريب عليك .......

الحقيقة .....أية حقيقة ؟؟ أية حقيقة .... حقيقة أن الجدار من صنع الجار؟؟ وأي جار؟؟ جار هو الأخ هو العضد هو السند لو أنكم يا أهل العقل أبقيتم للعقول شيئا من حظ؟؟؟ أية حقيقة يا أهل الحق والحقيقة ؟؟ !!

سمعت عن جدار عزل المتحاربين من صنع المحاربين، سمعت عن جدار من صنع بني يهود أقامه اليهود ليفصلوا بين جزء الأرض وجزئها، بين أرض اغتصبوها وبنوا عليها بيوتا قالوا هي مستوطناتنا في وطن لم يكن يوما لهم وطنا ....

ذلك الجدار العازل الذي أقامه اليهود، وبدؤوا ببنائه عام 2003 كان من صنع اليهود، امتد في عمق الأراضي الفلسطينية، فصلوا به القرى عن القرى، فصلوا به الفلسطيني المزارع عن أرضه مصدر رزقه، فصلوا به التلميذ الفلسطيني عن مدرسته،..... الأهل عن باقي أهلهم ...... قالوا أنهم ليحموا بني جلدتهم من ضربات الأعادي ....الإرهابيين الفلسطينيين الذين قاموا ليقاوموا، الذين قاموا ليتصدوا لتعجرف المتعجرفين ونوايا الغاصبين.....ومتى كان للغاصبين من حق تقام لأجله الجُدُرُ تدافع عنه؟؟ !! ليفصلوا تلك القطعة من فلسطين التي سموها إسرائيل عن باقي أرض فلسطين، ليفصلوا به تلك القطع التي جعلوا يقتطعونها من قسمة الفلسطينيين إذ لم تشبعهم النسبة الغالبة الساحقة من أرض فلسطين وقد كانت لهم ...... يوم القسمة المشؤومة، تلك القطع التي جعلوها أيضا مستوطنات لهم ..........!! آه يا وجع قلبي المكلوم، آه يا كلمات قلبي الموجوع .... وتلومني يا لائمي ...... إن كان هذا يدميني فما صنع الأكبر بي ؟؟؟ !! وتلومني إذ صار الجدار كليمي ؟؟!!

هكذا قالت أمريكا وهددت في مجلس الأمن وهيئته الموقَّرَين يوم هددت باستخدام حق الفيتو إن أصدِر قرار يوجع قلب إسرائيل حبيبتها، ويحزنها وهي التي تدافع عن نفسها من إرهاب الإرهابيين .....أين كل هذا يا صاح؟؟ أين ؟؟ على أرض ليست لهم .....على أرض اغتصبوها وقالوا هي لنا حلال بلال زلال .....؟؟ !!

يومها كان ذاك الجدار ومازال يقام ويستكمل طوله الفاره .... ليكتمل قده الممشوق مازال إلى يومنا حتى ينتهي إلى 720كم داخل أراضي الضفة الغربية وعلى امتداد الخط الأخصر .... .........خط وأي خط هو هذا الأخضر إن لونه ليوحي بالخير .....
أي خير ؟؟ فتّش عن الخبر ودعك من الألوان والمظهر .... إنه الخط الذي حدد حدود دولة فلسطين على أرض فلسطين عام ...........49، حدود 48، حدود القسمة المشؤومة،.........ذاك هو الخط الأخضر .....
داخل تلك الحدود بنيت المستوطنات فأُخِذ من تلك الحدود وأقيم الجدار..... قالت لهم هيئة الأمم المتحدة توقفوا، أوقفوا الجدار فإن العالم تنادى بالشجب والاستنكار.....إن هذا غير شرعي ولا هو من حقك يا إسرائيل ففكّيه فورا يا إسرائيل ....

فهل خاف الابن المدلل ؟؟ هل ارتعب؟ هل لبى الطلب؟؟، هل انصاع للأمر بلا عجب؟؟ لا بل قد ألقى الأمر بسلة مهملاته، وما أكثر مهملاته القيّمة !! وراح يكمل دربه غير آبه بمعترض أو شاجب أو مستنكر من بني الجُوَيّمَة .....
والجدار ما زال يقام طويلا شامخا، عريضا عازلا .... وما أكِل من الأراضي وما استوطِن من الأراضي كلها ملك أهلها وأهلها عنها بعيدون معزولون ......

واليوم يقولون، ويتحدثون ويصفون جدارا جديدا ..... قالوا هو من صنع الجار، من صنع الذي يقول إني أخ لهؤلاء الأخيار الذين يراد بهم الذل والدمار ....... يتحدثون عن جدار العار .... وتريد مني يا لائمي أن أتهم الجار وأعرض عن الجدار ....؟؟
فلأتهم الجدار ولأكلم الجدار ولأفرغ جام غضبي بالجدار ....... فإن الأخ والجار لا يفعل بالأخ الجار ما تريد مني أن أقول وأقر ، فإن الأخ الجار لا يشتري ودّ بني صهيون ويبيع ودّ بني الإسلام ................

فإن الأخ الجار لا يقول للثائرين الحائرين انكفئوا فماذا تفهمون أنتم من سياسة المتسيّسين ؟؟ وماذا تفهمون أنتم في قضايا الأمن القوميّ يا من تتحدثون بقلوبكم نحن قوم قد بعنا القلوب ........ فكم جنى ذوو القلوب من دولار ؟؟ أتريدوننا أن نعيش ونقتات النزر القليل ونذر الكثير والكثير من فعل القلوب المتحيّرة ، التي تتداعى على أطفال يموتون من فعل الحصار ؟؟
أف لكم يا ذوي القلوب .........أف لكم ......اللغة اليوم لغة الجدار، لغة الحصار .... واللغو اليوم لغو الجار وحقوق الجار

أعرف أنك يا لائمي تَصدُقني فاعلم أني يا لائمي أصْدُقك ................

 25-02-2010, 05:22 AM

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 10:02:35
قيل له... فقال:...(1)

قال: شكرا لك ...شكرا لولاك لما استطعت اجتياز هذه المحنة ...
رد قائلا : عفوا ...الفضل لله  emo (30):

قالت : شكرا لك ...شكرا لولا ما بذلت معي لما وجدت لمشكلتي العويصة من باب فرج يفتح ....
رد قائلا  : معاذ الله !!!...الله مفرج الكروب ومذهب الهموم ومبدّل الأتراح أفراحا وله الحمد في الأولى وفي الآخرة .... emo (30):

قال : يااااه يالك من إنسان خَدوم، تنكر ذاتك وتحيا للآخرين، ولا تريد جزاء ولا شكورا ....ليت الكثيرين على منوالك ....أكثر الله من أمثالك في زمن عزّ فيه المعطي بلا مقابل....
رد قائلا : لا والله الدنيا بخير، وأهل الخير في الأمة ما بقيت الدنيا، وفيهامنهم كثر، ولست بِدعا من الناس ولكن ستريك الدنيا من هو خير مني بكثير ... emo (30):

قالت له : بوركتَ بنيّ ، فإنك الوحيد الذي يتعهدني وأنا في هذه الأرض القصيّة من الأرض... مبعَدة ما من مؤنس ولا محدّث ولا سائل عن الحال، ازيّنت الدنيا وأخذت زخرفها لمن كنت أتعهدهم في الشدة وفي الرخاء لا يغمض لي جفن حتى تغمض كل أجفانهم، ولا يرتاح لي بال حتى أتبين على محيّا الكلّ خطوط الابتسامات العريضات .... فلما ازينت لهم باعوا قربي ببَخس زينتها الكاذبة وبصفار ابتساماتها الباردة  .... بوركت يا بنيّ، فنعم الخيّر أنت ....

رد قائلا : طبتِ يا أماه ....ارتاحي فما معنى البنوّة رحم ولانسب ولكنّ البنوة قلب يدين لقلب ويد تدين ليد وعين تدين لعين ونفس تدين بعد بارئها لنفس ، وما عدِمتِ الأبناء إن كان هذا معنى البنوّة ...وإني لبمقام ابنك فاسألي وفي صدري وسع لكل ما تسألين .... emo (30):

قال : أهلا يا بهيّ الطلعة يا وجه قلب ينبض حنانا ورقة، يا وعاء للحكمة ...يا باحثا عن الحقيقة بين الثنايا المغبرّة!!،يا من لا يغرّه مظهر مبهرج يغويه أنه من زينة التي  لا يريد منها غير زينتها ،بل له من الحكمة والبصيرة النافذة ما يريه ما خلف البساطة والفقر وشظف العيش من زاد للروح والعقل   ... هجَرني الناس على حين غرّة من بعد ما ولّى زمان جاهي وسلطاني، فما كانوا من حَولي إلا لتنالهم نفحات من جاه وسلطان ، ومن بعد انفرادي بنفسي وحَول نفسي ذابوا كما يذوب في الماء كل ذائب من فعل رجّ انقلاب الأحوال ....

مرحى يا صاحب ميزان الجوهر، إنّك لتمثال يتحرك في زمن موازين المظهر والبهرج ....قف مكانك أيها التمثال حاذر أن يكسروك، فما عادوا يطيقون للحق حتى بقاء التماثيل ....
رد قائلا : ولكن حنانيكَ يا صاحب العقل والحكمة والرشاد  emo (30):... مازال من يعرف ميزان الجوهر وإن كان في عداد القلة ولكنها قلة بوزن كثرة ....لست وحدي يا صاحب العقل الرصين ...وإن كنت وحدي فمن أين للذي كان فريدا ليس له ند ولا نظير أن يعرف عن الجوهر شيئا لولا من سبقه حكمة ورشادا .....لست وحدي والذي ألهمك الثبات على الحقّ من بعد ما انفضّ كل جمع من حولك .... emo (30):

قال : يالفيض علمك ويالسرعة بديهتك، ويال حسن اطلاعك على دِقّ الأمور كما على جِلّها ، ويالاتساع مطالعاتك وطول باعك في القراءة والبحث والتنقيب والتدقيق ....يالذكائك في زمن سرعان ما يصدّق فيه المسلمون كل خبر وكل شاردة وواردة، وكل ما يقال من غير تثبّت ولا تبيّن ولا تتبّع لأثر ولا سؤال عن أصل....!
يالدقتك  أيها الفاضل ويالصعوبة مِراسك في وجه الحق....
حقا أنت مميز ونابغة من نوابغ هذه الفترة الأكولة من تاريخ هذه الأمة وقد أتى  شرَهُها على الأخضر واليابس فاختلط حابل بنابل ولم نعد نعرف حقيقة من خيال ولا صدقا من كذب ولا دقيقا وثيقا  من عائم هائم.... إنها لعلامات النبوغ ....وسلني عنها فأنا بها خبير .....

رد قائلا : حاشا لله أن أكون غير متعلم ينشد علما صحيحا نافعا، يسأل العليم القدير أن يؤتيه من علم ينفعه،وأنا بين يدي كل صاحب علم  طالب يوقن أن من قال علمت فقد جهل ومن تعالم فقد اعتلّ، ومن ظنّ بنفسه الظنون ونسي مَن قبله من ذوي باع وعلم وفضل وخلق وتواضع لله فقد وقع بشِراك يموت فيها قبل أن يحاول النجاة ....ويقف فيها عن الكثير الباقي حيث ظنّ أنها غاية الغايات ومبلغ المطلب وأنّ  الكلّ  ينهل منه وحده وأنّه أعلى درجة ممن علمه محلّ حرف من الحروف، وإعراب جملة من الجمل .....فما "أنا" إلا ضمير منفصل يظلّ  منفصلا ما لم يوقن أنه امتداد لمن كان لهم عليه فضل وأنه لا ينقطع عن التعلم ما دامت فيه عين تطرف .... emo (30):

قالت : أنت خطيب مفوّه، وصاحب حجة لا تدحض ومنطقك سَلَم من كل وجه، ما من مجادل إلا وأفحمته وما من مدع إلا وسألته الدليل، وما من مغرض إلا وأخرجت من بين وَرده الزائف شَوك أصله، وما من محقّ تعوزه الحجة إلا وأحسنت رؤية مقصده وكنت له ظهيرا آزره فأفصحت معانيه واستبانت للمغميّ عليهم مراميه ....لله درّك من بصير خبير ......!!!

رد قائلا: وإن كان الأمر ما رأيتِ فليس إلا من فضل ربي، وما أوتينا من العلم إلا قليلا ....وفوق كل ذي علم عليم...وما أوتيته على علم عندي ولكنّه نور الله الذي به أرى وهدي محمد الذي أقتفي أثره ...وأسأل الله أن يغفر لي ما لا تعلمون ويجعلني خيرا مما تظنون ....وما توفيقي إلا بالله رب العالمين ... وخذ  الحق من فم المحقّ ولا تظننّ بالمرء كمالا فإنّ الكمال ليس للبشر...فلكل شيء إذا ما تمَ نقصان، ولكن لا تظننَ الجزم بنقصان كل صاحب حال مردّه كمال منك إن عرفتَ موطن النقصان ... emo (30):


قال : أنت يا أخي قدوتي وأسوتي ومن ساعات رضاك علي تعلمت كما من ساعات سخطك، وكم كانت نفسي تحمل عليك إذ كنت تهزّني، وتعود لينمحي ماكان فيها منك حِملا ثقيلا إذ تأخذ بيدي متبسما مسترضيا مربتا على كتفي أني أخوك فما بال صدرك ضيق عن طوْق سخط الأخ؟
أنت الذي رحمتني بهزة يوم لم يكن لي وسع من أفق فرأيتها هزة إلى أن حان موعد تكشّف الحقيقة التي عرفتني أنّ الفعل غير ما نحبّ ولكن الأثر هو ما يجب.... كم أدين لك يا صاحب القلب الصادق المحبّ ....

رد قائلا : بل أنت الذي ذقت فتذوقت فعرفت وقليل من الذائقين متذوّق ذوّاق ليعرف حق المعرفة ....وإنما هي رحمة الله بعباده تسع كل شيء، فكنت مرحوما لا محروما .... emo (30):


ولأحاديث من قالوا له وقال لهم بقية كما أن لقصة صاحبنا بقية  ::)smile:   

 29-09-2010, 03:56 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 10:04:14
قيل له... فقال:...(2)

قال : أنت الذي عرفتني موطن الداء في أمتي من بعد ما تحيّر لبّي وتاه عقلي بين منظّر ومحلّل ومؤرخ وباحث وشاهد ومفكر يكتبون عن الحال وعن ماض بعيد أو قريب وعن شمس أشرقت ونجوم تألقت ثم ما لبثت أن غابت وأفلت،وعن سر البقاء مع سر النماء وعن طريق العودة بالوعد الصادق وبصدق الموعودين وعملهم، بفضلك أنت انقشع الضباب عن رؤيتي،وصفت سماء فكري وفرّت الغيوم إلى غير رجعة،وأول الدواء معرفة لأصل الداء....
بيدك الممدودة الصادقة عرفت دوري،فأخذته وها أناذا مقبل في غير رهبة ولا ريبة، أحيا بالأمل وباليقين في الوعد وفي وجوب العطاء حتى آخر رمق وإن تكالبت علينا الأيادي تنهش وإن تنادى الجمع القاصي والداني بأنّ المرجوّ ميت وما في ميت من رجاء........

رد قائلا : وما كان مني إلا ما اقتبست من نور الربانيّين  الدعاة إلى سبيل الله على بينة منه، الصادقين العاملين الذين أفنوا أعمارهم  لإعلاء كلمة الله لم يرجوا جزاء ولا شكورا ولا جاها ولا ظهورا ... علمونا بالأفعال قبل الأقوال أنّ قضية كل شبر من أرض الإسلام قضيتنا مناط بنياط قلوبنا، وأنّ الثبات جهاد، والحق أحق أن يتبع، وما بعد الحق إلا الضلال، والحق وجه واحد ،سبيل واحد والباطل سبل متفرقة مراوغة آخذة تتزيّن لضعيف النفس بكل حلة فإما اتبع الهدى ولم يؤخذ ولم يزغ وإما تاه وضلّ وراح بكل واد يهيم هياما وبكل ساح يرتع ويخلط ويخبط .......
فيقينٌ فعمل فجهاد فثبات فأمل في الله لا ينقطع وأن الوعد آت ما دام الواعد هو الحي الذي لا يموت ولا يخلف الميعاد ....أما أنا فمن أنا لولا رحمة ربي ولولا هدي خير خلق ربي ولولا من اتبع الهدى ولم يزغ فلما عرف  لزِم ....ولما عرفت لزمت وأسأل ربي أن ألزم مادمت حيا... emo (30):

قال : نراك عصيّ الهوى تلزم الطريق تراوحه.... ما عرفنا عنك انبهارا بدينار ولا بدرهم، وعرفناك أكثر الناس زهدا فيما بين يديك وفيما طوع يديك، ورأينا الدنيا وكأنها تبتذل إليك تدعوك وتأتيك صاغرة في كل جميل يتيه الجمال فيه خيلاء بما ملك من ألباب وقلوب عبيدا صرعى بين يديه لا يقدرون على شيء، والهوى صاحب أمر ونهي فيهم وهم له منقادون انقياد الظلّ لصاحبه ، وأنت عن كلٍّ معرض إعراض المرء عن أخدود يلتقم الناس التقامه الحجر...
عرفناك لا ترى المال ولا المرأة الحسناء ولا الفتن بألوانها القائلة لك  بملء الملء هيت لك إلا كما ترى الحجر لا ينطق ولا يتحرك ولا يضرّ... وأنّى له أن يمسّك بضرّ  ويدك لا تمتدّ له امتداد من يشجّ رأسه بحجر يده وأهون عليك أن تلقفك المنون فترديك من أن يصرعك هوى....

رد قائلا : تراءت لك القوة مني فأنت مستغرب مستعجب... ترى الناس مترنحة سكارى من كأس الهوى والفتن حتى الثمالة وتراني مستقيما أمشي على هون ولم أرشف من الكأس قطرة ،كمثل نار ألمّت بهشيم، وبين طَودٍ منها وطود،وبين آكلة ومأكول، وفي قلب آكلة ومأكول عود أخضر يانع لم يمسسه منها لسان، وكأنّ الغيث مرسَل لحبات ترابه المنبتات ليسقيها في قلب اللهيب والاحتراق !...
أي صاحبي ما نفسي إلا نفس تهوى وتأمر وتهوى أن تنال الهوى، ولكنني عشت بها متربصا إذا أمرتْ خالفت أمرها وإذا هوت أخرست هواها،وإذا سولت أرخست سؤلها وإذاأحبت وراودتني عن نفسي كنت لها جلادا يوقظها بلسع الجلدات من غيّها،ويتحداها أنّ الذي تريدين مرديكِ وأنّ الذي يريده بك مولاك حياة لك لا تنتهي، وظلّ ورَوح وريحان وماهذا الذي يبدو نعيما وجنّات وظلالا وارفات إلا  كذب وزيف ما أن تناله حتى يورثك هما وغما وكمدا وموتا  لا تظهر سماته حتى يقضى على المرء ليس من شيء إلا من فعل سمّه المندسّ يقتل نقطة إثر نقطة وفي كل نقطة موت كاملة بأوجاع وسكرات ... emo (30):

وولأحاديث من قالوا له وقال لهم بقية كما أن لقصة صاحبنا بقية    emo (30):


 29-09-2010, 03:58 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 10:06:49
قيل له... فقال:...(3)

قال : ما عرفتك إلا صادقا أمينا،تحضّ على صدق المقال والأفعال في جلّ المقام، كم كنت تستعظم الكذبة وإن كانت مع طفل صغير نريد به حيلة لينام فنرتاح من شغبه،أو ليكفينا مؤونة السؤال اللّحوح فنرتاح من فضوله، كم كنت تحذرني من إلف لساني للكذب وتقول :إن استصغارك الكذبة تلو الكذبة لداء يتمكّن من نفسك تمكن الداء الخبيث من الجسد يستحوذ عليه قطعة إثر قطعة ولا تجد قبالته كل قطعة غير التسليم لتغرز بعمقها الراية البيضاء من قبل أن يبلغها، حذار فإن الكذب عدوى تتفشى فتسري من النفس سريان الدم من العروق، حذار فإن الكذّاب من استسهل لسانه الكذب،وإن معظم النار من مستصغر الشرر ....احذر فإن الكذب مفسدة للنفس ومذهبة للمروءة، وانحدار بقيمة المرء من عل إلى أسفل درك....
شكرا لك لقد علمتني كيف أستعظم الكذبة على لساني  استعظام كتفيّ حمل الجبل ....

رد قائلا : هو الذي علمني أنّ الكذبة تتلوها الكذبة تمكين لصفة الكذّاب في المرء  emo (30):...خذ من هدي النبوة أخيّ حكمتك وخذ تربيتك وأنصت لكلمات محمد كما تنصت للنور يشع فيك بصرا،أنصت للنور صوتا ينبعث في حروف يشق الأذنين ويعبر ويعبر ينشد القلب موطنا ومستقرا حتى يبلغ أعماق أعماقه نورا يشع منك بصيرة،ولترَ عينك كلماته غير ما ترى كل كلمة ولتسمعْ أذنك كلماته غير ما تسمع كل كلمة،واجعل جوارحك تعبّ منها أنوارا......
اجعلها مشكاتك ساعة ظلمة ...ساعة يستسهل المرء كذبة يراها مخلّصا ومنجيا من مهلكة،وغياثك ساعة سطوة...ساعة تسطو عليك نفسك تريد أن تبدي منها  غير الحقيقة  ما ليس لعقل محدثك نفاذ إلى غيب أو إلى نية أو إلى سريرة ،واذكر عين ربك وعلم ربك تذق الحق حلوا وإن كان علقما...عندها تصبح الكذبة الواحدة بعينك جبلا لا يقوى على حمله لسانك وعندها تفرّ بنفسك من شفا ويل الكذب و تقي نفسك داء الكذب....
 إنما العبرة أن نعمل بما نعلم  وما للوقوف عند حدود العلم من معنى تصدقه لغة الحياة المتحركة أقوالا وأفعالا .........
أما عني فلست إلا طالبا في مدرسة النبوة أبتغي نظرة رضى من عين معلمي الأعظم وحبيبي الأكمل، وأخشى ما أخشاه سخطا من ربي وإشاحة وجه من حبيبي يوم ينقلب استحباب نجاتي بكذبة ظلمات  ما منها نجاة .... emo (30):

قال : لله درّك من رجل يعرف في الرجال معادنهم ، فلا تنشد النحاس يلوّح بالصفرة الفاقعة تَخْفَى حمرته عن أعين المسارعين للون والبريق، تُمْهِل نفسك حتى ترى فعل الشمس في لونه، فأراك تَميز فعلها في الذهب من فعلها في غيره.... نرى الناس تستسهل الصحبة والإلف ونرى موازين الصحبة أشكالا وألوانا فمِن يد الدنيا شكلها ومن ألوان الدنيا لونها...
لا يرى أحدهم الصاحب إلا كما يرى رغبة من رغباته يريد تلبيتها به، أو هوى من أهوائه يريد طاعته به،أو طمعا من أطماعه يريد نواله به...إلا كما نرى الدنيا نريد كذبة من كذباتها ملك أيماننا وسرابا من سرابها ملء أعيننا لحما ودما فكلّه أو بعضه به نقضيه وكله أو بعضه بنا يقضيه ....

رد قائلا : ولست أرضى أن أكون أهلك الناس بقولي الناس هلكوا، ولكنّا ننقّب بين الرجال عن أصيل المعدن،كما ننقّب بين أكوام الرمل عن حبة من ذهب حتى إذا اشترينا بكل دراهم قلوبنا ودنانيرها النابضة عرفنا أنما اشترينا ما لا يصدأ ولا يتبدل وأنّ كل نقودنا القلبية ثمن بخس وددنا لو أنّ لنا منها  المزيد لَمَا عددناه شيئا يساوي قربه ....وحتى لا ننخدع بمعدن بلون الذهب وبحقيقة القصدير تذهب به دراهم القلب في مهبّ ريح عاصفة تفتّت العمر ندما وحسرة وحزنا وكمدا على يومٍ نفضنا فيه جِراب القلب بين يدي من لا يستحق تحديق ميت !!، ولسنا ندفع الثمن في سوق نخاسةٍ الدنيا سيدته ،ولكنا ندفعه في سوق نخاسةٍ سيدته الآخرة ...فنشتري من الدنيا أغلى ما فيها صحبةً في الله ولله لا نبتغي بها عَرَضا زائلا بل مرادنا منها ثابت لازم... فإن  كان من الزمان تغيّظ أو زفير رمقنا الذهب فإذا هو ذهب تحت الشمس الحارقة  يزداد لمعانا وبريقا....
 
ليس يا أخيّ الصاحب الذي نريد من يعطي وجها لهذا ويعطي لذاك وجها غيره، ولكنّا نحب في الصحبة الوجه الواحد لا يتبدّل ....يده في أيدينا مِقود على درب الله... وخُطْوه على خُطْونا  إلى الله لا نلوي على شيء ....
عُبَّ من أنوار النبوة ...عُبَّّ لجوعك ولا تقل شبعت ....وانهل من مَعينها لصداك... انهل ولا تقل ارتويت ....فمِن عذب ذاك الماء ومن طيب ذاك المأكل قد عرفت أن الناس معادن فصدّقت وصرت بين المعادن عن أصيلها باحثا emo (30):


ولأحاديث من قالوا له وقال لهم بقية كما أن لقصة صاحبنا بقية    emo (30):

 29-09-2010, 04:00 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 10:08:07
قيل له... فقال:...(4)

أما اليوم فهي التي تقول، هي هي التي طالما ردّت، اليوم هي التي تقول .....يا أصحاب  

قالت : كم قيل لك يا صاحبي، وكم رددتَ قائلا....، كم قيل لك يا صاحبي وأنت الذي ما تنفكّ منكرا ذاتك، ناسيا، متناسيا، وكأنّما قولهم كله الزور وقولك وحده الحقّ  علِيٌّ وليس عليه يُعلى ، وكأنما قولهم كله الخيال وقولك وحده الحقيقة ....

كم قيل لك يا صاحبي وكنت تردّ وأنت لِمَا يقال سامع وعن صوت حقّ يتردّد بداخلك أصمّ ، صوت لم تعد تسمعه من بعد يقينك بكلمات ليتك قلّبتَها يوما، ونظرت فيها، وتملّيتها من قبل أن تبخس نفسك حقها.... يا صاحبي أوَكُلَّ ما تسمعه من أنّك الذي لا مثيل له في زمن الغثاء، هو ذاته غثاء الأصوات الذي لا يملأ أذنيك إلا كما يجعلها صماء عنه،ولا يملأ عينيك إلا كما يجعلها عمياء عنه ؟؟؟ !!!

ألم تتأمل يوما، لعلّ ابتسامتك الهادئة تلك رسم تضع خطوطه الحديدية كُرها وغصبا فوق أصوات النفس المتعالية تحاول جاهدا إخراصها؟؟ لعلّ تلك الكلمات التي تردّ بها ما هي إلا طبقات الإسمنت المسلّح تضرب بها على علمك ويقينك بتميّز نفسك ؟؟ لعلّ كل ما كان منك كلمات إنْ هي إلا فقاقيع الهواء المتطايرة مجتمعةً تبدو للناظر جميلة بهيّة، وسرعان ما تختفي الواحدة منها في مهبّ الهواء تَلحَقُها أختها تَخلُفُها خُفيةً واختلاسا، تخدع الأبصار فتخال أنها ما تزال ترمق تلك الأولى المختفية الذاهبة ؟؟

تأمل لعلّ كلماتك وردودك سراب، سراب يحسبه المادح ماء قد ارتوى منه ساعة أعرب الممدوح عما زاد شأنه عند مادحه إعلاء من فرط ما غاب النشاز عن لحن ألّفته  رقرقات  التواضع ، فروته نغماتها من قبل أن تلثم النفس الصادية

لا تردّ على قولي يا صاح، فقد جئتك أسألك التأمّل والترقّب،وما جئت أسألك الكلمات.... جئتك يا صاحبي أصدقك النصح والإرشاد، أصدقك البوحَ والإمداد، جئت أسألك أن تسمع كلماتي كما تُسمع الجمعَ الكلمات.... لا تردّ عليّ يا صاح ...
تريّث فلعلّك ظانّ بي الشر والإفساد..... كلّ من قال لك، كان حلو الكلمات، ولكنّ قولي لك أنّك الظالم، الجاحد المغالي، المنكر حقا بداخلك تلوي عنقه بالكلمات......... فهذه لك كلماتي وليس للحلاوة فيها من مكان .... فهل أنت جالس إليّ، محدّثي من بعد أن تكون سامعي ...لعلّ في الأمر أمرا، ولعلّ الذي خلتَه من نكرانك لي هو أصل الباطل وأصل البهتان وأصل الخطأ وتظن ّأنك وحدك على حق وأنني لا أعرف غير سبيل الباطل، ولا أعرِّفُ بغير سبيل الباطل .....

لم أظفر منك يوما بجلسة ولا بانتباهة  ولا حتى بلحظات من المصاحبة على سبيل التعارف ... ! فإن شئت بعدها  أقبلت وإن شئت عني أدبرت... !  جربني...... جربني فلعلك تندم عن ساعات لم تومِض  بفكرك  فيها لمعة محاولة سماعي....

اسمعني فهذه المرة الأولى التي أنجح فيها بالوصول من بعد مرات فاشلات كلها، أرهقتْنِي لم أعرف فيها غير ذلّ وهوان من بعد سعيي ودأبي ودَيْدَن لهثي خلفك أنشد من قلبك شيئا من فعل القلوب لكلماتي،وأنا التي فعلتْ في القلوب كلماتي....
أنا الناصحة المريدة خيرا من حيث مثلك يظنّ أنّي الشريرة ....وكم من ظنّ الشرّ بأهل الخير يا صاحب الحِكَم وَهْمٌ وسوء ظنّ وسوء وزن يحسب به الحكيم نفسه حكيما ....

اسمعني وابحث بين ثناياي عن ظلمك لي،وبخسك حقي،وقد امتدحك الكل ورأوا فيك الذي ليس له النظير ولا الشبيه في الرحمة والعدل ، ابحث بين ثناياي، أفتكون المحقّ العادل المنصف المقسط،وأنا التي أتعذّب كلما جنيتَ عليّ بكلماتك المصدّقة أفعالك تلك التي تقتلني فيها يا صاحبي ولا تبالي ....تقول إنّ قتلك لمَن مثلي حياة لك...فيا ما أكبر ظلمك لي يا ظالما يرى في الظلم عدلا وكرامة !!....

تريّث ...لا تطردني كعادتك في طردي وأنا التي لا أملّ العودة لك في كل مرة، لا أسأم، بل أستصغر استحقارك لي من فرط حبي لك ولخيرك،وليتك يوما سامعي.... اسمعني فقد آن أوان أن تلقي لي من بالك شيئا،ومن قلبك شيئا ومن وقتك شيئا، فكم صبرت على انعدام كلّه منك لي،وليتني بؤت ولو بالمعاذير تلقيها، إن أنت إلا مدبر لا تلوي على شيء فيّ  ولا منّي ...

ولقصة صاحبنا والجديدة القائلة له بقية ...


 29-09-2010, 04:02 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-02-24, 10:08:28
قيل له... فقال:...(5)



رد قائلا : لا أخالني سأنغض رأسي لك يا متلويّة بين جنبيّ... يا متلونة ....لا أخالني مرعويا عن قهرك.... ولا أخالني معك أنت أنت بالذات دون غيرك ليّن القلب والجانب والكلمات.... ولا أخالني مع غيرك أنت ...أنت بالذات فظا غليظا كما أنا معك يا من لا يجب لها تسليم ولا طاعات ....

 أمازلت ؟ أمازلت ؟؟ لا تلهيك عني لاهية .....مازلت لم تيأسي ولم تقنطي من رحمة بك مني ترميني بعيدا عن موجبات الرحمات ؟؟

حسبتك قد تبتِِ عني، وعن سؤالي، حسبتك قد يئست مني ومن مداري ومن مساري ومن حواري ومن جواري ........!!
حسبتك التي رحلتْ إلى غير رجعة، لا تلوي مني على شيء مني، وإذا بك المتسحّبة التي تظهر الظعن والرحيل وهي المقيمة المتصيّدة منفذا بين المنافذ لتعبر ، فتعبٍّر، فتدّعي سطوة أمواج الظلم على شطآنها........!!

يالسوء ظني بقدرتي عليك.... ياللغرور فيّ يقفز مغرورا، أن قد انتهى عهد الإنصات إليك، وانتهى معه عهد كلماتك تبلغ مني المكانات ......

أمازلتِ ؟؟ أمازلت تبحثين عني ؟ أمازلت تتبّعين خُطوي؟ أما تُبت؟ ....عجبا لي وأنا الذي يرد على القائلين...عجبا لي وأنا المميط أثر المادحين... عجبا لي وأنا الذي أرد وفي كل رد مني صدق وقوة وتسليم أنّما لم أوتَ على علم عندي، بل أنّ التسليم مني فضل عليّ أدنى الفضل .....

ظننتُني الذي ظفر وفاز، ورفع رايات النصر وأطاح برايات التسليم لك يا متتبّعة لا تستسلم ..... ظننتني الذي لم يعد لك عليه نهي ولا أمر .....فإذا بصوتك يتسلل في جُنَح من ظلام يطبق عليّ ليرتفع فيُسمِعني ويطمع أن يُسمِع كلماتك بصوتي .....

أنا الذي أرد على كل قائل مادح ، فأعطيه الدليل، وأنحّي عن نفسي الفضل، لأرده لمصدره عساه يستمد منه كما استمددت ، فإذا أنهار الحكمة التي ظللت أسألها من المنعم نعيما فوق النعيم تتفجّر لتروي سائلي وهي عليّ من المنّان الجواب ....

أهكذا يُفعل بي وأنا الذي ظننت ألا فعل لك فيّ ....خبتُ بظني يا متتبعتي .... خبت بظني .... وما كان لمن ينشد الحكمة أن يظنّ ظني .....

الآن عرفت .... الآن فهمت ..... الآن عرفت أنه ما كن لي أن أظنّ الفوز والنصر على التي ما تفتأ منقّبة، مراقبة ، تنتظر السانحة لتنقضّ .... فحنانيك.... حنانيك لن تتمكني مني، ولن ينقلب صوتك الباكي وملمحك الشاكي المكين الأمين بين جنباتي....!!

حنانيك فلن تخدعني منك دمعات، ولن تأخذني منك زفرات ولن تلهو بي منك آهات .....لن أرأف بحالك المتلونة....ولن يهنأ لك بال ببال مني لك ألقيه ........

عرفت أصل الخطأ في ظني ....عرفت أنني إذ استروحت وارتحت ومددت رجليّ بدفن صوتك فيّ كنت الذي ما اكتملت حكمته ....... وحديثك هذا لي، وكلماتك كانت المصحّح لخطئ ظني، كانت لي الحقيقة ....حتى لا أمدّ رجلي ولا أظن بي المنتصر الذي لا عَود له إلى حرب ......

سأعلن عليك الحرب في كل مرة..... وسأشهر بوجهك كل سيوفي، وسأرميك بكل رمح من رماحي، وسأعدّ العدة، ورباط خيلي، ولن أنكفئ بعد اليوم وأخلي ساحة جندي وفرساني ......
سأرفع راية الحرب عليك في كل حين.... حتى إذا ما تسحّبت وتصيدت الثغرات وجدتِ جندي لك بالمرصاد ....ووجدتُني بسلاحي، فلا تستفردين بي أعزلا يطيب لك معه القتال وكأنه اللعبة البسيطة تنتهين منها في أقرب آجال، وكأنك اللاعبة لا المحاربة ..... مع اللاعب اللاهي .....


 وانتهت قصة صاحبنا والقائلة له




 29-09-2010, 04:05 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-03, 09:44:21
اضرب أخي ...(مع بدايات الثورة المصرية 25/01/2011)

اضرب ....اضرب ....اضرب.....
فصدري اليوم عار وصوتي اليوم عال .....
اضرب أخي .....اضرب يا ابن أم ....اضرب برصاصك الحي ، فقد تعلمت أن الرصاصة الحية صديقة الضعفاء الأقوياء ....اضرب لا تتأخر ....فإني أُخَيّ لم أعد أبالي بالعراء ....لم أعد أهاب العلا ........
اضرب فقد حدثتني الرصاصات عن خُبرك ....اضرب فقد كشفت لي الرصاصات عن وجهك ....اضرب يا ابن أم ...اضرب فأنت تخشى الأصوات العالية، وترهب الصدور العارية ....آه لو كنت أدري من قبل لما تأخرت عن فعلها .....

حدثتني الرصاصات المتناثرات متبسمة فقالت : إن الحقيقة أُخَيّاه مدوية ....إن الحقيقة مضنية مشقية، إنه لينوء بحملها أولو القوى ...إنها المنهِكة ولكنها هيـــــــَــــهْ .............
فأزح عن عينيك الغشاوة ....تحرك من برج عالمك الصامت فلسرعان ما يتهاوى البرج الصامت بصاحبه .... تحرك من عالمك الصامت المحاط بباقات زهر مصنوع ...تحرك إلى عالم الورد والنَّوَر المزروع .....
حدثتني الرصاصات إذ تسامرنا في ليل يكسو سماءَه الدخان ....حدثتني الضربات، حدثتني صرخات الأصوات المحشرجة من صراخ الإباء أنّ العملية قيصرية قسرية وأن المولود يستحق العناء .....!!!حدثتني دموع الثكالى والأمهات الملوعات العاديات في ساح الرصاص الحي، في ساح الحقيقة وسقوط الأقنعة ...... حدثتني دموع أطفال تنادت فيها أشواق الطفولة أن يا رذاذ طلقات بندقيات الماء أينكْ ؟؟!!! أين غرق العيون البريئة بضحكات الأبرياء ؟؟ ....

اضرب أخي ....استبح صدري ....اضرب يا ابن أم فما عاد يضير صدري العراء ....رُشَّ علي من خرطوم مياهك العذبة المسيلة للدمعات المطهرات الموقظات من سبات الموتى الذي لا أيام نشور بعده تطلع فيها شمس بل يومه واحد غائبة شمسه ........أدمِعْ عيني بخرطوم مياهك العذبة كما شئت ....متى شئت.... فلعمري ما أطيب دمع العذاب في سبيل يوم العز والإباء ..............

اضرب أخي ....اضرب يا ابن أمّ فقد حدثتني قدم الرفيق المتفجرة بالدماء ....اضرب فقد حدثتني عين رفيق فُقِئت من ضرب رصاصاتك الغراء .....................

اضرب فقد أقسمت ألا أستر صدري ....وألا أكتم صوتي .... سئمت ستر ما لا يُستر وكتم ما لا يُكتم فينقلب داء يأكل فيّ الحشا .....
حدثتني الرصاصات الحية قائلة : إن الأقنعة لنسقطها نحن معشر الرصاصات المتناثرات .......إن الأقنعة القابعة خلف الدبابات والرشاشات تستر وجها كالحا يقبع خلفها ..... يملي عليها ويربيها على أن تكون له المطيعة فإذا ما قيل لها أن الحق غير هذا رمتك بطوب الرصاص دفاعا عن حسن تربية المربي ....... ذاك الذي أسراها دماء في العروق بدل القواعد المكتوبة بالحروف ...........
حدثتني الرصاصات الحنونات أن "لا" في عالم التربية السيِّدِيَّة المُرسِية للقواعد بالدم على صفحات العروق تصنع المعجزات !!..... تنزل الرصاص مدرارا !!.....تسقط الأرواح جِهارا !!....... تنزل الدمع قسرا وجبرا!! ........ هذا فعل "لا" إذ ينطقها الذي كتم الحق حتى طعن على صغر سنِّه سنُّه وكاد يفقد سنَّه التي بها يطحن الباطل طحنا .......

اضرب .....اضرب يا ابن أمّ ...............يا ابن أمّ ........لم أعد أراك البعبع المخيف ......مسحت عن عيني رهق العتمات وغبش الظُلم ............ جلست أسامر الدمع والرصاص والدخان في ليل المخاض ..... وذرفتْ عيني على حي القصبة شرقا بدءا وعلى كبري 06 أكتوبر غربا بعد حين .....ذرفتْ عيني في ليلة ظلماء عم سماءَها الدخان المتصاعد من عربات الرصاص الصديق ....ومن خراطيم المياه العذبة المسيلة للدمعات ......!!!

اضرب ....فقد جلست أسامر الصحب في ليلة غاب فيها الصمت ....-آآآه ولكم صمتُّ!!! -....في ليلة تعالى فيها الصوت ألا صوتا يباع فأشتري .........فأجابني القمر المدخن المضنى على ضناه فالقمر وفي بنوره وإن أضناه الدخان : أعلِ صوتك مسامري ولا تشتر........ِ فالصوت اليوم بلا ثمن ......!!!

اضرب يا ابن أم .....اضرب فَلَضَربك اليوم ضريبة صمتي المتراكم ...........اضرب فما عاد في الأفق ما يروّعني ....
حدثتني الرصاصات ذات ليلة من ليالي الغضب وأنا أجمعها من الأرض كما يجمع الزارع حصاد عامه ...... أن تلك هي الحقيقة وكم عشت أخيّ في عالم الخيال ...... كم عمرك أخيّ ؟؟ قلت : لم أعهد لعمري نهارا كما عرفت نهاري الليلة.... كان عمري كله ليالي مدلهمّة .....كان عمري كله سرابا جعلت أعدو لعلي أمسك بتلابيبه حتى أفقت على صوت الرصاص يسقيني الحقيقة ..........حتى غسلت وجهي بماء خراطيم تبيع الحقيقة دمعا .....

اضرب ....اضرب .... اضرب فصدري اليوم عار وصوتي اليوم عال .....عال عاااااال يا من تقتلك الأصوات العالية ....وتقبرك الصدور العارية .........آه يا ....يا .....يا ابن أم !!!!...........................

