أيامنا الحلوة

قضايا معاصرة => :: قضايا وشبهات معاصرة :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2014-05-21, 09:41:46

العنوان: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-21, 09:41:46
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الموضوع سيكون بعون الله للحديث عن فترة خلافة سيدنا عثمان بن عفان، والتي انتهت بالفتنة الكبيرة التي أدت إلى مقتله رضي الله عنه وأرضاه
سأتناول فيها الحديث عن هذه الفتنة وملابساتها..
هذه الفتنة التي درجنا على الإعراض عن الحديث عنها، والنهي عن الخوض فيها، فتُرك المجال للمشككين والمغرضين وضعاف الإيمان والزائغة قلوبهم ليخوضوا ويلغوا ويشوهوا ويكذبوا ويروجوا ما شاء لهم فكرهم السقيم أو قلبهم المريض أو قصدهم الخبيث أن يروجوا ... حتى اختلط الحق بالباطل في عقول أجيال وأجيال من المسلمين، تنظر إلى تلك الحقبة من التاريخ بعين كسيرة، وقلب مجروح.. تود لو أن هذه الحقبة لم تكن... أو لو أمكنهم مسحها، ليبقى التاريخ الاسلامي ناصعا مشرقا وضّاء.. وأنى لهم هذا؟!!
وأدى هذا الاختلاط إلى ظلم وجور في الحكم على كثير من سادتنا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، والتشكيك في عظمة شخصياتهم، وفي كونهم قدوة للمسلمين، بل وربما بلغ الأمر حد التشكيك في صحبة بعضهم
ولئن كان هذا الظلم والجور لا يضر الصحابة رضوان الله عليهم بشيء، فقد قدموا ما قدموه لله وحده، غير منتظرين من قرننا ولا عشرات القرون التي سبقته او التي قد تليه جزاء ولا شكورا.. لكن هذا يضرنا نحن، لأنه يجعلنا نقف موقف المعادي لأولياء الله، وهو موقف مخيف، آذن الله تعالى واقفيه بالحرب، فقد جاء في الحديث القدسي: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" ويجعلنا نقف موقف المهزوم الضعيف المستحيي بتاريخه أمام الأمم والشعوب... مع أن أحلك لحظات تاريخنا سوادا، لو قورنت بأنصع ساعات الأمم الأخرى وأشدها بياضا، لغلبتها وأظهرتها داكنة قاتمة
لكنه موقف الضعيف المهزوم المغلوب.. الذي يتلقف من القوي المنتصر ما يقوله وما يرسله، دون أن يكون له حول لصده، ولا قوة لرده، ولا علم لإظهار زيفه وإبطال سحره

عسى أن يكون في هذا الموضوع بعض الشفاء والغناء
والله المولى والمستعان

العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-05-21, 20:34:45
متابعة  ::ok::
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-24, 08:32:51
من مناقب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه

وأبدأ الموضوع بعون الله بذكر بعض مناقب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه

وأول هذه المناقب وأعلاها أنه سمي بذي النورين، لأنه تزوج من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تزوج السيدة رقية رضي الله عنها، قبل الهجرة، بعد أن طلقها ابن أبي لهب:
روى الهيثمي في مجمع الزوائد: "كانت رُقيَّةُ عندَ عتبةَ بنِ أبي لهبٍ فلمَّا أنزَلَ اللهُ تبارك وتعالى { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } سأل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عُتبةَ طلاقَ رُقيَّةَ وسألَتْه رُقَيَّةُ ذلك فطلَّقَها فتزوَّج عثمانُ بنُ عفَّانَ رضِيَ اللهُ عنه رُقَيَّةَ وتُوفِّيَتْ عندَه" (إسناده حسن)
وكان ابنا أبي لهب قد خطبا في الجاهلية بنتي رسول الله، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، أراد أبو لهب وزوجه أن يؤذوا رسول الله في بنتيه، فأمرا ولديهما بتطليقهما..
فكان في زواج السيدة رقية من سيدنا عثمان رضي الله عنهما جبرا لخاطرها وقمعا لأعداء الله..

ثم اشتد عليهما أذى قريش، فهاجر معها إلى الحبشة، ثم عاد، ثم هاجر معها إلى المدينة بعد بيعة العقبة الثانية. (فهو ذو الهجرتين)..
 ولما خرج المسلمون لغزوة بدر، كانت السيدة رقية مريضة، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى بجانبها يمرضها، فلم يشهد بدرا، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عده من البدريين، واسهم له بينهم. وما رجع المسلمون من تلك الغزوة حتى كانت السيدة رقية قد توفيت.
وقد أنجبت له السيدة رقية عبد الله، لكنه توفي صغيرا وهو ابن ست سنوات، وصار يكنى به فيقال له أبا عبد الله.
روى الهيثمي في مجمع الزوائد: "كانت رُقيَّةُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندَ عُتبةَ بنِ أبي لهبٍ ففارَقها فتزوَّج عثمانُ بنُ عفَّانَ رُقَيَّةَ وهاجَرَتْ معه إلى أرضِ الحبشةِ فولَدَتْ له عبدَ اللهِ وبه كان يُكْنى وقدِمَتْ معه إلى المدينةِ وتخلَّف عن بدرٍ عليها بإذنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وضرَب له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع سُهمانِ أهلِ بدرٍ قال وأَجْري يا رسولَ اللهِ قال وأجرُك" (رجاله  ثقات)

ثم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم، ولكنها لم تنجب له، وتوفيت أيضاً.

وقد استدل الصحابة رضوان الله عليهم بهذا على فضل عثمان العظيم، إذ ما كان نبي الله ليزوجه أول بنت ثم الثانية، إلا لما علمه من حسن معشره وسمو نفسه وعظمة أخلاقه، وتميزه عن سائر الرجال

وقيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إنِّي قد زوَّجتُه ابنتَيْن ولو كانت عندي ثالثةٌ لزوَّجتُه )

رضي الله عنه وأرضاه
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-05-24, 10:57:02
متابعة معكم
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-05-24, 13:52:15
متابعة
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-05-24, 21:56:51
متابعة بإذن الله. جزاك الله خيرا.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-25, 06:55:31
سيفتاب وزينب وأسماء
شكرا على متابعتكن
نفعني الله وإياكن
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-25, 07:03:28
ومن أبرز ما تميز به سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه عن بقية الصحابة كان خلق الحياء:

جاء في صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت:
"كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُضطجعًا في بيتي ، كاشفًا عن فخذَيه . أو ساقَيه . فاستأذن أبو بكرٍ فأذِن له . وهو على تلك الحالِ . فتحدَّث . ثم استأذن عمرُ فأذن له . وهو كذلك . فتحدَّثَ . ثم استأذن عثمانُ . فجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وسوَّى ثيابَه - قال محمدٌ : ولا أقول ذلك في يومٍ واحدٍ - فدخل فتحدَّثَ . فلما خرج قالت عائشةُ : دخل أبو بكرٍ فلم تهتَشَّ له . ولم تُبالِه . ثم دخل عمرُ فلم تهتَشَّ له ولم تُبالِه . ثم دخل عثمانُ فجلستَ وسوَّيت ثيابَك ! فقال " ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكةُ " .


ملاحظة لللفائدة: التردد في كون النبي صلى الله عليه وسلم كان كاشفاعن فخذيه أو ساقيه من راوي الحديث عن السيدة عائشة، وليس منها، ولهذا وقع اختلاف بين العلماء في تحديد عورة الرجل، وهل منها الفخذان أم لا


وخلق الحياء مختلف عن الخجل
فالخجل هو إحجام عن الأفعال خيرها وشرها، وضد للجسارة والإقدام، وناتج عن ضعف الشخصية
وأما الحياء، فهو التعالي عن صغائر الأمور وتوافهها، والابتعاد عن كل ما يخل بالسلوك الراقي والمهذب ويعارض المروءة، وأول درجاته: الاستحياء من الله أن يراك على معصية، أو أن يراك في غير طاعة..
و"الحياء شعبة من شعب الإيمان" كما جاء في الحديث الصحيح في سنن النسائي وابن ماجه.
وقد " كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ حَياءً مِن العَذْراءِ في خِدْرِها" كما جاء في صحيح البخاري


العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2014-05-25, 09:42:48
انا استمع :)
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-31, 10:05:18
انا استمع :)

مرحبا بك يا سلمى...
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-05-31, 10:22:08
واشترى سيدنا عثمان بئر رومة من حر ماله، وأوقفها على المسلمين، فصارت مشاعا لهم، يستقون منها، وهو كأحدهم، دلوه مع دلائهم...
روى أصحاب السنن عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: "أَنشُدُكم باللهِ والإسلامِ هل تَعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَدِم المدينةَ وليس بها ماءٌ يُستَعذَبُ غيرَ بِئرِ رُومَةَ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يَشتَرِي بِئرَ رُومَةَ فيَجعَلَ دَلوَه معَ دِلاءِ المُسلِمينَ بخيرٍ له مِنها في الجنَّةِ فاشتَرَيتُها مِن صُلبِ مالِي .... قالوا اللهُمَّ نَعَمْ ". (حسن صحيح)

وهذه قصة بئر رومة كما جاءت في السيرة الحلبية:

.((كانت هذه البئر ركية ليهودى يقال له رومة، يقال إنه أسلم، وكان يبيع المسلمين ماءها، وكانت بالعقيق، وتفل فيها صلى الله عليه وسلم فعذُب ماؤها، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يشتري بئر رومة؟ فيجعلها للمسلمين، يضرب بدلوه فى دلائهم، وله بها مشرب فى الجنة؟" فساومه فيها عثمان، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثنى عشر ألف درهم،
 وجعل ذلك للمسلمين، وجعل له يوماً، ولليهودى يوماً،
 فإذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين،
 فلما رأى اليهودى ذلك قال لعثمان: "أفسدت على ركيتي"،
 فاشترى النصف الآخر بثمانية آلاف، وقيل جملة ما اشتراها به خمسة وثلاثون ألف درهم.))




العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-06-09, 19:15:02
واشترى أرضا بقرب المسجد، حين ضاق بأهله، زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبرع بها ليوسع على المصلين

جاء في مسند الإمام أحمد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال:
"أنشدُكُم باللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ ، أتعلَمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : مَن يبتاعُ مربدَ بَني فلانٍ غُفِرَ لَهُ فابتعتُهُ ، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقلتُ : إنِّي قدِ ابتعتُهُ ، فقالَ : اجعَلهُ في مسجدِنا وأجرُهُ لَكَ ؟ قالوا : نعَم" (قال أحمد شاكر: إسناده صحيح)
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-06-13, 11:24:49
وتنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يلقى الله شهيداً.. والشهادة منزلة تلي منزلة النبيين والصديقين
وكثير من الشهداء نحسبهم شهداء، ولا نتيقن، إذ لا يعرف نواياهم واسرار قلوبهم وقصد جهادهم وهل كان في سبيل الله ام لغايات أخرى إلا الله سبحانه
وأما من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شهيد، فهو الشهيد حقا وصدقا ، وهو الحي عند ربه يرزق مع المرزوقين

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صعِدَ أُحُدًا، وأبو بكرٍ وعُمَرُ وعُثمانُ، فَرَجَفَ بهم، فقال: "اثبُتْ أُحُدُ، فإنما عليكَ نبيٌّ، وصِدِّيقٌ، شَهيدانِ " .  (رواه البخاري في صحيحه)
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-07-01, 00:08:15
وقد بشره الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال له: "ما ضر عثمان ما فعل بعدها" أو كما قال..

 عن عبدالرحمن بن خباب بن الأرت قال: "شَهِدْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهُو يَحثُّ على جَيشِ العُسْرَةِ، فقامَ عُثمانُ بنُ عفَّانَ، فقال: عليَّ مِائةُ بَعيرٍ بِأحَلاسِها وأَقْتابِها في سبيلِ اللهِ. ثُم حَضَّ على الجيشِ، فقامَ عُثمانُ فقال: يا رسولَ اللهِ! عليَّ مِائَتا بَعيرٍٍ بأحْلاسِها وأقْتابِها في سبيلِ اللهِ. ثُم حَضَّ على الجيشِ، فقامَ عُثمانُ فقال: يا رسولَ اللهِ! عليَّ ثَلاثُمائةِ بَعيرٍ بأحْلاسِها وأقْتابِها في سبيلِ اللهِ. فأنا رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنْزِلُ عَنِ الْمِنبَرِ وهُو يَقولُ: ما على عُثمانَ ما عَمِلَ بعدَ هذه، ما على عُثمانَ ما عَمِلَ بعدَ هَذِهِ"
رواه الترمذي
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: زمرد في 2014-07-03, 18:34:23
رائع ماشاء الله .
متابعة معكن باذن الله .


بالتوفيق
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-11-26, 16:01:41
وتنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بولاية امرر المسلمين، وبأن المنافقين سيضغطون عليه لترك أمرهم، وأمره بالثبات على ذلك والا يجيب المنافقين الى طلبهم

جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بروايات كثيرة، اخترت منها الرواية التالية :
 عن النعمان بن بشير قال: "حججت فأتيت عائشة أم المؤمنين لأسأل عنها فقالت : من أنت ؟ فقلت : أنا النعمان بن بشير ، فقالت أبو عميرة ؟ فقلت : نعم فقالت : إن رسول الله قال يوما لعثمان : *إن كساك الله ثوبا فأراد المنافقون أن تخلعه فلا تخلعه* قال النعمان بن بشير : غفر الله لك يا أم المؤمنين ، أفلا ذكرت هذا حين يختلفون إليك ! فقالت : نسيته حتى بلغ الله فيه أمره"
قال الألباني إسناده جيد
وفي سنن ابن ماجه ان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: "يا عثمانُ إن ولَّاكَ اللَّهُ هذا الأمرَ يومًا فأرادَكَ المُنافقونَ أن تخلَعَ قميصَكَ الَّذي قمَّصَكَ اللَّهُ فلا تخلَعهُ، يقولُ ذلِكَ ثلاثَ مرَّاتٍ". (صححه الألباني)
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-11-28, 10:49:31
وتنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ستخرج في زمنه فتنة، وأنه سيكون ومن اتبعه على الحق

عن جبير بن نفير قال: "كُنَّا معسْكِرِينَ مع مُعاويةَ بعدَ قتْلِ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عنهُ فقامَ كعْبُ بنُ مُرَّةَ البهْزِيِّ فقال: "لوْلا شيءٌ سمِعتُهُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قُمتُ هذا المقامِ"
 فلَمَّا سمِعَ معاوية بِذكرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجلَسَ الناسَ.
 فقال: "بيْنما نحن عند رسولِ اللهِ إذْ مَرَّ عُثمانُ بنُ عفَّانَ عليه مُرَجِّلًا، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((لتَخرُجَنَّ فتنةٌ من تحتِ قدَمَيْ أوْ من بينِ رِجْلَيْ هذا، هذا يومَئِذٍ ومَنِ اتَّبَعَهُ على الهُدَى))
قال فقامَ ابنُ حَوَالةَ الأزْدِيِّ من عِندِ المنْبَرِ فقال: "إنَّكَ لَصاحِبُ هذا؟"
 قال: نعَمْ
قال: "واللهِ إنِّي لَحَاضِرٌ ذلِكَ المجلِسِ ولوْ علِمتُ أنَّ لِي في الجيْشِ مُصدِّقًا كُنتُ أوَّلَ مُتكلِّمٍ بِهِ"
مسند الإمام أحمد، وقد صحح إسناده شعيب الأرناؤوط والألباني.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-12-15, 17:10:45
وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة:
 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  : "أَبُو بَكْرٍ فِى الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِى الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِى الْجَنَّةِ، وَعَلِىٌّ فِى الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِى الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِى الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِى الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِى الْجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِى الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ ابْنُ الْجَرَّاحِ فِى الْجَنَّةِ".(سنن الترمذي وهو صحيح)
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-15, 10:23:12
وهو أحد ستة الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه  ليكون أحدهم الخليفة من بعده.
جاء في مصنف ابن أبي شيبة: "عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا حُضِرَ  قَالَ : اُدْعُوا لِي عَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعُثْمَانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا، قَالَ: فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلاَّ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَعَلَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ يَعْرِفُونَ لَكَ قَرَابَتَكَ، وَمَا آتَاك اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، فَاتَّقِ اللَّهَ، وَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَلاَ تَرْفَعْنَ بَنِي فُلاَنٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ. وَقَالَ لِعُثْمَانَ: يَا عُثْمَان، إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَ لَك صِهْرَك مِنْ رَسُولِ اللهِ  ، وَسِنَّك، وَشَرَفَك، فَإِنْ أَنْتَ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ، وَلاَ تَرْفَعْ بَنِي فُلاَنٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ. فَقَالَ: اُدْعُوا لِي صُهَيْبًا، فَقَالَ: صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلاَثًا، وَلْيَجْتَمِعْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطُ فَلِيَخْلُوا، فَإِنْ أَجْمَعُوا عَلَى رَجُلٍ، فَاضْرِبُوا رَأْسَ مَنْ خَالَفَهُمْ."
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-16, 10:31:45
التبرع بقافلته التجارية في عام القحط في خلافة الصديق:
جاء في المصباح المضيء لابن حديدة الأنصاري أنه:
 "قحط المطر على عهد أبي بكر الصديق، فاجتمع الناس إلى أبي بكر   فقالوا: السماء لم تمطر، والأرض لم تنبت, والناس في شدة شديدة،
 فقال أبو بكر: انصرفوا واصبروا، فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله الكريم عنكم،
 قال: فما لبثنا أن جاء أجراء عثمان من الشام، فجاءته مائة راحلة بُرًّا -أو قال طعاما- فاجتمع الناس إلى باب عثمان ، فقرعوا عليه الباب، فخرج إليهم عثمان في ملأ من الناس، فقال: ما تشاءون؟
قالوا: الزمان قد قحط؛ السماء لا تمطر، والأرض لا تنبت، والناس في شدة شديدة، وقد بلغنا أن عندك طعاما، فبِعنا حتى نوسع على فقراء المسلمين،
فقال عثمان: حبًّا وكرامة ادخلوا فاشتروا،
فدخل التجار، فإذا الطعام موضوع في دار عثمان،
 فقال: يا معشر التجار كم تربحونني على شرائي من الشام؟
قالوا: للعشرة اثنا عشر،
قال عثمان: قد زادني،
قالوا: للعشرة خمسة عشر،
قال عثمان: قد زادني،
قال التجار: يا أبا عمرو، ما بقي بالمدينة تجار غيرنا، فمن زادك؟
قال: زادني الله -تبارك وتعالى- بكل درهم عشرة، أعندكم زيادة؟
قالوا: اللهم لا،
قال: فإني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين".
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-16, 10:39:57
اختير بأغلبية أصوات المسلمين ليكون الخليفة، في الاستفتاء الذي أجراه عبد الرحمن بن عوف  ، فثبتت أفضليته.
جاء في زوائد الهيثمي، عن المسور بن مخرمة قال :
«لما كانت الليلة التي في صبيحتها يفرغ النفر الذين استخلفهم عمر بن الخطاب عليه السلام من الخلافة، صليت العشاء ثم انصرفت إلى ستر لي، فنمت عليه، فأيقظني من النوم صوت خالي عبد الرحمن بن عوف رحمة الله عليه:
أيا مسور! قال: فخرجت مشتملا بثوبي، فقال: أنمت؟ قلت: نعم قد نمت،
قال: خذ عليك ثوبك ثم الحقني الى المسجد، ففعلت .....
 قال: وأذن المؤذن بالصبح، قال: فتفرقوا للوضوء وقد علم الناس أنها صبيحة الخلافة، فاجتمعوا للصبح كما يجتمعون للجمعة،
فأمر عبد الرحمن النفر (أي رجال الشورى الذين عينهم عمر  ) أن يجلسوا بين يدي المنبر،
فلما أبصر الناس بعضهم بعضاً، وطلعت الشمس، قام عبد الرحمن إلى جنب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:

يا أيها الناس! قد علمتم الذي كان من وفاة أمير المؤمنين، واستخلافه إيانا أيها النفر، ورضي أصحابي أن إلي ذلك لهم، فأختار رجلاً منهم، وهؤلاء بين أيديكم.
 ثم استقبلهم رجلاً رجلاً، ثم قال:
 أي فلان، عليك عهد الله وميثاقه لتسمعن ولتطيعن لمن وليت، ولترضين ولتسلمن؟
فيقول: نعم. رافع صوته يسمع الناس، حتى فرغ منهم رجلاً رجلاً من عثمان وعلي والزبير وسعد،
قال: أما طلحة فأنا حميل برضاه، ثم قال:
"إني لم أزل دائبا منذ ثلاث أسألكم عن هؤلاء النفر، ثم سألتهم عن أنفسهم، فوجدتكم أيها الناس وإياهم اجتمعتم على عثمان، قم يا عثمان".
فلم يقل رجل من المهاجرين والأنصار ولا وفود العرب ولا صالحي التابعين: إنك لم تستشرنا ولم تستأمرنا، فرضوا وسلموا، فلبثوا ست سنين لا يعيبون شيئاً.
 قال: كان طائفة منهم يفضلونه على عمر يقول: العدل مثل عمر، واللين ألين من عمر».

وفي المصدر السابق ما يبين أن كل وأحد من أهل الشورى كان يقر بأفضلية عثمان ، فقد جاء فيه عن أسامة بن زيد عن رجل منهم : «أنه كان كلما دعا رجلا ًمنهم تلك الليلة، ذكر مناقبهم قال: "إنك لها لأهل، فإن أخطأتك فمن؟" قال: فيقول: "إن أخطأتني فعثمان".»
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: جواد في 2016-04-16, 15:05:02
متابع،

موضوع طيب، جزاكم الله خيرا.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-16, 19:55:59
متابع،

موضوع طيب، جزاكم الله خيرا.

وإياكم
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-19, 13:53:53
جمع القرآن الجمع الثاني:
روى البخاري في صحيحه، عن أنس بن مالك  قال: "أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق."
وقد قام سيدنا عثمان بن عفان  بذلك بموافقة الصحابة وتأييدهم، فكان منهم إجماعاً.


بُشِّر بالإفطار مع رسول الله   في الجنة:
روى البيهقي في دلائل النبوة، عن نافع مولى ابن عمر : "أنَّ عثمانَ   رأى النَّبيَّ   في منامِهِ في اللَّيلةِ الَّتي قُتِلَ في صبيحتِها، فقالَ: يا عثمانُ أفطِر عندَنا اللَّيلةَ؛ فقُتِلَ وَهوَ صائمٌ".

العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-19, 14:00:15
شهد بيعة الرضوان وكان سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل كان السببب فيها

وذلك أنه في يوم الحديبية، أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل رسولاً من طرفه إلى قريش، يؤكد لهم أنه جاء معتمراً لا محارباً.. فاختار عثمان بن عفان رضي الله عنه،  وقال : أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عماراً، وادعهم إلى الإسلام، وأمره أن يأتي رجالاً بمكة مؤمنين، ونساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، ويخبرهم أن الله عز وجل مظهر دينه بمكة، حتى لا يستخفي فيها أحد بالإيمان.

"فانطلق عثمان حتى مر على قريش بِبَلْدَح، فقالوا : أين تريد ؟ فقال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، قالوا : قد سمعنا ما تقول، فانفذ لحاجتك، وقام إليه أبان ابن سعيد بن العاص، فرحب به ثم أسرج فرسه، فحمل عثمان على الفرس، وأجاره وأردفه حتى جاء مكة، وبلغ الرسالة إلى زعماء قريش، فلما فرغ عرضوا عليه أن يطوف بالبيت، فرفض هذا العرض، وأبي أن يطوف حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واحتبسته قريش عندها ـ ولعلهم أرادوا أن يتشاوروا فيما بينهم في الوضع الراهن، ويبرموا أمرهم، ثم يردوا عثمان بجواب ما جاء به من الرسالة ـ وطال الاحتباس، فشاع بين المسلمين أن عثمان قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغته الإشاعة : ( لا نبرح حتى نناجز القوم ) ، ثم دعا أصحابه إلى البيعة، فثاروا إليه يبايعونه على ألا يفروا، وبايعته جماعة على الموت، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال : ( هذه عن عثمان )
وهذه هي بيعة الرضوان التي أنزل الله فيها : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }(الفتح: 18)"

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ حِينَ بَلَغَهُ أَنّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ لَا نَبْرَحُ حَتّى نُنَاجِزَ الْقَوْمَ ، فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ النّاسَ إلَى الْبَيْعَةِ فَكَانَتْ بَيْعَةُ الرّضْوَانِ تَحْتَ الشّجَرَةِ.
وقَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَحَدّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ عَمّنْ حَدّثَهُ بِأَسْنَادٍ لَهُ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَرَ : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَايَعَ لِعُثْمَانِ فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى .

وجاء في صحيح البخاري:
جاء رجلٌ من أهلِ مصرَ وحجَّ البيتَ، فرأى قومًا جلوسًا، فقال : من هؤلاءِ القومُ ؟ فقالوا : هؤلاءِ قريشٌ، قال : فمنِ الشيخُ فيهم ؟ قالوا: عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، قال يا ابنَ عمرَ، إني سائلكَ عن شيءٍ فحدِّثني، هل تعلمُ أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أُحُدٍ ؟ قال : نعم . فقال : تعلمُ أنه تغيَّب عن بدر ولم يشهدْ ؟ قال : نعمْ . قال : تعلمُ أنه تغيَّب عن بيعةِ الرِّضوانِ فلم يشهدْها ؟ قال : نعمْ . قال : اللهُ أكبرُ . قال ابنُ عمرَ : تعالَ أبيِّنْ لك، أما فرارُه يومَ أُحُدٍ، فأشهدُ أنَّ اللهَ عفا عنهُ وغفر له، وأما تغيُّبه عن بدرٍ فإنه كانتْ تحتهُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكانت مريضةً، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنَّ لك أجرُ رجلٍ ممن شهد بدرًا وسهمَه ) . وأما تغيُّبه عن بيعةِ الرِّضوانِ، فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمانَ لبعثه مكانَه، فبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عثمانَ، وكانت بيعةُ الرِّضوانِ بعد ما ذهب عثمانُ إلى مكةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدهِ اليُمنى : ( هذه يدُ عثمانَ ) . فضرب بها على يدهِ، فقال : ( هذهِ لعثمانَ ) . فقال لهُ ابنُ عمرَ : اذهب بها الآنَ معكَ .