 09-02-2011, 04:19 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-03, 11:47:25
من جديد ....من جديد ..(عن ثورة ليبيا).

من جديد ....من جديد ....مرة أخرى ....كم مرة أخرى ستبقى؟؟ كم مرة أخرى أيتها الشعوب ؟؟
مرة أخرى .... عدّاد القتلى يعمل صُعُدا ....ليتزحزح لصيق الكرسي عن كرسيه ....

اعمل أيها العداد الأحمر ....تصاعدي أيتها الأعداد الحمراء .....افرشي الأرض وردا أحمر يغمرها ليخرج الشوك المتجذر الضارب في أعماق الأرض .....
اجتثَّ الشوك يا أيها الورد الأحمر القاني ....... اعمل أيها العداد صُعُدا .....فذاك ثمن الخروج.....فذاك ثمن الرحيل ...فذاك ثمن خلاص اللوح ذي الدسر من قلوب الحجر .... !! اعمل أيها العداد المحزن القاتل المشؤوم فهؤلاء لا يخرجون إلا بعداد الأرواح المتصاعد .....

مرة أخرى .....فرجة أخرى .....لا يكاد الألم ينتهي حتى يبدأ الألم الجديد؟؟ !! أي صبر يا قلبي المكلوم؟؟ أي حِمل يا قلبي ؟؟ .....
ثورة ضد المستعمر....ثورة ضد العدو.....ثورة ضد المستبيح أرضي، ضد المستبيح عِرضي،......تلك تعريفات قديمة لثورات قديمة.......................أما سمعتم عن تعريفات جديدة؟؟ عن ثورات جديدة؟؟ عن استشهاد جديد؟؟

موت من يد المعتدي، برصاص المعتدي، بسياط العدو ....بعذابات العدو..... أواه يا قلبي ....تلك تعريفات قدييييمة قديمة !! .....
أفما سمعت عن الموت الجديد؟؟ أما سمعت عن لذع سياط من كان يتبسم بوجهي؟؟ ومن كان يناديني فيقول : "يا ابني......" من كان يلوّح بيده يرد تحية المحبين؟؟.....
من كان يتشدق بعبارات الحب والتضحية وأنّ كل ما يكون وكل ما يُفعل من أجل ضمان الأمن القومي وحتى تنام يا بنيّ قرير العين هانئا، آمنا في مرقدك .....فأنا يا بني مأمنك ...... !! مأنك فنم ....نم ولا تسل ....

أما سمعت عن رصاص من كان قريبا يُحمل على الأعناق ؟؟ .....ليت شعري ليت تلك الأعناق عفت عن الحمل....
فذلك لعمري ثمن حمل اللئيم المتمسح بمسوح الكريم.......أما سمعت عن رصاص من كانت الأيادي وكأنهن الموريات قدحا من فعل التصفيق لمجيئه؟؟ ومن فعل التصفيق لحلوله.....إن فعل خيرا وإن فعل شرا ..... الخير والشر منه سواء.....آآآآه .......

ليت شعري ليتك أيتها الأيادي ما صفقتِ ...ليتك أيتها الأيادي عرفت فيمَ يكون التلاقي...فيم يكون حر الجمر من فعل التصفيق؟؟ ليتك أيتها الأيادي خبرت أن التصفيق للخير أمر والتصفيق للشر خمر .... خمر أيتها الأيادي وكانت كل أيامك خمر ...خمر شربتِ منه حتى الثمالة .....شربتِ منه فسكرتِ فما عرفت كيف يكون التصفيق ولا متى يكون التصفيق......آآآه ليت شعري يا أيادي .....ليتك عرفت قبل أن تعرفك رصاصات المصفَّق له.....ليتك أيتها الأعناق العربية عرفت من قبل أن تعرّفك طائرات المحمول عليك من قريب.... !!

ليت شعري ...هل يجدي العتاب؟؟ هل يجدي اللوم ؟؟ هل يجدي الاجترار ؟؟ ........ وهل يجدي الجلد يا ذاتي؟؟

من جديد ....من جديد ....مرة أخرى ....كم مرة أخرى ستبقى؟؟ كم مرة أخرى أيتها الشعوب ؟؟ كم مرة أخرى ستتفرج أيها القلب المكلوم ؟؟ متى ستتوقف أيها العداد العامل صُعُدا ؟؟ !! متى ؟

أنصتي يا ذاتي أنصتي ........:
لن أخرج ............لن أخرج أيتها الشعوب الصامتة التي نطقت فلفظتني.... علمتك الصمت..... أرضعتك الصمت وحرمت عليك كل صوت.... إلا من صوت التصفيق وصوت التهليل .......واليوم ؟؟ اليوم تنطقين ؟؟ فلتنطقي يا شعوب .....فلتندبي يا شعوب ......ولي عملي لي عملي .....ساعدني يا عداد ...ائتمر بأمري فأنت اليوم أمري ....... لن تعصاني اليوم ....فأنت رهن إشارتي الحمراء أيها العداد الأحمر ......

اعمل .....اعمل فإنني آمر .......هلموا هلموا يا بِطانتي التي أتخمتُها مالا ودولارا من بنات بترولي.....هلموا يا بطانتي الخيّرة .......أنتم اليوم حَلّي وأنتم اليوم حِلّي ..... أنتم اليوم مطيتي.....هللوا صفقوا ....غنوا وارقصوا على نغمات عدادي الأحمر ...... لا تقولوا إخوان لنا يموتون .....لا تقولوا إخوان لنا يُصعقون ......فهم أعدائي وعدو صديقكم متخمكم مالاَ يا بطانتي عدوكم ........ ارقصوا .....طبلوا ..... تجمعوا وتحلقوا حولي وأنا بينكم ..... سيرانا العرب، سيرانا العجم، سيرانا العالم أجمع .....وما همكم ؟؟ !! فليرانا العالم أجمع نطبل ونزمّر ....وأنا يا بطانتي الحنونة بينكم ....سينسون بذلك عدادي المأمور الأحمر .....سينسون...... إنهم الفتانون أصحاب الفتن ....انظروا حولكم هؤلاء قوم منكم قالوا : "لا" أفتسمعون لمَن كفر؟؟ !! أيها المؤمنون بجاهي وسلطاني وجلال قدري ....هل تسمعون لمن صبأ؟؟ !!

ألا سحقا لكل كافر بي......سحقا لكل من عَدَل عن إلهه الأعظم .............. !!!

لن أخرج...... ويْحي ....ويْح ما حسبت وما قدرت وما قضيت ..... هل أتى على المؤمنين بي يوم يكفرون فيه بعزتي؟؟ !!
يا ويْحي............... لآمرنّك يا عدادي الأحمر فلتعملنّ بأمري ..........اقصفي يا طائراتي ......اضربي يا رشاشاتي...... طبلي وزمري يا بطانتي ................
هاها ها ها ها ............... ويْحهم يظنون أنهم سيكفرون ويرتدون وما من حرب تردهم ؟؟ !!وألا أبا كَرْبَ لردتهم ؟؟ !!

مرة أخرى .....فرجة أخرى .....لا يكاد الألم ينتهي حتى يبدأ الألم الجديد؟؟ !! أي صبر يا قلبي المكلوم؟؟ أي حمل يا قلبي ؟؟ .....
أيها الموتى الجدد .........أيها الشهداء الجُدُد ..........أيها الثوار الجدد ....... أيتها الثورات الجديدة !! عفوا ....عفوا وصفحا فما زال قاموس قلبي الضعيف لا يحتمل الكلمات الجديدة ..... !!! ما أشد إيلامك أيتها الكلمات الجديدة.... !! لأنت أشد إيلاما من كلمات شبيهة قديمة ..................آآآه .....من ذا يوقفك يا عدادا يأتمر بأمر المجانين ؟؟!!
 25-02-2011, 01:43 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-03, 11:50:42
الدنيا والحياة ومعترك الحياة .....والنت والشاشات ومعترك الشاشات


الدنيا والحياة ومعترك الحياة ..... والنت والشاشات ومعترك الشاشات ....... دنيا ودنيا وفرق وبَوْن شاسع .... !!

على النت قد تبحث بين الملايين وبين الملايين قد تجد ضالتَك....، وقد تجد ميولك وقد تجد من يشاركك الرؤية والهدف والأمل والألم سواء بسواء..... وتعيش على النت حياة هي الحياة .....تراها الحياة بشحمها ولحمها ودمها ........... وبمعناها الذي نريد ...... نحكي، نرى ، نبدي الرأي ، نتناقش.... نتفاهم، نتخاصم .....وحتى الخصام لا يدوم، فأنت تعيش في ظل أسرة كبيرة اخترتَ أن تكون واحدا من أفرادها ..... لم يجبرك شيء على أن تكون بينهم، بل قد جذبك ما قد جمع بينك وبينهم، فصرتم إخوة متحابين، تتقاسمون الهم والألم والفرح ..........والمبادئ والقيم لقمة بلقمة عليها تعتاشون ...........

على النت عالم أحببته فاخترتَ أن تعيشه، وإذا بك تجد مندوحة لتعيش كما تريد، كما تحب ......تحيا بما تؤمن به دون أن يعترض يومياتك من يعكر عليك صفوها، وأنت بين صفوة أحببتها ........... ثورة رأسك التي تصب جامها هنا ليس سببها أحبة هنا، بل هي ثورة رأسك من فعل لَوح أرض الدنيا ذي المفاتيح المخبوءة، ومن فعل شاشات الدنيا ذات الغبش والتشويش والضبابية ......

على النت أختار بين من أكون ومع من أكون ، ومع من أضحك ضحكة لا أندم عليها، أو أبكي دمعا لا أستخسر ذرفه وهو واقع في قلوب الأحبة لحظة وقع من عيني..... وإذا بالمبادئ شمس مشرقة علينا جميعا تكلؤنا بنورها وما من ممتعض، وإذا بالمثل مَحَجّة بيضاء لا يغشى سواد الليل على صفحتها بيننا.......... فهي الهواء الذي لا غنى عنه، وهي المنبع الصافي وهي المَعين الرائق ......... وإذا بالإسلام عال عليّ لا يُعلى عليه بيننا................

فلا حاكم يتعهدنا بقحط الربوبية والعلوية، ولا ينبس ببنت شفة من بناتها المتعالية وليدة "الأنا" العليلة طريحة فراش النرجسية والكبر والاستعلاء ............فراش يحسه أهله وثيرا، ويعلم مكابدو همه وكربه أنهم صُناعه وحاكته ذات ليلة من ليال غاب فيها القمر المنير عن ساح ألفة الأُلاف وظهر في كبد السماء غيم غطاه وادعى أنه القمر الأعلى، فصدق الخائفون تخريفه وتخويفه وأوعزوا لمن لم يَرَ ولم يحضر أنه القمر لا خلاف ...... وإذا كل من صدق وأوعز بالتصديق قد فقدوا عين القلب التي تبصر، وهل يخفى القمر عن كل مبصر ..... !! أولئك قد فقدوا أبصارهم، وأفقدوا جمعا غفيرا أبصارهم، بل قد قبل الجمع الغفير أن يرى بأعينهم وكأنهم الأنبياء ترى وتبصر ............ !!

آه لو أن المصدقين فقط بحثوا ليعرفوا أن الأنبياء وحدهم يُصدَقون ....ليت شعري .....بل إن جمع الأنبياء كله قد كُذِّبَ و كُذِّبَ و كُذِّبَ .................... !!

ذات ليلة من ليالي غياب القمر، وظهور غيم قاتم ستر النور وما استتر ......ذات ليلة من الليالي ....قد كانت ليلة ولم تكن ألفا كما شِرعة شهرزاد المطيلة عمر الليالي بالحكاوي ...... !! واحدة كانت يا شهرزاد، وكانت الأولى ......والأولى قد فعلت ما لم تفعله لياليك الألف ..... الأولى زرعت وجذّرت ورسّخت .......هي الأولى قد فعلت ما فعلت ........آآآه يا شهرزاد يا مطيلة عمر الليالي بالحكاوي.......

الخوف .........الخوف من غيم ستر .....الخوف من غيم كذب بصوت أعلاه وقال : "أنا قمركم الأعلى ..... !!"

وهل يخفى القمر يا غيم ...؟؟ وآه من غياب القمر .........آه عليك يا ألفة الألاف ! آه عليك يا ألفة الأحباب ....آه فقد قلب الخوف القاعدة رأسا على عقب ...... فقد قلب الخوف كل حال ..... وقد أشرف من هناك من قريب من خلف رابية وجبل كئيب مآله السيئ...وأي مآل مآلك يا حالنا المقلوب .......

الأرض دنيا والشاشات دنيا وبين الدنيا والدنيا بَون ومسافات ...... الأرض حياة والشاشات حياة وبين الحياة والحياة فرق وحكايات ..... !!!
من خلف شاشاتنا ظمأ رهيب لقمرنا العالي ولسَحَرِنا الحالي ...وأي حُلي حُليك أيها السحر !! حلي قلوب المتآلفين المتحابين على ضوء القمر المنير ...............

من خلف شاشاتنا ظمأ رهيب لنور ولضوء ولقمر ولشمس تجمعنا فتجمع ما به نؤمن ونصدق، وما عليه نحيا ونجاهد ألا نذوي أمام الغيمات الساترات .....فلا نصدق لها قولا ولا نؤمن أنها القمر أو أن لها نورا صنعته من كلمات صوت كذبها العالي .................. !!!!

من خلف شاشاتنا تمردنا على واقع أرضنا، على واقع آلَمَنا وقهرنا ويعمل على أن يصهرنا وما نؤمنُ في قارورة مياهه الآسنة....
في قارورة مياهه النارية التي تذيب وتحلم أن تذيب فيما تذيب ومع ما تذيب أصحاب المبدأ وحراس القيمة وطلاب الحق ........وعشاق النور ..............
من خلف الشاشات ثورة الرؤوس التي جعلت الشاشات أولى ساحات ثورتها من بعد ما أوصِدَتْ في وجهها كلُّ الساحات ، والثائر من خلفها صادي ..... صادٍ كلما ازداد صداه سُمع له صدى .........

ولأن ساحات الأرض ودنيا الأرض أغلقت .....ولأن الغيم الساتر الكاذب غشي القمر المنير في سماه وأوهم الخائفين أنه القمر ، ولأن الأرض أبعدت الأُلاّف عن إلفهم وما يحبون ،وما عادوا عليها يُلفُون من يحبون أن يُلْفُوا ولا بمَن يحبون أن يجتمعوا فقد قالوا من خلف الشاشات ما أحبوا أن يقولوا، وقد وجدوا من خلف الشاشات ما أحبوا من اجتماعات، وقد وجدوا من خلف الشاشات من شاركوهم الهم والرؤية والسهر في ساعات سحر كان فيها قمرهم المنير حاضرا مزهوا على نوره اجتمعوا.........

ولأن قلوبهم المتآلفة وعقولهم الملتقية هي صانعة النور والقمر فقد ثاروا وهبوا وانتفضوا في عالم لا يغلق دونهم ساحات القول والثورة .........فكانت الشاشات أولى ساحات القمر الـــــــــــقمر ........

ومازالت الشاشات تحقق أمنيات المتمنين دوام نور القمر........، ومازالت الشاشات تحقق الجمع الذي يأتي بثمر المبادئ والقيم حياة تُرجى كما تُستسقى الحياة وكما ترجى الحياة ..........ومازالت ساحات الأرض صعبة .......ومازال عشاق الكذب وعُبَّاد الغيم الكاذب الساتر على الأرض يسرحون و يمرحون ويتشدقون بنور كاذب ...... بنور الكاذبين إذ أحبوا أن يصدقوهم.....

وما زالوا على الأرض ينغصّون على الصادقين معنى الحياة ..........مازالوا أحد أهم أسباب غثيان المجاهدين على أرض الحياة .........
ومازالت ثورة الرؤوس تمتد .........لا على الشاشات وحدها حيث يسهل عليها أن تنجح وتحقق الألفة و تجمع المتآلفين المؤمنين بشريعة الحق والنور، وبشريعة العيش بالحق والنور ، وحيث يسهل بناء المدينة الفاضلة..........بمِلاط الهوى الواحد للجمع، وبلبنات الهوى الواحد للجمع ....... بل على الأرض هي الثورة حيث المنغصات جزء من أجزاء الحياة ...............حيث الكذب والنفاق والخداع واللامبالاة ......وبيع المبادئ بكل سوق بل بسوق نِخاسة سوداء مكفهرة الوجوه غبراء شعثاء .....حيث المادة لغة و الشطارة المقلوبة وسيلة .......وحيث المعاني عكس المعاني .............

حيث القدْر والجاه والسلطان مال وهندام .....وحيث المبادئ والأخلاق والعلم والفضائل ظل لا يرى ، وعَرَض لا يُفهم إلا كما تفهم أعراض مرض لا آسي له ............. !!!

تلك ثورتك يا رأسي ......... على حال أرضك ثورتك ........على حيث يصعب عليك بناء مدينتك الفاضلة ثورتك .....عليها يا رأسي ..............فهل أنت مستعد ؟؟؟............ إنّ على الشاشات لثورتك الهادئة .....وإنّ على أرض واقعك لثورتك الثائرة .....

فلأيها أنت يا رأسي ....؟؟؟ !!! أأنت لها أم لها ؟؟ !! يااااااااه ما أصعب الثورة على الأرض ......وما أصعب الثورة على الأرض
 04-04-2011, 12:19 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-03, 11:57:53
قال عبد الرؤوف النجولي :  emo (30):

كلّ هذه المداخلات مرّتْ دون تعليق!

يا ربّ صبرًا كصبر أسماء.......

فقلت:


نعم يا عبد الرؤوف ما من ردود.......، ولكن أتعلم أي سبيل أسلك ؟؟ كلما كتبت وضعت ولم أنتظر أن يرد علي أحد -ولو أن ردود الإخوة تسعدني- كصنع الذي يلقي البذور، ويتعهدها تلك الصغيرة بسقيا وبرِي، ويعلم أنها ستنمو وتكبر، وهو لا ينتظر كبرها لنفسه، بل ينتظر أن ينتفع بها غيره يوما ما، متى؟ كيف ؟؟ لا ييأس، بل موسم النفع عنده مكفول بإذن الله، فإن لم تقرّ به عينه في حياته، فعساه يكون حتى بعد ذهاب عينه، ولكنه على يقين أن ذلك اليوم سيأتي وسينتفع غيره مما زرع ....... وذاك يا عبد الرؤوف ديدني وأنا أكتب  emo (30):عسى أن يوفقنا الله لكتابة ما ينفع ............

 05-04-2011, 09:10 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-03, 12:02:45
"لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية..... !! "

من الناس من تشتعل رؤوسهم شيبا ومن الناس من تشتعل رؤوسهم فكرا.....
فلون الفكر من لون الشيب أيضا ....أبيض !! ..... لون الفكرة من لون الشيب أبيض.....
ثورة الفكرة، ثورة الفكر، ثورة الرؤوس، لا تنتهي.........................................

قد يظن أصحاب الظنون أنهم يقمعون أجساد المفكرين، وقد يظنون أنهم يطفئون بقمعهم جذوة التفكير، وقد يظنون يمرآهم لهوا وعبثا أن كل صاحب فكرة قد طوّحت به الآلام فانزوى أو ألقته بعيدا عن ساح الوغى، أو غيبت له كل أثر من أثر أهل الدنيا ... !!

ربما ظن الظانون الواهمون الذين ليس لهم من قوة إلا القوة التي تستعين بالأشياء لتقوى لا بالأفكار، ربما ظن أقوياء الأشياء أن قتل الأجساد وإخراس الأصوات وإخماد نار اللاءات سيقتل الفكرة ........... !!ربما ظنوا أن كل الشيب سواء، وأن كل البياض شيب وأنه الضعف لا مراء ...... !!

ربما ظن الظانون أن قوة الأشياء أبقى وأن قوة الفكرة أذوى وأن ترياق الخلاص منها فناء جسد صاحبها ...... !!

ما قولكم أنفصح عن سر الرؤوس أم نخشى أن يندس من يأخذ السر فيفهم فيستقوي بفهمه منا علينا كاستقواء قوم عدو لنا نسلمهم دية قتلنا مؤمن منهم .....لا دية لمقتول مؤمن في قوم عدو لنا .....وتلك هي الحكمة !! لئلا يستقووا علينا بها وهي منا ......
أنفصح أم نخشى اندساس رؤوس قوة الأشياء ... !! لا ......لا أظن أن الفكرة تخاف أو تخشى .....

لم يعرفوا أن الجسد الذي جَنَتْ عليه أفكاره، لم يمت إلا وقد زَرَع ..... !! فهل يفقهون فعل الزرع ؟؟ هل يفقهون أن المفكر زارع؟
هل يعلمون أن مقتولهم حي بكل الأشكال؟؟ هل يعلمون أن روح الفكرة لا تصعد مع الروح ؟؟ !! هل يعلمون ؟؟ !!

ما بكم ؟؟ أتخشون اندساس رؤوس الأشياء بين هذه الكلمات ؟؟ !! لا أظن أن بين أشيائهم ما يقنعهم بما نقول.... فلا تخشوا ولا ترهبوا ..............

إنهم يظنون كل شيب اشتعل في كل رأس إنما هو دليل فناء ما لا يحبون وبقاء ما يحبون، أنه دليل ضعف وقبول وخنوع ورضى لسنون وسنوووون ......

إنهم لا يتحسبون لفعل الزرع والزارع ..... !! آه ربما يتتبعون الزرع أحيانا، ربما ينقّبون عن البذور..... ربما يَرُشون عليها من بعض غازات أشيائهم القاتلة، ....فهم أصحاب كل الأشياء ....ربما ..... !!!
ولكنهم لن يصلوا القاع حيث تمد البذور لها أوتادا ليست أوتاد خيمة في مهب عاصفةِ رمل أهوج تُقتلع وتُجتث، بل كحال الجبال بأوتادها الضاربة التي تبقيها شامخة عالية وتصمد في وجه كل قوة بل تمسك بالأرض ألا تميد... !!

هكذا هو فعل الفكرة وبذرها وزرعها ....

والشيب !! آآآآآه من الشيب .... آه من الهرم ......
ولكن ليس كل الهرم هرما، وليس كل الشيب علامة للهرم، كما أنه ليس كل الشباب شبابا ...... ما أجمل لعبة مخادعة رؤوس الأشياء تلك التي اسمها "شيب وهرم" بينما القلب يقفز شبابا وندى ..... !!
إنه مما لا تراه أعين الأشياء، بل تراه أعين الأفكار في رؤوس المفكرين ........

"لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية "......أخطأت أيها "الشاب أحمد "، فما أزهى شباب هذه الكلمات !! فللهرم والشيب مقاييس أخرى في لغة الأفكار كما أن للشباب مقاييس أخرى في عالم الأفكار والفكرة ........ !!

اسمعوا لهذا الهَرِم المشتعل رأسه شيبا وما يقول :


الثورة ليست أكلا وشربا الثورة حرية ...............
الثورة تعبير عما يخالج الصدور........
الحرية ليست مناصبا ......الحرية ليست مكاسبا .....
رَبِحَ الشباب من الثورة.... ربح منها الحرية التي لا تشترى بالمال.........

نعِمّا هو من هرم ومن شيب أيها المعلم الثائر .......

من خلف مقهى يجلس على كراسيه من يريد شرب قهوة أو شاي ....من خلف كراسي الجلسات الطويلة ..... من خلف مظهر الفراغ واللافكرة تختبئ الفكرة ..... !!

من خلف مقهى "أحمد هَرِمْنا" يختبئ مكتب العمل، مكتب الثوار ...... مكتب بباب يغلقه دون شباب مجتمع...وأي اجتماع !! ...... يوصده دونهم لئلا يُرَوا ....ولا يكتفي بلوح الباب الموصَد بل يزيد ....فيغطي أثره بكراسي مقهاه حيث يرتشف المترددون عليها فنجان قهوة في ساعات طوال ..... قد تستغرق كل رشفة منها ساعة أو يزيد .... !! أجل من خلف الفراغ تختبئ الفكرة ...... !!!

ما أروع هذا .... ما أجمل هذا .... ما أبعد هذا عن أصحاب الفكرة فكيف ببعده عن أصحاب قوة الأشياء .... !!

كم مرة تعرفت فيك أيتها الحياة إلى عظمة البسطاء ... !! كم مرة فيك أيتها الحياة تعرفت إلى حكمة البسطاء !! وإلى ذكاء البسطاء وإلى فعل البسطاء .... وكم مرة فيك أيتها الحياة صدمت في نخبة النخبة .... !! وفي رافعي رايات الثقافة والنخبوية !!

لا أيها الشاب الهرم ! لا أيها الهرم الشاب .....لم تهرم ما دام فيك قلب ينبض بمعنى الحياة لا بالحياة وحدها .....فشتان بين قلوب تنبض بالحياة وبين قلوب تنبض بمعناها ...... !! فالأولى يمشي صاحبها ويغدو ويروح ويأكل ويشرب وينام ويصحو والثانية يفكر صاحبها ويتأمل ويأمل ويتعلم فيعمل ....... !!

ثم اسمعوا لكلماته الدامعة فرحا الدامغة حقا :

 " نسلمها للشباب ....هم الذين سيصنعون أمل تونس، هذه اللحظة التاريخية التي أرى فيها الباب مفتوحا، ليست سهلة ، لقد عملنا في الأوقات الحرجة..."

نعم ....ليست سهلة ....ليست بخسة.... ليست هينة .... بل هي الغالية وثمنها الغالي ....... بلى أيها الشاب الهرم المعلم الآمل العامل الصادق .......

فلتحيَ ثورة الفكرة ولتحيَ ثورة الرؤوس المفكرة، ولتزهر بذرتها الوَتَدِيّة الجبلية ولتيْنَعْ و لتورق ولتخضرَّ ....ولتبيضّ فوق رؤوس الفكرة شيبا طيبا صيّبــــَا .......

 11-05-2011, 05:07 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-03, 12:04:28
صورة وأي صورة هي، واسمها .... وأي اسم .....وأي وصف وصفها ........!!

(http://www10.0zz0.com/2011/06/26/11/984565690.jpg)

قاسم .... الطفل الشهيد

*******************

الطفل الشهيد ....

كلمتان هزتاني .... طفل وشهيد ... إن كانت الشهادة أمنية من كبُر ورشد وصلح وأيقن أنها أكبر القربى من الله عز وجل، يتمناها لينال بها الكرامة، ليحيا خير الحياة ويُرزق أحسن الرزق، ولتحيا أمته، وليحيا دينه.........، ليمحو بها ذنوبا يخشاها..... ليفوز بها بالرضى.... وبالجنان وبالفراديس العُلا ....

فهل يُنعَت الطفل البريئ الطاهر الحر الذي لم تُكبِّل نفسَهُ خطايا ولم تسوّد صفحاتِه البيض نقطة سوداء... !! ولم يعرف معنى للحياة إلا في رحاب الحياة... هل يُنعت بالشهيد ؟؟

هل تمنى الشهادة وقلبه الغرير يعشق الحياة ولم يبلغ بعد عقله أن يفقه معاني الشهادة ؟ ! هل سأل الله نوالَها ؟.......

هل فهم عقل قاسم الصغير أنها انقطاع الحياة عنه وإدباره عنها، وإقباله على الموت ؟؟ هل فكر؟ هل قدر ؟ هل تقبلها عقله الصغير وقلبه الصغير الذي ما يزال يعشق اللَّعِب مع الأصدقاء، ويعشق القفز في ساعات الفرح الغامر.... ومخاطرةَ الأتراب في سباق على أن يكون الأسرع والأول والأشطر ؟؟ !!

هل عقِل قاسم الذي ما يزال يرى في حبّات حلوى و كأس بوظة محشوة بمكسرات حلاوة الدنيا أن الشهادة إدبار عن حلاوة بوظة الدنيا وحلوى الدنيا وإقبال على حلاوة بوظة الجنة وحلوى الجنة ؟؟ !!

هل فهم قاسم هذا فتمناه ؟؟ هل زهد في ضحكات الصَّحب وقهقهات الطفولة الناعمة ؟............ هل وعى قاسم هذا ؟؟ !!

هل سلّم قلبُه الغرير الصغير الفرِح الطائر بضوء الشمس يداعب الوجنتين الغضَّتين فيُقبل عليه قاسم معانقا مبتسما ليبدأ أول أيام عطلته المدرسية الصيفية بلقاء ثلة الأصدقاء لعقد اتفاق حول آلية تنفيذ مشروع النزهات المقدور عليها من حكومة الأصدقاء مجردةً عن أي مساعدة خارجية أبوية ....فزيارة إلى حديقة الألعاب القريبة حيث القلوب المجتمعة على موعد مع الفرح والحبور والسرور، والضحكات تملأ الآفاق وتشق عنان السماء الزرقاء المتبسمة لعيون الطفولة.....تُنَاسم ألوان الطيف وتحاكي ألحان الطيور القريرة بفرح العيون الصغيرة .............

هل سلّم بكل ذلك قاسم واختار الشهادة وتمناها وسأل المولى في وقت السحَر في ليلة من ليالي القصف والرعد والبرق الآلي من مجنزرات العدو الغاصب .... ! عفوا..... أعني مجنزرات الرئيس القائد الأب الحامي الحاني !! .....

هل خلا بربه ذات ليلة من هذه الليالي القريبة وهو يَسمع دوي الرصاص الحي يحيي الليل البهيم بصراخ أمّ على ابنها الذي أوقفت نبضَه وأسكتت صوت قلبه الثائر رصاصة حية من يد من لا قلب له ؟؟ !!
إنهم من بعد ما أحكموا تكميم الأفواه عقودا، فانفلتت أكمتهم، وعَمَدت الأيادي لتلقي بها بعيدا فيُسمع الصوت، سمعوا للقلوب الثائرة صوتا مزعجا أقضّ مضاجعهم فقاموا يكممون قلوبا حييت ....

إن صوت الحياة تدبّ بين مَن حسبوهم موتى لا حِراك لهم إلا وفق أزرارهم المتحكمة لَيقتُلُهم خوفا ورعبا وفزعا .... وهيهات هيهات أن يوقفوا النبض الحر الثائر ....فمَدّه أكبر من كل عُدّتهم وعدواه أسرع من كل ترصّد باللقاح......

أعَلَى ذاك الصراخ من أم الشهيد التي لم تعد تبالي أن يأخذوها ويكبلوا معصمَيْها ويقتادوها إلى أقرب مركز أمن يحفظ الأمن والأمان للمواطن الغلبان بتهمة البكاء على مندسّ ؟ !بتهمة اندساسه في قلبها حبّة وسَوَيْداء..؟! أعَلَى صوتها الهادر من قلبها الملوّع خلا بربه قاسم فدعاه وسأله الشهادة ؟؟

هل خلا بربه ذات ليلة من الليالي القريبة وهو يرى من خلف شباك غرفته مدفعية الجيش الأبية تُبيّض وجه السماء الحالك تستمطر نارا لابن البلد الواحد وقد اشتكى ألَما بقلبه الذي خبأ الأنين عقودا وعقودا فلم يكُ يبكي حَبَّتَه الأسير منذ سنين وسنين وسنين، ولم يعد يدري أحي هو بين أموات أم هو الميت بين الأحياء ..... !! خبأ الأنين فلم يكُ يصرّح أن قاتل الابن و الأب و الأخ والزوج معروف بالاسم واللقب والصفة والشكل والوجه والمنصب الذي يعتلي ........

لم يكُ يجأر بالدعاء عليه أن يرى فيه يوما تتقلب فيه الأحوال فيُشفى برؤية عذابه الصدرُ العليل والقلب المُعنّى ...لا لشيء إلا لأنه القاتل والمشيِّع، ولأنه المجرم والحامي، ولأنه الذي يلوّح لكل من ينطق بالقتل وبانتهاك العِرض وبالتعذيب والسجن والقهر..............بل كان يفعل .............

هل سلّم قاسم بكل لُعَبه وألعابه...؟ !، بدراجته الأثيرة ؟ بحذائه المُزحلِق ذي العجلات التي تأخذه أخذ الريح حيث يشاء طائرا بين الماشين مفتخرا بتحديد وجهته على عجل وبلوغه هدفه على العجل ؟؟ !! هل سلّم بها وبكل ألعابه ووعى أن الشهادة والموت أفضل ؟؟ هل فكر ؟ هل قدّر ؟؟ هل قرّر ؟؟ !!!

هل اختار الشهادة على حياة اللهو واللعب وحُبّ حبات الحلوى وهي في شِرعته وأترابه وحكومتهم البريئة الطاهرة قمة الفكر وأحلى ما في الحياة من معنى ....؟ !
بربك أيها الطفل الشهيد هل وعيتَ وأنت الطفل مع مَن وعى أنّ دماء الشهادة رِيّ لأرض ظمئت لماء الحياة، وأنها الفسيلة التي ستنمو وتكبر وتورِق حرية ...؟؟

!بربك أيها الطفل الشهيد هل وعيت كل هذا ؟ هل فكرت ؟ هل قدرت ؟ هل قرّرت فما عبست ولا بسرتَ ؟؟ !
لست وحدك يا قاسم ، فقد ذهب معك أطفال شهداء، أتواصيتُم بها؟!! أرُزِقتُم فهم معناها فتمنيتموها وسألتموها رب العزة في ساعات السَّحر فمَنَحَكُموها وقلوبكم الطاهرة النقية يُقبل بها كل الدعاء ؟؟ أهذا هو سرك يا قاسم ؟ أهذا سر حمزة؟ أهذا سرّ هاجر ؟؟ !!

ألئنكم وليتم دنياكم الدُّبُر ؟ ! ألئنكم مللتم اللعب واللهو والفرح والقهقهات البريئة ؟ ألهذا ؟ أم أن في الأمر سرا آخر يا قاسم ....؟ !
أخبرني أيها المندس الصغير وكل أترابك المندسين الصغار ....

أم لأنكم مندسّون تآمرتُم مع إسرائيل وأمريكا لتأسيس إمارة اندساسيا الطفولية للاستحواذ على الحكم، فخاف الأسد وفزِع، وهرع إلى حاشيته والمأتمرين بأمره يبكي ويشتكي اندساس الصغار، فأشفق عليه المخلّصون المُخلِصون وهبوا لنجدته ملك الغابة ....

إنهم ما عهِدوا للأسد بكاء ولا شكاة .... هي المَهْلَكة أن يبكي أسدهم، وهي المهزلة أن يُذلّ وينحني ويبدو باكيا كما الصغار ... !! هبوا لنجدته فقضوا عليكم برصاصهم القنّاص الماهر، وقوّضوا أسس إمارة اندساسيا الطفولية التي كان سيحكمها أطفال .... !!!
ياله من أسد أنقذ البلاد والعباد من اندساس أطفال البلاد المتآمرين مع الأوباش الأوغاد من بلاد الأبعاد .... !!

إنه السر يا قاسم .... ! إنما جعلوك شهيدا ....وجعلوا حمزة شهيدا وجعلوا هاجر شهيدة .... إنهم هُم ....قاتلو المندسين من الصغار والكبار، قاتلو الجراثيم ....هم يا قاسم عرفتهم ...جراثيم الحياة ....لا يا قاسم بل إنّ الجراثيم منهم أكرم....

هُمْ يا قاسم ويا حمزة الخطيب ويا هاجر الخطيب .....هُم قاتلو الأحلام .... شانقو الورد .... مقتلعو النَّوَر وقد غاروا من لونه الأبيض الطاهر ..... هُم يا قاسم معتقلو ذرات الهواء وحبات التراب .... هُم ... لا أحد غيرهم من سرقوا منكم الحياة مع اللُّعَب ... مَن قتلوكِ وقطعوا رأس دميتك يا هاجر لئلا يبقى الأثر .... !! من قتلوك وسرقوك من دراجتك يا قاسم وتركوها تبكيك وتنعيك، كل شيء في الكون يبكي قتل الأطفال، قتل الأطهار .... حتى الحَجَر ....إلا هم يا حمزة ..... إلا هُم يا هاجر ....

هُم من غيّبوا قهقهاتك الناعمة يا قاسم وأبكوا مدامع أترابك ورفاقك في سباق المئة متر ما بين بيتك وبيت جارك ... ! هُم من أثقل عليهم صوتك الصغير بين أصوات الكبار ينادي ..."ما منحبك ...ما منحبك"، وصوت حمزة ينادي "الشعب السوري ما بينذل ..." ونداء هاجر الهادر "الشعب يريد إسقاط النظام "..... هُم يا قاسم من قصمت ظهورَهم قشات حملتموها لتبدؤوا عُشَّ الحرية....

هُم من اقتلعوا أظافر أترابكم، وقطّعوا من أجسادهم الطاهرة اللحم، وأشبعوهم ضربا وتعذيبا وقد كتبوا على الجدران المدرسية "الشعب يريد إسقاط النظام " .... ألِفوا السيادة والرياسة الأبدية ....فكانت صدمة عليهم قوية أن تُعلِّم الحرية في الأطفال للكبار أبجديات الحرية ......... !

فهمتُ يا قاسم ...فهمتُ أيها الطفل الشهيد ........ !! لا أقر الله عين قاتلك ولا هنّأ له بالا ولا أبقى له أثرا ولا أشقى شعبك بهم بعدك.........

ولا أوحش أرضك بوجوههم الكالحة يا وجه الحرية ...................

 02-07-2011, 03:11 PM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:16:19
جعلت ابنتها الصغيرة التي لا تتعدى من عمرها العامَين  تُحدّثها بالإشارة... !!

وخزتْها من ذراعها لتلتفت إليها، وجعلت بإصبعها الصغير تفهمها شيئا آلمها فهِمَتْه منها.... :emoti_138:

صغيرة جدا .... !! وتتقن لغة الإشارة ؟؟ !!  :emoti_209: وأي إشارة !! فتعانقها أمها وتحنو عليها وتسارع  لتمسح  دمعا قد تكشّف من اغروراق عينيها
فهمتُ أن الأم بكماء صماء .......قد تعوّدت ابنتها على تلك المحاورة  في جنبات بيت يضمهم....
كانت حاملا ... وبدت على وجهها علامات الإعياء الأخيرة وقرب المخاض... تخبو نضارته فجأة بين الحين والحين من فعل ضرب قوي من ذلك القابع داخل بطنها، الآكل الشارب الهنيّ بين حناياه ....ولا يستحي أن يضرب.... !! :emoti_144:

أشارت إلى بطنها وهي تحدثني أنها قد قاربت ساعاتها الأخيرة بإشارات سبحان من يسّرها لها لتحيا وتعيش إنسانة كما يحيا ويعيش الناس.... بل أُمًّا كما الأمهات ....بل لأكثر من طفل واحد..... لثلاثة منهم غادروا بطنها إلى الدنيا، ورابع ما يزال يقضي آخر ساعاته  بين حناياه وهو لا يعلم إذ تمرّد وصار يضرب ويزبد ويرعد  أنه أخيرا سيخرج .... ::)smile:

سيخرج ليرى الدنيا وليطلق أول صوت له فيها بكاء، وكأنما يبكي انقضاء ساعات الراحة والأمان ويستقبل الدنيا وشقاءها بما تستحقه ... !!
أشارت إلى بطنها مبتسمة مصدرة بعض الصوت والنأمات وكأنما هي خلفية صوت لا صوت، وكأنما هي سند جعله الله لها ليتنفس فيها صوت مغمور مغمور مغمور ، وليكون لها من الصوت حظ حتى وإن كان أقرب ل"آ" و"أو " و"إي " قد لا يحيد عنها إلى غيرها.....!!

وكأن الكلمات تريد أن تخرج ولكنها تجد ألف باب وباب دونها والخروج ..... فتحجم وتكتفي بالأصوات مع الإشارات .....
وهُنَيْهة أيتها النفس فينا نحن أصحاب الأصوات والكلمات ........ لو طرأ علينا مثل ما هو عندهم عادة ولازمة  وطبيعة من اختناق الكلمات ماذا كنا صانعين بأنفسنا ؟؟ لأقمنا الدنيا وما أقعدناها حزنا وكمدا وحسرة ووووو غضبا وووو........ولما تذوقنا للحياة معنى وكلماتنا كل كلماتنا لا تخرج ........ !!

فرفعت يديّ كفعل الداعي إذا مدهما يسأل المعطي الذي لا يملّ العطاء... أشير لها أنني أسأل المولى جل في علاه أن ييسر لها أمرها .... فتتبسم وقد فقهت ما أحببت قوله،  وترد بنظرة منها إلى السماء مع صوت بين أصواتها القاموسية... وديع هذه المرة يتوجه للعلي القدير بالخضوع والرجاء أن ..............."آمين"  emo (30):

سبحان الله ................... وييسر لك المولى أيتها الإنسانة أن تعيشي وأن تفهمي وأن تُفهِمي وأن تكوني أما حنونة عطوفة ترقّ على ابنتها بضمّات إلى الصدر الحنون، وبابتسامات حب وحنان........ emo (30):

بل وأن تعرفي ربك الذي هو في عرشه العلي، فترتقين ببصرك البصِيريّ إلى أعلى حيث قد أدركتِ  أنه الأعلى، حيث فهمت أنه ربك وربي، وحيث تدرين أنه السميع الذي يسمع رجاءك وإن بقاموسك البسيط الذي لا يكاد يعد بين القواميس ذوات الحرف الواحد قاموسا ..... !!
إيمان في قلبك أخيّتاه !! يااااه ما أحلاه .... ما أبهاه وأنا أرمقه في حركاتك وفي إشاراتك .... ليس كل من ينطق مؤمنا ... !!! وليس كل مؤمن ناطقا .....


وماذا ؟؟

هذان ابنها وابنتها  يلحقان بها وأنا في غمرة حديثي الممتع معها، حديث الإشارات .... ليت شعري ، أي حوار صامت هو !!

وأحدّق بهما وهما من أهل الإشارة ... !! :emoti_209: قد ألفاها وتعوّداها حتى لم تعد طلاسما عندهم ولا غريبا من الفعل ....
لم يعودوا يصدرون صوت الكلمة خطأ كحالنا ونحن نحاول محاكاتهم لنحاورهم ،ونحن نخطئ فننطق الكلمة وقد تعوّدنا أن الصوت وحده... وحده وسيلة الإبلاغ والإفهام......نخطئ فننسى والطبيعة فينا والتعود قد غلبا، ننسى أن من نحدثه لا يمسع فما من مجال لدور الصوت منا ليَسْمَعَنا، بل حديثه الإشارة لا شيء غير الإشارة .......

أما هما فلا خطأ .....ولا كلمة .... !!  emo (30):يشير إليها ابنها بأصابعه وبرأسه أن هل أتممت يا أمي لننصرف ؟؟ وهو ينتظرها وأخته .....
فترد عليه أن انتظرا قليلا بعد ................... بالإشارة لا شيء غير الإشارة .... !! وشيء من صوت ألِفَاتِهَا المتحركات فتحة تارة وضمة تارة وكسرة تارة أخرى ...... ::)smile:

وتبدو عليها علامات الغضب منه وهو يصر عليها ويلح أن يذهبوا ..... فتزجره زجرة الأم الآمرة .... نعم تماما كفعل الأم وزجرها
وأسمع محادثة صوتية عادية بين ابنيْها، الولد وشقيقته ..... فأفهم أنهما ناطقان .....أجل ناطقان مثلنا تماما ....بكلمات وبأصوات يقول وهي عليه ترد .......

فالتفتّ إلى أمه أسألها بالإشارة لا شيء غير الإشارة، فألصق سبابتي اليمنى باليسرى أعني زوجها ،وأرفع إصبعي إلى فمي مستفهمة بملامح وجه مستفهم هي الوسيلة الأهم معها : هل يتكلم زوجك ؟؟

فتفهمني وتتبسم وترد أنه لا يتكلم .... بالإشارة لا شيء غير الإشارة ..... emo (30):بإصبعها  مع الإشارة إلى فمها وإلى أذنها تنفي .... وتؤكد لي أنه لا يتكلم هو الآخر ولا يسمع ........

فأسألها عن أبنائها الثلاثة ، هل يتكلمون جميعا؟ هل يسمعون ؟؟

فترد بحركة من رأسها قوية واثقة، تصحبها فرحة قلبية أن : "نعم "  هم الناطقون جميعهم، السامعون ............ :emoti_416:
ياااه ............ سبحان الله .... سبحان العلي القدير ...... سبحان الفعّال لما يريد ........

فأتبسم والفرحة تملأ قلبي، فرحة من نوع خاص، emo (30): فرحة بعظمة الله وقدرته ومشيئته وخفيّ حكمته، ورحمته بعباده، ورأفته بعباده، وهو ربهم جميعا، فلا يكل أحدهم، ولا ينسى واحدا منهم، ولا يحرم واحدا منهم من رحمته ..... ولا يكون حال من أحوال عباده إلا وهو سبحانه الأعلم بما يهيئه له ليعيش ويكبر ....... ويقدر في دنيا هي ليست لأحد ملكا، بل كلها لله وحده ..........

كلهم يتكلمون ......... والأم صماء بكماء، والأب أصم أبكم .............. لا إله إلا أنت سبحانك ........!!

وأرفع عينيّ إلى أعلى حيث نحدث عن ربنا أنا وهي بلغة الإشارة، حيث ربنا العظيم الذي أعرفه أنا الناطقة السامعة، وتعرفه مثلي هي الصماء البكماء، حيث ربنا الذي يتغمدها برحمته فهي السعيدة القريرة المتبسمة الراضية ........... emo (30):

حيث علامات الرضى هي أكثر ما ميّز وجهها وحالها ........... emo (30):

أشير إلى أعلى وأنظر إليها لأقول معها "سبحان الله" "إرادة الله "............ولأحدث نفسي الضعيفة أن عُبّي من دروس الرضى وأنت تتذمّرين من أقل القليل ....

فتطأطئ رأسها لتريني مكانا فيه هو أثر لسقطة لها من مكان مرتفع حينما كانت صغيرة أفقدتها النطق والسمع ...........
تستأنس أخيّتنا أكثر ، وتضيف وهي تحدث عن ابنها مشيرة إليه أنه الذي يقرأ ويكتب وأنه دائم المرافقة لوالده إلى المسجد رافعة يديها إلى خلف أذنيها مكبّرة ..... emo (30):

سبحان الله ........... سبحان الله .........

وتعيد عليّ وقد بدا على وجهها شحوب مفاجئ أنها قد قاربت ساعات الوضع، فأشير إليها أن تعود لبيتها خوفا عليها من أن تزيد آلامها فيلمّ بها ما يلمّ وهي بعيدة عن بيتها ....فتبتسم أنها قد فهمتني وأنها فقط  قدمت لحاجة لأبنائها، وأنها عائدة من توّها ............

يا الله ....... هكذا هو ربنا يقسم لكل عبد من عباده قسمة في هذه الحياة الدنيا، فيعلّمنا أن لكل منا حظا منها برحمة منه سبحانه، وأن الأبكم يعيش وأن الأصم يعيش، وأنه يهيئ له ما ييسر له العيش والتأقلم، وأن أصم أبكم يعاشر صماء بكماء ويهبهما الله ذرية ناطقة ليملؤوا عليهما حياتهما ........

بأصواتهم وإن كانوا لا يسمعون لهم صوتا، بحركاتهم .... بطفولتهم، بنموّهم كنموّ النبتة التي يتعهدها صاحبها بالرِيّ والسقيا ........ وهما المتعهّدان، يحنوان كما يحنو الآباء، ويحبان كما يحب الآباء، ويلقي المولى عز وجل في روع كل منهما إحساس الأبوة والأمومة ........لتكون علاماته الأغلب فيهما ابتسامات وضمات للصدر قد يفتقر إليها كثير من الناطقين الذين تلهيهم كثرة كلماتهم وتوعّداتهم وتأنيباتهم وتقريعاتهم  عن الإكثار منها  ....... emo (30):


تخيلت ذلك البيت حيث الإشارة فيه هي الصوت وهي الكلمات ..... تخيلته والأطفال فيما بينهم ينطقون ومع والدَيهم يشيرون ....

تخيلته وإيمان صامت بلا كلمات يظلّه ....... وتوجه إلى الله العلي منهم بالدعاء الصامت وهو سبحانه يسمعهما ويلبي دعواتهما، ويرزقهما خيرا في أبنائهما، ويمنّ على الرجل فيكون من أهل المسجد ويصطحب ابنه إليه ............ emo (30):

تخيلته وهو مملكة صغيرة يملؤها الحب والحنان ..... والراعيان فيها أم وأب صامتان مؤمنان سعيدان مُحبّان ............
سبحانك يا ربي .........سبحانك .........

ودّعت أخيّتنا ....وأنا أشير إليها... لا شيء غير الإشارة... أن كم أنت رائعة أخيّتاه .....وقلبي يبوح لي لا لها أنّها كانت لي معلمة في دقائق معدودة ..........

وحَيَّ على طيب الجَنَى منك يا مدارس الرضى في هذه الحياة الدنيا..............وطوبى لمَن عرف ربه وإن لم ينطق .....!!





 18-10-2011, 08:20 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:44:17
وتفاعلا مع الثورات وتزامنا معها، مشهد من المشاهد في غير الوقت المتأجج ...

أهل الرياض بالسعودية يملؤون الشوارع من بداياتها إلى نهاياتها .....يحتفلون ....بم تراهم يحتفلون ؟؟ هل تحزرون؟؟

يحتفلون بعودة العاهل السعودي من رحلة علاجه !! 

متى ؟؟ متى أيتها الشعوب ترتدعين؟؟ متى أيتها الشعوب تتعلمين وتعتبرين؟؟ متى؟؟ لِمَ نجعل هذا السؤال حكرا على حكام العرب؟؟ الأولى أن تُسْأله الشعوب ..... تلك الشعوب التي فرعنت كل فرعون....
هيا أيتها الشعوب عبري عن فرحتك بعودة المُعَافَى ..... قال: "ملوك في ملك وإنسانية في إنسان" .... !!
وقال غيره: "ملك الإنسانية "..... !!

هل نسيتم قريبا غرقى جدة ؟؟ !!  غرقى بالمئات عُدوا...من كان لهم ؟؟ من اعترف بجرمه في حقهم والكارثة تعاد بدل المرة مرات ؟؟ من ؟؟
ألا أيتها الشعوب ما بال ريح الحرية عصية على أنوفكم ؟؟ ما بال أصوات أبطال الحرية عصية على آذانكم ؟؟ ما بال كبريا شهدائها عصي على أعينكم ؟؟
أهم فقط من يمرض ؟؟ أهم فقط  من يتعب ؟؟

مابالك يا شعوب لا تستوعبين الدروس؟؟ فأنت... أنتِ موطن الداء.... وأنت أنت أيتها الشعوب أصل الدواء .....
واعُمَراه ...... واعُمَراه ........يا من كنت تقضي الليالي بطولها وعرضها الحالكَيْن طائفا بين الشوارع والأزقة تبحث عن حاجة بين حوائج الناس لعلها خفِيَت عنك أو عنك أخفِيَت ؟؟ صنيع من لا يأمن أحدا على رعيته، بل من لا يأمن حتى نفسه عليها، فهو يتخفى باحثا عما عنه خفي ........ فيسمع حاجة هذا ويسمع تململ تلك ....ويهب لامرأة تصبّر بنيها بحجرات تتقلبن في قعر قدر على نار ....
واعُمَراااااه ........

إن مرض الرئيس أو إن مرض الملك قامت الدنيا ولم تقعد ....وإن جوّع الشعب ونهبت أمواله وسفكت دماؤه نُظِر في المسألة إن كان لها من ينظر ...... !!!

متى تكفين عن التصفيق أيتها الأيادي؟؟ متى تعفين عن الحمل أيتها الأعناق؟؟ متى تكفين عن التطبيل والتزمير يا أصواتا بُحّت من  فرط المناداة بحياة من سلبونا معنى الحياة  ......
ثورة في رأسي ....ألا لا هدأت ثورة الرؤوس ....ألا فاشتعلي يا ثورة رأسي أكثر فأكثر.....ألا فازدادي يا ألسنة لهبها طُولا وطَوْلا، ألا فعمي رأسي صَوْلا وجَوْلا ........ألا فاستلهمي من سأم جُرم النفس ثورة الرأس ......ولا تكفي عن الثوران .......يا ثورة رأسي المظفرة ......................

2011-02-24
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:49:02
وتفاعلا مع الثورات emo (30):
ويعود الملك السعودي من رحلة علاجه، وتعود معه وعود ..... وعود جديدة وإغراق بملايين الريالات ........

والملوك إذا خافوا فوعدوا في لغتهم  .... الشهر شهران، والمرتب مرتبان ..... والطلاب والطالبات مأجورون من جنابه ومأجورات ..... ومساكن وعلاوات وووووو كل ما هو آت بلغة الريالات .......

أتعرفون قصة : "مات والسلام" ذاك الذي أخذ يخبر أحدهم عن حال من سأل عنه فقال : إن برأسه كيت وكيت من العلل وإن بصدره كيت وكيت وإن برجله وإن بيده وإن وإن ........فقال المستمع الذي ضجر ولم يعد رأسه يرى مكانا سليما في جسد المسؤول عنه ، قل: مات والسلام ..........

فلكم وددت لو قال الملوك وهم يعدون في ظل سياسة الزحف على بطون ملئت فصعبّت عليهم الزحف !! : أيها الشعب هي ذي غمامات الريالات التي استسقاها قلبي الخائف ....وها أنتم تُمطَرون ريالات بنَوْء في السماء جديد اسمه "نوء خُوفُو" ليس خوفو شقيق خفرع ومنقرع بل شقيق "خَوْف" سليل السبب "ثورات"  ...ها هو ذا مطر الريالات مدرار من سماء ملوك خائفين ........فليتك ترضى يا شعبي ......فالبطن لم تعد تسعف الزاحفين ...!!!

ولتستمري يا ثورة رأسي .............. ولأستسق غمام اليقظة بوجهك الحر الأبي ....

2011-03-21,
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:50:32
من : "ثورة في رأسي"

بثينة شعبان مستشارة الأسد....
وأصبح للأسد مستشار يا إخوان....حواديت آخر زمان دحَرَتْ قول الحكواتي :  " كان يا ما كان في سالف العصر والأوان........كان هناك أسد، كان ملك الغابة ذا الملك والصولجان .....لا يُريهم إلا ما يرى وهو إلههم الأعلى ...... !!"

وأصبح للأسد مستشار..... !!
بثينة شعبان خرجت على الناس وكأنها الممرضة الفاشلة تحقن المرضى  بليرات سوريات بهيات براقات ....عجبا وهل  تمر الليرات أصلا في جسد الحقنة؟؟ وهل تفعل الليرات فعلا في جسد المريض وإن عبئت بحقنات سمينات ؟؟ !!!

ما أكرم حكام العرب هذه الأيام .... !! كلما أزهقوا من الأرواح أرواحا وأوقعوا من محكوميهم طيرا طار فارتفع فتنسم ريح الحرية فأوقِع ......كلما أسقطوا منهم أعدادا هبوا وظهروا وبَدوا وأطلوا وخطبوا واعتلوا منصات الخطب وأمْلَوا على الناس وعودا مرقومة مكحولة مدهونة بليرات وريالات وكل ذوات النهايات "آت.... آت " .... !!! عجبا إنه عقار حكام العرب لشعوبهم هذه الأيام !!!
وكأنهم يقولون : "أيتها الشعوب الثائرة هاكِ نقودا واصمتي ...." 

وأسد الغاب دَيْدَنه تربص ....فانقضاض ....فقضاء على الفريسة ....أما أسد المستشارة شعبان فيفعل فعل الأسود ويزيد... !!
يذل شعبا مكلوما مجروحا محزونا على قتلاه فيقول له : "هاكَ المال واصمت.... !"
آآآآه من أسود البَشَر ... !

أسد الغاب يا أحباب ملك مُهاب يُعرف فعله وتعرف نواياه ، وكل مَن بالغاب يخشاه ، ودستور الغاب "عِشْ بعيدا عن مولاك ولا تقرب جنبه فإن مآل المقترب هلاك...."  ولكن أسود البشر .... !!! دستورها أقوال لا تساوي الأفعال، فيا وَيْحَ من قال في القول شيئا، سيطاله الفعل المخالف فورا ... !! أسد أنت ....ولكنك لست واحدا ....بل مُستنسخ في كل غاب العرب .... !!
تغري شعبك بالمال وكأن ثمن الحرية دم فموت وثمن الصمت على الدم والموت "ريال وليرة" ...."ريال" و"ليرة" ذكر وأنثى  زوج متحاب فأحدهما يعمل بأرض الحَرَمَين والآخر يعمل بأرض الأسَدَين ..... !!!
يا شعوب ....خذي دراهم خذي دنانير ها هي ذي تسّاقط رطبا جنيا من بعد عجف ويبس،  خذي ريالات خذي ليرات تتهاطل شلالات متدفقات جاريات من أعالي الجبال الشامخات الشاهقات ... !!!

أين كانت يا حكامنا الأعزاء ؟؟ أين كانت يا ولاة أمورنا الأوفياء ؟؟ كيف ظهرت فجأة ؟؟ أكانت تضع طاقية إخفاء ؟؟  أكانت تنتظر المهر المحلّل لتُزَف ؟؟ يااااااه ما أغلى المهور هذه الأيام ..... !! لا بل ما أغلى مهر الحسناوات ذوات الرنات تأتي على هودج الحكام هذه الأيام .... !!!

أكانت تنتظر أن تشم رائحة الخوف فيكم لتخرج رشوة لشعوب ثارت ؟؟ ألا إن الراشي والمرتشي في النار ....في النار يا حكاما يخشون نار الدنيا ولا يعرفون أن أختا لها تستعر تأتي بعد آخر الأيام .... !!
ألا إن شعوبا وكلتم بأمرها وأنيط بكم القيام بحالها فسلبتم مالَهَا وأكلتم مـــــــــَـــا    لَها  وقومتم مائلَها عن مرادكم برصاصة حية قاتلة يحين أوان إعطائهم شيئا من مالِهم من صندوق ها هناك قريب منكم جمعتم فيه مالَها على أنه مالكم ....واليوم تدوسون على قلوبكم  المحبة لصندوقكم القريب تشترون بالدَّوس كرسيا ورثتموه حسبتموه من لوح ودُسُر... !!! وما أسهل وأطيب أن يورث اللوح والدُسُر ولا تثريب على الوارث، فهل يحسب الوارث أن يأتي عليه يوم يشتري فيه ما ورث ؟؟ !!!  فلتشتروه ...فلتشتروه ما دمتم تخشون أن يسرقوه

لم يحسب الوارث أن يأتي عليه يوم يرشي فيه المسروق بماله !!!

ألا أيها الحكام تظنون أن إشباع البطون وملء الجيوب سيخرس مشتكيا ألما بقلب كرامته ؟؟ !!! تظنون وما سيغنيكم ظنكم عن الحق شيَّا ..... تظنون أن الليرات والريالات ثمن إخراس أنين الكرامات !! تظنون وما سيغنيكم ظنكم عن الحق شيّـــَا ………..

تظنون أن الإخراس عملكم الناجح ....مشروعكم الناجح .... دستوركم الناجح ....برلمانكم الناجح .....الإخراس هو أمركم الناجح في كل مكان ......في غياهب سجونكم وفي أروقة إداراتكم الفاسدة، وحتى في شوارعكم وشوارعنا المشتكية للياسمين والورود المزينة للساحات خانقَها .....تبث لورد الساحات  ولياسمين الساحات  شكواها تقول إن الهواء الذي يسري في سمائها مسجوووون .... مسجون... !! تبثها شكواها فتقول : عيون الأطفال تراك وردا وياسمينَا وكذلك عيون الآملينَ .... ذاك ما تراه العيون.... !

لا ترى العيون كيف أن الهواء مقهور مسجون .... إنك تعطين ولا تبخلين من ذرات الهواء الذي به نحيا أيتها الورود البهية ولكنه ما أن يولد من رحمك حتى يُعتقل ..... أجل أجل ...فهنا أرض تعتقل الأطفال والقصّر والمواليد ..... !!! سرعان ما يودع وليدك السجونَ يا عيون الياسمين ...............فابكي ....ابكي مع البكاة وليدك الذي يقتل ويعتقل ويغتال من قبل أن يبلغ الحلم ... !!! بل من قبل أن يبلغ سن الطفولة ..... يل من قبل أن يحبو ....بل من قبل أن يسري ويحرك أطرافه الهوائية ......... !!!ابكي فقيدك ابكي وليدك أيتها الورود .......... !!!!

آآآه انتظري لعل الأسد ومستشارته يغدقان عليك من الليرات !!! فهل ترضين؟؟ هل ترتشين ؟؟

حنانيك ...حنانيك.....لا تغضبي مني .... أدري ....أدري أنك الحرة وما لراش عليك من أمر ...............وكيف يرشونك في حبة قلبك يا ورود .... !!!


وكذلك ررد أسود الحق في درعا : "يا بثينة شعبان شعب درعا مو جيعان............"

ألا يا ثورة رأسي عمي ....عمي كل رأسي واستمري .........فالكرامة رأس مالِك وما    لَكِ والحرية  نشيد صبحك القريب المنتظر

2011-03-25, 18:56:43
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:55:02
وتفاعلا مع الثورات، من "ثورة في رأسي"

توالت الأحداث سِراعا حتى لم يعد رأسي يقوى على الفرز والتنقية والتحليل، بل كلما حلل وفرز ورتب وجد أن الأحداث أسرع وأن اللقطات أكبر وأكثر من أن يحصرها ويحصيها........

ولكنها ثورته لا تهدأ .... ولن تهدأ .........

وفي هذا أضع هنا لقطات مشعة تلقي بنورها على عقولنا وهي القادمة من أغوار التاريخ ....حيث هدأت الرؤوس وسكنت الأرواح من نورها ومن إشعاعها

نعم لا بد أن أضعها دستورا وقبسا يضيء لرأسي ولكل الرؤوس الثائرة الطريق .......... وحتى لا تبقي الرؤوس الثائرة مكانا لزرّاع الطفيليات، طفيليات تعددت أسماؤها ولكنّ سمها واحد  "هذا عهد قديم"، "هذا عهد الملائكة" "هذا عيش الأوهام" ...........وغيرها من الأسماء المثبطة التي يزرع مسمّوها في العقول نبات اليأس من عهد الحق...... نبات ساما قاتلا لكل أمل في العودة وفي أن الحق ظاهر قاصم لظهور الباطل وأصحابه .......

فحذارِ ........حذارِ يا رؤوس الثورات .......حذارِ يا ثورات الرؤوس ....حذار فإنهم لا يفترون عن نفث السموم .........

ولتقتبسي من هذه الأنوار ...............

************************

أنموذج الحاكم المسلم - لطف الله خوجة

سئل الحاكم.. الرئيس.. السلطان.. الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "ما كان بدء إنابتك؟.
فقال: أردت ضرب غلام لي
فقال: اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة".

لا يقبل موعظة ضعيف إلا طاهر النفس، خالص السريرة من الكبر والعجب بالنفس؛ وعمر كان من أشراف الناس وأمرائهم، فهو من بيت الخلافة، فعمه عبد الملك بن مروان، غير أن بذور السماحة ملأت نفسه، كلما ارتفع منزلة، علا تواضعا ولينا.
كان خيرا وبرا قبل الإمارة وبعدها، قال أنس بن مالك:
"ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله من هذا الفتى".


كتب الله أن يكون خليفة الأمة، جاءته وهو لها كاره، فخلع نفسه، فتنادى الناس به، فثبت عليها، واستعان بالله على ما يراه مصيبة وقعت عليه.
أجمع العلماء على أنه من أئمة العدل، وأحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، وقد ذكر جماعة من الأئمة أنه إمام مجدد، ينطبق عليه قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الله يبعث لهذه الأمة، على رأس كل مائة سنة، من يجدد لها أمر دينها) [رواه أبو داود في الملاحم باب ما يذكر في قرن المائة، عن أبي هريرة، صحيح أبي داود 3606]
هذا الإمام الزاهد، حجة على العباد والحكام والولاة في أقواله وأفعاله وسيرته؛ أحيا من السنن ما اندرس، وأعاد المظالم، ولم يحاب أحدا حتى ذوي القربى.
فبدأ بأهله وعياله، فخير زوجته بين: أن تقيم معه؛ على أنه لا فراغ له إليها، وبين أن تلحق بأهلها. فاختارت المقام معه. وكذا فعل مع جواريه، فأعتق من أعتق منهن، وانصرف عن البواقي، شغلا بما هو فيه من أمور الخلافة، تقول زوجه:  "ما جامع واحتلم وهو خليفة". وليس هذا بواجب، لكنه ألزم نفسه؛ حتى يفرغ تماما لمصالح الرعية.

فإنه كان يغتم ويهتم لأمر رعيته، تقول زوجته: "دخلت عليه يوما، وهو جالس في مصلاه، واضعا خده على يده، ودموعه تسيل على خديه، فقلت: مالك؟، فقال:
"ويحك يا فاطمة، قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت فتفكرت في: الفقير الجائع، والمريض الجائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد. فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي، فبكيت".

قسم ثروات الأمة بالعدل، لم يخص أحدا لمجرد نسبه أو صلته، ولم يعط لرضا أو هوى، فانصرف الشعراء والمنتفعون عن بابه، ومن كان له حق في بيت المال، فما كان من حاجة له أن يأتي باب عمر، فحقوقهم تصل إليهم وهم في بيوتهم في بلادهم.
(لقد أغنى الناس عمر).. قالها الساعي على صدقته، وهو يجوب إفريقيا يبحث عن فقير.
أعطاهم نصيبهم الذي يغنيهم عن السؤال، وأعطى المنقطعين لتعلم القرآن والفقه.
وكتب إلى عماله أن يستعملوا أهل القرآن، وأن يجتنبوا الأشغال عند حضور الصلاة.

وأمرهم ألا يحبسوا الناس بالظنة قبل ثبوت البينة، وقال:
" خذهم بالبينة وما جرت عليه السنة، فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله".
كتب إلى بعضهم: "أذكرك طول سهر أهل النار في النار، مع خلود الأبد، وإياك أن ينصرف بك من عند الله، فيكون آخر العهد بك، وانقطاع الرجاء منك".
فخلع العامل نفسه وطوى البلاد وقدم على عمر، فقال له: "مالك؟،
فقال: خلعت قلبي بكتابك يا أمير المؤمنين، والله لا أعود إلى ولاية أبدا".

إذا خلي في بيته، غل نفسه، ولبس المسوح، وقام يصلي يناجي ربه كالعبد الآبق ويقول:
"اللهم إن عمر ليس بأهل أن تناله رحمتك، ولكن رحمتك أهل أن تنال عمر".
يكثر أن يقول: "اللهم سلم سلم".
تقول زوجه: " ما رأيت أحدا أكثر صلاة وصياما منه، ولا أحدا أشد فرقا من ربه منه، كان يصلي العشاء، ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه.

قالت: ولقد كان يكون معي في الفراش، فيذكر الشيء من أمر الآخرة، فينتفض كما ينتفض العصفور في الماء، ويجلس يبكي، فاطرح عليه اللحاف رحمة له، وأنا أقول: يا ليت كان بيننا وبين الخلافة بعد المشرقين، فوالله ما رأينا سرورا منذ دخلنا فيها".

وبكى مرة فبكى لبكائه أهل الدار، فلما سري عنه سألوه فقال:
"ذكرت منصرف الناس يوم القيامة، فريق في الجنة وفريق في السعير".
يجمع العلماء والفقهاء ويجلس إليهم، هو الذي يطلبهم، ليس كل أسبوع، ولا كل شهر أو سنة، بل كل ليلة، فيذكرون الموت والآخرة، ثم يبكون حتى كأن بينهم جنازة.

كتب مرة إلى أحد إخوانه وكان في طريقه إلى الجهاد:
"إن أحق العباد بإجلال الله والخشية منه، مَنِ ابتلاه الله بمثل ما ابتلاني به، ولا أحد أشد حسابا ولا أهون على الله إن عصاه مني، فقد ضاق بما أنا فيه ذرعي، وخفت أن تكون منزلتي التي أنا بها [=الرياسة والحكم] هلاكا لي، إلا أن يتداركني الله منه برحمة، وقد بلغني أنك تريد الخروج في سبيل الله، فأحب يا أخي إذا أخذت موقفك أن تدعو الله أن يرزقني الشهادة، فإن حالي شديدة وخطري عظيم، فأسأل الله الذي ابتلاني به، أن يرحمني ويعفو عني".
نشأ ناعم العيش، يؤتى بالقميص الرفيع اللين جدا فيقول: "ما أحسنه، لولا خشونة فيه".
فلما ولي الخلافة صار يلبس الغليظ المرقوع ويقول: "ما أحسنه لولا لينه".
قال مالك بن دينار: " يقولون مالك زاهد، أي زهد عندي؟، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز أتته الدنيا فاغرة فاها، فتركها جملة".
قال له رجل: جزاك الله عن الإسلام خيرا، فقال: " بل جزى الله الإسلام عني خيرا".
وقيل له: " لو أتيت المدينة، فإن قضى الله موتا، دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله، فقال: " والله لأن يعذبني الله بغير النار، أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني لذلك أهل".
من أقواله: " إن نفسي تواقة، وإنها لم تعط شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل، فلما أعطيت الذي لاشيء أفضل منه في الدنيا، تاقت إلى ما هو أفضل من ذلك"؛ أي الجنة.
كان رحمه الله تعالى معدودا في العلماء، وله آراء مذكورة في كتب الفقه والتفسير والحديث، فمن فتاواه أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل، وهذا القول نصره ابن تيمية، وألف كتابا في ذلك عنوانه:" الصارم المسلول على شاتم الرسول".
منع أهل الذمة من إدخال الخمور، ونهى عن النياحة والغناء، وأمر بالتنكيل بمن خالف ذلك.
في عهده انتشر العدل، ونعم الناس بالأمن، حتى البهائم نعمت به.
روى ابن سعد أن راعيا قال: "كنا نرعى الشاء بكرمان في خلافة عمر بن عبد العزيز، فكانت الشاء والذئاب والوحش ترعى في موضع واحد، فبينا نحن ذات ليلة إذ عرض الذئب لشاة، فقلت: ما أرى الرجل الصالح إلا قد هلك. قال حماد بن زيد: فحدثني هو أو غيره أنهم نظروا فوجدوه قد هلك في تلك الليلة".
وروى عن مالك بن دينار: " لما استعمل عمر بن عبد العزيز على الناس، قالت رعاء الشاء في رؤوس الجبال: من هذا العبد الصالح الذي قام على الناس؟، قيل لهم: وما علمكم بذاك؟، قالوا: إنه إذا قام على الناس خليفة عدل، كفت الذئاب عن شائنا".
مثل هذا يحدث إذا نزل عيسى عليه السلام، فإذا الحاكم صلح نزعت الشرور من النفوس ومن البلاد، فأمنوا واطمئنوا. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)
مات رضي الله عنه سنة 101هـ وعمره تسع وثلاثون سنة، مدة خلافته سنتان وخمسة أشهر، وهو من نسل عمر بن الخطاب، فهو جده لأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان يلقب بالأشج، لشجة كانت في وجهه، لما مات.
قال الحسن البصري: " مات خير الناس".
وعن خالد الربعي:
" إنا نجد في التوراة أن السموات والأرض تبكي على عمر بن عبدالعزيز أربعين صباحا".
سأل رجل ابن عباس: "يا أبا عباس، أرأيت قول الله: { فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}، فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟، قال: نعم، إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماء، منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن، فأغلق بابه من السماء، الذي كان يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه: بكى عليه.
وإذا فقده مصلاه من الأرض، التي كان يصلي فيها، ويذكر الله فيها: بكت عليه. وإن قوم فرعون لم تكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير، فلم تبك عليهم السماء والأرض" [تفسير ابن كثير سورة الزخرف]
قال الذهبي: "قلبي منشرح  للشهادة لعمر أنه من أهل الجنة".
[طبقات بن سعد 5/253ـ320، ابن كثير 5/9/192، السير 5/114]

أين لنا مثل هذا – أنموذج الحاكم المسلم– بقلم لطف الله خوجة





2011-05-22, 09:27:33
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:56:19
وتفاعلا مع الثورات... من "ثورة في رأسي"

من فرط ثورة الرأس العارمة، ومن فرط سطوتها على كل مساحات رأسي، ومن فرط انتشارها واستعار نارها، ومن فرط الفرط لم أعد قادرة على تمييز الحلقات ولا تسميتها ولا عنونتها ولا ترتيب أولوياتها ......حتى حدث وحدث وحدث .... وكان للرأس ثورته وشهادته على الحدث، واستيعابه لدروس الحدث ........ولكنّ الجسيم كان يُلجم .... وتلاحقت الجسامات ..... وانفضّ جمع الشتات من فرط الجسامات ....

ولكنّ اللافتة بقيت عالية وإن تقطع القلب ... وقد كتب عليها "الرأس يريد إسقاط الخرافة" ، بلا هوادة، بلا استسلام، بلا جنوح للظلام.......وإن اخترقتها الرصاصات، وإن جوبهت بالدبابات .... وإن اهترأت ........... ولكنها لم تقع ......ولن تقع ................فثورة الرأس أكبر الثورات ......

ومنذ شهور قليلة ...............

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=4494.0;attach=9992;image)

ثورة في رأسي  ....!!!!

رؤوس تثور ولا مظلة تحميها من قصف رؤوس تحتمي بمظلة  يظلها سقف سيارة يظلها سقف مشقق تتسرب منه قطرات ...!!! يقا أنها من مطر !!!

ليت قطرات المطر تطفئ نارا أشعلتها أيها الأخرق ................

فأنى لثورة الرؤوس أن تهدأ ؟؟؟؟؟؟!!!!



ّ"ليت قطرات المطر تطفئ نارا أشعلتها أيها الأخرق" .... لم تعد "ليت" المِقْوَد والأمنية القلبية محركها، بل قد غدت الحقيقة والقبر المجهول مطفأة نيران ليبيا .....


من قريب غير بعيد ....منذ شهور قليلة، منذ أيام ....حدثتُ عنه ذاك الأخرق ساعة ظهر لثوان يخرج من سيارته مظلة تحت سقف مشقق، يحتمي من زخات يقول أنها لمطر ....

"مطر في ليبيا اليوم ....عساه يكون مطر خير ...." هكذا قال تحت مظلته منذ شهور قليلة ....وكان يبدو كرجل من  أقصى الأرض حيث لا ثورة ولا خبر ولا حديث عن بلاد ولا عباد ولا سياسة، ولا أرض ولا هم ولا غمّ .....!!

كان يبدو من هناك من حيث اللاشيء .... يتحدث عن المطر وعن الأمل في مطر خير... وشعبه يحرق ويذبح ويقبر جماعات وأفرادا .... بدا كواحد من آخر الآخرين لا من الليبيين .............

لم يكن يعلم أن مَثَله في الدنيا كمثل من استظل بظل مظلة تقيه زخات المطر، إذ رأى كل ما لحق بشعبه زخات وهو في كامل هدوئه وغيابه عن حاضره وواقعه يتقيها ..... ولكن سرعان ما قلِب ظهر المِجن ...... سرعان ما انقلبت الزخات حِمما ، وسرعان ما انقلبت المظلة سرابا ....وسرعان ما انقلب ظنه خيبة، وسرعان ما انقلب هدوؤه وغيابه وبعده حضورا وهو يشهد آخر مشهد .... !!

وهو يشهد نهايته ويمسح عن عينه المُدْماة دما يقطر، ويقرب يده الملطخة بدمه من عينه عسى شيئا من بقايا نورها يصدّق أنه دم رأسه..... !!
وما أن يقرّب ويرى حتى يعود باكيا يستجدي ألا يُقتل .... فرغم الدم والوجع والذل وكل ألوان الألم، مازالت بقية من أمل في بقاء الروح، بقائها لتحيا من جديد، وإن كان المستقر بعد القصر المنيف  أنبوبا للمجاري ..... !!!

أي قصر هذا الجديد الذي إليه أويت يا صاحب القصور؟؟ !! أي جيران جُدُد جُرذ  قد باتوا جيرانك من بعد حاشية المئات تبيت سهرى لتحرسك ؟؟

أي قصر هو في أنبوب يا صاحب القصور، يا مُشعل النار، يا نافخا فيها من نَفَسك الذي لا نافذة في الأنبوب ليمتد لك بقدر ما كان يمتد بين جنبات القصور ..........ونوافذ القصور........

أي نظارة سوداء تلك التي كنت تتقي بها ضوء الشمس ؟!  أي عين هي اليوم لك ترى دمك بأمّها ؟! تحت الشمس الحارقة ؟!

أي جرذان ؟؟ !! أي جرذان حسبت شيئا من مبيداتك سيقضي عليها، أو ربما حسبت أن مِنَشّتك العتيدة ستأتي عليها بحركة من يدك، منشتك تلك التي ما انفككت تنشّ بها ذبابا في خيمتك القصرية المُقامة على أوتاد أتت عليها رياح الغضب في ليبيا ؟؟....على الأوتاد قد أتت يا قذّاف الحِمم من قريب ويا قذّاف السراب من قريب أقرب .....

مالي أرى جرذانك قد غزت الأرض، وقد أشعلتها ثورة على رأسك يا صاحب الرأس المدبّر بخرقة خضراء لطالما كانت رمز ليبيا في كل محفل، وبكتاب أخضر هدم الأحرار نُصبه من قبل أن يأتوا على رأسك ............

من يومها  يا قذاف العدم اليوم، يا قذاف الوهم والسراب...من يومها أعلنها الأحرار ثورة في رؤوسهم، ساعة حرروا رؤوسهم من كتابك الأخضر .... ساعة رفعت رؤوسهم راية الحرية بيضاء نقية ، لا خضراء ولا حمراء ولا قذافية.....

من يومها، من يوم أعلنوا أن رأيك فيهم خَبَل، وأن حكمكم فيهم هَبَل ، وأنّ اعتدادك برأسك حتى تدلّيه من خلف كرسيك في كل محفل يكاد يُسقطك الكرسي من عليه من فرط اعتدادك بلحم رأسك، وشحمه، وعظمه، وشعره .....!!

من يوم أغاثتهم الحقيقة، ونزعت ما علق برؤوسهم من فكرك الأعوج، ومسحت عنهم رَهَق السطوة على الرؤوس وانتقمت من مغتصب الرؤوس....من يومها زال الصنم .... من يومها سقط الصنم.... من يومها ذهب رأس اللحم والعظم ليحل محلَّه رأس الفكرة .....!

من يوم أشرقت شمس الفكرة على ليبيا، ورأسها اللحمي إلى سقوط ..... !

ياااه ما أشد قوتك يا فكرة !! أفأنت أشد قوة من النفط ولونه الأسود المذهّب ؟؟ أأنت أشد قوة من الخرافة إذا كان الحاكم بها يحكم ؟ وإذا كان رئيس القوم من عبدَتها ؟ أأنت أشد قوة وسطوة من غرور الفرد بنفسه إذا التفّت حوله رؤوس القوم مسطوّا عليها بزعم القوة وبكذب القوة ؟

أخبريني أيتها الفكرة ..... أأنت أشد قوة من مال و دول عظمى ومن طاغية خَرّاف قبر بَوح الرأس الثائر، وبَوح القلم الطاهر، وبَوح القلب الفائر؟

أأنت يا فكرة أقوى من دراهم ودنانير وريالات ودولارات واسترلينات  اشترت الذِّمم والضمائر ممن باع في صندوق النخاسة الضمائر عبيدا لوهم القوة وزعم القوة ؟

أخبريني يا فكرة أأنت أقوى من زرع وغرس و سقي شجرة الإيهام بأنّ الحاكم مُلهَم وجهبذ وخارقة زمانه، والثائر على العرف والمعروف، وعلى المتفق عليه والمختلف فيه، وعلى المصطلح عليه والمفترق فيه، وبأنه شعلة الفكر الوقادة، ونبي أرضه وزمانه، وفلتة تاريخه وتاريخ أقرانه ومن كان معه ومن كان قبله ومن بعده سيأتون ؟ أأنت أقوى من تلكم الشجرة ؟   

لقد زرعها، وغرسها وسقاها في كل الرؤوس من حوله .....أفكنت الأقوى يا فكرة ؟؟!! 

لكم شهدنا لرياحك العاتية القوية من أمر ونهي على تلكم الشجرة ...!! هبّت فأعصرت فهزّت، فأسقطت الأوراق الورقية الواهية، فاقتلعت الجذور بأمر بين حرفين "ثورة"، و "فكرة" ....................فاقتلعت الشجرة وكانت الفكرة ......

ما أشد ما أنت هاوية يا شجرة بدت لأعين الرؤوس المغتصبة قريبا باسقة عالية ضاربة بجذورها في عمق العمق .......!!
ولكنّ الرؤوس وقد احتضنت الفكرة، استنارت الأعين بالبصائر، فرأت الجذور المزعومة هواء نفخت فيه من روحها فاستحال سرابا ..................


وها أنت تشهد آخر مشهد يا صاحب مظلة  وقتك زخات مطر من شقّ سقف خربة بين الخرب .............

وما بدأ صنمك بالتهاوي إلا ساعة أسقط صنمك من الرؤوس ........................

فسقيا وسقيا وسقيا لثورة الرؤوس .....وحيّ وحيّ وحيّ على ثورة الرؤوس

2011-11-05, 11:28:03
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:57:39
وتفاعلا مع الثورات ... من "ثورة في رأسي"

وظهر أخيرا في لقاء له مع صحفيّ على قناة العربية .....

بدا وكأنّه الجسد بلا روح، بعينين تبصران، وفي ملتقى بياضهما وسوادهما يقبع سواد يتراءى لأعيننا عنوان جرائمه وسفاحته وشناعة ماضيه ....
بلسان ينطق وكأنه الأبكم الذي يومئ، بل إنّ الأبكم بروح وبقلب، وهذا وكأنه اللوح والخشب ... بوجه به ملامح الحياة، وليس فيه منها إلا معاني شرّها وشرارها وسوئها وسَوْئِها  وعارها وشنارها ....

ضحكته وإن كانت افترار الثغر إلا أنها وكأنها ريشة رسمت المكر بعينيه ولسانه وشفتيه فأتقنت وبرعت....وأنيابه البارزة تبارز أنياب الليث المحسوب مبتسما، وهيهات هيهات أن يبتسم الليث !!

كلماته هي الكذب مرصوف بألوانه الباهتة رصف الثعلب الماكر لأفكاره الماكرة حبائلا لفرائسه الغافلة... ! والحكم على الكلام كذبا أو صدقا لا يتأتى إلا بعد تمحيص وتفكير وتدوير، ولكنه فيه  لسان ناطق فصيح يكاد يعلن فيقول "أنا الكذب لا كذِب " ...

قارب بنكرانه كل شيء أن ينكر أن اسمه "رفعت الأسد" أو أنه يوما بين الأيام عرف بلدا اسمه  "سوريا"،أو أنّ له تاريخا يدلّل أنه من آل "كَبَل" الذين كبّلوا سوريا وملكوها وساموها العذاب ألوانا، وأذلّوا أهلها، وأذاقوهم الهوان وقتّلوا شيبها وشبابها ...وما فعلوا بهم ما فعلوا إلا أن قالوا ربنا الله....
قارب بنكرانه أن  ينكر أنّه من آل البعث الذين عبثوا بالعباد، وجعلوهم مطيتهم لادعاء الألوهية ولأن يَشهدوا  من حديدهم ونارهم أنّ لا إله إلا "حافظ الأسد" وأنّ باسمه وبلقبه تنزّل الرحمات المباركات على سوريا  عذابات وويلات ... !!