وأما قوله: فأشهد أن الله عفا عنه، فذلك لقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (آل عمران: 155)
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-20, 11:09:43
فيما يلي مراجعة لأهم المناقب التي أنعم الله بها على سيدنا عثمان بن عفان، واختصه بها من بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مناقب سيدنا عثمان بن عفان  

1-   ذو النورين
2-   ذو الهجرتين
3-   تستحي منه الملائكة
4-   التبرع ببئر رومة
5-   توسعة المسجد النبوي في عهد الرسول 
6-   تجهيز جيش العسرة، وبشرى رسول الله   له أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
7- بايع الرسول صلى الله عليه وسلم نيابة عنه بيعة الرضوان
8-   بشر بالشهادة
9-   أحد العشرة المبشرين بالجنة
10-   أحد ستة الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب   ليكون أحدهم الخليفة من بعده.
11-   التبرع بقافلته التجارية في عام القحط في خلافة الصديق
12-   اختير بأغلبية أصوات المسلمين ليكون الخليفة، في الاستفتاء الذي أجراه عبد الرحمن بن عوف  ، فثبتت أفضليته.
13-   جمع القرآن الجمع الثاني
14-   بشر بالإفطار مع رسول الله   في الجنة
15-   أمره الرسول   ألا يخلع قميص الخلافة ويصبر. فثبت وصبر
16-   وتنبأ له رسول الله   بأنه ستخرج في زمنه فتنة، وأنه سيكون ومن اتبعه على الحق.
   


وفي المداخلة التالية -إن شاء الله- نذكر أهم منجزاته في فترة خلافته رضي الله عنه وارضاه
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: Asma في 2016-04-20, 14:25:04
سلام عليكم
متابعة  emo (30): emo (30):
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-20, 14:56:50
سلام عليكم
متابعة  emo (30): emo (30):

أهلا ومرحبا بك يا اسماء
تسعدني متابعتك

ربما اكون قد اسهبت قليلا في ذكر مناقب سيدنا عثمان رضي الله عنه، وان كان كل ما ذكرته لا يحيط بشيء من محاسنه ولا يوفيه شيئا من حقه العظيم وفضله الكبير
الا ان هذا الابحار في سيرته، والتشبع من فضائل شخصيته الفذة، ضروري قبل الخوض في حديث الفتنة، لكي يدرك الانسان كم هي هوجاء تلك التهم التي رمي بها رضي الله عنه وكم فيها من الافتراء والكذب والتلفيق
ويحزنني ان بعض المفكرين الاسلاميين والعلماء المعاصرين، انساقوا وراء هذه القراءات الضحلة لهذه الشخصية العظيمة، فكرروا تلك التهم، وحاولوا تلطيفها، او تقديم الاعتذار عنها... وما كان هذا ليكون موقفهم لو أنهم حققوا الروايات التاريخية، وجعلوا الاحاديث الصحيحة نبراسهم، وميزانهم في قبول الروايات وردها

وآمل ان أستطيع في هذا الموضوع ان اوضح هذا بعون الله تعالى
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: فتاة مسلمة في 2016-04-24, 08:29:40
ما أحلاها من سيرة  ::ok::
متابعة

سلمت يداك ماما هادية
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-24, 11:29:36
ما أحلاها من سيرة  ::ok::
متابعة

سلمت يداك ماما هادية

سلمت حبيبتي
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-24, 11:35:28
أعماله رضي الله عنه  في خلافته: 24-35 هـ

كانت خلافته  رضي الله عنه مليئة بالأعمال الجليلة والفتوحات الإسلامية، وعم فيها الرخاء والأمن، طيلة عشرة أعوام مديدة، حتى نجمت الفتنة في آخر عامين أو ثلاثة منها، لكن المؤرخين يركزون دوما على أعوام الفتنة ويتغافلون عن أعوام الاستقرار والتوسع والرخاء، مما يعطي انطباعا خاطئا عن الخليفة وخلافته، ويبدو كأنه لم يكن قادراً على سياسة دولته كأفضل ما تكون السياسة والإدارة وأعدل ما تكون.

 وهذه ملامح لأهم الأعمال التي حدثت في أعوام خلافته الاثني عشر.

1-   عام 24 هـ / فتحت الري مرة ثانية، وولى على الكوفة سعد بن أبي وقاص ، وعزل المغيرة بن شعبة .

2-   عام 26 هـ / وسع المسجد الحرام، واشترى ما حوله من أراض من أصحابها، وضمه للمسجد.

3-   عام 27 هـ / غزا معاوية   قبرص، وركب البحر بالجيوش/ وعزل عمرو بن العاص  عن مصر، وولى عليها عبد الله بن سعد بن أبي السرح، ففتح الله به إفريقية سهلا وجبلاً / وفتحت الأندلس.

4-   عام 28 هـ / استمرار الفتوح / توسعة المسجد النبوي، وجعل عمده من حجارة منقوشة.

5-   عام 30 هـ / فتح كثيراً من خراسان / وكثر الخراج وفاضت الأموال.

6-   عام 33 هـ / غزا ابن أبي السرح الحبشة.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-04-25, 10:08:50

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفقرة التالية مأخوذة من ملخص كنت وزعته على طالباتي.. لهذا تبدو مختصرة نوعا ما، إذ يفترض أن أقوم بشرح كل نقطة بشكل موسع، ويبقى التلخيص للدراسة والحفظ
على أية حال، فالملخص يبين لنا الخطوط الرئيسية لسياسة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويتضمن بعض الميزات، التي حولها أهل الفتنة إلى عيوب، وشغبوا عليها
------------------------------------

سياسة عثمان بن عفان  رضي الله عنه في خلافته، ومراقبته لعماله:

•   ساوى عثمان بن عفان  بين الناس في العطاء، كما فعل سيدنا أبو بكر الصديق، في حين أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يعطي الناس بحسب سابقتهم في الإسلام. رضي الله عنهم أجمعين.
•   استبقى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحابة في المدينة، وأذن لهم سيدنا عثمان رضي الله عنه بالانتشار في البلاد المفتوحة.
•   لم يستعن أبو بكر رضي الله عنه بالمرتدين الذين عادوا للإسلام في الفتوحات، واستعان بهم عمررضي الله عنه  بضوابط، على ألا يؤمروا على أكثر من سبعين، واستعملهم عثمان رضي الله عنه مع توسع الفتوحات والحاجة إلى الجنود، ومضي سنوات عليهم بعد عودتهم للإسلام و ثباتهم عليه.
•   أقر عثمان  رضي الله عنهعمال عمر رضي الله عنه  عاماً كاملاً فلم يعزلهم أخذاً بوصية عمر  .
•   رغم رحمته ورأفته لم يكن يتأخر عن إقامة حدود الله ومعاقبة المخطئين مهما كانوا. ولم تأخذه في الله لومة لائم، فأقام الحد على أخيه من أمه الوليد بن عقبة لما شهد عليه شاهدان بشربه للخمر وعزله  (وقال له ما معناه: نقيم حدود الله بحسب ما ثبت من شهادة الشهود، وإن كانوا كاذبين سيقتص الله تعالى لك منهم يوم القيامة). وكذلك عزَّر عمار بن ياسر رضي الله عنه في خصومة بينه وبين أحد المسلمين.
•   حج في سنوات خلافته كلها ليلتقي بوفود الأمصار.
•   عم الرخاء وكثر العطاء في عهده، وقال البخاري في (التاريخ): قال الحسن البصري: أدركت عثمان رضي الله عنهعلى ما نقموا عليه، قل ما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون فيه خيرا، يقال لهم: يا معشر المسلمين اغدوا على أعطياتكم فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على أرزاقكم فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على السمن والعسل. الأعطيات جارية، والأرزاق دارة، والعدو متقى، وذات البين حسن، والخير كثير، وما من مؤمن يخاف مؤمنا، ومن لقيه فهو أخوه."


•   اهتم بمراقبة عماله، وكان من أساليبه في ذلك: 
‌أ-   سؤال الحجاج في كل عام في موسم الحج عن أحوال بلادهم وعماله عليها.
‌ب-   سؤال القادمين من الولايات، واستدعاء الموفدين منها.
‌ج-   تعيين مراقبين على ولاته، ينقلون له الأخبار، ويكتبون له، ويفتشون في أحوال البلاد والعمال.
‌د-   كان يسافر بنفسه إلى بعض الولايات للاطمئنان على أحوال البلاد والرعية.
‌هـ-   المراسلة مع الولاة للسؤال عن أحوال البلاد، وما يبلغه من شكايات، واستقدامهم عند الحاجة، والتحقيق معهم، ومحاسبتهم إذا اتضح تقصيرهم.


•   أما على الصعيد الخارجي: فلم يكد يشيع نبأ اغتيال الفاروق رضي الله عنهحتى اشتعلت نيران الفتنة والتمرد، وتلاحقت الثورات والقلاقل، حيث ثارت قبائل الفرس في أذربيجان ومنعوا الجزية، ونقضت الاسكندرية الصلح، واستعانت بقوة الروم البحرية، ووصلت هذه الأنباء للخزر والأرمن والترك فتعللوا بالذرائع لنقض الصلح، فواجه سيدنا عثمان رضي الله عنه كل هذه التحديات بالعزم والرأي، والسرعة في تصريف الأمور، وإسناد كل عمل إلى من يحسنه. ونجح سيدنا عثمان رضي الله عنه في:
‌أ-   تثبيت مهابة الدولة
‌ب-   إخضاع المتمردين وإعادة السلطة للمسلمين
‌ج-   توسيع رقعة الفتوحات الإسلامية
‌د-   اتخاذ قواعد ثابتة يرابط فيها المسلمون لحماية البلاد
‌هـ-   إنشاء قوة بحرية لمواجهة أي هجوم بحري، ولغزو الجزر المحيطة ببلاد المسلمين.