 الكذب عنده لسان، والنكران عنده بيان، وقلبه حجر صوّان قتلته هستيريا الضحك القاتل التي يغالبها، ولكنّها تنكشف وهو يُسأل عن حال شعب يُقتل!!، والقتل عنده لعبة بين الألعاب،والشعب عنده لعبة بين اللُعَب ....
 تخرج منه الضحكة القاتلة  كما يخرج الرصاص المرّ من بندقية لئيمة صدئة ما أنكرت عملها وإن صدئت، بل هي الوفية ، تحتضن الرصاص وإن خرِبت، وتطلق الرصاص وإن هرِمت ....

مَن أمامه كأنّه ليس كائنا أمامه، إذ أنّ اعتداده بنفسه لا يترك لمجال رؤيته إلا حدَّين ما بعدهما والبحر، فالحدّ الأول نفسه والحد الأخير نفسه .... يسأله السائل فيراه وكأنه الذي لا يساوي يسأل من يساوي، وكأنه الذي يخلط ويخبط يسأل الذي يقوّم ويعدل، يراه أمامه أدنى من جنسه ولوافر الحظ أن كلّم سعادة "أناه" ، ولحسن حظّه وطالعِه أن طالع وجه "أناه"، يريد أن يضحك عليه ويُشبع نفسه المغرورة ضحكا عليه و لكنّ ذكاء يعتدّ به يظنّه الذكاء يستر به ضحكته الخبيثة الماكرة المغرورة، ويقلبها ظُرفا ولطفا وتربية مستهجنة مصطنعة من مكر... فيقول له بعين الثعلب المكّار "حضرتك" و"تفضلتَ  فقلت" ، وضحكته حبيسة مكره تأبى إلا أن تطلّ من عين ثعلب مكّار مُحال ثم مُحال ثم مُحال أن تنقلب عينَ إنسان  ....

-*- كنتَ نائبا للرئيس الراحل "حافظ الأسد"، وكنت من رجال "النظام" ....

-*- لم أداوم يوما بمنصب نائب الرئيس، وما كنت يوما من رجال النظام بل كنت معارضا ما كنت، وسأبقى معارضا ما حييت .... !!

عجبا ... !! عجبا وهَوْلا... !!! وسُؤل رحماك يا رب من مكّار يريد أن يكرّس لمكره طيبة، ويريد أن يكرّس لكذبه حقيقة، ويريد أن يزيّف التاريخ ويمحو صدقه ليًبدله هرطقات جنون عظمته و جنون "أناه"، وكأنه يقول فيما يقول : لا حق إلا حقي، ولا رأي إلا رأيي، ولا كلام إلا كلامي، ولا تصدقوا غير ما أقول وأنا الحق وأنا الصدق ...." وعجبي كل عجبي من الكذّاب منتحل شخصية الصدّيق ... ومن الأفاق المتلبّس بالراوي الثقة الأوثق بين الثقات .... !!

عجبا لك يا هذا، قريبا ستقول "ومن قال أنني كنت بسوريا يوما بين الأيام ؟؟" .........!!

-*-لم يكن شيء اسمه سرايا الدفاع، ولم تكن يوما تحت إمرتي، إنما ضُمّ إلى قيادتي عدد من العسكر للتدريب، فسمّوهم بهذا الاسم، ولم يكونوا يوما ذوي شأن ولا أثر ....
وشهادات الشاهدين من مجرمي سرايا الدفاع ؟؟ !! وشهادات الذين كشفوا قيادتك لمجازر سرايا الدفاع ؟؟
والذين قبرهم عناصر سرايا الدفاع ؟؟ والذين عذبوهم، والذين نكّلوا بهم، والذين قتلوا أبناءهم، واستحيوا نساءهم ؟؟ وأمرك فيهم، وقولهم بأنك الآمر فيهم والناهي ؟؟ !!

و "مُعين ناصيف" زوج ابنتك الذي هو من أبرز السراييسن الدفاعيين ، والذي ينفذ جرائمك جنبا إلى جنب، حُذو القذ بالقذّ، سعدَت الأصهار... ونعم الصهر صهرك، ونِعم الصهر أنت ... !!
أكلها جنون مجانين، وأنت العاقل الأوحد ؟؟ أكلّ شعب سوريا كذّاب أفاك مفتر، وأنت الصادق فوق رقابهم بسيفك البتّار الذي لا يبتر إلا رقاب الحق، وألسنة الحق ؟؟

عجبا وعجبا يا ابن "الأسد" ويا شقيق "الأسد"، ويا عمّ "الأسد" .... والأسد المسكين الطيب منكم ومن عصبتكم براء ....والأسد المسكين "أسامة" "الضرغام" "الليث" منكم ومن جرائمكم براء .....

إنما الأسد أسدان، أسد حيوان ما فيه خلق فيه ليكون فيه، ولا يكون كذلك إلا بما فيه، وأسد إنسان مكّار خبيث مفسد متألّه، يظنّ أنّ ما فيه يعلو عما  في غيره من البشر، وأنّما البشر حيوانات صوِّر له بشرا ليكونوا في خدمة هواه ونزواته وطيشه وجبروته وأمراض كِبره وتعاليه ....
وهذا الذي كان عقودا على صدر سوريا الحرة جاثما يسدّ عليها منافذ النّفَس، ويحلم بحلم يقينه ويقين جنونه أنّه الجاثم أبدا، وأنّ الشعب له مطيع ما كان فيهم وكيفما كان فيهم، وكما شاء أن يكون فيهم....

وظنّ وقد زيّن له الظنّ وأغناه عن الحق، وحلم وقد زيّن له الحلم وأغناه عن الحقيقة، وجنّ وقد تعاظم الجنون فيه أنه الإله المسبَّح بحمده، وأنّ الشمس شمسه، والقمر قمره.. ! وأنّ سوريا ملك يمينه كيفما خطر بباله أن يقلبها ويعجنها ويخبزها فعل، وكيفما شاء أن يلقيها حجر نرد في لعبة نزواته ألقاها، وعاد ليأخذها ويعود فيلقيها ليضرب بها رقم حظّه، ولا يهنأ من إلقائها حجرا وردها وإلقائها وردّها حتى يُشبع في "أناه" عطش "أناه" وجوع "أناه"، فبات سقياه دماء البشر، وبات أكله وطعامه لحم البشر .... ومن يقول أنّ الله إله واحد فوق "الأسد"..... !! ذاك من أشهى ما يطعم، ومن أهنأ ما يشرب ....
-*-ومجزرة سجن تدمر ؟؟ وقتل المئات فيه من طرف سرايا الدفاع وأنت قائدها؟

-*-الإخوان اغتالوا الرئيس حافظ ، اغتالوه ...

-*-تعني محاولة اغتيال ؟

-*-بل اغتالوه، يعني أصابوه ....وأنا ذهبت إليه أصبّره وأنصحه ألا يردّ وأنّ عليه الصبر ....
ذاك من أشهى ما يطعم ومن أهنأ ما يشرب .... !!
 
حتى عباراتك التي لا تعطي حقيقة المعنى، تصرّ عليها، لأنها عباراتك يا صاحب العبارات الصحيحة الدقيقة ...
يا حنون ... !! يا حكيم، يا رحيم .... أتصبّر الأسد "حافظ" مضيّع سوريا وبائع الجولان  يا أيها الأسد الوضيع  ؟؟ !!

 أأنت من تصبّره يا قائد سرايا الدفاع التي لم يعد لها من وجود في تاريخك الذي كتبته، ونعِمّا هو تاريخ تكتبه يداك الملطختان بدماء الأحرار ... !! لهو تاريخ أحمر قانٍ يلوّح بالبياض والنصاعة والشرف !!، يلوّح بها كلها راية مهترئة خلقة  تُعلن براءتها من يديك الحمراوتين المجرمتين القاتلتين السفاحتين، كما ستعلن يدك يوم لقائك برب السماوات والأرض، يوم لا ينظر إليك ولا يزكيك ولا يقيم لك وزنا، ستعلن يومها حينما ينكر لسانك النكّار ما أجرمت  ووجهك المسودّ ما سوّد ، ستعلن يداك يومها أنها أجرمت، وقتلت، وسفكت، وووو... حتى تملّ السرد والوصف والقول ....

يا حنون ...يا حنون يا أسد ... !!!

أتذكر وأنت القائد المغوار لسرايا الدفاع عن إلهك المتألّه "حافظ" ، يوم جمع صهرك العزيز "معين ناصيف" ما يربو عن مائة من أحنّ عناصر السرايا فجرا ليأمرهم بمهمة القضاء على ما يقارب ألفا من أبرّ أبناء سوريا، ومن أحسنهم خُلقا وأعمقهم إيمانا، وأكثرهم علما، وأكثرهم معرفة بحيوانية نظام يحكم سوريا، ومن أكثرهم شجاعة وبسالة وإقداما، وتضحية ورجولة وهم لا يهابون مقصلة الأسد ولا سيوفه ولا حديده ولا ناره ....أتذكر يوم أمرت أن يهبوا ليفتدوا إلههم حافظ، وليثأروا من هذه الجماعة التي لفّقتَ لها الجريمة لا لشيء إلا لتعلنوها ضدّهم حربا شعواء ضروس .... !! حرب مصّ دمائهم الحرة ...

ولكن لا أظنّ ولا أحسب ولا أعتقد يوما أن قطرة من دمائهم رضيت وهي سليلة الإباء أن تمرّ بأحشائكم.... تعرف أين تمرّ وكيف تعبر، وكيف تشق طريقها الحرّ، تعرف من أين تمرّ......فقد تسيل أودية....وقد تلوّن بلونها القاني كل مكان، وقد تلطّخ أياديكم النجسة مُغيرةً عليها بكبريائها وعنفوانها وقوّتها، جنودا أحرارا لا تراها أعينكم الكفيفة عنها .... ولكنّها أبدا لا تدخل أحشاءكم العفِنة...لا تتلطّخ بدمائكم اللئيمة، لا تتحمّل نتانة ريحكم .... ولعمري لو مرّت القطرة الواحدة  لغلبت فيكم من قوّتها كل قوة مزعومة لكل قطرات دمائكم اللئيمة، ولزرعت ذرة الحرية فيكم، ولأورقت وأينعت وأثمرت ....وكل هذا يعفّ أن يكون فيكم، وقد عرفت قطرات الأحرار من أين  تمرّ ...وما أخطأت طريقها قطّ ولن تخطئه  أبدا .....

أتذكر كيف قام جنودك البواسل  بمهمتهم على الوجه الأسود الأكمل....فدخلوا زنازين الموحدين يرشّون الرصاص عليهم رشا....يمطرونه على رؤوس الأحرار في غياب العالم كله، وحضرة رب السماوات والأرض وما بينهما، يسمع في عزّ مهطال رصاصكم المرّ أصوات الأحرار تتعالى بالشهادة الحرة التي تقتلكم ألف مرة، ويبقى صداها ليقتلكم بعد الألف ألفا ومرة ........
يصدحون بها قبل أن يُسقط أجسادَهم الطاهرة رصاصكم الحاقد المر، "لا إله إلا الله محمد رسول الله"..... "الله أكبر"....."لا إله إلا الله محمد رسول الله"..... "الله أكبر" ....فتغلي في عروق جنودك اللئام دماء لئيمة لا تعرف غير الأسد ربا، ولا تعرف منه أكبر .....فيزداد أزيز الرصاص أزّا ويرى هزيمته رؤي العين وهو ينهال قاتلا مُرديا ... فينكبّ على الجثة التي بها نأمة باقية ليفرغ فيها ما يقتل مائة حيّ من فرط هزيمته النكراء بكلمات التوحيد الشمّاء ....... !!

ومن زنزانة  إلى زنزانة ..... جبناء، وحوش ، أوغاد عرابيد سود  يهجمون ، ولا يلوون على أحد .... وأحرار يسقطون ومع كل سقطة وسقطة والظانون الغافلون يحسبون للسرّ والجُرم والمجزة دوام السرّ   ....والحي الذي لا تأخذه سنة ولا نوم يُسقط اثنَيْن نَذْلَين لا ثالث لهما بين أيدي محققين أردنيين  ليكشفوا للدنيا بأسرها ما لم يحتسب الأذكياء أنه يوما قريبا سيُكشف .....

وبعد عودة جنودك البواسل من مهمتهم من سجن تدمر، بذلك المكان القصيّ الصحراوي، قال فيهم شاعر الزمان المُعتم صهرك العزيز الغالي :
إن عملكم لبطولة ورجولة.............

وقام كما يقوم الجواد المغدق، يوزع عليهم العطايا، بمائتي ليرة سورية من زمن الليرات المظلم جزاء وفاقا عن كل قطرة دم مغوارة لطّخت أياديهم المجرمة الآثمة .....
آه ...يا حنون ....نسيت ...هذه جملة لك شهيرة أثيرة من فيك البريئ :

"نشنّ مائة حرب حتى نقضي عليهم، وإننا نعرف أماكنهم في سورية داخلياً وعربياً ودولياً.  "
أم أنّك بريئ منها يا أيها الأسد ...؟؟ !!

-*-ماذا تقول فيمن يتهمك بالإشراف على مجزرة حماة ؟

-*-كذبة كبيرة ...

يا لغباء الكاذب حينما يصغّر الكبير، ويكبّر الصغير...ولا صغير إلاه ........

حماة، وما أدراك ما حماة، صوت هادر لم تقوَ كل الأكمّة التي ابتكرها آل الأسد على إخراسه ....صوت الثأر الذي يعليه العليّ فتّاكا بمن فتك.... يحمل في ثناياه صرخة كل شهيد هابوا سَمته الطاهر فأردوه، وكل رضيع خافت قلوبهم الشيطانية وجهه الملائكيّ فقطّعوه أو حيّا قبروه..... وصرخة كل حامل عفيفة خافوا من حمل بطنها العفيف الطاهر القادم  فبقروه ....

صوت الثأر في حماة يعلو اليوم فوق كل صوت ....صوت الثائرين وقد اجتثوا من غيابات جبّ الاستبداد والقهر والإذلال صدى أصوات ولاّدة لا تعقم ....
صوت الثأر في حماة العزّ والإباء يرعبكم يا آل الأسد ...ترتعد منه أوصالكم الخسيسة، وتصطك منه أسنانكم التي هرِمت هي الأخرى وصارت تدّعي أنها الوديعة، تلك التي لطالما كانت عنوان بسماتكم الصقيعية الثعلبية الماكرية الغرورية ....

قلبتم المدينة منذ أكثر من ثلاثين سنة مجزرة مفتوحة على الهواء .... ذبحتم أكثر من ثلاثين ألف سوريّ حمويّ حرّ .....
عام عن كل ألف ....وألف عن كل عام .... وعامنا هذا عام كل الآلاف ....وثورة سوريا الحرة، ثورة الثأر للأحرار ....ثورة الخلاص منكم ومن كذبكم ومن إفككم ....وثورة النعيم برؤية بكائكم اليوم ....وعلى الأرائك الأحرار يضحكون ضحكة الطهر والحرية ......

-*-أنا وأولادي خرجنا من سوريا وما أخذنا معنا حتى الثياب التي كانت لنا ...... !!
يااااااه ما أشدّ طهركم يا آل الأسد .... ما أخذتم الثياب، لأنّ تلك الثياب ماض وتاريخ ولن تليق بالفارّين من سوريا، الفارّين بمالها وثرواتها خارجا ...بالملايين والملايير، فإذا هي بين طرفة عين وانتباهتها قصور وبنيان وأرصدة بنكية دولية مليارية العدد، سُحتيّة الأصل والمنبع.....

يا عفيف يا طيب يا رفيع يا "رفعت".... يا مترفّع عن مال سوريا كما ترفّعتَ عن دماء أحرارها وأبرارها قبلا... !!
لك الله يا صاحب المشاريع والمتاريع ....يا فقير يا محتسب ......!!

-*-وإن عدت لسوريا يوما ؟ هل تتوقع أن يقبل السوريون بك ؟

-*-تنكّر واسأل السوريين عن أصيل رأيهم، وسترى كم سيرحبون بي ....

طبعا يا "رفعت"، طبعا يا قاتل الأب فيهم، والأم والابن والزوج والجار والقريب والبعيد .........

طبعا يا مَن تنضح روحك عفنا،وتنضح ريحك نتنا... ويا من لم تُجدِ بيدك الأثيمة الملطخة بالدماء الحرة الأبية الأصيلة مياه الأعوام والسنين....بل ما تزال تشهد على جُرمك ...بل تصرخ بجرمك ...ما تزال تلك القطرات الحرة الحيّة تغير على يديْك وتشنّ عليها الحروب تلو الحروب....

تريد أن تدخل سوريا ؟؟ وتقول أنّ محبيك  "محَنْبَكْجِيّتك"سيعترضونك بالورود ؟؟....فادخل...ادخل لا أب لك ....ادخل آمنا من كل أمن ...ادخل فالأحرار بانتظارك ليهنؤوا بقطاف رأسك اليانع على أرضهم الحرة الطاهرة شوكا معلنين انتهاء موسم انتزاع الشوك بقطع رأسك الشوكي الأشْوَك ....

أوَ تبحث عن محكمة عادلة لترفع دعواك ضدّ من اتهمك بمجزرة حماة و مجزرة تدمر ؟؟! قد بدأت محامكتك يا غبي ما دام الحكَم العَدل قد شاء أن تظهر أخيرا وأن تتداول اسمَك العلقمَ شفاهٌ للأحرار حلّاها الإباء والعزّ....وستُلعن روحُك حيا وميتا عما قريب بحكم محكمة الإله العادل، وقد أتت بك إلى حتفك قدماك....

 لا تقلق، وكفَّ عن بحثك فألسنة الأحرار نار على عارك وشنارك ....فكيف برصاصهم الحر، وبهبّتهم الحرة ؟! إنك وقد دخلت المحكمة تبحث عن محكمة ؟!! .....يالغباء ذكائك ....!!!

وقد قال الرافعي يا "وضيع الأسد" في الحاكم بأمر الله الذي كان شبهَك وشَبَهَ آلِك، ويدين بما تدين أنت وآلُك، وقد قتل علماء الدين، وأمره جنونه بعظمته فاتمَر ونفذ، وجعل الناس تحت قَدَميه، وادّعى أنه الإله الأعظم:

"إن هذا الطاغية ملك حاكم، يستطيع أن يجعل حماقته شيئا واقعًا، فيقتل علماء الدين بإهلاكهم، ويقتل مدارس الدين بإخرابها، ولو شاء لاستطاع أن يشنق من المسلمين كل ذي عمامة في عمامته، ويبلغ من كفره أن يتبجح ويرى هذا قوة، ولا يعلم أنه لهوانه على الله قد جعله الله كالذبابة التي تصيب الناس بالمرض، والبعوضة التي تقتل بالحمى، والقملة التي تضر بالطاعون، فلو فخرت ذبابة، أو تبجحت قملة أو استطالت بعوضة لجاز له أن يظن طنينه في العالم. وهل فعل أكثر مما تفعل؟ "

ثم قال :

"إنه -والله- ما قتل ولا شنق ولا عذب، ولكن الإسلام احتاج في عصره هذا إلى قوم يموتون في سبيله، وأعوزه ذلك النوع السامي من الموت الأول الذي كان حياة الفكر ومادة التاريخ، فجاءت القملة تحمل طاعونها  !لقد أحياهم في التاريخ، أما هم فقتلوه في التاريخ، وجاءهم بالرحمة من جميع المسلمين، أما هم فجاءوه باللعنة من المسلمين جميعًا!"

ما عاد يُغمّى على الحرّ رؤية السفاح فيك وإن لبست العِمامة واتزرت الجبّة وحفرت على وجهك سمة السجود ...!! وذرفت الدمع مهطالا من عينك الحقودة تقسم أنّك التائب الآيب !!

مرحبا بك في محكمة العادل القاهر يا منحطّ يا غابر .............


2011-12-04, 13:16:06


العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 09:59:10
وتفاعلا مع الثورات... من "ثورة في رأسي"

ولعين "زرقاء اليمامة" تعود جامعة العرب .....!!!

وها هي جامعة الدول العربية أخيرا، وبعد لأي... وبعد جهد جهيد، وبعد اجتماعات وترتيبات وتخطيطات وتفكير وتقدير وتدبير تقرر، وترسل بلجنة يقال أنها لتقصي الحقائق ....!!
لتقصي حقائق ما يجري بسوريا بعد تربّص تسعة أشهر وعشر عدّةً واجبةً مفروضة...!

وفيما هي تقرر وتحضّر العدد والعدّة لمبعوثيها الأشاوس أسود العرب، وتحضّر لهم الشراشف والمناشف والفُوَط واللوازم، وتودّعهم الوداع الأخير... وتذرف دمعا عليهم وتتندّر وتتحسّر وتندب الحظّ الذي أوصلها إلى ما  أوصلها، فأصبحت تتدخّل في شأن من شؤون العرب.....!!

فيما هي تفعل ما تفعل من واجب محتوم، هي ذي أرواح السوريين تُزهَق الروح تلو الروح، وألواحهم تحملهم إلى مثوى أخير أصبح مَزار السوريين الأوحد اللوح تلو اللوح ....
وهذه فُوَط بيض تلفّ الأجساد الطاهرة، لا تفرّق بين صغير وكبير، بين رجل وامرأة .... بين شيخ وعجوز .... تلفّهم لمثواهم ليُحملوا على الأعناق شهداء إلى مزار السوريين ومتنزّههم الأوحد اليوم في ظل عباب الأدخنة المعتِمة، والقنابل المدوية المفجّرةِ بيوت الخائفين، الصائحة بهم صيحة الهلاك والدمار ..........

فيما جامعة العرب تقوم بواجبها من بعد شهور تسعة وأيام عشرة وقد اعتدّت كما يجب للعمعتدّة أن تكون عدّتُها وأكثر، هي ذي ألوية النظام السوري الأسديّ الغاشم، الجزّار تحضّر تمثيلياتها، وهي الممنونة ليد جامعة العرب أن أمهلتها وأعطتها الفرص الغالية النفيسة لتعدّ ولتطبخ في مطبخ كذبها وافتراءاتها وتمثيلياتها المخزية ما تجعله باكورة سطور التقارير اللجنويّة العربية التقصويّة في هذا الشتاء البارد القارس ....!

لجنة عربية أمينة لتقصّي الحقائق ...........!!

آه يا زمن العجائب والغرائب ....!! يا زمن جامعة العرب ....
 آه....! إنّنا نحن العرب لم نعد نلقِ بالا للغة العصر من بعد ما غرقنا فيها من رؤوسنا إلى أخماص أقدامنا وسبّحنا بحمد تكنولوجيا الغرب... وكنا أكثر مستهلكيها، وأخلص وأوفى من اقتنى صنع أدمغة الغرب ....
ومن بعد ما كنّا أوفى مَن أوفى بعقود قضت فيما قضت ألا نكون إلا المستهلكين، وأن نترك الساحة كل الساحة لرؤوسهم، وأن نخلّيها من أي رأس عربي ومن أي يد عربية رفقا ورحمة بهم، واعترافا بجميلهم ولأن يبقوا ما بقوا وما بقينا أصحاب الجميل.... فنحن أصحاب القلوب  التي تربّت على الوفاء بالعقود...!

من بعد كل هذا إنّنا اليوم في قاعات الجامعة العربية الفسيحة نعلن كُفرَنا الصريح بلغة العصر...! بتكنولوجيّته، بوسائل الاتصال والتواصل .... بكاميرات العصر، بهواتف العصر .... بكل هذا نكفر ....ونعدّه بدعة، وبِدْعا من القول والفعل، ونعدّه الخرافة التي لا تنطلي على عقول العرب أهل البيداء والصحراء واللأواء....!
نحن اليوم نعلنها في جامعة العرب التي تجتمع على مكيّفات الغرب في هذا  الشتاء القارس، وتجلس على كراسي الغرب المبطّنة في هذا الشتاء القارس ... وتكتب بأقلام الغرب في هذا الشتاء الذي لولا ضرورة الحظّ البائس الذي صيّر جامعة العرب متدخّلة في شؤون العرب لما قويت الأنامل على خطّ حرف من حروف القرارات الحكيمة على ورق غربيّ الأصل والصنع والمنبع ......!!

نعلنها  أنّ كل تلك الأجهزة التي يقال عنها أنها بنات التكنولوجيا الحديثة كاذبة، خارقة،مارقة، ساحرة تنقل الأمن والأمان في سوريا خرابا ودمارا ودخانا، وتقلب الورد والأزاهير في ربوعها شوكا وجردا وجدبا ....وتحكي باطلا من القول وزورا وهي تقول أنّ الغيث من جنس المطر، وأنّ "غياث مطر"  من جنس الشهداء قد أضحى ....

وتحكي باطلا من القول وزورا إذ تقول أنّ نظام الأسد يقتّل الأطفال، ويقطّع منهم الأوصال، وترتعد أوصال شبّيحتِه من شبح نَسْلِهم القادم... فتقطع منهم النّسل وهم قد مُثّل بأجسادهم الطاهرة، وكأنّهم يدركون أنّ الموت ليس حلا لاستئصال الأحرار، وإنّما هو موعد مولدهم الجديد بانتشار نبت طفيليّ العمل  يُدعى "إصرار الأحرار" ....
أيّ عيون هذه التي يقال عنها : "كاميرات لهواتف نقّالة " ؟؟!  ....عبارة مركّبة تركيب السحر والشعوذة والخرافة ...!!  ونحن آل العرب آل زرقاء اليمامة، نتصيّد الصور من بُعد أميال وأميال بأعين مجرّدة قوية صحيحة النظر.... حادة البصر ....!! كيف لا تبلغنا صور من أقصى مشرق العرب إلى أقصى مغرب العرب ؟؟ .........كيف بهذا السحر الذي يقال عنه "كاميرات"  المصوّرين ؟؟ يا لِهول ما يُصدّق القوم من سحر الساحرين !!

ألا سحقا لسحرهم، وكفرا بمعتقدهم الأعوج ..... !!
إنّ أعيننا الحادّة قد انتقلت إلى عين المكان لتنقل بعين العرب حقيقة ما يجري في درعا وفي حمص وفي إدلب وفي دمشق الفيحاء ......!

لا بدّ أن أريج الياسمين العبِق يفوح في أرجاء دمشق الشام .... ولا بدّ أنّ حرير بُصرى يفرش أرضَها وهو موطئ أقدام الناس هناك .........!
لا بدّ أنّ سحر التكنولوجيا الذي به العرب أصبحت تكفر بين طرفة عين وانتباهتها  قد سحر أعين العالم، وكذب، وغمط حقّ "بشار" ذاك الأسد الضرغام .... حامي الحِمى وقد هجّر أولاده منذ بدء  شهور عدّة الجامعة العربية إلى بلاد الغرب ليحضروا أعياد الميلاد المجيد،  فيما تبكي السوريات أكبادهنّ وقد اقتلع النظام  أظافرَ من كتب منهم على جدار مدرسة بين مدارس درعا "الشعب يريد إسقاط النظام"، وأوسعهم ضربا وتعذيبا، وقطّع أوصال أطفال آخرين، وقتّلهم  شرّ قتلة، وما يزال على الدرب مقيما ....!

أيّ صور هذه التي تنقلها كاميرات الهواتف لشباب مغامر ....؟!  أيّ حديث هذا الذي يقال أنّه حديث ثورة في بلاد الشام ؟!  أي هراء هذا قد استغرق من الزمان زمانا، ومن العيون دمعا، ومن القلوب ألما وحسرة وحُرقة ؟؟!! 
أي أطفال هؤلاء الذين يقال أنّهم يقتّلون وأطفال سوريا في فرح ونعمة ولهو فاكهون ؟؟!!
أيّ "قاشوش" هذا الذي يقال أنّ حنجرة بُلبُليّة  له قد صدحت بكلمات تعادي النظام فاستأصلت ؟ أيّ أفلام رعب هذه التي يفبركون ويصوّرون ويخرجون إخراجا محترفا إجراميا كذِبيّا ؟؟!!
أيّ ريح للموت وللدم في سوريا يقال أنها قد أتت على عشرة آلاف من أهل الشام ويزيدون ... من خيرة شبابها ونسائها وأطفالها ؟؟!!
كل هذا محض هراء وكذب لا ينطلي على جامعة العرب ...............!!!!

جامعة قد أنهت ما عليها من عقد العدّة على موت الروح العربية فيها، وموت الروح فيها يتجدّد في كل مرة يقع فيها للعرب واقعة، وتنزل فيها بالعرب نازلة .....
وقيل أنّ الجمع فيها قد غضب ...ولوّح بالعقوبة وبالقَصاص من كذّاب دجّال يقال له "بشار بن حافظ"، وقد أوسع واحدٌ من أزلامه الأشاوس عربيا على رأس العرب فيها شتما وسبّا.... كما شأن أدب الآساد في سورية عهدِ الآسادِ الحالِك .....

فأدبهم شتم وقدح ولذع باللسان السليط لكل من تسوّل له نفسه ويقول أنّ واحدا من الآساد ظالم .....
وتربيتهم الضرب والتعذيب والتنكيل وقطع الأوصال، والتمثيل بالجثث ودهم البيوت، وحرقها وهدمها وخطف نساء الرجال منها.... واللهو بهنّ في ساعت السّمر  والمجون ....وكلّ ساعاتهم كذلك وهم السّكارى العرابيد  الذين يشهدون أنّ إلههم كل أسد من الآساد، وأنّ نبيهم كل من جاء بكتابهم يتلوه ويقرأه ويحفظ تراتيله الإجرامية ......

ويا أيها العقل العربي عُدْ لأصلك ولحالِك .... فكيف أنت اليوم تتلبّس بمسوح الغرب وعيونهم الكاميراتية وتنكر عليك وعلى أرضك العربية عيونا زرقاء يماميّة تأتيك بالنبأ اليقين من بلاد الشام، كما من بلاد الصين ......؟!

ها هي جامعة العرب اليوم تعود لأصلها.... قد يكون لباس مبعوثيها غربيّ المظهر، برابطة عنق، وبسترة وسروال متزاوِجَي النوع واللون.... وبنظارة إطارها من حديد وزجاجها من زجاج .....ولكنّ الفِكر عربي أصيل يأتزر بالإزار،ويتوشّح السيف البتّار، و يقتفي آثار الأقدام على صفحة الرمال العربية......!  فإن لم يجد للأقدام من أثر على هاتيكم الرمال صدح أنّ الأسد بريئ... وكل الآساد من حوله نِعاج مغلوبة على أمرها مغموطة الحق، منبوذة الذكر، متّهمة في شرفها الأعزّ ......!!!

أما الدبابات والقنابل.... والطائرات راميات العناقيد... و المدافع... و غازات الدموع، ورصاصات القنّاصة من على شرفات المباني الشاهقة.... و قتل مشيّعي جنائز القتلى، ودهم بيوت الخائفين، وخطف النساء، واغتصابهنّ ..... وووو.... كل هذا هراء ....كل هذا الذي يقال تلفيق واتهام ورجم بالغيب، وتسميات  لأشياء العصر ما لجامعة العرب عليها من سلطان ولا أمر ولا نهي ....... وكلها هرطقات لا تؤمن بها رؤوس هي و آثار الحُفاة نَشَدان القُفاة على الرمال العربية سواء .................!!

والأسد صاحب الابتسامات الصفراء، عاشق "الثاء"، قعيد كرسيّ عهد الرثاء والبكاء "سْكابًى يا دموع العين سكابى على شهداء سورية وشبابَ... "  في سوريا الثكلى الحزينة .....
يقول فيما يقول أنّ على رجال اللجنة العرب ألا يقربوا مناطق أمنية خطِرة حِرصا على حياتهم من أن تذهب، وعلى أرواحهم  من أن تُزهًق، وعلى عين جامعة العرب من أن تذرف دمعا على مبعوثيها الأحبّة وقد ودّعتهم وداع الذاهب في نزهة يشتمّ فيها نسائم الفيحاء ....... ويزور فيها قبر "بن الوليد خالد" في حمص العديّة الشمّاء ...........ويزور الجامع الأمويّ وباحتَه ..... ويزور دُور دمشق بأفنيتها الخضراء ........وليعرّجوا على دكاكين الفسيفساء ........ وعلى أسواق الحرير حيث المنادي بعصير التمر هندي المنعش، بإبريقه النحاسي البالغ طوله، وعلى ظهره محملُه  بطربوشه ولباسه التركي الأصيل ........

من دمع جامعة العرب  على أبنائها المبعوثين سُوّاحا في ديار الأمن والأمان والزهر والورد خوف الأسد......! فهو يسبق القول بقوله أنّ مناطق الخوف في بلاده الآمنة لن تكون لرجال اللجنة موطئا ...!!
أما علمتِ يا جامعة العرب أنّ الأسد شهم نشميّ عريق المنبت في الرجولة والمروءة ؟!

أما علمت أنه الأحرص على حياة مبعوثيك ؟؟ أما علمت أنّ حرصه على حياتهم قد ربا على حرصه على حياة أهل بلده الذين حصدتهم آلته الحربيّة، ومجنزراته وأزلام نظامه ؟؟!!
 أما علمتِ أنّه الأحرص على حياة مبعوثيك منه على حياة أطفال بلده الذين ذبّحهم أزلامه ؟
إنّك يا جامعة العرب ينقصك من نغمات النشوة والطرب إذا ما غفلتِ عن طيبة الأسد !! ويحكِ أنّى يكون هذا حالُكِ ؟؟ !

"شكرا ....شكرا يا جامعة العرب".... هذا مقال بشار من بعد مُهل وفُرص اغتنمها نظامه لعمل دؤوب طيلة مُهل القتل والذبح  والمجازر في أهل البلد ....من بعد ما أمهلتِه ليحضّر مسرحياته، وليُلبس شبّيحته لباس العصابات المسلّحة التي تقتّل أحرار الشعب  وتروّعهم ....
وأمهلتِه ليذهب بمعتقليه ومسجونيه حيث لا عين ترى من عيون اللجنة ولا أذن تسمع ولا يخطر بقلبها منها خاطر .......!

أمهلتِه ليحضّر البُكاة الشُّكاة من شبّيحته المخلصين من جُرم عصابات مسلّحة عاثت في سوريا تقتيلا وترويعا وتخويفا .......
أمهلتِه ليجدّد عهد إجرامه المتجدد أبدا .... ليتذكّر من نفح مجازر أبيه الحافظ وعمّه "رفعت" وأخيه "ماهر"  عهود المجازر الألفيّة ....

وليتذكّر فيقتفي الأثر ويسارع فيقتل أكبر عدد ممكن ممّن أتعبوه وأشقَوه ومنعوه النوم وإن بدا مصفرّ البسمات .....! ليثأر من ثوار أحرار علموه أنّ آساد الحقّ إذا زأرت أجهضت كلُّ ذات حمل خبيث حملها..... فإذا أزلام الظلم والغشم تستعيض عن حملها الخبيث بخوفها المستطير الذي ورّثها جنونا على جنون ليس إلا في الإفك يتلوه الإفك والإجرام يلد الإجرام ....
واليوم، ها نحن نسمع عن تفجيرات مريعة... بكفرسوسة من دمشق .... والنظام يعلن عنها، ويصيح، ويصدح هذه المرة، ويقول أنها من يد تنظيم القاعدة...! وغير كل مرة، هو هذه المرة يجنّد جنوده ويجيّش جيوشه من أزلام إعلامه الذي لا يَصْدُق إلا بقوله  أن الجلاد هو الضحية، وأن الضحية هي الجلاد....... ويعلنها بكل قوة أنّ سوريا مستهدفة من أعنف تنظيم دولي، ومن أكثرها دموية وتتبعا....!!

بعد ربع ساعة من الانفجار يأتينا النظام بتقرير صادق كل الصدق، أنّ القاعدة قد تولت التفجير بكفرسوسة...!!
في يوم مقدم أعضاء لجنة التقصّي العربية... هذا أول سيناريو أعدّه النظام، وأول قنبلة موقوتةٍ بيوم وصول اللجنة الخبيرة لتقصّي الحقيقة  .....
فيا أيتها اللجنة العربية ... ويا أيتها الجامعة للعرب.....

 لتعلمي أنّ تحذير النظام وخوفه على عيون اللجنة العربية كان حقا وصدقا، ولترَي بأم عينك العزيزة كم أنّ الحال في سوريا من السواد ومن الخطورة بحيث لا مجال لأن تقربي مساحات الأمن النظامية المستهدفة -كما رأيت- بتفجيرات ...!!
وأصبح للقاعدة مكان في سوريا يا أيها العالم ....!! والقاعدة التي لا شذوذ عنها أنّ النظام هو "القاعدة" المفجّرة .... وليس هذا بدعا من الفعل ولا من التلفيق يا أيها النظام الخبيث المستهلَك ...!

فإنّ في ساحات العرب من هذه التلفيقات كثير، وإنّ فيها من تعليق القتل والتفجير على مِشجب"القاعدة" كثير كثير.... وإنّ فيها من افتعال "القاعدة " افتعالا، واختلاقها اختلاقا لكثير ....! ويُظنّ بعقول الناس تصديقا لكل هذا، وهم قد صنعوا "قاعدة" يمسحون بها ما لطّخ أيديهم من دماء كلما جدّ جدّ الدماء عندهم ...!

فلتعلموا يا أيها الدُّهاة أنّ الناس يعلمون من أكاذيبكم الكثير .... ولتعلم أيها النظام السوري الأسدي الكاذب أنّ حِيَلَك لن تنطلي على السوريين.... وأنّك ما عدت تحسن دغدغة مشاعرهم بسيوفك الجارحة، ومقاصلك الحادة، وسياطك اللاذعة ......!! وأنّى لمن هذه أياديه، وهذا قلبه أن يعرف للمشاعر مكانا فييمّم شطره وجهه ؟!

و "كفرسوسة" اسم قد حُفِر بذاكرتي القريبة التي عرفتْ من فظائع أقدام النظام السوري السوداء الكثير... والقليل في معرفته كثير ...كثير، وثقيل ثقيل  حِمْلُه على القلب وعلى العقل سواء بسواء ....!
لم أعرف ما عرفت وأنا سورية مقيمة بأرض احتلّها نظامها لعقود، بل وأنا من أرض غير أرضها،وبقلب شقيق قلوب الأحبة فيها ينبض لنبضهم... من قراءات آليتُ على نفسي وهي -بين يدي- ألا أدعها تمرّ بي مرّ اللئام من دون ما بحث وتقصّ وقراءة المزيد ....!
"كفرسوسة" عرفته أول ما عرفته من كتاب  "خمس دقائق وحسب...تسع سنوات في السجون السورية" كتاب خطت حقائقه وفظائعه يَدُ سورية حرة قضت في سجون سوريا تسع سنوات من العذاب والمرارة في دهاليز للموت يقال عنها "سجون" .....صاحبة الكتاب"هبة الدباغ" الحَمَوية  التي قتلوا أبوَيها وجُلّ إخوتها في مجزرة "حماة" التي هنْدَسَها  الأسدان "رفعت" و "حافظ" وهي قابعة بين جدران "سجن كفرسوسة" روت لنا عنه ما يموت الحيّ من فظائعه فَرَقا ........ حيث التعذيب والتنكيل والحياة التي لا تشبه فيما تشبه إلا الموت ... وحيث السجينات  أفواجا وجماعات تلتحق بالجماعات والأفواج .... وحيث الوحوش الآدميّة التي لا ترقب في مؤمنة أو مؤمن ممّن هناك إلا ولا ذمّة ....! وتسع سنوات تحكيها "هبة" مما أمضت من حياة هي لبّ الحياة وحقيقة الحياة في ظلّ نظام الآساد الغاشم الذي ابتاع "سورية" بلا ثمن لنزواته الحيوانية  وأفكاره الشيطانية ........

هكذا ومن هنا عرفت "كفرسوسة" .............
ومِن قبل أن يكبر من كبر من لجنة جامعة العرب... من قبل أن يصبح مَن فيها مراقبا أو خبيرا أو حقوقيا، كان لكفرسوسة جرائم نظام الدم... من قبل أن يولد من هو اليوم فيها شاب أو كهل، كان في دمشق وفي أرجائها ريح الدم والقتل والتعذيب ما يُزكم أنوف الإنسانية ...........

أفحسبتم يا أعضاء اللجنة التقصويّة أنّ النظام  قد أضحى مظلوما بين طرفة عين وانتباهتها ؟؟ أحسبتم أنّ تاريخه الأحمر القاني نسي منسيّ لا يَحيا ذات يوم من أيام حياة القلوب والعقول  لتعاقبه القلوب  الحية والعقول الحية ؟
أفحسبتم أنّكم رادّو القضاء عنه، ودافعوا انتقام المنتقم لكلّ من قتّلهم وعذّبهم إلا أن قالوا ربنا الله، وكفروا بالأسد ربا... أبا كان أو ابنا .....؟!

خطأ حسبتم ....................

وها هم السوريون يرقمون الأدلّة على كذب النظام الذي علّق جرمه الأخير على مشجب القاعدة ...
ها هم أولاء من بعد ما هبّت رياح الحرية لواقح تزرع الفطنة والحق والنور على درب ثورة الأباة، وهم ينادون "هي لله ...هي لله ... لا للسلطة ولا للجاه "، "هي يا الله ... وما بنركع إلا لله "... ها هم اليوم مستفيقون متكلّمون ... مصرّون، مقبلون غير مدبرين .....

فرفقا بنفسك يا نظاما جُنّ جنونه .... فما عاد لألاعيبك من يد تكبح جماح غضب الأحرار ....

ورفقا بنفسك يا جامعة العرب، فإنّ عينك من بعد شهور تسعة وأيام عشرة عدّة قد اعتدتِها ، ما عادت زرقاء يماميّة وقد قبعت في الظلماء طوال شهور عِدّة أعطى فيها السوريون من خيرة الأبناء والأزواج أرواحا تُمهِر الحرية ولا تستكثر ..........


2011-12-26, 13:24:36
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 10:38:13
عبثا نحاول أن نقنع أنفسنا أنّ الرَّحِم قوية وأقوى من كل اعتبار حينما نجد أنّ من رحِمنا مَن طريقه هو غير طريقنا،ومُنطلقه غير منطلقنا، وهدفه غير هدفنا، وما نقوله ونفعله في عينه نافلة النوافل وتافهة التوافه، ومضيعة ومصيعة،وملهاة، وما يقوله ويفعله في عيننا نافلة النوافل وتافهة التوافه، ومضيعة ومصيعة،وملهاة....

عبثا نحاول أن نقنع أنفسنا أنّ الرّحم تبقى فوق هذا الاعتبار ....فوق أنّ دربك الذي اخترتَ عنوانه : "مع الله" بينما دربه الذي اختار عنوانه : "مع الدنيا"....

عبثا نحاول أن نقنع أنفسنا أنّ الرّحم وإن تفرّقت سبلهم ،يبقى صميما، وثابتا لا يتغير وقيمة لا تتسنّه فيما صميم الصميم في حياتنا أن نعيش لله، وصميم الصميم في حياته أن يعيش للدنيا ....! وشتّان بين وبين ......شتّان ....

عبثا نحاول أن نُبقي على العلاقة عميقة ووطيدة وحميميّة وقريبة ولصيقة لأنّه الرحم،بينما طريقه غربي وشرقي وطريقنا لا شرقي ولا غربي بل لله وجهته لا لغيره ....

حتما إن ثبتت أقدامنا على الطريق الذي اخترنا سيأتي يوم تسطع فيه -كالشمس في كَبَد السماء- حقيقة أنّ رَحِمي ،أخي ،أختي ليسوا مَن كانوا وأنا، وكنت وهُم من دم واحد ورحِم واحدة وصلب واحد، بل مَن كانوا هم وأنا وكنت أنا وهُم أبناء طريق واحد وهدف واحد .....

ساعتها لن نقوى على التغاضي أو التبرير، وسيبلغ السيل الزّبى، وسيفيض كأس التغاضي وكأس التبرير وكأس التيسير.... وكأس المعايشة والتعايش ليظهر ويبرز وينجلي ويطفو على السطح سؤال الحسم : "أكون أنا الذي هو أنا " او "أكون هو الذي هو" .... وإن كان رَحِمي.....!!!

ساعتها سيتبين أنّ رحِمي قد باتت بعَيْنَي رأسي كما بعيْنَي قلبي تلك التي أنجبت من اختار الله وجهة، والطريق إليه دربا، ومعيّته رفقة،ورضاه مُنية ..........

ساعتها سيتبين وسيتضح وسينكشف أنّ رحِمي التي اختارت الدنيا وبهرجها ومظاهرها وزخرفها مبدأ ومنتهى وغاية ومنى، وأكبر همّ ومبلغ علم بعييييييدة عني هي كل البعد، قصيّة عني كل القصاء .....

ما أبلَدَها من حياة تلك التي نعيشها نقدّس الرّحم من خوفنا من قدرها وقيمتها ومآل قطعها وقاطعها حتى وإن كان دربها غير دربنا ونبضها غير نبضنا، ومعناها غير معنانا ...........وما مِن شيء نتشاركه نحن وهي ....!! ما أبلدها مِن حياة .....

وما أوْكَدَه من يوم قدومه يحسم ويقرّر ويصدح أنّ الطريق إلى الله فوق رحِم لا يتخذه طريقا ......فوق كل اعتبار.......! وأن قدسيته فوق كل قدسيّة ....

 10-07-2012, 10:58 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 10:38:40
عندما أتملّى بحال امرأة لم يكن لها حظ من تعليم ولا من عمل ولا من سعة مادية، وكل ذلك وهي التي يستعبدها الرجل، سواء كان زوجَها أو أخاها أو حتى أباها ...
عندما أرى أحدهم يغوص في ماديات الحياة، فيرى الحياة بكل ترفها وزينتها حلالا عليه، مادام مترفا ....فيستعبده هواه كما يفتي له هواه ....

عندما أرى طفلا صغيرا يعيش مراحل عمر أكبر من عمره بحجة أنه من عصر السرعة وعصر الفطنة وعصر النباهة ، فيقول أي كلام، ويفعل اي فعل، وتراه مذبذبا طائشا يشي طيشه وذبذبته بنفسية اختلط عليها الحابل بالنابل، فلم تفهم ماذا تأخذ وماذا تترك...
تراه جسم طفل بروح ممسوخة مسخوها فجعلوه مقبرة للطفولة .....!!

عندما أرى الكذب صنعة، والخيانة فطنة، والتلاعب ذكاء، والتكبر والكِبر صفة لازمة ......

عندما نَعدم التفكّر في "كيف يمكننا أن نصنع"، ونعيش بالتفكر في "كيف يمكننا التمتع بما صُنِع لنا"

عندما يفتي المؤمن لنفسه فتراه مفتي نفسه، فترى هواه فتواه، فترى الدين عنده يسر فوق اليسر حتى يغدو لهوا ولعبا ......

عندما أرى من هذا، ومن غير هذا كثير أقول: أيتها الثورة على نفوسنا ما أحوجنا إليك .... أيتها الثورة على أمراضها وعِللها، أيتها التربية التي تجتث أصل المرض من نفوس مجتمعاتنا أنتِ ثورتنا الأَولَى والأُولى وبلاكِ لن تنجح لنا ثورة .....!!

 28-08-2012, 11:25 AM
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 10:58:26
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "ابصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

هي كلمات لتوي كتبتها ضمن بحث أعيش معه منذ أيام، ولكنه ليس ككل بحث، وأخباره ليست ككل أخبار، وصوره ليست ككل الصور وكلماته ليست ككل الكلمات .....
كنت قد نويت ألا أكتب هنا مجددا حتى أضع الكل الذي أنا لم أنهِِ بعد أجزاءَه، ولكنّ شيئا بداخلي هزني ، وجعلني أخرج من دائرة العيش وحيدة مع كل تلك الأخبار والكلمات ، شيء بداخلي هو أقوى من عزمي ومن نيتي ، هو أقوى من حكمتي ومن تبصّري ومن تصبّري، شيء بداخلي قال لي أريد أن أصدح من قبل حتى أن أنهي

أريد أن أسمِع من له أذنان وعينان تعرف كلها كيف السبيل إلى القلب .... تعرف كلها كيف تتعدى العتبات ....كيف تتلقى النسمات ....كيف تنتعش بالنفحات

أريد أن يسمع معي صوت الحب من له قلب ... صوت الشوق من له تَوق .... صوت الحق من له من الرق عِتق  ......

نلهث خلف الحكمة نستلهمها من الأناة والتريث والصبر ، وألا نجاري النفس التي تريد أن تسبق ..... ولكنّ أمثال هذه الأصوات التي تغلب لا سلطان لنا عليها بل إنّ منتهى الحكمة أن نصغي لأمرها فينا .... لا لشيء إلا لأنها الأقوى من حكمتنا ....إلا لأنها صوت الحب الصادق يحملنا ولا نحمله .......يغلبنا ولا نغلبه ........

صوت الشوق يشق عباب الظروف والآلام والآهات ........ يأبى أن يخنَس ..... يأبى أن يخضع ....يأبى أن يخنع ...... بل يطير وتطير معه قلوبنا إلى حيث البَرَد والشفا ..........


وذي هي الكلمات :

سبحان الله أي معنى أصبح راسخا ومتأصلا في القلب والعقل معاً شدّ الرحال إلى هذه الديار كما خلّفها الحبيب صلى الله عليه وسلم في حديثه....
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"

كنت أقرأه قراءة وأفهمه فهما ولكنني اليوم أستشعر معناه بقوة والشوق يهزني لأن تصبح كلمات الورق خطوات على الأرض، ولأن تصبح صور الورق  ملمس أيادينا، ولأن تصبح نظرات نلقيها على جمال هذه المعالم على ورق نظرات نملّي بها أعيننا ونفحات الأقصى تهدهدها .. أي شوق هو لذلك المسجد الحبيب قد صار؟؟ وأي شوق هو لتلك الديار ؟؟ وأي شوق لأن يتحرر أقصانا ونعود نزوره ولا نعرف في أكنافه الطاهرة شيئا من دنس ومن رجس الأنجاس الملاعين ؟؟
وهي ذي البداية، هي ذي بداية الخطوات إليه .... ألا يبقى اسما وعَلَما وسؤالا نُسأل عنه فنجيب إجابة يقال أنها الصحيحة أو يقال أنها التي تستحق الجائزة ولا نعرف في القلب وزنا يبلغنا أهلية القول بأنا نحبه .......

 2010-01-13, 16:30:50


العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 10:59:33
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

في معركة حطين العظيمة، عندما أسقط في يد الجيش النصراني، وكان تعداده 63 ألفا بينما كان تعداد جيش صلاح الدين 12 ألفا
وانتصر الجيش المسلم على جيش الكفر رغم ما بينهما من فرق في العدد ، أسر منهم أزيد من 30 ألفا وقتل أكثر من 30 ألفا ، وبقيت خيمة الملك يحيط بها 150 جنديا من أعتى الفرسان النصارى، ردت هجمات المسلمين ثلاث مرات، فرأى صلاح الدين وجوب إسقاطها، فلما سقطت خر باكيا ساجدا لله ..... شاكرا .... وأمر بإقامة خيمة له بعد المعركة قام فيها الليلة لله ذاكرا شاكرا ....

ولما دخل القدس طلب منه المسلمون أن يهدم كنيسة القيامة فقال : أقرّها عمر وأهدمها أنا ؟ !

وعمت بلاد الإسلام أخبار الفتح العظيم واستمروا باحتفالاتهم شهرا بعودة القدس والأقصى ورجعت العزة ورجعت الفرحة للمسلمين بعد عشرات السنين



وشتان بين العزة بالأقصى وبين العزة بالكرة ...!!!
2010-01-28, 14:48:13
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:00:36
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

المغول ....
لم يشهد التاريخ شعبا همجيا كالمغول، هجموا على بغداد، أسقطوا الخلافة العباسية، قتلوا من المسلمين ما جعل المؤرخون أقل تقدير له 800 ألف مسلم !!

كان المغولي الواحد يجر خلفه أربعين مسلما ويقول لهم  انتظروا  هنا حتى آتيكم بسيف أقتلكم به،  وكانوا ينتظرونه حتى يأتيهم ويقتلهم جميعا !!!!!

خربوا مكتبة بغداد العظيمة ورموا كتبها العظيمة الجليلة بالنهر، حتى جعل فرسانهم يمرون على الكتب بخيولهم جسرا إلى الضفة الأخرى من النهر!!!

وسال لعاب المغول من بعد بغداد على فلسطين والشام ومصر، فتقدم قائدهم الذي كان يلقب بشارب الدماء  نحو مصر وأرسل لقائدها آنذاك الملك قطز رسالة جاء فيها :

"اتعظوا بغيركم،وأسلموا لنا أموركم، فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرقّ على من اشتكى،ليس لكم أرض تؤويكم، ولا طريق تنجيكم،ولا بلاد تحميكم، فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، الحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع"

فماذا فعل ملك مصر قطز يومها؟؟؟ هل استسلم؟؟ هل قال : لا طاقة لنا بهؤلاء الهمج ؟؟ هل قال  أمن مصر يستدعي أن نسلم لهؤلاء الذين لا يقاوَمون ؟؟؟ هل جعل نفسه بساطا يدوسونه بأقدامهم فهو آخر ما ينظرون إليه وأسفل ما ينظرون إليه؟؟ هل أصبح لهم خادما مطيعا يلبي كل مطالبهم ولا يرجو منهم غير أن يبقوه حيا ويبقوا له بعض الفتات ؟؟ هل أصبح خادمهم المطيع الذي يسعى أكثر منهم لتسقط بأيديهم النجسة  بلاد وبلاد من أرض الإسلام؟؟ المهم ألا يمسوه بسوء وأن يتركوه ينعم ببعض الفتات ؟؟؟


بل إنه قطع الرسالة وقتل الرسل وأعلن الجهاد، وتوجه نحو فلسطين لينجدها من تهديدهم وقد أحاطوا بها ........

ما أبعد اليوم من الأمس ........................!!!!!!!!!!!



 2010-01-30, 15:41:30
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:06:20
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"
عبد القادر الحسيني المجاهد الفلسطيني ابن المجاهد الشهيد الفلسطيني موسى كاظم الحسيني ، وهذا الشبل من ذاك الأسد...
 في عام النكبة 1948،ولما اشتد عود المنظمات اليهودية العسكرية الثلاث، الهاجاناة والأرجون و أشتان من فعل مساندة بريطانيا لها وتدريبها لمقاتليها، وتزويدها بالسلاح من قبل أمريكا وبريطانيا خصوصا، وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا معهما، من بعد الدعم الضخم الذي تلقاه اليهود في فلسطين من قبل يهود العالم والذي قدر بـ 250 مليون دولار

بينما دعمت جامعة الدول العربية الفلسطينيين بعشرة آلاف بندقية !!!

ومن بعد قرار هيئة الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية فلليهود 53% من أرض فلسطين وهم المهاجرون الوافدون المبيتون للنوايا الخبيثة في تنفيذ المخطط الصهيوني الخبيث بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين

ومن بعد اشتداد عود الجيش اليهودي وحصاره لمنطقة القسطل بفلسطين، يتوجه عبد القادر الحسيني للجامعة العربية ويعلمهم أنه سيتحرك لمواجهة اليهود المدججين بالسلاح بمجاهدين تعدادهم 56 ترد عليه الجامعة ألا يقدم على هذه الخطوة أمام جنود مدججين بالسلاح مزودين بالطائرات الحربية والمزنجرات

فرد قائلا :

"إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحبّ إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن ارى اليهود يحتلون فلسطين، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين"

ويتقدم عبد القادر الحسيني ويتمكن من محاصرة القسطل ويستمر بدعوة القيادة العسكرية ويقول لهم أن بمساعدتهم سيقضى على اليهود في فلسطين، فتصر الجامعة العربية على موقفها خوفا من مواجهة بريطانيا واليهود، فيطلق المجاهد البطل صيحته الشهيرة :

"نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم "


وعزم القائد والمجاهد الكبير عبد القارد الحسيني وتقدم لحصار القسطل، وقتل من اليهود 150 وجرح 80 منهم، وحرر القسطل وسقط شهيدا ...........................

 2010-02-04, 09:50:52
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:09:12
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصر بالرعب مسيرة شهر.....
ذلك من قوة الإيمان التي كانت تسكن قلوب المؤمنين فترهب أعداءهم، ذلك من الرعب الذي يلقى في قلوب أعدائهم من قوة إيمانهم ومن ظهور الحق على وجوههم المستنيرة .....
في ظل هذا كان الكفار يخشون محمدا صلى الله عليه وسلم ويخشون جند محمد ، وظلوا يخشونه على مر التاريخ ومر الأيام والسنون، ما بقيت لتلك المهابة باقية في قلوب من تبعه بإحسان ....

وبعدما تلاشت علامات المهابة...... وبدأ الضعف يدب في أوصال الأمة، وبدأ ينخر جسمها المريض ....
يبدأ
في قرار لهيئة الأمم المتحدة عام 1949 من بعد أن طرد الشعب الفلسطيني من أرضه واستولى اليهود على القرى والمدن، وأصبح الشعب الفلسطيني في معظمه لاجئا مشتتا خارج وطنه، تصدر الهيئة الموقرة قرارا يقضي بتعويض اللاجئين عما ضاع منهم لقاء أن يعلنوا عدم تفكيرهم بالعودة لفلسطين ....

وهكذا من بعد النصر بالرعب..... يأتي الإذلال  !!!

طبعا قوبل القرار بالرفض من طرف الفلسطينيين



 2010-02-05, 15:00:51
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:10:16
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

ما أروع استغلال الأوقات القليلة القصيرة التي يستهين بها الأغبياء ويقدر قيمتها الأذكياء، استغلال كل الوقت مهم ، ، ولكن استغلال الأوقات القليلة القصيرة بالغ الأهمية و كثيرا ما يأتي بالفصل والحسم ....
ربما لأن الكثيرين يغفلون عنها ، فغفلة الكثيرين عنها فرصة للأذكياء لاغتنامها وعدم تضييعها أو تفويتها بينما النيام نيام

حدد خروج القوات البريطانية من فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني بتاريخ 15/05/1948م
لكن اليهود لم يفوتوا الأيام التي تسبق ذلك التاريخ بل قرروا أن يجعلوها الأيام التي يستولون فيها على معظم أراضي فلسطين، بينما العرب تقاعسوا وجعلوا ينتظرون تاريخ خروج القوات البريطانية لبدء تدخلهم العسكري، واستهانوا بعبد القادر الحسيني الذي أرشدهم إلى استغلا الأيام التي تسبق الخروج البريطاني فسخروا منه، وفعلا تمكن اليهود من قرى فلسطينية وقاموا بإسقاط القسطل وبمذبحة دير ياسين ، وبحصار القدس وكله قبل إعلان الانسحاب البريطاني بأيام ....
وفي فترة الهدنة اأولى بين الجيش الإسرائيلي والجيش العربي في حرب 48 استغلت إسرائيل الفرصة ودخلت لها معدات حربية ضخمة جدا، وتزودت من السلاح إعدادا لما سيأتي بينما الجنود العرب الذين كانوا يحالصرون مائة ألف يهودي بالقدس لبثوا أماكنهم على حالهم، فلما انتهت الهدنة فوجئ الجنود العرب بضخامة السلاح الإسرائيلي الجديد، بينما السلاح العربي ينفجر في وجه الجندي العرب من فرط قدمه وصدئه، وتمكن الإسرائيليون من فك الحصار عن القدس واليهود الذين بداخلها، وسقطت القرى والمدن العربية بأيديهم وخرج الجيش العربي خائبا ....

ثم وفي حرب 67 أيضا ، بينما الجيوش العربية المدججة بالسلاح والتي rقوامها عدد يفوق بكثير جنود الجيش الإسرائيلي وسلاحها أكبر من سلاح الإسرائيليين، بينما تلك الجيوش في ليلة سمر، تباغت القوة الإسرائيلية وتطيح بالسلاح الجوي المصري وهو في قاعدته، وتلحق بالجيش المصري أنكر الهزائم والخسائر ....

كل هذا والعرب ينتظرون الوقت المناسب... بينما العدو يتحرك ويستغل الدقائق ولا يضيعها ليسارع بالنصر....!!!

نعم مهم جدا جدا استغلال الأوقات القصيرة ...........


 2010-02-06, 12:58:31
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:11:12
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

أتساءل لو بقينا أرضا واحدة ولم تفرقنا خطوط وهمية من نسج لعاب طمع دول استعمارية  تمكنت منا فراحت تتقاسم أجزاء الأمة كما يتقاسم الأطفال الحلوى فهذا لسايكس وذاك لبيكو .....

لو بقينا أرضا واحدة لا تفرقنا الحدود، ولا يبلّغ أحدَنا الجزء الآخر جواز يجيز له  التواجد في الجزء الآخر من جسد واحد ....هل كنا سنبقى على قلب واحد، على قلب رجل واحد ؟؟؟ هل كنا يومها ألغينا من قاموس الحجج ما يسمونه أمنا قوميا .... وما يستدعيه الأمن القومي ؟؟؟

بدؤوا بتقسيمنا فرضينا، وقبلنا وصدقنا .... وصرنا نعتد ونتفاخر بالحدود .... ونسمي الجزء وطنا حتى غدا الوطن جزءا ولم نعد نعرف الكل في منطقنا ولا في فكرنا، ولم نعد نعتد بالكل، بل إن كل طرف ينحاز لطرفه، ويتفاخر بطرفه، ويوالي طرفه، ويكاد الطرف الآخر في الكثير من الأحيان يعادل العدو عنده .....

لو بقينا أرضا واحدة لا تفصلنا الحدود هل كانت قلوبنا لتبقى قلبا واحدا لا تقسمه المسميات ؟؟

هؤلاء الفلسطينيون لما لجؤوا إلى لبنان والأردن  بعد حرب 48 وبعد التشريد الكبير والطرد وتعويض أهل البلد بالمستوطنين، وتهديم البيوت .... هؤلاء المشردون لو أن الأرض بقيت واحدة هل كان الملك الأردني حسين في فترة السبعينيات ليضيق ذرعا بالعمليات الفدائية التي شهدت مجدها وهي تنطلق من الأردن ومن لبنان وتدوخ الكيان الصهيوني وتخيفه ؟؟ هل كان ليضيق ذرعا بهم من بعد ما نفذت كبريات العمليات الفدائية ضد إسرائيل  انطلاقا من الأردن، مما أغضب إسرائيل حتى قصفت  الأردن وبناها التحتية .....

هل كان ليضيق ذرعا من بعد القصف الإسرائيلي  فيضطر تحت مسمى الأمن القومي لأن يشن حربا على القوات الفلسطينية المقاومة عنده ويدمر مخيمات اللاجئين ؟؟ فيسقط 3000 فلسطيني شهيدا على  يد أخيه الأردني الذي ضاق به وبمقاومته ذرعا ؟؟

هل كانت لبنان لتضيق ذرعا بتحركات الفدائيين من أرضها، فتخاف على أمنها القومي من إسرائيل فتضيق على الفلسطينين المقاومين ؟؟ هل كانت مصر لتضيق ذرعا بالمقاومين يومها في غزة، وبالمصريين من حركة الإخوان الذين أقاموا للفلسطينيين بغزة معسكرات تدريبية كبيرة لتدريب الشباب الفلسطيني على القتال ومواجهة العدو؟؟

هل كان ليضيق عبد الناصر بهم ذرعا فيشن حربا شعواء على الإخوان ويضيق عليهم  لأنهم يهددون الأمن القومي ؟؟؟

هل كان الجدار جدار التجويع والخنق  ليصير اليوم  حلقة أخرى في سلسلة الضيق والتضييق بحجة الأمن القومي ؟؟

لو بقينا أرضا واحدة ألم يكن وجع فلسطين يساوي وجع لبنان يساوي وجع الأردن يساوي وجع مصر؟؟؟ لو بقينا أرضا واحدة ألم يكن ليهب كل مسلم ليذود عن كل مسلم لا تفرق المسميات بين هذا وذاك ؟؟؟

أسمع صوت التي نادت معتصما من طرف فأجابها من الطرف الآخر ...............متى تعود الأطراف كلا واحدا ؟؟؟ متى تنتهي لعبة الأجزاء المفككة ؟؟ فلا تسقط الأجزاء بعد تركيبها مرة أخرى ؟؟؟ متى يعود القلب واحدا ؟؟؟ متى تمحى عبارة "الأمن القومي ومقتضياته" من قواميسنا ؟؟


متــــــــــى ؟؟



2010-02-07, 15:29:35
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:12:48
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

في حرب 1973 عندما تقرر هجوم ثنائي مصري سوري على العدو الإسرائيلي من أجل استرجاع سيناء لمصر والجولان لسوريا، واللتان كانتا قد سلبتا منهما في حرب 67 حرب النكسة العظمى، تجهزت الجيوش، وتنادى العرب بضرورة الالتفاف حول الحرب، فدعمت السعودية مصر ب 600 مليون دولار، وشارك العراقيون  والجزائريون ، والليبيون والمغاربة والسعوديون والتونسيون و السودانيون بالجنود والدبابات والمدرعات، و الآليات المجنزرة والمدافع وكانت إسرائيل تفاخر دوما أن خط بارليف الذي يحيط بسيناء لا يخترق أبدا ، وأن المهندسين الروس والمهندسين الأمريكان متعاونين  لا يستطيعون فكه ...

لقد كان حصنا منيعا من سد ترابي عال ونقاط قوة هي مرابض للدبابات والمدفعية على طول قناة السويس ، تم تحصين مبانيه بالإسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف، ومدرعات رشاشات، وملاجئ أرضية في العمق للجنود، وأسلاك شائكة ، حتى أصبح الخط الأسطورة 

وتبدأ الحرب يوم 06أكتوبر /10 رمضان وتباغت القوتان المصرية والسورية مع القوات العربية القوة الإسرائيلية وهم في يوم عيد مقدس والجنود الإسرائيليون مسترخون غير مستعدين، وتتسلل  قوات مصرية هي الضفادع البشرية ‏ ‏إلى‏ ‏الضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقناة‏،‏وقاموا‏ ‏بسد‏ ‏فوهات‏ ‏مواسير‏ ‏خزانات‏ ‏المواد‏ ‏القابلة‏ ‏للاشتعال‏،‏والتي‏ ‏كانت‏ ‏إسرائيل‏ ‏تخطط‏ ‏لإلقائها‏ ‏في‏ ‏القناة‏ ‏حال‏ ‏حدوث‏ ‏محاولة‏ ‏للعبور‏ ‏لتحولها‏ ‏إلى‏ ‏لهيب‏ ‏نار‏،‏وقد‏ ‏سد‏ ‏المصريون‏ ‏الفوهات‏ ‏بواسطة‏ ‏حقن‏ ‏أسمنت‏ ‏سريع‏ ‏التصلب،‏ ‏ومن‏ ‏المعروف‏ ‏أن‏ ‏الجيش‏ ‏المصري‏ ‏استعان‏ ‏بعالم‏ ‏كيمياء‏ ‏الأسمنت‏ ‏الراحل‏ ‏د‏.‏رؤوف‏ ‏شاكر‏ ‏ميخائيل لتطوير‏ ‏الأسمنت‏ ‏المصري‏ ‏ليصبح‏ ‏سريع‏ ‏التصلب ‏لاستخدامه‏ ‏إبان‏ ‏الحرب‏،‏وكان‏ ‏من‏ ‏المستحيل‏ ‏تدمير‏ ‏مخازن‏ ‏المواد‏ ‏القابلة‏ ‏للاشتعال‏ ‏نظرا‏ ‏لعمقها‏ ‏تحت‏ ‏الأرض ،‏ كما‏ ‏أن‏ ‏تدميرها‏ ‏بالمدفعية‏ ‏أو‏ ‏القنابل‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏شأنه‏ ‏أن‏ ‏يفجرها‏ ‏فتعيق‏ ‏نيرانها‏ ‏عملية‏ ‏العبور‏ ‏حتى‏ ‏لو‏ ‏لم‏ ‏تنزل‏ ‏مياه‏ ‏القناة‏.‏

وتحت التكبيرات "الله أكبر الله أكبر"  يخترق الخط الأسطورة، حضن اليهود الحصين ويسقط بأيدي القوات المصرية في أقل من أربعين ساعة، ويتمكن الجنود من عبوره وهم يكبرون في 18 ساعة ....

وكذلك القوات السورية في الجولان تخترق كل حصون الإسرائيليين وتهجم هجمة الأسود حتى تصل إلى قمة جبل الشيخ لترفع العلم السوري عليها .
وقد أسقط المصريون والسوريون والعرب معهم ما يقارب 9000 قتيل يهودي، وما يقارب 35000 جريح



إنه الاتحاد تحت لواء "الله أكبر" قبل أي لواء ..... إنها المباغتة واستغلال الأوقات الثمينة التي يكون فيها العدو غافلا .... إنها الوحدة التي جمعت صفوف الإخوة في حرب تجمع لها من أرادوا الثأر من عدو الله وعدو الدين ..... إنه العلم ممثلا في ذلك الكيميائي المصري الذي اخترع للحرب اختراعا مكن الجنود من العبور ......

ما أروع هذه العوامل إذا اجتمعت ........ وإننا اليوم قادرون على أن نتوحد متى كان الصدق والعزم وقادرون على الإطاحة بأسطورة إسرائيل متى كان اللواء الذي يجمعنا "الله أكبر" تلهب حماس الرجل الواحد ليصبح الواحد بوزن أمة كاملة...................



 2010-02-09, 09:46:10
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:13:41
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

التدرج .... ......

التدرج في سلم الرقي والصعود نحو الأعلى جميل، ومهم وخطواته ثابتة راسخة تمكّن لصاحبها، فبينما يبدو متأخرا للمستعجلين يبدو للمتريثين الحكماء مفكرا، ناظرا، معملا فكره من قبل العبور للمرحلة الأخرى، فهو لا يقفز المراحل وإنما يعطيها حقها ومستحقها، ويأخذ منها بالمقابل الرد الشافي والوعد الكافي  بالوفاء لقدمه الراسخة ويُقطع  العهد على الثبات له وأنها التي به لا تميد فلا تزل قدمه

التدرج في سلم الرقي والصعود إلى الأعلى هذا حاله أما التدرج في سلم الصعود إلى الأسفل ... .........!!
ما أصعبه وما أشد وطأه على متضررين مظلومين يلحقهم أذى المستسلم المتهاون المتدرج صعودا نحو الهاوية ....!!

إنه المُحدث فتنة لا تصيبنّه وحده وهو الظالم بل تصيب المظلومين بالحسرة والأسى والألم ... خاصة إن كان من ذوي الجاه والسلطان ....والحكم والأمر والنهي ......

التدرج في سلم الاستسلام ....................

كان لفلسطين السليبة الحبيبة حظ ونصيب من هذا الألم وهذه الأوجاع وهذه الضربات، التي خلفت بجسمها الندوب والكدمات
كان لفلسطين الحبيبة حظ من هذا الجرم ، من أبنائها  الذين راحوا يتدرجون في سلم الصعود إلى الأسفل.... إلى القرار السحيق الذي تقع فيه المظلومة الأولى "فلسطين "  ....... ويقع فيه كل من لا حيلة له من المحبين العارفين الواعين العالمين بما يخطط ويحاك .... وبما يجوز وما لا يجوز ....الذين لم تختلط عليهم الأمور، ولم يعد "زيد" عندهم كـ "جاك" ولا "عمر" كـ "مارك"

أولئك الذين ظلمهم المتدرجون في سلم الاستسلام وظلمهم وعيهم فهم يلقون من الأوجاع والآلام ما يشيب له الولدان .... وربما أكبر ظاهرة ما تزال في دائرة الصحة ظاهرة هؤلاء المتألمين للتدرج اللعين .... !

-   كان الإصرار الإسلامي والعربي من قبل 48 ومن بعد 48 على تحرير كامل فلسطين وأن الأرض لأهلها وأنما اليهود مغتصبون يجب طردهم
-   كان الإصرار على تحرير كل فلسطين .... ولا نقاش في الأمر .
-   بعد نكسة 67 عقد مؤتمر اللاءات الثلاث في الخرطوم "لا للتفاوض مع إسرائيل، لا للاستسلام لها، لا للصلح معها"
-   استولت إسرائيل على سيناء والجولان ، فأصبحت المطالب تؤكد على أراضي 67
-   بعد حرب 73 بدء اللين العربي مع إسرائيل وفتح باب المفاوضات معها حول أراض أخرى تمكنت من احتلالها إلى جانب بقاء سيناء والجولان بحوزتها. ونسيان اللاءات الثلاث.
-   الاعتراف بممثل شرعي واحد لفلسطين منظمة التحرير بعدما كانت قضية كل العرب وكل المسلمين ومهما بلغ الضعف إلا أن العرب كانوا يهبون لأجل فلسطين ، وانحسار القضية في ممثل واحد .
-   تقدم اللين في الموقف العربي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مقابل الانسحاب الإسرائيلي




وهكذا هو التدرج في السلم صعودا نحو الأسفل .............


2010-02-09, 14:56:59
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:15:26
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

عرفنا الجدار أصلا من أصول بيت يؤوينا، عرفناه أصلا من أصول مدرسة تعلمنا وتربينا،.... أصلا من أصول مسجد تتعالى فيه نداءات الرحمن أن حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح يا عباد الله المؤمنينَ  ، عرفناه كما عرفنا حبنا له قطعةًَ من قطعة أحبتها قلوبنا ، كما حبِّنا لبيوتنا، كما حبنا لمدارسنا ، كما حبنا لمساجدنا ...

عرفناه كما عرفنا كُرهنا له قطعة من قطعة كرهتها قلوبنا كما كُرهِنا لكل بناء لم يقم على تقوى من الله ورضوان، لكل بناء لنا فيه من الذكريات بعض من أسى ودمع وألم وأشجان .....
عرفناه يريد أن ينقض فيقيمه حكيم أوتي من العلم والحكمة ما شاء له الله أن يؤتى........
قطعة هو من صنع الإنسان، من بناء الإنسان من فكر الإنسان ........ فمتى شاء الإنسان جعله محبوبا ومتى شاء جعله منبوذا مكروها ممقوتا .....

لم أكن أعرف أن للجدران لسعات ولدغات ولذعات وضربات أشد وطءا هي كلها من تلك التي عرفناها من  لاذعة أو لاسعة أو لادغة أو ضاربة .....لم أكن أعرف أن له سياطا ذات أصوات يتردد رجع صداها في أعماقنا ألما وحسرة وأسى ....

 سياط ....سياط؟؟ !! وهل للجدران من أيد، ومن أبصار؟؟ وهل للجدار من فم يتبسم تبسّم الأفعى التي تنفث السمّ ولا تنفك باسمة؟؟ ........ ما بالكِ ؟؟ ما ذنب الجدار ؟؟ ما جُرم الجدار ؟؟ هل أصبحتِ تتركين المجرم والجاني وتنقلبين على الجريمة ؟
هل صرت تتركين الفاعل ووصفه وتنقلبين على الفعل  ؟؟ أي عين هي لكِ قد صارت ؟؟ وأي فكر هو لك قد جار يا جريحة الجدار... يا ضحية  الجدار ؟؟

مَن ؟؟ من يدخل ساحات فكري وحكاياتي فيقطع عليّ نوبات آلامي بصفعة من صفعات العصر الحديث ؟؟ صفعة من صفعات الجدار الخبيث ............ صهٍ  ...صهٍ.... فما عدت أريد أن أسمع المزيد ....

قالوا زمانا إنّ للجدران آذانا ... !! فلمَ لا يكون له اليوم من أيد ومن أبصار من ظلم ومن جَور؟؟ لم لا يكون الجدار هو الجاني والفاعل ؟؟ أتريدني أن أصدق يا لائمي، يا ضاحكا من سذاجتي أنّ الأخ الجار ذو اليد وليس الجدار ؟؟ أتريدني أن أصدّق أنّ الأخ يظلم ويجور ويقتل؟ وهو يرمق بالابتسامة ويلوّح بالشهامة ؟؟  ولا تريد مني أن أتهم الجدار ؟؟ دعني وشأني ...دعني وما أدّعي .... دعني وما يحزنني فإنه يشق صدري ويقطّع قلبي، ولا يشفيك ما بقلبي فتريد أن ترى  الإرَبَ منه تتهاوى وتريد أن تراه يذوب على نار شمعة خبيثة لا نعرف منها غير النار، على غير عادة الشمع يضيء بنور ناره ؟؟

ما بالكم وعقلي؟؟ ما بالكم وفكري ؟؟ ما بالكم وهذياني ؟؟ أتريدني أن أبقى عاقلة مفكرة حكيمة بصيرة في عصر لم يعد يُعرف فيه للعقل ولا للقلب من مكان ؟؟  دعني.... فلَهَذياني وهرطقاتي خير لي من حكمة تقطّع قلبي إربا وترسله صهير نار عقولكم يا عقول عصر المجانين ...........؟؟

إذن تصرين أن الجدار هو الفاعل وفي ثنايا إصرارك حزن هو ثمرة علمك براءتَه  .....هو ثمرة علمك أنه الذي تلفقين له التهم، وتلصقين به الجُرم .... وترضين على عقلك وفكرك وقلبك كل هذا التجنّي من أجل أن تبعدي عنك الحقيقة وتعيشين عيش الموهومين، عيش الأطفال الذين جعلوا من كل جماد كليمَهم وصاحبهم ورفيقهم الذي يفرغون عنده أكوام خيالاتهم البريئة .... ليتك كنت طفلة  فأعقل ألا تثريب عليك .......

الحقيقة .....أية حقيقة ؟؟ أية حقيقة .... حقيقة أن الجدار من صنع الجار؟؟ وأي جار؟؟ جار هو الأخ هو العضد هو السند لو أنكم يا أهل العقل أبقيتم للعقول شيئا من حظ؟؟؟ أية حقيقة يا أهل الحق والحقيقة ؟؟ !!

سمعت عن جدار عزل المتحاربين من صنع المحاربين، سمعت عن جدار من صنع بني يهود أقامه اليهود ليفصلوا بين جزء الأرض وجزئها، بين أرض اغتصبوها وبنوا عليها بيوتا قالوا هي مستوطناتنا في وطن لم يكن يوما لهم وطنا ....

ذلك الجدار العازل الذي أقامه اليهود، وبدؤوا ببنائه عام 2003 كان من صنع اليهود، امتد في عمق الأراضي الفلسطينية،  فصلوا به القرى عن القرى، فصلوا به  الفلسطيني المزارع عن أرضه مصدر رزقه، فصلوا به التلميذ الفلسطيني عن مدرسته،..... الأهل عن باقي أهلهم ...... قالوا أنهم ليحموا بني جلدتهم من ضربات الأعادي ....الإرهابيين الفلسطينيين الذين قاموا ليقاوموا، الذين قاموا ليتصدوا لتعجرف المتعجرفين ونوايا الغاصبين.....ومتى كان للغاصبين من حق تقام لأجله الجُدُرُ تدافع عنه؟؟ !!    ليفصلوا تلك القطعة من فلسطين التي سموها إسرائيل عن باقي أرض فلسطين، ليفصلوا به تلك القطع التي جعلوا يقتطعونها من قسمة الفلسطينيين إذ لم تشبعهم النسبة الغالبة الساحقة من أرض فلسطين وقد كانت لهم ...... يوم القسمة المشؤومة، تلك القطع  التي جعلوها أيضا  مستوطنات لهم ..........!!   آه يا وجع قلبي المكلوم، آه يا كلمات قلبي الموجوع .... وتلومني يا لائمي ...... إن كان هذا يدميني فما صنع الأكبر بي ؟؟؟ !! وتلومني إذ صار الجدار كليمي ؟؟!!

هكذا قالت أمريكا وهددت في مجلس الأمن وهيئته الموقَّرَين يوم هددت باستخدام حق الفيتو إن أصدِر قرار يوجع قلب إسرائيل حبيبتها، ويحزنها وهي التي تدافع عن نفسها من إرهاب الإرهابيين .....أين كل هذا يا صاح؟؟ أين ؟؟ على أرض ليست لهم .....على أرض اغتصبوها وقالوا هي لنا حلال بلال زلال .....؟؟ !!

يومها كان ذاك الجدار ومازال يقام ويستكمل طوله الفاره .... ليكتمل قده الممشوق مازال إلى يومنا حتى ينتهي إلى 720كم داخل أراضي الضفة الغربية وعلى امتداد الخط الأخصر .... .........خط وأي خط هو هذا الأخضر إن لونه ليوحي بالخير .....
أي خير ؟؟ فتّش عن الخبر ودعك من الألوان والمظهر .... إنه الخط الذي حدد حدود دولة فلسطين على أرض فلسطين عام ...........49، حدود 48، حدود القسمة المشؤومة،.........ذاك هو الخط الأخضر .....
داخل تلك الحدود بنيت المستوطنات فأُخِذ من تلك الحدود وأقيم الجدار..... قالت لهم هيئة الأمم المتحدة توقفوا، أوقفوا الجدار فإن العالم تنادى بالشجب والاستنكار.....إن هذا غير شرعي ولا هو من حقك يا  إسرائيل ففكّيه فورا يا إسرائيل ....

فهل خاف الابن المدلل ؟؟ هل ارتعب؟ هل لبى الطلب؟؟، هل انصاع للأمر بلا عجب؟؟ لا بل قد ألقى الأمر بسلة مهملاته، وما أكثر مهملاته القيّمة !! وراح يكمل دربه غير آبه بمعترض أو شاجب أو مستنكر من بني الجُوَيّمَة  .....
والجدار ما زال يقام طويلا شامخا، عريضا عازلا .... وما أكِل من الأراضي وما استوطِن من الأراضي كلها ملك أهلها وأهلها عنها بعيدون معزولون ......

واليوم يقولون، ويتحدثون ويصفون جدارا جديدا ..... قالوا هو من صنع الجار، من صنع الذي يقول إني أخ لهؤلاء الأخيار الذين يراد بهم الذل والدمار ....... يتحدثون عن جدار العار .... وتريد مني يا لائمي أن أتهم الجار وأعرض عن الجدار ....؟؟
فلأتهم الجدار ولأكلم الجدار ولأفرغ جام غضبي بالجدار ....... فإن الأخ والجار لا يفعل بالأخ الجار ما تريد مني أن أقول وأقر ، فإن الأخ الجار لا يشتري ودّ بني صهيون ويبيع ودّ بني الإسلام ................

فإن الأخ الجار لا يقول للثائرين الحائرين انكفئوا فماذا تفهمون أنتم من سياسة المتسيّسين ؟؟ وماذا تفهمون أنتم في قضايا الأمن القوميّ يا من تتحدثون بقلوبكم نحن قوم قد بعنا القلوب ........ فكم جنى ذوو القلوب من دولار ؟؟ أتريدوننا أن نعيش ونقتات النزر القليل ونذر الكثير والكثير من فعل القلوب المتحيّرة ، التي تتداعى على أطفال يموتون من فعل الحصار ؟؟
أف لكم يا ذوي القلوب .........أف لكم ......اللغة اليوم لغة الجدار، لغة الحصار .... واللغو اليوم لغو الجار وحقوق الجار

أعرف أنك يا لائمي تَصدُقني فاعلم أني يا لائمي أصْدُقك  ................