---------------------

وفي الحلقة المقبلة سيبدأ حديثنا عن الفتنة التي نجمت في آخر سنتين من خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه وأسبابها ومسعِّروها، وكيف تفاقمت حتى انتهت إلى مقتل ذي النورين وإراقة دمائه الطاهرة على مصحفه

جرحان   في   كبد   الإسلام   ما   التأما   ***   جرح   الشهيد   وجرح   بالكتاب    دمي
   :emo:
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-05-02, 11:56:40
الفتنة الأولى

ظهرت بوادر الفتنة سنة 34هـ، وقد أشعلها عبد الله بن سبأ، والذي نشر دعوته في الأعراب والبداة الذين دانوا حديثا بالإسلام من سكان الأمصار. 

    الفرقة السبأية ودورها في الفتنة:
أسسها عبد الله بن سبأ الحميري، وهو يهودي من أهل اليمن، يقال له ابن السوداء، أظهر الإسلام، وبدأ يبث أراجيفه بين جهال المسلمين، فأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قال بإمامة علي رضي الله عنه، وأنه أحق بالخلافة من الشيخين، ثم بولايته، ثم زعم نبوة علي، ثم ألوهيته، وكان يقع في أبي بكر وعمررضي الله عنهما، وادعى العصمة لعليرضي الله عنه،
 وأحدث القول بالوصية والرجعة والتناسخ.
أما الوصية: فزعم أن عليّاً رضي الله عنههو وصي الرسول صلى الله عليه وسلمعلى أمته، وأنه خاتم الأولياء كما كان محمد  صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
 وأما الرجعة: فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم  سيرجع بعد أن مات، والدليل بزعمه قوله تعالى: ((لرادك إلى معاد))، وقال: أعجب ممن يؤمن أن عيسى سيعود ولا يقول أن محمداً سيعود وهو خير من عيسى.
وأما التناسخ فيعني تناسخ الجزء الإلهي في الأئمة من آل البيت بعد علي.

والسبأية يزعمون أن علياً  لم يمت، وأنه سيرجع إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما امتلأت جوراً. ويزعمون أن علياً هو الله، سبحان الله عما يقولون. ولما قالوا هذا لعلي رضي الله عنه أوقد لهم ناراً عظيمة وأحرقهم فيها، ونفى عبد الله بن سبأ إلى المدائن.

 وأول ما بدأ ابن سبأ في الحجاز ثم في البصرة ثم الكوفة ثم الشام (ولم يجد صدى لدعوته هناك)، ثم مصر ثم المدائن حين نفاه علي  رضي الله عنه.
وفي زمن عثمان رضي الله عنه كان يتظاهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وينادي بأحقية علي  بالخلافة.

وفي زمن علي  تمادى فتكلم عن الرجعة والتناسخ وألوهية علي رضي الله عنه.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-05-02, 12:00:09
ملاحظات:

- الفقرات التي أنقلها يفترض أنها من ملخص، لهذا قد يبدو فيها الاختصار في بعض المواضع، فمن غمضت عليه نقطة وأحب أن يستوضحها فليتفضل بالسؤال، وسأجتهد في الإجابة إن شاء الله

- أنكر بعض الناس وجود شخصية عبد الله بن سبأ تاريخيا، وهذا أدى إلى تخبط كبير في فهم التاريخ وفهم أحداث الفتنة، لكن بعض الباحثين التاريخيين تحققوا من وجود هذه الشخصية ومن دورها التاريخي، ونشروا في ذلك أبحاثهم المحققة ذات المنهجية العلمية

العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-05-10, 21:23:30
    أسباب قبول المجتمع الإسلامي آنذاك لانتشار الفتنة:

1-   الرخاء والاستقرار
2-   طبيعة التحول الاجتماعي: حيث دخلت أجناس مختلفة ذات خلفيات ثقافية مختلفة في الإسلام
3-   جهل الناس وقلة تفقههم في الدين؛ حيث انتشر الإسلام ودخل الناس فيه أفواجا قبل أن تنضج تربيتهم الإيمانية.
4-   الجهل باللغة العربية مما أدى إلى عدم فهم النصوص وروح الشريعة ومقاصدها.
5-   النفاق، وخاصة من المرتدين الذين عادوا راغمين للإسلام وبقي حقدهم مشتعلاً.
6-   ظهور جيل جديد من المسلمين لم يترب على الإسلام، فيه طموحات شخصية وعصبيات قبلية، ويبحث لنفسه عن زعامة وبطولة.
7-   شخصية عثمان بن عفان رضي الله عنه الرحيمة وحلمه، وأنه جاء بعد سيدنا عمر رضي الله عنه الشديد الصارم، مما أطمع فيه الناس.
8-   استكبار المسلمين الجدد عن الاقتداء بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وطموحهم لمنافستهم.
9-   استعداد المجتمع لقبول الشائعات نتيجة لما سبق.
10-   تآمر الحاقدين من يهود أو نصارى أو فرس واستغلالهم الجهال من المسلمين.


    طرق إثارة الفتنة

1-   إشاعة الشائعات والأراجيف، حتى يظن أهل كل ولاية أنهم وإن كانوا بخير إلا أن الولايات الأخرى تموج بالفتن ويعم فيها الفساد والاضطراب.
2-   تكوين فرق من المعارضين في البصرة والكوفة ومصر.
3-   إثارة القلاقل، والمطالبة بعزل الولاة، والإكثار من الانتقاد والاعتراض، تحت ستار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لإثارة الناس، أولاً ضد الولاة، ومن ثم ضد الخليفة.
4-   تزوير كتب بأسماء الصحابة تستنهض الناس للثورة على الخليفة.
5-   وأخيراً- المطالبة بخلع الخليفة عثمان بن عفان  رضي الله عنه وإعلان الجهاد ضده.

وفي المداخلة التالية إن شاء الله نتناول:  
أهم المآخذ التي أشيعت على سيدنا عثمان رضي الله عنه ، والردود عليها
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-13, 19:44:12
أهم المآخذ التي أشيعت على سيدنا عثمان  ، والردود عليها:
    
1-   ضربه لعمار بن ياسر  حتى فتق أمعاءه.
والرد: هذا كذب صراح، ولكنه عزر عماراً لما اختصم مع عباس بن عتبة بن أبي لهب، وهو خليفة وهذا من صلاحياته.

2-   ضربه لابن مسعود  حتى كسر أضلاعه ومنعه عطاءه.
الرد: كذب صريح. ولكنه اختلف معه لما أمره أن يحضر مصحفه ليحرق مع بقية المصاحف الفردية، حين قرر الخليفة توحيد المصاحف في الأمصار وحرق ما سواها من صحف ومصاحف فردية، لكن لم يكن ضرب ولا أذى.

3-   ابتدع في جمع القرآن وتأليفه وفي حرق المصاحف.
الرد: هذه من أعظم مناقبه  . وتفصيلها فيما يلي: تم هذا الجمع في السنة الخامسة والعشرين من الهجرة المباركة، وقد كان صاحب الفكرة هو سيدنا حذيفة بن اليمان  ، وذلك لخشيته من اختلاف القراءات، فقد اتسعت الفتوحات الإسلامية، وتفرق القراء في الأمصار، وأخذ أهل كل مصر قراءتهم عمن وفد إليهم من الصحابة والتابعين، وكانت وجوه القراءة التي يؤدون بها القرآن مختلفة باختلاف الأحرف التي نزل بها القرآن، فكانوا إذا ضمهم مجمع واحد، عجب البعض من وجوه هذا الاختلاف، وقد يؤدي الأمر إلى الملاحاة ثم اللجاج والتأثيم. فلما كانت غزوة أرمينية وغزوة أذربيجان، كان فيمن غزاهما حذيفة بن اليمان  ، فرأى اختلافاً كبيرًا  في وجوه القراءات، وبعض ذلك مشوب باللحن ،  مع مماراة كل شخص لغيره ممن خالفه، وبلغ ذلك بهم إلى حد تكفير بعضهم بعضاً، ففزع إلى عثمان  . روى أنس بن مالك  قال: "أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق."   وقد قام سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بذلك بموافقة الصحابة وتأييدهم، فكان منهم إجماعاً. قال ابن جرير الطبري:"وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وحرق ماعدا المصحف الذي جمعهم عليه، وعزم على كل من كان عنده مصحف مخالف للمصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه."

4-   حمى الحمى، ومنع منها المسلمين.
الرد: الحمى لإبل الصدقة والجهاد والمصالح العامة، لا لاستعمال الخليفة الشخصي، وقد حمى رسول الله  ، والخلفاء من بعده، فلما كثرت الأموال والصدقات زمن سيدنا عثمان  وسع الحمى المحمي. وقد كان   من أكثر الناس شاء وبعيراً قبل الخلافة، ثم لم يبق له وهو خليفة إلا بعيران لحجه.

5-   أجلى أبا ذر الغفاري  إلى الربذة.
الرد: أبو ذر  كان يرى تحريم كنز الذهب والفضة حتى إن أخرجت زكاتهما، وكان يؤلب الناس في الشام على الأثرياء، فنهاه معاوية  بصفته والياً على الشام، وأخبره أن الآية نزلت في أهل الكتاب، وفي الذين لا يخرجون زكاة الذهب والفضة، وأن ما أخرجت زكاته فليس بكنز، فلم ينته، فنهاه عثمان  فلم ينته، واستأذن هو أن يهجرهم ويقيم في الربذة (بجوار المدينة) فأذن له عثمان  .