 2010-02-16, 16:36:23
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:16:35
عن الحبيبة فلسطين، وعن محوريتها في الأمة وفي تاريخها كله مما كتبت في "أبصر من الحكمة...أقوى من الصبر"

ضمن العمل المركز لإسرائيل لقمع العمل الجهادي الفلسطيني ، وإفشال العمليات الفدائية، في دائرة الضغط على السلطة الفلسطينية من جهة وتأديبها في كل مرة وتهديدها بضرب مقر القيادة والمناوشات التي استهدفت مقرات جهاز أمن السلطة، والتلويح لعرفات بين حين وحين بالأمس القريب بأن السلطة جهاز يؤيد الإرهاب ليعود في كل مرة ويعلن براءته من تلك التهمة بإفشاله لعدد كبير من العمليات الفدائية يفاخر أنه أفشلها، وبعودته يؤدي التزاماته الأمنية التي كان يعد بها إسرائيل وأمريكا في كل جولة مفاوضات .....وكذلك الحال اليوم مع السلطة الجديدة.....

ومن جهة أخرى في عمليات هجوم على المدن الفلسطينية من حين لحين وعلى مخيمات الفلسطينيين اللاجئين، الفارين من منطقة في فلسطين إلى منطقة أخرى .... ضمن هذه السياسة التي لم تحد عنها إسرائيل بغرض إضعاف المقاومة وإجبارها على التخلي عن العمل الجهادي تماما كما كان الحال مع حركة فتح التي تخلت عن الخيار العسكري وتوجهت للطاولات التي ظلت بين غدو إليها  ورواح  لا تقضي شيئا منها، ولا تقضي لها الطاولات شيئا كحال من يكلم الجماد وهو يعلم أن الجماد لا يرد ولكنه يكمل الدور  ...

 وفي هذه الدائرة من جهة أخرى تتتبع إسرائيل قيادات حماس في الداخل والخارج، فيُغتال الشيخ العظيم الشهيد أحمد ياسين وبعده بشهر يغتال الشهيد الدكتور الرنتيسي، وبعدها بشهرين يصادق شارون على لائحة ضمت أسماء أهم قياديي حماس قدمها كل من جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" و جهاز المخابرات "الموساد" ليكلَّف الجهازان بالبدء بالتخطيط لعمليات التصفية الجسدية المقبلة لقياديي أكبر حركة أقضت مضجع الإسرائيليين ....

في هذا الإطار وفي حلقة من حلقات هذه السلسلة التي تصر إسرائيل على رصف حلقاتها، وفي العام نفسه الذي اغتيل فيه  اثنان من أعظم قادة حماس ياسين والرنتيسي (2004 ) قامت إسرائيل بشنّ هجوم شديد على مدينة رفح الحدودية بحجة أنها تريد إغلاق الأنفاق التي يعبر منها السلاح من مصر إلى غزة، إلى فلسطين، إلى حركة حماس ......فأعملت يد التخريب والدمار بشكل لم يسبق له مثيل في الأراضي الفلسطينية وكأن إسرائيل أعلنت أنه قد جنّ جنونها ، فهي تستخدم كل طاقة وكل قوة وكل شراسة، فتكثف عمليات القصف على حيّين رئيسيين حي السلطان وحي البرازيل ، تهدم المنازل، وتجرف الأراضي، ويسقط 68 شهيدا فلسطينيا ، ورغم كل ذلك ورغم سلاحها المتطور ودباباتها وطائراتها وصواريخها، يخرج أهل رفح متحدّين الآلة الهمجية فيقتلون 13 جنديا إسرائيليا ...... ويخلف دمار كبير كبير كبير .........

ليست جديدة حكاية الأنفاق ........ ليس غريبا أن تبني إسرائيل اليوم الجدار، لتضيق الخناق على هذه الحركة التي تتتبع كل أطرافها في الداخل والخارج تريد القضاء عليها....... تريد استئصال شأفتها .....



رفح -------السلاح------> الأنفاق ---------> غزة  -------->حماس-------ضرب------------> إسرائيل



هذه هي خارطة الطريق التي يريد الإسرائيليون والأمريكان والقوى العربية الخائنة أن تقضي على ملامحها .......

 2010-02-17, 15:09:07

العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:20:55
لا .....لا..... لا نحبّ أن يكون القدس ثمنا لتفطنهم ....لا نريد أن يكون الأقصى ثمنا ليقظتهم ولينتفضوا.... القدس أغلى من ذلك ومنهم ....القدس أغلى من حَيَارى، أغلى من غافلين، أغلى من دُنيَويين لا يعرفون كيف هي الحياة التي تدوم .... لا يعرفون مذاق التََّوق لحياة حقا تدوم ....لا يعرفون إلا طعم من تخدعهم وهم بها هائمون، وتغدر بهم وهم لها أوفياء مخلصون، وتلقي بهم وهم بها مستمسكون حتى تقول لهم كفوا عني فلست لكم أيها المَخدوعون .....فإذا هم منها خارجون ........

لا نريد الضعفاء .... لا نريد من نتسوّل ألمهم ....لا نريد من نتسول وَجَعَهم .... لا نريد من نتسوّل انتفاضتهم
سيأتي للقدس من يحرّم على نفسه الابتسامة حتى يبتسم القدس .... سيأتي للأقصى من يعيش على نبضه، ومن يرمقه وإنْ من بعيد منْ بعيد ولكنه هو الذي منه وله ....
سيأتي للقدس من يرفع هامته ويقيمه، سيأتيه من يقفو الخطى العُمَريّة .... ومن يقفو الخطى الصلاحيّة .... سيأتيه من يعلي الآذان من على مئذنته القدسيّة .... سيأتيه ....
سيأتيه من   يفرش ما حوله جندا لله قائمين ...من قبل أن يفرشه بزرابيّ الصلاة ....
سيأتيه من يسحق بقدميه وبأقدام جنده كل من يقف دون بابه القدسيّ يريد أن يحلّق بأحلامه الصفراء الكاذبة في جوّ يحسبه مازال جوّه .... في جوّ  هيأه  أولئك النائمون الغارقون في سبات الغفلة العميييييق العمييييق ...

سيأتي للأقصى من يقف بصوته مجلجلا وقد تبسّم .... مَن أول كلماته القدسية بلغته القدسية على الأرض القدسية "الله أكبر".....
وأيم الله سيأتيه ....وحق الله سيأتيه .... والذي جعل نوره عصيّا على أفواه الكافرين سيأتيه ....والذي جعل نوره قدسيا سيأتيه ....
سيأتيه من يهبّ ....لا هبّة ثائر سرعان ما تخمد نار ثورته ....وسرعان ما يعود لدنياه .... بل سيأتيه من يحيا على نبضه، ويحسب العمر بعدد سنوات ألمه إلى أن يأتي عامه الذي  يغيثه فيه فيعصر الأقصى آخر دمعات حزنه ويعرف آخر وجع من أوجاع أضلعه .... وكما ليعرف أول فرحة من فرحات قلبه، وليعرف أول دمعة من دمعات قلبه الفرِح  ..........
سيأتيه ذاك القدسيّ وإن كان بعيدا .... وإن بدا بعيد الأرض والعهد كما أتاه صلاح الدين من بعيد ، وكما أتاه عمر من بعيد .....
القدس له ذلك الآتي .... والأقصى له ذلك الآتي .... ولمن معه ....لمن يبتليهم الله بالنَهَر وبئلا يشربوا فيمتثلون..... لمَن يعرفون سلاح جالوت الجديد، ويعرفون أشباه رجال جالوت الجديد أولئك المتخفون خلف الحديد يغشاه الحديد يغشاه الحديد ....حديد على حديد ....
 لمن يعرفون أنّ قوة الجواليت  أكبر ولكنهم يظنون أنهم ملاقو الله ..... فما كان قولهم إلا " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ....".
نعم إنهم القليل ولكنّهم الكثير ....
إنهم القليل الذي لا يخشى الموت فيحتمي بالحديد ....إنهم القليل الذي يلقي لريح الجنّة التي يشمّ من بعييييييد نفسه وروحه ....
إنهم القليل الذي يقهر النفس التي لا تعرف غير الدنيا...
إنهم القليل الذي يسأل مولاه صبرا عليه يُفرَغ ....ثباتا لأقدامه ونصرا على القوم الكافرين ....
فيهزموهم بإذن الله .... يهزموا جالوت الجديد وأشباه الرجال المدرّعين بأكوام الحديد ...

القليل الذي أو يرحل إلى دار القرار والنعيم أو ينتصر ويغلِب ليدخل الأقصى ويطأ عتباته القدسيه والدمع منه هطّال مدرار يوشي بحبّ الحبيب للمحبوب....يوشي بجواب الدمع حبات قلب تعانق دمعات فرح الأقصى المحرَّر ......

نعم سيأتي من يتسوّل من بعد رضى الله رضى الأقصى الحبيب ....سيأتي من يركع ويسجد ويقنت بين يدي الله في رحاب الأقصى الحبيب ....
سيفرشه بزرابيّ الصلاة .... وسيصلّي بمن معه صلاة هي أقوى عماده كلها.... صلاة بركعات وسجدات تقتبس من نور صلاة الإمام الأعظم بالرسل والأنبياء ساعة هبط من السماء بهدية السماء إلى الأرض .... فكان الأقصى علبة الهدية ....

إي  وأيـْـمِ الله سيأتي من يفتح العُلبَة من جديد  ......

 2009-11-15, 15:41:47
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-04, 11:31:03
سوريا في القلب... حمص في القلب ...

كلما عشت لحظات من لحظات الحياة، قلت وماذا عنهم هناك ؟ ...
كلما اشتكينا من أمر هنا، سألت جَمع المشتكين وسألتُني معهم : وماذا عنهم هناك ؟! بالأمس قالوا -و دَيدن الجزائر هذه الأيام قولهم-: إن الثلوج قد أدت إلى إغلاق الطرق، إن الناس يشتكون البرد القارس وشحّ المازوت، إن الكثيرين من معسري الحال قد تضررت بيوت لهم من قصدير ... وإنّ ...وإنّ...وإنّ.....

فالتفتّ لي ولجمعهم وقلت : نعم كل هذا كائن، وكلّ منا يلتحف لحافا تحت لحاف، ويفترش فراشا إن لم يكن الفراش فوق الفراش.... وكلّنا مجتمعون، ينظر بعضنا في أعين البعض، منا الجماعات حول الجدة صاحبة الحكايات عن ثلوج الزمن الجميل وذكريات فيه مع جمال الثلج ........

نعم منا من تضرّر ... منا من لم يسعفه حاله، فهو بردان، أو جوعان، أو عُريان ...
منا من لم يجد مازوتا، أو خبزا، أو مدفأة يلتف حولها أولاده في قرّ شتاء هذا العام الذي لم يكن بقرّه شتاء منذ زمن بعيد ........

ولكن...... أمِنْ جاثم في داره، منتقع الوجه، متسارع النبض، منكفئ الحال على الحال يخشى قنبلة تتدكّ بيته أو رصاصة تنال من رب البيت وقد خرج يمتار لصغاره ؟؟

أمِن قابعة بركن بين أركان مكان تعرف أنه بيتها، تجمع إليها صغارها... تحتضنهم، ترى أن يدها، التي لا تملك غيرها سلاحا أقوى من دبابات مترصدة قدام الباب ؟؟

أمِن مشتاق للمشي بين أزقة المدينة ؟؟ أمِن خارج إليها يودّعه جمع الباقين خلفه لعله يكون وداع مودّع ؟؟؟

البارحة وأنا أتأمل حال "أم أيهم" تستيقظ مع رضيعها ساعة تعوّد أن يستيقظ ليلا والناس نيام، لا ليقوم ولا ليصلي، فكل ذلك عن عقله ما يزال بعيد المنال، بل ليبقى مستيقظا هزيع ساعتين أو ثلاثٍ من ساعات الليل البهيم الصامت الهادئ، يرمق ضوء مصباح تشعله له أمه وتبقى وهو متسامرَيْن، ينظر إليها وتنظر إليه، لا يحسن من الأمور كلها إلا النظر وشهره الأول للتو يطرق باب عمره الغرير ...... تأبى أن تتركه وحيدا، بل ترافقه الساعتين والثلاث يتناظران تارة، ويسامر هو المصباح تارة أخرى ....

تأملتها وهي ترى فيمن سلبها راحة النوم، وحلاوته مسامرا يحلو لها معه السمر، والسهر ...حتى شردتُ، وسريعا ما عدت من شرودي لأقول لها : وماذا عن أم حمصية؟ ماذا عن رضيعها الليلة والبارحة وقبلها ؟؟ ماذا عن حالها معه؟؟ وهي التي قد لا يغمض لها جفن ترى أن عينها التي لا تنام وهي تحرس فلذات كبدها، أقوى من رصاص الغدر، ومن رشّاش المكر، ومن مدافع تدكّ شوارع المدينة وحواريها وتجفّف نارُها ماء واديها ؟؟!!

مالها بعد الله غير عينها الحارسة ويدها المحيطة بهم، وقلبها الوجِل على أحدهم إن كان ممّن يخرج للشوارع .....

آلمني .... آلمني أيما إيلام أن أذكركم أيها الأحبة تحت القصف أنا الآمنة....
و وددتُ لو كان بمَلكي أن آؤمّن خائفا منكم، وأن أربّت على كتف أخت لي هناك .... وأن أقبل يد أم استرجعت وهي تسمع نبأ استشهاد ابنها، واستأجرت الله في أخيه بعد أيام و توسلت له باكية أن يكون مثواهما الجنّة ....الجنّة يا رب تقبلهما عندك في الجنّة .....

في لحظات الحياة وحركات الحياة .... أراكم فلا أعرف لتلك اللحظات طعمها ....!!
ولكنني من نصر الله لكم في يقين ........
إلا أنّ  كل من يألم منكم يقطّع أوصالي وأحشائي وقلبي ساعة يكفّ دمعي وينجلي فيحتدّ بصري فلا أرى مستحقا للموت الزؤام  إلا ذاك  السفاح المتواري خلف معشوقته رابطة عنقه التي سمّوه بها رئيسا، لعلها عمّا قريب تكون كاتمة أنفاسه ........!!

كيف تُراها لحظات حياتكم يا مَن لم يعد مع حالهم للحظات الحياة طعمها ......!!

 2012-02-07, 16:29:33
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: أم عبد الله في 2013-03-04, 13:49:55
لا حول ولا قوة إلا بالله

بارك الله فيك يا أسماء
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2013-03-05, 08:37:09
لا حول ولا قوة إلا بالله

بارك الله فيك يا أسماء

وفيك بارك الله يا أم عبد الله. نسأل الله سبحانه أن يفرّج على أهلنا بسوريا فرجا قريبا .
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:38:38
بتاريخ 2013/11/04
---------------
قالها رفاعة الطهطاوي يوما عندما ابتعثه محمد علي باشا مرشدا روحيا لجماعة من المبتعثين للدراسة بفرنسا في عصر "التنوير" كما سموه. قال: "إن الإسلام لولا نصرته بقوة الله سبحانه لكان كلا شيء بالنسبة لقوة الأوروبيين وسوادهم وثروتهم وبراعتهم "

وفعلها محمد عبده حينما دعا إلى "دراسة الحقائق الدينية على أسس عقلانية"، وعمل بكل جهده على إدخال التعليم الحديث للأزهر لتنويره بآفاق العالم الحديث وحضارته.

وقالها طه حسين يوما وهو الأزهري الحافظ للقرآن وما أن لامست أنوار فرنسا قلبه حتى عاد لمصر يقول في قول الحجاج بن يوسف"والناس يطوفون بقبر النبي ومنبره إنما يطوفون برمّة وأعواد"، قال بشأن قولته أنه سوء أدب ووقف ضد من كفّره .

وقالها يوما حينما ترك الأزهر إلى الجامعة المصرية وهو المنبهر بالغرب وبحضارته وتنويره، النافر من الأزهر : "كنت أريد أن أكون شيخا من شيوخ الأزهر مجددا في التفكير والحياة على نحو ما كان يريد المتأثرون بالشيخ محمد عبده، أستعين في ذلك بما أسمع في الجامعة، وما أقرأ من الكتب المترجمة، وما أجد في الصحف، وما ألتقط من أحاديث المثقفين، فأصبحت وأنا أشد الناس انصرافا عن الأزهر ونفورا من دروسه وشيوخه، وحرصا على أن أهجر مصر وأعبر البحر إلى بلد من هذه البلاد التي يطلب فيها العلم الواسع والأدب الراقي وتتغير فيها الحياة من جميع الوجوه"...

وطبعا ذلك الأدب الفرنسي الراقي الذي راق لطه حسين، هو ما كان ينشر منه في جريدة "السياسة" من حين لحين، فينتقده في ذلك أشد النقد رائد البيان في اللغة مصطفى صادق الرافعي وهو يقدم للجامعة المصرية رسالة مفصلة عن خلط طه حسين وخبطه وعبثه بمستقبل الأجيال في الجامعة المصرية، ويعلمها بتفاصيل أخطائه وخطره على الجامعة، فيكتب فيما يكتب مدى حرصه على نشر أفحش الروايات الفرنسية يريد بذلك إفساد الطلبة وتجديد الأخلاق! بينما يبين افتقاره لكل مميزات أستاذ الأدب العربي .

ولما ابتعث من الجامعة المصرية لفرنسا لدراسة التاريخ تتلمذ على أيدي مستشرقين في تفسير القرآن وكان ذلك في "كوليج دو فرانس" على يد المستشرق بول كازانوفا !! وكانت دراساته الفلسفية مكثفة في الأخذ عن ديكارت ودوركهايم...!

وعاد لمصر ليكتب ما يكتب ويقول ما يقول، ولينوّر الأذهان! وليخرج المسلمين من ضائقة الأزهر والتقليد الممارس في أخذ علوم الدين، داعيا للتفتح والانفتاح والتنوير حتى على مستوى الدين وعلومه . وأثار بكتاباته الزوابع والأعاصير، بكتابه "في الشعرالجاهلي" وبكتابه "الرسالة الجامعية" التي أجمع كثر من أهل العلم والدين على إلحاد صاحبها ....

وطبعا يصنّف العقلانيون فيما يصنفون طه حسين بالمظلوم لمّا ثير ضدّ دعواته التنويرية !

وقالها من قالها غيره، من قفاة أثره، وقفاة أثر رفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وقفاة أثر كل متنوّر بنور الغرب، منبهر بنوره، لينقله بدوره إلى أمته التي تتخبط في دياجير الظلمة بدعوى أنها "تعطل العقل" !!!

وثارت الزوابع ضدّ علماء الأمة القدامى، وأصبح من أجيال هذا العصر الذي لا أراه عصر ازدهار الحضارة الإسلامية برجالاته ولا أراه عصر التقدم الذي لم يشهده الإسلام عبر العصور ليتشدق أهله بأنهم الأكثر فهما وعقلا ووزنا من عظماء الأمة الأوائل، الذين يستحلّون اليوم الخوض فيما أتوا به بدعوى "عدم تقديس الأشخاص" حتى بلغت بهم مبلغ التعالي وهم لا يشعرون....

وقالها لي من زمن ليس بالبعيد-من شهر ربما- أحدهم وكان عضوا بجمعيتنا، وهو يتحدث عن "عدنان إبراهيم" وعن " عقلانية" الأمر في نقد "صحيح البخاري" بدعوى أنه ليس الكفر .... حتى انتقل به الحال إلى أن قال عن فعل من أفعال علي رضي الله عنه أنه لا يعدو أن يكون اجتهاد بشر، وأنه لا حاجة لنا حتى في ساحة الصحابة، -وأي صحابة هم!- أن نقدس الأشخاص ... وما يكون منه ومن عمر رضي الله عنهما وغيرهما إن هي إلا اجتهادات لا يمكن أن تكون هي الدين ذاته !
وبأسلوب جريئ جريئ ...! وما أسهل ما يتجرأ شباب اليوم في ساحات القول، وما أصعب أن تجدهم في ساحات الفعل حينما يجدّ الجدّ !

وقالتها لي يوما  أيضا قريبة تدرس الطب بفرنسا ونحن نتناقش، وهي تذكر ما تذكر مما لا أنكره من أمور الانضباط والتنظيم التي يعرفونها ولا تخفى عنا، أن العلم بمكان والدين بمكان ولا يجوز أن نتحدث عن الدين ونحن نتحدث عن العلم ! بدعوى "العقلانية"...

وقالها الكثيرون والكثيرون ممن أعرف وممن لا أعرف، قالوا وكأنهم يروننا نركع لأوراح العلماء، ونسجد لأوراح الصحابة، وننطق الشهادة ونردفها بشهادة أن الصحابة والعلماء مقدسون ...
قالوا أنهم يدعون لئلا "نقدس الأشخاص"
فينهال هذا وذاك ممن يزن وممن لا يزن فيستسهل الخوض في عقل فلان من العلماء وعلان ... وكأن عقولنا اليوم ذات الوزن الأكبر .... وكأن فعلنا للأمة وللدين هو الأكبر من فعلهم ...!! هكذا بلا قواعد علمية ولا شروط نقد واضحة تؤهل من يجرأ ليتقدم ويفعل لأن يفعل .....

هل نحن ندعو لتقديس الأشخاص ؟ هل ندعو لتعطيل العقل ؟

لا بل ندعو ألا ندخل ساحات ليست ساحاتنا فنخبط فيها ونخلط، ونتحدث من غير علم ولا هدى عمّن كانت يدهم الطولى في نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نقل القرآن ذاته، وقد سخرهم الله سبحانه ليحفظ دينه والذكر الحكيم .

أدعو للتواضع ثم التواضع ثم التواضع....
كان الشافعي وهو مَن هو يقول -في معنى ما قال-، أنه كان يستمع لأحدهم وهو يتحدث عن أمر وإنه ليعلم أوله وآخره بتفاصيل، ولكنه لم يكن يقطع حديثه، ولا يسارع فيقول أنه يعرفه، بل كان ينتظر حتى ينهيه، بل ويتظاهر بعدها بأنه الذي لا يعلمه، وأنه سامعه لأول مرة...!

ذلك غيض غيض غيض من فيض....

أعن أمثال هؤلاء تكون دعوتهم التي نالت قوتها  من كلمة "تقديس"... هذه الكلمة المخيفة التي تلقي في الروع أن من يتلقى عنهم، ويتواضع ليأخذ عنهم، يجب أن يشهر سلاحه أولا، سلاح عقله الآخذ بهواه، سلاح خوفه من تأثيرهم في نفسه، سلاح العقل وأنّهم عاشوا عصر التحجّر إذ لم يكن لهم نصيب مما بلغه التطور العلمي ..حتى إذا أخذ لم يكن الغرس في نفسه على الوجه الذي يزرع ليؤتي الأكل، بل على وجه الأخذ مع التشكيك ...

وإن هذه الدعوى لتتفاقم، حتى وصلت فعلا بمن وصلت إلى تسفيه العلماء... وحتى إلى التقليل من قدر الصحابة، بل بآخرين إلى التشكيك في أصول الدين...

فعن من تريدوننا أن نأخذ بعدها ؟ أعنكم ؟  معذرة فإن عقلي المتواضع لا يستطيع أن يسفه عظماء العلماء ويستمع إلى جزافات عقول أخرى  emo (30):




العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:39:16
بتاريخ 2013/11/06

--------------

نعم علمت من زمن أنّ عمادة طه حسين للغة والأدب العربي كانت شطحة من شطحات إنزال الرجال غير منازلهم، ومثالا لتأمين الخائن وتصديق الكاذب، وتولية الأمر غير أهله... بل كان كارثة على أجيال ما تزال تجترّ فكرا سمّوه التنويري ولم يكن إلا الظلاميّ المعادي للإسلام ورموزه...

ولكن وأنا أنتقل من العناوين إلى المضمون الذي كان وما يزال يُشاد به وبرقيّه، تساءلت هل كان التصدي لهذه الحرب ولهذه الكارثة بالحجم المطلوب ؟! لا أشك أن مصر والعالم الإسلامي كله لم يخلُ من منافح عن الإسلام ومتصدّ لدعاوى المفسدين، وإن نُصبوا العمداء ....

ولكن ما يُعرف من تفاصيل خطر الرجل وما كتب لَيَملأ القلب غيظا وإن ظُنّ أنه القديم الذي ولّى ولكنه في حقيقته إنما هو الذي يتجدد وينتقل من جيل إلى جيل كما ينتقل المرض الخبيث المتوارث عبر الأجيال ....!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:40:35
بتاريخ 2013/11/13
----------------------------
متى تصبح كتاباتنا و آراؤنا إحقاقا للحق لا إرضاء لهوى في النفس ؟!
متى يناقش الواحد منّا الآخر إذ يناقشه ماحيا كل حكم مسبَق، محيّدا كل سلاح تحبّ أن تزوده به نفسُه للوقوف بوجه من اختلف معه يوما ما...

متى نتذكر قبل الدخول ساحات الحياة لا بعد الخروج منها، أن نقف لحظة مع أنفسنا نحاسبها قبل العمل لا بعد العمل، حتى إذا ما دخلنا لم ندخل إلا لوجه الله ولإحقاق الحق،وإلا لم يكن من دخول أصلا ...

إذا كتبنا... إذا تعاملنا...إذا تعلمنا... إذا علمنا... إذا إذا.... إذا تحركنا أي حركة من  حركات الحياة...
متى تكون حركاتنا تلك كلها لله ؟ لا للنفس...
 "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)"-الأنعام-
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:41:13
بتاريخ 2013/11/15
-----------------------
ويتفق "الوليد" و "جُوزِيفْ" على رأي واحد، رغم أنّ جوزيف من قرن، والوليد من قرن ضارب في البعد عنه، ورغم أن الوليد من فطاحلة العرب، وأكثرهم فصاحة، ورغم أن جوزيف فيلسوف فرنسي ....
فعلامَ اتفق البعيدان ؟!

اتفقا على أن القرآن يعلو ولا يُعلَى عليه...
ووافق أن كليهما كافر بالله، فأما الوليد بن المغيرة فكافر مات على كفره، وأما جوزيف ففرنسي ملحد ...!!
فأما الوليد فقال:
"والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته "

وأما جوزيف آرنست رنان فقال: "تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والأدبية والاجتماعية، وغيرها، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة،وما أكثر الكتب التي للزينة فقط،ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائما،هو كتاب المسلمين، القرآن، فكلما أحسست بالإجهاد، وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكَمالات، طالعت القرآن، حيث أنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة...لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء، فإن ذلك الكتاب هو القرآن لا غير، إذ أن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القرآن"...!!

وكلامهما غني عن كل تعليق .... ولكنّ الذي يدعو للتساؤل أن ما بالهما لم يهتديا ؟!

سبحان الله .... لقد كانت الهداية بين أيديهما ...كانت تحوم بجنبات نفسيهما .... ولكن ....!!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:42:47
بتاريخ 2013/11/17
----------------------
يا إلهي !!
فيما نجد عددا كبيرا من أبناء هذه الأمة(إن لم نقل معظمهم ) جاهلين بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، نجد بالمقابل عددا لا بأس به من أبناء الأمم الأخرى، يدرسون الإسلام، ويتعرفون إليه،وإلى القرآن، ويدرسون سيرة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، بل ويسبرون الأغوار،وينتقلون إلى العمق ولا يكتفون بالسطح... بل ويكتبون محللين للمراحل التي مرّت بها حياة النبي صلى الله عليه وسلم ...!
بل ويقرأ لهم من أبناء الأمة قبل أن يقرؤوا من كتب المسلمين....!

إنهم المستشرقون .... الذين تتلمذ على أيديهم وعلى كتبهم عدد من الذين أخذوا دينهم عن غير المسلمين!! وصدقوا كتاباتهم وتحليلاتهم ....

إن منهم من أوغل في هذه التحليلات ... فإذا هو يتخذ من فترة تحنّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بغار حراء نقطة جعلوا يبثون من خلالها سمومهم المدسوسة بالعسل ....
ووجدوا في اختلاف الكتب في فترة التحنث والتي يسمونها "الاعتزال" معبرا إلى تحليلاتهم،ليقولوا بما يشاؤون في ذلك من أنّ رسول الله كان مدفوعا بالتأمل الميتافيزيقي، ليذهبوا بمن يأخذ عنهم دينه مِن هذا الذي وضعوه أساسا مذاهب التشكيك...!!

والأدهى والأمر أن عددا من أبناء الأمة "الديكارتيين" إن صحّ وصفي لهم كانوا يتّبعون المحللين المستشرقين فيما كانوا يبثون وينفثون ...!!
فلا غرابة بعد هذا أن نجد من أبناء الأمة من تتفاقم دعاواهم بدءا بالاستناد على المصادر الغربية لفهم الدين لتصل إلى الدعوة إلى التشكيك في الدين ...!!

وليس الكل قد جعل لعقله مناعة وحصانة دون النفث الاستشراقي،كما فعل "مالك بن نبي" إزاء هذا المتلقَّى، والذي وصفه بأنه قد غمر المكتبات العالمية، بل وفاق المنتج الإسلامي في هذا المجال، فقد كان "إشعاعا" في مجال الكتابة -كما وصفه-.

مالك بن نبي بنى حصنا منيعا دون ذلك وهو الذي لم ينحَ بعقله لكتاباتهم وحدها، بل قد عرف الأصل من كتابات المسلمين، ومن القرآن قبلها، ومن السنة بعدها، فعرف كيف ينجو بعقله من نفثهم، ليبقى سليما بعيدا عن سحرهم،فعرف إلامَ يستند في تفنيد ادعاءات المستشرقين حول هذه النقطة، وهو يشير إلى القرآن الكريم الذي يقرّ المستشرقون ذاتهم من ناحية أخرى أنه وثيقة تاريخية دقيقة صحيحة،بل ولا يرتابون -علميا- في صحته.فيبين لهم ما فاتهم من آية توضح عكس ما ذهبوا إليه في قوله تعالى : "وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ(86)" -القصص-

فيقول في ذلك:
فهل معنى هذا إلا أنه لم يكن له أدنى أمل في أن يقوم بدور في دعوة من أجله هو، لا قبل عزلته ولا خلالها
ويقول:
يجب أن نذكر أن تفسيرا كهذا ليس مرتبطا إلا بشرط واحد ضروري وكاف، هو الإخلاص المطلق عند النبي صلى الله عليه وسلم ...

"فنرى في الآية المذكورة الصورة اصحيحة لحالة النفس عند (محمد) أيام غار حراء، فإذن فليس هناك من سبب لأن ننسب "للصادق الأمين" نية مبيتة للتأمل في مشكلة ميتافيزيقية لحظة تهيه للانسحاب والعزلة بعد الزواج."
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:44:11
بتاريخ 2013/11/20
---------------------
ملعب مصر يوم أمس غص بالمشجعين ...
ملعب الجزائر يوم أمس غص وغص وغصصص بالمشجعين ....
مصر لم تتأهل... الجزائر تأهلت .... وبعد ؟!!!
تلك "الكرة".... هل أسميها "الكاشفة"؟
هل أسميها الكاشفة لحقيقة ما نحن عليه من أرزاء، ومن حال مغرق في اللاشيء ...!
اليوم في الجزائر وسط ميدان كبير بالعاصمة شيء هو أشبه باعتصامات الشعوب التي تمردت على أنظمتها ....
إنه للاحتفال بالنجاح الساحق الماحق ....!!!

أهوال .. كوارث ...
لو أنّ معشار ما فعل من أجل الكرة فعل من أجل الدين لكنا أبعد وأبعد وأبعد ما نكون عما نحن عليه .....

البارحة بينما الهرج والمرج في أوج حالاته...
بينما الأنفاس تكاد تذهب من صدور المناصرين والمشجعين، المجاهدين في سبيل الكرة -آل يعني- في سبيل الوطنية !
البارحة والمعلق الرياضي ينشد شعرا في اللاعبين ... ويكاد يغنيهم ليلاه المعشوقة !!
كنت أقرأ لمن كتب يوما عن ملحمة .... ملحمة عظيمة، أعظم من التاريخ، وأعظم من الجغرافيا ... وأعظم من أن يفيها وصف ...!
إنها التي سماها "الملحمة المحمدية" وهو يصف فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فيقول:
"كم اعترض الدعوة من عقبات قبل هذا الموكب العظيم الذي دوّخ يوم دخول المسلمين مكة ذلك الصِّلف أبا سفيان؟! إن مجموعة من الأسماء المهيبة ستدوي منذ ذلك الحين في أركان التاريخ العالمي:
بدر... أحد... الخندق... حنين...
لسوف تعرض الملحمة المحمدية آنذاك على شاشة التاريخ مجموعة من الأحداث حتى كأنها رواية سحرية. ها هو ذا حلم "آمنة" القديم، عندما كانت تهزّ بين أحضانها ثمرة أحشائها، وعندما كان يخيّل إليها أنها تسمع صهيل الخيل وعَدو الفرسان وقعقعة السلاح، هذا الحلم القديم سيتحقق اليوم على صفحة الواقع."

هكذا وصفها "مالك بن نبي"... وهكذا كتب يوما من أيام جولات فكره بين أزقة وشوارع مدينته الصغيرة وهو يراقب عن كثب أفعال الناس من حوله، ويهتمّ أيما اهتمام وأيما همّ بهمّ الأمة، وبحالها، ويبحث في مشاكلها، ويحاول طرح الحلول ....

والبارحة في يوم من أيام بعدت عن أيام مالك بسنوات كثيرة العدد قرأت الذي قرأت له، مع ما تغصّ به الشوارع والأزقة كلها في كل شبر من أرض "الوطن" بالراقصين فرحا والمطبّلين طربا بنجاح الملحمة الكروية !!
وشتان... شتان يا قلب بين الملحمة المحمدية مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وبين الملحمة الكروية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والأكلة متداعون على قصعتها لا يتركون حتى الفُتات...!! وكيف لا وجيش محمد لم يعدْ....! كيف لا وجيوش الكرة في سبيلها مرابطة..!!

ليت شعري قد صرت أبكي ونفسي تسأل نفسي هل من معين لي على حزني...
ليت شعري ليتني وجدت لحزني معينا ...!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:47:50
بتاريخ 2013/12/04
-------------------

أمس كان يوم جلستها في المحكمة، هو اليوم الذي أثيرت فيه قضيتها، قضية طلاق ....

شابة في مقتبل العمر، تزوجت من عام ونيّف...
حاولت قصارى جهدها أن تتحمل تدخلات حماتها، ولكن فاض الكيل بها، وبلغ السيلُ الزبى بعد أن أوسعتها حماتها ضربا ذات يوم قريب، ولما عرف زوجها المنصاع بكليّته لأمه ظالمة أو مظلومة، لم يحرك ساكنا، ولم ينبس ببنت شفة....

أمس مثلت أمام القاضي، فلما جاء دور حماتها لتتكلم قالت: سيدي القاضي لقد ضربتني .
ردت الكنّة : أقسم بالله العظيم عالم السر والعلانية أنني لم أفعل، وأعلم أن القاضي والحاكم في أمري هو الله سبحانه، فحسبي هو ...

رد القاضي مزمجرا : ماذا تقولين؟! أفي حضرتي وأنا القاضي تقولين هذا ؟!

حاولت الكنّة المستغربة من ردة فعله أن تؤكد على أن ما قالته هو الحق، وأنه الطبيعي، وأن الله سبحانه القاضي الحاكم بأمره في الجميع رئيسا ومرؤوسا، فرد عليها الثانية مزمجرا :
اصمتي وإلا ألقيتك خلف هاتيك القضبان.!!!!!!!!!!!!!

رُفعت الجلسة والكنّة لم تكفِها غصّتها، وأنّها بعد عام ونيّف من جلستها على الكرسيّ عروسا، ولبسها ثوب العرائس، وزفّها إلى كنف نصفها الثاني، هي اليوم تغرق في دموعها لتودّع فرحا قريبا حسبته فرحة العمر!!، ولم يكفِها ظلم من ظلمها، ليظلمها القاضي ظلما أعظم .....!!

رباه....قد طغى عبيدك، وزعموا أن الحكم بأيديهم، وأن الأمر بأيديهم .... سبحانك جلّ شأنك ... انصر كل مظلوم، فأنت القاضي وأنت الحاكم وحدك سبحانك لا شريك لك...لا شريك لك في الحكم ولا في الأمر،شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يكون إلا ما تشاء...

رباه هؤلاء من أقيموا في الأرض لينصروا المظلوم قد طغوا وتألهوا... وعزّ النصير، وأنت النصير فانصر كل مظلوم، واضرب على يد كل ظالم متكبر متألّه....

رباه قد أحرقت قلوبَنا، وغصّت بأحلاقنا عوادي الظلمة في كل مكان، فأظلّنا بوارف رحمتك، وارزقنا الصبر على لأواء الدنيا الدنيّة يا حاكم يا آمر وإن أبى المتألّهون....!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:49:05
بتاريخ 2013/12/11
------------------
رأي تعودت على سماعه، فلم أعد أغضب أو أتشنج عند سماعه كما كان يحصل لي في أوائله...
قالت: القذافي نكّلوا به أيما تنكيل ... ماذا سيقولون عنا؟! كيف سيروننا؟!! ما كل هذه الهمجية ؟!

قلت -وأنا أستغرب في نفسي برودا وهدوءا- : فقط أسألك سؤالا لو أنك كنت أنت إحدى ضحايا جنوده المأتمرين بأمره، لو أن أمك أو أختك كانت تلك الضحية وأنت التي كبلوك لتري بأم عينك عذاب أختك أو أمك أو اغتصابها ؟ ماذا كنت ستفعلين به وهو بين يديك، فما بالك برجال رأوا أمام أعينهم من يفعل الأفاعيل بنسائهم وهم مكبلون يتفرجون على أكبر مصاب وكارثة تحلّ بالرجل...!

أما ضحك من يضحك علينا، ونظرة أولئك إلينا، فأخبريني بالله عليك، ماذا يهمنا منها؟!! من ذا سيخلّصنا إلا أيادينا ؟ كذبة كبيرة تلك التي ترينا نظرتهم العلوية إلينا خسارة ما بعدها خسارة وكأنهم مخلّصونا من كل غمومنا وهمومنا بماذا؟ بعدلهم المزعوم، بمحكمتهم الدولية ؟ لسنا أذنابهم.... وليلتفتوا لهمومهم ...

فصمتتْ..... !
هل فعلا يصعب علينا أن نرى الأمور بعين إخوتنا المصابين؟ ...

لا أرى الأخوة في الدين تتحقق بعدُ إلا إذا قسنا أنفسنا البعيدة عن المصاب بمصابهم، وإلا أن نضع أنفسنا بموضعهم، وأنّ الهول والكارثة قد حلت علينا كما حلت عليهم ... عندها سنكون لمسنا شيئا من إحساسهم الناقم الطبيعي ....
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:49:31
بتاريخ 2013/12/18
--------------------
ما هذا المنهج الجديد في التعليم ؟!!
كل شيء يصحبه بحث، وتجد من معاني "البحث" مصطلحات كثيرة على أفواه التاميذ، من بينها "مشروع"...إنهم أصحاب المشاريع ...!! كلمات رنانة، كبيرة.... والنتيجة لا شيء....
يعني على أساس أن التلميذ في المرحلة الابتدائية من الأعوام الأولى يتعود البحث، ولكن ....!!

ألف نقطة وعلامة استفهام وتعجب ...
إن من يؤمّون مكتبتي من الأطفال باحثين عن مواضيع مختلفة، كلهم، كلهم دون استثناء يبحثون عن ورقة تستخرج لهم بطابعة الكمبيوتر ...هي كلمات يجدها صاحب مقهى النت من خلال كتابته لكلمة استدلالية لها علاقة بموضوع التلميذ، وأول عنوان يظهر له من السيد "جوجل" هو الذي يصبح بحثا لذلك التلميذ...!!

بل من التلاميذ من يصور تلك الورقة عن زميله دونما عناء ارتياده لمقاهي النت... وقد تجد المجموعة تصور عن واحد !!

والمعلم يقبل على العلات ....والعلامة يضعها لتلميذه الباحث المنقّب ليس بعد السؤال المُسفر -على الأقل- عن فهم التلميذ لما أتى به ....
أهذا هو منهج تعويد التلميذ على البحث !!!
بئس المنهج هو والتلميذ يأتي سائلا عن موضوعه لا يستطيع حتى إيصال المعنى الصحيح لما يريد ...
"آنسة لو سمحت هلا طبعت لي أصحاب الرسول؟"...!!

تلكم هي الجملة الإيحائية منها لبحث حول "أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم " !!!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:50:04
بتاريخ 2013/12/21
------------------
سياحة هي، وأعظم سياحة، تجوال، وترحال، وتنسّم عبير، وترويح،وجمال وبهاء، وراحة وسكينة، وطمأنينة، وسلام ....
سياحة هي تأخذك إلى عالم الأقدار...
إلى عالم الأسباب تتحرك على الأرض بفعل مسببها الخبير العليم الرحيم ... مجيب دعوة الداعي إذا دعاه .... الحنان المنان على عباده....

هي هناك في مدينة من مدن الضباب... وراء البحار، في فرنسا... هي وزوجها، تقول فيما تقول أنّهما الغريبان، وإن كان كل منهما يؤنس الآخر في وحدته ويشدّ من أزره، ويواسيه، ولكنّ الغربة غربة ... والوطن هو الوطن، والأهل هم الأهل بعيدون، والأحباب هم الأحباب بعيدون ....

حملت، فكانت فترة الوَحَم،وكان اشتياقها لرائحة الأهل، وما تصنعه يد الأحبة...
لم يعد كل ما أمامها وما بين يديها يضاهي كسرة خبز من يد أمي، أو رشفة قهوة بين جدران بيتنا الصغير هو القصر المنيف لا برج "إيفَل"، وبين جنبات حينا الشعبي لا اكتظاظ "الشانزيليزيه" بالسيارات الفاخرة..والبنايات الفارهة !

حاولت جهدها أن تخفي ما بها، ولكنها تبوح في ساعات البَوح ...
ويلفح أحبابَها سُعارُ الشفقة والحزن لحالها، وأنه لو كانت أمواج البحر تحمل إليها كسرة خبز من رائحة الوطن لحمّلوهَهَا .... ولكن هيهات هيهات ....

وأتعاب الحمل ينوء بها جسمها الهزيل .... ويزيد في اللأواء بُعد الأحبة وأحضان الوالدَين الحانيَيْن وطلّة كطلة القمر من وجه أحدهما عليها تُذهب كل آلامها وأتعابها ...

ولكنّ عينا هي تلك التي لا تنام، ولا تأخذها السِّنة ترعاها، وتعلم ضعفها، وعسر حالها...لا تسمع منها الصوت، ولا تحسّ منها التَّرْبيتَ على الكتف... عين الرقيب العليم الخبير الحنان .... لا تكِلُها ....
فتحرك الأسباب على أرض الأسباب ....

سبحانه، ما أجمل السياحة في عالم أقداره ....
ما أبْهاه من خَضار، وما أروع شدو مياهه الرقراقات، وما أجمل شموخ جباله، ونديّ وديانه .....

إنه عالم الأقدار، وأنت تنتقل مع القدر ورحمة الله خطوة خطوة إلى حيث مشيئته سبحانه أن يستقر وينتهي...

لقد جاء....
جاء كأي أحد يجيئ، رجل من رجال البلدة يشاء الله أن يلتقيه خالها وهو في عطلة لأيام بين أهله، إنه من ذلك المكان، تحديدا من تلك المدينة التي تقطنها صاحبتنا .... وسلام وأحضان، وسؤال عن الأحوال، ومشيئة الله وأقداره أن يأتي في ذلك الزمان تحديدا، زمن لأْيِها وتعبها...في تلك الأيام تحديدا التي لا تجد المنْدوحة فيها إلا أن تبوح عبر الهاتف لأمها وأهلها بشيء من لأوائها ....
التقى الخال بصديقه المغترب، الذي سيعود إلى غربته بعد أيام قليلة ....

آه ...!! يالمشيئة الأقدار... إنه من مدينتها تحديدا، رغم أن تلك المدينة جامعية لا يقطنها الكثير من أهل الجزائر كما يتواجدون في غيرها من مدن فرنسا ....!

ولكنّ مشيئة الأقدار أقوى من أي حال ....
دخل مكتبة لم يدخلها من قبل يوما، مكتبة الخالة ليصور أوراقا يحتاجها، وتشاء الأقدار أن يدخل الخال من باب المكتبة الخلفي، في تلك اللحظة التي دخل فيها هو، وطلب صورا لأوراقه ....
وتشاء الأقدار أن يكون الرجل صديقه الذي يراه بين زمن وزمن وهو المغترب هناك في تلك المدينة من مدن فرنسا....
وتشاء الأقدار أن يتذكر الخال حال ابنة أخته، واشتياقها لرائحة الأهل والوطن ....
وأن يسأله إن كان يقبل أن يبلّغها شيئا من تلك الرائحة، وهي في حالها من الوَحَم ....

وتشاء الأقدار أن يكون الصديق طيبا عارفا بمعنى الثواب الذي يلحق من عمل كذلك العمل ....

وتشاء الأقدار أن تكون أم صاحبتنا وأختها في تلك الأيام ذاتها ببيت الجد في مدينة الجد لا في مدينتها...

وتُشد الهمم، ويُحَضَّر لصاحبتنا مما اشتهت وأعربت أنها تشتهي...
وتشاء الأقدار أن يُقتنى لها من فاكهة الصيف التي لوَّعها شوق الوَحَم إلى مذاقها ونحن في عزّ الشتاء ....وفرنسا خلت منها من بعد تنقيب الزوج عنها في كل أسواق تلك المدينة الفرنسية...

وتُخطّ الخطة، ويُخفى عنها ما يُخطّط لها ...
وتجري المفاوضات، وتحضّر المشتَهَيات مع تلك الفاكهة الصيفية المُشْتهاة شتاء !
ويحملها الرجل الصديق مع ما يحمل فرِحا مسرورا أنه سيبلّغها حاملا في فترة الوَحَم ....

ويسافر من مدينة إلى مدينة، سفرا متقطعا، والأمانة معه....يوم هنا، ويوم هناك، حتى جاء اليوم الثالث الذي كان فيه هناك حيث صاحبتنا ....
ويصل الرجل إلى زوجها، ويلتقيه، ويسلّمه الأمانة .... تلك التي قطعت البحار، وسافرت في عَرَض السحاب، وانتقلت من بلد إلى بلد حتى وصلتها بمشيئة الله تعالى الذي أراد وكان ما أراد، أراد أن يبلّغها من رائحة الأهل والأحباب.....! أراد أن يُؤكِلها مما اشتهت....

ويدخل الزوج عليها بما سُلِّم ....
فتنفجر باكية وهي ترى أمام عينيها ما كانت تظنّ أنه البعيد عنها والذي لا يمكن أن يقطع البحار إليها ...!! وتبكي أول ما تبكي أحبة اشتاقت إليهم، وبلغتْها منهم رائحة ....

هل أجمل من هذه السياحة سياحة ؟!!
هل أجمل من مشيئة الله وقدره عالَما يدعوك أن تتأمله، وتتأمّل مجرياته حتى منتهاها ؟!
سبحانك جلّت قدرتك، وتباركت، وتقدّس اسمك....
سبحانك يا مَن لا تنسى عبادك...
يا مَن تسبّب الأسباب حركة على الأرض لتقدّر الرحمة بحرا من وراء بحر.... سبحانك ما أجمل عالَم مقاديرك وما أروع السياحة فيه ...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:53:08
بتاريخ 2013/12/23
---------------------
قد تكون درجة من درجات الرُّشد والرشاد أن يخالف الإنسان حاجة تلحّ نفسه أن يقضيها...

قد تكون درجة من درجات الرشاد أن يبحث الإنسان في نفسه قبل أن يفعل، فإن وجدها شديدة الإلحاح على حاجة لها غضّ الطرف عنها وولاها الدُّبُر ولم يكن لحاجتها قاضيا...

وقد تكون درجة أعلى من درجات الرشاد أن يعيش الإنسان سائلا متذلّلا بين يدي مولاه أن يجعله كما يحب هو ويرضى لا كما تحب نفسه وتهوى ...

أما أعلاها فأن يعيش الإنسان وبين جنباته نفس مطمئنة ....

فأين تُرانا من هذه الدرجات ؟!!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:54:11
بتاريخ 2014/01/12
------------------------

أتساءل بحق.....
كيف يقفز انبهار شبابنا اليوم بكتب وافدة، وهم لم يكلّفوا أنفسهم تدبرا لآيات قرآنهم،فلم يعرفوا كنوزه، ولم يتملّوا بلآلئه وجواهره، لم يعرفوا منه إلا اسمه وقدسيّته، فإذا احتوت هذه الكتب على قنابل موقوتة تريد أن تفجّر بقايا عقيدة بأنفسهم احتضنوها وكأنما يحتضنون وردا شذيا .....حتى إذا تلك البقايا أشلاء متطايرة تلهو بها ذرات الهواء .......!!! وإذا شبابنا فريسة سهلة سرعان ما ينقضّ عليها الضّباع.......!!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:54:43
بتاريخ 2014/01/18
----------------
كم أنّ معرفة اللغة العربية والغوص في بحورها ضروري !! كم يعدّ هذا على المسلم فرضا من فروضه...!!
ربما لا يُدرَك مقام ذلك ومدى ضرورته بالقدر الذي يُدرك حينما يريد أحدهم ليّ أعناق آيات القرآن الكريم وإعطائها تفسيرات لغوية ما أنزل الله بها من سلطان في عالم اللغة ولا في عِلم اللغة .... لم يعرفها العرب من قبلُ، ولم يكن مراد القرآن ما أراده ذلك اللّاوي....

قد يأتي بجذر الكلمة ويبحث في معانيه المختلفة عمّا يناسب فكرته التي يريد، بينما مُراد القرآن منها أبعد ما يكون عن مراده، وأقرب ما يكون إلى المعنى البسيط المفهوم العامّ الذي يصطلح عليه الفهم الجماعيّ ...

خطورة كبيرة تكمن في عدم الانتباه لمن يريد ليّ اللغة ليلوي بها مرادات القرآن الكريم، وهذا ما ينطلي غالبا على مَن لا دراية له باللغة إلا من قشورها وسطحها، ويغيب عنه استخدامات العرب لها والتي جاء القرآن وفيه منها الكثير ....

سأضرب مثالا...
قال تعالى : "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)"-التحريم-

هذا تلقين رباني لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلّغه زوجَتَيْه عائشة وحفصة رضي الله عنهما وأرضاهما، فالمخاطَب إذن مثنّى، والسؤال الذي قد يتبارد لمن لا معرفة له باستعمالات العرب للغة أنْ ما محلّ "قلوبكما" وهي جمع ينسب لمثنّى، والأنسب حسب الفهم المتعارَف عليه أن تكون :"قلباكما"...بمعنى حاصل قلبين لكل من الاثنَيْن ....

قد يجدها اللّاوي الذي يريد أن يوصل فكرة ملتوية معيّنة ثغرة يعبر بها لعقول الذين يكتفون بما عرفوا من أساسيات القواعد التي درسوها صغارا ليثبت فكرته ويبث شكوكا، ما يكون لها من موقع ولا وقع لو أن المتلقي بحث، ولم يرَ في مخزونه البسيط خلاصة المعرفة باللغة .... إذ أن العرب كانت للتخفيف تجمع الاسم المثنّى المضاف لاسم مثنّى ...

وكم خلط خالط وخبط خابط وهو يتسلل من منافذ قلة المعرفة باللغة العربية وباستعمالات العرب لها ليصل إلى العقائد داخل القلوب فيفسدها على أصحابها ...وما كتاب "آذان الأنعام " منا ببعيد ....عافانا الله وإياكم ونوّرنا وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا .
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:55:15
بتاريخ 2014/01/23
---------------
الإسلام دين الرقيّ والذوق.... فكيف يكون المسلمون قليلي ذوق ؟!!! لا حول ولا قوة إلا بك يا ربنا... نبرأ إليك من أعمالنا وأقوالنا وقلة ذوقنا... وبعض الكلمات فعلا قبور ...فكيف للمسلم أن يقولها لأخيه المسلم ؟!! كيف ...ثم نستغرب قلة الإنسانية فينا من غير المسلمين؟!! أو نستغربها من بعض من صفتهم الإسلام؟!! ما حقّ لنا استغراب ولا تعجّب ونحن يذيق بعضُنا بعضا البأسَ حتى بالكلمات وكأنما هي الصواعق والقنابل ....!! وممّن تصدر؟ من الذين هم في مقامات التربية والتعليم والإمامة .....
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:55:42
بتاريخ 2014/01/23
------------------
وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ(30)-الأنعام-

يالهول هذه اللحظة !!! أتتخيلون ؟!! إنها للحظة عظيمة ... يوم يوقَفون على ربهم ... يوم نقف بين يديه سبحانه جلّ في علاه ...!! فيقول : أليس هذا بالحق؟

ماذا سنقول ساعتها ... الكل سيقول "بلى وربنا"، من مات مؤمنا ومن مات كافرا ....
فليبحث كلّ منا في أي زمرة سيكون...
في زمرة من يأتيهم الجواب: "فذوقوا العذاب"، أم في زمرة من سيقال لهم : "ادخلوها بسلام آمنين"...........
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:56:18
بتاريخ 2014/01/23
--------------------
تحدث الشعراوي رحمه الله تعالى عن الظلم، فذكر منه نوعا لا يتطرق له الكثير من الناس وهو ظلم الإنسان اسمَه، كأن يسمّى أحدهم "مهديا" وهو يعيث في الأرض فسادا، فذكر تحذير أهاليهم لهم وهم يدخلون القاهرة من أن تطأ أقدامهم شارع "عماد الدين" الذي يجمع كل أنواع الموبقات ... فأنشد الشعراوي شعرا عن ظلم المسمّى للاسم :

وأقبح الظلم بعد الشرك منزلة** أن يَظْلم اسماً مُسمّىً ضده جُبِلا
فشارع كعماد الدين تسميةً** لكنه لعناد الدين قد جُعلا...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 15:59:18
كتبت سلمى بتاريخ 2014/01/24 :
مرحباً يا اسماء , كيف حالك؟
كنت افكر .. أنه ربما يجب ان اشارك شخصاً ما يدور في ذهني .. أيّ شخص
فلم اجد انسب منكِ حالياً
اخبريني يا اسماء .. و قد وضعنا الله في مواضع القتل و السفح و الدماء تغطي كل جميل , و ليس ذلكم بلاءاً بقدر ما هو بلاء مخالطة اهل الشر و اهل السوء اولائكم ..
لسنا نخشى الموت .. بل نتمناه ..
لكن أيّ صبر يمكن ان يداوم المرء عليه مع قومٍ هم اسوأ جارٍ و اسوأ صحبة .
إن منهم لمن يرى الدم فيرقص طرباً به . و يرى الاشلاء فيهرع إليها يزيدها تمزيقاً . يرى هتك اعراض البنات فلا يمد يديه لمساعدةٍ إلا أن يكون تصفيقاً لمن هتك .
يصعب عليّ ذكر الكثير . الكثير الموجود لا يزداد إلا كثرة . لا يزداد الظلم إلا تفحشّاَ .
والله إننا لا نخاف الموت شيئاَ .. ولا يخيفنا الرصاص . إنما القومُ الذين نجالس و نجاور .
قومٌ ما ألِفوا سوى الخبث و قبح الضمير و نفاقة العطف في قلوبهم .
الله وحده يعلم أي إيذاء نلقى لا من سفاحنا . لكن من الاهل و الجار و الشعب كلهم .
لبئس الشعب هم و لبئس العيش معهم .
الله يعلم إلى أي مدىً تقطّعت الارحام و هجر الاحباب و الاقارب اقرباءهم .ثم لم يعد شيء كما كان
والله إن الام لتُبَلِّغ عن ابنها . و إن ابن العم ليشمت في قريبه . و إن الجار ليرى دم جاره فيُعلي الاجهزة كلها باصوات الغناء و الرقص و الزغاريد.
حتى بات المرء يستفهم عن إتجاه مُحدِثه . فإن تأكد أنه إنسان فإنه يحادثه. وإلا فلا
اللهم ارحم بنا يا رب .
أيّ فتنةٍ تلك؟
اللهم لك الحمد .
فقط اخبريني يا اسماء . كيف؟
كيف - عندما يلطف بنا الله و نحصل علي الخلاص - سيكون عيشنا معهم؟ كيف تنسى القلوب ؟ كيف يُغتفر الدم؟
هل سيفتح لهم الله ما فتحه لنا من خيرٍ و نعمة؟ ألن يأخذهم كل مأخذ؟ ألن ينتقم لكل من برر و كل من شمت و كل من استخفّ؟
والله إن الكلمة منهم لتقتل .
نريد يا رب خلاصاً عظيماً . نريد انتقاماً غليظاً .
اقسم ان النفوس اللطيفة قد تغيرت.
لم يعد المرء يمكنه ان يجالس احدهم و هو صافِ النفس . كيف و كلّه يقين ان من يجالسه سوف يشمت بدمه إن اوذي او إن قُتل؟
إنني - و اعترف - احرّض رفقتي كلهم على ان يقطعن علاقتهن باصحابهن من الطرف الاخر كلهن .. ولا يستثنين أحداً .
اسماء .
إنني قد اطيل ما اطيل .. لكنك تعين مقصدي .. فابلغي فيّ الاجابة !


فرددت عليها بتاريخ 2014/01/28:
----------------
ماذا عساي أقول يا سلمى ؟

إن أنا نصبت نفسي ناصحة فسأراني المتفلسفة التي تعلم شناعة الأمر وفظاعته، وعِظمه وتعلم أنها لا تعيش ما يعيش السائل لتنتقي الكلمات التي تصيب النفع فيه إصابة ... وإن أنا أعرضت عن الكلام فسأراني التي لا تجد في الدين ما تؤسّي به نفسها والسائل ....

نعم يا سلمى، لن أتفلسف عليك، ولن أطالبك بما أعلم أن نفسك لم تعد تطيقه، ويعلم الله كم أثرت بي كلماتك، وكم أوجعتني، وكم عرفت أن الأمر جلل جلل جلل .... ولكنّ ملجئي وإياك هو الله سبحانه، هو دعوتك لأن تتذكري إخوة يا سلمى ألمهم أشد من ألمك، وجرحهم أكثر غورا، إخوة تأويهم حيطان السجون التي لا ترحم، إخوة يتعذبون، وربما فضلوا الموت على عذاب يلقونه في تلك السجون .... إخوة قُهِروا وظلموا ولكنهم لا ينسون اللجوء إلى الله ....

هكذا يا سلمى يتأسون، هكذا يتقوّون، هكذا تتجدد عزيمتهم، وهم يذكرون الله، ويذكرون نبل غايتهم، وأنها التي ضريبتها أنفسهم وأنفس ما يملكون، إخوة تأسوا بمن تعب قبلهم، وبمن صبر، وبمن جاهد، فرجوا الأجر من المولى عز وجل، وزاد إخلاصهم حتى إذا لقوا الله لقوه مخلصين يريدون الأجر منه، ولا يريدون أن يصنفوا في زمرة "وقد قيل ..."
عرفوا أن صاحب الرسالة والهدف والعمل لله تعالى غايته الله، فأحبوها خالصة لا تشوبها شائبة، فإذا عزمهم يتوقد، وإذا صبرهم يتقوى، وإذا جدران السجون الظالمة تنقلب حياة لقلوبهم وهم في جوف الليل يناجون ربهم العليم الخبير السميع البصير، الذي يعدهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، ولكنه سبحانه يفتنهم وهم يعلمون أن قول "آمنا" لن يكفي لتعرف حقيقة إيمانهم ....

نعم يا سلمى، لن أدعي وعظا ولا إرشادا، ولكنني لا أستطيع أن أغفل هؤلاء، لا أستطيع أن أنساهم في غمرة ما يحدث، بل إن استدعاء ذكراهم هذا موعده، وهذا أوانه، الأسبقين منهم واللاحقين، من كان منهم على الدرب أولا، ومن اقتفى الأثر لاحقا، في كل زمان ....

أعلم يا سلمى مدى ما يوجع أن تلتفتي حولك فإذا الجيران والأقارب والأحبة أعداء ألداء، يفرحون بأساك كما لا يفرح به البعيد، أعلم كم يوجع هذا وكم يؤلم وكم يوغر الجرح !!! أمر يجعل من الإنسان فاقدا للثقة بالناس، يجعل منه مترقبا لكل خطوة لكل كلمة، لكل نأمة منه، وهي الحياة التي لا تفرق عن الموت إلا بالأنفاس ....ولكن لا بد أن نضع نصب أعيننا سؤالا فاصلا، وبعد؟؟

مدارج الحق سالكوها قلة، قلة، قلة، ودرب الباطل سالكوه كثرة، هذه هي المعادلة، ومن كان معدنه هشا رقيقا في ساعة السلم، لن يصبح بقدرة ساحر ماهر صلبا متينا في ساعة الحرب والشدة ....من كان إيمانه على حرف في ساعة السلم، لن يصبح إيمانه شعلة وقادة في ساعة الشدة والرزء ...هكذا يجب أن تضعي نصب عينيك هذه الحقائق يا سلمى، فلا يوجعنّك بعدها كثرة المتكالبين على أبناء الجلدة الواحدة والدين الواحد والرحم الواحدة والحي الواحد وكأنهم المتكالبون على العدو .... هكذا هي سنة الحق وأهله في دنيا الباطل وانتفاشه، والفرق بيننا يا سلمى وبين من صبر وتحمّل أنهم فقهوا العلة، وأيقنوا أن كثرة الثائرين بوجه الحق لا تعني في قاموس ثورتهم وجهادهم وصبرهم ورسالتهم شيئا .... لم يروهم كثرة، لأنهم فقهوا أن الحكمة ليست بالعدد، فقلّلهم الله في أعينهم .... فهلا اقتبسنا من فهمهم، وما فقهوا؟ أنا وأنت يا سلمى سواء، لست بالتي تعظك لأنها الجَلدة عند المصاب، لا .... فما يدريني لعلي أكون ساعتها الأكثر ضعفا منك ..... ولكن فقط أتذكر وأذكر نفسي وإياك .....

الأمر يحتاج إيمانا قويا يا سلمى بالقضية، ويحتاج صبرا، هكذا شئنا أو أبينا بحثنا عن حلول أخرى أم لم نبحث، هذه هي السبيل منذ الأجيال الأولى وإلى آخر جيل، لأن هذه الطريق خاصة، والله سبحانه يجعل فيها الأشواك ولا يزرع فيها الورود ...."مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً(23) " -الأحزاب-
وكما أنكم القلة يا سلمى، فلستم أيضا وحدكم في كل مصر، بل منكم الكثير الذين اضطهدوا ضمن مخطط كبير كبير كيد به أهل الدعوة في مصر حتى تقطع طريقهم، ولكن المخططين يظنون ظنا، والظن لا يغني من الحق شيئا .... لأن الثابتين الصابرين موجودون في مصر، ولن تقطع الطريق ....

لا تبالي يا سلمى بمن فرح لحزنكم ومصابكم، فأولئك لو تتذكرين ستجدينهم أهل المعادن الهشة القشة من زمان وليس من اليوم ..... وهؤلاء تظهر حقاقئهم المرة عند الشدة والأزمة .... فأن يكشفوا خير من أن تبقى حقائقهم مغمورة .... ولن أدعي أن أقوالهم وأفعالهم لا توجع، ولكن يجب أن تكونوا أقوى .... فمن كان مطلبه الله ودينه، لم يضرّه طالب دنيا ....

صبّركم الله يا سلمى، ونصركم، وأنزل عليكم رحماته، وقواكم وأضعف عدوكم .... وإن ما يحزنكم يحزننا ويفتّ في عضدنا ولكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها .....

وسيخلفكم الله تعالى بأناس معادنها أصيلة تحمل الهمّ معكم ... ثقي بالله تعالى، فهذه الدنيا دوارة، وهذا الزمان صعب، ونسأل الله فيه الثبات على الحق وإن غمر الباطل كل الأرض ... ولا تنسي أن زمانا قد عرّفه نبينا صلى الله عليه وسلم القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ....

ونحن وكل مجتمعاتنا، ولن أقول المجتمع المصري وحده، أصابنا من العلل الكثير الكثير الكثير، ولو أن شيئا أصاب الجزائر اليوم مما أصاب مصر، لعرفنا مما عرفتم أيضا، وكما أرى في تونس اليوم وإن بدت بلاد الدستور المصادق عليه إلا أن الهم فيها كثير كثير كثير ، كل مجتمعاتنا مريضة يا سلمى بفعل من قادها أزمنة طويلة يأخذها إلى طريق الهمل والضياع، وبفعل ضعف أنفسنا جميعا ...... فاصبري أختاه وصابري وفرج الله آت آت ...هذا هو اليقين .

وتذكري دوما أنه مهما كان مصابك عظيما، فهناك من مُصابه أكبر وأعظم، ولكنه الصابر المحتسب، ومن هؤلاء نقتبس علما ونورا، وهم القلة ولكن بهم نصر الله الحق من سالف الأزمنة، وبهم وهم القلة، سينصر الله دينه في قابل الأيام .... تذكري يا سلمى من ثبت ولم يرَ النصر ولم تنعم به عيناه، ولكنه ترك لنا من خلفه قصة ثابت صابر تتأسى به الأجيال من بعده لتقفو أثره، وتفعل فعله حتى ينزل الله نصره على من يحب من عباده فيقرّ به أعينهم.... تذكري من قاسى الأمرّين وهو يسأل الله نصرة الدين، ويتمنى الشهادة، ومن حوله نعّاق الشر وهم بنو الجلدة الواحدة، وسِياطهم تفعل بجسمه وقلبه الأفاعيل .... تذكري من عذبهم أبناء جلدتهم،من وصموهم بالجرم وبالإرهاب وبالعنف وبأنهم أهل العذاب والنكال وبأنهم من ترجو الأرض الخلاص منهم، وهم صابرون ..... بل لقد عرفناه الشهيد في سبيل الحق، ولم تفعل فينا أكاذيب جلاديهم شيئا، ولم نصدقهم، ولم تندثر أخبارهم، بل بقيت شعلاتهم تنير الدروب حتى بعد مماتهم ....... فالحق لا يموت وإن مات أهله، وهم من أجل الحق صبروا وثبتوا لا من أجل ذواتهم، ومن أجل أن يورثوا الصبر والثبات نبضا للأجيال يمدهم بالحياة، لأن الجهاد لا يموت وإن مات من أهله الكثير  ....
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:00:34
ثم عادت سلمى وكتبت بتاريخ 2014/01/28:

الحمد لله علي نعمتي أسماء و ماما هادية .
لولاكما لفسدت نفس المرء كثيرا . فجزاكما الله خيرا جزيلا عنّي .

بلى يا اسماء , وعيت كل كلمة و غمرت قلبي كله . ابكتني كلماتك . تذكرت رغماً عني رؤية الشهيد ميتاً تحت قدميّ ولم استطع إسعافه . فصرت لا انام ليلاً سوى نوم الفَزِعِ . تذكرت صوت الشباب و هم يصرخون و يلطمون وجوههم . تذكرت ذلك الذي كان يهرع إليّ أن :ضعي لي أي شيء . تذكرت اشياءً كثيراً اعترف انها قليلة جداً و ضئلة جداً مقارنة بما عاشه من هم اصغر مني سناً .
إنني كما اخبرتك لا يحزنني موتي , فإنما هو عمرٌ واحد و ميتة واحدة . لكن يؤسفني الاذى ممن جالستهم اياماً و عشنا سوياً لحظاتٍ جميلة . منهم الاهل و منهم الصحبُ و منهم من اعرف ومن لا اعرف .
انني انا المخطئة إذ ذلكم اليوم عُدتُ بيتنا و قد نال مني الالم اي منال . اقول في نفسي و لمَ يضطر ذلكم الشاب بدلاً من ان يقضي وقته الآن بين اقرانه او في جامعته . أن يدسّ جسمه و دمه و حياته كلها بين مطرقتي حديد .
لا استطيع أن اتجاوز فكرة أن ارى شاباً يتساقط علي الارض من حَرَاقةِ الغاز و من سيل البِلِي . دون ارادة مني . شعرت انهم كلهم بضعٌ مني . ما يصيبهم من أذىً هو مُصيبيّ .
اخبرتني أختي أنه لو كانت تلك عزيمتك فراجعي إيمانك . ليس منا من يهلع ساعة الدكّ و حين الايجاع .
الاعراض يا اسماء و الدم و البكاء و القهر و الذل .
نحن لم يصبنا شيء بعد اذا ما قورنا بغيرنا . لا شيء ابدا .
و لعلنا نحب القراءة و السماع عن قصص الصابرين لا أن نعيش حياتهم . نحب ان نسمع عن المناضلة و الجهاد , لا ان نعيشه .
لان عيش الجهاد صعبٌ جداً . قاسٍ جداً ..
اللهم إنا نشهدك أننا لا نعترض .. لكن أملنا فيك ان تجبر بكل تلك الخواطر
والله انا لم يصبني مكروهٌ .. بعد .. لكنني لا اتألم سوى لهم . لمن لا اعرفهم و لا يعرفونني . لكل تلك العيون التي نامت دون احبائهم .
في كل مكانٍ في مجتمعاتنا الثكلى . هناك فقدٌ و ضعف ..فأتألم للجميع .
نومٌ قلق . و حياةٌ صارت أضيق من سمٍ الخياط . لا تزداد إلا ضيقاً .
دبّرنا يا رب .
تعرفين؟
اسأل دائماً نفسي . هل بالفعل اريد الشهادة الآن أم لا . هل اتمناها بحق لأنني اريد اجرها . أم انني احتاج وقتاً اطول . اردت الكثير من الامور لأفعلها و انجزها .اصلاحاتٌ كثيرة و خيرٌ عظيم .
ثم اجد نفسي في تلك المحنة . فيا رب ما الذي اريده بالضبط ؟ اردت ان اعيش لغرضٍ طيبٍ انت تعلمه .. لا حباً في الدنيا و الله ..لكن الالام تفتك بالايمان . اخشى علي نفسي و ديني الفتنة .
اخشى ان اضطر - و يحدث فعلا - إلى تقصير حجابي لأجل ألا اكون من المشتبه فيهم .. تراجعت بعد ان تقدمت بي الرغبة في ارتداء النقاب . لانني اعلم ان كلباً ما سينزعه عني .. و كذلك حجابنا يُنزع
فالموت حينها افضل ..
انت تعرفين ان كلامي ليس مرتباً .
لكنكِ - ككل مرة - تفهمين .


فرددت عليها بتاريخ 2014/01/28

لا تعلمين يا سلمى كم أشعر بحالك، وكم أتفهم كلماتك، وكم أرى منك الوضع بصورة أقرب وأصدق وأعمق ...نعم يا سلمى الخطب جَلل ... ولكنها إن كبرت أو ضغرت هي إرادة الله تعالى، أرى أن أكثر ما يحتاجه الواحد منا وقد كتب له الله أن يكون وسط الأزمة يعيشها ويعيش تفاصيلها، إيمان قوي يقوده قيادة ... ورضى وبحثا عن دور يا سلمى، لن يكون بسيطا كل دور يخدم الصادقين المخلصين، ليس بالضرورة أن نفكر بالشهادة بقدر ما نفكر بيد تمتد فتساعد، بمختلف الأشكال يا سلمى، لعلك تتفقدين عوائل المتضررين من إخوانك، لعلك تؤنسين زوجة أخذوا زوجها، أو طفلا أخذوا أباه، لعلك تتصبرين وتصبّرين من حولك، فكل ذلك عمل ...

وليس بالضرورة أن أفكر بعمل كبير قد يستغرق مني التفكير فيه وقتا يحتاجني فيه غيري لأساعده، فتشي عن أمثالكم، وعن الذين يحملون القضية مثلكم بصدق وعمق، وليؤنس بعضكم بعضا... وليكن منكم صوت يُعلي أن القيم محروسة رغم كل ما يحاولون، وأنّ لذع السياط لا يُذوي من يذوقه بل يزيده عزما ....

تقوَّي يا سلمى، تقوَّي وتيقني أنه وإن بعد عن مرآك من هم بحالك إلا أنهم موجودون ويذوقون الألم ويتجرعونه مرارا وعلقما، ابحثي لك عن دور يا سلمى، فلربما يكون العمل حافزك لتقوية إيمانك وتقوية صبرك وعزمك، بينما التفكير والحزن من عوامل رؤية النفس ضعيفة ضعيفة بين جنبينا، فلا نقدم بذلك ولا نؤخر، أما العمل ولو بالشيء القليييييل القليل سيقدم من حالتك النفسية وسيزرع فيك أملا، وحب الشهادة والاستشهاد يا سلمى يأتي من العمل، لا من الحزن ..... فعمل يجلب آخر، وجهد يستجلب جهدا، حتى تصبح الشهادة أملا لا للتخلص من الدنيا، بل للعمل بكل قوة، فإن لم تأت فالعمل متقدم، وإن أتت فالباقون يكملون الدرب......

لا أظن أن تحمّل تبعات الجهاد والصبر يأتي من فراغ يا سلمى، بل يأتي من إحساس صادق عميق كالذي أستشعره فيك، ثم من العمل .... أي عمل نافع وإن رأيته بسييييطا ....

أما عن حجابك، وما يفعلون بالمتحجبات مثلا، فلا تتركي للخوف من أن تنال أيديهم منه مكانا من قبل أن يكون ذلك أصلا، وإنما المؤمن الصادق أقوى منهم رغم أنوفهم، أقوى من كل قوتهم، وإن الله ليحفظ عبده المتوكل عليه، الذي يسأله الستر وأن يعمي أبصارهم، وأن يشلّ أيديهم، أبقي على حجابك... ولن يصلوا إليكنّ، وإن وصل أحدهم لأخت ما، فإنما الله يريد أن يعطيها من أجره وأن يزيدهم خسة على خسة، وأن يزيد ثورة الصادقين اشتعالا ......

ماذا أقول لك يا سلمى؟ تذكري أيضا نساء سوريا الطاهرات العفيفات المؤمنات، تذكري ما كان يفعل بهن من قبل الثورة أصلا، منذ سنوات كثيرة، وحتى يومنا، تذكري كم صبرن، وكم يصبرن اليوم.....
ولا حول ولا قوة إلا بك يا ربنا ... اللهم أهلك الظالمين بالظالمين  أمثالهم
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:01:21
بتاريخ 2014/01/30
----------------------
لا تربوا أولادكم على الانعزال بحكم فساد الشارع وكثرة الفاسدين، لا تربوهم عليها حتى يشبوا متكبرين وكأنهم البشر يعيشون بين الحيوانات ....
كم يؤلمني رؤيتهم يكبرون وهم قد تشربوا أن الآخرين أوبئة وأمراض، وأنهم وحدهم الذين نهلوا من أصول التربية ....!! إنك لترى الكِبر فيهم وهم بَعدُ في المراحل الأولى من شبابهم ....
إنك لترى نظراتهم لغيرهم من بني سنّهم وكأنها الأصوات تُعلي التأفف والضجر والتكبر...
كم ممن عددناهم بعيدين عن التربية القويمة، وعددناهم أبناء شوارع، عرفوا بمواقفهم الرجولية ساعة الحاجة ... وكم هرب أولئك الأرستقراطيون وتبيّن جُبنهم وقد شبوا على الانعزال في عالمهم العاجيّ ....

فلنوازن... حتى لا يشبّ أبناؤنا متكبرين...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:02:53
بتاريخ 2014/02/23
------------------------------
(https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/t1/p403x403/1620809_459410190851186_898036776_n.jpg)

بالكاد شيء قليل من الثلج...الغاليان معتز بالله وأخوه أيْهَم  emo (30):
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:04:20
بتاريخ2014/02/23
----------------------------
"الحكمة ضالة المؤمن" حديث نبوي شريف، تعلل به الكثيرون وهم يأخذون عن الغرب ولكنهم غفلوا ....

تعودوا الأخذ من بعيد قبل الأخذ من القريب الكامل المكتمل، ...
رحنا نبحث في فلسفات الغرب، وأساليب التربية الغربية، متعللين ب"الحكمة ضالة المؤمن"، فأغرقنا الأخذ منهم، مع جهل بكنوزنا، ولم يكن ذلك مع علم بكنوزنا، لأنه لو كان ذلك الأخذ والبحث عن الحكمة مع العلم أولا بقيمة ما عندنا لوجدنا أن مرجعيتنا في الحكم على كل ما نجد، وما يَفِد هو ديننا، قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحياة صحابته وتابعيه بإحسان، لكُنّا عندها قادرين على الموازنة، وعلى الحكم على الوافد....

ولكن للأسف نحن تعلمنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ولكننا أغفلنا ضرورة تكوين خلفية معرفية بما عندنا تصبح هي الأساس والمنطلق ونحن نبحث عن الحكمة، فكيف يعرف الواحد منا أن ما وجده حكمة إذا لم يقسه برأس الحكمة "القرآن والسنة" ؟! كيف يعرف أنه أخذ حكمة أو أنه أخذ لعنة بين اللعنات، وهو لم يعرف مقاييس الحكمة من القرآن والسنة؟

فلنتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ضالة مَن هي؟
إنها ضالة المؤمن، والمؤمن هو إنسان آمن إيمانا كاملا بــ"كمال" المنهج الرباني، وبكمال التوجيهات الربانية،وبكمال المرسَل إليه المبعوث للعالمين رحمة ومعلما ...
ساعتها سيكون القادر على تقييم ما يجد...
الباحث عن الحكمة ضالةً، هو مؤمن قد تمكّن الإيمان من قلبه، كما تمكّن منه اليقين بكمال منهجه،فيستطيع أن يصنّف ما وجده ضمن خانة الحكمة، ولا يتسنى له ذلك إلا وهو متسلّح بمقاييسها الكاملة بما عرفه من رأس الحكمة ومعينها الصافي "القرآن والسنة"، أما قبل ذلك، فلا أراه إلا آخذا أي مبهر أو جديد، أو شطحة بين الشطحات ومصنّفَه حكمة....

--------------
تجدر الإشارة إلى أن حديث"الحكمة ضالة المؤمن" مضنف بين الضعيف والموضوع والضعيف جدا .
-------------

وقد كان لهادية عليه رد مفيد :
ومن الغريب ان تبنى اتجاهات فكرية ودعوات على حديث ضعيف مثله، وتترك الاحاديث الصحيحة والسنن الثابتة
هذا والحكمة شيء مختلف عن العلم
العلم هو معرفة قوانين ونواميس الخلق التي بثها الله تعالى في الكون، وهي بهذا نتاج جهود بشرية تجريبية، وله قواعد معروفة تضبطه وتحققه، وهو قاسم مشترك بين الشعوب، لا يختص بأمة دون اخرى، ولا يحمل خصائص اي شعب دون الاخر، كقواعد الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء.
اما الحكمة فهي خلاصة التجربة البشرية في التربية والاخلاق والتعامل مع البشر وتحمل الاقدار، فهي بهذا اشد ارتباطا بالثقافة والدين، ولهذا يبدو غريبا ان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم الى التماس الحكمة من الاخرين، في الوقت الذي امتن الله تعالى به علينا بان اكمل لنا الدين، وفي الوقت الذي كان ينهى فيه كبار الصحابة عن مطالعة كتب اهل الكتاب وصحفهم،
ولعله بهذا يتضح لكم خطورة تبني الاحاديث الضعيفة ونشرها لمجرد اعجاب المرء بفكرتها او معناها، لانها تنقلب رويدا رويدا الى اساس معتمد تبنى عليه تصرفات واتجاهات لم تكن في حسبان من نشر الحديث الضعيف اطلاقا.
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:06:27
بتاريخ 2014/03/06
-------------------

بماذا ترد على طفل يهرب من اللغة العربية إلى الفرنسية بحجة أنها لغة الثقافة، والتي يجب أن نتقنها كما يجب، بينما اللغة العربية وبعدما قيل له أنها بحر واسع يقول "لا أحب الغوص في هذا البحر" ... ؟

طيب وهل حب اللغة العربية وتبجيلها وتقديرها ومعرفتها والتقرب منها، والغوص في بحورها الزاخرة يمنعنا من التعرف للغات أخرى وليس للغة واحدة ؟!!

بل إن إتقاننا للغة العربية أساس لا يستغنى عنه لنعرف كيف نتقن غيرها ....

هل نسينا أنها لغة أعظم كتاب؟
هل نسينا أن الله تعالى جعلها لغة هذا الكتاب، كما جعلها لغة أهل الجنة ؟؟
أكل هذا لتكون هناك لغة على الأرض أولى منها، أو أقرب للقلب منها، أو أحسن منها، أو أوسع منها ؟؟
لا والله .... فأعيدوا حساباتكم ...وحاذروا أن توقعوا أبناءكم بهذه الشباك... فإن إتقان لغة القرآن من شأنه أن يجعل إتقاننا لغيرها سليما وحقيقيا لا مظهرا للتفاخر، ونحن بذلك نعزّز الانهزامية الداخلية القاتلة التي تتملك المسلمين، ونوهّن من هويتنا التي هي أصلنا وثقافتنا ونتمسح بهويات الآخرين ....... أي خزي وأي عار علينا !!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:07:05
بتاريخ 2014/03/06
--------------------
كلما قرأت عنهم، أو فتح موضوع عنهم، أو أو.... وجدت الحكايات تطول ... ووجدت الفاه يُشده...
ويتجدد الألم من تقاعسنا وضعفنا الذي كان أكبر بوابة نفثوا من خلالها سمومهم فينا وفي العالم كله ... ضعف المسلمين كان العلة لا قوتهم ....
لقد كانوا في يثرب أصحاب نفوذ ومال وأعمال ...
وكان يعدّهم العرب الأميون أهل الكتاب والمعرفة، ولكنهم غُلِبوا ولم يعد لسلطانهم من وجود فيها، ولم يعد لهم من شوكة....
لقد كانوا قبالة رجال صنعهم القرآن صناعة، فلم تفلح صناعتهم الربوية، ولم تفلح تحايلاتهم، ولا مخططات سلب أهل يثرب أراضيهم ومالهم برباهم الماضي في أعمالهم أنفاسا مع الأنفاس ....

لم يفلح باطلهم أمام حقّ كان له رجال ....
أما اليوم فإن الحق بلا رجال قد مهّد لهم من الطرق ما لم يمهّد لهم يوما...