6-   رد الحَكَم (من بني أمية وأقارب عثمان) إلى المدينة بعد أن نفاه رسول الله  منها.
الرد: هذه الرواية مرسلة، أي ضعيفة الثبوت، وعلى فرض ثبوتها فهي تدل على أن عقوبة الحكم قد انتهت، أو أن رسول الله   أذن له ولم يعلم بذلك أبو بكر وعمر، فلما لي عثمان قضى بعلمه ورده، رضي الله عنهم جميعاً.
 
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-13, 19:48:22
تابع الشبهات والردود


7-   أبطل سنة قصر الصلوات في السفر.
الرد: ناقشه في ذلك عبد الرحمن بن عوف   فقال عثمان : "إني أُخْبرت أن بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إن الصلاة للمقيم ركعتان، هذا إمامكم عثمان يصلي ركعتين، وقد اتخذت بمكة أهلاً، فرأيت أن أصلي أربعًا لخوف ما أخاف على الناس، وأخرى قد اتخذت بها زوجة".. فهو اجتهاد منه  ، خشي مع كثرة المسلمين وأفواجهم ألا يفقهوا أن قصر الصلاة رخصة للمسافر فقط، فيحسبون الصلاة ركعتين، ورأى أن القصر علته السفر وليس الحج، وهو قد تأهل واتخذ زوجة وسكناً بمنى، فلم يعد مسافراً، فأتم الصلاة، وقد اقتدى به الصحابة في ذلك ولم يخالفوه.

8-   كان يولي أقاربه من بني أمية، فقد ولى معاوية وعبد الله بن عامر بن كريز ومروان بن الحكم والوليد بن عقبة.
الرد: لقد ولى من أقاربه خمسة من أصل 18 والياً، وكلهم من أهل الكفاءات، وممن استعملهم الخلفاء من قبله.

9-   أعطى مروان خُمس أفريقية.
الرد: كانت فيها غنائم أكثر من أن تنقل، فسألوا من يشتريها؟ فاشتراها مروان، ودفع ثمنها لبيت المال وأخذها.

10-   كان ينفق على أقاربه من بيت المال. الرد: كان  سخيا جواداً، وكان يعطي أقاربه وغير أقاربه، من ماله الخاص، ومن نصيبه في بيت المال، وقد فاض الخير والمال في عهده، وكان يحسن إلى جميع المسلمين.

11-   لم يحضر بدراً وانهزم يوم أحد، وغاب عن بيعة الرضوان.
 الرد: جاء في صحيح البخاري، عن ابنُ عمرَ  أنه قال: «أما فرارُهُ يومَ أحدٍ فأشهدُ أن اللهَ عفا عنه ، وأما تغيُّبُهُ عن بدرٍ فإنه كان تحتَه بنتُ رسولِ اللهِ   وكانت مريضةً، فقال له النبي  : "إن لك أجرَ رجلٍ ممن شهدَ بدرًا وسهمَه". وأما تغيُّبُه عن بيعةِ الرُّضوانِ فإنه لو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمانَ بنِ عفانَ لبعثَه مكانَه، فبعثَ عثمانَ، وكانت بيعةُ الرضوانِ بعدما ذهبَ عثمانُ إلى مكةَ، فقال النبيُّ   بيدِه: "هذه يدُ عثمانَ، فضربَ بها على يدِه، فقال: هذه لعثمان".»

12-   لم يقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب بالهرمزان.
الرد: قيل أن الهرمزان هو الذي أعطى السكين التي طعن بها عمر بن الخطاب  إلى أبي لؤلؤة المجوسي قاتله، وأنه حرضه على قتله، فقتله ابن عمر بأبيه. فابن عمر كان متأولاً، ويرى أن الهرمزان شريك في القتل، وهذه شبهة يُدرأ بها الحد عنه. هذا إن صدقت الرواية التي تقول أنه لم يقم عليه الحد، وهناك رواية أخرى تقول: "قال القماذبان يحدث عن قتل أبيه: كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، فمر فيروز بأبي ومعه خنجر له رأسان، فتناوله منه وقال: ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال آنس به، فرآه رجل، فلما أصيب عمر قال: رأيت هذا مع الهرمزان، دفعه إلى فيروز، فأقبل عبيدالله فقتله، فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه، ثم قال: يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله، فخرجت به وما في الأرض أحد إلا معي، إلا أنهم يطلبون إلي فيه، فقلت لهم ألي قتله؟ قالوا: نعم. وسبوا عبيدالله، فقلت: أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا: لا. وسبوه، فتركته لله ولهم، فاحتملوني، فوالله ما بلغت المنزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم".
فسبحان الله ما أعظم هذا الدين وما أعدل رجاله. فمن مثلهم في الأمم؟

وشبه أخرى على هذا المنوال، والردود عليها واضحة ومتوافرة. 
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-16, 09:27:53
سياسة سيدنا عثمان في مواجهة الفتنة
    
-   أنصف الناس من نفسه
-   ناظرهم وشرح لهم وبين ورد على الشبهات.
-   استعان بالصحابة ليناظروا الثائرين ويبددوا لهم شبهاتهم.
-   لم ينفرد بالرأي، بل استشار الصحابة ووجوه الناس.
-   لم يكن ضعيفاً في مواجهة الفتنة، ولكنه اختار الإصلاح بالرأفة والسياسة، قال بعد أن شاور الناس في أمر الفتنة. "قد سمعت كل ما أشرتم به، ولكل أمر باب يؤتى منه، وإن هذا الأمر الذي يخاف على هذه الأمة كائن. وإن بابه الذي يغلق عليه ليفتحن، فنكفكفه باللين والمواتاة إلا في حدود الله، فإن فتح فلا يكونن لأحد علي حجة، وقد علم الله أني لم آل الناس خيرًا، وإن رحى الفتنة دائرة، فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها. سكِّتُوا الناس وهبوا لهم حقوقهم، فإذا تعوطيت حقوق الله فلا توهنوا".
-   رفض أن يشغل الثوار بأنفسهم فينفيهم أو يعاقبهم أو يجندهم على الثغور، أو يحرمهم عطاياهم، خشية أن يظلمهم، أو تكون سنة في الاستبداد السياسي من بعده.
-   حاول أن يسكن الثورة بالرفق ويلبي للثائرين مطالبهم التي لا تضر المسلمين، كتغيير ولاتهم.
-   أرسل المراقبين للتفتيش في الأمصار التي تثار فيها القلاقل ليأتوه بحقيقة الأمور، ويسكنوا الناس.

العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-16, 09:33:00
    كيف نجمت الفتنة وتطورت:

-   نشر ابن سبأ دسائسه وشائعاته، وقال أن "عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدؤوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر". (هل يذكرنا هذا بأفعال داعش؟ وبعض الخونة من المتظاهرين بالتدين الذين أفشلوا الحكومة الإسلامية وظاهروا اعداءها بحجة أنها لا تطبق الاسلام 100%)

-   انتقل بين الأمصار لينشر فيها دعوته، فانتقل بين الحجاز والبصرة والكوفة والشام (وفشل في الشام)، ومصر.

-   جمع الخليفة عثمان  أمراء الأمصار في حج 34 هـ، فاقترحوا عليه نقل المنحرفين إلى الثغور وحرمانهم من الأعطيات لينشغلوا بأنفسهم، فرفض خشية ان يكون في هذا ظلم لهم وأخذ بالظنة، ونفذ للثائرين رغباتهم، فتمادوا.

-   أرسل بعض الصحابة إلى الأمصار يستطلعون آراء الناس ويستمعون إلى شكاواهم.

-   جاء وفد من مصر في رجب 35هـ إلى الحجاز يتظاهرون بإرادة العمرة، وقابلوا الخليفة، وناظروه، فاستمع لهم، ورد عليهم، وأفحمهم.

-   عاد الوفد المصري وانتشر يحرض أهل الأمصار، ويحرضهم على التوجه للمدينة، وإظهار الشكوى فيها.  (أحسب الإعلاميين المصريين المعاصرين من سلالة أولئك)  emo (30):

-   قدم أهل الفتنة من مصر في شوال 35 هـ مع الحجيج (600 إلى 1000 رجل)، وانطلق في نفس العام أهل الفتنة من الكوفة والبصرة على شكل أربع فرق، على كل فرقة أمير، وعلى الجميع أمير، مما يشي عن تخطيط وتنظيم وتدبير قديم، وزعموا أنهم يريدون البيعة لعلي  ، وعسكروا حول المدينة.

-   خرج لهم وفد من الصحابة على رأسهم علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم، وفندوا شبهاتهم ودعاواهم، ودعوهم للرجوع، فأظهروا الاقتناع والخضوع والعزم على الرجوع.

-   لبى الخليفة للوفد المصري طلبه بعزل واليه على مصر؛ عبد الله بن أبي السرح، وتعيين محمد بن أبي بكر الصديق واليا عليهم، فخرج معهم. وعاد الصحابة للمدينة.

وفي المشاركة المقبلة إن شاء الله
: كيف تطورت الأمور حتى وصلت إلى مقتل الخليفة؟؟!
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2016-06-16, 14:57:35
جزاك الله خيرا يا هادية على تعبك ومجهودك لتفنيد هذه الشبهات حول سيدنا عثمان رضي الله عنه.

هناك فقرة لم أفهمها جيدا، سأضع خطا تحتها:

اقتباس

12-   لم يقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب بالهرمزان.
الرد: قيل أن الهرمزان هو الذي أعطى السكين التي طعن بها عمر بن الخطاب  إلى أبي لؤلؤة المجوسي قاتله، وأنه حرضه على قتله، فقتله ابن عمر بأبيه. فابن عمر كان متأولاً، ويرى أن الهرمزان شريك في القتل، وهذه شبهة يُدرأ بها الحد عنه. هذا إن صدقت الرواية التي تقول أنه لم يقم عليه الحد، وهناك رواية أخرى تقول: "قال القماذبان يحدث عن قتل أبيه: كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، فمر فيروز بأبي ومعه خنجر له رأسان، فتناوله منه وقال: ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال آنس به، فرآه رجل، فلما أصيب عمر قال: رأيت هذا مع الهرمزان، دفعه إلى فيروز، فأقبل عبيدالله فقتله، فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه، ثم قال: يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله، فخرجت به وما في الأرض أحد إلا معي، إلا أنهم يطلبون إلي فيه، فقلت لهم ألي قتله؟ قالوا: نعم. وسبوا عبيدالله، فقلت: أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا: لا. وسبوه، فتركته لله ولهم، فاحتملوني، فوالله ما بلغت المنزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم".

العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-21, 13:21:05
أعتذر منك أختي الحبيبة سيفتاب على تأخري في الرد

حكاية الهرمزان، أن أناساً من المدينة المنورة شهدوا بأنهم رأوه يعطي السكين المسمومة التي قتل بها سيدنا عمر إلى قاتله أبي لؤلؤة المجوسي..
فلما قتل سيدنا عمر، غضب ابنه عبيد الله (أظنه ابن سيدنا عمر الأصغر، وليس صحابيا) وتملكه الحزن والغيظ، فلما سمع بما قاله هؤلاء،
فانطلق عبيد الله بن عمر ليثأر لأبيه، فقتل الهرمزان
وكان أبو لؤلؤة المجوسي قد قبض عليه الصحابة وقتل في مكانه، لأنه جلس يطعن في المصلين وهو خارج من المسجد بعدما طعن سيدنا عمر، فألقوا عليه ثوبا ليعيقوا حركته وقتلوه...
فاشتكى ابن الهرمزان وطلب بالقصاص من قاتل أبيه، على اعتبار ان عبيد الله قتله دون بينة، ودون محاكمة، ودون اذن من ولي الأمر، وزعم أن اباه كان مسلما، وكونه كان ممسكا بالسكين التي قتل بها سيدنا عمر وواقفا مع قاتله لا يعتبر دليلا على تواطئه أو اشتراكه في الجريمة..

فطلب القماذبان ابن الهرمزان  بالقصاصمن عبيد الله بن عمر
شبهة المتهمين لسيدنا عثمان رضي الله عنه، ان سيدنا عثمان رضي الله عنه تحيز لابن صاحبه، أي لابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلم يقتله قصاصا، وهذا ظلم وليس عدلا

فهناك روايتان: رواية تقول انه دفع عنه القصاص لأنه قتله بشبهة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ادرؤوا الحدود بالشبهات، فيعزر ولا يقتل، لأنه ظن أنه يقتله بحق القصاص لأبيه الخليفة عمر رضي الله عنه
والرواية الثانية هي التي أوردتها هنا
والعبارة التي وضعت تحتها خط تعني:

يقول القماذبان  ابن الهرمزان: خرجت بعبيد الله بن عمر الى ساحة القصاص لأقتص منه، وليس في المدينة رجل الا وهو يوافقني على حقي في القصاص منهم، لكنهم كانوا يطلبون إلي فيه، أي يشفعون له، ويطلبون مني ان اسامحه وأعفو عنه،
 فقلت لهم ألي قتله؟ أي سألتهم أليس من حقي أن أقتله؟؟
قالوا: نعم. وسبوا عبيدالله،، كأنهم كانوا يشتمون عبيد الله لينفثوا غضب ابن الهرمزان، فيخف غيظه عليه قليلا، ويتجه للعفو عنه، لاحظي أن الهرمزان وابنه القماذبان كانا من أسرى الفرس الذين أسلموا، لهذا كان الهرمزان موضع شبهة تواطؤ، وكان ابنه يريد أن يتحقق من عدل الاسلام وسريان نظامه على الجميع دون محاباة لأحد على حساب أحد،
ولاحظي موقف المسلمين وهم يرون خليفتهم قتل، وابن خليفتهم سيقتل قصاصا!!
  فقلت أي القماذبان : أفلكم أن تمنعوه؟ أي هل يحق لكم أن تمنعوا عنه القصاص، وتحرموني من حقي في ذلك؟؟
قالوا: لا. وسبوه، أي سبوا عبيد الله بن عمر بن الخطاب مجددا، يعني تخيلي الموقف، يشتمون عبيد الله ويشفعون له في نفس الوقت، 
فتركته لله ولهم،أي عفوت عنه لوجه الله، واستجابة لطلبهم، وهذا دليل على حسن اسلام القماذبان
 فاحتملوني، فوالله ما بلغت المنزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم".  أي فرحوا بما فعله القماذبان من عفوه عن القصاص، فحملوه على رؤوسهم وأيديهم فلم يصل البيت الا وهو محمول على رؤوسهم من شدة فرحهم بعفوه وتقديرهم لما فعل

أليست قصة مدهشة
والله تدمع عيني كلما قرأتها وأندهش من هذا التاريخ العظيم
هل في أمم الأرض له نظير؟؟
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2016-06-21, 17:41:37
جزاك الله خيرا كثيرا يا هائية قصة مدهشة فعلا.

كلمة "يطلبون إلي فيه" هي التي لم أكن أعرف معناها وجعلتني لا أتمكن من فهم باقي الفقرة فجزاك الله خيرا على التوضيح يبدو أني بحاجة إلى دروس في اللغة العربية من أول وجدديد.

القصة عجيبة فعلا والأغرب أنهم اعتبروا موقف سيدنا عثمان شبهة فسبحان الهادي للفطرة السليمة.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-23, 13:18:37
تفاقم الأمور ومقتل الخليفة:

    
-   مر على الوفد المصري راكب وكأنه ضل طريقه، فوجدوا معه كتاباً، عليه ختم الخليفة، فيه أمر من الخليفة إلى واليه على مصر بقتل محمد بن أبي بكر، وقتل الوفد المصري، فعاد الوفد إلى المدينة غاضبا ثائراً.

-   ماكاد يستقر الصحابة في المدينة حتى أروعهم التكبير داخل أزقتها، ومحاصرة دار سيدنا عثمان ، ورجع أهل الكوفة، وأهل البصرة، وزعموا  أنهم عادوا تضامناً مع أهل مصر، فقال علي : فما أدراكم بعودة أهل مصر؟

-   يظهر هنا التخطيط والتآمر المدبر، وأن قادة الفرق الثلاثة قد تواطؤوا على هذا قبل رحيلهم، وتبين أن الكتاب مزور؛ فقد أقسم الخليفة أنه لم يكتبه ولم يأمر بكتابته. واتهموا كاتب الخليفة مروان بن الحكم الأموي بتزويره، فنفى ذلك، ومروان من الثقات العدول ومن رجال الحديث.

-   بعث الخليفة إلى العمال في الأمصار؛ ليرسلوا إليه الجند؛ لنصرته، وإخراج المنحرفين من المدينة، فلما علم الثائرون بذلك شددوا الحصار، وأسكتوا الصحابة، وحصبوا بعضهم.

-   ثار الصحابة وأبناؤهم وأرادوا قتال المنحرفين، إلا أن الخليفة منعهم؛ خشية إراقة الدماء في المدينة والتضحية بالصحابة.

-   شددوا عليه الحصار ومنعوه من الخروج، ومنعوا الصحابة من الدخول عليه، ومنعوا عنه الماء والطعام، وحوصر نيفاً وأربعين ليلة، ونصبوا رجلا منهم يصلي بالناس، وهو زعيم المصريين: الغافقي بن حرب العكي.

-   خرج ابن عباس  أميراً على الحج، وفيه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بأمر من الخليفة؛ للحفاظ على هيبة الدولة، وتسيير مصالح الناس، وعدم تعطيلها أو ترويعهم.

-   اقتربت الأمداد من المدينة؛ فخاف المنحرفون، وهجموا على الدار، فصدهم أبناء الصحابة، فتسوروا الدار من الخلف في حين غرة واقتحموها، وقتلوا الخليفة وغلامه، وقطعت أصابع زوجته، ونهبوا بيت مال المسلمين، وذلك في 18 ذي الحجة 35 هـ.