إنها ليست أعمالهم ولا أموالهم سبب سيطرتهم وعلوّهم العلوّ الكبير، بل إنه ضعفنا، وتقاعسنا، وانبهارنا بزهرة الدنيا تتفتح، وغفلتنا عن ديننا وعن دورنا في الأرض...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:07:38
بتاريخ2014/03/06
-----------------
هل نحن مَرِنون مع الناس بالقدر الكافي؟
هل نتحملهم ونصبر عليهم بالقدر الكافي ؟
هل ننظر إليهم نظرة الإنسان للإنسان؟
نظرة المؤمن للمؤمن؟
أم أننا من فرط ما نرنو لقمة سامقة في معالي المُثُل والقيم لا نكاد نراهم ....!
أم أننا ننسى في ساعات همّنا وعملنا وتفكيرنا وتوجيهنا،وقوتنا ساعات ضعفنا، وذنوبنا ونقصنا ... فلا نكاد نراهم ...
أليس الأجدر بنا أن نأخذ من ساعات الضعف التي تعترينا، ومن ذنوبنا ومن نقصنا ومن عيوبنا ومن عَوارنا عينا مع أعيننا تقوّي رؤيتنا فلا نعود نتأفف من متأخر يقعده الذنب،بل نلتفت خلفنا لا لنعود بأنفسنا القهقرى بل لنقرّ أننا وذلك الذي خلفنا سواء...
لأرى نفسي فيه وأنه مرآتها، وأنني يا أخي لا أسعد بالمضيّ وحدي... وأنني يا أخي ما تقدمت عليك بخطوات إلا من فضل ربي لا من فضلها تلك اللئيمة التي تقعدك، ولولا فضله لوجدتُني معك وربما لم يلتفت لنا أحد من أصحاب المعالي ....
بل إنّ ما فيك فيّ ولست بخير منك ...
فإن كانت نفسك الفاعلة فيك، فالتي تفعل فيّ أيضا نفس...
لا نتأفف من مسرف على نفسه تكاد الغيوم تنقلب سماءَه... نقتبس من نقصنا شَطَنا نتشاركه نحن وهو لنتسلق تلك القمم سويا كما يتخذنا الهوى لعبَتَه سواء ....

ليتنا نفعل ....
وفي كل مرة نخرج فيها من ساعات حقائقنا بزاد من ذلك يثبتنا على الدرب، ويقوينا ويُكثرنا عليه...
ليتنا حقا نفعل ...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:08:09
بتاريخ 2014/03/09
------------------
ليهنِكِ عيدك أيتها المرأة !!
عيد المرأة ... بلادي تقيم الدنيا ولا تكاد تقعدها على عيد المرأة، وبشكل خاص جدا هذا العام فهو عام خاص جدا جدا...!

ألا تكونين امرأة أيتها المرأة حتى تتسلقي الجبال الشامخات الشاهقات باحثة عن لصوص الجبال،و حتى تهيمي في الشعاب تتتبّعين خُطْوَهم لتمسكي بهم متلبّسين..؟!

يبدو أن هكذا تكون المرأة امرأة ...
ألا تكونين امرأة حتى تطفئي الحريق اللاهب، وتتكبّدي الصعاب، وتتعلمي تسلّق الجدران، والقفز من نوافذ المباني العالية بقوتك التي ليست كقوته وإن ابتعتِ لها قوة على قوة...
يبدو أن هذا ما يجعلك امرأة تستحق أن يقام لها عيد ...

عدت بأي حال عدتَ يا عيد المرأة..؟
عدتَ لتجدها المكرّمة المصانة المحفوظة كما تُحفظ اللؤلؤة النفيسة، بين صخور الجبال ومزالق الجدران ...!

ألا تكونين امرأة حتى تكوني سائقة "تاكسي" يجلس خلف رقبتك رجال لا تدرين عنهم شيئا، وقد يركب معك السكير، كما قد يركب معك صاحب السوابق الذي لا يخلو وِفاضه من خنجر يُشهره في وجه كل من أراد ابتزازه ....؟!

يبدو أنك لا تكونين امرأة تستحق المعايدة في يوم من أيام السنة وحيد حتى تكوني كذلك ....

ألا تكونين امرأة حتى تخوضي كل مجالات الرجال، وتفرحي بمن يهلل لك ويزمّر ويطبّل ويكرّم، ويهنئ لأنك ما بقيت امرأة بل قد صرت المرأة الرجل ...!!

يبدو أنك لا تكونين امرأة إلا إذا تقمصت كل أدوار الرجل.... كلها دون استثناء ولا حذر، ولا مراعاة لما جُبِلت عليه أيتها الأنثى المسكينة المخدوعة بالتكريم والتضخيم، والتي خدعوها فقالوا لها : "تحرّري"....

عذرا يا أصحاب المعالي يا من تقيمون الدنيا ولا تقعدونها، تشترون المرأة بتكريمات وتشجيعات على أن تصبح الرجل المقنّع، الذي قد لا تخطئ الأعين أن فيه شيئا يوشي بأنّ امرأة مقهورة مظلومة مخدوعة مخبأة خلفه ....
هو شيء ما ...ربما زادوا فكرموكِ أيتها المرأة العظيمة ليُعلوا من شأنك، فيقضوا عليه هو الآخر وهو آخِر ما بقي قد تستحقين لأجله صفة "أنثى" ...!

ألا تعلمين أن من التكريم والتشجيع والتحرير ما قتل ؟ فلتعلمي أيتها المرأة الغالية، فلتعلمي أن من التكريم ما يقتل فيك صفة "المرأة"...
فلو أنهم سموه "عيد الاسترجال" لما نطقنا، ولكنهم يخطئون ويسمونه "عيد المرأة" ويريدون منا ألا ننبس ببنت شفة مصححين؟

سامحونا، فإنا لا نتحمّل الأخطاء "الغَلَويّة" ...!!

وليهنِكَ عيد المرأة أيها الرجل ... فما عاد في الدنيا امرأة ورجل ... بل الكل في الجنس سواء ....

آخ أيها الرجل... لا يفوتنّك مفهوم العصر، لا تكنْ غافلا متأخرا، متحجّرا، متقوقعا، والمجتمع قد غدا بجنس واحد...وعلامَ يبقى يجنسَين ؟؟!!!!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:08:48
بتاريخ2014/03/29
----------------
تخاف عليه من الموت ... أفتلقيه للموت ؟؟!!

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(7)-القصص-

تخاف عليه من الموت، فتلقيه في البمّ، في البحر ؟!!
سبحان من يخرج الحياة من مصدر الهلاك ....
ويالعظمة العبد المؤمن الموقن بالله، المصدق بوعده ... تلك أم موسى .....
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:09:20
بتاريخ 2014/03/30
-------------------
إنني لأعيش في الزمن الماضي ....
إنني لأتمثله أيامي،كما كانت تتمثله الأمة أيّاما ....
قد يقال هاربة من الواقع إلى ماضٍ من الأمجاد ليس إلا على أوراق الكتب القديمة ....

ولكنني أعي من نفسي أنها لا تتمادى لتغدو الحالمة الغارقة ... بل إنّ شمسا أوقن كل اليقين أنها لم تغب وإن طال غروبها .... ستشرق...
ستشرق كما كان عهد أيامها الخوالي... تمدّ جدائلها ملء الأفق ... ملء السماء، ملء الأرض ...

ذلك عزائي في أنني التي لا تهرب ... بل التي تجدّد العزم والهمة، والشوق لتلك الرياض المزهرة من نفحات العزّ والنصر والمجد ....
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:09:56
بتاريخ 2014/05/21
---------------------
أخذتْهم لمُركّب تجاري حيث المحلات الفاخرة، وزواره الأثرياء، ثم ناولت كلا منهم ورقة نقدية واخبرتهم أن تدريب اليوم هو أن يبتاع كل منهم شيئا ثم يجوب أطراف المركّب ويناول أحدهم شيئه...
هكذا لا على التعيين، لأي كان...
المرأة منهم تناول رجلا غريبا وردة، زجاجة عطر... الرجل يناول امرأة شيئا.... للسواح الأجانب...
منهم من ردّ عليهم الهدية، ومنهم من استفهم عن السبب واستغرب، ومن السواح من ناولته محجّبة هدية........حتى سألها بعدها : هذا فقط ؟ فأجابت: نعم فقط هدية ....

إنها تدريبات، في بلاد إسلامية ... تدريبات لتجديد الطاقة...!!
تدريبات لتحصيل الطاقة الإيجابية !!
إنها تعلم العطاء ، ولتعوّضك الطاقة ...!
لا شأن لك بمن ردّ عليك الهدية، أنت فعلت حسنا، وهو وشأنه، تصبّر، تحمّل فإن أخذت الأمر على علاته ولم تغضب، واستقبلت الردّ بضحكة حصّلت الطاقة الإيجابية ...!!

التنمية البشرية ....... التأمل ...هالة الطاقة ... !!
أما أن تقول للناس، قال الله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضّ الله على الصدقة، وحضّ رسوله عليها،وهي لأهلها ومستحقيها، والله يعوضك عن فعلك خيرا، وجزاؤك يخبأ عند الله .... فعندها لن يلتفتوا إليك ...!!
أما "الطاقة"، وأنها التي تعوضك فبلى، أما أن تجوب الأطراف وتعطي أناسا يتسوقون في كبريات المركبات التجارية، ولا حاجة لهم بعطاء، فبلى، ولا بأس، وحتى إن كانوا سواحا أجانب غرباء، لا بأس، وأنت المرأة المسلمة، فلا بأس ... !!

هكذا هو منطق برنامج يبث على قناة دولة إسلامية .......
لأي منطق يروّج؟؟؟ أي إله يريدون أن يُعبَد على الأرض ؟؟ الطاقة ؟!!
أي تقليد أعمى هو ؟....
أصبحنا نسمع عن الغرب يدخلون الإسلام وهم يتندّرون من أيام قضوها لا يعرفون حلاوته .... ويقرّون أن السعادة التي كانوا ينشدون لم يعرفوها إلا في أحضانه ....
بينما أبناؤنا ينعقون بما يسمعون، ويتركون ما بالاسم هو لهم، ويستمسكون بخرافات ابتدعها التائهون عن الله، الحائرون في الدنيا، المتخبطون الذين لا يعلمون هدفا لوجودهم، الذين لم يعرفوا الله، فطفقوا يبحثون عن آلهة...
بكل هذا أصبح أبناء الإسلام يستمسكون .... وقرآنهم قد غطته الأتربة والأغبرة في ركن من أركان البيت، وكتب التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، وتخاريف الطاقة، كتب العصر،كتب مُزهرة لا تغادرها الأيدي، تقلّب صفحاتها في لهفة الذي ليس لروحه تِرياق يُداويه ........!!!!!!!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:10:24
بتاريخ 2014/04/01
---------------------
ترى ما يفعل السلطان بصاحبه ؟
إنه يصبح الهواء الذي يتنفّسه، والروح التي بها يحيا، والنور الذي به يرى ... فما أراه هو لا غيره الحق، وما أسمعه هو لا غيره الحكمة ....

يصبح وسيلته وغايته على السواء، فلا تختلف الوسيلة وهي الموصلة عن الغاية وهي المبلغ ....
يذبّ عنه بالباطل وبالحق، هما عنده صِنوان في دربه ... يدفع عنه الغائلة والنافعة فهما عنده في دربه صنوان ....
يسفك لأجله الدم وراءه الدم، وراءه الدم بدعوى درء المفسدة، ودرء الفتنة، والدفاع عن هيبة الدولة، وعن سطوتها، وعن صوتها ...

تصبح العامة التي هو خادمها جبهة من جبهات الحرب التي يدفع غوائلها، فهو معها في مراودة ومداراة، يريدها طوع بنانه، لا تأتيه إلا صاغرة، فأما إذا حدّثت فيه بما لا يحبّ فهم أصحاب الفتن، ولا سبيل إلى مراجعة الحال، واستدراكه وتصحيحه، بل السبيل الأول والأولى سلّ السيوف بوجه الفتّانين، وإخماد نار الفتنة في مهدها .... حتى لا تفسد على صاحب السلطان رواقه....

إنه السلطان يفعل بصاحبه الأفاعيل، وإن كان يوما ما قبل أن يصبح صاحبه واحدا من عامة الناس....

ينسى يوم يصبح صاحبه أنه خرج منهم، وأنه كان يحمل همّهم، وأنه كان يقول بقولهم، وربما قال يوما في السلطان وصاحبه ما هم اليوم قائلون ....

ولكنّ السلطان يُنسي، يُغشي على الأبصار ....فلا تعود ترى إلاه... ولا تعود تذبّ عن غيره، ولا تعود تخدم غيره .... وهكذا هو صاحب السلطان خادم السلطان ....
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:11:01
كتبت بتاريخ 2014/04/16
--------------------------
هل من الصعب حقا على الكثير من الناس أن يقول "لا أعلم" ؟
أما الإمام مالك،إمام دار الهجرة فلم تكن صعبة عليه يوم أن ارتحل إليه رجل ارتحالا بأربعين مسألة فأجاب عن ست مسائل وقال عن البقية لا أدري، قال الرجل: جئتك من كذا وكذا وتقول لا أدري ؟ قال :نعم اركب راحلتك وارجع وقل للناس سألت مالكًا وقال لا أدري.

أمِنَ الصعب على عدد من الناس أن يبدو بمقام من لا يعلم شيئا، من يجهل معلومة؟، تراه يحرك رأسه مومِئا أنه يعلمها، وربما لم يكن يعلم شيئا عنها ... أما الشافعي رحمه الله فكان يسمع من أحدهم المقالة في الفقه والعلم، وهو يعرف أولها وآخرها، فيدعي عدم العلم، وكأنه سامعُها للمرة الأولى ...

أولئك كان علمهم عميقا، صادقا، خالصا لله، أما من يبدو وكأنه حاز العلم من أطرافه ففي نفسه شيء، وفي نفسه حاجة تمنعه أن يتواضع ويُظهر جهله بشيء ....

ومقام الفُتيا، هل أصبح مسوَّغا لكل الناس، حتى أصبح من يأتيك بخبر أو حكم وكأنما قد زُوِي له العلم، فما قال أو سمع وحده الحق، ولا مجال لأكثر من حكم، أو رأي،وليته كان محيطا بحيثيات المسائل إحاطة طالب العلم بلَه العالم....

من الناس من إذا لازمك وقتا لم تسمع منه إلا تعليقا على كل شاردة وواردة، وأنّ هذه حكمها كيْت والأخرى حكمها كيْت،وأنك لم تحسن إذ ظننت العمل في الأمر على هذا النحو وهو على غيره، ولو كان من أهل العلم أو طلابه لكانت الآذان صاغية والأفهام له مائلة، ولكنه مجرّد سامع مثلك، ومجرد قارئ قراءة عابرة غير دقيقة كقراءات أهل العلم وطلابه ...

حقيق علينا أن نتواضع ونحن لم ننهل من علوم الدين، ولم نقضِ من حياتنا القسط الوافر بين كتب الفقه وبين أيدي العلماء والفقهاء، كما هو حال أهل العلم،حقيق علينا أن نتواضع، ولا ندّعي علما من كتاب قرأناه، أو من رأي سمعناه ....
حريّ بنا أن نُنزل الناس منازلهم، أن نُنزل أنفسنا منازلها...وأن نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا على الوجه الذي يرضيه عنا ... ولننظر لأنفسنا نظرة الذي يريد أن يتعلم لا نظرة الذي عليه أن يعلّم ...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:11:44
كتبت بتاريخ 2014/04/23
--------------------

عشت مع الدكتور راغب رحلة ولا أروع، ولا أجمل مع أبي بكر الصديق، مع العظيم خليفة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه الذي أحبّه كما لم يحبّ أحدا ...

عشت معه تلك اللحظات التي هي أقرب للخيال منها للحقيقة ... ولكنها الحقيقة...
عشت معه مجموعة تسجيلات ومقالات عن الصديق العظيم ... فلم أجد في نفسي ولا في قلمي ما يلخّص أو يجمع وكل ما قد أتى يذكر ولا يُذَر ....

جعلت أقرأ للدكتور راغب وهو يعيش مع أبي بكر الصديق، ويجعلنا نعيش معه، حتى بلغت بالقراءة الأسطر الأخيرة وهو يودع الصديق رضي الله عنه وأرضاه... يودعه على سطور الورق، ويسأل الله أن يجمعه به في الجنة ....

وهذه كلماته الأخيرة يودّع سيرته، ويودع معها الصديق ... ويقتبس من مقالة علي بن أبي طالب فيه يوم وفاته ... فاقرؤوا :
------------------------
وختامًا وداعًا يا صدِّيق.

ووداعًا يا خير الناس بعد رسول الله .

ووداعًا يا صاحب، ويا خليفة.

كم من اللحظات السعيدة مرت كدقائق قليلة، وأنا أعيش معك في مكة والمدينة.

أكاد أجزم أني أراك وأعرفك.

والله يا صدّيق إني أحبك في الله.

وأسأل الله أن يجمعني، ويجمعنا معك في الفردوس الأعلى مع حبيبك، وحبيبنا محمد .

فإلى لقاء قريب معك في حروب الردة، إن شاء الله.

وأختم بكلام قاله علي بن أبي طالب يوم مات الصديق ، يوم ارتجت المدينة بأسرها لفراقه، يوم أن أقبل علي بن أبي طالب إلى بيت الصديق، مسرعًا، باكيًا، مسترجعًا، ووقف، والناس حوله يقول: رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله، وأنيسه، ومستراحه، وثقته، وموضع سرّه، ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله يقينًا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله، وأحوطهم على رسول الله ، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله وعن الإسلام أفضل الجزاء، صَدّقت رسول الله حين كذّبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سماك الله في تنزيله صديقًا فقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [الزُّمر: 33].

وَاسَيْته حين بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة، أكرم الصحابة، ثاني اثنين، صاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وأمته..

أحسنت الخلافة حين ارتدوا، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، ونهضت حين وهن أصحابه، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله إذ وهنوا، وكنت كما قال رسول الله : ضعيفًا في بدنك، قويًّا في أمر الله تعالى، متواضعًا في نفسك، عظيمًا عند الله تعالى، جليلاً في أعين الناس، كبيرًا في أنفسهم، لم يكن لأحدهم فيك مغمز، ولا لقائل فيك مهمز، ولا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عنك في ذاك سواء، وأقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم، شأنك الحق والصدق والرفق، قولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم، اعتدل بك الدين، وقوي بك الإيمان، وظهر بك أمر الله، فسبقت والله سبقًا بعيدًا، وأتعبت من بعدك إتعابا شديدًا، وفزت بالخير فوزًا مبينًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا له أمره، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبدًا،

كنت للدين عزًّا وحرزًا وكهفًا، فألحقك الله بنبيك محمد ، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك.
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:11:58
كتبت بتاريخ 2014/05/14
---------------------

دخلتْ لتوّها مكتبتي، وقد بدأت مرحلة الامتحانات للثلاثي الأخير من السنة، دخلت وكأنها تطلب شيئا عاديا... ليس بها من حرج، ولا خجل، تسألني إن كانت عندي أنترنت، فأجبتها أنها فقط لاستخدامي الشخصي، ولا أتكسّب منها، فسألتني إن كان بإمكاني مساعدتها ... سألتها فيمَ؟
ردت : أختي تجتاز هذه الساعة امتحانا، وقد وصلني منها موضوع الامتحان، فهلا ساعدتني في الحلّ ونرسل لها الجواب ؟ ....
شممت ريح الغشّ منتنة، ولكنني ادّعيت عدم الفهم، فسألتها الثانية، فأجابتني بوضوح أكبر راجية مساعدتي .....

قلت لها: أتعلمين ؟ لو كنت أتكسّب من الأنترنت، ولو كنت أسترزق من ذلك، والله ما فعلتها... أجابتني: ولكن هذا أمر عادي وهو الشائع....
فأعدت على مسامعها كلامي الأول ... وسألتها أن تترك أختها تمتحن، فهذا لن يفيدها في شيء.... تبسمت تلك الابتسامة التي تنمّ عن الخطأ وإن كان شائعا كما وصفتْ .... وخرجت وهي تعتذر .....

كيف وصلها الموضوع؟؟؟ من أختها... ولكن كيف؟؟؟ لا غرابة، فالأساتذة الحراس جلّهم خُشُب مسنّدة، والهواتف النقالة ذوات السماعات تعمل عملها الحضاري عندنا كما ينبغي !!
ستقصد غيري، وستجد مطلبَها .... وهكذا هي الامتحانات ... وهكذا هي النجاحات .... والكل شريك ... الأولياء، الأساتذة، الإدارات التعليمية ... المكتبات التي هذه هي مواسمها للاغتناء من حمق الحمقى، ومن غش الغشاشين .............وآه يا زمن ...وحتى متى ؟ ثم إلى أين ؟؟ !!
ترى أين خبرة وزيرة التربية الجديدة وهي التي صرّحت أن لها خبرة !!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:12:19
بتاريخ 2014/06/22
--------------

ما الذي يجري ؟! ماذا عساي أقول؟! صراخ يخالط صراخا يخالط صراخا ...!! متى ستقرأ أيها الصراخ الأجوف الفارغ: "في هذه الفترة من تاريخ الأمة لم يكن يعرف من الأصوات إلا صراخ الهاتفين بحياة كرة ضيعت عقول المسلمين فنسوا بهدفها الهدف من وجودهم".. متى ستقرأ بهذه الكلمات؟ ومن هو السعيد الذي سيقرأ خبرك هذا من قمامة التاريخ الباهت ؟!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:12:42
بتاريخ 2014/07/06
------------------

ارجع .الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن...قال النسوة حاشا لله ما علمنا عليه من سوء...أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين... قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي... إنك اليوم لدينا مكين أمين...
انظروا إلى علاقة الأمانة وحفظها من جانب الشرف بالأمانة على المال وعلى الأعمال وعلى الشعب وعلى الدولة...
الأمين الذي حفظ شرف سيده ولم يخنه ولم ينصع لشهوة المراودة إياه عن نفسه أهل لأن يكون أمينا مكينا حفيظا على أقوات الشعب...
أهل لأن يستأمنه الشعب ولأن يستأمنه الملك... لا مجال للقول أن خائن الشرف هو وشأنه في ذلك ولا علاقة لخياناته تلك ولأهوائه وللعبه بالجانب السياسي أو جانب التسيير بصفة عامة!
الأمانة لا تتجزأ والشرف لا ينقسم، وحفظ الأمانة وصونها على كل وجه، لكل وجه منها علاقته بالآخر... الأمين على شرف الناس وحرماتهم أمين على أقواتهم ....أمين على عقولهم... الأمانة كل لا يتجزأ...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:12:59
بتاريخ 2014/07/12
-----------------------

بالله عليكم قبل أن نحزن على غزة فلنتذكر أن ما يحدث لها بذنوبنا جميعا...
فلنتذكر قعودنا وتقاعسنا، ولنتذكر كوارث ملأنا بها دنيانا...
هجرت روح القرآن مع تواجد حفظته بيننا، أفسدت المنظومة التعليمية فأصبح أولادنا جهابذة في تشغيل كل ما من شأنه إسماع أغنية أو تطبيل موسيقى أو الافتنان في لعبة بين الألعاب، مزارع إلكترونية وحروب إلكترونية ومدن وأبنية وشوامخ إلكترونية، وعلى الأرض رؤوس أفرغت وقلوب ألهيت...

ومسخ في الشباب، فلا هو من هؤلاء ولا من هؤلاء... تيه هوية، وضياع أصل وتمسح بمسوح الغير...

قبل أن نبكي غزة فلنذهب ولنبحث بين ساعات العمر القصيرة عن ساعة للعمل لعلها تكون لنا معذرة إلى الله وشفيعا يوم نلقاه...
لنعمل، لنكفر عن غفلتنا عن دورنا...
لنضرب في الأرض ولنبحث عن هويتنا المضروب عليها التيه...لنعمل من حولنا ... لنغير ولنتغير... فذلك أول الطريق معذرة إلى ربنا، وذلك أول سبيل الكيد لعدونا المطمئن بنومتنا العميقة...
لنفق، فإنه لن يصدق استفاقتنا، وسيحسبنا المضروب على آذاننا في كهف الحياة... فلنستغل ثقته العمياء بنومتنا... ولنفق !!! فذلك أول الطريق ..
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:13:27
بتاريخ 2014/07/27
----------------------
عيد بغزة الجريحة...

وإن أغور جراحها لهو تواطؤ المتواطئين من بني الإسلام عليها وعلى رجالها الأحرار المغاوير مع كلاب بني صهيون...
إن المصيبة في مسلمين متبجحين بالنصر لإسرائيل لهي أكبر مصيبة ... ولكنها لن تفت في عضد المجاهدين الأفذاذ أحفاد عمر وصلاح الدين والشيخ ياسين ...
لن تنال من عزيمتهم، بل إن انكشافهم ومعرفة حقيقة موالاتهم للعدو لهو نور يميز به المؤمنون الصادقون الخبيث من الطيب ...
وليعرفوا عدو بني الجلدة والدين كما يعرفون عدو الدين....

أنتم من تستحقون العيد يا أيها المتأهبون للشهادة، المقبلون عليها إقبال المحب على حبيبه...
أنتم يا من هبت بكم نسائم العزة، وذكرتمونا بمجد وعز كنا نبكيه ونرقب اليوم الذي وعدنا بعوده...
أنتم يا رجالا في زمن عز فيه الرجال... ويا أبطالا في زمن اختلطت فيه المفاهيم، وتساوى فيه السفيه باللبيب والعزيز بالذليل، والذهب بالقصدير...!
يا باعثي ريح الجهاد... ويكأن ريحها لا تشم إلا من موقعها... ويكأن موقعها ومكانها هو هذا لا غيره...!

عيد بأي حال عدت ؟... وإن عدت والجراح أغوار... إلا أنك عدت ورجال من الأمة يشترون الآخرة بحياتهم... يشترون العزة ... يشترون الإباء والنصر بحياتهم ...
عدت ورجال لا ككل الرجال لا بحروف الرجال ... لا بصور الرجال بل بروح الرجال ...مقبلون غير مدبرين ... يطلبون غور حطين فيستجيب، ويطلبون غور عين جالوت فيستجيب...
عدت يا عيد...
يا رب تعود للأمة بعدك عزتها والأعداء الأنذال يهزمهم الرعب قبل السلاح....إني لألمح الفجر يلوح بكم... وإني لأرى بكم الإصباح....!
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:13:57
بتاريخ 2014/08/06
-------------------

مكتبتي... هي مكان قدر الله أن أصير إليه، ودائما أقول في نفسي، ترى هل يقدر الله لي أن أبقى فيه طويلا أو ان أصير إلى غيره في هذه الدنيا ؟
هل سيأتي يوم أكون فيه صاحبة مكتبة عجوز بالكاد تناول طفلا حاجة من حوائجها... ! أم أن غير هذا سيكون....؟
كله في علم الله.... ومن قلة علمنا لا يسعنا إلا أن نعيش اللحظة، وكلما فكرنا في البعيد عدنا للحظة نعيشها بتفاصيلها...
نرسم فيما نرسم تفاصيل القدر الذي قدر لنا يوما بعد يوم... كلعبة البطاقات المبعثرة، نحاول دوما أن نحدد معالم الصورة، وأن نكملها لتتبين تفاصيلها... ولا ندري أنحسن التركيب أم نزيد على البعثرة بعثرة !
ولكن ... ربما تكون تلك الأشياء التي يعرفك بها الناس مجرد إطار لا الصورة ذاتها...! ربما كانت مكتبتي إطارا ... ولكن الصورة وتفاصيلها شيء آخر... تعيش معه الروح، وتحيا به... أما الإطار فكأنه حياة الجسد بينما يظن الناس أنه الصورة كاملة .... !
مكتبتي.... أنت الصورة الظاهرة كبروز الإطار من الصورة، ولكن تفاصيل الصورة غيرك.... ! أنت للدنيا ولحاجاتها، ولكن حياة الروح بغيرك... ! فآتنا اللهم من فضلك للإطار وللصورة يا ذا الفضل العظيم....
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:14:22
بتاريخ 2014/08/08
-----------------------
تعلمت من كثرة المنظرين أن الذي ينظر ويعمل ويخالط ويحتك بالناس هو أكثرهم صدقا وأوسعهم حكمة، أما الذي يعيش مع الورق ومع الشاشات فوعيه ليس بالعمق الذي يوصله لحقائق الأمور والأحكام والتوقعات...وغالبا ما يذهب تنظيره أدراج الرياح عندما نرى عمل العاملين على الأرض وهم يبلون البلاء الواقعي، فيعيشون الظرف والحالة ويصبرون ويتحملون ويجاهدون في سبيل المبدأ والفكرة، ويصقلهم واقع التجربة... عندها يقف ذلك المنظر مشدوها وهو لم يحسن يوما فن العمل، فيرى الواقع والعمل غير التنظير المجرد عن العمل، يرى كلماته الكثيرة لا تساوي في سوق الأفعال شيئا...
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:14:43
بتاريخ 2014/08/10
---------------
في كل يوم في هذه الدنيا، ومع أحداث الأيام، ومع ما يحصل من حولنا، يزداد المرء معرفة بحكمة الله تعالى من تحريم ما حرم...
قلب الإنسان... قلب المرأة، قلب الفتاة...
ما أشد حرص الله تعالى على قلبك أيتها الفتاة !
ما أعظم علم الله تعالى بضعف قلبك أيتها المرأة، وبسهولة ميله مع هدهدات الكلمات الرقيقات...
العلاقات .... المكالمات العاطفية بين الشاب والشابة من قبل عقد شرعي يجمع بينهما... موضة العصر... ترنيمة العصر... لغة العصر...زواجات العصر التي تسبقها عواصف هوجاء تعصف بقلب الشابة عصفا فتذهب بريقه وتبهت لونه، وتقلب ذهبه قصديرا....!

هذا القلب المفعم بالرقة والأنوثة.. الذي أراد الله تعالى أن تدخري كم ما فيه من ندى يرطب اليبس، ويلين الصلب لحياتك مع زوجك وأولادك، مع أسرتك ...
جعل ما فيه لأسرتك في قابل أيامك....
لم يرد الله لقلبك كسرا أو ألما أو معاناة تستنفذ كل طاقتك العاطفية في علاقات لم يجعل الله لها من سلطان، علاقات عاطفية تكسر زجاج القلب، وينقض بها بنيان العاطفة الأنثوية الذي جعلت فيك مواده ليوم الأسرة لا ليوم العشق والوله والحب المزعوم من لبنات الكلمات الهشة...!

فأنت بين ألم خصام، ودمع فراق، وآهات بعد وجفاء، وحسرات لا مبالاة من الحبيب، وترقبات لكلمات مقبلات يجبرن كسرا قد حصل...
وهذه الأفعال منه كاسرة هدامة، وتلك الكلمات منه جابرة من وحي وهم الحب الذي سحرك أيتها الفتاة وأسر قلبك الذي لم يجعل ولم يخلق ليكسر قبل البناء...!!
أية زوجة أنت بعد كل هذا الكسر...! وكل هذا الألم !
أية أم حانية، لم تلوعها الآهات الباهتة التي تقصم ظهر الزمان !
أي عقل وأي حكمة حكمتك وقد حكم فيك الحب بحكمه فأصبح رجلك وفارس أحلامك الذي يعج بالأخطاء والنقائص بل وبالكوارث مقبولا وإن سود البياض، وزين السيئة....
كل ما يكون منه حسن.... وإن كان أكبر السوء.... وكله فيك من ظلمة العاطقة التي طغت وغمت وغشت كل نفسك، فلم تعودي تبصرين............! عاطفة لم يجعل الله لها من سلطان وهي في غير أوانها المعلوم، ومع غير رجلك المعلوم.......!

لم يرد الله بك كل هذا ....بل أرادك جديدة كل الجدة لزوجك ولأولادك.... أرادك قارورة قد أوصى بها الزوج... ولم يوص بها أحدا غيره ليرفق بها.... !
خسارة وألف خسارة أيتها الفتاة التي أكلت قلبك كلمات الحب الذي ما أراده الله لك إلا في أوانه المعلوم ومن رجلك المعلوم، الذي يعلم، ومن بعد أن تعلمي أنه زوجك، يكون لك الحب منه ويكون منك الحب له وأنت قارورة لم تكسر..... حتى وإن كان كاسرها هو زوجها يوما ما من بعد ما لها بقلبها أعواما قبل الزواج.....
لا يشفع لك أيتها الفتاة المسلمة أن يكون كاسر قلبك وملوعك ومتوهك، وملقيك في غيابات الآهات وألهيات الحب وصفعاته ولذع صياته أن يكون هو ذاته زوجك بعدها....
لا يشفع لك إن كنت غافلة تحت حبائل الشيطان وهو يزين لك الحرام بدعوى أنك ما تردينه إلا للزواج، لا يشفع لك هذا ! فإنه لا يراد الحلال ولا يطلب إلا بحلال.....وما يطلب بالحرام إلا وتنقلبين من الصائدة إلى المصيدة التي يقبض عليها صيادها ويذيقها من ألوان العذاب...... لا يطلب حلال بحرام إلا وكان لصاحبه من العذابات ما ظن أنه منها ناج !!
سبحانك ربنا ما أردت بعبادك سوءا ....ولكن عبادك بأنفسهم يريدون شرا وسوءا.........
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:15:04
بتاريخ 2014/08/11
--------------

هل شاهدتم القمر الليلة ؟ هل شاهدتموه البارحة ؟ يالسحره وجماله !
بدا كبيرا... بدا بحجم غير حجمه الطبيعي...!
ما أروع حسنه ! ليس على الأرض شيء يعدل حسنه وهو معلق في سماء بغير عمد !
سألته وهو شامخ عال، يدور كلما درنا، ونلقاه حيثما ذهبنا : من ذا يمسكك أيها العالي، يا زينة السماء العالية ؟! على أي مشجب تعلق أيها القمر السامي ؟! فجعل يتتبعني بنظراته كما أتتبعه بنظراتي، صامتا، وفي صمته سحر البيان !!
وقريبا من نظرتي إليه غير بعيد...من غير مسافات أقطعها، ولا صاروخ يقلني منه إلى الأرض ! رمقت تحته رجلا يمشي، وآخر يمشي، وآخر يجلس جلسة ليلة قمرية على ضوئه القمري...
تذكرت أنك أيها الجميل العظيم قمر الأرض، وأن الأرض جزء من ذلك الدرب اللبني...وأن الكون فسيح، فسيح فسيح........! وأنه كله يسير وفق حسابات مغرقة في الدقة....!!
فقلت لذلك الرجل الماشي ولذلك الرجل الجالس، ولنفسي خلف نافذة سيارة تحملني وتحمل أهلي معي : على الأرض أيها الإنسان دون كل مكونات هذا الكون الفسيح كان مستقرك...
على الأرض أيها الإنسان كانت حياتك ....
على الأرض يا ابن أبيك آدم كان آدم.... فمشى وجلس، وأكل وشرب، وشقي وسعد، وعبد ربه الخالق الواحد الأحد، ورافق حواء ورافقته، وكان الأب وكانت الأم....
على الأرض يا عبد الله العظيم....! وكم عبيدك يا الله !! كم عمار الأرض من عبيدك ؟......... وكم عصاة الأرض على الأرض من عبيدك.....!
ما أعظمك يا رب السماوات والأرض.... وما أكثر جحود البشر ....!
سلام لك من الأرض يا قمر... يا زينة السماء في هذه الليلة القمرية... !
العنوان: رد: نبض الكــــــــلمات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-08-14, 16:15:25
بتاريخ 2014/08/13
--------------------

عندما أفكر مليا بأنفاق غزة، وبرجال هذه الأنفاق... وبدقة بنائها وهندستها، والعلميّة الطافحة منها، وهي المحفورة بعلم، والمملوطة بعلم... والُمعدّة بمقاييس والممددة بميزان ...
عندما أتأملها، وهي التي دوّخت اليهود، وأعيتهم، وعَيِي منهم الكذب في تصريحاتهم الممجوجة أنهم قد عثروا على الأنفاق، وأنهم قد دمروا منها العدد والعدد، وأنهم يستهدفونها فيما يستهدفون وهم يقصفون البيوت على رؤوس أصحابها ويقتّلون الولدان، ويُقطِّعون النسوان ....!!

عندما أسمع لكلماتهم هذه التي لم تعد تنفعهم، وأكلت عليها عمليات القسام وشربت...!! أقول في نفسي: وماذا كنا نحن نعمل بينما كان الرجال الأفذاذ يحفرون أنفاقا أصبحت ثامن أعاجيب الدنيا ...!! إن لم تكن أعجبها ...!

ماذا كنا نعمل ورجال غزة يحفرون الأرض وما تحت الأرض ليأكلوا، وقد ظن عدوهم من العرب واليهود أنهم سيموتون جوعا فيكفوهم مُؤْنة السلاح، والصواريخ، والطائرات بلا طيارين .....!

ماذا كنا نعمل فيما كانوا هُم يحفرون الأرض، وينحتون منها بيوتا، ومنافذ للعيش، ولم يروا العيش في أكل يسدّ الرمق وفي شرب يروي الظمأ... بل قد رأوه في قتال في سبيل الله ... من تلك الأنفاق ...!!!

تتعالى منها التكبيرات "الله أكبر الله أكبر" وتتعالى من حناجرهم الدريّة الهتافات "نحن جند محمد، جند الثبات والله يشهد ".....
وهم يصارعون ظلمة النفق، وصعوبة النفق، وخطورة النفق .... ومن النفق ينطلقون مقاتلين ....
من النفق ينطلقون رجالا أشاوس لا يرضون بعيش ذل، وإن كان الخبز الذي يأكلون خبزا رغم أنوف العدو، خبزا من صنع أيادي الحفّارين قبل أيادي الخبازين...!

لم يَقْنَعوا بعيش الخبز والماء .... بل قد راموا عيش العزة والإباء ... فجعلوا الأنفاق منطلقا لقتالهم في سبيل الله...
أعيَوا عدوهم الجبان وهم ينبُتون لهم من الأرض نباتا من أنفاق تحت الأرض حفروها يَنْشدون منها عَنان السماء .....

ماذا كنا نعمل بينما كانوا هم يتدربون، ويحفظون المداخل والمخارج في مدينة تحت الأرض بنوها، يقضون الأيام والليالي فيها لا يشكون شكا أن سعيهم مستحيل ومحال، وأنه باب وإن فتح لا يؤدي لمكان ...!
بل لقد ثابروا، وصبروا، وحفروا، ثم حفروا ثم حفروا .....

لقد أدهشوا عدوهم المتربص بهم... ومزقوه حيرةً كل ممزّق ...

ماذا كنا نعمل وهم لا يَفْتُرون .... ؟!!
يفتتحون الأنفاق كما تُفتتح في بلاد العَرَب حيث الترف والمال الوفير والعيش الرغيد والبنيان المنيف والطوابق المئوية "المُولاتْ" وقاعات الحفلات الراقصة، وتدشّن المراكز التجارية الشاهقة الشامخة !!!

ماذا كنا نعمل ؟!
كنا نقوم صباحا من نوم عميق نتأفف، نألَم من وسادة أثقلت رؤوسنا، ونندب تكاليف الحياة، ونتجاذب أطراف حديثها ... فربما تحسرنا على "تلفزيون" لنا لم يعد منظره يواكب مناظر ما عند الجيران ! أو أطلنا القعدة على مائدة الإفطار نريد أن نأكل مع ما نأكل ...ساعات النهار !

أو ربما لم يعد يروق للشاب أن يحمل عن أبيه قفة الخضار واللحم الثقيلة، يريد أن يعيش حرا لا يعيقه برّ الوالدين عن سير حياته إلى حيث يريد ...!!!!

أو ربما قد أعياه أن يصحُوَ على صوت أمه تشكو له شيئا من أعباء الحياة... ما يريدها إلا حريرا حريرا وأن يصحو قريرا لينام قريرا....لا تنغّص راحتَه منغّصات الحياة !!

أو ربما أغضب "تلك" من زوجها أن لم يقتنِ لها قطعة جديدة من قطع الذهب... فأقامت الدنيا ولم تقعدها على النحس الذي جعلها عند رجل مثله ...!!

أو ربما بينما هم يحفرون أنفاقهم، كان "هو" هنا يبحث له عن "ليلى" جديدة للياليه الغرامية يبثها حبه وشوقه ووفاءه الذي يقسمه إربا إربا على كل ليلى، وكل ليلى منهنّ تراه "قيسَها"، أو قل لكل ليلى "أقياس" ... ندا بندّ ...!!

أو ربما وهم يحفرون أنفاقهم "كانت" أو "كان" يلوكه اليأس من حال الأمة، فهو بين سندان الأحوال، ومطرقة هلام الحلول...

أو ربما بينما هم يحفرون أنفاقهم كان يجالس أصحابه بالمقهى... يتسامرون، ويتبادلون أحدث النُّكَت، يشربون الضحكات مع المشاريب حتى الثمالة لسان حالهم يقول: "الضحك رأس مال من لا رأس له" ....!!

أجل حينما كنا نعمل هذا، كانوا هم يحفرون أنفاقهم العظيمة ...!! كانوا هُم يعدّون عدّتهم تحت الأرض... وفوق الأرض رجال يصنعون لما تحتها، رجال ينبثقون من الأرض انبثاقا، وينبجسون منها انبجاسا، وينبتون منها نباتا كالأشباح التي تنغّص ليل النائم الغاطّ في نومه، إنهم يلاقونهم وقد نبتوا، حتى لكأني أستشعر رعبهم وفزعهم وفَرَقَهم من الأرض التي تحملهم، وتبسط خُطاهم ...فلئن نَنْسَ المشي ونَكُنِ القُعَداء خير لنا من فجاءة طلتهم الشبَحِيّة من الأرض ...... من أنفاقهم ....!!!

غزة أمثولة واقعية، غزة واقعة مثالية ...
جعلها الله تعالى في حكمة مقاديره لمَن صدقوه فصدقهم ....
أنفاق غزة صناعة رجالها ... ورجالها صناعة ذلك البصيص الذي لم يخبُ نوره في الأمة ....
رجالها قبس من مشكاة النبوة...
رجالها أحفاد عمر وعلي وابن الوليد وصلاح الدين .....
هم أولاء حُفّار الأنفاق.... هُم أولاء من تحت الأرض صنعوا عزّهم ومجدهم، وأرهقوا قوة لطالما تمايلت وتبخترتْ ورفلتْ في حليّها وديباجها وظنت أن يا أرض "اتهدِّي" فما عليك ليس "أَدّي"...!!

نعم إنهم كانوا يصنعون الحياة بلون المجد وريح العزّ بينما كانت تصنعنا الحياة بلون الهباء وريح الذلّ ....!!

فهل نصنع صنيعهم ؟!!!