-   كان مع الثوار الذين تسوروا الدار محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ليس من الصحابة، فأمه أسماء بنت عميس رضي الله عنها، تزوجها أبو بكر بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في خيبر، (أو إبان حجة الوداع)، وولدت محمدا قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعامين أو أقل، ورُبيّ في حجر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد استماله أهل الفتنة واستثاروه، وحرضوه على عثمان رضي الله عنه، خاصة بعد أن طلبوه أن يكون واليا عليهم، ثم زوروا الكتاب الذي يأمر بقتله، فنقم على عثمان رضي الله عنه، وكان له دور سيء في الفتنة والحصار، وتسور معهم الدار على عثمان رضي الله عنه ، لكنه لما كلمه عثمان وذكره بمنزلته من الرسول  صلى الله عليه وسلم ومن أبيه أبي بكر رضي الله عنه ندم، وأراد أن يتراجع، ولكن كان قد فات الأوان، وقدّر الله، وما شاء فعل.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-23, 13:31:42
مميزات اجتهاد سيدنا عثمان رضي الله عنه في مواجهة الفتنة.
    

-   فدى الصحابة بنفسه، وحقن دماء المؤمنين: فقد رفض أن يقاتل الصحابة الثوار في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم  لما حاصروه؛ خشية أن تراق الدماء في المدينة ويهلك الصحابة، قال: "والله لا أتوقى بالمؤمنين، ولكن أوقي المؤمنين بنفسي". وهذه شجاعة ما بعدها شجاعة.
(قارنوا هذا بما يفعله الطواغيت من إبادة شعوبهم وجيوشهم للحفاظ على عروشهم).

-   رفض أن يهرب، صبر وثبت، ورفض أن يترك دار هجرته، وجوار رسوله صلى الله عليه وسلم . "وَكَانَ مُعَاوِيَة قَدْ قَالَ لِعُثْمَانَ غداة ودعه وخرج: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ انطلق معي إِلَى الشام، قبل أن يهجم عَلَيْك من لا قبل لك بِهِ، فإن أهل الشام عَلَى الأمر لم يزالوا. فَقَالَ : أنا لا أبيع جوار رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  بشيء، وإن كَانَ فِيهِ قطع خيط عنقي. قَالَ: فأبعث إليك جندا مِنْهُمْ، يقيم بين ظهراني أهل الْمَدِينَةِ، لنائبة إن نابت الْمَدِينَةِ أو إياك .قَالَ: أنا أُقتِّر عَلَى جيران رَسُول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم الأرزاقَ بجندٍ يساكنهم؟ وأضيق عَلَى أهل دار الهجرة والنصرة.؟ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لتُغتالَنَّ، أو لتُغزين. قَالَ: حسبي اللَّه ونعم الوكيل."

-   حفظ للخلافة هيبتها وللدولة كيانها، حين رفض أن يجيب الخارجين إلى خلع نفسه، لئلا تصبح الخلافة ألعوبة في أيدي الغوغاء. قال: "وَاللَّهِ لأَنْ أُقَدَّمَ فَيُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْلَعَ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ  صلى الله عليه وسلم بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ". 
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-23, 13:33:08
خاتمة:

إن قتل الخليفة لم يكن هو الغاية التي خطط لها رؤوس الفتنة، ولو كانت كذلك لسكنت الفتنة بمقتله، ولكنها ثارت واشتعلت وطارت كل صوب، بل كانت غايتها هدم حقيقة الإسلام، والنيل من عقيدته، وتشويه مبادئه في شخص الخليفة المقتول، وتشجيع الغوغاء على التطاول على خيرة الصحابة، حملة الدين، وحماته، وإثارة الأحقاد والخلافات بين المسلمين، وإضعاف الأمة؛ لذا توالت الفتن، واستمر عمل السبأية في إشعالها بين الصحابة وأتباعهم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وأرضاه.

مراجع البحث
1-   كتب الحديث والسنن.
2-   التاريخ الإسلامي/ لمحمود شاكر
3-   تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين/ أ.د. محمد أمحزون
4-   العواصم من القواصم/ لأبي بكر ابن العربي/ وتحقيق محب الدين الخطيب
5-   الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي/ فريق د.راغب السرجاني
6-   محاضرات صوتية للدكتور وجدي غنيم
7-   محاضرات صوتية للدكتور راغب السرجاني


العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2016-06-25, 02:46:17
جزاك الله خيرا يا هادية على هذا الموضوع

كلما أتذكر أو أقرأ ما حدث لسيدنا عثمان أشعر بغصة وأعتصر ألما وكأن لم يكن كافيا ما حدث له فأضافوا له الشبهات بعد ذلك رحمه ورضي عنه وجزاه خيرا عن المسلمين
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2016-06-25, 19:39:51
جزاك الله خيرا يا هادية على هذا الموضوع

كلما أتذكر أو أقرأ ما حدث لسيدنا عثمان أشعر بغصة وأعتصر ألما وكأن لم يكن كافيا ما حدث له فأضافوا له الشبهات بعد ذلك رحمه ورضي عنه وجزاه خيرا عن المسلمين

صدقت يا سيفتاب
وانه لمن المؤلم ان تجدي كثيرا من الكتاب الاسلاميين ينساقون وراء هذه الروايات الضعيفة فيغمزون سيدنا عثمان بضعف الشخصية والعجز عن ضبط المجتمع كما كان الحال في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه، وينعتونه بانه صحابي جليل صالح لكنه لم يكن له خيرة بالسياسة فخدعه اقاربه الامويون وسيطروا عليه

لقد كان سيدنا علي رضي الله عنه اشبه الناس بقوة وشخصية وسيرة عمر، ومع ذلك لم يستطع ان يضبط المجتمع الذي استعرت فيه نار الفتن حتى طاشت منها العقول

وقد كان سيدنا عثمان رضي الله عنه في منتهى القوة والثبات ورباطة الجأش والشجاعة والحلم والحنكة السياسية في معالجة هذه المؤمرات
ولو حاولنا ان نتخيل اي سيناريو اخر لمعالجة الفتنة في ذلك الوقت فلن نرى الا انه كان سيقود لنتائج كارثية اكبر مما حصل
لقد افتدى رحمه الله المسلمين والصحابة بنفسه
ورفض ان يسن سنة البطش بالرعية، واخذ الناس بالشبهات، والقمع، واختار السياسة والحوار والتسكين، ثم رفض ان تزهق الارواح دفاعا عن شخصه.
رضي الله عنه وارضاه
والحقنا به في مستقر رحمته
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-12-13, 09:40:01
يتبع إن شاء الله بموضوع عن خلافة سيدنا علي رضي الله عنه، والفتن  التي وقعت في عصره، وكيف واجهها، وموقعة الجمل وموقعة صفين...
وهي مواضيع في غاية الحساسية

علما ان مسلسل (الحسن والحسين) بطولة رشيد عساف، قد تعرض لهذا العهد بالتفصيل، بشكل ممتاز وصحيح وموثق، ومراجع ممن قبل ثلة من علماء المسلمين
فمن أحب فليتابع ذلك المسلسل على اليوتيوب

وهذا رابطه


https://www.youtube.com/watch?v=xboWjQ7LlBI
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-12-13, 21:23:52
أهلا وسهلا.. متابعة إن شاء الله.

فكرة المسلسل جيدة، ربما أتابعه إن يسر الله. جزاك الله خيرا
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: جواد في 2018-12-14, 14:28:18
يتبع إن شاء الله بموضوع عن خلافة سيدنا علي رضي الله عنه، والفتن  التي وقعت في عصره، وكيف واجهها، وموقعة الجمل وموقعة صفين...
وهي مواضيع في غاية الحساسية

علما ان مسلسل (الحسن والحسين) بطولة رشيد عساف، قد تعرض لهذا العهد بالتفصيل، بشكل ممتاز وصحيح وموثق، ومراجع ممن قبل ثلة من علماء المسلمين
فمن أحب فليتابع ذلك المسلسل على اليوتيوب

وهذا رابطه


https://www.youtube.com/watch?v=xboWjQ7LlBI

جزاكم الله خيرا، هذه مهمة ليست بالسهلة أبدا، أعانكم الله.
العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2019-02-15, 16:55:16
يتبع إن شاء الله بموضوع عن خلافة سيدنا علي رضي الله عنه، والفتن  التي وقعت في عصره، وكيف واجهها، وموقعة الجمل وموقعة صفين...
وهي مواضيع في غاية الحساسية

علما ان مسلسل (الحسن والحسين) بطولة رشيد عساف، قد تعرض لهذا العهد بالتفصيل، بشكل ممتاز وصحيح وموثق، ومراجع ممن قبل ثلة من علماء المسلمين
فمن أحب فليتابع ذلك المسلسل على اليوتيوب

وهذا رابطه


https://www.youtube.com/watch?v=xboWjQ7LlBI

جزاكم الله خيرا، هذه مهمة ليست بالسهلة أبدا، أعانكم الله.

نعم صحيح
ولكن بتوفيق الله انتهيت منها قبل عامين تقريبا
لكنها ليست مطبوعة بالكامل عندي
وهذا ما يعرقل نشرها.
أسأل الله التيسير

انا بالمناسبة توقفت تماما عن النشر على النت
وبقي ترددي على المنتدى للاستفادة ىالاقتباس من مواضيعنا القديمة
فقد كانت جهودا جديرة بالتقدير
أسأل الله ان ينفع بها ويكتب لنا اجرها

العنوان: رد: سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم
أرسل بواسطة: أحمـد في 2019-02-18, 12:48:37
آمين